أحداث الأربعاء 15 تشرين الأول 2014
التحالف يبطئ الزحف على عين العرب
واشنطن، لندن – «الحياة»
< بدا أمس أن قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مصممة على تقديم كل عون ممكن للقوات الكردية التي تدافع عن مدينة عين العرب (كوباني) في مواجهة تنظيم «الدولة الاسلامية – داعش» الذي يحاول منذ أسابيع اقتحامها ونجح الإثنين في الوصول إلى وسطها. لكن الأكراد تمكنوا أمس من استعادة هضبة استراتيجية تقع خارج عين العرب مستفيدين من تنفيذ طائرات التحالف 21 غارة على مواقع «داعش»، وهذا المرة الأولى التي يصل في عدد الغارات إلى هذا الرقم منذ بدء ضربات التحالف الذي يضم دولاً عربية.
وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض مساء أمس، أن الولايات المتحدة لا تزال تبحث مع المسؤولين الأتراك في استخدام قاعدة عسكرية تركية في القتال ضد «داعش»، مشيراً إلى أن الضربات الجوية التي يتم توجيهها للدفاع عن مدينة عين العرب محدودة التأثير نتيجة غياب قوة على الأرض تستطيع إنهاء حصار التنظيم لهذه البلدة.
وفي ظل هذه التطورات، افتتح قائد الأركان في الجيش الأميركي مارتن ديمبسي، بحضور الرئيس الأميركي باراك أوباما وممثلين عن ٢١ دولة، مؤتمراً للدول المتحالفة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» شاركت فيه تسع حكومات عربية على رأسها السعودية، إلى جانب تركيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول. وتسود خلافات بين الحاضرين في شأن إنشاء مناطق عازلة على الحدود السورية، خصوصاً بين أنقرة وواشنطن. فيما هناك خلافات داخلية في إدارة أوباما نفسها حول إمكان استخدام قوات برية في قتال تنظيم «الدولة».
وارتأى أوباما حضور الساعات الأولى من المؤتمر في قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن بهدف تأكيد الانخراط الرئاسي في الاستراتيجية ضد «داعش»، وإعطاء صورة قيادية للرأي العام الأميركي قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات النصفية للكونغرس، ووسط شكوك في شأن الاستراتيجية الحالية بسبب استمرار تقدم «داعش» في كل من سورية والعراق.
وانضم إلى كبار الضباط الأميركيين نظراؤهم من 21 دولة وهم ممثلو حكومات بريطانيا وفرنسا وتركيا وألمانيا وأستراليا وبلجيكا وكندا والدنمارك وإسبانيا وإيطاليا ونيوزيلندا وهولندا والسعودية والبحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة والعراق والأردن والكويت ولبنان وقطر. وأكد البيت الأبيض أن المجتمعين «سيبحثون في جهود الائتلاف في الحملة الجارية حالياً ضد داعش»، من دون رفع سقف التوقعات أو تحديد أهداف ملموسة قد تنتج عن الاجتماع.
وتسود خلافات فريق أوباما، وسط حديث وزارة الدفاع وديمبسي عن إمكان الحاجة إلى قوات برية في مرحلة لاحقة لاستعادة الموصل من «داعش»، لكن مستشارة الأمن القومي سوزان رايس ترفض كلياً هذا الاقتراح. وتؤكد مصادر موثوق بها لـ «الحياة» أن رايس هي الأقرب الى أوباما اليوم ولها الثقل الأكبر في رسم الاستراتيجية والتأثير في الرئيس الأميركي، وليس ديمبسي أو نائب الرئيس جو بايدن أو وزير الخارجية جون كيري.
وفي لندن، قال المبعوث الدولي – العربي السابق الأخضر الإبراهيمي إن الرئيس السوري بشار الأسد والمحيطين به وإيران «لا يزالون يراهنون على الحل العسكري» ويعتقدون انهم «سينتصرون ويستعيدون السيطرة على كل سورية»، لكنه قال إنه «لا تمكن العودة بسورية الى ما قبل آذار (مارس) 2011». وأضاف الإبراهيمي في لقاء مع باحثين في «المعهد الملكي للدراسات الدولية» (تشاتام هاوس) أمس، أن الحد الأقصى الذي يمكن ان يقبل به الاسد حالياً هو «ضم بعض المعارضين اللطفاء الى الحكومة من دون أي تغيير جوهري» لأن موقف النظام هو دائماً انه ليست هناك مشكلة داخلية، وانه إذا ما توقف الدعم عن المعارضة فإن الامور ستعود الى «سيطرة كاملة» له. وتابع الإبراهيمي أنه «حزين جداً ومتألم أن يرى سورية تدمر بهذه الطريقة».
ميدانياً، أعلنت القيادة الوسطى الأميركي (سنتكوم) أن طائرات التحالف نفذت 21 غارة جوية على محيط عين العرب وغارة واحدة في العراق. وقالت القيادة في بيان إن الضربات يومي الإثنين والثلثاء والتي شاركت فيها طائرات سعودية مقاتلة دمرت أو ألحقت أضراراً بمبان تابعة لتنظيم «داعش» ودمرت ثلاث مجمعات أخرى. وذكرت «رويترز» أنه سُمع دوي انفجارات في عين العرب وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد من الجانب التركي من الحدود على بعد بضعة كيلومترات. وأضافت أن المقاتلين الأكراد استعادوا كما يبدو السيطرة على هضبة قرب كوباني وسط ثلاث مناطق سكنية في سيفتك. ورفعت وحدات حماية الشعب الكردية رايتها على الهضبة التي كانت راية «الدولة الإسلامية» ترفرف عليها بالأمس.
غارات الجيش التركي تهدد التسوية مع أوجلان
أنقرة – «الحياة»
تعرّضت مسيرة الحلّ السلمي للقضية الكردية في تركيا، لهزة عنيفة، بعدما شنّت مقاتلات غارات على مواقع لـ «حزب العمال الكردستاني» في جنوب شرقي تركيا، للمرة الأولى منذ بدء العملية السلمية قبل سنتين. وأكد «الكردستاني» تعرّض مواقعه للغارات، معتبراً الأمر انتهاكاً لوقف للنار أعلنه في آذار (مارس) 2013، تزامناً مع بدء انسحاب مسلحيه من تركيا، لتسهيل مسيرة الحل السلمي.
وجاءت الغارات وسط توتر في تركيا، إذ نظم الأكراد تظاهرات الأسبوع الماضي سقط خلالها عشرات القتلى. وكانوا يحتجون على رفض أنقرة نجدة مدينة كوباني (عين العرب) الكردية الحدودية في سورية، والتي تقاوم هجوماً عنيفاً يشنّه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وأعلن الجيش التركي أنه ردّ بـ «أقوى وسيلة ممكنة» على هجوم شنّه «الكردستاني» بقاذفات «آر بي جي»، على مخفر للجيش في داغلجه بإقليم هكاري المحاذي للعراق، إذ نفّذ عملية ضد الحزب دامت 3 أيام، مستخدماً سلاح الطيران للمرة الأولى منذ سنتين.
وأعلن الجناح العسكري لـ «الكردستاني» أن قواته لم تتكبّد خسائر بشرية، علماً بأن وكالة «فرات نيوز» المقرّبة منه أفادت بأن الغارات استهدفت 5 مواقع في محيط هكاري. وقدّمت رواية مغايرة للأحداث، إذ أشارت إلى أن مدفعية الجيش قصفت المتمردين في المنطقة طيلة 3 أيام، ما اضطر «الكردستاني» إلى الرد بإطلاق النار على وحدة عسكرية.
وعلّق رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو على الغارات، متحدثاً عن اتخاذ الجيش «تدابير لازمة» بعدما أطلق المتمردون النار على موقع عسكري. وأضاف: «يستحيل أن نتسامح مع هذه (الهجمات)، أو نسترضيها».
وكان داود أوغلو اتهم الأكراد باستخدام عملية السلام وسيلة لـ «ابتزاز» تركيا من أجل إنجاد كوباني. واستدرك أن عملية السلام «ليست مرتبطة بكوباني ولا بأي حدث خارج حدودنا». وزاد أن هذه العملية «مهمة جداً بالنسبة إلينا، رجاءً لا تنسفوها».
لكن رئيس «حزب السلام والديموقراطية» الكردي صلاح الدين دميرطاش انتقد الحكومة التركية لمنعها «آلافاً» من الشبان الأكراد من عبور الحدود للقتال في كوباني، وسأل: «كيف نصدق الحكومة التي تعلن أنها تعامل الأكراد على أنهم إخوتها، فيما تترك أكراد سورية يُذبحون على يد داعش؟».
وتشهد مسيرة السلام مشكلات، أهمها تهديد زعيم «الكردستاني» عبد الله أوجلان بإنهاء المفاوضات إن لم تعلن حكومة داود أوغلو اليوم رسمياً خريطة حل سياسي للقضية الكردية. وكانت الحكومة أطلعت «حزب السلام والديموقراطية» على مسوّدة من 6 صفحات لـ «خريطة طريق» مقترحة، تحدد تواريخ لكل خطوة.
وانتقدت قيادات كردية الخريطة، لعدم تضمّنها أي جديد أو خريطة سياسية، لكن الحكومة أكدت اتفاقاً على ملامحها مع أوجلان. وتتفاقم نبرة التذمر بين القيادات الكردية إزاء أوجلان، وتتهمه بالتفريط بالقضية الكردية، في مقابل وعد من الحكومة بإطلاقه قريباً.
إلى ذلك، أعلن بولنت أرينش، نائب رئيس الوزراء التركي، أن الرئيس رجب طيب أردوغان أمر بإعادة النظر في وثيقة الأمن القومي، إذ يعتبر الاحتجاجات الكردية الأخيرة تهديداً للأمن القومي وأعمالاً إرهابية.
أين وصل “داعش” بعد عامين من ولادته؟
بيروت – “الحياة”*
شن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في الآونة الأخيرة هجمات عدة يسميها “غزوات” في العراق وسورية وأخيراً في بلدة عرسال في شرق البقاع اللبناني.
في تلك الهجمات، سيطر التنظيم على مساحات شاسعة من الأراضي والمدن، ونجح في الحفاظ على بعضها وخسر البعض الآخر. فإلى أين يتجه “داعش”؟.
يسيطر التنظيم على عدد من المدن في العراق، مثل الموصل، وهي ثاني أكبر المحافظات العراقية، وسهل نينوى، وأجزاء من الأنبار. يحاربه الجيش العراقي والصحوات التابعة للعشائر السنية، والميليشيات الشيعية، وأخيراً دخل طيران التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سورية والعراق والذي نفذ عدداً من الغارات على تجمعات التنظيم، الذي خسر سد الموصل الاستراتيجي القريب من أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
ويضع التنظيم الخطط بشكل مستمر من أجل السيطرة على المزيد من الأراضي في هذه البلدان، كما حصل في بلدة عرسال اللبنانية، التي نفذ هجوماً كبيراً عليها انطلاقاً من جرودها ومناطق القلمون السوري، وذلك بهدف السيطرة عليها والزحف نحو مناطق الهرمل وعكار للوصول إلى مدينة طرابلس شمال لبنان، الواقعة على البحر الأبيض المتوسط بهدف الحصول على منفذ بحري لدولة “الخلافة الإسلامية”، بعد فشله في تحقيق ذلك في اللاذقية السورية.
لكن هذا الهجوم فشل بعد تصدي الجيش اللبناني له، وعاد عناصر التنظيم إلى الجرود وبرفقتهم أكثر من 30 جندياً لبنانياً أسرى يفاوض الدولة اللبنانية عليهم، لإطلاق سراح قادة له في السجون اللبنانية.
أما في سورية، فيسيطر التنظيم على محافظة الرقة بأكملها، وعلى كامل أرياف دير الزور، وهي المناطق التي تضم حقول النفط والغاز. وتمت تسمية دير الزور بـ”ولاية الخير”. وللرقة ودير الزور حدود مع المناطق التي سيطر عليها التنظيم في العراق، فقام بوصل المناطق بعضها ببعض، وقام أيضاً بإزالة السواتر الترابية بين الأراضي العراقية والسورية، معلناً بذلك تدمير حدود “سايكس بيكو”.
ووفق المرصد السوري لحقوق الانسان، فتنظيم “داعش” يسيطر على 35 في المائة من أراضي الدولة السورية.
ومنذ أسابيع يشن التنظيم هجوماً كبيراً على مدينة كوباني الكردية السورية على الحدود التركية السورية، بهدف السيطرة عليها وطرد مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية منها وفتح الباب أمام تسهيل تدفق المسلحين الأجانب عبر الحدود التركية وجعل حدود الدولة الإسلامية للمرة الأولى على تماس مباشر مع تركيا، وفصل المناطق الكردية في سورية، مثل الحسكة والقامشلي مثلاً، الذي يهدف إلى افشال المشروع الكردي للإدارة الذاتية التي أعلن عنها حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي.
يذكر أن كوباني تشكل قيمة معنوية لحزب “العمال الكردستاني”، الذي لجأ زعيمه عبدالله أوجلان إليها بعد هروبه من تركيا في العام 1979، إضافة إلى انتماء عدد من قادة الحزب إليها.
ويسعى “داعش” أيضاً إلى السيطرة على المزيد من الأراضي العراقية، بهدف توسيع أراضي دول “الخلافة الإسلامية”.
كما يخطط لإعادة الهجوم على قرى لبنانية شرق البقاع وفي شمال لبنان بهدف السيطرة عليها وفتح ممر آمن له، وفق ما تشير تقارير أمنية لبنانية.
ووفق مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط، فإن جاذبية “الدولة الإسلامية” في نظر عناصرها ليست فقط مجرّد جاذبية أيديولوجية، بل تقوم على العمل للانتقام من المظالم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فضلاً عن السعي وراء السلطة والمال، وأيضاً لتعزيز الشعور بالانتماء إلى المشروع الكبير الذي يتمثّل بإقامة الخلافة”، مضيفا:ً “وبعد إعلان الخلافة، وإن كانت في شكل بدائي، فإن جل ما يمكن أن تحققه الغارات الجوية للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب هو احتواء التنظيم، وذلك من خلال الحد من قدرته على التوسع جغرافياً، ولكن ليس القضاء عليه”.
وترتبط بالتنظيم الحامل أفكار تنظيم “القاعدة”، جماعات عدّة في المغرب العربي ومصر وأفريقيا، مثل جماعة “أنصار بيت المقدس”، التي يرتكز نشاطها في سيناء وقامت بعمليات تفجير ضد السلطات المصرية، وجماعة “أنصار الشريعة”، وهي ميليشيا متطرفة تأسست في نيسان (أبريل) من العام 2012 بعد أشهر من نهاية الثورة الليبية، وتدعو إلى تحكيم الشريعة الإسلامية في ليبيا.
وبايعت “داعش” أيضاً جماعةُ “جند الخلافة” في الجزائر “داعش”، التي قامت بذبح رهينة فرنسي لديها رداً على قرار فرنسا بالمشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب، وبايعت جماعة أبو سياف الجهادية في جنوبي الفيليبين التنظيم، وتهدف الجماعة إلى إنشاء دولة إسلامية غربي جزيرة مينداناو.
ويسعى التنظيم دائماً للتقدم والتطور والاستيلاء على المزيد من المواقع والأراضي بهدف زيادة قوته ونفوذه، ولتوسيع أراضي “الدولة الإسلامية”، وزيادة عائداته من بيع النفط والغاز.
*إعداد: عباس عبدالكريم
“داعش” يقضم الأنبار في ظل تأكيد واشنطن “نجاح” استراتيجية التحالف
واشنطن – أ ف ب
في الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن “نجاح” الإستراتيجية العسكرية لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسورية، لا يزال الأخير يتقدم “بسهولة” في محافظة الأنبار العراقية، مواصلاً الضغط على القوات الحكومية، ومنذراً بـ”سقوط المحافظة” بالكامل تحت سيطرته.
الى ذلك، تعالت الأصوات الرسمية المطالبة بتدخل بري لكبح تقدمه، مع استمرار الإصرار الأميركي على “اقتصار الإستراتيجية العسكرية على القصف الجوي”، الأمر الذي “يصعّب المعركة في الأنبار”.
واقرّت وزارة الدفاع الاميركية اليوم الثلثاء بأن تنظيم “داعش” يتحرك بحرية في محافظة الانبار العراقية، ويزيد الضغوط على قوات الحكومة، على الرغم من مرور شهرين على بدء غارات التحالف بقيادة واشنطن.
وقال الناطق بإسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الكولونيل ستيفن وارن للصحافيين إنها “معركة صعبة في الانبار”.
وتمكن التنظيم من ارغام القوات العراقية على التراجع في المحافظة خلال الاسابيع الاخيرة، وفرض سيطرته على مدينة هيت غرب العاصمة بغداد.
وحتى قبل هذه المعركة الاخيرة، كان التنظيم يسيطر على الفلوجة على بعد خمسين كيلومتراً غرب بغداد وعلى القسم الاكبر من الصحراء الى الغرب منها، وحتى الحدود السورية.
وقال وارن إن “التنظيم لديه القدرة على المناورة بحرية في الانبار، ويواصل الضغط على قوات الامن العراقية في كل انحاء المحافظة”.
واقر الناطق بأن “قاعدة الأسد الجوية في الانبار مهددة”، لكنه قال إن “التصدي للمقاتلين المتطرفين يتوقف على قوات الامن العراقية بمساعدة الضربات الاميركية”. وأضاف أنها “معركة العراق. العراقيون يسيطرون الآن على (قاعدة) الأسد. سنواصل استخدام القوة الجوية في اي وقت ملائم”.
ورداً على سؤال إن كانت القوات العراقية قادرة على صد الهجوم على الانبار، قال “من الصعب القول ما اذا كانت الانبار تقترب من السقوط. المسألة موضع جدل”.
واشار الى أن “هناك حوالى 1400 جندي اميركي في العراق بمن فيهم مئات من المستشارين، ولكن لا يوجد اي منهم مع الوحدات العراقية في الانبار”. وتتواجد فرق المستشارين في بغداد او اربيل في كردستان العراق.
وخلال الاحتلال الاميركي للعراق بعد الغزو في 2003، شكلت “الأسد” قاعدة للقوات الاميركية بما فيها فوج كبير من مشاة البحرية وسرب من الطائرات والآليات.
وجاءت هذه التصريحات بعيد إعلان البيت الابيض تحقيق “نجاح في الاستراتيجية” التي وضعتها الولايات المتحدة لمواجهة التنظيم في العراق وسورية.
وقال الناطق بإسم البيت الابيض جوش ارنست: “نحن لا نزال في الايام الاولى من وضع هذه الاستراتيجية، الا ان العناصر التي نملكها حتى الآن تفيد بأنها تحقق نجاحا”.
واضاف أنها “جهود على الأجل الطويل، كما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ أسابيع”.
ويجتمع القادة العسكريون من 22 بلداً في اطار الائتلاف المناهض للتنظيم في قاعدة جوية قريبة من واشنطن، بعد اكثر من شهرين على بدء حملة الضربات الجوية.
وتابع قائلاً إنه “لم يعتقد احد ابداً ان مثل هذه الغارات الجوية ستغير جذرياً الوضع على الارض بين ليلة وضحاها”، مؤكداً أن “دعم القوات القتالية على الارض ضروري”، مؤكداً أنها “لن تكون اميركية”.
ورداً على سؤال بشأن تكثيف الغارات الجوية في الايام الماضية قرب مدينة عين العرب المعروفة بكوباني الكردية في شمال سورية، قال ارنست إنها “استمرار للإستراتيجية”.
وعلى الرغم من الغارات اليومية التي تشنها الطائرات الاميركية وحلفاؤها، وصل الجهاديون للمرة الاولى الى وسط كوباني وفقاً للمرصد السوري لحقوق الانسان.
ونظم اعلى مسؤول في الجيش الاميركي الجنرال مارتن ديمبسي الثلثاء لقاء غير مسبوق في قاعدة اندروز (ميريلاند شرق) في ضاحية واشنطن.
ويتوقع ان ينضم الرئيس باراك اوباما الى الاجتماع في وقت لاحق للبحث في “التدابير الاضافية التي يمكن للائتلاف اتخاذها لاضعاف تنظيم الدولة الاسلامية وتدميره في نهاية المطاف” وفقاً للادارة الاميركية.
ميدانياً، شنت طائرات بقيادة الولايات المتحدة 21 غارة جوية على مقاتلي التنظيم قرب مدينة كوباني السورية، اسفرت عن “ابطاء” تقدمه، وفق القيادة الأميركية الوسطى.
وفي احدى اعنف جولات القصف حتى الان ضد التنظيم الذي يحاصر مدينة كوباني، “دمرت” الضربات الجوية التي شنها التحالف منطقتي تجمع لمقاتلي التنظيم، ومبنى، وشاحنة، وعربتين، وثلاثة مجمعات، كما الحقت اضراراً بالعديد من الاهداف.
وقصف التحالف في غارة جوية اخرى في شرق سورية مصفاة صغيرة للنفط، وفق القيادة.
الى ذلك، سجل مقاتلو التنظيم تقدماً في محافظة الانبار حيث لا يزال الجيش العراقي يمنى بالانتكاسات.
واعلن مسؤول من الشرطة المحلية في مدينة هيت في محافظة الانبار أن “قضاء هيت الذي كان احد المعاقل الاخيرة للحكومة في المحافظة بات تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية 100في المئة”. واشارت الامم المتحدة الى أن المعارك من اجل السيطرة على المدينة في وقت سابق “ادت الى نزوح 180 الف شخص”.
واعتبر نائب رئيس مجلس محافظة الانبار فالح العيساوي أنه “يمكننا القول أن الانبار باتت خاضعة بنسبة 85 في المئة تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية” الذي يضيق الخناق على الرمادي كبرى مدن المحافظة.
وحذر العيساوي من انه اذا استمر الوضع على هذا النحو من دون تدخل بري لقوات اجنبية في الايام العشرة المقبلة، فان المعركة المقبلة ستكون “على ابواب بغداد”.
وتواصل مسلسل السيارات المفخخة في بغداد، اذ قتل 25 شخصاً على الأقل بينهم نائب شيعي في تفجير سيارة ملغومة هو الثالث من نوعه خلال أربعة أيام في حي الكاظمية في العاصمة العراقية.
وأعلنت الشرطة ومسعفون أن “احمد الخفاجي وهو عضو ايضاً في كتلة بدر الشيعية كان ضمن 25 شخصاً قتلوا في الانفجار”. وقالت “كتلة بدر” إن “الخفاجي نائب سابق لوزير الداخلية”. وكانت تقارير سابقة أفادت أن عدد القتلى وصل الى 18 شخصاً.
سورية ستتخذ إجراءات لحماية أراضيها “بالتشاور مع أصدقائها“
دمشق ـ أ ف ب، سانا
أكدت دمشق الأربعاء أنها ستتخذ “بالتشاور مع أصدقائها” الإجراءات التي تراها ضرورية لحماية الأراضي السورية من أي “تدخل عدواني”، مجددة رفضها إقامة منطقة عازلة بمحاذاة الحدود مع تركيا، وفق ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وذكر البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن “الحكومة التركية دأبت منذ بدء الأزمة في سورية على القيام في شكل منهجي بكل ما من شأنه ضرب الاستقرار في سورية وتهديد سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها”.
وأضافت أن “هذه الحكومة قامت بتوفير كل أشكال الدعم السياسي والعسكري واللوجيستي للتنظيمات الإرهابية المسلحة وإيوائها وتدريبها وتمويلها وتسليحها وتسهيل مرور الإرهابيين الذين ينتمون إلى أكثر من 83 دولة إلى سورية ما جعل من تركيا قاعدة أساسية للإرهاب الذي يضرب سورية والعراق ويهدد باقي دول المنطقة، وما المؤامرة التي تكشفت على عين العرب إلا دليل فاضح على العلاقة الوثيقة القائمة بين أنقرة وتنظيم داعش”.
وتابعت الوزارة أن على المجتمع الدولي، خصوصاً مجلس الأمن “التحرك السريع لوضع حد لانتهاكات الحكومة التركية التي تشكل تهديداً للأمن والسلم الإقليمي والدولي”.
وأكدت أن سورية “ترفض رفضاً قاطعاً إقامة مناطق عازلة على أي جزء من الأراضي السورية تحت أي ذريعة كانت كما ترفض أي تدخل عدواني لقوات أجنبية فوق أراضيها وستتخذ بالتشاور مع أصدقائها كل الإجراءات الضرورية لحماية سيادتها الوطنية ووحدة وسلامة أراضيها”.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً إلى إقامة منطقة عازلة ومنطقة للحظر الجوي شمال سورية.
وأقر البرلمان التركي في بداية تشرين الأول (أكتوبر) الجاري بغالبية كبيرة مشروع قرار حكومي يجيز للجيش شن عمليات ضد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية والعراق.
ومنح القانون الضوء الأخضر للجيش للقيام بعملية عسكرية في الأراضي السورية والعراقية، وأجاز له كذلك نشر قوات أجنبية على الأراضي التركية يمكن أن تشارك في تلك العملية.
وجاء ذلك في وقت يخوض مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” الجهادي المتطرف معارك مع مقاتلين أكراد في مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا في محافظة حلب، في إطار هجوم بدأ منذ شهر بهدف السيطرة على هذه المدينة المعروفة باسم كوباني بالكردية.
وتدعم أنقرة المعارضة السورية منذ بدء الانتفاضة السلمية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف آذار (مارس) 2011 التي ما لبثت أن تحوّلت إلى نزاع دموي أوقع حوالى 200 ألف قتيل.
اغتيال نائب سوري في حماة
بيروت، دمشق ـ “الحياة”، أ ف ب
اغتال مسلحون مجهولون النائب في مجلس الشعب السوري وريس اليونس، بإطلاق الرصاص على سيارته في محافظة حماة، وسط البلاد.
وأعلن مجلس الشعب اليوم في خبر نشر على موقعه الإلكتروني “استشهاد عضو المجلس عن محافظة حماة وريس اليونس جراء اعتداء إرهابيين بإطلاق الرصاص على سيارته على طريق حماة السلمية”.
وأوضح مصدر في مجلس الشعب السوري لـ “فرانس برس” أن “مجموعة مسلّحة أطلقت النار على سيارة اليونس التي كانت تقله على طريق حماة السلمية (وسط) حوالى الساعة التاسعة من مساء أمس (18 بتوقيت غرينتش)، ما أدى إلى مقتله على الفور”.
واليونس، نائب مستقل عن محافظة طرطوس (غرب) التي تعتبر أحد أبرز تجمعات الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع “فرانس برس” من بيروت إن اليونس كان قائد مجموعة في قوات “الدفاع الوطني” التي تقاتل إلى جانب قوات النظام في حماة.
وقتل عدد من أعضاء مجلس الشعب السوري أو أقرباؤهم منذ بدء النزاع الدامي في سورية منتصف آذار (مارس) 2011.
وشهدت سورية بعد عام من اندلاع الاحتجاجات ضد النظام انتخابات تشريعية “تعددية” في أيار (مايو) 2012، للمرة الأولى منذ خمسة عقود وفق تصنيف السلطات، انتهت بوصول أكثرية من حزب البعث إلى المجلس، ووصفتها المعارضة ودول غربية بأنها “مهزلة”.
أوباما شكر للبنان والأردن وتركيا تحمّلها أعباء اللاجئين: العالم متحد ضد داعش والحملة عليه ستكون طويلة الأمد
المصدر: العواصم الأخرى – الوكالات
واشنطن – هشام ملحم
قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان العالم كله متحد في المواجهة العسكرية مع تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، لكنه حذر من ان الحملة ستكون “طويلة الامد، ولن تكون هناك حلول سريعة”، فيما كثفت قوات الائتلاف الدولي هجماتها على مواقع “داعش”، فشنت 21 غارة جوية في محيط مدينة كوباني السورية، مما ادى الى ابطاء تقدم التنظيم المتطرف.
وهددت الحرب على “داعش” عملية السلام الهشة في تركيا المجاورة بعدما أغارت الطائرات التركية على مواقع لمقاتلي “حزب العمال الكردستاني” قرب الحدود مع العراق وذلك للمرة الاولى منذ سنتين. وفي العراق تواصل مسلسل السيارات المفخخة في بغداد حيث قتل 15 شخصا بينهم نائب شيعي في تفجير سيارة مفخخة بحي الكاظمية الشيعي في العاصمة العراقية. وشدد الجهاديون الخناق على عامرية الفلوجة وهي احد آخر معاقل الجيش العراقي في محافظة الانبار غرب بغداد.
أوباما
وقال اوباما في نهاية يومين من الاجتماعات التي نظمتها وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” لممثلين عسكريين لأكثر من 20 دولة تشارك في الائتلاف الدولي ضد التنظيم المتطرف في العراق وسوريا إن الحملة قد حققت بعض النجاحات مثل وقف تقدم الجهاديين نحو اربيل وانقاذ المدنيين الايزيديين واستعادة السيطرة على سد الموصل، لكنه أبدى “قلقنا العميق” من الوضع الامني المتدهور في منطقة الانبار العراقية والوضع “داخل مدينة كوباني السورية وفي محيطها”، الامر الذي “يبين الخطر الذي يمثله داعش على العراق وسوريا”. وتعهد مواصلة الغارات الجوية للائتلاف الدولي في البلدين.
وفي نهاية كلمته، عندما شكر اوباما الدول المشاركة في الائتلاف، خص لبنان والاردن وتركيا بشكر خاص لان هذه الدول الثلاث “تحملت اعباء غير اعتيادية بسبب اللاجئين الذين وصلوا اليها ليس اخيراً وخلال الاشهر الاخيرة، ولكن منذ سنوات بسبب الحرب الاهلية في سوريا”.
وشارك في الاجتماع ممثلون لدول عربية منها السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وقطر والاردن ولبنان، الى حلفاء واشنطن الغربيين. وانعقدت الاجتماعات في قاعدة اندروز الجوية بولاية ميريلاند قرب واشنطن العاصمة.
وأشار اوباما الى ان المناقشات بين العسكريين اظهرت ان الحملة ستكون طويلة، ومثلها مثل أي حملة مشابهة “ستكون فيها ايام نحقق خلالها تقدماً، وستكون هناك فترات نختبر فيها نكسات، لكن ائتلافنا متحد وراء جهود طويلة الامد”.
وشدد على ان “داعش” لا يمثل خطرا على العراق وسوريا فقط بل على الدول المجاورة، ونظراً الى وجود عدد من المقاتلين الاجانب الذين جذبتهم الفوضى التي أوجدها التنظيم المتطرف في المنطقة، فان “الدولة الاسلامية” تمثل خطرا يتخطى الشرق الوسط ليشمل “الولايات المتحدة واوروبا وحتى دولاً بعيدة مثل اوستراليا، اكتشفت فيها شبكات ارهابية”. واضاف ان احدى النواحي المهمة الناتجة من المناقشات هي ان الحملة لا يمكن ان تكون عسكرية فقط “فهذا ليس جيشا نظاميا يمكن ان نهزمه على ارض المعركة، وبعدها يعلن استسلامه، ما نحاربه هو نوع من الايديولوجية المتطرفة التي غرست جذورها في اماكن كثيرة في تلك المنطقة… نحن نواجه انقسامات مذهبية وسياسية، كانت لوقت طويل محاور سياسية وتنظيمية للتعبئة في المنطقة. نحن نواجه حرماناً اقتصادياً وانعداماً للفرص في صفوف الكثير من الشباب في المنطقة”.
وأفادت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” ان الغارات الجوية الاخيرة هي الاكبر على كوباني منذ بدء الحملة التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا.
وصرح الناطق باسم البيت الابيض جوش ارنست: “نحن لا نزال في الايام الاولى من وضع هذه الاستراتيجية، الا ان العناصر التي نملكها حتى الآن تفيد أن هذه الاستراتيجية تحقق نجاحا”.
وأعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري انه قرر ونظيره الروسي سيرغي لافروف بعد اجتماع لهما في باريس “تكثيف” تبادل المعلومات الاستخبارية عن تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا والعراق. وأكد انه “لا تناقض” بين الولايات المتحدة وتركيا في ما يتعلق باستراتيجية محاربة مقاتلي “داعش”، وأن أنقرة ستحدد دورها وفقا لجدولها الزمني الخاص بها.
داود أوغلو
وفي أنقرة، صرح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بأن تركيا لن تشرع في “مغامرة” في سوريا من دون قيام المجتمع الدولي بما هو ضروري في هذا المجال، مؤكدا أن بلاده تشترط إنشاء منطقة أمنية ومنطقة حظر طيران في شمال سوريا في مقابل المشاركة في الائتلاف الدولي.
وأضاف: “إننا لا نوافق على سياسات ذات بعد واحد”، مكرراً موقف الحكومة التركية بأن إحلال سلام دائم في المنطقة رهن بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. و”يجب أن يعرف الجميع أنه لن تكون لدينا أي شفقة على من يجرؤ على تهديد تركيا، سنرد فوراً”.
قصف تركي لمواقع لـ”الكردستاني” ووقف مساعدات لكوباني دمشق أقالت مسؤولين أمنيين في حمص لاستيعاب موجة غضب
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس على الضرورة القصوى “لان تفتح تركيا حدودها” مع سوريا للسماح بمساعدة المقاتلين الاكراد في الدفاع عن مدينة كوباني السورية الحدودية امام تقدم تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).
وجه هولاند نداء “الى كل الدول المعنية”، بما فيها تلك غير المشاركة في الائتلاف الدولي الذي يحارب “الدولة الاسلامية” من اجل تقديم السلاح للذين يحاربون الجهاديين، قائلاً: “أوجه نداء الى كل الدول المعنية غير المشاركة في الائتلاف لتقدم للمعارضة الدعم الذي تنتظره منها، والوسائل التي تحتاج اليها للتصدي للارهاب”. ورأى أنه من “الضرورة القصوى ان تفتح تركيا حدودها” للسماح بمساعدة المدافعين عن كوباني وهم “اكراد سوريون”. وأضاف: “حاليا هناك شهيدة، هي مدينة كوباني التي قد تسقط في اية لحظة في أيدي الارهابيين… كلنا متضامنون مع الذين يقاتلون الارهاب. أفكر في ما يجري اليوم في كوباني، المدينة الشهيدة، المدينة الرمز. اذا قررنا التدخل كما قررنا بالنسبة الى فرنسا في العراق، فعلينا ان نوفر للمعارضة السورية المعتدلة، تلك التي نعترف بها وحدها معارضة شرعية في سوريا، كل المساعدة اللازمة”.
وعلى رغم الغارات التي تشنها يومياً طائرات مقاتلة تابعة للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، فان الجهاديين وصلوا الاثنين للمرة الاولى الى وسط مدينة كوباني الكردية في شمال سوريا.
وأكد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له ان الجهاديين باتوا يسيطرون على نصف البلدة، على رغم المقاومة الشرسة لمقاتلي “وحدات الدفاع الشعبي الكردية، فرع “حزب العمال الكردستاني” في سوريا.
ولا يمكن القوات المدافعة عن كوباني تلقي التعزيزات نظراً الى اقفال تركيا حدودها، مانعة اكرادها من التوجه الى المدينة لمساعدة المحاصرين فيها.
وصرح المسؤول عن الملف السوري في رئاسة إقليم كردستان العراق حميد دربندي بأن إدارة إقليم كردستان العراق قدمت مساعدات عسكرية للمقاتلين الأكراد السوريين في مدينة كوباني، غير ان الأكراد السوريين قالوا إنهم لم يتسلموا شيئاً.
وقال المسؤول الكردي السوري آلان عثمان إن إقليم كردستان العراق أرسل شحنة أسلحة “رمزية”، لكنها لم تصل الى كوباني لأن تركيا لم تفتح ممر العبور الذي طالب به أكراد سوريا ليتمكنوا من دعم المدينة، موضحاً أن المساعدات التي تشمل ذخيرة للاسلحة الخفيفة وقذائف الهاون، “لا تزال في كانتون الجزيرة” ، مستخدماً الاسم الكردي للمنطقة الكردية الواقعة في شمال شرق سوريا المتاخمة للعراق.
قصف مواقع “الكردستاني”
في غضون ذلك، قصفت مقاتلات تركية مساء الاثنين مواقع لمقاتلي “حزب العمال الكردستاني” في جنوب شرق تركيا، في انتكاسة مسلحة أولى جدية في مفاوضات السلام بين حكومة حزب العدالة والتنمية والاكراد والتي بدات قبل سنتين والتي تتعرض لتهديد خطير نتيجة الحرب العنيفة في سوريا المجاورة. فبعد أيام من أعمال عنف تخللت تظاهرات موالية للاكراد في انحاء تركيا، قصفت طائرات “ف – 16 ” من سلاح الجو التركي مواقع للحزب الذي هاجم، استنادا الى قوى الامن التركية، تكراراً مركزا للشرطة في بلدة داغليجا.
وفي منطقة تونجلي المحاذية، أطلقت مروحيات قتالية تركية النار على وحدات اخرى لـ”حزب العمال الكردستاني” بعد مواجهات بين متمرديه والجيش حول غييكسويو.
وصرح رئيس الوزراء احمد داود اوغلو أمس بأن “هذه العملية ليست مرتبطة بكوباني ولا بأي حدث خارج حدودنا”. وكرر امام نواب الحزب الحاكم: “انها مهمة جدا بالنسبة الينا…رجاء لا تنسفوها”.
غارات الائتلاف
وفي جديد عمليات الائتلاف الدولي في سوريا، قال الجيش الاميركي إن 21 غارة شنت على محيط كوباني في سوريا في اليومين الاخيرين لابطاء تقدم مقاتلي التنظيم المتشدد، لكنه أقر بأن الوضع لا يزال غير مستقر على الارض. وقالت القيادة المركزية الاميركية إن غارة اصابت مصفاة لتكرير النفط قرب دير الزور، وأن غارات أخرى دمرت منطقتي تجمع لمقاتلي التنظيم المتشدد او ألحقت أضرارا بمبان تابعة للتنظيم.
وفي المقابل، اشتبك مقاتلو التنظيم مع قوات النظام في دير الزور.
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن عشرة جنود سوريين على الأقل، بينهم ضابط برتبة مقدم قتلوا في اشتباكات مع مقاتلي “الدولة الإسلامية” في مواجهة برية نادرة بين الجانبين في منطقة حويجة صكر بمحافظة دير الزور في شرق البلاد.
واندلعت الاشتباكات قرب قاعدة عسكرية هي الاخيرة الرئيسية تسيطر عليها القوات السورية الحكومية في المحافظة.
الى ذلك، قتل 12 شخصاً، بينهم امرأتان وثلاثة اطفال، في غارة جوية لقوات النظام السوري على بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية بريف دمشق. وقتل أيضا خمسة اشخاص في قصف مماثل لمناطق في مدينة عربين بالغوطة الشرقية.
إقالة مسؤولين أمنيين
في غضون ذلك، اقالت السلطات السورية مسؤولين امنيين اثنين، على خلفية التفجير الذي حصل في الثاني من تشرين الاول قرب مجمع مدرسي في حمص واسفر عن مقتل عشرات الاولاد، فيما رفض مصدر سوري رسمي ربط قرار الاقالة بالتفجير. وقال المرصد في بيان ان “سلطات النظام السوري عزلت كلا من رئيس فرع الأمن العسكري في حمص (العميد عبد الكريم سلوم) ورئيس اللجنة الأمنية في المدينة (اللواء احمد جميل) عقب اعتصام لمواطنين في الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام في حمص بعد تشييع شهداء تفجيري حي عكرمة”.
وقتل 52 شخصاً، بينهم 48 طفلا، في التفجير الانتحاري الذي أثار موجة من الغضب في المدينة على المسؤولين الامنيين ومحافظ حمص الذين حملوا مسؤولية التفجير وعدم حماية اولادهم. وسارت تظاهرات في شوارع المدينة طالبت باقالتهم. ونفى محافظ حمص طلال البرازي وجود ارتباط بين قرار “نقل” المسؤولين الامنيين والتفجير، قائلاً إن” قرار انتقال المسؤوليين الامنيين في المحافظة لا علاقة له بحادثة التفجير التي حصلت في حي عكرمة”، مشيرا الى ان القرار “صدر قبل التفجير لكن تنفيذه تزامن معها”.
وتحدث المحافظ أيضاً عن “تكثيف الاجراءات الامنية حول المدارس في مدينة حمص … وتشديد الحراسة عليها وحماية الطرق المؤدية اليها وتنظيم خروج الطلاب من منافذ عدة، عوض مخرج واحد. كما تم وضع كتل اسمنتية على بعد خمسين مترا من الابنية المدرسية لمنع وصول السيارات اليها”.
الا ان شبكة الانـترنت شهدت خلال الايام الاخيرة حملة عنيفة شنها خصوصاً موالون للنظام، على المحافظ والمسؤولين الامنيين، مما يرجح نظرية محاولة النظام استيعاب موجة الغضب هذه.
كوباني تهوي بالعلاقات الأميركية – التركية إلى أدنى مستوياتها أنقرة لا تمانع في سقوطها وواشنطن محبطة من شروط الانضمام إلى الائتلاف
واشنطن – هشام ملحم
بلغت العلاقات الاميركية – التركية أدنى مستوياتها منذ وصول الرئيس الاميركي باراك اوباما الى البيت الابيض، على رغم ان المسؤولين الاميركيين، على الأقل علناً، لا يزالون يقولون انهم يقدرون التعاون الاستراتيجي بين البلدين كما صرّح وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل اخيراً، ويتطلعون الى قيام تركيا بدور عسكري أكبر في مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” ( داعش)، والتعاون مع واشنطن في تدريب المعارضة السورية.
لكن الواقع يختلف عن هذه الصورة العلنية، اذ يشعر المسؤولون في واشنطن، بعد الاتصالات المكثفة مع الاتراك والتي شارك فيها وزير الخارجية جون كيري، والمبعوث الاميركي للائتلاف الدولي الجنرال المتقاعد جون آلن وهيغل ومستشارة اوباما لمكافحة الارهاب ليزا موناكو، بأن القيادة التركية لا تمانع في سقوط مدينة كوباني السورية الواقعة على الحدود التركية في ايدي “داعش”، وهو أمر لا ترغب فيه واشنطن وان تكن تتوقعه استناداً الى تصريحات رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي. ديمبسي الذي استضاف في اليومين الأخيرين نظراءه من أكثر من 20 دولة عضواً في الائتلاف الدولي ضد “داعش” (بينهم قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي) لم يجد بين هؤلاء نظيره التركي الجنرال نجدت أوزيل، الذي تخلف عن الحضور لاسباب تتعلق بارتباطات سابقة، وفقا للحجة التركية الرسمية، لكنه أوفد الجنرال اردال أوزتورك ممثلاً له.
الهاجس الكردي
وساءت العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة نتيجة الخلافات على اسرائيل وغزة وحركة المقاومة الاسلامية “حماس” والعلاقات مع مصر، لكن الاجتهادات المختلفة بين البلدين في شأن الحرب في سوريا هي التي اوصلتها الى هذا المستوى المتدني. ويرى الباحث في مؤسسة “بروكينغز” عمر تاسبينار ان العلاقات متأزمة الآن كما كانت عام 2010 عقب هجوم الكوماندوس الاسرائيلي على السفينة التركية “مافي مرمرة” التركية وعندما رفضت انقرة التصويت على عقوبات جديدة على ايران. فأولويات تركيا في سوريا هي اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، ومنع الاكراد من تحقيق درجة متقدمة من الحقوق السياسية في سوريا، كما فعل أكراد العراق. أما أولويات واشنطن في سوريا الآن، فهي احتواء تنظيم “داعش” عسكرياً وحرمانه من مصادر التمويل وتقويض قدراته اللوجستية، بينما لا يزال التركيز الاساسي للاستراتيجية الاميركية على العراق، وخصوصاً مع اقتراب “داعش” من تهديد أمن مطار بغداد، وفي ضوء استمرار انهيار الدفاعات العسكرية العراقية.
وتقول مصادر مطلعة على هذه الاتصالات تحدثت الى “النهار” ان الرئيس التركي طيب رجب اردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو يعتقدان ان تركيا قادرة على استيعاب المضاعفات السياسية والاستراتيجية والانسانية لسقوط كوباني، لانهما لا يريدان بأي شكل من الاشكال مساعدة أكراد سوريا على تحقيق هدفهم الاساسي باقامة منطقة حكم ذاتي تشمل وتربط المناطق الثلاث في شمال سوريا التي تسكنها أكثرية كردية.
وتوضح ان استيعاب تركيا لسقوط كوباني – السقوط الذي توقعه اردوغان الاسبوع الماضي -لن يكون سهلاً، لان نقمة أكراد تركيا على ما يعتبرونه ضلوع تركيا في حصار كوباني وقتلها، اذ ترفض انقرة السماح لاكراد سوريا والعراق بعبور اراضيها للمشاركة في القتال في المدينة او تزويد المقاتلين السلاح، قد ادت الى قيام تظاهرات ومواجهات عنيفة مع الشرطة في الاقاليم الكردية في تركيا تسببت بمقتل اكثر من 30 متظاهرا وسقوط عشرات الجرحى.
وتضيف المصادر ان نزوح أكثر من مئة الف كردي سوري من كوباني ومحيطها الى تركيا سيزيد مشكلة اللاجئين تفاقما. ولكن يبدو ان القيادة الكردية مستعدة لتحمل العبء السياسي والانساني والمالي للاجئين، اذا حرم ذلك اكراد سوريا اقامة منطقة حكم ذاتي متكاملة. ويشير المسؤولون الاتراك الى انه يمكن حل مشكلة اللاجئين في المستقبل من خلال اعادتهم الى سوريا، في حين ان التخلص من منطقة حكم ذاتي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي المتحالف مع “حزب العمال الكردستاني” الذي يرأسه عبدالله اوج الان (الذي كان يقيم في كوباني، عندما كان ينشط من سوريا قبل اعتقاله)، وهما حزبان تعتبرهما انقرة ارهابيين، مع انها تتفاوض حاليا مع اوج آلان للتوصل الى تسوية سلمية لمطالب اكراد تركيا، الذين حاربوا انقرة سنوات طويلة. ولا تخفي تركيا قلقها من ان يعزز بروز منطقة حكم ذاتي كردية في سوريا متاخمة لحدودها، الموقع التفاوضي لاكراد تركيا. وتفيد التقارير الصحافية ان اوج الان هدد بوقف المفاوضات مع انقرة اذا سمحت تركيا بسقوط كوباني وسقوط عدد كبير من الضحايا من المدنيين كما تخوفت الامم المتحدة. وأبلغ عمر تاسبينار الخبير في الشؤون التركية “النهار” ان اردوغان “يلعب لعبة خطرة مع الاكراد، وهو لا يدرك قدرة عبدالله اوج الان على التأثير على اكراد تركيا”. ووافق تاسبينار، الذي وضع عددا من الدراسات عن الاكراد وتركيا وعن علاقات واشنطن وانقرة، على الطرح القائل بان اردوغان لا يمانع في سقوط كوباني اذا ادى ذلك الى منع قيام اقليم كردي في شمال سوريا يحظى بحكم ذاتي. واضاف ان تركيا تستخدم مأساة كوباني ذريعة للضغط على واشنطن للتدخل في سوريا ضد النظام السوري. وخلص الى ان اردوغان سيحاول ان يلعب ورقة “الوطنية التركية” ضد الاكراد اذا فشلت مفاوضات الحل السياسي مع اوج الان.
إحباط اميركي
في المقابل، لا يخفي المسؤولون الاميركيون احباطهم نتيجة اصرار تركيا على مواقفها وشروطها للتعاون مع الائتلاف الدولي بما في ذلك المشاركة العسكرية في الهجمات على “داعش” والسماح للولايات المتحدة وحلفائها باستخدام منشآتها العسكرية وتحديدا القاعدة الجوية الكبيرة في انجرليك القريبة من الحدود العراقية والسورية. وتركيا، كما اوضح اردوغان، تشترط فرض منطقة حظر طيران فوق سوريا، ومنطقة آمنة على الحدود يقيم فيها اللاجئون (والمقاتلون ) السوريون المناوئون لنظام الاسد، كما تريد ان يكون اسقاط الاسد من اهداف الائتلاف الدولي، وهي شروط لا تزال واشنطن ترفضها، على رغم تكرار المسؤولين الاميركيين مطالبتهم بتنحي الاسد عن السلطة، وقولهم انهم سيواصلون مناقشة مسألة مناطق الحظر مع الاتراك، وهو ما قالته قبل يومين مستشارة الامن القومي سوزان رايس. وهناك معارضة قوية في البيت الابيض ووزارة الدفاع لاقامة مناطق الحظر، وان تكن وزارة الخارجية تؤيد النظر في هذه الخيارات بجدية اكبر.
والاثنين فوجىء المعنيون بالعلاقات التركية – الاميركية بالخلاف العلني بين الطرفين على حقيقة موقف تركيا من السماح لواشنطن باستخدام قاعدة انجرليك. وكانت رايس قد اوحت الاحد بان انقرة وافقت فعلاً على ذلك، لكن المسؤولين الاتراك قالوا الاثنين انه لم يتم التوصل الى اتفاق نهائي على انجرليك، وان التفاهم انحصر بتدريب المعارضة السورية. السقوط المتوقع لكوباني سوف تكون له مضاعفات سياسية وعسكرية مهمة، وسوف يؤدي الى تأزيم علاقات انقرة مع الاكراد في كل المنطقة، ويثير مشاكل بعيدة المدى في الداخل التركي، فضلا عن انه سيؤزم اكثر العلاقات مع الولايات المتحدة.
نصف العراق وثلث سوريا أرض معركة عنوانها «داعش»
مجلس حرب أميركي لمواجهة طويلة تتجاوز عين العرب
وسام متى
يبدو أن الحرب الاميركية في الوطن العربي قد باتت على أعتاب مرحلة جديدة، أذن لها بالأمس مجلس الحرب الذي عقده الرئيس الاميركي باراك اوباما مع قادة جيوش «التحالف الدولي» في واشنطن، لبحث السيناريوهات العسكرية المستقبلية، بما يشمل خيار التدخل البرّي… أو بمعنى اصح عودة الاحتلال!
هي مرحلة جديدة من شأنها أن تحسم الجدل بشأن الفرضيات القائلة بأن التدخل العسكري ضد تنظيم «داعش» في سوريا والعراق سيستغرق سنوات طويلة قد تشهد نكسات، بشهادة اوباما نفسه، في وقت يقترب شعار «الدولة الإسلامية باقية وتتمدد» الذي يرفعه التنظيم المتشدد من أن يصبح حقيقة ثابتة، بعدما راحت عصاباته التكفيرية تدق ابواب بغداد وحلب، بما تحمله هاتان المدينتان من رمزية لـ«دولة الخلافة» التي صارت مساحتها توازي نصف العراق وثلث سوريا.
وفي موازاة اجتماع الحرب الاميركي، الذي يملي فيه باراك اوباما على قادة جيوش العالم، بما في ذلك لبنان، خريطة العمليات العسكرية للمرحلة الجديدة من الحملة العسكرية ضد «داعش» ـ او ربما عبر «داعش» ـ فإنّ خطط العمليات قد تخفي وراءها خريطة طريق سياسية يجري الإعداد لها في مراكز القرار الدولية والإقليمية، يمكن استشرافها من التطورات السياسية والميدانية الاخيرة مع مرور ثلاثة اسابيع على بدء الضربات الجوية على سوريا ـ وهي ضربات اميركية بنسبة 90 في المئة وفقاً لإحصاءات البنتاغون ـ واكثر من شهرين على بدء الغارات في العراق.
وفي وقت ترتسم ملامح الخريطة الجديدة، من نينوى والأنبار وبغداد شرقاً، مروراً بدير الزور والحسكة والرقة وحلب، وصولاً إلى محور شبعا ـ عرسال غرباً، يبدو ان ثمة قراراً اتخذه العرب بالإجماع في هذه المعركة المصيرية، وهو الغياب.
ومن أبرز مظاهر هذا الغياب أن الطبقة السياسية في لبنان تخوض مناورات استعراضية تنذر بفراغ دستوري، رئاسي وبرلماني، فيما التنظيمات الارهابية تعبث على الحدود وفي الداخل وتحتجز اكثر من 30 عسكرياً، و«حكومة وحدة وطنية» في العراق ما زال اقطابها مختلفين على وزارتي الداخلية والدفاع فيما العصابات التكفيرية على بعد اميال قليلة من بغداد، واطراف متناحرة في سوريا ما زالت ترفض الاعتراف بالواقع الجديد، وتأبى تقديم تنازلات متبادلة من شأنها أن توقف النزيف المستمر منذ اكثر من ثلاث سنوات.
وعلى تخوم نيران الجحيم «الداعشي»، يعمد عرب «التحالف الدولي» الخليجيون، إلى تجديد الصراع مع ايران، من سوريا والعراق وصولاً إلى اليمن، وها هم اليوم مختلفون على مقاربة موحدة ازاء الوحش التكفيري، فيما فرضت التحديات الامنية، على المحور الممتد بين الصحراء الليبية وشبه جزيرة سيناء، تحييد مصر، بما تمثله من ثقل جيوسياسي تاريخي، عن المعركة الجارية في المشرق العربي، في وقت تخوض قيادتها معركة مصيرية للحفاظ على آخر الدول العربية تماسكاً، واعادة بناء ما هدّمته التجربة «الاخوانية».
اما «العثمانية الجديدة»، الممثلة برجب طيب اردوغان، فتبدو مصّرة على استخدام كل الاسلحة، تمهيداً لاقامة مناطق عازلة في شمال سوريا وسهل نينوى وكركوك، ولتصفية الحسابات مع الاكراد من بوابة عين العرب (كوباني) السورية، التي يدخل صمود اهلها أمام هجمة العصابات التكفيرية شهره الثاني، والتي باتت النقطة التي اجتمعت عندها كل التعقيدات، وسقطت على جبهاتها الثلاث كل الاقنعة، وتم فيها الفرز بين الصديق والعدو، حتى في الوسط الكردي نفسه، حيث يبدو التناغم الاميركي التركي واضحاً في مسألة المنطقة العازلة، كمقدمة لرسم خطوط تقسيمية جديدة في الوطن العربي، فيما الصديق المشترك للطرفين، مسعود البرزاني، يعطي صك براءة لأردوغان «متفهماً» موقفه من عين العرب، ومسقطاً عنه تهمة دعم «داعش»، ليناقض بذلك وجهة نظر كردية أخرى ومؤثرة، ممثلة بـ«حزب العمال الكردستاني» الذي عاد مجدداً إلى دائرة الاستهداف التركي، على خلفية ما يجري في عين العرب، وهو ما تبدّى بالأمس في الغارات التي نفذتها المقاتلات على مقاتليه العائدين من جبال قنديل الى الداخل التركي المشتعل بالتظاهرات.
ووسط ذلك كله، ما زالت فلسطين متروكة لمصيرها، وقد أدار الكل لها ظهره، فيما يواجه أبناؤها منفردين مشاريع جديدة – قديمة، كلها يصب في المجرى الصهيوني، بدءاً بمخططات الاستيطان والتهويد التي ينتهجها الاحتلال الاسرائيلي – وآخر فصولها تمرير 2160 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية قبل اسبوعين – وصولاً إلى شروط المانحين الدوليين، الذين ربطوا اعادة اعمار غزة بتقدم مفاوضات التسوية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية «حتى لا تذهب الاموال هباءً»، وهو ما ردده اكثر من مسؤول دولي خلال المؤتمر الاخير الذي انعقد في القاهرة الاحد الماضي.
اجتماع التحالف
اجتماع الحرب الاميركي، الذي انعقد في قاعدة اندروز الجوية قرب واشنطن، أراده رئيس اركان الجيوش الاميركية مارتن ديمبسي اجتماعاً استثنائياً، يستهدف تحديد الاستراتيجية المستقبلية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي تفيد المعطيات الميدانية بأنه لم يتأثر حتى الآن بالضربات الجوية ( 266 غارة حتى نهاية الاسبوع الماضي، بكلفة نحو 62 مليون دولار)، ومناقشة «إجراءات اضافية يمكن ان يتخذها التحالف لإضعاف (داعش) والقضاء عليه نهائياً»، حسبما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض اليستير باسكي، الذي اشار إلى ان «الاجتماع هو فرصة لمناقشة التقدم (الذي حققه) التحالف حتى اليوم، ومواصلة تنسيق ودمج القدرات الفريدة لشركاء التحالف بشكل كامل».
وشارك في الاجتماع ضباط كبار، بينهم رؤساء اركان، من استراليا والبحرين وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدنمارك ومصر وفرنسا وألمانيا والعراق وايطاليا والأردن والكويت ولبنان وهولندا ونيوزيلندا وقطر والسعودية واسبانيا وتركيا والإمارات والولايات المتحدة.
الرئيس الاميركي باراك اوباما، الذي انضم لاحقاً الى القادة العسكريين، اكد بعد الاجتماع أن «هدف التحالف ضد الدولة الاسلامية هو تدميره كي لا يصبح خطراً على المنطقة والعالم»، لكنه اقر بأن «الحرب على داعش ستكون حملة طويلة الأمد بها تقدم وانتكاسات».
وسبق هذا التصريح المقتضب لأوباما بشأن «داعش»، والذي استفاض بعده في حديث عن فيروس «ايبولا»، تأكيد من قبل المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست بأنّ الاستراتيجية المعتمدة ضد «داعش» تحقق «نجاحاً»، وتشديده في المقابل على أن أثر الضربات الجوية يضعفه «غياب قوات برية على الأرض يمكنها متابعة تلك الهجمات الجوية من أجل إنهاء ذلك الحصار».
ويفتح حديث ارنست الباب على مصراعيه امام سيناريوهات جديدة يتم تداولها في وسائل الإعلام الغربية، والاميركية بشكل خاص، بشأن التدخل العسكري البري، تحت مسمّيات مختلفة.
كيري ولافروف
وفي موازاة الاجتماع العسكري في واشنطن، كان منزل القنصل الاميركي في باريس يستضيف لقاءً بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، اتفقا خلاله على «تكثيف» تبادل المعلومات الاستخباراتية حول «داعش»، حسبما اشار الوزير الاميركي، الذي اكد ان «لا تناقض بين أميركا وتركيا بشأن الاستراتيجية ضد الدولة الإسلامية»، وهو ما أكده الوزير الروسي، وإن بعبارات اقل حماسة، حين قال إن «بإمكان روسيا والولايات المتحدة التعاون بصورة أكثر فعالية في مكافحة الإرهاب».
عين العرب.. و«الكردستاني»
يأتي ذلك، في وقت تدخل معركة عين العرب (كوباني)، اليوم، شهرها الثاني. وفي ظل صمود مثير للدهشة أبداه المقاتلون والمقاتلات الأكراد في البلدة السورية، اكدت «وحدات حماية الشعب» انها تمكنت من صد هجمات مسلحي «داعش» على ثلاث جبهات، مؤكدة أن «المقاومة البطولية لوحداتنا قضت على الأحلام الوردية للمرتزقة»، فيما ذكرت القيادة الأميركية الوسطى، في بيان، أن «طائرات أميركية وسعودية شنت 21 غارة جوية على مقاتلي داعش قرب عين العرب، أدت إلى إبطاء تقدم التنظيم».
ويبدو أن تداعيات معركة عين العرب قد بدأت تتخذ ابعاداً تتجاوز تلك المدينة الصغيرة المحاذية للحدود السورية – العراقية، خصوصاً أن الاكراد في سوريا باتوا يعتبرونها معركة وجودية، في ظل الحديث عن مساعٍ تركية لتصفية القضية الكردية، عبر فكرة «المنطقة العازلة»، التي تستهدف بنظرهم احتلال القرى السورية ذات الغالبية الكردية، كمقدمة لمناطق عازلة في العراق وسوريا، من شأنها أن تكرّس تقسيماً مناطقياً على اسس طائفية وعرقية.
وفي آخر تداعيات معركة عين العرب في الداخل التركي، وفي خضم الانتفاضة الشعبية التي أطلقها اكراد تركيا، وخلفت حتى الآن عشرات القتلى والجرحى، يبدو أن عملية السلام بين السلطات التركية و«حزب العمال الكردستاني» قد دخلت منعطفاً خطيراً، حيث شنت الطائرات التركية غارات على مواقع لمقاتلي «الكردستاني» قرب الحدود العراقية، وذلك للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار الذي أعلنه «حزب العمال الكردستاني» في آذار العام 2013، والذي وصف حينها بأنه الخطوة الاولى على طريق تسوية النزاع التاريخي بين تركيا والاكراد سلمياً.
الدنمارك: “أسعد جهاديي العالم” بين الضغوط والتشكيك
وسيم ابراهيم
في الدول الأوروبية الكثيرة المصابة بمرض “الجهاديين”، يبحث الكل عن نماذج العلاج المتوفرة. ولكن كيف يمكن أن يعامَل هؤلاء “الجهاديون” إذا جاؤوا من البلد الأوروبي المعروف بأن مواطنيه هم “الأسعد” في العالم؟
تغرّد تجربة الدنمارك في الواقع خارج سرب التشدد الأوروبي، فبدلاً من التجريم والتهديد بإسقاط الجنسية، أو الحجر وسحب جوازات السفر، يقال للجهادي التائب هناك “تفضّل لنشرب فنجان قهوة، ونرى كيف يمكننا إصلاح ما حصل؟”.
هذه فحوى برنامج لإعادة التأهيل والمساعدة، تواصل تطبيقه ثاني أكبر مدن الدنمارك، آرهاوس. سافر من المدينة ما يقارب 35 شاباً إلى سوريا، من أصل حوالي مئة “جهادي” دنماركي، كما تقدر السلطات. هناك من عاد منهم، كما قتل خمسة من شبان المدينة خلال المعارك.
ولمواجهة هذا التهديد، اختارت الشرطة المحلية في آرهاوس فلسفة مغايرة، إذ أقامت حملة ترويج لبرنامج مساعدة متنوعة تحت عنوان “هناك طريق آخر للخروج من دوامة الجهاد والتطرف”، وصارت توفر العلاج للمصابين العائدين، سواء الجسدي للجرحى، أو النفسي لمن يعانون من الصدمة. وقدمت برامجُ التأهيل لـ”الجهاديين” العائدين العون للاندماج مجدداً في المجتمع، سواء عبر المساعدة في إيجاد عمل لمحتاجيه، أو تمهيد الطريق لبعضهم كي يستكملوا دراستهم.
واهتم الإعلام الأوروبي برصد النموذج الدنماركي البديل. ومنه إعلام بلجيكا، التي تعدّ الدولة الأولى أوروبياً المعرضة لمشكلة الجهاديين نسبة إلى عدد سكانها، فيما تأتي الدنمارك ثانية وفقاً لهذا المعيار.
وشرح منسق مشروع آرهوس، آلن أرسليف، لصحيفة “ستاندارد” البلجيكية أن السلطات “تنطلق من الحرص على أمن المدينة”، موضحاً ان “الكثيرين يتساءلون لماذا نريد مساعدة هؤلاء بدلاً من عقابهم بشدة… لكننا لسنا الاستخبارات السرية، فأولويتنا فقط منع وقوع حوادث هنا في مدينتنا”.
كانت الخطوة الحاسمة بالنسبة إلى مسؤولي البرنامج في المدينة الدنماركية هي كسب ثقة المجتمع المحلي المعني بالمشكلة. ركزوا على العمل بشفافية، والتأكيد أن الهدف هو المساعدة من دون “أجندات مخفية”، مثل تصيّد المعلومات من العائدين لمصلحة الاستخبارات. وهذا ما جعل جهود البرنامج تصل إلى نهايات سعيدة، كما يقول منسق المشروع: “في مرات كثيرة، يتصل بنا أهل الشباب ليقولوا إن (حسن) عاد، فندعوه ليأتي إلينا ويشرب القهوة بضيافتنا” (اللافت هي الوصمة التي تزداد شيوعاً، مع استخدام الأسماء العربية كرمز لـ “فلان” من “الجهاديين”).
على كل حال، وبعد شرب القهوة، تقدم الشرطة مخططاً لمن يريد التوبة كي يصلح حياته، وتقوم ببناء خطواته فرق من الخبراء المؤهلين.
وسطع نجم البرنامج خصوصاً، بعدما نجح في إعادة خمسة “جهاديين” إلى مقاعد الدراسة.
لكن برنامج “الجهادي السعيد” بات مهدداً من جهات عدّة. هناك أولاً الرفض الشديد له من قبل المعارضة الصاعدة، ما يضع عبئاً كبيراً على تحالف الاشتراكيين الحاكم قبل الانتخابات النيابية العام المقبل.
ويقود هذه المعارضة “حزب الشعب” الذي أحدث صدمة حين حلَّ أول في الانتخابات الأوروبية، في ربيع العام الحالي. الحزب يوصف بأنه يميني متطرف، لكنه يقدم نفسه على أنه من “المحافظين الإصلاحيين”. ويرفض الحزب برنامج المساعدة من أساسه، ويصر على أن لا مكان أمام “الجهاديين” سوى ما تقرره المحاكم.
حين سألت “السفير” النائب عن “حزب الشعب” في البرلمان الأوروبي أندرس بريمدل فيشتيشن عن مبرراتهم، فضّل الحديث بالمختصر المفيد قائلاً إنه “إذا قاتلت في سوريا، فأنت تتخلى عن كونك مواطناً دنماركياً، ولذلك فنحن نرى أن البرنامج لا حاجة له”.
ويأتي جانب آخر من الضغوط التي يتعرض لها برنامج “الجهادي السعيد” من الدول الأخرى المعنية بالمشكلة. وتتسابق بريطانيا وفرنسا وهولندا على من منها سيجعل حياة “الجهاديين” الأكثر تعاسة. فبريطانيا من جهتها، باشرت سلفاً بإسقاط الجنسية عن مواطنيها الذين قاتلوا في سوريا. أما فرنسا، فأقرت فرض الحجر على من تشتبه في أنه “جهادي” محتمل، عبر تجريده من جواز سفره. وتسير بلجيكا على طريق التشدد ذاته، فيما حكومتها الجديدة تدرس إسقاط الجنسية عن “الجهاديين” الذين يحملون جنسيتين، ومنع من يحملون الجنسية البلجيكية من دخول البلاد مجدداً.
وجاءت الضغوط الأخرى من تزايد التهديد “الإرهابي” بعد إرسال العاصمة الدنماركية كوبنهاغن مقاتلاتها الجوية للمشاركة في التحالف الدولي للحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”- “داعش”. العبء الكبير الذي فرضه ذلك بدا واضحاً على وزيرة العدل الدنماركية كارين هيكيبر. كانت تناقش القضية مع نظرائها الأوروبيين قبل أيام، فسألتها “السفير” عن واقع التهديد بعد المشاركة في التحالف. ترددت قليلاً، قبل أن تقول “إنها مسألة كبيرة جداً عليّ لكي أقدم جواباً عنها”، موضحة أن “هناك أولاً ما نقوم به في العراق، وكيف ألزمنا أنفسنا في هذا التحالف، وثانياً كيف ندافع عن أنفسنا من التهديدات التي يشكلها هؤلاء الإرهابيون المحتملون”.
وتزيد أوساط “الجهاديين” بحد ذاتها مأزق حكومة الدنمارك في دفاعها عن برنامج شرطة آرهوس، بالرغم من أن السلطات في المدينة أكدت أن أي شخص ميؤوس من عودته عن التطرف سيتم تسليمه مباشرة إلى أجهزة الاستخبارات. وانتشرت على نطاق واسع تسجيلات فيديو من “جهاديين” دنماركيين يتوعدون بالانتقام بعد انخراط بلدهم في التحالف الدولي، كما انتشر فيديو آخر لبعضهم وهم يطلقون النار على صور سياسيين بارزين.
كل هذا جعل سياسيي الحزب “الاشتراكي الديموقراطي” الحاكم في موقف صعب. يقول النائب عن الحزب في البرلمان الأوروبي، يابي كوفود لـ”السفير” إن “الأولوية تبقى للقانون الذي يمنع السفر للقتال في الصراعات، ولذلك ستطبق الملاحقة القضائية إلى أقصى حد بحق من ينتهج ذلك”. لكنه من جهة أخرى، يثني على نجاح برنامج آرهوس في “إعادة إدماج من تم نزع تطرفهم”، قائلاً “لهذا السبب لا يمكنني إلا دعمه”.
وفي مقابل الإشادة التي ينالها برنامج “الجهادي السعيد” في آرهوس، ثمة حيثيات تشكك بفعاليته. وتأتي المؤشرات من جامع “غريمهوي” الشهير في وسط آرهوس، والمعروف بأنه “غيتو (معزل) إسلامي”، فقد ابلغت الشرطة الدنماركية الأهالي بأنّ ذهاب أبنائهم إلى هذا المسجد يجعلهم هدفاً لمجندي المقاتلين إلى سوريا، بدليل أن غالبية من سافروا للقتال كانوا يترددون عليه.
لكنّ إدارة الجامع تنفي هذه التهم، فيما يشيد إمام الجامع أسامة السعدي (من أصل لبناني ـ فلسطيني) ببرنامج الشرطة، لكنه يشكك بصورة “الرعب” الذي يمثلها “داعش”، لأن لا أدلة تثبتها برأيه.
الشكوك يولدها أيضاً بعض من عالجهم البرنامج، فهناك شاب يدعى حذيفة ( 19 عاماً)، عاد إلى الدنمارك بعدما قاتل مع حركة “أحرار الشام”، والبرنامج أعاده إلى مقاعد دراسة الهندسة. ما دفع هذا الشاب للعودة ليس التخلي عن العقيدة “الجهادية”، بل نشوب القتال الداخلي بين كتائب المعارضة كما يؤكد: “ذهبت لمساعدة إخواننا السنة… وليس من أجل أن نقتل بعضنا”.
يجري تقديم هذا الشاب، وهو من أصول بوسنية تركية، على أنه “منزوع التطرف”، كنموذج لنجاح برنامج المساعدة. ولكن، لمعرفة مدى النجاح، يمكن الاستماع إليه قائلاً “لم أتأثر بمنظر الجثث والضحايا. إنها حرب ولا تتوقع هناك رؤية الزهور. وبما أنهم من جنود الأسد ومن الشيعة، فلم أكن أتأسف عليهم”.
واشنطن لا تستبعد استيلاء «داعش» على بغداد
نزوح 180 ألفا من هيت… ومطالبات بـ«إقليم فيدرالي» في البصرة
بغداد – واشنطن ـ «القدس العربي» من مصطفى العبيدي ورائد صالحة : رفض مسؤول عسكري امريكي استبعاد احتمال سقوط بغداد في ايدي مسلحي تنظيم «داعش» الارهابي، معتبرا ان «ثقته غير كاملة» في مقدرة الجيش العراقي على الدفاع عن المدينة امام هجوم محتمل للتنظيم. وأكد الجنرال راي اوديرنو وهو قائد اركان في الجيش الامريكي للصحافيين في رابطة جيش الولايات المتحدة ان « القدرة العسكرية موجودة للدفاع عن بغداد، ولكن علينا مراقبة ما ستؤول اليه الامور خلال الايام المقبلة».
ومن جهته نفى رئيس سلطة الطيران المدني في العراق سامر كبة الثلاثاء الانباء التي ترددت حول وقوع اشتباكات مسلحة في محيط مطار بغداد الدولي غربي بغداد. وقال كبة للصحافيين «لا صحة لهذه الأنباء وحركة الطيران منذ ساعات الصباح تسير بشكل طبيعي ومطار بغداد مؤمن ولا توجد مظاهر مسلحة غير طبيعية».وأضاف « لا يوجد مسلحون قرب المطار».
وكان رئيس هئية الاركان الامريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي قال ان مسلحي «داعش» يقفون على مسافة من بغداد تسمح لهم بقصفها، ولا تتجاوز عشرين كيلومترا من المطار.
ولكنه وعد بأن الولايات المتحدة ستدافع عن المطار حيث تتمركز القوات الامريكية وقال: «نحن بحاجة الى المطار.. لن نسمح بحدوث ذلك».
وفي غضون ذلك عقد القادة العسكريون لـ22 دولة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الثلاثاء اجتماعهم في واشنطن لتحديد استراتيجية في العراق وسوريا، وذلك بعد اكثر من شهرين على بدء الضربات الجوية.
ونظم الجنرال مارتن ديمبسي هذا الاجتماع الطارىء في قاعدة اندروز الجوية في ماريلاند (شرق) بضاحية العاصمة الفدرالية.
من جهة اخرى اتهم السناتور ماركو روبيو الرئيس الامريكي باراك اوباما بأنه مدفوع بالسياسة الداخلية في نهجه لمحاربة «داعش». وقال المرشح الرئاسي المحتمل ان البيت الابيض ظهر في الفترة الاخيرة كأنه جاء على مضض للتعامل مع هذه المسألة في وقت متأخر أكثر مما ينبغي.
على صعيد آخر أعلنت الأمم المتحدة عن نزوح (180) ألف عراقي من قضاء «هيت»، غربي مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، جراء هجمات تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأفادت المتحدثة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، «مليسا فليمينغ»، في مؤتمر صحافي بمكتب الأمم المتحدة في جنيف، أن موجة النزوح الجديدة تعد الرابعة من حيث الحجم، خلال العام الحالي، وجاءت بعد سيطرة التنظيم، والمجموعات المرتبطة به، على القضاء الذي يبعد (180) كم عن بغداد، نهاية الأسبوع الماضي، مشيرة الى أن النازحين توجهوا إلى مناطق أخرى في محافظة الأنبار.
من جهة اخرى قال النائب العراقي عن محافظة البصرة (جنوب)، محمد الطائي الثلاثاء، إن 27 نائبا قدموا طلبا إلى رئاسة مجلس النواب العراقي، يطالبون فيه بتحويل المحافظة إلى إقليم فيدرالي، وزيادة مخصصاتها من عائدات الموارد النفطية.
وأضاف الطائي الذي ينتمي إلى «ائتلاف دولة القانون»، الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، أن من بين المطالب زيادة النسبة المخصصة لمحافظة البصرة من عائدات النفط، داعيا إلى تخصيص موازنة محددة لتنفيذ هذه المطالب.
وحذر الطائي من أن البصرة تشهد تظاهرات كبيرة، مضيفا أنها لن تتوقف إذا لم يتم تنفيذ هذه المطالب، ومؤكدا في الوقت ذاته أن هذه المطالب ليست بالكثيرة وأنه من الممكن تنفيذها.
والبصرة هي ثاني أكبر مدن العراق بعد محافظة الأنبار، وتقع في أقصى جنوب العراق، على الضفة الغربية لشط العرب وهو المعبر المائي الذي يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات في القرنة، وتبعد 545 كيلو مترا عن العاصمة بغداد.
التوانسة الأكثر عددا في صفوف «داعش»… فقراء وأغنياء يسافرون إلى سوريا وفي دول الخليج يتبادلون الإتهامات حول صعود البغدادي… يلومون الأسد وأمريكا والجهات الخاصة
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: كيف تحولت تونس مهد الربيع العربي إلى مركز لتفريخ الجهاديين؟ ففي سوريا اليوم هناك أكثر 3.000 تونسي يقاتلون وتفوقوا في هذا على السعوديين (2.500) والأردنيين (2.100) واللبنانيين (900) وفرنسا (700) وليبيا (550) وبريطانيا (400) وهذه أرقام أصدرها مركز لمكافحة التطرف التابع لكلية كينغز جامعة لندن.
وقصة الجهاديين التونسيين لا تختلف عن بقية الجهاديين الذين خرجوا إلى سوريا والعراق، فعندما قرر أيمن العربوي السفر أخبر عائلته أنه سيغيب أسابيع قليلة للعمل في ليبيا، وبعد ستة أشهر اكتشفت عائلته الحقيقة من موقع على الإنترنت أعلن في حزيران/يونيو عن مقتله وهو يقاتل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».
وتقول والدته «كان ولدا هادئا» و «كان يقضي وقته في الدراسة وتحصيل علامات جيدة». وترفض عائلته أن يكون هناك طرف نظم ابنها وأثر على قراره للسفر إلى سوريا، وتعتقد أن ما أثر عليه أكثر هو قراءته لعدد من الكتب التي ألفها عالم سعودي.
وهو جزء من توجه عام لدى الشباب التونسي الذي يتأثر بالأحداث حوله، فتونس وإن كانت أكثر الدول العربية انفتاحا وتقدما والدولة الوحيدة التي نجت من اضطرابات ما بعد الربيع العربي ولا يزال حلم التغيير قائما فيها، لكن هذا نصف القصة، فعدد التونسيين المقاتلين في صفوف «داعش» يفوق عن العدد القادم من دول عربية أخرى حتى من السعودية. وتقدر وزارة الداخلية الشبان التونسيين بحوالي 2.400 مواطن انضموا لجماعات المقاتلين السوريين منذ عام 2011 وعاد منهم 400 متطوع فيما منعت الدولة سفر عدة آلاف. وتقول الوزارة إنها حاولت أكثر من مرة إغلاق شبكات التجنيد ومنع السفر عبر مطار تونس إلى اسطنبول ومنها للجنوب التركي ثم العبور إلى سوريا، أما الطريق الثاني فهو السفر إلى جنوب تونس وعبور الحدود إلى ليبيا والإنضمام لمعسكرات التدريب هناك.
دوار هيشر
و أشار في تحقيق لصحيفة «الغارديان» إلى دوار هيشر المدينة الفقيرة التي ذهب منها ما بين 40- 50 شابا سافروا للقتال وقتل منهم عشرة أو يزيد. وأسهم الدوار في الثورة التي أطاحت بزين العابدين بن علي عام 2011 حيث سقط أربعة شهداء من أبنائها. ومنذئذ ونتيجة لفقدان الدولة السيطرة على عدد من المناطق تحرك الراديكاليون الإسلاميون للمساجد وملأوا الفراغ وهيمنوا على الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي بعد توقف رقابة الدولة عليها. وفي دوار هيشر بدأ أنصار الشريعة ببناء قاعدة دعم لهم في المساجد وعلى صفحتها على «الفيسبوك».
وتظهر أشرطة الفيديو العمل الإجتماعي الذي قامت به الجماعة حيث كان افرادها يحملون المساعدات الغذائية ونسخ من القرآن الكريم التي توزع على السكان.
وقضى زعيم الحركة سيف الله بن حسني (أبو عياض التونسي) فترة يقاتل في أفغانستان قبل عودته إلى تونس. ويقول بعض السكان إن الجماعة قامت بتجنيد شبان للقتال في سوريا.
قصة عمر
وتضيف الصحيفة أن التجنيد لم يأت فقط من الأحياء الفقيرة، فهناك أبناء عائلات دفعتهم البطالة للبحث عن دور في العمل الإسلامي والدعوي. فعندما لم يجد عمر ابن أحد الموظفين الكبار في الخدمة المدنية عملا بعد تخرجه من الجامعة عام 2012 ، وجد في مجموعة اسمها «النصيحة» التي تلقى دعما من دولة في الخليج ملجأ وأًصبح داعية للفكر السلفي ويوزع الكتب الدينية الصادرة في السعودية.
وقضى الشاب وقتا طويلا على الإنترنت وهو يشاهد الأفلام التي تصور معاناة المسلمين من الروهينغا في بورما إلى سوريا.
ومن خلال الإنترنت تعرف على شاب سوري شجعه على السفر والقتال ضد بشار الأسد. واشترى عمر تذكرة دفع ثمنها نقدا، حيث استخدم أجور شقق تعود لوالده، وكانت أول رحلة له إلى خارج تونس باتجاه اسطنبول ومنها إلى جنوب تركيا. وعن تجربته في سوريا يقول إنه لم يتلق تدريبا عسكريا إلا اليسير منه.
وبعد ثلاثة أشهر تنقل فيها بين «جبهة النصرة» و»أحرار الشام» قرر المغادرة. في تلك الأيام كان من السهل الذهاب لمكتب «جبهة النصرة» في إدلب وطلب استعادة الجواز وحتى بعض النقود للعودة. وعندما وصل إلى تونس حققت معه الشرطة التونسية وأخبرها أنه سافر إلى تركيا لملاحقة فتاة تركية.
تعذيب وسوء معاملة
عمر كان محظوظا ولكن ليس غيره فبحسب محام تونسي تعرض بعضهم للتعذيب والمعاملة السيئة على يد المحققين التونسيين أو على يد فرقة مكافحة الإرهاب في مركز أمن غورجاني. وكان المبعوث الأممي ضد التعذيب القاضي الأرجنتيني خوان مينديز قد عبر عن قلقه في حزيران/يونيو لرفض السلطات التونسية السماح له بدخول غورجاني.
وتواجه تونس مثل بقية الدول التي تتعامل مع العائدين من سوريا والعراق معضلة قانونية. ويقول محامون إن مقاتلين لم يعودوا إلى تونس ومن عاد لم يشاركوا في عمليات قتل او ارتكبوا جرائم حيث برأت المحاكم ساحة بعضهم وحكم على البعض الآخر بالسجن. وقد يتغير موقف القاضي حالة عاد واحد من المقاتلين البارزين في صفوف «داعش». وتمثل منطقة شمال إفريقيا ساحة مهمة لتنظيم «داعش» حيث دعمت منظمة أنصار الشريعة في ليبيا وتونس التنظيم.
درنة ولاية «داعشية»
وهناك من يرى أن «داعش» أسس له أول «مستعمرة» في ليبيا ففي دراسة للباحث أرون زيلين من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، جاء فيها أن «داعش» والجماعات الجهادية المحلية المتحالفة معه استطاعت السيطرة على مدينة درنة الليبية مما يظهر الكيفية التي يستطيع فيها التنظيم التحايل على فكرة الحدود التقليدية ويوسع مناطق نفوذه.
وأِشار زيلين إلى قرار مجلس شورى «شباب الإسلام» الذي أعلن الأسبوع الماضي أن مدينة درنة أصبحت جزءا من أرض «داعش» (الخلافة) ولم يصدر من هذه تعليقا حول الإعلان و لم تعلن ضمها رسميا لأرض الدولة الإسلامية المزعومة لكن هناك إمكانية أو احتمال للتوسع وهو ما يضع نموذج «داعش» على طرف النقيض مع استراتيجية «القاعدة» وأخواتها.
ويظهر التطور الكيفية التي لم تعد فيها الحدود مهمة لـ «داعش» وشكل الدولة التي قد تنمو أبعد من حدود الشام والعراق. وكان مجلس شورى «شباب الإسلام» قد أعلن في شهر نيسان/إبريل عن سيطرته على مدينة درنة التي يسكن فيها 80.000 نسمة والتي تبعد 150 ميلا للشرق من مدينة بنغازي.
وقام أشخاص ملثمون على متن سيارات بيكب ويحملون الكلاشينكوفات وراجمات الصواريخ قد أعلنوا انهم قوة أمن المدينة، مع أن قوة «مجلس شورى شباب الإسلام» ليست الوحيدة في درنة ولم تكن قادرة على إدارة شؤونها لوحدها ولكنها استطاعت السيطرة على مستشفى الحريش بنفس الطريقة التي سيطرت فيها حركة أنصار الشريعة على مستشفى الجلاء في مدينة بنغازي.
وفي أيار/مايو بدأت المجموعة هذه بإصدار بيانات على صفحتها في «الفيسبوك» عن أفراد من الحكومة الليبية «المرتدين» و جماعات معارضة لهم وكذا أفراد من أبناء المدينة الذين «تابوا «وانضموا إليها. ومنذ ذلك الوقت نشر مجلس «شورى شباب الإسلام» أسماء أكثر من مئة شخص أعلنوا توبتهم. ورغم التظاهرات ضد تطبيق الشريعة إلا أن مجلس الشورى هذا بدأ بتطبيق نظام «الحسبة» ومحاسبة أفراد على سلوكهم غير الإسلامي. ونشرت صفحة المجلس في حزيران/يونيو وآب/أغسطس أخبارا عن مصادرة كميات من الكحول والمخدرات. وطبقت المجموعة الحدود حيث أدت لتخويف السكان وأثرت على سمعة الجماعة في الوقت نفسه. وإلى جانب استخدامها شعارات «داعش» وعلمه أعلن مجلس شورى «شباب الإسلام» في 22 حزيران/يونيو دعمه للدولة الإسلامية وخلافة أبو بكر.
وجاء في البيان ضرورة دعم هذه الدولة الإسلامية المضطهدة من الكفار والمنافقين ومرضى النفوس. وسبق بيان الدعم هذا الإعلان الرسمي عن درنة كجزء من أرض الخلافة والذي صدر في 3 تشرين الأول/اكتوبر، وبموجبه أصبحت ولاية درنة جزءا من الدولة الإسلامية المزعومة.
ويعتقد الكاتب أن الإعلان جاء بسبب وصول وفد من سوريا مكون من 15 شخصا عقدوا ندوة في مجلس الصحابة تحت شعار «الخلافة على منهاج النبوة».
وحضر الندوة مئات من الأشخاص ورفعت أعلام الدولة وظهرت سيارات مجلس شورى «شباب الإسلام» وعليها عبارات «الحسبة « و»الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، واستمع الحضور لأناشيد أصدرتها مجموعة «أنجاد الإعلامية» التابعة ل «داعش». ولم يلق إعلان مجلس شورى شباب الإسلام قبولا عاما من السكان ورفضت كتائب الشهيد أبو سليم ما قام به المجلس وأقسم أفرادها أن لا يقدموا البيعة لأي شخص خارج ليبيا.
وتخوض هذه الكتائب حربا مع مجلس الشورى والتي خلفت وراءها عددا من القتلى في الأسابيع القليلة الماضية.
وهو ما يثير الشكوك حول مزاعم واستمرار بيعة مجلس الشورى، لكن تاريخ درنة مرتبط بالجهاديين وسافر الكثير من أبنائها للعراق بعد الإحتلال الأمريكي عام 2003، وكذا إلى أفغانستان في الثمانينيات من القرن الماضي.
وتظل فكرة توسع «داعش» خلف حدودة الطبيعة صعبة خاصة أنها تحتاج لقدرات لوجيستية. ولو قبل «داعش» البيعة فسيكون قد انحرف عن نموذج «القاعدة» التي تعتمد على حلفاء محليين. ومهما كان فإعلان مجلس شورى «شباب الإسلام» يعبر عن الجاذبية التي بات «داعش» يتمتع بها لدى الجماعات الجهادية في عدد من بقاع العالم.
دول الخليج
وأمام هذه الجاذبية لـ «داعش» تجد الكثير من دول الخليج نفسها أمام حالة من البحث عن الذات ومحاولة للحد من نشاطات أفراد وجهات خاصة من مواطنيها ممن يدعمون الجهاديين خاصة «داعش».
وفي تحقيق لصحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أعدته من مدينة الكويت إليزابيث ديكنسون قالت فيه إن صعود «داعش» أدى لتبادل اتهامات بين دول الخليج وحالة من البحث عن الذات والتعرف على الكيفية التي ظهر فيها تنظيم بهذه الشراسة. وفي كثير من النقاشات العامة والصحافية وحول موائد العشاء توجه أصابع الإتهامات لبشار الأسد في سوريا وإلى الرئيس باراك أوباما في واشنطن وإلى الجهات الخاصة والأفراد في مدينة الكويت. ففي الفترة ما بين 2012 ـ 2013 جمع أفراد وجمعيات خاصة ملايين الدولارات لدعم الثوار محولين الكويت لمركز جمع تبرعات مهم.
ويشير التقرير إلى ان الدعم المالي أمر والمتطوعون من دول الخليج في صفوف «داعش» شيء آخر وكلاهما أسهم في نمو وبروز التنظيم الجهادي بسرعة، وهنا آلاف من الشبان الخليجيين ممن يقاتلون في صفوف الجهاديين في العراق وسوريا. وبحسب أرقام لوزارة الداخلية تعود إلى الربيع الماضي هناك 1.200 سعودي انضموا لصفوف «داعش».
وتقول وكالة الإستخبارات الأمريكية «سي أي إيه» أن صفوف «داعش» تضاعفت عددا منذ حزيران/يونيو حيث انضم عشرات من الكويتيين والقطريين والبحرينيين والإماراتيين. وتساءل قارىء لصحيفة سعودية «السؤال هو من هو داعش ومن أين جاء؟» وأضاف «تحتاج ظاهرة داعش لفحص جاد وآمل أن يلتفت قادة المسلمين لهذه الظاهرة لأنها تهم كل شخص». وتقول الصحيفة أن أهل الخليج يلومون الولايات المتحدة ويحملونها مسؤولية ظهور «داعش». فهناك من يلوم واشنطن على تجاهل ظاهرة «داعش» وآخرون يقولون إن الولايات المتحدة قدمت دعما كبيرا للمقاتلين السوريين. وهناك من يقول إن تردد واشنطن بدعم المعارضة السورية المعتدلة سمح للجماعات الجهادية البروز على حساب بقية الفصائل. فقد تجاهلت واشنطن تحذيرات دول الخليج وفرنسا وبريطانيا حول مخاطر ترك الجماعات الإرهابية في سوريا حسب معلق سعودي معروف.
لكن لوم أمريكا جزء من لوم الذات، ففي الكويت وصلت نشاطات دعم المقاتلين السوريين ذروتها في عام 2012 وشارك في نشاطات دعم الثورة السورية المشايخ وربات البيوت والأطفال.
ضد الإخوان
وتنقل الصحيفة عن نائب كويتي وهو نبيل الفضلي قوله «كل قنبلة انفجرت في سوريا جاء الدعم المادي لها من الكويت». وتقول الصحيفة إن الفضلي ليبرالي يرفع شعار «الولاء للكويت والعداء للإخوان».
ويضيف «هؤلاءالناس البسطاء والمساكين يشعرون بأنهم يتقربون لله بهذه التبرعات لكنهم لا يعرفون أنها تذهب لجهات لم يحلموا بها».
ويطالب الفضلي بتنقية المقررات المدرسية من الأيديولوجية الإسلامية وحرمان الكويتيين ممن قاتلوا في صفوف المتطرفين من جنسياتهم.
وفي المقابل يقول النائب محمد دلال عن الحركة الدستورية الإسلامية التي تمثل الإخوان المسلمين أن سقوط المعتدلين الإسلاميين في مصر وقمعهم أرسل رسالة مفادها أن العنف هو الخيار الذي يمكن من خلاله تحقيق التغيير.
وفي الوقت الذي يختلف فيه أهل الخليج حول المصدر والمسؤولية عن «داعش» إلا أنهم متفقون على شراسته ووحشيته ولهذا تشارك كل دول الخليج في التحالف الأمريكي ضده. «كل واحد يدعم قصف داعش حتى الشيطان نفسه يريد قيادة الطائرات وقصفهم» يقول سليمان الجاسم، وهو ناشط معارض.
صور التعذيب في السجون السورية تعرض اليوم في متحف الهولوكوست في واشنطن
نيويورك- «القدس العربي» حصلت وزارة الخارجية الأمريكية على ما مجموعه 27.000 صورة لضحايا التعذيب في السجون السورية والتي تظهر آثارا فظيعة للتعذيب على أجسام الضحايا كالحروق والبتر والتشويه. وتحمل هذه الصورة الدليل القطعي لارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية كما قالت لجنة التحقــيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا برئاسة البرازيلي باولو بنيرو وعضوية كل من كارلا ديل بونتي وكارن أبو زيد.
وقرر متحف الهولوكوست في واشنطن أن يعرض مجموعة من هذه الصور للجمهور للمرة الأولى اليوم الأربعاء.
وقد تم تهريب الصور عن طريق شخص إنشق عن النظام والمعروف باسم «قيصر» وحمل معه أفلاما توثق 55.000 صورة.
وقد تم عرض الصور في إجتماع مغلق للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي في تموز/يوليو الماضي بحضور «القيصر» الذي كان مغطى الرأس. ويقوم مكتب التحقيق الفيدرالي بالتحقق من الصور والتأكد إذا كان من بين الضحايا مواطنون أمريكيون.
وقد نفت الحكومة السورية رسميا أن تكون هذه الصور صحيحة وقالت إنها صور مزورة وبعضها صور لعناصر متطرفة قتلت أثناء الاشتباكات.
كانت مهمة القيصر توثيق حالات الموت في المستشفيات والأقبية ومراكز الاعتقال التابعة للنظام. وكان يقود فريقا مكونا من 11 مصورا. في صيف 2013 وصل القيصر إلى قناعة أنه غير قادر على الاستمرار بهذا العمل كما أبلغ ديفد كرين، أحد المحققين الدوليين السابقين في جرائم الحرب في سيراليون الذين التقوا به لساعات طويلة في قطر بعد الانشقاق عن النظـــام. وكان يهــــرب الصور لعناصر المعارضة عن طريق شرائح كمبيوتر صغيرة يخبئها في حذائه كما أعلن السيد كرين.
«إن الصور توثق آلة موت لم يـُر مثلها منذ الهولوكوست. حيث تظهر الصور أكواما من الجثث مكدسة في مخازن ويبدو أن كثيرا منهم قد نفقوا من الجوع. كل صورة تحمل بطاقة صغيرة عليها أرقام وحروف تعرّف بالضحية ومكان الاعتقال للتأكد من أن الأمر الذي أعطي للمسؤول العسكري بتنفيذ قرار الموت قد طبق تماما»، كما أوضح كرين.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد جلسة مغلقة في نيسان/أبريل الماضي بناء على طلب رسمي من الممثل الدائم لفرنسا لعرض الصور على أعضاء المجلس بحضور السيد كرين للإجابة على أسئلة ممثلي الدول في المجلس. وقال إن أعضاء المجلس بعد عرض الصور تجمدوا في أماكنهم صامتين بينما كانت عيون السفيرة الأمريكية سامانثا باور تفيض بالدموع وعلقت بعد عرض الصور قائلة «لا أحد بعد مشاهدة هذه الصور يمكن أن يبقى نفس الشخص». وكان المندوبان الروسي والصيني قد إستخدما حق النقض «الفيتو» في 22 أيار/مايو الماضي ضد مشروع قرار يحيل ملف الجرائم التي ارتكبها النظام والمعاضة عل حد سواء إلى المحكمة الجنائية الدولية.
الأخضر الإبراهيمي: «حاوروا إيران لتتوصلوا لنتيجة مع سوريا وداعش وليد الأخطاء الأمريكية في العراق»
سمير ناصيف
لندن ـ «القدس العربي»: أكد الاخضر الابراهيمي المبعوث الاممي ومبعوث الجامعة العربية السابق إلى سورية انه يصعب جدا حل المسألة السورية من دون مشاركة ايران، لأن نفوذ ايران في سورية يفوق نفوذ روسيا.
وكان الابراهيمي يتحدث في مؤتمر بعنوان «النزاع في سورية وتأثيره على جيرانها» جرى في المعهد الملكي للشؤون الدولية تشاتهام هاوس الثلاثاء، وتشارك معه فيه مدير مشروع المبادرة السورية في المعهد اللورد مايكل ويليامز ومدير المعهد وخبراء آخرون.
واشار الابراهيمي الى انه من الضروري مشاركة اطراف اخرى في قيادة سورية بالاضافة الى آل الاسد، وهناك آخرون غير نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع لديهم تحفظات على بعض القرارات السورية المركزية، وذلك في القيادة السياسية والعسكرية والمعارضة ، وهذا امر ابلغه هو شخصيا الى الرئيس الاسد.
غير ان الابراهيمي قال ايضا ان داعش وحلفاءها ومثيلاتها في سورية والعراق سينهزمون في النهاية، ولكن اي جهة أكانت عربية او اجنبية تريد تحقيق هذه الهزيمة عليها ان تتباحث في الموضوع مع ايران، بيد ان هذه الجهات لا تدرك ان لإيران النفوذ في سورية الذي يفوق نفوذ امريكا في اسرائيل.
وانتقد المبعوث الاممي الجزائري الطريقة التي سلم فيها الامريكيون العراق الى مجموعات طائفية متطرفة اعتمدت الانتقام من خصومها، الى درجة انها لم تنكّل بصدام حسين والمقربين منه وحدهم بل بكل ضابط او جندي ناضل في سبيل بلده وكثير من هؤلاء هم الآن في صفوف المنظمات الاسلامية المناهضة للنظامين العراقي والسوري.
وتساءل الابراهيمي: ما ذنب طارق عزيز لأن يبقى مسجونا طوال 13 عاما وهو بلغ ثمانيناته ولم يرتكب اي جريمة يستحق بموجبها هذه الاهانة والتعذيب؟ وقال انا طلبت شخصيا من القيادة العراقية عدم اعدامه وإلا لأعدموه كالآخرين.
واضاف: «لقد انبثقت داعش من هذه التصرفات والمبالغات، وحان الوقت لتغيير هذه الامور إذ اردنا التوصل الى حلول سياسية، فالحلول العسكرية وحدها لا تؤدي الى نتيجة.
واضاف: «يجب الا تسقط سورية وإلا سقطت انظمة اخرى في المنطقة، الواحد تلو الآخر. وبالتالي المطلوب خطة سلام شاملة للمنطقة. واشار الى ان دول المنطقة لن تتفتت وان اتفاقية سايكس بيكو اقوى مما يعتقد البعض، وستبقى الدول على حالها جغرافيا مع تعديلات في انظمتها.
ونوه بموقف الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي شدد وحده على ضرورة عدم تسليح المتقاتلين في سورية أكانوا النظام او خصومه، لأن الحل العسكري لا يجدي. كما قال ان المعارضة السورية خلال مفاوضات جنيف كانت تعتقد ان الاسد سيسقط خلال اسابيع، فيما كان النظام السوري متأكدا من الانتصار السريع. والاثنان كانا على خطأ.
واكد انه يجب ان يكون بشار الاسد جزءا من الحل في هذه المرحلة ولكن يجب انشاء سورية جديدة. وانتقد اردوغان لانه ما زال يحلم بتحقيق انتصار على سورية الأسد متجاهلا الاوضاع الاقليمية والدولية.
واوضح انه استقال من منصبه لأن الامم المتحدة ليس لديها القوة الكافية من دون الدول الداعمة لها سياسيا وماليا ، وبالتالي فليس لديها حرية التحرك الفعلية. واكد انه اراد الخروج قبل وقت استقالته ولكن لافروف وكيري اقنعاه انهما اتفقا على خطة وسيدعمانها ولكنهما لم يفعلا.
وسئل عما اذا كانت قوات التحالف ستنقلب ضد الاسد بعد هزيمتها لداعش فقال: «لتهزم داعش اولا».
واعتبر ان نجاح المفاوضات الايرانية ـ الامريكية ـ الدولية سيرطب الاجواء وقد يفتح نوافذ جديدة.
أولى محاكم المعارضة في درعا تعتمد على تمويل مستقل لضمان العدالة
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي» ـ: تشكل الهيئة الشرعية القضائية الموحدة في درعا جنوب البلاد المعروفة شعبيا بـ«محكمة غرز»، حالة استثنائية من التنظيم والانضباط حيث تلتف تشكيلات الجيش الحر حولها مما اكسبها شرعية كبيرة، وتعد من اولى المحاكم التي أقامتها المعارضة في سوريا حيث تم تشكيلها منذ قــــرابة ثلاث سنوات، ويشــــرف عليها عدد من القضاة المختصين وتعالج مختلف القضــــايا والدعاوي المرفــــوعة اليها، إلا ان المحكمة تعاني في الآونة الاخيرة من ضعف في التمويل.
ويقول رئيس المكتب الإداري في المحكمة الشيخ ابو أسامة في تصريح خاص لـ»القدس العربي» إنه «نظرا لخصوصية القضاء وللحفاظ على استقلاليته دأبنا دوما في الهيئة القضائية على عدم اخذ اي دعم من اي جهة سياسية كانت ام مدنية ام عسكرية مما منع وجود موارد مالية واضحة ومستمرة للهيئة القضائية وابقاها دون اي دعم واضح».
وتابع «تعتمد الهيئة في تغطية المصاريف على أهل الخير في حوران بعد أن رأوا أن هذه المحاكم تنصف المظلوم وتعيد الحقوق لأهلها، فقاموا بتقديم التبرعات للمحكمة لإكمال عملها الامر الذي ساعد المحكمة على النهوض والوصول لما وصلت إليه الآن».
وحول أقسام الهيئة القضائية، بين أبو أسامة «تنقسم الهيئة القضائية الى ثلاث محاكم وهي محكمة الجنايات ومحكمة المعاملات ومحكمة الأحوال الشخصية، ويوجد في المحكمة قرابة 22 قاضي، ومن المكاتب ايضا مكتب الدعوى والإرشارد والمكتب الإداري والمكتب التنفيذي للمحكمة، الذي يتعلق بأمور القوة التنفيذية للمحكمة».
وأشار إلى استقلالية القرار القضائي الذي جاء من عدم قبول دعم من هيئات عسكرية او سياسية وغيرها، موضحا أن قيام الهيئة بتشكيل قوة تنفيذية منفصلة عن اي تشكيلات عسكرية اخرى، وتتبع بشكل كامل للمحكمة الشرعية امر زاد ايضا في استقلالية القرار بالمحكمة وعزز ثقة المدنيين فيها.
وحول الإختلاف الحاصل بين الهيئة الشرعية ومحاكم النظام في السابق، أوضح أنه في الماضـــي في محاكم النظام كان الرجل يذهب الى المحكمة وتبقى القضية عشر سنوات وفي نهاية المطاف لا يحصل على حقه، إلا ان المحكة الشرعية التي شكلت في عهد الثورة استطاعت حل العديد من القضايا التي كانت عالقة لسنوات عدة في محاكم النظام. وأشار أبو أسامة، إلى أنه سجل في الهيئة القضائية اكثر من 2000 قضية تم حلها، الأمر الذي جدد الشعور لدى المدنيين بالإرتياح ووجود من يرجع لهم حقوقهم.
وتبقى الهيئات الشرعية التي شكلتها المعارضة في سوريا في السنوات الماضية الحل الأمثل والوحيد لدى الغالبية من المواطنين الذين لاتزال قضاياهم معلقة منذ عشرات السنين بانتظار الحكم النهائي فيها.
قيادي من المعارضة السورية لـ«القدس العربي»: نفذنا هجوماً على ستة مواقع تابعة للنظام وحزب الله في القلمون
محمد الزهوري
القلمون ـ «القدس العربي» ذكر قيادي في المعارضة السورية المسلحة في جبال القلمون فضل عدم ذكر اسمه، أن فصائل المعارضة السورية المسلّحة بالإضافة الى مقاتلي «جبهة النصرة» نفذوا هجوما على ستة مواقع تابعة لجيش النظام و»حزب الله» اللبناني في جرود بلدة المشرفة بمنطقة القلمون السوري.
وقال القيادي في تصريح خاص لـ»القدس العربي»، إننا «لقد نفّذنا عدّة هجمات مباغتة على جرود بلدة المشرفة المعروفة بفليطا، واستهدفنا مواقع وحواجز وترسانات عسكرية للحزب الإيراني وميليشياته، رغم الطيران الحربي الذي يُشَنُّ عليـــنا الغارات كالمطر».
وتأتي هذه الهجمات ضمن المعركة التي فتحتها قوات المعارضة ضد نقاط تمركز «حزب الله» بغية إعادة السيطرة على بلدة عين المشرفة التي فقدت السيطرة عليها منذ أذار/مارس الماضي.
واستخدمت الفصائل خلال الضربات صواريخ «الكونكورس» المضادة للمدرعات، حيث استهدفت عدة نقاط يتمركز بها عناصر «حزب الله»، منها مدخل البلدة والتلة وطريق الجرد، مّا أدّى إلى وقوع خسائر فادحة بصفوف عناصر الجيش السوري و»حزب الله اللبناني».
وأضاف القيادي، «لانعلم الحصيلة الدقيقة لخسائرهم البشرية، لكن المواقع التي استهدفناها غصَّتْ بعشرات القتلى والجرحى ولم يستطيعوا حتى الآن إسعاف جميع الجرحى ونقل كافّة الجثث بسب جعرافية المنطقة التي نهيمن عليها، والتي تحوي على الآليات العسكرية، فقد أعطبنا ثلاث مدرعات فوزديكا ودبابتين كانوا يستخدمونهم بالقصف على مواقعنا».
وفي سياق متصل، نفذ الطيران الحربي السوري سبع غارات جوية استهدفت مواقع تابعة للمعارضة، ممّا أدّى إلى وقوع ثلاثة قتلى في صفوف المقاتلين.
في حين، أخلت بعض فصائل المعارضة مقراتها العسكرية في جبال القلمون، والتي تتمثل بمعسكرات أُقيمت سابقاً، وانتقلت الى مغارات جبلية بمناطق متبعثرة.
من جانب آخر، وصل الضابط العريف اللبناني الفارّ من الخدمة العسكرية عبد الله شحادة ابن بلدة مشحا في منطقة عكار اللبنانية، والمسؤول عن مستودع للذخائر في الجيش اللبناني ضمن ذات المنطقة «فوج العديد الخامس» في وادي الرعيان في عرسال إلى جبال القلمون بسيارة من نوع هامفي مملوءة بالعتاد العسكرية، معلناً انشقاقه، ومتبرئاً ممّا أسماه «جرائم الجيش» بحقِّ أهل السنة، مؤكداً انَّ الأوامر التي تصل إلى الجيش اللبناني هي من إيران.
ويُعتبر هذا الانشقاق هو الثاني، بعد إعلان الجندي «محمد عنتر» انشقاقه عن الخدمة العسكرية في مطار رفيق الحريري وإنضمامه إلى صفوف «جبهة النصرة» بالقلمون، لكن البيان الذي خرج عن قيادة الجيش اللبناني أعلن أنّه ملاحق منذ أشهر.
يُذكر أنّ مخابرات الجيش اللبناني اتخذّت إجــراءات حــــازمة على الضــــباط والعسكريين الذين يحاولون الدخول الى بلدة عرسال، وفي تسريبات حصلنا عليها، هـــناك أوامر تمنع أي جـــــندي أو ضابط بالدخول إلى عرسال إن لم يكن معه إذن من قـــيادة الجيـــش اللبـــناني.
أسلحة تنظيم “داعش” … مصادر متنوعة والهدف واحد
برلين ـ من أمين بنضريف وماتياس فون هاين ـ تفتقر سوريا في ظل الحرب الأهلية الطاحنة إلى أبسط الحاجيات اليومية، عدا الأسلحة. إذ يتم تزويد أطراف النزاع بكميات هائلة منها. تنظيم الدولة “الإسلامية” يستفيد من هذا الوضع بشكل خاص. فمن أين تأتي تلك الأسلحة؟
بالإضافة إلى ما تتسبب فيه الأسلحة من قتل ودمار، فإنها تعتبر أيضا أمرا مكلفا للغاية. فالعمليات الحربية تكون دائما في حاجة إلى تمويل ضخم لشراء الأسلحة والذخيرة والعتاد أوالحصول على خدمات لوجستية ودفع أجور المقاتلين. وإذا أخذنا مثال التحرك العسكري الأمريكي الحالي في العراق وسوريا، فإن العمليات العسكرية المحدودة ضد ما يسمى بتنظيم “الدولة الإسلامية” تكلف حوالي 312 ألف دولار في كل ساعة ، حسب منظمة “مشروع الأولويات الوطنية” الأمريكية الغير حكومية.
على الرغم من التكلفة العالية لشراء الأسلحة وصعوبة الحصول عليها، أصبحت سوريا مركزا حيويا ومهما لتجارة وتهريب الأسلحة بمختلف أنواعها، حتى بعد مرور ثلاث سنوات على بداية الحرب الأهلية فيها. البلد يفتقر لكل شيئ، عدا للأسلحة.
قد يصعب تحديد كميات الأسلحة الموجودة بالمنطقة ومصادرها، حسب بيتر ويزمان من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، الذي يضيف أن ” روسيا وإيران ستستمرا في تزويد نظام الأسد بالأسلحة. غير أن روسيا قد تتراجع مستقبلا عن دعم النظام السوري بالأسلحة الثقيلة وبالطائرات المقاتلة ” على حد قوله.
بالنسبة لمقاتلي المعارضة فقد حصلوا على الأسلحة بداية من مستودعات الجيش السوري، بعدما انشق بعض الجنود عن النظام واحتفظوا بمعداتهم العسكرية. علاوة على ذلك تمكنت جماعات المعارضة المقاتلة من تعزيز ترسانتها العسكرية من خلال سيطرتها على بعض مستودعات العتاد الحربي في المناطق التي كانت تحت سيطرة النظام السوري. الجماعات المقاتلة اكتشفت في وقت لاحق السوق السوداء للأسلحة في لبنان، حيث توجد هناك – بعد عقود من الصراعات- مستودعات للأسلحة بكميات هائلة، بالإضافة إلى الكميات الكبيرة من الأسلحة التي تدفقت من ليبيا إلى سوريا بعد سقوط نظام معمر القذافي، كما يقول الخبير ويزمان.
إمدادات بطرق ملتوية
ويضيف الخبير ويزمان بأن المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والأردن قامت جميعها بدعم الجماعات السورية المعارضة من خلال تزويدها بكميات كبيرة من المعدات العسكرية. ويتم تسليم تلك الأسلحة بطرق معقدة وغير واضحة. وهو ما جعل الأسلحة تصل في بعض الأحيان عن غير قصد إلى جماعات إرهابية. إليوت هيغنز الذي يشرف تحت اسم مستعار (براون موسى) على موقع Bellingcat أشار إلى مثال قاذفة الصواريخ من طراز M79، حيث أوضح أن تلك الأسلحة سقطت في أيدي تنظيم ” الدولة الإسلامية” الإرهابي، رغم أن مورديها لم يكونوا يرغبون في ذلك.
فالمملكة العربية السعودية اشترت تلك الصواريخ المضادة للدبابات عام 2013 من كرواتيا بهدف تسليمها إلى مقاتلي الجيش السوري الحر في سوريا، وبعد نقلها بطائرات أردنية إلى الأردن تم تهريبها عبر الحدود إلى سوريا. غير أن تلك الصواريخ أصبحت الآن في أيدي المقاتلين الأكراد، الذين استولوا عليها في معارك مع تنظيم ” الدولة الإسلامية”.
تحقيقات ميدانية
هذا ما أظهرته أيضانتائج تحقيقات منظمة Conflict Armament Research (CAR)غير الحكومية، المتخصصة في التحقيق في النزاعات المسلحة. وتستند هذه النتائج على تحقيقات ميدانية، بعد زيارة خبراء من منظمة CARبين منتصف يونيو وأوائل شهر أغسطس لشمال سوريا وشمال العراق. وقد قام الخبراء بالتحقيق في مصدر الأسلحة التي عثرعليها مقاتلون أكراد في العديد من المناطق، وهي مناطق كانت سابقا تحت سيطرة تنظيم ” الدولة الإسلامية”. وأكد جيمس بيفان، مدير منظمة CAR أن تنظيم” الدولة الإسلامية” استحوذ على معظم أسلحته في “ساحة المعركة”، ويضيف بيفان بأن “هذا ما يعكسه نوع الأسلحة والذخيرة التي قمنا بتوثيقها في شمال العراق”، مضيفا أن ” الجيش العراقي هو المصدر الأساسي للأسلحة المستحوذ عليها. فمن هناك يأتي خليط من المعدات والأجهزة العسكرية، التي حصل عليها الجيش العراقي سابقا من الولايات المتحدة الأمريكية”.
وما يثير انتباه الباحثين في منظمة CARأيضا، هو السرعة التي يتم بها نقل الأسلحة من جبهة قتالية إلى أخرى. فبعد أسبوعين فقط من سقوط الموصل في شمال العراق، تم ملاحظة وجود نفس الأسلحة التي استولى عليها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة عين العرب ( كوباني) البعيدة بأكثر من 500 كلمتر في الشمال السوري . كما أشار تقرير منظمة CARإلى أن مقاتلي داعش يزيلون الأرقام التسلسلية المسجلة على الأسلحة، التي يتم الاستيلاء عليها. وهو ما يجعل تتتبع مصادر توريدها أمرا مستحيلا، كما يجعل معرفة الجهة التي قامت بداية بتصدير الأسلحة بشكل قانوني أمرا صعبا.
مصادر متنوعة
في تقرير آخر قام خبراء منظمة CARبتحقيقات حول مصادر الذخيرة التي يستخدمها مقاتلو تنظيم ” الدولة الإسلامية”. ولهذا الغرض تم جمع 1700 طلقة ذخيرة في منطقة القتال بين منتصف يوليو ومنتصف أغسطس. نتائج التحقيقات كانت مدهشة، حيث عثر الخبراء على ذخيرة يعود تاريخ إنتاجها بين 1945 و2014 من 21 دولة. وهو ما يظهر طبيعة تنوع مصادر السلاح، الذي يستخدمه تنظيم “داعش”. وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 20 في المائة من الذخيرة يعود مصدرها لمخزونات الولايات المتحدة الأمريكية.
الخبير بيتر ويزمان من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام يعتبر ذلك دليلا على المخاطر المرتبطة بإمداد تلك المنطقة بالأسلحة، حيث إنه من الممكن أن تسقط تلك الأسلحة في أيدي جماعات إرهابية. من جهته يضيف بيفان من منظمة CARأن تزويد جيوش أو جماعات ضعيفة بمثل تلك الأسلحة يزيد أيضا من مخاطر انتشارها، في حال إن تمكنت جماعات إرهابية أكثر قوة من الاستيلاء عليها في المعارك مع أطراف ضعيفة .
إن ذلك يشرح سبب تردد الدول الغربية حتى الآن في تزويد الفصائل المعارضة في سوريا بالأسلحة. الولايات المتحدة الأمريكية قامت في البداية بتزويد مقاتلي المعارضة بما يسمى ب “المعدات غير الفتاكة” مثل أجهزة الرؤية الليلية أو أجهزة الاتصال. ولكن قبل عام بدأت وكالة الاستخبارات المركزية CIA في تسليم أسلحة خفيفة لمقاتلي المعارضة السورية. ومن جهة أخرى يسعى البيت الأبيض حاليا للحصول على موافقة من الكونغرس بشأن ميزانية بمستوى 500 مليون دولار تهدف إلى تسليح وتدريب الجماعات المعارضة المعتدلة في سوريا من أجل التصدي لزحف تنظيم “داعش”.
التفوق الميداني لتنظيم ” الدولة الإسلامية” وتقدمه دفع بالعديد من الدول الغربية ومن بينها ألمانيا إلى تسليم أسلحة مثيرة للجدل، حيث وافقت تسع دول أوروبية على إرسال إمدادات عسكرية لمقاتلي البشمرغة الأكراد في شمال العراق، رغم التخوفات من سقوط تلك الأسلحة في أيدي مقاتلي تنظيم ” الدولة الإسلامية” وعدم استبعاد ذلك، في ظل المكاسب التي حققها التنظيم الإرهابي، ورغم الغارت الجوية للتحالف ضده ومقاومة المقاتلين الأكراد له على عدة جبهات.(دوتشيه فيليه)
سورية: إصابة 4 من مقاتلي “الحُـرّ” بحالات اختناق
دمشق، اسطنبول ــ هيا خيطو، عبسي سميسم
شهدت المنطقة الممتدة على طول المتحلق الجنوبي، من جهة حي جوبر في دمشق، وبلدة زملكا على الطرف المقابل للمتحلق، اشتباكات ضارية بين مقاتلي “الجيش الحر” وكتائب إسلامية، من جهة، وقوات النظام مدعومة بميليشيات تابعة لها، من جهة ثانية، إثر محاولة الأخيرة اقتحام الحي. وقال مراسل “العربي الجديد” إنّ قوات النظام، قصفت خلال المواجهات جبهة حي جوبر بغاز سام، يُعتقد أنّه “الكلور”، ما أدى إلى اصابة أربعة مقاتلين من “الحر” بحالات اختناق، في حين تمكّنت المعارضة من تدمير دبابة وقتل طاقمها.
في موازاة ذلك، استهدفت قوات النظام بأربعة صواريخ أرض ــ أرض حي جوبر، وبستة صواريخ مدينة زملكا في ريف دمشق، في حين تعرّضت المنطقتان لقصف بالمدفعيّة الثقيلة وقذائف الهاون. وكان ستة اشخاص، على الأقل، أصيبوا في وقت سابق في جوبر بحالات اختناق، إثر قصف لقوات النظام على الحي مطلع الشهر الماضي.
وتسعى قوات النظام، من خلال استخدامها للغازات السامة، إلى إنهاء وجود المعارضة المسلّحة في جوبر، إذ يشكّل وجودها خطراً كبيراً على النظام، بسبب قربها من ساحة العباسيين، مركز العاصمة من جهة، وكونها تشكّل مفتاح السيطرة على الغوطة الشرقية، من جهة أخرى.
في موازاة ذلك، أحكم مقاتلون من الفيلق الخامس والجبهة الإسلامية، اليوم الأربعاء، سيطرتهم على حاجز الغربال، الواقع غربي قرية معرحطاط، بريف إدلب الجنوبي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، قتل على إثرها 7 مقاتلين من الطرف الأول، فيما لم يحدد حتى اللحظة عدد قتلى قوات النظام. ويقع حاجز الغربال على بعد كيلومترات قليلة من معسكري الحامدية ووادي الضيف، اللذين يُعدّان أكبر معاقل قوات النظام في ريف إدلب الجنوبي وأخطرها، إذ تستهدف عبرهما البلدات المحيطة بها بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.
وقالت مصادر محلية، رفضت الكشف عن اسمها لـ”العربي الجديد”، إنّ “سيطرة الثوّار على حاجز الغربال، اليوم الأربعاء، فتحت الطريق إلى حاجز “بسيدا”، ومن ثم مباشرة إلى معسكر الحامدية، الذي تطمح فصائل المعارضة إلى السيطرة عليه”.
وكانت كتائب المعارضة قد سيطرت، أمس الثلاثاء، على حاجزي شنيرا والطابو قرب معسكر وادي الضيف، وفجّرت نفقاً تحت حاجز الدحروج المجاور لهما، ما “أحدث زلزالاً في المنطقة، أودى بحياة نحو 40 عنصراً من قوات النظام”، على حد تعبير المصدر ذاته.
في غضون ذلك، شنّ الطيران الحربي غارات عدّة على محيط الحاجز، بالتزامن مع إلقاء المروحيات برميلين متفجرين على أطراف مدينة معرة النعمان، ما أوقع قتيلين من المدنيين، بينما اقتصرت أضرار أربعة براميل متفجرة استهدفت مدينة سراقب، على المادية فقط.
يُذكر أنّ فصائل معارضة، أعلنت نهاية شهر أغسطس/ آب الماضي، بدء معركة “الجيش الواحد” للسيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية، ومنذ ذلك الحين يكثف طيران النظام قصفه لكامل ريف إدلب، حيث ارتكب مجازر عدّة، آخرها في مدينة بنّش. ولم تكن معركة “الجيش الواحد”، الوحيدة التي أعلنتها المعارضة للسيطرة على المعسكرين، بل سبقتها معارك عدّة، تجددت طوال السنتين الماضيتين، وباءت جميعها بالفشل، في ظل امتلاك النظام لسلاح الطيران وزيادة تعزيزاته المحكمة في محيط المعسكرين.
“الأنصار” أخ غير شقيق لـ “داعش” في غوطة دمشق
دمشق ــ جديع دواره
ظهر تنظيم جديد من رحم تنظيم “داعش”، يُدعى “الأنصار” في الغوطة الشرقية لدمشق، وبادر يوم الجمعة الفائت إلى إعدام أحد سكان بلدة سقبا، في الساحة العامة، بتهمة تناول الذات الإلهية، بحسب ما كشفه مصدر معارض مطلع لـ “العربي الجديد”.
وقدّر المصدر، عدد أتباع التنظيم الجديد في الغوطة الشرقية بنحو 150 عنصراً، ينتشرون في بلدتي سقبا ومسرابا، ووصفه بأنه “نسخة جديدة من تنظيم الدولة الإسلامية الذي جرى طرده من المنطقة قبل نحو ثلاثة أشهر”.
وعلى خلفية تنفيذ حكم الإعدام بالمواطن من سقبا، من دون الرجوع للقضاء الموحد المتفق عليه بين الفصائل المقاتلة، دعا ناشطون في الغوطة الشرقية، إلى “ملاحقة التنظيم واعتقال أفراده وتجريدهم من السلاح ومحاكمتهم، مشبهاً فعلتهم بما يفعله عناصر الدولة الإسلامية”.
وعرّف تنظيم “الأنصار” نفسه، في بيان، بأنه “تجمع مقاتل في سبيل الله تعالى يسعى لتحقيق هدف أي مسلم في الأرض وهو الحكم بما أنزل الله”. ودعا “للنأي بالنفس عن أي فتنة فيها سفك للدماء بين المسلمين والتوجه لقتال العدو المشترك والقضاء على الكفر والكافرين”.
وأوضح أن “هدفنا الأول من قتالنا هو تحكيم شرع الله على هذه الأرض، وفي المرتبة الثانية قتال النظام والروافض، ومن ثم الدفاع عن المسلمين المستضعفين أينما وجدوا وعلى أي أرض، وفي أي بلد كان، عربيا أو أعجمياً ونصرتهم بشتى الوسائل”.
وخصص بندا خاصا للترحيب بالجهاديين الآتين من خارج سورية “لنصرة هذا الدين ونصرة إخوانهم من المسلمين، فلولا المهاجرون لم يكن أنصار”. وختم البيان، بملاحظة تدعي استقلالية التنظيم، إذ “ليس لنا أي تبعية لا داخلياً ولا خارجياً، ونعمل مستقلين، والله على ما نقول شهيد”.
لكن مصدراً مقرباً من أهم الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية، يشير لـ “العربي الجديد” إلى أن “الهدف الحقيقي للتنظيم الجديد، هو تفريق الصف، وزرع فرع لداعش في ثوب جديد داخل الغوطة، وتقديمه بمظهر المصلح”، وتوقع بأن “لا يختلف مصير التنظيم الجديد عن مصير الدولة، الذي تمّ القضاء عليه وطرده من الغوطة الشرقية”.
يوضح المصدر أن “أفراد التنظيم الجديد منشقون عن جبهة النصرة، كانوا من مناصري داعش، وقد أخذوا موقفاً سلبياً من جبهة النصرة بسبب عدم وقوفها مع الدولة في الغوطة الشرقية”.
وكان جيش الإسلام وعدد من الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية، شنوا حملة على “داعش” قبل نحو ثلاثة أشهر، وداهموا مقراته وطردوه من بلدات دوما وعربين والمرج والأشعري ومسرابا، وذلك بعد اتهامه بتنفيذ اغتيالات وتفجير سيارة مفخخة في دوما.
لكن الحرب بين “داعش” و”جيش الإسلام”، أبرز الفصائل المقاتلة في ريف دمشق، لم تنته، إذ اتهم المتحدث العسكري باسم “جيش الإسلام”، عبد الرحمن الشامي، في تصريح لـ “العربي الجديد”، تنظيم “داعش” باغتيال قائد جيش الاسلام جنوبي دمشق (أبو فاروق)، وذلك يوم الجمعة الماضي، في بلدة يلدا جنوبي دمشق، حيث قضى متأثرا بجراح أصيب بها، إثر تعرض سيارته لإطلاق نار من أحد الأبنية في البلدة، وفرّ مطلقو النار إلى الحجر الأسود، حيث مقرات “داعش”.
وكانت الفصائل الإسلامية جنوب دمشق، طردت “داعش” من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم ومخيم اليرموك وغيره، وحاصرت المئات من أنصاره في الحجر الأسود لنحو45 يوما، وانتهى الحصار باتفاق بين الطرفين، قضى باحتفاظ كل طرف بسلاحه ومناطق وجوده وعدم اعتقال أي شخص إلا بعد الرجوع إلى الهيئة الشرعية، وعدم تكفير الناس، واعتبار النظام العدو الأساسي لكل الأطراف. لكن “جيش الإسلام” رفض الاتفاق المذكور.
طرطوس تتظاهر ضد الأسد..والتحالف يبطىء “الدولة” بكوباني
للمرة الأولى في تاريخ الثورة السورية، خرجت تظاهرات شعبية في محافظة طرطوس، إحدى معقل النظام السوري، مطالبة بإسقاط كافة رموز النظام والمعارضة معاً بغية إنهاء الحرب السورية. وقال نشطاء، إن قوات الأمن اعتقلت جميع المشاركين في التظاهرة، وهم من الطائفة العلوية، ممن كان لهم نشاطٌ مؤخراً، تمثّل بتوزيع منشورات كتب عليها “الكرسي إلك والتابوت لولادنا” و”الشارع بدو يعيش”، قبل وصولهم إلى مرحلة التظاهرة.
واقتيد المعتقلون، بحسب ما أفاد ناشطون، إلى فرع المخابرات العسكرية في المدينة، التي تُعتبر بعيدة نسبياً عن المعارك، وهي أيضاً المعقل الرئيسي لمناصري الأسد، إلا أنها سجّلت أكبر عدد لقتلى العلويين على مدار ثلاث سنوات من المعارك. وقدّر نشطاء أن نصف قتلى النظام، البالغ عددهم حوالي 61 ألفًا، ينحدرون من طرطوس، وتُقدّر نسبة العاملين في إدارات دولة النظام والجيش من العلويين بـ 90 في المئة.
وفي العاصمة، نفذّت قوات النظام الأربعاء، حملة اعتقالات في مساكن برزة، إحدى ضواحي دمشق، وأشارت مصادر إلى أن الحملة كانت تهدف البحث عن المتخلّفين عن الالتحاق بصفوف الجيش وقوات الدفاع الوطني. أما محافظة حماة، فشهدت اغتيال عضو مجلس الشعب وريس اليونس، أثناء مرور موكبه بين مدينتَي حماة والسلمية.
في سياق آخر، تمكّنت غارات التحالف الدولي من إبطاء تقدّم مقاتلي الدولة الإسلامية في مدينة كوباني “عين العرب”، وذلك بعد 21 غارة استهدفت تجمّعات المقاتلين، في إحدى أعنف جولات القصف التي شهدتها المدينة. وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة قتلت 32 من مقاتلي الدولة الإسلامية على الأقل، في إصابة مباشرة خلال الأسبوع الجاري، بفضل تنسيق أفضل مع القوات الكردية على الأرض وتكثيف الغارات على المدينة. وقال متحدث باسم “وحدات حماية الشعب الكردي”، إن كبار المسؤولين في الوحدات، يبلغون التحالف بمواقع أهداف تنظيم الدولة الإسلامية والطائرات تقصفها بعد ذلك. وأضاف أن بعض المقاتلين انسحبوا، لكنهم يعيدون تنظيم صفوفهم ويعودون من جديد، مؤكداً أن الضربات تصيب الأهداف بدقة، بفضل التنسيق مع الوحدات الكردية. إلا أن الوضع الميداني لا يزال غير واضح، إذ يسعى التنظيم إلى كسب مزيد من المناطق في معارك كرّ وفرّ مع المقاتلين الأكراد، مع العلم أنه يسيطر على حوالي نصف المدينة.
وفي محاولة للتقدم، شنّ مقاتلو الدولة الإسلامية هجوماً، الأربعاء، غربي المربع الحكومي وتدورت اشتباكات عنيفة بينه وبين وحدات المقاتلين الأكراد.
الائتلاف السوري في متاهته: طعمة لرئاسة الحكومة.. “بمن حضر“
عمر العبد الله
الائتلاف السوري في متاهته: طعمة لرئاسة الحكومة.. “بمن حضر” الكتلة الديموقراطية اتهمت جماعة الإخوان المسلمين بمحاولة السيطرة على الائتلاف ومؤسساته
لا يكاد يمر اجتماع من اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من دون انسحابات أو مقاطعات، ولا يبدو أن هذه الانسحابات هي حكر على كتلة معينة. فمع كل تعقيدات المشهد السوري يبدو الائتلاف الوطني بعيداً عما يحدث داخل الحدود السورية، متقوقعاً على نفسه وعلى معاركه الانتخابية.
اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الوطني المنعقد في اسطنبول، لم يخل من التعقيدات والحسابات ذاتها، التي أصبحت سمة ثابتة ترافق اجتماعاته، لكن هذه المرة اختلف الأشخاص وبقيت العقلية ذاتها. فبعد يومين من تعطل الاجتماعات وتأجيل انعقاد جلسة انتخاب رئيس جديد للحكومة السورية المؤقتة، عقدت الهيئة العامة اجتماعها ليل الثلاثاء بمن حضر من الأعضاء، وأعادت انتخاب أحمد طعمة رئيساً للحكومة بـ63 صوتاً من أصل 65 عضواً حضروا الجلسة، بعدما انسحبت الكتلة الديموقراطية وإعلان دمشق ومقاطعة المجلس الوطني الكردي.
الكتلة الديموقراطية اعتبرت في بيان تلقت “المدن” نسخة منه، أن جماعة الاخوان المسلمين تسعى للسيطرة على الائتلاف بعدما سيطرت على الحكومة ووحدة تنسيق الدعم. وقالت الكتلة في بيانها أن خطوات سابقة قامت بها جماعة الاخوان المسلمين “تمثلت باختطاف وحدة تنسيق الدعم، ثم المجلس العسكري الذي تم تنصيب قيادة له، وسمت ممثلين يؤيدون تحالف الاخوان لاستخدامهم في التصويت لإنجاح مرشحهم لرئاسة الحكومة، وجعلها البديل اللاحق للائتلاف الذي صعب عليهم الاستيلاء الكلي عليه”.
وأضاف البيان أن الكتلة الديموقراطية وحلفاؤها في إعلان دمشق والمجلس الوطني الكردي “رفضوا ويرفضون استيلاء الاخوان وتحالفهم الجديد على الائتلاف والمؤسسات التابعة له، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها القضية السورية”. وحذّرت الكتلة في بيانها بأن “عملية انتخاب رئيس مفروض للحكومة المؤقتة، قد تؤدي إلى تغيير علاقاتنا مع الائتلاف وصولاً الى الخروج منه”.
من جانبه قال رئيس الكتلة الديموقراطية، فايز سارة، لـ”المدن” أن انسحاب الكتلة جاء نتيجة سببين رئيسين، الأول هو قيام “الاخوان المسلمون” بتشكيل مجلس عسكري خاص بهم، وانتخاب رئيس للاركان وممثلين عن المجلس العسكري للائتلاف، وضم هؤلاء الى الائتلاف “من أجل زيادة الأصوات التي ستؤيد انتخاب أحمد طعمة”، والسبب الثاني هو “إصرار الإخوان على إعادة انتخاب أحمد طعمة”، بعدما حجب الائتلاف الثقة عنه قبل أكثر من شهرين. وأكد سارة أن هناك تدخلات تركية للمساعدة في حل الخلافات الحاصلة بين كتل الائتلاف.
من جهته، قال المرشح السابق لرئاسة الائتلاف، وعضو الكتلة الديموراطية، موفق نيربية، لـ”المدن” إن الائتلاف عانى منذ إقالة رئيس الحكومة من انقسامات في صفوفه، ويجب على أعضاء الائتلاف “تحمل مسؤولياتهم تجاه الوضع الخطر الذي تمر به الثورة السورية”، وأكد نيربية أن استقطابات عديدة نشأت بعد عملية إقالة طعمة، أدت الى إعادة التشنج والضعف في صفوف الائتلاف.
في المقابل، اتهم أحد أعضاء الائتلاف، طالباً من “المدن” عدم الكشف عن اسمه، أن “كتلة أحمد الجربا ومعه فايز سارة” تسعى الى السيطرة المطلقة على الائتلاف، من خلال ممارسات “عُصابية ضيقة”، وأشار إلى أن الكتلة الديموقراطية عطلت الجلسة ليومين ثم انسحبت “وهذا ذات الأمر الذي قام به مصطفى الصباغ وكتلته عندما خسروا الانتخابات أمام أحمد الجربا، وانتقدته الكتلة الديموقراطية”.
وكانت الهيئة العامة قد أقرت في اجتماعها إلغاء القرار الصادر عن الهيئة السياسية، والذي قضى بإقالة رئيس وحدة تنسيق الدعم، سهير الأتاسي، وكف يد وزير الصحة المقال عدنان الحزوري، وإقالة العشرات من موظفي الوحدة والوزارة على خلفية حادثة اللقاحات السامة، وقضايا مالية. واعتبرت الهيئة العامة أن قرار الهيئة السياسية غير قانوني لعدم أحقية الهيئة السياسية باتخاذه.
التنظيم سرق الاسلحة من منشأة المثنى العراقية
تنظيم داعش يقصف الأكراد بغاز الخردل السام
لميس فرحات
حصل تنظيم داعش على أسلحة كيميائية من العراق فاستخدمها ضد الأكراد في مدينة عين العرب “كوباني” في سوريا.
بيروت: تحدثت التقارير عن أن تنظيم داعش يستخدم غاز الخردل السام في قتاله مع الاكراد، بعد أن عثر على مستودعات الأسلحة الكيميائية القديمة العراقية التي تنتشر على مساحات واسعة من البلاد.
وفقاً لصحيفة الـ “واشنطن تايمز”، قال جنود أميركيون شاركوا بالحرب في العراق أن هناك عشرات المستودعات التي تحتوي على كميات من مواد تستخدم في تصنيع الأسلحة الكيميائية اضافة إلى آلاف الصواريخ المعدة للاستخدام الكيميائي.
الذخائر الكيميائية العراقية القديمة لا تزال تشكل خطراً كبيراً على المنطقة، لا سيما في حال استخدامها محلياً كتصنيع القنابل البدائية من قبل الجماعات المتطرفة.
وتحدثت التقارير عن اختفاء 2500 صاروخ مزود بخاصية حمل رؤوس كيميائية من المستودعات العراقية الموجودة في المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش، كما أكد مسؤولون عراقيون ان أفراد التنظيم سرقوا المعدات وتم رصدهم على كاميرات المراقبة.
ونقلت الصحيفة عن خبراء اسرائيليين قولهم إن داعش استخدم أسلحة كيميائية فى الهجوم على “كوباني” او ما يعرف بـ “عين عرب” شمال سوريا.
ووفقاً للمركز الإسرائيلي للأبحاث العالمية في الشؤون الدولية، فإن داعش استخدم أسلحة كيميائية في غارة شنها على كوباني، وفقاً لصور القتلى الأكراد من مقاتلي “وحدات حماية الشعب”.
وقال كاتب التقرير، جوناثان سباير، الذي زار المنطقة، إن ضحايا الهجوم المزعوم مصابون بحروق وبقع بيضاء، كما ان المتخصصين الإسرائيليين فحصوا صور جثث الأكراد وأكدوا استخدام الأسلحة الكيميائية ضدهم.
وأشارت الـ “واشنطن تايمز” إن داعش حصل على غاز الخردل من منشأة الحكومة العراقية فى “المثنى”، التي تحتوي على 65 طناً من الخردل ونحو ألفين من قذائف المدفعية قطرها 155 مليمتراً.
تقدم للنصرة في ريف حماه والقنيطرة
“والي داعش” بدير الزور يقود المواجهات مع جيش النظام
مروان شلالا
دارت الثلاثاء مواجهات برية عنيفة بين قوات النظام السوري وتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في دير الزور، في حين حاول جيش النظام قطع خطوط الإمداد بشكل كامل عن عناصر التنظيم، الذي يسيطر على معظم مناطق المحافظة، في وقت أكد فيه مجلس قيادة الثورة في سوريا أن نظام الاسد يقصف حي جوبر الدمشقي بغاز الكلور.
بيروت: نقلت الشرق الأوسط عن رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، وصفه هذه المواجهة البرية بالـ “نادرة”، موضحًا ملابساتها بالقول إنها وقعت حين حاولت قوات النظام اقتحام منطقة حويجة صكر، لقطع خطوط الإمداد بشكل كامل على التنظيم، ولفت إلى أن والي دير الزور عن داعش كان يقود هذه المواجهة، التي أسفرت عن مقتل 10 جنود سوريين.
مواجهات حويجة صكر
وبحسب المرصد، اندلعت الاشتباكات قرب آخر قاعدة عسكرية رئيسة يسيطر عليها النظام في دير الزور، وتمكن خلالها مقاتلو داعش ولواء إسلامي مبايع له من سحب جثث خمسة عناصر لقوات النظام، أحدهم ضابط برتبة مقدم.
وفي تعليقها على المواجهة، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن وحدة من القوات المسلحة “أوقعت بعدد من إرهابيي تنظيم دولة العراق والشام قتلى ومصابين ودمرت عددًا من آلياتهم وأسلحتهم في منطقة حويجة صكر في الطرف الشمالي لمدينة دير الزور”. وبعد المواجهة البرية، نفذ طيران النظام الحربي غارات على مواقع في منطقة حويجة.
إقالات في حمص
من جانب آخر، أقال النظام السوري اثنين من كبار مسؤولي الأمن في حمص، استجابة لاحتجاجات الموالين للنظام، الذين أغضبهم مقتل 41 طفلًا في تفجيرين انتحاريين في حي عكرمة بحمص.
ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان خبر إقالة اللواء أحمد جميل، رئيس اللجنة الأمنية في حمص، والعميد عبد الكريم سلوم، رئيس فرع الأمن العسكري في المدينة، من منصبيهما، مؤكدًا غياب أي تفسير رسمي لهذه الخطوة.
وقال مدير المرصد: “ربما يشير رحيل هاتين الشخصيتين إلى تغييرات أخرى قد تطال كبار موظفي الحكومة، التي تفكر في إقالة محافظ حمص طلال البرازي، ولونا الشبل المستشارة الإعلامية للأسد”.
مستعرة في حلب
وبحسب المرصد، تعرضت بعد منتصف ليل الثلثاء – الاربعاء مناطق في حي الشعار بحلب لقصف النظام، بينما دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الاسلامية وجبهة انصار الدين وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات ايرانية وافغانية من جهة أخرى، في منطقة حندرات شمال حلب.
ودارت كذلك اشتباكات في محيط مبنى المخابرات الجوية بحي جمعية الزهراء غرب حلب، في حين قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل الثلثاء – الأربعاء أماكن في منطقتي الكاستيلو والملاح وبلدة حريتان بريف حلب الشمالي.
نجاة مورك
في ريف حماه، استعادت الفصائل المقاتلة في مورك، وبينها جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام، السيطرة على كتيبة الدبابات شمالي المدينة، وحاجز الكسارة قرب مورك، وأعلنت عن تدمير آلية عسكرية للقوات النظامية السورية في تلك المنطقة.
وأتى التقدم المعارض في مورك، بعدما كان النظام السوري الثلثاء قاب قوسين أو أدنى من استعادة السيطرة على كل مورك، لكنه فشل في ذلك بحسب عبد الرحمن.
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بحصول اشتباكات ضارية بين فصائل معارضة بينها جبهة النصرة وقوات النظام السوري في حي جوبر.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن هذه الاشتباكات ترافقت مع 9 غارات شنها الطيران الحربي السوري، طالت بلدات زبدين وحمورية ودوما في الغوطة الشرقية، أوقعت قتلى وجرحى بينهم أطفال.
تفجير في ريف إدلب
وفي ريف إدلب، نسفت الجبهة الإسلامية، بالاشتراك مع الفرقة 13، حاجزي الدحروج والحبوش في معسكر الحامدية، من خلال حفر نفقين تحت الأرض، وتفخيخهما وتفجيرهما بعشرات الكيلوغرامات من المتفجرات. وتوقع الناشطون أن يكون العشرات من قوات النظام قد قضوا خلال هذه العملية. وأفادت لجان التنسيق المحلية بقصف مسلحي الجيش الحر معسكر القرميد وحاجزي الزعلانة والضبعان.
وذكر موقع “الدرر الشامية” أن كتائب الثوار تمكنت صباح اليوم الأربعاء من تحرير حاجز الغربال، القريب من تجمُّع الحامدية ووادي الضيف بريف إدلب الجنوبي، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، استمرت ساعات. وأضاف مراسل “الدرر الشامية” أن الثوار نفذوا هجومًا بالأسلحة المتوسطة والخفيفة على مواقع ونقاط قوات الأسد في قرية بسيدا وقرية معرحطاط المتاخمة لمعسكر الحامدية، فيما تم استهداف حواجز الحامدية ووادي الضيف بالمدافع مستمر.
القصاص العادل
وبدأت فصائل سورية معارضة معركة “القصاص العادل” للسيطرة على المزيد من المناطق في القنيطرة، لفتح الطريق إلى ريف دمشق الغربي.
وكانت جبهة النصرة وحركة أحرار الشام سيطرتا قبل أسابيع على أجزاء مهمة من ريف القنيطرة الأوسط والجنوبي، وتمكنت أخيرًا من السيطرة على تل الحارة الاستراتيجي بين القنيطرة ودرعا.
في عين العرب كوباني، المعارك ضارية. وقد نفذ داعش هجومًا من محاور سوق الهال وغرب المربع الحكومي الأمني وشارع 48، لكنه لقي مقاومة شرسة من المقاتلين الأكراد المدافعين عن المدينة. وكذلك دارت اشتباكات بين الطرفين في الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية للمدينة، وأعطب مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي عربة لداعش بالقرب من الإذاعة في الريف الغربي للمدينة.
ويشهد سماء عين العرب تحليقًا لطيران التحالف العربي – الدولي، التي تغير على مواقع داعش لإعاقة تقدمه نحو وسط المدينة.
صد هجوم على الرمادي وتعزيزات إلى عامرية الفلوجة
“الجهاديون” يواصلون التقدم في العراق وسوريا.. وأوباما قلق
أ. ف. ب.
يواصل الجهاديون في تنظيم الدولة الاسلامية التقدم على جبهتين للسيطرة بشكل تام على مدينة كوباني الكردية في سوريا ومحافظة الانبار في العراق، ما دفع بالرئيس الاميركي باراك اوباما الى الاعلان عن “قلقه الشديد” حيال الاوضاع. واعتبر البيت الابيض أن الاستراتيجية التي وضعتها الولايات المتحدة لمواجهة الدولة الاسلامية في العراق وسوريا “تحقق نجاحًا”.
مرشدبينار: قال جوش ارنست، المتحدث باسم البيت الابيض، “نحن لا نزال في الايام الاولى من وضع هذه الاستراتيجية، الا أن العناصر التي نملكها حتى الآن تفيد بأن هذه الاستراتيجية تحقق نجاحًا”. وضاعف التحالف الدولي ضرباته الجوية ضد الدولة الاسلامية في كوباني وتمكن من كبح تقدم الجهاديين الذين تلقوا 21 غارة خلال 48 ساعة. كما شنت طائرات التحالف الدولي ثماني غارات جديدة ليل الثلاثاء الاربعاء وفجر الاربعاء ضد مواقع التنظيم المتطرف في كوباني ومحيطها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وافاد أن طائرات التحالف شنت غارتين استهدفتا محيط قريتين في الريف الغربي لمدينة عين العرب. بدوره، افاد مراسل فرانس برس في معبر مرشدبينار التركي الحدودي أن دوي اطلاق النار والقذائف كان مسموعًا صباح الاربعاء.
ويسيطر الجهاديون على نصف كوباني، ثالث مدينة كردية سورية، أي الاحياء الغربية والشرقية وحي في الشمال وجزء من الوسط، ويسعون الى عزل المدينة عبر الاستيلاء على شمالها، لفرض حصار كلي وسد الطريق امام الاكراد المتوجهين الى تركيا. وباستيلائه على كوباني، سيتمكن التنظيم المسؤول عن ارتكاب فظاعات وعمليات اغتصاب وخطف وصلب واضطهاد وقمع في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا والعراق، من السيطرة على قطاع طويل من الاراضي من دون انقطاع بمحاذاة الحدود التركية.
وبدأ الهجوم في اتجاه كوباني في 16 ايلول/سبتمبر، وتسبب، بحسب المرصد، بمقتل نحو 600 شخص معظمهم من المقاتلين من الطرفين. واستقدم تنظيم “الدولة الاسلامية” المدجج بالسلاح الثقيل والمتطور، تعزيزات الاحد الى كوباني، في مواجهة المقاومة الشرسة، التي يبديها المقاتلون الاكراد، الذين يشكون من نقص في الذخيرة والسلاح.
من جهتها، اعربت الامم المتحدة عن الخشية من حدوث “مجازر” في كوباني اذا سقطت بأيدي تنظيم الدولة الاسلامية. وفي العراق، يفقد الجيش العراقي المزيد من مواقعه في محافظة الانبار، رغم ضربات التحالف الدولي، ودعم عشائر سنية، بحيث بات 85 في المئة من مساحتها تحت سيطرة الجهاديين، وفقًا لنائب رئيس مجلس المحافظة.
ومنذ الثلاثاء، يشدد الجهاديون الطوق حول عامرية الفلوجة التي تبعد حوالى اربعين كلم الى الغرب من بغداد. وقال عارف الجنابي رداً على سؤال عبر الهاتف لوكالة فرانس برس إن “تنظيم الدولة الاسلامية وصل الى عامرية الفلوجة من ثلاثة محاور. نحن محاصرون بشكل شبه تام”. واضاف “حتى الان ما زلنا صامدين، ونتلقى دعمًا من مقاتلين قبليين، ولكن في حال سقطت عامرية الفلوجة، فإن المعركة ستنتقل الى ابواب بغداد وكربلاء”.
صد هجوم على الرمادي وتعزيزات إلى عامرية الفلوجة
إلى ذلك، صدت قوات الجيش العراقي بدعم من العشائر هجوماً واسعاً استهدف مدينة الرمادي، استمر لنحو ست ساعات، فيما وصلت تعزيزات عسكرية الى مدينة عامرية الفلوجة لفك الحصار عنها. وشن تنظيم الدولة الاسلامية منذ منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء هجومًا من ثلاثة محاور على مدينة الرمادي، سبقه قصف بقذائف الهاون على المدينة، بحسب مراسل فرانس برس. واستمر الهجوم حتى الساعة السابعة من صباح اليوم، لكن قوات الجيش بمشاركة قوات التدخل السريع ومقاتلي العشائر، تمكنوا من صد الهجوم وتكبيد التنظيم خسائر كبيرة، بحسب مسؤول امني.
وقال النقيب تحسين الدليمي لفرانس برس: “تصدينا الى هجوم شنه مسلحو داعش من ثلاثة محاور، وتمكنّا من تكبيدهم خسائر”. واضاف: “قتلنا اكثر من 35 منهم وحرقنا عددًا كبيراً من سياراتهم بمساندة قوات العشائر”. واكد أن “الوضع الامني حاليًا مستقر، وتحت السيطرة تمامًا، والرمادي تشهد استقرارًا منذ الصباح”.
من جهة اخرى، اكد قائد شرطة ناحية عامرية الفلوجة التي يحاصرها مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية منذ الثلاثاء، وصول تعزيزات للجيش العراقي الى البلدة. وقال الرائد عارف الجنابي لفرانس برس “وصلتنا تعزيزات من الجيش العراقي تبلغ فوجين”. واضاف أن “الجميع في المدينة في حالة استنفار العشائر والشرطة، والآن لدينا امكانية وقوة كافية لفك الحصار عن المدينة من جميع المحاور الثلاثة”.
وتابع “نحن الان بانتظار اوامر من قائد عمليات الانبار لبدء الهجوم من اجل فك الحصار على المدينة”. وافاد شهود عيان من سكان المدينة أن عناصر الدولة الاسلامية عززوا قواتهم على اسوار المدينة ونشروا دبابات ومدرعات استولوا عليها من الجيش في السابق. كما افاد الشهود أن طيران التحالف يحلق فوق المدينة بصورة مكثفة. وتقع مدينة عامرية الفلوجة على بعد 40 كلم غرب بغداد، لكنّ الجهاديين بحاجة الى السيطرة على مناطق واسعة يسيطر عليها الجيش العراقي قبل بلوغ ابواب العاصمة.
ورغم الدعم الجوي من قبل التحالف الدولي ومساعدة العشائر المحلية، فقد الجيش العراقي السيطرة على 85% من محافظة الانبار التي تقطنها غالبية سنية بعد سلسلة هجمات من قبل الجهاديين.
في غضون ذلك، اعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن “قلقه الشديد” حيال الوضع في مدينة كوباني في ختام اجتماع مع القادة العسكريين لـ22 دولة في التحالف المناهض لتنظيم الدولة الاسلامية. وقال اوباما “نتابع عن كثب المعارك التي جرت في محافظة الانبار العراقية، ونحن قلقون جدًا من الوضع في مدينة كوباني السورية وحولها. هذا الامر يجسد التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا على السواء”، مشيرًا الى أن الضربات الجوية ستتواصل في هذين البلدين. واضاف: “نحن موحدون في هدفنا: اضعاف وتدمير الدولة الاسلامية”، مكررًا أنها حملة بعيدة المدى ستتخللها “اخفاقات” من دون شك.
ورغم الغارات اليومية التي تشنها المقاتلات الاميركية والحليفة، تمكن الجهاديون للمرة الاولى من بلوغ وسط مدينة كوباني بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. من جهة اخرى، ندد وزير الخارجية الاميركي جون كيري بالمعاملة “الشنيعة” التي تتعرّض لها النساء والفتيات الايزيديات من قبل تنظيم الدولة الاسلامية الذي يفتخر ببيعهن كرقيق.
واكد التنظيم في العدد الاول من مجلته الدعائية “دابق”، التي اصدرها الاحد، أنه منح النساء والاطفال الايزيديين، الذين أسرهم في شمال العراق، الى مقاتليه كغنائم حرب، مفتخرًا بإحيائه ممارسات السبي والاستعباد. وقال كيري في بيان إن تنظيم “الدولة الاسلامية يفاخر الآن بخطف آلاف النساء والفتيات، بعضهن لا تتخطى اعمارهن الثانية عشرة.. واستعبادهن واغتصابهن وارغامهن على الزواج وبيعهن”. واضاف أن التنظيم “يبرر معاملته الشنيعة لهذه النساء والفتيات، مدعيًا أن الديانة تجيز ذلك. هذا غير صحيح، غير صحيح على الاطلاق”.
الدروز تحت النار
فـداء عيتانـي
أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط عن اعتقاده أن جبهة النصرة في بلاد الشام ” ليست منظمة إرهابية”، هذا الموقف سيحبط كثراً، خاصة من عمل على جذب الزعيم الدرزي إلى أطراف الحرب السورية وحاول جر طائفته للوقوف بوجه الثورة واستمالته بالتهديد والوعيد ليقف في صف حزب الله في لبنان وسوريا.
منذ أسبوعين أطلق جنبلاط تصريحاً أشار فيه إلى تمايز علاقته بحزب الله، هناك من أراد اعتبار هذا الموقف خضوع جنبلاط لمطالب وشروط الحزب والنظام السوري المتعددة منه وممن يؤيدونه في الطائفة الدرزية، خاصة بعد إشكال وقع بين السنة والدروز في منطقة شبعا، كان يفترض أن يرخي جنبلاط من أعصابه في الشأن السوري، وأن يتوقف عن محاولاته المحمومة لتحييد الدروز في مناطق الجولان والسويداء عن المشاركة في القتال، وان يوافق على عمليات نشر السلاح المنظمة التي يقوم بها حزب الله في المناطق اللبنانية حيث يكثر اللاجئون السوريون، وطبعاً أن يسير خلف الحزب في الاستحقاق الرئاسي ليوجه صفعة إلى حليف الماضي سعد الحريري.
إلا أن هذا التجاذب انتهى حيث بدأ: تحييد الدروز وعدم التغافل عن أنهم طائفة صغيرة تعيش وسط بحر من السنة، وجنبلاط هو أحد الذين رددوا في الماضي ان خطايا الطائفة الرئيسية في هذه المنطقة يمكن تناسيها، أما هفوات الطوائف الصغرى فلا تغتفر.
وعند كل مفترق هناك من يرفع أمام الطائفة الدرزية مشاركة دروز إسرائيل في الجيش الإسرائيلي، أو أحاديث حول إقامة الدولة الدرزية، محيلاً هذه الطائفة إلى جوار باقي الطوائف من العلويين إلى المسيحيين، بذهنية أقلوية، وهناك من لا يرى حلولاً في الأمد المنظور إلا بتحالف الأقليات بوجه الأكثرية المذهبية.
هؤلاء يتناسون كمّ المآسي التي عاشها لبنان نتيجة أفكار مشابهة، ويرفضون أن يتعلموا أو أن يدعوا أحداً آخر يتعلم من الدرس القاسي الذي عاشه لبنان، جل ما يريدونه هو ضم الدروز إلى “تشكيلة الأقليات المقاتلة” في سوريا إلى جانب النظام.
“ما قاله جنبلاط عن تمايز علاقتنا بحزب الله خاضع للضرورات السياسية المحلية” يقول قيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي متابع لملف الثورة السورية، ” من ناحيتي، فأنا أصبح أشد جذرية في الموقف من النظام السوري” يضيف.
هذا الشاب المسؤول عن ربط العلاقة بدروز سوريا والتنسيق مع الثورة يتحدث عن فشل محاولة جر الدروز إلى الغوص بدماء سوريين آخرين، ليس من كلفة ولا من دون استثناءات، إذ “أحياناً نضطر إلى تدخل سريع ومباشر لمنع دروز لبنان من العبور من حاصبيا إلى الجولان لمساندة الدروز هناك بعد ان تسري شائعات عن تعرضهم لهجمات في سوريا”، إلا أن الأمور بالمجمل لا زالت قيد الاحتواء.
يتذكر هذا الشاب المقاتل السوري الذي قاد فصيلاً من الجيش الحر في عمليات داخل مناطق النظام، والذي قتل في عملية استمرت لثلاثة أيام، وهو خلدون زين الدين، الذي كان من أول المنشقين من الجيش السوري إلى جانب حسين هرموش ورفاقه.
“كان لدينا خلدون زين الدين ومات، الآن المهم الحفاظ على الدروز وعدم السماح بتوريطهم”. وبالفعل يتحدث أحد منسقي أعمال الجيش الحر حول قيام دروز من الموالين للنظام بالتعرض لطرق إمداد الجيش الحر القريبة، وهو ما يتم معالجته فوراً بالاتصالات من لبنان، وينتهي الأمر غالباً من دون سفك دماء.
وحتى جبهة النصرة أقامت تفاهماً مع المناطق المتاخمة لدرعا حال دون الاشتباك بين الجهتين.
ومهما حاولت مجموعات من المنضوين في جيش الدفاع والميليشات الأخرى نشر صور لدروز يحملون السلاح تحت راية خماسية الألوان، إلا أن النتيجة تبقى نفسها، ثمة من يخبرك بأن نسبة المشاركة الدرزية هي الأقل بين باقي الطوائف، لقد تم اغراق العلويين بالكامل، وشيعة سوريا أيضاً، والمسيحيين إلى حد بعيد، والأكراد، إلا ان التشييع الذي يجري في المناطق الدرزية هو لجنود من الجيش النظامي أو مقاتلين من جيش الدفاع، وعملياً لم يسقط مقاتلين دروزاً في فصائل مقاتلة خاصة بالطائفة، فلا “جيش أبو ابراهيم” يقاتل ضد الثورة ولا غيره من الفصائل خرجت للتعرض للثوار.
إلا أن هذا الموقف المحايد يرفع منسوب النار ضد الدروز، طبعا ترغب قوات الجيش الحر بانضمام الدروز إلى مقاتليها وفتح مناطق السويداء أمام الحر، كما يعمل النظام على حثهم على تشكيل أفواج من الشبيحة بمواجهة ثوار درعا، ويضغط حزب الله في لبنان على وليد جنبلاط لجره إلى موقف عملي ضد الثورة، إلا أن أنصار النظام في السويداء لم يتحملوا افتتاح مركز لوئام وهاب في مناطقهم، فكيف بمشاركة كثيفة من مقاتلين لبنانيين بينهم؟
“تاريخيا فصل حافظ الأسد بين الدروز على جانبي الحدود، كان لديه قلق من تأثير الزعامة الجنبلاطية على دروز سوريا” يقول الشاب المسؤول عن الملف، “لم تستأنف العلاقة إلا منذ أعوام قليلة، ولا نتوقع أن نتمكن من التأثير بأكثر مما نفعل حالياً” يضيف، وهو يتمنى لو تسنى للدروز أخذ موقف أوضح في مواجهة النظام.
إلا أن حديث المنطق يستند إلى أرقام وأحجام، فإن كان النظام السوري قد ضحى بشباب الطائفة العلوية حيث قتل منهم سبعين ألفاً، بحسب بعض المصادر المحلية، فإن كل دروز لبنان، وفي أحسن الأحوال، لا يتجاوزون مئتي ألف إنسان، وإن كان ربع هذا الرقم قادراً على حمل السلاح، فسيكونون بعد عامين من المشاركة في القتال في سوريا قد سقطوا بين قتيل ومصاب، فمطحنة الحرب السورية استهلكت مئات الآلاف من المقاتلين والمدنيين، ولم توفر أحداً، فلا ينفع عندها ولا بعدها تهويل بمن تعامل مع إسرائيل ولا الوعيد بأن النصرة قادمة لذبح الأقليات.
التحالف يقصف خطوط إمداد “الدولة” وتقدم للأكراد
أفاد مراسل الجزيرة على الحدود السورية التركية بأن مقاتلات التحالف الدولي ركزت قصفها اليوم على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية غرب مدينة عين العرب (كوباني) الواقعة شمالي محافظة حلب السورية، وأضاف المراسل أن القصف استهدف خطوط الإمداد للتنظيم ومدرسة في أقصى غرب المدينة، حيث يستخدمها التنظيم مقرا لمقاتليه.
وسجل قصف عنيف للتحالف على المنطقة الغربية للمدينة، وهي منطقة مفتوحة على أطراف عين العرب تشكل خط إمداد لتنظيم الدولة، وقد دفع هذا القصف مقاتلي الدولة الإسلامية إلى التراجع بضعة كيلومترات، واستفادت وحدات حماية الشعب الكردية من هذا التراجع واشتداد قصف التحالف لتتقدم نحو المنطقة المحاذية للجهة الغربية للمدينة.
وشهد وسط المدينة اليوم اشتباكات متقطعة بين مقاتلي التنظيم ومقاتلي حماية الشعب بخلاف الأيام الماضية التي اشتدت فيها المعارك بين الطرفين، وذكرت مصادر كردية أن قصف طائرات التحالف الدولي أثرت كثيرا على قدرة مقاتلي التنظيم على التقدم نحو معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا، حيث قتل في تلك المنطقة عشرون مقاتلا من التنظيم.
ومن الحدود التركية السورية قبالة عين العرب، ذكر عبد العظيم محمد مدير مكتب الجزيرة أن قصفا شديدا لطائرات التحالف تركز في منطقة قريبة من المعبر الحدودي، وهو القصف الأعنف في هذه المنطقة، إذ استهدفت بأربعة صواريخ، وأضاف أن حركة الطائرات لم تغب اليوم عن سماء المدينة.
تقدم للأكراد
وأشارت وكالة الأناضول إلى أن فصائل كردية تمكنت من استعادة السيطرة على “تل شعير” الواقع غربي عين العرب من أيدي تنظيم الدولة ورفعت علمها عليه، ويطل التل على المدينة على بعد أربعة كيلومترات.
وكان مراسل الجزيرة معن خضر قد قال إن تركيز مقاتلي التنظيم لم يعد منصبا على التوسع في أحياء المدينة، ولكن اهتمامه أصبح مركزا على قطع الإمدادات عن وحدات حماية الشعب من مختلف الجهات.
وقد واصل التنظيم قصفه المدفعي على مواقع القوات الكردية في الجهتين الغربية والشمالية من المدينة.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن غارات التحالف قتلت 32 مقاتلا من تنظيم الدولة على الأقل في ضربات مباشرة خلال أسبوع، وذلك نتيجة التنسيق بين القوات الكردية على الأرض وقيادة عمليات التحالف، وذكر قيادي في القوات الكردية أن قواته تقدم إحداثيات تمركز مقاتلي تنظيم الدولة في المدينة ليتم قصفها بشكل مباشر من لدن التحالف.
اشتداد الضربات
وذكرت قيادة التحالف الدولي أنها شنت يومي الاثنين والثلاثاء 21 هجوماً على مقاتلي التنظيم في عين العرب، وهو ما أدى إلى إبطاء تقدمهم، ويسيطر التنظيم على الجهة الشرقية والجنوبية للمدينة، في حين تسيطر القوات الكردية على غربها.
وفي سياق متصل، دعا رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في حديث لبرنامج “بلا حدود” الذي تبثه الجزيرة اليوم، إلى عدم تحميل بلاده المسؤولية في حال سقوط عين العرب بيد تنظيم الدولة، ونفى أوغلو أن تكون لأنقرة أي علاقات مع التنظيم.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ أمس قادة عسكريين من أكثر من عشرين دولة -من بينها السعودية وتركيا- بأنه يشعر بقلق بالغ إزاء التقدم الذي حققه التنظيم في عين العرب وفي غرب العراق، وأضاف أوباما أثناء اجتماع مغلق بقاعدة عسكرية أميركية أن حملة التحالف ضد التنظيم ستكون طويلة الأمد.
أوغلو: طالبنا بمنطقة آمنة وليست عازلة للاجئين السوريين
قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن تركيا طالبت بتوفير منطقة آمنة للاجئين السوريين ولم تطالب بمنطقة عازلة. واتهم أوغلو النظام السوري بالتواطؤ مع تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف أوغلو في لقاء مع الجزيرة ضمن برنامج “بلا حدود” يبث مساء اليوم الأربعاء، أن المنطقة الآمنة هي لإيواء الهاربين من القصف وحمايتهم، وتكون تحت حماية دولية وتوفر لهم ما يحتاجونه.
واتهم أوغلو في لقائه مع الجزيرة النظام السوري بأنه مهّدَ لدخول مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية إلى بعض المناطق السورية، ودعمهم “تكتيكيا”، ناهيك عن أنه لم يتخذ أي إجراء لمحاربة التنظيم.
وقال إن عناصر في التنظيم كانوا سجناء في سجن أبو غريب العراقي والمزة السوري، وهم أفراد ذوو خبرة تمكنوا من تجميع أنفسهم وتنظيم أمورهم فقادوا تنظيما إرهابيا له خبرة وقدرات مكنته من اجتياح مساحات شاسعة في العراق وسوريا والسيطرة عليها.
وكانت تركيا قد طرحت الأسبوع الماضي فكرة إقامة منطقة لحماية المدنيين شمال سوريا في ظل تصاعد أعداد النازحين إليها جراء الحرب الدائرة في سوريا.
وإزاء الطرح التركي تباينت المواقف داخل الإدارة الأميركية منه، بينما أبدت كل من بريطانيا وفرنسا تأييدا واضحا للمقترح. من جانبها، عبرت إيران عن قلقها مما أسمته إمكانية تحقيق أنقرة مكاسب ومصالح من إقامة هذه المنطقة.
خلافات بإعادة انتخاب طعمة رئيسا للحكومة المؤقتة بسوريا
خيمت الخلافات على أجواء إعادة انتخاب أحمد طعمة رئيسا للحكومة السورية المؤقتة بعد خمسة أيام من اجتماعات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، التي اتسمت بتباين وجهات النظر بشأن عدد من الملفات، وبينها دور المجلس العسكري الأعلى في التصويت.
وأسفرت نتائج فرز أصوات الهيئة العامة لائتلاف المعارضة السورية عن إعادة انتخاب طعمة على رأس الحكومة السورية المؤقتة بحصوله على 63 صوتا من مجموع 65 صوتا شاركوا في التصويت.
وكانت اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف في إسطنبول التركية شهدت خلافات حادة بشأن قانونية السماح لممثلي المجلس العسكري الأعلى بالتصويت، وهو ما أدى إلى انسحاب عدد كبير من جلسة التصويت لاختيار رئيس للحكومة، من بينهم رئيس الائتلاف هادي البحرة.
يذكر أن عدد أعضاء الائتلاف 110 أعضاء، والنصاب القانوني الواجب تحققه هو 56، بينما شارك في الانتخاب 65 عضوا.
وكانت الهيئة العامة للائتلاف قد بدأت اجتماعاتها الجمعة الماضي، وناقشت قضايا عديدة، من بينها العلاقة بين الائتلاف والحكومة، والنظام الأساسي للائتلاف والسياسة المالية، والوضع الميداني داخل سوريا وخاصة التطورات في مدينة عين العرب (كوباني)، كما قدّم المرشحون لرئاسة الحكومة المؤقتة برامجهم أمام أعضاء الائتلاف.
وأفاد مصدر في الائتلاف بأن خلافات نشأت بين أعضائه بخصوص كتلة المجالس العسكرية للجيش السوري الحر في الهيئة العامة للائتلاف، الأمر الذي استدعى تأجيل التصويت على انتخاب رئيس الحكومة المؤقتة.
وكان من المفترض أن تتم عملية انتخاب رئيس جديد للحكومة المؤقتة التي أقيلت في يوليو/تموز الأحد الماضي في ختام اجتماعات الهيئة العامة، إلا أن الخلافات التي تعصف بالائتلاف والتجاذب بشأن ولاءاته الخارجية حالت دون ذلك ودفعت نحو تمديد الاجتماعات.
وأوكلت إلى الحكومة الموقتة لدى إنشائها للمرة الأولى في مارس/آذار 2013، إدارة “المناطق المحررة” في سوريا. في إشارة إلى المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، على أن يكون مقر وزرائها الحدود السورية التركية.
وتتولى تلك الحكومة إجمالا مهمة توزيع المساعدات في الداخل السوري وتنظيم حملات التلقيح للأطفال، وإدارة المدارس المستحدثة وغيرها من شؤون الحياة اليومية للناس.
18 غارة جوية تدمر مواقع “داعش” بكوباني
بيروت – فرانس برس
شنت الطائرات الأميركية الثلاثاء والأربعاء 18 غارة جوية في محيط مدينة كوباني الكردية شمال سوريا والتي باتت عدة أحياء فيها بأيدي مسلحي تنظيم “داعش”، كما أعلن الجيش الأميركي.
والغارات التي نفذتها مقاتلات وطائرات حربية أميركية دمرت مواقع قتالية لتنظيم “داعش” المتطرف وأصابت 16 مبنى كانوا يحتلونه قرب كوباني، كما أعلنت القيادة العسكرية الأميركية المكلفة في المنطقة في بيان لها.
وفي الساعات الـ 24 الأخيرة، شنت الولايات المتحدة خمس غارات في العراق، واحدة قرب سد حديثة دمرت سيارة مدرعة وموقع حراسة لداعش.
ودمرت الغارات الـ 4 الأخرى على وسط بيجي مبنى وسيارة ورشاشا وألحقت الضرر بقطعة مدفعية، كما أوضحت القيادة العسكرية الأميركية.
وكانت قوات التحالف الدولي قد كثفت قصفها بشكل لافت على مواقع تنظيم “داعش” في الساعات الأخيرة، حيث شنت، أمس الثلاثاء، 21 غارة على مواقع هذا التنظيم قرب مدينة كوباني، بحسب ما أعلنت القيادة الأميركية الوسطى.
من جهتها، ذكرت القيادة الوسطى أن “الدلائل تشير إلى أن الغارات الجوية أدت إلى إبطاء تقدم داعش في المنطقة المحيطة بكوباني”.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قتل 32 عنصراً من التنظيم في غارات التحالف أمس على مناطق داخل مدينة عين العرب ومحيطها وريفها.
كذلك قتل 7 من مقاتلي “داعش” خلال اشتباكات في عين العرب، بينهم 3 فجروا أنفسهم بعربات مفخخة في المدينة وأطرافها، فيما قتل 7 مقاتلين أكراد في هذه الاشتباكات.
ودارت اليوم اشتباكات جديدة بين مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية و”داعش” في المدينة التي تتعرض منذ 16 سبتمبر لهجوم من قبل هذا التنظيم المتطرف بهدف السيطرة عليها، وسط مقاومة شرسة يبديها المقاتلون الأكراد.
الأميركيون “يؤيدون” إرسال قوات لقتال “داعش“
واشنطن – فرانس برس
أظهر استطلاع نشر الأربعاء أن أعدادا متزايدة من الأميركيين تعتقد أن القتال ضد تنظيم “داعش” يجب أن يتوسع ليشمل نشر قوات أميركية على الأرض.
وأعرب 41% من المشاركين في الاستطلاع عن اعتقادهم بأن القتال ضد التنظيم المتطرف يجب أن يشمل شن ضربات جوية وإرسال قوات برية، مقارنة مع 34% في سبتمبر، بحسب الاستطلاع الذي نشرته شبكة “إن بي سي نيوز” وصحيفة “وول ستريت جورنال”.
ويدعم 35% من المشاركين في الاستطلاع الاقتصار على شن ضربات جوية ضد التنظيم الذي يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق، في انخفاض عن نسبة 40% في سبتمبر.
وسجلت الزيادة في الداعمين لتوسيع الحملة العسكرية لتشمل إرسال قوات برية في أوساط الأشخاص الذين يشكلون قاعدة الحزب الجمهوري، وفقا للاستطلاع، أما الأعداد بين الديمقراطيين من الشباب والنساء فلم تتغير منذ سبتمبر.
وأضاف الاستطلاع أن 55% من الأميركيين لا يؤيدون طريقة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في القتال ضد تنظيم “داعش”، بينما أعرب 37% عن تأييدهم له.
وشمل الاستطلاع ألف ناخب مسجل، وبلغ هامش الخطأ فيه 3.1%.
محللون لـCNN: فيديو “دماء الجهاد” يكشف قسوة تدريبات داعش.. والتنظيم يقتحم عبر النار والتفجير وبعدهما الالتحام
محللون لـCNN: فيديو “دماء الجهاد” يكشف قسوة تدريبات داعش.. والتنظيم يقتحم عبر النار والتفجير وبعدهما الالتحام
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — أثار التسجيل الذي عرضه تنظيم الدولة الإسلامية لتدريبات قاسية يخوضها عناصره تمهيدا للانضمام إلى المعركة بمواجهة الجيش العراقي الكثير من الجدل بين المحللين حول ما يُظهره من تكتيكات قتالية للتنظيم الذي رأى متابعون أنه تمكن من تطوير آليات قتاله بوقت ظل الجيش العراقي يراوح مكانه.
ويظهر في التسجيل الذي يحمل اسم “دماء الجهاد” الأسلوب التدريبي القاسي الذي يتبه التنظيم، إذ يتعرض المتدربون للضرب والجر وإطلاق النار خلال الزحف تحت أسلاك شائكة أو خلال تنفيذهم مناورات لإنقاذ زميل مصاب.
وقال أنطوني كوردسمان، المحلل لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بحديث لـCNN إن التسجيل لا يكشف في الواقع أسلوب القتال الخاص بداعش لأنه لا يضم مشاهد لمواجهات مسلحة، بل لعمليات تدريبية مخصصة حصرا لغرض دعائي للترويج لطرق تدريب التنظيم.
وحول التبديل في أسلوب قتال التنظيم في المواجهات الدائرة بالأنبار والاعتماد الزائد على المقاتلين المحليين في المواجهات قال كوردسمان: “ما يفعلونه ميدانيا هو عبارة عن تكتيكات إرهابية تقوم على استخدام النيران لإضعاف مواقع الخصوم ومن ثم ضرب مداخل المواقع المعادية لهم بالتفجيرات الانتحارية تمهيدا لعمليات اقتحام يستخدم المسلحون فيها الأسلحة النارية.
وتشير التحليلات المراقبة لمسار المعارك على الأرض إلى أن تنظيم داعش تمكن من تبديل أسلوبه القتالي وتغيير نوعية أهدافه وطريقة تحركاته، خاصة في ظل الغارات الدولية التي تستهدفه، في حين ظل الجيش العراقي محافظا على طرق قتاله القديمة، ما سمح للمسلحين باقتحام المزيد من مقراته.
ويرى محللون أن الجيش العراقي لن يكون قادرا خلال الفترة المقبلة على استرداد مواقعه، خاصة وأن بنيته لا تساعده على ذلك، إذ أن عناصره الشيعية كانوا في حالة عزلة بالمناطق السنية التي كانوا فيها، مضيفين أن الأمور قد تتبدل بحال انضمام قوات سنية إلى الجيش وكذلك عبر العمل مع القبائل المحلية.
جنرال أمريكي لـCNN: داعش يريد تطويق الحكومة العراقية ببغداد لشل قوتها.. والجيش الحر قادر على إلحاق الهزيمة بالأسد
بغداد، العراق (CNN) — قال الجنرال المتقاعد مارك هارتلنغ، محلل الشؤون العسكرية لدى CNN، في مقابلة مع الشبكة، إنه لا يتوقع حصول تبدل في استراتيجية الإدارة الأمريكية بمواجهة تنظيم داعش، معتبرا أن الغارات تعود بنتائج جيدة، ورأى أن التنظيم يحاول محاصرة الحكومة العراقية ببغداد لشلها عن العمل.
وحول مدى القلق الموجود في واشنطن حيال وجود تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على بعد كيلومترات قليلة من بغداد قال هارتلنغ: “إنه أمر خطير بالفعل، لأن التنظيم سيحاول فرض حصار على بغداد ودفع الحكومة العراقية إلى مواصلة الانشغال بأمن العاصمة في حين يوسع هو نفوذه في الأنبار ومناطق أخرى، وقد يزيد من ضغط هجماته شمالا.”
وأضاف: “إذا كانت الحكومة العراقية منشغلة بالتركيز على نجاتها وحماية العاصمة فسيكون من الصعب عليها توفير المتطلبات غير الطائفية التي يحتاجها الجيش من أجل الوقوف على قدميه مجددا وامتلاك القدرة على شن عمليات مضادة.”
وعن إمكانية حصول تبدل في استراتيجية التحالف الدولي في ظل عدم نجاح الغارات بوقف التنظيم عن مواصلة هجماته قال هارتلنغ: “لا أتوقع حصول تغيير لأنني أرى أن الغارات تؤثر ميدانيا – بخلاف ما يراه البعض – فهي قد أوقفت بشكل كبير تقدم التنظيم، كما أنها تدمر منشآته وآلياته، وقد تابعنا التقارير حول نتائجها.”
واستطرد قائلا: “الاستراتيجية الحقيقية لإدارة أوباما هي محاولة استرداد الأرض في العراق بالتزامن مع ضرب أهداف للتنظيم في سوريا، وبالتالي فنحن أمام استراتيجية من وجهين تقوم على استخدام القوة في مكان واستخدام سياسة الاحتواء في مكان آخر، وهذا أمر مهم في فهمنا لما يجري.”
وحول التراجع التركي عن الموافقة على استخدام القواعد العسكرية التركية في العمليات ضد داعش قال هارتلنغ: “السبب يعود بالتأكيد إلى أنها مناطق كردية والمجموعات التي تقاتل في تركيا تابعة لأحزاب مناهضة للحكومة التركية التي ترغب في القضاء على نظام بشار الأسد وليس الاكتفاء بضرب داعش.”
وأضاف: “الأمر المهم الذي يتوجب متابعته في كوباني هو قدرة المقاتلين الأكراد على الصمود وأنا أظن أن بوسعهم ذلك بحال حصولهم على بعض الذخائر والإمدادات، ولكن بحال سقوط كوباني فسيكون علينا متابعة الأهداف اللاحقة لداعش، هل سيحاول التنظيم التحرك نحو حلب؟ أم نحو المدن الكردية على طول الحدود مع تركيا؟ هذا هو السؤال.
وأيد هارتلنغ خيار عدم التعامل مع الأسد في ظل الظروف الراهنة قائلا: “نحن نواجه خطر إقحام أنفسنا بحرب أهلية، وهذا أمر له محاذيره. الجيش السوري الحر لديه القدرة على إلحاق الهزيمة بالأسد، ولكنه بحاجة إلى الكثير من التدريب، إذ لا يجب حصول تغيير في النظام دون وجود قوة قادرة على الحلول مكان النظام القديم، ولذلك نعود لطرح السؤال القديم: من سيخلف الأسد بحال إزاحته عن السلطة؟”
الجيش الأمريكي يؤكد شن طائرات التحالف 18 غارة على مواقع داعش في محيط كوباني
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الثلاثاء، إن العمليات التي يؤديها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” ستشهد تقدما وتراجعا.
وأوضح أوباما أن “التحالف الدولي الذي يبلغ عدد أعضائه الستين عضوا لا يواجه حملة عسكرية تقليدية ضد جيش نظامي بحيث يمكن هزمهم على أرض المعركة ومنها يعلنون استسلامهم.. نحن أيضا نقاتل أيدولوجية لمتطرفين لها جذور في في العديد من الأماكن في المنطقة.”
سوريا تؤكد رفضها “منطقة عازلة” لمحاربة “داعش” وتطلب وضع حد لـ”انتهاكات” تركيا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- أعلنت سوريا الأربعاء، رفضها لمطالب تركيا بإقامة “منطقة عازلة” على الحدود بين البلدين، للقيام بعمليات عسكرية ضد مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، داخل الأراضي السورية.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية، إن “الحكومة التركية دأبت منذ بدء الأزمة في سوريا، على القيام بشكل منهجي بكل ما من شأنه ضرب الاستقرار في سوريا، وتهديد سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.”
وأضاف البيان أن “هذه الحكومة قامت بتوفير كل أشكال الدعم السياسي والعسكري واللوجستي للتنظيمات الإرهابية المسلحة، وإيوائها وتدريبها وتمويلها وتسليحها، وتسهيل مرور الإرهابيين الذين ينتمون إلى أكثر من 83 دولة، إلى سوريا، ما جعل من تركيا قاعدة أساسية للإرهاب الذي يضرب سوريا والعراق، ويهدد باقي دول المنطقة.”
وتابعت الخارجية السورية في بيانها بقولها: “وما المؤامرة التي تكشفت على عين العرب، إلا دليل فاضح على العلاقة الوثيقة القائمة بين أنقرة وتنظيم داعش الإرهابي.”
وبينما أكدت الخارجية السورية أن “المحاولات التركية لإقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية، تشكل انتهاكاً سافراً لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، ولقواعد القانون الدولي”، فقد دعت المجتمع الدولي، وخاصةً مجلس الأمن، إلى “التحرك السريع لوضع حد لانتهاكات الحكومة التركية، التي تشكل تهديدا للأمن والسلم الإقليمي والدولي.”
وقال البيان إن “الشعب السوري، الذي يواجه القتل والتدمير بصموده وبطولات وتضحيات جيشه وقواته المسلحة، هو صاحب الحق الحصري في تحديد خياراته ومستقبله، ولن يسمح لأحد بأن يتدخل في شؤونه، وهو مصمم على مواجهة المخططات التي تستهدف وحدة وسلامة سوريا.”
وشدد البيان على أن “الجمهورية العربية السورية ترفض رفضاً قاطعاً إقامة مناطق عازلة على أي جزء من الأراضي السورية، تحت أي ذريعة، كانت كما ترفض أي تدخل عدواني لقوات أجنبية فوق أراضيها”، وقالت إنها “ستتخذ بالتشاور مع أصدقائها كل الإجراءات الضرورية، لحماية سيادتها الوطنية ووحدة وسلامة أراضيها.”
الائتلاف الوطني السوري يدعو التحالف الدولي لـ”توجيه ضربات عسكرية” ضد نظام الأسد
روما (15 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
طالب رئيس المكتب الإعلامي في الائتلاف الوطني السوري المعارض، خالد الصالح التحالف الدولي بـ” توجيه الضربات العسكرية إلى نظام الأسد”، منوها بـ”إنّ إرهاب الدولة الذي يمارسه الأسد بحق المدنيين مستغلاً انشغال المنطقة بالحملة على تنظيم الدولة لا يقل عن ممارسات الأخير”، على حد وصفه
وحذر الصالح في تصريح نشره المكتب الاعلامي للإئتلاف من “مغبة الاستمرار في التغاضي عن الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد أمام سمع العالم وبصره”.
وأشار مكتب الائتلاف إلى أن تحذيران رئيس المكتب الاعلامي جاءت بعد “المجزرة التي ارتكبتها قوات الأسد في عربين بغوطة دمشق، والتي راح ضحيتها 10 مدنيين و50 جريحا”، حيث اعتبر هذه الجريمة “تغطية على اليأس الذي يعيشه نظام الأسد والمليشيات المقاتلة إلى جانبه”.
وقال الائتلاف إن “طائرات الأسد كانت استهدفت أمس مدينة عربين بغوطة دمشق بغارتين جويتين، بالتزامن مع استهداف سلاح الجو التابع لنظام الأسد منازل المدنيين في بلدة عين ترما بغوطة دمشق مخلّفاً 11 شهيداً من المدنيين وعشرات الجرحى
الجيش الامريكي يعلن تنفيذ 18 ضربة جوية ضد الدولة الاسلامية في سوريا وخمس ضربات في العراق
واشنطن (رويترز) – قالت القيادة المركزية الامريكية إن الطيران الامريكي نفذ 18 ضربة على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية قرب بلدة كوباني السورية المحاصرة وخمس ضربات ضد التنظيم المتشدد في العراق يومي الثلاثاء والاربعاء.
وأضافت في بيان يوم الاربعاء أن الطائرات ضربت 16 مبنى يحتلها مقاتلو التنظيم ودمرت العديد من مواقعهم القتالية قرب كوباني وهي بلدة كردية على الجانب السوري من الحدود مع تركيا.
وتابعت ان اربع ضربات قرب بيجي التي توجد بها اكبر مصفاة نفطية في العراق دمرت قطعة مدفعية وعربة همفي ومدفعا آليا ومبنى يستخدمه التنظيم الذي استولى على مساحات كبيرة من العراق وسوريا.
وقال البيان إن ضربة أخرى قرب سد حديثة في العراق دمرت عربة مسلحة.
(اعداد وتحرير عماد عمر للنشرة العربية)
المرصد السوري: الغارات الجوية على الدولة الإسلامية في كوباني اكثر دقة
من حميرة باموق وتوم بيري
مرسيتبينار(تركيا)/بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة قتلت 32 من مقاتلي الدولة الإسلامية على الأقل في اصابة مباشرة لاهداف في كوباني الأسبوع الجاري بفضل تنسيق أفضل مع القوات الكردية على الارض وتكثيف الغارات على المدينة السورية.
وذكر مسؤولون أكراد أن وحدات حماية الشعب الكردية تعطي معلومات عن مواقع مقاتلي الدولة الإسلامية في كوباني للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يقصف مواقع التنظيم في العراق وسوريا.
وقال بولات جان المتحدث باسم الوحدات لرويترز إن كبار المسؤولين في وحدات حماية الشعب يبلغون التحالف بمواقع اهداف تنظيم الدولة الإسلامية وان الطائرات تقصفها بعد ذلك.
وأضاف أن بعض المقاتلين انسحبوا لكنهم يعيدون تنظيم صفوفهم ويعودون من جديد مؤكدا أن الضربات تصيب الاهداف بدقة بفضل التنسيق مع الوحدات الكردية.
وتقاتل وحدات حماية الشعب دفاعا عن كوباني التي تعرف ايضا باسم عين العرب في مواجهة مقاتلي الدولة الاسلامية الذين يستخدمون الدبابات والمدفعية ويشنون هجمات بشاحنات ملغومة على البلدة السورية الواقعة على الحدود مع تركيا.
وخلال القتال الدائر منذ شهر سيطرت الدولة الإسلامية على قطاعات كبيرة في شرق وجنوب كوباني ولكنها لم تحرز تقدما يذكر هذا الاسبوع. وتقول القوات الكردية انها استعادت السيطرة على مناطق في الغرب.
وقال الجيش الامريكي إن التحالف شن 21 غارة على المتشددين قرب كوباني يومي الاثنين والثلاثاء نجحت على مايبدو في ابطاء تقدم الدولة الإسلامية هناك ولكنه حذر من ميوعة الوضع.
وذكر المرصد السوري أن احدى غارات التحالف خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية قتلت مجموعة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على مسافة لا تبعد سوى 50 مترا عن موقع كردي.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان سبعة من مقاتلي التنظيم وخمسة من المقاتلين الاكراد قتلوا في اشتباكات بين الطرفين.
واضاف ان الغارات اضحت اكثر فعالية بفضل عمليات التنسيق خلال الايام الست الماضية.
وكان الاكراد اشتكوا يوم السبت من انحسار فعالية الغارات وطالبوا بتكثيفها.
وقال عبد الرحمن جوك وهو صحفي داخل كوباني ان الغارات الجوية الاخيرة اتاحت لوحدات حماية الشعب تحقيق بعض المكاسب.
وأضاف انه توجه عقب الغارات لابعد نقطة امنه في الجانب الشرقي من المدينة حيث وجد بعض المباني التي كان يحتلها التنظيم خاوية وذكر أن قوات الحماية دمرت مركبة لتنظيم الدولة الإسلامية وقتلت من كانوا بداخلها.
ورفضت تركيا مطلب اكراد سوريا بفتح ممر لعبور مقاتلين لكوباني وامدادهم بالسلاح من مناطق كردية اخرى في شمال سوريا.
وارسلت حكومة كردستان العراق ذخائر وقذائف مورتر للاكراد في كوباني ولكنها عالقة في شمال شرق سوريا الخاضع لسيطرة الاكراد لتعذر الوصول للمدينة.
وتحاصر الدولة الإسلامية كوباني من الشرق والجنوب والغرب ولذا فان السبيل الوحيد لوصول الامدادات دون اختراق حصار الدولة الإسلامية هو عبر الحدود التركية او اسقاطها من الجو.
واغضبت السياسة التركية تجاه كوباني الاكراد في تركيا ويتهمون انقرة بدعم الدولة الإسلامية في هجومها على اكراد سوريا الذين اقاموا ثلاثة مناطق للحكم الذاتي في شمال سوريا منذ اندلاع الحرب الاهلية في البلاد عام 2011.
(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
المعارضة السورية في المنفى تعيد انتخاب طعمة المدعوم من قطر
اسطنبول (رويترز) – اعاد الائتلاف الوطني السوري المعارض والمدعوم من الغرب انتخاب أحمد طعمة زعيما للجماعة التي تعتبر نفسها حكومة في المنفى معارضة للرئيس السوري بشار الاسد في قرار يؤكد نفوذ قطر وجماعة الإخوان المسلمين على الائتلاف الذي تحوطه المشاكل.
وأراد بعض أعضاء الائتلاف انتخاب زعيم مقيم في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة داخل سوريا لكن الائتلاف صوت باعادة تعيين طعمة الذي أطيح به من المنصب في يوليو تموز بعد استياء أعضاء كثيرين من الجمود الذي أصاب الائتلاف.
ولا يملك الائتلاف الوطني السوري نفوذا كبيرا على المقاتلين الساعين للاطاحة بالرئيس بشار الأسد في صراع تعقد بسبب نجاحات جماعات اسلامية متشددة.
ويقول منتقدو الائتلاف إنه لا يمثل الشعب السوري وإن قراراته تملى عليه من داعميه الرئيسيين وهما السعودية وقطر.
وقال عضو في الائتلاف طالبا عدم نشر اسمه “مشكلتنا هي أننا بحاجة للمال حتى ننتقل مباشرة إلى الحكومة المؤقتة.. والدولتان الوحيدتان اللتان يمكنهما تقديم هذا هما السعودية وقطر.. لذلك اضطررنا لقبول مرشح يحظى بالدعم السياسي بدلا من شخص من داخل سوريا.
“وفي هذه الحالة سارت الأمور لصالح قطر. أصبح الائتلاف مسرحا للقوى الإقليمية ويضر هذا بالثورة.”
وقال مستشار سوري للمعارضة مقرب من المحادثات “يحظى طعمة بتأييد الاخوان المسلمين والأتراك والقطريين الذين وضعوه في موضع جيد.. لكن (التصويت) لم يتم بسلاسة.”
وقالت مصادر إن أكثر من 40 من أعضاء الائتلاف وعددهم 109 أعضاء امتنعوا عن التصويت ومن بينهم رئيس الائتلاف هادي البحرة المدعوم من السعوديين حيث اعترض الكثيرون على نفوذ الاخوان المسلمين. وفاز طعمة بأصوات 63 عضوا من بين 65 أدلوا بأصواتهم.
ولم يعلق طعمة على الفور.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)