أحداث الأربعاء 16 تشرين الأول 2013
سورية «تُعيّد» على وقع القصف والغارات
لندن – «الحياة»
لم تشهد سورية، أمس، في أول أيام عيد الأضحى المبارك، هدنة أو «استراحة محارب»، بل بالعكس سُجّل تصعيد واضح في حدة القصف الجوي والمدفعي الذي تقوم به قوات الرئيس بشار الأسد ضد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. ولوحظ أن طائرات النظام شنّت عشرات الغارات الجوية بطائرات «الميغ» على بلدات تقع في ضواحي دمشق الجنوبية المحاصرة والتي تتعرض لمحاولات اقتحام تشارك فيها، كما يتردد على نطاق واسع، وحدات من «حزب الله» اللبناني ومقاتلون من «لواء أبو الفضل العباس» العراقي. لكن على رغم ذلك لم يُسجّل أي تقدم ميداني لقوات النظام، في مقابل إعلان الثوار تسجيلهم انتصارات على الأرض في دير الزور بشرق سورية وفي حماة بوسطها. كما أعلنوا شن هجوم جديد لتحرير آلاف السجناء من سجن حلب المركزي الذي تعرض فجراً لتفجير «انتحاري» أعقبه هجوم للمقاتلين.
وفي موقف مرتبط بالأزمة السورية، أكد السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي أن مؤتمر «جنيف 2» يجب أن يعمل على «الإعداد لانتقال سياسي حقيقي للسلطة، أما إذا لم يكن هذا هو الهدف فسيكون هناك غموض في الصورة لا يتفق مع واقع الأمور». وشدد المعلمي، في حديث إلى «الحياة»، عشية انتخاب المملكة العربية السعودية عضواً غير دائم في مجلس الأمن، على رفض الرياض «اختزال القضية السورية في مسألة الأسلحة الكيماوية». وانتقد «الدور السلبي لإيران الذي لا يؤهلها لأداء دور فعال في صنع السلام وصنع سورية الجديدة»، داعياً طهران الى «التخلي عن دعم النظام والمجموعات المسلحة الداعمة له». وأوضح ان دعمها «حزب الله» في لبنان «تدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية».
وتزامنت التطورات الميدانية في سورية مع ظهور علني للرئيس بشار الأسد خلال مشاركته في صلاة العيد في مسجد السيدة حسيبة في حي دمر في دمشق. وعرضت وسائل الإعلام الحكومية صوراً له داخل المسجد وهو يصلّي ثم يتقبل التهاني بالعيد محاطاً بمسؤولين ورجال دين بينهم الإمام توفيق البوطي، نجل محمد سعيد البوطي رجل الدين السني المؤيد للنظام والذي قُتل في عملية تفجير استهدفته في آذار (مارس) الماضي. كما أظهرت صور أخرى الأسد خارج المسجد محاطاً بحشود من مؤيديه. لكن مصادر المعارضة تحدثت عن قصف تعرضت له المنطقة التي يقع فيها المسجد، في تكرار على ما يبدو لما حصل في آب (أغسطس) الماضي حين حضر الأسد إلى مسجد دمشقي آخر خلال عيد الفطر وتعرض موكبه لهجوم بالقذائف، كما أعلن الثوار آنذاك.
لكن قصف المعارضة أمس بدا أنه طال أحياء عديدة في دمشق. إذ سُجّل سقوط قذيفة على كنيسة في باب توما وأخرى في منطقة الشيخ رسلان بباب شرقي، كما سقطت قذائف قرب السفارة الروسية في حي المزرعة بوسط دمشق، إضافة إلى قذيفة في حديقة ملعب الفيحاء شرق حي التجارة. وذكرت «شبكة شام» الإخبارية أن ثماني قذائف سقطت على أحياء المهاجرين والمالكي والروضة بدمشق، وقذيفة هاون على باب مسجد الصحابة قرب منطقة الجزماتية بحي الميدان.
وأوردت وكالة «فرانس برس» أن التلفزيون الرسمي السوري بث أمس مشاهد مصورة لزوجة الرئيس السوري أسماء الأسد أكدت خلالها أنها موجودة في سورية مع زوجها وأولادها، وان هذا هو مكانها الطبيعي. وبدت أسماء الأسد في لقطات تقوم خلالها بمواساة أهالي «شهداء» وطمأنة أطفال وتقبيلهم والوقوف الى جانبهم لالتقاط صور. ولم يحدد التلفزيون تاريخ التقاط الصور.
وقالت أسماء الأسد، رداً على سؤال يطرح عليها في الشريط الذي حمل عنوان «جذورنا بالأرض»، عما يشاع عن وجودها خارج سورية، «انا موجودة هنا. زوجي واولادي موجودون في سورية. من البديهي أن اكون موجودة معهم». وأضافت: «انا مثل أكثرية السوريين تربيت… على انه مهما عاش أحدنا وسافر وغاب، لا يوجد أغلى من بلده. انا اليوم أم لثلاثة أولاد صغار ومسؤوليتي تجاههم أن اربيهم على المفهوم نفسه». وتابعت: «كيف يمكنني أن أربيهم على أن يحبوا سورية إذا كانوا لا يعيشون فيها؟ كيف أعلّمهم على ثقافة بلدهم وتاريخ بلدهم اذا لم يعيشوا في منازلهم ويأكلوا من أكل بلادهم؟ هذا مستحيل». وختمت «انا موجودة هنا أمس واليوم وغداً».
وأظهر الشريط زوجة الرئيس السوري وهي تقوم، مع مجموعة من الأطفال، بزرع اشجار زيتون. وقد ارتدت سروالاً من الجينز مع قميص قطني رمادي عليه رسم العلم السوري. وبدت هادئة وباسمة.
المرصد السوري: 21 قتيلاً بانفجار في درعا
بيروت – أ ف ب
الأربعاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٣
قتل ما لا يقل عن 21 شخصاً بينهم 4 أطفال باكراً صباح اليوم الأربعاء، بانفجار قوي وقع في محافظة درعا جنوب سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد أن “21 مواطناً من منطقة نوى بينهم 4 أطفال و6 سيدات قتلوا، جراء انفجار لدى مرورهم بسيارة كانت تقلهم في محيط تل الجموع، الذي تتمركز عليه كتيبة من القوات النظامية وتحاصره الكتائب المقاتلة”.
وأضاف المرصد: “اتهم نشطاء من المنطقة القوات النظامية بزرع لغم انفجر لدى مرور السيارة”.
مقتل 21 شخصا على الأقل في انفجار جنوب سوريا
بيروت- (ا ف ب): قتل ما لا يقل عن 21 شخصا بينهم أربعة اطفال باكرا صباح الاربعاء في انفجار قوي وقع في محافظة درعا جنوب سوريا، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وافاد المرصد “استشهد 21 مواطنا من منطقة نوى بينهم أربعة اطفال وست سيدات جراء انفجار لدى مرورهم بسيارة كانت تقلهم في محيط تل الجموع الذي تتمركز عليه كتيبة من القوات النظامية وتحاصره الكتائب المقاتلة”.
واضاف المرصد “اتهم نشطاء من المنطقة القوات النظامية بزرع لغم انفجر لدى مرور السيارة”.
خمسون تشكيلا مسلحا تعلن إطارا جديدا لقوى المعارضة جنوب سورية
دمشق- (د ب أ): أعلن خمسون تشكيلا مسلحا تابعا لقوات المعارضة في جنوب سورية الثلاثاء توحدهم في إطار عسكري جديد تحت اسم “مجلس قيادة الثورة للمنطقة الجنوبية”.
وقال بيان صادر عن هذه التشكيلات،تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، إن تشكيل هذا المجلس يأتي “نظرا لفشل الهيئات السياسية التي ادعت تمثيل المعارضة وقوى الثورة في تحقيق أهداف ثورتنا المباركة بإسقاط نظام القتل والإجرام”.
وأضاف البيان أن من أسباب تشكيل المجلس فشل الهيئات السياسية في “تحقيق الحياة الكريمة للشعب السوري العظيم الذي تعرض لعمليات الإبادة والتهجير والحصار والتجويع وتخلى عنه المجتمع الدولي وتركه وحيدا يواجه أعتى الأنظمة الاستبدادية المدعومة من نظامي طهران وموسكو”.
وأعلنت التشكيلات المنضوية في هذا المجلس سحب الاعتراف من “أي هيئة سياسية موجودة تدعي تمثيلنا وفي مقدمتها الائتلاف (الوطني السوري المعارض) وقيادته التي فرطت بثوابت الوطن والثورة”.
واشنطن تعلن الاستمرار في حث المعارضة السورية على المشاركة بمؤتمر جنيف 2
واشنطن- (يو بي اي): أعلنت الولايات المتحدة عن استمرارها في حث المعارضة السورية على المشاركة في مؤتمر (جنيف 2)، مشددة على ان الحل السياسي هو الوحيد للأزمة في سوريا.
وطلب من المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين بساكي التعليق خلال مؤتمر صحافي على تصريحات قيادة الائتلاف السوري بأن المعارضة السورية ستقاطع مؤتمر جنيف 2 وأي مؤتمر آخر، فقالت ان هذه التصريحات لا تقرب المعارضة من أية عملية سياسية تقوم على التفاوض، وهي عملية مطلوبة لإحلال السلام.
لكن بساكي أكدت ان أميركا ما زالت تتشاور بشكل وثيق مع قيادة الائتلاف السوري لضمان تمثيل وفد منه في مؤتمر جنيف 2.
وأشارت إلى ان مشاركة المعارضة في المؤتمر هي عنصر أساسي لنجاح مؤتمر جنيف 2، وقد حصلت تقلبات عديدة وإعلان المعارضة عدم مشاركتها لم يكن غير متوقع نظراً للوضع المليء بالتحديات على الأرض، “لكننا نستمر في حث المعارضة على أن تتمثل في مؤتمر جنيف2″.
وشددت على ان ما من حل سياسي للأزمة السورية، ووحده الحل السياسي سيضع حداً للحرب الأهلية الراهنة في سوريا.
وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري جورج صبرا أعلن عدم مشاركة المعارضة في المؤتمر في ظل المواقف السياسية الإقليمية والدولية “التي صمتت عن معاناة الشعب السوري والمجازر الوحشية التي يرتكبها النظام وحلفاؤه الطائفيون، وتعارض ذلك مع أهداف الثورة السورية وثوابتها”.
وسئلت بساكي إن كانت واشنطن تدين التفجير الذي وقع في دمشق الاثنين وأسفر عن مقتل مدنيين أبرياء وألحق اضراراً بمبان حكومية، فأجابت “بالطبع ندينه، وان أي عمل عنف على الأرض هو مثار قلق كبير”، لكنها رفضت وصف ما حصل بأنه “عمل إرهابي”.
الائتلاف السوري: مقاتلو المعارضة لا يسيطرون على أي مواقع كيميائية
اسطنبول- (يو بي اي): أعلن الائتلاف الوطني السوري وهيئة الأركان في الجيش السوري الحر عن عدم وجود أي مواقع كيميائية تسيطر عليها مقاتلون معارضوت وأعربا عن استعدادهما الكامل للتعاون مع بعثة خبراء فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأعرب الائتلاف الوطني السوري وهيئة الأركان في الجيش السوري الحر في بيان عن الاستعداد “الكامل للتعاون مع بعثة خبراء فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني في تفكيك وتدمير الأسلحة الكيميائية المملوكة من قبل النظام، والتي قتلت 1400 مدني في غوطتي دمشق الشرقية والغربية بتاريخ 21 آب/ أغسطس 2013 “.
وطالب الائتلاف الوطني السوري المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومجو بتحري الدقة عند إطلاق التصريحات، وأكد “بأن هناك مواقع كيميائية تسيطر عليها قوات النظام وتحاصرها كتائب الجيش السوري الحر، ولكن لا وجود على الإطلاق لأي مواقع كيميائية تسيطر عليها كتائب الثوار”.
وقال إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مع لم تتواصل الائتلاف الوطني السوري، داعياً إلى ” تلافي ذلك على الفور، من خلال التواصل الدائم مع الائتلاف وهيئة الأركان في الجيش الحر، لدرء أي خطر قد يهدد سلامة طاقم البعثة، فهو ما قد يفتعله النظام مستفيداً من حال الفوضى الذي خلقه بمناطق كثيرة في البلاد”.
وأكد الائتلاف سعيه إلى جانب هيئة الأركان للتعاون الكامل مع البعثات الدولية كافة، بتسهيل عملها وتأمين الحماية الكاملة لها، وفتح الطرق والممرات الآمنة لطاقم خبرائها. في الوقت الذي يدحض فيه ما قاله النظام، عن وجود مواقع كيميائية في مناطق تسيطر عليها كتائب الجيش الحر أو أي قوات مسلحة أخرى في المناطق المحررة.
وكان المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومجو أعرب أمس عن قلقه إزاء قدرة خبراء الأسلحة الكيماوية على دخول معاقل المعارضة السورية، وجدد دعوة طرفي النزاع إلى دعم مهمة منظمته.
وكأنّ رصاص الأسد وقذائفه لا تكفي… الجوع يقتل أيضًا في سوريا
أ. ف. ب.
بات الجوع الواقع اليومي للاطفال السوريين المحاصرين في مناطق سورية قريبة من العاصمة بسبب الحرب المدمرة التي تضرب بلادهم منذ اكثر من سنتين، ولن يشارك هؤلاء في مآدب عيد الاضحى الذي يحتفل به العالم الاسلامي الثلاثاء.
بيروت: يؤكد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون أن اطفالًا قضوا جوعًا لا سيما في معضمية الشام (جنوب غرب دمشق) بسبب سوء التغذية.
واذا كان اطفال سوريا اعتادوا، كمعظم المسلمين في العالم، شراء الملابس الجديدة في عيد الاضحى وتناول الطعام الدسم مع العائلة والخروج في نزهات، فإن هذه تكاد تكون من الذكريات البعيدة بالنسبة الى اولئك الموجودين في مناطق تحاصرها القوات النظامية منذ اشهر طويلة في ضواحي دمشق وريفها، فيما يدق الناشطون والاطباء ناقوس الخطر لجهة النقص الفادح في المواد الغذائية والعلاجات الطبية.
ويقول الناشط ابو مالك ردًا على سؤال لوكالة فرانس برس عبر الانترنت “لا يشعر الاطفال هنا في معضمية الشام بالعيد”، مضيفًا أن “العيد بالنسبة اليهم سيكون اليوم الذي يرون فيه امامهم طبقًا من البرغل أو الارز”.
ويؤكد سكان في معضمية الشام أنهم يعيشون على الخضار التي يزرعونها والاعشاب.
ويقول الناشط ابو هادي “لم يعد لدينا مخزون من الطعام. الجميع لجأ الى الزراعة في البساتين وحتى في الطرق”، مشيرًا الى أن الخبز لم يدخل المنطقة منذ اشهر.
الا أن قطاف الزرع غالبًا ما يكون خطيرًا، و”قتل العديدون في حقولهم بسبب القصف”، بحسب ما يقول ابو هادي.
ويؤكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أن عددًا كبيرًا من الاطفال في المعضمية يعانون من سوء تغذية، بينهم اثنان، احدهما في السابعة والآخر في الثالثة توفيا في آب/اغسطس نتيجة ذلك. وقد نشر المرصد صورتيهما، فبديا نحيلين جدًا، وقد برزت عظامهما، ونقل عن مصادر طبية تأكيدها أن سبب الوفاة هو سوء التغذية.
ويقول عبد الرحمن: “وضع الاطفال هو الاسوأ، لانهم يحتاجون الى انواع معينة من الغذاء لكي ينموا، بينما البالغون يمكنهم أن يقاوموا الجوع بتناول أي شيء يجدونه”.
ويضيف أن “حصار الابرياء جريمة حرب”.
وتؤكد السلطات السورية أن “الارهابيين” هم الذين يحتجزون الناس في هذه المناطق رغمًا عنهم، بينما يقول الناشطون إن النظام، يحاول عبر تشديد الحصار، قلب السكان على المعارضة المسلحة.
وبث ناشطون اشرطة فيديو مروعة تظهر بوضوح حالات سوء تغذية بين الاطفال.
ويظهر احدها طفلاً يدعى ابراهيم خليل وهو ممدد على نقالة، وبرزت نتوءات في وجهه الشاحب مع سواد داكن يحيط بعينيه.
ويظهر شريط آخر فتاة الى جانبها طفلان من افراد عائلتها، وهي تطلب مساعدة لتأمين حليب الاطفال لهما.
وتقول بصوت مؤثر: “لا توجد صيدلية لنأخذ شقيقي اليها، لا يوجد طريق لنأخذهم خارج البلد الى طبيب. الطريق مقفلة. لا يوجد لدينا طعام. ما ذنبنا شقيقي وانا؟”.
ثم تقول انها تأكل الارز، بينما شقيقاها “يتم اطعامهما حليبًا فاسدًا ما يصيبهما بالمرض”.
وتمكن المئات من الخروج من المنطقة في نهاية الاسبوع الماضي، نتيجة عملية قام بها الهلال الاحمر السوري، بموافقة السلطات السورية، وتم خلالها اجلاء نحو 1500 شخص معظمهم من الاطفال والنساء من المعضمية. واوضحت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان اصدرته من جنيف، أن القوات الحكومية سمحت لـ3500 مدني بمغادرة المدينة المحاصرة.
وفيما سمح للنساء والاطفال بالمغادرة، بقي الجرحى في المدينة التي تشهد معارك وقصفًا بشكل شبه يومي، ومنع المسعفون والمتطوعون من دخول المنطقة. واشار الصليب الاحمر الى استمرار وجود “عدد كبير ومن ضمنه اطفال في المدينة”.
وينطبق هذا الواقع المرير على مناطق اخرى قريبة من العاصمة واقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
ويقول طبيب يعمل في مشفى ميداني في منطقة المرج شرق دمشق ويقدم نفسه باسم ابو محمد: “يوميًا، اربعة من عشرة مرضى أعاينهم في غرفة الطوارىء، هم من الاطفال المصابين بسوء التغذية”.
ويضيف: “كثيرون منهم يعانون من انخفاض في ضغط الدم والتعب والهزال وتدني نسبة المناعة”، مشيرًا الى أن “الذين يتأثرون اكثر من غيرهم بنقص المواد الغذائية هم الاطفال الذين لم يتجاوز عمرهم السنتين”.
ويتابع أن المسألة الاكثر قسوة التي يواجهها هي عدم توافر الادوية والتجهيزات الكافية أو الطعام لمحاربة سوء التغذية، مضيفًا “اصاب باحباط في العيادة لاننا لا نملك ما يمكننا من مواجهة كل هذا”.
ويعاني مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق من ازمة مماثلة. وتحول المخيم منذ اشهر الى ساحة حرب لا تهدأ.
ويقول الناشط السوري الفلسطيني علي ابو خالد “اكون محظوظاً اذا حصلت على وجبة صغيرة مرة في اليوم”، مضيفًا “لم يسمح بإدخال طحين أو خبز الى المخيم منذ 96 يومًا”.
وعشية عيد الاضحى، قال الشيخ صالح الخطيب لوكالة فرانس برس من المنطقة التي يتواجد فيها في جنوب العاصمة إنه مضرب عن الطعام منذ تسعة ايام، مشيرًا الى أن رجلاً في منطقة اقدم اخيرًا على تناول لحم كلب بسبب الجوع.
وقال “اصدرت فتوى تسمح للناس بأكل لحم الكلاب والقطط. وهذا اصبح واقعًا في ظل المعاناة التي نعيشها”.
واضاف “الناس لا يملكون ما يقدمونه لاطفالهم. انا مضرب عن الطعام لانني اريد أن اوفر الطعام لغيري”.
الأسد يؤدي صلاة العيد في ضواحي دمشق
طائرات «سوخوي» تغير على داريا والغوطة الشرقية وقذائف تتساقط على دمشق
لندن: «الشرق الأوسط»
وسط إجراءات أمنية مشددة أدى الرئيس السوري بشار الأسد صلاة عيد الأضحى، في مسجد السيدة حسيبة في منطقة مشروع دمر (ضواحي ريف دمشق الغربي)، فيما سقطت أكثر من 18 قذيفة الهاون على مناطق متفرقة في دمشق، مع مواصلة قوات النظام القصف المدفعي والجوي على عدة مناطق ساخنة في ريف وأطراف العاصمة.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الرئيس الأسد أدى صلاة العيد صباح أمس، في جامع السيدة حسيبة في دمشق، وشاركه كبار المسؤولين في الدولة والحزب وعدد من أعضاء مجلس الشعب، والمفتي العام للجمهورية، وعدد من علماء الدين الإسلامي وأم بالمصلين البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام محمد توفيق رمضان. نجل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، الذي قتل في أبريل (نيسان) الماضي.
وفي خطبة العيد قال الشيخ توفيق البوطي، إن أعظم شعار يحمله المسلمون «الله أكبر» تم «تشويهه» وبات «شعارا للتدمير وأبشع صور القتل» ودعا إلى العمل على «تعميق إيمان الجيل الناشئ.. لإزالة سوء الفهم الذي تركته صور الإرهاب والقتل والتدمير».
وبحسب إفادات سكان في مشروع «دمر» أن انتشارا أمنيا كبيرا جرى في مشروع «دمر» على الطريق الواصل بين القصر الرئاسي والمشروع وفي محيط جامع حسيبة، مع نشر للقناصة على أسطح الأبنية البرجية المطلة على الجامع، كما تم نقل المشاركين بالصلاة بحافلات خاصة. فيما تم قطع الاتصالات في دمشق وريفها أثناء الصلاة. وقد قام التلفزيون الرسمي ببث وقائع الصلاة إثر الانتهاء.
من جانب آخر تزامنت صلاة العيد مع سقوط عدد من قذائف الهاون وسط العاصمة دمشق، حيث سقطت قذيفة في الجادة الثانية بحي المهاجرين، أدت إلى أضرار مادية بأحد الأبنية، وسقطت قذيفتان على منزل في شارع نوري باشا في حي الروضة، أدت إلى نشوب حريق كبير في المنزل جراء وقوع قذيفة على خزان مازوت، وفي حي المزرعة سقطت ثلاث قذائف في محيط السفارة الروسية. كما أصيب أربعة مدنيين بجروح جراء سقوط قذيفة هاون على منزل عربي قديم في حي القنوات. مما أدى إلى نشوب حريق فيه وتهدم جزء كبير منه وشوهد دخان كثيف يتصاعد في المنطقة. وتتالى سقوط القذائف على المدينة فسقطت واحدة عند مشفى المواساة، وأخرى في باب شرقي منطق الشيخ رسلان، كما أصابت قذيفة كنيسة الأرمن في باب توما، وفي حي التضامن جنوب دمشق انفجرت قنبلة يدوية داخل مسجد أبي ذر الغفاري عند صلاة الفجر، أدت إلى مقتل شخصين وجرح آخرين، وأفاد ناشطون بأن أحد عناصر اللجان الشعبية دخل المسجد ورمى قنبلة يدوية على المصلين. فيما قال آخرون إن شخصا سكيرا انفجرت بيده القنبلة عند باب الجامع. وفي ضواحي دمشق سقطت قذائف قريبا من ساحة العيد في دمر البلد أدت إلى وقوع إصابات بين المدنيين وأضرار مادية. في غضون ذلك لم تتوقف الغارات الجوية لقوات النظام وأغارات طائرات الـ«سوخوي» صباح العيد على داريا في الغوطة الغربية وعلى عربين وزملكا في الغوطة الشرقية وعلى مخيم اليرموك (جنوب) وجوبر (شرق) دمشق، وعلى بيت سحم في الريف الجنوبي، كما واصلت مدفعيات النظام المتمركزة على جبل قاسيون القصف على أحياء شرق العاصمة. وسمع هدير طائرات الـ«سوخوي» في سماء العاصمة تحلق على علو منخفض.
هجومان على مسجدين في دمشق أثناء صلاة العيد والائتلاف يطالب بوقف «التجويع المنهجي»
أنباء عن اتفاق لتسليم المعبر الحدودي مع تركيا للواء التوحيد إثر اشتباكات أعزاز
بيروت: نذير رضا
تعرض مسجدان في العاصمة السورية، صبيحة عيد الأضحى، لهجومين منفصلين، أسفر أحدهما عن مقتل وإصابة عدد من المصلين، بالتزامن مع أداء الرئيس السوري بشار الأسد صلاة العيد في مسجد حسيبة في دمشق، وتواصل القصف على أحياء جنوب دمشق وريفها التي طالب الائتلاف السوري المعارض بإجبار النظام على وقف «عملية التجويع الممنهجة» فيها. وفي موازاة ذلك، تدهور الوضع الأمني شمال سوريا، أمس، إثر تجدد الاشتباكات بين الجيش السوري الحر وعناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، في أعزاز من جهة، وبين عناصر داعش ووحدات حماية الشعب الكردي من جهة ثانية. وظهر الأسد على التلفزيون السوري، أمس، يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في جامع السيدة حسيبة بدمشق، في حضور المفتي العام للجمهورية وعدد من كبار المسؤولين في الدولة والحزب من أعضاء مجلس الشعب وحشد من المواطنين. وفيما أكد ناشطون أن العاصمة السورية شهدت إجراءات أمنية مكثفة، أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة أن أحد الشبيحة رمى قنبلة في مسجد الصحابي أبي ذر الغفاري في حي التضامن جنوب دمشق، أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المصلين، فضلا عن مقتل منفذ الهجوم.
وفي سياق متصل، أفاد «مكتب دمشق الإعلامي» بسقوط قذيفة هاون على باب مسجد الصحابة في المنطقة الواقعة بين دوار باب مصلى والجزماتية في حي الميدان الدمشقي. وتعرضت أحياء دمشقية لقصف بقذائف الهاون، استهدفت حي المالكي وساحة القصور وحي التجارة، بالتزامن مع تعرض أحياء في ريف دمشق لقصف بالطيران الحربي استهدف القابون وداريا ويلدا وعربين، والمرج وجوبر والزمانية، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة في حي العسالي، حيث أعلنت لجان التنسيق المحلية عن تجدد الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف الحي بالتزامن مع قصف متقطع بالمدفعية والدبابات.
وفي هذا الوقت، حث الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي على التوقف عن تجاهل مسؤولياته والبدء مباشرة بفتح ممرات إنسانية لتمكين منظمات الإغاثة الدولية من الوصول غير المقيد إلى المعضمية لإنقاذ المدنيين هناك، جراء ما وصفها بـ«حملة التجويع الممنهجة والمجازر الجماعية التي يمارسها بحق المدنيين»، مطالبا بإجبار النظام على «وقف جميع الهجمات بشكل فوري والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى المنطقة». وقال الائتلاف، في بيان له: «يبرز التجويع الممنهج كوسيلة حرب جديدة يتبعها نظام الأسد ضد الشعب السوري، وخصوصا الأطفال الذين هم أكثر عرضة للتأثر في هذه الظروف».
ويأتي هذا النداء بعد سماح النظام لمنظمة الصليب الأحمر بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر بإجلاء ألف امرأة وشيخ وطفل دون الـ14 من العمر، من المنطقة. وأشار الائتلاف إلى أن هؤلاء «وضعوا في مدرسة تحت رقابة النظام»، مشيرا إلى أن القوات الحكومية «اختطفت 10 منهم، أفرج عن أربعة كشفوا أنهم تعرضوا للتعذيب أثناء استجوابهم لتقديم معلومات عن الجيش السوري الحر الموجود في مدينة المعضمية».
في غضون ذلك، تدهور الوضع الأمني في شمال سوريا، وخاض تنظيم «داعش» معارك على محورين، الأول، في مواجهة الجيش الحر في أعزاز، والثاني، ضد الأكراد. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اشتباكات وقعت بين مقاتلي لواء عاصفة الشمال ومقاتلي «داعش»، إثر محاولة مقاتلي الدولة الإسلامية اقتحام منطقة جبل برصايا ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وسط حالة ذعر بين سكان مخيم كلس، مشيرا إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وقال ناشطون إن مقاتلي «داعش» أمطروا المنطقة بالقذائف المدفعية الثقيلة من مواقعهم في جبل برصايا وقرية معرين قرب أعزاز. وتجددت الاشتباكات بعد هدوء حذر ساد المنطقة، إثر اشتباكات واسعة النطاق، أسفرت عن سيطرة مقاتلي «داعش» على معظم مداخل مدينة أعزاز الحدودية. وقال عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة في حلب، ياسر النجار، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مقاتلي لواء عاصفة الشمال في أعزاز يسيطرون على المعبر الحدودي مع تركيا، فيما يسيطر مقاتلو الدولة الإسلامية على مداخل أعزاز، ويفصل بينهما حاجز للواء التوحيد التابع للجيش السوري الحر في منتصف الأوتوستراد المؤدي إلى الحدود من المدينة، والبالغ طوله نحو ثمانية كيلومترات».
وأشار النجار إلى جهود يبذلها الجيش الحر لإنهاء الاشتباكات، كاشفا عن «اتفاق الأفرقاء في الجيش الحر على مستوى الداخل إلى واقع أن المصلحة تقتضي بتسليم معبر باب السلام للواء التوحيد وأن هناك تجاوبا وترحيبا من قبل الجانب التركي لهذا الاتفاق». وعلى محور القرى والمدن الكردية، دارت اشتباكات وصفت بالعنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي «داعش» و«النصرة» والكتائب المقاتلة في محيط قرى خراب باجار وتل علو، وتل علو غمر، بريف ناحية جل آغا «الجوادية»، حيث اندلعت الاشتباكات إثر هجوم على نقاط لوحدات الحماية، من قبل «داعش». وذكرت قناة «الميادين» أن عشرات القتلى، سقطوا في المعارك التي وقعت جنوب شرقي القامشلي. وامتدت الاشتباكات من طريق رأس العين – تل حلف، التي وقعت مساء أول من أمس. وفيما تعرضت مناطق في مدينة السفيرة في حلب لقصف من الطائرات المروحية التابعة لقوات النظام السوري التي ألقت عدة براميل متفجرة على المدينة، سجلت اشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية ومقاتلين في منطقة مساكن هنانو في حلب، أسفرت عن تسليم المقاتلين أسلحتهم لمقاتلي «داعش». وفي حماه، أعلن المرصد السوري مقتل ثلاثة أطفال وإصابة مدنيين آخرين بجروح، جراء قصف الطائرات الحربية والمروحية مناطق في بلدة اللطامنة ومحيطها.
عشرات الضحايا بسيارة مفخخة والإفراج عن أربعة من عمال الإغاثة المخطوفين في سوريا
(اف ب،رويترز،يو بي اي)
قتل 27 شخصا على الاقل امس في تفجير سيارة مفخخة في بلدة دركوش في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا على مقربة من الحدود التركية.
وقال المرصد في بريد الكتروني “ارتفع الى 27 شخصا بينهم ثلاثة اطفال وامرأة، عدد الشهداء الذي قضوا جراء انفجار سيارة مفخخة صباح امس في سوق بلدة دركوش” الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
واشار الى ان عدد القتلى “مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حال خطرة”.
وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن افاد وكالة فرانس برس في وقت سابق عن مقتل عشرين شخصا على الاقل جراء التفجير الذي ادى الى اصابة العشرات وتسبب بأضرار مادية كبيرة.
وبث ناشطون اشرطة قصيرة مصورة على موقع “يوتيوب” الالكتروني، تظهر اللحظات الاولى التي تلت التفجير الذي تسبب بدمار كبير واحتراق عدد من السيارات. وتظهر الاشرطة تجمع عدد كبير من الشبان الذين عمد بعضهم الى نقل مصابين على حمالات.
وتقع دركوش على نهر العاصي، وعلى بعد كيلومترات من الحدود مع تركيا. ويسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة من ريف ادلب، بينما تسيطر القوات النظامية على غالبية أحياء مدينة ادلب.
وتواصلت امس اعمال العنف في مناطق عدة، فقصف الطيران المروحي مناطق في جبل الاربعين في محافظة إدلب، بحسب المرصد.
وفي دمشق، دارت اشتباكات عنيفة في الاحياء الجنوبية للعاصمة التي تضم جيوبا لمقاتلي المعارضة، ومنها القدم والعسالي ومداخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وكانت سيارتان مفخختان يقودهما انتحاريان انفجرتا مساء الاحد على مدخل ساحة الامويين وسط دمشق وعلى مقربة من المقر العام لهيئة الاذاعة والتلفزيون، من دون ان يؤدي انفجارهما الى وقوع ضحايا، بحسب ما افاد الاعلام الرسمي السوري.
واعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر امس ان ثلاثة من ستة من موظفيها خطفهم مسلحون في شمال غرب سوريا الأحد أفرج عنهم علاوة على متطوع من الهلال الأحمر العربي السوري.
وقال روبرت مارديني رئيس عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للشرقين الأدنى والأوسط في موقع تويتر “أنباء طيبة. نؤكد الافراج عن متطوع الهلال الأحمر العربي السوري وثلاثة من زملائنا الستة بالصليب الأحمر وهم بخير وعافية.”
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إيوان واتسون إن الأربعة أفرج عنهم في منطقة إدلب لكنه لم يذكر أي تفاصيل تخص هوياتهم وظروف اطلاق سراحهم. وأضاف أن اللجنة في انتظار معلومات عن الثلاثة الباقين.
وكانت اللجنة قالت ان مسلحين مجهولين خطفوا ستة من العاملين في الصليب الاحمر ومتطوعا من الهلال الاحمر العربي السوري في شمال غرب سوريا الاحد اثناء عودتهم الى دمشق من مهمة استغرقت اربعة ايام لتسليم امدادات طبية في محافظة ادلب.
وقال مارديني لرويترز في جنيف قبل ساعات من الافراج عن عمال الإغاثة الاربعة “مثل هذه الحوادث مروعة بطبيعة الحال لانها تعطل عملياتنا في سوريا وتخربها.” أضاف ان اللجنة ما زالت ملتزمة عمليات الاغاثة في سوريا حيث تقوم بتسليم الغذاء والمياه والامدادات الطبية للمدنيين النازحين وتحاول اجلاء الجرحى.
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية ايوان واتس السوري امس “اننا مصممون على دعم الشعب في هذه الاوقات العصيبة”، وذلك في حديث الى اذاعة “ار تي اس” السويسرية العامة في جنيف. اضاف “لا ننوي تعليق انشطتنا في سوريا لكن بالتأكيد هذا الوضع يجعلنا نفكر وندرس عن كثب عملياتنا لانه في النهاية لن نتمكن من العمل ومساعدة الشعب السوري في حال لم نضمن امن موظفينا”.
ويعمل نحو ثلاثين موظفا اجنبيا و120 موظفا سوريا في سوريا. ويعد الصليب الاحمر الدولي احدى المنظمات الانسانية النادرة التي لا زالت تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة طرفي النزاع السوري.
سياسيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “نتوقع من شركائنا الاميركيين ودولا اخرى، ليس لها نفوذ فحسب على مختلف مجموعات المعارضة وانما ايضا تشجع هذه المجموعات، تحمل مسؤوليتها في خلق الظروف لاداء قسطها من العمل بالدعوة الى جنيف-2”.
ويأتي الموقف الروسي غداة اعلان المجلس الوطني السوري رفضه المشاركة في المؤتمر، وتلويحه بالانسحاب من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في حال قرر الاخير المشاركة.
ويعد المجلس من ابرز مكونات الائتلاف، ويضم “صقور” المعارضة التي اعلنت على الدوام رفضها التفاوض قبل رحيل الأسد عن السلطة. وسبق للمجلس ان عارض اقتراح الرئيس السابق للائتلاف احمد معاذ الخطيب نهاية العام 2012، التحاور مع ممثلين للنظام.
وكان الرئيس الحالي للائتلاف احمد الجربا اكد استعداد الائتلاف لارسال ممثلين عنه الى مؤتمر “جنيف 2” المزمع عقده في تشرين الثاني، خلال لقائه مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الشهر الفائت.
واتهم صبرة المجتمع الدولي بالتمسك “باداة الجريمة التي هي السلاح الكيميائي وترك المجرم يفلت من العقاب”، في اشارة الى هجوم بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق في 21 آب، تتهم المعارضة ودول غربية النظام بالمسؤولية عنه.
في غضون ذلك، تشهد محافظات سورية انقطاعا في التيار الكهربائي بسبب عطل اصاب احدى المحطات، بحسب تصريح لوزير الكهرباء عماد خميس نقلته وكالة الانباء الرسمية (سانا)، من دون ان يشرح سبب العطل.
وادى النزاع السوري الى تراجع معدلات التغذية بالتيار الكهربائي في مناطق واسعة من البلاد. واتهمت السلطات مرارا مقاتلي المعارضة الذين تصفهم بـ”الارهابيين” باستهداف محطات انتاج الكهرباء وتوزيعه.
الى ذلك، دعت جماعة الأخوان المسلمين في سوريا المسلمين في كل مكان إلى نصرة السوريين، وحذّرتهم من التخلف عن مد يد العون لهم مع اقتراب الأزمة في بلادهم من دخول عامها الثالث.
وقال المراقب العام للجماعة المعارضة المحظورة، محمد رياض شقفة، في رسالة وجهها امس إلى الشعب السوري لمناسبة حلول عيد الأضحى وتلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منها يمر بنا عيد الأضحى وقد تكالب علينا الأشرار من كل جانب، ورمانا أعداء الإنسانية عن قوس واحدة، وشعبنا السوري صابر محتسب.
وأضاف “نحن في يوم العيد وكل الأيام، لا ننسى هذا المصاب الأليم الذي أُصيب به شعبنا السوري على امتداد أرض سورية الجريحة، ولن ننسى مناظر الدم والحزن والخراب التي تكاد لا تنقطع، ولن ننسى صرخات الألم والوجع التي أصبحت روحاً سارية في كل جسد سوري على امتدادها”.
وخاطب شقفة من وصفهم بـ “الثوار الأحرار” أن “اعداءكم هم أعداء الإنسانية وقد تجردوا من كل القيم، فوحّدوا صفوفكم وكونوا يداً واحدة وليسامح بعضهم بعضاً واغفروا زلات بعضكم تجاه بعض، فانتم أخوة والأخوة تقتضي منكم التكاتف والتآزر، ولن ندّخر جهداً في نصرتكم، وسنؤثركم على نفوسنا وأرواحنا”.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قرر تعيين الهولندية سيغريد كاغ رئيسة للبعثة المشتركة بين الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والمكلفة تدمير الترسانة الكيميائية السورية.
واوضحت مصادر ان الامين العام ارسل الاحد رسالة بهذا الخصوص الى مجلس الامن الدولي الذي يفترض ان يوافق على هذا التعيين الاربعاء.
وكان مجلس الامن وافق الاربعاء الفائت على مقترح تقدم به الامين العام يقضي بتشكيل “بعثة مشتركة” من الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية يرأسها “منسق مدني خاص”. وباختياره امرأة في هذا المنصب فان كاغ ستصبح بعد موافقة مجلس الامن على تعيينها “المنسقة المدنية الخاصة” للبعثة المشتركة الى سوريا.
ومن المقرر ان تتألف البعثة المشتركة من حوالى مئة رجل وان يكون مقرها في دمشق وتكون لها قاعدة خلفية في قبرص.
و”البعثة المشتركة” مكلفة اتلاف الاسلحة الكيميائية السورية بحلول 30 حزيران 2014 تنفيذا لقرار اصدره مجلس الامن في نهاية ايلول.
وفي الاول من تشرين الاول الحالي وصل الى سوريا فريق اول من الخبراء من كلا المنظمتين، وقد بدأ هذا الفريق بالفعل بتفكيك الترسانة الكيميائية السورية.
تشكيل أول ائتلاف معارض داخل سوريا
يحيى عواد: من يمثل الشعب السوري هو من يعيش معه ويعاني ما يعانيه
خاص-الجزيرة نت
أعلن عدد من الأحزاب والتجمعات والتيارات السياسية السورية المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد أمس الثلاثاء تشكيل “ائتلاف القوى والأحزاب السياسية في الداخل السوري”، وذلك في خطوة هي الأولى من نوعها منذ انطلاق الثورة السورية في مارس/آذار 2011.
ويشكل الإسلاميون غالبية هذا الائتلاف الذي يضم 17 حزبا وتيارا سياسيا أبرزها حركة فجر الإسلام، وحركة نماء الإسلامية، وحزب الحرية والعدالة، والحزب الديمقراطي السوري الحر، والتجمع الثوري الديمقراطي، واتحاد شباب الثورة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الائتلاف يحيى عواد في بيان “عدم وجود معارضة سياسية في الداخل السوري سوى المعارضة المقربة من النظام والمرخصة رسميا منه”.
وأضاف “سعينا لإنشاء ائتلاف القوى والأحزاب السياسية الثورية في الداخل السوري لإعلام الآخرين بوجود معارضة في الداخل غير مصنّعة وهي التي عانت وتعاني ويلات هذا النظام”.
كما أكد أن “من يمثل الشعب هو من يعيش معه ويعاني ما يعانيه من قهر وظلم وقتل وتجويع وتشريد، ويرى أنه لا يحق لأحد في مؤتمر جنيف 2 أن يتكلم باسم هذا الشعب، ولهذا يرفض الائتلاف كل ما لا يتوافق مع تطلعات السوريين”.
توحيد
أما نائب رئيس ائتلاف القوى والأحزاب السياسية في الداخل محمد علي عوض فيرى أن “هذا الائتلاف قد جمع الأصوات المبعثرة في الداخل السوري ودمجها في كيان واحد، لكي يعبر عن معاناة الشعب ويوصلها إلى العالم أجمع”.
وأوضح عوض للجزيرة نت أن الائتلاف الجديد مختلف عن بقية التجمعات السياسية المعارضة قائلا “مع احترامنا الشديد وتقديرنا لجهود أفراد التجمعات السياسية الخارجية، إلا أننا نحن أبناء المعاناة الحقيقية على أرض المواجهة مع النظام، فنحن جزء من أبناء شعبنا الذي يعاني في الداخل وليس كالذين يشاهدون هذه المعاناة عبر شاشات التلفزة”.
وعن دوافع تشكيل الائتلاف الداخلي قال عوض “لطالما افتقدنا منبرا سياسيا يعبر عن طموحات وآمال شعبنا، وقد دفعت الظروف الصعبة التي نواجهها إلى توحيد الأصوات المبعثرة حتى وفقنا إلى تشكيل هذا الائتلاف واتخذنا من غوطة دمشق الشرقية مركزا له”.
وأكد عوض أن الائتلاف “مستعد للتعاون مع جميع مكونات الثورة السورية، سواء أكانت عسكرية أم مدنية، داخلية أم خارجية”.
وبسؤاله عن طبيعة العلاقة مع الائتلاف الوطني السوري المعارض قال “نحن نقدر ونحترم كل من ينادي بالحرية لسوريا سواء أكان في الداخل أم في الخارج، فإذا كان الائتلاف الخارجي يسعى إلى تطلعات الشعب السوري ويحافظ على ثوابت الثورة في الداخل والخارج فسنتعاون معه، وإذا رأينا أنه لا يحقق ما سبق فلن يحظى بتأييدنا”.
ووجه عوض رسالة إلى الشعب السوري عبر الجزيرة نت قائلا “إن الشعب السوري صاحب أقدم الحضارات في العالم يستحق العيش الكريم كبقية الشعوب، ولهذا أتمنى لشعبي كما لشعوب العالم أجمع الأمن والحرية والعيش بسلام”.
ويأتي هذا الإعلان بعد سحب عدة فصائل عسكرية وثورية الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي شكل في العاصمة القطرية الدوحة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 وترأسه معاذ الخطيب آنذاك.
قصف بدمشق وريفها ومجلس جديد لكتائب بالجنوب
قصفت قوات الجيش السوري عدة أحياء في العاصمة دمشق وريفها بالقذائف والصواريخ في أول أيام عيد الأضحى، مما خلف قتلى وجرحى. وفي الأثناء أعلن خمسون تشكيلا مسلحا تابعا لقوات المعارضة في جنوب البلاد توحدهم في إطار عسكري جديد تحت اسم “مجلس قيادة الثورة للمنطقة الجنوبية”.
فقد قتل ثلاثة أشخاص في قصف للجيش النظامي على مخيم اليرموك (جنوب دمشق)، كما قتل عدد من المصلين وجرح آخرون جراء انفجار قنبلة في مسجد أبو ذر الغِفاري في حي التضامن الملاصق لمخيم اليرموك.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط قذائف وصواريخ محلية على أحياء المزرعة والجزماتية والمهاجرين بدمشق، مما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص.
وفي ريف دمشق الجنوبي قتل أربعة وأصيب آخرون في قصف جوي وبري مدفعي لبلدة البويضة، وسط اشتباكات عنيفة على أطراف البلدة بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني ولواء أبي الفضل العباس العراقي، وفقا لشبكة شام.
وتعرضت مناطق مختلفة من ريف العاصمة لقصف الطيران الحربي، في مساع للقوات النظامية للسيطرة على مزيد من البلدات في الريف الجنوبي. وقالت لجان التنسيق إن 13 غارة جوية استهدفت صباح أمس داريا مما أدى إلى وقوع إصابات.
مقتل أطفال
وفي غارة جوية نفذها الطيران السوري، قتل ثلاثة أطفال من عائلة واحدة في بلدة اللطامنة التي تسيطر عليها المعارضة في ريف محافظة حماة.
وشهدت البلدة 11 غارة جوية، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد وقوع قتلى في قصف على قرية الشيخ علي بريف حلب.
وأفاد ناشطون بأن قصف القوات النظامية طال ريف حماة وحلب ودرعا، وأكدوا استهداف منطقة جبل الأكراد في ريف اللاذقية بالمدفعية وراجمات الصواريخ، في حين تدور معارك وصفت بـ”ضارية” على أسوار مطار دير الزور العسكري.
وكان مقاتلو المعارضة قد استهدفوا حي مشروع دُمّر ومناطق أخرى في دمشق بقذائف هاون. وبثت قناة الإخبارية السورية صورا للهجوم الذي نفذ بعد فترة من أداء الرئيس السوري بشار الأسد صلاة العيد في جامع حسيبة الكائن في حي مشروع دُمر الذي لا تفصله مسافة كبيرة عن قصر الشعب بالربوة.
إطار عسكري
في سياق مواز، أعلن خمسون تشكيلا مسلحا تابعا لقوات المعارضة في جنوب سوريا أمس الثلاثاء توحدهم في إطار عسكري جديد تحت اسم “مجلس قيادة الثورة للمنطقة الجنوبية”.
وقال بيان صادر عن هذه التشكيلات إن تشكيل هذا المجلس يأتي “نظرا لفشل الهيئات السياسية التي ادعت تمثيل المعارضة وقوى الثورة في تحقيق أهداف ثورتنا المباركة بإسقاط نظام القتل والإجرام”.
وأضاف البيان أن من أسباب تشكيل المجلس فشل الهيئات السياسية في “تحقيق الحياة الكريمة للشعب السوري العظيم الذي تعرض لعمليات الإبادة والتهجير والحصار والتجويع وتخلى عنه المجتمع الدولي وتركه وحيدا يواجه أعتى الأنظمة الاستبدادية المدعومة من نظامي طهران وموسكو”.
وأعلنت التشكيلات المنضوية في هذا المجلس سحب الاعتراف من “أي هيئة سياسية موجودة تدعي تمثيلنا وفي مقدمتها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وقيادته التي فرطت بثوابت الوطن والثورة”.
الجيش الحر: مقتل 50 من ميليشيا حزب الله جنوب دمشق
سقوط جرحى جراء القصف المدفعي من قبل قوات النظام لقرية “جراجير” في القلمون
دبي – قناة العربية
أكدت “سانا” الثورة مقتل خمسين عنصراً من ميليشيا حزب الله ولواء أبو الفضل العباس في كمين للجيش الحر بهدف صد هجوم على جنوب دمشق، فيما سقط عدد من الجرحى جراء القصف المدفعي من قبل قوات النظام لقرية “جراجير” في القلمون بريف دمشق، بحسب الهيئة العامة للثورة.
وفي ريف حمص، جددت قوات النظام قصفها بالمدفعية الثقيلة للحولة فيما تعرضت المليحة الشرقية والحي الغربي لمدينة نوى بريف درعا لقصف مدفعي من قبل قوات النظام.
وبحسب شبكة “شام” الإخبارية، سقط قتلى وجرحى إثر انفجار لغم في تل الجموع بنوى في ريف درعا.
وفي حلب، قصف الطيران الحربي التابع لقوات النظام محيط مطار “كويرس” العسكري، بالبراميل المتفجرة، بحسب لجان التنسيق المحلية.
كما وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام قرب مطار الطبقة العسكري في الرقة وسط قصف من المطار على مدينة الطبقة.
الموسيقار السوري مالك جندلي يدعم أطفال بلاده بالموسيقى
أكد على أهمية الارتقاء بطرح القضايا الإنسانية من خلال الإرث الفني والمقامات العربية
واشنطن – ناديا البلبيسي
أطلق الموسيقار السوري مالك جندلي مشروعه الموسيقي “صوت أطفال سوريا الأحرار” من مدينة ديترويت في حفل خيري حضره جمهور حاشد من الأميركيين والجالية العربية والسورية التي تعد الأكبر في الولايات المتحدة الأميركية.
وحضر الحفل عدد من الناشطين في مجال حقوق الإنسان ودبلوماسيين وشخصيات عامة من مختلف الطوائف.
وكان أحد أهم رعاة هذا المشروع منظمة اليونسكو، ومركز حقوق الإنسان في جامعة رتغيرز، ومنظمة سوريون مسيحيون من أجل السلام، وجمعية فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين، بالإضافة إلى عدد من منظمات الإغاثة الإنسانية.
وفي اتصال هاتفي مع “العربية.نت” أكد جندلي أن هذا المشروع الموسيقي نجح في تسليط الضوء على المأساة الإنسانية التي يواجهها أطفال سوريا اليوم من تجويع وقتل وتشريد، مضيفاً “أن النقاط المشتركة للجمهور جاءت من منطلق احترامهم لحقوق الإنسان وإدراكهم لأهمية الفن والموسيقى كقوة ناعمة”.
و استمع الحضور إلى “صوت أطفال سوريا الأحرار” من خلال مؤلفات موسيقي سوري وأداء جماعي منسجم لفنانين سوريين، منهم البروفسور عبد الرحيم الصيادي على آلة العود وعلياء عجم أوغلي على آلة التشيللو.
وأشار جندلي خلال حواره مع جمهوره إلى أهمية الارتقاء بكيفية طرح قضايانا الإنسانية من خلال الإرث الموسيقي والمقامات العربية رغم المعاناة التي تشهدها سوريا، وما يتعرض له أطفال الملاجئ والمخيمات خارج سوريا.
قضايا الطفولة والقتل الوحشي
وقال جندلي “إن الفن بشكل عام والموسيقى الجادة بشكل خاص تلعب دوراً مهماً في تسليط الضوء على قضايا الطفولة ودفعها إلى الأمام على أن تضطلع وسائل الإعلام بدور فعال في المساعدة على متابعة تلك القضايا الإنسانية”.
وتابع “يعاني أطفال سوريا اليوم من العنف الوحشي والقتل والحرمان غير الإنساني، لقد حان الوقت اليوم كي نتكاتف لتغير ذلك وندعو جميع شرائح المجتمع في الجالية السورية للمساهمة والمساعدة في إنهاء هذه الكارثة الإنسانية”.
ولتسليط الضوء على شجاعة أطفال سوريا عرض الفنان صوراً ومشاهد سينمائية رافقت مؤلفاته الموسيقية في انسجام فني، وقال: “لقد أذهلتم العالم بشجاعتكم وصبركم، وتجاوزتم حدود الخوف والموت والحرمان، أنتم أبطال سوريا ومستقبل سوريا المشرق”.
وطالب مالك جندلي بالتكاتف واتخاذ الإجراءات العاجلة لتوفير حليب الأطفال والغذاء والدواء وضرورة التركيز على فك الحصار عن الأطفال المحرومين في جميع أنحاء سوريا قبل حلول فصل الشتاء.
هذا ويعود مشروع “صوت أطفال سوريا الأحرار” في مدينة نيويورك في 26 من الشهر الجاري في حفل خيري يعود ريعة كاملاً لمشاريع إنسانية تساعد في تخفيف معاناة وألم الأطفال داخل وخارج سوريا.
ناشطون: مقتل مسلحين من حزب الله بسوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
كشف ناشطون في المعارضة السورية، الأربعاء، عن مصرع عشرات المقاتلين من حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس العراقي في كمين للجيش الحر بريف العاصمة السورية دمشق، في وقت قتل قرابة 21 مدنيا في انفجار قوي وقع في درعا.
وقالت لجان التنسيق المحلية وشبكة سوريا مباشر إن 50 مسلحا من الفصيلين الذين يقاتلان إلى جانب القوات السورية، قتلوا في كمين نصبه لهم الجيش الحر في بساتين بلدة حجيرة البلد بريف دمشق، إلا أنه لم يتسن لنا التأكد من صحة هذه الأنباء.
من جهة أخرى، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 21 شخصا، بينهم أربعة أطفال قتلوا وست نساء، قتلوا في انفجار استهدف مركبة كانت تقلهم في محيط تل الجموع الذي تتمركز عليه كتيبة من القوات الحكومية وتحاصره المعارضة.
وكان القصف والمعارك غيبا مظاهر الاحتفال في معظم المناطق السورية في اليوم الأول من عيد الأضحى، في حين شهد صباح اليوم الثاني من العيد تواصلا لأعمال العنف والاشتباكات بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة.
وقال المرصد إن مناطق في مدينة يبرود والمزارع المحيطة بها ورأس النبع بريف دمشق تعرضت لقصف من القوات الحكومية، بينما اندلعت اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية على أطراف دوما.
يأتي تواصل أعمال العنف غداة مقتل 71 شخصا وإصابة العشرات بجروح في مختلف المناطق السورية على الرغم من مناشدة الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي طرفي الصراع وقف إطلاق النار لمناسبة حلول عيد الأضحى.
العنف والجوع يحاصران عيد السوريين
إلا أن الخطر الذي يهدد السوريين لا يقتصر على أعمال العنف، إذ بات الجوع واقعا يوميا للأطفال المحاصرين في مناطق سورية، خصوصا في معضمية الشام التي يؤكد سكانها أنهم يعيشون على الخضار التي يزرعونها والأعشاب.
وإذا كان أطفال سوريا اعتادوا، كمعظم المسلمين في العالم، شراء الملابس الجديدة في عيد الأضحى وتناول الطعام الدسم مع العائلة والخروج في نزهات، فإن هذه تكاد تكون من الذكريات البعيدة بالنسبة إلى أولئك الموجودين في مناطق تحاصرها القوات الحكومية منذ أشهر.
وفي حين يدق الناشطون والأطباء ناقوس الخطر لجهة النقص الفادح في المواد الغذائية والمواد الطبية، أكدت جهات حقوقية عدة أن السلاح القادم الذي يتهدد أطفال سوريا هو الجوع، مؤكدين أن أطفالا قضوا جوعا بسبب سوء التغذية في عدد من المناطق.
يشار إلى مئات الأشخاص تمكنوا من الخروج من معضمية الشام في نهاية الأسبوع الماضي، نتيجة عملية قام بها الهلال الأحمر السوري، بموافقة السلطات السورية، وتم خلالها اجلاء نحو 1500 شخص معظمهم من الأطفال والنساء، إلا أن عائلات عدة لاتزال تحت الحصار.
وبالإضافة إلى تداعيات الحرب بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة على المجتمع السوري، زادت انقسامات المعارضة من معاناة الشعب السوري مع بروز جماعات مرتبطة بالقاعدة على غرار “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” المعروف بـ”داعش”.
وقال نشطاء، الثلاثاء، إن متشددين ينتمون لتنظيم “داعش” اشتبكوا مع مقاتلين محليين من لواء عاصفة الشمال المنتمي للجيش الحر عند موقع باب السلام الحدودي مع تركيا، حيث استهدف المقاتلون “المتشددون” مواقع اللواء بالقصف المدفعي.
وإزاء تواصل أعمال العنف، كثفت واشنطن وموسكو جهودهما لعقد مؤتمر السلام الدولي حول سوريا المعروف باسم جنيف-2، إذ دعا وزير الخارجية الأميركي بإلحاح إلى تحديد موعد للمؤتمر، في حين طالب نظيره الروسي واشنطن بالتدخل لدى المعارضة السورية لإقناعها بالمشاركة في هذه المحادثات.