أحداث الأربعاء 16 تموز 2014
الأسد يؤدي اليمين ويهدد دولا عربية وغربية بدفع الثمن
دمشق – اف ب، رويترز
ادى الرئيس السوري بشار الاسد اليوم الاربعاء اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة من سبع سنوات، امام جلسة لمجلس الشعب عقدت في قصر الشعب الرئاسي، بحسب ما اظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي السوري مباشرة.
ووصل الاسد الى الباحة الخارجية للقصر الواقع على تلة مشرفة على العاصمة في شمال غرب دمشق، على متن سيارة “بي ام دبليو” سوداء اللون، قبل ان يستعرض حرس الشرف على سجادة حمراء، ويدخل القصر ليؤدي اليمين امام نحو الف مدعو.
وتوجه الاسد في كلمته الى الشعب السوري قائلا: “أنتم الثوار الذين تحدّوا الهيمنة بالقلب والعقل والصمود والذين مارستم الإنتخاب تحت النار”. وأضاف: “إنكشفت الوجوه الحقيقية قاطعةً الرؤوس وناحرةً الرقاب وتفككت المجالس والهيئات وفشلوا بإقناعكم أنّهم أوصياء عليكم”. وتابع في كلمته “تحديتم إمبراطوريات النفط والسياسة والإعلام وكانت الساعات التي انتخبتم خلالها كافية للرد وكانت معركة كاملة”، مضيفاً “لقد أسقطتم بالإنتخابات الإرهابيين والعملاء السوريين والإنتهازيين”.
وحذر الاسد اليوم من ان الدول التي دعمت “الارهاب” ستدفع “ثمنا غاليا”، مؤكداً الاسد استمراره في “ضرب الارهاب”.
اكد أيضاً على مواصلة العمل في مسار “متواز” هو “المصالحات المحلية” التي انجز البعض منها خلال الاشهر الماضية في مناطق محيطة بدمشق. وقال الاسد “أليس ما نراه في العراق اليوم وفي لبنان وكل الدول التي اصابها داء الربيع المزيف من دون استثناء، هو الدليل الحسي الملموس على مصداقية ما حذرنا منه مرارًا وتكراراً، وقريباً سنرى أن الدول العربية والاقليمية والغربية التي دعمت الارهاب ستدفع هي الاخرى ثمناً غالياً”.
اضاف “حذرنا منذ بداية الاحداث من أن ما يحصل هو مخطط لن يقف عند حدود سورية بل سيتجاوزها منتشرا عبر انتشار الارهاب الذي لا يعرف حدودا”. وتابع “قررنا منذ الايام الاولى للعدوان السير في مسارين متوازيين، ضرب الارهاب من دون هوادة والقيام بمصالحات محلية لمن يريد العودة عن الطريق الخاطىء”. وشدد الاسد على ان “الحوار لا يشمل القوى التي أثبتت لا وطنيتها، فتهربت من الحوار في البدايات وراهنت على تغير الموازين و عندما خسرت الرهان قررت تغيير دفة الاتجاه كي لا يفوتها القطار”، في اشارة الى المعارضة في الخارج، وابرز مكوناتها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة المدعوم من الغرب ودول عربية عدة. اضاف “أكرر دعوتي لمن غرر بهم أن يلقوا السلاح لاننا لن نتوقف عن محاربة الارهاب وضربه أينما كان حتى نعيد الامان الى كل بقعة في سورية”.
مئات الأكراد يتدفقون من تركيا لمحاربة “داعش” في سورية
بيروت – أ ف ب
قال “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان مئات المقاتلين الاكراد القادمين من تركيا تدفقوا الى سورية خلال الايام الماضية للمشاركة في قتال تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) الذي يحاصر “عين العرب” ثالث مدينة كردية في سورية.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن “ما لا يقل عن 800 مقاتل قادمين من تركيا عبروا الحدود السورية خلال الأيام الماضية لمؤازرة اخوتهم في عين العرب (كوبان بالكردية) التي يحاصرها تنظيم الدولة الاسلامية”، وأضاف أن المقاتلين لبوا دعوة “حزب العمال الكردستاني” المحظور في تركيا والذي له فروع في ايران والعراق وسورية.
وذكر نقلاً عن سكان ومقاتلين في عين العرب، وهي ثالث مدينة كردية سورية بعد القامشلي وعفرين، ان الاهالي استقبلوهم بالتهليل والفرح.
وقال عبد الرحمن “انهم يستعدون للتصدي لهجوم محتمل لتنظيم الدولة الاسلامية” الذي سيتمكن في حال احتلال عين العرب من وصل المناطق التي يحتلها عند الحدود بين سورية وتركيا بالمناطق التي احتلها في شمال العراق وغربه.
واضاف “انها معركة حاسمة بالنسبة للاكراد، لان تنظيم الدولة الاسلامية في حال احتل عين العرب فانه سيتقدم بسرعة اكبر نحو الشرق باتجاه المناطق الكردية الاخرى في سورية مثل الحسكة”.
وخاض الاكراد مواجهات دامية مع التنظيم الاسلامي في سورية منذ ظهوره في 2013.
اسطنبول ستتخذ “اجراءات جذرية” بحق اللاجئين السوريين
أعلن محافظ مدينة اسطنبول حسين افني موتلو ان “السلطات التركية ستتخذ اجراءات جذرية” لمواجهة تدفق عشرات آلاف اللاجئين السوريين على اكبر المدن التركية بما في ذلك اعادتهم عنوة الى مخيماتهم في جنوب شرق البلاد.
وصرح المحافظ انه “يوجد في المدينة حالياً 67 الف لاجئ سوري”، موضحاً انه “سيتم تبني قانون ينص على طردهم من المدينة البالغ عدد سكانها 15 مليون واعادتهم الى مخيمات اللاجئين المخصصة لهم والواقعة في المناطق القريبة من سورية”. واضاف موتلو ان السلطات ستتخذ “اجراءات جذرية” لاحتواء الانعكاسات السلبية لتدفق اللاجئين السوريين على اسطنبول بما في ذلك اعادة المتسولين منهم الى مخيمات اللاجئين عنوة “من دون موافقتهم”. واوضح في اجتماع رسمي انه “خلال وقت قصير جداً سنتخذ اجراءات جديدة جذرية. ونعمل على اصدار قانون يمكننا من اعادة اللاجئين الى المخيمات حتى دون موافقتهم”. واضاف انه “تمت اعادة 500 منهم حتى الان الى مخيم في جنوب شرق تركيا الشهر الماضي”. وتأوي تركيا التي تنتقد نظام الرئيس السوري بشار الاسد بشدة، حالياً اكثر من مليون لاجئ سوري بعد ان اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سياسة الابواب المفتوحة للفارين من النزاع في سورية. وقال ان “ممثلي الجالية السورية التي تعيش في اسطنبول منزعجون من ابناء وطنهم الذين يتسولون في اسطنبول. ويقولون انهم يشوهون صورة اللاجئين”.
إيران تطلب تمديد المفاوضات وتحض أميركا على إيجاد حلّ
تتّجه المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي إلى تمديد مهلة لإبرام اتفاق نهائي يطوي الملف، تنتهي الأحد المقبل، إذ قدّم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اقتراحاً في هذا الصدد، وأعلن نظيره الأميركي جون كيري انه سيناقشه مع الرئيس باراك أوباما، متحدثاً عن «فجوات حقيقية جداً» تعرقل التوصل إلى تسوية. (للمزيد)
وعقد كيري أمس اجتماعاً رابعاً مفاجئاً مع ظريف، تلاه لقاء ضم الأخير ونظيرته الأوروبية كاثرين آشتون. وكان كيري ونظراؤه في فرنسا وبريطانيا وألمانيا شاركوا الأحد الماضي في لقاءات مكثفة مع الوفد الإيراني في العاصمة النمسوية، في محاولة لتسوية مشكلات تعرقل إبرام اتفاق نهائي.
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن ديبلوماسي قوله إن لقاءات كيري- ظريف تمحورت حول القضية الشائكة لتخصيب اليورانيوم، إضافة إلى مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل ويمكنه لدى استكمال تشييده إنتاج بلوتونيوم يكفي لصنع قنبلة ذرية.
وأشار ظريف إلى «خلافات جدية» في المحادثات مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، مستدركاً أن مسودة اتفاق نهائي «تحسنت كثيراً» أخيراً. ورأى أن ثمة «ميلاً (لدى الدول الست) إلى أن مزيداً من الوقت قد يكون مفيداً»، في إشارة إلى احتمال تمديد المفاوضات. وزاد: «حقّقنا تقدّماً كافياً يمكّننا من إبلاغ رؤسائنا السياسيين أن هذه العملية تستحق المتابعة. هذه توصيتي، وأثق بأن الوزير كيري سيطرح الاقتراح ذاته».
وكان ظريف حض الولايات المتحدة على «اتخاذ قرار سياسي» لإخراج المفاوضات من «طريق مسدود مصطنع، ومبني على أسس غير منطقية، من اجل إبرام اتفاق شامل». وأوضح أن هناك قرارات ضرورية لـ «معرفة ما هي الحلول» المتاحة وتقرير «ما الحل الذي يمكن أن يمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق».
ولمّح ظريف في مقابلة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، إلى أن طهران يمكن أن تحتفظ ببرنامج التخصيب عند مستوياته الحالية لـ3-7 سنوات، قبل أن تطوّره. لكن مسؤولين أميركيين قالوا إن واشنطن تريد أن تستمر القيود لأكثر من عقد.
إلى ذلك، أعلن عباس عراقجي، نائب ظريف، أن إيران تعارض اقتراح الدول الست «إلغاءً جزئياً للعقوبات». وزاد: «لو أرادت الدول الست أن تتخذ إيران خطوات ثابتة، عليها أيضاً أن تتخذ هذه الخطوات وتلغي كل العقوبات».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن عضو في الوفد الإيراني المفاوض قوله: «يمكننا إبرام اتفاق، إذا توقّف الطرف الآخر عن تقديم مطالب مفرطة وإنكار الحقائق».
في المقابل، تحدث كيري عن «تقدّم ملموس في شأن قضايا أساسية»، مستدركاً أن ثمة «فجوات حقيقية جداً في شأن قضايا رئيسة أخرى». وأضاف: «أمامنا عمل كثير، وسيواصل فريقنا العمل بكل جدية لمحاولة التوصل إلى اتفاق شامل، يبدّد مخاوف المجتمع الدولي» من البرنامج النووي الإيراني. وتابع: «أوضحنا في شكل لا لبس فيه، أن عدد 19 ألف جهاز (للطرد المركزي) المشغلة الآن ضمن البرنامج النووي الإيراني هو كثير جداً».
وقال كيري: «سأعود إلى واشنطن لأناقش مع الرئيس أوباما وقادة الكونغرس خلال الأيام المقبلة، احتمالات التوصل إلى اتفاق شامل، إضافة إلى المسار المقبل إذا لم نتوصل إلى اتفاق بحلول 20 تموز (يوليو)، بما في ذلك مسألة هل يجب تخصيص مزيد من الوقت، وذلك استناداً إلى التقدّم الذي حققناه وكيفية سير الأمور».
الأكراد يتدفقون من تركيا لمحاربة «داعش»… واسرائيل تقصف الجولان
تقدم كبير للمعارضة السورية في درعا… و80 قتيلا وجريحا لحزب الله في القلمون
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: في حديث عبر «سكايب» مع الناشط الإعلامي قيصر حبيب أعلن عن تحرير اللواء 61 وهو أقوى لواء في الجبهة الجنوبية السورية، وذكر الناشط ان أهمية اللواء تعود الى انتشاره على مساحة واسعة تمتد ضمن قرى حوض وادي اليرموك بدءا من مدينة طفس باتجاه مدينة نوى ووصولا الى الشيخ مسكين.
وذكر الناشط ان المعارك بدأت منذ عامين حيث تم تحرير السرايا التابعة للواء في حوض اليرموك وبدأ الزحف شرقاً باتجاه مقرات النظام الى ان تم تحرير مقر قيادة اللواء قبل شهرين في تل الجابي ثم تحرير تل الجموع التي هي خط الدفاع عن الشيخ سعد، البوابة الجنوبية لمدينة نوى.
وبحسب الناشط فقد تم أمس تحرير كتيبة دبابات وكتيبة المشاة 336 التي يقودها العقيد عيسى الأحمد، وسرية النقل وكامل منازل بلدة الشيخ سعد. التقدم الكبير للمعارضة السورية جرى بتعاون عدة فصائل بينها حركة المثنى الإسلامية وجبهة ثوار سوريا وفرقة الحمزة وبعض الألوية المقاتلة الأخرى.
من جهة أخرى قال ناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية، امس الثلاثاء، إن نحو 80 قتيلاً وجريحاً من عناصر حزب الله اللبناني سقطوا خلال أسبوع في كمائن نصبتها لهم قوات المعارضة على الشريط الحدودي مع لبنان بمنطقة القلمون بريف دمشق جنوبي سوريا.
وقال عامر القلموني الناطق باسم الهيئة (تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة) في القلمون، إن قوات المعارضة تمكنت من قتل نحو 40 عنصراً من حزب الله في كمائن نصبتها لهم منذ يوم الثلاثاء الماضي وحتى ظهر اليوم، أكبرها في بلدتي عسال الورد ورأس المعرة في منطقة القلمون الواقعة على الحدود بين سوريا ولبنان.
وأضاف القلموني أن نحو 40 عنصراً آخرين من الحزب أصيبوا أيضاً في الكمائن التي نصبتها قوات المعارضة، مرجحاً أن يكون عدد القتلى والجرحى أكبر من ذلك.
وأشار الناطق إلى أن مقاتلي المعارضة يسيطرون حالياً على مسافة 65 كلم من الشريط الحدودي بين سوريا ولبنان بمنطقة القلمون، وهم يستخدمون وعورة الجبال لتنفيذ كمائنهم التي ينصبونها لمقاتلي الحزب الذي أوكله النظام السوري مؤخراً مهمة إدارة العمليات العسكرية ضد قوات المعارضة في المنطقة.
ولفت القلموني إلى أن قوات المعارضة أخذت تتبع مؤخراً أسلوب «الكمائن وحرب العصابات» في قتالها لقوات النظام وحزب الله في منطقة القلمون، بعد خسارتها مواقع هامة فيها خلال الأشهر الماضية.
وأوضح أن قوات المعارضة تعمل من خلال اتباع هذا الأسلوب «حرب العصابات» على إشغال واستنزاف قوات النظام وحزب الله، وعدم تمكينها من الشعور بالأمان وإيقاع خسائر في صفوفها بشكل دائم، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب نجح في إيقاع عشرات القتلى والجرحى بين قوات النظام وحزب الله، ومن بينهم قيادات من الجانبين.
ولم يبيّن القلموني مصدر معلوماته حول أعداد القتلى والجرحى في صفوف حزب الله، كما لم يقدم إحصائية لخسائر قوات المعارضة في الكمائن والمعارك التي خاضتها مع الحزب.
الى ذلك تدفق مئات المقاتلين الاكراد القادمين من تركيا الى سوريا خلال الايام الماضية لمحاربة جهاديي تنظيم «الدولة الاسلامية» الذين يحاصرون عين العرب، ثالث مدينة كردية في سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس «عبر ما لا يقل عن 800 مقاتل قادمين من تركيا الحدود السورية خلال الايام الماضية لمؤازرة اخوتهم في عين العرب (كوبان بالكردية) التي يحاصرها تنظيم الدولة الاسلامية».
وقال عبد الرحمن ان المقاتلين لبوا دعوة حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. وللحزب فروع في ايران والعراق وسوريا.
جاء ذلك فيما قصفت طائرات حربية اسرائيلية اهدافا عسكرية وادارية سورية في هضبة الجولان مخلفة اربعة قتلى وعشرة جرحى فجر الثلاثاء، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه قرابة الساعة 1.15 (22.15 تغ الاثنين) «حلقت طائرات اسرائيلية فوق هضبة الجولان المحتلة واطلقت صواريخ على مقر اللواء 90 ومدينة البعث التي توجد فيها مقار ومراكز ادارية تابعة للنظام السوري» في منطقة الجولان في محافظة القنيطرة في جنوب سوريا، ما تسبب بمقتل اربعة اشخاص وجرح عشرة آخرين. واوضح ان القتلى هم حارسان وامرأتان.
وقال المرصد ان الغارة على مدينة البعث استهدفت منطقة يوجد فيها مقر محافظ القنيطرة.
قاسم عطا حل محل الصحاف… ووسائل التواصل الإجتماعي محل الفاكس
إبراهيم درويش
لندن – «القدس العربي»: «لا يزال شبح الرئيس العراقي السابق يحوم فوق العراق، مثل غيمة تلاحق يوما مشمسا، لا تغطي الشمس ولكنها لا تختفي».
هكذا وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الحال في العراق اليوم الذي يواجه أزمة كبيرة بعد سيطرة تحالف من المقاتلين بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على مناطق شاسعة من شمال وغرب العراق بالإضافة لمناطق نفوذه في شمال وشرق سوريا.
وتتحدث الصحيفة عن الطريقة التي انزلق فيها العراق مرة أخرى للحكم الديكتاتوري أو حكم الرجل القوي. فبعد خروج الأمريكيين من العراق عام 2011 مارس نوري المالكي، رئيس الوزراء سلطة مطلقة، وسيطر على أجهزة الأمن والجيش التي استخدمها للتحرش بالعرب السنة واعتقالهم بناء على أدلة واهية أو الإبقاء عليهم في السجن حتى بعد انتهاء مدة حكمهم. أما بالنسبة للمقاتلين السنة الذين تلقي قوات الأمن عليهم فقد بات الإعدام الفوري أمرا شائعا.
ويرى الكاتب أن التجربة البرلمانية منعت في الماضي المالكي من التحول لديكتاتور على طريقة سلفه، لكن ما شهدته البلاد في الأسابيع الماضية والطريقة التي رد بها المالكي على الأزمة تحمل أصداء ميراث صدام.
لا مؤتمرات صحافية
وهذا واضح من ندرة المؤتمرا ت الصحافية والإستغناء عن أسئلة الصحافيين، حيث يقف المسؤولون عادة ويقدمون خطابات متلفزة ويخرجون. فيما تنشغل القناة الرسمية « العراقية» ببث صور الهجمات التي تقوم بها القوات العراقية ضد مقاتلي داعش، وفي خلفيتها موسيقى وطنية.
وتقوم أيضا بعرض برامج يظهر فيها مغنون باللباس الوطني وهم ينشدون الأناشيد الوطنية ويلوحون بالبنادق، وهي نسخة طبق الأصل لقناة «الشباب» التي كان يديرها عدي نجل صدام. ويلاحظ التقرير إن مسؤولي نظام المالكي ابتعدوا عن الأضواء واختفوا تحت الأرض، ونقل عن مستشار للمالكي قوله «لا تعليق لدي»، وهذا «تصريح غير رسمي» وهو كلام يعكس كما يقول نظام صدام في التسعينات من القرن الماضي عندما كان نظامه مغلقا ويشبه اليوم نظام كوريا الشمالية القمعي.
ولم يصل الوضع في العراق للحال عندما كان يرافق الصحافي الأجنبي مسوولاً من الحكومة، مع أن حوادث من هذه وقعت في الأحياء السنية، عندما كان مراسل الصحيفة يجري مقابلة مع شيخ سني في مكتبه وتدخل كابتن في الشرطة واخذ بإجابة الأسئلة نيابة عنه.
منع الـ «يوتيوب»
ويشير الكاتب إلى أن نظام صدام منع استخدام «آلة الفاكس»، فقد اعتبر يمكن استخدامها من ضمن الآلات التي يمكن نشر الادبيات المعارضة للنظام، وبنفس السياق منعت الحكومة وسائل التواصل الإجتماعي بعد الهجمة الدعائية القوية التي قام بها داعش، ومن هنا أغلقت الحكومة «فيسبوك» و«تويتر» و«سكايب» و«أنستاغرام» و«يوتيوب» معظم الشهر الماضي. وما يذكر أكثر بعهد صدام والمتحدث باسم الحكومة محمد سعيد الصحاف الذي أنكر دخول القوات الأمريكية العراق في عام 2003.
والمقارب الحالي للصحاف هو الجنرال قاسم عطا، المتحدث الرسمي باسم الجيش والمالكي. وبدأ عطا حياته العسكري كضابط في مديرية المطابع العسكرية وفي جامعة البكر العسكرية حيث ظل في مركزه حتى سقوط صدام عام 2003.
وفي الوقت الذي حمل فيه الأخير عددا من الألقاب منها «أسد بغداد» فقد لقب عطا بلقب «كذاب بغداد» وهذا بسبب مؤتمراته الصحافية التي يؤكد فيها انتصارات الجيش العراقي على الجهاديين بعد سيطرة هؤلاء على بلدات ومدن، وهي حقيقة أكدتها كل وسائل الإعلام، وأقربها ما حدث في الوليد وطريبل، فقد أعلن الجنرال عطا انهما لم تسقطان مع أن الجهاديين سيطروا عليهما، ثم عاد وقال إن الجيش استعادهما والواقع يقول غير هذا. ويرى مساعد للجنرال أن السخرية الموجهة ضد رئيسه ليست صحيحة وهي نتاج حرب دعائية يقوم بها أعداء له.
حنين
ويتساءل الكاتب هنا عن سبب العودة والمقارنة بأيام صدام، أنها مرتبطة بجزء منها بحالة الإعجاب بصدام حتى بين أعدائه، وعادة ما يطلق بعض الموظفين على مدرائهم لقب «صدام الصغير» ولكن ليس بطريقة سلبية. ولا يتوقف الحنين لأيام صدام على السنة العاديين بل ويقول الشيعة نفس الكلام، وينقل عن كردي شيعي خسر كل شيء أثناء حكم صدام «مع كل ما حدث لي فقد كنت واحدا من ألف، اما البقية 999 فقد كانوا سعيدين ويعيشون بسلام في بلد منظم» أما اليوم يقول «فلا أحد يشعر بالسعادة».
ولاحظ الكاتب حنينا لأيام صدام، حيث أصبحت الإحتفالات التي تحيي ذكرى ميلاد صدام في بلدة العوجا طقسا شعبيا مما أدى بالحكومة لمنعها، وفي بابل تزدهر تجارة قصر من قصور صدام حيث يتم تأجير غرفه، للراغبين بقضاء شهر العسل بغرفه الوثيرة. وتحولت الساعات التي تحمل صورته إلى رموز للإقتناء وتباع بأسعار عالية.
ومع أن المقارنة قد تذهب بعيدا لكن الحكومة العراقية تقاتل عدوا اسمه داعش وتحظى بدعم من الغرب حتى يتم وقفه وإلا اندلعت حربا إقليمية ستترك آثارها السلبية جيران العراق خاصة والغرب عامة. ومن الجيران الذي يخشى من خطر داعش عليه هو الأردن.
خوف على الأردن
وكان هذا موضوع مقال كتبه ديفيد شينكر في صحيفة «وول ستريت جورنال» جاء فيه أن الأردن يستطيع التصدي لهجوم عسكري يقوم به داعش ولكنه يظل بحاجة لدعم الولايات المتحدة كي يواجه التخريب الإرهابي.
وقال إن الولايات المتحدة ظلت غائبة منذ الصيف الماضي وداعش يقوم بغزو مناطق في سوريا والشهر الماضي في العراق، ولكنها لن تستطيع تجاهل الوضع الذي بدأ فيه التنظيم يوجه بصره نحو البلد الحليف الأردن.
ويضيف الكاتب أن الأردن لا يواجه تهديدا من عملية عسكرية يقوم بها داعش، ولكن إن لم يتم وقف التقدم والتصدي له في العراق فسيصل الإرهاب حتما للأردن. فالقوات الأردنية متماسكة، قوية وغير طائفية وموالية للملك. وتقوم بتدريبات دائمة مع القوات الأمريكية وتتلقى القوات المسلحة 300 مليون دولار من المساعدة العسكرية الأمريكية السنوية. كما وأن سلاح الجو والمدرعات قادران على تأمين حدود الأردن وطولها 112 ميلا مع العراق.
وقام الأردن بتعزيز دفاعاته على طول الحدود مع سوريا (طولها 225 ميلا).
وعندما احتلت قوات داعش بلدة الرطبة وطريبل الحدوديتين قام الأردن بتعزيز قواته وأرسل الكتيبة 71 التي تتركز مهمتها بمكافحة الإرهاب للمنطقة وطائرات أف-16. ويظل مصدر القلق ليس من الحدود بل من إمكانية بناء داعش قاعدة دعم له في داخل الأردن يقوم من خلالها بتنفيذ أعمال إرهابية.
وهذا السيناريو ليس بعيد المنال، ففي الفترة ما بين 2002-2005 واجه الأردن سلسلة من الهجمات الإرهابية القاتلة والتي نفذها التنظيم السابق على داعش، وهو تنظيم القاعدة في العراق، وكان يتزعمه في ذلك الوقت أبو مصعب الزرقاوي. ويبدو المتشددون الأردنيون اليوم أكثر تعاطفا مع جبهة النصرة السورية منهم مع داعش، ولكن الأخير لديه كادر من المتعاطفين خاصة في مدينة معان، جنوب البلاد الذي تظاهروا في 20 حزيران/ يونيو. وقبل هذا ظهر أردنيون متعاطفون مع داعش وهم يحرقون ويمزقون جوازات سفرهم، وكان أحدهم يلبس حزاما ناسفا وأخذ يهدد الملك عبدالله الثاني بالذبح. ويرى الكاتب أن الأردن يتعامل مع التهديد الإرهابي بجدية ففي العام الماضي أنفق نسبة 13% من ميزانيته أي 1.3 مليار دولار امريكي على قضايا متعلقة بالأمن الداخلي والدفاع الوطني.
مساعدات
وقدمت واشنطن اكثر من مليار دولار للمملكة العام الماضي، منها 360 مليون دولار كمساعدات اقتصادية، و300 مليون دولار كمساعدات عسكرية، و200 مليون تحويلات مالية إضافية، و140 مليون دولار أمريكي لمساعدة اللاجئين السوريين.
وعليه يقول الكاتب إن الأردن بحاجة لدعم اقتصادي من الولايات المتحدة حتى يكون في وضع جيد لمواجهة التشدد الإسلامي. فبالإضافة لرفع المساعدة السنوية لـ 700 مليون دولار، يمكن تنظيم مؤتمر»أصدقاء الأردن» برعاية أمريكية، يتم من خلاله تشجيع أصدقاء المملكة الغربيين وحلفاءها الإقليميين مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة لزيادة الدعم المالي. ويشير إلى ان المناطق التي تعاني من فقر وتجاهل مثل الزرقاء والرصيفة ومعان تعتبر المصدر الذي يوفر فيه الجهاديون لسوريا.
ومن هنا فيمكن أن يمنع التطور الإقتصادي وخلق فرص العمل سفر الشباب لسوريا والعراق. وفي اتجاه تعزيز قدرات المملكة العسكرية فيمكن ان تستفيد من توسيع برنامج مكافحة التمرد وتأهيل القوات الأردنية للكشف عن المتفجرات المصنوعة محليا.
ويمكن تعزيز قدرات الأردن في مجال العمليات الحربية لو قدم له مروحيات جديدة من نوع «بلاك هوك» وهي مروحيات مناسبة لقوات الإنتشار السريع ومهام مكافحة الإرهاب، ولا يملك الأردن منها سوى ثماني طائرات. ويدعو الكاتب القيادة المركزية الأمريكية لتنسيق استراتيجية مشتركة لحماية الحدود الأردنية والسعودية لأن كلا البلدان يواجه تهديدات من داعش.
وحتى تستطيع بغداد إعادة السيطرة على حدود البلاد الغربية، فعلى واشنطن تشجيع الأردن لممارسة سياسة متشددة على الحدود ضد داعش. والأن وقد نشرت إدارة أوباما طائرات بدون طيار لحماية السفارة الأمريكية في بغداد فعليها التفكير وتحريك القوات ما تملكه في العراق من أرصدة مسلحة وغير مسلحة لغرب العراق كي تساعد الأردن على إقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع الأردن.
وفي الوقت الذي يمكن لداعش وجبهة النصرة التسبب في مشاكل وتخريب في الأردن، فمن الواجب التحرك وحماية البلاد من أي هجوم. وعلى الولايات المتحدة عدم ترك حليف ثمين للغرب للصدفة في ضوء ما يجري في العراق وسوريا.
سوريا: جيش الدفاع الوطني «الشبيحة» يرسل مقاتليه إلى العراق… والتظاهر لغزة ممنوع بينما رفع علم المانيا مسموح
سليم العمر
اللاذقية ـ «القدس العربي» : رحلة اسبوعية بدأت منذ بداية شهر تموز/ يوليو على متن طائرات ايرانية تنقل مقاتلين من اللاذقية الى مطارات الاراضي العراقية في كل رحلة عشرات المقاتلين من جيش الدفاع الوطني التابع للنظام السوري والــــذي يقوده علي كيالي.
اختفت رايات الكتائب العراقية التي كانت تنتشر وسط المدينة خصوصا في مدرسة جول جمال المدرسة الاكبر في اللاذقية حتى نهاية حزيران/ يونيو الماضي، اكد أحد الناشطين ويدعى «مناف» أن مطار مدينة جبلة يعاني أزمة في حركة المسافرين كل يوم أحد وأكد أن مقاتلين سوريين قدر عددهم بالعشرات يغادرون مباشرة الى مطارات العراق بطائرات ايرانية كبيرة .
لواء صقور الصحراء الخاضع لرجل الاعمال «ايمن جابر» احد اقرباء الرئيس السوري ارسل ما يقارب 300 مقاتل من العلويين المؤيدين للأسد الى العراق حسب ما أكدته «اسمهان» التي اعتقل زوجها على أيدي مقاتلي هذا اللواء، في حين أن دوريات الامن بدأت تخف وتيرة انتشارها في أحياء مدينة اللاذقية وانخفاض عمليات الاعتقال منذ بداية شهر رمضان لهذا العام .
ايضا توقف كامل لجبهات القتال في ريف اللاذقية بعد معارك كسب الاخيرة يعكس طبيعة الوضع التي آلت اليه الاوضاع من توقف وركود.
أحد القاطنين في الاحياء المؤيدة قال في تصريح خاص لـ «القدس العربي» أن العلويين باتوا يخافون على ابنائهم المنتسبين لجيش الدفاع الوطني من ارسالهم للعراق في هذه الظروف، إذ أن حالة التململ مما يجري باتت واضحة تماما ولا يمكن اخفاء العصيان الذي يجري من فترة لأخرى، إجراءات مشددة يتخذها قادة الدفاع الوطني بحق من يرفض الاوامر بالانتقال للعراق واكدت مصادر مطلعة لـ «اقدس العربي» أن عقدا جديدا مدته 3 اشهر قابلة للتجديد برواتب تتجاوز 300 دولار امريكي للمقاتل الواحد على نفقة حكومة المالكي ولا يتم الاختيار بطريقة انتقائية وانما بطريقة إجبارية لان جميع المتطوعين لا يرغبون في الذهاب الى العراق وأنهم بالكاد يقاتلون في سوريا وفي بعض الاحيان لا يقاتلون وليس لهم من يعاقبهم أما في هذه الحالة فإن كل من يرفض الذهاب الى العراق يطرد من جيش الدفاع الوطني وتوجه له تهمة الخيانة .
حركة محدودة لقوات الأمن في ارجاء المدينة بعد ارسال عدد من افرادها الى العراق وتستعيض عنها بكميرات المراقبة التي تغطي معظم أحياء مدينة اللاذقية سيما الاحياء المعارضة منها . استغل سكان مخيم النازحين الفلسطينيين في الرمل الجنوبي هذه الاوضاع حيث نفذوا بعض المظاهرات الصغيرة في الحي لم تدم اكثر من عشر دقائق لم تكن ضد النظام السوري انما هتفت لغزة ونددت بالعدوان الصهيوني على المدنيين العزل في القطاع، وصلت قوات الامن السوري متأخرة، فيما قامت مظاهرة كبيرة في حي الزراعة المؤيد لكنها لم تهتف لغزة بل هتفت لمنتخب المانيا الذي توج بلقب كأس العالم كانت برعاية امنية واضحة. لم تكن الاعلام الفلسطينية هي المرفوعة وانما علم المانيا بالإضافة الى علم سوريا مرسوم عليه صورة الرئيس بشار الاسد ورافق المظاهرة هتافات تأييد للنظام السوري .
معارض سوري: الأسد ارتكب أول مخالفة دستورية في ولايته الجديدة
علاء وليد- الأناضول: قال معارض سوري الأربعاء، إن رئيس النظام السوري بشار الأسد ارتكب أول مخالفة دستورية بأدائه القسم الدستوري لولاية ثالثة مدتها سبع سنوات، في قصر رئاسي وليس في مجلس الشعب (البرلمان).
وفي تصريح لوكالة (الأناضول)، قال المعارض الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب وصفها بـ”الشخصية”، إن بشار الأسد أدى القسم الدستوري في قصر رئاسي وليس في مجلس الشعب وهي أول مخالفة صريحة للدستور، كما أنها سابقة في تاريخ البلاد.
وأضاف المعارض أن أداء رئيس النظام للقسم في قصر رئاسي وليس في مجلس الشعب الواقع في منطقة الصالحية وسط دمشق وهي منطقة تجارية من الصعب تأمينها، يدل على عجزه عن التجول أو الوصول إلى الأحياء القريبة من منزله في منطقة المهاجرين.
وتنص المادة التسعين من الدستور الجديد الذي أقر عام 2012، واطلع عليه مراسل (الأناضول) على أنه “يؤدي رئيـس الجمهورية أمام مجلس الشعب قبل أن يباشر مهام منصبـه القسم الدستوري الوارد في المادة السابعة من الدستور”.
إلا أن الدستور لم يحدد نصاً فيما إذا كان أداء القسم يجب أن يكون في مبنى مجلس الشعب حصراً.
وأدى رئيس النظام السوري بشار الأسد، في وقت سباق من اليوم الأربعاء، القسم الدستوري لولاية ثالثة مدتها 7 سنوات بعد فوزه في انتخابات يونيو/ حزيران الماضي التي لاقت رفضاً عربياً وغربياً واسعاً.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري مراسم أداء القسم من قصر رئاسي، لم تفصح وسائل الإعلام الرسمية عن اسمه مسبقاً، إلا أنها أصرت على ذكر عبارة أن الأسد أدى القسم أمام أعضاء مجلس الشعب، في إشارة إلى أن أعضاء المجلس الـ250 كانوا من بين 1300 شخصية رسمية وشعبية التي حضرت مراسم أداء القسم، بحسب صحيفة “الوطن” شبه الرسمية والمقربة من النظام السوري.
واستلم بشار الأسد رئاسة النظام السوري بعد وفاة والده حافظ الأسد عام 2000 وتم تجديد ولايته عام 2007 وفق نظام الاستفتاء.
وفاز في الانتخابات الرئاسية، التي أقيمت بالمناطق الخاضعة لسيطرته في 3 يونيو/ حزيران الماضي، بنسبة 88% من إجمالي عدد الأصوات، وسط رفض عربي وغربي واسع ووصف بعض الدول إضافة إلى المعارضة السورية للانتخابات بـ”المهزلة”.
وتعد ولاية بشار الأسد التي أدى القسم الدستوري عليها هي الثالثة فعلياً له، في حين أن الدستور السوري الجديد الذي أقر في 2012، يعتبرها الأولى له، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا لولاية واحدة تالية.
ومنذ مارس/ آذار 2011، تحولت الثورة الشعبية، المطالبة برحيل نظام بشار الأسد، إلى نزاع مسلح، بعد استخدام النظام الأسلحة لقمع الاحتجاجات، وهو النزاع، الذي أدى إلى نزوح ملايين السوريين، عن ديارهم، ومقتل أكثر من (160) ألف شخص، بحسب منظمات حقوقية سورية معارضة، وإحصائيات الأمم المتحدة.
وفشلت جميع الجهود الدولية خلال أكثر من 3 سنوات على الأزمة في إيجاد حل سياسي ينهي الصراع في سوريا.
الشبكة السورية: نظام الأسد يقتل قرابة 10 آلاف مدني بين قرارين أمميين
إسطنبول- الأناضول: قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان: “إن قوات نظام بشار الأسد، قتلت 9427 شخصاً في الفترة الواقعة ما بين قراري مجلس الأمن 2139 و 2165؛ جراء استمراره بالعمليات العسكرية على مختلف مناطق المعارضة، وبمختلف أنواع الأسلحة “.
وفي تقرير للشبكة – وصلت الأناضول نسخة منه الأربعاء – أوضحت فيه أن الفترة البالغة نحو 6 أشهر، شهدت هذا القدر من القتلى، من بينهم 58 شخصاً لقوا حتفهم جوعاً، في إشارة إلى أن القرار 2139، لم يساهم بدخول أي مساعدات إغاثية للمناطق المحاصرة.
وأوضحت الشبكة، أن الفترة الممتدة ما بين 22 شباط/ فبراير الماضي، وحتى 14 تموز/ يوليو الماضي، شهدت قيام القوات الحكومية بقتل ما لا يقل عن 9427 شخص، من بينهم 1138 طفلاً، و965 امرأة، قتل أغلبهم؛ بسبب عمليات القصف المتنوعة، كما استمرت عمليات التعذيب داخل مراكز الاحتجاز، حيث وثقت مقتل 924 شخصاً بسبب التعذيب.
ومضت الشبكة – التي تصف نفسها بأنها منظمة حقوقية مستقلة – بالتأكيد على أنها ” استبشرت خيراً بقرار مجلس الأمن 2139 الصادر في 22 شباط/ فبراير الماضي؛ لأنه نص على التوقف الفوري عن كافة الهجمات على مدنيين “، وأشار بشكل صريح نية اتخاذ خطوات أخرى في حالة عدم الالتزام بهذا القرار.
وأضافت أيضاً “سرعان ماعادت خيبة الأمل وسوء الظن بمجلس الأمن، بعد الانتهاكات المروعة التي ارتكبها النظام السوري بعد القرار، وبقي مجلس الأمن عاجزاً عن اتخاذ أي إجراء إضافي، حتى على صعيد إدخال المساعدات الغذائية، وقد كان ذلك متوقعاً كون القرار قد صدر تحت الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة “.
من ناحية أخرى أشارت الشبكة إلى أنها “كمنظمة حقوقية سورية وطنية مستقلة تراقب الأحداث؛ تعودت على استخفاف النظام السوري بقرارت مجلس الأمن، فحتى القرار 2118 الصادر في 27 أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والخاص بنزع الأسلحة الكيميائية وعدم استخدامها، لتوثق أكثر من 28 خرقاً لهذا القرار من قبل النظام السوري – عبر استخدام الغازات السامة – وبقي مجلس الأمن صامتاً وكأن شيئا لم يحدث “. على حد تعبيرها.
وأصدر مجلس الأمن قراراً حمل رقم 2165 في 14تموز/يوليو الجاري، وينص على السماح بإيصال المساعدات إلى المحتاجين باستخدام الطرق المباشرة، دون قيد أو شرط، وذلك لجميع المحتاجين وبدون تمييز.
وذكّرت الشبكة بما قاله “جاري كوينلان” ممثل أستراليا الدائم في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أن 90% من المساعدت تذهب إلى غير مستحقيها، وإلى المناطق الموالية للنظام السوري، وهي مناطق بوضع جيد، ولم تقم الأمم المتحدة حتى اللحظة بإجراء تحقيقات علنية وشفافة تظهر كيف حصل ذلك.
وطالبت الشبكة مجلس الأمن “بإيجاد حلول لايقاف المشكلة من جذورها، وليس معالجتها فقط، وعليه تقع مسؤولية حماية المدنيين من نظام وحشي فقد سيادته وشرعيته” على حد تعبيرها.
وينص القرار الأممي 2139 الصادر في 22 شباط/ فبراير الماضي على ” التوقف الفوري عن كافة الهجمات على المدنيين، ووضع حد للاستخدام العشوائي عديم التمييز للأسلحة في المناطق المأهولة، بما في ذلك القصف المدفعي والجوي، مثل استخدام القنابل البرميلية “.
ومنذ مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص، بحسب إحصائية مراكز خاصة بحقوق الإنسان.
الأسد يؤدي اليمين الدستورية ويحذر: الدول التي دعمت “الارهاب” ستدفع ثمنا غاليا
دمشق- (أ ف ب): حذر الرئيس السوري بشار الأسد الاربعاء من أن الدول التي تدعم “الارهاب” ستدفع “ثمنا غاليا”، وذلك في خطاب القسم الذي القاه في القصر الرئاسي اثر ادائه اليمين الدستورية لولاية رئاسية ثالثة من سبع سنوات.
واذ أكد الأسد استمراره في “ضرب الارهاب”، وهي العبارة التي يستخدمها النظام السوري للاشارة الى مجموعات المعارضة المسلحة، اكد مواصلة العمل في مسار “متواز″ هو “المصالحات المحلية” التي انجز البعض منها خلال الاشهر الماضية في مناطق محيطة بدمشق.
وبدا الرئيس السوري الذي اعيد انتخابه في الثالث من حزيران/ يونيو في انتخابات اعتبرها الغرب “مهزلة”، بمظهر “المنتصر” على رغم استمرار النزاع الدامي الذي اودى بحياة اكثر من 170 الف شخص وهجر الملايين، وبدأ باحتجاجات مناهضة للنظام منتصف آذار/ مارس 2011.
وقال الاسد في الخطاب الذي بثه التلفزيون الرسمي “سنوات مرت كان لهم القول وكان لكم الفعل، غرقوا في الوهم فصنعتم الواقع، أرادوها ثورة فكنتم أنتم الثوار الحقيقيين، فهنيئا لكم ثورتكم وانتصاركم وهنيئا لسوريا”.
واضاف “أليس ما نراه في العراق اليوم وفي لبنان وكل الدول التي اصابها داء الربيع المزيف (في اشارة الى الاحتجاجات التي عرفت باسم “الربيع العربي”) من دون استثناء، هو الدليل الحسي الملموس على مصداقية ما حذرنا منه مرارا وتكرارا، وقريبا سنرى أن الدول العربية والاقليمية والغربية التي دعمت الارهاب ستدفع هي الاخرى ثمنا غاليا”.
وتابع “حذرنا منذ بداية الاحداث من أن ما يحصل هو مخطط لن يقف عند حدود سوريا بل سيتجاوزها منتشرا عبر انتشار الارهاب الذي لا يعرف حدودا”.
ومنذ اندلاع الاحتجاجات ضده، كرر النظام القول ان ما يجري هو “مؤامرة” تقوم بها “مجموعات ارهابية” تدعمها دول عربية وغربية.
وقال الأسد الأربعاء “ان كان الغرب وامعاته من الحكومات العربية قد فشلوا فيما خططوا له، فهذا لا يعني توقفهم عن استنزاف سوريا كهدف بديل”.
وابدى الاسد عزمه على السير في مسار “داخلي” لحل الازمة، مستثنيا اي دور للمعارضة في الخارج المدعومة من دول عربية وغربية.
واضاف “اذا كان العامل الخارجي واضحا على لسان المعتدين وأدواتهم فان العامل الداخلي يبقى هو الاساس لمعالجة الحالة الراهنة والوقاية من مثيلاتها في المستقبل”.
وتابع “قررنا منذ الايام الاولى للعدوان السير في مسارين متوازيين، ضرب الارهاب من دون هوادة والقيام بمصالحات محلية لمن يريد العودة عن الطريق الخاطىء”.
الا ان الرئيس السوري شدد على ان “الحوار لا يشمل القوى التي أثبتت لا وطنيتها، فتهربت من الحوار في البدايات وراهنت على تغير الموازين و عندما خسرت الرهان قررت تغيير دفة الاتجاه كي لا يفوتها القطار”، في اشارة الى المعارضة في الخارج، وابرز مكوناتها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة.
وفشلت جولتان من التفاوض في سويسرا مطلع العام الجاري بين وفدين من النظام والمعارضة، في تحقيق اي تقدم على صعيد التوصل الى حل سياسي للنزاع.
وقال الاسد “أكرر دعوتي لمن غرر بهم أن يلقوا السلاح لاننا لن نتوقف عن محاربة الارهاب وضربه أينما كان حتى نعيد الامان الى كل بقعة في سوريا”.
وكان الاسد وصل قرابة الساعة 12,30 (09,30 تغ) الى الباحة الخارجية للقصر الواقع على تلة في شمال غرب دمشق، على متن سيارة “بي ام دبليو” سوداء اللون، قبل ان يستعرض حرس الشرف على سجادة حمراء، ويدخل القصر ليؤدي اليمين.
وتوجه الأسد في خطابه إلى “السوريين الشرفاء”، معتبرة انه “عادت البوصلة واضحة عند كثير ممن غابت عنهما الرؤية جهلا أو تضليلا وانكشفت الوجوه القبيحة على حقيقتها بعد أن سقط عنها قناع الحرية والثورة لتعمل أنيابها في الجسد”.
ويأتي خطاب القسم وسط انشغال العالم بخطر “الارهاب” المتنامي في المنطقة وتصاعد نفوذ “الدولة الاسلامية” التي شنت في الاسابيع الماضية هجوما كاسحا في شمال العراق وغربه، وتوسع بقعة انتشارها على حساب المعارضة السورية المسلحة في شمال سوريا وشرقها.
ويأتي ذلك مع تراجع الملف السوري في سلم الاهتمامات الدولية، تزامنا مع حملة القصف الجوي الاسرائيلي على قطاع غزة ورد حركة حماس باطلاق صواريخ على اسرائيل.
وقال سمير نشار، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وعضو الامانة العامة لاعلان دمشق، ان المنطقة “مضطربة جدا، ولسوء حظ السوريين ان هذا الاضطراب شتت انتباه المجتمع الدولي”.
واضاف في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “هل يركز (هذا المجتمع) على الدولة الاسلامية أو العراق او مصر او فلسطين؟”.
وتابع “يمكننا ان نعترف ان بشار الاسد نجح الى حد كبير في ان يضع نفسه في المقارنة مع داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) والتطرف”.
ويرى الخبراء ان عوامل كثيرة لعبت في صالح استعادة الاسد شرعية ولو عبر انتخابات رئاسية اقتصرت في الثالث من حزيران/ يونيو على المناطق التي يسيطر عليها النظام، وندد بها العالم الغربي والامم المتحدة.
وتقول مديرة مركز كارنيغي للشرق الاوسط لينا الخطيب لفرانس برس ان “ضعف المعارضة السورية وغياب الدعم الاميركي والاوروبي القوي للمعارضة والسياسة الروسية (الداعمة لدمشق) وبعض دول الشرق الاوسط لعبت كلها لصالح الاسد”.
وتضيف “في وقت تعاني المعارضة السورية وداعموها من التفكك والانقسام وتفتقد الى استراتيجية سياسية وعسكرية قابلة للحياة، استخدم النظام السوري الدعم المحلي والاقليمي والدولي للاستمرار”.
وغابت المطالبة برحيل الاسد من قاموس الدول الغربية التي كانت تعتبر هذا الامر شرطا اساسيا لحل الازمة السورية.
ويقول الرئيس الجديد للائتلاف المعارض هادي البحرة ان “بشار الاسد يبقى السبب الرئيسي للازمة الانسانية غير المسبوقة التي تصيب البلاد. سياسة (الموت جوعا او الاستسلام) ودعمه غير المعلن للمجموعات الارهابية تمزقان سوريا”، وذلك في تصريحات وزعها مكتبه الاعلامي.
ويشدد على انه “لا يجدر بالمجتمع الدولي ان يسقط في هذا الفخ الذي نصبه النظام الديكتاتوي (…) بشار الاسد يبقى السبب الرئيسي لعدم الاستقرار وعدم حل النزاع (…) هو يحمل على يديه دماء السوريين”.
حزب الله: معركة القلمون صعبة والحلول خطرة لبنانياً
منير الربيع
يتقلّب حزب الله على جمر نار أشعلها، إنقلب السحر على الساحر. بالملموس، بدأ التأكّد أن الحرب السورية ليست نزهة، إحتفالات الإنتصار في القلمون تبدّدت، الحرب تجدّدت بأسلوب آخر، وهذه المرّة كانت المبادرة للمعارضة المسلّحة وليس له وللجيش السوري. نفّذ الثوار ضربات لمواقع الحزب في أكثر من منطقة قلمونية، تكبّد الحزب خسائر كبيرة، ما زال ينعي مقاتليه الذين سقطوا هناك منذ الثاني عشر من تموز تباعاً.
الحرب المتجدّدة فرضت نفسها على الحزب، الذي يجري دراسة معمقة لما جرى ويجري، ولتفادي هكذا أخطاء قاتلة مجدداً، يعتبر الحزب أن خسائره في 24 ساعة كبيرة جداً، وهي من أكثر المعارك التي استحقت ضريبة كبيرة جداً. لذا يعيد تقييم استراتيجيته، يبحث في خطط مستقبلية، لكنه يصل إلى حائط مسدود في كثير من الأحيان.
بداية، وفي إشارة إلى ما جرى في الأسبوع الفائت بين حزب الله والمعارضين السوريين بما أصبح يعرف بمعارك الجرود، يصعب التنبؤ بحقيقة ما حصل في ظل التكتم والتعتيم من قبل الحزب. لكن من خلال حجم الخسائر التي تكبدها، يمكن القول إنه تعرض الى أسلوب جديد من أساليب المواجهة لم يكن يعتقد بأنها ستواجهه، وبالتالي لم يكن مجهزا لها.
تقول مصادر عسكرية في حزب الله لـ”المدن” إن عناصر الحزب تعرضوا لما كانوا يعتمدون عليه في حربهم ضد العدو الإسرائيلي، أي لجأ المسلّحون إلى نصب كمائن، واعتماد أسلوب حرب العصابات، لذلك تكبّد الحزب هذا العدد من الخسائر في وقت قليل.
معروف أن أسلوب حرب العصابات يعتمد على المباغتة، وشن ضربة معيّنة على موقع معيّن ومن ثم التراجع، وفي هذا النوع من المواجهات، يعتبر المصدر نفسه أن الدفة مالت لمصلحة الثوار، أولاً لأنهم أصحاب الأرض والعارفون بطبيعتها وتضاريسها، وثانياً بسبب عنصر المباغتة خاصة اذا ما اعتبرنا أن الحزب كان يفترض بسط سيطرته على منطقة القلمون الجبلية وبالتالي فإن مقاتليه لم يكونوا على استعداد نفسي لخوض هكذا مواجهة، ويقول المصدر: “بعد حسم المعارك هناك، سرى إعتقاد في نفوس المقاتلين بأن المنطقة أصبحت منطقة خضراء عسكرياً، ولذا تمّ سحب مقاتلي النخبة من هناك إلى مناطق أخرى كإدلب وحلب، ومن بقي هناك هم من قليلي الخبرة الميدانية والصغار في السن، إذ كان هناك تقدير بأن القلمون أصبحت تعتبر من الخطوط الخلفية، وأعمار القتلى الذين سقطوا يؤكد ذلك، هذا بالإضافة إلى الكلام عن أسر مقاتلين أو جثثهم وهذه نقطة إضافية تسجّل لمصلحة الثوار وتفسر حجم الخسائر الفادحة التي تكبدها الحزب.
يرسم الحزب خططه على الخريطة حسب مناطق سيطرته وسيطرة خصومه، وهنا يشير المصدر إلى أن المعارضة السورية تسيطر على جرود عرسال، وجرود القلمون ربطاً بريف دمشق ودرعا وصولاً إلى الحدود مع الأردن، وهذا الخطّ طوله 75 كلم، أما هو فيسيطر على بلدات القلمون، والأوتوستراد الدولي، بالإضافة إلى طريق لبنان ـ دمشق الدولي الذي يمرّ بالمصنع.
لا يخفي قادة حزب الله الميدانيون مفاجأتهم بما جرى في الآونة الأخيرة، إقتحام القلمون والقصير لا يمكن فصله عن دخول الجيش السوري إلى حمص بناء على تسوية سياسية، هناك من يهمس بأنه إستدراج للحزب إلى المستنقع، ليبدأ المسلّحون بشن ضربات متفرّقة، وتؤكّد مصادر الحزب العسكرية لـ”المدن” أن المعارضين استخدموا أسلحة نوعية وحديثة من بينها صواريخ تاو وهذا ما ألحق بهم خسائر كبيرة.
يستعدّ الحزب لمواجهة ما يتعرّض له في وضع خطّة جديدة، لكن تواجهه مشكلة رئيسية. مقاتلو المعارضة يتمركزون في الجبال الوعرة ومغاورها في الجرود الممتدة بين القلمون وعرسال وهي مساحات واسعة، وهو بحال إستمر مدعوماً بطيران الجيش السوري بقصف أماكن وجود المسلّحين، سيسهم ذلك بدخولهم إلى عرسال وبعض المناطق الأخرى كأطراف بريتال ونحلة ويونين، أي إنتقالهم إلى العمق اللبناني. لطالما نظر الحزب إلى عرسال على أنها المنطقة الشاذة الوحيدة والعاصية على نفوذه، ولتجنيب نفسه ضربات مماثلة فلا يرى أمامه سوى خيار ضرب عرسال.
يقف حزب الله أمام إستحقاقين، إما فتح معركة عرسال وإقتحامها، أو تركها على ما هي عليه، وفي الحالتين فإن إرتداد أي خطوة من الإثنتين سيكون سلبياً على الحزب، بحال اقتحم عرسال ستقع حرب أهلية في لبنان، والجيش سيتعرض لهزة كبيرة إن لم يكن إنشقاقاً، أما بحال تركها فهذا يعني أنه سيبقى عرضة لضربات كالتي تعرّض لها مؤخّراً. هناك من يتحدّث عن وجوب تدخّل الجيش للقضاء على وجود المسلّحين في جرود عرسال، لكنّ مصادر عسكرية بارزة تقول لـ”المدن” إن الوضع لا يحتمل هكذا خطوة خصوصاً في هكذا جرود واسعة، وتعتبر المصادر أنه عند كل إشتباك بين الحزب والمعارضين السوريين فإن الجيش سيقف على الحياد تماماً كما كان يجري في طرابلس أثناء الإشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة.
هل استخدم ‘داعش’ سلاحاً كيماوياً ضد أكراد سوريا؟
الرقة – هادي سلامة
هل استخدم ‘داعش’ سلاحاً كيماوياً ضد أكراد سوريا؟ صور نشرها نشطاء قالوا إنها لآثار الحروق على جثامين قتلى وحدات حماية الشعب الكردية
“داعش استخدمت الأسلحة الكيماوية”، ليست كلمات من السهل تجاوزها. تناقل المعلومات حول هذا الموضوع كبير، إلا أن الغموض ما يزال هو سيد الموقف. وإشارات الإستفهام الكثيرة تطوف حول صحة الخبر ومقدار هوله أو تهويله.
صور آثار حروقٍ وبقع على أجساد جثامين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، كانت كافية للترجيح بأن “داعش” استخدم سلاحاً غير عادي خلال هجومه على قرية عفدكو، شرق كوباني في القامشلي واشتباكه مع وحدات الحماية. هذا ما أكده وزير صحة كوباني، نعسان أحمد، بقوله: “شكلّنا أنا وسبعة من الأطباء ذوي اختصاصات مختلفة فريقاً لفحص ثلاث جثث لمقاتلي وحدات الحماية، الذين قتلوا على يد داعش، وتوصل الفريق بأكمله بعد تبيان الكشف إلى أن آثار الحروق والبقع البيضاء على أجساد القتلى عائدة لاستعمال مواد كيماوية أدت إلى مصرعهم من دون أي جروح ظاهرة أو نزيف خارجي”.
أمر آخر يمكن أن يكون دليلاً على استخدام التنظيم للسلاح الكيماوي، يظهر من خلال الإعلان، في حزيران الماضي، عن سيطرة “داعش” في العراق على مجمّع المثنى الكيماوي الواقع شمال غرب بغداد. ذلك الحدث لم يثر قلق الخارجية الأميركية، ويظهر ذلك من خلال تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركية التي قالت إنه “من الصعب جداً، بل ومن المستحيل مقدرة داعش على نقل الأسلحة الكميائية وصواريخها إلى مكان آخر، ناهيكم عن تقادم المواد في المصنع والتي تعود لحقبة نظام صدام المخلوع”.
ومع تضارب الأنباء والتصريحات، يؤكد مصدر من داخل المناطق السورية، التي يسيطر عليها التنظيم، لـ”المدن” وصول “شحنات من مركبّات كيماوية إلى الرقة مؤخراً مصدرها الأراضي العراقية”. ويشير إلى أن تلك الكميات “متواضعة لكنها تشمل مواد عالية السميّة وبأشكال متعددة من مركبّات الفوسفور، الأسيد، ومركبّات الهالوجين العضوي، ورباعي كلور الكربون، وكلور السيانوجين (مركبات الكلور العضوية)، وعناصر المغنيزيوم والسيزيوم، التي تدخل في تركيب قنابل حارقة، إضافة إلى مواد كاوية أخرى مع كميات محدودة من غازات ذات فعالية سميَة”.
ويكشف المصدر أن تلك المواد تتم إدارتها من قبل خلية تدعى “حرب الكيمياء” ويشرف عليها أمير من أمراء المكتب الأمني، ذو سطوة واسعة بين العراق وسوريا، وهو دخل إلى الشمال السوري من الأراضي التركية، قادماً من الولايات المتحدة الأميركية إثر خطاب زعيم “داعش”، أبو بكر البغدادي، الذي حضَّ الخبرات بكافة اختصاصاتها على الهجرة إلى “أرض الخلافة”، وانتهى مطاف الأمير بعبور الحدود السورية العراقية عائداً منها أميراً بلقب “أبو بكر الزرقاوي”، تيمناً باسمين من أهم أسماء الجهاديين.
اتضح بعدها أن هذا القيادي في أواخر العقد الثاني من العمر، جنسيته أردنية، واختصاصي في الكيمياء الحيوية والعضوية والفيزياء النشطة، ويشرف بنفسه على أي تجهيزات تتناول اختصاصه.
ويكمل المصدر لـ”المدن”: “هذه الشخصية بالذات هي من أكثر القيادات (في التنظيم) حداثة (..) ومحاطة بسرية تامة في تنقلاتها بين العراق وسوريا”.
ومع تكاثف المعلومات وخطورتها يرى المصدر بأن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط باستخدام “داعش” للكيماوي ضد خصومه على الأرض كون التنظيم لا يزال يتخذ الشكل البدائي في استغلال ما لديه، بل الخطر الأول والأهم هو أن التنظيم يخزّن ما سيطر عليه ضمن مقرّات محاطة بمساكن المدنيين، مبيّناً بأن إمكانيات “داعش”، وعلى الرغم من حداثة عهدها وتسارعها الملفت للنظر ما تزال خجولة نسبياً، مدركةً بأن هذا السلاح بالذات قد يحصد الضحية والجلاد إثر غلطة وحيدة ساذجة، كما أن الولايات المتحدة الأميركية تعلم بأن مايحدث لن يشكّل خطراً محدقاً على حلفائها في المنطقة، بالمقارنة بما يشكله مخزون النظام السوري، لكن الإجراء الذي قد يحدث فرقاً كبيراً هو قصف النظام السوري -جاهلاً أوعالماً- لتلك المخازن، مما قد يوقع المنطقة بتبعات لا تُعرف حدودها.
الحكومة السورية المؤقتة.. باقية
عمر العبد الله
تستعد الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لعقد اجتماعها الأول بعد انتخاب هيئتها الرئاسية الجديدة، والتي جاءت بعد تحالف غامض ظهر فجأة بين الخصمين اللدودين، رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا، والأمين العام الأسبق مصطفى الصباغ. التحالف الذي نتج عنه وصول هادي البحرة الى رئاسة الائتلاف بعدما دفع به التحالف لمواجهة موفق نيربية في الانتخابات التي حصلت أخيراً، أشعل حرباً جديدة بين أحمد الجربا، والمعارض ميشيل كيلو، الذي اتهم الجربا بشراء أعضاء الائتلاف بالمال السياسي والتهديد.
وبعيداً عن أجواء المشاحنات. سيخصص الاجتماع المقبل، الذي سيعقد في إسطنبول يومي 20 و21 من الشهر الحالي، لملف الحكومة السورية المؤقتة، والتي شهدت علاقتها بالائتلاف توتراً شديداً في المرحلة الماضية، نتيجة سوء العلاقة بين رئيسها أحمد طعمة ورئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا، الذي يرى أن طعمة يتجاوز صلاحياته ويتدخل في شؤون السياسة الخارجية المنوطة بالائتلاف فقط، الأمر الذي يشكل مدعاة للجربا، ومعه عدد من أعضاء الكتلة الديموقراطية، الى سحب الثقة من رئيس الحكومة المؤقتة.
وعلمت “المدن” من مصادر واسعة الإطلاع، أن الاجتماع المقبل لن ينجح في سحب الثقة من رئيس الحكومة. وأشارت المصادر إلى أن عدد أعضاء الائتلاف الداعمين لقرار سحب الثقة لا يتجاوز 44 عضواً، على الرغم من التحالف الجديد الذي نشأ في الاجتماع الأخير، في حين يحتاج الائتلاف الى أصوات أكثر من 59 عضواً (النصف زائدا واحدا) حتى يتمكن من سحب الثقة. إضافة الى أن الحكومة المؤقتة ستقدم عرضاً لواقع عملها وما قامت به منذ تشكيلها، ما قد يؤدي إلى تراجع عدد أعضاء الائتلاف الراغبين بسحب الثقة منها.
واعتبرت المصادر أن خطاب رئيس الائتلاف الجديد، هادي البحرة، ووقوفه على مسافة واحدة من جميع الأطراف، بما فيها الحكومة المؤقتة، هو بداية تهدئة حدة الخلافات التي شهدتها العلاقة بين الائتلاف والحكومة في الفترة الماضية، وأكدت المصادر عينها أن رسائل تركية وأميركية وصلت الى الائتلاف تدعم الحكومة المؤقتة ورئيسها أحمد طعمة.
وبحسب معلومات “المدن” فإن الائتلاف قرر عقد مجموعة من ورشات العمل لمناقشة وضع الحكومة، وتستمر هذه الورشات حتى موعد الاجتماع المقبل، وسينتج عنها إصدار ميثاق ينظم عمل الحكومة وعلاقتها بالائتلاف الوطني. وسط تأكيدات شبه محسومة، تفيد ببقاء الحكومة المؤقتة على شكلها الحالي، مع تعديل بسيط قد يطال بعد الشخصيات فيها، إلى جانب ملء الوزارتين الشاغرتين حالياً (الدفاع والداخلية)، كما توقعت انهاء العلاقة بين وزارة الدفاع والحكومة، ووضع وزارة الدفاع تحت الاشراف المباشر للائتلاف وإبقاء ملف السياسة الخارجية بيد الائتلاف.
أما في ما يخص المجلس العسكري الأعلى، والذي كان رئيس الحكومة المؤقتة قرر إقالته قبل أن يرفض الائتلاف قراره، فتشير مصادر “المدن” إلى أنه قد قدم مرشحاً واحداً فقط لشغل وزارة الدفاع. وأكدت المصادر- رافضة الإفصاح عن اسم المرشح- أن هذه الشخصية وهي شخصية عسكرية بارزة، رفضت ترشيحها دون الاجتماع بالمجلس العسكري الأعلى ووضع خطة عمل لوزارة الدفاع وتحديد موازنة خاصة بالوزارة.
حلول لنزع فتيل الأزمات الاقتصاديّة بين الأتراك والنازحين السوريّين
عدنان عبد الرزاق
بدأت تظهر ملامح العنف بين الاتراك والنازحين السوريين في أكثر من منطقة في تركيا، وخاصة على الحدود، بسبب الاوضاع الاقتصادية تارة، والاجواء السياسية طوراً.
ولعلّ ما حصل في منطقتي غازي عنتاب ومرعش في قهرمان، عند اقتحام شباب أتراك العديد من المحال التجارية السورية وقيامهم بتحطيمها وإقفالها، ما تسبّب في خسائر تقدّر بآلاف الليرات التركية، يشير الى تأزم الاوضاع، ما دفع نائب رئيس حكومة الائتلاف السوري، الدكتور أسامة القاضي، إلى التدخل.
وقال القاضي، لـ”العربي الجديد”، إنه “سيتم طرح الموضوع خلال اجتماع الحكومة، اليوم الأربعاء، لنزع فتيل الاشكال الذي وقع، وأنه تم تكليف وزارتي الإغاثة والثقافة لمتابعة الموضوع والتواصل مع الجانب التركي الرسمي لتهدئة الأوضاع، مشيراً الى وجود أبعاد سياسية في النزاع”.
سياسة مغايرة
حادثة مرعش في قهرمان، وغيرها من الحوادث، بدأت تثير مخاوف النازحين السوريين، وخاصة أنها تطال لقمة عيشهم في تركيا، وتحديداً في مدينة إسطنبول، حيث أغلقت بلدية الفاتح مطعم “أبو أيمن” بحجة عدم وجود ترخيص.
وقال صاحب المطعم، لمراسل “العربي الجديد”: “بدأت تلاحقنا البلدية والمالية في هذه الظروف، والمستغرب هو توقيت هذه الملاحقات، بالرغم من أن افتتاح المطعم تم منذ ما يقارب العام، لكن البلدية طلبت إقفال المطعم لغياب التراخيص، علماً أن الاقفال خلال شهر رمضان، سيكبّدنا خسائر نتيجة فساد المواد الأولية وأجور المحل والعمال”.
هذه الاحداث تطرح علامات استفهام حول ما يحدث من ملاحقة للسوريين في الفاتح وأكسراي، كما يطرح علامات استفهام حول آلية التشدد في التراخيص التجارية، بالإضافة الى الشروط التعجيزية التي يعاني منها السوريون أثناء تأجير المنازل، فهل يأتي ذلك كله بمحض الصدفة؟ أم أنه نهج سيعتمده الأتراك الى حين انتزاع فتيل التأزم على الحدود وانتهاء الانتخابات الرئاسية؟
العمالة السورية
تشير التقارير الى أن أعداد النازحين السوريين المتزايدة تتسبّب في حدوث هذه الاضطرابات، بالرغم من أنه لا يوجد رقم واضح حول عدد السوريين اللاجئين في تركيا، لكن رئيس إدارة الكوارث “afad”، فؤاد أقطاي، قال لوكالة الأناضول: “إن عدد السوريين اللاجئين في تركيا والمسجلين بشكل رسمي، تجاوز 900 ألف، وإن مصاريف الحكومة التركية على اللاجئين السوريين بلغت مليارين ونصف المليار دولار”.
من جهته، صرح رئيس غرفة تجارة مرسين، طلعت دينجير، لجريدة “زمان” التركية، الأسبوع الماضي، إن زيادة المحال والمطاعم السورية في مرسين بشكل غير قانوني، ساهم في إغلاق نحو 250 محلاً تركياً خلال الأشهر الخمسة الأخيرة.
وقالت مصادر إعلامية إن قبول السوريين العمل بأجر أقل ممّا يطلبه الأتراك، أثّر في زيادة نسبة البطالة في بعض المدن التركية، حيث يتقاضى السوري أجراً لا يتعدى 20 ليرة تركية في اليوم، أي ما يعادل 10 دولارات. ففي ولاية أورفة التركية الحدودية والتي يبلغ عدد سكانها المليون ونصف المليون نسمة، والتي تضم 155 ألف لاجئ سوري، قفز معدل البطالة من 6.2 في المئة عام 2012، إلى 16.3 في المئة عام 2014.
إلى ذلك، بدأ أرباب العمل الاتراك بصرف العمال السوريين من عملهم، وقال العامل السوري، محمود الحسين: “طردني رب العمل، بعد الأحداث التي جرت في أنقرة قبل شهرين، دون أي مبرر، بعد تذرّعه بأن السلطات التركية بدأت تلاحق أرباب العمل لشرعنة عمل السوريين وتسجيلهم بالتأمينات”.
وأضاف الحسين، لـ”العربي الجديد”: “كنا نعمل في قوجي إيلي، بريف مدينة إزميت، بأجر شهري 700 ليرة تركية، لكن الأحداث والتوترات أثّرت على عملنا وبتنا اليوم بلا عمل”.
الأثر الإيجابي
في المقابل، استغرب الخبير الاقتصادي، سمير رمان، عدم ذكر التقارير للأثر الايجابي للنزوح السوري على الاقتصاد التركي، وقال لـ”العربي الجديد”: “لماذا لا يُنظَر إلى الأثر الإيجابي لدخول السوريين ورؤوس الأموال إلى تركيا؟ وخاصة لجهة إقامة منشآت غزل ونسيج وزيادة القدرات التنافسية بين القطاعات عموماً وقطاعي الغذائيات والنسيج خصوصاً؟”.
وأضاف: “في ولاية قونيا، وسط تركيا، فقط، هناك نحو 40 ألف عامل سوري، معظمهم مؤهل ولديه خبرة في العمل في قطاع النسيج والجلديات”، مشيراً الى أن بعض المنشآت الصناعية في حلب نُقلت إلى تركيا، كما شجعت السياسة التركية والتسهيلات التي منحتها للسوريين رؤوس الأموال لتأسيس مشاريع، ما يعني أن الوجود السوري ساهم في رفع إيجارات المنازل وتنشيط حركة الأسواق، نتيجة زيادة الاستهلاك وضخ أموال في السوق.
وأضاف رمان: “أعتقد أن تدفّق السوريين قد تراجع هذه الآونة، فما هي أسباب الفورة عليهم من مدن محددة؟ ولماذا ساد الصمت والترحاب من المناطق نفسها في ما مضى، رغم أن ذروة دخول اللاجئين السوريين كانت العام الفائت وليس عام 2014؟”.
عوامل سياسية
لم ينكر الناشط والإعلامي، فرحان مطر، الآثار الاقتصادية السلبية نتيجة أعداد السوريين الهائلة، ودعم الحكومة التركية، من إقامة مخيمات وتسهيلات، على الاقتصاد التركي، لكنه اعتبر أن هناك أسباباً سياسية تقف أيضاً في ملف النزوح السوري، بدأت تظهر منذ تأييد بعض أطياف المجتمع التركي لنظام بشار الأسد خلال تفجير سيارتين في إقليم هاتاي، “الريحانية”، في 11 مايو/ أيارعام 2013.
وقال مطر، لـ”العربي الجديد”: “من خلال تجربتي الشخصية كإعلامي واكبتُ المزاج العام التركي حيال تدفّق السوريين، لاحظتُ احتقاناً منذ بداية الثورة من العلويين والمعارضين لسياسة رجب طيب أردوغان، ولعلّ ما حدث من إساءة بعض السوريين في مدينة غازي عنتاب أخيراً، فجّر تلك الكوامن وأعطى مبررات لظهور العداء للسوريين وثورتهم”.
وقد وقع، يوم الاحد الماضي، إشكال في مدينة مرعش كرهان بين شباب أتراك وسوريين، حيث قام الاتراك بتكسير واجهات المحال التجارية، وقال فراس أحمد، لمراسل”العربي الجديد”، إن “الأتراك توعّدوا السوريين في عملهم وسكنهم بعد اعتقال الشرطة لبعض المحرّضين والمشاغبين الذين أساؤوا للسوريين وممتلكاتهم”.
في هذا الاطار، قالت النائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية عن ولاية “قهرمان مرعش”، سيفدا بيازيد، في تصريحات صحافية، إن مجموعة محددة هي التي قامت بالأحداث التي شهدتها المدينة، وأن ما حدث هو “عملية استفزازية في هذه المرحلة قبيل انتخابات الرئاسة التركية”.
وأضافت، لوكالة ترك برس: “لقد وقف سكان المدينة، منذ اليوم الأول، إلى جانب السوريين، وقدموا لهم كافة أشكال الدعم المعنوي والمادي. وأعتقد أنهم سيستمرون بذلك بعدها. ولا أعتقد مطلقاً أن سكان قهرمان مرعش ـ التي تعدّ مكاناً روحياً هاماً، وخرّجت العديد من الأدباء والشعراء ـ يفكرون بهذا الشكل تجاه إخوانهم الواقعين تحت الظلم. وأظن أن هناك أمراً من وراء تلك الأحداث”.
تحرّك الائتلاف
رغم جسامة الأحداث التي تشهدها المدن التركية الحدودية تجاه السوريين، واحتمال تطورها إلى درجة الاساءة والطرد وربما القتل، لم يصدر أي موقف عن الائتلاف الذي كان منشغلاً بانتخابات الرئاسة والهيئة السياسية أثناء أحداث مرعش، وقال نائب رئيس حكومة الائتلاف، الدكتور أسامة القاضي، لـ”العربي الجديد”: “سيتم طرح الموضوع خلال اجتماع الحكومة، اليوم الأربعاء، لسحب فتيل الأزمة”.
من جهة أخرى، انتقد أحد أعضاء الائتلاف، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، غياب اهتمام الاعضاء بالنازحين السوريين، وقال: “إن المعارضة، بمَن فيهم أعضاء الهيئة السياسية بالائتلاف، يقضون أمسيات شعر ومحاضرات ويتجاهلون توعية السوريين والبحث في قضايا تهدد وجودهم في تركيا، وعلى رأسها التسوّل، ما يثير إشكالات حقيقية مع الاتراك”.
في المقابل، تنشط حركة “إعلاميون سوريون” على غير صعيد ومستوى للإحاطة بالأزمة، حيث نسب الإعلامي، إياد شربجي، بعض الأسباب لوجود بعض مظاهر الاسراف والبذخ من قبل بعض السوريين، بالاضافة الى تجول الجيش الحر بسلاحه قرب القرى الحدودية وعدم مراعاة خصوصية الشعب التركي.
وقال شربجي، لـ”العربي الجديد”: “لا بد من العمل سريعاً على نزع فتيل الازمة واعتماد استراتيجية لمخاطبة الأتراك بلغتهم. ولعل الأهم العمل على مكافحة ظاهرة التسوّل التي أعتقد أنها أكثر ما يخيف الأتراك ويسيء إلى السوريين”.
واقترح شربجي أن تقوم المعارضة بتوعية السوريين بالقوانين التركية وكيفية التعامل والعيش في بلد احتضن السوريين أكثر من كل العرب وله تقاليده وعاداته.
وقال قتيبة الخطيب، الصحافي السوري الذي يعمل على مبادرة لتحسين العلاقة مع الأتراك: “طرحنا مبادرة لجميع الصحافيين المقيمين في مدينة غازي عنتاب، كونهم من المؤثرين في المجتمع الالكتروني، وتتضمن ضرورة الاجتماع والقيام بخطوات عاجلة لرأب الصدع بين السوريين والاتراك”.
وأضاف: “خلال الأيام المقبلة، سنجتمع للتشاور حول ما يمكننا فعله مع منظمات المجتمع المدني في المدينة”.
سورية: “داعش” يستغل خلافات الفصائل ويسيطر على دير الزور
إسطنبول ــ عبسي سميسم
رأى قياديون في المعارضة السورية المسلحة في دير الزور، أن سبب خسارة المدينة مؤخراً لصالح تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، هو قلة الدعم، والفرقة الحاصلة بين ألوية “الجيش الحر” بعضها مع بعض، ومع باقي التنظيمات، في مقابل الدعم المادي والمعنوي الذي تلقاه “داعش”، مستغلا تقدمه في العراق.
وساعدت السيطرة على ريف دير الزور الشرقي بالقتال ثم البيعة، ومن ثم ضمان الريف الغربي بالبيعة، عناصر “داعش” لبسط السيطرة على المدينة بشكل أسرع من المتوقع، إذ كان جزء من قادة “الجيش الحر”، قد أعلنوا البيعة سابقاً لتنظيم “الدولة الإسلامية”، في حين التزم جزء آخر الحياد بحجة عدم قتال المسلم للمسلم، كـ”كتائب محمد”، وبقيت عناصر “جبهة النصرة”، وحركة “أحرار الشام” تقاتل عناصر التنظيم.
ومثّل الإعلان الاثنين، عن مقتل قائد “جبهة النصرة” صفوان الحنت الملقب بأبي حازم، خلال محاولته الهرب إلى قرية حطلة للحاق عناصر من “النصرة” باتجاه درعا والقلمون وإدلب، بداية دخول “داعش” إلى المدينة، حيث اقتحمتها أربع سيارات عبر الجسر الكبير (المعبر البري الوحيد للأحياء الخاضعة لسيطرة “الجيش الحر” في مدينة دير الزور، ويصل تلك الأحياء مع الريف بشكل مباشر، ويقع على الفرع الكبير لنهر الفرات)، والذي كان بعض المبايعين للتنظيم قد قاموا بنزع العبوات الناسفة، التي وضعت تحته تمهيداً لدخول المدينة.
وأوضح أبو عمار، وهو أحد القادة الميدانيين الذين غادروا مدينة دير الزور، لـ”العربي الجديد”، أن الثوار في المدينة كانوا غير قادرين على صد الهجوم الذي ينفذه “داعش”، وذلك نتيجة امتلاك التنظيم أسلحة ثقيلة ومتنوعة، مضيفاً أن المدينة تحت الحصار منذ أكثر من شهر، ولا توجد إلا كميات قليلة من الذخيرة لصد محاولات الاقتحام.
من جانبه، كشف قائد المنطقة الشرقية سابقاً المقدم محمد العبود، أن أحد أهم أسباب سيطرة “داعش” على مدينة دير الزور، أن “الدول التي تقدّم نفسها على أنها داعمة للثورة السورية، لم تقدّم طلقة واحدة لدير الزور منذ يناير/كانون الثاني من العام الماضي، بل وتقصدت إهمال المنطقة تماماً”.
وأوضح القيادي، الذي كان أحد الموقّعين على بيان استقالة جماعية من هيئة أركان “الجيش الحر” قبل نحو شهر، لـ”العربي الجديد”، أن “السبب الآخر هو الدعم المادي والمعنوي الذي تلقاه “داعش” من العراق، إضافة إلى الفرقة الحاصلة بين ألوية “الجيش الحر” بعضها مع بعض ومع باقي التنظيمات، متحدثاً عن وضع مأسوي بالنسبة للمدنيين، الذين فضل جزء كبير منهم النزوح خصوصاً إلى تركيا”.
من جانب آخر، رأى قائد المجلس العسكري الثوري في دير الزور، مهند طلاع، أن “داعش” لن يصطدم مع المقاتلين المعارضين له في المدينة، لأنه في حال طلب البيعة، فإن المعارك ستندلع بين الطرفين، أو سيغادر جزء كبير من مقاتلي “الجيش الحر” الى خارج المدينة إن اضطروا لذلك.
وأكد طلاع لـ”العربي الجديد” أن “المعارضة الحقيقية هم المقاتلون الموجودون على الأرض، وليس من في الخارج، الذين لم يكلفوا أنفسهم بالسؤال ماذا يحدث في دير الزور”.
يذكر أن عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” سيطروا على الأحياء الخاضعة لمقاتلي “الجيش الحر” و”الكتائب الإسلامية”، خلال اتفاق صلح بين الطرفين.
ومن المتوقع أن ينتشر “داعش” اليوم الأربعاء، في أحياء العمال، المطار القديم، الخسارات، الحويقة، الحميدية، الشيخ ياسين، الرشدية، الجبيلة، الموظفين. في حين يبقى لعناصر القوات النظامية حيي القصور والجورة، والجبل المطل على المدينة، ما يضع كل من “داعش” والنظام أمام اختبار حقيقي حول حقيقة ما يتم تداوله عن ارتباط بينهما بعد أن بقي للنظام نقطة تمركز وحيدة في عمق الخلافة التي أعلن عنها تنظيم “داعش” واستشرس في طرد كل قوات المعارضة منها.
وتُعتبر دير الزور ثاني أكبر محافظة سورية من حيث مساحتها التي تبلغ 33 ألف كيلومتر مربع.
40 قتيلًا لحزب الله في كمائن القلمون
المعارضة السورية تسيطر على كتيبتين للنظام في درعا
سيطرت المعارضة السورية المسلحة على كتيبتين لجيش النظام في درعا جنوبي البلاد، بينما نصبت كمائن لحزب الله في القلمون، وقالت إنها أفقدته 40 قتيلًا في كر وفر في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا.
بيروت: ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات المعارضة سيطرت على الكتيبتين بعد اشتباكات مع القوات الحكومية، بينما دارت مواجهات بين الجيش والعارضة في محيط مبنى المخابرات الجوية بحلب.
بدر القصاص
وكانت كتائب المعارضة السورية في درعا اصدرت بيانًا عسكريًا الثلثاء أعلنوا فيه بدء معركتهم “بدر القصاص من مدينة النحاس” للسيطرة على مدينة الشيخ سعد غربي محافظة درعا, التي يتمركز فيها آخر وأهم معاقل جيش الأسد ضمن اللواء 61.
وجاء في البيان إن المعركة الجديدة، التي يشارك فيها خمسة فصائل من قوات المعارضة, تأتي استكمالًا للانتصارات العظيمة التي حققها الثوار بريفي درعا القنيطرة, “ونجاح الجيش الحر بالسيطرة على مدينة الشيخ سعد يعني القضاء على اللواء 61، أضخم الألوية العسكرية المقاتلة في جيش النظام على مستوى سوريا من حيث العدّة والعتاد, وبالتالي فتح الطريق الرئيسي الرابط بين محافظتي القنيطرة ودرعا بشكل كامل”.
تمهيدًا للزحف
ونقلت تقارير صحفية عن جمال الجولاني، عضو اتحاد تنسيقيات الثورة، تأكيده أن معركة “بدر القصاص من مدينة النحاس” تهدف لتأمين الخطوط الخلفية للثوار، عبر تحرير ما تبقى من القطع العسكرية التابعة للواء 61 في مدينة الشيخ سعد, وهي كتيبة المشاة وكتيبة الدبابات وسرية النقل وسرية المحروقات، تمهيدًا لمعركة الزحف باتجاه دمشق، من خلال التقاء ثوار درعا بثوار الغوطة الغربية، في حال نجاح كتائب المعارضة بتحقيق أهداف هذه المعركة.
وبحسب الجولاني، أهم الفصائل العسكرية المشاركة في المعركة هي حركة المثنى الإسلامية، وجبهة ثوار سوريا، وفرقة الحمزة، ولواء أحفاد ابن الوليد، وفوج المدفعية الأول. وكانت عملية تحرير السرايا والقطع العسكرية في اللواء 61 انطلقت منذ أيلول (سبتمبر) 2013, وأفضت إلى السيطرة على قيادة مقر اللواء في تل الجابية, وتحرير سرية الدرعيات ذات الموقع المنيع، وقطع عسكرية أخرى في أقصى جنوب محافظة القنيطرة.
سكود على جوبر
في دمشق، سيطر مسلحو المعارضة على 6 مباني كانت تتحصن فيها القوات الحكومية على أطراف حي جوبر، فيما وقعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة على أطراف الحي من جهة ساحة العباسين، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة مصدره قاسيون، ومع سقوط صاروخ أرض أرض من موع سكود على الحي، مصدره مطار المزة العسكري، حسبما ذكر ناشطون سوريون.
ودارت بعد منتصف ليل الثلاثاء – الاربعاء اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الاسلامية في بساتين حرستا، كما قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل الثلثاء مناطق في مدينتي داريا والزبداني، ومناطق في دوما ومزارعها، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا.
محاولات في المليحة
وفي المليحة، فجر مقاتل من جبهة النصرة، من جنسية مغاربية، نفسه بعربة مفخخة بالقرب من تمركز لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، في محاولة لفك الحصار عن المدينة. وتواترت أنباء عن وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف قوات النظام.
واستمرت الاشتباكات عنيفة في المليحة ومحيطها، وعلى محاور الجهة الشرقية وطريق زبدين, وطريق حتيتة الجرش، بين الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله من جهة اخرى. ويحاول مقاتلو المعارضة فك الحصار عن مئات المقاتلين المحاصرين في المليحة منذ أيام. وترافق ذلك مع سقوط 6 صواريخ أرض- أرض منذ صباح الأربعاء على البلدة.
ونفذ الطيران الحربي غارة على اطراف زبدين بالغوطة الشرقية، واربع غارات على مزارع كفربطنا، مع سقوط صاروخي أرض – أرض على المنطقة. وتعرضت مدينتي زملكا والزبداني ووادي عين ترما وبساتين الكسوة ومناطق في الغوطة الشرقية لقصف مركز وعنيف.
40 قتيلاً لحزب الله
في القلمون، نقلت تقارير صحفية لبنانية عن مصادر مقرّبة من حزب الله اعترافها بمقتل نحو 40 عنصرًا من الحزب الله، غالبيتهم من بلدات نحلة وبعلبك واللبوة والنبطيّة وصور، في معارك حصلت الاثنين والثلثاء في جرود بلدة عرسال وفي جبال القلمون.
وكان حزب الله نعى قتيله محمد علي الرباعي، من بلدة حاريص بالنبطية، والذي قتل في جرود يونين على الحدود اللبنانيّة. والرباعي خبير متفجرات، قُتل أثناء زرعه عبوات في بساتين جرود عرسال.
وقال عامر القلموني، الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في القلمون، إن المعارضة تمكنت من قتل 40 عنصرًا من حزب الله في كمائن نصبتها لهم الاثنين والثلاثاء، أكبرها في بلدتي عسال الورد ورأس المعرة في القلمون.
وأشار القلموين إلى أن مقاتلي المعارضة يسيطرون على 65 كلم من الشريط الحدودي بين سوريا ولبنان بالقلمون، ويستخدمون وعورة الجبال لتنفيذ كمائنهم ضد مقاتلي الحزب.
طاحنة في مورك
وذكر ناشطو المعارضة أن خسائر كبيرة وقعت في صفوف القوات الحكومية إثر اشتباكات ضارية مع الجيش الحر على جبهات مدينة مورك بريف حماة. وأشار هؤلاء إلى أن الجيش الحر أسر 5 جنود حكوميين في كمين على طريق السعن بريف حماة الشرقي، وسط اشتباكات على الجبهتين الجنوبية والشرقية لمورك.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن اشتباكات تدور منذ منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، هي الاعنف بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الكتائب الاسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى، في مورك، وسط استقدام قوات النظام تعزيزات عسكرية كبيرة الى المنطقة.
ترافقت المعارك مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في البلدة، في حين تتعرض منذ صباح الأربعاء لقصف عنيف، طال اطراف بلدة طيبة الامام بريف حماه الشمالي، وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الاسلامية في محيط حاجز المداجن، على اطراف البلدة.
اتفاق في دير الزور
في محافظة دير الزور، اجتمع شرعيون وعسكريون من تنظيم الدولة الإسلامية مع قادة جبهة النصرة والكتائب الاسلامية في بلدة القورية، فتقرر تسليم النصرة سلاحها في بلدة القورية للدولة الاسلامية، وتم الاتفاق على عدة نقاط:
1. تسليم السلاح بشكل كامل.
2. يتولى أمر القرية مهاجرون ويساعدهم أنصار ثقات معروفون بعلمهم، تابعون للدولة.
3. تقبل توبة كل من يريد التوبة، وإن أراد الانضمام للدولة فمرحبًا به .
4. الباب مفتوح للجميع للانضمام للدولة بعد معسكر .
5. قسم السلاح الذي يتم تسليمه لتأمين القورية بإشراف الدولة، ويذهب القسم الآخر للجبهات.
6. أعطت الدولة يومين للفصائل من اجل تسليم السلاح.
7. هذا يطبق على كل مناطق دير الزور من دون استثناء.
8. كل من تصرف واخذ سلاحًا واقام حواجز باسم الدولة سيحاسب.
9. لن يحمل السلاح إلا من كان ذا علم.
بريطانيا تتلف مائتي طن من ترسانة سوريا الكيميائية
أعلنت بريطانيا عن مشاركتها بإتلاف مائتي طن من ترسانة سوريا الكيميائية، كانت تسلمتها بميناء مارتشوود في مقاطعة هامشاير، في مرافق خاصة بالنفايات في مناطق في المملكة المتحدة.
نصر المجالي: قال متحدث بإسم الحكومة البريطانية إن المؤسسات الصناعية في المملكة المتحدة تعمل على مناولة ونقل وإتلاف المواد التي وصلت اليوم بشكل آمن وكإجراء روتيني.
وأشار إلى أن خطط إتلاف هذه المواد في المملكة المتحدة كانت نتيجة جهود متكاتفة كبيرة للمجتمع الدولي، أولاً لإجبار الأسد على التخلي عن ترسانته من المواد الكيميائية، وتاليًا إزالة هذا المخزون من سوريا – رغم عراقيل مستمرة من دمشق – لإتلاف هذه المواد في الخارج.
وكانت وزارة البيئة الايطالية أعلنت في الثاني من يوليو (تموز) أن عملية نقل المواد الكيميائية السورية اكتملت بنجاح في ميناء جويا تاورو في جنوب ايطاليا بعد سلسلة من التأخيرات في الخطة المدعومة دوليًا لتدمير مخزون الحكومة السورية من الاسلحة الكيميائية أكثر من مرة.
تسليم المواد
ونقلت السفينة الدنمركية (ارك فيوتشر) المواد الكيميائية من سوريا ثم نقلت الحاويات من ارك فيوتشر الى السفينة الأميركية (كيب راي).
وقال مسؤولون من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن السفينة (كيب راي) ستبحر إلى عرض البحر المتوسط خلال الايام المقبلة، وتبدأ تحويل المواد الكيميائية الى محلول كيميائي أقل سمية يمكن التخلص منه على البر.
ويقول خبراء إن العملية قد تستغرق ما بين 60 و90 يوماً اعتمادًا على حالة الجو.
ووافقت حكومة دمشق التي تخوض حرباً أهلية منذ أكثر من ثلاث سنوات على تسليم مخزونها ويشمل مواد أولية لانتاج غاز الاعصاب الفتاك سارين بموجب اتفاق رعته واشنطن وموسكو في سبتمبر ايلول.
وإلى ذلك، قال المسؤول البريطاني إن المملكة المتحدة تفتخر بمساهمتها بتوفير مرافق صناعية متخصصة قادرة على إتلاف كمية كبيرة من إجمالي هذه الترسانة بشكل آمن.
وأشار إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة أشرفتا على عملية التسليم، كما أن العديد من الدول من بينها الدنمارك والنرويج وإيطاليا وفنلندا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين لعبت دورًا أو سيكون لها دور أساسي في ذلك.
خبراء للإتلاف
وكانت شحنة المواد الكيميائية، المعبأة في حاويات عادية، وصلت على متن السفينة الدانمركية آرك فيوتورا إلى ميناء مارتشوود البريطاني، وقال المسؤول: “هناك مفتشون من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتحقق من تسليم الشحنة، ويعمل خبراء بالمواد الكيميائية حاليًا على إعداد هذه المواد لنقلها إلى مرافق تجارية حيث سيتم إتلافها”.
وختم المسؤول البريطاني تصريحه بالقول إن المملكة المتحدة قبلت استلام 150 طناً من السلائف (ب) من ترسانة سوريا من المواد الكيميائية، إضافة إلى 50 طناً من مواد كلوريد الهيدروجين وفلوريد الهيدروجين المستخدمة في الأغراض الصناعية.
وقال إن السلائف (ب) هي مواد كيميائية تستخدم في الأغراض الصناعية، وليست عوامل للأسلحة الكيميائية. لكنها تصبح مواد سامة عند مزجها بالسلائف (أ) لإنتاج غاز الأعصاب، وليس هناك أي مواد من السلائف (أ) ستصل إلى المملكة المتحدة.
النظام السوري يستخدم المواد الغذائية وسيلة جديدة في حربه والشعب يدفع الثمن بارتفاع الأسعار
الخبز «عملة نادرة» تقايضها العائلات بالمساعدات.. و«الجيش الحر» بـ«الجثث»
بيروت: كارولين عاكوم
تحولت المواد الغذائية، ولا سيما القمح، إلى وسيلة جديدة من وسائل النظام السوري في حربه ضد المدنيين، إلى جانب سياسة التجويع التي يدفع ثمنها الشعب السوري بارتفاع سعر رغيف الخبز. فبعدما كان القمح المادة الوحيدة التي بالكاد يستطيع المواطن السوري الحصول عليها، في ظل شح المواد الغذائية وارتفاع أسعارها إذا وجدت، تحولت اليوم إلى «عملة نادرة» في معظم المناطق، ولا سيما تلك الواقعة تحت سيطرة المعارضة والمحاصرة من قبل النظام، أي مراكز المدن، وفق ما يؤكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط»، مشيرين إلى أن «العائلات باتت تقايض المواد الغذائية التي يحصلون عليها كمساعدات، بربطة الخبز التي لا يملكون ثمنها».
وكان النظام السوري أصدر قرارا الأسبوع الماضي برفع الدعم عن القمح وزيادة سعر الكيلوغرام من مادة الخبز من تسع ليرات سورية إلى 15 ليرة، وسعر ربطة الخبز من 15 ليرة إلى 25 ليرة، ثم عاد قبل أيام ورفع سعر الأرز والسكر بنسبة 100 في المائة، وهو ما أثار خوف السوريين من توسع دائرة الغلاء، التي وصلت، بحسب الناشط عامر القلموني، منذ بداية الأزمة إلى اليوم إلى أكثر من 500 في المائة، مؤكدا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن أزمة الخبز لم تعد مقتصرة على مناطق سورية من دون أخرى، بل وصلت حتى إلى العاصمة دمشق.
وفي تبرير منه للقرارات الأخيرة، أعلن وزير التجارة الداخلية السوري، سمير قاضي أمين، أن رفع سعر القمح سيسمح للحكومة بتوفير نحو 70 مليون دولار سنويا، وهو أمر مرتبط بارتفاع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي في الأعوام الماضية. وكانت «منظمة الإغاثة الدولية» أعلنت نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن سعر الخبز تضاعف خمس مرات في سوريا منذ اندلاع النزاع عام 2011.
في المقابل، يعد مساعد رئيس الحكومة السورية المؤقتة للشؤون الاقتصادية، المنبثقة عن الائتلاف السوري المعارض، أسامة القاضي، «نظام الأسد عمد إلى رفع سعر الخبز ليجد مبررا له من أجل رفع أسعار شراء القمح، وذلك كي ينافس الأطراف التي تقوم بشراء القمح من الفلاح مثل الحكومة المؤقتة والهيئة الشرعية». وأوضح أن «الحكومة المؤقتة رصدت مبلغ عشرة ملايين دولار تقريبا لشراء القمح في حلب ودرعا وإدلب، ويهدف نظام الأسد إلى إغراء الفلاح من خلال رفع سعر القمح من 37 ليرة للكيلو الواحد إلى 45 ليرة».
وأكد القاضي أن رفع سعر الخبز «سوف تتبعه ارتفاعات أخرى في الأسعار، التي ارتفعت أصلا بسبب الضغوط التضخمية الطبيعية المفروضة على الاقتصاد السوري وبسبب كثرة العرض وقلة الطلب، وضعف إنتاج القمح، الذي انخفض من 2.5 مليون طن في العام الماضي إلى 1.8 مليون طن»، مشيرا إلى أن «الأسعار ارتفعت منذ بداية الثورة إلى اليوم بنسبة ما بين 300 و500 في المائة».
ورأى القاضي أن هذا الأمر يدل على أن «هناك تضخما مكبوتا داخل النظام الاقتصادي، وهذا يجعل الأسعار تفلت من عقاله ولا يستطيع السيطرة عليها»، مضيفا أنه «عندما يفقد النظام السيطرة الأمنية على المدن ومعظم المعابر الحدودية، ويعاني عقوبات اقتصادية ولا يستطيع بيع النفط ويعاني شللا بحركة المطارات، فهذا يعني أن هناك فلتانا اقتصاديا».
وتعمل الحكومة السورية المؤقتة والمجالس العسكرية، بالتعاون مع الناشطين في معظم المناطق، على شراء محاصيل القمح وتوزيعها في المناطق المحررة، وفق ما يؤكد مصدر في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»، فيما يبقى الوضع أفضل في تلك الواقعة تحت سيطرة النظام الذي يتولى مهمة توزيع المساعدات على العائلات.
ويشير المصدر إلى أن «المشكلة تكمن بشكل أساسي في مراكز المدن المحاصرة من قبل قوات النظام مثل درعا وحماه وحمص»، لافتا إلى أن «(الجيش الحر) نجح، الأسبوع الماضي، في إدخال شاحنتين من الطحين وشاحنة دواء إلى ريف حمص الشمالي المحاصر مقابل تسليم النظام 53 جثة لعناصره».
وفي الإطار نفسه، يعد الناشط عامر القلموني أنه «عندما يتحول الخبز إلى وسيلة حرب بيد النظام ضد شعبه، فهذه إشارة واضحة إلى أن الشعب السوري مقبل على مرحلة أصعب اقتصاديا واجتماعيا». ويوضح، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنه «وإضافة إلى ارتفاع سعر الخبز والمواد الغذائية، فإن حصول المواطن السوري على الرغيف بشكل خاص والمواد الغذائية بشكل عام ليس بالأمر السهل، إذ إن وصولها إليه يتطلب في معظم الأحيان المرور بحواجز النظام، حيث يضطر التاجر إلى (شراء العناصر)، أي إعطائهم مبالغ من المال تفوق سعر المواد نفسها»، ويعطي مثالا على ذلك، بأن الطريق من دمشق إلى الزبداني أو القلمون أو الريف الغربي يتطلب المرور بأكثر من 15 حاجزا، والنتيجة تكون ارتفاعا كبيرا في أسعار ربطة الخبز.
يذكر أن إجمالي المساحات المزروعة بمحصول القمح في جميع المحافظات السورية بلغ حتى مطلع فبراير (شباط) 2014، وفق ما أعلنت وزارة الزراعة السورية، نحو 1.2 مليون هكتار مقابل 1.1 مليون هكتار للشعير، في حين تشهد البلاد موجة جفاف شديدة ونقصا كبيرا في كميات الأمطار مقارنة بالأعوام الماضية.
وكان برنامج الأغذية العالمي توقع الشهر الماضي انخفاضا قياسيا في إنتاج القمح بسوريا، في ظل «جفاف وشيك»، كما توقع خبراء أن سوريا قد تحصد أسوأ محاصيل القمح منذ 40 سنة، بسبب عوامل الحرب والجفاف التي تشهدها البلاد، مشيرين إلى أن محصول القمح سينخفض لأقل من مليون طن وبأحسن الأحوال لا يزيد على 1.7 مليون طن، فيما كان متوسط إنتاج القمح في سوريا نحو 3.5 مليون طن قبل الأزمة، ما يكفي لتلبية الطلب المحلي ويسمح بتصدير كميات للخارج.
الأسد: الدول التي دعمت الإرهاب ستدفع ثمناً غالياً
دمشق ـ أدى الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأربعاء اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة من سبع سنوات، أمام جلسة لمجلس الشعب عقدت في قصر الشعب الرئاسي، بحسب ما أظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي السوري مباشرة.
وفي خطاب له، أكد الأسد أن “الانتخابات كانت إعلان انتماء حقيقي للوطن، وكانت معركة للدفاع عن السيادة”، متوجهاً إلى السوريين بالقول: “حطمتم إمبراطوريات السياسة والنفط والإعلام وأسقطم بالانتخابات العملاء من السوريين وأسيادهم”، مشيراً إلى أن “السوريين اثبتوا أن السبب الأساسي للخروج من البلاد، هو بسبب الإرهاب”.
وأضاف: “الانتخابات أسقطت كل انتهازي، وكل من نأى بنفسه بانتظار معرفة من سينتصر”، معتبراً أن “المغتربين واللاجئين وجهوا صفعة للمشككين، فنشكر الغرب والعرب لأنهم بجهلهم زادوا من وعي السوريين”.
وأكد أن “كل أمبراطوريات الإعلام والنفط، لا تصمد ساعات أمام شعب حر”، مشدداً على أن “كل امبراطوريات السياسة والمال والنفط، لا تساوي شيئاً أمام كلام وطني صادق”.
وتابع: “الرؤية كانت واضحة لنا منذ بداية العدوان، وما يجري في البلاد مخطط كبير للمنطقة”، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب “أردوغان يشعر تجاه إسرائيل كما يشعر الطفل الرضيع في حضن أمه”.
ولفت إلى “أنهم تحالفوا مع أكثر الحكومات تخلفاً لاستهداف سوريا، وما يجري في البلاد، ليس مطالب محقة للشعب، والصورة بدأت بالتفتح مع حوادث العراق”، مؤكداً أن “الدول العربية والإقليمية والدولية التي دعمت الإرهاب، ستدفع الثمن غالياً مستقبلاً، وستفهم مخاطر هذا الدعم”.
وقال الأسد: “أليس ما نراه في العراق اليوم وفي لبنان وكل الدول التي اصابها داء “الربيع المزيف” (في إشارة إلى الإحتجاجات التي عرفت باسم “الربيع العربي”) من دون استثناء، هو الدليل الحسي الملموس على مصداقية ما حذّرنا منه مراراً وتكراراً، وقريباً سنرى أن الدول العربية والإقليمية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع هي الأخرى ثمناً غالياً”.
وأشار إلى أن “العدوان لم يهدف الى تخليص الشعب من السلبيات، فهم الأكثر فرحاً بسلبيات أي مجتمع عربي، والدليل على ذلك تحالفاتهم مع أكثر دول المنطقة تخلفاً وقمعاً وفساداً”، مشدداً على القول: “لا نحب العنتريات والبندريات، وحذّرنا منذ البداية أن ما يحدث هو مخطط لا يقف عند حدود سوريا”.
واذ أكد إستمراره في “ضرب الإرهاب”، شدد الأسد على مواصلة العمل في مسار “متواز” هو “المصالحات المحلية”، وقال: “دعوتي لمن غرر بهم أن يلقوا السلاح لاننا لن نتوقف عن محاربة الإرهاب وضربه أينما كان حتى نعيد الأمان إلى كل بقعة في سوريا”.
وكان الأسد وصل إلى الباحة الخارجية للقصر الواقع على تلة مشرفة على العاصمة في شمال غرب دمشق، على متن سيارة “بي ام دبليو” سوداء اللون، قبل أن يستعرض حرس الشرف على سجادة حمراء، ويدخل القصر ليؤدي اليمين أمام نحو ألف مدعو، وسط النزاع الدامي المستمر في البلاد منذ ثلاثة أعوام، وأودى بحياة أكثر من 170 ألف شخص.
واعيد انتخاب الأسد لولاية رئاسية جديدة في الثالث من حزيران 2014 وبعد نيله 88,7 بالمئة من أصوات المشاركين في الانتخابات التي أجريت في مناطق سيطرة النظام، والتي اعتبرها الغرب “مهزلة”.
بشار الأسد يؤدي اليمين لولاية رئاسية جديدة
قال الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأربعاء أثتاء أدائه اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة لسبع سنوات، إن الانتخابات الرئاسية التي جرت في 3 يونيو/حزيران لم تكن مجرد عملية سياسية بل كانت معركة كاملة الأبعاد.
وأكد الأسد أمام جلسة لمجلس الشعب -حسبما أظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي السوري- أن الانتخابات كانت معركة دفاع عن السيادة والقرار الوطني ضد ما سماه الإرهاب.
وقال الأسد إنه أكثر تفاؤلا بعودة البلاد إلى وضع أفضل وإن الصمود الذي أبداه السوريون ومشاركتهم “الواسعة” في الانتخابات غيرت الكثير من التحالفات وأسقطت الكثير من المخططات، حسب قوله.
وأشار إلى أن الأزمة في سوريا -حسبما سماها- لا يمكن حلها من الخارج، وشدد على أن الحل السياسي يبنى على المصالحات الداخلية والحوار الوطني لحقن الدماء وعودة الأمان والمهجرين وقطع الطريق على ما وصفه “المؤمرات الخارجية”.
واتخذت السلطات السورية إجراءات أمنية مشددة اليوم في محيط مقر البرلمان بحي الصالحية وسط دمشق، شملت قطع الطرقات المؤدية إليه ومنع مرور المشاة، وسط انتشار أمني كثيف واستخدام الكلاب البوليسية للتفتيش.
وكان الأسد قد فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 3 يونيو/حزيران ضد المرشحين بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الصراع في البلاد، ورفض معارضو الأسد الانتخابات التي جرت في مناطق تسيطر عليها الدولة وسط وشمال سوريا.
وأكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن تلك الانتخابات غير شرعية، وشدد على أن ما جرى “لا يمثل الشعب السوري”، وأن الشعب مستمر في ثورته “حتى تحقيق أهدافها في الحرية والعدالة والديمقراطية”.
ودعت المعارضة آنذاك إلى مقاطعة الانتخابات التي وصفتها بـ”انتخابات الدم”، معتبرة أن النظام يسعى من خلالها لنيل “شرعية” و”رخصة لاستمرار القتل”.
تحذير من تفاقم حمى التيفوئيد بريف دمشق
حذرت مصادر طبية من تفاقم أزمة الحمى التيفية (التيفوئيد) نتيجة غياب الخدمات الطبية بسبب الحصار المفروض على مدينة الغوطة الشرقية بريف دمشق من قبل قوات النظام منذ ما يقارب السنتين.
وأكد الطبيب أبو اليمان -الذي يعمل في أحد المشافي الميدانية بالمدينة- في حديث خاص لـ”مسار برس” أن المشفى يستقبل في اليوم الواحد حوالي ثلاثين مصابا بالحمى، في حين تم تسجيل حالة وفاة واحدة في بلدة زبدين التابعة لمدينة الغوطة منذ أيام، متوقعا أن يرتفع العدد خلال الأيام المقبلة بسبب ظروف الحصار وعدم توفر العلاج اللازم.
ورأى الطبيب أن من أهم الأسباب التي تقف وراء انتشار المرض تلوث مياه الشرب واضطرار الأهالي نتيجة قلة المواد الغذائية إلى تناول الخضار والفاكهة التي تُروى بمياه ملوثة، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بحمى التيفوئيد.
وأضاف أبو اليمان أن قلة الأدوية الطبية أسهمت في انتشار المرض الذي يعد من الأمراض الوبائية المعدية، بالإضافة إلى قلة النظافة الشخصية لبعض المواطنين.
وتسقى معظم الأراضي الزراعية في الغوطة الشرقية بمياه الصرف الصحي بسبب صعوبة استخراج المياه الجوفية، لعدم توفر الوقود وارتفاع أسعاره.
ويعدّ مرض الحمى التيفية من الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الماء والأطعمة الملوثة بالفضلات، ومن أهم أعراضه ارتفاع تدريجي في درجة حرارة الجسم، والاستفراغ وفقدان الشهية والخمول والتعب، فضلا عن آلام شديدة في البطن، ويتم علاجه بتعويض المريض بالسوائل وتناول المضادات الحيوية لمدة قد تصل إلى شهر.
مقتل بسام طباجة القائد الميداني لحزب الله في القلمون
دبي – قناة العربية
أدت معارك القلمون، على حدود بلدة عرسال اللبنانية، بين حزب الله والثوار السوريين إلى سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف حزب الله.
آخر هؤلاء القيادي الميداني في حزب الله بسام طباجة، وهو من أبرز قياديي حزب الله العسكريين في سوريا، وهو المسؤول عن قطاع القلمون وقائد العمليات فيه.
وقتل طباجة، الذي ينحدر من بلدة كفرتبنيت في جنوب لبنان، بعد هجوم شنه ثوار سوريا على أحد مقرات حزب الله في جرود عرسال، إلى جانب مقتل وجرح العشرات من عناصر حزب الله أيضا.
وأدت العملية العسكرية، التي بدأت قبل أيام، إلى مقتل أكثر من 16 مقاتلا من حزب الله، حسب اعتراف مواقع إلكترونية قريبة للحزب، بينهم فتيان لم تتجاوز أعمارهم 17 من العمر.
نصر الحريري يعلن عن توجه الائتلاف السوري نحو الداخل
العربية.نت
أعلن الدكتور نصر الحريري، الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض، عن برنامج عمل الأمانة العامة للائتلاف في الدورة الرابعة.
ويتقاطع البرنامج مع ما وضعه الحريري من خطة مشتركة مع بعض أعضاء الائتلاف لإصلاح الائتلاف، والتوجه نحو الداخل، ودور الإعلام.
وتتضمن خطة العمل 3 نقاط رئيسية، هي “تعزيز التواصل مع الداخل السوري لدرجة إقناعه بأنه البوصلة التي من خلالها يتحرك الائتلاف”، و”إعادة تفعيل المكتب الإعلامي وتوسيع مجال فعاليته”، وأخيراً “استثمار العلاقات الدولية لمصلحة الثورة السورية، وإعادة اهتمام الرأي العام العالمي لمجريات الأمور بسوريا”.
وفي ما يخص الشق الأول، أي “تعزيز التواصل مع الداخل السوري”، اعتبر الحريري أن تحقيق هذا الهدف يتطلب اعتماد مبدأي “الشفافية السياسية” و”الشفافية المالية”، إضافة لـ”تفعيل مقرات ثابتة للائتلاف في الداخل السوري”، و”توضيح وترتيب العلاقة بين الائتلاف والحكومة المؤقتة والمجالس المحلية”.
أما في ما يخص “إعادة تفعيل المكتب الإعلامي”، فلحظ هذا الشق عدة نقاط، منها “توحيد الخطاب الإعلامي لأعضاء الائتلاف”، و”تعزيز دور المكتب الإعلامي للائتلاف”، و”عمل مؤتمرات صحافية من الداخل السوري، وتنظيم فعاليات إعلامية بشكل مستمر”. كما تضمنت هذه الفقرة الإشارة إلى “تنظيم حملات إعلامية على مستوى إقليمي وعالمي”، و”الاهتمام بالشعب السوري اللاجئ، وتسليط الضوء إعلاميا على معاناته”.
وأخيراً، وفي فقرة “العلاقات الدولية”، لحظت خطة الحريري “إقناع الرأي العام العالمي بضرورة الضغط على الحكومات لزيادة الدعم المقدم للثورة السورية في شتى المجالات”، إضافة إلى “تقديم شيء ملموس إلى الدول الصديقة للشعب السوري يعكس جدية الائتلاف في المضي قدما بحل القضية السورية، والقدرة على إدارة شؤون البلاد من دون الأسد”.
كما لحظت الخطة “إعادة تقييم العلاقات الخارجية مع الدول التي مازالت تقف على الحياد، والعمل على وضع استراتيجية تفضي إلى كسب مواقف هذه الدول”، و”تكريس فكرة ضرورة أن يكون الائتلاف حاضراً كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري في الفعاليات الدولية كاستلام مقعد الجامعة العربية”.
المعارضة تسيطر على كتيبتين للجيش بدرعا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
سيطرت قوات المعارضة المسلحة على كتيبتين للجيش السوري في درعا جنوبي البلاد، الثلاثاء، في يوم شهد مقتل أكثر من 76 شخصا في سوريا معظمهم في ريف دمشق وحلب.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات المعارضة سيطرت على الكتيبتين بعد اشتباكات مع القوات الحكومية، كما دارت مواجهات بين الجيش ومسلحون معارضون في محيط مبنى المخابرات الجوية بحلب.
كما أصيب 8 أشخاص جراء قصف على القلمون بريف دمشق، ونفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في الريف الغربي لدير الزور.
وذكر نشطاء المعارضة السورية أن خسائر كبيرة وقعت في صفوف القوات الحكومية إثر اشتباكات بين الجيش الحر وتلك القوات على جبهات مدينة مورك بريف حماة.
وأشار النشطاء إلى أن الجيش الحر أسر 5 من أفراد القوات الحكومية في كمين على طريق السعن بريف حماة الشرقي وسط اشتباكات على الجبهتين الجنوبية والشرقية لمورك.
وفي دمشق، سيطر مسلحو المعارضة على 6 من المباني التي كانت تتحصن فيها القوات الحكومية على أطراف حي جوبر، فيما وقعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة على أطراف الحي من جهة ساحة العباسين، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة مصدره قاسيون.
وسقط صاروخ أرض أرض على الحي مصدره مطار المزة، حسبما ذكر الناشطون.
وعلى صعيد آخر، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن مئات الأكراد يتدفقون من تركيا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وكان الأكراد في شمال سوريا أطلقوا دعوة إقليمية لحمل السلاح في مواجهة هجوم جديد للتنظيم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في شمال سوريا.
الاندبندنت: تنظيم “الدولة الإسلامية” يتمدد في سوريا ويغير موازين قوى الحرب الأهلية
” تنظيم الدولة الاسلامية يتمدد في سوريا ويغير موازين قوى الحرب الأهلية” هكذا عنون باتريك كوبيرن مقاله في صحيفة الإندبندنت، ويتمحور المقال حول فكرة انه وسط انشغال العالم بالتطورات الجارية في غزة فان دولة “الخلافة” المعلنة ذاتيا تتوغل وتسيطر على المزيد من المناطق في سوريا باستخدام الدبابات والاسلحة الثقيلة التى غنمتها في العراق.
ويضيف كوبيرن أن مسلحي التنظيم سيطروا خلال الايام الماضية على مناطق جديدة شرقي سوريا حيث ضمت أغلب مناطق محافظة دير الزور الغنية بالنفط وتركز حاليا على سحق الميليشيات المسلحة الكردية هناك.
ويوضح كوبيرن أن الدولة الاسلامية تسيطر بشكل مضطرد على ساحة المعارضين لنظام بشار الاسد حيث تسارع الفصائل المعارضة في سوريا الى الانضمام اليها وتقديم البيعة للخليفة الجديد ابو بكر البغدادي.
و يقول كوبيرن إن الدولة سيطرت الاثنين على نصف محافظة دير الزور على نهر الفرات والذي كان واقعا تحت سيطرت جماعة جبهة النصرة المعارضة ورفعوا اعلامهم السوداء على المناطق التى دخلوها.
ويعتقد كوبيرن ان هذه النجاحات المتتالية للدولة الاسلامية على الساحتين العراقية والسورية سوف يؤدي الى تغير كبير في موازين القوى في منطقة الشرق الاوسط.
ويوضح أن الفصائل المسلحة غير المتخندقة مع أي من الدولة الاسلامية من جهة أو النظام السوري من جهة أخرى أصبحت تنزوي وتضمحل ما يحول اي خطط مشتركة بين كل من امريكا وبريطانيا وتركيا والسعودية لدعم جهة مسلحة معادية لكل من الدولة الاسلامية ونظام بشار الاسد امرا مستحيلا.
ويؤكد كوبيرن ان الدولة الاسلامية تسعى خلال الاسبوعين الماضيين الى السيطرة على جيب يسيطر عليه الاكراد في منطقة عين العرب شمال سوريا وهي المنطقة التي لجأ اليها نحو نصف مليون شخص.
وحسب ما ينقل كوبيرن عن ادريس نعسان الناشط الكردي في المنطقة فإن اغلب هؤلاء السكان من اللاجئين الاكراد الفارين من مناطق أخرى في شمال سوريا.
وأكد إدريس أن المعارك جارية في المنطقة منذ 13 يوما حيث يستخدم جنود الدولة الاسلامية الصواريخ والدبابات وعربات الهامفي الامريكية التى غنموها من العراق.
وحسب كوبيرن فإن الدولة الاسلامية كانت طوال العام الماضي تقاتل أغلب الجماعات المسلحة الاخرى جهادية كانت او غير جهادية بالاضافة الى قوات النظام السوري وهو ما اضطرها الى سحب قواتها مطلع العام الجاري من مدينة ادلب في محافظة حلب.
ويرى كوبيرن أن هذه الخطوة تنم عن براعة في التخطيط العسكري للدولة حيث جاء الانسحاب بهدف الحفاظ على جنودها وحتى لا تتشتت قواها في ذلك الوقت ويعتبر ان الدولة كانت دوما تحظى بمستوى عال من التخطيط العسكري.
ويضيف أن هذا الانسحاب الذي اعتبره كثيرون وقتها دليلا على ضعف الدولة الاسلامية اتضح انه كان تخطيطا ماهرا قبل ان تعود لتتمدد وتسيطر على دير الزور وتستعد للعودة الى حلب مرة أخرى.
الأسد: الدول الغربية ستدفع ثمن دعمها “للإرهاب”
بيروت (رويترز) – قال الرئيس السوري بشار الأسد الذي أدى اليمين الدستورية يوم الأربعاء لفترة ولاية جديدة إن الدول العربية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع “ثمنا غاليا” مضيفا أنه سيقاتل المسلحين حتى يعود “الأمان لكل بقعة في سوريا”.
وقال أمام مؤيديه في قصر الرئاسة “قريبا سنرى الدول العربية والإقليمية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع هي الأخرى ثمنا غاليا وسيتفهم الكثيرون منهم متأخرين ربما بعد فوات الأوان.”
وجاء في اليمين “اقسم بالله العظيم ان احترم دستور البلاد وقوانينها ونظامها الجمهوري وان ارعى مصالح الشعب وحرياته واحافظ على سيادة الوطن واستقلاله وحريته والدفاع على سلامة ارضه وان اعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية ووحدة الامة العربية”
وأعلن الاسد برنامجه لفترة ولايته الجديدة التي تستمر سبعة أعوام بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي عززت قبضته على السلطة بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الصراع في البلاد.
ورفض معارضو الأسد الانتخابات التي جرت في يونيو حزيران في مناطق بوسط وشمال سوريا تسيطر عليها الدولة. ويسيطر على مناطق شاسعة من سوريا مقاتلو المعارضة ويهيمن عليهم مقاتلون اسلاميون من بينهم مقاتلو الدولة الاسلامية التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة والتي سيطرت أيضا على مناطق في العراق.
وكان الأسد المدعوم من روسيا وإيران تحدى دعوات الغرب بالتنحي جراء الصراع المندلع منذ عام 2011 مع تحول الاحتجاجات ضد حكمه إلى حرب أهلية أودت بحياة 170 ألفا على الأقل.
وقال الاسد وسط تصفيق مؤيديه من برلمانيين ووزراء وفنانين واهالي قتلى كانوا يحملون صور ابنائهم “انطلاقا من الرؤية السابقة للمخطط المرسوم ضد سوريا منذ الايام الاولى للعدوان قررنا السير في مسارين متوازين ضرب الارهاب من دون هوادة والقيام بمصالحات محلية لمن يريد العودة عن الطريق الخاطىء. وكنا منذ البداية على قناعة تامة ان الحلول الناجعة هي حلول سورية بحتة لا دور لغريب فيها الا اذا داعما وصادقا.”
وكرر الاسد دعوته الى “من غرر بهم الى ان يلقوا السلاح لاننا لن نتوقف عن محاربة الارهاب وضربه اينما كان حتى نعيد الامان الى كل بقعة من سوريا.”
أضاف “لا يهمنا من خرج خائنا او عميلا او فاسدا فقد نظفت البلاد نفسها من هؤلاء ولم يعد لهم لا مكان ولا مكانة لدى السوريين…اما من ينتظر انتهاء الحرب من الخارج فهو واهم فالحل السياسي كما يسمى اصطلاحا يبنى على المصالحات الداخلية التي اثبتت فعاليتها في اكثر من مكان.”
ووصف الحرب في سوريا بانها “عدوان من الخارج بادوات داخلية. فاستخدامهم لمصطلح الحرب الاهلية لوصف ما يحصل في سوريا” ما هو الا “محاولة لاعطاء الارهابيين غطاء شرعيا.”وقال “لا يمكن ان يكون لدينا حرب اهلية وانقسام حقيقي والجيش موحد والمؤسسات موحدة والشارع موحد والناس مع بعضها في السوق وفي المطاعم.. الاماكن. هذا عبارة عن وهم.”وقال “عندما تحدثت عن خط الزلازل الذي يمر بسوريا وقلت ان المساس بهذا الخط سوف يؤدي لزلازل لن تتوقف ارتداداتها في سوريا ولا عند الجوار بل ستذهب الى مناطق بعيدة اعتبروا ان الرئيس السوري يهدد لمجرد التهديد.”
وأضاف “اليس ما نراه في العراق اليوم وفي لبنان وطبعا في سوريا وفي كل الدول الذي اصابها داء الربيع المزيف من دون استثناء الدليل الحسي والملموس على ما حذرنا منه مرارا وتكرارا.
“وقريبا سنرى ان الدول العربية والاقليمية والغربية التي دعمت الارهاب ستدفع هي الاخرى ثمنا غاليا وسيتفهم الكثيرون منهم متأخرين وربما بعد فوات الاوان ان المعركة التي يخوضها الشعب السوري دفاعا عن وطنه تتجاوز ساحاتها حدود الوطن الى الدفاع عن الكثير من الشعوب الاخرى التي التي ستتعرض عاجلا ام اجلا لنفس الارهاب نتيجة قصور الرؤية لدى سياسييهم وجهلهم المطبق بمصالح بلدانهم.”
(إعداد ليلى بسام للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)