أحداث الأربعاء 11 كانون الأول 2013
النظام يصعّد الضغط على آخر معاقل المعارضة في القلمون
بيروت، لندن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
صعدت قوات النظام السوري خلال الساعات الماضية وتيرة القصف على محيط بلدة يبرود، آخر المعاقل المهمة للمعارضة المسلحة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، بعدما سيطرت على مدينة النبك المجاورة. وجاء ذلك في وقت أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» سيطرة مقاتلين من «الجبهة الإسلامية» التي تتشكل من بعض أبرز المجموعات الإسلامية المقاتلة، على مقرات كتائب وألوية شهداء سورية وكتائب الفاروق في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بعدما كانت «الجبهة» سيطرت قبل أيام على مقرات ومستودعات السلاح التابعة لهيئة الأركان في «الجيش الحر» في المنطقة ذاتها. وبعض الكتائب التي خسرت مقراتها أمس تتبع أيضاً قيادة أركان «الجيش الحر» التي يرأسها اللواء سليم إدريس.
وأكد «المرصد» أيضاً استيلاء «جبهة النصرة»، وهي ليست جزءاً من «الجبهة الإسلامية» بل تتبع تنظيم «القاعدة»، على أسلحة بينها صواريخ مضادة للطائرات وأخرى مضادة للدبابات كانت في مستودعات تابعة للمعارضة في محافظة إدلب.
وبالتزامن مع التطورات العسكرية، أعلنت الأمم المتحدة الاتفاق مع الحكومة السورية والحكومة العراقية على تسيير رحلات إغاثية جوية من أربيل في كردستان العراق إلى الحكسة في شمال شرقي سورية. وهذه المرة الأولى التي يتم فيها اللجوء إلى نقل المساعدات جواً من العراق إلى هذه المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد السوريون.
وبالنسبة إلى المعارك في ريف دمشق الشمالي، قال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» أمس، إن «العملية المقبلة في القلمون سيكون مسرحها على الأرجح بلدة يبرود، وهي آخر معقل مهم لمقاتلي المعارضة، بعد أن استكملت قوات النظام مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني سيطرتها على مدينة النبك بعد أكثر من عشرة أيام من القصف العنيف والغارات الجوية والاشتباكات التي استشهد خلالها العشرات من أبناء النبك والنازحين اليها».
وأشار إلى أن مقاتلي المعارضة الذين تمكنت قوات النظام منذ 19 تشرين الثاني (نوفمبر) من طردهم من بلدات قارة ودير عطية والنبك، لا يزالون في بعض القرى الصغيرة في القلمون، لكنها لا تشكل نقاط ثقل، بينما تعتبر يبرود معقلاً مهماً يتحصنون فيه وهي على خط واحد مع قارة ودير عطية والنبك، وان كانت على مسافة أبعد نسبياً من الطريق العام الدولي بين حمص ودمشق.
وبسيطرتها على النبك، استعادت قوات النظام الطريق الدولي المغلق منذ بدء معركة القلمون قبل حوالى ثلاثة أسابيع، إلا انها لم تعد فتحه بعد، في انتظار أن يصبح سلوكه آمناً تماماً للمواطنين.
وذكر «المرصد» في بريد إلكتروني أن القوات النظامية قصفت صباح أمس «أطراف مدينة يبرود ومنطقة ريما والمزارع المحيطة بمدينة النبك».
وفي حلب (شمال)، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مقتل 12 شخصاً في سقوط قذائف أطلقها مقاتلون معارضون على أحياء في المدينة. من جهته، قال «المرصد» إن الهجوم أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وإصابة 15 آخرين على الأقل.
وفي المدينة نفسها، قتل أربعة أشخاص هم أم وطفلها وابنتاها في قصف بالطيران المروحي على حي قاضي عسكر، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى أن الطيران الحربي قصف كذلك حيي كرم الطراب ومساكن هنانو.
وفي حلب أيضاً، أشار «المرصد» إلى مقتل 12 مقاتلاً اسلامياً (خمسة من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وسبعة من لواء إسلامي مقاتل آخر) خلال اشتباكات بينهما في بلدة مسكنة على خلفية اعتقال «الدولة» وخطفها ثلاثة أشخاص بينهم مقاتلان في اللواء. بينما ذكرت رواية أخرى أوردها «المرصد» أيضاً، أن الاشتباكات اندلعت بعدما «حاول مقاتلون من اللواء المقاتل مبايعة الدولة الإسلامية».
واشنطن تعلق إرسال المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سورية
اسطنبول – رويترز
قال ناطق باسم السفارة الأميركية في تركيا إن الولايات المتحدة علقت كل المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سورية، بعدما استولى مقاتلو “الجبهة الإسلامية” على مقر المجلس العسكري الأعلى التابع للمعارضة، وعلى مخازنه.
وأضاف الناطق: “نتيجة لهذا الموقف، علقت الولايات المتحدة إرسال كل الدفعات الجديدة من المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سورية”.
وأوضح أن “المساعدات الإنسانية لن تتأثر، لأن منظمات دولية وغير حكومية هي التي توزعها”.
لندن تنضم الى واشنطن في تعليق المساعدات غير الفتاكة لسورية
انقرة – أ ف ب
أعلنت بريطانيا أنها علّقت المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية في شمال البلد المضطرب بعدما سيطر مسلحون اسلاميون على قواعد رئيسية للجيش السوري الحر، وذلك بعد خطوة مماثلة قامت بها الولايات المتحدة.
وقال متحدث باسم السفارة البريطانية في انقرة: “ليست لدينا اية خطط لتسليم اية معدات طالما بقي الوضع غير واضح”.
لندن تعلق مساعداتها “غير الفتاكة” للمعارضة السورية
انقرة – أ ف ب
أعلنت بريطانيا انها علقت المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية في شمال البلد المضطرب بعد ان سيطر مسلحون اسلاميون على قواعد رئيسية للجيش السوري الحر، وذلك بعد خطوة مماثلة قامت بها الولايات المتحدة.
وصرح متحدث باسم السفارة البريطانية في انقرة “ليست لدينا اية خطط لتسليم اية معدات طالما بقي الوضع غير واضح”.
وسيطرت “الجبهة الاسلامية” على مقار تابعة لهيئة الاركان في الجيش السوري الحر المعارض، وبينها مستودعات اسلحة عند معبر باب الهوى بعد معارك عنيفة بين الطرفين، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المتحدث ان بريطانيا “على اتصال بهيئة الاركان العليا (في الجيش الحر)” للتحقق من وضع المعدات البريطانية.
واكد ان “هذه الخطوة لا تعني ان الدعم البريطاني للمعارضة السورية يتضاءل”.
واعلنت واشنطن في وقت سابق من اليوم تعليق مساعداتها “غير الفتاكة” كذلك للمعارضة السورية.
وفي 22 تشرين الثاني/نوفمبر اعلنت فصائل اسلامية اساسية تشكيل “الجبهة الاسلامية”، في اكبر تجمع لقوى اسلامية مسلحة، بهدف اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد وبناء دولة اسلامية في سورية.
واعلنت الجبهة في الثالث من كانون الاول/ديسمبر انسحابها من هيئة الاركان بسبب “تبعية” هذه الاخيرة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وعدم تمثيليتها.
دمشق تدين “اللهجة التحريضية” لبيان مجلس التعاون الخليجي
دمشق – أ ف ب
دانت دمشق “اللهجة التحريضية” لبيان مجلس التعاون الخليجي الذي دعا إلى سحب “كل القوات الاجنبية من سورية” وإلى رفض مشاركة الرئيس بشار الاسد في مستقبل البلاد.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) إن سورية “تعبر عن ادانتها الشديدة لتلك اللهجة التحريضية التي اتسم بها بيان المجلس حول سورية لا سيما ان دولا من هذا المجلس هي شريك فعلي واساسي في دعم وممارسة الارهاب الوهابي التكفيري وامداده بالمال والسلاح والارهابيين”.
أنباء عن فرار مليون مسيحي .. والاشتباكات في يبرود
خاطفو راهبات معلولا: تعالوا لزيارتهن!
اشتعلت شرارة الاشتباكات في أطراف مدينة يبرود في منطقة القلمون السورية، أمس، في الوقت الذي قال مصدر ديبلوماسي مطلع لـ«السفير» إن اتصالات جرت عبر وسطاء مع خاطفي راهبات بلدة معلولا، وإنهم عرضوا على الأمم المتحدة إرسال فريق لتقصي أحوالهن.
وقال المصدر الديبلوماسي إن اتصالات جرت عبر طرف ثالث بين الخاطفين ومكتب الأمم المتحدة في دمشق، للاطمئنان على سلامة الراهبات الـ12 اللواتي خُطفن منذ نحو أسبوع من معلولا، وجرى نقلهنّ إلى مدينة يبرود، قبل ظهورهن المصور على قناة «الجزيرة» يوم الجمعة الماضي.
وأوضح المصدر أن الخاطفين أكدوا رسالتهم التي حاولوا ترسيخها في الشريط المصور، بأن الراهبات لم يتعرّضن للخطف وانه جرى نقلهن من معلولا، باسم حمايتهن. وابلغ الخاطفون الوسيط بأن الراهبات موجودات في «مكان آمن ومريح.. وإذا شئتم زيارتهنّ، فأهلاً وسهلاً».
وأشار المصدر إلى أن الاتصالات غير المباشرة مع الخاطفين هدفها السعي إلى تأمين الإفراج عن الراهبات، ومعرفة مطالب الخاطفين الذين ردوا بكلام عام عن رغبتهم باستقبال وفد للتوصل إلى اتفاق حول مطالب الخاطفين، يقود إلى إطلاق الراهبات.
وتابع المصدر المطلع على أجواء هذه الاتصالات، أنه في الوقت الذي يتمسك فيه الخاطفون بأن الراهبات لسن محتجزات قسراً، إلا أنهم في الوقت ذاته يعرضون التفاوض حولهن.
وقال إن المعضلة تتمثل في أن المعلومات تؤكد أن هؤلاء المسلحين ينتمون إلى «جبهة النصرة»، وبالتالي فإن تفاوض الأمم المتحدة معهم غير ممكن باعتبار أن التنظيم مدرج رسمياً على لائحة المنظمة الدولية للإرهاب، ما يجعل وجود طرف ثالث وفاعل، للوصول إلى مخرج لهذه المأساة، أمراً ضرورياً.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن العمليات العسكرية والاشتباكات تتركز حالياً في منطقة المزارع بين النبك ويبرود التي تعرّضت للقصف أمس، وهي محاطة بمواقع عسكرية تتبع للجيش السوري. ويعتبر مصدر ميداني أن عامل الطقس سيكون مهماً في معارك يبرود، وقد يؤدي إلى تأخير المواجهات، خصوصاً مع منطقة ذات طبيعة جبلية وعرة. (تفاصيل صفحة 12)
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف معارضة روسيا لأي مبادرات حول الشأن السوري لا يجري تنسيقها مسبقاً مع أعضاء مجلس الأمن الدولي، مشيراً الى فرار مليون مسيحي من سوريا جراء تهديدات وهجمات المتشددين.
وقال غاتيلوف «نحن نعارض بشكل قطعي أي مبادرات حول سوريا لا يجري التنسيق بشأنها مسبقاً مع أعضاء مجلس الأمن الذين تحاول بعض الجهات حصرهم في أطر زمنية مصطنعة أثناء العمل على مسار المساعدات الإنسانية، أو تطرح مهام تعلم أنها مستحيلة التحقيق». وأضاف أن «مثل هذه التحركات ينبغي أن تقوم بشكل تعاقبي ممنهج على أسس محايدة غير مسيّسة، وتتوافق مع المعايير والقوانين الدولية».
وأشار غاتيلوف إلى أن «روسيا تعتزم مواصلة تقديم مختلف المساعدات والدعم الإنساني لسكان سوريا وفق صيغ ثنائية ومتعددة الأطراف». واعتبر أن «الوضع الإنساني في سوريا يزداد تدهوراً مع استمرار تدفق المقاتلين والأسلحة وتشجيع العناصر المتطرفة من الخارج، واستمرار العقوبات الأحادية الجانب التي فرضتها الدول الغربية ضد سوريا»، معرباً عن قناعته بأن «حل المشكلات الإنسانية في سوريا ممكن فقط عبر التوصل إلى توافق سياسي والإسراع بعقد مؤتمر جنيف 2».
وأضاف أن «نزوح المسيحيين من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لا يزال قضية كبيرة»، مشيراً إلى أن «عدد المسيحيين الذين غادروا البلاد بسبب التهديدات بالتنكيل بلغ أكثر من مليون شخص». وتابع «أمام الحكومة السورية الكثير مما يجب القيام به لإقامة تعاون مستقر مع المنظمات الإنسانية الدولية، لكن يجب تقييم نطاق معاناة المدنيين في سوريا موضوعياً، وهذا ما يفتقر إليه شركاؤنا الغربيون وبعض وسائل الإعلام».
(«السفير»، «روسيا اليوم»، ا ف ب)
الأردن: خطة طوارئ لمخيم الزعتري للاجئين السوريين بسبب الأحوال الجوية
عمان- (د ب أ): أعدت إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين بالأردن خطة طوارئ لتهيئة الظروف المناسبة لمخيم الزعتري جراء الأحوال الجوية السائدة في المملكة.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) الأربعاء عن مدير الإدارة العميد وضاح الحمود القول إن الخطة التي أعدت للمخيم ستشمل إعادة فتح الطرق في المخيم لغايات تسهيل حركة الآليات الخدمية للوصول إلى الحالات الطارئة ، وفتح قنوات وعبارات تصريف المياه للحيلولة دون تشكل البرك المائية بالتعاون مع الدوائر الحكومية المختصة وبالتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمات الإنسانية العاملة داخل المخيم.
وأضاف أن الإدارة قامت بالتنسيق مع بعض المنظمات الدولية باستحداث “هنجر” للحالات الطارئة مجهز بمختلف وسائل التدفئة والأسرة والمساعدات الإنسانية التي يحتاجها اللاجئ والتنسيق مع المديرية العامة لقوات الدرك والمديرية العامة للدفاع المدني من أجل تقديم الخدمات ومعالجة أي حالة طارئة، كما تم التأكد من جاهزية خطوط ومحولات الكهرباء داخل المخيم.
وبين الحمود أنه تمت زيادة أعداد دوريات النجدة في المخيم لتسهيل الوصول للحالات الطارئة بأسرع وقت، وللحيلولة دون وقوع الحوادث، مشيرا إلى أن غرفة طوارئ المخيم تعمل بالتنسيق مع غرفتي عمليات محافظة المفرق وشرطتها.
واشنطن تعلق إرسال المساعدات غير الفتاكة لشمال سوريا
اسطنبول- (رويترز): قال متحدث باسم السفارة الأمريكية في أنقرة إن الولايات المتحدة علقت كل المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سوريا بعد أن استولى مقاتلو الجبهة الإسلامية على مقر المجلس العسكري الأعلى التابع للمعارضة وعلى مخازنه.
وسيطر مقاتلون من الجبهة الاسلامية وهي تحالف من ست جماعات معارضة رئيسية على قواعد الجيش السوري الحر عند معبر باب الهوى على الحدود الشمالية الغربية لسوريا مع تركيا في وقت متأخر يوم الجمعة.
وقالت مصادر في الجمارك لرويترز إن تركيا أغلقت المعبر من جهة حدودها في إقليم هاتاي بسبب تقارير عن زيادة الاشتباكات على الجانب السوري. ولم يرد تأكيد من المسؤولين الأتراك.
وأضعف الاقتتال بين مقاتلي المعارضة السورية جهودهم لإسقاط الرئيس بشار الاسد في الصراع الذي بدأ باحتجاجات سلمية على حكمه في مارس آذار 2011 وتحول الى حرب أهلية.
ولم يتضح بعد السبب في سيطرة الجبهة الإسلامية على قواعد المجلس العسكري الأعلى وما اذا كانت أي مخزونات قد فقدت.
وقال المتحدث الامريكي “نتيجة لهذا الموقف علقت الولايات المتحدة إرسال كل الدفعات الجديدة من المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سوريا”.
وأضاف أن المساعدات الإنسانية لن تتأثر لأن منظمات دولية وغير حكومية هي التي تقوم بتوزيعها.
ولم يتسن الاتصال بممثلي الجيش السوري الحر للتعليق وقال المتحدث باسم السفارة الأمريكية إن الموقف لايزال قيد التحقيق لتحديد “موقف المعدات والإمدادات الأمريكية التي أرسلت الى المجلس العسكري الأعلى”.
تقرير يتهم النظام بقتل 2900 شخص ذبحا… وجهة مجهولة تختطف الناشطة رزان زيتونة
‘الجبهة الاسلامية’ تحتلّ معبر باب الهوى والجيش الحر يشكل ‘جبهة ثوار سوريا’
بيروت وكالات: اعلنت تشكيلات وألوية عديدة تابعة للجيش الحر تشكيل جسد موّحد تحت اسم ‘جبهة ثوار سوريا’ ودعت كافة الفصائل الأخرى للانضمام لهذه الجبهة التي ضمت 15 كتيبة ولواء تابعاً للجيش الحر. وبحسب البيان فإن جبهة ثوار سوريا هدفها إسقاط النظام وحماية الأنفس والبلاد.
والألوية والتشكيلات التي انضمت للجبهة هي: المجلس العسكري في محافظة إدلب، وتجمع ألوية وكتائب شهداء سوريا، وتجمع ألوية أحرار الزاوية، وألوية الأنصار، وألوية النصر القادم، والفرقة السابعة والفرقة التاسعة، وكتائب فارق شمال، ولواء ذئاب الغاب، ولواء شهداء إدلب، ولواء أحرار الشمال، وكتائب رياض الصالحين في دمشق، وكتائب فاروق حماة وفوج المهام الخاصة بدمشق.
الى ذلك سيطرت الجبهة الاسلامية امس الثلاثاء على معبر حدودي مع تركيا في شمال غرب سوريا اثر هجوم لمقاتليها على مواقع لكتائب مقاتلة بعضها مرتبط بهيئة أركان الجيش السوري الحر المعارض، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني ‘سيطر مقاتلو الجبهة الاسلامية في سوريا فجر اليوم على مقرات كتائب وألوية شهداء سوريا وكتائب الفاروق في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا’ في محافظة إدلب. واشار الى ان العملية ترافقت ‘مع اغلاق المعبر من الجاب التركي’.
وكان مقاتلون من الجبهة سيطروا السبت على مقار تابعة لهيئة الاركان في الجيش السوري الحر وبينها مستودعات اسلحة عند معبر باب الهوى بعد معارك عنيفة بين الطرفين، بحسب المرصد.
واشار المرصد امس الى ان كميات من هذه الاسلحة ‘سيطرت عليها جبهة النصرة’ المرتبطة بتنظيم القاعدة، علما انها ليست جزءا من ‘الجبهة الاسلامية’.
ووزع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية امس الثلاثاء تقريرا يتهم فيه نظام الرئيس بشار الاسد بقتل نحو 2900 شخص ‘بالسلاح الابيض’، بينهم مئات الاطفال والنساء، منذ اندلاع النزاع الدامي قبل 33 شهرا.
واشار الائتلاف الى ان التقرير الذي يحمل عنوان ‘بالسكين’ وصدر في اليوم العالمي لحقوق الانسان، ‘يركز على المجازر المنهجية التي ارتكبتها قوات النظام بالاسلحة البيضاء فقط خلال اكثر من سنتين ونصف من عمر الثورة’.
وكشف التقرير الذي يقع في 81 صفحة ‘كيف ان 20 مجزرة على الاقل قضى خلالها 2885 ذبحا’، مشيرا الى ان من الضحايا ‘ما يزيد عن 200 طفل و120 امرأة’.
واعتبر الائتلاف ان المسألة تتجاوز ‘مجرد انتهاكات الى سلسلة جرائم ابادة جماعية منظمة’، استنادا الى ‘مصادر مفتوحة وتقارير لمنظمات دولية وشهادات ناجين، اضافة الى شهادات النشطاء’ المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد.
ويتضمن التقرير المتوافر على الموقع الالكتروني للائتلاف تعدادا للجرائم التي وقعت في محافظات سورية مختلفة ابرزها حماة وحمص (وسط) وريف دمشق وبانياس (غرب).كما ارفق بمجموعات من الصور والاشرطة المصورة واسماء الضحايا.
ومن ‘المجازر’ التي يوردها التقرير، تلك التي وقعت في بلدة الحولة في محافظة حمص في ايار/مايو 2012، وقضى خلال 110 اشخاص واصيب 550 بجروح، بحسب التقرير الذي يشير الى قيام ‘مجموعة من الشبيحة من القرى العلوية المجاورة للحولة، مدعومين بقوات من الجيش النظامي باقتحام المنطقة، ودهموا بيوت المدنيين وقتلوا كل من وجدوه فيها من رجال واطفال ونساء ذبحا بالسكاكين وبأدوات حادة ادت الى تهشيم الرؤوس بوحشية مفرطة’.
ونقل عن احدى الناجيات واسمها رشا عبد الرزاق، قولها ان المهاجمين ‘كانوا يحملون اسلحة رشاشة من طراز كلاشينكوف. ادخلونا الى احدى غرف المنزل وضربوا والدي على رأسه بمؤخرة البندقية ثم اطلقوا النار على رأسه مباشرة’، مشيرا الى ان اربعة فقط من عائلاتها نجوا، من اصل عشرين شخصا كانوا في المنزل.
وكانت بعثة مراقبين دوليين موجودة في سوريا لدى حصول المجزرة المذكورة احصت 92 قتيلا بينهم 32 طفلا.
وتوقف التقرير عند مقتل العشرات في قرية البيضا وحي رأس النبع في مدينة بانياس الساحلية (غرب) مطلع ايار/يونيو 2013، وهو ما قالت المعارضة في حينه انه كان ‘مجزرة ذات طبيعة طائفية’، في اشارة الى كون المنطقتين سنيتين، الا انهما تقعان في محيط ذي غالبية علوية.
بالاضافة الى مجزرة بابا عمرو التي كشفت بعد سقوط الحي في مطلع آذار/مارس 2013 في ايدي قوات النظام اثر معركة عنيفة وحملة قصف وحصار جعلت من الحي رمزا ‘للثورة السورية’. وعثر على جثث في تلك الفترة ايضا في حيي كرم الزيتون والعدوية.وذكر التقرير ان فتيات ونساء تعرضن للاغتصاب قبل القتل.
ونقل عن أبي محمد (38 عاما) قوله ‘حصلت عمليات اغتصاب لعدد كبير من الفتيات لا تتجاوز اعمارهن الـ17 عاما تم اقتيادهن الى الملاجئ حيث تم اغتصابهن ثم ذبحن بالسكاكين’. ونقل عن ناحين ان ‘معظم الذين نفذوا المجزرة هم من الشبيحة بينما الجيش يحميهم’.
وذكر التقرير ان ‘النظام قام مبكرا من عمر الثورة بتشكيل فرق موت خاصة بتنفيذ المجازر الدموية بالسلاح الابيض’، قوامها ‘الحرس الجمهوري التابع لقوات النظام وعناصر من الحرس الثوري الايراني بالاضافة الى الشبيحة وعناصر حزب الله’ اللبناني الذي يقاتل في سوريا منذ اشهر.
الى ذلك خطف مجهولون اربعة ناشطين سوريين بينهم رزان زيتونة امس الثلاثاء من مركز حقوقي يعملون فيه في ريف دمشق، بحسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان.
وجاء في البيان ‘صباح اليوم (امس) العاشر من كانون الأول/ديسمبر، قام مجهولون باقتحام مقر عمل فريق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا في منطقة دوما في الغوطة الشرقية المحاصرة، وتم اعتقال كل من الزملاء الناشطة رزان زيتونة والناشط وائل حمادة والناشطة سميرة الخليل والناشط ناظم الحمادي’.
واوضح الناشط الاعلامي في لجان التنسيق فارس محمد ردا على اسئلة لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان ‘لا معلومات حتى الآن عن الجهة التي اقدمت على عملية الخطف، لكن المرجح انها احدى المجموعات المسلحة الموجودة في دوما’.
وتوجد في دوما مجموعات عدة مقاتلة ضد النظام بينها ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’ و’جبهة النصرة’ و’جيش الاسلام’ وكتائب اخرى تابعة للجيش السوري الحر.
وقال محمد ‘نعمل على جمع المعلومات، ولم نصل الى اي خيط بعد’.
وأدانت لجان التنسيق ‘هذا العمل ومرتكبيه’ وحملتهم ‘المسؤولية المباشرة عن أي أذى قد يلحق’ بالناشطين المخطوفين. وطالبت ‘بالكشف عن مصيرهم وإعادتهم إلى مكان عملهم فورا ومن دون شروط’.
سوريا: واشنطن تجاهلت معلومات أمنية عن قدرات ‘جبهة النصرة’ على تصنيع الكيميائي
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ كتب سيمور هيرش الصحافي الأمريكي المخضرم في مجلة ‘لندن ريفيو أوف بوكس′ مقالا مطولا عن الهجوم الكيميائي الذي وقع على الغوطة الشرقية في 21 آب / أغسطس قال فيه ان إدارة الرئيس باراك أوباما تجاهلت معلومات أمنية قالت إن جبهة النصرة والجماعات الجهادية قد أحكمت عملية استخدام السلاح الكيميائي وكانت قادرة على إنتاج كميات كبيرة منه.
وقال الكاتب إنه عندما وقع الهجوم كان يجب الإشتباه بتورط جبهة النصرة، ومع ذلك قررت الإدارة قامت بانتقاء المعلومات الأمنية كي تبرر الهجوم على نظام بشار الأسد. وقام الرئيس باراك أوباما في خطابه المتلفز بإلقاء اللوم على الأسد وعبر عن استعداده لدعم مواقفه العامة التي هدد فيها باتخاذ إجراءات عقابية حالة تجاوز النظام السوري الخط الأحمر، ‘ونعرف أن نظام الأسد هو المسؤول.. ولهذا قررنا بعد دارسة هادئة، أن الرد على استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي يخدم المصلحة القومية للولايات المتحدة’.
بدون معلومات
ويعلق هيرش على القول بأن أوباما كان ذاهبا للحرب لمعاقبة الأسد لدعم ما قاله مهددا بالعمل، بأنه كان ذاهبا للحرب من دون أن يعرف تحديدا من ارتكب العمل. ويقرأ هيرش الأدلة التي قدمها أوباما باعتبارها أدلة قوية عن قدرات الأسد، مثل توزيع الأقنعة الواقية من الغاز على الجنود في المنطقة التي وقع فيها الحادث ثم قام النظام بإطلاق الصواريخ من المناطق التي يسيطر عليها على 11 حيّاً من الأحياء التي كان يريد إخراج المقاتلين منها’.
ويقول هيرش إن أوباما كان يردد ما قاله مستشاره للأمن القومي دينس ماكدنو الذي تحدث لصحيفة ‘نيويورك تايمز′ قائلا ‘لا أحد تحدثت معه وشكك في المعلومات الأمنية’ التي تربط نظام الأسد مباشرة بهجوم السارين.
ويقول إنه أجرى سلسلة من المقابلات مع عدد من الضباط العسكريين والمستشارين في الماضي والحاضر وكشفت هذه اللقاءات عن قلق وأحيانا غضب مما رأوه تلاعبا مدروسا في المعلومات الأمنية. ووصف مسؤول كبير في الإستخبارات تأكيدات إدارة أوباما على مسؤولية الأسد بأنها ‘حيلة’ وذلك في رسالة إلكترونية، وجاء فيها ‘الهجوم ليس ناتجا عن النظام الحالي’. وقال مسؤول آخر إن إدارة أوباما ‘غيرت المعلومات المتوفرة لديها بالنسبة للوقت وتتابع الأحداث كي يسمح للرئيس ومساعديه باستعادة المعلومات بعد أيام من الهجوم لتبدو المعلومات أن الهجوم كان يحدث’.
وذكره الحادث بحادث خليج تونكين عام 1964 حيث قامت إدارة الرئيس جونسون بتغيير الأحداث كي تبرر قصفها المبكر على شمال فيتنام.
ويقول الكاتب إن نفس الأشخاص يعبرون عن إحباطهم.
ويقولون ‘الناس يرفعون أيديهم في الهواء ويقولون كيف يمكن لهؤلاء الرجال مساعدة أوباما عندما يقوم هو ومحاسبيه في البيت الأبيض بتغيير المعلومات الأمنية’.
لا تحذيرات
ويشير التقرير إلى أن الشكوى تتركز على ما تفعله واشنطن عادة وهو تقديم تقرير أولي يحذر من المصادر الأولية التي تحدثت عن الهجوم. فالمجتمع الأمني عادة ما يقدم كل صباح تلخيصا أمنيا يعرف ‘بتقرير الصباح’ تعده وزارة الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة، وتذهب منه نسخة لمستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي ومدير استخبارات الأمن القومي.
ولا يتحدث ‘تقرير الصباح’ عن معلومات اقتصادية أو سياسية بل يشير إلى أهم الأحداث العسكرية حول العالم، وكل المعلومات الأمنية المتوفرة عنها. ونقل الكاتب عن مسؤول أمني أنه قام بمراجعة تقارير الصباح من 20 آب/أغسطس وحتى 23 من الشهر نفسه ولم يجد أي ذكر لسوريا فيها. ففي تقرير يوم 22 كان الموضوع الرئيسي فيه هو مصر، وهناك موضوع آخر عن تغير قد يحدث في بنية القيادة في المعارضة السورية. ولم تتم الإشارة إلى هجوم الغاز في دمشق في ذلك اليوم. ولم يصبح موضوع غاز السارين الموضوع الرئيسي إلا بعد 23 آب/أغسطس، مع أن صور الهجوم كانت قد ملأت اليوتيوب والفيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعي، وفي هذه المرحلة لم تكن الإدارة تعرف أكثر مما كان معروفا.
وفي يوم الهجوم غادر أوباما واشنطن في رحلة لإلقاء خطابات في نيويورك وبنسلفانيا تستغرق يومين.
وبحسب المسؤول الإعلامي للبيت الأبيض فقد حصل على معلومات عن الحادث مساء ذلك اليوم. وبدا نقص المعلومات عن الهجوم واضحا عندما أخبرت الناطقة باسم الخارجية جين بساكي أن الإدارة لم تكن قادرة على التأكد من المعلومات حول استخدام الأسلحة الكيماوية.
وفي 27 آب/أغسطس تميزت لهجة الإدارة بالشدة حيث قال جي كارني، المسؤول الإعلامي إن ‘أي اقتراح بعدم مسؤولية الأسد غير معقولة مثل الإقتراح أن الهجوم نفسه لم يقع′.
نظام الإستشعار
ويقترح الكاتب أن غياب المعلومات لدى الإدارة عن الهجوم يشير إلى غياب المعلومات الأمنية حول نية النظام استخدام السلاح الكيماوي في الأيام التي سبقت الهجوم. مع أن الإدارة كانت قادرة على التنصت على الإتصالات غير المشفرة بين مسؤولي نظام الأسد الكبار ‘منذ بداية الحرب الأهلية’ حسب الوثائق التي سربها خبير الكمبيوتر إدوارد سنودن، على الرغم من وجود مشكلة تتعلق بمراقبة مكتب الأسد. وتقدم الوثيقة التي نشرتها صحيفة ‘واشنطن بوست’ أول إشارة عن نظام الإستشعار الذي صمم لرصد أية تغير في نظام الإنذار السري.
والذي يقدم إشارات مبكرة عن تغير على وضع الأسلحة الكيماوية. ويقوم مكتب الدعم الوطني الذي يقوم بإدارة كل الأقمار الصناعية الأمريكية.
وبحسب التقرير الذي نشرته ‘واشنطن بوست’ فإن مكتب الدعم صمم كي يقوم باستخراج معلومات من أجهزة الإستشعار الموجودة على الأرض داخل سورية. ونقل عن المسؤول الامني السابق أن نظام الاستشعار مزروع في كل موقع من مواقع الترسانة الكيماوية السورية.
وهي مصممة لتقديم معلومات مستمرة عن حركة الرؤوس الكيميائية التي خزنها الجيش، وأكثر من هذا هي قدرة أنظمة الإستشعار على تحذير الولايات المتحدة وإسرائيل عندما يتم وضع غاز السارين في هذه الرؤوس الكيميائية، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت دائما في حالة تحفز حول أي تغير في حركة الترسانة الكيميائية السورية وتعمل بشكل لصيق مع الإستخبارات الأمريكية.
ويقول الكاتب انه حالة وضع الغاز في الرؤوس الكيماوية فيجب استخدامه حالا في غضون أيام قليلة.
ويقول المسؤول الأمني إن الجيش السوري لم يكن لديه 3 أيام كي يحضر للهجوم الكيماوي، لأن الأمريكيين استطاعوا بناء نظام استشعار قادر على التقاط أي تغير في وضعية السلاح الكيميائي ‘مثل صفارات انذار عن غارات جوية أو إنذار عن اندلاع نار’ مضيفا ‘لا يمكنك الحصول على إنذار على مدى ثلاثة أيام بعد مقتل الجميع، إما حالا أو لا، ولا يمكنك قضاء ثلاثة أيام كي تحضر لهجوم كيميائي’. ومن هنا لم تلتق أنظمة الإستشعار أية تحركات في الأشهر والأيام التي سبقت 21 آب/أغسطس حسب المسؤول. وتظل هناك إمكانية لحصول السوريين على غاز السارين بطرق أخرى، لكن غياب الإنذار يعني أن الولايات المتحدة لم يكن بمقدورها مراقبة الأحداث في الغوطة الشرقية.
وكانت أجهزة الإستشعار قد التقطت تحركات غير طبيعية في السابق، في كانون الأول/ديسمبر ولا يعرف إن كان النظام السوري يقوم بعملية فحص او تحضر لهجوم، ومن هنا جاء تحذير أوباما للنظام السوري. وقد تبين أن ما حدث كان جزءا من عملية اختبار كما يقول المسؤول الأمني الذي تساءل عن السبب الذي دعا الرئيس لعدم توجيه إنذار للأسد قبل ثلاثة أيام من الهجوم.
مكتب الأسد
ويقول هيرش إن وكالة الأمن القومي قادرة على مراقبة مكتب الأسد على مدار الساعة، لكن بقية الإتصالات بين الوحدات وإن كانت مهمة لكنها تحتاج إلى عدد كبير من خبراء تفكيك الشفرات بدون أن يكون لها منفعة كبيرة. ومع ذلك فكل الإتصالات مخزنة في أجهزة الكمبيوتر، وقد قامت وكالة الأمن القومي بعملية بحث واسعة بعد الهجوم للبحث عن أي معلومات عن إتصالات تمت بين الرئيس وقادة وحدات حول الموضوع.
وينتقد الكاتب رواية الإدارة الأمريكية التي يقول إنها احتاجت 9 أيام كي تعد تبريرها للحرب، حيث استدعت في 30 آب/أغسطس عددا من الصحافيين وقدمت لهم ملفا ‘تقييما حكوميا’ وليس تقييما أعدته المؤسسات الأمنية. ويشير هنا إلى ما قاله أوباما في خطابه في 30 آب /أغسطس أن المخابرات الأمريكية كانت تعرف بأن سوريا كانت تعد للهجوم قبل ثلاثة أيام منه.
وقد كان جون كيري أقوى في تحديده لمسؤولية النظام عندما قال إنه أي النظام وزع الأقنعة على جنوده في المنطقة.
مما يؤشر أن النظام كان يعرف بتحركات غاز السارين قبل ثلاثة أيام من وقوع الهجوم، فلماذا لم يقم بتحذير المعارضة، والتي نقلت عنها الصحف الأجنبية شكاوى ‘فورين بوليسي ودايلي مايل’ نقلت تصريحات لبعض الناشطين.
ويقدم الكاتب هنا التضارب في عدد القتلى كجزء من التشوش في النقاش حول هجوم السارين.
وفي رد الإدارة الأمريكية على الشكاوى، نقل عن متحدث باسم مدير الإستخبارات القومية الأمريكي قوله إن أمريكا لم تعرف أو تراقب هجوما ولكنها جمعت حقائق ومعلومات فيما بعد وتبين أن عناصر في نظام الأسد اتخذت خطوات لاستخدام السلاح الكيماوي.
تخمينات
ويستخلص الكاتب من حديث أوباما في 10 أيلول/ سبتمبر ومعرفته عن قيام نظام الأسد بتحضير الهجمات من أنه لم يبن معلومات على تنصت قامت بها وكالات الأمن القومي الأمريكي بل على تحليل وتخمينات للإتصالات التي تمت فيما بعد الهجوم.
ويقول المسؤول الأمني أن ما قامت به إدارة أوباما أنها عادت لحادث العام الماضي عندما التقطت أجهزة الإستشعار للتحرك في مخازن الأسلحة الكيماوية، فمن العادة حينه أن يقوم الجيش السوري بتوزيع أقنعة على جنوده.
ومن هنا فتقييم الإدارة لما حدث في 21 آب/أغسطس لم يكن وصفا لأحداث ولكنه وصف لإجراءات عادة ما يتخذها الجيش في حالة حصول هجوم كيماوي. ولا ينفي هذا إمكانية عدم معرفة أوباما بأن التقييم مأخوذ من أي بروتوكول يتبعه الجيش السوري في أوضاع كهذه.
كما يشير هيرش إلى طبيعة الصواريخ التي استخدمت والتي يظهر أنها مصنعة محليا ولم تطابق ما هو متوفر لدى الترسانة العسكرية السورية. ويقول هيرش إن سوء تمثيل إدارة أوباما لما كان متوفر لديها من معلومات عن الهجوم ترافق مع تجاهلها التقارير الأمنية التي كانت ستضعف روايتها عنه. وتتعلق هذه المعلومات بجبهة النصرة، التي صنفتها الإدارة كمنظمة إرهابية.
هجمات صغيرة
ويشير هنا إلى أن تجاهل الإدارة للجبهة وعلاقتها بغاز السارين نابع من سلسلة من الهجمات الكيماوية الصغيرة في الفترة ما بين آذار/مارس و نيسان/إبريل حيث اتهم كل فريق في الحرب الآخر بالمسؤولية عنها. وفي التحقيقات التي أجرتها الأمم المتحدة توصلت إلى وقوعها لكن الفاعل ظل مجهولا.
ولم يمنع هذا مسؤولا في إدارة أوباما من القول في نهاية نيسان/إبريل اإن نظام الأسد هو المسؤول.
كل هذا مع تأكيد المسؤول في الإدراة على أن التقييم الأمني ليس كاف لتحميل النظام المسؤولية ولا بد من التوصل ‘لحقائق’ والتحقيق مما يعني أن إدارة أوباما لم تكن تملك أدلة تورط الأسد مباشرة. وبعد شهرين قرر البيت الأبيض أن لديه معلومات كافية تجعله يتحدث ‘بثقة عالية’ عن مسؤولية الأسد عن الهجمات ولهذا قرر تقديم مساعدات غير فتاكة للمعارضة. ويلاحظ هيرش أن حديث المسؤولين لم يكن واضحا من ناحية تقديم أدلة عن كيفية تنفيذ الهجمات والجهة التي قدمت المعلومات الأمنية التي جعلت البيت الأبيض يغير موقفه.
ويقول الكاتب إن تناقضا في تصريحات الإدارة ظلت واضحة. وينقل عن مسؤول أمني بارز قوله إن ‘سي أي إيه’ قدمت في نهاية شهر أيار/مايو تقريرا لأوباما عن النصرة وعملها على ‘السارين’ وكذا عن فهم جماعة أخرى لعلم السارين، وهي الدولة الإسلامية في العراق والشام.
ففي تلك الفترة كانت النصرة تعمل في مناطق قريبة من دمشق، خاصة الغوطة الشرقية.
وثيقة
وبحسب وثيقة أمنية أشارت إلى زياد طارق أحمد، وهو خبير أسلحة كيماوية عراقي، قيل إنه انتقل لسورية وبدأ يعمل في الغوطة الشرقية.
وبحسب الخبير الذي تحدث إليه هيرش فأحمد تم تحديده ‘برجل النصرة والذي لديه سجل جيد في صناعة غاز الخردل في العراق وعلى أنه الشخص المتورط في صناعة السارين’، ويعتبر مطلوبا رئيسيا للقوات الأمريكية.
وفي 20 حزيران/يونيو تم تسليم ديفيد شيد نائب مدير وكالة الإستخبارات الدفاعية وثيقة سرية من أربع صفحات تلخص نشاطات الجبهة وقدراتها في صناعة غاز السارين. ويقول الخبير إن ما قدم لشيد كان ‘شاملا ومكثفا’، وكانت معلومات ‘مؤكدة’.
ولم تقيم الوثيقة من هو المسؤول عن الهجمات الصغيرة لكنها قدمت تحليلا واسعا لقدرات النصرة على استخدام السارين.
وقد تم نقل عينة من الغاز بمساعدة من عميل إسرائيلي لكن لم يتم الحديث عنها في الوثيقة.
وبنفس السياق قامت هيئة الأركان المشتركة بتقييم كي تكون جاهزة حالة طلب منها التدخل للسيطرة على الأسلحة الكيميائية السورية. وضم التقييم خيارا يتم فيه إرسال القوات الأمريكية لحماية المواقع الكيميائية من هجوم للمقاتلين.
وفي النهاية توصل التقييم إلى إمكانية تعرض القوات الأمريكية لهجوم كيماوي من مقاتلي المعارضة، وقد تم بناء الدراسة على معلومات أمنية بشرية وإشارات.
الجيش الأمريكي قلق
ويرى هيرش أن أدلة تظهر قلقا لدى القيادة الأمريكية المشتركة من فكرة هجوم بري في سوريا، وقرار أوباما إرسال معدات فتاكة للمقاتلين، مشيرا في هذا لتقييم مارتن ديمبسي الحالك أمام الكونغرس في تموز/يوليو والذي تحدث فيه عن آلاف الجنود الذين يحتاج اليهم في عملية برية، فيما قدرت البنتاغون العدد بحوالي 70 ألفا. ويختم الكاتب بالقول إن ضغطا كبيرا مورس على أوباما من قبل المؤسسة الأمنية والسياسية لمساعدة المعارضة. مع الهجوم العسكري لم يحظ بدعم شعبي واضطر أوباما لتحويله للكونغرس.
وكمخرج من الأزمة وافق على العرض الروسي لتفكيك الترسانة السورية، خاصة أنه لم يكن واثقا من حصوله على موافقة الكونغرس ولم تحظ خطته العسكرية بدعم شعبي واسع.
ويقول هيرش إن قرار تفكيك الترسانة أدى لارتياح القادة العسكريين. وفي النهاية يشير إلى قلق شديد من صعود النصرة في خطاب له في معهد أسبين في كلورادو في تموز / يوليو حيث قال أنه أحصى حوالي 1200 فصيل تظهر النصرة أقواها، وحذر من قدرتها وداعش على السيطرة مما يعني تدهور الحرب الأهلية مع مرور الوقت ‘لسوء الحظ العنف لم يأت بعد’. وتؤكد تقارير سرية من الجيش الحر خلال الصيف الماضي حالة الخوف من الجهاديين وبحسب الخبير الأمني ‘يبدو أنهم خائفون من المجانين أكثر من الأسد’. ويقول هيرش إن ادارة أوباما واصلت بعد 21 آب / أغسطس تجاهل أو التقليل من أهمية التقارير عن قدرة النصرة الحصول على غاز السارين وتمسكت بموقفها عن مسؤولية نظام الأسد.
والآن ‘وبعد تفكيك الترسانة الكيميائية السورية فلم يبق في سورية إلا النصرة وحلفائها الإسلاميين ذات القابلية للحصول على المواد لتصنيع السارين، سلاح استراتيجي، لا يشبه أي سلاح في محور حرب، ويقضي على أي فرصة للتفاوض’. يذكر أن مسؤولا أمريكيا في إدارة أوباما نفى صحة ما جاء في التقرير أو معرفتها بالوثيقة السرية عن قدرات جبهة النصرة الكيميائية.
واشنطن تعلق المساعدات إلى المعارضة السورية
بينما تنشغل المعارضة السورية بتحديد أسماء المشاركين في جنيف 2، تزداد الأوضاع في الشمال السوري، ولا سيما المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، سوءاً.
تداعيات سيطرة الجبهة الإسلامية على مستودعات ومقار تابعة لهيئة أركان الجيش الحر عند باب الهوى الحدودي على الحدود التركية، لم تتأخر طويلاً لتظهر، اذ أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، على لسان المتحدث باسم سفارتها في أنقرة، تعليق المساعدات غير الفتاكة إلى المعارضة، فيما أفيد عن اتخاذ لندن الإجراء نفسه.
وأوضح المتحدث باسم السفارة الأميركية، أنه “نتيجة لهذا الموقف علقت الولايات المتحدة إرسال كل الدفعات الجديدة من المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سوريا”. وأضاف “المساعدات الإنسانية لن تتأثر لأن منظمات دولية وغير حكومية هي التي تقوم بتوزيعها”.
وبالتزامن، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر في الجمارك التركية قولها إنها “أغلقت المعبر من جهة حدودها في إقليم هاتاي بسبب تقارير عن زيادة الاشتباكات على الجانب السوري”.
من جهة أخرى، قالت وكالة “مسار برس” المعارضة، إن مدير مكتب رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس، أبو ياسين، سلم مفاتيح مقرات الأركان إلى القيادي في الجبهة الإسلامية، أبو طلحة، وتحتوي المقرات على مستودعات للأسلحة والذخيرة في منطقة معبر باب الهوى الحدودي.
وكان ناشطون تحدثوا قبل أيام عن مهاجمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” للكتيبة الأولى للجيش الحر في قرية بابسقا في ريف إدلب وسيطرت على بعض مستودعات الذخيرة بعد طردها لعناصر الأركان، ما أجبر حركة أحرار الشام المتواجدة في ريف إدلب على التدخل لحماية عناصر هيئة الأركان وحماية المستودعات.
إلا أن الناطق العسكري بإسم الجبهة الإسلامية، النقيب إسلام علوش، نفى في حينه الأمر، مشيراً إلى أنه ورد اتصال هاتفي للجبهة الإسلامية من مكتب ادريس يطلب التدخل لحماية مستودعاتهم في بابسقا من سطوة مجموعات مسلحة مجهولة تحاول السيطرة عليها، “فأرسلنا قوة إلى المكان ولما وصلت القوة المكلفة بحماية المستودعات وجدت أن الحراس والضباط قد أخلوا أماكنهم وانسحبوا منها آخذين ما استطاعوا من سيارات وأسلحة”.
وأضاف “قمنا بنشر الحواجز ولقاء من تبقى من الضباط وحماية المقرات والمستودعات وجرت اتصالات بين قيادة قوة التدخل المذكورة وقيادة الأركان ثم قام الضابط المناوب الموكل من قبل اللواء سليم ادريس بتسليمنا مفاتيح مقر الأركان وسلم الضابط المناوب في الكتيبة الأولى مفاتيحها بعد أن خلت مما كان فيها، وتم جرد واحصاء ما وجد في المستودعات وهي بالحفظ ريثما يستتب الوضع، وأما بالنسبة للكتيبة الثانية فلم نصل إليها إلا وهي خاوية بعد أن استولت عليها مجموعة مجهولة”.
في غضون ذلك، دانت الخارجية السورية بيان مجلس التعاون الخليجي الذي صدر الأربعاء، والذي دعا إلى سحب كل القوات الأجنبية من سوريا، واكد في الوقت نفسه على “رفض مشاركة الرئيس بشار الأسد في مستقبل البلاد”، واصفة إياه بـ “اللهجة التحريضية”.
وأضافت “سوريا تعبّر عن إدانتها الشديدة لتلك اللهجة التحريضية التي اتسم بها بيان المجلس حول سوريا، ولا سيما ان دولاً من هذا المجلس هي شريك فعلي وأساسي في دعم وممارسة الإرهاب الوهابي التكفيري وامداده بالمال والسلاح والارهابيين”.
في هذا الوقت جددت موسكو دعوة “الدول المسؤولة” للتحرك حتى يفضي مؤتمر جنيف 2 إلى “نتيجة إيجابية”.
دعوة موسكو جاءت على لسان وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، في طهران، قال فيه “الذين لا يريدون التوصل الى مثل هذه النتيجة يثبتون عدم التزامهم بمطالب الاسرة الدولية”، مؤكداً أن إيران “لاعب اساسي” في التسوية، مشيراً إلى أن مؤتمر جنيف 2 “يجب ان يجسد نص جنيف 1”. واضاف “مبادرة جنيف 2 مدعومة من المجتمع الدولي ومن قرار دولي وعلى دول المجتمع الدولي ان تطبقه”.
ضابط في «الجيش الحر» يؤكد أن مستودعات هيئة الأركان باتت خاوية
اتهم «الجبهة الإسلامية» بسرقة كافة محتوياتها.. وإسلام علوش ينفي
بيروت: جاد يتيم
اتهم ضابط رفيع في المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر «الجبهة الإسلامية» بـ«تنفيذ انقلاب كامل» ضد هيئة الأركان برئاسة اللواء سليم إدريس بـ«دعم من بعض الدول الإقليمية»، مؤكدا أن «مستودعات الأركان باتت جدرانا خاوية بعد احتلالها وسرقة كل محتوياتها وصولا إلى مكتب إدريس نفسه»، لكن المتحدث العسكري باسم الجبهة الإسلامية النقيب إسلام علوش نفى لـ«الشرق الأوسط» مسؤولية الجبهة، متهما «جماعات مجهولة» بسرقة مستودعات الأركان.
وشدد القيادي الرفيع في المجلس العسكري في اتصال مع «الشرق الأوسط» على أن ما روّجت له «الجبهة الإسلامية وأحرار الشام عن أنهما قدما لحماية المستودعات بطلب من رئاسة الأركان كذب»، عادا أنهم «قاموا بخدعة من خلال الانتشار في محيط المستودعات لإيهام مقاتلي الأركان بأن الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة تستعدان لتنفيذ هجوم على مستودعات السلاح وقد أتى عناصر الجبهة للمساعدة في حمايتها ليتضح فيما بعد أن عناصر الجبهة الإسلامية هم من اقتحم المستودعات واحتلها».
وقال القيادي إن «(قائد جيش الإسلام) زهران علوش و(قائد أحرار الشام) أبو طلحة جلسا على مكتب سليم إدريس في باب الهوى ورفعا الرايات السوداء»، وانتقد موقف اللواء إدريس بالسكوت عما حصل، محذرا من خطورة ما حصل «حيث باتت الأركان لا تملك أي سلاح ومخازنها خالية حتى من أجهزة التلفزيون والسجلات وكل صغيرة وكبيرة في المستودعات والمكاتب، وصولا إلى انتهاك حرمات بيوت عناصر الجيش الحر في سرمدا ومحيطها ومصادرة سياراتهم».
ووصف القيادي ما جرى بأنه «مؤامرة على الشعب السوري دعمتها دول معروفة»، حيث إنه «بعد فشل قادة هذه الجبهة بالسيطرة على الأركان في اجتماعات إسطنبول الشهر الماضي ها هم ينفذون انقلابا ضدها على الأرض»، مشيرا إلى أن «120 مليون دولار كان من المتوقع أن تصل هذا الأسبوع كمساعدات إغاثية للشعب السوري لكن تم إيقافها بسبب هجوم الجبهة الإسلامية هذا».
ورأى أن «قائد الحملة على مستودعات الكتيبة الأمنية هو أبو النور من حركة أحرار الشام»، لافتا إلى أن مستودعات هذه الكتيبة كانت تضم «4 دبابات و30 دوشكا من عيار 12.7 ملم و4 رشاشات من عيار 14.5 ملم و4 رشاشات 23 ملم، بالإضافة إلى 30 سيارة بيك آب تويوتا مع رشاشات ونحو 200 بندقية كلاشنكوف».
ولفت الضابط إلى أن «مستودعات الأركان التي جرى الاستيلاء عليها عددها عشرة وفيها كافة أنواع الأسلحة والذخيرة ومئات الأطنان من السلاح من مختلف الأنواع و2000 بندقية كلاشنكوف و1000 مسدس حربي، بالإضافة إلى قواذف (أوسا) و(ب 90) و(آر بي جي) مع قذائفها، وكافة أنواع الذخيرة ورشاشات 14.5 وعدد كبير من القنابل اليدوية وأكثر من 200 طن من الذخيرة».
وأضاف أنه «حتى مخازن حمص المحاصرة لم تسلم من السرقة حيث استولوا على مستودع المجلس العسكري لحمص (برئاسة العقيد بشار سعد الدين) وفيه 4 رشاشات دوشكا، و150 بندقية كلاشينكوف، وقواذف أوسا مع حشواتها، ونحو 100 طن من مختلف أنواع الذخائر وسيارات عليها مدافع رشاشة».
وأكد أنه «تم الاستيلاء أيضا على مستودعات الإغاثة ومستودع الدعم اللوجستي وفيه عدد كبير من المناظير الليلية وأجهزة الكومبيوتر والكاميرات وأجهزة الاتصال الفضائية وبدلات عسكرية مع خوذ ودروع واقية»، مضيفا أنه بالإجمال «فقدت الأركان نحو 100 آلية عسكرية».
ونبّه الضابط القيادي إلى «وجود توتر كبير حاليا قد ينذر بتصعيد عسكري فبعد ما حصل لن نسكت على أي انتهاك حتى لو أن الأركان سكتت عن الموضوع».
وفي هذا السياق، كشف ضابط منشق في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أنه «في مقر مجلس حمص سلاحا تبلغ قيمته نحو 400 مليون ليرة سورية». وقال إنه «لا أسلحة ثقيلة في مستودعات الأركان بل دوشكا، ورشاشات 14.5، ومدافع مورتر بكل أنواعها»، لكنه شدد على أن «الذخيرة موجودة بكميات خيالية. الذخيرة الناعمة مثلا (رصاص كلاشنكوف مثلا) تفوق نصف مليون طلقة والقذائف بعشرات الآلاف، ومئات حشوات ب – 10».
من جهته، شدد المتحدث العسكري باسم «الجبهة الإسلامية» على أن «ما حصل حول حادثة الأركان هو أننا أتينا لمساندتها»، مشيرا إلى أن «كلامنا تطابق مع كلام الأركان الذي أصدروه في بيانهم».
«الائتلاف»: فرقة الموت ذبحت 2885 سوريا بالسكين
في تقرير أعده حول خسائر المدنيين في ألف يوم من الصراع
بيروت: «الشرق الأوسط»
اتهم «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أمس، القوات النظامية بارتكاب 20 مجزرة بالأسلحة البيضاء (السكين والسيف والساطور) راح ضحيتها أكثر من 2885 شخصا، بينهم 200 طفل و120 امرأة، منذ اندلاع الصراع السوري.
وأشار الائتلاف في تقرير بعنوان «بالسكين، المجازر التي ارتكبها نظام الأسد بالسلاح الأبيض» إلى أن «المجازر التي قتل ضحاياها ذبحا ارتكبت خلال 20 شهرا، بمعدل مجزرة واحدة كل شهر»، لافتا إلى «عائلات كاملة قضت في هذه المجازر التي ترقى إلى جريمة إبادة جماعية منظمة».
وتوزعت المجازر النظامية بحسب الائتلاف، بين محافظة حمص التي شهدت 6 مجازر ومحافظة حماه التي ارتكبت فيها 5 مجازر، إضافة إلى 3 مجازر في ريف دمشق ومجزرتين في بانياس ومجزرة في كل من حلب ودرعا وإدلب ودير الزور». ويشير الائتلاف إلى أن «الأسلحة التي استخدمت في المجازر تنوعت بين السيف والسكين والساطور وصولا إلى الإحراق والإعدام الميداني، كما تنوعت الضحايا بين العجوز والشاب والمرأة والطفل حتى الرضيع».
وبحسب التقرير الصادر عن «الائتلاف المعارض» الذي يقع في 81 صفحة، فإن ما يجمع هذه المجازر أنه «قبيل ارتكابها تعرضت مناطقها للقصف المدفعي العنيف، إضافة إلى أنها ارتكبت من قبل فرقة وحيدة مدربة، تنقلت بين كل المدن السورية والتي عُرفت باسم (فرقة الموت)، وقامت بارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين العزل»، مشيرا إلى أن «النظام قام مبكرا من عمر الثورة بتشكيل فرق موت خاصة بتنفيذ المجازر الدموية بالسلاح الأبيض، قوامها الحرس الجمهوري التابع لقوات النظام وعناصر من الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى الشبّيحة وعناصر حزب الله».
ومن «المجازر» التي يوردها التقرير، تلك التي وقعت في بلدة الحولة في محافظة حمص في مايو (أيار) 2012، وقضى فيها 110 أشخاص وأصيب 550 بجروح، وفق التقرير الذي يشير إلى «اقتحام مجموعة من الشبيحة من القرى العلوية المجاورة للحولة، مدعومين بقوات من الجيش النظامي، ودهموا بيوت المدنيين وقتلوا كل من وجدوه فيها من رجال وأطفال ونساء ذبحا بالسكاكين وبأدوات حادة، أدت إلى تهشيم الرؤوس بوحشية مفرطة». ونقل التقرير عن إحدى الناجيات واسمها رشا عبد الرزاق، قولها إن «المهاجمين كانوا يحملون أسلحة رشاشة من طراز كلاشنكوف حين أدخلونا إلى إحدى غرف المنزل وضربوا والدي على رأسه بمؤخرة البندقية ثم أطلقوا النار على رأسه مباشرة». مشيرة إلى أن «أربعة فقط من عائلتها نجوا، من أصل عشرين شخصا كانوا في المنزل».
كما توقف عند مقتل العشرات في قرية البيضا وحي رأس النبع في مدينة بانياس الساحلية (غرب سوريا) مطلع يونيو (أيار) 2013، وهو ما أكدت المعارضة في حينه أنه «كان مجزرة ذات طبيعة طائفية»، في إشارة إلى كون المنطقتين سنيتين، إلا أنهما تقعان في محيط ذي غالبية علوية.
وذكر التقرير الذي استند إلى معلومات مأخوذة من مصادر مفتوحة وتقارير لمنظمات دولية وشهادات لناجين مجزرة بابا عمرو التي كشفت بعد سقوط الحي في مطلع مارس (آذار) 2013 في أيدي القوات النظامية، إثر معركة عنيفة وحملة قصف وحصار، إذ عثر على جثث في تلك الفترة أيضا في حيي كرم الزيتون والعدوية. وأوضح التقرير أن «فتيات ونساء تعرضن للاغتصاب قبل القتل».
وتزامن إصدار التقرير مع الاحتفال باليوم العالمي لإعلان حقوق الإنسان ومضي أكثر من 1000 يوم على انطلاق الحراك الشعبي ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي تحول إلى نزاع مسلح.
ورصد «الائتلاف المعارض» في تقرير ثان صادر عنه أمس، آثار الأزمة الإنسانية التي تسبب بها الصراع السوري، مشيرا إلى أن «عدد اللاجئين المسجلين لدى الأمم المتحدة في منطقة الشرق الأوسط قد بلغ 3 ملايين لاجئ، بينهم مليون طفل»، في حين وصل عدد الضحايا بحسب الأمم المتحدة إلى 130 ألف قتيل.
وأشار الائتلاف إلى «نحو 250 ألف سوري محاصرين في مناطق بحمص وحلب وريف دمشق حيث يمارس عليهم سياسة التجويع وقطع موارد المياه، فلا يصلهم أي نوع من الغذاء إلا عبر طرق خطرة للغاية». كما لفت إلى وجود 2.5 مليون يصعب الوصول إليهم بحسب إحصاءات للأمم المتحدة. و8 ملايين سوري يعيشون عند خط الفقر، فيما يعيش قرابة 5 ملايين في فقر مدقع، و6 ملايين شخص أجبروا على ترك منازلهم.
وفي حين نبه الائتلاف إلى «الآلاف ممن أصيبوا بإعاقات دائمة خلال الفترة الماضية»، أشار كذلك إلى وجود نحو 250 ألف معتقل ومفقود في سوريا، لا تدلي السلطات بأي معلومات عنهم، إضافة إلى آلاف المعتقلات تعرضن للاغتصاب، ومئات الأطفال المعتقلين منذ بدء الثورة ولا معلومات رسمية عن مصيرهم. وطالب الائتلاف المجتمع الدولي «الاضطلاع بمسؤولياته بإيقاف النظام السوري عن قتل الشعب، لا سيما أن جميع الأسر السورية تأثرت بالعنف الممنهج الذي يمارسه النظام»، داعيا العالم إلى «وضع حد لجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي باتت عنوان يوميات السوريين».
ملثمون يختطفون أربعة ناشطين حقوقيين بدوما.. و«الموندو» تعلن فقدان اثنين من صحافييها بالرقة
زوجة الإسباني المخطوف تدعو السوريين لتحمل مسؤوليتهم حيال الذين دافعوا عن قضيتهم
بيروت: ليال أبو رحال
تزامنت الأنباء عن اختطاف أربعة ناشطين حقوقيين يعملون في مركز «توثيق الانتهاكات في سوريا»، بينهم منسقة المركز المحامية والناشطة الحقوقية المعروفة رزان زيتونة (36 سنة)، على أيدي ملثمين مجهولين في مدينة دوما بريف دمشق، مع كشف إسبانيا عن خطف تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» اثنين من صحافييها في الرقة، منتصف شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.
وتعتبر سوريا، وفق منظمات دولية، المكان الأخطر في العالم للصحافيين، بعد تكرار حوادث خطف وقتل صحافيين، كان آخرهم المصور العراقي المستقل ياسر فيصل الجميلي الذي أعدمه مقاتلو «داعش» في الخامس من الشهر الحالي، في شمال سوريا. وتفيد منظمة «مراسلون بلا حدود» التي تتخذ من باريس مقرا لها بمقتل 27 صحافيا أجنبيا و91 ناشطا إعلاميا منذ اندلاع النزاع.
وكانت صحيفة «إيل موندو» الإسبانية أعلنت في عددها الصادر أول من أمس أن «مراسلها الإسباني خافيير إسبينوزا والمصور المستقل ريكاردو غارسيا فيلانوفا خطفا في 16 سبتمبر الماضي في محافظة الرقة، قرب الحدود مع تركيا، من جانب عناصر من (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام)». وقالت، إن «الصحافيين اختطفا مع أربعة مقاتلين من الجيش السوري الحر كانوا مكلفين بحمايتهما»، لافتة إلى «إطلاق سراح السوريين بعد 12 يوما، لكن ذلك لم يحصل مع الإسبانيين». وأشارت إلى أن عملية الخطف حصلت عندما كان الصحافيان يستعدان لمغادرة سوريا بعد أسبوعين من العمل الصحافي تحضيرا لتقرير بشأن «تبعات الحرب على المدنيين» في منطقة دير الزور شرق البلاد.
ومن بيروت، حيث يستقر إسبينوزا منذ عام 2002، قالت زوجته الصحافية مونيكا بريتو، في مؤتمر صحافي أمس، إن «خافيير وريكاردو سافرا عشرات المرات إلى سوريا لتوثيق جرائم الحرب، ويخاطران بحياتهما في كل مرة». وأشارت إلى أنه «على الرغم من المخاطر، نحن كعائلة وكصحافيين وضعنا مأساة سوريا قبل حياتنا الخاصة»، لافتة إلى أن «واجبنا كصحافيين أن نرتقي إلى مستوى مسؤوليتنا، لكنكم كسوريين لديكم أيضا مسؤولية تجاه كل هؤلاء الذين دافعوا عن قضيتكم، سواء كانوا عربا أم أجانب».
وكان إسبينوزا واحدا من الصحافيين الأجانب الذي غطوا المعارك في حي بابا عمرو ذي الرمزية العالية في مدينة حمص (وسط) سوريا، ونجا في فبراير (شباط) 2012 من قصف أدى إلى مقتل زميلته الأميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أوشليك.
وبلغ عدد الصحافيين المفقودين والمخطوفين في سوريا، بحسب منظمة «مراسلون بلا حدود»، أكثر من 60 بينهم أكثر من 20 أجنبيا. وتقول المنظمة إن «داعش» هي «المسؤولة عن غالبية الانتهاكات التي يتعرض لها الناس، وبينهم المراسلون، في المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام».
وغالبا ما تعمد الدول الغربية إلى الإعلان عن اختطاف صحافييها بعد تعثر المفاوضات لإطلاق سراحهم، وهو ما أشارت إليه بريتو بقولها إن «عائلتي الصحافيين والمؤسسات التي يتعاونان معها وصلت إلى طريق مسدود مع الخاطفين بعد أسابيع من محاولات التوسط».
وتعتبر لجنة حماية الصحافيين أن سوريا هي أخطر مكان في العالم بالنسبة للصحافيين حيث قتل خلال عام 2012 فقط 39 صحافيا على الأقل وخطف 21 صحافيا من جانب مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية.
وفي الـ26 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلنت وزارة الخارجية السويدية اختفاء صحافيين اثنين من مواطنيها في سوريا، من دون أن تكشف عن هويتهما، في حين فقدت قناة «سكاي نيوز عربية» فريقها المؤلف من المصور اللبناني سمير كساب والصحافي الموريتاني إسحاق ولد المختار، منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وفي ريف دمشق، اقتحم عناصر ملثمون أول من أمس مركز توثيق الانتهاكات الواقع في مدينة دوما، واختطفوا كلا من الناشطين رزان زيتونة وسميرة الخليل، وهي زوجة الكاتب والمعارض السياسي ياسين الحاج صالح، إضافة إلى الناشطين وائل حمادة وناظم الحمادي، بعد تعرض مكتبهم للتخريب. ولم تتضح هوية الجهة الخاطفة، رغم مسارعة ناشطين إلى عدم استبعاد فرضية تورط النظام السوري، الذي سبق واعتقل زيتونة مرات عدة، لكن لجانا ومعارضين سوريين سارعوا إلى اعتبار عملية الخطف «وصمة عار» على جبين «الثورة السورية»، ملمحين إلى تورط كتائب معارضة تختلف مع زيتونة في توجهها المدني، علما أنها كانت تعرضت في فترة سابقة لتهديدات وحملات تخوين كثيرة، لم يكن مصدرها النظام كما اعتادت، بل «طرف آخر لم يتقبل فكرة ما تقوم به»، على حد تعبيرها، في حديث صحافي سابق.
وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي، إن «اختطاف الناشطين الحقوقيين جاء بعد مداهمة مكتبهم، وأحد الزملاء العاملين في المكتب فوجئ لدى وصوله بمحتوياته المبعثرة وبمصادرة أجهزة الكومبيوتر وعدد من الوثائق منه». ولفت، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «شهود عيان شاهدوا المختطفين الأربعة في منطقة أخرى من دوما وهم مكبلون ويوضعون داخل سيارة من نوع (كيا)».
واتهم ريحاوي «جماعات محسوبة على المعارضة ومخترقة من النظام بالمسؤولية عن اختطافهم»، وقال إن «هذه المجموعات سبق وهددت زيتونة وعملها يصب في خدمة مصالح النظام السوري»، محذرا من أن يصار إلى «تسليمها زملاءها إلى المخابرات السورية، باعتبارها من المطلوبين منذ اليوم الأول لاندلاع الثورة، ورفضت الخروج بشكل قاطع من سوريا معتبرة أنها بحماية الثوار والجيش الحر».
وفي حين أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «مجهولين» اختطفوا الناشطين من مكتبهم بدوما، وحملتهم «المسؤولية المباشرة عن أي أذى قد يلحق بهم، مطالبة بإعادتهم إلى مكانهم فورا ومن دون شروط»، دعا المجلس المحلي لمدينة دوما «كل التشكيلات العسكرية والقوى الثورية الفاعلة على الأرض والعمل على متابعة هذه القضية لأنها وصمة عر في جبين دوما الحرة».
وتعتبر زيتونة من أبرز وجوه المعارضة السورية وهي عضو مؤسس في لجان التنسيق المحلية، وحائزة على جوائز عالمية عدة، منها جائزة آنا بوليتكوفسكايا للمدافعات عن حقوق الإنسان. كما حازت أخيرا على جائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر في برلين عام 2012. وتعد زيتونة تقارير لعدد من وسائل الإعلام المكتوبة منها موقع «ناو» اللبناني، ولم تسلم فصائل المعارضة العسكرية من انتقادات تقاريرها لا سيما تلك المتعلقة بانتهاك حقوق الإنسان.
ويعد مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، منظمة مدنية غير حكومية، يعمل على «مراقبة ورصد وتوثيق كل الخروقات والجرائم المرتكبة ضد حقوق الإنسان في سوريا» من قبل النظام والمعارضة في آن معا.
القوات النظامية تقصف آخر معاقل المعارضة بالقلمون.. وفصائل تعلن تشكيل «جبهة ثوار سوريا»
مفوضية اللاجئين ترسل أول المساعدات الجوية من العراق إلى الأكراد
بيروت: «الشرق الأوسط»
واصلت القوات النظامية السورية قصفها لمحيط بلدة يبرود، آخر معاقل فصائل المعارضة المسلحة في منطقة القلمون الاستراتيجية (شمال دمشق)، بعد إكمال سيطرتها على مدينة النبك المجاورة. وفيما أعلنت مجموعات وألوية عسكرية تابعة للجيش السوري الحر تشكيل تنظيم جديد باسم «جبهة ثوار سوريا»، أعلن متحدث باسم المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة انطلاق أولى عمليات التموين بالطائرة من العراق، غدا الخميس، لمساعدة اللاجئين في المناطق الكردية في شمال سوريا.
وأوضح مدير المفوضية العليا للاجئين لمنطقة الشرق الأوسط أمين عواد أن «المفوضية تلقت موافقة الحكومتين العراقية والسورية»، على أن ترسل سبع رحلات في الأيام المقبلة كمرحلة أولى من أربيل بشمال العراق إلى القامشلي والحسكة في سوريا.
وفي التطورات الميدانية في القلمون، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «القوات النظامية قصفت أطراف مدينة يبرود ومنطقة ريما والمزارع المحيطة بمدينة النبك»، مرجحا أن تكون «بلدة يبرود، آخر معقل مقاتلي المعارضة، مسرح العملية المقبلة في القلمون». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله إن «مقاتلي المعارضة الذين تمكنت قوات النظام منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من طردهم من بلدات قارة ودير عطية والنبك، لا يزالون موجودين في بعض القرى الصغيرة في القلمون، لكنها لا تشكل نقاط ثقل استراتيجية لهم، بينما تعد يبرود معقلا مهما يتحصنون فيه، وهي على خط واحد مع قارة ودير عطية والنبك، وإن كانت على مسافة أبعد نسبيا من الطريق العام الدولي بين حمص ودمشق».
وكان الإعلام السوري نقل أول من أمس عن مصدر عسكري قوله إن «قوات الجيش بسطت سيطرتها على مدينة النبك في ريف دمشق بعد سلسلة من العمليات الدقيقة، وما زالت تلاحق فلول التنظيمات الإرهابية في المزارع المحيطة».
وتعد منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية، حيث تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص، بالسلاح والرجال. كما أنها أساسية بالنسبة للقوات النظامية، لأنها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة دمشق.
في موازاة ذلك، أعلن 15 تشكيلا ولواء تابعين للجيش الحر تشكيل تنظيم جديد تحت اسم «جبهة ثوار سوريا» ودعوا الفصائل الأخرى للانضمام إليهم. ووضعت الجبهة، وفق بيان صادر عنها، هدفها الرئيسي «إسقاط النظام وحماية الأنفس والبلاد». فيما أعلن المتحدث باسم هيئة أركان «الجيش الحر» العقيد قاسم سعد الدين أن «هذه الجبهة هي نواة للجيش الوطني المستقبلي».
ويأتي الإعلان عن ولادة هذه الجبهة بعد انسحاب الجبهة الإسلامية، أكبر فصيل مسلح، من هيئة الأركان التي يترأسها اللواء سليم إدريس. وقال سعد الدين، في تصريحات صحافية أمس، إن «تشكيل هذه الجبهة جاء لتوحيد كلمة الجيش الحر وجهده، وهي موجهة بشكل رئيس لإسقاط النظام الأسدي»، لافتا إلى أن «الجبهة ستكون بعيدة عن أي ممارسة تضر بالشعب السوري وثورته».
وتضم الجبهة الجديدة المجلس العسكري في محافظة إدلب، وتجمع ألوية وكتائب شهداء سوريا، وتجمع ألوية أحرار الزاوية، وألوية الأنصار، وألوية النصر القادم، والفرقة السابعة والفرقة التاسعة، وكتائب فارق شمال، ولواء ذئاب الغاب، ولواء شهداء إدلب، ولواء أحرار الشمال، وكتائب رياض الصالحين في دمشق، وكتائب فاروق حماه وفوج المهام الخاصة بدمشق.
الشرطة الألمانية تمنع لبنانيا وأفغانيا من السفر إلى سوريا
يواجهان تهما قد تؤدي إلى سجنهما 10 سنوات
لندن: «الشرق الأوسط»
منعت الشرطة الألمانية سفر شخصين، أحدهما لبناني، من ألمانيا إلى سوريا لاشتباهها بنيتهما القتال في سوريا و«دعم الجهاديين» هناك. وأعلن الادعاء العام الألماني في شتوتجارت أنه تم القبض على هذين الشخصين منتصف الشهر الماضي داخل استراحة على الطريق السريع المؤدي إلى مدينة ميونيخ جنوبي البلاد.
وتشتبه السلطات الألمانية في تورط لبناني يبلغ من العمر 23 عاما وألماني من أصل أفغاني يبلغ من العمر 37 عاما في شراء أجهزة لدعم الأعمال العسكرية في سوريا وترجح السلطات أنهما كانا يعتزمان التوجه إلى سوريا عبر الأراضي التركية.
وقال الادعاء العام الألماني إن الرجلين كان بحوزتهما جهاز رؤية ليلية ومناظير وملابس مموهة ومجموعة كاملة من الضمادات الطبية والأدوية كما ضبط أفراد الشرطة مع الرجلين مبلغا ماليا كبيرا.
وبدوره قال متحدث باسم جهاز حماية الدولة إن حجم المضبوطات يدل على أن هذين الرجلين كانا يستهدفان إيصالها إلى الجهاديين المقيمين في سوريا. وأودع الرجلان الحبس الاحتياطي، حيث يواجهان تهمة الإعداد لجريمة عنف خطيرة تهدد سلامة الدولة ومن الممكن في حالة إدانتهما أن يصدر حكم بسجن كل منهما لمدة عشرة أعوام.
كارثة تهدد اللاجئين السوريين بسبب البرد
حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين السوريين بسبب موجة البرد القارس، فيما أكد لاجئون سوريون في بلدة عرسال اللبنانية أنهم لم يحصلوا على أي مساعدات حتى الآن.
وقالت المفوضية إنها سترسل مزيدا من المساعدات إلى اللاجئين السوريين في الداخل أو البلدان المجاورة، وحذرت من أن كارثة تواجه اللاجئين بسبب برودة الطقس التي تعيق تقديم المساعدات.
وتحدثت مصادر من داخل الهيئة الأممية عن أن توقعات الأرصاد الجوية تشير إلى أن شتاء هذه السنة سيكون قاسيا، مما سينعكس سلبا على أوضاع اللاجئين بشكل مباشر.
وكانت المفوضية ذكرت في وقت سابق أنها سترسل طائرات محملة بالمواد الغذائية والمساعدات الأخرى من العراق إلى المناطق الكردية في شمال سوريا تحديدا.
وأوضحت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إليزابيث بيرز أن البرنامج الأممي يعتزم القيام بعشر رحلات في الأيام القادمة لتقديم طعام لأكثر من ثلاثين ألف شخص لمدة شهر، وأن أول رحلة ستنقل أربعين طنا من الأغذية.
مساعدات عاجلة
بدأت وكالات تابعة للأمم المتحدة بنقل إمدادات محدودة إلى سوريا من العراق ولبنان، لكنها لم تنقل إمدادات من تركيا بسبب رفض سلطات دمشق لذلك.
وأكد دبلوماسي غربي أنه تم التخطيط لتنفيذ عملية مشتركة بين مفوضية اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي برا، لكن تعذر ذلك.
وأوضح مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين أمين عوض أن مدينتي الحسكة والقامشلي السوريتين ستستقبلان أغذية ومواد إغاثة مع حلول الشتاء.
وذكر أن عدد من يحتاجون للمساعدة في الحسكة وحدها يتراوح بين خمسين وستين ألفا، معترفا بوجود صعوبات في دخول هذه المدينة.
بينما أبرز المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين دان مكنورتون أن الشحنة التي ستشرع المفوضية في إرسالها تبلغ 285 طنا.
وكان لاجئون سوريون في بلدة عرسال اللبنانية القريبة من الحدود مع سوريا قد نفوا حصولهم على أي مساعدات, بدعوى عدم امتلاكهم تصاريح أمنية، في وقت بدأت فيه الثلوج بالتساقط على المناطق الشمالية من لبنان.
وتوضح مفوضية اللاجئين أن عدد النازحين داخل البلاد بلغ 6.5 ملايين شخص، فيما وصل عدد اللاجئين للدول المجاورة إلى 2.3 مليون.
سيطرة للمعارضة بالقنيطرة ومجزرة بالنبك
سيطرت كتائب المعارضة في سوريا على بلدة عين العبد في القنيطرة عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، في حين يتواصل القصف على يبرود في القلمون بريف دمشق وسط محاولات لاقتحامها، كما قـُتل وجرح عشرات بقصف بالبراميل المتفجرة على بلدات في درعا وحلب.
وفي ريف دمشق أكدت شبكة سوريا مباشر العثور على أكثر من 25 جثة محروقة في قبو منزل في حي الصبورات في مدينة النبك، في مجزرة جديدة لقوات النظام.
وتضاف هذه الجثث إلى عشرات الجثث التي قال ناشطون يوم الاثنين الماضي إنهم عثروا عليها، وبعضها لأطفال ونساء قضوا في إعدامات ميدانية في مدينة النبك التي أعلنت قوات النظام سيطرتها عليها.
ووفق النشطاء، شارك في تلك الإعدامات إلى جانب جيش النظام مجموعة ممن يوصفون بالشبيحة وعناصر من مليشيا عراقية، وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 44 شخصا منهم 22 طفلا و11 امرأة قضوا فيها.
وفي منطقة ريما بريف دمشق تمكن الجيش السوري الحر من إعطاب دبابتين لقوات النظام أثناء اشتباكات، ودمر دبابة لقوات النظام المتمركزة على تلة كوكب بريف دمشق الغربي بعد استهدافها بصاروخ، كما استهدف الفوج 137 بصواريخ محلية الصنع.
وفي العاصمة دمشق أفادت شبكة شام الإخبارية بأن الجيش السوري الحر استهدف بالقذائف نقاط تمركز قوات النظام على أطراف حي القابون، وسط اشتباكات مستمرة على أطراف الحي، كما تحدثت عن اشتباكات عنيفة بين الطرفين عند سوق الخياطين وثكنة الروس وعلى عدة محاور أخرى بحي تشرين.
براميل متفجرة
وفي حلب قتل وجرح عشرات في قصف للنظام بالبراميل المتفجرة على عدة بلدات، واستهدف الجيش الحر تجمعات قوات النظام في أحياء الخالدية والإذاعة بالقذائف والصواريخ المحلية.
كما دارت اشتباكات في أحياء الشيخ سعيد والراشدين والخالدية وبستان القصر، وشهد محيط اللواء 80 على أطراف المدينة اشتباكات عنيفة بين الطرفين، مما أسفر عن مقتل ما يقارب سبعة عناصر من هذه القوات.
واستهدف الثوار أيضا مبنى الأكاديمية العسكرية بصواريخ محلية الصنع، وقصفوا كذلك تجمعات لقوات النظام في بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي فتمكنوا من قتل أربعة من قوات النظام، حسب وكالة “مسار برس”.
وفي حماة استهدف الجيش الحر سيارة لقوات النظام على جسر صوران وتمكن من قتل كل من كان فيها من جنود وقصف بقذائف الهاون حاجز الحماميات، وتمكن من تدمير عربة شيلكا تابعة لقوات النظام المتمركزة في بلدة المغير بريف حماة الشمالي.
وفي حمص، دارت اشتباكات عنيفة على عدة محاور في محيط الأحياء المحاصرة بين كتائب الثوار وقوات النظام، وسُجلت اشتباكات أيضا بين الطرفين في أحياء الرشدية والموظفين بمدينة دير الزور.
وفي درعا أطلقت كتائب الثوار عملية عسكرية واسعة في المنطقة الشمالية الغربية من المحافظة للسيطرة عليها، فقصفت بالأسلحة الثقيلة حاجز الكسارة في بلدة سملين وبقية حواجز وتجمعات قوات النظام في منطقة الجيدور، وسط اشتباكات عنيفة في محيطها تم خلالها تدمير وإعطاب العديد من الدبابات والآليات وقتل العديد من جنود النظام.
وفي ريف القنيطرة الجنوبي اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط سرية القطار قرب قرية عين العبد التي قالت قوات المعارضة إنها سيطرت عليها.
واشنطن تعلق مساعداتها للمعارضة شمال سوريا
أعلنت الولايات المتحدة اليوم الأربعاء تعليق مساعداتها غير القتالية للمعارضة في الشمال السوري عقب سيطرة فصائل إسلامية على المنطقة الحدودية التي كان يسيطر عليها الجيش السوري الحر قرب الحدود التركية، مؤكدة أن هذا التعليق لا يمس المساعدات الإنسانية.
وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية في تركيا إن تلك المساعدات عُلقت بعدما سيطرت الجبهة الإسلامية يوم الجمعة الماضي على مقر ومستودع ذخيرة لهيئة أركان الجيش الحر في منطقة باب الهوى.
وأضاف أن المساعدات الإنسانية لن تتأثر بهذا القرار لأنها توزع عبر منظمات دولية وغير حكومية.
والمساعدات التي تتحدث عنها واشنطن عبارة عن مواد غذائية وعلاجية تبلغ قيمتها نحو 250 مليون دولار كانت تعهدت بها الولايات المتحدة، إلا أنه لم يرد ذكر للمساعدات العسكرية التي وافقت عليها إدارة أوباما بموجب أمر تنفيذي صدر في سبتمبر/ أيلول الماضي، وتشمل معدات وخدمات دفاعية للمعارضة والمنظمات التي تطبق برامج المساعدات الأميركية والمنظمات الدولية من أجل مساعدتها على منع استخدام وانتشار الأسلحة الكيميائية السورية.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر جمركية أن تركيا أغلقت الجانب الحدودي في منطقة هاتاي نظرا لارتفاع وتيرة الاشتباكات على الجانب السوري المحاذي لحدودها.
وكانت سبعة فصائل مقاتلة في مناطق مختلفة بسوريا قد أعلنت اندماجها في تكتل واحد باسم “الجبهة الإسلامية”، يهدف إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد و”بناء دولة إسلامية راشدة”. وأكد رئيس مجلس شورى الجبهة أحمد عيسى الشيخ أنه لا تعارض بين عملها وعمل الجيش الحر.
وتضم الجبهة كلا من حركة أحرار الشام الإسلامية, وجيش الإسلام, وألوية صقور الشام, ولواء التوحيد, ولواء الحق, وكتائب أنصار الشام، والجبهة الإسلامية الكردية.
وتنشَط هذه الألوية والكتائب والفصائل في مناطق منها دمشق وريف دمشق ومحافظات حمص واللاذقية وحماة وإدلب وحلب ودير الزور.
وقال حينها عيسى الشيخ إن الهدف من اندماج هذه الفصائل والألوية هو “إحداث نقلة نوعية في الحراك العسكري، ورص الصفوف وحشدها بشكل يجعلها بديلا للنظام في جميع الصعد”.
واشنطن ولندن تعلقان مساعدات غير قتالية للمعارضة السورية
بعد سيطرة “الجبهة الإسلامية” على مقار للجيش الحر في منطقة باب الهوى
أنقرة – فرانس برس، العربية.نت
قال مصدر مطلع إن واشنطن ولندن قررتا تعليق مساعداتهما غير القتالية للمعارضة السورية شمال البلاد، بعد أن تمكن متشددون من السيطرة على مستودعات الأسلحة التابعة لهيئة الأركان في منطقة باب الهوى على الحدود التركية.
وأعلنت بريطانيا، الأربعاء، أنها علقت المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية في شمال البلد المضطرب بعد ان سيطر مسلحون إسلاميون على قواعد رئيسية للجيش السوري الحر، وذلك بعد خطوة مماثلة قامت بها الولايات المتحدة.
وصرّح متحدث باسم السفارة البريطانية في أنقرة لوكالة “فرانس برس”: “ليست لدينا أية خطط لتسليم أية معدات طالما بقي الوضع غير واضح”.
وكانت وكالة “فرانس برس” قد نقلت عن السفارة الأميركية في أنقرة إعلانها عن تعليق واشنطن مساعداتها غير القتالية لشمال سوريا بعد استيلاء “الجبهة الإسلامية” على منشآت للجيش السوري الحر.
وقال الناطق باسم السفارة تي جي غروبيشا: “بسبب هذا الوضع علقت الولايات المتحدة تسليم أي مساعدة غير قاتلة لشمال سوريا”، إلا أنه أوضح أن المساعدات الإنسانية المحضة لا يشملها هذا القرار لأنها توزع عن طريق منظمات دولية وغير حكومية.
وكانت “الجبهة الإسلامية” سيطرت مطلع الشهر الجاري على مقار تابعة لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر وبينها مستودعات أسلحة عند معبر باب الهوى، بعد معارك عنيفة بين الطرفين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار المرصد، الأربعاء، إلى أن كميات من هذه الأسلحة “سيطرت عليها جبهة النصرة”، علما بأنها ليست جزءا من “الجبهة الإسلامية”.
جسر جوي بين أربيل والحسكة لنقل المساعدات للسوريين
أول رحلة تحمل 40 طنا من الأغذية تشمل دقيق القمح والزيت والسكر والملح وغيرها
دبي – قناة العربية
ترعى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أول جسر جوي بين العراق وسوريا، والذي سيتم من خلاله إيصال إمدادات غذائية ومستلزمات لشمال سوريا تحضيراً لفصل الشتاء.
وسيربط الجسر تحديداً بين منطقة أربيل في العراق والحسكة، ذات الغالبية الكردية، في سوريا، حيث يقدر عدد المحتاجين فيها بين 50 و60 ألف شخص.
وستصل المساعدات، التي تحملها 12 طائرة، خلال الـ10 أيام المقبلة.
وستحمل أول رحلة 40 طنا من الأغذية تشمل دقيق القمح والزيت والسكر والملح والأرز وغيرها.
وحظيت هذه المهمة الإنسانية المشتركة بين مفوضية اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي بضوء أخضر من الحكومة العراقية والنظام السوري الذي أبدى موافقة قبل نحو أسبوعين على نقل الإمدادات من العراق.
وحددت لهذه العملية، التي تم التخطيط لها منذ فترة طويلة والتي كان من المفترض أن تتم عبر المسالك البرية، أهداف، بينها تأمين وصول شحنة إجمالية تقدر بـ285 طنا تشمل أدوات للطبخ وأغطية بلاستيكية وأوعية.
وتعكف الأمم المتحدة حالياً على إدراج شركات الطيران المستعدة لتسيير رحلات إلى تلك المناطق.
هاجل يؤكد في قطر على دعم أمريكا للمعارضة السورية المعتدلة
قاعدة العديد الجوية (قطر) (رويترز) – أطلع وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل الزعماء القطريين يوم الثلاثاء على الجهود المتعلقة بتدمير الأسلحة الكيماوية السورية وأكد على دعم الولايات المتحدة للمعارضة السورية المعتدلة.
واجتمع هاجل مع الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني امير قطر ووزير الدفاع حمد بن علي العطية في اليوم الأخير لزيارته للمنطقة التي استهدفت طمأنة حلفاء أمريكا من دول الخليج العربية على استمرار الدعم الأمريكي رغم الخلافات بشأن سياسة واشنطن تجاه سوريا ومفاتحاتها الدبلوماسية مع إيران.
ووقع هاجل والعطية على اتفاقية للتعاون الدفاعي مدتها عشرة اعوام تحكم التعامل بين القوات الأمريكية والقطرية وتتيح استمرار مهام القوات الأمريكية في منشآت بالمنطقة بما في ذلك مركز العمليات الجوية المشتركة في قاعدة العديد الجوية.
وبعد التوقيع على الاتفاق زار هاجل القاعدة الموجودة في الصحراء وتفقد غرفة المراقبة المليئة باجهزة كمبيوتر في القاعدة حيث تنسق قوات من 30 دولة الأنشطة الجوية العسكرية في المنطقة على خرائط كبيرة معدة بالكمبيوتر توضح منطقة الشرق الأوسط.
وقال هاجل للصحفيين في وقت لاحق “في واقع الامر لا توجد منشأة مثل هذه (المنشأة) في العالم. من حيث التكنولوجيا والخبرة والقيادة التي تتكامل كلها في قدرات ما يقرب من 30 دولة. هذا انجاز ضخم ضخم.”
واحجم المسؤولون الأمريكيون طويلا عن تحديد اسم القاعدة ومكانها لأسباب يتعلق بعضها ببواعث قلق الدولة المضيفة لكنهم قالوا ان القاعدة دليل على التزام الولايات المتحدة بدعم الأمن في المنطقة في وقت تطالب فيه دول الخليج العربية بالحصول على تطمينات.
جاءت زيارة هاجل للقاعدة في ختام جولة بالمنطقة دامت ستة أيام واستهدفت التأكيد على عمق التزام الولايات المتحدة بدعم الأمن والاستقرار في منطقة الخليج.
وتحدث هاجل إلى حلفاء أمريكا من دول الخليج العربية في منتدى حوار المنامة للأمن الإقليمي الذي عقد في البحرين الأسبوع الماضي واستخدم كلمته في المؤتمر لتبديد المخاوف بشأن المفاوضات مع إيران فيما يتصل ببرنامجها النووي وتردد واشنطن في مساندة جماعات المعارضة الساعية إلى الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
ولاحظ هاجل ان الولايات المتحدة تشدد على الدبلوماسية في الصراعات الإقليمية لكن جهودها تدعمها طائفة من الطائرات الحربية والسفن والدبابات وقطع المدفعية ونحو 35 ألف جندي في منطقة الشرق الأوسط وحولها.
وأشار أيضا الى العدد الكبير من المنشآت العسكرية الأمريكية في المنطقة ومنها مقر الأسطول الخامس في البحرين ومركز العمليات الجوية المشتركة.
وقال متحدث باسم هاجل إنه التقى بولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود وزير الدفاع السعودي خلال توقف قصير في المملكة يوم الاثنين وأكد له ان واشنطن ملتزمة بالعمل على منع إيران من اكتساب سلاح نووي.
وقال هاجل للصحفيين في قاعدة العديد الجوية انه تحدث مع الزعماء القطريين بشأن الجهود الدولية لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية والأسباب في أن واشنطن تركز على مساندة الفئات المعتدلة في المعارضة السورية.
وقال هاجل للصحفيين “المعارضة في سوريا …. مفتتة جدا وتشتمل على منظمات ارهابية…. وإيران تساند جماعات مختلفة هناك.”
واضاف قوله ان الولايات المتحدة تساند حلا للحرب الأهلية السورية يكفل إزاحة الأسد. وقال ان الخلافات بشأن كيفية تحقيق ذلك لن تتسبب في احداث فرقة بين الولايات المتجدة وشركائها في المنطقة.
(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية)
من ديفيد الكسندر
إيران: سوريا الخط الأمامي في المواجهة وسنحافظ عليها
طهران، إيران (CNN)– قال قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد جعفري، إن سوريا تمثل بالنسبة لإيران، الخط المقدم في المواجهة، مؤكدا على أن ايران لن تدخر جهدا في الحفاظ عليها.
ونقل تقرير نشر على وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، على لسان جعفري قوله: “إننا اعلنا سابقا عن وجود خبراء ومستشارين ايرانيين في سوريا للمساعدة على نقل التجارب والاستشارات والتعليم هناك فقط وذلك لا يتم الا بعد تقديم طلب رسمي من النظام الرسمي.”
وحول الملف النووي الإيراني، قال جعفري إن الحرس الثوري “رافض لأي طلب غربي احتمالي حول خفض ترسانته الصاروخية.. وأن مدى الصواريخ الايرانية يبلغ الفي كيلومتر ويكفي للوصول الى الكيان الاسرائيلي.”
اوضح “أن الحرس الثوري ليس لديه برنامج حاليا يرمي لرفع مدى صواريخه بتوجيهات من قائد الثورة الاسلامية،” بحسب ما نقلته الوكالة.