أحداث الأربعاء 21 شباط 2018
ارتفاع حصيلة قتلى الغوطة الشرقية إلى 250 مدنياً في 48 ساعة
جنيف – رويترز، أ ف ب
ارتفعت حصيلة قتلى قصف الغوطة الشرقية إلى 250 مدنياً في 48 ساعة منذ ليلة الأحد الماضي، فيما تعتبر الحصيلة الأكبر منذ هجوم الكيماوي في 2013.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس (الثلثاء) بأن 250 شخصا لقوا حتفهم في قصف على منطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة قرب دمشق في 48 ساعة، مضيفاً أن «هذا أكبر عدد من القتلى يسقط في يومين». وأوضح أن 106 أشخاص قتلوا في القصف أمس.
وأطلقت الضربات الجوية والصاروخية والقصف المدفعي شرارة حملة إدانة دولية. ووصفت فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن، القصف الحكومي بأنه «انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني».
من جهتها، ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن «الجيش رد بضرب أهداف لجماعات المعارضة المسلحة».
وقالت وزارة الخارجية السورية إن «المسلحين في الغوطة يستهدفون دمشق ويستخدمون الناس هناك دروعا بشرية». وأضافت في رسالة شكوى للأمم المتحدة إن «بعض المسؤولين الغربيين يرفضون حق الحكومة في الدفاع عن نفسها».
ولم تعلق روسيا على القصف الجديد للغوطة الشرقية اليوم.
وألقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس مسؤولية الأوضاع في الغوطة على «استفزازات مسلحة من متشددي جبهة النصرة التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة». وأضاف أن موسكو وحلفاءها «قد يطبقون خبراتهم في تحرير حلب. على الوضع بالغوطة الشرقية».
وحذر مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا اليوم من أن تصعيد المعركة في الغوطة قد يتحول إلى تكرار معركة حلب الدموية، والتي استعادت دمشق السيطرة الكاملة عليها في أواخر 2016، بعد أعوام من القتال.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إغاثة، «هذه مخاوف لها ما يبررها»، مضيفة أن «سوء التغذية متفش، فيما أغلقت مدارس الغوطة منذ أوائل كانون الثاني (يناير) الماضي، بسبب الهجمات».
وقال مدير المنظمة في الشرق الأوسط مارك شنيلباكر «سكان الغوطة الشرقية مذعورون. لم يعد هناك مكان آمن يلجأون إليه».
بدوره، قال ناطق باسم الدفاع المدني في الغوطة سراج محمود، إن «الطائرات الحربية تحلق في السماء طوال الوقت». وذكر أن قوات الحكومة قصفت منازل ومدارس ومنشآت طبية، وأن عمال إنقاذ وجدوا أكثر من مئة قتيل «في يوم واحد» أمس.
وندد منسق الأمم المتحدة لشؤون سورية بانوس مومتزيس بقصف خمسة مستشفيات في الغوطة الشرقية وقال، إن «الهجمات المتعمدة على منشآت طبية ربما تصل إلى جرائم الحرب».
وفي واشنطن، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت إن «واشنطن قلقة للغاية من تصاعد العنف في الغوطة»، مضيفة «الحصار الذي يفرضه نظام الأسد وأساليب التجويع، تزيد من الكارثة الإنسانية هناك».
وأوضحت أن الولايات المتحدة تدعم دعوة الأمم المتحدة لوقف العمليات القتالية لمدة شهر، للسماح بإرسال مواد إغاثة والقيام بإجلاء طبي للمدنيين المصابين. ودعت روسيا إلى الكف عن دعم حكومة الأسد.
أما بروكسل، فأبلغ رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري الاتحاد الأوروبي بأن تصعيد الهجمات يمثل «جريمة حرب»، وناشد مزيدا من الضغط الدولي على الأسد حتى يتوقف عن ذلك.
وفي جنيف، عبرت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسف) عن غضبها الشديد من سقوط قتلى وجرحى من أطفال الغوطة، قائلة إن «الكلمات تعجز عن وصف ما حدث».
وتُركت بعد ذلك في البيان عشرة أسطر فارغة بين علامتي تنصيص في إشارة إلى عدم وجود نص. وجاء في هامش تفسيري أسفل الصفحة «تصدر يونيسف هذا البيان الخالي من الكلمات. لم يعد لدينا كلمات لوصف معاناة الأطفال وغضبنا». وأضاف «هل ما زال لدى من يتسببون في هذه المعاناة كلمات تبرر أعمالهم الوحشية؟».
وأفاد المرصد بأن ثمة 58 طفلاً بين القتلى الذين سقطوا منذ بدء التصعيد. وأضاف أن 1200 شخص آخرين أصيبوا بجروح.
أهالٍ مفجوعون يبحثون عن أطفالهم في مستشفيات الغوطة الشرقية
دوما (سورية)- أ ف ب
في مشرحة أحد مستشفيات مدينة دوما يبكي نضال إلى جانب جثة ابنته، قبل أن يلتفت بحرقة إلى من يقف حوله ويقول لهم «لا يزال لدي خمسة أطفال لا أعرف مكانهم». ويتكرر هذا المشهد في مستشفيات أخرى في الغوطة الشرقية بدمشق التي اكتظّت بالأطفال وبأهل يبحثون عن أبنائهم.
واستهدفت قوات النظام بالغارات والصواريخ والمدافع مدناً وبلدات عدّة في الغوطة المحاصرة أمس، أسفرت عن مقتل 194 مدني على الأقل، وإصابة أكثر من 600 آخرين بجروح، وفق حصيلة «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ويأتي ذلك بعد تصعيد جديد لقوات النظام بدأ مساء الأحد، ويتزامن مع تعزيزات عسكرية تنذر بهجوم بري وشيك على المعقل الأخير للفصائل المعارضة قرب دمشق.
وفي مشرحة مستشفى مدينة دوما، 11 جثة ممددة على الأرض لُفّت بأغطية سوداء اللون. يدخل نضال إلى المشرحة وبعد لحظات يجد ابنته الطفلة فرح بين الضحايا. يجلس على الأرض إلى جانبها وهو يجهش بالبكاء، ثم يسأل العاملين من حوله «هل يوجد براد لنضعها فيه؟». يأتيه الجواب بالنفي.
يضع يده على جثة ابنته التي قتلت في قصف جوي على بلدة مسرابا قبل أن يقلّها المسعفون إلى مستشفى دوما، ويقول «لدي خمسة أطفال لا أعرف عنهم شيئاً، خمسة ووالدتهم». ولا يجد المتطوع في الدفاع المدني شيئاً يقوله له لمواساته سوى «الله يصبرك».
في المشرحة ذاتها، ينتحب رجل لفّ رأسه بكوفية ويلطم وجهه حزناً قبل أن يعانق جثتي طفليه، من دون أن يقوى على الكلام. يدخل رجل آخر من عائلة محجوب، فيتعرّف على جثة طفله الرضيع، الذي لم يتجاوز الأسبوع من العمر، وضعت أرضاً على غطاء بنفسجي اللون إلى جانب بقعة كبيرة من الدماء.
في غرفة الطوارئ في المستشفى، طفل يجلس بهدوء غريب وهو بحالة ذهول، فيما يقوم أحد الممرضين بمعالجة إذنه ووجهه. وعلى سرير آخر، يجلس طفلان، أحدهما لف وجهه وعيناه بضمادات بيضاء اللون، وآخر لف جبينه بقطعة قماش، فيما بدت أثار الدماء على وجهه.
وفي زاوية أخرى، ينهمك حوالى خمسة عاملين في علاج طفل يصرخ من شدة الوجع، ولا يمكن رؤية معالم وجهه من كثرة الدماء.
في مدينة حمورية، التي قتل فيها 20 مدنياً على الأقل جراء الغارات، تكرر المشهد ذاته، مستشفيات مكتظة بالجرحى وعاملون طبيون لا يقوون على معالجة جميع الجرحى. ويواجه عمال الإنقاذ والمسعفون والأطباء في الغوطة صعوبة في إتمام مهماتهم جراء ارتفاع أعداد الضحايا والنقص في الإمكانات والمعدات، نتيجة الحصار المحكم الذي تفرضه قوات النظام منذ العام 2013.
ضربات تركية تتصدى لميليشيات النظام السوري في عفرين
موسكو، لندن – سامر الياس، «الحياة»
تسابقت الأحداث في سورية أمس، بين «حمام الدم» الذي تتعرّض له غوطة دمشق الشرقية نتيجة ضربات جوية ومدفعية «هيستيرية» للنظام أدّت إلى مقتل 210 أشخاص في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفق آخر حصيلة وثقها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مساء أمس، مع وصول «قوات رديفة» للنظام السوري إلى منطقة عفرين شمال غربي البلاد دعماً للمقاتلين الأكراد، على رغم تحذيرات أنقرة من «عواقب وخيمة» لهذه الخطوة وقصف تركي أجبرها على الانسحاب. أتى ذلك فيما تستعدّ فرنسا لإجراء محادثات مع روسيا وإيران في الأيام المقبلة، محذرة من أن الوضع يتوجّه إلى الأسوأ في سورية (راجع ص3).
وأفادت وكالة «الأناضول» موكب «القوات الشعبية» بتراجع لمسافة 10 كيلومترات من عفرين، بعدما واجهته طلقات تحذير تركية. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المقاتلين الموالين للنظام السوري «توجهوا نحو عفرين، لكن القصف المدفعي أجبرهم على العودة من حيث أتوا». وأكد أن «هذا الملف أغلق هنا حالياً». وأشار إلى أن الموكب مؤلف من «جماعة شيعية تصرفت في شكل أحادي» وتوعدها بثمن باهظ، لافتاً في الوقت ذاته إلى «اتفاق» مع روسيا وإيران بخصوص عفرين، من دون أن يقدّم تفاصيل.
تزامن ذلك مع توجّه طائرة عسكرية تحمل 1200 جندي من الوحدات الخاصة التركية انطلقت من ولاية إزمير (غرب) إلى منطقة عفرين، للمشاركة في عملية «غصن الزيتون»، وفقاً لـ «الأناضول». وتعهّد أردوغان في كلمة أمام البرلمان أمس، بفرض حصار على مدينة عفرين «خلال الأيام المقبلة»، معتبراً أن «بهذه الطريقة سيتم قطع المساعدات الخارجية للمنطقة والمدينة ولن تتوافر للتنظيم الإرهابي (وحدات حماية الشعب الكردية) سبل التفاوض مع أحد».
وكان «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» اللبناني أول من كشف عن دخول مئات من عناصر «القوات الشعبية» عفرين آتية من حلب، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان أردوغان أن محادثات هاتفية أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أول من أمس، أدّت إلى «إحباط» اتفاق توصّلت إليه دمشق مع القوات الكردية.
وفي خضمّ هذه التطورات المتسارعة، كانت لافتة دعوة موسكو كلاً من أنقرة ودمشق إلى إجراء «حوار مباشر» بهدف «حلّ» أزمة عفرين. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن موسكو تدرك المخاوف الأمنية التركية على حدودها الشمالية، كما أنها تدرك تطلعات الأكراد، لكنّه لفت إلى «محاولات بعض القوى الخارجية التحرّك وفقاً لأهداف لا تمت بصلة إلى تطلعات الشعب الكردي، وإنما تهدف إلى تحقيق أهداف جيوسياسية ضيقة»، في إشارة غير مباشرة إلى الدعم الأميركي لما تصفه روسيا بـ «النزعة الانفصالية» لدى الأكراد.
وأوضح الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية نوري محمود في بيان أن «الحكومة السورية لبّت الدعوة واستجابت لنداء الواجب وأرسلت وحدات عسكرية للتمركز على الحدود والمشاركة في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحدودها». وأوضح الإعلام الرسمي السوري أن هذه القوات «ستنخرط فى مقاومة العدوان التركي» في إطار «دعم الأهالي والدفاع عن وحدة أراضي سورية». وبث التلفزيون السوري الرسمي مباشرةً من منطقة عفرين صور دخول «القوات الشعبية» الموالية للنظام. وأظهرت الصور عدداً من المقاتلين وهم يستقلون شاحنات صغيرة مع عتادهم العسكري وأسلحتهم.
بالتوازي مع التطورات في الشمال، شهدت غوطة دمشق الشرقية أعنف عمليات قصف مدفعي وغارات بمروحيات، تحت غطاء جوي روسي، ما أدّى إلى مقتل 210 أشخاص على الأقل، بينهم 54 طفلاً خلال 48 ساعة، أعلى حصيلة ضحايا في الغوطة منذ عام 2015، وفق «المرصد».
وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن إن القصف التصعيدي يمهّد لهجوم برّي من جانب القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها، لافتاً إلى أن العميد في القوات النظامية سهيل الحسن قائد عملية الغوطة الشرقية، ينفذ استراتيجية «الأرض المحروقة» بهدف تدمير الحاضنة الشعبية لمقاتلي المعارضة وخطوطهم الخلفية، وتأليب الشارع المعارض على الفصائل. وأضاف في تصريحات أمس، أن القوات النظامية تتعمّد استهداف المناطق المدنية «بضوء أخضر» من روسيا، التي أكّدت في وقت سابق سعيها إلى تطبيق «تجربة» حلب الشرقية على الغوطة، أي مواصلة القصف العنيف وحصار المنطقة إلى حين إجبارهم على المغادرة.
وكشفت مصادر لـ «الحياة» أن «موسكو تدعم جدياً حسم الأوضاع في الغوطة الشرقية، لكنها تخشى من كلفة المعارك الإنسانية العالية في منطقة جغرافية صغيرة بكثافة سكانية كبيرة». وتابعت المصادر أن «الأنباء عن تصدر سهيل الحسن (النمر) العملية تكشف عن دعم روسيا العملية، خصوصاً أنه كان الضابط الوحيد الذي دُعي إلى قاعدة حميميم أثناء زيارة بوتين لها».
ودانت المعارضة السورية الهجوم على الغوطة الشرقية واعتبرته «حمام دم» و «جريمة حرب»، مشيرة إلى أنها قد تنسحب من مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة احتجاجاً على ذلك. وحذّر المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا من أن تصعيد القتال في الغوطة الشرقية قد يجعلها «حلب ثانية».
في غضون ذلك، أعلن وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان أمس، أنه سيسافر إلى روسيا وإيران في الأيام المقبلة لبحث الحرب في سورية. وصرّح لو دريان أمام مشرعين فرنسيين: «نتجه صوب كارثة إنسانية»، مضيفاً: «الآتي أسوأ في سورية إذا لم نتحرك».
قوات موالية لدمشق تدخل عفرين.. وتركيا تقصفها بالمدفعية
بيروت، دبي، أنقرة – رويترز، «الحياة»، أ ف ب
ذكرت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) اليوم (الثلثاء)، أن القوات التركية استهدفت بالمدفعية أماكن تواجد «القوات الشعبية» بالتزامن مع وصولها الى منطقة عفرين في شمال سورية، في حين أعلنت تركيا أن القوات السورية تراجعت بعدما أطلق الجيش التركي «نيراناً تحذيرية».
وأوردت الوكالة أن «قوات النظام التركي استهدفت بالمدفعية أماكن وجود القوات الشعبية لدى وصولها الى منطقة عفرين»، لافتة الى أنها «ستنخرط فى مقاومة العدوان التركي» في إطار «دعم الأهالي والدفاع عن وحدة أراضي سورية».
وقالت وكالة أنباء «الأناضول» التركية إن القوات الموالية للحكومة السورية تراجعت بعدما كانت في طريقها إلى منطقة عفرين عقب إطلاق القوات التركية «نيران المدفعية تحذيراً لها».
وذكرت الوكالة التركية التي تديرها الدولة أن القوات الموالية للحكومة السورية عادت أدراجها من على مسافة 10 كيلومترات من حدود عفرين.
وعرض التلفزيون الرسمي السوري في وقت سابق اليوم لقطات تظهر قوات موالية لدمشق تدخل منطقة عفرين لمساعدة مقاتلين أكراد في مواجهة هجوم تركي بدأ قبل حوالى شهر.
وقال الناطق الرسمي باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية في بيان: «لبت الحكومة السورية الدعوة واستجابت لنداء الواجب وأرسلت وحدات عسكرية هذا اليوم للتمركز على الحدود والمشاركة في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحدودها».
وفي وقت سابق من اليوم، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده أحبطت نشراً محتملاً لقوات سورية في عفرين بعد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف أن قوات تركية وحلفاءها السوريين سيبدأون حصار عفرين في الأيام المقبلة في إطار العملية التركية التي بدأت قبل شهر لإبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية عن حدودها الجنوبية.
وقال مسؤول كردي كبير في مطلع الأسبوع إنه تم التوصل لاتفاق مع الجيش السوري لدخول عفرين ومحاربة الأتراك. وذكرت وسائل إعلام سورية رسمية في وقت مبكر صباح أمس أن قوات موالية للحكومة ستدخل عفرين خلال ساعات.
وقال أردوغان للصحافيين بعد كلمة ألقاها في البرلمان: «تم وقف (الانتشار السوري) في شكل جاد بالأمس… لقد تم إيقافه».
ورداً على سؤال عما إذا كان نشر القوات توقف بعد محادثات مع بوتين، قال أردوغان: «نعم لقد توقف بعد هذه المحادثات».
وقال ناطق باسم الحكومة إن أردوغان أجرى محادثات أمس مع كل من بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني عن سورية. واتفقت الدول الثلاث أيضاً على أن يلتقي وزراء خارجيتها في موسكو في 14 آذار (مارس) المقبل.
وتعهد أردوغان في كلمة أمام أعضاء حزبه الحاكم «العدالة والتنمية» أن يبدأ حصار عفرين قريباً.
وقال: «سيبدأ حصار وسط مدينة عفرين بسرعة خلال الأيام المقبلة. بهذه الطريق سيتم قطع المساعدات الخارجية للمنطقة والمدينة ولن تتوافر للتنظيم الإرهابي سبل التفاوض مع أحد».
وكان أردوغان قال مراراً إن تركيا لن تتراجع عن عمليتها في عفرين.
وزادت عملية تركيا الوضع تعقيداً في شمال سورية حيث تنخرط الجماعات الكردية والحكومة السورية وجماعات المعارضة السورية المسلحة وتركيا والولايات المتحدة وروسيا في شبكة معقدة من العداوات والتحالفات.
الخارجية الروسية: عشرات القتلى والجرحى الروس في سورية
موسكو – رويترز
قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم (الثلثاء)، إن العشرات من الروس ومواطني الجمهوريات السوفياتية السابقة سقطوا بين قتيل وجريح في اشتباكات في سورية في الآونة الأخيرة.
وذكرت الوزارة أنه لا يوجد أفراد من القوات المسلحة الروسية بين القتلى أو الجرحى، وأن المصابين يتلقون العلاج في مستشفيات في روسيا.
وكانت ثلاثة مصادر مطلعة قالت الأسبوع الماضي إن حوالى 300 شخص يعملون لصالح شركة عسكرية روسية خاصة على صلة بالكرملين، سقطوا بين قتيل وجريح في اشتباك مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة في سورية.
صواريخ وغارات جوية لقوات موالية للنظام السوري على الغوطة الشرقية
بيروت: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما يربو على 12 شخصا أصيبوا الليلة الماضية في منطقة الغوطة الشرقية حيث تتعرض المنطقة المحاصرة إلى أحد أعنف عمليات القصف منذ اندلاع الحرب قبل سبع سنوات مما أسفر عن سقوط 250 قتيلا على الأقل في 48 ساعة.
وأضاف المرصد أن قوات موالية للنظام أطلقت الصواريخ وأسقطت براميل متفجرة من طائرات هليكوبتر على بلدات وقرى بالمنطقة الريفية التي تقع خارج دمشق وتعتبر آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة المناهضين للرئيس السوري بشار الأسد قرب العاصمة.
لكن المرصد أشار إلى أن وتيرة القصف هدأت بعض الشيء خلال الليل بعد تكثيف كبير للضربات التي بدأت في ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد. ويعيش في الغوطة الشرقية 400 ألف شخص.
ونددت الأمم المتحدة بالهجوم على الغوطة الشرقية التي أصيبت فيها مستشفيات وبنية أساسية مدنية أخرى ووصفته بأنه غير مقبول كما حذرت من أن القصف قد يصل إلى حد جرائم الحرب.
وتقول الحكومة السورية وحليفتها روسيا التي تدعم الأسد بالقوة الجوية منذ 2015 إنهما لا تستهدفان المدنيين. كما ينفي الجانبان استخدام البراميل المتفجرة التي تسقط من طائرات هليكوبتر وتدين الأمم المتحدة استخدامها.
وأثارت الأوضاع في الغوطة الشرقية المحاصرة منذ 2013 قلق وكالات الإغاثة على نحو متزايد حتى قبل الهجوم الأخير إذ يتسبب نقص الغذاء والدواء وغيرهما من الضرورات الأساسية في المعاناة والمرض. (رويترز)
«حمام الدم» يتواصل في الغوطة… وتركيا تعلن إجبار ميليشيات شيعية على الابتعاد عن عفرين
سقوط مئة قتيل… والمعارضة تهدد بالانسحاب من المفاوضات… واليونيسف تعجز عن وصف ما يحدث
عواصم ـ «القدس العربي» من هبة محمد وإسماعيل جمال ووائل عصام: واصل النظام السوري، أمس الثلاثاء، الحملة العنيفة على الغوطة الشرقية لدمشق، حيث سقط العشرات من القتلى، معظمهم من الأطفال والنساء.
الدفاع المدني السوري وثق مقتل عشرات المدنيين في كل من دوما وحرستا وسقبا ومسربا واوتايا وحمورية وعربين وزملكا في ريف دمشق الشرقي، عقب استهدافهم بمئات الغارات الجوية والصاروخية، وفي حصيلة مرشحة للارتفاع، قال « المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن عدد الضحايا أمس تجاوز المئة قتيل.
وعجزت منظمة «اليونيسف» عن وصف هول الوضع في الغوطة، موضحة في بيان: «لا يمكن للكلمات أن تصف حجم ما يجري ضد أبناء الغوطة الشرقية».
الطبيب محمد كتوب مدير المناصرة في منظمة «سامز» قال لـ«القدس العربي»، إن النظام السوري وحلفاءه استهدفوا أربعة مستشفيات أمس في مدن حصار في الغوطة الشرقية مما أدى الى إخراجها عن الخدمة، كما تم قتل طبيب وطبيب تخدير بينما كانا يعالجان مريضاً بحاجة إلى الرعاية».
أما المعارضة السورية، فأعتبرت الهجوم «حمام دم» و«جريمة حرب»، مشيرة إلى أنها قد تنسحب من مفاوضات السلام التي ترعاها الامم المتحدة احتجاجا على ذلك.
وقال نصر الحريري، رئيس هيئة التفاوض في المعارضة: من الواضح أن حكومة دمشق لديها «صفر اهتمام في الانخراط» في حوار.
وأبلغ الصحافيين في بروكسل بعد اجتماعه بمسؤولين أوروبيين أن «النظام السوري بدعم مباشر من روسيا وإيران حوّل الغوطة إلى حمام دم لنساء وأطفال أبرياء».
وتابع أن «ما يحدث في الغوطة جريمة حرب. القانون الدولي واضح جدا في هذا الأمر لكن في سوريا لا يوجد تطبيق للقانون الدولي».
من جهته أكد ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، أن تصعيد القتال في الغوطة الشرقية المحاصرة قد يجعلها «حلب ثانية».
المتحدث الرسمي باسم «فيلق الرحمن»، وائل علوان، أشار إلى قدرة الفصائل العسكرية العاملة في الغوطة الشرقية على حماية المنطقة وجبهاتها، مشدداً على وجود خطط دفاعية لإحباط وإفشال تقدم قوات النظام والميليشيات المساندة لها.
وعلى جبهة مدينة عفرين، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن الجيش التركي أجبر ميليشيات شيعية موالية للنظام السوري، أمس الثلاثاء، على التراجع عن المدينة، بعد تقدمهم صوبها.
وأوضح «توجهت قوات الميليشيات الشيعية عبر سيارات بيك أب، نحو عفرين، خلال ساعات المساء، غير أن القصف المدفعي أجبرهم على العودة من حيث أتوا». وشدد على أن «هذا الملف تم إغلاقه هنا في الوقت الحالي».
وأضاف «لا يمكننا أن نمنحهم فرصة، وسيكون ثمن ذلك باهظا».
وأوضح أردوغان: «لقد اتفقنا على هذه القضايا مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، (والرئيس الإيراني حسن) روحاني، خلال الاتصالات التي أجريناها معهما بالأمس».
ومضى قائلاً: «لكن للأسف، وكما تعلمون، فإن هذه المنظمات الإرهابية تتخذ أحيانا خطوات خاطئة أحادية الجانب؛ وتدفع ثمنًا باهظًا لها».
وسبق كلام إردوغان إعلان وكالات الأنباء، عن دخول قوات موالية للحكومة السورية منطقة عفرين لمساعدة «وحدات حماية الشعب» الكردية على التصدي لهجوم تركي.
وحسب الوكالات، بعد قليل من وصول قافلة المقاتلين وهم يلوحون بأعلام سورية ويشهرون الأسلحة إلى عفرين، أفادت وسائل إعلام رسمية سورية بأن تركيا استهدفتهم بنيران المدفعية.
تزامناً حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من انقسام سوريا بسبب الصراع بين تركيا والأكراد في شمالي سوريا.
وقال إن من غير المقبول أن يتم استغلال «مشكلة الأكراد» لزرع الفوضى في المنطقة وتقسيم دول، وذلك حسب الوكالة الألمانية للانباء، في وقتٍ نقلت وكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية عن لافروف قوله إنه على قناعة بأن تركيا يمكنها حماية مصالحها الأمنية المشروعة من خلال الحوار مع الحكومة السورية.
وفي تطور لافت تمكنت القوات المشاركة في عملية «غصن الزيتون»، أمس، من إتمام السيطرة على قرابة 10 قرى وتلال، كان أبرزها المناطق التي أدت إلى وصل مناطق هذه القوات في محوري أعزاز وجبل بورصايا، مع مناطق السيطرة في محور بلدة بليل، وهو ما يعني إتمام السيطرة على كامل الشريط الحدودي لعفرين مع ولاية كيليس التركية.
مع سقوط القنابل.. سكان الغوطة الشرقية “ينتظرون الموت”
بيروت: قال سكان في الغوطة الشرقية بسوريا في وقت مبكر من صباح الأربعاء إنهم “ينتظرون دورهم في الموت” وذلك بعد سقوط المزيد من الصواريخ والبراميل المتفجرة التي تطلقها قوات موالية للحكومة على الجيب المحاصر.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع مجريات الحرب إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 200 في وقت مبكر من صباح الأربعاء في المنطقة التي تتعرض لأحد أعنف عمليات القصف في الحرب المستمرة منذ سبع سنوات مما أسفر عن مقتل 250 شخصا على الأقل في 48 ساعة.
وتابع المرصد، ومقره بريطانيا، أن وتيرة القصف تباطأت أثناء الليل فيما يبدو لكنها تصاعدت من جديد صباح الأربعاء. ويأتي ذلك بعد تصعيد كبير في الضربات التي بدأت مساء يوم الأحد. ويقيم نحو 400 ألف شخص في المنطقة.
وأضاف المرصد أن قوات موالية للحكومة أطلقت الصواريخ وأسقطت براميل متفجرة من طائرات هليكوبتر على بلدات وقرى بالمنطقة الريفية التي تقع خارج دمشق وتعتبر آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة المناهضين للرئيس السوري بشار الأسد قرب العاصمة.
وقال بلال أبو صلاح (22 عاما) وهو أحد سكان بلدة دوما كبرى بلدات الغوطة الشرقية “ناطرين دورنا لنموت. هيدي العبارة الوحيدة اللي فيني قولها”.
وأضاف “كل الناس أو معظمها عايشة بالملاجئ. كل بيت في خمس أو ست عيل (عائلات). ما في أكل ولا أسواق”.
وزوجة أبو صلاح في الشهر الخامس من الحمل في طفلهما الأول. ويخشى الاثنان أن يتسبب فزعها من القصف في مخاض مبكر.
ونددت الأمم المتحدة بالهجوم على الغوطة الشرقية التي أصيبت فيها مستشفيات وبنية أساسية مدنية أخرى ووصفته بأنه غير مقبول كما حذرت من أن القصف قد يصل إلى حد جرائم الحرب.
وتقول الحكومة السورية وحليفتها روسيا التي تدعم الأسد بالقوة الجوية منذ 2015 إنهما لا تستهدفان المدنيين. كما ينفي الجانبان استخدام البراميل المتفجرة التي تسقط من طائرات هليكوبتر وتدين الأمم المتحدة استخدامها.
وأثارت الأوضاع في الغوطة الشرقية المحاصرة منذ 2013 قلق وكالات الإغاثة على نحو متزايد حتى قبل الهجوم الأخير إذ يتسبب نقص الغذاء والدواء وغيرهما من الضرورات الأساسية في المعاناة والمرض.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن مقاتلي المعارضة يطلقون أيضا قذائف المورتر على أحياء في دمشق قرب الغوطة الشرقية مما أسفر عن إصابة شخصين الأربعاء. وأسفرت قذائف مقاتلي المعارضة عن مقتل ستة أشخاص على الأقل أمس الثلاثاء.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء “أصيبت مناطق سكنية وفنادق في دمشق وكذلك المركز الروسي للمصالحة السورية في قصف شرس من الجماعات المسلحة غير الشرعية من الغوطة الشرقية”.
والغوطة الشرقية واحدة من “مناطق عدم التصعيد” التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في إطار جهودها الدبلوماسية. لكن الهدنة لا تشمل جماعة مسلحة كانت تابعة لتنظيم القاعدة في السابق ولها وجود صغير في المنطقة. (رويترز)
النظام يحرق الغوطة بقذائفه ويقتل 170 مدنياً معظمهم نساء وأطفال
1000 حالة حرجة بحاجة إلى إخلاء سريع إلى مشافي دمشق
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي»: يوم طويل مرّ على مئات آلاف المحاصرين شرقي مدينة دمشق، بعد ما جرّه عليهم النظام السوري من ويلات وفواجع حصدت أرواح أكثر من 170 مدنياً أكثر من نصفهم نساء وأطفال دون الثامنة عشرة، قتلوا جميعهم خلال الساعات الماضية بفعل حمم المقاتلات الروسية والسورية التي ارتكبت أكثر من عشر مجازر في ال24 ساعة الماضية في ضواحي العاصمة دمشق.
الدفاع المدني السوري وثق مقتل عشرات المدنيين أمس الثلاثاء في كل من دوما وحرستا وسقبا ومسربا واوتايا وحمورية وعربين وزملكا في ريف دمشق الشرقي عقب استهدافهم بمئات الغارات الجوية والصاروخية، حيث قتل امس 33 مدنياً وجرح العشرات بينهم نساء وأطفال، في مجزرة ارتكبتها المقاتلات الحربية بقصف جوي مكثف على قطاع المرج في الغوطة الشرقية فضلاً عن الدمار الواسع في الأبنية السكنية، كما قتل 21 آخرون وجرح أضعافهم بقصف مماثل على بيت سوى وعربين ومسرابا.
بلدة بيت سوى شهدت أكبر مجزرة خلال اليومين الفائتين حيث لقي أكثر من 45 مدنياً بينهم نساء وأطفال حتفهم بقصف جوي وصاروخي روسي وسوري استهدف البلدة، اسفر عن تدمير مئات المنازل وتشريد أهلهم إلى المخيمات البدائية، فيما كان قد قتل أكثر من 90 مدنياً يوم الاثنين، وأُصيب المئات بجروح، خلال الحملة التي يشنها النظام مستعينا بنحو ثمانية ميليشيات عسكرية وغيرها أجنبية بدعم جوي روسي على مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة.
«فيلق الرحمن»: استباحة روسية
المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن وائل علوان أشار إلى قدرة الفصائل العسكرية العاملة في الغوطة الشرقية على حماية المنطقة وجبهاتها، مشدداً على وجود خطط دفاعية لإحباط وإفشال تقدم قوات النظام والميليشيات المساندة لها.
ونوه علوان إلى امعان الروس في قتل المزيد من المحاصرين واستباحة دمائهم بحجة وجود فصائل متطرفة في إشارة ضمنية إلى تنظيم «جبهة النصرة» مضيفاً في تصريحات صحافية إلى «أن روسيا تنتهج الحل العسكري وتعطيل جميع الحلول السياسية وتريد تنفيذ سيناريو حلب في جميع المناطق وليس في الغوطة الشرقية لكن إن استطاعت روسيا النيل من صمود الفصائل في الغوطة الشرقية وهذا ما لن يحدث».
وأكد المتحدث الرسمي على أن روسيا لا تريد خروج جهات متطرفة من الغوطة كي تبقيها ذريعة من أجل قصف المدن والبلدات وقال إنه بعد أن تم الاتفاق مع الروس على خروج هؤلاء عاد الروس ووضعوا عراقيل وحججًا كي تبقى لديهم ذريعة استمرار قصف وتدمير الغوطة.
غازات سامة واستهداف المشافي
ووثقت مصادر حقوقية وإعلامية تعرض مدن وبلدات الغوطة الشرقية خلال الحملة المستمرة منذ التاسع والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الفائت وحتى اليوم سقوط أكثر من 700 مدني وأضعافهم من الجرحى شكّل النساء والأطفال غالبية أعداد الضحايا، قصفت خلالها هذه المدة مدينة دوما بثلاث هجمات تحتوي غازات سامة يُرجح أنها غاز الكلور السام خلال الشهرين الأول والثاني من العام الجاري.
الطبيب محمد كتوب مدير المناصرة في منظمة سامز قال لـ»القدس العربي»، ان النظام السوري وحلفاءه استهدفوا اربعة مستشفيات امس في مدن حصار بالغوطة الشرقية مما أدى إلى اخراجها عن الخدمة، كما تم قتل طبيب وطبيب تخدير، بينما كانا يعالجان مريضاً بحاجة إلى الرعاية، مشيراً إلى ان معدل استهداف المشافي من قبل قوات النظام قد ارتفع خلال الشهرين الأخيرين إلى استهداف كل 24 ساعة، وبسبب نوعية السلاح المُستخدم من قبل الطيران الروسي في قصفه للمناطق المدنية، لم تعد استراتيجيات الحماية المستخدمة نافعة، فبناء المشافي في الكهوف أو في أقبية محصنة لم يعد يحميها من الدمار، نتيجة ذلك، خرج عدد من أهم وأكبر المشافي عن الخدمة.
وفي إشارة إلى جرحى الغوطة الشرقية من المحاصرين الذين لا يبعدون سوى بضعة كيلومترات عن مشافي العاصمة دمشق قال «كتوب» ان ستة اميال يمكن ان يكون الفرق بين الحياة والموت من اجل جرحى سوريا، فقد وصل عدد الحالات التي تحتاج إخلاء طبي من الغوطة الشرقية إلى 1036 حالة، يتضمن ذلك 403 إناث و 242 طفلاً و 25 حالة وفاة، تم إخلاء 37 حالة فقط من بداية عام 2017 حتى الان ويتلقون معاملة تشبه التعامل مع الرهائن من سلطات النظام السوري في دمشق، فيما يعتبر مجلس الامن التابع للأمم المتحدة معطلاً تماماً لما يجري ونحن بحاجة إلى اجراء حقيقي على ارض الواقع، فيما يستمر النظام السوري بمنع إدخال الأدوية إلى الغوطة الشرقية المحاصرة في ظل وجود مئات الحالات المرضية في صفوف المدنيين التي تحتاج إلى إجلاء طبيّ عاجل.
ووفقاً لتقارير إعلامية وحقوقية فإن آلاف العائلات في الغوطة الشرقية تعيش في ملاجئ تحت الأبنية السكنية، وغالبية هذه الملاجئ غير مجهزة للسكن، ففي مدينة عربين وحدها يوجد 75 ملجأ، 17 ملجأ منها فقط صالحة للسكن، كما تعيش نسبة كبيرة من نازحي منطقة المرج في بيوت غير صالحة للسكن أو مخيمات عشوائية لا يتوفر فيها أي شكل من أشكال الخدمات.
شاهد على الجحيم
«حمم الليل هي الأقسى، ليلنا امتلأ رعباً وخوفاً وقد اختلطت علينا أصوات الطائرات الحائمة فوقنا والمدافع حولنا»… بهذه كلمات وصف بها الناشط الإعلامي حسان طباجو حال أهالي ريف دمشق الشرقي في ظل قصف جوي ومدفعي وصاروخي، وبحسب مصادر أهلية لـ»القدس العربي» فإن الغوطة الشرقية تعرضت نهار امس إلى قصف جوي عنيف ومكثف بالطيران الحربي الروسي والمروحي على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، حيث وثق المعنيون أكثر من 200 صاروخ من راجمات الصواريخ، وأكثر من 40 برميلاً متفجراً، وأكثر من 150 قتيلاً بينهم العديد من الأطفال والنساء، وأكثر من 350 جريحاً بينهم الكثير من حالات خطيرة بعضهم تعرض لبتر أطرافه، فيما تواصل فرق الدفاع المدني البحث عن المفقودين والعالقين تحت الأنقاض، في ظل دمار أكثر من مئتي بناء سكني بشكل كامل.
قصف مركز روسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا
موسكو: نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها في وقت متأخر الثلاثاء، إن أضراراً لحقت بمركز روسي لمراقبة وقف إطلاق النار جراء قصف من منطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة خارج العاصمة السورية دمشق.
ونقلت الوكالة عن الوزارة الروسية قولها “أصيبت مناطق سكنية وفنادق في دمشق وكذلك المركز الروسي للمصالحة السورية في قصف شرس من الجماعات المسلحة غير الشرعية من الغوطة الشرقية”.
وأضافت “لحقت أضرار بالغة وسقط ضحايا من المدنيين. لم يسقط ضحايا من القوات المسلحة الروسية”.
وتعرضت الغوطة الشرقية لموجة من الضربات الجوية ونيران الصواريخ والقصف مما أسقط 250 قتيلاً على الأقل منذ مساء يوم الأحد. (رويترز)
تسارع التقدم البري للجيش التركي في عفرين تمهيداً لإتمام السيطرة على حدودها وحصار مركزها
تركيا تشير إلى «مساومات قذرة» للنظام السوري حول عفرين
إسماعيل جمال
اسطنبول – «القدس العربي» : تسارع بشكل لافت، خلال اليومين الأخيرين التقدم البري للجيشين التركي و»السوري الحر» مع اقتراب إتمام السيطرة على كامل الشريط الحدودي بين عفرين والأراضي التركية، وذلك تمهيداً لحصار مركز المدينة الذي قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء، إنه سيكون «قريباً».
وفي تطور لافت تمكنت القوات المشاركة في عملية «غصن الزيتون»، أمس الثلاثاء، من إتمام السيطرة على قرابة 10 قرى وتلال كان أبرزها المناطق التي أدت إلى وصل مناطق هذه القوات في محوري أعزاز وجبل بورصايا، مع مناطق السيطرة في محور بلدة بليل، وهو ما يعني إتمام السيطرة على كامل الشريط الحدودي لعفرين مع ولاية كيليس التركية.
وفي المحاور الأخرى سرّع الجيشان التركي والسوري الحر مساعي التقدم في محاولة لإتمام وصل باقي المناطق المحاذية لولاية هاتاي الحدودية، ومن ثم الدخول مركز منطقي جندريس وراجو الاستراتيجيتين، وهو ما يعني فعلياً الاقتراب من حصار مركز المدينة. وتقدر وسائل إعلام تركية أن الجيش التركي سيطر حتى الآن على قرابة 90 نقطة بين بلدة وقرية وتلال وجبال هامة، وهو ما يعادل 20% من المساحة الإجمالية لمدينة عفرين، فيما يؤكد خبراء عسكريون أن الأيام المقبلة سوف تشهد تقدماً أسرع كون الكثير من المناطق أصبحت ساقطة عسكرياً بحكم سيطرة الجيش التركي على التلال والجبال المحيطة بها.
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وفي كلمة له أمام نواب الحزب الحاكم في أنقرة، الثلاثاء، قال إن القوات المسلحة التركية سوف تتوجه خلال الأيام المقبلة بشكل أسرع لحصار مركز مدينة عفرين، معتبراً أن التقدم البطيء في العملية هو بسبب «الحرص على حياة الجنود الأتراك والمدنيين في عفرين». وبينما قال الجيش التركي في آخر إحصائية له، الثلاثاء، إنه تمكن من تحييد 1715 مسلحاً في عفرين، قال إردوغان إن قرابة 60 من الجيش الحر و32 من الجيش التركي قتلوا منذ انطلاق العملية.
وفي إشارة على ما يبدو إلى الأنباء التي انتشرت، الاثنين، عن وجود اتفاق بين الوحدات الكردية والنظام السوري في عفرين، شدد إردوغان على أنه لا يوجد خيار أمام الجيش التركي سوى الاستمرار في العملية العسكرية، ولاحقاً قال في تصريحات للصحافيين إن ما جرى تداوله «مجرد خبر بثته وكالة سانا» التابعة للنظام السوري.
وقال إن «النظام السوري توقف عن بث مثل تلك الأنباء»؛ عقب مكالمة هاتفية جَرَت بينه (الرئيس التركي) وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما جرت مكالمة أخرى بين إردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني تركزت حول الموضوع ذاته.
لكن الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين وعلى الرغم من نفيه وجود أي مؤشرات على دخول قوات النظام السوري إلى عفرين، قال إن «ما جرى لم يتجاوز كونه دعاية سوداء ربما يدخل في إطار مساومات قذرة»، وهو ما ولّد خشية من وجود ضغوط روسية على تركيا للضغط على المعارضة السورية في إدلب أو الغوطة الشرقية مقابل عدم إعاقة عملية عفرين. وجدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تأكيده على أن النظام السوري كذب بأخبار دخول عفرين، قائلاً: «الوضع كان سيكون مختلفاً، لو أراد النظام السوري دخول عفرين من أجل تطهيرها من إرهابيي (ي ب ك)، لكن إذا ما دخل لحماية هذا التنظيم، فلن يستطيع أحد وقتئذ وقف الجنود الأتراك».
ميليشيات شيعية موالية للنظام تدخل عفرين بهتافات «جايينك يا إردوغان»
طائرة استطلاع تركية تطلق النار عليها
وائل عصام
إنطاكيا – «القدس العربي»: لم تمض ساعتان على إعلان الرئيس التركي عن نجاحه بايقاف انتشار قوات النظام في عفرين تنفيذاً لاتفاقها مع الأكراد، حتى عبرت إلى عفرين مئات العربات العسكرية لميليشيات شيعية موالية للنظام ومعها قوات كردية، بينما افادت مصادر محلية قرب معبر الزيارة، الذي يصل بلدتي نبل والزهراء بعفرين، ان طائرة استطلاع تركية حلقت فوق ارتال القوات الموالية للنظام، واستهدفت معبر الزيارة بعدة قذائف من دون وقوع اصابات مباشرة في صفوف القوات، بينما اعلنت وسائل اعلام موالية للنظام عن اطلاق الدفاعات الجوية للنظام، النار على طائرة الاستطلاع التركية.
وعرضت القنوات الموالية للنظام، صوراً لميليشيات النظام الشيعية، المنتمية للواء الباقر وبلدتي نبل والزهراء، في تأكيد لما سبق واشارت اليه «القدس العربي» من مصادرها الخاصة. وظهرت اعلام النظام السوري بكثافة فوق العربات العسكرية التي دخلت عفرين، وهو ما يشير إلى رغبة النظام بإسباغ شرعية الدولة على هذه الميليشيات المتقدمة نحو عفرين، كما كان لافتاً هتافات المسلحين الموالين للنظام بعبارات عدائية للرئيس التركي، مثل «جايينك يا اردوغان».
وبالرغم من التصريحات الروسية التي عارضت الاتفاق الاخير بين دمشق وأكراد عفرين، فان النظام أنفذ تعهداته بدخول ما سماها «القوات الشعبية»، ويقول مصدر مطلع على ملف التفاوض مع عفرين لـ»القدس العربي»، ان بعض العوائق ما زالت تواجه اتمام الصيغة النهائية للتسوية بين النظام والقوى الكردية، بينها حجم الصلاحيات التي ستبقى بيد القوى الكردية بعد تسليم المراكز الادارية والنقاط الامنية في عفرين للنظام، وكذلك طبيعة التسليح الذي سيحتفظ به الأكراد والذي يشترط النظام ان لا يشمل السلاح الثقيل، ومن المتوقع ان تنجز هذه الشروط لاتمام التسوية خلال الايام القليلة القبلة، ما سيقود إلى طلب روسي من تركيا بايقاف العمليات، بعد تحقيق ما رحبت به انقرة على لسان وزير خارجيتها، وهو سيطرة النظام السوري على عفرين.
ويقول عمر رحمون المعارض السوري السابق، الذي عاد إلى صفوف النظام، وساهم في التوسط بين المعارضة والنظام لاتمام تسوية حلب، يقول ان الجيش السوري «ليس جمعية خيرية» ، وان الأكراد يريدون ان يكون التعاون مع الجيش عسكرياً فقط، بحيث يدخل الجيش ليوقف العملية التركية دون سيطرته التامة على عفرين، ويوضح رحمون في حديثه لـ»القدس العربي» «للدولة شروط، من ضمنها تسليم مراكز الدولة ورفع العلم السوري وتسليم السلاح، وحتى اللحظة لم تقبل الوحدات بكامل الشروط، والقضية قيد البحث والتفاوض اللحظي على مدار 24 ساعة، وقد تكون هناك مفاجأة بأي لحظة».
وتشير التطورات في عفرين، إلى ان اتمام اتفاق النظام مع القوى الكردية في عفرين ليس سوى مسألة وقت، وان موافقة موسكو عليه مرهون باتمام عملية الهيمنة الرسمية للنظام على عفرين، اذ تناور وحدات الحماية الكردية من اجل الحصول على الحد الادنى من صلاحيات الادارة الذاتية المحلية، والابقاء على هيكلية التنظيمات الكردية المسلحة وان تحت غطاء الشرعية الرسمية لمؤسسات النظام، كما قد يتمكن الأكراد من الاحتفاظ بسلاحهم المتوسط والخفيف، دون الثقيل الذي تصر دمشق على تسليمه، ومعه المقرات الادارية ومراكز الامن كافة ، وعندها سيكمل الروس المهمة بالطلب من تركيا ايقاف العملية، التي لا يبدو انها ستتمكن من فرض السيطرة التركية على عفرين كما قال الرئيس التركي.
#الغوطة_الشرقية_تباد: صمت العالم شريك بالمجازر
تستمرّ مجازر النظام السوري والقوات الروسية على الغوطة الشرقيّة، والتي أدّت، خلال يومين، إلى وقوع أكثر من مئتي قتيل، ومئات الجرحى، وهو أعلى رقم فيها منذ مجزرة الكيميائي عام 2013، وسط صمتٍ دوليّ. لكنّ الصوت الوحيد يبقى للناشطين السوريين والعرب على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعبر وسمي “#الغوطة_الشرقية_تباد” و”#الغوطة_الشرقية”، غرّد الناشطون، مستنكرين المجازر والصمت الدولي والعربي.
وفي الغوطة الشرقيّة، التي تعدّ آخر معاقل المعارضة، أكثر من 400 ألف شخص، محاصرين منذ خمس سنوات.
ونشر الناشطون بكثافة صوراً من الغوطة تُظهر آثار القصف وقتل الأطفال، بالإضافة إلى مقاطع فيديو.
وكتب الناشط هادي العبدالله “بتنا عاجزين عن مجرد إحصاء أعداد الشهداء في الغوطة الشرقية.. أكثر من 200 إنسان استشهدوا خلال ال48 ساعة الماضية! مئات الجرحى! مذبحة و أيّما مذبحة.. والكل يشارك في الذبح بصمته.. يارب .. يارب ساعد أهلنا يارب”.
وقال أبو هدى الحمصي “ضع نفسك مكان هؤلاء البشر الذين يتعرضون بين اللحظة والاخرى لمجزرة. هنا ومجزرة هناك! والغريب صمت العرب عن ما يجري! غارات ليلة على مدينة عربين. القصف لا يتوقف لا في الليل ولا في النهار #الغوطة_الشرقية”.
وغرّد الكاتب السعودي جمال خاشقجي “حالة الصمت العربي حيال مذبحة #الغوطة فضيحة وجريمة لا تقل عن جريمة من يقتل الأطفال هناك”.
النظام السوري يواصل الإبادة في الغوطة… وقلق دولي
عدنان علي
في وقتٍ يواصل فيه النظام السوري وحلفاؤه حرب الإبادة على المدنيين في الغوطة الشرقية، والتي تسببت بسقوط قرابة مئتي قتيل في اليومين الماضيين، حضّت الأمم المتحدة الأطراف على التزام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني، في حين أعربت الخارجية الأميركية عن قلقها حيال الهجمات.
وأصيب، صباح اليوم الأربعاء، عدد من المدنيين نتيجة استهداف بلدة أوتايا وحزرما والنشابية بأكثر من 100 قذيفة، في اليوم الرابع للحملة العنيفة التي يقوم بها النظام وحلفاؤه على الغوطة.
وأفاد الدفاع المدني السوري في ريف دمشق، بأن قوات النظام قصفت منطقة النشابية بأكثر من 20 قذيفة مدفعية طاولت الأحياء السكنية وتل النشابية وحزرما.
كما قُتل شخص وأصيب آخرون جراء قصف قوات النظام بأكثر من 60 قذيفة هاون وصاروخاً من راجمات الصواريخ على الأحياء السكنية في بلدة أوتايا، إذ تحاول فرق الدفاع المدني إسعاف المصابين، فيما أصيب عدد من المدنيين في قصف جوي بالبراميل المتفجرة على بلدة عين ترما.
وسقط عدد من الجرحى أيضاً جراء قصف جوي ليلي لطيران النظام الحربي على مدينة دوما فيما استهدفت غارة جوية بلدة حمورية.
وكانت حصيلة ضحايا الهجمات الجوية والمدفعية والصاروخية التي يشنها النظام وروسيا على الغوطة بلغت، أمس الثلاثاء، مئة وتسعة عشر قتيلاً مدنياً بينهم نساء وأطفال جرّاء 137 غارة جوية ومئات الصواريخ والقذائف وإلقاء المروحيات 44 برميلاً متفجراً، كما قُتل الإعلامي عبد الرحمن ياسين بالقصف على بلدة حمورية.
وتسبب القصف أيضاً خلال الأيام الأخيرة بخروج مستشفيات عدّة عن الخدمة آخرها مستشفى دار الشفاء في حمورية، نتيجة استهدافه بأكثر من ثلاثة براميل متفجرة، بالإضافة إلى المستشفى الميداني في كفربطنا، ومستشفى سقبا – مركز توليد سقبا، ومستشفى المرج، ومستشفى أحياء نفس، ومستشفى عربين، ومستشفى الأنوار، ومركز إسعاف (إنقاذ روح) ومستشفى جوبر ومركز الأمل للعلاج الفيزيائي، ومستشفى الحياة، ومستشفى ريف دمشق في دوما.
ويتزامن هذا التصعيد مع وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى الغوطة بقيادة العميد سهيل الحسن الضابط البارز في قوات النظام، ومع تصريح لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأنّ “عملية مدينة حلب واتفاقات انسحاب المسلحين منها قابلة للتطبيق في الغوطة الشرقية”.
قلق دولي
بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس الثلاثاء، عن “قلقه العميق” من تصاعد العنف في الغوطة الشرقية، داعياً جميع الأطراف إلى التزام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، إن “الأمين العام يشعر بقلق عميق من تصعيد الوضع في الغوطة الشرقية والأثر المدمر لذلك على المدنيين”، مشيراً إلى أن “نحو 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية قد تعرضوا لضربات جوية وقصف بالمدفعية”.
وأضاف أن سكان الغوطة الشرقية، الذين تحاصرهم قوات النظام، “يعيشون في ظروف قاسية، بما في ذلك سوء التغذية”.
كما أشار غوتيريس إلى أن “الغوطة الشرقية هي إحدى مناطق خفض التوتر في الاتفاق الذي تم التوصل إليه سابقاً، برعاية موسكو وطهران وأنقرة”، مذكراً جميع الأطراف “بالتزاماتهم في هذا الصدد”.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، قد حذر من أن تصعيد القتال في الغوطة الشرقية المحاصرة، قد يؤدي إلى وقوع مجازر ويحولها إلى حلب ثانية.
ويأتي ذلك فيما تتواصل المفاوضات في مجلس الأمن، حول مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، للسماح بتسليم مساعدات إنسانية عاجلة وبإجراء عمليات إجلاء طبي.
من جهتها، دعت وزارة الخارجية البريطانية، النظام السوري إلى وقف العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية وفتح ممر لإيصال مساعدات إنسانية إلى المنطقة.
ورأت الخارجية البريطانية، أن الحصار المفروض على الغوطة الشرقية والقصف، والمعلومات حول استخدام السلاح الكيميائي في المنطقة، تسببت في معاناة للمدنيين لا مثيل لها.
كما طالب وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني، أليستر بيرت، نظام الأسد وداعميه بوقف حملة العنف على الغوطة الشرقية، وحماية المدنيين، والسماح بدخول المساعدات سريعاً وبلا عراقيل، حسب تعبيره.
وأوضح بيرت، أن عمليات القصف الجوي والمدفعي والهجمات الصاروخية التي تنفذها قوات للنظام تعتبر من أكثف المستويات التي شهدتها هذه المنطقة المحاصرة منذ سنوات، وتسببت بعشرات الإصابات بين المدنيين.
بدورها، أعربت وزارة الخارجية الأميركية، عن قلقها “البالغ” حيال الهجمات التي يشنها النظام السوري في الغوطة الشرقية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية، هيذر ناورت في تصريحاتٍ نقلتها “الأناضول” “نشعر بقلق بالغ حيال ما تشهده الغوطة الشرقية. التقارير الأخيرة توضح أن الغارات الجوية تستهدف مباشرة المناطق التي تتواجد فيها المستشفيات والمدنيون، ما نتج عنه مقتل أكثر من 100 شخص خلال آخر 48 ساعة”.
وكان منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية، بانوس مومتزيس، قال إن استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية “يجب أن يتوقف حالاً”، في وقت “يخرج الوضع الإنساني عن السيطرة”.
من جهتها، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بياناً حول ما تشهده الغوطة الشرقية عبارة عن جملة واحدة مفادها “ليس هنالك كلمات بإمكانها أن تنصف الأطفال القتلى وأمهاتهم وآباءهم وأحباءهم”.
وتضمن البيان الصادر عن المدير الإقليمي لـ”اليونيسف” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خيرت كابالاري، ملاحظة إلى الصحافيين، قالت فيها “تصدر اليونيسف هذا التصريح، لأننا لم نعد نملك الكلمات لوصف معاناة الأطفال وحدّة غضبنا”، متسائلة: “هل لا يزال لدى أولئك الذين يلحقون الأذى كلماتٍ لتبرير أعمالهم الوحشية؟”.
الغوطة الشرقية… كابوس السوري في زمن الحرب
ريان محمد
مئات ما بين جرحى وقتلى سقطوا خلال اليومَين الأخيرَين في الغوطة الشرقية للعاصمة السوريّة دمشق. هذه هي الحال هناك وسط الحصار والقصف المركّز، يرويها أهل المنطقة المستهدفة ومن يحاول تخفيف مأساتهم.
يبدو أنّ المشهد بات اعتيادياً في سورية. يقضي العشرات في الغوطة الشرقية وتنتشر صور الجثث والأشلاء ويُوثَّق بكاء الرجال والنساء وأنين الجرحى وذعر الأطفال ومن طمرته الأنقاض… ويتكرّر المشهد في مشاهد تختلف تواريخها. وهذه المشاهد ليست من أفلام هوليوودية، بل هي واقع حال نحو 400 ألف سوريّ محاصرين في الغوطة الشرقية للعاصمة السوريّة دمشق. وهؤلاء يتعرّضون لقصف مكثّف بمختلف أنواع الأسلحة، في حين يطغى دوي انفجارات القنابل والبراميل المتفجرة والقذائف على صراخ الجرحى والثكالى، وسط أوضاع إنسانية مأساوية، لا سيّما مع الشحّ الكبير في المواد الغذائية والطبية وانعدام الخدمات، وكلّ ذلك في ظل صمت دولي مطبق.
في ذلك المشهد المتكرر، تكاد تكون الحركة في شوارع مدن الغوطة وبلداتها شبه معدومة، باستثناء سيارات الدفاع المدني وتلك التي تحاول إسعاف من يصاب بجروح ونقل من يسقط قتيلاً، إلى جانب عدد من الناشطين الذين يلاحقون ما يحدث في المنطقة. إلى هؤلاء يتخلّل المشهد الذين أخرجهم الجوع أو العطش من بيوتهم وملاجئهم، بحثاً عمّا يسد رمق عائلاتهم. ويدوّي انفجار أو أكثر، فتعلو عقبه صيحات تطلب النجدة وتستغيث.
ومع القصف المركّز على المناطق السكنية، وثّق ناشطون مقتل عائلات كاملة أو معظم أفرادها من بلدة أوتايا. هناك، تتكدّس العائلة الواحدة في غرفة واحدة. وقد وثّق أول من أمس، الإثنين، مقتل أمّ وخمسة أطفال لها، وأمس الثلاثاء ستّة أفراد من عائلة واحدة من آل شكر في منطقة المرج، في حين يشير ناشطون في اتصالات مع “العربي الجديد” إلى أنّ عائلات عدّة قُتلت خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية.
“خايفة نام”
نيفين الحوتري هي أمّ لطفلين ومحاصرة مع عائلتها في الغوطة الشرقية، تخبر “العربي الجديد” أنّه “عندما يشتدّ القصف، أشعر أنّ تكويني الجسدي ناقص. فذراعاي الاثنتان لا تكفيان لاحتضان ولدَيّ وحمايتهما من الخطر. لست قادرة على الاستيعاب أنّني عاجزة عن تغطية قصي ومايا بذراعَي، وأنّ ثمّة أجزاء منهما ما زالت مكشوفة وليسا محميَّين جيداً. أنا عاجزة عن تخبئتهما في داخلي”.
تضيف نيفين أنّه “منذ تعلّمت مايا الكلام، اعتدنا أن نتبادل قبل النوم: تصبحي على خير… الله يرضى عليكِ. لم تنسها ولا ليلة واحدة، مهما كانت تشعر بالنعاس. لكنّ ليلة أمس (أوّل من أمس) قالت لي: ماما أنا كتير نعسانة بس خايفة نام. في العادة، هي تنام عند الساعة الثامنة. أمس، بين الثامنة مساءً والحادية عشرة من قبل منتصف الليل، راحت تتردّد إلى الحمام وتسأل أسئلة طفولية لم أجد إجابات لها. لماذا يجري قصفنا؟ متى يتوقف القصف؟ الله يحبنا، أليس كذلك؟ هم، الله لا يحبّهم، أليس كذلك؟”. تضيف نيفين أنّه “حتى تطمئنّ مايا، ردّدنا معاً أكثر من دعاء. وغطّيت أذنها بيدي حتى لا تسمع شيئاً، فنامت لمّا تعبت من السهر وتقوقعت في حضني. أمّا أنا، فلا أعرف كيف غفوت. لكنّني أعرف أنّني صحوت بعد أقل من ساعة على الأصوات التي لم تتوقف”.
“خبّيني يا ماما”
من جهتها، أم عمران هي أمّ لخمسة أطفال ومحاصرة معهم في الغوطة الشرقية، تشكو لـ”العربي الجديد” أنّه “ليس لدينا مكانٌ نحتمي به. حتى الملاجئ لم تعد تحمينا. فالطيران يستخدم صواريخ تخترق الملاجئ، وقد خسرت عدداً من أقاربي أمس (أوّل من أمس) على الرغم من أنّهم كانوا في ملجأ”. تضيف: “كلّما سمعت صوت طائرة أشعر بأنّها سوف تسقط قذائفها علينا. فأحضن أطفالي وأدعو الله أن يحميهم”. وتغصّ أم عمران وهي تخبر كيف أنّ “ابنتي الصغيرة تعاني من ذعر شديد، وتردّد جملة واحدة: ما بدّي موت… خبّيني يا ماما”. وتتابع أّنه “منذ يوم أمس، لم يتبقّ لدينا ما نأكله، حتى ماء الشرب يكاد ينفد، والخروج للبحث عن طعام أمر خطر في ظلّ القصف الذي لا يتوقف. كذلك لا أستطيع ترك أطفالي وحدهم في المنزل. لا أعلم ماذا أفعل، فالجميع مشغول بالقصف. لا أعلم إن كان أحدٌ سوف يتذكّرنا. أرجو أن يرحمنا الله برحمته، بشفاعة الأطفال”.
“حاولتُ رفع رأسه”
أمّا أبو أحمد، فيروي لـ”العربي الجديد” مصرع ابنه. يقول: “خرجت مع ابني يوسف لجلب ماء الشرب، وما إن ابتعدنا عن المنزل قليلاً حتى ارتجّت الأرض من حولنا. لم أعد أرى أمامي. طُرحت أرضاً، وعجزت عن الوقوف. صرت أحاول الصراخ، لكنّني كنت أشعر بأنّ صوتي لا يخرج منّي. وبدأت أبحث عن ابني. كان على الأرض بالقرب منّي. تمكّنت من مناداته مرّات عدّة لكنّه لم يردّ عليّ. فزحفت إليه وحاولت رفع رأسه وهزّه. لم يجب. حينها تمكّنت من الصراخ حتى وصل المسعفون. لكنّه فارق الحياة قبل أن نصل إلى المستشفى… رحمه الله. ولا أعلم ما وضع عائلتي اليوم، فالحيّ تعرض للقصف”. يضيف أبو أحمد أنّه “عندما وصلنا إلى المستشفى، كانت الممرات تغصّ بالجرحى. عدد الذين كانوا على الأرض أكبر من عدد الذين كانوا على الأسرّة، في حين كان أفراد الكادر الطبي يحاولون تفقّد إصاباتهم وتقديم بعض الإسعافات الأولية لهم، وإدخال الحالات الأكثر خطورة إلى غرف العمليات الجراحية. لكن، ثمّة من فارق الحياة وهو ينتظر، فالضغط كبير وكذلك النقص في الكادر والمواد الطبية”.
في هذا الإطار، يقول سامر وهو ممرّض في أحد المستشفيات الميدانية في الغوطة الشرقية لـ”العربي الجديد”، إنّ “الوضع كارثي هنا. عشرات الإصابات تصلنا في مشهد مأساوي، وكثيرة هي حالات البتر التي نضطر إليها في الأطراف، بسبب الضغط وعدم توفّر أطباء اختصاصيين”. يضيف: “نحن نعاني من نقص كبير في المواد الطبية والأمصال ومضادات الالتهاب وغيرها من المستلزمات”، لافتاً إلى أنّ “الكادر يعاني من إعياء شديد. كثيرون منّا ما زالوا مستيقظين منذ ساعات طويلة”. ويتابع أنّ “ألم الناس كبير وإمكانياتنا متواضعة. فالغوطة تتعرّض منذ نحو ستّة أسابيع لاستنزاف أماناتها، وسط حصار مطبق يمنع إدخال الأدوية”.
من جهته، محمد الغوطاني متطوّع في الدفاع المدني، يتحدّث لـ”العربي الجديد” عن “مواقف تفطر القلب في الغوطة. أمس (أوّل من أمس) في حمورية، وصلنا إلى نقطة استهدفتها غارات جوية، ورحنا نسمع صوت امرأة تنادي: يا عالم منشان الله ولادي ولادي!”. يضيف: “وجدناها والغبار يغطيها. لم تستطع التوقف عن الصراخ وهي تجلس على الأرض وتشير إلى منزل تضرّر جزئياً من جرّاء القصف. فدخلنا إلى المنزل ونحن ننادي على من فيه. فإذا بعدد من الفتيان والفتيات اجتمعوا في إحدى الغرف. ما إن رأونا حتى انفجروا بالبكاء، وراحت إحداهنّ تستنجدنا: أمّي… منشان الله يا عمو أمّي”. ويتابع الغوطاني: “الحمد لله لم يصب أحد منهم بإصابات بليغة. كذلك لم نعلم إن كان ثمّة ضحايا في المنزل المجاور لمنزلهم، فقد كان مدمّراً بشكل كامل ويحتاج إلى آليات كبيرة لرفع الأنقاض”.
“إبادة جماعية”
في السياق، يفيد براء أبو يحيى وهو ناشط في الغوطة الشرقية، “العربي الجديد”، بأنّ “مستشفيات الغوطة الشرقية والمراكز الطبية امتلأت بالمصابين الذين أصيبوا في الغارات الجوية التي استهدفتهم بشكل مباشر، ومن بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، في منطقة تعاني من نقص حاد في المواد والمعدات الطبية من جرّاء الحصار المحكم الذي تفرضه قوات النظام السوري عليها منذ عام 2013”. يضيف أبو يحيى أنّ “الهجمة الأخيرة هي الأسوأ التي يشهدها سكان وأهالي الغوطة منذ سنوات، والذين يزيد عددهم عن 400 ألف شخص. وهؤلاء يعانون من ويلات البرد والقصف والجوع والحصار ونقص الدواء، في حين أنّ العملية التعليمية متوقّفة نتيجة إغلاق المدارس بسبب القصف”. ويتابع أنّ “يوم أمس (أوّل من أمس) كان يوماً دموياً بامتياز. فقد قُتل فيه أكثر من 100 مدني، من بينهم أكثر من 20 طفلاً، وأصيب أكثر من 600 جريح، من جرّاء القصف. كذلك جرى استهداف فرق الإسعاف والطواقم الطبية والمستشفيات. يُذكر أنّ الأهالي لا يملكون أيّ خيار يذكر سوى الاحتماء في أيّ مكان مع أطفالهم من دون تأمين قوت يومهم”.
ويشير أبو يحيى إلى “حالة رعب وهلع وهستيريا أصابت المدنيين، بالإضافة إلى خوفهم على أطفالهم من القصف. لكنّ هؤلاء صابرون، وثمّة إصرار شعبي كبير على الصمود و المقاومة. كثيرون من الأهالي يقولون: ولدنا هنا ونعيش هنا وسوف نبقى هنا ونموت هنا ولن نخرج من الغوطة الشرقية إطلاقاً”. ويوضح أنّ “الملاجئ في الغوطة الشرقية قليلة جداً وغير مجهّزة صحياً ولا خدمياً ولا معيشياً، وهي لا تستوعب أكثر من 20 في المائة من الأهالي تقريباً. واليوم، قوات النظام صارت تتعمد استهداف الملاجئ. والإثنين، وقعت مجزرة في بلدات مسرابا وحمورية وبيت سوى من جرّاء استهداف الطيران الروسي الملاجئ بصواريخ شديدة الانفجار اخترقت الأرض وقتلت كثيرين”. ويؤكد أبو يحيى أنّ “ما يحصل لا يمكن تسميته قصفاً، بل هو إبادة جماعية. القصف كان أكثر رحمة”. ويتحدّث عن “حالات تشنّج كبيرة وانهيارات عصبية بين الأهالي من جرّاء الذعر الشديد”، فيخبر أنّ الناس عند دويّ الانفجارات “إمّا يستلقون على الأرض في محاولة منهم لحماية أنفسهم من الشظايا، وكيف أنّ أحدهم قد يمسك أطفاله ويلفّ حول نفسه بحثاً عن مكان الانفجار في حين يحاول تفقّدهم إن كانت طاولتهم شظية من هنا أو هناك”.
“مللنا من النداءات”
إلى ذلك، يقول مدير المكتب الطبي في منطقة المرج في الغوطة الشرقية، الدكتور أنس أبو ياسر، لـ”العربي الجديد”، إنّ “الوضع الطبي والإنساني سيئ جداً جداً في الغوطة الشرقية، وقد تدهور بشكل متسارع. وللحظة قبل ظهر اليوم الثلاثاء (أمس) استُهدفت خمسة مراكز طبية بشكل مباشر، الأمر الذي أخرجها عن الخدمة، بالتزامن مع استنزاف كبير للأدوية الإسعافية (أدوية الطوارئ)”. يضيف أنّ “أمس (أوّل من أمس) بلغ عدد الشهداء نحو 110، والجرحى أكثر من 500 لتغصّ المستشفيات بهم. ومن ينتظر أمام غرفة العمليات أكثر بكثير من قدرة استيعابها”. وبعدما يقطع دويّ انفجار حديثه، يستأنفه أبو ياسر قائلاً إنّ “الأهالي في الأقبية منذ الإثنين بلا ماء ولا مواد غذائية ولا خبز، في أجواء باردة. ليس لديهم أيّ من مقوّمات الحياة. ولا أعرف كيف أصف ما ينتظرنا… نحن اليوم نعيش كارثة”. ويكمل: “مللنا من توجيه نداءات استغاثة. الكلّ يعلم واقع الغوطة ولا أحد يرغب في مساعدة أهلها. الجميع يكتفي بالتفرّج على كارثتنا”.
“غصن الزيتون” تواصل التقدّم بعفرين وتركيا تدفع بتعزيزات جديدة
عدنان علي
سيطرت فصائل “الجيش السوري الحر” المدعوم من الجيش التركي، صباح اليوم الأربعاء، على قريتين وبلدة في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي. فيما توجهت مجموعة من الوحدات الخاصة التركية من ولاية إزمير غربي البلاد، إلى منطقة عفرين للمشاركة في عملية “غصن الزيتون”.
وسيطرت فصائل المعارضة على قرية فيركان على محور شران، بعد معارك مع مليشيات “حماية الشعب” الكردية. كما سيطر مقاتلو عملية غصن الزيتون على بلدة خربة سلوكي في محور راجو شمال مدينة عفرين.
وكانت فصائل الجيش الحر المدعومة من الجيش التركي سيطرت صباح اليوم على قرية تل سلور الواقعة في ناحية جنديرس في منطقة عفرين، فيما قصفت المدفعية التركية مواقع “وحدات حماية الشعب” الكردية في محيط مدينة عفرين.
من جهته، أعلن الجيش التركي “تحييد” 1780 من مقاتلي المليشيات الكردية في عفرين خلال عملية “غصن الزيتون”.
وكانت فصائل المعارضة السورية بالتعاون مع الجيش التركي قد سيطرت أمس الثلاثاء على 19 قرية وتلة في منطقة عفرين، ليرتفع بذلك عدد القرى التي تمت السيطرة عليها منذ بدء عملية غصن الزيتون، الشهر الماضي، إلى أكثر من 70 قرية و6 مزارع، و20 جبلا وتلة، وقاعدة عسكرية واحدة.
من جهة أخرى، قتل عنصران أمس من قوات النظام السوري التي دخلت منطقة عفرين شمال حلب جراء قصف مدفعي للجيش التركي.
وقالت مصادر تركية إن الجيش التركي قصف بالمدفعية قرية الزيارة أثناء مرور رتل عسكري للنظام كان متوجها إلى عفرين لمساندة “وحدات حماية الشعب” الكردية بمواجهة الجيش التركي والجيش السوري الحر، ما أدى لمقتل عنصرين.
وأعلنت المليشيات الكردية في وقت سابق دخول رتل لقوت النظام إلى عفرين، رغم إعلان تركيا أنها أحبطت المخطط بعد اتفاق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وذكرت مصادر إعلامية مقربة من غرفة عمليات “غصن الزيتون” أن القوات التي حاولت الدخول إلى منطقة عفرين ليست قوات دفاع وطني، بل مليشيات محلية موالية لقوات النظام، وتتبع بشكل مباشر لإيران.
وأوضحت أن هذه المليشيات التي أسستها إيران في سورية عام 2012 تتكون من “فوج النيرب”، و”لواء الباقر”، و”عشيرة البكارة”، و”فوج السفيرة”، و”فوج نبل والزهراء”، مشيرة إلى أن “لواء الباقر” أسس من قبل “حركة النجباء” العراقية ويبلغ تعداده 2000 مقاتل.
وفي هذا الصدد، قال إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء إن تركيا لا تجري محادثات مباشرة مع النظام السوري، ولكن يتم نقل رسائلها بشكل غير مباشر إلى دمشق.
وأوضح قالن في مؤتمر صحافي أن قوات موالية للنظام حاولت دخول منطقة عفرين أمس لكنها تراجعت نتيجة لقصف مدفعي تركي، مشدداً على أن أي محاولة أخرى لدخول عفرين ستكون لها عواقب وخيمة.
وأضاف أن أنقرة ما زالت متفائلة تفاؤلاً مشوباً بالحذر فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، إلى أنقرة الأسبوع الماضي.
إلى ذلك، توجهت مجموعة من الوحدات الخاصة التركية من ولاية إزمير غربي البلاد، إلى منطقة عفرين للمشاركة في عملية “غصن الزيتون”.
وذكرت وسائل إعلام تركية، أن حشداً كبيراً من المواطنين الأتراك ودعوا المجموعة التي تضم 1200 جندي في مطار كالكيج بإزمير، قبيل انطلاق الطائرات العسكرية التي تقلهم للانضمام إلى الوحدات العسكرية المشاركة في “غصن الزيتون”، مشيرة إلى أن المجموعة تخدم في قيادة لواء “بورنوفا” للقوات الخاصة بإزمير.
مليشيات النظام في عفرين:رسالة إيرانية إلى تركيا؟
عدنان الحسين
دخلت مجموعات من مليشيات موالية للنظام، ليل الثلاثاء/الأربعاء، مدينة عفرين شمال غربي حلب، نتيجة اتفاق بين “الإدارة الذاتية” التابعة لحزب “الاتحاد الديموقراطي” وذراعه العسكري “وحدات حماية الشعب”، وبين مليشيات شيعية ذات تبعية للنظام وإيران.
وتوجه الرتل المكون من نحو 240 عنصراً تقلّهم 20 سيارة دفع رباعي تحمل رشاشات ثقيلة ومتوسطة، بالإضافة الى دبابة ومدرعة ومدفع من عيار 57، ظهر الثلاثاء إلى عفرين، إلا أن الطيران التركي استهدف الرتل المتجمع قرب قرية الزيارة، المعبر بين مناطق النظام ومناطق سيطرة “الوحدات” الكردية. القصف أدى الى مقتل اثنين من عناصر المليشيات، ما تسبب بتوقف الرتل، وعودته إلى مناطق النظام قرب قرية نبل الشيعية، ليعاود عملية الدخول ليل الثلاثاء/الأربعاء.
وفور دخولها، توجهت المليشيات إلى مدخل مدينة عفرين، حيث تجمّع عشرات المقاتلين من “الوحدات” الكردية، مرحبين بالمليشيات. الاستعدادات لاستقبال المليشيات تضمّنت نصب خيام لعناصرها في كراج عفرين ومحيطه، لتكون مركز انطلاقهم نحو المعارك على القرى الحدودية ضد فصائل الجيش الحر والجيش التركي.
ومن المتوقع، بحسب الاتفاق مع “الوحدات”، أن تكون وجهة هذه المليشيات نواحي راجو وشران وجنديرس، لمنع سقوطها بيد فصائل عملية “غصن الزيتون” والجيش التركي.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد هدد باستهداف أي تعزيزات تصل لمدينة عفرين، وسط تحذير لمليشيات النظام من اتخاذ خطوات تصعيدية في حال دخولها.
وتضم المجموعات التي دخلت مدينة عفرين عشرات العناصر من مقاتلي “وحدات حماية الشعب” من حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، ومقاتلون من مليشيات “درع الزهراء” و”لواء القدس الفلسطيني”، ومليشيات من قريتي تل عرن وتل حاصل في ريف مدينة السفيرة جنوبي حلب، بالإضافة لعناصر من مليشيا “الدفاع الوطني”.
تدخل المليشيات قد يكون بشكل انفرادي، وعلى الأغلب بضغط إيراني بغرض خلط الأوراق في الشمال السوري، فمعظم المليشيات التي دخلت عفرين تأتمر من “الحرس الثوري” الإيراني مباشرة، وتتلقى منه الدعم والتمويل.
وبحسب الاتفاق الروسي-التركي فلن تدخل أي قوات للنظام إلى عفرين، وأن الجيش التركي والجيش الحر سيواصلان التقدم للسيطرة على محيط عفرين، بغرض حصارها بشكل كامل. وواصلت “غصن الزيتون” عملياتها في محيط عفرين، وسيطرت، صباح الأربعاء، على قرية تل سلور في ناحية جنديرس بعد معارك مع “الوحدات”، وقصفت المدفعية التركية مواقع “الوحدات” في محيط مدينة عفرين، واستهدفت نقاطاً لـ”الوحدات” والمليشيات الشيعية.
الجيش التركي بدأ إنشاء أول قاعدة عسكرية لها في جبل Darmık المطل على ناحية بلبل، ومن المنتظر نصب أنظمة صواريخ وانذار مبكر. وتعتبر هذه القاعدة أول قاعدة للجيش التركي في محيط مدينة عفرين، بعدما استفادت القوات التركية من التجهيزات السابقة لـ”الوحدات” الكردية وشبكات انفاقها وتحصيناتها، لتقيم قاعدة عسكرية. وستحوي القاعدة على دفاعات جوية وأجهزة تشويش عن بعد.
الإصرار التركي على تسريع المعركة، دفعها لإرسال نحو 1000 مقاتل من “القوات الخاصة”، للمشاركة في “غصن الزيتون”. ووصلت تلك القوات إلى الحدود السورية التركية، الإثنين.
وكانت غرفة عمليات “غصن الزيتون” قد سيطرت الثلاثاء على نحو 14 قرية في محوري ناحية بلبل وجبل برصايا/إعزاز، ما مكنها من ربط المحورين ببعضهما البعض. كما دفعت الفصائل بتعزيزات إضافية على كافة محاور القتال، ومن المتوقع ان تشن عمليات واسعة جديدة في الأيام المقبلة لإطباق الحصار على المدينة، ووقف التعزيزات التي تصل تباعاً لـ”الوحدات” الكردية.
ومن المتوقع أن تفتتح الفصائل محور معارك جديد في ريف حلب الشمالي، بهدف استعادة السيطرة على القرى التي احتلتها سابقا “الوحدات” بدعم روسي، وسط تصاعد وتيرة المطالبات الشعبية والمظاهرات من أهالي تلك القرى المُهجّرة، لتحرير قراهم والعودة إليها.
مذبحة الغوطة تتواصل.. والقتلى تجاوزوا 250
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، إن 10 أشخاص على الأقل، بينهم طفلان، قتلوا جراء قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة كفربطنا في الغوطة الشرقية.
وأضاف المركز، أن قوات النظام استهدفت أيضاً بلدة كفربطنا، في الغوطة الشرقية، بأكثر من 90 صاروخاً، في حين نفّذت المقاتلات الحربية غارتين استهدفتا مناطق في مدينة سقبا، أعقبت قصفاً بأكثر من 105 صواريخ أطلقتها قوات النظام على بلدات حزرما والنشابية وأوتايا في منطقة المرج.
وفي مدينة عربين، قال “المرصد” إن مروحيات النظام قصفت مناطق في المدينة بـ4 براميل متفجرة، أعقبها قصف بدفعتين من الصواريخ على المدينة. كما أغارت طائرات، يعتقد أنها روسية، على مناطق في بلدة حزة ومدينة زملكا.
وليل الثلاثاء-الأربعاء، قصفت قوات النظام حزرما وأوتايا والنشابية بنحو 100 صاروخ، حيث قتل 10 أشخاص، فيما أصيب نحو 200 مدني في كل من عربين وعين ترما وكفربطنا وسقبا.
وبذلك، يرتفع عدد ضحايا الهجمة العنيفة التي تشنها قوات النظام وروسيا على الغوطة الشرقية، منذ الأحد الماضي، إلى 251، بينهم 58 طفلاً و42 سيدة، وفق “المرصد السوري”.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قد أصدرت بياناً خالياً، قالت فيه “لا كلمات تنصف الأطفال القتلى، ولا أمهاتهم، ولا أباءهم، ولا أحباءهم”، في حين اتهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، قوات النظام السوري بقتل 100 شخص منذ الاثنين الماضي، بينهم 13 طفلاً، جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي على الغوطة الشرقية. وأكد أن قصف قوات الحكومة السورية استهدف 5 مستشفيات، وأشار إلى وجود 700 شخص يحتاجون إلى إجلاء فوري لتلقي العلاج اللازم.
أنقرة: لن نسمح بأي محاولة لمساعدة “إرهابيي عفرين“
أعلنت الرئاسة التركية أن عملية عفرين لن تتوقف، وأن تركيا ليست مدينة لأحد بتقديم توضيحات حول ما تفعله، لأنه يخص أمنها القومي. وأكدت استعداد الجيش التركي لصد أي محاولات “لمساعدة الإرهابيين” في عفرين.
وقال المتحدث باسم الرئاسية التركية ابراهيم قالن، إن أنقرة ليست متأكدة من وجود اتفاق بين “وحدات حماية الشعب” الكردية وقوات النظام السوري على دخول الأخيرة إلى عفرين “لكن أي محاولات لمساعدة الإرهابيين سيكون لها نتائج جادة”.
وأضاف “حاولت قافلة تضم من 40 إلى 50 عربة تقل مسلحين الوصول أمس (الثلاثاء) من حلب إلى عفرين واضطرت إلى العودة عقب إطلاق قذائف مدفعية تحذيرية من الجيش التركي المتمركز في المكان”.
وتابع “وفي حال عاودوا المحاولة للوصول سيواجهون النتائج ذاتها”، وشدد على أن “عملية غصن الزيتون سوف تتواصل بقوة حتى القضاء على آخر إرهابي في عفرين”.
وبخصوص دعوة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى محادثات مباشرة بين أنقرة ودمشق، لحل ازمة عفرين، قال قالن إنه “ليس لدينا اتصالات رسمية مباشرة مع النظام السوري، لكن يمكن لمؤسساتنا المعنية وأقصد هنا أجهزتنا الاستخباراتية، الاتصال بشكل مباشر أو غير مباشر معه في ظروف استثنائية لحل مشاكل معينة عند الضرورة، وهذا يندرج ضمن وظائف أجهزتنا الاستخباراتية”.
من جهة ثانية، دان الناطق باسم الرئاسة التركية التصعيد العسكري من قبل النظام على مناطق خفض التصعيد في الغوطة الشرقية. وقال “ندين بأشد العبارات الهجمات المتواصلة على منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية ونقوم باتصالات واسعة لوقف هذه الهجمات غير الإنسانية على المدنيين هناك”.
قوات تركية خاصة الى عفرين.. لمواجهة مجموعات تابعة للنظام؟
أفادت وكالة “الأناضول” التركية، أن مجموعة من الوحدات الخاصة التركية التي تخدم في قيادة لواء “بورنوفا” للقوات الخاصة، انطلقت من ولاية إزمير غربي البلاد، متجهة إلى عفرين، للمشاركة في عملية “غصن الزيتون”، وذلك إثر معلومات عن وصول مقاتلين تابعين للنظام السوري إلى المنطقة.
وبدأت “قوات شعبية” تابعة لقوات النظام السوري، بالدخول إلى منطقة عفرين لمواجهة عملية “غصن الزيتون”، بعد ساعات قليلة على تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن اتصالات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أوقفت إرسال دمشق مقاتلين إلى عفرين.
وعرض التلفزيون السوري، الثلاثاء، لقطات لقافلة من مقاتلين موالين للحكومة يدخلون عفرين. وظهر المقاتلون بزي مموه وهم يلوحون بأسلحتهم وبعلم سوريا من مركباتهم لدى عبورهم نقطة تفتيش تحمل شارة قوات أمن كردية.
وأفادت وسائل إعلام سورية رسمية، أن القوات التركية نفذت عمليات قصف ضد المقاتلين الموالين للحكومة وذلك مباشرةً بعد دخولهم منطقة عفرين. لكن “الأناضول” ووسائل إعلام تركية آخرى قالت إن المجموعات إنسحبت قبل الوصول إلى عفرين إثر طلقات تحذيرية تركية.
وقالت “الأناضول” إن “مجموعات إرهابية موالية للنظام السوري إنسحبت خلال محاولتها التقدم إلى عفرين بعد رشقات مدفعية تركية تحذيرية على بعد قرابة 10 كلم من المدينة”.
وفي السياق، ذكرت قناة “الجزيرة” أن الجيش التركي قصف بالمدفعية الثقيلة منطقة الزيارة قرب قرية نبل التي دخلت منها القوات الشعبية، وبالتالي توقف دخولها، موضحا أن نحو خمسين آلية سورية دخلت بالفعل إلى عفرين. وإن هذه القوات لم تشارك من قبل في حروب، إضافة إلى مقاتلين من “الوحدات” الكردية القادمة من منطقة الشيخ مقصود في مدينة حلب.
من جهتها، أكدت “وحدات حماية الشعب” الكردية وصول المقاتلين. وقال المتحدث باسم الوحدات نوري محمود في بيان “لبت الحكومة السورية الدعوة واستجابت لنداء الواجب وأرسلت وحدات عسكرية… للتمركز على الحدود والمشاركة في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحدودها”.
وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف دعا في وقت سابق، الثلاثاء، إلى مفاوضات بين النظام السوري وتركيا لحل أزمة عفرين. وقال إنّ “مصالح تركيا الأمنية في سوريا، ستُصان بشكل تام، عبر الحوار المباشر مع النظام السوري”.
وأضاف لافروف “ندرك مخاوف تركيا مما يحدث في سوريا على طول حدودها، وبطبيعة الحال، ندرك تطلعات الأكراد. ولكن ما لا نعترف به وما نعارضه هو محاولات التكهن بشأن هذه التطلعات”.
المواجهة الأولى بين “تحرير الشام” و”تحرير سوريا“
خالد الخطيب
جرت اشتباكات متقطعة، وقصف متبادل بالأسلحة الثقيلة، الثلاثاء، بين “جبهة تحرير سوريا” و”هيئة تحرير الشام”، في عدد من المدن والبلدات في ريف حلب الغربي. المواجهات بين الطرفين كانت الأعنف على أطراف مدينة دارة عزة و”الفوج 111″ شمال غربي حلب، وتسببت بإصابات بين المدنيين.
عضو المكتب الإعلامي في “جبهة تحرير سوريا” محمد أديب، أكد لـ”المدن”، أن “تحرير الشام” بدأت القتال، وداهمت عدداً من المواقع والمقار العسكرية التابعة لـ”تحرير سوريا” واعتقلت عناصر لها في الضواحي الشمالية لحلب بالقرب من الملاح، وفي عاجل وخان العسل، ونشرت عدداً من الحواجز في محيط مناطق سيطرة “تحرير سوريا”. المجموعات الأمنية التابعة لـ”تحرير الشام” عممت على حواجزها أوامراً باعتقال أي عنصر تابع لـ”تحرير سوريا” في ريفي حلب الغربي وإدلب الشمالي.
وأوضح أديب أن الاشتباكات تركزت في مناطق ريف حلب الغربي، بشكل خاص، وكانت “تحرير سوريا”، المُشكّلة حديثاً من اندماج “أحرار الشام” و”حركة الزنكي”، في موقع المدافع، ولم تشنّ أي هجوم معاكس حتى اللحظة. في المقابل، استقدمت “تحرير الشام” مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة، جاءت من ريف ادلب الجنوبي الشرقي، في محاولة منها لتكثيف هجماتها العدوانية ضد “تحرير سوريا” في ريف حلب الغربي، وفق ما قاله أديب.
“تحرير الشام” اتهمت “حركة نورالدين الزنكي” بافتعال الاقتتال، وقالت إنها بدأت هجوماً واسعاً على مناطق تحت سيطرتها في ريف حلب الغربي، متهمة الزنكي باستخدام مختلف أنواع السلاح، الخفيفة والثقيلة، ما تسبب بوقوع ضحايا مدنيين في دارة عزة. واتهمت “تحرير الشام” المؤسسة الأمنية التابعة لـ”الزنكي” باقتحام بيوت عناصرها في كفرناها وتقاد والأبزمو وجمعية الكهرباء وتديل ومنطقة بيوتي وعدد من الحواجز قربها. وقالت “تحرير الشام” إن “الزنكي” وجهت المزيد من العتاد الثقيل انطلاقاً من “الفوج 111” باتجاه مدينة دارة عزة بهدف السيطرة عليها. وأكدت “تحرير الشام”، عبر وكالة “إباء” التابعة لها، أنها لم تبدأ أي هجوم على “الزنكي” وإنما اكتفت برد العدوان.
وتناقلت شخصيات معروفة من “تحرير الشام” فتوى لأبو الحارث المصري، يجيز فيها قتال “الزنكي”. أبو الفتح الفرغلي، وأبو اليقظان المصري، وآخرون من أعضاء شورى “تحرير الشام” وشرعييها، عمموا الفتوى. عضو مجلس الشورى في “تحرير الشام” عبدالرحيم عطون، قال في “تلغرام”: “نحن في هيئة تحرير الشام نقاتل حركة نور الدين زنكي بأحكام قتال طائفة البغي، وقد عممنا هذا الحكم على كل قطاعاتنا، فكل من ينقل عنا غير هذا فهو مفتر علينا ما لم نقله، ونؤكد لجميع جنودنا بأن الفتوى الملزمة لهم في هذا الباب هي فتوى مجلس الفتوى في الهيئة باعتبار الزنكي طائفة صيال وبغي ممتنعة تطبق في حقه أحكام قتال طائفة البغاة”.
وسبق المواجهات على الأرض حرب كلامية واسعة بين الطرفين، وتصاعدت بشكل متسارع منذ أن قُتل الداعية الشرعي في “تحرير الشام” أبو أيمن المصري، واتهام “الزنكي” بقتله عمداً على أحد حواجزها غربي حلب قبل أسبوع. وتتهم “تحرير الشام” “الزنكي” بإنشاء خلايا اغتيال بهدف قتل المهاجرين التابعين لـ” تحرير الشام”، بأمر من الشيخ توفيق شهاب الدين، قائد “الزنكي”، وكذلك بإنشاء مقرات وخلايا مراقبة في مناطق سيطرة “تحرير الشام” في إدلب.
“تحرير الشام” اتهمت “الزنكي” بإدخال أكثر من 100 عنصر من “جيش الثوار”، أحد تشكيلات “قوات سوريا الديموقراطية” التي تتزعمها “وحدات حماية الشعب” الكردية إلى مناطق سيطرة “الزنكي”. وقالت “تحرير الشام” إنها اعتقلت بعض عناصر “جيش الثوار”، ممن اعترفوا بأنهم كانوا من المشاركين في معركة الرقة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، ودخلوا إلى مناطق “الزنكي” قبل مدة قصيرة، بهدف قتال “تحرير الشام”. وكالة “إباء” نشرت فيديوهات لشهادات عناصر من “جيش الثوار” و”الزنكي”، يعترفون فيها بالتهم الموجهة لهم.
وتم الإعلان عن “جبهة تحرير سوريا”، في 18 شباط/فبراير، من اندماج “حركة أحرار الشام” و”حركة نورالدين الزنكي”. وعيّن قائد “أحرار الشام” حسن صوفان، قائداً عاماً للجبهة، في حين شغل قائد “الزنكي” الشيخ توفيق شهاب الدين منصب النائب له. وتمّ تعيّين النقيب خالد العمر، قائداً عسكرياً، والشرعي حسام أطرش رئيساً للمكتب السياسي. الخطوات نحو الاندماج كانت تسير ببطء شديد قبل التصعيد الإعلامي من قبل “تحرير الشام” والذي بدا أنه مقدمة لشن حرب ضد “الزنكي”، ما دفع الطرفين للتعجيل والإعلان عن ولادة التشكيل الجديد لقطع الطريق على “تحرير الشام”، أو على الأقل توحيد جهودهما لمواجهتها.
وبدت “تحرير سوريا”، خلال الساعات الماضية، أكثر صلابة في مواجهة “تحرير الشام”، وتصدى مناصرو “الزنكي” و”أحرار الشام” للحملة الإعلامية التي تشنها “تحرير الشام” بالتزامن مع تحركاتها على الأرض. في الوقت ذاته، أبدت “أحرار الشام” نيتها خوض المعركة إلى جانب “الزنكي” رغم محاولة “تحرير الشام” تحييدها عن المواجهة.
القائد العام لـ”جبهة تحرير سوريا” حسن صوفان، قال في بيان نشر الثلاثاء، في “تلغرام”: “بعد سعي دؤوب الى تجنب المواجهة، حصل المقدور، ونزل المحذور، ولم نكن سبباً فيه ولا دفعنا باتجاهه. وكنا نرى ان اي اقتتال في المحرر سيزيد الاوضاع سوءا وان صلحا عادلا يرد الحقوق ويشرك الجميع في اتخاذ القرار وفي حماية الجبهات هو الحل الافضل، لكن الجولاني رفض ذلك وأصر على ان يبدأ القتال، ويصادر قرار الثورة ويستأصل جميع فصائلها. واننا في جبهة تحرير سوريا سنقف في وجهه بكل ما أوتينا من قوة مستعينين بالله ومؤتمرين بأمره ومنتهين عن نهيه، ان شاء الله، عدتنا الايمان وزادنا الطاعة وعمدتنا معية الله لنا لأننا مظلومون”.
وتحاول شخصيات جهادية مستقلة، التدخل لوقف الاقتتال بين الطرفين. وقام السعوديان عبدالله المحيسني، ومصلح العلياني، بالإضافة للشيخين أبو محمد الصادق، وعبدالرزاق المهدي، بزيارة طرفي القتال، وأكدوا أن الاتهامات الموجهة لـ”الزنكي” و”تحرير سوريا”، بشكل عام باطلة، بعد الاستماع للطرفين، ودعوهما لوقف القتال والخضوع لمحكمة شرعية تقضي بالأمر.
المواجهة بين “تحرير سوريا” و”تحرير الشام” لن تكون سهلة، إذ تتساوى الكتلتان المسلحتان تقريباً في العدة والعتاد، وتعوّل “تحرير سوريا” على اعتزال قسم كبير من عناصر “تحرير الشام” القتال بحسب ما أكده شرعيوها. فهل سيستمر التصعيد أم أن الخيار سيقع على تنفيذ مبادرة وقف الاقتتال والخضوع لمحكمة شرعية التي يسعى الشرعيون الأربعة لتحقيقها؟
المعارضة السورية: الحل العسكري ليس لمصلحة أحد
بهية مارديني
اعتبرت أن روسيا ستفشل محادثات أستانة
إيلاف: اعتبر فاتح حسون عضو مؤتمر أستانة للتسوية السورية والقيادي في الجيش السوري الحر المعارض أن “ما تقوم به روسيا من دعم علني عسكري للنظام السوري والميليشيات الطائفية لا يَصْب إلا في مصلحة القوى الإرهابية، التي ترى في العملية السياسية عبثًا بلا فائدة مرجوة، وبأن الخيار العسكري هو الحل الوحيد مهما توسعت دائرته وتغيرت تكتيكاته، وهذا ليس لمصلحة أحد”.
تستنزف مواطنيها
قال حسون في تصريحات خَص بها “إيلاف” إن “روسيا لم تستطع أن تحمي مواطنيها، الذين سمحت لهم الالتحاق بشركة فاغنر، من قصف قوات التحالف بقيادة أميركا، بل لم تكترث لهم ولمصيرهم، وبالحري فهي لن تكترث للحرائق التي يمكن أن تحدث في المنطقة نتيجة لسياساتها في سوريا”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان لها أمس إن “بضع عشرات” من الروس أصيبوا في سوريا خلال المواجهات الأخيرة في البلاد، لافتة إلى أن المصابين من غير العسكريين.
إجهاض مفاوضات
وشدد حسون على ما رآه من تتابعات متلاحقة للسياسات التي لا تخدم الحل السوري، وتحدث عن إفشال “روسيا من خلال تصريحات مسؤوليها وتصرفاتهم لمؤتمر سوتشي للحوار الذي تبنته وحشدت له قبل أشهر”.
واعتبر أنها اليوم “ستفشل مباحثات أستانة بمباركتها ما يحدث في الغوطة الشرقية، بل ودعمها إياه”، فيما يستمر التصعيد العسكري في الغوطة، والذي بلغ أوجه في هذا الأسبوع، ويتم التطرق إلى جولة جديدة لاجتماعات أستانة في الشهر المقبل.
وأشار إلى أنً روسيا لا تريد الضغط على النظام، وهو “أضعف من أن يأخذ قرارًا، بل كل ما يحدث هو بطلب إيراني ومباركة روسية”.
لا استسلام
أضاف حسون “لقد بات واضحًا تمامًا للعالم أجمع أن روسيا لا تحترم المعاهدات والاتفاقيات والتفاهمات ولا حتى مساراتها، وهي لا تعرف سوى لغة الحديد والنار، والمضي في سياسة التغلب، كأن العالم تحكمه شريعة الغاب”.
ولام المجتمع الدولي قائلًا: “ما ذاك إلا بسبب تقاعس العالم عن نصرة الشعب السوري المظلوم، وعدم قدرة مجلس الأمن على أن يتخذ قرارًا تجاه المأساة في سوريا”.
واعتبر أن الخيار “العسكري لدينا هو الدفاع عن النفس أمام أعتى قوى العالم”. وأضاف “لن نستكين مهما وجدنا من صعاب، ولن نقبل ببقاء بشار الأسد ونظامه مهما حدث”.
العالم يقف عاجزا أمام الجرائم في الغوطة الشرقية
صحافيو إيلاف
رغم ابداء التأثر والقلق حيال التصعيد ضد المدنيين
باريس: يبدي المجتمع الدولي تأثرا كبيرا ازاء تعرض الغوطة الشرقية، المعقل الاخير لفصائل المعارضة في ريف دمشق، لوابل من قنابل النظام السوري، الا انه يعجز عن تبني موقف موحد يضع حدا للقصف الذي يطال المدنيين.
ويدين العديد من المنظمات التابعة للامم المتحدة، التي لا تتمتع بسلطات سياسية، العملية العسكرية التي بدأها النظام السوري في 5 فبراير، وادت منذ الاحد الى مقتل اكثر من 250 شخصًا ويبدو انها مقدمة لهجوم بري ضد آخر معاقل الفصائل المعارضة في ريف دمشق.
في المقابل، تقف القوى الكبرى عاجزة بسبب انقساماتها، مشرعة الابواب امام عمليات النظام السوري.
وأعربت وزارة الخارجية الاميركية الثلاثاء عن “بالغ قلقها” ازاء الوضع وقالت المتحدثة باسمها هيذر نويرت للصحافيين إن “وقف العنف يجب ان يبدأ الان”، منتقدة ما وصفته ب “سياسة الحصار والتجويع” التي يمارسها نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
أما وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان فقد صرح ان “الوضع في سوريا يتدهور بشكل ملحوظ” وحذر من انه “اذا لم يطرأ عنصر جديد فاننا نتجه نحو فاجعة انسانية”.
من جهتها، اعتبرت موسكو بلسان سفيرها لدى الامم المتحدة ان “الهدنة الانسانية” لمدة شهر التي اقترحها منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس “غير واقعية”، معطيا بذلك دمشق الضوء الاخر لمواصلة قصفها العنيف بالطائرات والمدفعية.
والاثنين قال مومتزيس في بيان إن استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق “يجب أن يتوقف حالاً” في حين “يخرج الوضع الانساني عن السيطرة”.
وتابع مومتزيس “لا بد من إنهاء هذه المعاناة الإنسانية التي لا معنى لها الآن”.
اجراء حقيقي
ويقول المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش كينيث روث “لا يجوز الادعاء، في حين يحاصر (الرئيس السوري بشار) الاسد المدنيين في الغوطة الشرقية ويقصفهم بلا هوادة، ويقصف ايضا مستشفياتهم، ان هذه حرب: انها مجزرة. و (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يجعل ذلك ممكنا”.
والثلاثاء، تساءل روث في تغريديتين على تويتر “هل ايران شريكة في جرائم الحرب هذه؟”.
ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011 استخدمت روسيا عشر مرات حق النقض في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لمنع ممارسة ضغوط دولية فعلية ضد النظام السوري الذي تدعمه بقوة على الارض، الى حد جعله يترقب في الاسابيع او الاشهر المقبلة تحقيق انتصار تام على الفصائل المعارضة.
ويقول الاستاذ الجامعي الفرنسي جان بيار فيليو المحاضر في العلوم السياسية في باريس إن “سكوت المجتمع الدولي اكثر فداحة لان المجازر في الغوطة تحصل على بعد بضعة كيلومترات من مكاتب الامم المتحدة في دمشق”.
وقال فيليو لفرانس برس “اما بالنسبة للرئيس (ايمانويل) ماكرون، الذي كان اعلن انه +لن يساوم+ في مسألة وصول المساعدات الانسانية الى مناطق النزاع، فان عدم تحركه يدعو على اقل تقدير الى القلق”.
وتعتبر الامم المتحدة ان امكانية دخول المساعدات الانسانية الى الغوطة الشرقية حيث تكثر حالات سوء التغذية لا سيما عند الاطفال “ضئيلة”.
ومنذ مطلع ديسمبر لم تدخل الى الغوطة الشرقية الا قافلة مساعدات انسانية واحدة في 14 فبراير لاغاثة 7200 شخص، فيما تشير التقديرات الى وجود نحو 400 الف شخص محاصرين هناك.
وفي باريس، اعلن نائب رئيس منظمة “الخوذ البيضاء” عبد الرحمن المواس الاسبوع الماضي ان المعارك المتواصلة في الغوطة الشرقية يمكن ان تؤدي الى ازمة انسانية مشابهة لتلك التي شهدتها حلب خلال حصار احيائها الشرقية قبل ان استعادتها قوات النظام في ديسمبر 2016.
وقال المواس “لقد باشروا استهداف المستشفيات وهذا ما حدث بالسابق في حلب”، مضيفًا انه تم تخطي الخطوط الحمراء، وان الوقت حان لاتخاذ إجراء حقيقي.
أنقرة تتوعد النظام السوري بـ«عواقب وخيمة» في عفرين
قالت إن رسائلها تصل إلى النظام دون اتصال مباشر
بيروت – أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»
توعدت تركيا اليوم (الأربعاء) قوات النظام السوري التي تحاول دخول منطقة عفرين بشمال غربي سوريا لدعم فصيل كردي «بعواقب وخيمة»، قائلة إنها ستعتبرها أهدافا مشروعة.
وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن قافلة تضم ما يتراوح بين 40 و50 مركبة تنقل قوات موالية للنظام السوري حاولت دخول عفرين أمس، لكنها تراجعت بعد إطلاق الجيش التركي لنيران المدفعية.
وأضاف كالين في مؤتمر صحافي: «ستكون هناك بالتأكيد عواقب وخيمة لأي خطوة للنظام أو لعناصر أخرى في هذا الاتجاه».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الهجوم التركي استمر أثناء الليل، بما في ذلك قصف البلدة الرئيسية في عفرين.
وقال قائد في التحالف العسكري الموالي لرئيس النظام السوري بشار الأسد لوكالة «رويترز» إن القوات عادت أدراجها بعدما تعرضت لإطلاق نار لكنها استأنفت تقدمها وموجودة في عفرين.
وبدأت تركيا وحلفاؤها في المعارضة السورية عملية عسكرية الشهر الماضي لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية من عفرين. وتقول أنقرة إن الوحدات جماعة إرهابية وامتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في جنوب شرقي تركيا منذ ثلاثة عقود.
وقال كالين: «أي خطوة هناك لدعم… تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابية ستعني مباشرة أنهم ينحازون إلى التنظيمات الإرهابية وسيصبحون بناء على ذلك أهدافا مشروعة لنا». وأوضح أن بلاده لا تجري محادثات مباشرة مع النظام السوري، ولكن يتم نقل رسائلها بشكل «غير مباشر» إلى دمشق.
وجاءت التصريحات التركية في وقت تتزايد فيه المخاوف من مواجهة سورية – تركية على خلفية تدخل أنقرة في عفرين بشمال سوريا.
يشار إلى أن الجيش التركي أطلق في يناير (كانون الثاني) الماضي عملية في المنطقة ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تصفها أنقرة بأنها جماعة إرهابية.
وبشأن العلاقات مع واشنطن، قال المسؤول التركي إن أنقرة ما زالت متفائلة تفاؤلا مشوبا بالحذر، فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة بعد زيارة قام بها ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي إلى أنقرة الأسبوع الماضي.
نيران تركية تستقبل قوات النظام في عفرين
موسكو دعت أنقرة ودمشق إلى محادثات مباشرة… و200 قتيل في الغوطة خلال يومين
أنقرة: سعيد عبد الرازق – بيروت: نذير رضا – موسكو: رائد جبر
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، إن قافلة مقاتلين موالين للحكومة السورية مؤلفة من مسلحين شيعة، كانت بصدد دخول منطقة عفرين بشمال غربي سوريا عادت أدراجها بعد قصف مدفعي تركي، بحسب ما نقلت «رويترز»، مضيفا أن القافلة كانت مؤلفة من «إرهابيين» تصرفوا بشكل مستقل. وقال إن هذه الجماعة ستدفع ثمنا باهظا.
وشكل وصول قوات موالية للنظام السوري إلى عفرين الكردية بشمال سوريا وتعرضها لإطلاق نار تركي تطورا مهما سيضيف إلى تعقيدات النزاع الذي تعانيه سوريا منذ نحو سبع سنوات. وأفادت وكالة أنباء «الأناضول» بأن المجموعات الموالية للنظام التي تحاول التقدم نحو عفرين تراجعت بنحو 10 كيلومترات من المدينة بعد النيران التحذيرية.
وعرض التلفزيون الرسمي السوري لقطات تظهر قوات موالية لدمشق تدخل منطقة عفرين لمساعدة مقاتلين أكراد في مواجهة الهجوم التركي.
وسرعت هذه المتغيرات من خطوات موسكو لتجنب مواجهة بين تركيا والقوات النظامية السورية في عفرين، وعقد مجلس الأمن القومي اجتماعاً أمس برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين كرس لبحث الوضع هناك، بالتزامن مع دعوة روسية لأنقرة لفتح حوار مباشر مع دمشق للتوصل إلى تسوية.
وبعد أن كانت موسكو تحفظت على تفاهمات بين الحكومة السورية والقوات الكردية في المدينة، وأعلنت أنها لم تشارك في أي مفاوضات في هذا الشأن، أوضحت أمس أنها تفضل سيناريو الحوار المباشر بين أنقرة ودمشق.
من ناحية ثانية، تسبب القصف الجوي والمدفعي الذي تشنه قوات النظام بكثافة، منذ الأحد، في الغوطة الشرقية لدمشق، بمقتل نحو مائتي مدني وإصابة العشرات بجروح، في تصعيد اعتبرت الأمم المتحدة أنه «يخرج الوضع الإنساني عن السيطرة»، داعية إلى وقف فوري له. كما نددت بتعرض ستة مستشفيات للقصف في الغوطة الشرقية في سوريا في يومين، معتبرة أن أي اعتداء متعمد ضد مباني طبية «قد يرقى لجريمة حرب».
من جهتها، أدانت المعارضة السورية، أمس، الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري في الغوطة الشرقية واعتبرته «حمام دم» و«جريمة حرب»، مشيرة إلى أنها قد تنسحب من مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة احتجاجاً على ذلك. وقال نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض، إنه من الواضح أن حكومة دمشق لديها «صفر من الاهتمام في الانخراط» في حوار.
القصف التركي على قوات النظام يبطئ تقدمها نحو عفرين
مصدر كردي يؤكد دخول قوات تتألف من عناصر وضباط جيش الأسد
بيروت: نذير رضا
دخلت أزمة عفرين مرحلة جديدة من التصعيد تهدد بمواجهة مباشرة بين تركيا وقوات النظام السوري، إثر إعلان وسائل إعلام رسمية سورية أن القوات التركية «قصفت مقاتلين موالين للحكومة» أثناء دخولهم إلى منطقة عفرين، قبل أن تعلن وسائل إعلام تركية أن القوات السورية تراجعت بعد استهدافها، وذلك بعد ساعات على إعلان «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، أن دمشق «استجابت لطلبها وأرسلت وحدات عسكرية للمساعدة في صد الهجوم التركي».
وبعد ساعات قليلة على انتشار صور لعسكريين سوريين موالين للنظام يدخلون منطقة عفرين، ذكرت مصادر إعلامية بينها «روسيا اليوم»، أن «القوات الشعبية السورية تعرضت لقصف بالقذائف، بعد وصولها إلى مدينة عفرين غرب سوريا». وذكرت مراسلة القناة الروسية أن «القصف جاء من جهة مدينة إعزاز، حيث تسيطر القوات التركية والقوات المتحالفة معها على المنطقة هناك».
كما تحدثت وكالة «سانا» السورية أن القوات التركية التي تشن عملية «غصن الزيتون» ضد الوحدات الكردية في المنطقة، «قصفت مناطق قريبة من وجود القوات الشعبية السورية، التي دخلت المدينة لحمايتها».
ولاحقاً، نقلت «رويترز» عن وسائل إعلام رسمية تركية، قولها، إن «القوات الموالية للحكومة السورية تراجعت قبل الوصول إلى عفرين بعد قصف مدفعي تركي».
ويمثل هذا القصف أكثر المراحل تعقيداً للنزاع الذي مضى أكثر من شهر على انطلاقه، حين أعلنت تركيا عملية «غضن الزيتون» لقتال «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين، وتمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من مجموعة قرى تقع بمحاذاة الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا، وتوغلت فيها القوات التركية والعناصر السورية الموالية لها في مسافة تتراوح بين 3 و7 كيلومترات داخل العمق السوري.
وتتهم مصادر كردية روسية بمنح تركيا الغطاء للبقاء في المناطق الحدودية التي دخلت إليها القوات التركية، وقالت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بأن روسيا «منحت تركيا الغطاء، لكننا لن نوقف مقاومتنا للقوات التي احتلت أجزاء من سوريا». ونفت المصادر أن يكون الاتفاق مع النظام لدخول قواته إلى عفرين قد فشل، قائلة إن الاتفاق «يتم تنفيذه، وأولى بوادره أن قواته وقوات رديفة دخلت إلى عفرين اليوم (أمس)، وتعرضت لقصف تركي».
ولم يستبعد الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن وجود اتفاق بين دمشق والأكراد بشأن عفرين شمال سوريا، إلا أنه أكد عزم أنقرة على مواصلة عمليتها «غصن الزيتون» العسكرية هناك. وفي تغريدة نشرها عبر حسابه الخاص في «تويتر»، أمس الثلاثاء، اعتبر قالن أن «الأنباء الواردة حول اتفاق النظام السوري مع تنظيم (ب ي د/ بي كا كا) الإرهابي، بخصوص عفرين، تهدف إلى تحقيق أغراض دعائية»، مضيفا أن «ذلك لا يعني عدم وجود مساومات سرية وقذرة بينهما» على حد قوله. وأكد قالن أن عملية «غصن الزيتون»، التي أطلقتها القوات التركية «لتطهير منطقة عفرين من التنظيمات الإرهابية»، مستمرة حتى تحقيق أهدافها.
وفيما يصر النظام السوري ووسائل إعلامه على أن القوات التي دخلت هي «قوات شعبية»، قال مصدر كردي بارز في عفرين لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات التي دخلت إلى عفرين «تتألف من عناصر وضباط من الجيش السوري النظامي، والقوات الرديفة إلى جانبها»، موضحة، أن القوات المقرر دخولها إلى عفرين «تعبر على دفعات».
وأظهرت صور نشرها «الإعلام الحربي» آليات تحمل جنوداً وتثبت العلم السوري النظامي، دخلت إلى عفرين. كما تظهر الصور دبابات للنظام، وجنود ببزات عسكرية. وقالت إن الصور تظهر «وصول القوات الشعبية إلى منطقة عفرين لدعم صمود أهلها بوجه العدوان التركي».
وعرض التلفزيون السوري لقطات لقافلة من مقاتلين موالين للنظام يدخلون منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد للمساعدة في التصدي لهجوم تركي. وظهر المقاتلون بزي مموه وهم يلوحون بأسلحتهم وبعلم سوريا من فوق مركباتهم لدى عبورهم نقطة تفتيش تحمل شارة قوات أمن كردية.
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات موالية للنظام السوري دخلت منطقة عفرين الثلاثاء، في وقت تكثف تركيا عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد في المنطقة الواقعة في شمال سوريا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «دخل مقاتلون بالمئات إلى منطقة عفرين بعد ظهر الثلاثاء». وكانت وسائل إعلام رسمية سورية ذكرت في وقت سابق أن القوات الموالية للنظام ستتوجه إلى عفرين للانضمام إلى جهود التصدي «للعدوان التركي».
بدوره، أعلن الناطق الرسمي لوحدات حماية الشعب نوري محمود، أن «وحداتنا ارتأت دعوة الحكومة السورية وجيشها للقيام بواجباتها في المشاركة بالدفاع عن عفرين وحماية الحدود السورية ضد هذا الغزو الغاشم». وأضاف: «لبت الحكومة السورية الدعوة واستجابت لنداء الواجب وأرسلت وحدات عسكرية الثلاثاء للتمركز على الحدود والمشاركة في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحدودها».
يوم دامٍ في غوطة دمشق الشرقية… و1200 بين جريح وقتيل
دمشق: «الشرق الأوسط»
عاشت الغوطة الشرقية يوماً آخر عصيباً، بعد أن اشتدت كثافة الغارات الجوية على جوبر وغالبية بلدات الغوطة الشرقية. إذ وثق المرصد السوري تجاوز أعداد القتلى والجرحى 1200 خلال أقل من 48 ساعة. وحسب مصادر معارضة، شنت قوات النظام 9 غارات جوية إضافة إلى 3 غارات بالطيران المروحي تم خلالها إلقاء البراميل المتفجرة على مدينة دوما وحدها، أمس (الثلاثاء).
وأفادت المصادر بمقتل أكثر من 50 مدنياً جراء الغارات على دوما وبلدات أخرى عديدة في الغوطة الشرقية وجوبر، ومن بين القتلى المتطوع في الدفاع المدني فراس جمعة، الذي قضى خلال عمله في انتشال المصابين بعد قصف عنيف ومتكرر على بلدة بيت سوى. وأفاد الدفاع المدني في ريف دمشق بمقتل 7 مدنيين بينهم 4 أطفال وإصابة آخرين، جراء غارة جوية استهدفت الأحياء السكنية في عربين. كما قُتل 24 من بينهم 5 نساء وطفلة، إثر 15 غارة جوية بعشرات صواريخ الراجمات، وذلك بعد أول من أمس (الاثنين)، الدامي الذي قُتل فيه أكثر من 130 مدنياً وأُصيب مئات آخرون.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات موالية للنظام السوري قصفت منطقة الغوطة الشرقية، أمس، ما أسفر عن مقتل 49 شخصاًَ على الأقل، وذلك بعد أن سقط أول من أمس، أكبر عدد من القتلى خلال يوم واحد في المنطقة منذ 3 سنوات.
وأظهرت لقطات فيديو حمّلتها جماعة الدفاع المدني السوري التي تُعرف باسم «الخوذ البيضاء»، عمال إنقاذ يحاولون إجلاء نساء وأطفال من منازل في دوما يُعتقد أنها تعرضت لضربة جوية من قوات النظام، ويحملون نساءً وأطفالاً آخرين مصابين إلى سيارات إسعاف، حسب (رويترز). ودعت الأمم المتحدة، أمس، إلى وقف فوري لإطلاق النار في المنطقة، مضيفة أن الوضع «يخرج عن نطاق السيطرة» بعد «تصعيد بالغ في الأعمال القتالية».
وقال اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، وهو تحالف لوكالات دولية يموّل مستشفيات في سوريا، إن قنابل أصابت 5 مستشفيات في الغوطة الشرقية، أمس.
وأشار المرصد السوري إلى أن تكثيف القصف يأتي استعداداً لهجوم بري من جانب القوات الموالية للنظام، وقال إن إحدى جماعات المعارضة المسلحة أحبطت محاولة الجيش السوري التقدم عند منطقة المرج الليلة قبل الماضية.
وقالت مصادر مدنية في الغوطة الشرقية إن الفصائل العسكرية أنهت استعدادها لصد محاولات النظام التقدم على المحاور، في حال شرع بالعملية العسكرية، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن العسكريين «يؤكدون جهوزيتهم».
وقالت المصادر إن النظام لم يبدأ بعد أي عملية عسكرية على الجبهات، مكتفياً بالقصف الجوي والمدفعي والصاروخي المكثف. وأضافت: «حاول النظام الاثنين التقدم على محور أوتوستراد حمص لجهة دوما، لكن قوات جيش الإسلام ردته، وسيطرته على خمس نقاط كان يسيطر عليها في السابق».
وأشارت المصادر إلى أن القصف الجوي لا يتوقف على الغوطة منذ الصباح وحتى حلول المساء، لتبدأ بعدها حملات القصف المدفعي والصاروخي. وقالت: «يواظب النظام على قصف العشوائيات التي يسهل تدميرها، ولا تفارق أربع طائرات ميغ وطائرتين مروحيتين الأجواء، إضافة إلى طائرات الاستطلاع التي تحدد الأهداف، بينما تتعامل معها القوات المعارضة بالمضادات الأرضية».
ووجه «المجلس المحلي لمدينة دوما» نداءً إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، ومجلس الأمن، طالبها فيه «بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والإنسانية، والعمل على إيقاف حملة الإبادة الجماعية التي يمارسها نظام الأسد المجرم والقوات المتحالفة معه ضد الغوطة الشرقية».
على الجهة المقابلة ارتفعت كثافة القذائف الصاروخية المتساقطة على غالبية أحياء مدينة دمشق وضواحيها الواقعة تحت سيطرة النظام، وخلال ساعات نهار أمس، سقطت أكثر من 20 قذيفة على شوارع ومناطق مكتظة، توزعت وسط العاصمة عند جسر الرئيس وساحة الأمويين وجرمانا والشعلان والبرامكة. كما تواصل سقوط القذائف على أحياء شرق العاصمة: العباسيين وكان نصيبه 9 قذائف، وباب توما وساحة التحرير وشارع بغداد، أسفرت عن عدد من القتلى والجرحى بينهم أطفال بمدرسة دار السلام بمنطقة الشعلان، إضافة إلى سقوط قذائف على حيّي الميدان والزاهرة، ومزة جبل 86، وفي ريف دمشق تساقطت القذائف الصاروخية على ضاحية الأسد وبلدة جرمانة.
ويأتي تكثيف النظام لغاراته الجوية على الغوطة تمهيداً لاقتحامها، بعد استقدام قواته 8 تشكيلات عسكرية من ضمنها «قوات النمر»، التابعة لسهيل الحسن، و«قوات العشائر» المدعمة بسلاح روسي ثقيل لم يسبق استخدامه من قبل قوات النظام في سوريا. وذكر المتحدث باسم القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا، أنه تم دعم قوات النظام السوري في الغوطة الشرقية براجمات «سميرتش» والصواريخ الباليستية التكتيكية «توتشكا» ودبابات «تي 90» التي تسلمتها سوريا بعد بدء العملية الروسية في سوريا وتم تخصيصها لقوات النخبة السورية فقط.
«مجزرة القرن»… أطباء يروون شهاداتهم من داخل الغوطة الشرقية
تصعيد النظام هو الأسوأ منذ الهجوم الكيماوي عام 2013
بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»
«نعيش أسوأ أيام حياتنا في الغوطة».. هكذا اختصرت مديرة مستشفى الغوطة الشرقية أماني بالور ما تتعرض له المنطقة الواقعة شرق العاصمة السورية دمشق من قصف مكثف خلال الأيام القليلة الماضية، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 275 مدنيا منذ بداية التصعيد يوم الأحد الماضي.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن 58 طفلاً و42 امرأة بين القتلى، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 1200 شخص في القصف المستمر الذي يشنه طيران النظام السوري، بحسب سكان ونشطاء. ويوضح المرصد أن حصيلة القتلى هي الأكبر منذ القصف الكيماوي الذي وقع في الغوطة الشرقية في عام 2013 وأدى إلى مقتل ما يقرب من 1400 شخص.
ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مديرة مستشفى الغوطة وهي أيضا طبيبة أطفال قولها: «إننا، في الغوطة، نتعرض للقصف منذ أكثر من خمس سنوات، وهذا ليس بجديد علينا.. لكننا لم نشهد قط شيئا مثل هذا التصعيد».
والغوطة الشرقية الواقعة قرب دمشق هي معقل المعارضة الأخير، ويسكنها نحو 400 ألف نسمة، وتحاصرها قوات النظام بشكل محكم منذ عام 2013 في ظل حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية بحسب الأمم المتحدة. ويتواصل القصف المكثف بالتزامن مع استقدامها تعزيزات عسكرية تُنذر بهجوم وشيك.
ويقول أطباء إنهم يعملون على مدار الساعة في علاج مئات المصابين، فيما تحدثت تقارير عن استهداف منشآت طبية منذ بداية القصف على الغوطة التي تعاني أصلا من نقص في الإمدادات الطبية نتيجة الحصار المستمر منذ خمس سنوات.
من جانبه، أكد الدكتور فارس عريبة من غوطة دمشق أن أغلب القتلى من الأطفال والنساء، مضيفا لـ«سي إن إن»: «يمكنني أن أخبرك بأن الموقف كارثي للغاية.. كانت هناك أربعة مستشفيات تم تدميرها ولا يمكنها الاستمرار في العمل في مساعدة الناس في الغوطة الشرقية».
وبخلاف الوضع المأساوي، أبلغ طبيب اتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية بأن «الناس لا يجدون مكانا يذهبون إليه». وأضاف«إنهم يريدون أن ينجوا بحياتهم لكن الجوع الذي يعانونه جراء الحصار أوهن قواهم بشكل كبير». وتابع أن النظام السوري سمح بمرور قافلة مساعدات إنسانية واحدة فقط منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى الغوطة الشرقية، مشيرا إلى أن هناك نقصا كبيرا في المواد الغذائية.
وبحسب «بي بي سي» فإن سعر ربطة الخبز يقترب حاليا من 22 ضعفا مقارنة بمتوسط السعر القومي، كما أن 11.9 في المائة من الأطفال تحت خمس سنوات يعانون سوء تغذية بشكل حاد، وهو أعلى معدل تم تسجيله في سوريا منذ اندلاع النزاع في عام 2011.
من جهة أخرى، قالت منظمة العفو الدولية إن «جرائم حرب فظيعة» ترتكب في الغوطة الشرقية بمعدل غير مسبوق. ونقلت صحيفة «الغارديان» عن الباحثة في المنظمة ديانا سمعان قولها: «الناس لا يعانون فقط من الحصار المستمر منذ سنوات وإنما محاصرون الآن في سيل من الهجمات اليومية تقتلهم وتصيبهم عمدا، ما يمثل جريمة حرب فظيعة».
ونقلت الصحيفة عن أحد الأطباء في الغوطة قوله «إننا نشهد مجزرة القرن الحادي والعشرين. وإذا كانت مجزرة تسعينات القرن الماضي هي سربرينيتشا، ومجزرة الثمانينات هي حلبجة وصبرا وشاتيلا، فإن الغوطة الشرقية هي مجزرة القرن الحالي».
ويروى الطبيب قصته مع طفل تعرض للقصف قائلا: «جاءني قبل قليل طفل أزرق الوجه وبالكاد يتنفس، وفمه مليء بالرمال، قمت بتفريغه بيدي. لا أعتقد أن ما نفعله تحويه كتب الطب، طفل مصاب يتنفس برئتين تملأهما الرمال. تستقبل طفلاً عمره عام تم إنقاذه من الحطام ويتنفس رمالا».
وواصل النظام السوري اليوم (الأربعاء) قصفه على الغوطة الشرقية. وذكر المرصد أن قوات موالية للنظام أطلقت الصواريخ وأسقطت براميل متفجرة من طائرات هليكوبتر على بلدات وقرى بالمنطقة الريفية التي تقع خارج دمشق.
الغارديان: نظام الأسد يعيد مجازر البوسنة في القرن الـ21
ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين
وصف الكاتب البريطاني سيمون تسيدال ما يجري في الغوطة الشرقية بريف دمشق بأنه شبيه بالمذابح التي ارتُكبت ضد مسلمي البوسنة عام 1995، وقال عنها آنذاك الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، إنها أسوأ مجزرة تُرتكب على الأراضي الأوروبية منذ عام 1945.
وبيَّن الكاتب، في مقال له بصحيفة “الغارديان” البريطانية، أن ما يجري في الغوطة الشرقية شبيه بما حصل مع الجيب البوسني المسلم، حيث تحاصر قوات النظام السوري المدينة الواقعة على أطراف دمشق، منذ بدايات الحرب، ورغم ذلك فإنها فشلت في طرد فصائل المعارضة منها.
ويعود الكاتب إلى مجزرة البوسنة، فلقد قُطعت عنها الإمدادات الغذائية والطبية. وفي عام 1993، اعتبرتها الأمم المتحدة منطقة “آمنة”، تماماً كما يجري اليوم مع الغوطة الشرقية، التي اعتُبرت من مناطق التهدئة وفقاً لاتفاقات السلام الموقعة في أستانة برعاية روسية وإيرانية وتركية، ولكن دون جدوى.
ويضيف: “لم يحاول أحدٌ حماية السكان المدنيين بالغوطة الشرقية عندما شن النظام هجوماً في ديسمبر، بعد فشل المفاوضات، كما أن الغارات تتواصل دون أي عقاب للقوات السورية وداعميهم الروس”.
الأمم المتحدة حاولت، من خلال التفاوض والتقرب للتحالف المؤيد لنظام الأسد، والذي يضم المليشيات التي تقودها إيران، الحصول على موافقة لوقف إطلاق النار لدواعٍ إنسانية، إلا أنه تم تجاهُل تلك المحاولات، ولم يتم الردُّ على طلبات وكالات الإغاثة من أجل الوصول للسكان المدنيين.
ويرى الكاتب أن الدول الكبرى، كأمريكا وروسيا، وأيضاً الجهات الإقليمية الفاعلة مثل تركيا، تركز على اللعبة الاستراتيجية الكبرى التي تجري فوق جثث نصف مليون سوري، فالكل يسعى للسيطرة على مستقبل هذا البلد، الذي بات واقعياً مقسَّماً إلى مناطق نفوذ.
بالنسبة للإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، فإن مساعيها في سوريا تتلخص في الحدِّ من طموحات إيران بإنشاء جسر بري يمتد إلى البحر المتوسط أو “هلال شيعي” يمتد من مدينة هيرات الأفغانية إلى وادي البقاع في لبنان. أما بالنسبة للأتراك، فإن تركيزهم ينصبُّ على “سحق الأكراد”، في حين أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يسعى للسيطرة والنفوذ، وفق الكاتب.
أما سكان الغوطة الشرقية، فإن الأمر يتعلق بالبقاء، فلقد أدى القصف المتواصل على المدينة إلى مقتل أكثر من 250 شخصاً، بالإضافة إلى جرح المئات، وهي أرقام تُعتبر قياسية خلال يومين، علماً أن عدد القتلى في الحرب التي تجري بلا هوادة، يمكن أن يصل إلى الآلاف، بينهم الكثير ممن لم يجرِ تقييدهم وتسجيلهم.
في مذبحة “سربيرنيتشا”، قُتل نحو 8 آلاف شخص، بينهم رجال ونساء وصبية، خلال أيام قليلة، كما تعرَّض قرابة 25 إلى 30 ألف شخص آخرين، للتشريد القسري. وقتها، قررت المحكمة الجنائية الدولية المختصة في يوغسلافيا السابقة اعتبار ما جرى “إبادة جماعية”.
لقد كانت الغوطة الشرقية مسرحاً لعمليات سيئة السمعة، منها القصف بغاز السارين عام 2013، وهي الجريمة التي تم تجاهلها تماماً، حيث رفضت القوى الغربية التدخل، ووقفت الأمم المتحدة عاجزة، كما أن مجلس الأمن الدولي وقف عاجزاً هو الآخر أمام الفيتو الروسي.
يقول زيدون الزعبي، المدير التنفيذي لاتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية (أوسم)، إن ما يجري في الغوطة الشرقية هو أسوأ الهجمات في تاريخ سوريا، وهو أسوأ مما جرى لحلب. إن استهداف المدنيين وقتلهم بهذا الشكل الممنهج يشكل جريمة حرب، ويجب على المجتمع الدولي أن يُوقفها.
ويشبه الكاتبُ، رئيسَ النظام السوري بشار الأسد، بالقائد الصربي راتكو ميلاديتش، المتهم بارتكاب مجرزة سربيرنيشا، فالأسد يتصرف بشكل غير منضبط، والأدلة على تورُّطه في جرائم ضد الإنسانية كثيرة، ولكن إلى الآن لم توجَّه إليه أي اتهامات.
ويتساءل الكاتب: كم من الأطفال سيموتون في سوريا حتى يتم تقديم بشار الأسد إلى المحاكمة؟! فمجرم مثل ميلاديتش، استغرق الأمر معه 22 عاماً حتى قُدِّم لمحكمة العدل الدولية في لاهاي.
المقاتلون الأجانب في سوريا.. المليشيات الكردية ليست استثناءً
عبدالله حاتم – الخليج أونلاين
باتت الساحة السورية جاذبة للمقاتلين الأجانب والمرتزقة على خلاف توجهاتهم، وليس “الكرد الانفصاليون” استثناءً، في ظل السباق المحموم بين أطراف المنطقة كافة لتكريس أجنداتها على الرقعة السورية.
ظهر الأكراد في سوريا بوضوح عندما اعتمدتهم الولايات المتحدة شريكاً لهم في قتال تنظيم داعش، بعد أن فشلت المعارضة السورية في ذلك، وقاتل الكرد لاستعادة قرى ومدنٍ مِن تحت سيطرة التنظيم، على أمل أن تساعدهم واشنطن في خلق إقليم كردي على غرار العراق، يكون بوابة لانفصالهم لاحقاً في ظل الفوضى التي تعصف بالبلاد.
وكان الدعم الأمريكي جاذباً لهم وللأكراد الذين يعيشون في المنفى وباتوا يحملون جنسيات غربية، بالإضافة إلى المواطنين الغربيين الذين تأثروا بالدعاية الكردية عن مظلوميتهم التاريخية باضطهادهم من أبناء المناطق التي يعيشون فيها.
ووفرت الولايات المتحدة تدريباً ودعماً مادياً للمقاتلين الأكراد كـ”قوات سوريا الديمقراطية”، ووحدات حماية الشعب الكردية في حربهم ضد “داعش”، ما أغضب تركيا؛ نظراً إلى وجود رابط بين قادتهم وحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً مسلحاً في تركيا منذ ثمانينيات القرن الماضي وبغرض فصل المناطق الكردية عن البلاد.
ويواجه أكراد سوريا الانفصاليون منحنىً جديداً، بإعلان تركيا الحرب عليهم لطردهم من منطقة عفرين (شمالي سوريا)، وتقول إنهم خطر “إرهابي” يهدد أمنها.
-من أين يأتون؟
ومع انطلاق عملية “غصن الزيتون” أواخر يناير الماضي، وصل مقاتلون أجانب، بينهم فرنسيون وأمريكيون، إلى مدينة عفرين، بهدف القتال إلى جانب المليشيات الكردية ضد الهجوم الذي يشنه الجيش التركي.
وأفاد المكتب الإعلامي لوحدات الحماية الكردية بوصول ما سماهم “مقاتلين أمميين”. وفي تسجيل مصور نشره المكتب، ظهر مقاتل من أصل فرنسي، يدعى “تولهلدان”، ومقاتلون آخرون قالوا خلال التسجيل إنهم جاؤوا “ليحاربوا إلى جانب المليشيات الكردية في عفرين”.
وكانت صحيفة “التايمز” البريطانية أفادت، في 15 فبراير 2018، بأن بريطانيّاً من أصل صيني، يُدعى هوانغ لي، وهو خريج جامعة مانشستر يقود مجموعة مكونة من 6 مقاتلين وصلوا إلى عفرين.
وبفضل هذه الأجواء، أتاحت المليشيات الكردية الانفصالية الوصول إليها من قِبل الكرد المجنَّسين في الغرب أو ممن تأثروا بالدعاية الكردية.
وعكس المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى “داعش”، لم تتم إثارة قضية المقاتلين الأجانب في صفوف المليشيات الكردية، ورصد الأخطار التي يمكن أن يسببوها للبلدان التي ينتمون إليها.
وبسبب غياب الإحصاءات الرسمية، ليس معروفاً العدد الفعلي للمقاتلين الأجانب في صفوف المليشيات الكردية الانفصالية، لكن صحيفة “نيويورك تايمز” قالت بتقرير لها، نُشر في يناير الماضي، نقلاً عن بروسك هاساكا، وهو متحدث باسم “قوات سوريا الديمقراطية” في عفرين، إنه يوجد 150 مقاتلاً أجنبياً في صفوفهم، وهذا يتضمّن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية.
في حين كشف المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية، ريدور خليل صفوف، لصحيفة “واشنطن بوست” في عام 2015، أن عدد المقاتلين الأجانب نحو 200 عنصر، من جنسيات ألمانية وأمريكية وإسبانية ونمساوية وصينية.
وقال هاساكا: “لدينا أميركيون، وبريطانيون، ويابانيون، وحتى صينيون”، مضيفاً أن “الكثيرين متحمسون للقتال في عفرين، ليس الأمر إلزامياً عليهم، لكنَّهم يشعرون بأن عليهم واجباً تجاهنا، هناك شيءٌ اسمه عدل وظلم”.
وكانت “قوات سوريا الديمقراطية” نعت، الأحد، رسمياً، ثلاثة مقاتلين أجانب بصفوفها من بلدان أوروبية (ألمانيا وإسبانيا وهولندا)، اثنان منهم قُتلوا في عفرين والثالث بدير الزور.
وفي عام 2016، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية أن ثلاثة أمريكيين قُتلوا خلال معارك مع تنظيم داعش في مدينة منبج السورية، موضحةً أن جثامين الأمريكيين الثلاثة أُحضرت إلى مقر القنصلية الأمريكية في أربيل (شمالي العراق)؛ تمهيداً لنقلها إلى الولايات المتحدة، ولفتت إلى أن القتلى التحقوا للقتال بسوريا في يناير 2015.
اللافت هنا أن وزارة الخارجية الأمريكية قدمت إجابة “مبهمة وغامضة” عند سؤالها عن عدد الأمريكيين الذين سافروا إلى سوريا للانضمام إلى المليشيات الكردية الانفصالية، بحسب ما ذكرته “نيويورك تايمز”.
وقال متحدثٌ باسم وزارة الخارجية، في رسالة إلكترونية: “ليس مطلوباً من المواطنين الأمريكيين أن يسجلوا سفرهم إلى دولة أجنبية؛ ومن ثم لا يمكننا تتبع عدد المواطنين الذين ذهبوا إلى دولة بعينها”.
– القيم اليسارية
ووفقاً لروايات المقاتلين الأجانب والمسؤولين الأكراد، فإن بإمكان من يرغب في الانضمام والتواصل مع الحركة على الإنترنت، ثم الانتقال بالمحادثة لأحد تطبيقات المحادثة التي تستخدم نظام التشفير، وهناك يبحث الطرفان السفر إلى شمالي سوريا، وغالباً ما يدخلون إليها من خلال كردستان العراق أو تركيا.
كما أسهمت المنظمات الكردية الانفصالية بأوروبا والولايات المتحدة، في دفع الشباب إلى الذهاب إلى شمالي سوريا، في حين يقول آخرون إن من بينهم “عناصر استخباراتية يعملون لصالح بلدانهم”.
ومع ذلك، فإنهم لا يتجهون مباشرةً لأرض المعركة، حسبما قال نوري محمود، وهو متحدث باسم وحدات حماية الشعب، لصحيفة “واشنطن بوست”؛ “إذ لا ينضمون إلى الجنود الأكراد المحليين إلا بعد تلقيهم تدريباً أيديولوجياً، وعسكرياً، ولغوياً، وعلى التأقلم مع المجتمعات المحلية”.
ويقول خبراء إن الأيديولوجية اليسارية الكردية كانت عامل جذب لكثير من الغربيين، بتركيزها على حقوق المرأة، والديمقراطية، والحرية الدينية، على غرار “داعش”، الذي كان أيضاً جاذباً لهم لتركيزه على قيم العدالة والجهاد من أجل الحق ونصرة المظلوم.
ويُلاحظ أن من انضم إلى صفوف هذه المليشيات غالبيتهم من الأصول الكردية، ثم من الشباب الغربيين الذين آمنوا بفكرة “الدولة الكردية” المستقلة.
وتنقل صحيفة “نيويورك تايمز” شهادات لعائلات مقاتلين في صفوف هذه المليشيات، ومن بينهم الأمريكي روبرت غرودت الذي لقي حتفه في أثناء قتاله بصفوف وحدات حماية الشعب قرب الرقَّة بسوريا عام 2017، حيث قالت عائلته: إن “ما دفعه للانضمام إلى القضية هو إيمانه القوي بقيم الأكراد اليسارية، وأنه شعر بضرورةٍ أخلاقيةٍ لمحاربة الظلم ومحاربة القمع، والعمل على بناء عالم أفضل، واجتذبته هذه القيم اليسارية”.
هل يتكرر سيناريو حلب في الغوطة الشرقية؟
زهير حمداني
تشهد الغوطة الشرقية لدمشق تصعيدا عسكريا هائلا مع استقدام جيش النظام تعزيزات عسكرية كبيرة تنذر بتوجهه إلى حسم المعركة كما حصل في حلب العام الماضي، وإنهاء المخرز الذي طالما أدمى دمشق وخاصرتها الشرقية على حد توصيف أنصار النظام، فيما تؤكد المعارضة المسلحة أنها ثابتة في المنطقة.
وأشارت تقارير إلى أن كثافة النيران التي يستخدمها النظام في منطقة الغوطة الشرقية -المحاصرة منذ 2013 وآخر معاقل المعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق- غير مسبوق، وهو يفوق أي شيء حصل في البلاد خلال السنوات الماضية، بحسب المراسل العسكري لصحيفة إندبندنت البريطانية باتريك كوبيرن.
وأكدت منظمات دولية أن النظام صعّد عمليات القصف المدفعي والصاروخي بشكل غير معهود على مدن وبلدات الغوطة الشرقية (تضم نحو 350 ألف ساكن)، مما أدى إلى سقوط أكثر من خمسمئة شخص بين قتيل وجريح أمس الثلاثاء، كما سقطت أيضا أكثر من مئة قذيفة على أحياء العاصمة دمشق وقتل ستة أشخاص وفق مصادر النظام.
وتصف المنظمات الإنسانية الوضع في الغوطة بالكارثي، محملة النظام مسؤولية “الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها”، وتحدثت وكالات أممية عن “وضع مشين” و”كارثة إنسانية”، وأعربت المنظمات غير الحكومية عن صدمتها إزاء الوضع، لكن النظام يواصل التمهيد الناري لعملية عسكرية واسعة، ترجحها الوقائع على الأرض والتعزيزات الكبيرة.
وتسيطر فصائل من المعارضة المسلحة على نحو من مئة كيلومتر مربع من الغوطة الشرقية في الوقت الحالي، بعدما تمكن جيش النظام من قضم مساحات واسعة منها في العامين الماضيين.
تجربة حلب
وفي مقاربتهم للأوضاع العسكرية، يرى محللون عسكريون أن كثافة النيران هذه تشير أكثر من أي وقت مضى إلى أن هناك حملة برية كبرى للسيطرة على المنطقة. ويشير مراسل الإندبندنت إلى أن حصار منطقة الغوطة الشرقية “قد يكون هو الأخير في الحرب السورية”، في إشارة إلى التوجه نحو الحسم العسكري.
من جهته، يؤكد الباحث في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر -لوكالة الصحافة الفرنسية- أن “التصعيد الكبير من النظام يهدف إلى حسم مسألة الغوطة الشرقية بشكل نهائي، إما بنصر عسكري بحت أو من خلال حل تفاوضي تحت الضغط العسكري الهائل”.
ويشير إلى أنه تحت ضغط العملية العسكرية والمخاوف على المدنيين، قد يحدث مثلما جرى في حلب نهاية عام 2016 من تدخل دولي في آخر لحظة، لتنفيذ عملية إخلاء واسعة النطاق لسكان المنطقة وسيطرة النظام على شرقي حلب.
وتفيد التقارير بأن قوات كبيرة معززة بدبابات وراجمات صواريخ ومدافع هاون وآليات ثقيلة وآلاف المقاتلين بقيادة العميد سهيل الحسن -الذي قاد عدة معارك ناجحة للنظام في اللاذقية وحلب ودير الزور وحماة ومؤخرا في إدلب- تدفقت إلى ريف دمشق بانتظار الدفع بها في هجوم على الغوطة الشرقية.
وسحبت هذه القوات من جبهات ما زالت ساخنة نسبيا في أرياف حماة وإدلب، بما يشير إلى أن النظام جعل من معركة الغوطة الشرقية أولوية له في الوقت الحالي، سواء بنية الحسم العسكري المباشر أو تكثيف الضغط على الصعيد المحلي والدولي لتحصيل اتفاق يناسب نواياه وأهدافه.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد ألمح إلى هذا التوجه من خلال تصريحاته بأن تجربة “تحرير” مدينة حلب قابلة للتطبيق في الغوطة الشرقية ضد مسلحي جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وهو ما يشير إلى غطاء روسي سياسي للهجوم فضلا عن الدعم العسكري الحاصل.
وأدرجت الغوطة الشرقية في مايو/أيار الماضي ضمن اتفاق مناطق خفض التصعيد، وذلك بعد توقيع الاتفاق من جيش الإسلام (نحو عشرة آلاف مقاتل) ثم انضمام فيلق الرحمن (نحو ثمانية آلاف مقاتل) إليه في أغسطس/آب الماضي، ليشمل الاتفاق بذلك أكبر فصيلين عسكريين بالغوطة. لكن هيئة تحرير الشام -الموجودة ببعض في القطاع الأوسط- لا يشملها هذا الاتفاق، كما توجد بالغوطة أيضا حركة أحرار الشام التي تسيطرعلى أجزاء من مدينة حرستا.
توزع مناطق السيطرة في الغوطة الشرقية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 (الجزيرة)
أخر المعارك
وتطالب دمشق بإخراج “جبهة النصرة” وفيلق الرحمن من المنطقة، وبدخول قواتها إلى زملكا وعربين وكفربطنا وغيرها لحماية العاصمة من القصف، لكن معارضين يتهمون النظام بتعطيل خروج عناصر الهيئة كي لا يخسر مبرره في الحسم العسكري لإنهاء أي وجود لمعارضيه في محيط دمشق.
ورغم أن النظام استطاع الحسم عسكريا في عدة مناطق حول دمشق، من بينها الغوطة الغربية ومركزها داريا والريف الغربي والزبداني في السنوات الماضية وحتى أحياء تشرين والقابون وبرزة؛ فإن المدن الرئيسية في الغوطة الشرقية -مثل دوما (المركز) وزملكا وسقبا وعربين ومسرابا وحرستا- بقيت عصية عليه، فيما تقوم المعارضة المسلحة بهجمات مفاجئة ومزعجة للنظام على محور حرستا وجوبر(القريبة جدا من العاصمة).
وفيما تعد هذه المواقع شوكة في خاصرة النظام ومصدر تهديد لدمشق بشكل مباشر، سواء بالاختراق العسكري أو القصف، فإنها تمثل ورقة حيوية للمعارضة على المستوى العسكري، وكذلك في أي مفاوضات سياسية، بل إنها تعد آخر أوراقها المهمة، كما يقول محللون.
وفي هذا السياق يرى الباحث سام هيلر أن المنطقة -رغم الحشد الكبير للنظام- لن تكون “لقمة سائغة نظرا لما فيها من أنفاق ومقاتلين متمرسين”، حيث توجد غالبية مقار التنظيمات المسلحة في أماكن سرية وأنفاق تحت الأرض، لطالما شكلت صداعا مزمنا لقوات النظام، كما حصل مؤخرا في معارك إدارة المركبات في حرستا.
من جانبه، يؤكد الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ويل تودمان، أن المعارضة المسلحة محصنة جيدا في الغوطة الشرقية، مشيرا إلى أن بمقدور الفصائل البقاء الى أجل غير مسمى، لكنه لا يستبعد في المقابل تكرار سيناريو “المصالحة”.
ويقول تودمان إنه لن يتفاجأ أن يُصار بعد أشهر إلى الاتفاق على صفقة إجلاء، على الأقل في أجزاء من الغوطة الشرقية، رغم أن من المرجح أن تقاتل بعض الفصائل حتى “النهاية المريرة”، على حد تعبيره.
وتصب معظم الترجيحات في خانة الحسم العسكري المباشر أو غير المباشر -الدفع نحو إجلاء أو مصالحة- لكن توقيت ذلك يبقى غير محسوم زمنيا، بالنسبة للنظام حتى مع التعزيزات الكبيرة التي دفع بها. وهو يقر بصعوبة الأمر، ويترك ذلك المجال لمبادرات ومفاوضات قد يكون بعضها جاريا بالفعل كما تشير بعض المصادر.
المصدر : وكالات,الجزيرة
قصف دام على الغوطة واستعدادات لهجوم واسع
تواصل القصف الدامي على الغوطة الشرقية في ريف دمشق التي تشهد محرقة جماعية للمدنيين خلفت خلال 48 ساعة مئات القتلى والجرحى وبثت الرعب، فيما تواجه المنطقة السيناريو نفسه الذي نفذه النظام السوري وروسيا في مدينة حلب أواخر 2016، وذلك وسط عجز تام للمجتمع الدولي عن وقف المجازر بحق المدنيين.
وقال مراسل الجزيرة إن عشرة مدنيين قتلوا وأصيب العشرات اليوم الأربعاء في قصف مدفعي وآخر لطائرات النظام السوري استهدف مدن الغوطة الشرقية وبلداتها، فيما أكد ناشطون مقتل ما لا يقل عن عشرين شخصا في مدينة كفربطنا وحدها.
وأوضح المراسل أن القصف -الذي استخدمت فيه البراميل المتفجرة والصواريخ- تركز على مدن كفربطنا وحمورية ومنطقة المرج. وارتفعت حصيلة الضحايا المدنيين إلى 110 منذ أمس وإلى 270 منذ الأحد، وبين القتلى نحو ستين طفلا، وقال الدفاع المدني إن القصف استهدف مدارس ومنشآت طبية.
ويأتي هذا القصف في إطار حملة جوية ضارية تشنها الطائرات الروسية والسورية على جلّ بلدات الغوطة المحاصرة التي تضم نحو أربعمئة ألف شخص يعيشون في أوضاع شديدة السوء، فيما تتواتر تقارير عن حشود عسكرية تمهيدا لهجوم واسع على الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها فصائل أبرزها جيش الإسلام وفيلق الرحمن.
كما أنه يأتي في وقت تحدث فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن احتمال تطبيق سيناريو الحملة العسكرية على معاقل المعارضة في مدينة حلب، والتي قتل فيها آلاف المدنيين، وانتهت أواخر 2016 بتهجير السكان ومسلحي المعارضة.
كما أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا حذر من أن التصعيد في الغوطة قد يتحول إلى تكرار ما حدث في حلب التي كانت المعارضة المسلحة تسيطر على أحيائها الشرقية. يأتي ذلك فيما اكتفت الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة بالتعبير عن قلقها مما يجري في غوطة دمشق.
لا استسلام
وفي مقابل تصاعد الحملة العسكرية من قبل النظام السوري وروسيا استنادا على ذرائع بينها وجود جبهة النصرة (المندمجة مع فصائل أخرى ضمن هيئة تحرير الشام)، واستهداف مسلحي المعارضة مناطق بدمشق؛ أكدت فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية أنها لن تسمح بتكرار سيناريو حلب هناك.
وتحدثت وزارة الدفاع الروسية اليوم عن قصف المعارضة المسلحة “المركز الروسي للمصالحة” في دمشق انطلاقا من الغوطة الشرقية، وتحدثت عن سقوط ضحايا ليس بينهم روس.
وبالتزامن، قالت الخارجية السورية إن المسلحين في الغوطة يستهدفون دمشق ويستخدمون المدنيين هناك “دروعا بشرية”، وأضافت في شكوى للأمم المتحدة أن بعض المسؤولين الغربيين يرفضون ما وصفته بحق الحكومة في الدفاع عن نفسها.
من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري إن الفصائل المسلحة بالغوطة أطلقت أمس قذائف الهاون على دمشق مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 28، مضيفا أن الجيش السوري رد باستهداف مواقع المسلحين.
المصدر : الجزيرة
الغوطة الشرقية.. محطات من المآسي الإنسانية
بات اسم الغوطة الشرقية في ريف دمشق يرتبط بالموت وبالدمار، وبالكارثة الإنسانية التي تتسبب فيها قوات النظام السوري المدعومة من الحليف الروسي، من خلال الحصار والقصف الجوي والصاروخي الذي لا يستثني حتى المستشفيات والمدارس والأسواق، ما خلف سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين بين قتلى وجرحى.
وانضمت الغوطة الشرقية مبكرا عام 2011 إلى موجة الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد والذي واجهها بالقوة والقمع. وبعد أن نجحت قوات المعارضة المسلحة في السيطرة على هذه المنطقة عام 2012، فرضت عليها قوات النظام حصارا خانقا.
وفي التالي أبرز المحطات التي عرفتها الغوطة الشرقية خاصة من الجانب الإنساني:
مايو/أيار 2013 : تمكنت قوات النظام من محاصرة الغوطة الشرقية بعد سيطرتها على بلدات في ريف دمشق ونشرها مئات الحواجز العسكرية في تلك المنطقة، وتعرضت الغوطة الشرقية وبلداتها من حينها لقصف جوي وصاروخي من قوات النظام استهدف الأبنية السكنية والمرافق الحيوية، والأسواق والمدارس والمستشفيات، وخلف سقوط العديد من القتلى المدنيين.
وفاقم الحصار والتصعيد الذي يتجدد من حين إلى آخر، معاناة لآلاف السكان الذين يقطنون المنطقة، حيث حدث شح في السلع والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية، وبرزت حالات سوء تغذية أدى بعضها إلى الوفاة، خصوصاً مع تعذر إدخال الأمم المتحدة قوافل المساعدات بشكل منتظم.
21 أغسطس/آب 2013: وتضاعفت معاناة سكان الغوطة الشرقية بعد الهجوم الكيميائي الذي شنته القوات الحكومية على المنطقة، وأسفرعن مقتل 1600 أغلبهم من الأطفال، إضافة إلى مئات الجرحى، وذلك نتيجة تسممهم بغاز السارين.
وفي سبتمبر/أيلول 2013 أكد تقرير لخبراء الأمم المتحدة الذين قاموا بالتحقيق في عين المكان استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية، وتحدث عن “أدلة صارخة ومقنعة” عن استخدام غاز السارين والأسلحة كيميائية “على نطاق واسع”.
2014: تفاقم الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية بسبب الحصار والقصف المستمرين، حيث منعت قوات النظام مرات عديدة دخول قوافل مساعدات إنسانية أممية الى المنطقة، ما جعل الأمم المتحدة تدعو إلى فتح ممرات إنسانية إلى الغوطة الشرقية وتجنيب المدنيين ويلات الحصار.
2015: استمرار القصف الجوي على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، مخلفة العديد من القتلى المدنيين، وفي أغسطس/آب من نفس العام صعدت قوات النظام من القصف وارتكبت مجارز في مدينة دوما، وأطلق نشطاء الثورة حملة تدعو المجتمع الدولي للضغط على النظام باسم “دوما تُباد”.
مايو/آيار 2017: الغوطة الشرقية تشمل باتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه ضمن مفاوضات أستانا برعاية روسيا وتركيا وإيران، وتضمن الاتفاق فك الحصار وإدخال المواد الأساسية، دون أي عراقيل، بالإضافة إلى إطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين من الأطراف المعنية بهذا الاتفاق.
ورغم إدراجها ضمن مناطق خفض التصعيد، استمرت قوات النظام السوري المدعومة من روسيا في قصف الغوطة الشرقية والجيوب المحيطة بها، وفي نفس العام أدانت الأمم المتحدة “الحرمان المتعمد من الطعام” كتكتيك حرب، بعد نشر صور صادمة لأطفال في صورة هيكل عظمي في الغوطة الشرقية.
29 نوفمبر/تشرين الثاني 2017: منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تحذر من أن الحصار المشدد المفروض على الغوطة الشرقية فاقم الأوضاع الإنسانية إلى مستويات خطيرة، خاصة في ما يتعلق بسوء التغذية لدى الأطفال.
وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحد يقول في تقرير له إن سكان الغوطة يعانون من نقص شديد في الغذاء لدرجة أنهم يأكلون القمامة ويفقدون الوعي بسبب الجوع ويجبرون أطفالهم على التناوب على تناول الطعام.
5 فبراير/شباط 2018: النظام السوري المدعوم من وروسيا يطلق حملة عسكرية على الغوطة الشرقية، خلفت خلال أيام فقط مئات القتلى والجرحى، وفي 20 فبراير/شباط من نفس الشهر، الأمم المتحدة تعلن أن ست مستشفيات في الغوطة الشرقية تعرضت للقصف في 48 ساعة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2018
القنابل تتساقط .. وسكان الغوطة الشرقية ينتظرون الموت
بيروت (رويترز) – قال سكان في الغوطة الشرقية بسوريا يوم الأربعاء إنهم ”ينتظرون دورهم في الموت“ وذلك بعد سقوط المزيد من الصواريخ والبراميل المتفجرة على الجيب المحاصر المستهدف منذ أيام بواحدة من أعنف عمليات القصف منذ بداية الحرب.
شاب يركب دراجة هوائية بالقرب من منازل مدمرة في دوما بالغوطة الشرقية يوم الثلاثاء. تصوير: بسام خبيه – رويترز.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع مجريات الحرب إن عشرة أشخاص على الأقل من قرية واحدة قتلوا وأصيب أكثر من 200 في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء. وقتل 274 شخصا على الأقل في الصراع خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وتابع المرصد أن 13 جثة أخرى منها جثث خمسة أطفال انتشلت من تحت أنقاض منازل دمرت يوم الثلاثاء في قريتي عربين وسقبا.
والغوطة الشرقية وهي منطقة زراعية كثيفة السكان على مشارف دمشق هي آخر منطقة تسيطر عليها المعارضة قرب العاصمة.
وتحاصر القوات الحكومية المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص منذ سنوات.
وأصبح تكثيف الغارات الجوية منذ يوم الأحد واحدا من أعنف عمليات القصف في الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الثامن. ونددت الأمم المتحدة بالهجوم على الغوطة الشرقية التي أصاب فيها القصف مستشفيات وبنية أساسية مدنية أخرى ووصفته بأنه غير مقبول كما حذرت من أن القصف قد يصل إلى حد جرائم الحرب.
وتابع المرصد، ومقره بريطانيا، أن وتيرة القصف تباطأت أثناء الليل فيما يبدو لكنها تصاعدت من جديد صباح يوم الأربعاء. وأطلقت قوات موالية للحكومة مئات الصواريخ وأسقطت البراميل المتفجرة من طائرات هليكوبتر على البلدات والقرى بالمنطقة.
وقال بلال أبو صلاح (22 عاما) وهو أحد سكان بلدة دوما كبرى بلدات الغوطة الشرقية ”ناطرين دورنا لنموت. هيدي العبارة الوحيدة اللي فيني قولها“.
وأضاف ”كل الناس أو معظمها عايشة بالملاجئ. كل بيت في خمس أو ست عيل (عائلات). ما في أكل ولا أسواق“.
رسم توضيحي من رويترز عن مناطق السيطرة في سوريا.
وزوجة أبو صلاح في الشهر الخامس من الحمل في طفلهما الأول. ويخشى الاثنان أن يتسبب فزعها من القصف في إجهاضها.
* تحذيرات
قال قائد في تحالف يقاتل لصالح حكومة الأسد لرويترز الليلة الماضية إن القصف يهدف إلى منع المعارضين من استهداف الأحياء الشرقية من دمشق بقذائف مورتر. وقد تعقبه حملة برية.
وقال القائد ”حاليا تمهيد ناري.. بعد ما بلشوا (لم يبدأوا) هجوم. الهدف الأول منع المسلحين من الاستمرار في استهداف أحياء دمشق الشرقية“.
وتقول الحكومة السورية وحليفتها روسيا التي تدعم الأسد بالقوة الجوية منذ 2015 إنهما لا تستهدفان المدنيين. كما ينفي الجانبان استخدام البراميل المتفجرة التي تسقط من طائرات هليكوبتر وتدين الأمم المتحدة استخدامها.
وأثارت الأوضاع في الغوطة الشرقية المحاصرة منذ 2013 قلق وكالات الإغاثة على نحو متزايد حتى قبل الهجوم الأخير إذ يتسبب نقص الغذاء والدواء وغيرهما من الضرورات الأساسية في المعاناة والمرض.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن مقاتلي المعارضة يطلقون أيضا قذائف المورتر على أحياء في دمشق قرب الغوطة الشرقية مما أسفر عن إصابة شخصين يوم الأربعاء. وأسفرت قذائف مقاتلي المعارضة عن مقتل ستة أشخاص على الأقل يوم الثلاثاء.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء ”أصيبت مناطق سكنية وفنادق في دمشق وكذلك المركز الروسي للمصالحة السورية في قصف شرس من الجماعات المسلحة غير الشرعية من الغوطة الشرقية“.
والغوطة الشرقية واحدة من ”مناطق عدم التصعيد“ التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في إطار جهودها الدبلوماسية. لكن الهدنة لا تشمل جماعة مسلحة كانت تابعة لتنظيم القاعدة في السابق ولها وجود صغير في المنطقة.
إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير منير البويطي