أحداث الأربعاء 16 آب 2017
المعارضة تسقط مقاتلة للجيش السوري وتأسر طيارها
بيروت، عمان – أ ف ب، رويترز
أعلن فصيل سوري معارض أنه أسقط اليوم (الثلثاء) طائرة عسكرية وأسر قائدها قرب إحدى مناطق «خفض التصعيد» التي أقرت بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين النظام ورعاة الفصائل المقاتلة، فيما نقل التلفزيون الرسمي السوري عن الجيش قوله إن طائرة حربية تحطمت في جنوب سورية.
وقال الناطق باسم فصيل «أحمد العبدو» فارس المنجد إن مقاتليه أسقطوا طائرة من طراز «ميغ 21» قرب وادي محمود في محافظة السويداء جنوب سورية. ونقلت قناة «الإخبارية» المملوكة للدولة عن مصدر في الجيش قوله إن التحقيق جار لتحديد سبب سقوط الطائرة. ولم تورد أي تفاصيل عن مصير الطيار الذي نشر مسلحون من المعارضة صوراً له على قيد الحياة، وصوراً أخرى لحطام الطائرة.
وأضاف المنجد أن «الطيار أصبح بين أيدينا وهو جريح تتم معالجته الآن. نحن نحرص على معاملة الطيار الأسير وفق الأحكام الدولية». من جهته، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن هذا الفصيل أسقط الطائرة واعتقل قائدها المصاب بجروح.
وأوضح المنجد أن المنطقة حيث تم إسقاط الطائرة تقع خارج منطقة «خفض التصعيد» التي يسري فيها وقف لإطلاق النار أعلنته الولايات المتحدة وروسيا والأردن قبل أكثر من شهر.
وتشمل منطقة «خفض التصعيد» أجزاء من محافظتي السويداء والقنيطرة التي تشهد هدوءاً على رغم الإبلاغ عن أعمال عنف.
وقال المنجد إن جماعته استخدمت مدفعاً «مضاداً للطائرات من عيار 23 ميليمتراً» لإسقاط الطائرة اليوم. وأضاف أن قادة الفصيل يناقشون مصير الطيار بعد انتهائه من تلقي العلاج.
وفي حلب، قُتل خمسة مدنيين في أعنف قصف لفصائل معارضة اليوم منذ خسارتها في كانون الأول (ديسمبر) الماضي السيطرة على هذه المدينة، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وأوضح المرصد أن أكثر من خمس قذائف سقطت على مناطق في أحياء الأعظمية وسيف الدولة والأكرمية في المدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قُتل خمسة مدنيين وأصيب عشرة آخرون على الأقل بجروح. إنها الحصيلة الأكبر منذ خمسة أشهر».
وكانت حلب انقسمت منذ العام 2012 إلى أحياء غربية تسيطر عليها قوات النظام وأحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة.
وسيطر الجيش السوري على المدينة بعد عملية عسكرية واسعة شنها وحلفاؤه على الأحياء الشرقية، أعقبها إجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين المعارضين من شرق حلب، بموجب اتفاق روسي – إيراني – تركي.
إسرائيل تُصر على تعديل «هدنة الجنوب» السوري
الناصرة – أسعد تلحمي ؛ لندن – «الحياة»
قررت إسرائيل إرسال وفد أمني بارز إلى واشنطن لإجراء محادثات مع مسؤولين كبار في البيت الأبيض وأجهزة الاستخبارات، لإدخال تعديلات تراها «ضرورية» لقبول هدنة الجنوب السوري، وتشمل «تعديل أجزاء من الاتفاق لتتضمن نصاً صريحاً في شأن ضرورة إخراج القوات الإيرانية وعناصر حزب الله والميليشيات الشيعية من الأراضي السورية». وكان جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) حذر من أن «الحرس الثوري الإيراني» يعزز مواقعه في الأراضي السورية و «أنه حيثما يتم تقليص وجود تنظيم داعش، تملأ إيران الفراغ».
في موازاة ذلك، أفاد فصيل «جيش أسود الشرقية»، أحد فصائل «الجيش السوري الحر» بأنه أسقط أمس طائرة حربية للقوات النظامية السورية أثناء تحليقها في ريف السويداء الشرقي.
ويرأس الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (موساد) يوسي كوهين، ويضم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية هرتسي هليفي، ورئيس الهيئة السياسية- الأمنية في وزارة الدفاع زوهر بلطي. وقال موظف أميركي كبير لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الموفد الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ومستشار الرئيس وصهره جاريد كوشنير رتبا الزيارة التي ستتم الأسبوع المقبل. وزاد أن «الزيارة تعكس مدى ثقة الإسرائيليين في مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هربرت مكماستر».
ووفق مصادر مطلعة، سيبحث الوفد مع عدد من المسؤولين في الإدارة الأميركية «احتياجات إسرائيل الأمنية ومصالحها في مواجهة سورية ولبنان، وليس في الملف الإسرائيلي- الفلسطيني»، كما سيكرر على مسامع الأميركيين «عدم ارتياح» إسرائيل إلى اتفاق وقف النار في جنوب سورية «الذي لم يأخذ في الاعتبار احتياجات إسرائيل الأمنية».
وقال موظف إسرائيلي كبير أن الوفد سيحاول إقناع المسؤولين الأميركيين بضرورة «تعديل أجزاء من الاتفاق لتتضمن قولاً صريحاً في شأن ضرورة إخراج القوات الإيرانية وعناصر حزب الله والميليشيات الشيعية من الأراضي السورية».
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو كرر أول من أمس في لقاء مع أعضاء حزبه معارضة إسرائيل الشديدة «أي نفوذ عسكري لإيران وحزب الله في الأراضي السورية»، مضيفاً أن إسرائيل ستقوم بكل ما يلزم للحفاظ على أمنها.
من جهة أخرى، أبلغ رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي وزراء الحكومة في اجتماعها الأسبوعي الأحد الماضي، بأن قوات «الحرس الثوري» تعزز مواقعها في الأراضي السورية، وأنه حيثما يتم تقليص وجود تنظيم داعش، تملأ إيران الفراغ».
وتم التوصل إلى «هدنة الجنوب» التي تشمل درعا والقنيطرة والسويداء، بتوافق روسي– أميركي– أردني، وبدأ سريانه في 9 تموز (يوليو) الماضي.
ميدانياً، أفاد فصيل «جيش أسود الشرقية»، أحد فصائل «الجيش السوري الحر» بأنه أسقط أمس طائرة حربية تابعة للقوات النظامية السورية أثناء تحليقها في ريف السويداء الشرقي.
وقال مدير المكتب الإعلامي لـ «جيش أسود الشرقية»، سعد الحاج، أنه تم إسقاط طائرة حربية من طراز «ميغ 21» في منطقة وادي محمود بريف السويداء الشرقي. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إسقاط الطائرة وأسر الطيار.
وتعمل فصائل المعارضة المتمثلة بـ «أسود الشرقية» و «قوات أحمد العبدو» في البادية السورية، إضافةً إلى فصيل «جيش أحرار العشائر» الذي انسحب أخيراً من ريف السويداء الشرقي، ما ساعد في تقدم القوات النظامية والميليشيات الداعمة لها في السيطرة على مساحات واسعة في ريف السويداء الشرقي ومواقع حدودية، لتنهي بذلك وجود الفصائل على الحدود السورية– الأردنية داخل الحدود الإدارية في محافظة السويداء.
ومع هذا التقدم، لم يبق للفصائل من منافذ خارجية، في شرق سورية وجنوبها الشرقي، سوى شريط حدودي على حدود ريف دمشق الجنوبي الشرقي مع الأردن، إضافة إلى شريط حدودي مع العراق، ممتد على محافظتي ريف دمشق وحمص اللتين تضمان معبراً حدودياً وهو معبر التنف، الواصل بين سورية والعراق.
وتحاول القوات النظامية الزحف على الشريط الحدودي في محاذاة نقطة مثلث التنف كخطوة للسيطرة على كامل خطوط التماس السورية مع الأردن. وبقيت كيلومترات قليلة لتصل نقاط سيطرتها شرق السويداء، بتلك التي تقدمت إليها في عمق البادية، وتحديداً بين الزلف وأم رمم.
التلفزيون الإسرائيلي: إيران تبني مصنع صواريخ طويلة المدى في سورية
القدس المحتلة – رويترز
ذكر تقرير تلفزيوني إسرائيلي أمس (الثلثاء) أن إيران تبني منشأة في شمال غربي سورية لصنع صواريخ طويلة المدى.
وعرض التقرير الذي بثته القناة الثانية الإسرائيلية، صوراً قال إن قمراً صناعياً إسرائيلياً التقطها وتظهر موقعها في شمال غربي سورية قرب بلدة بانياس على البحر المتوسط، قائلاً إن بعض الإنشاءات تشير إلى أن متفجرات ستخزن هناك.
وشبّه منشآت في الموقع السوري بمبان لمصنع صواريخ قرب طهران، قائلاً إن «هناك وجهاً قوياً للشبه بينها».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر الأسبوع الماضي من أن إيران تعزز موطئ قدمها في حليفتها سورية، بينما يجري طرد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال إن «إسرائيل تتابع التطورات وسترد على أي تهديد».
وأضاف نتانياهو في خطاب: «سياستنا واضحة: نعارض بشدة الحشد العسكري لإيران ووكلائها، خصوصاً حزب الله، في سورية وسنفعل أي شيء لحماية أمن إسرائيل».
وينتقد نتنياهو بشدة الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العالمية الست ومن بينها الولايات المتحدة في العام 2015 مع إيران للحد من برنامجها النووي مقابل رفع للعقوبات المتعددة الأطراف.
وفرضت الولايات المتحدة الشهر الماضي عقوبات اقتصادية على إيران بسبب برنامحها للصواريخ الباليستية وقالت إن «الأنشطة الخبيثة» التي تمارسها طهران في الشرق الأوسط قلصت أي «إسهام إيجابي» للاتفاق.
وكثيراً ما انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق، ووصفه بأنه متساهل أكثر مما ينبغي تجاه إيران التي لا تزال تخضع لحظر التسلح تفرضه الأمم المتحدة فضلا عن قيود أخرى.
وذكرت تقارير إخبارية أميركية أن مسؤولي الاستخبارات الإسرائيليين سيبحثون الوضع في سورية ولبنان مع نظرائهم في واشنطن هذا الأسبوع.
«داعش» يسعى إلى تغيير إستراتيجيته وسط الهزائم
لندن – «الحياة»
على رغم خسارة «تنظيم داعش» أكبر معاقله العراقية في مدينة الموصل، وأكثر من نصف معقله السوري في مدينة الرقة، فإن ذلك لا يعني نهاية النزاعات في هذين البلدين اللذين يواجهان تحديات ضخمة، وفق ما يشير خبراء.
ولم يعد «داعش» يسيطر سوى على مناطق محدودة في شمال العراق وغربه. وفي سورية، تمكنت «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف عربي- كردي مدعوم من التحالف الدولي، من السيطرة على أكثر من نصف معقل «داعش» في مدينة الرقة بشمال سورية، فيما تمكنت القوات النظامية السورية من طرد «داعش» من محافظة حلب (شمال) وإلحاق هزائم به في البادية، وسط سورية.
ويرى أستاذ التاريخ الدولي في معهد الدراسات العليا في جنيف محمد محمود ولد محمدو في حديث إلى فرانس برس أنه «عاجلاً أم آجلاً، سيخسر التنظيم الرقة».
ورجح ولد محمدو، وهو مؤلف كتاب «نظرية داعش»، أنه «كما في العراق، سيعود التنظيم مجدداً في مكان آخر وبمظهر جديد».
وخلال ثلاث سنوات، استطاع التنظيم السيطرة على ما يقارب ثلث مساحة العراق، ومناطق واسعة في سورية. وفي تلك المناطق التي «شبكها عسكرياً، أنشأ إدارة ذاتية»، وفق ما يذكر ولد محمدو.
ويتابع أن «أثر (داعش) سيطول، وباستطاعته أن يعيد تشكيل نفسه على غرار تنظيمه في العراق بعد عام 2007 عندما أعلنت نهايته ليعود أكثر قوة» حتى وصوله إلى إعلان «الخلافة» في الموصل عام 2014.
من جهة أخرى، يشير المتخصص بشؤون العراق إلى أن «داعش» «يواصل هجماته دولياً».
ويسعى التنظيم وسط هزائمه، إلى تغيير إستراتيجيته في مواجهة دول تسعى إلى تحويل مكاسبها العسكرية إلى مكاسب سياسية.
وقال المتخصص في الحركات الجهادية ماثيو غيدير لوكالة فرانس برس إن «المصطلحات الرئيسية للتنظيم (هي) إعادة التنظيم وإعادة الانتشار».
ففي العراق، وبمجرد استعادة السيطرة تدريجياً على المدن الخاضعة للتنظيم، فإن «الانقسامات التقليدية» الطائفية والسياسية والعرقية، ستعود للظهور مجدداً على الساحة، وفق ما يتوقع غيدير.
ويضيف أنه يجب مراقبة «ما إذا كان (داعش) سيستطيع الاستفادة من ذلك».
ووفق ولد محمدو، فإن ذلك يعود إلى أن التنظيم «هو التجلي العنيف والطويل والمعقد لنقاط الخلل العراقية»، لذلك من الضروري التوصل إلى «ميثاق وطني جديد».
ويرى الخبراء أن التحدي الأكبر للحكومة العراقية، التي يغلب عليها الشيعة، هو استعادة ثقة السنة، وخصوصًا في الموصل، أكبر مدنهم.
وفي الوقت نفسه، يتحتم على الحكومة المناورة بحكمة في وجه «قوات الحشد الشعبي»، التي تضم فصائل شيعية بعضها مدعوم من إيران التي تلعب دوراً إقليمياً بارزاً وتسعى إلى تعزيز نفوذها في العراق وسورية.
وبعد ثلاث سنوات من حكم «الخلافة» في سورية والعراق، تسعى دمشق وبغداد اليوم إلى استثمار الانتصارات العسكرية كدليل على قوة الدولة وأجهزتها، وعلى استعادة دورها على الساحة الدولية.
وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مراراً على أن بلاده، التي قال عنها البعض إنها «انتهت» في عام 2014، أصبحت اليوم «أكثر قوة داخلياً ودولياً». غير أنه لن يكون بوسع البلاد تفادي الدخول في مراجعة للأسباب التي أدت إلى تنامي قدرات «داعش».
ويرى الخبراء أن هناك تحديات كبيرة أمام حكومة بغداد، بينها المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، وتواجد قوات الحشد الشعبي الشيعية في المدن السنية، ومسألة الأقليات وخصوصاً بعد المجازر التي تعرض لها الإيزيديون.
المشكلة نفسها مطروحة في سورية، بمجرد استعادة السيطرة على الرقة. فالقوات الكردية التي تشكل غالبية «قوات سورية الديموقراطية» قد تتصادم مع قوات النظام السوري.
ويؤكد خبير الجغرافيا والمتخصص في الملف السوري فابريس بلانش لفرانس برس أن النظام السوري «يريد السيطرة على المباني الحكومية في الرقة، ويرفض تأسيس إدارة حكم ذاتي في المدينة».
ويقول ولد محمدو إن الصراع في سورية «يتجاوز مسألة داعش».
ويضيف أنه «تحت مسمى مكافحة الإرهاب الإسلامي، غضت حكومات غربية عدة النظر عن المجازر التي ارتكبها النظام السوري».
تركيا: روسيا أكثر تفهماً من أمريكا لموقفنا من وحدات حماية الشعب السورية
(رويترز) – قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الأربعاء إن روسيا أكثر تفهما لموقف تركيا بشأن وحدات حماية الشعب الكردية السورية من الولايات المتحدة.
وتزود واشنطن وحدات حماية الشعب بالسلاح في قتالها تنظيم الدولة الإسلامية مما يثير قلق تركيا التي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي بدأ تمردا في جنوبها الشرقي منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وقال تشاووش أوغلو في مقابلة مع قناة (تي.آر.تي) الإخبارية إن قائد الجيش الروسي سيزور تركيا لمناقشة الوضع في محافظة إدلب السورية التي تسيطر عليها جبهة النصرة.
الجيش اللبناني يسيطر على “تلال استراتيجية” على الحدود مع سوريا
(الأناضول): استعاد الجيش اللبناني، فجر الأربعاء، عدة تلال استراتيجية في جرود رأس بعلبك، على الحدود مع سوريا، ضمن عملية محدودة ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).
وأفاد مراسل الأناضول بأن وحدات خاصة من الجيش تقدّمت فجرًا لاسترجاع “نقاط استراتيجية” من تنظيم الدولة “داعش” في جرود (محيط) بلدة رأس بعلبك (شرق)، بهدف إحكام الطوق والتضييق على عناصر التنظيم المتواجدين في المنطقة.
ولفت إلى أن عناصر الجيش سيطرت على مجموعة مرتفعات منها “قنزوحة مراح الشيخ”، و”خابية الصغير”، و”طلعة الخنزير” و”شميس خزعل”.
ويتمركز التنظيم الإرهابي في أطراف بلدات القاع ورأس بعلبك والفاكهة (ضمن سلسلة جبال لبنان الشرقيّة المتاخمة للحدود السوريّة).
وكانت “سرايا أهل الشام” (فصيل من الجيش الحر) تسيطر على التلال، قبل انسحابها منذ يومين ضمن اتفاق أبرمته مع “حزب الله” اللبناني.
وفي السياق ذاته، أشارت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إلى مواصلة الجيش قصفه المدفعي والصاروخي على مواقع التنظيم في جرود رأس بعلبك منذ الليلة الماضية.
وتواصل القصف هذا يتزامن مع تعزيزات لعناصر الجيش انتشرت بالجرود، وفق الوكالة.
وأعلن بيان للجيش، الثلاثاء، تقدّم وحداته في مناطق “مراح الشيخ” و”العجرم” و”وادي حميّد”، من ناحية جرود عرسال.
وأضاف: “عثر الجيش خلال التفتيش على كمية من الأحزمة الناسفة والعبوات والقذائف المفخخة، يجري العمل على تفجيرها من قبل الخبير العسكري”.
كما عثر على جثة لشخص مجهول، دون تفاصيل أخرى عن هويته وسبب قتله.
ويستعد الجيش اللبناني لشن معركة ضد تنظيم الدولة “داعش” في جرود بلدات القاع ورأس بعلبك والفاكهة.
وقبل أيام استهدفت وحدات الجيش مراكز تابعة للتنظيم في المناطق المذكورة، وأوقع إصابات في صفوفه.
وشهدت منطقة جرود بلدة عرسال في يوليو/ تموز الماضي، معارك بين “حزب الله” اللبناني ومجموعات سورية مسلحة، أبرزها جبهة “تحرير الشام” (اندمجت فيها “جبهة النصرة” بعد حل نفسها)، استمرت عدة أيام.
وتوقفت المعارك قبل أن يعلن الطرفان نهاية الشهر ذاته عن صفقة تبادل أسرى ومدنيين، تحت إشراف مدير جهاز الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم.
كيف استطاع النظام الحفاظ على مطار دير الزور بعد سنوات من الحصار؟
وائل عصام
غازي عنتاب – «القدس العربي»: على مدى سنوات النزاع في سوريا، تمكن النظام السوري من الحفاظ على بعض المواقع العسكرية رغم حصارها من قبل قوات المعارضة المسلحة لفترات طويلة تجاوز العامين في بعض الاحيان، ولعل ابرز هذه المواقع هي المطارات العسكرية، التي كانت تقع في محافظات سقطت بيد الثوار وظل النظام عاجزاً عن فتح طريق امداد بري لها لشهور طويلة.
فمطار منغ مثلاً الذي يقع في ريف حلب الشمالي ظل عصياً على محاولات الاقتحام من قبل بعض الفصائل المسلحة التابعة للجيش الحر كغرباء الشام وغيرها، وبعدها حاصره الجهاديون لشهور وقتل على ابوابه عدد من قادتهم، حتى تمكن فصيل المهاجرين والانصار عام 2013 بقيادة عمر الشيشاني من السيطرة عليه، وهو نفسه الذي انضم عدد من عناصره لاحقاً لتنظيم الدولة ومنهم قائده الشيشاني الذي تولى القيادة العسكرية للتنظيم قبل مقتله العام المنصرم.
ورغم تمكن عدد من ضباط جيش النظام من الهروب إلى منطقة عفرين الكردية بعد السيطرة على مطار منغ، الا ان النظام خسر اعداداً كبيرة من جنوده في هذا المطار، الذي حاول الحفاظ عليه بقصف شديد، بصواريخ كان يطلقها يومياً من مدفعية الزهراء شمال حلب مستهدفاً محيطه ذلك الحين. لكن مطار كويريس الذي حاصره جنود الشيشاني في تنظيم «الدولة» بعد سيطرتهم على ريف حلب الشرقي، نجا من كل محاولات الاقتحام رغم تولي حصاره أكثر الجماعات الجهادية شراسة وبأساً قتالياً، تنظيم الدولة، وظل التنظيم يحاول اقتحامه حتى تمكنت قوات النظام من كسر الحصار عنه، بعد اختلاف كبير في موازين القوى في محافظة حلب، اذ تمكن النظام من تعزيز مواقعه في حلب وريفها، وترافق ذلك مع بدء تراجع عام في سيطرة تنظيم الدولة بسوريا والعراق.
والحال لا يختلف كثيراً عن مطار دير الزور العسكري، فها هو يصد هجمات التنظيم الشرسة منذ أكثر من عامين، ورغم الامدادات التي يلقيها الطيران الحربي لجنوده داخل المطار ، والقصف الذي تشنه طائرات النظام على مواقع الدير في محيطه ، الا ان هذه العمليات المساندة لم تمنع التنظيم من السيطرة على مساحات واسعة من مدينة دير الزور وريفها، ومن ثم التوغل في منطقة الجفرة واستعادة عدة مناطق قرب المطار والقاعدة العسكرية المجاورة له.
فكيف صمد المطار رغم سقوط معظم المناطق المحيطة به في مدينة الدير؟
اضافة للعوامل التي سنذكرها لاحقاً في التصميم العسكري الدفاعي للمطار ولباقي المواقع العسكرية، فان قدرة جنود النظام الذين يقودهم الضابط الدرزي بالحرس الجمهوري زهر الدين، هذه القدرة على مواصلة القتال لأشهر طويلة تحت ضغط الهجمات الشرسة والحصار، كانت امراً لافتاً، كنت التقيت قبل عامين بريف حلب، بجنود من قوات النظام تمكنوا من الخروج او الانسحاب من مواقعهم المحاصرة، واخبروني عن طبيعة الادارة العسكرية الصارمة التي تمكن اعداد قليلة من قوات النظام لا تصل للمئتين من مواصلة القتال لاشهر طويلة تحت حصار بري ، ويمكن القول في هذا الصدد ان أهم ما ذكره الجنود المنسحبون من قطعاتهم العسكرية المحاصرة، هو العقيدة القتالية الانتحارية التي يقاتل بها الضباط العلويون، وكذلك تحكم عناصر منتقاة بسلاح القنص، مضموني الولاء، قد تكون مهامهم ببعض الاحيان قنص الجنود المنسحبين قبل العدو حسب قول الجندي.. وفي مطار دير الزور ، فان التصميم الدفاعي لعب دوراً بارزاً، فالمطار تم تصميمه في عهد حافظ الاسد، الذي اراده قاعدة متقدمة لنظامه في دعم قوات المعارضة العراقية ابان الحرب العراقية – الإيرانية، وبما ان دير الزور عرفت بالمحافظة الصدامية الهوى، فان النظام السوري كان حريصاً على تحصين قواعده ومقراته العسكرية فيها تحسباً لاي تمرد من سكان المدينة.
ويقول الشيخ عمار الحداوي وهو احد وجهاء قبيلة الشحيل في ريف دير الزور ان الموقع الجغرافي للمطار ساعد النظام في الحفاظ عليه ، حيث يحده من الجنوب والشمال صحراء مكشوفة ومنطقة جبلية ، ومن الشرق نهر الفرات ، ويضيف الحداوي لـ»القدس العربي»: في ايام الجيش الحر، بذل الثوار الكثير من الدماء والارواح على محيط المطار، وفي الوقت نفسه كنا نسمع عن خروقات واتفاقيات بين النظام وبين بعض القيادات الثورية مقابل مكاسب مادية، وبعد سيطرة تنظيم الدولة ايضا استمرت المحاولات وتكبدت خسائر كبيرة، بسبب كثافة القصف، وبالمقابل النظام أظهر بسالة عالية بالدفاع عن مواقعه بمدبنة دير الزور، و ذلك لاهداف استرتيجية بعيدة المدى، فمدينة دير الزور تعتبر عاصمة المنطقة الشرقية (دير الزور الرقة الحسكة)، حيث الموارد النفطية، والثروات الوفيرة من قمح وقطن وغيرها».
ويتحدث الكاتب سهيل المصطفى لـ «القدس العربي» عن طبيعة بنية مطار دير الزور من خلال مشاهداته في المعارك التي غطاها ، وهو الناشط والصحافي المنتمي لدير الزور، ويقول ان المطار يتميز بموقعه الإستراتيجي وتحصيناته الصناعية والطبيعية، من هضاب وخنادق مهيئة للتحول إلى كمائن، ويضيف المصطفى متحدثاً عن مشاهداته خلال احدى المعارك « في احدى المعارك وقعت في كمين لم انتبه له ، واصبت خلال التصوير ، وبعد مشاهدة التصوير تبين اني كنت اقف فوق الكمين تماماً دون ان اعرف، وظهرت ايدي جنود النظام وهي ترمي قنابل بجواري ، وهي التي تسببت باصابتي».
ويعتبر سهيل المصطفى ان تحصينات المطار كانت وما زالت مجهولة للثوار ولـ»تنظيم الدولة»، ومن الصعب على المركبات العسكرية او المدرعات التوغل بجانبه لصعوبة التضاريس والخنادق، كما يشير المصطفى لنقطة اخرى تتعلق بالضغوط التي ما رستها بعض الجهات الدولية الداعمة لفصائل الحر بعدم رغبتها في التقدم نحو المطار ، وان قادة في الفصائل طلب منهم السفير الأمريكي روبرت فورد خلال اجتماع بتركيا عدم الهجوم على المطار، لكن هذا لم يمنع فصائل اخرى للمعارضة في ذلك الوقت قبل اربعة اعوام، من الهجوم على المطار من جبهة منطقة الجفرة، حيث رفضوا الاملاءات من الداعمين، ولكنهم اخفقوا ايضا في الوصول لهدفهم باقتحام المطار، و يتحدث الناشطون عن دور الداعمين السلبي في اعاقة ومنع الفصائل من اقتحام المقرات العسكرية للنظام كالمطار، ومنذ ذلك الحين يحاول تنظيم «الدولة» الذي لا يخضع للاملاءات، اقتحام المطار، ولكن بلا جدوى!
بعد فشل قوات الحرس الجمهوري وفرقة ماهر الأسد في حسم معركة دمشق… روسيا تلجأ للحلول السياسية
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي»: لمحت القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية عن اتفاق قريب قد تبرمه مع فصيل «فيلق الرحمن» الذي يبسط سيطرته على القطاع الأوسط من ريف دمشق المحاصر، وذلك لضم مناطق نفوذه شرق العاصمة إلى خريطة «تخفيف التصعيد» التي تهندسها قاعدة موسكو العسكرية الأضخم في سوريا، بعد فشلها في اقتحام المنطقة بالرغم من آلاف الحمم النارية التي قذفها سلاح الجو الروسي على المدنيين بحجة وجود جبهة»النصرة».
وقالت انه «قد يتم إبرام اتفاق جديد في الغوطة الشرقية على غرار ما حدث في ريف حمص الشمالي، هذا الاتفاق يهدف إلى وقف المعارك الدامية بين الأطراف المتنازعة في القسم الشرقي من العاصمة دمشق في ظل ازدياد وتيرة العنف وقياساً بالنتائج الحالية، ومن المرجح أن يتخلل الاتفاق مهلة زمنية للتنظيمات الإرهابية المتواجدة في المنطقة لحسـم مصيـرها بشـكل نهـائي».
وكشفت القاعدة الروسية عن فشل قوات النظام المتمثلة في الحرس الجمهوري والفرقة العسكرية الرابعة من اقتحام حي جوبر وانتزاع السيطرة عليه بالرغم من تغطيتها النارية للقوات المهاجمة، مما سيضطرها إلى ابرام اتفاق مع فصائل المعارضة، حيث قالت «تعتمد القوات الحكومية المتواجدة شرق العاصمة دمشق على العديد من الاستراتيجيات الهجومية لاستعادة السيطرة على مدينة جوبر الاستراتيجية، لا تسير الأمور كما كان مخططاً لها وهو ما يعطي التنظيمات الإرهابية المزيد من الوقت لتدعيم استراتيجياتها الدفاعية التي تم تطويرها على مدار ست سنوات من القتال وتحولت فيها المعارك إلى حروب ما تحت الأرض مما يزيد الأمر صعوبة في السيطرة عليها من خلال الطرق التقليدية».
ورأى الناشط الإعلامي «أسامة المصري» من ريف دمشق في اتصال مع «القدس العربي» ان «حميميم» بعد خسارتها امام فيلق الرحمن بدأت تمهد لاستسلامها وطرح حلولها السياسية، مضيفاً ان هذا التلميح يأتي بعد الخسائر الهائلة لقوات النظام السوري في جبهات شرق العاصمة، فلم تستطع القوات المساندة ولا الرئيسية من التقدم متراً واحداً في جبهات العاصمة، واليوم تسعى حميميم إلى التمهيد لاتفاق مع فيلق الرحمن، وذلك للتشويش على خسارة الأسد في هجماته على الغوطة من حزيران/يوليو الماضي.
تتوقع مصادر أهلية أن يوافق الروس على إملاءات فيلق الرحمن وشروطه إذا ما تم الجلوس على طاولة الحوار الساسي، حيث قال المتحدث: عندما أقوم أنا بالترويج لاتفاق مع عدو لي، فهذا يعني أني أطلب منه بأسلوب غير مباشر الجلوس للتفاوض، وهذا مؤشر كبير لخسارتي وانهزامي، وهذا ما تسعى له حميميم التي ستضطر لقبول شروطنا لابرام الاتفاق معها، بعد ان خذلتها قوات ماهر الأسد التي عولت عليها طويلاً، حسب رأيه.
خسائر النظام السوري بلغت خلال الأيام العشرة الأخيرة أعلى مستوياتها، وحسب توثيق الصفحات الموالية للنظام فإن عدد القتلى بلغ أكثر من 60 جندياً.
وقال مصدر عسكري من الغوطة الشرقية لـ «القدس العربي» ان هذا الرقم واقعي، عازياً السبب إلى انتهاج فيلق الرحمن سياسة جديدة في معاركه، واتباع أسلوب حرب الكمائن، حيث ينسحب فيلق الرحمن من موقع ما، ويستجر القوة المهاجمة لداخل المواقع، ليقوم بعدها فيلق الرحمن بتفجير هذا المبنى الذي زرع داخله مئات الكيلوات من العبوات شديدة الانفجار، علاوة عن ذلك رصد الآليات العسكرية واستهدافها بصواريخ ذكية، حيث بلغت خسائر النظام خلال العشرة أيام الأخيرة أكثر من 13 آلية.
قيادة النظام السوري كانت قد كشفت عن نيتها تبديل قوات الفرقة الرابعة التي يترأسها ماهر الأسد وسحبها من جبهات الغوطة الشرقية وخاصة «عين ترما وجوبر» وتكليف قوات الحرس الجمهوري كبديل عنها، لحشد القوات النوعية لديها وتشكيل هجوم ضاغط من قبل عناصر النخبة لتحقيق الاهداف المرجوة.
فيما أفاد الناشط الإعلامي «أسامة المصري» بأن تبديل قوات الفرقة الرابعة بقوات من الحرس الجمهوري على جبهات دمشق هو دليل ضعف كبير في صفوف القوات التابعة لماهر الاسد، بالرغم من استخدام الغازات السامة والصواريخ ذات التدمير الهائل ورغم الغارات الجوية والقصف المدفعي، واستخدام مختلف أنواع الآليات والسلاح المتطور، وبالرغم أيضا من انتهاج سياسة الأرض المحروقة، فقد فشلت الفرقة الرابعة في عشرات المحاولات من التقدم باتجاه أي نقطة او موقع تابع لفيلق الرحمن.
كثافة الاعتداءات الروسية وخروقاتها للاتفاق الذي تضمنه على انها «الحكم والجلاد» في آن واحد، وازدياد عمليات القصف والغارات الجوية والتوغل واستهداف الأماكن المدنية في سبيل إنجاح مخطط موسكو بالوصول إلى سوريا المفيدة وتدمير «غير المفيد منها» يفشل أمام إصرار المقاتلين من أصحاب الأرض في ارغام القوى الدولية على الجلوس معهم على الطاولة الحوار.
كما تسعى موسكو لاعادة تهيئة الأسد دولياً عبر تكريس التهدئة في العاصمة السياسية دمشق وما حولها اولاً، وارغام فصائل المعارضة في مناطق جديدة على ابرام اتفاقيات توسيع الرقعة المنظمة ضمن اتفاق تخفيف التصعيد، حيث كانت موسكو قد أعلنت نهاية الشهر الفائت ان عدد الفصائل التي أعلنت قبولها تنفيذ شروط وقف الأعمال القتالية بلغ 228 فصيلاً، مشيرة إلى ان حي جوبر شرق دمشق هو خارج اتفاق تخفيف التصعيد معولة على قوات ماهر الأسد في انهاء النزاع على الحي لصالح القوات المهاجمة، حيث نشرت سابقاً ان «القوات الحكومية المساندة في مدينة جوبر في العاصمة دمشق تستعد لشن هجوم جديد للقضاء على التنظيمات المتشددة في المنطقة، الهجوم القادم سيكون عبر الفرقة الرابعة ذات المهارة القتالية الأكثر سيطاً بحسمها لكل معركة خاضتها من قبل ضد التنظيمات الإرهابية المتشددة، شخصياً، يمكن أن أجزم أن المدينة ذات التحصينات الهندسية والخنادق العميقة لن تستعصي مجدداً على القوات الحكومية بعد وصول قوات النخبة التي ستقود المعركة المقبلة» حسب المصدر.
سوريون يغادرون تركيا لقضاء عيد الأضحى في بلادهم
بدأ لاجئون سوريون في تركيا، اليوم الثلاثاء، بالتوجه إلى بلادهم لقضاء عطلة عيد الأضحى، مع أقربائهم وذويهم، وتوافدت مجموعة من اللاجئين، في ساعات الصباح، إلى معبر “أونجوبينار”، بولاية كليس، جنوبي تركيا، برفقة فرق من مديريتي أمن ودرك الولاية.
وقبل التوجه إلى المعبر الحدودي، يحجز اللاجئون مواعيد للمغادرة عبر الصفحة الإلكترونية لولاية كليس، وتتم عمليات العبور إلى الجانب السوري بعد إنهاء الإجراءات اللازمة في المعبر.
وفي تصريح لصحافيين، أعرب اللاجئ السوري علي موسى، عن بالغ سعادته وسروره، لأنه سيتمكن بعد ثلاثة أعوام من قضاء عطلة العيد في موطنه الأصلي بمدينة “جرابلس” المحررة من تنظيم “داعش”. “سأتمكّن من رؤية أبي وأمي، فلم أراهما منذ ثلاث سنوات”.
ومن المنتظر أن يعبر ثلاثة آلاف لاجئ سوري يوميًا عبر “أونجوبينار” نحو الأراضي السورية.
يشار إلى أنّ أكثر من 68 ألف لاجئ سوري قضوا عطلة عيد الفطر الماضي في بلادهم، وعاد منهم إلى تركيا مجدداً 59 ألفاً، فيما فضّل نحو تسعة آلاف البقاء في المناطق المحررة.
(الأناضول)
ما بعد المعركة مع داعش: 1701 ينتظر حزب الله؟
منير الربيع
يتردد في الكواليس السياسية والديبلوماسية كلام كثير عن توسيع صلاحيات القرار 1701. لا إطار عملانياً لهذا الكلام بعد، سوى أنه اقتصر على تصريح للسفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، ويجري التداول به في بعض الأوساط اللبنانية، لا سيما بعد طرح سؤال عن مرحلة ما بعد معركة جرود عرسال، وجرود رأس بعلبك والقاع، وإعلان المنطقة آمنة وخالية من المسلّحين.
تشير مصادر مطّلعة إلى أن هناك مطلباً أكيداً من بعض الدول الكبرى، كالولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، ومن الأمم المتحدة، لأجل توسيع صلاحيات هذا القرار. وتتلاقى هذه المواقف، مع مواقف أخرى يتخذها بعض القادة السابقين لقوى الرابع عشر من آذار، وهم يسعون عبر السفراء وعبر اتصالاتهم الخارجية، لتحقيق ذلك. لكن، تحقيق هكذا خطوة يحتاج إلى تقدّم الحكومة اللبنانية بالطلب لدى الأمم المتحدة للموافقة عليه.
يجري التداول في هذا الخيار، تزامناً مع استمرار المساعي لارساء الحل السياسي في سوريا، والذي يبدأ مع تثبيت وقف إطلاق النار على الجغرافيا السورية، والهدف منه وضع حدّ لحال التسيّب والفلتان التي تشهدها المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا، وسدّ المعابر والمسالك غير الشرعية. وهذا لن يتمّ إلا من خلال إرسال قوات الطوارئ الدولية- اليونيفيل إلى تلك المناطق، لتكليفها بمهمات مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار.
وإذا لم يتوفر قرار لبناني جامع يتقدّم بالطلب لدى الأمم المتحدة لتوسيع صلاحيات هذا القرار، بسبب الخلافات السياسية بين الأفرقاء اللبنانيين، فهذا يعني أن تنفيذه مستحيل، باستثناء اللجوء إلى خيار واحد، وهو تطبيقه تحت الفصل السابع، أو عبر التوافق بين الدول الخمس الدائمة العضوية في الأمم المتحدة. لكن هذين الخيارين من الصعب تطبيقهما، نظراً للحسابات السياسية المتناقضة بين الدول. وإذا حصل ذلك، فإن باستطاعة الحكومة اللبنانية أن ترفض تطبيق القرار، لكنه يسير بحكم الأمر الواقع.
لا شك في أن خطوة كهذه تحتاج إلى ظروف دولية كبرى، والتقاء في المصالح بين الدول بشأن الأزمة السورية، وهو سيكون نتاج هذه المصالح. ما ليس بالضرورة أن يحصل اليوم، بل في الفترة المقبلة، إذ ستكون الذريعة هي تثبيت مناطق الهدوء والاستقرار في سوريا.
وفيما يستمرّ حزب الله في معارضته هذا الأمر، لا يزال يراقب هذا المسار، خصوصاً أن ذلك لا يستدعي أي ردّ، لأن ذلك لم يخرج بعد عن إطار الكلام، والتصريحات من جانب المعارضين، وليس من داخل الحكومة. بالتالي، فإنه يعتبر نفسه مسيطراً على هذا الموضوع. ولكن هذا الملف سيحضر في الساحة المحلية بعد معركة جرود رأس بعلبك والقاع، وطرد تنظيم داعش من هناك. حينها سيتعاظم الكلام عن تطبيق القرار 1701 على طول الحدود الشرقية مع سوريا، لأنه لن يكون هناك مبرر لاستمرار وجود حزب الله في تلك المنطقة، إلى جانب الجيش اللبناني.
وتذكّر المصادر بخطوة حزب الله التي اتخذ بموجبها قرار تفكيك مواقعه في بعض المناطق في جرود السلسلة الشرقية قبل أشهر، معتبرة أن هذه الخطوة كانت تهدف إلى إيحاء الحزب بأنه لا يريد السيطرة على تلك المناطق أو إحداث أي تغيير فيها. بالتالي، هو سيسلمها إلى الجيش اللبناني، فيما هناك من اعتبر أن الحزب اتخذ تلك الخطوة بعد تحذيرات دولية بأنه لا يمكن وجوده في تلك المنطقة، حيث لم يعد هناك أي اشتباك، واستمرار وجوده قد يعرّضه إلى مزيد من الضربات. لذلك، اختار الحزب التوقيت المناسب لتفكيك مواقعه ونقل مقاتليه من هناك إلى مناطق أخرى، في البادية السورية، وأخرى في محيط جرود عرسال. وهؤلاء سينسحبون في الفترة المقبلة، بعد انتهاء المعركة مع داعش، إلى الداخل السوري ومناطق بعيدة عن الحدود.
لا ينفصل ذلك عن الضغوط الدولية لعدم حصول أي تنسيق بين الجيش اللبناني والحزب في المعركة ضد داعش، ولم تكن خطوة تسلّم الجيش العديد من المواقع في جرود عرسال الشمالية، أي الجهة الجنوبية لجرود رأس بعلبك والقاع، من حزب الله، سوى تأكيد أن الحزب لن يشارك في المعركة من الأراضي اللبنانية، والجيش هو الذي أصبح يسيطر على هذه الأراضي.
المعارضة تسقط طائرة للنظام..وقواته تتقدم في بادية حمص
أعلنت فصائل المعارضة السورية في البادية، الثلاثاء، اسقاطها طائرة حربية من طراز “ميغ 21” تابعة لقوات النظام، في منطقة وادي محمود من ريف السويداء الشرقي، ضمن معركة “الأرض لنا”. وأعلن “جيش أسود الشرقية” و”قوات الشهيد أحمد العبدو” القاء القبض على الطيار الذي اسقطت طائرته.
من جهة أخرى، ارتفعت حدة المعارك بين قوات النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية” على محاور القتال بالقرب من أطراف منطقة واحة الكوم الشمالية، الواقعة في مثلث الحدود الإدارية بين الرقة وحمص وديرالزور، فضلاً عن بادية مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي. وفيما تسعى قوات النظام لفرض طوق كامل على آلاف الكيلومترات التي يسيطر عليها التنظيم شرقي محافظتي حمص وحماة، رد التنظيم بشن هجمات بالعربات المفخخة على مواقع سيطرة النظام و”قوات العشائر”، في الرقة.
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الثلاثاء، إن اشتباكات عنيفة دارت بين طرفي القتال، وترافقت مع تنفيذ طائرات النظام والطائرات الروسية ضربات مكثفة على محاور القتال بالإضافة للقصف الصاروخي العنيف، وأضاف أنها تمكنت من تحقيق تقدم جديد، حيث فرضت سيطرتها على 3 مناطق جديدة تقع في منطقة واحة الكوم.
ويأتي هذا التقدم بعد تمكن قوات النظام من تنفيذ عملية إنزال جوي، السبت، في أقصى ريف حمص الشمالي الشرقي، عند مثلث الحدود الإدارية بين الرقة وحمص وديرالزور، مكَّنها من تقليص المسافة المتبقية في ريف حمص بين قواتها المتقدمة من محور الحدود الإدارية مع الرقة وديرالزور، وبين قواتها المتواجدة في مدينة السخنة، بالتزامن مع تقدمها المتواصل في بادية السخنة حيث فرضت سيطرتها على نقاط جديدة شمالاً.
وفي السياق، تستمر الاشتباكات بوتيرة متصاعدة على محاور في بادية غانم العلي في ريف مدينة معدان الغربية من محافظة الرقة، بين قوات النظام وميليشيا “قوات العشائر” من جهة، وتنظيم “الدولة” من جهة أخرى، بعدما واصل الأخير شن هجومه المعاكس بغية استرجاع ما خسره لصالح قوات النظام في الأيام الماضية.
وبحسب “المرصد”، تمكن عناصر التنظيم من الوصول إلى قرية غانم العلي وسيطروا على أجزاء منها عقب تفجيرهم عربتين مفخختين على الأقل، بالتزامن مع قصف جوي وصاروخي استهدف محاور القتال، ما أسفر عن مزيد من القتلى والجرحى.
ويحاول التنظيم إثبات قدرته على الهجوم لمنع قوات النظام من التقدم، وسط محاولاتها الوصول إلى معدان وقرية واقعة إلى شرقها، لينهي النظام، في حال السيطرة عليهما، وجود “داعش” في ريف الرقة، في وقت يحافظ فيه الأخير على سيطرته على 45 في المئة من المساحة المتبقية له في المدينة، حيث تتواصل المعارك بين عناصره و”قوات سوريا الديموقراطية”.
وفي السياق، أعلنت “قسد”، الثلاثاء، عن حصيلة الساعات الـ24 الماضية من المعارك، مشيرةً إلى أنها جرت في أحياء الروضة والمنصور والرشيد والبريد والنهضة والدرعية. وقالت مصادر إعلامية في “قسد”، إن الاشتباكات في حي الروضة أسفرت عن مقتل 23 عنصراً من التنظيم إضافة إلى تدمير سيارة مفخخة، فيما قتل أحد عناصرها، بينما سقط 12 عنصراً من التنظيم وآخر من عناصرها، في حي المنصور، في وقت قتل فيه 15 عنصراً من “داعش” في حي الرشيد.
وكانت “قسد” قدّرت نسبة سيطرتها على المدينة بحوالي 55 في المئة، تشمل “الفرقة 17” شمالًا وضاحيتي الجزرة والهرقلية وحي السباهية والرومانية والقادسية وحطين واليرموك غرباً، إضافةً إلى المشلب والصناعة والبتاني شرقاً، بينما تتواصل المعارك في حيي النهضة والدرعية.
هكذا ترمّم روسيا صورة الأسد/ نذير رضا
الشعارات التي رُفعت في تشارلوتسفيل، تأييداً للنظام السوري وجيشه، تثبت بما لا يحمل الشك أن روسيا نجحت في تحوير أنظار العالم باتجاه الرئيس السوري بشار الأسد، واعادة تأهيل صورته، عبر استراتيجيتين حاكت بهما جموع الخائفين من الاسلام المتطرف، وعبر إغراء سياسي لصانعي القرار في العالم، يتمثل في التلويح بمنحهم حصة من إعادة الإعمار.
روسيا، في هذا الدور، لم تخلق بيئة عالمية ترضخ لطموحاتها العالمية فحسب، على قاعدة “الأمر الواقع”، بل ساهمت في خلق بيئة حاضنة للأسد، وترميم للصورة النمطية عنه التي اجتاحت العالم خلال السنوات الخمس الماضية، بوصفه قاتلاً لشعبه.
والحال ان التدخل العسكري والسياسي الروسي في سوريا، لم يحسم الحرب لصالح الأسد، كما تقول المعارضة ولا تزال، كما أنه لم يقضِ على فصائل المعارضة التي تقاتله، كما يقول مقاتلون وجدوا أنفسهم خارج الصفقات الدولية الاخيرة. هذا التدخل، حسم الموقف الدولي لصالح روسيا بوصفها “عراب المصالحات” السورية، بدليل استجابة أطراف معارضة لمبادراتها، ولصالح الأسد الذي تنفس هواء جديداً من رئتين اعلاميتين بريطانية واميركية أخيراً.
فالاستراتيجية الأولى التي اتبعتها روسيا، هي عسكرية – سياسية، قلّصت الجهد العسكري ضد الأسد، عبر إقصاء أطراف عسكرية تمثل خطراً عليه، وتثبيته في المدن عبر اتفاقات سياسية مع تركيا أو الولايات المتحدة الأميركية الفاعلتين في الشمال والجنوب. تلك الاتفاقات، استدرجت المعارضة للتعاون، ما يتيح للنظام تركيز جهده ضد التطرف الذي يمثله “داعش” في الشمال والشرق، وتنظيم “النصرة” الرافض للتسويات في ريف دمشق والشمال.
الاستراتيجية الثانية إعلامية، كرست صورة النظام بوصفه محارباً للتطرف الاسلامي، الذي يشكل خطراً على الغرب، واختبره الغرب في عمليات إرهابية في وقت سابق. وما كان ليتعزز دور الأسد هنا من دون اتفاقات قلصت الاستنزاف العسكري له، بما يتيح له التفرغ لـ”داعش”.
من هنا، انتقلت الكاميرا التلفزيونية الغربية من الشمال، حيث قضى الأطراف تحت البراميل المتفجرة، الى وسط البلاد وشرقها. عدسة “سي أن أن”، الى جانب عدسات بريطانية، عززت صورته كجيش يقاتل “الإرهاب”، عبر تقارير صوّرت في البادية السورية ضد التنظيم. وعزز الصورة، اعتقاد المتأثرين بالدعاية الروسية التي رممت صورة الأسد، وكرسته كمحارب ضد الإرهاب. الصورتان تمثلان الآن مشهداً واحداً اكتملت فصوله: الأسد يحارب الإرهاب، ومن يعارضه سيكون جزءاً من المجموعات الارهابية(!). كما تفيد الصورة بأن الأسد بات مدافعاً عن الغرب، بقتاله الإرهاب على أبواب أوروبا المتوسطية.
ترميم صورة الأسد شعبياً، يكتمل بإغراء روسي لدول العالم بالفوائد الاقتصادية المترتبة عن إعادة الاعمار. ومع أن العقود المحتملة والتي يمكن للشركات الغربية أن تحصل على حصة منها، قد تتجاوز المقدّر لها في ظل بقاء الأسد، إلا أن الضغوط الشعبية التي نجحت روسيا في تكريسها، ستدفع العالم مجبراً الى التطبيع مع الأسد.
في لحظة تصاعد اليمين في العالم، ينقل الأسد قدميه من رقعة اليسار الى اليمين، طالما أن المخاوف العالمية تحتضنه، بعدما كرستها روسيا في قلب المشهد الأوروبي.
المدن
سوريون من عرسال إلى الرحيبة.. رحلة الشرق والغرب
عروة خليفة
انقضى يوم كامل على وصول اللاجئين السوريين من جرود بلدة عرسال اللبنانية، إلى بلدة الرحيبة السورية في القلمون الشرقي، بعد سفر طويل ومتعب وأكثر من تأجيل وتلويح بإنهاء الاتفاق الذي أدى إلى عودتهم من المخيمات.
حافلات اللاجئين في عرسال من “سرايا أهل الشام” والمدنيين المرافقين، كانت قد عبرت بلدة فليطا، ليل الإثنين/الثلاثاء بعد توقف لأربع ساعات، لينتهي بذلك فصل من حكاية معقدة، تشبه حكايا جبال القلمون، التي عبر أهلها من غربها إلى شرقها. الرحلة الأخيرة من القلمون الغربي إلى الشرقي، جاءت بعدما كانت عرسال وجرودها محطة أولئك المُهجّرين بعد سيطرة قوات النظام ومليشيا “حزب الله” على مدينة يبرود في آذار/مارس 2014، معقل المعارضة الرئيس حينها في القلمون.
الناطق باسم “سرايا أهل الشام” عمر الشيخ، قال لـ”المدن”: “كانت رحلة متعبة استغرقت ما يقارب 14 ساعة، نتيجة المعوقات الكثيرة والتدقيق الكبير من قبل حزب الله والنظام السوري، خاصة على الحواجز التي نصبتها قوات النظام على الطريق والتي فتشت المهجرين لأكثر من مرة على الطريق”. ووصل 900 شخص من جرود عرسال اللبنانية إلى القلمون الشرقي، بعد خوف من انتهاك قوات النظام للاتفاق الذي لم تكن راضية عنه تماماً، بعدما رفض اللاجئون الانتقال بعيداً نحو إدلب في الشمال السوري، بل توجهوا إلى بلدات القلمون التي تقع تحت سيطرة المعارضة.
وتشكلت “سرايا أهل الشام” في أيلول/سبتمبر 2015 بعد توحد أغلب فصائل القلمون الغربي، كخطوة لتوحيد الجهود بعد خروجهم من يبرود، ولزيادة التنسيق في المعارك ضد “حزب الله” في جرود القلمون.
من جهته، مدير المكتب الاعلامي لـ”مجلس القيادة الثوري لمدينة جيرود” أبوخالد، قال لـ”المدن”، إن “جميع الفعاليات الثورية والمدنية في الرحيبة والقلمون الشرقي استعدت لاستقبال إخوانهم المهجّرين وجهزت مدارس متعددة لاستقبالهم في الليلة الأولى إلى حين ترتيب توزيعهم على المنازل بين بلدات القلمون الشرقي بشكل أفضل”.
على الرغم من مساعي إفراغ منطقة القلمون من المعارضة بشكل كامل، إلا أن “سرايا أهل الشام” نجحت بتفادي أوضاع أسوأ، فظلوا قريبين من بلداتهم، كما استطاعوا الحفاظ على وحدتهم وتنظيمهم. أحد مقاتلي “السرايا” قال لـ”المدن”: “مازلنا على بعد كيلومترات من بلداتنا في القلمون الغربي، لم نخسر إذاً معركتنا”، في حين تحدثت مصادر عن عروض قدمت خلال التفاوض من قبل النظام إلى “السرايا” للقتال إلى جانبه، ولو بطريقة غير مباشرة كانت ستضمن لهم تنفيذ شروطهم، وهو أمر كان مرفوضاً تماماً بالنسبة لـ”سرايا أهل الشام”.
“حزب الله” كان قد عطل الاتفاق مراراً مُصرّاً على أن تكون المغادرة ضمن حافلات من دون السلاح، على عكس ما تم الاتفاق عليه في المفاوضات الأولى، إذ نص الاتفاق، الذي كانت الحكومة اللبنانية طرفاً فيه ممثلة بالأمن العام اللبناني، على خروج عناصر “سرايا أهل الشام” والمدنيين المرافقين لهم بسياراتهم الخاصة. أما مصير من بقي من اللاجئين في بلدة عرسال فسيكون وفق التفاهمات التي يتم التوصل إليها مع “حزب الله”، وسط تخوفات على مستقبلهم في المنطقة، إذا يسعى الحزب إلى إفراغها من اللاجئين السوريين، في سبيل تأمين سلسلة الجبال الحيوية بالنسبة له، على طريق إمداده من إيران إلى لبنان.
فصائل القلمون الشرقي من جهتها تنظر إلى الأمر على أنه تعزيز لقدراتها. “مقاتلو سرايا أهل الشام سيكونون مكسباً جديداً لقوات المعارضة في القلمون الشرقي” كما قال هاني أبوالوليد، من “وكالة سمارت” والمقرب من “تجمع أحمد العبدو”. وحتى من دون سلاحهم الثقيل، سيشكل مقاتلو “سرايا أهل الشام” إضافة مهمة لفصائل المعارضة في منطقة محاصرة عسكرياً، وتخضع منذ مدة لابتزاز النظام وروسيا لتوقيع اتفاق مصالحة.
المدنيون الذين انتقلوا مع مقاتلي “السرايا”، ضمن الاتفاق، تم توزيع نصفهم على بيوت قدّمها أهالي بلدات القلمون الشرقي، وسيتم توزيع النصف الآخر خلال الأيام المقبلة بحسب مصدر من مجلس بلدة الرحيبة. وينظر اللاجئون إلى أوضاعهم الجديدة بتفاؤل، فهي أفضل من سابقتها في الجرود ومحيط عرسال. وفي حين لم تعرض أي منظمة إنسانية المساعدة في استيعابهم، استطاعت الفعاليات الأهلية في القلمون الشرقي أن تؤمن كامل الاحتياجات الأساسية حتى الآن.
رحلة يأمل اللاجئون ألا تكون الأخيرة، فبلداتهم القريبة، فليطا وعسال الورد، التي تقع تحت سيطرة قوات النظام و”حزب الله”، لا زالت تنتظرهم.
معركة الرقة.. الهروب من بندقية داعش إلى مدافع الأكراد
لندن – تدور معارك عنيفة في مدينة الرقة السورية دون أن يسمع عنها أحد. فالقصف اليومي لقوات التحالف الدولي، ودويّ انفجار القاذفات التي تطلقها قوات سوريا الديمقراطية من المدافع يكاد يصم آذان السكان المحليين، دون بصيص أمل عن قرب انتهاء هذه المعارك قريبا.
وتكاد الرقة تختفي من على خارطة التغطيات الإعلامية التي باتت تقتصر على بيانات تصدرها قيادة التحالف الدولي من حين إلى آخر. لكن حياة الناس اليومية وصراعهم من أجل البقاء ظل كامنا في طبقة سفلى لا يراها أحد.
وهؤلاء المدنيون هم الأبطال الحقيقيون، إذ دأبوا على العيش تحت سطوة نظام وحشي أجبرهم على انتهاج أسلوب بدائي للحياة، وكان أسهل عقاب يلجأ إليه في مواجهة أصغر الأخطاء هو الموت المحقق.
وتقول تقارير إن تنظيم داعش أغلق أبواب المدينة قبل أكثر من عام، ومن تسنّى له الخروج منها كان عليه أن يدفع مبلغا يقدر بـ800 دولار، ومن لا يملك هذا المبلغ لم يكن له خيار آخر سوى البقاء داخل المدينة بانتظار قدره.
ويقول تيم رمضان، وهو اسم مستعار لصحافي سوري مازال يعيش في الرقة واختار أن يحكي تجربته في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، إنه يعيش في الرقة منذ أن سيطر عليها داعش قبل ثلاث سنوات، وعمل هناك لصالح عدة شبكات إخبارية.
ويروي رمضان يوميات 5 آلاف عائلة مكثت في المدينة تحت حكم داعش، ويقول إنه لم يفقد الأمل مع ذلك باستعادة الرقة لجمالها يوما.
ولا أحد يروق له العيش تحت سطوة داعش ولا الخضوع لقوانينه، وفقا لرمضان. وعلى ذلك كان لا بد لكل فرد أن يعيش وفق شخصيتين. الأولى حقيقية في الخفاء تُعرّض صاحبها لخطر الإعدام إذا ما أظهرها خارج منزله. والثانية هي تلك التي تنافق المقاتلين وتظهر لهم المودّة والولاء على حواجز التفتيش.
ولا يملك السكان إلا الإشادة بالتنظيم إذا ما سُئلوا عن ذلك، ولا يملكون إلا إخفاء شخصياتهم الأولى الحقيقية عن أطفالهم، ذلك أن المقاتلين يعمدون إلى التدقيق مع الأطفال في المزاج الحقيقي لأهلهم إزاء “الدولة الإسلامية”.
ويعرض رمضان لنوعية الأسئلة التي يوجّهها رجال الحواجز في الرقة: أين كنتم؟ وإلى أين تذهبون؟ ولماذا تخرجون ليلا؟ إلى جانب عدد آخر من الأسئلة حول الدين، والتي قد يؤدي سوء الإجابة عنها إلى الترحيل إلى معسكرات تعليم الشريعة.
صراع من أجل البقاء
ويقول رمضان، الذي تعرّض لهذا النوع من الأسئلة يوما، إنه كان يتخيل أن طائرات ستقصف المعسكرات التي قد يرسل إليها لتعلّم الشريعة، وأنه راح يلجأ إلى شخصيته الثانية في الرد على تلك الأسئلة والإسهاب في الحديث عن الدين وقصص الإسلام وحكايات المسلمين الأوائل. ويؤكد أن الأمر بالنسبة إليه كان مرعباً، ذلك أنه كان يخترع أغلب هذه القصص.
وأيّ خطأ صغير في الرقة قد يؤدي بصاحبه إلى الموت. ويعمد المدنيون بحنكة إلى اختيار أيّ شخصية يظهرون بها وفي أيّ ظروف، مع الحرص على تجنب أن تسيطر الشخصية المزيفة على أشخاصها.
ويقول رمضان إن الناس في الرقة يرتدون جلابيب ويطيلون لحاهم وشعورهم زاعمين الاقتداء بمظهر مقاتلي داعش لتجنب أيّ مشاكل مع “الحسبة”، أي قوات الشرطة الدينية.
وأضاف أن أيّ مخالفة في الملبس وطول اللحية والشعر تقابل بمخالفة قيمتها 150 دولارا أو 3 أشهر في السجن، أو الاقتياد إلى معسكر للشريعة. ويروي رمضان أن أحد أصدقائه اضطر للبقاء في منزله شهراً كاملاً لأنه أحرق جانبا من لحيته أثناء إشعاله لسيجارة، إذ أن عقوبة التدخين في حكم داعش الجلد.
لكنّ الأمر بات أكثر سوءا في الأشهر الأخيرة بسبب الهجمات التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على الرقة. ويكشف رمضان أن الغارات الجوية والقصف اليومي كانا سببا في مقتل كثير من المدنيين، إلى جانب قيام قناصة داعش باستهداف أيّ مدني في المدينة يحاول الفرار.
ويقول رمضان إن لا أطباء في المدينة ولا طعام، وإن ما كان يخزّنه الناس من طعام في البرادات تعرض للتعفن بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وأضاف أن الناس كان يعرفون أن المدينة ستتعرض للحصار، ومع ذلك لم يستطيعوا تخزين الغذاء بسبب ارتفاع الأسعار، كما أن كثيرا من المخازن أقفلت أبوابها أو لم تعد تصلها البضائع، فيما الذهاب إلى مخازن بعيدة محفوف بمخاطر جمّة بسبب القصف الجوي.
وبسبب تقدم قوات سوريا الديمقراطية باتت عمليات فرار المدنيين أسهل على الرغم من نشاط قناصة داعش.
ويروي رمضان أن أحد جيرانه فرّ إلى أحد مواقع هذه القوات بعد أن أعطاه مفتاح منزله وسمح له باستخدام ما خزّنه من طعام داخله. ووجد تيم طعاما قليلا في ذلك المنزل، واكتشف أن مدنيين آخرين تمكنوا من الهرب وتركوا طعاماً وراءهم. لكن تيم، الذي يقول إنه قاوم داعش لثلاث سنوات على الأرض في الرقة، يقول إنه لن يتخلّى عن المدينة الآن.
ائتلاف المعارضة السورية يفقد مصادر تمويله تدريجياً
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 16 أغسطس 2017
روما- أكّدت مصادر من ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية أن تركيا أوقفت بشكل نهائي دعمها المادي للإئتلاف منذ شهرين، وبات في ضائقة مادية دفعته لتقليص النفقات والطلب من جميع العاملين لديه العمل بشكل تطوعي دون أجر، ما يهدد الائتلاف بالانهيار فيما لم يجد بديلاً للتمويل.
ووفق المصادر، فإن الزيارة التي قام بها وفد من رئاسة الائتلاف إلى السعودية الأسبوع الماضي هدفت لطلب الدعم المالي من المملكة، الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن، ومازالت الرياض متحفظة بتقديم هذا الدعم للكيان السوري المعارض.
كما قالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن قطر قلّصت دعمها للائتلاف بنحو 25%، وهناك معلومات شبه مؤكدة أنها ستوقف الدعم نهائياً مع نهاية العام الجاري، إن لم يكن قبل ذلك، وتقوم بدفع المبلغ المتبقي بشكل شهري وليس دفعة واحدة، ما دفع الائتلاف لخفض لعدد الموظفين في مكاتبه في الخارج، والطلب من ممثليه وموظفيه على العمل التطوعي، على حد وصفها.
ويعمل الائتلاف على البحث عن مصادر تمويل جديدة للتمكن من الاستمرار، وناقش الأمر في أكثر من اجتماع داخلي، وكان التوجه نحو الطلب من السعودية للحصول على الدعم كبديل عن تركيا، كما طُرحت أفكار من بينها نقل مقر الائتلاف من تركيا إلى بلد آخر إن تم التوافق على تأمين تمويل مشروط بهذا الأمر.
ومن المتوقع أن ينتج عن مؤتمر الرياض 2 الذي دعت إليه السعودية، والمتوقع انعقاده في شهر أيلول/سبتمبر المقبل، جسم سياسي تفاوضي جديد للمعارضة السورية، ما يعني استغناء الدول الداعمة الرئيسية عن ائتلاف المعارضة السورية وعن الهيئة العامة للمفاوضات بصيغتها العادية، خاصة بعد ضم منصات موسكو القاهرة إلى هذا الجسم السياسي المعارض الجديد.