أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 12 كانون الأول 2012

 

واشنطن تعلن اليوم اعترافها بـ «الائتلاف» ولا تستبعد التسليح

واشنطن – جويس كرم

لندن، بيروت – «الحياة»، ا ف ب، ا ب، رويترز – تستعد الادارة الاميركية لاعلان اعترافها بـ «الائتلاف الوطني» كممثل شرعي وحيد للشعب السوري خلال اجتماع «اصدقاء الشعب السوري» الذي يبدأ اعماله اليوم في مراكش بالمغرب. وسيمثل الولايات المتحدة في هذا الاجتماع نائب وزير الخارجية وليم بيرنز، في غياب الوزيرة هيلاري كلينتون بسبب اصابتها بالتهاب معوي. وقارنت الناطقة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند خلال مؤتمرها الصحافي امس بين الاعتراف بالائتلاف وقرار واشنطن الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي، والذي سبقه قيام هذا المجلس بتنظيم صفوفه.

ومهدت واشنطن من خلال اتصالاتها باطراف المعارضة السورية وبالجهات الاقليمية الداعمة لها الى توحيد صفوف المعارضة في اطار «الائتلاف». كما اصدرت امس قرارها الذي سبق اعلانه في الاسبوع الماضي والقاضي باعتبار «جبهة النصرة» تنظيماً ارهابياً.

والى جانب «جبهة النصرة» اعلنت وزارة الخزانة الاميركية انها ادرجت على لائحتها السوداء مجموعتين مسلحتين مؤيدتين للنظام هما «اللجان الشعبية» و»الشبيحة». وقالت ان «هذه الميليشيات لعبت دورا اساسيا في حملة نظام الاسد للترهيب والعنف على مواطني سورية».

وسألت «الحياة» مسؤولاً أميركياً رفيع المستوى اذا كان اعتبار الجبهة ارهابية سيمهد لتسليح «عناصر غير متطرفة في المعارضة المسلحة السورية»، فاجاب أن «ادارة أوباما لا تزود السلاح اليوم انما لم نستبعد هذا الأمر في المستقبل اذا كان سيساعد في الدفع نحو حل سياسي». وأضاف المسؤول أن الخطوة «ليست ضد الجيش السوري الحر»، كما رحب بقيام المعارضة العسكرية في أنطاليا بتشكيل قيادة مشتركة.

ومن جهتها أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على قياديين في «جبهة النصرة» هما ميسّر علي موسى عبد الله الجبوري، وأنس حسن خطّاب، تبعاً لقرار وزارة الخارجية الأميركية. وتتضمن العقوبات تجميد أية أصول لديهما ضمن النطاق القضائي للولايات المتحدة ومنع الأميركيين من إجراء أية تعاملات معهما.

الى ذلك، قال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا امس إن أجهزة الاستخبارات الاميركية لم ترصد خلال الايام القليلة الماضية أي خطوات جديدة من جانب الحكومة السورية تشير الى انها تستعد لاستخدام الاسلحة الكيماوية ضد قوات المعارضة. لكنه ذكر انه لا يزال قلقا بهذا الشأن. واضاف ان المعارضة مستمرة في تحقيق مكاسب والخوف هو ان تلجأ الحكومة الى هذه الاسلحة اذا شعرت بان النظام مهدد بالانهيار.

وعلى الصعيد الميداني، استمرت منذ الصباح الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط كلية لتدريب المشاة تقع في بلدة السلمية شمال حلب قرب مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين. وتحاصر قوات المعارضة هذه الكلية منذ اسبوعين بعد استيلائها على مبنى الزراعة القريب منها. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان انها مهمة جدا وفيها اكثر من ثلاثة آلاف عنصر من القوات النظامية. لكن السيطرة عليها ستكون صعبة جدا وتحتاج الى الاف المقاتلين.

وفي مدينة حلب، دارت اشتباكات عنيفة عند اطراف حي بستان الباشا الذي تحاول قوات النظام السيطرة عليه منذ ايام وذكرت وكالة انباء «سانا» الرسمية ان وحدات الجيش نفذت سلسلة عمليات «اتسمت بالدقة والسرعة» اسفرت عن القضاء على عشرات «الارهابيين» في حلب.

وذكر المرصد السوري ان اكثر من 125 شخصا ينتمي معظمهم الى الطائفة العلوية قتلوا او جرحوا في سلسلة انفجارات هزت حي اكراد ابراهيم في بلدة عقرب في جنوب ريف حماة كما تضرر وتهدم عدد من المنازل في الحي المذكور.

واستمرت المعارك التي تدور قرب مطار دمشق الذي يبعد مسافة 20 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة. ودارت اشتباكات ضارية في بلدة حاران على الجانب الشرقي من المطار. ويحاول المعارضون احكام تطويق المطار وما زالوا يحاصرون قاعدة مطار عقربا للسلاح الجوي على طريق المطار. وذكر المرصد السوري ان اشتباكات وقعت بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط بلدة معضمية الشام في ريف دمشق، رافقها قصف واشتباكات في المناطق المحيطة بمدينة حرستا ومدن وقرى اخرى في ريف دمشق.

اسرائيل تهوّل بتدخل الغرب واحتلاله الساحل السوري

القدس المحتلة – آمال شحادة

أرادت إسرائيل بتسريبها معلومات حول وجود عناصر من استخباراتها في مناطق سورية لمراقبة الأسلحة الكيماوية، أن تتوج محاولاتها لأخذ دور والمشاركة في أية عمليات حربية قد يقدم عليها الغرب لحسم المعركة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. فهي تراقب الاستعدادات التي أعلنت عنها دول غربية وتركيا للقيام بضربة عسكرية في سورية لمنعها من استخدام تلك الأسلحة ضد المعارضين. وأقحم اسم الأردن في هذه المحاولات، لكن الملك عبدالله، نفى ذلك قائلاً إن بلاده لن تكون شريكة في أي حرب على سورية. وحتى تكون رسالة إسرائيل واضحة، إقليمياً ودولياً، اختارت أن تنشر هذه المعلومات عبر صحيفة «صانداي تايمز» البريطانية، وبعثت بمصادرها المسؤولة في تل أبيب لتفجير هذه القنبلة الجديدة في الملف السوري، في الوقت الذي وصل الحديث عن خطر الأسلحة الكيماوية ذروته مع نشر معلومات حول خطة أميركية – بريطانية بمشاركة تركيا وإسرائيل لمواجهة خطر الأسلحة الكيماوية السورية.

هذا الجانب من الحرب النفسية تجاه سورية، أعاد الملف إلى أجندة الإسرائيليين لتظهر الخلافات في الرأي حوله، حتى بين وزراء ومسؤولين. فالنائب الأول لرئيس الحكومة، الوزير موشيه يعالون، اعتبر الكلام عن وجود وحدات عسكرية إسرائيلية في سورية بحثاً عن مخزونات الأسلحة الكيماوية ومراقبتها أمر يندرج ضمن ما تعتبره إسرائيل قوة الردع الإسرائيلية. وعلى رغم أنه رفض التفصيل عن الموضوع إلا أن يعالون أظهر موقفاً مغايراً لمواقف مسؤولين إسرائيليين في مقدمهم رئيسه بنيامين نتانياهو. بالنسبة له فإن الأحداث التي تشهدها سورية لا تؤشر إلى احتمال لجوء النظام السوري إلى استخدام الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها ضد إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه اعتبر هذه الخطوة دلالة على نجاعة قوة الردع الإسرائيلية. ولم يكن يعالون وحيداً في موقفه هذا، إذ سانده رئيس الهيئة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع عاموس غِلْعاد، الذي أبدى رأياً مغايراً لرئيسه وزير الدفاع، إيهود باراك. فقد حسم غلعاد أن السلاح الكيماوي التابع للنظام السوري محمي وأن الرئيس بشار الأسد أدرك التحذيرات التي وجهها إليه قادة دول العالم من مغبة استخدام هذا السلاح.

هذان الموقفان لمسؤولين كبيرين في الحكومة الإسرائيلية ومطلعين على التفاصيل برزا في الوقت الذي نُشر الكثير من التقارير الاستخبارية الإسرائيلية والأميركية، التي تتحدث عن خرائط رصدتها طائرات من دون طيار، إسرائيلية وأميركية، وأخرى رصدتها أقمار اصطناعية، تفصل مواقع مخازن الأسلحة الكيماوية منذ سنوات عدة. والمعروف أن يعالون وغلعاد هما من أولئك المسؤولين الذين يطلعون على تقارير استخبارية كما يشاركان في النقاشات التي تدور في المؤسستين السياسية والعسكرية حول المواضيع التي تعتبرها إسرائيل تهديداً لأمنها. والملفت أن تصريحاتهما عكست موقفاً ينسف التقارير الإسرائيلية التي تثير الرعب والهلع تجاه سورية.

وليس مصادفة أن نتانياهو، الذي أراد ان يقحم بلاده في هذا الملف، اكتفى بالقول إن إسرائيل تراقب عن كثب التطورات حول الأسلحة الكيماوية في سورية من دون أن يحدد فترة زمنية متبقية للأسد ولا لضربة عسكرية، بل كان حذراً جداً حتى في إطلاق التهديدات. لكن الواضح أن نتانياهو، الذي تطلبت مصالحه الانتخابية أن يضع الملف الإيراني في الدرج، استغل الملف السوري كعصا تنقذه من الموقف الذي وضع نفسه فيه تجاه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وحتى في الداخل الإسرائيلي، إثر تهديداته الحربية ضد إيران وإصراره على توجيه ضربة عسكرية ضد المفاعل النووي الإيراني. وجاء اليوم طرحه الملف السوري متريثاً ويتناسب والأجواء التي تسود إسرائيل في ظل المعركة الانتخابية. فأي طرح للملف السوري لا يعطي إسرائيل دوراً مركزياً.

وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تتأخر وحلت مكان المسؤولين الإسرائيليين وتحول بعضها إلى بوق ينطق باسمهم. فلا يكاد يمر يوم واحد، إلا ويتصدّر الملف السوري عناوين الصحف وتقارير القنوات التلفزيونية وتحاليل المواقع الإلكترونية. وكانت المعلومات تعتمد على مصادر عسكرية أو أمنية أو سياسية مسؤولة. ووجد بعض وسائل الإعلام جانباً للمنافسة في الموضوع، وبرز ذلك لدى الحديث عن طلب إسرائيل من الأردن توجيه ضربة عسكرية عبره ضد سورية. فقد ذكر أن الجانب الإسرائيلي طلب خلال الشهرين الأخيرين مرتين تصريحاً من الأردن لضرب مخازن الأسلحة الكيماوية السورية، إلا أن الأردن رفض ذلك.

وتابعت وسائل إعلام أخرى تغطية هذه المعلومات انطلاقاً من أن إسرائيل لا تحتاج إلى الأردن لتوجيه ضربة ضد سورية، إذ توجد لها حدود طويلة مشتركة معها ويمكنها تنفيذ ضربة موضعية ضد المخازن، التي تعتبرها خطراً حقيقياً، كما فعلت عندما قصفت مفاعل دير الزور. لكن، من وجهة نظر هؤلاء، فإن إسرائيل قلقة من تداعيات ضربة كهذه على الأردن، في ظل أوضاعه الراهنة ومع تصاعد قوة الإسلاميين. ووصف الخبير العسكري، عمير رفافورت الحديث عن طلب إسرائيلي من الأردن بـ «الهراء» وقال: «لو كانت إسرائيل تريد الهجوم فهي لا تحتاج إلى التنسيق مع الأردن في أي شيء. فلديها حدود مشتركة طويلة بما يكفي مع سورية، يمكنها من خلالها أن تبعث بطائرات سلاح الجو». ولكن، يضيف في هذا الجانب: «الصحيح أن للأميركيين قوات في الأردن بقيت بعد مناورة إقليمية كبيرة. وأثناء الأشهر الأخيرة كانت إسرائيل شريكة في نقل رسائل إلى قيادة النظام السوري، بموجبها يعتبر سقوط مخزونات السلاح الكيماوي في أيادٍ غير مسؤولة وتقصد حزب الله في لبنان، خطاً أحمر».

ما أعلن من أن المسؤولين الأمنيين والعسكريين يفضلون إبقاء أي حديث أو نشاط ضد الأسلحة الكيماوية السورية، قيد السرية، بات مجرد ثرثرة. فقد دخلت التقارير الإسرائيلية إلى أدق التفاصيل، حتى تلك التي تتحدث عن سير خطة تنفيذ العملية العسكرية، وهي تفاصيل تبقى عادة سرية، منعاً لتسهيل عملية الدفاع لدى الطرف الآخر. وضمن ما روجت له التقارير فإن طائرات إسرائيلية من دون طيار وطائرة أميركية أيضاً من دون طيار، تقوم بطلعات استطلاع في منطقة الحدود الأردنية – السورية، لاستكشاف المخازن الكيماوية السورية غير البعيدة عن المنطقة الحدودية. أما حول العملية العسكرية التي أعدتها الولايات المتحدة وبريطانيا فإن جهات عدة ستشارك فيها ولن تقتصر على إسرائيل وتركيا بل فرنسا ودول عربية.

تدريبات «الأسد الألباني»

وتواصل المصادر الإسرائيلية استعراض قوة استخباراتها فتذكر بأنه إلى جانب حاملة الطائرات «آيزنهاور» ومعها قوة هجومية تتشكل من 70 طائرة مقاتلة و17 سفينة حربية و2500 من جنود المارينز، وضعت فرنسا قبالة السواحل السورية حاملة الطائرات النووية «شارل ديغول». كما وضعت بريطانيا في مواجهة السواحل السورية خمس سفن حربية على الأقل وقوة مارينز بريطانية كبيرة. وزادت التقارير الإسرائيلية ترويجها لهذه الاستعدادات بالقول إن 2600 عنصر من قوات الأسطول والمارينز البريطانية والفرنسية يجرون تدريبات على عملية إنزال واحتلال أهداف محصنة في الجبال في ألبانيا تحت اسم «الأسد الألباني»، وبأنه تم اختيار هذه المناطق للتشابه الكبير بينها وبين المناطق الساحلية السورية، بالقرب من اللاذقية وطرطوس والجبال المحيطة. وتواصل التقارير الإسرائيلية الادعاء بأن الهدف المركزي سيكون احتلال منطقة جبال العلويين من أجل منع الأسد وقادة النظام من الانسحاب إلى هناك من دمشق. والعملية، وفق الإسرائيليين، ستبدأ بهجوم جوي يكون مصحوباً بعملية أرضية لقوات خاصة لتدمير منظومات الأسلحة ووحدات الأسلحة الكيماوية التابعة للأسد وكذلك السلاح الجوي ومنظومات الدفاع الجوي السورية.

وفي رأي الإسرائيليين لا يشكل نشر القوات الأميركية الكبيرة في مواجهة سورية ضغطاً عسكرياً متزايداً على نظام بشار الأسد فقط، إنما يظهر النيات الأميركية للتدخل الآن في شكل مباشر في سورية. وتتحدث التقارير الاستخبارية الإسرائيلية أن القوة الجوية الأميركية المرابطة مقابل سورية، وصلت منذ شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، وإضافة إلى 70 طائرة هجومية و17 سفينة حربية، هناك ثلاث سفن هجومية برمائية من قوة الإنزال «جيما» وسفينة صواريخ موجهة وعلى الأقل 10 مدمرات، بينها أربع سفن حاملة منظومةَ «أيجيس» لاعتراض الصواريخ. وترابط على حاملة الطائرات الأميركية آيزنهاور 8 أسراب لطائرات مقاتلة وقاذفة تابعة للجناح السابع الجوي، وعلى متن هذه السفينة قوة هجومية من 8 آلاف بحار وطيار ومارينز، انضم إليهم 2500 مقاتل من جنود المارينز الموجودين في قوة هجومية فوق «جيما» وبذلك يصل عدد أفراد القوة الأميركية إلى 10000 وهم يرابطون الآن قبالة سورية.

حاملة الطائرات

وتضيف التقارير الإسرائيلية أن حاملة الطائرات «آيزنهاور» والقوة الهجومية التابعة لها كانت ترابط في مواجهة إيران، وقد مرت من قناة السويس في الأول من الشهر الجاري، وفي ليلة الثلثاء الماضي وفي ذروة العاصفة التي تجتاح شرق البحر المتوسط، رابطت في مواجهة السواحل السورية.

ملف الأسلحة الكيماوية السورية في الاستخبارات الإسرائيلية «سمين»، هذا ما يحاول الإسرائيليون الترويج له هذه الأيام، بما يوحي بأن إسرائيل، ومنذ ثمانينات القرن الماضي، يقظة لخطر الأسلحة الكيماوية وتتابعه منذ ذلك الوقت. وبالنسبة لداني شوهام فإن إسرائيل تمتلك معلومات غنية عن الأسلحة السورية غير التقليدية. ويقول: «تمتلك سورية مخزوناً كبيراً من الأسلحة الكيماوية أنتجته بمساعدة شركات تجارية كثيرة ودول مختلفة منها إيران منذ ثمانينات القرن الماضي. وقد بدأ الجهد السوري في هذا السياق في أيام الرئيس الأسد الأب واستمر في فترة حكم الابن بشار. وعلى مر الزمن، منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي إلى الآن، طورت سورية سلاحها الكيميائي نوعاً وكماً. وساعدتها شركات عدة من غرب أوروبا من خلال تزويدها بالمواد الخام ومعدات للإنتاج الكيماوي والصناعي وانضمت بعد ذلك الهند والصين وكوريا الشمالية وإيران وروسيا فيما بقيت الصلة وثيقة مع إيران في مجال الأسلحة حتى الفترة الأخيرة».

ووفق شوهام إن ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية واسعة جداً وأهم عنصر فيها رؤوس صواريخ «سكود – بي» و «سكود – سي» و «سكود دي»، التي تحتوي على مواد كيماوية من عائلة غاز الأعصاب «سارين» و «في إكس» ومن غاز الخردل والسيانيد. كما توجد وسائل إطلاق ونشر أخرى لمواد قتالية كيماوية ومنها قذائف جوية وقذائف صاروخية.

ويدعي شوهام أن سورية تمتلك مخزوناً من السلاح البيولوجي يشتمل على مواد سامة ومواد تُحدث أمراضاً تلوثية وربما أوبئة. ولا تسقط التقارير الاستخبارية الإسرائيلية إمكانية أن يكون تم تهريب سلاح كيماوي وبيولوجي من العراق إلى سورية قُبيل احتلال جيش الولايات المتحدة العراق.

انفجاران بالقرب من “قصر العدل” في دمشق

بيروت – الحياة

أكدت وكالة “سانا” ان العبوتان الناسفتان تم الصاقهما بسيارتين خلف مبنى القصر العدلي في منطقة القنوات بدمشق، ما أدى الى اصابة شخص بجروح ووقوع أضرار مادية في المكان

وذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق لمندوب “سانا” ان “الارهابيين الصقوا احدى العبوتين بسيارة في حين قاموا بوضع عبوة أخرى بين سيارتين مركونتين في المكان”.

وأضاف المصدر ان “التفجير الارهابي أسفر عن اصابة أحد المارة والحاق أضرار مادية بعدد من السيارات والمحلات التجارية في المكان”.

في المقابل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “انفجارين هزا شارع النصر في دمشق بالقرب من مبنى القصر العدلي”.

ولفت المرصد في البيان الذي تلقت “الحياة” نسخة منه أن”الانفجارين ناتجين عن عبوتين ناسفتين”، مضيفاً أنه “لم ترد معلومات عن خسائر بشرية”.

وفي ريف دمشق، أشار المرصد إلى “انفجارين هزا مدينة جرمانا ما ادى الى استشهاد مواطن وسقوط عدد من جرحى واضرار مادية في محيط الانفجار”.

الحريري يرد على مذكرات التوقيف السورية

بيروت – الحياة

شن رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري هجوماً على الرئيس السوري بشار الأسد، قائلاً ان “أقفاص العدالة تنتظره لتورطه بسفك الدماء وإبادة الشعب السوري”.

وجاء هجوم الحريري، رداً على مذكرات التوقيف الغيابية، التي أصدرها القضاء السوري أمس، بحقه وبحق النا\ئب عن “تيار المستقبل” عقاب صقر، والناطق الرسمي بلسان “الجيش السوري الحر” لؤي المقداد بتهمة “مد الإرهابيين بالمال والسلاح”.

وقال الحريري في بيان ان ” ما سُمي بمذكرات التوقيف السورية، مردودة لصاحبها بشار الأسد الذي تنتظره أقفاص العدالة لمحاكمته بتهم سفك الدماء في لبنان وفلسطين والعراق وقتل الأطفال وإبادة الشعب السوري”.

وقال:”من سخرية القدر أن يتحول الوحش إلى إنسان، ينطق بالعدل ويصدر الأحكام”، وأضاف “بشار الأسد وحش كامل المواصفات، فقد صلاحيته الأخلاقية والإنسانية والسياسية، وهو مطلوب إلى عدالة الشعب السوري التي سيمثل أمامها عاجلاً أم آجلاً”.

وتابع قائلاً “كما سيمثل بالتأكيد أمام العدالة اللبنانية وهو الذي شارك عن سابق إصرار وتصميم في عمليات الاغتيال والإرهاب وإرسال المتفجرات لإثارة الفتن بين اللبنانيين”.

مؤتمر أصدقاء سورية يعترف بـ”ائتلاف المعارضة

مراكش – رويترز

أظهرت مسودة بيان صادر عن “مؤتمر اصدقاء سورية” اعترافاً بائتلاف المعارضة السورية الجديد، بوصفه “الممثل الشرعي للشعب السوري” ودعت الرئيس بشار الأسد الى “التنحي”.

وحذر البيان الذي يصدر عن 130 دولة أعضاء من أن “استخدام حكومة الأسد الأسلحة الكيماوية او البيولوجية سيقابله “رد جدي”.

غموض يلف حادثة دموية استهدفت علويين في حماه

 ( و ص ف)

5يلف الغموض الحادث الدموي الذي وقع امس في بلدة عقرب في محافظة حماه في وسط سوريا واستهدفت علويين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن صباح اليوم لوكالة الصحافة الفرنسية ان “السيناريو الاكثر ترجيحا هو ان مقاتلين معارضين طلبوا من عائلات علوية تقطن مبان عدة في بلدة عقرب الخروج منها، وان وفدا مؤلفا من رجلي دين وعسكري متقاعد سنة توجه الى المباني المذكورة لاقناع هؤلاء بالمغادرة”. ولم تتضح اسباب هذا الطلب.

وفيما المفاوضات جارية، اندلعت اشتباكات بين مقاتلين معارضين ومسلحين في داخل المباني، ترافقت مع سلسلة انفجارات لم يعرف سببها، ما تسبب بمقتل وجرح اكثر من مئة شخص بحسب المرصد.

وطالب المرصد “الامم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة مكونة من قضاة سوريين وعرب ودوليين للتحقيق بما جرى”.

وما زاد من الغموض ان الاعلام الرسمي السوري لم يأت على ذكر هذه الحادثة. واكتفت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) صباح اليوم بان تنقل عن مصدر عسكري في المنطقة الوسطى نفيه حصول اي مجزرة في عقرب”.

«الائتــلاف» يفقــد الشــارع ويغــدو كومبــارس:

الكلمــة الأولــى للســلاح والــدول المموّلــة

طارق العبد

بالأمس كتب ناشط من مدينة حلب على صفحته في موقع «فايسبوك»: «النظام والمعارضة لم يمارسا السياسة منذ أربعين عاماً». ربما يأتي هذا التوصيف واقعياً بشدة، وهو يصف المعارضة السياسية السورية التي تصرّ على التغريد خارج سرب الشارع.

وكأن الشارع السوري قد كُتب عليه أن يعاني ضعف وتشرذم تشكيلات معارضة تسعى لأن تكون بديلاً عن نظام يبدو الرابح الأكبر من انقسام عابر للحدود، في وقت يبدو أن موجة التفاؤل التي عمّت الجمهور المعارض إثر ولادة «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» قد ذهبت أدراج الرياح.

السبب هو أن الائتلاف، حديث الولادة، قد ورث أمراض سلفه المجلس الوطني بأكملها، وبدت علامات المرض واضحة مع تقدمه الزمني، حتى تراجع الأمل به شيئاً فشيئاً. وهكذا استمر في تكرار أداء المجلس الوطني في الخطاب السياسي والإعلامي، كما في التعاطي مع الشارع والمعارضة المسلحة التي وجهت له ضربة قاصمة بسلسلة البيانات التي رفضت الاعتراف به، والتي أكدت على سعيها للدولة الدينية.

أما الضربة القاصمة التي تلقاها منذ يومين فكانت حين اضطر للاعتراف بـ«جبهة النصرة» كفصيل مقاتل ضمن المعارضة المسلحة رغم الضغوط الغربية التي لم تتوقف لاستبعاد المتطرفين.

ويصل التخبط مداه في العمل على تشكيل حكومة انتقالية، ليغرق في جدل بيزنطي بين الاعتراف أو التشكيل. وفي المحصلة، ما زالت الكلمة الأولى للسلاح وما زال الائتلاف الوليد في غرفة الإنعاش.

وعلى الرغم من التظاهرات التي خرجت وأعلنت دعمها لـ«الائتلاف الوطني»، إلا أن هذا الدعم الشعبي سرعان ما تراجع نتيجة أداء الكيان السياسي الجديد. ففي الوقت الذي يستمر فيه تدفق اللاجئين على الجوار العراقي والأردني واللبناني والتركي، وفي ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية لتلك المناطق، بالإضافة إلى نازحي الداخل وحضور الفئات المتطرفة في بعض المناطق، خاصة في الشمال، أظهر «الائتلاف» أنه غير مكترث بكل هذا.

في المقابل، استمر يطلب ويشدّد على الاعتراف الدولي كممثل شرعي ووحيد قبل أي خطوة أخرى، بينما أصرّ وزراء الخارجية الأوربيون على الطلب من رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب تقديم خريطة طريق واضحة للمرحلة الانتقالية والأداء السياسي والاقتصادي المستقبلي قبل الاعتراف التام به.

ولكن الخطيب عجز حتى اللحظة عن ملاءمة مثل هذه الشروط، ويضاف إلى عجزه، فقدانه لأي سيطرة على ما يجري في الداخل، أقله على ما يُسمى بـ«المناطق المحررة»، حيث دفعت فوضى السلاح إلى ظهور عصابات ومجموعات تحكم بقوة السلاح، إضافة لسلطة المجموعات السلفية.

والأخيرة كانت رفضت الاعتراف به، وأعلنت سعيها لإقامة الدولة الإسلامية، وهو ما بدا أشبه برسالة واضحة إلى التيار المعارض مفادها أن الكلمة على الأرض هي للسلاح وليست للسياسة. وعلى الرغم مما سبق، استمر «الائتلاف» بالبحث وراء الاعتراف التام طمعاً في استرداد سفارات السلطة في الخارج ومقعدها في الأمم المتحدة. وهو ما تتردّد بشأنه معظم الدول حتى الآن، في وقت تشترط الدول الباقية تشكيل حكومة انتقالية، فيما تشير الأنباء الواردة من القاهرة، مكان انعقاد اجتماعات الائتلاف، إلى خلافات حادة حول الحقائب الوزارية.

من ناحية ثانية، يقول البعض إن ثمة طرفاً ما يُعرقل تشكيل الحكومة، بل يعرقل عمل «الائتلاف» ككل ويسعى لتحجيمه تمهيداً لاستعادة مكانه السابق، أي «المجلس الوطني» الذي قبل على مضض الدخول في «الائتلاف» بشرط حصوله على أكثرية المقاعد أو ما يمكن تسميته بالثلث المعطل، وبالتالي الانسحاب في أية لحظة وتعطيل عمل الكيان المعارض.

ولعل التخبط وسوء العمل لم يتوقفا عند البحث عن الاعتراف وتعيين ممثلين له، بل تعداه إلى العلاقة مع الشارع. وذلك في استمرار جدلية حصر التمثيل فيه ودعوة من تبقى من المعارضة للعمل تحت رايته، وباستمرار تقديم الأوهام للشارع الذي بدا واضحاً أنه قد استوعب درس المجلس الوطني.

وعليه تحول الدعم الاجتماعي للشارع من المعارضة السياسية إلى المسلحة، على اعتبار أنها حققت حضوراً على الأرض، على عكس «الائتلاف» الذي ما زال ينأى بنفسه عن توجيه أي نقد أو دعوة للإصلاح أو تقييم الذات.

بل أكثر من ذلك، فقبوله بـ«جبهة النصرة» كفصيل مقاتل، برغم استبعادها من القيادة العسكرية الجديدة، يعني ضعفه أمام الرأي العام المعارض الذي نجحت «النصرة» في المقابل بالاستثمار فيه.

وهو بذلك يسير على خطى المجلس الوطني الذي أحجم عن أي نقد أو توجيه لسلوك ناقص في الشارع، فتحول إلى مردّد لهتافات المتظاهرين، إن لم يزايد عليها. أما عسكرياً فيبدو من الواضح وجود هوة تتسع يوماً تلو الآخر بين «الائتلاف» المعارض وبين «الجيش الحر» الذي أعلن تشكيل قيادته الموحدة الجديدة، بوساطة قطرية – سعودية في أنطاليا التركية. وقد حصل ذلك من دون أي حضور لـ«الائتلاف» الذي اكتفى بالترحيب به، واستمر يردد الطلب للسلاح والحظر الجوي والشكوى من تأخر الدعم العربي والدولي، في وقت أعلنت معظم الكتائب المقاتلة أنها لم تعد بحاجة لأحد أو أنها أوجدت ممولها الخاص بها، سواء كأفراد أو مجموعات أو دول تقدم المال والسلاح.

وهذا يعني أن أي هيئة عسكرية ستشكل لاحقاً من «الائتلاف»، بمن فيها وزير الدفاع في الحكومة الانتقالية، ستكون بلا سلطة فعلية ما دام المال والدعم لا يمر بالتيار المعارض الذي حسم أمره وقرر أنه الممثل الوحيد للمعارضة.

أما الباقون من فئات المعارضة، فهم إما لا حضور لهم أو هم صنيعة النظام، وفق قول بعض أعضاء «المجلس الوطني». وعلى الرغم من أن دعوات قد وجهت لأعضاء هيئة التنسيق في الداخل لحضور اجتماعات الدوحة في إطار التحضير لإعلان «الائتلاف»، لكن الدعوات قد وصلت بصيغة فردية (حسن عبد العظيم كممثل عن الاتحاد الاشتراكي عبد العزيز الخير كممثل عن العمل الشيوعي عارف دليلة كشخصية مستقلة). وساعد في حضورهم الإصرار غربي، خاصة الأميركي والفرنسي على ضرورة حضور معارضة الداخل وانضمامها لـ«الائتلاف».

وتبقى المشكلة الكبرى متمثلة في أن قرار «الائتلاف» (و»المجلس الوطني» ضمناً) هو قرار من قام بتشكيله، أي القطريين والفرنسيين والأتراك، وهي بطبيعة الحال ليست معضلة أوجدها التيار الوليد بقدر ما هي معضلة أوجدها «المجلس الوطني» قبل عام تقريباً. كان ذلك حين سعى لتدويل الملف السوري والمطالبة بمختلف أشكال التدخل من حظر جوي أو منطقة عازلة أو تدخل عسكري، وهو ما يعني نقل الحلول المقترحة للخارج ورهن قرار المجلس بقرار الخارج، وبالتالي الإذعان لما تقرره تلك الدول التي أعلنت فشله وفقدان الرجاء منه بعد أن باتت المسافة بينه وبين الشارع والمعارضة الباقية والمسلحين شاسعة للغاية. وكذلك بعد أن أضاع الوقت بالمؤتمرات والاستعراضات الإعلامية والتصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

وفيما يسير «الائتلاف» على خطى سلفه في تكرار الاجتماعات واللجان والتصريحات، تحدث في الداخل السوري تطورات متسارعة يصعب عليه اللحاق بها، لتصبح صورته ككيان سياسي يلعب دور الكومبارس في المشهد السوري، بينما تحول دور البطولة لحملة السلاح، والأهم لمن خلفهم ممن يوجه ويمول ويسلح المجموعات المقاتلة.

مؤتمر مراكش اليوم بغياب كلينتون .. واعتراف أميركي بـ«الائتلاف» المسلحـون يسـتهدفون مناطق كرديـة وعلويـة: 225 قتيلاً وجريحاً

يفتتح اجتماع «مجموعة اصدقاء الشعب السوري» في مدينة مراكش المغربية اليوم، من دون وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي تغيبت بداعي المرض، في الوقت الذي تعتزم فيه واشنطن الاعتراف بـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، فيما استهدف مسلحون قرية ذات غالبية علوية في ريف حماه ما ادى الى مقتل واصابة حوالى 200 شخص، بعد ساعات من استهدافهم بقذائف الهاون حي الشيخ مقصود الذي يقطنه الاكراد في حلب ما ادى الى مقتل 11 كرديا واصابة حوالى 13، فيما قالت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ«السفير» إن محاولة المسلحين اقتحام دمشق في الأسبوعين الماضيين فشلت، وأن تقدماً يتحقق في حلب، ولكنه نسبي.

وقبل ساعات من انطلاق اجتماع «أصدقاء سوريا»، الذي يضم حوالى 100 دولة ومنظمة، في مراكش قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، فجر اليوم، أن «الائتلاف هو الممثل الشرعي للسوريين». وكان مسؤولون أميركيون قالوا لوكالة «اسوشييتد برس» إن واشنطن تستعد للاعتراف «بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» على انه «الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري».

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب راينس، في بيان، أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ألغت رحلتها إلى المغرب وتونس ودولة الإمارات «بسبب إصابتها بفيروس في معدتها». وأوضح أن مساعد وزيرة الخارجية وليام بيرنز سينوب عنها في اجتماع مراكش. وكانت كلينتون التقت نظيرها الروسي سيرغي لافروف مرتين خلال الايام الماضية.

ومن المتوقع أن يتركز اجتماع «أصدقاء سوريا» على تحركات جديدة لدعم «الائتلاف» الجديد للمعارضة

السورية و«إضفاء الشرعية» عليه. وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن قد تعترف، في مراكش، «بالائتلاف» على انه «الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري»، بالإضافة إلى تقديم تعهدات بزيادة «المساعدات الإنسانية والمعدات غير القاتلة» للمعارضة.

وكشفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية عن وجود تحالف دولي، بمشاركة بريطانيا، يقوم حالياً بصياغة خطة هدفها تمهيد الطريق أمام المساعدات الدولية، العسكرية تحديداً، للمسلحين، وذلك «في ظل البحث عن جميع السبل المتاحة لمساعدة المعارضة السورية بما في ذلك تدريب المقاتلين ومدهم بالدعم الجوي والبحري». وأكد مصدر ديبلوماسي بريطاني أن مسؤولين عسكريين من بلدان عدة اجتمعوا مؤخراً في لندن لبحث النزاع، لكنه شدد على انه لم يتم بحث موضوع التدخل العسكري في سوريا، مؤكداً انه «لا يوجد أي خطة لتدخل عسكري».  (تفاصيل صفحة 13)

إلى ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن «نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ناقش مع السفير الصيني في موسكو لي هواي تطور الوضع في سوريا، في سياق تضافر جهود المجتمع الدولي التي تصب في مصلحة التسوية الديبلوماسية السياسية للنزاع الداخلي في سوريا وتقديم الدعم الجماعي لمهمة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي».

ميدانياً

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل وجرح أكثر من 125 شخصاً، تنتمي غالبيتهم إلى الطائفة العلوية، في سلسلة انفجارات وقعت في حي أكراد إبراهيم ببلدة عقرب في ريف حماه الجنوبي، كما تضرّر وتهدم عدد من المنازل في الحي».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «لا يمكن حتى الآن تحديد ما إذا كان المسلحون وراء هذه الهجمات، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فستكون هذه الهجمات أكبر عملية ردّ من جانب المعارضين بحق مدنيين علويين». وأوضح أن «المسلحين سيطروا الأسبوع الماضي على حاجز للجيش النظامي يجاور بلدة عقرب الواقعة في منطقة مختلطة طائفياً».

ونقلت وكالة «رويترز» عن معارضين قولهم إن 10 أشخاص قتلوا، وأصيب حوالى 200، في الهجوم، محملين القوات السورية مسؤولية الهجوم.

وتابع المرصد «قتل 11 كردياً، وأصيب 13، في سقوط قذائف هاون على حي الشيخ مقصود في حلب الذي تقطنه غالبية كردية. وبين القتلى ثلاثة أطفال وامرأتان». وأوضح ناشطون لوكالة «فرانس برس» إن «مصدر القصف مواقع تابعة للمسلحين».

وذكر المرصد «تستمرّ الاشتباكات العنيفة في محيط مدرسة المشاة عند مدخل حلب الشمالي بين القوات النظامية ومسلحين يحاولون اقتحام المدرسة التي يحاصرونها منذ أسبوعين». وأوضح عبد الرحمن أن «المدرسة تمتد على مساحة كبيرة، وهي مهمة جداً، وفيها أكثر من ثلاثة آلاف عنصر من القوات النظامية»، مشيراً إلى أن السيطرة عليها ستكون «صعبة جداً ويحتاج الأمر إلى آلاف المقاتلين».

ونقل مراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر عن مصادر سورية رفيعة المستوى قولها لـ«السفير» إن محاولة المعارضة اقتحام دمشق في الأسبوعين الأخيرين فشلت، وأن تقدماً يتحقق في حلب، ولكنه نسبي.

وخفّ حجم الاشتباك الحاصل في مناطق الغوطة الشرقية وفي محيط مطار دمشق الدولي، ولكن من دون أن يتراجع كثيراً في المناطق القريبة من داريا وبساتينها، كما المناطق المحيطة بها.

وقدرت مصادر مطلعة على سير العمليات الميدانية قتلى الجانب الآخر بالمئات، من دون أن تحدد ضحايا الجيش في الاشتباكات. ولازالت مدافع الجيش السوري المتمركزة بالقسم الغربي من المدينة تضرب مناطق محددة في بساتين داريا، التي ترتبط ببساتين ممتدة مع الغوطة الشرقية، حيث هدأت بشكل كبير المعارك هناك.

وأكد شهود عيان لـ«السفير» عبورهم الطريق المتجه للمطار أمس ذهاباً وإياباً، حيث لا زالت أصوات اشتباكات متقطعة تسمع في عمق الغوطة، ولا سيما قرب بلدة عقربا حيث يتمركز مسلحون. وذكرت وسائل إعلام محلية إن الجيش قتل عدداً من القناصين في تلك المنطقة تمترسوا قرب إحدى المدارس الخاصة، كما قتل مجموعة أخرى تضم ليبياً في أحد أحياء داريا. وجرت اشتباكات أيضاً قرب بساتين دوما التي تربطها هي الأخرى بمناطق مختلفة من الغوطة.

وقال مصدر سوري رفيع المستوى لـ«السفير» إن «التقييم إيجابي، من ناحية فشل الإرهابيين في اقتحام دمشق، وهو ما يخططون له منذ بداية الصيف الماضي». وأشارت مصادر أخرى إلى أن عمليات تمشيط تجري الآن في بساتين محيطة بطريق المطار، في الوقت الذي انسحبت المجموعات المسلحة في فرق متباعدة نحو عمق تلك الأحراش. وأضافت «اتبع الجيش السوري تكتيكاً تقليدياً في معركته للدفاع عن دمشق، حين انتظر بأعصاب قوية تجمع أعداداً كبيرة من المسلحين (قدروا بالآلاف) في المناطق المحيطة، ليقوم بمهاجمتهم بقوة نارية استخدمت فيها شتى أنواع الأسلحة التقليدية».

ولا يخفي مراقبون إمكانية تجدد الاشتباكات بعد فترة، على اعتبار أن «خطر التمدد مرة أخرى باتجاه العاصمة سيبقى وارداً». ويربط آخرون هذا الأمر بمستوى التطورات الإقليمية والدولية.

وأكد المصدر أن الوضع الأمني في قلب المدينة مقبول، وأن الاختراق الذي جرى أمس الأول كان إثر مهاجمة مجموعة مسلحة حاجزاً للجيش في ركن الدين، والتي انتهت إلى ملاحقة أفراد المجموعة المؤلفة من عشرة أشخاص ومصرعهم جميعاً.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

قائد عسكري بالمعارضة السورية يتعهد بأن يدير المدنيون سوريا الجديدة

بيروت- (رويترز): قال قائد المجلس العسكري السوري الذي تشكل حديثا لرويترز إن قادة قوات المعارضة تعهدوا بألا يطلبوا السلطة لانفسهم ولكن بدعم حكومة انتقالية مدنية اذا اطاحوا بالرئيس بشار الاسد.

وقال العميد سليم ادريس في مقابلة بالهاتف مع رويترز “نحن العسكريون لا نريد استلام السلطة بعد اسقاط بشار الاسد”.

واضاف ادريس الذي انشق على قوات الأسد العام الماضي “فقط نريد تشكيل جيش وطني سوري ولن نتدخل في السياسة”. وكان يتحدث عشية تجمع في المغرب لخصوم الاسد السوريين والدوليين.

وتولى الاسد الرئاسة بعد وفاة والده الذي كان قائدا سابقا في سلاح الجو. وانهاء حكم مستبدين مدعومين من الجيش من هذا القبيل كان مطلبا رئيسيا للمعارضة السورية مثلما كان في انتفاضات اخرى في العالم العربي.

وفي محاولة للتأكيد على التزامه بالادارة المدنية قال ادريس انه في الوقت الذي تهتم فيه قوات المعارضة بالحصول على اسلحة جديدة خاصة الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات فإنها على استعداد للانتظار حتى تكون القيادة السياسية الجديدة للمعارضة مستعدة للاشراف على عمليات شراء الاسلحة.

وقال “نسعى ان تكون لدينا حكومة وسلطة سورية شرعية لها حق شراء السلاح.” واضاف ان وزير دفاع مدني سيتولى عمليات شراء الاسلحة في الوقت المناسب.

وبالاضافة الى قتال الاسد تشمل المهام التي تواجه الهيئة العسكرية الجديدة التنسيق بين جماعات المعارضة المنقسمة والاشراف على حركة الاسلحة التي يقول معارضون انها خارج نطاق السيطرة.

وتضم القيادة الجديدة اغلب الكيانات المعارضة القائمة ومن بينها عدة كتائب شكلت جبهة اسلامية قبل شهرين ومجالس عسكرية اقليمية تعمل تحت مظلة الجيش السوري الحر الذي يديره بصورة كبيرة ضباط انشقوا عن قوات الاسد.

وقال ادريس انه سيمد يده لجميع الضباط خاصة قادة الجيش السوري الحر المتمركزين في الخارج لا سيما الموجودون في مخيمات اللاجئين بتركيا. وقال انه يحثهم على الانضمام للقتال.

وفي اشارة الى رياض الاسعد ومصطفى الشيخ مؤسسا الجيش السوري الحر وكليهما لم تشمله تشكيلة المجلس الجديد الذي يهيمن عليه الاسلاميون قال ادريس “يوجد بالمخيمات اعداد كبيرة جدا من الضباط …ونحن نتصل بهم ونضع لهم مهام وسيتم زجهم في الميدان وحصولهم على حقوقهم كاملة.

“اما بخصوص صديقي العزيزين …فهما صديقان واخوة ولن ادخر جهدا في ان يكون لهم دور بين اخوتهم”.

وتعرض الاسعد والشيخ لانتقادات لاختيارهما البقاء في تركيا بينما يخوض مقاتلو المعارضة معارك ضارية في سوريا. وقال ادريس ان القيادة الجديدة سيكون مقرها في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة داخل سوريا وستشرف على العمليات العسكرية.

وقال ادريس قبل قيامه بسلسلة من الاجتماعات في انحاء المنطقة ان الخطوة الاولى الان هي ان يكون لدى المعارضة خطة استراتيجية للعمليات العسكرية للاطاحة بالاسد.

وفي حين سيطرت المعارضة التي يهيمن عليها السنة على عدة احياء حضرية وقواعد عسكرية فإنها لا تزال تعاني من نقص في العتاد والاسلحة الثقيلة لمواجهة مدرعات الاسد وقوته الجوية.

وتأمل المعارضة ان تتدفق الاسلحة من الخارج خاصة من دول الخليج بعد تشكيل المجلس العسكري الجديد. لكن ادريس قال ان الاسلحة لا يمكن الحصول عليها الا بصورة مشروعة عن طريق حكومة انتقالية معارضة. وهون من شأن شكاوى للمعارضة من نقص الدعم الجوهري.

وقال “موضوع الاسلحة يجب ان يتم بشكل شرعي لانه يدخل فيه دول واتفاقات دولية”. وقال انه لا يمكن للمعارضة احراج دول الخليج التي تبذل قصارى جهدها لتقديم الدعم لها.

وتخشى دول الخليج والولايات المتحدة والدول الاوروبية من ان تسقط الاسلحة الثقيلة خاصة الصواريخ المضادة للطائرات في ايدي جماعات معارضة منتمية للقاعدة او جماعات اخرى مناهضة للغرب.

وقال “بموضوع السلاح مثل حيازة مضادات الدروع والدفاع الجوي ..من حقنا ان نطلبها بشكل رسمي من خلال حكومة ووزير دفاع”.

لافروف: الولايات المتحدة تعول على انتصار بواسطة السلاح للمعارضة السورية

موسكو- (ا ف ب): صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الولايات المتحدة “تعول على انتصار بواسطة السلاح” للائتلاف الوطني السوري المعارض بعد ان اعترفت به ممثلا شرعيا للمعارضة السورية.

وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية “لقد استغربت الى حد ما” اعلان الولايات المتحدة اعترافها بالائتلاف المعارض ممثلا شرعيا للمعارضة السورية.

واضاف “نستنتج بالتالي ان الولايات المتحدة قررت ان تراهن على انتصار بواسطة السلاح لهذا الائتلاف”.

وتابع لافروف ان “ذلك يتعارض مع الاتفاقات المحددة في مبادرة جنيف التي تدعو الى اطلاق حوار بين الحكومة السورية من جهة وبين المعارضة من جهة اخرى”.

وكان لافروف يشير الى الاتفاق حول مبادئ المرحلة الانتقالية في سوريا والذي تم التوصل اليه في 30 حزيران/ يونيو.

واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء اعتراف الولايات المتحدة بدورها بالائتلاف السوري المعارض “ممثلا شرعيا” للسوريين.

وكانت فرنسا البلد الاول الذي اعترف رسميا الشهر الماضي بالائتلاف الذي يضم منذ شهر عدة مجموعات معارضة لنظام بشار الاسد، ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري.

وحذت بريطانيا وتركيا ومجلس التعاون الخليجي حذو فرنسا.

القوى العالمية تعترف بائتلاف المعارضة السورية وتدعوا الأسد إلى التنحي

مراكش- (رويترز): أظهرت مسودة إعلان حصلت رويترز على نسخة منها الأربعاء اعتراف القوى العالمية المجتمعة في مراكش بائتلاف المعارضة السورية الجديد بوصفه “الممثل الشرعي للشعب السوري” ودعت الرئيس بشار الأسد إلى “التنحي”.

وحذر الاعلان الذي سيصدر عن 130 ممثلا دوليا من بينهم مجموعة دول (أصدقاء سوريا) من أن استخدام حكومة الأسد الأسلحة الكيماوية او البيولوجية سيقابل “برد جدي”.

وجاء في المسودة التي أمكن الحصول على نسخة منها قبل اجتماع القوى العالمية الذي غابت عنه روسيا والصين في مراكش “اعترف المشاركون بالائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري وكمظلة تجتمع تحتها المعارضة السورية”.

وأضافت “بشار الاسد فقد الشرعية ويجب ان يتنحى جانبا ليسمح بعملية للانتقال السياسي المستدام”.

وفي اشارة الى تقارير مخابرات غربية تشير الى ان الاسد قد يستخدم اسلحة كيماوية وبيولوجية في الصراع المستمر منذ أكثر من 20 شهرا قالت القوى العالمية ان “اي استخدام للاسلحة الكيماوية في سوريا سيكون مروعا وسيقابل برد جدي من جانب المجتمع الدولي”.

كما اعلنت القوى العالمية عن اقامة صندوق اغاثة “لدعم الشعب السوري” ودعت الدول والمنظمات الى تقديم مساهمات الى الصندوق.

ملك الأردن هدم الجدار وتحدث بالمحرمات: لا علاقة لي بمسيرات الولاء ومثلث التطرف في قطر ومصر وتركيا يضغط للتدخل بسوريا

عمان- القدس العربي: إنشغلت الأوساط السياسية والأعلامية الأردنية طوال الأيام الثلاثة الماضية بأحاديث (صريحة جدا) وسلسلة مكاشفات حصلت بين العاهل الملك عبدلله الثاني ونخبة من المثقفين السياسيين خصوصا من التيار القومي واليساري ومن التيار الوطني القريب من الحراك.

وفي هذه الحوارات التي جرت في منزل كل من الوزير السابق أيمن الصفدي ونظيره رجائي المعشر على مدار يومين متتاليين هدم الملك الجدار على حد تعبير الكاتب فهد الخيطان الذي حضر اللقاء الأول فيما تم التحدث عن (المحرمات الرسمية) وفقا لتعبير الكاتب الصحفي الدكتور محمد أبو رمان.

وشغلت وصلة المصارحة هذه جميع الأوساط خصوصا أنها تسببت بفوضى على مستوى عدم إنضباط بعض من إلتقاهم الملك من نشطاء الحراك وقيام بعضهم بتسريب المضامين أو لجهة الحديث بجرأة وإنفتاح في كل القضايا والملفات ليس من جانب الملك شخصيا كما حصل في اللقاء الأول لكن من جانب بعض من تحدثوا إليه بصراحة في اللقاء الثاني.

ولم تتضح بعد الهوية السياسية لهذه اللقاءات لكن بعض النشطاء نشروا حيثيات ما دار في غرفة مغلقة مع الملك إما عبر نقل وتسريب روايات أو عبر نشر بعض ما حصل على صفحات التواصل أو عبر بعض المقالات التي حاولت التعليق على هذه المصارحات التي طالت كل الملفات المحلية والإقليمية الحساسة جدا دون صدور توضيحات أو شروحات تنفي أو تؤكد.

وكان الناشط الحراكي البارز ضرغام الهلسه أول من نشروا بيانا ببعض ما حصل في لقاء بضيافة الدكتور المعشر حيث وضع قصته حول ما جرى الى النحو التالي: في دارة معالي رجائي المعشر وبطلب ملكي التقينا مجموعة من شباب الوطن مع راس الدولة الاردنية جلالة الملك استمر اللقاء ثلاث ساعات تحدث هو اولا واكد لنا بانه لايشعر او يحس باية خصومة معنا نحن ابناء الحراك الشعبي الاردني واستطعنا ان نفهم من بين السطور ان من يقومون بمسيرات ما يسمى بالولاء لاعلاقة له بها واعلن امامنا انه ليس مع اعتقال النشطاء السياسيين مهما كان السبب وهو ضد تحويل النشطاء الى محكمة امن الدولة واستغرب ان لايكون قد افرج عن المعتقليين بالكامل حتى هذه اللحظة.

واكد على اهمية الحراك بالنسبة لعملية التغيير وقال لولا الحراك لما كان هناك امكانية للتفكيير بالتغيير واكد بانه سيلتقي مع الامن للتاكيد بانه لايحق لاي كان الهجوم بالضرب على شباب الحراك لانهم ضمير هذا الوطن وكم كانت لديه رغبة حقيقة ان نشارك بالعملية الانتخابيه لكي لانترك البرلمان لاولئك الفاسدين وتحدث عن الاعاقات المقصودة من النخب السياسية المستفيدة من الدولة لاي عملية اصلاح.

وعرج على الوضع الدولي والاقليمي والضغوط التي تمارس على الاردن من مثلث التطرف السياسي في تركيا وقطر ومصر الاخوانيه نتيجة لرفض تدخل الاردن بالشان السوري.

وسمع من الحضور ما يعجب ولايعجب واؤكد هنا بان الحضور وبمشاربهم المختلفه وارائهم المتعارضه اجمعوا على ادانة الفساد وعدم الجدية في محاربته وادانوا نهج الخصخة ونهج التحولات الاقتصادية برمته وتم هجوم واضح على النخب السياسية الحاكمة ومسؤليتها التاريخية عن ازمات الدولة الاردنية والتي اوصلت البلاد الى حد الافلاس.

وسمع منا ما نقوله في الشارع وما نكتبه في مقالاتنا وما نقدمه من راي في الحوارات التلفزيونيه واكثر من ذلك لقد سمع بانتباه وتفاعل مع الاراء بوضوح ولكن هل سيتم عمل شي تجاوبا مع ما ماقلنا وهنا اقول من التجربة لااعرف فالوضع صعب وبعض رجالات الدولة ياتمر باجندة خاصة به ولايريد لاي تقدم في معنى الشراكة الوطنيه وبصناعة القرار.

وهناك تدخلات خارجيه خطرة من اطراف عدوة للديمقراطيه.

ووفقا للصحفي محمد النجار فقد كشف الملك عن امتلاك بلاده أوراقا ترسل من خلالها رسائل إلى القاهرة، منها وجود خمسمائة ألف عامل مصري في الأردن، وأن الأخير هو الممر الوحيد للخضراوات المصرية المصدرة إلى العراق. كما أن عشرات الآلاف من المصريين العاملين في دول الخليج يستخدمون خط نويبع العقبة في تنقلاتهم.

وبالنسبة للكاتب محمد أبو رمان فقد تضمن لقاء الملك حديثا في المحرمات الرسمية؛ الفساد، الاعتقالات وانتهاكات حقوق الإنسان، الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، الملف السوري، البدائل الممكنة لحالة الانسداد الحالية، الأسعار والبطالة وقصور مشاريع التنمية في المحافظات. الخ.

البركة الأولى- أضاف أبورمان- تمثّلت بتوجيهات ملكية بإطلاق سراح المعتقلين وبكشف حجم الضرب والإهانة التي تعرّض لها المعتقلون، وإعلان الملك رفض توقيف المواطنين بسبب أراءهم السياسية، والتوافق على التواصل وتقديم البدائل العملية.

هذه الانطباعات الإيجابية لمستها من تواصلي مع الأصدقاء خالد رمضان وخالد كلالده ومبارك أبو يامين، وقراءة ما كتبه كل من محمود الحياري وأدهم غرايبه، وأتمنى أن تستمر هذه اللقاءات ونرى حواراً مماثلاً بين الملك ونشطاء حراك الطفايلة، وأن يسارع مطبخ القرار إلى تدشين قنوات الحوار من جديد مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين، فالمقاطعة لا تعني القطيعة، والاختلاف لا يؤدي بالضرورة إلى الصدام والصراع.

ومن جانبه وصف الكاتب فهد الخيطان اللقاءات الأخيران بانهما مثلا اختراقا غير مسبوق في الحوار الملكي الذي جمع لأول مرة نشطاء من الحراك وممثلين لقوى سياسية صاعدة ومثقفين يساريين مع جلالته.

وإعتبر الكاتب أنه منذ أن بدأ الحراك الشعبي في الشارع الأردني قبل عامين تقريبا، لم يتسن لممثلي هذا الطيف لقاء الملك مباشرة والحوار معه حول الأوضاع العامة في البلاد. غياب قنوات الحوار المباشر مع رأس الدولة رهن الحياة السياسية في البلاد لثنائية الدولة والإخوان. وفي ضوء الخلاف مع الحركة الإسلامية حول أجندة الاصلاح، سيطر محافظون تقليديون وليبراليون بلا خبرة في السياسة على مفاصل صناعة القرار في البلاد.

بمعنى آخر أقيم جدار عازل بين الملك والقوى الاجتماعية الداعمة لبرنامجه الإصلاحي. بيد أن الملك قرر هدم هذا الجدار، وشرع في حوار مباشر مع من كانوا يصرّون حتى الأمس القريب على أنهم خصوم للملك وأعداء للدولة.

وشرح الخيطان الذي حضر اللقاء الأول: في منزل الدكتور رجائي المعشر ومن قبل في منزل أيمن الصفدي دار حوار عميق وصريح بين الملك ونشطاء في الحراك وقادة أحزاب حول أكثر الأمور حساسية في المشهد الوطني. تحدث الحضور بجراءة ومسؤولية وطنية عن الإصلاح السياسي ورفع الأسعار والفساد وأخطاء الحكومات المتراكمة، والتجاوزات الأمنية بحق الحراك والهوية الوطنية، ودور الأردن في الأزمة السورية وكل ما يخطر ببال المواطن العادي من هموم ومشاكل.

وكان الملك صريحا وواثقا كعادته؛ ساجل بعمق، وعرض تصوراته للخروج من عنق الزجاجة، وبدا منفتحا على كل الأفكار التي يمكن أن تساهم في إنجاح تجربة التحول الديمقراطي والحكومات البرلمانية. وانهمك بمناقشة مساهمة الحراك والقوى الشبابية الصاعدة في بناء الأردن الجديد، وسبل دمجهم في العملية الانتخابية. كما قدم تحليلا تفصيليا للمشهد الإقليمي ومواقف الأردن من التطورات الجارية في المنطقة، خاصة في سورية وفلسطين، وجاءت كلها متطابقة مع توجهات الحضور.

السفير السوري في بيروت: الحكومة السورية رفعت دعوى في لبنان ضد من يسلح المعارضة

بيروت- (يو بي اي): أعلن السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي، بعد اجتماعه الأربعاء إلى وزير الخارجية عدنان منصور، أنه وحكومته رفعا دعوى في لبنان ضد من سلح المعارضة في سوريا.

وقال للصحافيين إنه أوكل بالأصالة عن نفسه وبالوكالة عن بلده (سوريا) المحامي اللبناني رشاد سلامة “لرفع دعوى (في لبنان) ضد من شارك وساهم وحرض وموّل وسلّم السلاح وكانوا شركاء فعليين في سفك الدم السوري”.

واضاف انه ناقش مع الوزير منصور ما وصفه بـ”الحملة المسعورة التي تخاض ضد سوريا وشعبها والتي كشف فريق لبناني عن دور سلبي فيها”.

وأشار إلى أن “الرأي كان متفقاً على ضرورة احترام الإتفاقات الناظمة للعلاقة بين البلدين والإستمرار في منع التزوير وقلب الحقائق”.

وقال السفير السوري إن مباحثاته مع الوزير اللبناني تطرقت ايضا “الى تحصين العلاقة بين البلدين ورفع وتيرة العمل الذي تقوم به القوى الأمنية والجيش اللبناني في ضبط الحدود ومنع تهريب السلاح والمسلحين وإيوائهم والشراكة في العمليات الإجرامية التي تحدث بشكل متواتر يستفز مشاعر اللبنانيين والسوريين على حد سواء”.

وكانت تسجيلات نشرت منسوبة إلى النائب في البرلمان اللبناني عقاب صقر تحدثت عن ارساله السلاح إلى المعارضة السورية، لكن صقر وصفها بانها “مفبركة وغير صحيحة”، فيما أصدر القضاء السوري مذكرات توقيف بحق النائب صقر ورئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري والناطق الإعلامي باسم الجيش السوري الحر، السوري لؤي المقداد، لاتهامهم بتهريب الأسلحة الى المعارضة السوري.

وأودع القضاء السوري مذكرات التوقيف لدى جهاز الإنتربول الدولي.

وردا على سؤال حول قرار المحقق العسكري اللبناني استدعاء بعض الشخصيات السورية والتحقيق معها في قضية اتهام الوزير الأسبق ميشال سماحة بنقل متفجرات، اجاب عبد الكريم علي بأن “ما نشر حول القضية كان فيه استدراج اكثر مما فيه حقائق دامغة، ومع ذلك الذي يشير اليه الجميع في دهشة واستغراب ان الشخص الأساسي الذي من المفترض ان يوجه اليه الإتهام او يستحضر الى الشهادة على الاقل، كان مغيبا في هذا الملف”.

وكان يشير إلى “شاهد الاثبات” في قضية سماحة، ميلاد الكفوري. وقال “نرجو ان تكون الحقيقة هي المعيار وليس الاتهام ولا الاتجار في السياسة ولا قلب الحقائق وتزويرها.. وسوريا تريد الحقائق وليس افتعال الحقائق”.

وكان القضاء العسكري اللبناني قرر استدعاء رئيس جهاز الأمن القومي السوري اللواء علي المملوك والضابط عدنان كمدعى عليهما في قضية سماحة للتحقيق معهما، كما قرر استدعاء مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان للاستماع اليها بصفة شاهد.

تنظيم القاعدة’ يتصدر خطاب دمشق الرسمي ومذكرات توقيف بحق الحريري وصقر

امريكا تدرج ‘جبهة النصرة’ على لائحة الارهاب و’الاخوان’ ينتقدون

نشطاء: مقتل عشرة واصابة نحو 200 في هجوم على قرية يقطنها علويون

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: في قاموس الخطاب السياسي للسلطات السورية وضمناً قاموس الخطاب الإعلامي يتقدم مصطلح ‘تنظيم القاعدة’ على بقية المفردات المتصلة بالأزمة السورية.

وكالة الأنباء الرسمية ‘سانا’ تبتدئ تقريرها الإخباري عن الأوضاع الميدانية في البلاد بعبارة ‘واصلت (تصدت، لاحقت .. ) وحدات من جيشنا الباسل اليوم ملاحقة إرهابيي جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في عدد من المناطق’، لتكمل ‘سانا’ خبرها بمزيد من التفاصيل، هذه البادئة باتت هي المعتمدة في كل التغطيات التي تقدمها وكالة سانا وبقية وسائل الاعلام الرسمية في دمشق للعمليات العسكرية التي ينفذها الجيش السوري.

ولم يعد مصطلح ‘المجموعات المسلحة’ يفي بالغرض الإعلامي لدى وسائل الإعلام الرسمية السورية أو بات أقل تعبيراً عن التصنيف الذي تريد السلطات السورية، من خلاله، توضيح أن مقاتلي المعارضة هم مقاتلون متشددون وليسوا مقاتلين مناهضين للنظام السياسي.

ويقول مراقبون ان تقدم التيار الإسلامي المتشدد وتغلغله داخل صفوف مقاتلي المعارضة حتى كاد هذا التيار يشكل جسد مسلحي المعارضة السورية، جعل أغلب الكتائب المسلحة تبدو ذات صبغة راديكالية تتقاسم مع تنظيم القاعدة النزعة ‘الجهادية’، وطبعاً، تكاد ‘جبهة النصرة’ تطغى في حضورها الميداني على جميع الكتائب، ويضيف المراقبون أن معظم الميليشيات التي تحارب الجيش السوري تحمل أسماء ذات معنى إسلامي محض ومنها لواء أحفاد الرسول، ولواء الإسلام وأنصار الإسلام وغيرها الكثير. الخطاب السوري الرسمي السياسي والإعلامي استفاد من إفصاحات غربية تفيد بتخوف الأوروبيين من تقدم التيار الإسلامي المتشدد وسيطرته على العمل الميداني المسلح للمعارضة السورية، وكذلك من تصريحات لمسؤولين غربيين تحذر من أن المساعدات العسكرية الموجهة للمعارضة السورية قد تصل إلى المتشددين الإسلاميين.

جاء ذلك في الوقت الذي ادرجت فيه الولايات المتحدة الثلاثاء جبهة النصرة الاسلامية في لائحتها للمنظمات الارهابية، وتستعد في الآن نفسه للاعتراف بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية اعترافا كاملا.

وكانت واشنطن تتخوف منذ اشهر من ‘خطف الثورة السورية’ من قبل اسلاميين متطرفين مسلحين، وتدعو بالاندفاع نفسه الى توحيد وتعزيز المعارضة التي توحدت قبل شهر تحت راية ‘الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية’.

ورغبة منها في توضيح الامور، تدعو وزارة الخارجية الامريكية منذ بضعة ايام الى التمييز بين هذا الائتلاف والمتطرفين الاسلاميين، لاسيما جبهة النصرة، الذين يحرزون تقدما ميدانيا في الحرب الدائرة في سورية.

وهذا التصنيف ‘الارهابي’ وهذه العقوبات على جبهة النصرة سيترافقان مع اعتراف سياسي كامل محتمل جدا بالمعارضة السورية خلال الاجتماع الدولي ‘لاصدقاء سورية’ اليوم الاربعاء في مراكش (المغرب). الا ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ستتغيب عن هذا اللقاء لاسباب مرضية.

وقال دبلوماسي امريكي ان ‘الولايات المتحدة وآخرين من ‘اصدقاء سورية’ يعترفون منذ فترة طويلة بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه ضد وحشية نظام الاسد. لكن الاعتراف بهذا الحق للدفاع عن النفس لا يبرر التطرف’.

وتضم مجموعة ‘اصدقاء الشعب السوري’ اكثر من مئة بلد عربي وغربي ومنظمات دولية ومندوبين عن المعارضة السورية. والمح مسؤولون امريكيون في الايام الاخيرة الى ان ادارة اوباما ستستفيد من اجتماع مراكش لاضفاء الصفة الشرعية على الائتلاف باعتباره ‘الممثل الوحيد للشعب السوري’ وليس فقط ‘ممثلا شرعيا’.

من جهته قال مسؤول رفيع بجماعة الاخوان المسلمين في سورية امس الثلاثاء إن الولايات المتحدة اتخذت قرارا خاطئا للغاية بإدراج جبهة النصرة المعارضة على قائمتها الخاصة بالمنظمات الارهابية.

وقال نائب المراقب العام للجماعة فاروق طيفور لرويترز إن القرار خاطيء تماما ومتسرع مشيرا الى ان من السابق لأوانه تصنيف الناس داخل سورية بهذه الطريقة نظرا لحالة الفوضى والمناخ الضبابي السائد في البلاد.

ميدانيا قال نشطاء إن هجوما تعرضت له قرية امس الثلاثاء أدى الى مقتل أو اصابة نحو 200 من افراد الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد الا انه لم تتبين الجهة التي كانت وراء الهجوم.

وتباينت ارقام الضحايا الا ان كثيرا من النشطاء قالوا إن بوسعهم تأكيد مقتل عشرة اشخاص.

وألقوا بالمسؤولية عن الهجوم على قوات الاسد. وقالوا ان الهجوم تضمن قصف منزل كان يختبىء به 200 على الاقل من العلويين.

الى ذلك كشفت صحيفة ‘اندبندانت’ الثلاثاء، أن تحالفاً دولياً يضم بريطانيا، يعكف حالياً على وضع خطة لتوفير التدريب العسكري للمتمردين في سورية، وتقديم الدعم لهم جواًُ وبحراً.

وقالت الصحيفة إن احتمال التدخل الغربي ‘يأتي مع قيام جماعات المعارضة في نهاية المطاف بتشكيل مظلة سياسية وهيكلة قيادة لميليشياتها، فيما يرى مؤيدوهم الأجانب أن الحرب الأهلية في سورية، التي دخلت شهرها الـ 22، وصلت إلى نقطة تحول جعلت مساعدة الثوار بالأسلحة مسألة حتمية لتمكينهم من شن الهجوم الأخير ضد النظام’.

من ناحية ثانية ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة ‘المستقبل’ اللبنانية، أن النظام السوري أصدر مذكرات توقيف بحق رئيس تيار المستقبل، رئيس الوزراء السابق سعد الحريري والنائب في كتلته البرلمانية عقاب صقر.

وقال موقع الصحيفة الناطقة بلسان تيار المستقبل أن ‘النظام السوري أصدر مذكرات توقيف بحق الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر و(المتحدث باسم الجيش السوري الحر) لؤي المقداد’.

هل يفضل الاسد الموت في دمشق؟

صحف عبرية

يبدو ان الامر قد أخذ ينتهي فالجيش يتهاوى من ساعة الى اخرى، والموالون ينشقون سريعا ويبحث الذين لا ينشقون عن مكان يختبئون فيه الى ان يزول الغضب. سيُسفك دم كثير بعد لكن هذه المرحلة يتوقع ان تنتهي سريعا. وليس واضحا في الوقت الحالي هل يفضل الاسد البقاء والموت في دمشق أم يحاول الهرب الى الخارج. وقد يكون الامر متأخرا جدا الى ان يتخذ القرار.

ان الرسالة التي تصدر عن صفوف المعارضة اليوم هي الحفاظ على الاطار السياسي لسوريا ومنع انحلال الدولة. ويُشك في ان ينجح هذا لأنه يزداد التوتر في المنطقة نفسها بين الجماعات السكانية المختلفة. فقد بقي العلويون والاكراد وبعض الدروز وبعض النصارى يؤيدون الاسد حتى الايام الأخيرة، ويوجد كثيرون يريدون ان يجبوا منهم ثمن ذلك. وكي لا تتدهور المنطقة كلها الى فوضى عارمة يجب على الحكام الجدد ان يتحدوا برغم فروق كبيرة جدا في الايديولوجية وان يسيطروا على بقايا الجيش وشظايا المتمردين وان يمنعوا تقسيم الدولة التي أصبحت منقسمة بالفعل وان يكفوا آلاف السوريين الباحثين عن انتقام وان يبدأوا اعادة بناء الأنقاض التي خلفها نظام السفاح بشار الدموي.

ان المؤسسة العلوية رجال النظام وقادة الجيش والشبيحة والمقاتلين ذبحت المتمردين بلا رحمة وذُبح ناسها في المقابل. وهناك من يقولون ان الصراع القاسي بصورة خاصة في شمال غرب سوريا ومحاولة السيطرة على منطقة حمص جزء من خطة النظام لانشاء دولة علوية في تلك المنطقة بعد ان تضيع السيطرة على الدولة كلها. ومن الواضح على كل حال ان التوترات بين الأكثرية السنية والأقلية العلوية سترسم خطا فاصلا بين هاتين الفئتين من السكان وسيظل السيف القاطع مسلولا فوق أعناق العلويين. وفي نفس الوقت حدد الاكراد السوريون لأنفسهم في الشمال حدود منطقة ذات حكم ذاتي برغم أنف الاتراك الذين يخشون مساعدتهم للجبهة السرية وتعاظم المطامح القومية في جنوب شرق الاناضول.

سيكون الاتراك هم المرشحين الطبيعيين للمساعدة على اعادة الاعمار، فقد منحت تركيا اللاجئين ملاذا وأرشدت قيادتهم وسلحتهم وأمدتهم وأيدتهم طوال الطريق. لكن أنقرة غير معنية بأن تدخل المستنقع السوري وتعرض للخطر فيه قوات الجيش واجهزة المساعدة. وستكون طريقتها لعلاج الوضع استعمال ‘القوة اللينة’: وهي محاولة توجيه النظام الجديد بتجنيد اموال كثيرة واستثمارها وبمساعدة على اعمار الدولة والتصدير وانشاء علاقات سياسية جديدة بالولايات المتحدة وبالغرب وربما محاولة الترويج مرة اخرى للنموذج السياسي الاسلامي الديمقراطي فيها. ويأمل الاتراك ان يكون هذا التأليف كافيا لتثبيت الادارة والاقلال من سفك الدماء وكف الفوضى وللوقوف بصورة خاصة في وجه الشريط الكردي ذي الحكم الذاتي الذي ظهر عند حدودهم الجنوبية.

من جهة علاج هذه المشكلة الكردية سيكون تكرار للمحاولة التي تمت مع المنطقة ذات الحكم الذاتي في شمال العراق حيث نجحت تركيا بصورة شبه عجيبة في احتضان الاكراد وتحويلهم من أعداء الى مُحبين. فالاستثمارات الضخمة في البنى التحتية، ومد أنابيب وشراء نفط مع تجاهل مطالب الادارة المركزية في العراق والزيارات المتوالية من رؤساء الادارة الذين يحملون سلالا مليئة بكل خير كل ذلك انشأ حلفا عجيبا بين الاكراد العراقيين والاتراك بموازاة اشتداد الصراع بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني. وكان المقابل الذي طلبه الاتراك من حكام المنطقة الكردية هو عدم اعلان دولة مستقلة. وما بقي الاكراد منتمين صوريا الى العراق فان قدرتهم على الاضرار ضئيلة.

السؤال للأمد البعيد هو هل سينجح الاتراك مرة اخرى في استعمال سياسة القوة اللينة باحتضان الاكراد السوريين والسلطة الجديدة في دمشق هذه المرة، أم يخلص الاكراد مع اتساع الشريط الكردستاني ذي الحكم الذاتي في داخل سوريا الى استنتاج أنهم ما عادت بهم حاجة الى تفضل تركيا وأنهم أقوياء بما يكفي لانشاء الدولة التي كانوا يحلمون بها.

درور زئيفي

يديعوت 11/12/2012

‘جبهة النصرة’ في سورية على اللائحة السوداء الامريكية

عقوبات أمريكية على ‘الجيش الشعبي’ و’الشبيحة’ في سورية

واشنطن ـ ا ف ب: اعلنت السلطات الامريكية الثلاثاء انها وضعت جبهة النصرة، المجموعة الجهادية التي تقاتل في سورية والمتهمة بانها تابعة للقاعدة في العراق على لائحتها السوداء متهمة اياها بالعمل على ‘مصادرة’ النضال المشروع للمعارضين السوريين.

واكدت وزارة الخارجية بعد ادراج الجبهة على لائحة المنظمات الارهابية الاجنبية ان المجموعة تصور نفسها كجزء من المعارضة السورية المشروعة لكنها ‘في الواقع محاولة من القاعدة في العراق لمصادرة نضالات الشعب السوري لاغراضها الخبيثة’.

وتبنت المجموعة مسؤولية عدد من التفجيرات الانتحارية الاخيرة التي اسفرت عن مقتل الكثيرين واعلنت عن سعيها استبدال نظام عائلة الاسد المستمر منذ حوالى اربعة عقود بدولة اسلامية صارمة.

واعلنت وزارة الخزانة الامريكية انها اضافت اسماء قادة في جبهة النصرة وجماعات مسلحة مؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد على لائحتها.

واعلن مساعد وزير الخزانة لشوؤن الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين ان بلاده ‘ستستهدف الميليشيات المؤيدة للاسد وكذلك الارهابيين الذين يتسترون خلف راية المعارضة المشروعة’.

وجبهة النصرة احدى الجماعات المسلحة الاكثر فعالية في القتال لقلب النظام السوري ما اثار المخاوف في الغرب من تزايد نفوذ المتشددين الاسلاميين في الازمة المستمرة منذ 21 شهرا.

وربطت الخارجية الامريكية المجموعة بالقاعدة في العراق التي نفذت تفجيرات متواترة استهدفت المدنيين الشيعة وغالبا من هاجمت القوات الامريكية قبل انسحابها في العام الفائت.

واشارت الخزانة الامريكية خصوصا الى ادراج اسمي قائدين كبيرين في الجبهة هما ميسر علي موسى عبد الله الجبوري وانس حسن خطاب على لائحتها السوداء ما يؤدي الى تجميد الحسابات التي قد يكون يملكها هذا الرجلان في الولايات المتحدة ويعرض الرعايا الامريكيين الذين يتعاملون معهما لملاحقات قضائية.

كمت اعلنت وزارة الخزانة ايضا انها ادرجت على لائحتها السوداء ايضا مجموعتين مسلحتين مؤيدتين للنظام هما ‘اللجان الشعبية’ و’الشبيحة’ وقائدين لهؤلاء.

وقالت الخزانة ان ‘هذه الميليشيات لعبت دورا اساسيا في حملة نظام الاسد للترهيب والعنف على مواطني سورية’.

وتابعت ان ‘اللجان الشعبية (…) انشئت وما زالت بدعم من ايران وحزب الله على نمط ميليشيا الباسيج الايرانية التي اثبتت فاعليتها في ممارسة العنف والتخويف لقمع المعارضة السياسية في ايران’.

المخابرات الامريكية لم ترصد خطوات جديدة في سورية خاصة بالاسلحة الكيماوية

فرنسا لا تنوي التدخل في سورية

الكويت ـ باريس ـ رويترز ـ ا ف ب: قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا الثلاثاء إن أجهزة المخابرات الامريكية لم ترصد خلال الايام القليلة الماضية أي خطوات جديدة من جانب الحكومة السورية تشير الى انها تستعد لاستخدام الاسلحة الكيماوية ضد قوات المعارضة.

ووجهت عدة دول غربية الاسبوع الماضي تحذيرات متزامنة للرئيس السوري بشار الاسد بعدم استخدام الاسلحة الكيماوية واستند عدد منها الى معلومات مخابرات امريكية تفيد بان حكومته ربما كانت تستعد لاستخدام الغاز السام.

ورفضت سورية هذه التحذيرات وقالت انها ذريعة للتدخل الخارجي.

وقال بانيتا للصحافيين قبل وصوله الى الكويت في زيارة ‘لم يطرأ أي تطور تقريبا في الوقت الراهن على معلومات المخابرات. لم نر شيئا جديدا يشير الى أي خطوات نشطة للتحرك قدما في هذا الطريق’.

وتحدث بانيتا عن مخاوفه بصراحة الاسبوع الماضي من ان حكومة الاسد تفكر في استخدام الاسلحة الكيماوية لمواجهة الضغط المتواصل لمقاتلي المعارضة خاصة صوب دمشق.

وفي تصريحاته امس قال وزير الدفاع الامريكي انه لا يزال قلقا بهذا الشأن.

وقال بانيتا ‘أميل الى تصور ان الرسالة وصلته (للاسد). لقد جعلناها واضحة تماما كما فعل آخرون’.

واستطرد ‘لكن من الواضح للغاية ان المعارضة مستمرة في تحقيق مكاسب في سورية وخوفنا هو انها (الحكومة) اذا شعرت بان النظام مهدد بالانهيار فقد تلجأ الى هذه الاسلحة’.

وحذر الرئيس الامريكي باراك اوباما من العواقب اذا استخدم الاسد هذه الاسلحة. وقال بانيتا ان الولايات المتحدة تراقب الموقف عن كثب.

وصرح وزير الدفاع الامريكي بأن زيارته للكويت هي في الاساس لتفقد أكثر من 13500 جندي امريكي متمركزين هناك قبل عطلة عيد الميلاد. كما يعتزم ان يلتقي بقادة البلاد.

الى ذلك صرح وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الثلاثاء ان فرنسا ‘لا تنوي التدخل في سورية’ ورفض في الوقت نفسه تأكيد وجود حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول في المنطقة.

وقال لودريان للمجموعة الاعلامية اذاعة مونتي كارلو-بي اف تي في ان هذه السفينة ‘قيد الخدمة’. واضاف ‘من الافضل ان نلزم الحذر بشأن المخاطر التي يمكن ان تحدث’.

واكد ان الاسلحة الكيميائية السورية ‘لا تستخدم اليوم’.

واضاف الوزير الفرنسي ان ‘هذه الاسلحة مخزنة ونعرف المكان الذي تم تخزينها فيه. الغربيون، فرنسا والولايات المتحدة، يعرفون اين هي مخزنة وهي لا تستخدم اليوم’، موضحا انها ‘محمية حاليا من قبل قوات بشار الاسد’.

وردا على سؤال عن امكانية تدخل وقائي للغربيين في سورية، قال لودريان ان ‘هذه المسألة ليست مطروحة اليوم، استخدام الاسلحة الكيميائية لم يتم اثباته’.

واضاف ‘اذا استخدم بشار الاسد الاسلحة الكيميائية، يكون قد تم تجاوز الخط الاحمر وعندها سنتخذ الاجراءات التي نتفق عليها مع حلفائنا’، بدون ان يضيف اي تفاصيل.

تقرير: روسيا ترفض ضغوطا أمريكية للسعي إلى إخراج الأسد من السلطة

موسكو ـ رويترز: قالت صحيفة كومرسانت الروسية الثلاثاء إن روسيا تقاوم ضغوط الولايات المتحدة كي تقنع الرئيس السوري بشار الأسد بالاستقالة وتهدد دمشق بعقوبات على أمل إنهاء الصراع الدائر بسورية.

ويزيد هذا التقرير الذي استندت فيه الصحيفة إلى مصدر لم تذكر اسمه من المؤشرات على أن روسيا ليست مستعدة للضغط من أجل إخراج الأسد من السلطة رغم جهودها كي تنأى بنفسها عن حليفها القديم والمشتري الرئيسي لسلاحها.

وقال التقرير ‘روسيا لا تعتزم إقناع الزعيم السوري بترك منصبه طواعية’ مما يعزز المؤشرات على أن الفجوة ما زالت قائمة بعد اجتماعين عقدهما مؤخرا مسؤولون أمريكيون وروس مع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي.

ويسعى الإبراهيمي للتوصل إلى حل يستند إلى إعلان جنيف الذي صدر في 30 حزيران (يونيو) والذي دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية لإنهاء الصراع القائم منذ 20 شهرا.

وتعثر الاقتراح في ذلك الوقت بسبب قضية مصير الأسد وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الإعلان يوضح ضرورة تنحيه في حين نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ذلك.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولون روس آخرون مرارا إن موسكو لا تحاول تعزيز وضع الأسد لكن لا ينبغي أن تطيح به قوى خارجية استنادا إلى مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول ذات السيادة.

وأشارت صحيفة ‘كومرسانت’ إلى سبب يتسم بقدر أكبر من العملية لمقاومة روسيا للضغوط الأمريكية وهو أن ‘موسكو مقتنعة بأن الأسد لن يخرج طواعية’ وهي تصريحات سبق وأن كررها مسؤولون روس.

وقال التقرير إن كلينتون ناشدت روسيا في هذا الصدد خلال اجتماعات عقدتها مع لافروف في دبلن يوم الخميس حيث أجرتا محادثات مع الإبراهيمي وكذلك خلال اجتماعات في كمبوديا الشهر الماضي.

وذكر التقرير أن كلينتون أبلغت لافروف أن حكومة الأسد ستسقط إن عاجلا أم آجلا وأنه إذا لم تكن هناك حكومة انتقالية فمن المرجح أن تسقط سورية في الفوضى والعنف والاقتتال الطائفي.

كما قالت كومرسانت إن كلينتون أبدت قلقها من احتمال استخدام حكومة الأسد أسلحة كيماوية ضد مقاتلي المعارضة الذين يحاربونه أو احتمال إقدام حلفائه على هذا بعد سقوط الحكومة.

وتابعت أن روسيا تشارك الولايات المتحدة مخاوفها بشأن احتمال وقوع المزيد من العنف وبشأن استخدام الترسانة الكيماوية السورية لكنها تعتقد أن خطر سقوط هذه الأسلحة في أيدي متشددين يتجاوز خطر استخدام الحكومة لها.

وأضافت أن كلينتون حثت لافروف على التفكير في تهديد حكومة الأسد بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية مدعومة من الأمم المتحدة ما لم يوقف كل أشكال العمل العسكري لكن مساعيها لم تكلل بالنجاح.

وتقاوم روسيا والصين مساعي فرض عقوبات على سورية واستخدمتا حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات ضد قرارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بهدف عزل الأسد بسبب العنف الذي أسفر حتى الآن عن سقوط 40 ألف قتيل على الأقل.

ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في وزارة الخارجية الروسية أو مسؤولين أمريكيين في موسكو للتعقيب على تقرير صحيفة كومرسانت.

روسيا تنتقد اعتراف الأميركيين بالائتلاف السوري

انتقدت روسيا، اليوم، اعتراف الولايات المتحدة بالائتلاف الوطني السوري المعارض بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري، وقالت إن هذا يتعارض مع جهود السعي إلى تحقيق الانتقال السياسي في البلاد.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه دهش من اعتراف واشنطن بالائتلاف، الذي يشير إلى أن الولايات المتحدة تراهن على «الانتصار المسلح» للائتلاف على حكومة الرئيس بشار الأسد، مضيفاً أن «هذا يتعارض مع الاتفاقات التي يحددها بيان جنيف، الذي يقترح بدء حوار سوري شامل بين الممثلين الذين تحددهم الحكومة من جهة، والمعارضة من جهة أخرى».

وقال لافروف «خلال مشاورات جرت منذ ثلاثة أيام في جنيف اعتقدنا أن الأميركيين فهموا ضرورة توفير الظروف لإجراء حوار سوري شامل يضم أعضاءً من الحكومة أيضا»، مضيفاً “بالنسبة إلينا هذا تطور غير مقبول وسنسعى إلى استيضاح ماذا يدور في أذهان المسؤولين في الولايات المتحدة».

ويسعى المبعوث الدولي للسلام الأخضر الابراهيمي إلى التوصل إلى حل بناءً على إعلان جنيف، الذي صدر في 30 يونيو/حزيران، والذي دعا إلى تأليف حكومة انتقالية لإنهاء الاحداث التي اندلعت منذ 20 شهراً ضد حكم الأسد.

وخلال التصريحات التي أدلى بها بعد أيام من اجتماعات بين روسيا والولايات المتحدة والابراهيمي أشار لافروف إلى أن هذا سيقوض الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الصراع في سوريا، الذي أدّى إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص.

ميدانياً، وقعت عمليتا تفجير، اليوم، في دمشق وريفها، الأولى تمثلت في انفجار عبوتين ناسفتين ملصقتين بسيارتين في وسط دمشق، والأخرى في تفجير عبوتين مزروعتين على الطريق في مدينة جرمانا جنوب شرق العاصمة.

وقتل شخص وأصيب خمسة آخرين في جرمانا، كما أصيب شخص بجروح في شارع النصر خلف القصر العدلي في دمشق.

وذكرت وكالة «سانا» السورية الرسمية أن «إرهابيين فجروا صباح اليوم عبوتين ناسفتين زرعوهما في منتصف الطريق عند مدخل حي القريات في مدينة جرمانا بريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة خمسة آخرين بجروح».

من جهته، أعلن عضو مجلس محافظة ريف دمشق إياد بركات أن الانفجارين وقعا بفارق 15 دقيقة.

كذلك، نقلت الوكالة أن «إرهابيين فجروا عبوتين ناسفتين ألصقوهما بسيارتين خلف مبنى القصر العدلي في منطقة القنوات بدمشق، ما أدى إلى إصابة شخص بجروح ووقوع أضرار مادية في المكان».

ونقلت عن مصدر في قيادة شرطة دمشق أن السيارتين كانتا مركونتين في المكان.

(رويترز، سانا، أ ف ب)

“أصدقاء الشعب السوري” تعترف بالائتلاف الوطني المعارض

ينطلق اليوم الأربعاء الاجتماع الدولي الرابع لمجموعة “أصدقاء الشعب السوري” الذي سيقرر زيادة المساعدة لائتلاف المعارضة السورية، بعد أن توحدت أغلب فصائله. وينتظر أن يحظى الائتلاف المعارض باعتراف دولي واسع.

بيروت: أعلنت مجموعة أصدقاء الشعب السوري المعارضة لنظام بشار الأسد، خلال لقائها المنعقد في مدينة مراكش المغربية الاربعاء، انها تعترف بائتلاف المعارضة السوري “ممثلا شرعيا” للشعب السوري. وجاء في البيان الذي من المقرر ان يصادق عليه خلال لقاء مراكش “اعترف المشاركون بالائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري وكمظلة تنظيمية تأتلف تحتها اطياف المعارضة السورية”.

وينتظر أن يحظى الائتلاف المعارض، باعتراف دولي واسع في مدينة مراكش المغربية. ويتوقع أن يناقش المؤتمر كذلك إجراءات جديدة لدعم الائتلاف، وبحث العملية الانتقالية في سوريا، ودراسة سبل مساعدة الشعب السوري.

وأكد المغرب في وقت سابق أن الاجتماع سيكون فرصة للاعتراف الدولي بالائتلاف، وبحث البعد الإنساني للأزمة السورية، حيث يراهن المغرب على حشد دعم دولي واسع للائتلاف في اجتماع مراكش.

الاعتراف بالائتلاف السوري المعارض

ويرتقب أن تتوسع قائمة الدول المعترفة بالائتلاف كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري بمناسبة انعقاد هذا الاجتماع. وتوالت الاعترافات حتى قبل حلول موعد الاجتماع، خاصة من قبل الاتحاد الأوروبي، وسط توقعات بإعلان الولايات المتحدة الأميركية رسميًّا اعترافها بالائتلاف، اليوم الأربعاء، من مدينة مراكش.

وعشية الاجتماع الدولي لمجموعة “أصدقاء الشعب السوري” أعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما بان الولايات المتحدة تعترف بالائتلاف الوطني السوري المعارض “ممثلا شرعيا” للسوريين.

وقال دبلوماسي اميركي إن “الولايات المتحدة وآخرين من اصدقاء الشعب السوري يعترفون منذ فترة طويلة بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه ضد وحشية نظام الاسد. لكن الاعتراف بهذا الحق للدفاع عن النفس لا يبرر التطرف”.

وأعلن الاتحاد الأوروبي، الإثنين، رسميًّا اعترافه بالائتلاف “ممثلا شرعيا” للشعب السوري في ختام زيارة رسمية قام بها أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف، للعاصمة البلجيكية بروكسل. وألغت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون رحلتها التي كانت مقررة الى المغرب بسبب اصابتها بـ”فيروس في معدتها”، حسب ما اعلن كبير مستشاريها في وزارة الخارجية مساء الاثنين.

وقال مستشارها والمتحدث باسمها فيليب راينس في رسالة الكترونية ان وزيرة الخارجية لن تتوجه كما كان مقررا الاربعاء الى مراكش للمشاركة في الاجتماع الدولي لـ”اصدقاء الشعب السوري” ولا الى تونس في اليوم التالي ولا الى ابو ظبي الجمعة. ويمثل الولايات المتحدة الأميركية في الاجتماع وليم بيرنز، مساعد كاتبة الدولة في الخارجية الأميركية.

المشاركون

وتضم مجموعة اصدقاء الشعب السوري أكثر من مئة دولة عربية وغربية ومنظمات دولية وكذلك ممثلين عن المعارضة السورية. وسيكون اجتماع مراكش الرابع على المستوى الوزاري، والاول منذ اجتماع باريس في تموز (يوليو).

وأكد سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، في تصريحات سابقة لوكالة الأناضول للأنباء، أن بلاده وجّهت الدعوة لـ”أكثر من مائة وفد من مختلف دول العالم للمشاركة في الاجتماع”.

وأفاد العثماني بأن “نصفهم تقريبا ممثلون على مستوى وزراء الخارجية”، وكشف عن تعبير الوفود المشاركة عن “حرصها على الإسهام في هذا الجهد الدولي لوقف ما يتعرض له الشعب السوري من قتل”. وإلى جانب الوفود الحكومية، سيشارك في اجتماع مراكش أعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وممثلو عدد من المنظمات الدولية والإقليمية وناشطين مدنيين من دول عديدة.

أول اجتماع بعد تأسيس الائتلاف الوطني

ويعد اجتماع مراكش الأول من نوعه الذي يعقده “أصدقاء سوريا” بعد الإعلان عن تأسيس الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية وانتخاب الخطيب رئيسًا له.

ويتوقع أن يخصص الاجتماع جزءًا عامًا من أشغاله لبحث الجانب الإنساني للأزمة السورية. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي للأناضول في وقت سابق إن الاجتماع سيركز كذلك على “البعد الإنساني للأزمة، من خلال المساعدة الدولية للاجئين في دول الجوار السورى وتقديم الدعم للمفوضية العليا للاجئين، من أجل تقديم المساعدات للنازحين، ومواجهة المأساة الإنسانية المستمرة إلى حدود الساعة”.

ويعتبر هذا الاجتماع الرابع من نوعه للمجموعة بعد عقده في كل من تونس العاصمة وإسطنبول التركية وباريس الفرنسية، علما بأن آخر اجتماع لـ”أصدقاء سوريا” عقد في تموز (يوليو) الماضي في باريس. وكان من المقرر عقد هذا الاجتماع بمدينة مراكش المغربية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي قبل أن يرجأ إلى أجل غير مسمى ويعلن في وقت لاحق عن عقده بتاريخ 12 كانون الأول (ديسمبر) الجاري بالمدينة نفسها.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779479.html

روايات مضادة يسردها المدافعون عن الأسد في الفضاء الإلكتروني

أشرف أبو جلالة

يسعى نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى أي وسيلة ممكنة لإرباك شعبه، حيث يستأجر مجموعة من الأشخاص يتولون مهمة الدفاع عنه على شبكة الانترنت مقابل الأموال.

في وقت بدأ يتضح فيه أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد فقد كل الحلفاء باستثناء ربما إيران وروسيا، وبالتزامن مع دخول الثورة المناهضة لحكمه شهرها الـ 20، فإنه يستأجر مقابل أموال مجموعة من الأشخاص الذين يتولون مهمة الدفاع عنه على شبكة الإنترنت، من خلال إطلاقهم حملات تحذيرية من قرب شن حلف الناتو لحملة عسكرية للسيطرة على الأوضاع في سوريا، ومن إرسال السي آي إيه أسلحة في الخفاء للجماعات الإرهابية، وبالطبع من أن جميع أعداء الأسد يهود.

هذا ويمارس هؤلاء الأشخاص مهمة الدفاع عن نظام الأسد من خلال عدة مواقع من بينها تويتر ويوتيوب وانستغرام وغيرها من المواقع المنتشرة على الشبكة العنكبوتية.

سبل آل الأسد الدعائية

ومعروف أن عائلة الأسد تحظى بتواجد قوي على صعيد الدعاية الإعلامية منذ سنوات، والكل يتذكر الملف الذي سبق أن خصصته مجلة فوغ الشهيرة لزوجة بشار، أسماء الأسد، وهو الملف الذي أثنى على “أسرة الأسد الديمقراطية إلى حد بعيد” في الوقت الذي كانت قد بدأت فيه للتو حملتها الدموية ضد المتظاهرين المطالبين برحيله.

وهؤلاء المدافعين عن الأسد في الفضاء الإلكتروني ما هم إلا امتداد لتلك السبل الدعائية، حيث يعرفون ما هو مطلوب منهم من دون الحاجة لتلقي تعليمات من دمشق. فهم يتنازعون على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعج من ناحية أخرى بقصص تسرد جرائم الحرب التي يرتكبها بشار وتغمر المنطقة.

روايات مضادة

وبدا من الواضح أن هؤلاء المدافعين منتشرين في كل المواقع، وإن كان وجودهم يبدو واضحاً بكثافة على موقع تويتر، وهم إذ يروجون هناك لروايات منها أن الجيش السوري الحر “أو القاعدة” يجهز بدلاً تحضيراً لحرب الأسلحة الكيميائية. كما يروجون لمقاطع على يوتيوب تظهر تعذيب الثوار لمواطنين بمواد حارقة للجلد.

هذا وكأن المتحدث باسم الأسد لم يسبق له أن قال في شهر تموز (يوليو) الماضي إن الأسلحة الكيميائية تخضع للإشراف المباشر من جانب القوات المسلحة السورية وأنه لن يتم استخدامها على الإطلاق إلا في حالة تعرضت سوريا إلى اعتداء خارجي.

وهناك كذلك المدونة السورية الإنكليزية وصفحة فايسبوك والحساب المفتوح على موقع غوغل بلس، حيث يتم هناك على الدوام وصف الثوار السوريين بـ “الإرهابيين” والتأكيد على أن الأسد لن يستخدم الأسلحة الكيميائية مهما كانت الظروف. هذا إلى جانب المقاطع التي تبث على يوتيوب والتي تبين أن الأسد ما هو إلا ضحية مؤامرة غربية دموية الفكر.

تنافس

هذا وتبدو الثورة السورية الآن انتقائية، وتضم بعض العناصر المتطرفة، بما في ذلك الإرهابيين المرتبطين بالقاعدة.

وبينما يبدو أكيداً أن الثوار السوريين يستخدمون كذلك تويتر وفايسبوك ويوتيوب للقيام بكل شيء بدءً من الدعاية وانتهاءً بالتدريب على الأسلحة، فليس من المفاجئ ربما أن يلجأ المدافعون عن الأسد إلى التنافس في ذلك الفضاء الإلكتروني.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779508.html

الانتخابات المقبلة في لبنان قد تحرِّكها البوصلة السورية

ريما زهار

في حين تؤكد المعارضة اللبنانية على ضرورة عدم تأثر الانتخابات النيابية المقبلة بأحداث سوريا، ترى الموالاة ان لتلك الاحداث تأثيرًا مباشرًا على الموضوع، فهل تشكّل أحداث سوريا بوصلة الانتخابات المقبلة؟.

بيروت: يؤكد النائب عاطف مجدلاني ( المستقبل ) في حديثه ل”إيلاف” ان الربط بين الانتخابات النيابية والاحداث السورية يبقى صحيحًا الى حد ما بالنسبة لقوى 8 آذار/مارس، لانه من الواضح ان هذا الفريق يرفض الانتخابات، ولمَّح الى هذا الامر رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون منذ فترة، حين قال اذا كانت الاوضاع في عكار وطرابلس على ما هي عليه، فلن تحصل الانتخابات.

ويضيف مجدلاني:” من الواضح ان قوى 8 آذار/مارس خائفة من الاستحقاق النيابي، وتشعر بتراجع شعبيتها”. “وفي حال تطورت الاحداث في سوريا يمكن ان تجري الانتخابات، ولا يجب على تلك الاحداث ان تؤثر على إجراء الانتخابات، ومن الضروري عدم زج البلد باحداث سوريا، لان ذلك يصدِّر الحراك السوري إلى لبنان، من هنا لا احد يعرف ما هي النتائج المترتبة، من هنا كقوى 14 آذار/مارس، من حين انطلاق الحراك في سوريا، نحث الحكومة بنشر الجيش اللبناني على الحدود”.

الى ذلك يرى النائب مروان فارس ( الحزب السوري القومي الاجتماعي) في حديثه ل”إيلاف” ان الاوضاع اللبنانية السورية وثيقة بين دولتين جارتين، ودائمًا الاوضاع في سوريا تؤثر على لبنان، خصوصًا ان سوريا طريق الترانزيت الوحيدة الى لبنان، والاقتصاد اللبناني تأثر كثيرًا بالاوضاع السورية، وعلى الصعيد السياسي، العلاقات بين القوى السياسية في لبنان وبين قوى النظام تبقى وثيقة تاريخيًا، ولها تأثيرها على الاوضاع الداخلية.

وفي حال تطورت الاحداث في سوريا يرى فارس هناك تحليلات كثيرة ولكن طالما هناك خلاف على قانون الانتخاب فان هذا عامل اضافي لتأخير الانتخابات.

اما المشروع الاقرب لنا، يضيف فارس، فهو مشروع الحكومة الذي يضم 15 دائرة مع التمثيل النسبي، ويكون الحل، ونحن مع الدائرة الواحدة في لبنان والتمثيل النسبي.

واقع الشمال والانتخابات

عن واقع الشمال المتاخم للحدود السورية، في حال تأزم الوضع السوري هل بالامكان امنيًا ان تجري الانتخابات النيابية في لبنان؟ يجيب مجدلاني:” بالتأكيد يمكن ان تجري، ولا ارى اي عائق كقوى 14 آذار يمنع الانتخابات، إلا قوى الاغتيال، التي هي مع الاسف موجودة ولا تزال تعمل، وتابعة للنظام السوري في لبنان.

واليوم، يضيف مجدلاني هناك العديد من النواب التابعين لقوى 14 آذار/مارس المهددين بالاغتيال، مع محاولتين سابقتين لرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، والنائب بطرس حرب. وهكذا ممارسات تشكل خطرًا على الانتخابات.

اما بالنسبة لفارس فان واقع الشمال المتاخم للحدود السورية قد تظهر بعض المشاكل لكن تبقى محصورة، فيمكن ان تجري في بيروت والجنوب والبقاع ايضًا، ربما تظهر عقدة في طرابلس وعكار، اما بشكل عام على الحكومة ان تحزم امرها باتجاه اجراء انتخابات بمواعيدها.

كيف يؤثِّر عدم التوافق على قانون انتخابات على تأخيرها؟ يجيب مجدلاني:” نطالب بقانون الدوائر الصغرى الذي يحسِّن صحة التمثيل ويحافظ على العيش المشترك، الفريق الآخر يرفضه. كما نؤيد قانون جديد يحسِّن صحة التمثيل، وسنرى مدى تفاعل الفريق الآخر مع الموضوع.

عن احتمال ظهور تحالفات غير متوقعة وفقًا للاحداث السورية؟ يرى مجدلاني ان عملية التغيير مستبعدة، ولكن سيظهر فريق تابع للنظام السوري سيكون بموقف أضعف انما لا اعتقد ان التحالفات قد تتغير جذريًا.

اما فارس فيرى ان تحالفات جديدة ستتم بين الوسطيّين والنائب وليد جنبلاط، سيشكل الامر حالة وسطية على الساحة اللبنانية، ولكن كل ذلك متصل بالقانون الذي سيتفق عليه، ولا تزال بعض الامور غير واضحة في هذا الخصوص.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779476.html

واشنطن تضع «جبهة النصرة» على قائمة الإرهاب بعد قيامها بـ600 هجوم في سوريا

الادارة الأميركية تعتبرها واجهة لـ«القاعدة في العراق».. وتؤكد: لا مكان للمتطرفين في مستقبل سوريا

واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»

ضمن مساعيها لعزل العناصر المتطرفة في صفوف المعارضة السورية، أعلنت الولايات المتحدة أمس إدراج جبهة النصرة السورية الإسلامية المتشددة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية لارتباطها بتنظيم القاعدة، معتبرة أنها «واجهة للقاعدة في العراق». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية وضع جبهة النصرة على اللائحة السوداء للمنظمات التي تعتبرها واشنطن إرهابية وتمنع التعامل معها. وبعد هذا الإعلان بدقائق، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على قادة الجبهة، كما فرضت عقوبات على اثنين من قادة الميليشيات المسلحة الموالية للنظام السوري «الشبيحة». وقال مسؤول أميركي مطلع على الملف السوري أمس: «لا مكان للمتطرفين في مستقبل سوريا، وعلينا أن نعزلهم». ولكن حرص المسؤول الذي تكلم مع عدد من الصحافيين في دائرة اتصال هاتفي على التأكيد بأن «النظام السوري هو المسؤول عن العنف في سوريا بعد أن عامل المظاهرات السلمية بوحشية.. وقراراتنا لا تعني أننا غيرنا رأينا تجاه نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد». وأضاف: «لقد قلنا منذ زمن بأن للسوريين حق الدفاع عن النفس، ولكن ذلك ليس عذرا للتطرف».

وتستهدف عقوبات وزارة الخزانة اثنين من قادة جبهة النصرة وهم موسى ميسر علي عبد الله الجبوري، وأنس حسن الخطاب، وتجميد أي أصول لهما في الولايات المتحدة، كما استهدفت اثنين من قادة الشبيحة وهم أيمن جابر ومحمد جابر. وقال بيان وزارة الخزانة إن الشبيحة يعملون بوصفهم ذراع الحكومة السورية وأجهزتها الأمنية ويعملون جنبا إلى جنب مع أجهزة المخابرات. وهناك وعي أميركي بأن تجميد الأصول الخاصة بالجماعات المتطرفة لا يترجم إلى تأثير كبير على عملها ولكن الهدف هو التوعية الأوسع وإعلان موقف سياسي تجاه طرف معين. وأوضح المسؤول الأميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه: «هذه الإجراءات نتيجة لقلقنا المتصاعد من العنف في سوريا.. هناك تداعيات عملية للقرارات مثل جعل عبورها حدود دول أخرى أمرا أصعب». ولكن في الوقت نفسه قال مسؤول آخر إن الهدف أيضا «ضمن الإعداد لوقت الانتقال السياسي الذي يقترب وللتأكيد على أن لا يمكن لجبهة النصرة أن تكون جزءا منه».

واتهمت الولايات المتحدة أمس الشبيحة بالتواطؤ في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا وقمع المتظاهرين وقتل المدنيين السوريين الذين اعتقلوا بطريقة تعسفية، كما اتهم بيان وزارة الخزانة الأميركية إيران بتمويل وتدريب وتسليح تلك الميليشيات.

وقال بيان صادر عن الخارجية الأميركية إن جبهة النصرة السورية قامت خلال عام 2011 بما يقرب من 600 هجمة تتراوح بين هجمات انتحارية، وتفجيرات في المدن السورية الرئيسية بما في ذلك دمشق وحلب وحماه ودرعا وحمص وإدلب ودير الزور، التي أدت إلى قتل عدد كبير من السوريين الأبرياء.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في بيان أمس «إن هناك ما يكفي من المعلومات القائمة على الحقائق لاعتبار أن تنظيم القاعدة في العراق يستخدم أسماء مستعارة، وأن جبهة النصرة هي اسم مستعار لتنظيم القاعدة في العراق، وقد سعت جبهة النصرة إلى تصوير نفسها على أنها جزء من المعارضة السورية المشروعة، بينما هي في الواقع محاولة من تنظيم القاعدة لخطف نضال الشعب السوري لأغراض خبيثة» وأوضحت أن أمير تنظيم القاعدة في العراق «أبو دعاء» يسيطر على كل من تنظيم القاعدة وجبهة النصرة ويقوم بتوجيه أمير جبهة النصرة أبو محمد الجولاني وإعطاء الأوامر للقيام بالعمليات في سوريا.

وأوضح بيان الخارجية الأميركية أن جبهة النصرة لها رؤية عنيقة وطائفية تختلف مع تطلعات الشعب السوري، والغالبية الكبيرة من المعارضة السورية التي تسعى لإقامة سوريا حرة ديمقراطية، وإقامة حكومة تحترم الوحدة الوطنية وكرامة وحقوق الإنسان المتساوية بموجب القانون بغض النظر عن الدين أو العرق أو النوع.

وأكد البيان أن التطرف والفكر الإرهابي لا مكان له في سوريا ما بعد الأسد، وطالب السوريين بالتحدث علنا ضد تنظيم القاعدة والعناصر المتطرفة الآخرين. وانتقد البيان نظام الأسد باختياره استخدام القوة ضد شعبه وخلق ظروف تجتذب المتطرفين من تنظيم القاعدة الذين يسعون إلى استغلال الحرب الأهلية لأغراضهم الخاصة.

ويأتي إقدام واشنطن على تلك الخطوة قبل يوم من اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا المقرر عقده اليوم في مدينة مراكش بالمغرب. وبالطبع فإن ممثلي جبهة النصرة غير مدعوين للمشاركة في الاجتماع ومن المتوقع أن تدفع وفود أميركية وأوروبية الدول المشاركة على قطع أي دعم لجبهة النصرة.

وبموجب القرار الأميركي فإنه يمكن للسلطات أن تجمد أي أرصدة تخص جبهة النصرة وأعضاءها كما يحظر على الأميركيين تقديم أي دعم مالي لها.

وتدعو جبهة النصرة إلى إقامة دولة إسلامية متشددة في سوريا. وهي تنظيم جهادي لا يعرف الكثير عنه لأن عناصره يرفضون التحدث إلى الصحافة أو إلى السكان في سوريا. ولم تكن الجبهة معروفة قبل اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا في مارس (آذار) 2011 واتهمت في فترة ما بأنها من صنع الاستخبارات السورية. وتبنت الجبهة معظم العمليات الانتحارية التي شهدها هذا البلد ولا سيما في حلب ودمشق ودير الزور.

وقال مسؤولون أميركيون إن الهدف من تلك الخطوة هو عزل الجماعات المتطرفة في سوريا، وإعطاء دفعة للجماعات السياسية المعارضة وتحالف المعارضة السورية. ويقدر مسؤولون أميركيون أن أعضاء جبهة النصرة السورية يمثلون ما يقرب من 9% من قوات المعارضة في سوريا.

قراءات فرنسية متأرجحة حول الأسلحة الكيماوية السورية والرد عليها

وزير الدفاع الفرنسي: الضربة الوقائية غير مطروحة

باريس: ميشال أبو نجم

تبدو القراءة الفرنسية لموضوع الأسلحة الكيماوية السورية وإمكانية لجوء النظام إلى استخدامها متأرجحة بين الدوائر المعنية من عسكرية إلى دبلوماسية، كما تتأرجح الردود الممكنة عليها. وحتى الآن، كان الموقف الفرنسي الثابت يقوم على التهديد بـ«رد فوري وصاعق» في حال عمد النظام إلى استخدامها ضد الشعب السوري. ولكن السؤال الحقيقي المطروح في الدوائر الفرنسية هو التالي: هل يتعين القيام بضربة «وقائية» عسكرية تستهدف حماية المواقع الكيميائية السورية التي قال عنها وزير الخارجية لوران فابيوس أول من أمس إنها تبلغ 31 موقعا ثم إخراج المواد السامة من مخازنها.

أول من أمس، رفض الوزير فابيوس الخوض علنا في مناقشة الموضوع. لكن نظيره جان إيف لو دريان، وزير الدفاع بدا أمس أكثر تحفظا. ففي حديث صحافي نقلته القناة التلفزيونية الإخبارية «بي أف إم تي في»، أكد لو دريان أن موضوع الضربة الوقائية «غير مطروح في الوقت الحاضر» مضيفا أنه لا دلائل على استخدام السلاح النووي، وهو أمر لم يدع أي طرف حصوله، بما في ذلك الجانب الأميركي الذي كان الطرف الدولي الوحيد الذي أشار إلى قيام السوريين بـ«مزج» الغازات السامة أو تحضير قنابل محشوة بغاز «الساران» أو «في أكس» يمكن إطلاقها من الطائرات الحربية. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي أن الدول الغربية – مسميا منها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا – تعرف أمكنة تخزين الأسلحة الكيماوية السورية التي قدرها الوزير فابيوس بألف طن. وبحسب لو دريان، ما زالت هذه الأسلحة «تحت حماية قوات بشار الأسد». أما في حال عمد النظام السوري استخدام السلاح الكيماوي، يضيف الوزير لو دريان: «هناك خط أحمر يكون قد تم اجتيازه وبالتالي سنتخذ التدابير اللازمة بالتشارك مع حلفائنا».

لكن باريس ورغم تنبيهها من مخاطر اللجوء إلى الأسلحة الكيماوية لم تقل أبدا وبشكل قاطع إن لديها معلومات من مصادرها تثبت وجود رغبة لدى النظام السوري للسير في هذه الطريق الخطرة. غير أنها، وبشكل عام، تتخوف هي وكثير من العواصم الغربية من أمرين: الأول، أن يلجأ النظام السوري، في حال زادت الضغوط العسكرية عليه إلى استخدام السلاح الكيماوي على غرار ما فعله النظام العراقي ضد الأكراد أو ضد القوات الإيرانية على جبهات الحرب مع طهران. والثاني، أن تقع كميات من المواد السامة المصنعة للسلاح النووي في أيدي مجموعات جهادية أصولية إسلامية أو إلى حزب الله اللبناني تتحول في أيديها إلى أدوات تهديد خطيرة ضد الغربيين أو ضد إسرائيل. ويتبين من الخطة العسكرية التي جاء ذكرها في معلومات استخبارية نشرتها الصحف والمجلات الغربية في الأيام الأخيرة، أن الهدف هو وضع اليد على المخزونات الكيماوية وإخراجها من سوريا. لكن عملا كهذا يستدعي عمليات عسكرية واسعة. وبحسب التقارير الصحافية، فإن عملية عسكرية قيد التحضير وتستعد للقيام بها وحدات خاصة أميركية، بريطانية وفرنسية وهي تستدعي ضربات جوية لتعطيل الدفاعات السورية والسيطرة على المواقع النووية والعمل على إخراجها.

غير أن وزير الدفاع الفرنسي نفى أمس رغبة بلاده في التدخل العسكري في سوريا بقوله إنه «لا نية لفرنسا» في ذلك. بيد أنه في الوقت عينه تحاشى تأكيد أو نفي وجود حاملة الطائرات الفرنسية النووية «شارل ديغول» في المنطقة مكتفيا بالقول إنه «يقوم بتمارين» اعتيادية. وبرر لودريان هذه الأمر بقوله إنه «من المرغوب فيه أن نتوخى الحذر، نظرا للمخاطر التي يمكن أن تطرأ والمتأتية عن الأزمة السورية».

انفجاران في دمشق وقصف ومداهمات واعتقالات في الأحياء الجنوبية

الجيش الحر يعلن بدء معركة إدلب

بيروت: كارولين عاكوم

بينما لم يتوقف القصف على معظم المناطق السورية مع استمرار الاشتباكات المتنقلة، تواصلت المعارك بين الجيش النظامي والثوار الذين يحاصرون مدرسة المشاة في حلب، وبث الثوار صورا تظهر استهدافهم مواقع جيش النظام بالدبابات والهاون وراجمات الصواريخ.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات العنيفة استمرت بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط مدرسة المشاة بريف حلب على وقع أصوات انفجارات وأنباء عن سيطرة مقاتلين على أجزاء من المدرسة، بينما تعرضت بلدات حيان وبيانون ورتيان بريف حلب للقصف من قبل القوات النظامية. وذكرت مصادر الثوار أنهم دمروا 3 آليات عسكرية ومبنيين كان جنود الرئيس السوري بشار الأسد يتحصنون فيهما، كما أكدوا حصول انشقاقات داخل الجنود النظاميين المتحصنين بالمدرسة تبعتها اشتباكات بين المنشقين وجيش النظام.

وفي العاصمة دمشق، حيث وقع ليل أمس، انفجار قوي ناتج عن سيارة مفخخة في حي ركن الدين بدمشق، بحسب شبكة «شام» الإخبارية، هز، بعد ظهر أمس، انفجار ضخم حي القدم بدمشق تبين أنه ناتج عن انفجار سيارة مفخخة في وسط الحي، مما تسبب في تدمير عدد من المنازل وأضرار كبيرة في الأبنية المجاورة وإصابة عدد من الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة.

وأفاد الأهالي، بحسب ما ذكر «مكتب دمشق الإعلامي»، أن مجموعة من الشبيحة ركنوا السيارة على جانب الطريق بمرافقة مجموعة من عناصر الجيش، ومن ثم انسحبوا من المنطقة، كما بث ناشطون صورا توضح جانبا من الدمار الهائل الذي خلفه التفجير.

ولفتت شبكة «شام» إلى أن قصفا مدفعيا شمل حيي ركن الدين والصالحية بالتزامن مع الاشتباكات، وأن القصف براجمات الصواريخ تواصل على حيي الحجر الأسود والعسالي، في حين شن جيش النظام حملات دهم واعتقالات بحي برزة. وكان القصف قد تجدد صباحا على أحياء دمشق الجنوبية في حين نفذت القوات النظامية حملة دهم وتفتيش في عدة مناطق في حي الميدان.

من جهتها، قالت رابطة الرياضيين السوريين الأحرار إن بطل سوريا في لعبة الكيك بوكسينغ أحمد السيد أحمد قد قتل، الاثنين، بعد انضمامه للجيش الحر دفاعا عن مدينته المعضمية بريف دمشق.

وفي ريف دمشق، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في مدينة عربين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، رافقها قصف من قبل القوات النظامية على المدينة، بينما تعرضت بلدة عقربا ومدينة حرستا للقصف، كما تعرضت مدينة داريا وبلدات دوما وداريا وبيبلا ويلدا والمعضمية والغوطة الشرقية في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية.

وفي إدلب، حيث أعلن الجيش الحر عن بدء المعركة بهدف السيطرة على عدد من القرى الحدودية مع تركيا، أفاد المرصد بأن اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في ريف جسر الشغور، كما تمت السيطرة على حواجز عسكرية عدة للقوات النظامية في المنطقة، وقتل وأسر عدد من الجنود، بينما شوهدت تعزيزات عسكرية للقوات النظامية في طريقها للمنطقة.

كذلك، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف، وبالقرب من مفرق حيش في ريف معرة النعمان، بينما تعرضت عدة مناطق في مدينة معرة النعمان وريفها للقصف من قبل القوات النظامية.

وقد أفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن اشتباكات عنيفة وقعت في بلدة صيدا بدرعا، بينما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على حي طريق السد بدرعا المحطة وعلى عدة أحياء بدرعا البلد، وكذلك على مدينة طفس وبلدة القنية.

أما في دير الزور، فقد اقتحم الجيش الحر مطار المنطقة، وتمكن من أسر عدد من عناصر جيش النظام، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة داخل المطار.

وأكدت شبكة «شام» تواصل القصف العنيف من الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة على أحياء الموظفين والحميدية والشيخ ياسين في دير الزور، بالتزامن مع حملة اعتقالات شنها الجيش النظامي في حي الجورة. وتعرض، بحسب المرصد، حيّا العرفي والعمال بمدينة دير الزور للقصف من قبل القوات النظامية، بينما سجل تحليقا للطيران الحربي.

وفي اللاذقية، تعرضت قرية ربيعة في الريف للقصف من قبل القوات النظامية. وفي حمص، قصفت راجمات الصواريخ والمدفعية مدينة القصير وبلدة الفرحانية، كما قصف الطيران المروحي والحربي مدينتي تلبيسة والحولة وبلدة عقرب.

وقد شهدت حماه قصفا بقذائف الهاون على المنطقة الواقعة بين قريتي الدقماق والحميدية في سهل الغاب، كما تعرضت حيان ومعارة الأرتيق في حلب لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.

تضارب الأنباء حول مصير المقدسي المختفي

مصادر للمعارضة ترجح اعتقاله

بيروت: «الشرق الأوسط»

زاد البيان شبه الرسمي، الذي وزعته صحيفة «الوطن» السورية أمس عن وجود الناطق السابق بلسان الخارجية جهاد مقدسي خارج البلاد «في إجازة رسمية» من الغموض حول مصير مقدسي الذي اختفى عن الأنظار منذ إعلان إقالته من منصبه منذ نحو أسبوع.

فمقدسي، الذي كانت سرت شائعات، ترقى إلى حد المعلومات، عن مغادرته سوريا عبر لبنان، لم يظهر بعد على أي وسيلة إعلامية، لا ليعلن انشقاقه ولا بقاءه مع النظام الذي التزم بداية الصمت، قبل أن يخرج «المصدر الرسمي» السوري أمس ليقول إن مقدسي «مجاز» وليس منشقا، وأكدت صحيفة «الوطن» عن مصدر رسمي سوري أن مقدسي هو في «إجازة لمدة ثلاثة أشهر». ونقلت الصحيفة عن المصدر تعليقا على «الأخبار التي ترددت حول انشقاق» مقدسي أن «وزارة الخارجية وافقت على منح مقدسي إجازة لثلاثة أشهر وهو غادر البلاد في إطار رسمي». كما نفى المصدر معلومات ترددت على صفحات التواصل الاجتماعي على الإنترنت حول احتمال تسلم المسؤولة عن المكتب الإعلامي في القصر الرئاسي لونا الشبل مهام مقدسي، واصفا إياها بـ«الشائعات».

وأكدت أوساط في المعارضة السورية أن مقدسي غادر دمشق بالتنسيق معها منذ البداية، وأن كل همه كان تأمين عائلته، وأشارت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «مقدسي الذي كان يفترض أن يتصل بقناة معينة لم يفعل بعد خروجه ثم اختفت أخباره»، وأشارت المصادر إلى أن معلومات وردت إلى بعض المعارضين أن مقدسي قد أوقف من قبل بعض الجهات اللبنانية التي لم تحدد هويتها، وسلم إلى السلطات السورية، مبدية «تخوفا حقيقيا على مصيره».

وكان النائب اللبناني عاصم قانصو المقرب من النظام في سوريا، قال خلال مقابلة تلفزيونية، وجود أن مقدسي «شوهد» في منطقة بيت مري القريبة من بيروت، بينما تناقلت وسائل الإعلام العالمية خبر انشقاق المقدسي قبل أربعة أيام وترجيح انتقاله إلى لندن، ثم إلى الولايات المتحدة الأميركية.

وأوضح قانصو في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه لم يشاهد المقدسي شخصيا «لكن صديقا مقربا وموثوقا أخبرني أنه كان موجودا في أحد مطاعم برمانا يتناول وجبة طعام مع عائلته»، مؤكدا أن المقدسي «لم ينشق عن النظام السوري». وأوضح أن ما جرى في قضية المقدسي «أن خلافا إداريا حصل، فنحي جانبا بقرار إداري وليس إقصائيا، وبالتالي لم يكن على خلاف مع أحد، علما بأنه من المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد».

وتزامنت هذه التصريحات مع توافر معلومات في بيروت عن أن المقدسي كان يزور العاصمة اللبنانية باستمرار حيث تقيم عائلته منذ نحو عام، وأنه كان يواظب على زيارة السفارة السورية في بيروت.

وفي حين تحدثت المعلومات عن توجهه إلى لندن عبر مطار بيروت الدولي، قالت مصادر أخرى إن المقدسي «كان موجودا في لبنان منذ أيام وتحديدا بعد آخر إطلالة له عبر الإعلام السوري حول ملف الأسلحة الكيماوية، في منزل استأجره منذ أكثر من سنة وكان يتردد عليه أسبوعيا لتفقد زوجته وأولاده»، مشيرة إلى فرضية احتمال وجوده في بيروت «لأن خروجه من لبنان لم يسجل لا جوا ولا بحرا، علما بأن نسبة احتمال اعتماده طريق البر في اتجاه سوريا ومنها إلى تركيا تبدو شبه معدومة في ظل الظروف القائمة هناك».

وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية أشارت قبل أيام إلى أن المقدسي «في طريقه إلى الولايات المتحدة»، ونسبت إلى مصادر دبلوماسية موثوقة أن المسؤول السوري السابق «في طريقه أو قد يكون وصل الولايات المتحدة بعدما تمكن من مغادرة دمشق إلى بيروت». كما نقلت الصحيفة على لسان مسؤولين بريطانيين أن المقدسي ليس في المملكة المتحدة، وهو ما أكدته مصادر في المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط» مشيرة إلى أن المعلومات المتوفرة لدى المجلس تشير إلى أنه موجود في الولايات المتحدة، لكن أحدا لم يتواصل معه مباشرة.

مفوضية اللاجئين: نصف مليون نازح خارج سوريا

إلياسون حذر من خطورة الوضع السوري على دول الجوار.. ولبنان يتصدر قائمة الدول المستضيفة

بيروت: نذير رضا

حذر نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون أمس، من خطورة الوضع في سوريا، موضحا أن «الوضع هناك خطير ويستدعي اتخاذ تدابير وقائية ليس لسوريا وشعبها فحسب، بل لدول الجوار».

وجاء تصريح إلياسون بالتزامن مع إعلان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بأن عدد النازحين السوريين في دول الجوار تخطى نصف المليون نازح، يستضيف لبنان العدد الأكبر منهم.

وأكد إلياسون من السراي الحكومي بعد لقائه رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أن الوضع في سوريا «يزداد خطورة مع كل أسبوع وشهر يمر»، حيث «يأخذ أبعادا طائفية وإثنية ودينية في هذا الصراع الخطير أصلا، ما ينعكس على أوضاع اللاجئين السوريين»، مشيرا إلى أن «هناك تضحيات كبرى تبذل من قبل الشعب اللبناني في مساعدة النازحين».

وإذ أعلن إلياسون تقديره واحترامه لـ«الجهود اللبنانية المبذولة للتعامل مع هذا الوضع»، أكد أن «هذا التعاطي ينم عن موقف لائق وهو جدير بالثناء، وينطبق ذلك على موضوع فتح الحدود، وهذا الموقف في لبنان يبقى صلبا رغم الصعوبات الموجودة».

وأشار إلياسون إلى أن اللقاء مع ميقاتي «جاء تأكيدا على التعاون الجيد بين الأمم المتحدة ولبنان والشعب اللبناني»، لافتا إلى «أننا نتابع الأحداث الجارية هنا بعناية كبيرة، وسنبذل جهدنا من أجل تقديم المساعدة في مختلف المجالات، لا سيما فيما يتعلق بالنازحين السوريين، لكن لا يزال علينا العمل مع المشكلة الأساسية والأسباب الجذرية والصعوبات الحالية من أجل إحلال السلام في سوريا، وهذه الجهود ستستكمل، وهناك اتصالات تجري بيننا وبين ممثلنا الدكتور الأخضر الإبراهيمي، ونأمل في أن نرى تقدما في اتجاه السلام».

في موازاة ذلك، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أمس أن أكثر من نصف مليون لاجئ سوري تم تسجيلهم أو ينتظرون التسجيل في دول أخرى في الشرق الأوسط، مشيرة إلى إن نحو «ثلاثة آلاف سوري يسعون للجوء والمساعدة يوميا».

وقالت ميليسا فليمينغ المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مؤتمر صحافي إنه في «اليومين الأخيرين عبر ألف سوري الحدود إلى الأردن».

ووفقا للإحصاءات الأخيرة فإن عدد اللاجئين السوريين في لبنان والأردن والعراق وتركيا وشمال أفريقيا بلغ 509559 لاجئا تم تسجيلهم بالفعل أو يتم التعامل مع أوراقهم. وقالت المفوضية إن عدد اللاجئين السوريين في المنطقة ارتفع بنحو 3200 في اليوم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من بينهم الذين وصلوا حديثا أو الذين سجلوا أنفسهم فور نفاد أموالهم، لافتة إلى أن «أعدادا متزايدة ممن وصلوا إلى دول أخرى بدأوا يسجلون أنفسهم».

ويستضيف لبنان الآن 154387 لاجئا سوريا فروا من الصراع الدائر في بلادهم منذ 20 شهرا، أما الأردن فيستضيف 142664 لاجئا سوريا، بينما يوجد في تركيا 136319 لاجئا سوريا، وفي العراق 65449 لاجئا.

وفي هذا السياق، أكدت الناطقة الإعلامية باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في بيروت دانا سليمان، أن الحكومة اللبنانية، من غير الدول المانحة «غير قادرة الآن على توفير الدعم للنازحين الذين فاق عددهم الـ150 ألف نازح في لبنان»، لافتة في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إلى اجتماعات عقدت أمس في بيروت استكمالا لاجتماع الدول المانحة في القصر الحكومي الأسبوع الماضي؛ «لبحث خطة إغاثة النازحين السوريين على المستوى التقني».وأشارت سليمان إلى أن المفوضية تعمل الأسبوع المقبل على «وضع خطة لتغطية احتياجات 300 ألف لاجئ سوري في لبنان، منتصف العام المقبل». وأوضحت أن هذا المشروع «يدرس ميزانية مالية لتغطية احتياجات النازحين»، لافتة إلى أنه «الخطة الأولى بموازاة الخطة البديلة التي تتضمن أربعة سيناريوهات أخرى، وتأخذ بعين الاعتبار ازدياد العدد أو نقصانه أو بقاءه على حاله».

«مجلس القضاء السوري الحر» يصدر 400 مذكرة توقيف

رئيسه لـ «الشرق الأوسط»»: يضم قضاة منشقين ومحامين ولجانا ومحاكم تابعة له في المناطق المحررة

بيروت: ليال أبو رحال

أعلن رئيس «مجلس القضاء السوري الحر» القاضي طلال حوشان لـ«الشرق الأوسط» أن «الفترة المقبلة ستشهد انشقاقات قضائية على أكثر من مستوى وفي أكثر من محافظة سورية»، وذلك بعد إعلان تسعة من كبار قضاة محافظة إدلب يوم الأحد الماضي انشقاقهم عن النظام السوري في شريط فيديو بثه ناشطون على موقع «يوتيوب»، وانضمامهم إلى «مجلس القضاء السوري الحر».

وكشف أن «قرابة 40 قاضيا في دمشق وريفها لم يعلنوا انشقاقهم لكنهم يتعاونون مع المجلس بانتظار إعلان انشقاقهم». وقال إن «المجلس على تواصل مع جميع القضاة السوريين الذين يزاولون عملهم، وهم بمعظمهم مع الثورة السورية، لكن خوفهم من النظام المجرم يمنعهم من الانشقاق، وهم لا يجرؤون على القيام بذلك إلا عندما يتأكد لهم أنه لن يمسهم سوء»، لافتا إلى أن من مهام المجلس الرئيسية العمل على «توثيق كل الجرائم على الأراضي السورية، المرتكبة من النظام أو سواه، لئلا يفلت أحد من العقاب».

وأشار حوشان إلى «تشكيل المجلس لجان توثيق في معظم المحافظات السورية، تضم حقوقيين ومحامين، تعمل على توثيق الجرائم وترسل ملفات عنها إلى المجلس، حيث تحال كل الجرائم إلى النائب العام الذي يقوم بتحريك الدعوى العامة ويحيلها إلى قاضي التحقيق الذي يصدر مذكرات توقيف حسب ترجيح الأدلة». وأكد أن «أكثر من 400 مذكرة توقيف صدرت حتى اليوم، أولها بحق (الرئيس السوري) بشار حافظ الأسد بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية، إضافة إلى 140 شخصية من رموز نظامه، بينهم طيارون وثقنا أسماءهم يقومون بقصف المدن والبلدات السورية بالطيران الحربي».

وكان «مجلس القضاء السوري الحر»، الذي تأسس مطلع شهر سبتمبر (أيلول) الماضي ويضم عشرات القضاة المنشقين عن وزارة العدل السورية وقضاة عسكريين، قد أعلن على صفحته على موقع «فيس بوك»، يوم الجمعة الماضي، أن «الأيام القليلة المقبلة ستشهد انشقاق مجموعات من القضاة وتشكيل محاكم على الأرض من القضاة وانتداب العديد من القضاة للعمل في المحاكم المشكلة من قبله».

وأصدر المجلس في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ميثاق شرف لقضاة سوريا، انطلاقا من أن «القضاء للوطن وليس للطاغية وهو أحد مقومات الدولة وليس النظام»، يؤكد على «مبدأ المحاكمة العادلة للجميع وعلى استقلالية وحياد القضاء»، ويشدد على أن القضاء «جزء من الثورة حتى إسقاط النظام وتحرير الوطن كاملا موحدا».

وأعلن القضاة المنشقون بموجب هذا الميثاق أن «قضاة سوريا يعلنون براءتهم ممن شذ وخان الشعب وكان أداة للقمع والقتل»، وأهابوا بزملائهم في الخدمة «ترك وزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى الذي يرأسه الطاغية بشار (الأسد) والالتحاق بالثورة والانضمام لـ(مجلس القضاء السوري الحر) وفاء لقسمنا تجاه شعبنا والوطن، ومحاسبة كل من أراق قطرة من دماء شعبنا وخان الوطن، قبل فوات الأوان». وأضافوا: «علينا جميعا أن نتخذ موقفا واضحا وعلنيا من النظام المجرم الذي يقتل شعبنا يوميا وسيتم إعادة هيكلة السلطة القضائية من القضاة المنضمين لمجلس القضاء السوري الحر».

وقال حوشان إن من بين اللجان المنبثقة عن المجلس «لجنة الحفاظ على المحاكم ومحتوياتها، وهي تعمل في المناطق السورية المحررة من أجل المحافظة على محتويات المحاكم وحقوق الناس فيها»، لافتا إلى «تأسيس محاكم عدة في المناطق المحررة، إحداها في ريف إدلب الجنوبي، إضافة إلى محكمة موجودة بمكان آمن في ريف حماه، وثالثة في منطقة حارم بإدلب، ستباشر عملها فور تحرير الثوار قلعة حارم».

يذكر أن «مجلس القضاء السوري الحر» أعلن انضمام 57 قاضيا خلال الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر الماضي إلى صفوفه بعد «تركهم وزارة العدل التابعة للعصابة الأسدية ومجلس القضاء الأعلى الذي يرأسه الطاغية بشار المجرم». كما أعلن رئيسه منذ يومين انتداب ستة محامين قضاة في محكمة ريف حماه ومحامين اثنين قضاة في محكمة ريف إدلب الجنوبي.

تقرير بريطاني: محادثات دولية لتسليح المعارضة السورية

الشيشكلي: زيارة مرتقبة للإبراهيمي إلى دمشق لإبلاغ الأسد بأنه لم يعد أمامهم أي حل سياسي لبقائه

بيروت: كارولين عاكوم

بعد يوم واحد من الاعتراف الأوروبي بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، ممثلا شرعيا للشعب السوري، وزيادة مساعدته الإنسانية للمتضررين مما يحصل في سوريا، كشفت صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية عن محادثات يجريها الجيش البريطاني لمساعدة المعارضة السورية، مشيرة إلى أن تحالفا دوليا بشأن سوريا، ومن ضمنه بريطانيا، يعكف حاليا على وضع خطة مفصلة يقدم من خلالها التدريب العسكري لقوات المعارضة السورية إضافة إلى إمدادها بالدعم الجوي والبحري.

وقد ذكرت الصحيفة في عددها ليوم أمس، إلى أن احتمال التدخل الدولي يأتي في الوقت الذي انضوت فيه المعارضة التي كانت مجزأة وغير منظمة تحت مظلة سياسية واحدة كما شكلت هيكلية قيادية واحدة لميليشياتها، لافتة إلى أن هناك اعتقادا يساور الجهات الخارجية التي تدعم المعارضة بأن الحرب المستمرة منذ اثنين وعشرين شهرا وصلت إلى نقطة تحول ومن ثم بات من اللازم تقديم المساعدة للثوار لتمكينهم من شن هجوم أخير ضد النظام.

لكن وفي حين قال مصدر معارض لـ«الشرق الأوسط» إنه من المتوقع أن يعلن في البيان الختامي لـ«مؤتمر أصدقاء سوريا» الذي يعقد في مراكش «رفع حظر تسليح المعارضة السورية»، وأن هناك إشارات دولية تصب في هذا الاتجاه، نفت شخصيات عدة في المعارضة السورية والعسكرية علمها بالأمر، معتبرة أن النظام بات قاب قوسين من النهاية، ولم يعد الثوار بحاجة إلى دعم عسكري كان من المفترض أن يقدم لهم في بداية الثورة وليس في نهايتها. كذلك، أكد كل من العقيد عبد الجبار العكيدي، عضو هيئة الأركان في الجيش الحر، واللواء محمد فارس، لـ«الشرق الأوسط» عدم علمهما بأي خطوات عملية في هذا الإطار. وقال العكيدي: «لا نطلب دعما من هذه الدول.. ما نريده منها فقط أن توقف دعمها للنظام السوري، وعندها لن يصمد الأسد إلا أياما»، مشددا على أن الجيش الحر يخوض معركته بأسلحة النظام والغنائم التي يستولي عليها الجيش الحر إضافة إلى أخرى يشتريها من السوق السوداء. في حين، أشار فارس، إلى أن هناك إشارات إيجابية في إطار تسليح المعارضة، لكن الأمر ينتظر التنفيذ، مضيفا: «لطالما سمعنا هذه الوعود لكنها بقيت حبرا على ورق ولم نجد أي خطوات عملية».

من جهته، اعتبر عضو المجلس الوطني السوري، أديب الشيشكلي، أنه من الواضح أن المعطيات الدولية تشهد تغيرات ملحوظة في الفترة الأخيرة لجهة دعم المعارضة السورية واتخاذ قرارات حاسمة بشأن الأزمة السورية، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «سمعنا من جهات عدة وعودا بأنها جاهزة للدعم، وهذا ما كنا نتمناه قبل أن يصل الأمر إلى التطرف، ومن ثم اتهام بعض المجموعات المعارضة بالإرهابية». وفي حين أكد الشيشكلي أن «الحسم على الأرض بات قريبا، والدعم العسكري، إن أتى، سيأتي متأخرا لدعم الـ15 في المائة المتبقية من المعركة»، أشار إلى أنه «يتم العمل على الإجراءات اللوجستية لزيارة قريبة للمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى سوريا الأسبوع المقبل، لإبلاغه (الأسد) الرسالة الأخيرة وهي أن المجتمع الدولي لم يعد أمامه أي حل سياسي لبقائه».

وكشفت الـ«إندبندنت» أن رئيس أركان الجيش البريطاني السير الجنرال ديفيد ريتشاردز استضاف قبل أسابيع عدة اجتماعا سريا حضره قادة جيوش كل من فرنسا وتركيا والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة إضافة إلى جنرال أميركي رفيع، نوقشت خلاله هذه الاستراتيجية بشكل مطول، كما أن الدوائر الحكومية الأخرى في بريطانيا ونظيراتها في الدول الحليفة عقدت كذلك اجتماعات مكثفة بشأن هذه المسألة.

ونقلت عن مسؤولين أميركيين وبريطانيين قولهم إن الحكومات الغربية تشاطر روسيا قلقها من فوضى محتملة بعد رحيل الأسد يتسلم في خضمها من تصفهم بـ«الجهاديين» زمام المبادرة، وتخلص إلى أن الغرب يحتاج لمساعدة روسيا لمنع انعطاف الأمور إلى هذا المسار.

ائتلاف المعارضة السوري يعلق الآمال على مؤتمر مراكش

مصادر من المعارضة: توقيت تصنيف «جبهة النصرة» منظمة إرهابية كان سيئا.. واستبعاد تولي رياض حجاب رئاسة «حكومة المنفى»

مراكش: طلحة جبريل القاهرة: أدهم سيف الدين

يعقد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري بمشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اليوم (الأربعاء) بمدينة مراكش المغربية، وذلك للتشاور والبحث في سبل دعم وتعضيد الثورة السورية ضد النظام الحاكم في دمشق، منذ نحو 21 شهرا، ويعلق الائتلاف الوطني السوري الكثير من الآمال على هذا الاجتماع الذي يحضره نحو 100 دولة، بغية الحصول على الاعتراف الدولي بالائتلاف بوصفه ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب السوري، والذي أجل تشكيل الحكومة المؤقتة لهذه الغاية، وكذلك دعم الصندوق الإغاثي والإنساني وإعادة الأموال المجمدة للنظام ورموزه في الخارج للشعب السوري ودعم الجيش الحر بالأسلحة النوعية، ويشارك المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الكردي مع الائتلاف اجتماعات مراكش بعد أن انضم تحت عباءة الائتلاف.

وقال سالم المسلط، عضو الائتلاف ورئيس مجلس القبائل السورية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الغرض من تأجيل أو تأخير تشكيل الحكومة المؤقتة بعد مؤتمر مراكش في المغرب هو حصول الائتلاف الوطني السوري على الاعتراف الدولي بشرعية الائتلاف أولا لتكون المرجعية الشرعية للحكومة المؤقتة».

وأضاف وليد البني، الناطق الرسمي للائتلاف في اتصال هاتفي من مدينة مراكش المغربية لـ«الشرق الأوسط»: «إن النظرة السياسية للائتلاف التي سنقدمها لمائة دولة اليوم هي ما أقر في القاهرة بأن سوريا المستقبل دولة مدنية تعددية ودولة مواطنة لكل السوريين وديمقراطية وتحترم حقوق جميع الأديان والقوميات والطوائف الموجودة على الأراضي السورية. وسنعرض الحديث عن توحيد الجيش الحر الذي توحد قبل عدة أيام وما ينجزه من تقدم على الأرض، لكي يحصل على الدعم العسكري واللوجيستي لمواجهة نظام بشار الأسد. وسيكون من الأوليات أيضا الملف الإغاثي والإنساني للشعب السوري».

وعن الأسماء التي سوف تطرح لرئاسة الحكومة المؤقتة قال المسلط: «لم تطرح أسماء حتى هذه اللحظة، والاسم الذي سيطرح يجب أن يلقى القبول في الأوساط السورية بالدرجة الأولى عن طريق ردود الفعل التي ستظهر من ممثليهم في الائتلاف والبالغ عددهم 14 عضوا يمثلون جميع المحافظات السورية، ومن خلال هذه الأصداء نستطيع أن نعين رئيس حكومة مؤقتة من خلال القبول العام من الشعب السوري، كما أن هناك شخصيات تلقى الاحترام لشغل هذا المنصب من الداخل السوري والخارج».

وكانت اجتماعات الائتلاف المغلقة يومي الأحد والاثنين، هي الاجتماعات التي من المفترض أن تنعقد في مراكش يومي 10 و11 من هذا الشهر، أسفرت عن تأجيل تشكيل الحكومة المؤقتة وترحيل تشكيل الهيئة السياسية إلى اجتماعات لاحقا للائتلاف. توقعت مصادر سورية مشاركة في المؤتمر سقوط النظام السوري في مدة أقصاها ثمانية أسابيع، في حين قالت المصادر نفسها إنها تتوقع من مؤتمر مراكش الذي يشكل الجولة الرابعة من اجتماعات «أصدقاء سوريا» على مستوى وزراء الخارجية، اعترافا ودعما عسكريا وماليا، وتعتبر أن هذا ما سيسهل تشكيل حكومة سوريا في المنفى، في حين تلقت أوساط «الائتلاف السوري الوطني» باستياء قرار الولايات المتحدة اعتبار «جبهة النصرة» منظمة إرهابية، وقالت إنه ستكون هناك تداعيات سلبية للقرار. وعقدت في مراكش عدة اجتماعات جانبية بين قيادة «الائتلاف السوري» وخاصة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب، ومجموعة الدعم الأساسية التي تضم الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول الخليج وأميركا. وأكد مصطفى الصباغ، مدير المكتب التنفيذي للائتلاف لـ«الشرق الأوسط» انعقاد الاجتماعات، بيد أنه لم يشأ الدخول في التفاصيل، في حين قال مرافقون مغاربة مع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف إنه طلب يفضل عدم الحديث مع الصحافيين.

وقال مصدر في الائتلاف طلب عدم ذكر اسمه، إن السوريين يأملون أن تعترف جميع الدول المشاركة في مؤتمر مراكش بالائتلاف باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وأن تحذو واشنطن حذو فرنسا وبريطانيا، في الاعتراف بالائتلاف.

يشار إلى أن ويليام بيرينز، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، هو الذي سيقود الوفد الأميركي اليوم في اجتماع مراكش، وأبلغت مصادر دبلوماسية أميركية «الشرق الأوسط» بأن الوفد الأميركي له تخويل كامل لنقل وجهة نظر واشنطن إلى المؤتمر. وكان يفترض أن ترأس هيلاري كلينتون الوفد بيد أن طارئا صحيا (فيروس في المعدة) جعلها تلغي الزيارة إلى المغرب، بعد أن كان قد أعلن بأنها ستتأجل ليوم واحد وأنها ستصل الثلاثاء بدلا من الاثنين كما كان مقررا، لكن الخارجية المغربية أكدت أن بيرينز هو الذي سيرأس الوفد الأميركي.

وقالت مصادر الائتلاف السوري في مراكش إن عدم تقديم دعم مالي من طرف «أصدقاء سوريا» سيؤخر إعلان حكومة المنفى، مشيرة إلى أنه لا معنى لتشكيل حكومة لن تقدم شيئا للناس على الأرض، في حين أن تسليح الثوار بأنواع خاصة من الأسلحة بات ضروريا لحسم الأمر على الأرض.

وبشان موضوع «جبهة النصرة» التي اعتبرت من طرف واشنطن «منظمة إرهابية» قال سالم عبد العزيز المسلط، رئيس مجلس القبائل السورية لـ«الشرق الأوسط» إن هذا القرار ستكون له تداعيات سلبية على الأرض، وإن توقيته سيصب لصالح النظام، مشيرا إلى أن كثيرين يقاتلون ضمن «جبهة النصرة» لكن ليس بالضرورة أن يتفقوا معها آيديولوجيا وسياسيا، وأشار إلى أن جبهة النصرة تتركز حاليا في حلب وإدلب. وفي السياق نفسه قال الدكتور موسى جميل ممثل الجولان والقنيطرة في «الائتلاف الوطني السوري» لـ«الشرق الأوسط» إن القرار سيخلق بلبلة على الأرض.

وحول توقعاتهما بشأن سقوط النظام، قال المسلط تقديراتنا أن أقصى وقت يمكنه أن يستمر نظام بشار الأسد هو ثمانية أسابيع، يستحيل بعدها أن يستمر، في حين قال جميل، إن الأوضاع على الأرض تؤكد أن النظام لن يستمر هذه المدة، وإنه سيسقط حتى قبل مرور شهرين. وقال المسلط إن الثوار مصممون على أن يكون هناك وضع جديد في سوريا قبل نهاية العام، وأن يسقط نظام بشار الأسد قبل نهاية هذه السنة.

وفي موضوع آخر قالت مصادر الائتلاف السوري في مراكش إن بعض الدول الغربية أوعزت بقبول رياض حجاب رئيسا لحكومة المنفى، على أساس أن ذلك سيشجع أطراف أخرى داخل النظام للانشقاق. وكان حجاب يتولى منصب رئيس الحكومة وانشق عن نظام بشار الأسد في وقت سابق، لكن عدة أطراف داخل الائتلاف لا توافق على هذا الاقتراح، على اعتبار أنه يتعذر تسويق فكرة أن رئيسا لحكومة في عهد بشار الأسد يمكن أن يصبح رئيسا للحكومة في ظل الثورة.

على صعيد آخر، قالت مصادر مغربية لـ«الشرق الأوسط» إن المغرب تلقى تأكيدات بأن معظم الدول الأوروبية ستكون ممثلة بوزراء لخارجية، وكذا باقي الدول الأخرى.

وسيقتصر مؤتمر «أصدقاء مراكش» على جلسة واحدة يعقد بعدها سعد الدين العثماني، وزير خارجية سوريا ندوة صحافية يتحدث فيها عن النتائج.

الإدارة الأميركية تتأهب للاعتراف بالمعارضة السورية

في محاولة للحيلولة دون وقوع الفوضى إذا ما نجح الثوار في إسقاط أو قتل الأسد

واشنطن: آن غيران وكارين دي يونغ*

بدأت الإدارة الأميركية في الميل إلى القبول بمخاطرة محسوبة تقول إن احتضان قادة مختارين من المعارضة السورية المنقسمة سوف يعجل بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد، حيث بادرت هذا الأسبوع إلى الاعتراف بمجموعة من شخصيات المعارضة الذين لا تستطيع واشنطن أن تضمن وفاءهم بتعهدات نشر الديمقراطية التي قطعوها على أنفسهم.

ويتوقع أن تعلن الإدارة الاعتراف بمجموعة معارضة سورية جديدة نسبيا اليوم عندما يجتمع دبلوماسيون أميركيون وعرب وأوروبيون مع قادتهم في المغرب.

ويأتي هذا التحرك جزءا من دبلوماسية مكوكية في محاولة للحيلولة دون وقوع الفوضى وانهيار سوريا إذا ما نجحت قوات الثوار في إسقاط أو قتل الأسد. وقد اكتسبت الجهود الدولية لدعم المعتدلين كخلفاء للأسد أهمية جديدة حيث يحقق الثوار انتصارات عسكرية.

وفي محاولة أخرى لتعزيز موقف المعتدلين وتهميش المتطرفين في المعارضة، تخطط وزارة الخارجية لتصنيف مجموعة مقاتلة سورية ضمن المنظمات الإرهابية. هذا التخصيص، الذي تم الإعلان عنه يوم أمس، والذي حدد جماعة جبهة النصرة كمنظمة إرهابية دولية ومجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق. تهدف هاتان الخطوتان إلى بناء تحالف أكثر اعتدالا واتساعا لسوريا ما بعد الأسد. لكن إدارة أوباما لا تزال تعارض التدخل العسكري الأميركي في سوريا أو تقديم السلاح بشكل مباشر إلى الثوار.ولم تقدم المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند يوم أول من أمس تفاصيل بشأن الخطوات الدبلوماسية التي ستتخذ في المغرب. لكن مسؤولي وزارة الخارجية قالوا في مقابلات غير معلنة إن الولايات المتحدة ستنضم إلى قائمة آخذة في التزايد من الدول التي تقدم الدعم للمعارضة.

ويتوقع أن يؤدي الاعتراف بالتحالف الوطني السوري إلى وقف ترشيح التحالف ليكون الحاكم الشرعي لسوريا، وسوف يعطي ذلك المجموعة من الناحية النظرية شرعية في الأمم المتحدة وفي دول أخرى لطلب تدخل عسكري دولي. وعوضا عن ذلك يتوقع أن تصف وزارة الخارجية المجموعة بالممثل الشرعي للشعب السوري.

ونشأ التحالف الوطني السوري إثر اقتراح من المعارض السوري البارز رياض سيف، ليحل محل المجموعة المؤلفة من سوريين في المنفى والذين شكلوا المجلس الوطني السوري.

وتأكيدا على أن المجلس الوطني لم يحظ على الإطلاق بدعم قادة المعارضة داخل سوريا، وزع سيف خطته على العواصم العربية وقادة المعارضة الداخلية. وفي أكتوبر (تشرين الأول) قررت الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيون تحويل الدعم إلى المجموعة الناشئة.

ومع تصدر قطر للمشهد، نظمت أحزاب المعارضة اجتماعا في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) حضره العشرات من قادة المعارضة من داخل سوريا إلى الدوحة، والذي حظي باعتراف خلال أسبوعين من فرنسا وبريطانيا وتركيا وإسبانيا وإيطاليا ودول الخليج العربي ودول أخرى. وقد بذلت خلال الأسبوع الماضي، جهود مماثلة لتوحيد المجموعات المقاتلة، حيث التقى مسؤولون أمنيون أميركيون وأوروبيون وعرب في إسطنبول مع مجموعات مختلفة لتوحيدها تحت قيادة عسكرية واحدة تستثني المتطرفين من بينها.

كانت الإدارة بطيئة في منح الموافقة الدبلوماسية الرسمية بشأن تحالف المعارضة لاستخلاص أكبر قدر ممكن من الوعود أنها ستضم ممثلين من الأقليات السورية بما في ذلك المسيحيون والدروز والعلويون.

وقال مسؤول بارز في الإدارة طلب عدم ذكر اسمه لمناقشته مداولات الإدارة الداخلية: «ما نريده هو استخدام الاعتراف كوسيلة لنظهر لهم أننا كنا نعني ذلك عندما طلبنا منهم ضرورة تنظيم صفوفهم. وقد أكدنا لأنفسنا على أن إظهار المزيد من الدعم لهم سيدفعهم إلى مزيد من التعاون». وكان مقررا أن تشارك وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في اجتماع المغرب لكن مكتبها قال إن مرضا أجبرها على إلغاء رحلتها. وصرح نائب وزيرة الخارجية ويليام بيرنز بأنه سيمثل الإدارة.

ويأمل مؤيدو التحالف الجديد في أن يمثل بديلا مطلوبا للسوريين الذين لا يزالون يدعمون الأسد بسبب المخاوف بشأن البدائل.

وقال فريد هوف، الذي عمل مستشارا خاصا لكلينتون بشأن سوريا حتى شهرين: «لقد شكلناه تقريبا وسوف يظهر إلى العلن. فهناك الملايين الذين يحملون كراهية لهذا النظام لكنهم لا يزالون يقفون على الحياد لأنهم لا يعلمون ما يحمله المستقبل».

وأشار مسؤول بارز بالإدارة إلى أن «الاعتراف بالتحالف بعد سنتين تقريبا من الثورة السورية، وسيلة لتمثيل الآلية المركزية للمساعدات الخارجية للمعارضة. والهدف من ذلك هو حث الدول الأخرى على دعم التحالف وإظهار أنه سلطة محورية». ويخاطر التحرك الأميركي باستبعاد الثوار السوريين غير المنتمين لـ«القاعدة» لكنه يرى في جبهة النصرة حليفا مهما لهزيمة الأسد. لكن مسؤولين أميركيين أشاروا إلى أن وضع الجبهة ضمن القائمة السوداء قد يساعد في إفساح الطريق أمام دعم دولي أوسع للثوار الأكثر اعتدالا.

لم تؤكد نولاند وضع جبهة النصرة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية لكنها قالت إن الولايات المتحدة تبدي قلقا من تشكيل الجبهة واجهة لجماعة القاعدة في العراق، التي نقلت بعض عملياتها إلى سوريا.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»

موسكو تنتقد اجتماع «أصدقاء سوريا» في المغرب

أكدت مجددا مواقفها من الأسد

موسكو: سامي عمارة

عادت موسكو إلى تأكيد مواقفها من ضرورة الحوار بين السلطات السورية وفصائل المعارضة بكل أطيافها بوصفه السبيل الأمثل للخروج من الأزمة الراهنة. وفيما أكدت الخارجية الروسية ثوابت الموقف الروسي في أعقاب كل من اللقاء الذي جرى بين سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في دبلن في آيرلندا واللقاء الثلاثي الذي جمع ميخائيل بوغدانوف المبعوث الشخصي للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط مع دينيس روس نائب وزيرة الخارجية الأميركية والأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي إلى سوريا في جنيف في إطار «ضرورة العمل من أجل الحيلولة دون عسكرة النزاع والتحول إلى مجرى الحوار السياسي»، وذكرت مصادر دبلوماسية روسية في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط» أن روسيا الاتحادية تظل عند موقفها من اعتماد السبل السياسية والحوار بين كل الأطراف المعنية من أجل حل النزاع القائم وتحديد معايير المرحلة الانتقالية من دون أي تدخل خارجي أو أي محاولات لفرض وصفات جاهزة للتطور السياسي الاجتماعي. وكشفت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» (الصحيفة المستقلة) في عددها الصادر أمس عن احتمالات أن يشهد مؤتمر مجموعة «أصدقاء سوريا»، المقرر انعقاده اليوم في المغرب، اعتراف الولايات المتحدة بـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية». وقالت الصحيفة: «إن عددا محدودا فقط، من دول العالم، اعترف بـ(الائتلاف الوطني) ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري، لأن هناك دولا تشكك في حقيقة تمثيل (الائتلاف) لكل فئات الشعب السوري. وهناك دول أخرى تحدد موقفها تبعا لموقف الولايات المتحدة». وربطت الصحيفة بين ما أجراه الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي من مشاورات في آيرلندا وجنيف وبين ما يتردد من شائعات حول «استعداد موسكو للتعاون مع واشنطن لضمان تنازل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة». وقالت: «إن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي نفى هذه الشائعات». ونقلت عن لافروف ما قاله حول أن «روسيا لا تجري أي مفاوضات حول مصير الأسد، وأن ترويج مثل هذه الشائعات، تمارسه جهات معروفة تاريخيا بسعيها لتشويه الحقائق». وتؤكد هذه التصريحات صحة ما أشارت إليه صحيفة «كوميرسانت» الروسية في تقريرها الذي قالت فيه: «إن روسيا ليست مستعدة للضغط من أجل إخراج الأسد من السلطة على الرغم من جهودها كي تنأى بنفسها عن حليفها القديم والمشتري الرئيسي لسلاحها»، إلى جانب ما أشار إليه التقرير نفسه حول أنها «لا تعتزم إقناع الزعيم السوري بترك منصبه طواعية»، الأمر الذي قالت الصحيفة إنه «يعزز المؤشرات نحو أن الفجوة ما زالت قائمة بعد اجتماعين عقدهما مؤخرا مسؤولون أميركيون وروس مع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي في جنيف». أما عن احتمالات استخدام السلطات السورية للأسلحة الكيماوية فقد أعادت المصادر الروسية ما قالته حول استبعاد ذلك وإن أشارت إلى مخاوفها من وقوع هذه الأسلحة في أيدي جماعات إرهابية الأمر الذي قالت إنه «يتجاوز خطر استخدامها من جانب القوات الحكومية». وحول اجتماع «الرباعية الدولية» الخاص بالتسوية الشرق أوسطية قالت وزارة الخارجية الروسية أمس إن الاجتماع سيعقد على مستوى المندوبين اليوم الأربعاء 12 ديسمبر (كانون الأول) في بروكسل والذي سوف يمثل فيه روسيا سيرغي فيرشينين المبعوث الشخصي لوزير الخارجية للتسوية الشرق أوسطية ومدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية.

 خطط بريطانية للتدخل العسكري ودعم مباشر من خامنئي لميليشيات النظام

مجزرة للأسد في قرية علوية في ريف حماة

ارتكبت قوات الأسد أمس مجزرة في قرية معظم سكانها من العلويين في ريف حماة أدت إلى مقتل وإصابة نحو 200 شخص بينهم نساء وأطفال، في وقت كشفت معلومات أن رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون طلب الى قادة الجيش البريطاني تحضير خطط لتدخل عسكري جوي – بحري في سوريا.

وأفادت مصادر إيرانية معارضة بصدور أوامر من المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي لدعم النظام في سوريا والإشراف على تدريب ميليشيات “الجيش الشعبي” التابع للرئيس السوري بشار الأسد بمشاركة عناصر من “حزب الله”، وأن رواتب هذه العناصر يتم تأمينها من مكتب خامنئي نقداً من خلال العميد في الحرس الثوري رضي موسوي ممثل قوة القدس في السفارة الإيرانية في دمشق.

ففي سوريا، قال نشطاء إن هجوماً تعرضت له قرية سورية في ريف حماة أمس أدى الى مقتل أو اصابة نحو 200 من افراد الطائفة العلوية التي ينتمي اليها بشار الاسد واتهم شهود من أبناء القرية شبيحته بالقيام بها.

وتباينت ارقام الضحايا الا ان كثيرا من النشطاء قالوا إن بوسعهم تأكيد مقتل عشرة اشخاص. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المرتبط بالمعارضة ان 125 شخصا أصيبوا أو قتلوا في سلسلة انفجارات دمرت عدة منازل في بلدة عقرب.

وألقى النشطاء بالمسؤولية عن الهجوم على قوات الاسد. وقالوا ان الهجوم تضمن قصف منزل كان يختبئ فيه 200 على الاقل من العلويين.

وقال معارض ان مقاتلين اشتبكوا مع الجيش في عقرب لمدة اربعة ايام. وحاصر المعارضون مبنى واتهموا الميليشيات المؤيدة للاسد التي تعرف باسم الشبيحة باستخدام السكان الذين يختبئون هناك دروعا بشرية. وقال معارض أطلق على نفسه اسم ميسر “كان يوجد 200 شخص بالداخل وطلبنا من المقيمين الانصراف لكن الشبيحة احتجزوا بعض النساء والاطفال تحت تهديد السلاح. وفي النهاية انهارت المحادثات وقصفت الحكومة المبنى”.

وظهر أطفال مصابون من العلويين في ما يبدو من عقرب في مستشفى ميداني للمعارضة في بلدة الحولة التي تبعد بضعة كيلومترات حيث تم استجوابهم بمعرفة المعارضة في لقطات فيديو وضعت على موقع يوتيوب.

وقال ثلاثة فتية صغار تم استجوابهم انهم ونحو 200 شخص اخرين كانوا يختبئون مع الشبيحة، لكنهم لم يذكروا ان كانوا يختبئون من قصف القوات الحكومية أو هجوم المعارضة.

وقال فتى صغير يدعى محمد جدل اثناء قيام ناشط باستجوابه في المستشفى وهو يرتعد خوفا “كنا داخل المنزل مع الشبيحة وقالوا انهم يحمونا من المعارضة. وبدأ المعارضون يطلبون منا الخروج ولن يتعرض لكم أحد بالاذى.” واضاف “لم يسمح لنا الشبيحة بالمغادرة”.

وقال مسؤول رفيع بجماعة “الاخوان المسلمين” في سوريا أمس، إن الولايات المتحدة اتخذت قراراً خاطئاً للغاية بإدراج جبهة النصرة المعارضة على قائمتها الخاصة بالمنظمات الارهابية.

وقال نائب المراقب العام للجماعة فاروق طيفور إن القرار خاطئ تماماً ومتسرع، مشيراً الى ان من السابق لأوانه تصنيف الناس داخل سوريا بهذه الطريقة نظراً لحالة الفوضى والمناخ الضبابي السائد في البلاد. ووصل مسؤولون اميركيون ومسؤولون آخرون الى مراكش لحضور اجتماع للقوى الدولية المؤيدة للانتفاضة السورية.

وقال طيفور ان القرار سيفقد الولايات المتحدة شعبيتها في سوريا لأن جبهة النصرة يحبها السوريون الذين تحملوا عبء حملة الاسد ضد الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهرا. وقال انه ينظر اليهم على انهم جماعة يمكن الاعتماد عليها في الدفاع عن البلاد وعن المدنيين ضد الجيش النظامي و”عصابات” الاسد.

وأضاف ان الامر ربما يتعلق بشخص من جبهة النصرة في قرية ما حمل السلاح وحشد اشخاصا للدفاع عنها ضد ميليشيا الاسد وهؤلاء الناس يعرفون الان على انهم من النصرة، لكن بعد ان يسقط النظام فإنهم قد يتخلون عن هذا الفكر برمته.

وأدرجت الولايات المتحدة أمس، جبهة النصرة المتشددة وهي قوة قتالية مهمة في صفوف المعارضة المسلحة على قائمة المنظمات الارهابية الأجنبية، وقالت انها تحاول اختطاف الثورة لحساب تنظيم القاعدة في العراق.

كذلك فرضت وزارة الخزانة الأميركية أمس عقوبات على الجيش الشعبي التابع لنظام الأسد وعلى الشبيحة وقياديين في الشبيحة، وذلك في إطار العقوبات المفروضة على الحكومة السورية والمتعاملين معها.

وأوضحت الوزارة أنها ستفرض عقوبات على الجيش الشعبي والشبيحة، وقالت إن هاتين الميليشياتين استخدمهما نظام الأسد في حملة الترهيب والعنف ضد المواطنين في سوريا”.

وأضافت أن “الجيش الشعبي أنشئ ويتم الحفاظ عليه، بدعم من إيران وحزب الله على نموذج ميليشيا الباسيج الإيرانية” التي أثبتت فعاليتها في استخدام العنف والترهيب لقمع المعارضين السياسيين في إيران.

وكذلك قررت فرض عقوبات على قياديين اثنين في الشبيحة هما أيمن جابر ومحمد جابر.

وفي بريطانيا، (مراد مراد) تناقلت وسائل إعلام أمس، على نطاق واسع، معلومات تؤكد أن رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون طلب الى قادة الجيش البريطاني تحضير خطط لتدخل عسكري في سوريا عبر الجو والبحر. وفيما تقول المصادر إن لندن تنتظر لتنفيذ ذلك قراراً من واشنطن.

وشبهت مصادر عسكرية بريطانية الضغوط التي يمارسها رئيس الوزراء البريطاني على القوات العسكرية هذه الأيام بالفترة التي سبقت تدخل السلاحين الجوي والبحري البريطاني ضمن عمليات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا العام الماضي.

وأكدت المصادر أن “بريطانيا ستتدخل عسكرياً فقط في حال تدخل الولايات المتحدة الأميركية في الصراع الدائر، فيما حذرت مجموعة من كبار الضباط من تداعيات التدخل العسكري البريطاني في سوريا ودعت الى الحذر الشديد في حال كان لا بد من ذلك”. وأوضحت مصادر عسكرية لصحيفة “الغارديان” أمس أن توقيت “التدخل العسكري لا يزال بعيداً، لأن الولايات المتحدة هي التي تقود الحملة وحتى الآن لا يوجد مؤشرات بأن هذا سيحصل قريباً جداً”. وكان رئيس أركان القوات البريطانية الجنرال السير دايفيد ريتشارد أكد منذ شهر تقريباً أن القوات البريطانية وضعت خطط طوارئ كاملة لمساندة الشعب السوري في محنته. وجاء كلامه بعد لقاء عُقد في العاصمة البريطانية وضم كبار المسؤولين العسكريين من كل من فرنسا وتركيا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والأردن.

أما صحيفة “الاندبندت” فأشارت مصادرها الى أن “القوات البريطانية وقوات أخرى من حلف شمال الأطلسي ستعمل على إنشاء معسكرات تدريبية للثوار المعتدلين غير المتطرفين وتزودهم بكل ما يلزم لإطلاق المرحلة الأخيرة الحاسمة من الصراع الدائر”. وأوضحت المصادر أن الدول الغربية طلبت من دول عربية وقف دعم جبهة النصرة التي تدرجها واشنطن على لائحة المنظمات الإرهابية والعمل مع الائتلاف الوطني على توحيد قوى الثورة المعتدلة تحت مظلة واحدة يتم التنسيق معها وتزويدها بما يكفي للإطاحة ببشار الأسد وما تبقى من نظام.

وأمس توجه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الى لندن حيث يبحث مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الأوضاع في الشرق الأوسط و”خصوصاً المستجدات على الساحة السورية”.

ومن العراق (علي البغدادي)، أفادت مصادر إيرانية معارضة بصدور أوامر من المرشد الإيراني علي خامنئي لدعم النظام في سوريا والإشراف على ميليشيات “الجيش الشعبي” التابع للأسد بمشاركة عناصر من “حزب الله”. وقال بيان للمجلس الوطني الإيراني المعارض أن “التقارير الواردة من داخل قوات الحرس الثوري تفيد بأن قوة القدس منهمكة في تدريب مكثف لعدد من عناصر “حزب الله” وعدد من السوريين ممن هم في خدمة النظام الايراني بهدف تعويض خسائر قوات بشار الأسد”. وأضاف البيان الذي حصلت “المستقبل” على نسخه منه أنه “تم تكليف قوة قمعية باسم الجيش الشعبي على غرار ميليشيا الباسيج في إيران ترتبط بقوة القدس بهدف الدفاع عن بعض المدن وبخاصة المناطق الشيعية في سوريا وتتألف من 5000 عنصر يرتدون الزي المدني لدعم عناصر حزب الله الذي يتولى حماية بعض المناطق أيضاً”، مشيراً الى أن “رواتب عناصر الجيش الشعبي وعناصر حزب الله في سوريا يتم تأمينها من مكتب خامنئي حيث يتم نقل المبالغ نقداً بواسطة قوات الحرس الى سوريا وتسليمها لعناصر قوة القدس في مطار دمشق ومن ثم تسلم الى العميد في الحرس الثوري رضا موسوي ممثل قوة القدس في سفارة النظام الإيراني في دمشق والذي يوزع بدوره المبالغ على مسؤولي القوات”.

وكشف البيان أن “خامنئي قال في اجتماع داخلي على ضوء الواقع الخطير الذي يعيشه النظام السوري إن سوريا تشكل الخط الأمامي الاستراتيجي للنظام ولذلك أصدر أوامره لقوات الحرس أن يستعدوا لحرب طويلة الأجل على غرار الحرب الإيرانية ـ العراقية”، كاشفاً أن “خامنئي توقع إغلاق الطرق والمطارات مما دعاه الى إصدار أوامره بدعم الحكومة السورية بمزيد من المال والسلاح”.

وذكر البيان أن “قوة القدس الإرهابية نقلت ما يبلغ 20 ألفاً من مختلف المحافظات السورية الى منطقة السيدة زينب ويتم تأمين رواتب هذه العوائل من قبل لجنة الإمام للإغاثة حيث تم وضع جميع الفنادق تحت تصرفهم”، مشيراً الى أن حماية منطقة السيدة زينب تتم من 5000 عنصر من الجيش الشعبي الذي يتولى قادة قوات الحرس وحزب الله في هذه المنطقة قيادتهم”.

وأكد البيان أن “منطقة الحوزة في السيدة زينب والمسماة بجامعة المصطفى يتم السيطرة عليها من قبل مكتب خامنئي الذي يرسل لمن في هذه الحوزة رواتب شهرية لتوزيعها في مختلف مناطق السيدة زينب حيث يعملون على اجتذاب عناصر مرتزقة لخدمة النظام الإيراني بدفع مبالغ من المال”، مبينة “عدم وجود قوات قتالية سورية في المنطقة التي أصبحت بيد قوات الحرس الثوري وعملائهم من السوريين وعناصر حزب الله التي خزنت فيها أسلحة ومواد لوجستية بكميات كبيرة”. (التفاصيل ص 14)

وفي جانب المعارضة السورية، قال قائد المجلس العسكري السوري الذي تشكل حديثاً ان قادة قوات المعارضة تعهدوا بألا يطلبوا السلطة لأنفسهم ولكن بدعم حكومة انتقالية مدنية اذا اطاحوا الاسد.

وقال العميد سليم ادريس “نحن العسكريون لا نريد استلام السلطة بعد اسقاط بشار الاسد.”

واضاف ادريس الذي انشق على قوات الاسد العام الماضي، “فقط نريد تشكيل جيش وطني سوري ولن نتدخل في السياسة.” وكان يتحدث عشية تجمع في المغرب لأصدقاء سوريا حيث يتوقع أن تعترف الولايات المتحدة بالائتلاف الوطني المعارض ممثلاً للشعب السوري وتزيد الدعم للمعارضة..

وفي محاولة للتأكيد على التزامه الادارة المدنية قال ادريس انه في الوقت الذي تهتم فيه قوات المعارضة بالحصول على اسلحة جديدة خاصة الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات فإنها على استعداد للانتظار حتى تكون القيادة السياسية الجديدة للمعارضة مستعدة للاشراف على عمليات شراء الاسلحة.

وقال “نسعى ان تكون لدينا حكومة وسلطة سورية شرعية لها حق شراء السلاح.” واضاف ان وزير دفاع مدني سيتولى عمليات شراء الاسلحة في الوقت المناسب.

وقال ادريس انه سيمد يده لجميع الضباط خاصة قادة الجيش السوري الحر المتمركزين في الخارج لا سيما الموجودين في مخيمات اللاجئين بتركيا. وقال انه يحثهم على الانضمام للقتال.

وفي اشارة الى رياض الاسعد ومصطفى الشيخ مؤسسي الجيش السوري الحر وكليهما لم تشمله تشكيلة المجلس الجديد الذي يهيمن عليه الاسلاميون، قال ادريس “يوجد بالمخيمات اعداد كبيرة جدا من الضباط.. ونحن نتصل بهم ونضع لهم مهام وسيتم زجهم في الميدان وحصولهم على حقوقهم كاملة.

“اما بخصوص صديقي العزيزين… فهما صديقان واخوة ولن ادخر جهدا في ان يكون لهم دور بين اخوتهم”، وقال ادريس ان القيادة الجديدة سيكون مقرها في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة داخل سوريا وستشرف على العمليات العسكرية. وأضاف “بموضوع السلاح مثل حيازة مضادات الدروع والدفاع الجوي.. من حقنا ان نطلبها بشكل رسمي من خلال حكومة ووزير دفاع.”

(ا ف ب، رويترز، “المستقبل”)

انطلاق مؤتمر أصدقاء الشعب السوري بمراكش

                                            بمشاركة أكثر من مائة دولة

بدأ بمدينة مراكش المغربية الاجتماع الدولي الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري بمشاركة أكثر من مائة دولة عربية وغربية، وأشارت مسودة البيان الختامي أنه سيعترف بالائتلاف الوطني السوري المعارض، بعد ساعات من اعتراف الرئيس الأميركي أوباما بالائتلاف، والذي قوبل بانتقاد روسي.

وعبر وزير الخارجية المغربي في كلمة بالجلسة الافتتاحية عن أمله في أن يساعد المؤتمر الشعب السوري في تجاوز محنته.

وبحسب مسودة نشرتها وكالة رويترز، فإن أكثر من 120 دولة -وهي التي تشارك في الاجتماع- ستعلن اعترافها بالائتلاف الوطني السوري بوصفه “الممثل الشرعي للشعب السوري”، وتجدد مطالبتها للرئيس بشار الأسد بالتنحي.

كما يحذر البيان من أن استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية سيقابل برد جدي.

ومن المقرر أن يبحث الاجتماع الذي تشارك فيه أيضا منظمات دولية بالإضافة إلى ممثلين عن أطياف المعارضة السورية في زيادة المساعدة للائتلاف الوطني السوري، بعد توحد فيه أغلب فصائل الثورة والمعارضة.

ومن جهته قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قبيل بدء الاجتماع إنه من السابق لأوانه الحديث عن تقديم بلاده السلاح للمعارضة السورية، وقال إنه لن تجري تحركات في هذا الشأن حاليا “سنرى خلال الأشهر القليلة المقبلة”.

انتقاد روسي

من جهة أخرى انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتراف الرئيس الأميركي باراك أوباما بالائتلاف الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا للشعب السوري.

واعتبر لافروف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية أن الاعتراف يتناقض مع اتفاق جنيف بشأن عملية الانتقال السياسي.

ومن وجهة نظر وزير الخارجية الروسي فإن الخطوة تحمل في طياتها أن “الولايات المتحدة تراهن على انتصار بالسلاح للائتلاف السوري المعارض”.

وكان أوباما قال خلال مقابلة مع قناة “أي بي سي” الأميركية “قررنا أن الائتلاف الوطني السوري المعارض أصبح يضم ما يكفي من المجموعات، وهو يعكس ويمثل -ما فيه الكفاية- الشعب السوري كي نعتبره الممثل الشرعي للسوريين”.

وذكر أوباما أن هذا الاعتراف يعد خطوة كبيرة، مشيراً إلى وجود مسؤوليات تترافق مع الاعتراف، وأضاف أنه يجب التأكد من أن المعارضة تنظم نفسها بشكل فعال وتمثل كل الأطراف وتبدي التزاماً بعملية انتقال سياسي تحترم حقوق المرأة وحقوق الأقليات.

وأضاف “لا نشعر بالارتياح تجاه كل الذين يشاركون على الأرض في القتال ضد (الرئيس بشار) الأسد، وبعضهم تبنى كما أعتقد أجندة متطرفة ومعادية لأميركا، وسنحرص على التفريق بين هذه العناصر”، وقد سمى أوباما جبهة النصرة لأهل الشام التي تتهمها واشنطن بالارتباط بتنظيم القاعدة في العراق والتي فرضت واشنطن عقوبات مالية على اثنين من قادتها بعد إدراجها على لائحة “المنظمات الإرهابية”.

قطار الحرية

وفي السياق وصل ستراسبورغ من باريس نحو 300 شخص بينهم معارضون سوريون وشخصيات فرنسية على متن “قطار الحرية للشعب السوري” لشرح قضيتهم أمام النواب الأوروبيين.

وفي مقدمة الوفد سفير الائتلاف الوطني السوري في فرنسا منذر ماخوس، إضافة لمثقفين فرنسيين ومن بينهم وزير سابق هو جاك راليت.

والتقى الوفد نائبي رئيس البرلمان الأوروبي إيزابيل دوران وجياني بيتلا التي صرحت بأنه تم التأكيد لهم أن البرلمان سينظر في مطالبهم.

وأضافت “بإمكاننا خصوصا ممارسة ضغط على الدول الأعضاء للاعتراف بالائتلاف الوطني السوري محاورا وحيدا مع الاتحاد الأوروبي”.

وفي باريس تظاهر أعضاء الوفد أمام محطة الشرق قبل انتقالهم إلى ستراسبورغ ورددوا شعارات منها “بشار ارحل، سوريا ليست لك” أو “بشار قاتل”.

وكانت لندن شهدت أمس حراكا سياسيا خاصا بسوريا، حيث اجتمع قائد القوات المسلحة البريطانية الجنرال ديفد ريتشاردز مع مسؤولين عسكريين من الولايات المتحدة وفرنسا والأردن وتركيا وقطر والإمارات، لبحث سبل مساعدة المعارضين المسلحين في سوريا.

كما التقى ملك الأردن عبد الله الثاني برئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون ووزير خارجيته وليام هيغ لبحث قضايا عدة وعلى رأسها النزاع في سوريا.

وقال هيغ بعد اللقاء إنه تمت مناقشة الأزمة السورية قبل انعقاد اجتماع أصدقاء سوريا في المغرب الأربعاء، “ورحبنا بتشكيل الائتلاف الوطني السوري وجهوده في توفير بديل موثوق وشامل لنظام الأسد”، مشيداً بكرم الشعب الأردني في استضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين.

262 قتيلا وتقدم للجيش الحر بإدلب وحلب

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 262 شخصا  قتلوا أمس الثلاثاء معظمهم في دمشق وريفها، في وقت أعلن الجيش السوري الحر بدء “معركة التوحيد والإخلاص” للسيطرة على الريف الشمالي لمدينة جسر الشغور في محافظة إدلب.

وأوضح ناشطون سوريون أن معظم القتلى أمس سقطوا في مدينة حمص وفي العاصمة دمشق وريفها -بينهم 31 لم تعرف هوياتهم- وفي مدينتي حلب وحماة, في حين توزع البقية على محافظات أخرى كإدلب ودرعا.

وفي تطورات ميدانية لافتة، قال الجيش الحر إنه تمت السيطرة على عدة ثكنات في بلدات عامود والجَميلية والجديدة ومفرق اليعقوبية، في حين استكمل الثوار في ريف حلب السيطرة على قاعدة الشيخ سليمان العسكرية وذلك بعد أيام من القتال وحصارٍ دامَ أسابيع.

وقال أحد قادة الفصائل المهاجمة للجزيرة إن 56 جنديا قتلوا في حين جرى أسر 186 آخرين. وكان الفوج 111 يتمركز في القاعدة التي تعد آخر معقل لقوات النظام يسقط في ريف حلب الغربي.

الوضع بدمشق

في غضون ذلك تحتشد القوات النظامية في دمشق لصد المعارضة المسلحة التي هاجمت قواعد عسكرية جديدة في إدلب وحلب ودير الزور.

وقد تواصلت الثلاثاء الاشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية وسط توقعات بمعركة كبرى في الأيام أو الأسابيع المقبلة.

وقال ناشطون إن القوات النظامية نشرت عشرات الدبابات على مشارف مطار دمشق الذي يقول الجيش الحر إنه يعمل على تطويقه.

كما ينتشر عدد كبير من الجنود وعناصر الأمن النظاميين في شوارع المدينة التي نصبت فيها أيضا حواجز إسمنتية ومتحركة جديدة.

ويتزامن حشد الآليات والجنود في دمشق ومحيطها القريب مع قصف مدفعي وصاروخي من جبل قاسيون يستهدف خاصة الأحياء الجنوبية للعاصمة مثل التضامن التي يسيطر الجيش الحر ومجموعات مسلحة أخرى معارضة على جزء كبير منها.

وتجدد الثلاثاء القتال بالقرب من مطار دمشق الدولي الذي يقع على مسافة عشرين كيلومترا من وسط المدينة حيث يسمع منذ مساء الاثنين دوي القصف المتبادل حول المطار، وفقا لإفادات عدد من السكان.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن مقاتلين دمروا الثلاثاء دبابة تي 82 تابعة للقوات النظامية في عقربا على طريق المطار.

وفي الوقت نفسه, تواصلت المعارك بين الجيش النظامي والثوار الذين بدؤوا هجوما على مدرسة المشاة في حلب، وبث الثوار صورا تظهر استهدافهم مواقع الجيش النظامي بالدبابات والهاون وراجمات الصواريخ.

وذكرت مصادر الثوار أنهم دمروا ثلاث آليات عسكرية ومبنيين كان الجنود النظاميون يتحصنون فيهما، وأن انشقاقات حصلت في صفوف الجنود النظاميين, تبعتها اشتباكات بين المنشقين وزملائهم.

مخاوف على حياة ناشط سوري معتقل

أبدى ناشطون سوريون تخوفهم على مصير الناشط وخبير البرمجيات البارز باسل خرطبيل الصفدي بعد معلومات عن إحالته من سجن عدرا إلى المحكمة الميدانية العسكرية السيئة الصيت.

وذكر أسامة الرفاعي -أحد أقرباء المعتقل- من أبو ظبي بالإمارات في اتصال هاتفي مع الجزيرة، أن خرطبيل أحيل إلى تلك المحكمة ضمن مائة من نشطاء الثورة السورية.

والمحكمة الميدانية العسكرية هي محكمة استثنائية سرية لا تخضع أحكامها للنقض، ولا يسمح للمتهم بتوكيل محام أمامها، كما أن أحكامها تصل إلى الإعدام وتنفذ في فترة قصيرة.

وباسل خرطبيل الصفدي هو مطور برمجيات إلكترونية موهوب قد صنفته مجلة فورين بوليسي ضمن أهم مائة شخصية عالمية مفكرة لإنجازاته في مجال تطوير البرمجيات المفتوحة المصدر.

وكان الصفدي قد اعتقل في 15 مارس/آذار من العام الحالي ضمن حملة اعتقالات في منطقة المزة في العاصمة دمشق في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الثورة السورية، وذلك لنشاطه الإعلامي.

واشنطن تعترف بائتلاف المعارضة وتؤكد أنه يمثل كل السوريين

أوباما قال إن الائتلاف يمثل الشعب السوري بدرجة كافية

العربية.نت، وكالات

قال الرئيس باراك أوباما، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تعترف بالائتلاف الذي تشكل حديثا للمعارضة السورية في خطوة تهدف الى زيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال اوباما في مقابلة مع قناة “ايه.بي.سي نيوز” التلفزيونية: “اتخذنا قراراً مفاده أن ائتلاف المعارضة السورية يتسم بأنه اشتمالي بدرجة كافية وأنه يعكس الشعب السوري ويمثله بدرجة كافية ولذا فإننا نعتبرهم الممثل الشرعي للشعب السوري في معارضة نظام الأسد.

وبحسب تقرير نشرته وكالة “رويترز”، قد تفضي هذه الخطوة التي كانت متوقعة على نطاق واسع شرعية دولية جديدة على المعارضين الذين يقاتلون للإطاحة بالأسد لكنها لم تصل الى حد إجازة تسليح المعارضة وهو أمر يرفضه أوباما بشدة.

وسبق لفرنسا وبريطانيا أن اعترفتا بالائتلاف “الممثل الوحيد للشعب السوري”.

وقد اكتفت واشنطن حتى الآن بتقديم مساعدة إنسانية بلغت 200 مليون دولار وبإرسال مساعدة “غير قاتلة” للمعارضين، واستبعدت رسمياً تسليم أسلحة.

وجاء اعتراف الرئيس الأمريكي عشية الاجتماع الدولي لمجموعة “أصدقاء الشعب السوري”، الأربعاء، في مراكش بالمغرب حيث سيمثل الرجل الثاني في وزارة الخارجية الأمريكية وليام بينز وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون المريضة، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وتضم مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” أكثر من مائة بلد عربي وغربي ومنظمات دولية ومندوبين عن المعارضة السورية. واجتماع مراكش سيكون اجتماعها الرابع على المستوى الوزاري، والأول منذ اجتماع باريس في يوليو/تموز.

صحيفة سورية: مقدسي في إجازة رسمية ولم ينشق

العربية.نت

ذكرت صحيفة “الوطن” السورية المقرّبة من الحكومة أن الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي لم ينشق عن النظام، بل هو في إجازة رسمية مدتها 3 أشهر، وأنه غادر البلاد في إطار رسمي، نافياً بذلك ما أشيع عن انشقاقه عن النظام.

وحول ما يتردد عن إمكانية تكليف المذيعة السابقة لونا الشبل بمهام الناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين بدلاً من جهاد مقدسي، ذكرت الصحيفة نقلاً عن مصدر لم تسمه: “هذه شائعات موجودة على صفحات التواصل الاجتماعي وغير صحيحة”.

وحسب ما قالت وسائل إعلام مقرّبة من نظام الأسد بعد إعلان خبر إقالة مقدسي، فإن سبب إقالته هو تصريحاته قبل ساعات فقط من تداول أنباء عن انشقاقه، حيث أكد أن دمشق لن تستخدم السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري مهما حدث، الأمر الذي عارضته الخارجية السورية واعتبرته خروجاً من المقدسي عن النص الرسمي الموكل إليه، فكان الطلاق مع نظام الأسد.

وقال المكتب الإعلامي للمجلس العسكري بعد يومين من إقالة مقدسي إن قوات النظام أحرقت منزله في منطقة المزة بدمشق، كنوع من العقاب الذي اعتاد النظام السوري أن يطبقه على أعدائه.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها إن مقدسي تعرض لضغوط من قبل بعض المحيطين بالأسد.

ويمثل انشقاق الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي، أو هروبه من دمشق، لغزاً بالغ الأهمية بالنسبة للكثيرين، خاصة أن مقدسي صعد نجمه بشكل مفاجئ بعد الثورة بعدة شهور، ومن ثم قيل إنه انشق عن النظام بصورة مفاجئة بعد شهور قليلة على توليه منصبه، أما قبل ذلك فكان لسنوات طويلة مجرد موظف دبلوماسي في السفارة السورية بلندن.

مقدسي الذي تأكدت مغادرته سوريا عبر مطار بيروت الدولي، تقول جريدة “الغارديان” البريطانية إنه توجّه إلى الولايات المتحدة وليس إلى لندن التي أقام فيها عدة سنوات قبل الثورة، وعمل فيها ناطقاً باسم السفارة السورية وقنصلاً عاماً لفترة من الزمن.

مجزرة بقرية “عقرب” في قصف عشوائي لقوات النظام السوري

دبي – قناة العربية، بيروت – رويترز

شهدت قرية “عقرب” بريف حماة مجزرة مروّعة راح ضحيتها ما لا يقل عن 200 شخص بين قتيل ومُصاب إثر قصف عشوائي قام به جيش النظام السوري.

وروى طفل من الطائفة العلوية ما جرى معه أثناء قيام الشبيحة من الطائفة نفسها بمحاولة قتل المدنيين واتهام الجيش الحر في الحولة بقتلهم.

في الوقت ذاته، سقط 147 شخصاً قتلى برصاص قوات النظام السوري، الثلاثاء، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان معظمهم في دمشق وريفه، بينما اندلعت اشتباكات عنيفة شمال البلاد في جسر الشغور وحلب.

من جهة أخرى، صرّح قائد المجلس العسكري السوري الذي تشكل حديثاً بأن قادة قوات المعارضة تعهدوا بألا يطلبوا السلطة لأنفسهم ولكن بدعم حكومة انتقالية مدنية إذا أطاحوا بالرئيس بشار الأسد.

وقال العميد سليم إدريس في مقابلة بالهاتف: “نحن العسكريون لا نريد استلام السلطة بعد إسقاط بشار الأسد”.

وأضاف إدريس الذي انشق على قوات الأسد العام الماضي فقط نريد تشكيل جيش وطني سوري ولن نتدخل في السياسة. وكان يتحدث عشية تجمع في المغرب لخصوم الأسد السوريين والدوليين.

وفي محاولة للتأكيد على التزامه بالإدارة المدنية قال إدريس إنه في الوقت الذي تهتم فيه قوات المعارضة بالحصول على أسلحة جديدة، خاصة الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، فإنها على استعداد للانتظار حتى تكون القيادة السياسية الجديدة للمعارضة مستعدة للإشراف على عمليات شراء الأسلحة.

وقال: “نسعى أن تكون لدينا حكومة وسلطة سورية شرعية لها حق شراء السلاح”. وأضاف أن وزير دفاع مدني سيتولى عمليات شراء الأسلحة في الوقت المناسب.

وقال إدريس إنه سيمد يده لجميع الضباط خاصة قادة الجيش السوري الحر المتمركزين في الخارج، لاسيما الموجودين في مخيمات اللاجئين بتركيا. وقال إنه يحثهم على الانضمام للقتال.

وفي حين سيطرت المعارضة على عدة أحياء حضرية وقواعد عسكرية، فإنها لاتزال تعاني من نقص في العتاد والأسلحة الثقيلة لمواجهة مدرعات الأسد وقوته الجوية.

وتأمل المعارضة أن تتدفق الأسلحة من الخارج بعد تشكيل المجلس العسكري الجديد. لكن إدريس قال إن الأسلحة لا يمكن الحصول عليها إلا بصورة مشروعة عن طريق حكومة انتقالية معارضة.

وقال: “موضوع السلاح مثل حيازة مضادات الدروع والدفاع الجوي.. من حقنا أن نطلبها بشكل رسمي من خلال حكومة ووزير دفاع”.

لافروف: واشنطن تعول على انتصار بواسطة السلاح في سوريا

موسكو – فرانس برس

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة “تعول على انتصار بواسطة السلاح” للائتلاف الوطني السوري المعارض، بعد أن اعترفت به ممثلا شرعيا للمعارضة السورية.

وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية: لقد استغربت إلى حد ما، إعلان الولايات المتحدة اعترافها بالائتلاف المعارض ممثلا شرعيا للمعارضة السورية.

وأضاف “نستنتج بالتالي أن الولايات المتحدة قررت أن تراهن على انتصار بواسطة السلاح لهذا الائتلاف”.

واعتبر لافروف أن “ذلك يتعارض مع الاتفاقات المحددة في مبادرة جنيف التي تدعو إلى إطلاق حوار بين الحكومة السورية من جهة وبين المعارضة من جهة أخرى”.

وكان لافروف يشير إلى الاتفاق حول مبادئ المرحلة الانتقالية في سوريا، والذي تم التوصل إليه في 30 يونيو/ حزيران الفائت.

وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الثلاثاء اعتراف الولايات المتحدة بدورها بالائتلاف السوري المعارض “ممثلا شرعيا” للسوريين.

وكانت فرنسا البلد الأول الذي اعترف رسميا الشهر الماضي بالائتلاف الذي يضم منذ شهر عدة مجموعات معارضة لنظام بشار الأسد، ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري. وحذت بريطانيا وتركيا ومجلس التعاون الخليجي حذو فرنسا.

الخطيب يدعو العلويين لـ”العصيان المدني

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

دعا رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية معاذ الخطيب أبناء الطائفة العلوية إلى الانضمام إلى الحراك الشعبي وقال إن هدف المعارضة هو إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي كلمته بافتتاح مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المنعقد في مراكش بالمغرب طالب الخطيب باعتبار الائتلاف الممثل الشرعي للشعب السوري وإعطائه الصلاحيات المترتبة على ذلك من مساعدات إنسانية عاجلة وصندوق لإعادة الإعمار وتجهيز السوريين للدفاع عن النفس وتجميد أموال النظام التي هي بالأساس أموال الشعب المنهوبة وفقا لتعبيره.

وقال الخطيب: “أوجه رسالة مباشرة إلى الأخوة العلويين ونقول بكل صراحة إن الثورة السورية تمد يديها لكم فمدوا أيديكم لها وابدأواالعصيان المدني ضد النظام فقد ظلمكم كما ظلمنا”.

وقال الخطيب إن السوريين سيحملون المجتمع الدولي وخاصة روسيا المسؤولية إذا استخدم نظام الأسد الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري.

ودعا الإيرانيين والروس وحزب الله إلى سحب مستشاريهم الذي يقدمون الدعم العسكري للنظام السوري لمواجهة الاحتجاجات التي اندلعت منذ نحو 20 شهرا.

وحيا الخطيب المرأة السورية وقال إن لها الفضل في محافظة الثورة على زخمها، إلى جانب الجيش السوري الحر، وأكد أن الائتلاف يرفض أي فكر تكفيري يستبيح دماء السوريين.

38 قتيلا بسوريا وانفجارات في دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكر ناشطون معارضون أن انفجارات قوية هزت، الأربعاء، أحياء في وسط دمشق، بينما أفادت مصادر حكومية بانفجار عبوة ناسفة في جرمانا بريف العاصمة السورية في وقت تواصلت أعمال العنف في مناطق عدة مؤدية إلى مقتل 38 شخصا.

وقال المكتب الإعلامي لـ”تجمع أحرار ثورة الكرامة” في دمشق وريفها إن دوي انفجارات قوية سمع في حيي الحريقة والسويقة الملاصقين لسوق الحميدية، نجمت عن انفجار سيارتين مفخختين خلف القصر العدلي في شارع نصر، من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

في المقابل، ذكرت الوكالة السورية للأنباء “سانا” أن معلومات أولية أشارت إلى “انفجار عبوة ناسفة زرعها إرهابيون على الشارع العام بمدخل حارة القريات في جرمانا بريف دمشق”، أدت إلى وقوع إصابات.

وفي سياق منفصل، نفى مصدر عسكري لـ”سانا” في المنطقة الوسطى حصول أي مجزرة في عقرب، وذلك بعد أن قال ناشطون إن هجوما تعرضت له قرية سورية من القوات الحكومية، الثلاثاء، أدى الى مقتل أو إصابة ما يصل إلى 200 من أفراد الطائفة العلوية.

وقال الناشطون إن الهجوم على بلدة عقرب في ريف حماة تضمن قصف منزل كان يختبئ فيه حوالي 200 شخص، مشيرين إلى أن “ميليشيات موالية للحكومة” استخدمت أطفالا دروعا بشرية في البلدة.

في غضون ذلك، أكد عدد من موظفي مطار دمشق الدولي استمرار الرحلات الجوية من المطار وإليه على الرغم من استمرار الاشتباكات في محيطه بين الجيشين السوري والحر.

ووفقا لموظفي المطار، فإن رِحلات الطيران الجوية السورية لا تزال تعمل بشكل طبيعي، ولكن بعض شركات الطيران الأخرى لم تستأنف رِحلاتها بعد، خاصة بعد الهجوم الذي تعرض له المطار في 28 نوفمبر الماضي.

وفي دير الزور، أظهرت لقطات فيديو بثها نشطاء على شبكة الانترنت قصفا جويا بطائرات الميغ التابعة للقوات النظامية على أحياء عدة في المدينة.

وحسب الناشطين، أسفر القصف عن تدمير وإحراق عدد من المباني، كما أظهرت الصور التي لم يتسن لـ”سكاي نيوز عربية” التأكد من صحتها، تعرض أحد مساجد المدينة للقصف، ما أدى إلى تدمير مئذنته بالكامل.

كما نفذ الجيش السوري الحر اقتحاما جزئيا لمدرسة المشاة بحلب من محاور عدة، من دون السيطرة عليها بصورة كاملة. وتعد هذه المدرسة أحد المعاقل العسكرية المهمة للجيش الحكومي في المدينة، وهي تخضع لحصار من الجيش الحر وسط محاولات متكررة لاقتحامها.

أصدقاء سوريا بصدد الاعتراف بالائتلاف

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اعترفت الدول المشاركة في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المنعقد في مدينة مراكش المغربية، الأربعاء، بالائتلاف الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا للشعب السوري، حسب مسودة البيان الختامي للمؤتمر.

ووفقا لرويترز، حذرت مسودة البيان المزمع صدوره عن 130 ممثلا دوليا في مجموعة “أصدقاء سوريا” من أن استخدام الحكومة السورية الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية سيقابله “رد جدي” من المجتمع الدولي.

جاء ذلك غداة اعتراف الولايات المتحدة الأميركية على لسان رئيسها باراك أوباما بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري، ما اعطى زخما لمؤتمر مراكش الذي تغيب عنه وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، لأسباب صحية.

ويحضر المؤتمر الذي يعقد في مدينة مراكش المغربية أكثر من 100 وفد، بمشاركة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول الخليج، وسيكشف المؤتمر النقاب عن الإجراءات التي سيتم اتخاذها لدعم التحالف السوري المشكل حديثا.

وكانت فرنسا وبريطانيا اعترفتا بالتحالف السوري الجديد الذي شكل في العاصمة القطرية الدوحة أواخر نوفمبر في أعقاب انتقادات بأن القوات المناهضة للأسد تفتقر للانسجام والتماسك.

وكان من المتوقع حضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المؤتمر، إلا إنها ألغت ذلك بسبب تعرضها لطارئ صحي، ما استوجب أن ينوب عنها نائبها وليام بيرنز.

ويتزامن هذا الاجتماع مع تحقيق فصائل المعارضة المسلحة مكاسب ميدانية في أنحاء سوريا، في وقت كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن خطة لدعم المعارضة السورية عسكريا، ويتم التحضير للخطة من قبل تحالف دولي يضم بريطانيا.

وفي هذا الإطار، قالت الصحفية إن رئيس الأركان البريطاني استضاف قبل أسابيع اجتماعا سريا في لندن شارك فيه قادة عسكريون من فرنسا وتركيا والأردن وقطر والولايات المتحدة، بهدف تشكيل تحالف دولي يعمل على وضع خطط لتدريب المعارضين السوريين، وتقديم دعم جوي وبحري لهم.

إلا أن هذا المشروع يصطدم بمخاوف غربية إزاء المنظمات المتشددة التي تشارك في القتال ضد القوات الحكومية، خاصة بعد إعلان واشنطن عن إدراج جبهة النصرة، المجموعة الاسلامية التي تقاتل في سوريا، والمتهمة بالارتباط بتنظيم القاعدة، على قائمتها السوداء للإرهاب.

عضو ائتلاف وطني لـ آكي: جبهة النصرة لا تعمل خارج سورية والحوار وسيلة للتوصل لقوائم مشتركة

روما (12 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفى عضو في الائتلاف الوطني للمعارضة السورية أن يكون لـ (جبهة النصرة) الإسلامية المتشددة التي أدرجتها الإدارة الأمريكية على قائمة المنظمات الإرهابية أي عمل أو ممارسات “تتعدى الحدود السورية”، وأشار إلى أن مهمتها تقتصر على “إسقاط النظام”، كما شدد على أن كل من يساهم في ذلك هو “مناضل من أجل الديمقراطية” في البلاد

وقال عضو الائتلاف الوطني نجاتي طيارة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “نؤكد على أن كل من يساهم في إسقاط النظام السوري هو مناضل من أجل الديمقراطية بغض النظر عن أي شيء آخر، وإذا كانت له أفكاره الخاصة وأساليبه المختلفة فإننا على استعداد للتحاور فيما بيننا حول ذلك للوصول إلى قواسم مشتركة وسطية، لكن المهمة الأولى أمام السوريين الآن هي العمل لتغيير النظام، وذلك هو المعيار الوحيد”، وفق تعبيره

وتابع “بالإضافة إلى ذلك، فإنه ليس لجبهة النصرة، أو لغيرها من المجموعات المسلحة المقاتلة ضد النظام أي عمل أو ممارسات تتعدى حدود سورية، وكل المهام التي تقوم بها تنحصر داخل حدود سورية وضد هدف واحد هو النظام وقواته وميليشياته، ولا يهمنا الآن مصادر الدعم التي تتلقاها هذه القوى العسكرية أو أسباب وخلفيات هذا الدعم، المهم أنه يندرج في إطار العمل لمساعدة السوريين على إسقاط نظام الاستبداد والجريمة في دمشق وقيام نظام ديمقراطي تعددي تداولي” حسب تعبيره

وأضاف طيارة، عضو المجلس الوطني أيضاً، “نعرب عن أسفنا لأن الولايات المتحدة تُقحم معاييرها الخاصة بالإرهاب في الصراع الدائر في سورية، ونؤكد على أن تلك المعايير الأمريكية لاتهمنا ولن نكترث بها، بل ما يهمنا بالمقام الأول معيار النضال الذي يقوم به السوريون ضد النظام السوري الإرهابي” حسب وصفه

وتابع “إذا كان معيار الولايات المتحدة هو الصلة بالقاعدة، فالجميع يعلم أن نظام الأسد كان يدعم منظمات القاعدة في لبنان والعراق، كما أننا نعلم أنه ينشىء عندنا منظمات باسم النصرة لتشوه عملها وسيرتها، فلماذا لم تطبق الإدارة الأمريكية هذا المعيار وتضع النظام السوري ضمن دول الإرهاب ومنظماته بدل دعمه والسكوت عنه طوال عشرات السنين الماضية”

وكانت الولايات المتحدة قد قررت الثلاثاء إضافة (جبهة النصرة) السورية الإسلامية المتشددة على قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية للاشتباه بأن لها صلة بتنظيم القاعدة في العراق، وفرضت عقوبات على اثنين من قادتها أيضاً

وكان رئيس أركان الجيش السوري الحر المناوئ للنظام قد أعلن رفضه إدراج (جبهة النصرة) ضمن قائمة الإرهاب الأمريكية، وأشار إلى أنها تعتمد على “الشباب السوري المثقف لا تعرف التطرف وحريصة على حماية الوطن”، وشدد على أن الغرب “لو تحاور معهم لوجدهم عكس ما يعتقد، ولفت إلى أنه ليس كل من يطلق لحيته إرهابي”

وكذلك جماعة الإخوان المسلمين في سورية انتقدت الخطوة الأمريكية واعتبرتها “قراراً خاطئاً للغاية ومتسرع” وشددت على أنه من السابق لأوانه تصنيف الناس داخل سورية بهذه الطريقة نظراً لـ”حالة الفوضى والمناخ الضبابي السائد” في البلاد

ويقول معارضون سوريون إن عناصر (جبهة النصرة) يقفون دائماً في “الصفوف الأمامية في جبهات القتال ولا يأبهون بالموت”، كما يقومون بتنظيم الإدارة المحلية في العديد من المناطق ويُشرفون على تأمين متطلبات الحياة اليومية فيها

أوباما: الائتلاف الوطني الممثل الشرعي للشعب السوري

اعترفت الولايات المتحدة بالائتلاف الوطني السوري المعارض باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري.

واعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن مكونات الائتلاف الذي تشكل أخيرا يضم عددا كافيا من الجماعات التي تمثل أطياف الشعب السوري.

وقال أوباما في مقابلة أذاعتها شبكة أي بي سي الأمريكية الثلاثاء ” لقد اتخذنا قرارا بأن ائتلاف المعارضة السورية شامل الآن بما يكفي، ويعكس ويمثل بدرجة كافية الشعب السوري”.

واضاف أوباما” نحن نعتبرهم الممثل الشرعي للشعب السوري في مواجهة نظام الأسد”.

وجاء إعلان أوباما عقب إدراج الحكومة الأمريكية” جبهة النصرة” السورية الإسلامية المتشددة والتي يشتبه في أن لها صلة بتنظيم القاعدة على قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

وتعتبر الخارجية الأمريكية، في قرارها، الجبهة التي تدعو لإقامة دولة إسلامية في سوريا، تابعة لتنظيم القاعدة في العراق.

وقال الرئيس الأمريكي إن الاعتراف بالائتلاف الوطني يرافقه أيضا مسؤوليات، مشيرا إلى أن على الائتلاف “التأكد من أنه ينظم نفسه بشكل فعال ويمثل كل الأطراف ويلزم نفسه بعملية انتقال سياسي تحترم حقوق المرأة والأقليات.”

“جبهة النصرة .. إرهابية”

وفي الوقت نفسه، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على اثنين من قادة جبهة النصرة.

وقال مسؤولون أمريكيون ان جبهة النصرة أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ نحو 600 هجوم في المدن الكبرى راح ضحيتها الكثير من السوريين الأبرياء خلال الانتفاضة على الأسد التي مضى عليها 20 شهرا.

وقال فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية في بيان “من خلال هذه الهجمات حاولت النصرة تصوير نفسها على أنها جزء من المعارضة السورية المشروعة ولكنها في الواقع محاولة من جانب القاعدة في العراق لخطف نضال الشعب السوري لتحقيق أغراضها الخبيثة.”

وأقر مسؤولون أمريكيون بأن هذه الخطوة من غير المحتمل أن تؤدي على الفور إلى تقليص أنشطة جبهة النصرة لكنهم قالوا إنها إشارة مهمة للمعارضة السورية وانصارها الأجانب ولاسيما في الخليج بأن النصرة ينبغي ألا تلعب دورا في الانتقال السياسي في سوريا في نهاية المطاف.

وقال مسؤول أمريكي رفيع للصحفيين تعليقا هذه الخطوة “اعتقد ان الدول الأخرى المعنية بمساعدة المعارضة المسلحة ستحمل على محمل الجد بدرجة أكبر مخاوفنا بشأن جبهة النصرة ونفوذها المتزايد.”

واضاف قوله “من المهم للدول أن تفهم ماهية النصرة وما تمثله.”

واتهمت فصائل معارضة سورية أخرى جبهة النصرة باستخدام أساليب عشوائية في الصراع الدائر في سوريا.

إيران وحزب الله

وسعت وزارة الخزانة الأمريكية أيضا لتجميد ممتلكات للحكومة السورية عن طريق فرض عقوبات على جماعتي ميليشيا تعملان تحت قيادة حكومة الأسد وهما الجيش الشعبي والشبيحة بالإضافة إلى قائدين في جماعة الشبيحة.

وإضافة إلى جبهة النصرة السورية اتخذت الولايات المتحدة إجراءات ضد جماعتي ميليشيا لهما صلات بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

جاءت هذه الخطوة في الوقت الذي يشارك فيه مسؤولون أمريكيون في اجتماع أصدقاء سوريا في مراكش بالمغرب لبحث الأزمة السورية المستمرة منذ 20 شهرا.

وقالت وزارة الخزانة في بيان إن الميليشيات التي تستهدفها جزء من حملة نظام الأسد على مواطني سوريا. وأضافت أن الجيش الشعبي تربطه صلات بإيران وحزب الله.

وقال ديفيد كوهين مساعد وزير الخزانة لشؤون مكافحة الارهاب والمخابرات المالية “ستستمر الولايات المتحدة في سعيها الصارم وراء من يقوضون آمال الشعب السوري في وجود حكومة ممثلة له لا تستخدم العنف ضد مواطنيها.

واضاف “سنستهدف الميليشيات الموالية للأسد كما سنستهدف الإرهابيين الذين يتدثرون براية المعارضة المشروعة.”

BBC © 2012

بريطانيا لا تستبعد أي خيار بشأن سوريا

لندن (رويترز) – حذر وزير خارجية بريطانيا وليام هيج الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأربعاء من استخدام أسلحة كيماوية وقال إن بلاده لا تستبعد أي خيار لإنقاذ الأرواح في سوريا.

واضاف في بيان “تحتاج سوريا لعملية انتقال سياسي تقود إلى تشكيل حكومة جديدة شاملة وتتمتع بسلطة تنفيذية كاملة. هذا هو النهج الذي سيحقق على الأرجح الاستقرار في البلاد.”

وتابع قوله “لكننا في المملكة المتحدة لا نستبعد أي خيار لإنقاذ الأرواح. يجب ألا يراود نظام الأسد أدنى شك في عزمنا والا يسيء تقدير رد فعلنا على أي استخدام لأسلحة كيماوية أو بيولوجية ضد الشعب السوري.”

فرنسا تقول إنها غير مستعدة لتسليح المعارضة السورية

مراكش (المغرب) (رويترز) – قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم الأربعاء إن فرنسا ليست مستعدة بعد لتزويد مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح رغم تشكيل مجلس عسكري جديد للمعارضة.

وقال للصحفيين قبل اجتماع مجموعة “أصدقاء سوريا” الذي يضم 130 دولة في مراكش “في الوقت الراهن قررنا عدم التحرك . سنرى خلال الاشهر القليلة القادمة.”

وأظهرت مسودة إعلان أن قوى عالمية ليس من بينها روسيا والصين اعترفت بالائتلاف الوطني السوري المعارض باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. لكن المواقف متباينة بشأن تسليح مقاتلي المعارضة.

وتتبنى قوى غربية كثيرة موقفا متحفظا بشأن إرسال أسلحة لأنها تعتقد أن بعض جماعات المعارضة المسلحة خاصة جبهة النصرة مرتبطة بتنظيم القاعدة وستسعى لفرض الشريعة الإسلامية إذا نجحت في الإطاحة الرئيس بشار الأسد.

ورحب فابيوس الذي كانت حكومته أول من اعترف بالمعارضة السورية بتشكيل المجلس العسكري للمعارضة باعتبار أن ذلك يساعد على تنسيق العمليات العسكرية لفصائل المقاتلين.

لكنه قال إن الشكوك تجاه جبهة النصرة التي اعتبرتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية تمثل “مشكلة” مما يعني أن فرنسا وبريطانيا لا تعتزمان إعادة النظر في تمديد حظر السلاح المفروض على سوريا ومدته ثلاثة أشهر.

ومضى يقول “بالنسبة للوقت الراهن فإننا لا نتحرك (في هذا الشأن) … ليس هناك مجال لإشراك الجهاديين في هذه الآلية وسيحتاج هذا إلى مزيد من النقاش الآن بعد إضافة جبهة النصرة لقائمة (المنظمات الإرهابية).”

وذكر فابيوس أن الشكوك بشأن ارتباط بعض جماعات المعارضة المسلحة بتنظيم القاعدة دفعت أجهزة المخابرات الفرنسية للتحقيق في كيفية حصول هذه الجماعات على التمويل.

ومضى يقول “الصعوبة الأساسية تكمن في زيادة جرأة المقاومة وتسريع سقوط الأسد دون تدمير المؤسسات القائمة. لا نريد أن نمضي في الطريق الذي سلكه العراق.”

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

زعيم المعارضة السورية يدعو العلويين الى العصيان المدني

مراكش (المغرب) (رويترز) – دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب الأقلية العلوية في بلاده يوم الأربعاء الى القيام بعصيان مدني ضد الرئيس بشار الأسد الذي ينتمي لهذه الأقلية ويواجه انتفاضة على حكمه تقودها الأغلبية السنية.

وقال الخطيب في اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا المنعقد في المغرب إن المعارضة ستحمل القوى العالمية خاصة روسيا المسؤولية اذا استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية. وحث ايران على سحب أفراد قال إنهم يقدمون الدعم للأسد في الصراع المستمر منذ 20 شهرا.

وأضاف الخطيب امام الاجتماع “أوجه رسالة مباشرة الي الاخوة العلويين ونقول بكل صراحة ان الثورة السورية تمد يديها لكم فمدوا ايديكم لها وابدأوا العصيان المدني ضد النظام فقد ظلمكم كما ظلمنا.”

ومضى يقول “اننا نحمل المجتمع الدولي وخاصة روسيا كامل المسؤولية في حال استخدم النظام الاسلحة الكيميائية ضد شعبنا.”

ودعا الخطيب الذي انتخب الشهر الماضي رئيسا للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة ايران وحزب الله حليفي الأسد الى سحب دعمهما له.

وقال “نطالب النظام الايراني بسحب كافة خبرائه من سوريا كما نطالب قيادة حزب الله بسحب اي مقاتلين لها ان وجدوا في سوريا

حجاب لرئاسة الوزراء.. طلاس للدفاع.. مقدسي للخارجية؟!

صحيفة الجمهورية اللبنانية

ما يجري داخل سوريا هذه الأيام يوحي بأنّ تطوّراً دراميّاً قد يقلب المعادلات رأساً على عقب، بالنسبة إلى تطوّر الأحداث الميدانية والسياسية فيها.

 كان لافتاً حجم التصريحات التي صدرت من غير جهة بالنسبة إلى طبيعة المحادثات الجارية بين القوى الدولية التي تتعاطى في الشأن السوري، وكذلك بالنسبة إلى حجم “الاعترافات” الدولية بالائتلاف الوطني السوري المعارض عشية اجتماع أصدقاء الشعب السوري في المغرب. تطوّرات تمهّد لحصول متغيّرات من شأنها أن تعيد “ترصيد” حسابات الربح والخسارة بين أطراف النزاع.

في المعلومات التي تسنّى الاطّلاع عليها من مصادر في الخارجية الأميركية، أنّ اجتماع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الثلاثي مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الدولي الخاص الى سوريا الأخضر الابراهيمي في دبلن، ومن ثمّ الاجتماع الثلاثي الذي ضمّ الأخير مع كلّ من نائب وزيرة الخارجية الأميركية ونائب وزير الخارجية الروسية في جنيف، أفضيا الى أرضية مشتركة جديدة اكثر من ايّ وقت مضى بين الطرفين بالنسبة الى مستقبل الصراع في سوريا.

تقول تلك المصادر إنّ الأميركيين عرضوا شرحاً ميدانيّا عن “واقع الحال” الحقيقي لبشّار الأسد وقوّاته على الارض، بيّن للروس أنّ وضعه قد شارف على النهاية. وأكّد الاميركيون أنّ الأسد لم يعد قادراً على استرجاع أيّ من المناطق التي يخسرها على الارض، وخصوصاً في ريف دمشق، والمعلومات التي تمّ تداولها أمس، تشير إلى أنّ الاشتباكات انتقلت الى أحياء في قلب العاصمة دمشق نفسها.

وتلفت تلك المصادر إلى أنّ قوات المعارضة عدلت عن خططها لإسقاط المدن الكبرى، لمصلحة تطويقها وعزلها بعد إسقاط القواعد العسكرية والحواجز وخطوط الإمداد المحيطة والمؤدّية إليها، واستبدال هذا الخيار بتطويق العاصمة مباشرة، من دون التسرّع في دخول حرب شاملة مكشوفة فيها، لا يزال النظام قادراً على خوضها وإيقاع خسائر جسيمة في صفوف مقاتلي المعارضة، في حال اقتحموا المدينة دفعة واحدة.

وتضيف المصادر أنّ الروس أبلغوا الأميركيين أنّهم خاضوا نقاشاً جدّياً مع الأسد في إمكان تأمين مخرج ملائم له، على رغم تأكيدهم خلال تلك الاجتماعات أنّ الخيار الأفضل يبقى في محاولة تأمين بقاء الأسد في السلطة حتى سنة 2014 من دون صلاحيات مع تولّي حكومة تضمّ المعارضة وممثلين عن النظام ممّن لم تتلطّخ “أيديهم بالدماء”.

في المقابل، يرى الأميركيّون أنّ هذا الاقتراح قد لا يلقى قبولاً لدى المعارضة السورية بكلّ انتماءاتها، سواءٌ أكانت في الخارج أم في الداخل. لكنّهم يعتقدون أنّ اقتراحاً يتضمّن تشكيل حكومة انتقالية مناصفة بين بقايا النظام والمعارضة، قد يكون خياراً ملائماً. وتداول البعض تكليف رياض حجاب برئاستها، على أن تضمّ مناف طلاس وزيراً للدفاع وجهاد مقدسي وزيراً للخارجية، شرط ضمان خروج الأسد نهائيّاً من المعادلة.

حظوظ هذا الاقتراح تبقى مرهونة بما يمكن أن يتحقّق في اجتماع “أصدقاء الشعب السوري” في المغرب الذي يبدأ أعماله الرسمية اليوم، حيث من المتوقّع أن يستمع المجتمعون إلى تقارير مختلفة، سواء من الأطراف الدولية أو من الإبراهيمي أو من المعارضة السورية نفسها.

تؤكّد تلك المصادر أنّ وليم بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأميركية والذي سيمثلها في الاجتماع، بسبب إصابة كلينتون بالتهاب جرثومي في معدتها، سيلتقي منفرداً قيادة الائتلاف الوطني السوري، ليستمع إلى شروحاتها عن مشروعها للمرحلة الراهنة وطريقة إدارتها لهذا المشروع قبل الحديث عن المرحلة الانتقالية، لأنّ إدارة هذه المرحلة يتوقّف عليها الكثير بالنسبة الى المستقبل. فالمشكلة بالنسبة الى الإدارة الأميركية لا تقتصر ولا تقف عند “اليوم التالي”، بل كيف سنصل الى اليوم الذي سيسقط فيه الأسد.

خطوة توحيد الفصائل العسكرية لـ”الجيش السوري الحر” واستبعاد التنظيمات الأصولية منها، وخصوصا “جبهة النصرة”، تمّ النظر اليها بكثير من الارتياح، خصوصاً أنّ المعطيات التي قدّمها ممثّلو المعارضة السورية في واشنطن للإدارة الاميركية مباشرة، حول خطط العمل السياسية والمدنية والإغاثية الجاري تطبيقها في المناطق التي تمّت السيطرة عليها، سمح بإزالة الكثير من الهواجس، التي تحتاج الى جهود إضافية لترسيخها.

وفي اعتقاد تلك المصادر أنّ الاعترافات الدولية الأخيرة، وخصوصاً من الاتّحاد الأوروبي بالائتلاف الوطني ممثلاً شرعيّاً ووحيداً للشعب السوري، مؤشّر على أنّ كلينتون ستعلن الشيء نفسه في المغرب.

وتؤكّد تلك المصادر أنّ المعلومات تشير الى أنّ الاسد الذي التقى الروس أخيراً، يبدو فاقد الثقة بهم وبغيرهم ليؤمّنوا له مخرجاً أو ملجأً لائقاً في حال قرّر الخروج. وتقول تلك المصادر إنّ الاسد يخشى على حياته فعليّا، كما يخشى مجرّد الحديث أو التكهّن بإمكان قبوله هذا النوع من الاقتراحات، خوفاً من انعكاساتها على الدائرة الداخلية المحيطة به.

وفي اعتقاد تلك المصادر أنّ الأسد فقد أيّ قدرة فعلية على استعمال أسلحته الكيماوية. فالاعتراض الروسي على استعمال هذا السلاح كان حاسماً قبل أن يكون اعتراضاً غربيّاً وأميركياً.

فالأسد يعلم أنّ لجوءه الى هذا الخيار سيسرّع في خروجه من اللعبة نهائيّاً، تماماً كما يخشى انقلاب الدائرة السياسية والعسكرية المحيطة به، فيما لو قرّر إعلان قبوله بالبحث في المخرج المشرّف والملائم له. وتخلص المصادر إلى أنّنا أمام بضعة أشهر، إذا لم يكن أقلّ من ذلك بكثير، مشيرة الى أنّ مراقبة التصريحات الإيرانية حول هذا الموضوع مفيدة لتحديد ساعة الصفر.

واشنطن بوست تكتب عن جهود الإغاثة السورية ومشفى أورينت بتركيا

أورينت نت- ترجمة سرى علوش واشنطن بوست

بقلم: كارول موريلو

غرف عمليات، ووحدات عناية مشددة يتم تجهيزها في منزل جمركي مهجور، على بعد عدة ياردات من هنا، وعبر الحدود السورية في منطقة يسيطر عليها الثوار في معبر باب الهوى.

مقاتلو الثوار والمدنيون المصابون بإصابات رهيبة يصلون كل يوم بحاجة ماسة للعلاج الطبي. وعلى الرغم من أن الطائرات الحربية السورية أطلقت القذائف في أماكن قريبة وأن مسؤولين في الاستخبارات الدولية حذروا من أن هذه القذائف ستصبح قريباً مجهزة برؤوس كيماوية, فإن الطبيب الباطني السوري منذر يازجي والأطباء الذين يعمل معهم يقولون إنهم مصممون على افتتاح المستشفى الذي يحوي 60 سريراً في القريب العاجل.

يقول يازجي الذي كان مقيماً في الولايات المتحدة مدة عشرين عاماً ويدير حالياً جمعية خيرية سورية للإغاثة الطبية في تركيا: ” نحن في المرحلة النهائية من انهيار النظام وعلينا أن نكون مستعدين من اليوم الاول.” والمستشفى, كما يقول, سوف يتبرأ من كل ما يمثله الرئيس السوري بشار الأسد, وهذا يعني علاج أفراد قوات الأمن الذين تم أسرهم وهم يقاتلون ضد الثوار لمساندة حكومة الأسد؛ الحكومة نفسها التي اعتقلت وعذبت وقتلت أطباء قدموا المساعدة الطبية للمحتجين ومقاتلي الثوار على مدى الصراع المستمر منذ عشرين شهراً.

“نحن لسنا مثلهم” , يقول يازجي في مكتبه الذي لا يحمل إشارة في إحدى الشقق في بناء في الريحانية على الجانب التركي من الحدود.

البلدة عالقة بين الحرب والسلام. إنها مليئة بالحالمين الذين يمضون قدماً بخطط لمستشفيات جديدة ومجالس بلديات ومحاكم مدنية وأقسام شرطة وحتى جمع القمامة في أجزاء من شمال غرب سوريا التي تسيطر عليها قوات الثوار. لكنها أيضاً مكان غارق في الألم. مئات الجرحى السوريين تم إحضارهم عبر الحدود في حاجة إلى الرعاية المتخصصة غير المتوفرة هنا في الوقت الحالي.

وسكان الريحانية, الذين يبلغون 60000 شخص, معظمهم من العرب السنة الذين تربطهم علاقات أسرية حميمة مع السوريين الذين يعيشون على الجانب الآخر من الجبل وراء سياج من الأسلاك الشائكة يعلم الحدود. لقد رحبوا كثيراً بالسوريين الذين بحثوا عن ملاذ آمن بينهم والذين وصل عددهم إلى 15000 نازح, وهو تناقض صارخ مع المدن التركية ذات الكثافة السكانية العالية من العلويين التابعين لطائفة الأسد المندمجة مع الشيعة , حيث خرج المتظاهرون هناك دعماً للرئيس السوري.

وقد غض المسؤولون المحليون النظر عن سوريين يبيعون سيارات مستعملة مشكوك في مصدرها, أو صحون بلغارية للزينة , في بقعة أرض شاغرة قرب مركز التأهيل. لقد استوعبوا أكثر من عشرين جماعة إنسانية دولية تبحث عن طرق هادئة للتبرع بالدواء والطعام السوريين دون أن تلفت الأنظار حيث أنه ليست كل المنظمات مسجلة لدى الحكومة التركية.

“أتينا بتأشيرات سياحية”, يقول أحد العاملين في منظمة غير حكومية مقرها أوربا تحدث شريطة ألا يتم ذكر اسم المجموعة. “نجري القليل من الاتصالات هنا.. ثم نتعرف على بعض الناس الذين يعملون على الحدود. إذا أعجبتهم سيدعونك تقوم بعملك. كل الأشياء مسألة شخصية.”

وفي نفس الوقت ينتفع السكان مادياً من اللاجئين. العديد من الملاك رفعوا الإيجارات خمسة أضعاف, والتجار وضعوا لافتات مكتوبة بخط اليد بالعربية على واجهات محلاتهم لجذب اللاجئين الذين يملكون القليل من المال لينفقوه.

الاحتياجات الطبية الكبيرة

يتم إحضار عشرة إلى عشرين شخص يومياً عبر الحدود- أطفال برصاص في جماجمهم, مسنون أقدامهم منتفخة وحمراء مع جروح نازفة, شباب مصابون بالشلل من الخصر إلى الأسفل بسبب الشظايا أو الرصاص.

مراكز التأهيل الثلاثة في الريحانية يعمل فيها أطباء سوريون, العديد منهم غادروا البلاد لتجنب الاعتقال بسبب معالجة الثوار والمحتجين المدنيين. معظمهم ليس لديه رخصة لتقديم أكثر من علاج أولي, ويخافون من التعذيب والموت إذا عادوا إلى سوريا.

“هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها حكومة أطباء”. يقول يازجي الذي يقوم بجولات دورية في بلدات سوريا المحاصرة بصفته رئيساً لمظلة اتحاد المنظمات السورية للإغاثة الطبية. ويقول إن حوالي 50 طبيباً سورياً تم اعتقالهم وقتلهم منذ بدء الانتفاضة. كانت هناك علامات تعذيب على أجسادهم عندما أعيدوا إلى أسرهم.

الكثير من المساعدة الإنسانية في الريحانية يتم دعمها عن طريق تبرعات السوريين المغتربين الأثرياء. مستشفى صغير على سبيل المثال يتم تمويله من قبل مالك تلفزيون أورينت: شخصية معارضة سورية بارزة تبث شبكته التلفزيونية من دبي في الإمارات العربية المتحدة.

هناك شعور بالمرارة بسبب انحسارالدعم الدولي. يقول ياسر سعيد؛ محامي سوري يدير مركزاً لإعادة التأهيل في البلدة يحوي 80 سريراً: ” نتفهم عدم توفير الأسلحة, ولكن لماذا ليست هناك إمدادات طبية؟”

قام حسين المصطفى بتحضير بعض الاحتياجات, وهو جراح قال إنه هرب من منطقة شمال غرب سوريا في محافظة حلب تجنباً للاعتقال بسبب مساعدة المحتجين. استطاع أحد مراكز إعادة التأهيل تأمين جهاز أشعة, ولكنه كان قديماً جداً بحيث لم يتمكن الأطباء أن يجدوا فيلماً له. لا يستطيع المركز تأمين دواء ‘كليكسين’ , وهو عقار يوقف الدم من تشكيل جلطات محتملة تهدد الحياة. وهناك حتى الآن عدد قليل جداُ من الكراسي المتحركة ومؤونة أسبوع من مسكن غابابانتين للمرضى الخمسة والعشرين الذين يحتاجونه.

في غرفة مطلية بالأخضر الحليبي يستلقي صلاح حسين الجياري ذو الاثنتي عشرة سنة في سريره مع شظيتين استقرتا واحدة في عموده الفقري والثانية في عينه اليمنى التي فقدت البصر. لقد أصيب بالشلل في منطقة تحت خصره. صلاح الذي يعشق كرة القدم, ويريد أن يصبح طبيباً عندما يكبر قال إنه كان متوجهاً إلى السوق في قريته أبو ضهور قرب إدلب عندما سقطت قذيفة مدفعية قربه. اقتاده الجيران إلى تركيا لإجراء العمل الجراحي له. شقيقاه الأكبر سناً واللذان انضما إلى قوات الثوار غادرا ليبقيا إلى جواره ويقوما برعايته. أخبرهما الأطباء أن صلاح يحتاج إلى رعاية أكثر تخصصاً لانتزاع الشظايا المعدنية المتبقية في جسمه. ” هل يمكن أن تأخذه خارج البلاد؟”, سأل شقيقه أحد الزوار.

بناء المؤسسات

وقال يازجي إنه سينقل مقر منظمته إلى مستشفى في معبر باب الهوى الحدودي حالما يتم افتتاحها. هو يؤمن أن نظام الأسد سينهار خلال أسابيع لا أشهر, وقد أخبر زوجته إن لقاءهما القادم سيكون في سوريا.

وسيم طه, رئيس المنظمة السورية للاجئين يعتقد أن ذلك سيستغرق وقتاً أطول, ولكنه أيضاً يخطط للمستقبل, وقد تحول تركيزه من تنسيق المساعدات إلى بناء المؤسسات.

لقد تم تشكيل أكثر من ثلاثين مجلساً للمدنيين في شمال سوريا يمكن من خلالها توزيع المعونات المادية وتقديم مساعدات أخرى, كما يقول طه الذي يعمل من شقة يستخدمها كمكتب مجهزة بجهازي كمبيوتر محمولين وطاولة. إنه يحاول الحصول على محامين لبناء محاكم مدنية, ويبحث عن المال ليدفع الأجور للمحامين والقضاة ورجال الشرطة. ويقول أيضاً إن عدة حكومات أوربية قدمت الدعم المالي من أجل بناء المؤسسات المدنية, ولكن الولايات المتحدة لم تفعل.

طه مصمم الأزياء السابق الذي انخرط في المعارضة السياسية لعدة سنوات يقول: ” إذا طالت مدة سقوط النظام سيتولى المتطرفون زمام اللأمور, وهذا سيدمر سوريا”.

العنوان الأصلي للمقال: ( في بلدة حدودية تركية: أطباء سوريون ولاجئون يخططون لمستقبل جديد)

المصدر: (واشنطن بوست) 10 ديسمبر 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى