أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 09 أذار 2016

 

دي مستورا: لا نهاية محددة لـ«هدنة سورية».. والمحادثات تستمر حتى 24 آذار

جنيف – رويترز

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا اليوم (الأربعاء) إن اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية، هو لأجل غير مسمى من وجهة نظر الأمم المتحدة والقوى الكبرى، ليهدم اعتقاداً ساد على نطاق واسع بأنه يجب تجديد الهدنة بعد أسبوعين.

ويعتزم دي ميستورا إطلاق محادثات سلام موضوعية يوم الاثنين. وقال إنها ستركز على قضايا الحكم وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً ودستور جديد.

ولن تستمر هذه الجولة إلى ما بعد 24 آذار (مارس) ثم تكون هناك استراحة تستأنف بعدها المحادثات.´

 

إيران تتحدث عن «كلام جديد» لتركيا في شأن الأزمة السورية

طهران – محمد صالح صدقيان

قال مصدر إيراني مطلع لـ «الحياة» إن طهران سمعت من رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الذي زارها السبت الماضي، كلاماً يختلف عن الكلام السابق ومواقف جديدة من أنقرة في شأن العلاقات الثنائية وكذلك في شأن الأزمة السورية.

وقال المصدر إن الإيرانيين يعتبرون أن نتائج زيارة أوغلو «ستساهم في جعل أجواء المنطقة تسير باتجاه الاستقرار والأمن»، لافتاً إلی أن طهران «لا تريد المفاضلة بين جيرانها وإنما تريد الحفاظ علی علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار»، في إشارة إلی علاقات طهران مع موسكو وأنقرة.

وأوضح أن رئيس الوزراء التركي داود أوغلو طلب من طهران التوسط لترطيب العلاقات مع موسكو، في مقابل سعي أنقرة إلى ترطيب العلاقات الإيرانية – السعودية، مشيراً إلی أن «عودة العلاقات الطبيعية بين موسكو وأنقرة ينسجم مع المصالح الإيرانية».

ولفت إلی إن الجانب الإيراني أوضح لأوغلو أن تعزيز التعاون السياسي والأمني بين إيران وتركيا ينعكس إلی حد كبير علی العلاقات الاقتصادية التي يريد البلدان أن تصل الی مستوی 50 بليون دولار سنوياً كقيمة التبادل التجاري بينهما، مشيراً إلی أن أوغلو أكد أمام الإيرانيين أن المشاريع المطروحة أمام سورية كالفيديرالية او التقسيم لا تخدم المصالح التركية. وأوضح أن طهران لمست من الجانب التركي رغبة في تغيير المسار من الأزمة السورية، رابطاً ذلك بشعور الأتراك بابتعاد الجانب الأميركي عن تبني موقفهم واقترابه من روسيا.

وفي شأن الزيارة التي يقوم بها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة، قال المصدر إن بايدن يريد ترتيب الأوضاع مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة «ونأمل بأن تصب نتائج هذه الزيارة في أمن المنطقة واستقرارها».

وقلل المصدر من أهمية الاتفاق الروسي – الأميركي في شأن سورية، لكنه رأی أن وقف إطلاق النار بهذه السرعة وبالآليات التي تم التوافق عليها «يساعد الجماعات المسلحة في تغيير المعادلة علی الأرض… لأن هذه الجماعات تعمل علی تغيير ألوانها ومواقعها في شكل يعزز مواقعها في المناطق التي تسيطر عليها»، موضحاً أن هذا الموقف نُقل إلى المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي زار طهران أول من أمس.

ونقل المصدر أن طهران شددت أمام المبعوث الروسي على ضرورة عدم التحدث عن أي نموذج للحكم في سورية قبل انتهاء الحرب فيها وإفساح المجال آنذاك للشعب السوري لتقرير مصير بلده، في رد على فكرة الفيديرالية التي طُرحت في موسكو.

ونفی المصدر أن تكون هناك ترتيبات سياسية أو توافقات تمت بين طهران وأطراف دولية او إقليمية من أجل مقايضة اليمن بسورية بالنسبة إلى إيران، موضحاً «أن إيران قالت منذ البداية إنها لم تتدخل عسكرياً في اليمن وليس لديها مستشارون إيرانيون علی الاراضي اليمنية وانها تكتفي بتقديم المساعدات الانسانية وعبر الأطر الدولية والإغاثية».

 

أميركا تُكرر برنامج تدريب «المعتدلين» لقتال «داعش»

نيويورك، لندن، واشنطن، إسطنبول – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

يبدأ ممثلو الحكومة السورية والمعارضة في الوصول إلى جنيف خلال الأيام المقبلة استعداداً لبدء جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة، في وقت كشف الجيش الأميركي أنه طلب الإذن من إدارة الرئيس باراك أوباما لإحياء برنامج تدريب معتدلين من المعارضة لقتال «داعش»، بعد سنة من إلغاء البرنامج الذي كلّف ملايين الدولارات وانتهى بفشل ذريع.

وقال الجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية التي تشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط في جلسة لمجلس الشيوخ أمس، إنه طلب الإذن بإحياء جهود تدريب عناصر معتدلة من المعارضة السورية لمحاربة «داعش»، لكن على نطاق أصغر من البرنامج السابق الفاشل.

وقال أوستن: «طلبت الإذن لإحياء تلك الجهود بالاستعانة بنهج مختلف»، موضحاً أنه على النقيض من الجهود السابقة، التي كانت تهدف إلى تجنيد وتدريب وحدات كاملة من المقاتلين لإعادة نشرهم في سورية، ستركز المساعي الجديدة على برنامج تدريب أقصر أجلاً لمجموعات أصغر.

وفي نيويورك، أعلنت الأمم المتحدة أن جولة المحادثات السياسية في جنيف ستبدأ اليوم الأربعاء بـ «اجتماعات للجنة مراقبة وقف الأعمال القتالية، ومجموعة العمل للشؤون الإنسانية» على أن تبدأ المحادثات السياسية مع أطراف المفاوضات مع «وصولهم بشكل متتال بين ١٢ و١٤ من الشهر الحالي». وأوضح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن لائحة المدعوين إلى جولة المحادثات الحالية «هي نفسها التي وجهت الدعوات على أساسها في الجولة الماضية» لكنه أشار الى أن المبعوث الخاص الى سورية سيتفان دي ميستورا «هو المرجع في الإجابة عن هذه الأسئلة». وقال إن دي ميستورا سيعقد مؤتمراً صحافياً اليوم مع انطلاق جولة المحادثات في جنيف، على أن يبدأ فريقه اللقاءات مع المدعوين الى المفاوضات «مع وصولهم بشكل متتابع الى جنيف في ١٢ و١٣ و١٤ الشهر الحالي».

وفي جنيف، قالت جيسي شاهين الناطقة باسم المبعوث الدولي، إن دي ميستورا ينوي بدء المفاوضات حول جوهر التسوية السياسية الأحد، مشيرة الى أن الوفود السورية ستحضر في الأيام المقبلة بسبب جملة من المشاكل اللوجستية المرتبطة بمعرض السيارات الدولي في جنيف.

وقال رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل، إنه وستة معارضين آخرين سيبدأون بالوصول إلى جنيف السبت. وبين الذين سيحضرون في الدفعة الأولى سليم خيربيك وفاتح جاموس وعباس حبيب ومازن مغربية، فيما يأتي نمرود سليمان من أميركا وجهاد المقدسي من الإمارات. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن رئيس «مجلس سورية الديموقراطي» هيثم مناع، قوله إنه يرفض المشاركة ما لم يدع ثمانية من ممثلي الأحزاب الكردية والإدارة الذاتية.

وأعلنت شاهين، من جهتها، أن المبعوث الدولي دعا وفود الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات وبعض المشاركين في لقاءات موسكو والقاهرة، و «لن توجه دعوات أخرى»، في إشارة إلى رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم. واتهم مسلم في مقابلة مع «رويترز» أمس، جماعات من فصائل المعارضة بوضع العراقيل في مسار محادثات السلام.

وبالتوازي مع مسار جنيف، أطلقت موسكو مساراً آخر عبر استضافتها شخصيات سياسية وعسكرية قريبة من النظام، إلى القاعدة العسكرية في اللاذقية غرب سورية. وأفيد عن قيام طائرة عسكرية بنقل معارضين مقبولين من النظام من مطار دمشق إلى مطار حميميم للبحث في أمور سياسية. وقالت مصادر مقربة من موسكو إن الحكومة الروسية سعت الى «احتواء معارضي الداخل الذين لم تتم دعوتهم إلى جنيف، بعقد لقاءات معهم في قاعدتها العسكرية».

وأشارت إلى أن الشخصيات العسكرية والسياسية المدعوة تناولت موضوع تعديل الدستور والحل السياسي في البلاد.

ميدانياً، أفادت وسائل إعلام تركية أمس بأن شخصين قُتلا واثنين آخرين على الأقل جُرحا عندما سقطت ثمانية صواريخ كاتيوشا أطلقت من منطقة يسيطر عليها «داعش» في سورية على مدينة كيليس التركية القريبة من الحدود. ورد الجيش التركي بإطلاق النار على مواقع «داعش» في سورية «عملاً بقواعد الاشتباك»، وفقاً لمصادر أمنية. واتهمت الحكومة التركية رسمياً «داعش» بإطلاق الصواريخ.

وفي مدينة حلب (شمال سورية)، اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية فصائل المعارضة السورية بقصف حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه في مدينة حلب بقذائق كيماوية تحوي مادة فوسفورية.

 

«أطفال الخلافة» للقتال و «اللآلئ» لخدمة الأزواج فقط

لندن – «الحياة»

حذّر تقرير صدر أمس في لندن، من مخاطر تحويل تنظيم «داعش» الأطفال الذين ينشأون في ظل «خلافته» إلى قنابل بشرية موقوتة، مشيراً إلى أن التنظيم يعمد إلى تلقينهم منذ الصغر تفسيراً بالغ التشدد للتعاليم الدينية ويربيهم على مشاهدة عمليات القتل والتعذيب، ما يُنذر بمستقبل دام لمن يصفهم التقرير بـ «أطفال الخلافة».

وصدر التقرير عن مؤسسة «كويليام» البريطانية لمكافحة التطرف، بالاشتراك مع جمعية «مبادرة روميو دالير للجنود الأطفال» ومنظمة «اليونيسكو». وقال رئيس «كويليام» نعمان بن عثمان قبل توزيع البحث الذي أعده بالاشتراك مع الباحثة في المؤسسة نيكيتا مالك: «هذه واحدة من أحلك الأيام. فالأطفال مفتاح المستقبل، والتنشئة في دولة داعش تبدأ من الولادة، ثم تزداد تشدداً في المدارس ومعسكرات التدريب. يتم تعليم الأطفال وفق تفسير خاص للشريعة، ويتم نزع أي شعور منهم تجاه العنف، ويتعلمون مهارات بهدف رفع راية الجهاد!». وقالت مالك إن البحث يُظهر أن «هناك 31 ألف امرأة حامل في الدولة، وهذا أمر مقلق حقاً. هذا التقرير يملأ الفراغ في الأبحاث المتعلقة بالأطفال في التنطيم. من واجب المجتمع الدولي أن يأخذ المبادرة بدل أن يكتفي بأسلوب رد الفعل عندما يركّز على هؤلاء الأطفال».

ومن ضمن ما يكشفه التقرير، أن هناك قرابة 50 طفلاً بريطانياً يتم تعليمهم «الجهاد» في سورية والعراق. وعلى رغم أن هذا التنظيم لجأ في السابق إلى «خطف أطفال» بهدف ضمهم إلى جنوده (مثل أطفال «السبايا» الإيزيديات)، إلا أن تقرير «كويليام» يشير أيضاً إلى «ضغوط» تُمارس على الأطفال في مناطق سيطرة التنظيم بهدف «إخافتهم» ودفعهم إلى الالتحاق به طوعاً.

وشرح التقرير أن «أطفال الدولة» يتعلمون منهجاً بالغ التشدد حالياً، إذ حُذفت منه مواد مثل الفلسفة والرسم والدراسات الاجتماعية من المناهج التعليمية، في حين يتم تحفيظ الطلاب آيات من القرآن الكريم ويُنقلون لحضور «تدريب جهادي» يتضمن إطلاق النار واستخدام الأسلحة والفنون القتالية. أما البنات، اللواتي يوصفن بـ «لآلئ الخلافة»، فيتم تعليمهن ارتداء الحجاب منذ الطفولة، ولا يُشاهدن خارج المنزل، كما يتم إقناعهن بأن مهمتهن العناية بأزواجهن عندما يتأهلن.

وبعدما حذّر التقرير من أن تنشئة الأطفال في ظل حكم «داعش» يؤثر سلباً في نموهم الجسدي والنفسي، أشار إلى أنه سجّل بين آب (أغسطس) 2015 وشباط (فبراير) 2016 ما يصل إلى 254 حالة استخدم فيها «داعش» الأطفال في دعايته. وقسّم التقرير هذا الظهور الدعائي إلى خمس فئات: مشاركة الأطفال بأنفسهم في العنف، الاعتياد على العنف، لعب دور في بناء الدولة، إظهار دولة «داعش» بوصفها الدولة المثالية، والشكوى من السياسات الأجنبية ضد المسلمين. ولفت التقرير إلى أن الفئة الأولى كانت هي المهيمنة، وتمثلت في مشاركة الأطفال بأنفسهم في القتل أو مشاهدة عمليات القتل والعنف.

ووفق التقرير، فإن «ولايات» تنظيم «داعش» في العراق كانت أكثر من استخدم في إعلاناتها الدعائية الأطفال والصغار في العمليات القتالية أو كمفجرين انتحاريين. وفي الشهور الستة الماضية، أظهرت دعاية «داعش» 12 طفلاً «سفّاحاً» وطفلاً واحداً يشارك في عملية إعدام علنية. وكانت «ولايات داعش» في سورية أكثر من استخدم «الأطفال السفاحين» في إصداراتها، في حين كانت «ولايات» العراق أكثر من استخدم الأطفال كمقاتلين أو انتحاريين.

ويقترح التقرير مجموعة توصيات للتعامل مع الأطفال الذين يعودون من «خلافة داعش» أو يفرون منها، وبينها وضعهم تحت الرقابة للتأكد من تخليهم عن «العنف الراديكالي» وإعادة دمجهم في المجتمعات الأوروبية.

 

المحادثات السورية تبدأ في 14 آذار وواشنطن لإحياء تدريب معارضين

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أعلنت الامم المتحدة ان جولة جديدة من المحادثات التي تهدف الى انهاء الحرب في سوريا ستبدأ في جنيف في موعد اقصاه 14 اذار.

وأكدت الناطقة باسم المبعوث الأممي الخاص الى سوريا ساتافان دو ميستورا، جيسي شاهين، خطط الأخير لمعاودة المحادثات “ابتداء من بعد ظهر 9 آذار”. وقالت ان دو ميستورا وفريقه “مستعدان لاستقبال جميع المشاركين ابتداء من اليوم… وسيعقدون اجتماعات تحضيرية قبل المناقشات الجوهرية”.

الا انها أضافت ان هذا الاسبوع “صعب جداً من الناحية اللوجستية” نظراً إلى اقامة معرض سيارات كبير في جنيف، مما أدى الى ازدحام فنادق المدينة، فيما سيصل المشاركون في المحادثات في مواعيد مختلفة، لكن “المفوض سيبدأ اجتماعات جوهرية مع الموجودين في جنيف في موعد اقصاه 14 آذار”.

وتأمل الامم المتحدة في معاودة محادثات السلام التي انهارت الشهر الماضي والبناء على وقف النار الذي أدى الى انخفاض كبير للعنف في سوريا للمرة الأولى منذ نشوب الحرب قبل خمس سنوات.

وناقش الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون الازمة السورية مع المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل خلال زيارة لبرلين.

 

خروقات للهدنة

في غضون ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع أنها سجلت سبعة انتهاكات لاتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا خلال الساعات الـ 24 الأخيرة. وقالت إن أربعة انتهاكات سجلت في محافظة حلب وسجل انتهاكان في إدلب وواحد في اللاذقية.

 

مقتل أبو عمر الشيشاني

وفي تطور لافت، أبلغ مسؤولون أميركيون “رويترز” إن القيادي البارز في تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أبو عمر الشيشاني – وهو مواطن من جورجيا متمركز في سوريا – ربما قتل في غارة جوية في 4 آذار شنّها الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة قرب بلدة الشدادي السورية.

وعرضت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن الشيشاني الذي قال مسؤولون إنه وزير الحرب فعلاً في التنظيم.

 

لا خطط لاستعادة الرقة

على صعيد آخر، قال قائد العمليات الخاصة الاميركية الجنرال جوزف فوتل خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إن الائتلاف الدولي لا يخطط حالياً لاستعادة مدينة الرقة السورية، معقل “داعش”.

واضاف :”لدينا استراتيجية للذهاب إلى الرقة وعزلها”، ولكن “لم نخطط” لاستعادة المدينة، ولا “للسيطرة” عليها بمواجهة هجوم محتمل للجهاديين.

واذا كان المسؤولون الاميركيون واضحين من حيث استعدادهم لاستعادة الموصل في أسرع وقت ممكن، فان نياتهم كانت دوماً غامضة قليلاً في موضوع الرقة، وغالباً ما يشيرون الى الرغبة في “عزل” المدينة.

ويعتمد التحالف الدولي في عملياته البرية ضد الجهاديين على “قوات سوريا الديموقراطية”، وهو تحالف من الجماعات المحلية التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية. لكن الرقة تقع خارج منطقة نفوذ الاكراد.

وأوضح فوتل انه “ربما نحو 80 في المئة” من “قوات سوريا الديموقراطية” هم من الاكراد.

الى ذلك، قال قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال لويد أوستن امام اللجنة نفسها ان “هدفنا هو تجنيد مزيد من العرب والتركمان”. وأفاد ان واشنطن تسعى، بهدف مواصلة تعزيز القوات المحلية القادرة على مواجهة الجهاديين، الى تدريب مقاتلين سوريين ولكن في شكل مختلف عن البرنامج السابق الذي أصيب بفشل ذريع. و”نريد التركيز على عدد أقل من الاشخاص نستطيع تدريبهم بكفايات محددة” على ان يتشاطروها لاحقا مع زملائهم.

وأعلن أنه طلب إذنا لإحياء جهود أميركية لتدريب مقاتلين في المعارضة السورية لقتال “داعش” ولكن على نطاق أضيق من برنامج فاشل سابق ألغي العام الماضي. وشرح أنه على النقيض من الجهود السابقة – التي كانت تهدف الى تجنيد وتدريب وحدات كاملة من المقاتلين لإعادة نشرهم في سوريا- ستركز المساعي الجديدة على برنامج تدريب أقصر أجلاً لمجموعات أصغر.

واتهمت “وحدات حماية الشعب” الكردية السورية إسلاميين وجماعات معارضة أخرى تقاتل قوات الرئيس بشار الأسد بقصف حي سكني تقطنه غالبية كردية في مدينة حلب الشمالية بمواد كيميائية.

 

النظام استعاد نقاطاً سيطرت عليها “النصرة” في جنوب حلب قتيل في سقوط صواريخ أطلقها “داعش” من سوريا على تركيا

المصدر: (و ص ف، رويترز)

استعاد الجيش السوري وحلفاؤه ليل الاثنين السيطرة على كامل النقاط التي دخلها مقاتلون من “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” في محيط بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، بينما سقط قتيل في بلدة حدودية تركية بسبب قصف صاروخي من سوريا.

أفاد ناشطون في المعارضة السورية أن الجيش وحلفاءه تمكنوا من استعادة السيطرة على بلدة العيس وتلتها في ريف حلب الجنوبي، عقب هجوم معاكس على المنطقة التي سيطرت عليها “جبهة النصرة” والفصائل المتحالفة معها ساعات، إثر هجوم على المنطقة بعد عصر الاثنين، وترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف متبادل وغارات للطيران الحربي والمروحي.

وكان الجيش السوري أعلن أن الهجوم الذي شنته جماعات مسلحة على تلة العيس في ريف حلب الجنوبي كان وراءه “جيش الفتح” المؤلف من الجماعات المسلحة وأبرزها “جبهة النصرة” الموجودة في حلب وإدلب.

واعتبر في بيان أن “الجماعات المسلحة في حلب وإدلب مسؤولة عن نقض هدنة وقف إطلاق النار… وعلى هذا الأساس تكون قيادات تلك الجماعات المسلحة قد رمت بعرض الحائط جمیع بنود الهدنة”.

وأكد الجيش وحلفاؤه أنه “بناء على الحق الطبيعي للجيش العربي السوري بالرد على هذا النقض الفاضح للهدنة المعلنة، فإنه ابتداء من تاريخ 8 آذار 2016 ستعاود القوات السورية العمليات في جميع جبهات حلب بالرد الفوري بما تراه مناسباً على أي خرق يطال كل الجبهات”.

 

قتيل تركي

من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية تركية إن شخصاً واحداً على الأقل قتل وأن آخر أصيب بعدما سقطت صواريخ على بلدة كيليس في جنوب تركيا أطلقت عبر الحدود من سوريا.

ونقلت شبكة “سي إن إن تورك” عن رئيس البلدية أن الجيش التركي رد بإطلاق النار بعدما أصاب صاروخ منطقة سكنية قرب مدرسة ثانوية. وأوضح أن ما يصل إلى ثمانية صواريخ أصابت البلدة.

وأظهرت مشاهد بثها تلفزيون “تي أر تي وورلد” الرسمي على الهواء مباشرة انفجاراً مدوياً في ما بدا منطقة سكنية أعقبه تصاعد أعمدة من الدخان الأسود من المباني القريبة.

وأوردت قناة “إن تي في” أن الصواريخ أطلقت من منطقة في سوريا يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وقال مصطفى حلمي دولجر وهو عضو محلي في البرلمان لشبكة “سي إن إن تورك” إن المدارس في كيليس أقفلت بعد القصف.

 

غارات الائتلاف

وجاء القصف الصاروخي غداة إعلان الجيش الأميركي أن قوات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفت “داعش” في العراق وسوريا بنحو 24 غارة قرب 15 مدينة.

وأفادت قوة المهمات الأمنية المشتركة أن 17 غارة نفذت في العراق وأصابت ثماني وحدات تكتيكية ومقرين وعددا من المواقع القتالية التي يستخدمها التنظيم المتشدد. وشنّت الغارات قرب 12 مدينة وأصابت أيضا الكثير من الأسلحة ومخابئ الإمدادات. ونفّذت سبع غارات قرب ثلاث مدن سورية وأصابت أربع وحدات تكتيكية تابعة لـ”داعش” بالإضافة إلى عبوة ناسفة بدائية الصنع في منزل ومصفاة وحدات لفصل الغاز والنفط وأهداف أخرى.

 

فرنسا

في غضون ذلك، صرّح رئيس اركان سلاح الجو الفرنسي الجنرال أندريه لاناتا بأن المقاتلات الفرنسية لن تكون قادرة على الانخراط في مسارح عمليات جديدة، وخصوصاً في ليبيا، الا اذا خفضت طلعاتها في مناطق اخرى.

وقال أمام جمعية الصحافيين المتخصصين في قضايا الدفاع: “لا يمكننا ان نكون موجودين في منطقة الساحل والمشرق وليبيا على حد سواء”. وأشار الى ان سلاح الجو الفرنسي ملتزم المشاركة ولكن في حدود قدراته، بما في ذلك عملياته الاستطلاعية والغارات التي يشنها على “داعش” في سوريا والعراق، انطلاقاً من قواعده في الأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة. واضاف: “بالتأكيد يمكنه تنفيذ مهمات استطلاعية وشن غارات” في ليبيا، لكن “ذلك يتطلب المفاضلة بين مسارح العمليات”.

ولاحظ انه لتنفيذ ذلك قد تكون ثمة ضرورة لاجراء “تعديلات إضافية من حيث عدد الموظفين والصيانة التشغيلية وحجم الأسطول”، وهذا يعني عملياً زيادة موارد سلاح الجو.

وشدد على ان “لا قرار سياسيا للتدخل في ليبيا” في الوقت الراهن، وان الخطوة الوحيدة الذي اتخذتها الجيوش الفرنسية هي المهمات الاستطلاعية لرصد الوضع في ليبيا.

 

قطار جنيف السوري يتحرك اليوم

أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن مفاوضات جنيف بين السلطات السورية والمعارضة ستنطلق فعلياً الاثنين المقبل، وأن المشاركين فيها هم أنفسهم من شاركوا في الجولة الأولى، وهو ما يعني أن روسيا لم تستطع كسر «فيتو» تركيا والسعودية، المتحكمتين بـ «الهيئة العليا للمفاوضات» والرافضتين لمشاركة السوريين الأكراد.

وفيما شنت «جبهة النصرة» هجوما على قرية في الريف الجنوبي لحلب ما استدعى من الجيش السوري الرد عليها، برز أمس، الاتهام التركي لتنظيم «داعش» بقصف الأراضي التركية بالصواريخ، ما أدى إلى مقتل مواطنين، وإصابة اثنين، فيما كان البنتاغون يعود إلى معزوفته القديمة، عن تدريب مسلحين سوريين «معتدلين» برغم فشل برنامج سابق كلف الإدارة الأميركية حوالي 500 مليون دولار.

وأعلنت المتحدثة باسم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، جيسي شاهين، في جنيف، أن جولة جديدة من المفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة ستبدأ في جنيف في موعد أقصاه 14 آذار الحالي.

وأكدت شاهين، في جنيف، خطط دي ميستورا لاستئناف المحادثات «ابتداء من بعد ظهر التاسع من آذار»، موضحة أن المبعوث الأممي وفريقه «مستعدون لاستقبال جميع المشاركين ابتداء من اليوم وسيجرون اجتماعات تحضيرية قبل المناقشات الجوهرية»، إلا أنها اعتبرت أن هذا الأسبوع «صعب جداً من الناحية اللوجستية»، بسبب إقامة معرض سيارات كبير في جنيف، ما أدى إلى ازدحام فنادق المدينة، فيما سيصل المشاركون في المحادثات في مواعيد مختلفة، ولكن «المفوض سيبدأ اجتماعات جوهرية مع الموجودين في جنيف في موعد أقصاه 14 آذار».

وأشارت شاهين إلى أن المشاركين الذين وجهت إليهم الدعوات هم أنفسهم من شاركوا في الجولة الأولى. وأعلنت السلطات السورية نيتها المشاركة في المفاوضات، بينما قالت «الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن اجتماع المعارضة في الرياض، إنها لا تزال تفكر في المشاركة رغم الهدنة على جبهات القتال».

وأوضحت انه من المقرر عقد اجتماع لمجموعة العمل التي تراقب وقف الأعمال العدائية وأخرى تعنى بالمساعدة الإنسانية في جنيف اليوم.

واتهم رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري صالح مسلم الجماعات المعارضة، المدعومة من السعودية، بوضع العراقيل في مسار محادثات السلام، معتبراً أن الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإجراء المفاوضات تواجه «عراقيل كثيرة». وأشار إلى أن حزبه لم يتلق دعوة حتى الآن لحضور المحادثات المقبلة.

وقال صالح مسلم، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، إن «العالم كله يتابع من تصريحاتهم: يضعون عراقيل. توجد عراقيل كثيرة على الطريق. العرقلة تأتي من معارضات الرياض. تحاول بشتى الوسائل أن تفشل مسار الحل السياسي» في إشارة إلى مطلب الهيئة بتحديد جدول أعمال يركز على تشكيل «هيئة حكم انتقالي» تؤدي إلى عزل الرئيس السوري بشار الأسد.

وشدد مسلم على أن الأولوية ينبغي أن تكون للتوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار والاتفاق على تحديد الجماعات المسلحة التي ينبغي تصنيفها بأنها إرهابية ثم مناقشة مستقبل سوريا بعد ذلك.

إلى ذلك، وبعد أيام من تحذير وزارة الدفاع الروسية من أن «جبهة النصرة» تقصف الأراضي التركية في محاولة لاستفزاز الجيش التركي لإطلاق النار، وإدخال وحداته إلى الأراضي السورية، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى تعطيل عملية السلام، تعرضت بلدة كيليس إلى سقوط صواريخ، ما أدى إلى مقتل شخصين، وإصابة اثنين.

وذكرت وكالة «دوغان» أن مدنيين تركيين قتلا، وأصيب اثنان، في سقوط ثمانية صواريخ أطلقت من منطقة يسيطر عليها تنظيم «داعش»، فيما ردت المدفعية التركية فورا على مصادر النار.

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن «داعش» مسؤول عن هجوم صاروخي على كيليس، معتبراً أن الهجوم يظهر مدى «هشاشة» اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، برغم أن التنظيم غير مشمول بهذا الأمر.

وقال الجنرال لويد أوستن، قائد القيادة المركزية التي تشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط في جلسة لمجلس الشيوخ، إنه طلب إذناً بإحياء جهود أميركية لتدريب مقاتلين في المعارضة السورية «المعتدلة» لقتال «داعش» لكن على نطاق أصغر من برنامج فاشل ألغي العام الماضي. وكان البنتاغون قد أوقف البرنامج بعد صرف حوالي 500 مليون دولار على مجموعة لم يتبقّ منها في الميدان سوى خمسة أشخاص، فيما سلم الباقون أسلحتهم إلى «جبهة النصرة» التي هاجمت أحد مقارّهم بعد دخولهم سوريا من تركيا.

وقال أوستن «طلبت الإذن لإحياء تلك الجهود بالاستعانة بنهج مختلف»، موضحاً أنه على النقيض من الجهود السابقة، التي كانت تهدف لتجنيد وتدريب وحدات كاملة من المسلحين لإعادة نشرهم في سوريا، ستركز المساعي الجديدة على برنامج تدريب أقصر أجلاً لمجموعات أصغر.

الى ذلك، استطاع الجيش السوري احتواء الهجوم الذي شنته «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية على منطقة العيس وتلالها في ريف حلب الجنوبي، واستردت هذه المناطق بعد ساعات من انسحابها منها جراء هجوم عنيف شنته الفصائل.

وعقب الهجوم، أصدرت قيادة عمليات الجيش السوري في حلب تعميماً أوضحت خلاله أن «المسلحين نقضوا الهدنة، الأمر الذي يعطي الحق للجيش السوري بالرد على هذا الخرق على جميع جبهات حلب»، حيث فتحت معركة غرب حلب استهدفت خلالها مواقع سيطرة المسلحين من جهة حي الراشدين. كذلك استهدفت مواقع سيطرة المسلحين في كل من أورم الكبرى القريبة.

(«الأناضول»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

«كتيبة البتار» من سوريا إلى بن قردان

عبد الله سليمان علي

جرى تعميدها في سوريا لتكون أيقونة الوحشية. وكلفت بالمهام القذرة التي يأنف حتى بعض المتشددين من ارتكابها. ونُسجت حولها قصص أشبه بالأساطير بخصوص قوتها وتنظيمها وعدم وجود حدود لممارساتها الدموية، وذلك في محاولة على ما يبدو لتكريسها كأداة للحرب النفسية قبل الحرب العسكرية.

هي «كتيبة البتار»، التي تعرف أيضاً بـ «كتيبة الحفاة»، لأن عناصرها الآتين من عمق الصحراء، كانوا يرفضون ارتداء الأحذية، وهو ما اعتبره البعض تعبيراً عن مدى قسوة المنتسبين إليها وقدرتهم على تحمل الظروف الجوية الصعبة أثناء القتال.

اليوم يظهر اسم «كتيبة البتار»، ولكن ليس في سوريا أو حتى العراق، بل باعتبارها الجهة التي اضطلعت بأدوار تخطيطية وقيادية وتنفيذية في الهجوم على مدينة بن قردان في الجنوب التونسي، وذلك بعد ورود معلومات في الأشهر القليلة الماضية حول انتقال أعداد من عناصرها من سوريا إلى ليبيا، برفقة بعض قادة تنظيم «داعش» الموفدين إلى ليبيا لتسعير نار الحرب فيها، ومن أبرزهم أبو أيمن العراقي «والي داعش» في الساحل السوري سابقاً.

وأشارت المعطيات الأمنية، التي تسربت فيما الهجوم كان ما يزال مستمراً في بن قردان، إلى أن منسق الهجوم عادل الغندري له ارتباطات مع القيادي في «كتيبة البتار» نور الدين شوشان الذي قضى نتيجة الغارة الجوية على صبراتة، الشهر الماضي. بدورها، أكدت مصادر إعلامية مقربة من «داعش» أن «كتيبة البتار» كانت رأس الحربة في الهجوم، على الرغم من أن التنظيم لم يتبن حتى الآن المسؤولية عن الهجوم رسمياً.

وكان قد أعلن عن تأسيس «كتيبة البتار» في سوريا في أواخر العام 2012 عبر بيان مصور، وجه المتحدث فيه شكرا خاصا إلى جمعيتين خيريتين في ليبيا، هما «جمعية شهداء مصراتة» و «شهداء حمزة»، لدورهما في تمويل الكتيبة ودعمها.

وتركز نشاط الكتيبة بدايةً في ريف اللاذقية، لكنها منذ أن بايعت تنظيم «داعش»، منتصف العام 2013، بدأت تتنقل بين المحافظات بحسب المهمة التي توكل إليها. ولعب مقاتلوها دوراً بارزاً في معارك المنطقة الشرقية بين تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» و «أحرار الشام»، حيث كان دخولها على خط معركة مركدة منعطفاً على طريق الحسم لمصلحة التنظيم.

ووجهت إلى الكتيبة اتهامات كثيرة بارتكاب المجازر وعمليات الذبح، وبعض أشهر عمليات الاغتيال والتعذيب، خصوصاً اغتيال «أمير النصرة في إدلب» أبو محمد الفاتح، وتعذيب معتقلي الفصائل المسلحة في دير الزور بأساليب غاية في الوحشية.

كذلك لعبت الكتيبة أدواراً مختلفة في معارك العراق، حيث شاركت في معركة بيجي وتكبدت نتيجتها خسائر كبيرة. وثمة معلومات غير مؤكدة تفيد أن العناصر التي تتولى حماية كبار قادة «داعش» كانوا بالأصل مقاتلين في هذه الكتيبة، وقد أوكلت إليهم مهمة الحماية بسبب الثقة الكبيرة التي يتمتعون بها، وكذلك لمهاراتهم القتالية العالية.

لكن بعد ذلك، وردت أنباء أن «كتيبة البتار» كانت من بين الكتائب التي قررت قيادة التنظيم حلها وتفكيكها لدمجها مع بعض الكتائب الحديثة، مثل «جيش الخلافة» و«كتيبة الاقتحامات الخاصة» و«جيش دابق». غير أن استمرار ذكر اسم الكتيبة بعد حلها يدلّ على أنها قد تكون أدمجت كما هي، في كتيبة أخرى من دون تفريق عناصرها وقادتها. وقد سقط آخر قيادي فيها قتيلاً أثناء معركة الشدادي التي خاضها «داعش» ضد «قوات سوريا الديموقراطية»، ويدعى أبو العباس الليبي (عبدالله باطوها) وذلك نتيجة غارة جوية. وفي التوقيت نفسه تقريباً قتل في درنة في ليبيا أبو منصور الليبي (عماد الزلطي) وهو أحد العائدين من سوريا إلى ليبيا.

وما يدل على قلة عدد هؤلاء العائدين هو أن العنصر التونسي الموجود بكثافة في ليبيا هو الذي هيمن على قيادة «كتيبة البتار» وليس العنصر الليبي كما هو الحال في سوريا، حيث كان يقودها عند التأسيس في سوريا الليبي وليد الجيلاني.

والهجوم على بن قردان ليس العملية الأولى التي تقوم بها الكتيبة في تونس. فقد وجهت لها اتهامات رسمية بالتخطيط وتنفيذ عدة عمليات إرهابية، أهمها عمليتا سوسة ومتحف باردو. والعملية الأخيرة نُسب دور كبير فيها إلى عادل الغندري (والد زوجته وأخويها من منتسبي الأجهزة الأمنية) الذي كان قد هرب إلى ليبيا منذ آذار العام 2015، وارتبط بعلاقات وثيقة مع قادة «كتيبة البتار» وعلى رأسهم نور الدين شوشان ومفتاح مانيطة.

وأكدت التحقيقات السابقة أن ياسين العياري وجابر الخشناوي منفذي عمليتي باردو، وسيف الدين الرزقي منفذ عملية سوسة، من عناصر الكتيبة. كما لعب سيف الدين السندي (أحد الملاحقين على خلفية عملية سوسة) دور المنسق في عملية سوسة حيث قام بالتنسيق مع منفذ العملية وإعلامه بموعد التنفيذ ومكانه. كذلك تبين أن أحد قادة الكتيبة، ويدعى يحيى الغزالي وهو تونسي مقيم بليبيا (ابن عقيد سابق في الجيش الوطني)، أشرف بنفسه على التخطيط والتنفيذ لعمليتي باردو وسوسة الإرهابيتين.

هذا وقد أحبطت وحدات الأمن أكثر من عملية كانت ستنفذها هذه الكتيبة في تونس، وذلك بعد التحقيق مع العناصر الموقوفة، وجاءت المنشآت السياحية على رأس الأهداف المرصودة من قبل التنظيم.

يشار إلى المعز بن عبد القادر بن أحمد الفزاني (تونسي الجنسية مواليد 1969) باعتباره قائد «كتيبة البتار» في صبراتة بليبيا، كما يشار إلى محمد سعيد تاجوري المعروف بلقب «الطيري»، باعتباره قائدها في درنة، لكنه هرب إلى طرابلس بعد خسارة التنظيم هناك.

وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أصدرت، السبت الماضي، بلاغاً طلبت فيه من المواطنين الإبلاغ السّريع والأكيد عن ثلاثة عناصر إرهابيّة، وهم المعزّ بن عبد القادر بن أحمد الفزّاني، ومفتاح بن حسين بن محمّد مانيطة وعادل بن محمّد بن ضو الغندري، مشيرةً إلى أن هؤلاء الإرهابيين كانوا في مدينة صبراتة الليبية قبل دخولهم إلى تونس، ورجحت مصادر أمنية أن يكونوا داخل بن قردان أو في ضواحيها. كما كانت وكالة الأنباء الليبية قد نشرت، في تشرين الثاني الماضي، قائمة تضم أسماء 44 تونسياً متهماً بالانتماء إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، من بينهم المعز بن عبد القادر بن أحمد الفزاني ونور الدين شوشان ومفتاح بن حسين بن محمد مانيطة.

السفير

 

حلب: «النصرة» تخرق «الهدنة».. والشمال يعود للغليان

علاء حلبي

على الرغم من عدم شمول اتفاقية وقف الأعمال العدائية في سوريا الجبهات التي تقاتل فيها «جبهة النصرة»، إلا أن القرار منذ بدء تطبيقه شمل مناطق عديدة تقاتل فيها «النصرة» إلى جانب فصائل أخرى، فجاء الوقف بـ «معية» تلك الفصائل، الأمر الذي يبدو أنه لم يعجب جماعة أبو محمد الجولاني، التي حاولت استغلال هذه الظروف لإعادة رسم الخريطة الميدانية في الشمال السوري، وبالتحديد في ريف حلب الجنوبي الذي يشهد في الوقت الحالي معارك عنيفة.

وأوضح مصدر عسكري سوري، خلال حديثه إلى «السفير»، أن مسلحي «النصرة» وفصائل أخرى شنت هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش السوري في منطقة العيس والتلال المحيطة بها، ما أجبر قوات الجيش السوري إلى الانسحاب إلى مواقع خلفية، قبل أن تشن هجوماً عنيفاً استعادت من خلاله السيطرة على جميع تلك المواقع.

وأشار مصدر ميداني إلى أن الهجوم نفذته «جبهة النصرة» بالتعاون مع «جند الأقصى»، حيث شن المسلحون هجوماً عنيفاً عن طريق مجموعة من «الانغماسيين» قاموا باقتحام نقاط الجيش السوري على التلال المحيطة بالبلدة، والسيطرة عليها عدة ساعات قبل أن تعاود قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره السيطرة على جميع النقاط.

وعقب الهجوم، أصدرت قيادة عمليات الجيش السوري في حلب تعميماً أوضحت خلاله أن «المسلحين قاموا بنقض الهدنة، الأمر الذي يعطي الحق للجيش السوري بالرد على هذا الخرق على جميع جبهات حلب»، حيث فتحت قوات الجيش السوري، بالتزامن مع معارك الجنوب، معركة عنيفة غرب حلب استهدفت خلالها مواقع سيطرة المسلحين من جهة حي الراشدين. كذلك استهدفت قوات الجيش السوري مواقع سيطرة المسلحين في كل من أورم الكبرى القريبة، أعلن بعدها مصدر ميداني تدميرمواقع عدة ومراكز للفصائل المسلحة على هذه الجبهة.

وتحاول «جبهة النصرة» منذ نحو أربعة أيام أن تعيد إشعال ريف حلب الجنوبي على أكثر من محور، حيث بدأت باستهداف حي الشيخ مقصود، الذي يسيطر عليه الأكراد داخل مدينة حلب بالقذائف المتفجرة، الأمر الذي خلّف أكثر من 15 قتيلاً، جميعهم من المدنيين، إضافة إلى عشرات الجرحى. واتهمت مصادر كردية الفصائل بقصف الحي أمس بمواد كيميائية. كما تحركت فصائل «جهادية» في الريف الشمالي القريب من تركيا في مناطق سيطرة الأكراد في عفرين.

وقال مصدر كردي إن مجموعة تابعة لـ «فيلق الشام» تسللت إلى محيط قرية جلمة، بناحية جنديرس التابعة لمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، قادمة من بلدة أطمة في الريف الشمالي لمحافظة إدلب، بالتزامن مع استقدام الفصائل «الجهادية» تعزيزات لها على محاور وجبهات الأكراد في محيط المنطقة. وبيّن المصدر أن عشرات السيارات المصفحة والعناصر التابعين لـ«حركة أحرار الشام» و«فيلق الشام» و «حركة نور الدين الزنكي» بالإضافة إلى «جبهة النصرة» يحتشدون في الوقت الحالي على تخوم قرى جنديرس تمهيداً لفتح معارك عنيفة في المنطقة.

ويرى المصدر الكردي أن هذه الفصائل تقاد بشكل كلي من قبل «جبهة النصرة» التي يبدو أنها تحاول استغلال قرار وقف إطلاق النار لتحقيق خروقات ومكاسب ميدانية، بدفع من تركيا المستفيد الأكبر من هذه المعارك.

ومع اختراق «النصرة» لاتفاقية وقف الأعمال العدائية، كثفت الطائرات الحربية السورية ـ الروسية غاراتها على مواقع سيطرة الفصائل «الجهادية»، فيما يبدو أنه رسالة شديدة اللهجة لهذه الفصائل بأن الرد سيكون حاسماً وحازماً لأي اختراق.

وفي سياق متصل، تتابع قوات الجيش السوري، والفصائل التي تؤازرها، عملياتها العسكرية نحو معاقل تنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي على محوري القريتين وتدمر، بالتزامن مع غارات عنيفة ومتواصلة تشنها طائرات حربية روسية على مواقع التنظيم. وقال مصدر عسكري إن قوات الجيش السوري تشن هجوماً مزدوجاً على تدمر من محوريها الغربي والجنوبي الغربي والقريتين من محورها الغربي .

وبالتزامن مع ارتفاع وتيرة المعارك، وسيطرة الجيش السوري على نقاط عدة في محاور الاشتباك في ريف حمص الشرقي، ذكرت مصادر أهلية أن أعداداً كبيرة من مسلحي «داعش» وعائلاتهم غادروا تدمر واتجهوا نحو مدينة الرقة، ما اعتبره مصدر عسكري دليلاً على الانكسار الكبير في دفاعات التنظيم، ما يعني أن السيطرة على هذه المناطق قد لا تستغرق وقتاً طويلاً، برغم الطبيعة الصحراوية القاسية للمنطقة وصعوبة المعارك.

 

المعارضة السورية تعتبر جدول أعمال محادثات السلام إيجابيا

بيروت – رويترز- قالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل فصائل سورية معارضة الأربعاء إنها ترى جدول الأعمال المقترح من قبل الأمم المتحدة لمباحثات السلام إيجابيا وإنها لاحظت تراجعا في انتهاكات القوات الحكومية للهدنة في اليوم السابق.

وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات إنها ستتخذ قريبا قرارا نهائيا بشأن المشاركة في المفاوضات المقررة في جنيف.

وبعد تصريح لمبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا بأن المباحثات ستركز على سلطة جديدة ودستور جديد وانتخابات قال المسلط إن من الإيجابي البدء في طرح فكرة الانتقال السياسي.

وأضاف “استمعنا إلى كلام السيد دي ميستورا وفيه نقاط على الأرض نلاحظ إنها تمشي بشكل إيجابي.. في أمور إيجابية.. ولو أنها ليست كاملة.”

وفي إشارة لاتفاق وقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ في 27 فبراير شباط “الهدنة كانت المخالفات كبيرة في بدايتها ولكن بالأمس كانت أقل بكثير.. هناك ربما بعض الأمور الإيجابية التي نشهدها.”

لكنه طالب بضرورة رفع حصار القوات الحكومية عن منطقة داريا في دمشق بوصفه إجراء “سيمهد الطريق لبدء هذه المفاوضات.” وأضاف أن هذا ليس شرطا لحضور المباحثات لكنه مطلب إنساني.

 

سوريا: قصف مدفعي وجوي للنظام على جبلي التركمان والأكراد وجدل أمريكي مع المعارضة حول محاكمة الأسد

مقتل تركيين وإصابة آخرين بقذائف من مناطق يسيطر عليها تنظيم «الدولة»

إسطنبول ـ واشنطن ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال وتمام البرازي: قتل مدنيان تركيان وأصيب اثنان آخران بجراح، ظهر أمس الثلاثاء، في سقوط ثماني قذائف كاتيوشا على مناطق مأهولة بالسكان في ولاية كيليس جنوبي شرقي تركيا والملاصقة للحدود التركية.

وكان والي ولاية كيليس حسن كايا صرح قبلا بأن شخصا قد قتل، وجرح اثنان جراء الحادثة، في حين ضربت الصواريخ الأخرى مناطق سكنية في بعض أحياء الولاية، وسقط عدد منها بالقرب من المستشفى الحكومي في المدينة.

وذكرت وكالة «دوغان» للأنباء أن القذائف أطلقت من منطقة في سوريا يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية». ورد الجيش التركي بإطلاق النار على مواقع للتنظيم في سوريا «عملاً بقواعد الاشتباك»، وفقاً لمصادر أمنية.

الى ذلك قصفت قوات النظام السوري، بالصواريخ والمدفعية، أمس الثلاثاء، جبلي التركمان والأكراد، في ريف اللاذقية شمال غربي سوريا، بحسب شهود عيان.

وأفاد شهود عيان أن قوات النظام حاولت التسلل إلى قرى صراف، وكلز، في جبل التركمان، ليلة أمس، قبل أن يصدها مقاتلو المعارضة، الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الجانبين.

من جهة اخرى أكدت الخارجية الأمريكية أن دي ميستورا سيرتب اللقاء الذي سينطلق في التاسع من آذار/مارس في جنيف، وإن وصل المشاركون في 12 او 13 آذار/مارس فهذا لا يثير قلق الأمريكيين، فـ«المهم أن يجتمعوا ويبدأ الحوار بين المعارضة والنظام حول العملية السياسية».

وحول إصرار حجاب على ضرورة مواجهة الأسد لمحكمة دولية لمحاسبته على جرائمه ضد الشعب السوري قال كيربي «يجب أن تكون هناك عملية قانونية دولية تبحث في وضع الأسد وإذا تقرر أن يحاكم فإننا ندعم ذلك. ولكننا الآن نحاول تحقيق حل سياسي في سوريا. إن العالم كله يعرف ماذا فعل هذا الرجل لشعبه ولا بد من عملية دولية تقرر مصيره. ولكن لن نقرر ماذا سيحدث له منذ الآن. ونريد مستقبل سوريا بدون الأسد».

 

مفوضية الأمم المتحدة: الطرد الجماعي للاجئين محظور دوليا

أولاند: الـ3 بلايين يورو المخصصة لأنقرة قد تزيد

باريس ـ «القدس العربي» من صهيب أيوب: قالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الثلاثاء، إن اتفاق الاتحاد الأوروبي لإعادة اللاجئين بشكل جماعي إلى تركيا سيتعارض مع حقوقهم في الحماية بموجب القانونين الأوروبي والدولي.

وعرضت تركيا أن تأخذ مرة أخرى المهاجرين الذين يعبرون إلى أوروبا من أراضيها مقابل المزيد من الأموال والتعجيل بمحادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتسريع وتيرة سفر الأتراك بلا تأشيرة.

وقال فينسنت كوتشيتيل المدير الإقليمي للمفوضية في أوروبا خلال مؤتمر صحافي في جنيف «الطرد الجماعي للأجانب محظور بموجب الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان».

وتابع قوله «أي اتفاق يكون بمثابة عودة جماعية لبلد ثالث لا يتفق مع القانون الأوروبي ولا يتفق مع القانون الدولي».

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إن الثلاثة بلايين يورو التي خصصها الاتحاد الأوروبي لتركيا قد تزيد «إذا لزم الأمر». وأضاف «أن المواطنين الأتراك يمكن منحهم حرية الدخول من دون تأشيرات إلى منطقة شنغن الأوروبية فقط عند الوفاء بالمعايير الـ 72». وزاد أن محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي «لا يزال أمامها طريق طويل قبل اختتامها»، موضحاً أنه «قد يحدث تحرير التأشيرات في حزيران /يونيو إذا احترمت المعايير. هناك 72 معياراً».

وأمهل الاتحاد الأوروبي نفسه 10 أيام إضافية لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق جديد مع تركيا لوقف تدفق المهاجرين باتجاه الدول الأوروبية، ينص خصوصاً على أن تستعيد تركيا كل المهاجرين غير الشرعيين، بمن فيهم السوريون، الذين يصلون إلى أراضي الاتحاد عبر بحر إيجه.

وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أن «زمن الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا ولى». وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس، إن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح بالنسبة إلى الجهود الأوروبية لحل أزمة المهاجرين. واعتبرت أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يخصص حصصاً للاجئين العراقيين إلى جانب حصص اللاجئين القادمين من سوريا.

 

النزاع حطم حياة 8 ملايين طفل… دمر بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم وقتل أصدقاءهم

الأطباء السوريون يهربون من بلادهم وتستقبلهم ألمانيا ليعالجوا مرضاها أما السوريون فلا عزاء لهم

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: ستكلف الحرب بحلول عام 2020 سوريا 1.4 تريليون دولار أمريكي. هذا ما توصلت إليه دراسة قامت بها منظمة للعناية بالطفولة «وورلد فيشن» ومؤسسة للإستشارات الإقتصادية «فرونتير إيكونوميكس» حيث قدرت المؤسستان خسائر النمو التي تصيب سوريا كل شهر بسبب الحرب التي تدخل عامها السادس بحوالي 4.5 مليار دولار أمريكي.

وتقول الدراسة إنه حتى لو انتهت الحرب هذا العام فالهبوط في النمو الإقتصادي سيصل إلى 689 مليار دولار.

وسيرتفع الرقم إلى 1.3 تريليون دولار حالة استمرت الحرب. وحذرت الدراسة من أنه بغياب استراتيجية جاهزة لإعمار البلد تبدأ مع نهاية الحرب فسيكرر المجتمع الدولي أخطاء الحروب نفسها في كل من أفغانستان والعراق.

وحذرت منظمة «وورلد فيشن» من تجاهل آثار الحرب السورية التي قتلت حوالي 250.000 شخص بحسب أرقام الأمم المتحدة وشردت ما يقرب عن 8 ملايين نسمة.

كيف دمرت البلاد

ويحلل التقرير الكيفية التي تم فيها تدمير القدرة الإنتاجية وعرقلة الاستثمار وتحويل الميزانيات العامة لدعم ميزانيات الجيش والأمن وهو ما أدى لتدمير الإقتصاد السوري. وتوثق الدراسة الفوضى التي سببتها الحرب للمدارس والمستشفيات والبنى التحتية. وقالت إن معدلات الحياة انخفضت إلى 15 عاماً اثناء النزاع. ولم يعد القطاع الصحي خاصة المستشفيات فاعلاً إلا بنسبة 43% فيما هرب نصف الأطباء السوريين من البلاد.

ويقدم التقرير صورة مذهلة عن الدمار الذي خلفته حرب الخمس سنوات الفائتة. فهناك مدرسة من كل أربع مدارس دمرت أو حولت لملجأ للهاربين من الحرب.

فيما عوقت الحرب دراسة 5.7 مليون طفل في داخل سوريا ولا تتلقى سوى نسبة 48% من أطفال اللاجئين التعليم المناسب.

وتترجم الخسارة في التعليم إلى خسارة 25 مليون سنة من التعليم. ويضاف لخسارة التعليم يعاني الأطفال من آثار الحرب وصدماتها والجراح والامراض المعدية ونقص في لقاحات التطعيم والمواد المغذية.

ونقلت صحيفة «الغارديان» عن المدير التنفيذي لـ «وورلد فيشن» تيم بيلينغتون قوله «تترجم الخسارة المالية إلى خسارة بشرية: خسارة في التعليم والصحة والوظائف والفرص». وأضاف أن «الخسائر بسبب النزاع مذهلة وإن لم نتحرك الآن فلن تؤثر هذه الحرب على جيل الأطفال بل على أطفال أطفالهم». وقال بيلنكتون إن «الحرب حطمت حياة أكثر من مليون طفل حيث دمرت بيوتهم ومدارسهم وتعرضت المستشفيات للقصف وقتل أصدقاؤهم وأجبر الكثيرون على العيش في ظروف قاسية وفقر مدقع». وقال «عندما نقوم بمقابلة الأطفال الذين عانوا من الأسى الشديد وفروا من رصاص القناصة، فما نركز عليه هو إطعامهم وتوفير الملابس لهم للحفاظ على حياتهم».

وأضاف بيلكينتون أن العالم لا يمكنه الانتظار حتى تنتهي الحرب وبعدها نبدأ بالتخطيط للمستقبل.

ودعا قائلاً «يجب أن نحضر الأجواء للسلام» و»كلما انتظرنا طويلاً حتى نعيد إعمار سوريا زادت التحديات وزاد الثمن. وعلى العالم أن لا يكرر فشل التخطيط لما بعد الحرب في النزاعات الأخيرة». وأكد بيليكنتون على الدورالذي تقوم به بريطانيا في قيادة جهود المساعدة الإنسانية حيث توقع دوراً مماثلاً في تقديم «خطة إعمار تاريخية». وتقول «الغارديان» إن بريطانيا هي المتبرع الأكبر الثاني بعد الولايات المتحدة وتعهدت بزيادة الدعم بحلول عام 2020 إلى3.2 مليار دولار أمريكي وذلك لتمويل التعليم والوظائف والإغاثة الإنسانية في سوريا والأردن ولبنان وتركيا.

وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية تفضل أن تقود الأمم المتحدة جهود الإعمار ولكنها مستعدة للمساهمة بمبلغ 1.4 مليار دولار لإعادة إعمار سوريا.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد تعهد في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 أمام البرلمان بالمساعدة في جهود إعمار سوريا ومساعدة الحكومة السورية الجديدة فيها حالما تشكل.

معاناة الجيران

وأشار معدو التقرير إلى الآثار السلبية التي تركها الصراع في سوريا على اقتصاد الدول المحيطة بها.

وتحدثوا عن «صدمة إقتصادية قوية». فقد قام لبنان بإنفاق 980 مليون دولارعلى اللاجئين السوريين في الفترة ما بين 2012- 2014 ذهب معظمها على تحسين الخدمات الكهربائية. ويواجه البلد الذي استقبل أكثر من مليون لاجئ سوري تحديات لتوسيع نظامه التعليمي والبنى التحتية للمياه ونظام الصرف الصحي.

وفي الأردن الذي استقبل أكثر من 600.000 لاجئ سوري انخفضت مستويات المعيشة فيه بنسبة 12%. ويقول البنك الدولي إن معدلات الإنفاق الصحي لكل فرد تراجعت بنسبة 12% في بداية العامين الأولين للنزاع. أما تركيا فقد أنفقت 4.5 مليار دولار أمريكي على استقبال اللاجئين السوريين بحلول عام 2014.

وبنهاية ذلك العام تفوقت تركيا على باكستان باعتبارها الدولة الأضخم من ناحية استقبال اللاجئين في العالم. وتستقبل الآن 1.9 مليون لاجئ منهم 1.7 مليون لاجئ سوري. وستكون مهمة إعمار البلاد وإعادة تأهيل السكان صعبة خاصة أن مئات الألوف منهم فروا إلى الدول الأوروبية بحثا عن حياة جديدة. وخسرت سوريا في السنوات الماضية أحسن خبراتها الطبية والتقنية والنخبة المتعلمة.

قصة طبيب

وفي هذا السياق ألقت مجلة «فورين بوليسي» الضوء على جانب مهم في حياة السوريين. وكتبت إليزانيث برو عن هجرة الأطباء خاصة من هرب منهم إلى ألمانيا ووصفت في بداية المقال دروساً يتلقاها الأطباء السوريون لتعلم الألمانية وإتقان لغة الأطباء حيث يتم تدريبهم على المصطلحات الطبية باللغة الألمانية.

وتحدثت الصحافية إلى أبو محمد الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الحقيقي ولا عن مكانه في ألمانيا.

وكان أبو محمد يعمل قبل لجوئه إلى المانيا أخصائياً في مجال طب العظام وواحداً من بين 31.000 طبيب عامل في سوريا قبل الحرب حسب أرقام وزارة الصحة السورية. وتقول منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» أن نصف الأطباء غادروا سوريا. وهناك مئات منهم قتلوا أو اعتقلوا.

ومع أن غالبية اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم يعيشون في منطقة الشرق الأوسط إلا أن الأطباء يجدون صعوبة في العمل والحصول على إذن لممارسة مهنتهم. كما يجدون معوقات أعظم للحصول على تأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وبقية الدول الغربية.

فتقديم الطلبات معقد ويستنفد سنوات بدون نتيجة مؤكدة. ولكن الوضع في ألمانيا مختلف فهي تمنحهم تأشيرات مؤقتة ويتجنبون والحالة هذه الإجراءات التي يمر بها المتقدمون بطلبات لجوء، ولك أن تتخيل الانتظار الطويل للأطباء بعد دخول حوالي 430.000 طالب لجوء إلى ألمانيا عام 2015. وتقول الجمعية الطبية الألمانية أن هناك 1.500 طبيب سوري يعملون الآن في ألمانيا منهم 319 طبيباً سجلوا أسماءهم في عام 2014.

ونقلت برو عن ماريا ميتشولك التي تترأس اللجنة البرلمانية المخصصة للصحة قولها «عندما يهرب الأطباء السوريون بسبب التهديدات على حياتهم أو بسبب النزاع المسلح بشكل عام، فهم يستحقون الحصول على اللجوء في ألمانيا وممارسة مهنتهم الطبية».

وتقول برو إن استقبال الأطباء ليس مجرد لفتة إنسانية بل لأن ألمانيا بحاجة إلى الأطباء. فواحد من كل سبعة أطباء يخططون للتقاعد في الأعوام الخمسة المقبلة. فيما يغادر آلاف الأطباء سنوياً للعمل في الخارج.

وتقول دراسة أجرتها مؤسسة استشارات «رولاند بيرغر» إن المستشفيات الألمانية بحاجة إلى 111.000 طبيب لخدمة السكان بحلول عام 2030. ومن أجل سد الفجوة الناجمة عن نقص الأطباء تعتمد ألمانيا ومنذ سنوات على الأطباء القادمين من الخارج بل وتقوم باستئجارهم من عواصم دول أوروبا الشرقية- من بوخارست وصوفيا وأثينا التي يريد الأطباء الشباب فيها الهروب من الظروف الاقتصادية القاسية. وزادت نسبة الأطباء الأجانب في المانيا بنسبة 60% في الفترة ما بين 2010- 2014. وفي الوقت الذي تسهم رومانيا بالكم الأكبر من الأطباء الذين تشغلهم ألمانيا فالأطباء السوريون ليسوا أقل منهم. والمأساوي في كل هذا هو الفراغ الذي يتركه السوريون وراءهم. وتنقل عن كارل بلانشيت، المحاضر في مدرسة لندن لعلوم الصحة والطب الإستوائي قوله «علينا توقع الأسوأ عندما يتعلق الأمر بالعناية الصحية السورية بالمستقبل».

وأضاف أن الحرب ستخلف وراءها مستشفيات مدمرة. فلا طبيب يريد أن يعمل في مستشفى لا يمكنه إنقاذ حياة الناس». وبالنسبة لأبو محمد فالعمل في ألمانيا هو فرصة لحياة جديدة. ويقول «نحن الأطباء لم نختر ألمانيا» بل «ألمانيا هي التي اختارتنا».

هكذا كان

وتقدم الكاتبة هنا صورة عن النظام الصحي السوري الذي كان قبل الحرب من أفضل الأنظمة الصحية في العالم العربي حيث استثمرت الدولة في القطاع الصحي فيما أقيمت شبكة من المستشفيات الخاصة في أنحاء مختلفة من البلاد.

وزادت معدلات الحياة من 56 عاماً في عام 1970 إلى 73.1 عام في عام 2009. وانخفضت نسبة الوفيات من 132 بين كل 1.000 ولادة إلى 17.9 حالة فقط. وبحلول عام 2010 تم تلقيح 83% من الأطفال بلقاح شلل الأطفال وهي نسبة أعلى 13% قبل 30 عاماً. وتنقل عن البرفسور فؤاد فؤاد الجراح من حلب والذي يعيش اليوم في لبنان أن النظام الصحي عمل جيد بشكل عام.

وقال إن المواطن العادي كان يحصل على علاج للسرطان ومرض القلب في المدن الصغيرة.

ويقول أبو محمد الذي ينتمي لعائلة فيها الكثير من الأطباء أنه كان يحلم منذ الصغر بدراسة الطب وان «اقدم مساعدة للناس بدون الحصول على مقابل».

وعندما اندلعت الثورة عام 2011 كان أبو محمد ينهي تدريبه في مجال طب العظام وأنهت حلمه للعمل في سوريا.

ففي البداية لم يكن يتوقع تطور التظاهرات في سوريا للأسوأ فقد راقب السوريون التظاهرات التي أطاحت بانظمة الحكم في مصر وتونس وتوقعوا سقوط نظام بشار الأسد ولكن الأمور اتخذت منعطفاً قبيحاً عندما بدأت الشرطة تطلق النار على المتظاهرين وبدأ النظام باستهداف المؤسسات الطبية. ويتذكر أبو محمد قوات الأمن التي حضرت يوماً إلى المستشفى التي كان يعمل فيها وقالوا «انتم تعالجون الثوار».

ورغم حماية ميثاق جنيف الأطباء والمؤسسات الطبية إلا أن منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» تتهم النظام باستخدام الهجمات على النظام الصحي كسلاح للحرب.

وتقول مديرة البرامج في المنظمة «عندما يقتل طبيب فالخسارة كبيرة»، «لأننا نخسر حياة الناس الذين يقوم الطبيب أو الطبيبة بإنقاذ أرواحهم». وبحسب الأرقام التي جمعتها منظمات غير حكومية فقد تعرضت المستشفيات منذ بداية الحرب وحتى منتصف كانون الثاني/يناير من هذا العام إلى 336 هجوماً وقتل جراءها 697 عاملاً في مجال العناية الصحية.

وبحسب مقال نشرته منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في «نيو إنكلاند جورنال أوف مديسن» أشار إلى الطريقة التي قتل فيها عاملون بالصحة «فبعضهم قتل جراء قصف مستشفياتهم أو عياداتهم وبعضهم قتل رمياً بالرصاص وأعدم أو عذب على الأقل 157 «. وفي حلب بالذات لم تعد المستشفيات عاملة فيها (نسبة الثلثين) فيما هاجرت نسبة 95% من الأطباء.

الهجرة

ويقول أبو محمد إنه تطوع في السنوات الأولى للثورة حيث ساهم في معالجة الجرحى في المستشفيات والمستشفيات الميدانية وعالج الثوار الجرحى في بطونهم والذين تهشمت عظامهم. ولم يكن يتوفر له الكثير من المصادر الطبية وكان أحياناً يمشي على قدميه حاملاً المعدات الطبية الثقيلة.

وفي هذه الأثناء كان القوات التابعة للحكومة تحقق مع المعتقلين من الثوار وتسألهم عن الأطباء الذين يساعدون الثوار. وفي عام 2014 اعتقل أبو محمد عند حاجز تفتيش حيث سجن مع عدد من المعتقلين في زنزانة وعذب وهدده المحققون باستخدام الصعقات الكهربائية وطالبوه بالإعتراف إن ساعد الثوار، ولكنه ثبت وأقنع المحققين بأنه بريء، وأطلق سراحه بتحذير أن لا يعالج المعادين للنظام.

وبعدها قرر الهرب بسيارة استأجرها وفر من سوريا وحاول البحث عن عمل في تركيا. وفي البداية عمل في مؤسسة غير حكومية حيث قدم العناية الطبية للاجئين.

وعندما اكتشف أن الحكومة التركية لا تعطي رخص عمل للأطباء اللاجئين بدأ في البحث عن عمل أبعد من تركيا.

وكان خياره الولايات المتحدة التي تدرب فيها عندما كان طالباً وعمل في مستشفى بإلينويز لكنه وجد أنه لا يستطيع التقدم بطلب تأشيرة طالما لم يحصل على عرض للعمل في الولايات المتحدة. وفوق كل هذا فيجب على المتقدم بتأشيرة أن يكون قد تخرج من مدرسة للطب تعترف بها الخارجية الأمريكية وأكمل جزءين من امتحانات الممارسة الطبية في الولايات المتحدة وأن يكون متحدثاً جيداً بالإنكليزية. وواجه أبو محمد الوضع نفسه عندما فكر في بريطانيا التي تطالب بامتحانات ومعادلة شهادات وتأشيرة سفر.

ولم يخرج من حيرته في تركيا إلا صديق اتصل به من ألمانيا حيث عملا معاً لمساعدة الثوار ودعاه للهجرة إلى هناك مشيراً إلى أنه حصل تأشيرة وفرصة تدريب هناك. وقال أطباء أخرون التقاهم أبو محمد في تركيا الكلام نفسه حيث عبروا عن رغبتهم بالسفر إلى ألمانيا وتجربة حظهم.

ولم يكن يعرف عن ألمانيا إلا سيارات المرسيدس وبي أم دبليو وفريق بايرن ميونيخ والحرب العالمية الأولى وجدار برلين. وفي شباط (فبراير) 2015 سافر إلى أنقرة للتقدم بتأشيرة للسفارة الألمانية.

أطباء أجانب

تشير برو إلى حاجة ألمانيا للأطباء، ففي عام 2013 كان لدى البلد 4.1 طبيب لكل ألف مواطن.

ورغم أرقام الأطباء المرتفعة إلا أن هناك اتجاهات مثيرة للقلق في المجتمع الألماني وهي أن سكان البلد يكبرون في العمر. فهناك نسبة 20 % أو أكثر من السكان فوق سنة الـ 65 عام، وهذا يعني حاجة هذه الفئة لعناية صحية عالية. كما أن هناك حوالي 51.000 طبيب يخططون للتقاعد من الخدمة بحلول عام 2021 .

وفي عام 1993 كانت نسبة ا 27% من الاطباء دون سن الـ35 عاماً أما اليوم فتبلغ 18.3% كما يعاني القطاع الصحي الألماني من هجرة 3.000 طبيب كل عام. ويتركز الأطباء عادة في المدن التي تقدم رواتب جيدة. فقد أظهر تقرير أن مدن برلين وهامبورغ وبريمين هي المدن التي لا تعاني من نقص الأطباء.

ومقارنة مع هذه المدن تعاني مدن مثل سونبيرغ قرب الحدود التشيكية من نقص الأطباء. وتنقل الكاتبة عن المسؤولة في المنطقة إنها تحاول البحث عن الأطباء وبأي طريقة. ويسهم في نقص الأطباء هو ميل عدد منهم للعمل ساعات أقل.

وفي مناطق أخرى تفضل الطبيبات تكريس وقت أطول للعناية بالعائلة. ومن هنا وجد المسؤولون في الاعتماد على الأطباء وسيلة لمواجهة النقص.

واليوم هناك 4.000 طبيب روماني و 3.000 يوناني و2.700 نمساوي و2.000 بولندي يعملون في ألمانيا.

وتستخدم مستشفيات عدة وكالات التوظيف ومعارض التجارة الأجنبية لجذب الأطباء. وفي منطقة ساكسوني أنشأ اتحاد الأطباء برنامجا لتدريب 20 طبيباً في السنة في مستشفى جامعة بيكس في المجر.

لا معاملة خاصة؟

وفي الوقت الذي قال فيه مسؤول في الخارجية الألمانية أن الأطباء السوريين لا يتلقون معاملة خاصة إلا أن أطباء سوريين وجدوا سهولة في الحصول على تأشيرة سفر لألمانيا كما فعل أبو محمد.

ومنهم أريج ملحم التي حصلت على التأشيرة من سفارة ألمانيا في بيروت. وقالت إن ألمانيا تمنح الأطباء السوريين فرصة للوصول إليها بطريقة غير السفر عبر قارب مطاطي.

ومن أجل اجتذاب الأطباء مثل ملحم وغيرها تقدم بعض المستشفيات مساعدة في تعلم الألمانية وسكناً مؤقتاً وغير ذلك من المساعدة في التعامل مع المؤسسات الرسمية.

وعموماً في ضوء محاولات الحكومة الألمانية الحصول على أطباء فهي تكسب طبيباً أما سوريا فتخسره.

 

مسؤولو النظام السوري وقيادات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يعتصمون ضد تصنيف «حزب الله» على قوائم الإرهاب

سلامي محمد

القامشلي «القدس العربي»: تجمهر العشرات من قيادات النظام السوري وحزب البعث يوم أمس جنباً إلى جنب مع قيادات تابعة للإدارة الذاتية الكردية في دار الأخيرة في مدينة القامشلي، للتنديد بقرار مجلس التعاون الخليجي الأخير بوضع حزب الله اللبناني على قائمة الإرهاب، كما طالب المعتصمون بإزالة الحزب من القائمة وإلغاء القرار.

عضو تيار المستقبل الكردي في سوريا أردلان عثمان أفاد بأن الاعتصام الذي أقامته الإدارة الذاتية الكردية وقوات النظام السوري جاء لـ «التنديد بقرار مجلس التعاون الخليجي وضع حزب الله على قائمة الإرهاب»، كما شارك في الاعتصام مدير منطقة القامشلي وأمين فرع حزب البعث، فيما تولت الإدارة الذاتية الكردية وميليشيا «الدفاع الوطني» عملية الحماية.

وقال عثمان خلال اتصال خاص معه لـ «القدس العربي»، «تعمدت قيادات النظام السوري العسكري والسياسية وعلى رأسهم العميد قصي طراف مدير منطقة قامشلي على رفع أعلام حزب الله في الاعتصام على مرأى وأعين الإدارة الذاتية الكردية وفي عقر مناطقها، مشيراً إلى أن هذا الاعتصام ما هو إلا رسالة إلى جميع السوريين بأن الأسد وقواته ما زالوا يمسكون بزمام الأمور وإن الإدارة الذاتية الكردية ما هي إلا إدارة (اسدية) في المناطق الكردية في سوريا» على حد وصفه.

وأشار عضو تيار المستقبل الكردي، إلى أن «هذه الاعتصامات والتطورات هدفها هو زيادة الاحتقان بين العرب والكرد»، مطالباً قادة المجلس الوطني الكردي بـ»الدعوة إلى التظاهر ضد النظام الآيل للسقوط، وإذا منعت الوحدات الكردية هذه المظاهرات كما فعلت سابقاً، فإنها تحفر قبرها بقمعها للشعب السوري، وإذا لم تقمع المظاهرة فسيكون ذلك خطوة هامة ورسالة كردية خالصة إلى الشعب السوري بأن الأكراد مستمرون في مسيرتهم لإسقاط النظام وزمرته ومرتزقته».

من جانبه، اعتبر مسؤول العلاقات الخارجية في تيار المستقبل الكردي في سوريا عبد الحميد تمو، أن النظام السوري هو الذي يدير الكانتونات التي أعلنتها «الإدارة الذاتية»، معتبراً حزب الاتحاد الديمقراطي مجرد واجهة له لطرد الأحزاب الكردية الأخرى من المنطقة.

وقال في تصريح صحافي أمس «إن الكانتونات خاضعة لسيطرة النظام السوري وتُدار من قبله وليست من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي»، مشيراً إلى إن النظام موجود بكل ثقله في مدينتي القامشلي والحسكة شمال شرقي سوريا، وحالياً مخابرات النظام دخلت مدينة عفرين (شمال غربي حلب) وهو من يدير الكانتونات كافة هناك.

وشهد الاعتصام الأخير بحسب مصادر ميدانية رفع صور للرئيس السوري بشار الأسد والامين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، فيما تعمد النظام السوري إشراك رجال دين مسيحيين وشيوخ قبائل عربية في الاعتصام وكذلك العشرات من الموظفين لإظهار الاعتصام على أنه اعتصام شعبي، بحسب المصادر.

وكانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد قررت قبل أيام اعتبار حزب الله «منظمة إرهابية»، ويشمل هذا التصنيف قادة الحزب كافة وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه، وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني إن دول المجلس اتخذت هذا القرار جراء «استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها أعضاء هذه الميلشيات لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بأعمال إرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات».

وجاء تصنيف حزب الله حسب الزياني بناء على «دور الحزب في إثارة الفتن والتحريض على الفوضى والعنف، في انتهاك صارخ لسيادة دول المجلس وأمنها واستقرارها»، وأضاف «أن دول مجلس التعاون تعتبر أن ممارسات ميليشيات حزب الله في دول المجلس، وأعمالها الإرهابية والتحريضية في كل من سوريا واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديداً للأمن القومي العربي».

 

القيادي في المعارضة السورية سمير نشار لـ «القدس العربي»: لا قرار بعد بالذهاب إلى جنيف… وطروحات مشبوهة لحكومة وحدة بوجود الأسد

أحمد كامل: الأمور تتجه إلى «تبريد الصراع» وليس حله

إسماعيل جمال

إسطنبول «القدس العربي»: أكد سمير نشار القيادي في المعارضة السورية أن الهيئة العليا للمفاوضات لم تتخذ قراراً نهائياً بعد بالمشاركة في الجولة المقبلة من محادثات جنيف، كاشفاً عن وجود طروحات دولية للتفاوض على حكومة وحدة وطنية بوجود الأسد، في حين رأى الصحافي السوري المعارض أحمد كامل أن «الأمور تتجه إلى تبريد الصراع وليس حله».

نشار وهو عضو الائتلاف السوري المعارض ورئيس أمانة إعلان دمشق، قال في مقابلة خاصة لـ»القدس العربي»، «لم يتخذ قرار نهائي بعد بالمشاركة في محادثات جنيف المقبلة، وما زالت المفاوضات والاتصالات جارية من قبل رياض حجاب رئيس هيئة المفاوضات مع القوى الداخلية والدول الصديقة لبحث جدوى المشاركة».

وكانت وكالة رويترز للأنباء نقلت، الاثنين، عن رياض نعسان آغا قوله إن هيئة المفاوضات أكدت مشاركتها في محادثات السلام في جنيف والتي تسعى الأمم المتحدة لعقدها يوم الخميس المقبل، وذلك بعد تراجع كبير في خروقات وقف إطلاق النار.

لكن نشار نفى لـ «القدس العربي» دقة هذه التصريحات، وقال «لم يتخذ قرار نهائي بعد، تصريحات نعسان آغا تم تحريفها، هو قال ربما تشارك الهيئة، ولم يقل إنها قررت المشاركة».

وأمس الثلاثاء، قالت المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا إنه يعتزم بدء محادثات السلام الأساسية بحلول 14 آذار/مارس أي بعد خمسة أيام من الموعد المقرر في التاسع من الشهر.

وقالت المتحدثة جيسي شاهين في إفادة مقررة إن المحادثات ستستأنف رسمياً في التاسع من آذار/مارس لكن بعض المشاركين سيصلون إلى جنيف في 12 و13 و14 من الشهر، مضيفةً أن المشاركين الذين وجهت إليهم الدعوات هم أنفسهم من شاركوا في الجولة الأولى.

واعتبر نشار أن «الخلاف الأساسي يتعلق في جدول أعمال، نحن نريد تنفيذ بيان جنيف 1 وتشكيل هيئة حكم انتقالية، بمعنى أن الأسد سيغادر الحكم وسوريا منذ بدء الفترة الانتقالية»، مستدركاً «لكن بعض الأطراف الدولية وربما المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي ميستورا يتحدثون عن طرح حكومة وحدة وطنية في ظل وجود الأسد وهو أمر مرفوض وغير مقبول إطلاقاً ولا يمكننا أن نقبل مجرد النقاش في هذا الأمر».

وفي رده على سؤال حول إمكانية تبني دي ميستورا لهكذا طرح، قال: «دي ميستورا يطرح التوافقات الروسية والأمريكية، ويعتمد في خطة عمله على ما يقوله الأمريكان والروس»، في إشارة إلى إمكانية وجود توافق أمريكي روسي على حكومة وحدة وطنية بوجود الأسد.

وعن مدى وجدوى استمرار اتفاق «وقف الأعمال العدائية» في ظل تصاعد الخروقات، قال نشار «تُجرى عمليات تقييم من قبل قادة الفصائل وطالما أن الإيجابيات أكثر من السلبيات ستستمر الهدنة»، موضحاً أنه «يتم تقييم الهدنة من جانب تواصل دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، ومن حيث انخفاض منسوب الغارات الروسية، ومن حيث اعتبارها استراحة محارب تساعد في ترتيب الأمور الداخلية للمعارضة».

وشدد منسق الهيئة العليا السورية للتفاوض، رياض حجاب، على أن الهيئة ستقرر في غضون الأيام القليلة المقبلة ما إذا كانت ستتوجه إلى جنيف، قائلاً «نقيّم الوضع بعد أسبوعين من الهدنة، ونتشاور مع القادة العسكريين وغيرهم، ونحتاج إلى ظروف مواتية قبل استئناف المحادثات»، لافتاً إلى تشكيل هيئة الحكم الانتقالي على رأس جدول أعمال محادثات جنيف، وذلك في تصريحات صحافية، الاثنين.

من جهته، رأى الصحافي السوري المعارض أحمد كامل أن «الأمور تتجه إلى تبريد الصراع وليس حله»، وقال: «بدل أن يقتل 100 سوري باليوم ليصبح 30 أو 40.. هكذا تقيم القوى الدولية الأمور في سوريا».

واعتبر في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي» أن المعارضة ستواصل الالتزام في وقف إطلاق النار طالما أن هناك إيجابيات وطالما أن هناك مكاسب منه «لكن إذا بدأ النظام يكسب الأراضي أو حاصر حلب ستنهار الهدنة بكل تأكيد».

وقال كامل: «إذا كان وقف إطلاق النار يؤدي لوقف معاناة السوريين بشكل واضح وكبير أهلاً وسهلاً به، أما إذا عمل النظام على كسب أراض جديدة أو بات الفارق في المعاناة ضئيلاً فحينها يصبح لا قيمة له»، معتبراً أن من قام بعمل الهدنة يريدها إلى فترة طويلة ولا يريد لها أن تنهار.

وعن جدوى استمرار الهدنة بدون حلول سياسية، قال «إذا لم يتم تحقيق أهداف سياسية واضحة وانتقال سياسي وتغيير جدي للوضع فحينها أيضاً لا قيمة للهدنة والمفاوضات»، مضيفاً: «الكرة في ملعب الذي يقتل وليس في ملعب الثوار أو الشعب وفي ملعب أسياد النظام وليس النظام وهم من يقررون نيابة عنه روسيا».

 

«جيش الفتح» يقمع مظاهرة سلمية في إدلب السورية ويدوس على علم الثورة ويعتقل أكثر من خمسة من نشطاء المدينة

حازم داكل

انطاكيا «القدس العربي»: قامت قوة عسكرية تتبع لـ»جيش الفتح» بمنع مظاهرة سلمية في وسط مدينة إدلب السورية مساء الاثنين كان قد دعا اليها ناشطون قبل أيام على شبكات التواصل الاجتماعي وداخل مساجد المدينة.

وبحسب شهود عيان فقد أقدم عناصر من فصيلي تنظيم «جبهة النصرة» (الذراع العسكرية للقاعدة) وحليفه تنظيم «جند الاقصى» يترأسهم سامر طرشة وآخر يدعى عياض سيد عيسى على منع المتظاهرين من التجمع عند ساحة الساعة وسط مدينة إدلب وهددوا المتظاهرين بضربهم بالرصاص، وبدأوا فعلاً بإطلاق النار عشوائياً بهدف تفريق المتظاهرين، مبررين ذلك بانهم يرفعون راية الكفر والعلمانية في إشارة إلى علم الثورة السورية.

وقال الناشط الإعلامي عمر الأدلبي إنه تم حشر الجميع في زاوية بالقرب من مقهى الزكور بالقرب من ساحة الساحة وانهالوا على الجميع بالضرب وكسرت أعلام الثورة وداسوا عليها، ليرفع مؤيدون لتلك الفصائل أعلام الفصيلين وبدأوا بالتكبير، وأضاف الناشط الأدلبي أن عدداً من نشطاء الاعلام كان يوثق تلك الأعمال الهمجية إلى أن اكتشف أمرهم بعض المهاجرين المنتسبين لتلك الفصائل ثم قاموا بتكسير كاميراتهم.

وأكد الناشط الادلبي اعتقال اللجنة الأمنية التابعة لجيش الفتح لأكثر من خمسة نشطاء إعلاميين من دون توجيه أي تهمة لهم.

التظاهر نوع من جهاد الكلمة وراية التوحيد محض خرافة

يقول الشيخ جمعة لهيب عضو الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سوريا إن ما حصل يوم أمس هو نتيجة طبيعية لحال التباين بين السلفية الجهادية والثورة، فمن قام بالإساءة لتلك المظاهرة وقمعها هو يحمل فكر تكفير الثورة و»صحوجة» علمها وردّة ناشطيها، ويضيف الشيخ لهيب أن علم الثورة هو راية تدل على ثورة قامت ضد طاغية، وهو دلالة لجهاد دفع صائل، وأنه لا يوجد في الإسلام ضابط للراية وشكلها، وكل ما يقال عن راية التوحيد هو محض خرافة ولم يصح منها شيء كما أجمع أغلب علماء المسلمين.

الائتلاف المعارض: خيارات وأفكار «النصرة» لا تمت

للثورة بصلة وندين اعتداء الجبهة على شعبنا

وصرح عضو الائتلاف السوري المعارض منذر أقبيق أن «جبهة النصرة هي جزء من تنظيم القاعدة الإرهابي العالمي، وخياراتها وأفكارها وأيديولوجيتها لا تمت بصلة للثورة السورية ورهاناتها في الحرية والديمقراطية والتقدم والازدهار للشعب السوري».

واضاف «نحن ندين بأشد العبارات اعتداء النصرة على شعبنا ومحاولة مصادرة خياراته ونضاله من أجل الحرية لصالح أجندة ارهابية ظلامية، ونؤكد أنهم لن ينجحوا في سرقة هذه الثورة العظيمة ومصادرة أهدافها ورهاناتها».

«النصرة» تنظر إلى إدلب كما ينظر تنظيم «الدولة»

للرقة والهدنة أبرزت صداماً مؤجلاً

الصحافي السوري أياد شربجي يقول في حديث خاص لـ»القدس العربي»، «إن مرحلة صدام الشارع مع القوى المتطرفة قادمة لا محالة، وإنه كان من المتوقع أن يحدث ذلك بعد سقوط الأسد، لكن الهدنة وتوقف العمليات القتالية أبرز هذه القضية قبل أوانها»، وأضاف الصحافي شربجي «أن القوى الإسلامية العاملة على الارض السورية لديها مشروع مختلف تماماً عن مشروع السوريين، لكن القتال وحّد الجميع وكتم هذه الخلافات. اليوم لدينا معادلة على الأرض مؤلفة من طرفين: طرف يريد انتهاء الحرب ولملمة الجراح وإعادة البناء وهم السوريون… وطرف آخر يريد استمرار القتال حتى تطبيق الشريعة ولو على حساب دم آخر سوري وهؤلاء هم الكتائب الإسلامية المتطرفة».

ويضيف أنه «لا أحد يسعى لحصول هذه المواجهة فهي ليست من مصلحة أحد لكن جيش الفتح كائتلاف يضم جبهة النصرة، كشف اليوم عما نخشاه وسارع إلى المواجهة، لا يمكن فصل سياق الأحداث عن بعضها، النصرة تنظر لإدلب كما ينظر تنظيم الدولة للرقة هي مناطق سيطرة ونفوذ وفرض إرادة».

 

السوري كرم الشوا: أنا شخص مدني ولا علاقة لي بالتنظيم

بعد ظهوره في شريط مصور كمنشق عن تنظيم «الدولة»

مصطفى محمد

غازي عينتاب «القدس العربي»: لا يزال السجال الأخير الذي نشره فصيل «فيلق الشام» لشريط مصور قبل أيام قليلة، يظهر العشرات من أهالي دير الزور على أنهم عناصر سلموا أنفسهم للمعارضة في ريف حلب الشمالي، بعد انشقاقهم عن تنظيم «الدولة»، قائماً لدى الأوساط المعارضة، في الوقت الذي سجلت فيه موجات استياء عام لدى أبناء محافظة دير الزور، رداً على ما قالوا إنها «اعتداءات متكررة» يتعرض لها أبناء المدينة أثناء محاولتهم الفرار من المدينة، من قبل قوات المعارضة، بحجة الانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية، وبغية الوقوف على حقيقة الشريط المصور التقت «القدس العربي» بالشاب كرم الشوا المتواجد على مقربة من الحدود السورية التركية، والذي ظهر في الشريط على أنه قائد لجماعة انشق وأفراد مجموعته عن التنظيم، بعد تعرضهم لمعاملة سيئة من التنظيم.

وبعد أن نفى الشوا نفياً قاطعاً أن يكون مجنداً لدى التنظيم، أخبرنا أنه شخص مدني يعمل في مجال صيانة المحركات الكهربائية، وأنه تعرض للاعتقال في سجون تنظيم الدولة لمدة 50 يوماً، وخرج منها بعد أن خضع لدورة استتابة، وبلهجة محلية أضاف «مالي علاقة بأحد أنا مدني، شغلي بالمولدات الكهربائية، لا أريد منهم إلا أن يكفوا شرهم عني»، لكنه في الوقت ذاته أكد أن عناصر الفيلق لم تجبره على التصوير، وقال «كان التصوير حينها على أنه توثيق لعملية تأمين وصول أفراد لمناطق المعارضة من جهة قرية «إكدة» القريبة من الشريط الحدودي التركي»، مضيفاً «لم أكن على علم بأنهم سينشرون هذا على أنه تصوير لعملية انشقاق كبيرة عن التنظيم».

وحول حمله لورقة الاستتابة التي يحملها كما ظهر في الشريط، قال الشوا: «لقد أعطوني اياها بعد خروجي من السجن، وبعد حضوري لدورة شرعية، وليس أنا من يحملها فقط، بل غالبية المدنيين والمقاتلين في الجيش الحر سابقاً يحملونها أيضاً».

إلى ذلك قال القائد العسكري في فيلق الشام النقيب مصطفى الشيخ، إن» التنظيم يعتبر كل الأهالي لديه عناصر تابعة له، بدلالة عدم السماح لهم بالخروج إلى مناطق خارج سيطرته». وأضاف الشيخ لـ»القدس العربي»، «لا نستطيع تقدير خلفية الأشخاص الذين يدخلون إلى مناطقنا، إلا بناء على تحقيق مطول، وبغض النظر عن نفي الشوا لانضمامه إلى التنظيم، فهو يحمل ورقة استتابة، وهذه بمثابة «الجنسية» التي يمنحها التنظيم للمواطنين، ولم يستبعد الشيخ انتماء الشوا للتنظيم، وقال «لم نجبره على التصوير، وكان التصوير حينها بدون تخطيط، وهذا بدا واضحاً من خلال التصوير» كما قال.

وفي الوقت الذي استهجن فيه مدير مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور، جلال الحمد، اظهار أبناء مدينة دير الزور على أنهم حاضنة شعبية للتنظيم، قال «إن كان هؤلاء الذين ظهروا في الشريط عناصر مجندة لدى التنظيم، فهم اجبروا على ذلك لأن غالبيتهم كانوا مقاتلين في فصائل المعارضة، وعليه كان لا بد من حضورهم لدورات استتابة».

كما أكد انخراط غالبية أبناء المدينة في مقاتلة النظام حين كانت تتعرض مدينتهم لمحاولات اقتحام من النظام، مضيفاً «لكن مع سيطرة التنظيم على غالبية أحياء المدينة هاجر الشباب، والبقية حضروا دورات شرعية لـ»عوام المسلمين»، بالتالي إظهار هذه المجموعة الفارة من جحيم الحياة هنالك على هذه الصورة، هو ظلم كبير لأبناء مدينة لم تركع لظلم النظام، والتنظيم على حد سواء» كما قال.

 

دي ميستورا: وقف إطلاق النار في سورية مفتوح

العربي الجديد

أشار المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى أن محادثات جنيف لن تمدد بعد الرابع والعشرين من الشهر الحالي، مؤكّداً أن وقف إطلاق النار في سورية مفتوح وليس محدداً بأسبوعين.

دي ميستورا، وفي مؤتمر صحافي عقده اليوم الأربعاء، أشار إلى أنّ المفاوضات الفعلية ستبدأ في الرابع عشر من الشهر الجاري وستركز على تشكيل حكومة وطنية وإجراء الانتخابات في سورية، لافتاً إلى المباحثات السابقة علقت بسبب عدم إحراز أي تقدم.

وعن الشق الإنساني أًكد ان ما تم تحقيقه حتى الآن في مجال المساعدات الإنسانية في سورية، يعد إنجازا كبيراً، وسنبحث في ملف إيصال المساعدات إلى المناطق السورية المحاصرة.

 

وقال أيضاً: “استطعنا التقليل من الأعمال العدائية في سورية إلى حد كبير”، لافتاً إلى وصول 500 شاحنة مساعدات للمحاصرين في سورية.

 

اجتماع بباريس حول سورية الأحد يضم كيري ووزراء أوروبيين

العربي الجديد

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، أن اجتماعاً سيعقد الأحد في باريس حول سورية، بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، قبل استئناف محادثات السلام في جنيف، وفق ما نقلت “فرانس برس”.

وأوضح خلال زيارة إلى القاهرة اليوم الأربعاء، أن الوزراء سيبحثون مدى صمود الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منذ 27 شباط/فبراير، و”إذا كانت الأمور تتقدم كما نأمل، لتشجيع المعارضة على العودة إلى المفاوضات”.

 

كلام ايرلوت يأتي في وقت لم تحسم المعارضة السورية أمرها بعد، بشأن العودة إلى مدينة جنيف السويسرية لجولة ثانية من مفاوضات مرتقبة مع النظام بدأت الجولة التحضيرية لها اليوم الأربعاء، على أن يبدأ وصول الوفود تباعاً، حيث من المفترض أن تعقد أولى الجلسات رسمياً في الرابع عشر من الشهر الحالي.

 

“النصرة” تحوّل معتقلي مظاهرة إدلب إلى معرة النعمان

حصلت “المدن” على تسجيل صوتي منسوب إلى قائد “القوة التنفيذية”، وتُعرف بـ”اللجنة الأمنية”، حول تعهد “القوة” بحماية المظاهرات المنددة بالنظام السوري في إدلب.

 

و”القوة التنفيذية” في إدارة مدينة إدلب، كان قد أسسها “جيش الفتح” بعد السيطرة على المدينة، وطرد قوات النظام منها نهاية آذار/مارس 2015. وقال قائد “القوة” أبو الحارث محمد شنتوت، والذي يتبع لـ”حركة أحرار الشام الإسلامية”، في التسجيل، إن اتفاقاً حصل في “اللجنة الأمنية” حول “حماية المظاهرة”، بتعهد شخصي منه. وأضاف أبو الحارث: “أخرجت الدوريات لسد الطرق المؤدية إلى ساحة الساعة”، وهو المكان المقرر للمظاهرة، التي انطلقت ظهر الإثنين.

 

إلا أن عناصر ملثمة يُعتقد بأنهم من “جبهة النصرة” قاموا بمهاجمة المظاهرة، وضربوا المتظاهرين، وشقوا أعلام الثورة، وأنزلوا الكاميرات.

 

واتهم شنتوت رئيس “مجلس شورى جيش الفتح” عن “جبهة النصرة” أبوعبد الرحمن زربة، بإصدار أمر لعناصر “اللجنة الأمنية”، لإنزال علم الثورة، وتفريق المظاهرة، بعدما عرّف زربة عن نفسه لعناصر “القوة التنفيذية”. فقام بعض عناصر القوة بالهجوم على المظاهرة وإنزال بعض الكاميرات، بحسب التسجيل الصوتي لشنتوت.

 

وأشار مصدر في “اللجنة الأمنية” لـ”المدن”، إلى أن “عناصر من جبهة النصرة يتبعون للجنة الأمنية هم من قاموا بالهجوم على المتظاهرين وضربهم وتمزيق علم الثورة وإعتقال خمسة نشطاء منهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة. ولم تستطع اللجنة الأمنية معرفة مكان اعتقالهم حتى اللحظة”.

 

إلى ذلك، نفت “حركة أحرار الشام الإسلامية” مشاركتها في قمع مظاهرة الإثنين، في مدينة إدلب، وقال البيان الذي أصدره المكتب الإعلامي في الحركة: “لم يشارك أي من عناصر الحركة الذين يتبعون للقوة التنفيذية في إدلب في هذا العمل؛ لا في القرار ولا في التنفيذ، فالمشاركون في هذا الأمر ينتمون إلى فصائل أخرى”.

 

وأكد البيان، على رفض الحركة لـ”هذا السلوك جملة وتفصيلاً”، ودعت الحركة الفصائل المعنية لـ”الأخذ على أيدي العناصر الذين قاموا بالفعل، ومحاسبتهم والإفراج عن الموقوفين على إثر هذه الحادثة”.

 

وفي السياق، حمّلت “جبهة النصرة” مسؤولية ما جرى من إعتداء على المتظاهرين، لجميع الفصائل. وقال المتحدث  الرسمي باسم المكتب الإعلامي لـ”جبهة النصرة” أبو عمار الشامي، في تصريح منشور: “مدينة إدلب هي تحت إدارة جيش الفتح التابع لعدة فصائل ولا ينفرد فصيل دون آخر بإدارة المدينة، ويتحمل الجميع مسؤولية ما جرى اليوم”.  واعتبر الشامي أن التضحيات هي “خط موازٍ للحراك السلمي الذي قام به أهلنا في الأيام القليلة الماضية”.

 

وأكد أحد الناشطين الذين حضروا المظاهرة، وجود ممثل “جبهة النصرة” في إدارة ادلب سامر سخيطة “أبو عبدالملك”، الذي لم يتدخل أبداً لصالح المتظاهرين، ولم يمنع عناصر “النصرة” من تفريق المظاهرة بالقوة.

 

وتفيد المعلومات أن “جبهة النصرة” قامت بإعتقال خمسة نشطاء، ونقلهم إلى مقر اللجنة الأمنية التابعة للجبهة في معرة النعمان. والنشطاء المعتقلون هم: معاذ الشامي وياسين البوشي، وهما من بلدة عربين في غوطة دمشق الشرقية ويقيمان في مدينة معرة النعمان، وعضو “مركز معرة النعمان الإعلامي” محمد كركص، ورئيس “منظومة اسعاف معرة النعمان” عمران قيطاز، وعضو “رابطة الشباب المثقفين” في معرة النعمان حسام قيطاز.

 

ويأتي الإعتداء على المظاهرة بعد أيام من مظاهرات خرجت في أغلب المناطق المحررة في سوريا، وبشرت بعودة الحراك الثوري السلمي وإعادة تفعيل لجان الحراك السلمي في المناطق المحررة.

 

من جهة أخرى، انتقد نشطاء مقربون من الفصائل الجهادية المظاهرات التي رفعت أعلام الثورة السورية واتهموها برفع “الرايات الكفرية” بدل راية “لا إله إلا الله”.

 

وتتخوف “جبهة النصرة” من المظاهرات المدنية السلمية، التي تجمعُ النشطاء في الساحات، خاصة بعدما هتف المتظاهرون ضد “النصرة” في نقاط تظاهر مختلفة، كما حدث في بلدة الأتارب غربي حلب والتي تعد أهم معاقل “حركة حزم” سابقاً.

 

ويُرجح البعض أن حادثة الإعتداء على المتظاهرين في إدلب جاءت لقطع الطريق على النشطاء، ومنع نقل عدوى التظاهر من مدن أخرى إلى مدينة إدلب التي تعد معقل “جبهة النصرة”. ويُعزز هذا الرأي أن “جبهة النصرة” قامت باعتقال النشطاء “المعروايين” بعد حشدهم للتظاهرة الكبيرة في معرة النعمان، الجمعة، والتي حضرها المئات من المدنيين ولوحظ فيها حضور قادة في الجيش الحر منهم قائد “الفرقة الشمالية” المقدم فارس بيوش، وقائد “الفرقة 13” المقدم أحمد سعود. وهو الأمر الذي زاد من تخوف “النصرة” واستشعارها لخطر اقتراب عودة الحاضنة الشعبية للجيش الحر، في أول إختبار، بعد توقف القصف على بعض المناطق المحررة.

 

فتوى المحيسني لا تغسل عار “النصرة

نذير رضا

الفتوى التي أطلقها الداعية الإسلامي عبد الله المحيسني، بـ”جواز” رفع أعلام الثورة السورية في الاعتصامات، لا تغسل العار الذي ألحق بالمتظاهرين، جراء منعهم من رفع العلم في إدلب مساء الإثنين. فالحادثة، ليست دينية الطابع، وإن كانت ذريعتها دينية، فهي تنم عن نهج إلغائي انتهجته “جبهة النصرة” ضد الناشطين المدنيين، وضد الثورة بأكملها، وتشوّش على التظاهرات التي خرجت يوم الجمعة الماضي مطالبة بإسقاط النظام.

 

لا يمكن للحادثة أن تمرّ بوصفها “إشكالاً فردياً” أو “خلافاً بسيطاً” يمكن أن يُحل بمسحه بـ”اللحى”. في توقيته، يأتي في لحظة سياسية دقيقة، إذ يقدّم للنظام وحليفته موسكو ذريعة جديدة لقصف إدلب، بوصفها مكاناً يسيطر عليه تنظيم إرهابيّ مستثنى من اتفاق وقف الأعمال العدائية.

 

كما أنه يعزز ادعاء الخصوم بأن جميع معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، هم من الإرهابيين، أو يقعون تحت سلطة تنظيم إرهابي، يقمعهم وينكل بهم. ويظهر مرة أخرى، أن “النصرة” التي تقاتل إلى جانب فصائل “معتدلة” في إدلب، تحاول أخذ المحافظة رهينة، وتعتبرها جزءاً من كيانها المتشدد الموازي لكيان تنظيم “داعش” في شرق سوريا.

 

من هنا، يصبح المنع فرصة لا تُعوّض بالنسبة إلى الاطراف الموالية للنظام، وللتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب أيضاً، للتنصل من اتفاق الهدنة في إدلب، من غير قلق، ولا إدانة. وفي الوقت نفسه، يظهر المنع ملامح جديدة للثورة، تناقض كل المشهد الذي ظهرت فيه يوم الجمعة الماضي على أنها ثورة شعب ضد نظام ظالم. ويضرب كل محاولات إعادة تصويب البوصلة الثورية، التي استعادت زخمها عندما ركنت أصوات المدافع إلى حبر الاتفاق الأميركي- الروسي.

 

هجوم “النصرة” على المتظاهرين لفضّ التظاهرة، واعتقال الناشطين المدنيين، هو فعل حقد، ينمّ عن سلوك إلغائي، وإمعان في ترهيب الثورة، واقتيادها إلى مجهول الصفقات الدولية. وهو انتهاك خطير ليس لحركة الثوار فحسب، بل لحرية الاعتقاد. فالتنظيم، لم يثبت في أي مرة كفالته لحرية التعبير التي لا يؤمن بها أصلاً. وتمثل سلوكياته أكبر خطر على مسار حراك وصل إلى مراحله المفصلية: التراجع تحت ضغط دولي، أو المضيّ لاكتساب ما خرج المظلومون لأجله.

 

عليه، علت أصوات الثوار والنافذين في أوساط المعارضة السورية، للتنديد بالحادثة. هي أصوات تتسم بالجرأة، وقادرة على التأكيد بأن الثورة لا يمكن أن يشوش عليها المتشددون، بدليل ما قاله الباحث السياسي أحمد أبازيد أن “الشعب الذي ثار لأجل حريته وكرامته ضد أعنف الدول القمعية التي عرفها المشرق وواجه مئات آلاف القتلة، وأهم من ظن أنه سيركعه بعدة مقرات أمنية”.. وما قاله المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد: “ما حاجة الأسد لبقاء جيشه ومخابراته في إدلب، إن كان باسم الدين يمنع التظاهر ضده ويمنع أشهر هتاف هز كرامته وكرامة كلابه؟”

 

على أن الاكتفاء بالتنديد بالحادثة، يكشف حجم المخاوف من تنظيم يمتلك كل أدوات البطش والقتل والاستهداف. ذلك أن الاعتراض اقتصر على عبارات متضامنة، وتنديد قاس، وحراك مناهض أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت كان القليلون فقط يجرؤون على الخروج مرة أخرى إلى ساحة الساعة، بعد “طردهم” من ساحة البازار في المدينة.

 

من هنا، لا تبدو فتوى “جواز” رفع أعلام الثورة، إلا مخرجاً للتهدئة. فتبرؤ حركة “أحرار الشام” من فعل شريكتها في الميدان، ضرب أي فرصة لتأييد الجبهة في فعلتها من قبل المأخوذين بتجربة الاسلام السياسي الذي تمثله النصرة، وهدّأ من وقع المخاوف المرتبطة بالحادثة. وقالت “أحرار الشام” في حسابها في “تويتر”: “ما خرجنا لنسقط ديكتاتورية علمانية لنحصل على ديكتاتوريات باسم الإسلام، الإسلام ديننا والحرية حقنا سنقيم الأول وسننتزع الثاني”.

 

الحادثة بشكلها وتداعياتها، لا تحمل خلفيات دينية. هي استمرار لمنظومة الاستباحة لكل تجارب الحراك الشعبي ضد النظام، وضد التنظيمات المتشددة أيضاً.

 

جدل بين المعارضة والوحدات:كيف قُصف حي الشيخ مقصود؟

محمد خالد

بثت “وحدات حماية الشعب” الكردية “PYD”، الجناح العسكري لحزب “الاتحاد الديموقراطي”، الثلاثاء، شريطاً مصوراً يظهر فيه دخان متصاعد، قالت إنه ناجم عن قصف كيماوي على حي الشيخ مقصود الواقع تحت سيطرتها في مدينة حلب. وزعمت الـ”وحدات” بأن القصف تم بقذائف تحمل مادة كيماوية، يعتقد بأنها الفوسفور ذو اللون الأصفر.

 

وظهر في الشريط دخان أصفر ينبعث من منطقة قريبة من طريق الكاستيلو الاستراتيجي الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة، وتحاول الـ”وحدات” قطعه منذ بداية العام 2016. ومنطقة سقوط القذيفة بعيدة نسبياً عن حي الشيخ مقصود، ولم يُظهر الفيديو أي حالات اختناق رغم قرب المصور من منطقة تصاعد الدخان.

 

قائد “غرفة عمليات فتح حلب” الرائد ياسر عبدالرحيم، وصف لـ”المدن”، تلك الادعاءات بأنها “كاذبة ومضللة”، وقال: “طبعاً لا يخفى على ذي لبٍّ أن هذا الولد من ذاك الأب، وPYD هي طفل النظام المدلل، وتربية النظام الذي استخدم الكيماوي في غوطة دمشق واتهم الثوار بأنهم من استخدموها. هذه الألاعيب التي تقوم بها الـ PYD هي من النظام، الذي يستخدم أساليب حقيرة في قصف الشعب بصواريخ السكود والطائرات، كما قصفنا بعشرات الأنواع من المواد السامة والكلور وغيرها لإبادة الثوار”.

 

وأضاف عبد الرحيم: “والآن يلعب هذا الحزب اللعبة نفسها بطلب من النظام لاتهام الثوار، ومن الفيديو نسمع صوت كاميرات ونرى كيف أنهم مستعدون لتوثيق هذا العمل، كما يمكن لأي قنبلة دخانية أن تفعل هذا الشيء. ولم نرَ أي دليل على أن الثوار هم من قصفهم والفيديو في منطقة خالية لا يثبت شيء”.

 

وعن الأسباب التي تدفع القوات الكردية للقيام بمثل هذا الأفعال قال عبد الرحيم: “الفبركة هذه هي مقدمة لشيء أكبر وأسوأ، الـ PYD يخطط لشيء ما، وهو مستمر بخرق الهدن والاتفاقات وقنص المدنيين كما يخطط للسيطرة على طريق الكاستيلو، المتنفس الوحيد لمدينة حلب وخط إمداد الثوار. ويحاول التوجه إلى منطقة الهلك وقطع الطريق بشكل كامل، وهي خطط لمؤازرة النظام بكل ما تعنية الكلمة. فرح الـPYD بدخول الروس في المعركة وتلقيهم الدعم منهم، جعلهم يظنون بأن الكفة تميل لصالح الأقوى، متناسين أننا على الحق، وإن شاء الله سنعمل على منعهم من تحقيق مآربهم بكل ما أوتينا من قوة”.

 

وأشار عبدالرحيم إلى أن حزب “الاتحاد الديموقراطي” يقوم بهذه الأعمال وفق تعليمات من النظام. وأن الطيران الروسي خرق الهدنة في أكثر من منطقة، ومنها الكاستيلو، بطلب من الحزب وقياداته.

 

وتساءل عبدالرحيم عن السلاح والذخيرة التي لدى الحزب في حي الشيخ مقصود المحاصر، قائلاً: “من أين له كل هذا؟ ومن يدعمه بذلك؟ لا يخفى على أحد أن النظام هو خلف كل شيء يحصل في المنطقة مؤخراً، والحزب رفع علم النظام في الحسكة وهذا ما يخطط لفعله في الشيخ مقصود وعفرين في ريف حلب”.

 

“وحدات الحماية” كانت قد أصدرت بياناً، وجهته للفريق الخاص بـ”وقف الأعمال العدائية” في سوريا، وجاء فيه: “نحيطكم علماً أنه في يوم 8 آذار 2016 الساعة 15:00 حدث قصف بقذائف تحمل مواد كيماوية يعتقد أنها مادة الفيسفور ذات اللون الأصفر على حي الشيخ مقصود، من قبل فصائل المعارضة السورية”.

 

واتهم البيان كلاً من “حركة أحرار الشام الإسلامية”، و”الجبهة الشامية”، و”لواء السلطان مراد”، و”كتائب السلطان محمد الفاتح”، و”تجمع فاستقم كما أمرت”، و”اللواء 13″، و”الفوج الأول”، و”الكتيبة 116″، و”كتائب نور الدين زنكي”، بالوقوف وراء القصف. وأكد البيان أن القصف مستمر على الحي، من دون أن يُحدد نوعه.

 

الخبير الكيمياوي أنس الخالد، قال لـ”المدن”، إن مادة الفوسفور الأبيض، التي تتهم القوات الكردية فصائل المعارضة بقصف حي الشيخ مقصود بها، هي عبارة عن “مادة شمعية شفافة وبيضاء ومائلة للاصفرار، ولها رائحة تشبه رائحة الثوم، وتتفاعل مع الأوكسجين بسرعة كبيرة منتجةً ناراً ودخاناً أبيض كثيفاً. وذلك الدخان يتفاعل مع الرطوبة مكوناً حمض الفوسفوريك، وعند تعرض جسم الإنسان للفوسفور الأبيض يحترق الجلد واللحم فلا يتبقى إلا العظم. ومن المستحيل أن تنتج مادة صفراء من الفوسفور. ونحن لم نشاهد أي أعراض من هذا النوع بكل الشرائط التي بثتها وحدات الحماية، عن قصف مزعوم للمعارضة على الشيخ مقصود”.

 

ورجح الخالد أن يكون الدخان الأصفر المنبعث، الظاهر في الشريط المصور، ناجم عن سقوط قذيفة هاون، على أرض ترابية، أو قنبلةً دخانيةً عاديةً وتابع بالقول: “إن كانوا فعلاً يقصدون أن القصف تم بقنابل فوسفورية، فيجب تذكر القصف الإسرائيلي على غزة بهذه القنابل، وتذكر الشرائط المصورة عن أعراض القصف من هذا النوع وما ينتج عنها”.

 

وكان رئيس “مجلس حي الشيخ مقصود” عماد داوود، قد رفض التعليق لـ”المدن” عن الحادثة، مؤكداً إنه ينتظر تصريحات “القيادة العامة” عن الموضوع. ومجلس حي الشيخ مقصود الذي تقطنه غالبية كردية تُشرف عليه “وحدات الحماية”.

 

وكانت الـ”وحدات” قد اقتحمت في 2 أذار/مارس، تلة مشرفة على كامل طريق الكاستيلو، بعدما تسلل عدد من عناصرها إلى التلة وسيطرت عليها لساعات. وقطع على إثر الهجوم طريق الكاستيلو بشكل كامل. لكن الثوار عادوا ونفذوا هجوماً مضاداً، تمكنوا من خلاله استعادة السيطرة على التلة ومحيطها، وإعادة فتح الطريق. ورغم ذلك، فما زال جزء من الطريق الحيوي مرصوداً من قبل الـ”وحدات”، التي قام قناصوها بقتل وجرح عشرات المارة المدنيين على الكاستيلو.

 

دي ميستورا يتوقع محادثات “جادة” بشأن سوريا تبحث تشكيل حكومة انتقالية

توقع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا بدء مباحثات سلام “جادة” الاثنين تتضمن أجندتها تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات.

 

ولم تتضح بعد الأطراف المشاركة في المحادثات التي تستضفيها مدينة جنيف السويسرية.

 

وقال بعض قادة المعارضة إنهم لم يتخذوا قرارا بشأن المشاركة فيها.

 

وبدأت هدنة في سوريا قبل 12 يوما، وقد ساعد ذلك على الحد من ضراوة الحرب.

 

ولن يتم التطرق إلى انتهاكات وقف إطلاق النار خلال المحادثات المرتقبة، بحسب ما ذكره دي ميستورا خلال مؤتمر صحفي في جنيف.

 

وأتاح وقف إطلاق النار فرصة أمام توصيل مساعدات إنسانية لمئات الآلاف من المدنيين الموجودين في مناطق محاصرة.

 

وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ خمس سنوات تسبب بمقتل اكثر من 270 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

هجوم للنظام السوري قرب الحدود الأردنية  

شنت قوات النظام ومليشيات مؤازرة لها الأربعاء هجوما على مناطق قرب الحدود السورية الأردنية، كما وثق ناشطون غارات روسية على مناطق في حلب ودير الزور وحمص، بينما تدور اشتباكات بريف دمشق وحلب وحماة.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في درعا بأن قوات المعارضة السورية المسلحة صدت هجوما شنته قوات النظام المدعومة بمليشيات أجنبية على منطقة حقل الرمي من جهة بلدتي اليادودة وخراب الشحمة على الحدود السورية الأردنية.

 

ويعد هذا الهجوم هو الأول الذي تشنه قوات النظام خلال الهدنة التي بدأت منذ 12 يوما، وهو يهدف -بحسب قادة في المعارضة- إلى السيطرة على مناطق قريبة من الحدود، وقطع الطريق الواصل بين ريفي درعا الغربي والشرقي.

 

وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات بين المعارضة وقوات النظام على جبهة بالا بمنطقة المرج، حيث تحاول الأخيرة التقدم في المنطقة وسط قصف مدفعي وصاروخي عنيف، بحسب شبكة شام.

 

وأضافت الشبكة أن اشتباكات عنيفة حدثت في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب بين المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية، وأن تنظيم الدولة الإسلامية قصف منازل المدنيين في مدينة مارع شمال حلب.

 

وفي الريف الجنوبي لحلب، شن الطيران الروسي غارة على قرية رسم عميش، بينما أعلنت مصادر في قوات النظام أنها استعادت السيطرة على عدة قرى قرب مدينة خناصر من تنظيم الدولة.

 

وأكدت شبكة شام أن الغارات الروسية طالت كلا من مدينة تدمر بمحافظة حمص، ومدينة دير الزور ومحطة تصفية المياه في قرية ‏الكبر بدير الزور حيث يتمركز تنظيم الدولة.

 

من جهة ثانية، قالت وكالة مسار برس إن المعارضة دمرت آلية عسكرية في قرية معركبة بحماة، مضيفة أن قوات النظام قصفت بالمدفعية عدة نقاط للثوار في ريف اللاذقية.

 

أما محافظة الرقة فشهدت هجوما من قوات سوريا الديمقراطية على قرية محاميدية الخاضعة لتنظيم الدولة، كما انفجر لغم أرضي زرعه تنظيم الدولة جنوب بلدة سلوك، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات حماية الشعب الكردية.

 

طريق الكاستيلو بحلب.. حسابات عسكرية وحاجة إنسانية  

عمر يوسف-حلب

 

يحظى طريق الكاستيلو شمالي مدينة حلب بأهمية كبيرة، إذ يعد المنفذ البري الوحيد لمناطق سيطرة المعارضة بحلب، كما أنه الشريان الرئيسي الذي تعيش المدينة وسكانها عليه عبر حركة نقل البضائع ومساعدات الإغاثة والمواصلات مع الريف الشمالي والغربي.

ويشهد الطريق حركة مرورية نشطة آناء النهار لتتراجع مع اقتراب الليل، ولا سيما من الشاحنات التي تنقل البضائع، بينما تشرف حواجز المعارضة على الطريق أمنيا.

 

ودخل طريق الكاستيلو مؤخرا في حسابات الصراع العسكري بين الأطراف المتحاربة في حلب، ما جعله عرضة للاستهداف تارة، والتهديد بالقطع وحصار الآلاف داخل حلب تارة أخرى.

 

من بين تلك الأطراف وحدات حماية الشعب الكردية التي تحكم سيطرتها العسكرية على حي الشيخ مقصود، وهو حي يقع في منطقة مرتفعة نسبيا ومطلة جزئيا على طريق الكاستيلو، حيث تؤكد مصادر بالمعارضة أن وحدات حماية الشعب تستهدف بين الحين والآخر العابرين في الطريق من المدنيين، مشيرة إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى بنيران قادمة من تلك الوحدات.

 

وقال ملهم عكيدي القيادي من “تجمع فاستقم كما أمرت” وهو من فصائل الجيش الحر، إن طريق الكاستيلو تستهدفه منذ أكثر من سنة ونصف قوات النظام المتمركزة في حندرات، وقوات حزب العمال الكردستاني في حي الشيخ مقصود، وذلك بهدف قطعه وحصار مدينة حلب.

 

وأشار عكيدي -في حديث للجزيرة نت- إلى أنه ومنذ أخرجت فصائل المعارضة في حلب جيش الثوار المتعاون مع وحدات حماية الشعب من حيي الهلك وبستان الباشا، بسبب محاولته التمدد عسكريا، لم تتوقف القوات الكردية عن الزحف والتقدم باتجاه طريق الكاستيلو، واستهدفته بنيران القناصة وقذائف الهاون.

 

وأكد القيادي في المعارضة أنه سجلت في أيام الهدنة الجارية حالة استهداف لحافلة ركاب مدنيين، ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى، كما أطلقت أيضا النار على شاحنة محملة بالطحين مما أدى إلى احتراقها بالكامل.

 

وعن اتهام المعارضة بأنها تستهدف المدنيين في حي الشيخ مقصود، قال العكيدي إنها ردت على محاولات للتسلل ومواجهة النيران القادمة من الطرف الآخر.

 

لكن وحدات حماية الشعب الكردية المنضوية في ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية، تقول إن فصائل من المعارضة، ومن بينها جبهة النصرة، هي من تخرق الهدنة وتستهدف المدنيين في حي الشيخ مقصود ذي الأغلبية الكردية بإطلاق القذائف والصواريخ على الحي.

 

وفي تصريح للجزيرة نت، أفاد المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية أنهم يملكون قوات تطل على طريق الكاستلو، ولكنها بحالة دفاعية ولم تدخل بأي اشتباك ولم تتورّط بأي محاولة لمصادرة الطريق.

 

واعتبر المكتب الإعلامي أن مسلحي جبهة النصرة “يختلقون الذرائع والاتهامات، قبيل الاعتداء على أي منطقة”.

 

من جانب آخر، رصدت الجزيرة نت اليوم السبت طريق الكاستيلو وأحوال المدنيين المارين عبره، وقال أبو محمود، وهو أحد القادمين من ريف حلب الغربي نحو المدينة، إن الطريق آمن، وأكد أنه لم يتعرض للخطر أو إطلاق نار من القناصة أثناء مروره بالطريق.

 

بدوره، قال أبو مصطفى وهو أحد أفراد الحاجز التابع للمعارضة إنه سترفع سواتر ترابية تفاديا لاستهداف العابرين من القناصة، وستسعى فصائل من الجيش الحر لاستعادة النقاط التي سيطرت عليها القوات الكردية.

 

خروقات حزب الله بالزبداني.. تجاهل لهدنتين  

أنس إدريس-ريف دمشق

 

رغم الهدنة التي وقعت بين جيش الفتح ووفد إيراني قبل نحو ستة شهور وتنتهي يوم الـ21 من هذا الشهر، وتنص في أبرز بنودها على وقف إطلاق النار في الزبداني وكفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي، ورغم الاتفاق الدولي الذي تبنّاه مجلس الأمن لوقف الأعمال العدائية في سوريا فإن حزب الله تجاهل هاتين الهدنتين موقعا على خروقات تشمل قنص مقاتلي المعارضة السورية المسلحة وتفجير البيوت وقطع الأشجار.

 

ويقول مدير المشفى الميداني بمدينة الزبداني وعضو المجلس المحلي عامر برهان “منذ توقيع جيش الفتح مع الوفد الإيراني هدنة لمدة ستة شهور قام حزب الله بعدد من الخروقات كان أحدها بالأمس (الاثنين) عندما فتح عناصر الحزب النار علينا من ثلاثة مواقع الأول الحكمة واستشهد فيها شخصان وأصيب ثالث، وموقع المحطة وأصيب فيها شخص واحد، ومحور آدوبة حيث قتل شخص ثالث قنصا”.

 

وبشأن وجود خروقات أخرى في المدينة، أكد برهان للجزيرة نت وفاة أحد الجريحين رغم إجراء عملية له في البطن بسبب فقر الأدوات الطبية.

 

وتحدث عن سماع أصوات المناشير الحديدية وهي تقطع أشجار سهل الزبداني، بينما فجرت عناصر أخرى أبنية سلمت من القصف الجوي للنظام السوري في وقت سابق.

 

وقال برهان أيضا إن “هدف هذه السياسة هو التدمير الممنهج لمدينة الزبداني بما فيها من الحجر والشجر والبشر”.

 

ويتركز وجود المدنيين ومقاتلي المعارضة السورية في قلب مدينة الزبداني، بينما يسيطر حزب الله مع النظام السوري على أطراف المدينة وسهل الزبداني.

 

تدوين

وحول موقف المعارضة المسلحة من هذه التجاوزات، يقول رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر العميد أحمد بري إن “خروقات حزب الله في الزبداني وغيرها من المدن تدون يوميا وترسل إلى لجنة متابعة وقف إطلاق النار”.

 

ويضيف للجزيرة نت أن “الرد يكون وقتياً في إطار الدفاع عن النفس وعلى مبدأ العين بالعين والسن والسن والبادئ أظلم” مؤكدا أن المعارضة لا تخرق الاتفاق ولا تبادر بالهجوم نهائياً.

 

وتعمل المعارضة السورية بموجب البند “ج” من الاتفاق الذي صيغ عبر الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وتبناه مجلس الأمن بالقرار رقم 2268 بشأن الاستخدام المتناسب للقوة (أي ما لا يزيد عن المطلوب لمواجهة تهديد فوري) في حالة الدفاع عن النفس.

 

في المقابل، يتجاهل حزب الله الفقرتين اللتين تدعوان لوقف الهجمات بأي سلاح والامتناع عن حيازة أو السعي لامتلاك أراضٍ خاضعة لطرف آخر باعتبارها قوة داعمة للنظام السوري، وفق مراقبين.

 

إصرار

وتنظر المعارضة السورية إلى إصرار الحزب اللبناني على تجاهل هدنتين لوقف إطلاق النار، وسعيه المتكرر لضمان مدينة الزبداني لصالحه بأنه تمسك بحماية الخاصرة السورية.

 

وقاد حزب الله مع النظام السوري أعنف حملة عسكرية استمرت لثلاثة أشهر دون أن يسيطر على مدينة الزبداني، في وقت يواجه فيه تهديدا وجوديا بعد تصنيفه على لائحة الإرهاب.

 

ويلفت عضو الائتلاف الوطني سمير نشار إلى أن حزب الله يهتم بالسيطرة على الزبداني لتأمين خاصرته السورية، لذلك ينتهك وقف إطلاق النار وشروط التهدئة.

 

ويقول إن الحزب لن يتوقف عن قضم تلك المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية للأهمية الإستراتيجية بالنسبة له، وللمحافظة على طريق الإمدادات العسكرية التي تصله عبر مطار دمشق الدولي.

 

ويضيف نشار -في تصريحات للجزيرة نت- أن ذلك الحزب يحاول إجراء عمليات تبادل سكاني كما حدث بين الفوعة وكفريا والزبداني لإفراغ هذه المناطق من سكانها السُنة وجلب الشيعة لإيجاد بيئة داعمة ومؤيدة له لضمان الاستقرار لـخط الإمداد الحيوي عبر تلك المناطق.

 

ويؤكد أن الحزب اللبناني ربما وضع في خلفية تفكيره احتمال رحيل الرئيس بشار الأسد مما يجعل من أهمية هذا الموضوع كإجراء احتياطي لتأمين خطوط إمداده.

 

وكانت الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر الحزب من تهريب للأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن والتحريض على الفوضى والعنف خصوصاً في سوريا، سبباً في تصنيف مجلس التعاون الخليجي قبل أسبوع حزب الله منظمة إرهابية.

 

دي ميستورا يعلن استئناف المحادثات السورية.. ويؤكد: اتفاق الأعمال العدائية غير محدد المدة

دي ميستورا يعلن استئناف المحادثات السورية.. ويؤكد: اتفاق الأعمال العدائية غير محدد المدة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أعلنت الأمم المتحدة استئناف المحادثات السورية، بداية من الأربعاء، بجلسات تقارب تحضيرية على أن تبدأ المحادثات الفعلية، الاثنين المقبل، وتستمر حتى 24 مارس/آذار الحالي.

 

وأكدت المتحدثة الإعلامية باسم الأمم المتحدة أن مبعوث المنظمة الدولية إلى سوريا ستيفان دي ميستورا سيكون وأعضاء فريقه مستعدين لاستقبال جميع المشاركين، وسيعقد اجتماعات تحضيرية قبل المناقشات الجوهرية.

 

وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحفي، إن “اليوم سيشهد محادثات تقارب بين الوفود السورية المشاركة في جنيف وبحث في ملف إيصال المساعدات إلى المناطق السورية المحاصرة”، مضيفا أن “المحادثات الفعلية ستبدأ في 14 مارس الحالي”.

 

وأوضح دي ميستورا أن “المحادثات بين الوفود السورية ستركز على قضايا الحكم وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا ودستور جديد”، وقال: “لن نتحدث عن المساعدات الإنسانية أو وقف إطلاق النار في هذه المحادثات”. وأضاف أن جدول الأعمال مرتبط بوصول الوفود المشاركة، وسيستمر حتى 24 من الشهر الحالي.

 

وأكد دي ميستورا أن اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا هو مستمر لأجل غير مسمى من وجهة نظر الأمم المتحدة والقوى الكبرى، وذلك وسط تقارير تحدثت عن أن الاتفاق محدد بمدة أسبوعين.

 

جنرال أمريكي مرشح لقيادة المنطقة الوسطى متخوف من الافتقار إلى شريك في سوريا

واشنطن (رويترز) – عبّر الجنرال جوزيف فوتل المرشح لقيادة المنطقة الوسطى الأمريكية (التي تشمل الشرق الأوسط ضمن نطاق صلاحياتها) أمام مشرعين أمريكيين يوم الأربعاء عن قلقه من الافتقار إلى شريك يُعتمد عليه في سوريا في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية مشيرا إلى أنّه سينظر بإمعان في استراتيجية واشنطن إذا ما تم اختياره للمنصب.

 

وجاء تصريح فوتل خلال جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي.

 

وذكر إنه إذا صادقت اللجنة على تعيينه لقيادة المنطقة الوسطى فسيسعى إلى إيجاد استراتيجية متناغمة وذات موارد جيدة للسعي وراء معاقل تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقال فوتل “في العراق لدينا شريك ولدينا حكومة لكننا لا نملك هذا في سوريا وبالتالي انا قلق من كيفية تقدمنا في سوريا في غياب العامل السياسي الداعم لذلك.”

 

وأضاف فوتل “لدي مخاوف حيال استراتيجيتنا الموسعة تجاه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وكيف نستفيد من مواردنا وكيف نركز سلطاتنا.”

 

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى