أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 20 أذار 2014

دمشق تتراجع بعد إنذار إسرائيلي

دمشق، لندن، القدس، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز –

حذّرت دمشق أمس، من أن الغارات التي شنتها إسرائيل ليلة الثلثاء وفجر الأربعاء على قواعد للجيش السوري في الجولان «تعرِّض أمن المنطقة واستقرارها للخطر وتجعلها مفتوحة على جميع الاحتمالات». لكن حكومة النظام لم تكرر تهديدها بأنها سترد على ضربات إسرائيل في الزمان والمكان المناسبين، واكتفت برفع شكوى إلى مجلس الأمن، ما يمكن تفسيره بأن دمشق ليست راغبة في التصعيد أكثر مع إسرائيل. وأعلنت «الهيئة للثورة السورية» ان «لواء أمهات المؤمنين» قصف امس مواقع للنظام في دمشق، وسقطت قذائف قرب منزل الرئيس بشار الاسد ومكتب الامن القومي في حي المالكي والسفارة الروسية في حي المزرعة.

وصدر الموقف السوري بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أن قواته ضربت في غارات جوية وقصف مدفعي قواعد تابعة للجيش السوري رداً على تفجير استهدف دورية للجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان. وفي وقت قال مسؤولون في حكومة بنيامين نتانياهو إن نظام الأسد سيدفع «ثمناً باهظاً» إذا ما حصلت هجمات جديدة، أعلنت «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية»، في بيان، أن قتيلاً وسبعة جرحى سقطوا في سلسلة هجمات شنها «العدو الصهيوني» على مواقع عسكرية في الجولان.

ووجهت وزارة الخارجية والمغتربين السورية بعد ظهر أمس رسالتين متطابقتين إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن قالت فيهما إن ما قامت به إسرائيل «انتهاك سافر جديد لاتفاق فصل القوات ولميثاق الأمم المتحدة ولقواعد القانون الدولي»، واعتبرت أن الإسرائيليين قاموا بـ «عدوانهم» بناء على «حجج واهية وكاذبة».

وسيطرت القوات النظامية السورية أمس على بلدة رأس العين المجاورة ليبرود بعد أيام من استكمال السيطرة على هذه المدينة التي كانت تعتبر أكبر معقل لمقاتلي المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية الواقعة على الحدود اللبنانية، وفق ما ذكر الإعلام الرسمي وأكده «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وبث التلفزيون الرسمي السوري صوراً من رأس العين ظهرت فيه نساء يرقصن ويغنين فرحاً. ولوحظ أن مذيعة التلفزيون السوري حاولت مراراً مقاطعة النساء اللواتي كن يحتفلن كلما أضفن كلمة شكر لـ «حزب الله» وقائده السيد حسن نصرالله في «تحرير» البلدة من مسلحي المعارضة. وعكست كلمات المواطنات والتي كانت تُبث بثاً حياً، دور «حزب الله» في معركة القلمون في مساعدة الجيش السوري.

وذكر مصدر أمني لـ «فرانس برس» أن «الجيش (السوري) دخل قرية الحصن وسيطر على حيين فيها»، في إطار التقدم نحو قلعة الحصن الشهيرة التي تُعتبر المعقل الوحيد المتبقي لمجموعات المعارضة المسلحة في ريف حمص الغربي.

لكن الجيش السوري مُني في المقابل بنكسة في محافظة درعا الجنوبية حيث تمكن مقاتلو المعارضة من تحرير السجن المركزي (غرز) بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام منذ نحو شهرين.

في غضون ذلك، انتقدت روسيا أمس قرار الولايات المتحدة إغلاق السفارة السورية في واشنطن، وقالت إن «اتخاذ خطوة أحادية كهذه يحرم شركاءنا الأميركيين أنفسهم عملياً من دور الراعي لعملية التسوية السياسية في سورية، وهم أصبحوا طوعاً أو إكراهاً لعبة في يد المعارضة السورية الراديكالية والتي تضم في صفوفها إرهابيين يرتبطون بتنظيم القاعدة».

إسرائيل تحذّر النظام من دفع «ثمن باهظ» ودمشق ترد بأن «أمن المنطقة» سيكون مهدداً

 لندن – «الحياة»

حذّرت سورية أمس من أن الغارات التي شنتها إسرائيل ليلة الثلثاء – الأربعاء على قواعد للجيش السوري في الجولان «تعرّض أمن المنطقة واستقرارها للخطر وتجعلها مفتوحة على جميع الاحتمالات». لكن دمشق لم تكرر تهديدها الذي دأبت على إطلاقه في السابق من أنها سترد على ضربات إسرائيل في الزمان والمكان المناسبين، ما يمكن فهمه بأن دمشق ليست راغبة في التصعيد أكثر مع الدولة العبرية.

وبعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أن قواته ضربت في غارات جوية وقصف مدفعي مواقع تابعة للجيش السوري رداً على عملية تفجير استهدفت دورية للجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة، أعلنت «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية» أن قتيلاً وسبعة جرحى سقطوا في سلسلة هجمات شنها «العدو الصهيوني» على مواقعه في الجولان.

وجاء في بيان لقيادة الجيش السوري: «في خرق جديد لاتفاق فصل القوات، قام العدو الصهيوني بعد ظهر (أول من) أمس بإطلاق عدد من قذائف المدفعية والدبابات والصواريخ المضادة للدروع بالقرب من قرية سحيتا وعلى المرتفع /1023/ متسبباً بوقوع خسائر مادية». وأضاف البيان أن «طيران العدو الصهيوني استهدف صباح اليوم (الأربعاء) مواقع كوم الويسية ونبع الفوار وسعسع في محيط القنيطرة، ما أدى إلى استشهاد عنصر وإصابة سبعة آخرين بجروح». ولفت البيان إلى أن «هذا العدوان جاء متزامناً مع هجوم أعداد من الإرهابيين من اتجاه الأردن على السجن المركزي في مدينة درعا»، في محاولة لربط هجوم الثوار على السجن بما تقوم به إسرائيل في الجولان.

واعتبر البيان أن الضربات الإسرائيلية «تأتي كمحاولة لصرف الأنظار عن الانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش العربي السوري وبخاصة الإنجاز الكبير في يبرود الذي وجّه ضربة صاعقة للتنظيمات الإرهابية وداعميها وفي مقدمهم الكيان الصهيوني». وكان البيان يشير إلى سيطرة الجيش السوري، بمساعدة مقاتلين من «حزب الله» اللبناني، على يبرود الاستراتيجية في منطقة القلمون المحاذية للحدود اللبنانية.

وفي وقت أكدت قيادة الجيش السوري «عزمها وإصرارها على مواصلة حربها على التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها»، فإنها حذّرت «من أن هذه المحاولات اليائسة للتصعيد وتوتير الموقف في هذه الظروف من خلال تكرار هذه الأعمال العدوانية من شأنها أن تعرّض أمن المنطقة واستقرارها للخطر وتجعلها مفتوحة على جميع الاحتمالات».

ونقلت «فرانس برس» من القدس أن إسرائيل حذّرت أمس نظام الرئيس السوري بشار الأسد بأنه سيدفع «ثمناً باهظاً» لمساعدته مجموعات ناشطة تسعى إلى شن هجمات عليها، كما حصل في الجولان المحتل ليلة الاثنين – الثلثاء.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء في جلسة مجلس الوزراء: «هاجم الجيش الإسرائيلي الليلة (قبل) الماضية أهدافاً في الأراضي السورية. هذه الأهداف تابعة لعناصر سورية لم تسمح بشن هجمات على قواتنا فحسب بل تعاونت مع المعتدين». وشدد نتانياهو: «نحن نضرب من يعتدي علينا»، مشيراً إلى أن الدولة العبرية ستواصل «منع نقل الأسلحة جواً وبحراً وبراً»، في إشارة إلى نقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى «حزب الله» الشيعي اللبناني.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون في بيان «نعتبر نظام الأسد مسؤولاً عما يجري على أراضيه وانه إن واصل التعاون مع عناصر إرهابية تسعى إلى الحاق الأذى بدولة إسرائيل فسوف نجعله يدفع ثمناً باهظاً». وتابع يعالون بحسب ما أوردت «فرانس برس»: «لن نسمح بأي انتهاك لسيادتنا ولا بأي هجوم على جنودنا ومواطنينا وسنرد بحزم وقوة على كل من يتحرك ضدنا، في أي وقت وفي أي مكان، مثلما فعلنا هذه الليلة».

وجرت الغارات الجوية الإسرائيلية بعد 12 ساعة من انفجار عبوة ناسفة في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان بالقرب من خط وقف إطلاق النار مع سورية، ما أدى إلى إصابة أربعة جنود إسرائيليين. وأكد الجيش أن الجنود وهم من وحدة المظليين أصيبوا بانفجار عبوة ناسفة عندما نزلوا من المركبة العسكرية التي كانوا يستقلونها لفحص عبوة مشبوهة تم رصدها على طول خط وقف إطلاق النار.

وعلى غرار العديد من المحللين الأمنيين الإسرائيليين، اعتبر الجنرال عاموس يادلين وهو رئيس سابق لجهاز الاستخبارات العسكرية أن النظام السوري متورط في الهجوم الثلثاء على الدورية الإسرائيلية. وقال يادلين في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي «هجوم البارحة كان مهنياً، ولا يوجد أي شك بأن السوريين كانوا على علم به وقد يكونون قد قاموا به لحساب حزب الله». وأضاف: «هذا يغيّر قواعد اللعبة، وعندما يغيّر الطرف الآخر (سورية) قواعد اللعبة فإن إسرائيل يتوجب عليها إرسال رسالة بأن الثمن سيكون باهظاً للغاية».

وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنير أن هناك «عدداً متزايداً من الهجمات عند الحدود وعلينا أن نكون مستعدين» من دون أن يوضح إن كان «حزب الله» حليف نظام الرئيس السوري مسؤول عن الانفجار الثلثاء.

ولاحظت «فرانس برس» أن مرتفعات الجولان تشهد توتراً منذ بدء النزاع في سورية في 2011، إلا أن الحوادث فيها بقيت طفيفة واقتصرت على إطلاق نار بالأسلحة الخفيفة أو الهاون على أهداف للجيش الإسرائيلي الذي رد عليها في غالب الأحيان. وتعد إسرائيل وسورية في حالة حرب رسمياً. وتحتل إسرائيل منذ 1967 حوالى 1200 كلم مربع من هضبة الجولان التي ضمتها في قرار لم تعترف به الأسرة الدولية.

دخول الجيش اللبناني عرسال يطوّق الفتنة

 بيروت – «الحياة»

قطع دخول الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي الى بلدة عرسال صباح أمس طريق الفتنة، بعدما كاد قطع الطرق احتجاجاً على حصارها يطلق العنان لردود فعل مذهبية وطائفية كادت تتدحرج ككرة الثلج ليل أول من أمس، حين عمّت مناطق عدة في لبنان مظاهر تفلّت أمني انتشرت كالنار في الهشيم، فأقفل متعاطفون مع البلدة البقاعية السنّية الحدودية طرقاً عدة بالحجارة والإطارات المشتعلة، ونجحت الجهود التي بذلت ليل الثلثاء – الأربعاء في إعادة فتحها فجر أمس، بدءاً بفتح طريق اللبوة – عرسال لإدخال 50 عنصراً من قوى الأمن الداخلي الى عرسال، تبعتها سرية من الفوج المجوقل في الجيش انتشرت داخلها وفي جرودها صباحاً. (للمزيد)

وغلب التدهور الأمني في البلاد على الجلسة النيابية التي عُقدت أمس، في مداخلات النواب أثناء مناقشتهم بيان الحكومة الوزاري قبل التصويت على الثقة بها اليوم. وسبق الجلسة ترؤس رئيس الجمهورية ميشال سليمان اجتماعاً أمنياً حضره رئيس الحكومة تمام سلام في حضور وزيري الدفاع سمير مقبل والداخلية نهاد المشنوق وقادة الأجهزة الأمنية كافة يتقدمهم قائد الجيش العماد جان قهوجي، عرضت خلاله الإجراءات التي اتخذت منذ ليل أول من أمس لضبط الفلتان الأمني، والتدابير التي ستتخذ لمعالجة التداعيات الأمنية للتطورات العسكرية في سورية بعد سقوط بلدة يبرود، وشملت الوضع في البقاع الشرقي الشمالي واستمرار النزف في مدينة طرابلس حيث ارتفع عدد القتلى الى 14، بسقوط اثنين أمس، نتيجة استمرار القنص بين جبل محسن وباب التبانة.

وأبلغ سلام البرلمان قبيل تلاوة بيان حكومته أن الاجتماع الأمني قرر توجهات لمعالجة الوضع المتدهور، ودعوة المجلس الأعلى للدفاع لمناقشة خطة أمنية تحيط بكل الهواجس وتعيد تأكيد هيبة الدولة.

وعلمت «الحياة» أن الخطة الأمنية ستعرض على أول جلسة لمجلس الوزراء، وأن العماد قهوجي أبلغ الحاضرين أن الجيش بدأ تحقيقاً في ظروف مقتل الشاب حسام الشوا أثناء إقفال مجموعة شبان من منطقة الطريق الجديدة الطريق في محلة قصقص في العاصمة تضامناً مع عرسال وللمطالبة بفك الحصار عنها، وأن التحقيق سيذهب الى النهاية في هذا المجال. ونوقشت في الاجتماع معلومات عن ان المتظاهرين أطلقوا قنبلة مولوتوف على الجيش ما استدعى إطلاق النار الذي أصيب خلاله الشوا وقضى متأثراً بجراحه، إلا أن معلومات أخرى أكدت أنه لم يحصل رمي مولوتوف على الجيش، بل ان المتظاهرين استخدموا الحجارة.

وفيما فُتحت الطرق كلها صباح أمس بعد موجة الاحتجاجات، جرت محاولة لقطع طريقي قصقص والمدينة الرياضية في العاصمة بعد ظهر أمس أثناء تشييع الشوا، تخلله ظهور مسلح ومحاولة بعض الشبان إيقاف السيارات المدنية وإنزال ركابها منها، لكن وحدات الجيش والقوى الأمنية تصدت للأمر وفتحت الطرق بسرعة.

وكان دخول الجيش صباحاً الى عرسال قوبل برشّ الورد والرز ونحر الخراف من أهالي البلدة يتقدمهم رئيس البلدية علي الحجيري ووجهاء البلدة، بعدما فتح الجيش الطرقات إليها من بلدة اللبوة. وانتشر الجيش داخل عرسال وفي جرودها، وقالت مصادر أمنية إن وزارة الداخلية ستعزز الخمسين عنصراً من قوى الأمن.

وفيما برّر «حزب الله» وفاعليات في اللبوة إقفال الطريق الى عرسال بأن القصف الذي تتعرض له مناطق نفوذ الحزب مصدره جرود عرسال، وكذلك السيارات المفخخة التي يفجرها الانتحاريون، تعرضت منطقة تقع بين الهرمل والقاع لسقوط صاروخين مصدرهما الأراضي السورية. وحصل القصف بعدما كان الجيش انتشر في جرود عرسال. كما تعرضت منطقة العقيدية قرب بلدة بيت شاما للمرة الأولى لسقوط صاروخين من دون وقوع إصابات، وهي نقطة بعيدة من عرسال الحدودية مع سورية. وفي المقابل، أفادت مصادر في البلدة أن الطيران السوري أغار على بعض المواقع في جرودها أثناء انتشار الجيش.

إلا أن فتح الطريق الى عرسال لم يقترن بدخول منظمات الإغاثة الدولية لمعالجة أوضاع آلاف النازحين الذين وفدوا إليها والجرحى الذين استقبلهم المستشفى الميداني الواقع على حدودها، باستثناء إدخال وزارة الشؤون الاجتماعية 50 خيمة لإيواء النازحين، وبعض المواد الطبية. وكانت المديرية العامة للأمن العام أعلنت أمس عن إحالة خمسة موقوفين سوريين لديها الى المحكمة العسكرية اعترفوا بأنهم نقلوا سيارة مفخخة لمصلحة «جبهة النصرة» من يبرود الى جرود عرسال. وأفادت مصادر أمنية ليل أمس أن الأجهزة الأمنية أوقفت في البقاع اثنين من التابعية السورية اعترفا بأنهما على علاقة مع «كتائب عبدالله عزام».

وكانت مداخلات النواب في الجلسة النيابية، اتسمت بالهدوء وركزت على الوضع الأمني وتناولت الأزمة السورية والمطالب الإنمائية ووجوب إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، حيث شدد نواب قوى «14 آذار» على المطالبة بانسحاب «حزب الله» من سورية ومواجهة الإرهاب… وحجبت كتلة نواب حزب «القوات اللبنانية» الثقة عن الحكومة. وقالت مصادر نيابية إن بري يتجه الى إنهاء الجلسة اليوم ونصح العديد من النواب بشطب أسمائهم من جدول المتكلمين، لتقتصر جلسة قبل ظهر اليوم على رد رئيس الحكومة على ملاحظات النواب ويليه التصويت على الثقة.

على صعيد آخر، اجتمع وزير الخارجية جبران باسيل أمس الى وزيرة خارجية إيطاليا فدريكا موجيريني. وأكد باسيل أن هدفنا جيش قوي ودولة لبنانية قوية، ليلعب الجيش دوراً في حماية اللبنانيين من الإرهاب الذي يدمّر لبنان والشرق الأوسط وهو خطر لا حد له ويقرع أبواب القارة الأوروبية. وقالت الوزيرة الإيطالية إن بلادها معنية بالعمل مع لبنان لمحاربة الإرهاب. وأعلنت عن عقد مؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني في 10 نيسان (ابريل) المقبل على مستوى الخبراء، على أن يحدد لاحقاً موعد عقده على المستوى الوزاري.

وأعلن رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون في حديث تلفزيوني، أنه «مع انسحاب كل المسلحين من سورية، خصوصاً العرب منهم، أقله احتراماً لميثاق جامعة الدول العربية ولترك السوريين وشأنهم». ولفت الى أنه «لم أرَ في الإعلام مقاتلين إيرانيين في سورية».

وعن معركة انتخابات الرئاسة الأولى قال عون: «هناك احتمال جدي لترشحي للرئاسة». ورفض التطرق الى أسماء المرشحين.

الجيش السوري يقتل 11 مسلحاً فارّاً من قلعة الحصن باتجاه لبنان

) بيروت – رويترز، أ ف ب

قتل  الجيش السوري 11 مقاتلاً معارضاً في كمين نصبه لهم، خلال فرارهم من بلدة قلعة الحصن في ريف حمص باتجاه الاراضي اللبنانية، وفق ما افاد مصدر عسكري وكالة “فرانس برس”.

وقال المصدر “خلال العمليات الجارية في قطاع الحصن، كانت هناك محاولة لهروب المسلحين من المنطقة باتجاه الاراضي اللبنانية ووقعوا في كمين نصبه الجيش وقتل فيه 11 مسلحاً”.

قال مصدران طبيان لبنانيان لـ”رويترز” إن “41 مصاباً من مقاتلي المعارضة السورية عبروا نهر الكبير الشمالي إلى لبنان، بعدما نصب الجيش السوري كميناً لهم اثناء محاولتهم الفرار من منطقة قلعة الحصن”.  وقال المصدران، وهما موظف في مستشفى ومسعف طلبا عدم نشر اسميهما إن “ثمانية من المقاتلين وصلوا متوفين أو وافتهم المنية بعد أن تمكنوا من الفرار من سورية إلى منطقة وادي خالد في شمال لبنان”.  وتعاني المناطق الحدودية اللبنانية من آثار الصراع السوري المستمر منذ ثلاث سنوات، إذ تهاجم قوات الرئيس السوري بشار الأسد قواعد مقاتلي المعارضة القريبة من الحدود. واستخدمت جماعات المعارضة البلدات الحدودية اللبنانية للاستراحة واستعادة قوتها، لكنها تتعرض لهجمات الطائرات الهليكوبتر السورية وهجمات صاروخية. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن “قذائف الجيش السوري سقطت على قرى في وادي خالد اليوم الخميس بينما فر المقاتلون”.  وقال المصدران إن “المقاتلين كانوا يفرون من منطقة الحصن في محافظة حمص التي حاصرها الجيش السوري”. وقال التلفزيون السوري إن “الجيش قتل 11 إرهابياً كانوا يحاولون الهرب من الحصن”.  وكانت جماعة “حزب الله” اللبنانية أرسلت مقاتلين إلى سورية لدعم الأسد بينما نفذ مسلحو المعارضة السورية وحلفاؤهم اللبنانيون من السنة تفجيرات في مناطق شيعية وأطلقوا صواريخ على بلدات شيعية.

أخطر تصعيد سوري – إسرائيلي الابرهيمي لم يلتق روحاني

العواصم – الوكالات

نيويورك – على بردى

في اوسع تصعيد بين سوريا واسرائيل منذ اربعة عقود، شن سلاح الجو الاسرائيلي سلسلة غارات على مواقع عسكرية سورية في محافظة القنيطرة مما اسفر عن مقتل جندي سوري وجرح سبعة آخرين، وذلك غداة تفجير عبوة ناسفة قرب قرية مجدل شمس في مرتفعات الجولان السورية المحتلة وجرح اربعة جنود اسرائيليين. وحذرت دمشق من ان الهجمات الاسرائيلية تفتح الوضع “على كل الاحتمالات” .

وفي الداخل السوري، سيطر الجيش النظامي على بلدة رأس العين غرب مدينة يبرود في منطقة القلمون بريف دمشق الشمالي ودخل حيين في بلدة الحصن بريف حمص الغربي.

واكد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له سقوط رأس العين. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر عسكري ان “وحدات من جيشنا الباسل تحكم السيطرة على بلدة رأس العين جنوب غرب مدينة يبرود بريف دمشق وتقضي على عدد كبير من الارهابيين وتدمر ادوات اجرامهم”. وبث التلفزيون السوري الرسمي شريطاً من رأس العين ظهرت فيه نساء يرقصن ويغنين فرحا.

على صعيد آخر، أفاد مصدر امني ان “الجيش دخل قرية الحصن وسيطر على حيين فيها”، مشيرا الى ان قواته “قصفت محيط قلعة الحصن من اجل السيطرة على هذه القلعة”. وقرية الحصن هي المعقل الوحيد المتبقي لمجموعات المعارضة المسلحة في ريف حمص الغربي. وبالقرب من هذه المنطقة، نسبت “سانا” الى مصدر عسكري ان وحدات الجيش اوقعت “عددا من الارهابيين قتلى ومصابين في مكمن محكم غرب قرية الزارة” التي سيطرت عليها القوات النظامية في الثامن من اذار الجاري والواقعة في القلمون على مقربة من محافظة حمص.

وفي محافظة درعا بالجنوب، قال المرصد ان مقاتلين معارضين سيطروا على سجن درعا المركزي (غرز) بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية مستمرة منذ نحو شهرين، و”لا تزال الاشتباكات مستمرة في منطقة صوامع الحبوب المجاورة للسجن”.

وتحدث المرصد عن مقتل ثمانية رجال في بلدة قدسيا بضواحي دمشق، في غارات لطائرات حربية سورية واطلاق نار في خرق لهدنة تم الاتفاق عليها منذ تشرين الاول 2013. وقال: “استشهد ثمانية رجال من بلدة قدسيا بينهم سبعة جراء غارة للطائرات الحربية استهدفتهم على أطراف البلدة، بينما استشهد رجل آخر جراء إصابته برصاص قناص من القوات النظامية”. واشار الى وجود ناشطين معارضين بين القتلى. لكن مصدراً عسكرياً سورياً نفى ردا على سؤال لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” شن غارات في المنطقة.

وفي محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا، أكد المرصد سيطرة مقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردي” على قرى تل غزال مجو وفريسة الشرابيين وفريسة صوفيان وفريسة دشو وتل المها والبوغا في ريف مدينة رأس العين (سريه كانيه) الحدودية، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش). واشار الى مقتل 20 عنصراً من “داعش”. وأقر التنظيم المنشق عن “القاعدة” بمقتل ثلاثة من عناصره البارزين، الأول كويتي الجنسية والثاني ليبي والثالث بلجيكي، من غير أن يذكر أين قتل الثلاثة وعلى أيدي من. كما أقر بمقتل أحد عناصره البارزين في سوريا، وهو مصري الجنسية.

الترسانة الكيميائية

على صعيد آخر، اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان سوريا سلمت نحو نصف ترسانتها من الاسلحة الكيميائية بما فيها المخزون الكامل لغاز الخردل القاتل. وقالت في بيان انه تم نقل شحنتين خلال الاسبوع الماضي من ميناء اللاذقية الى سفن نروجية ودانماركية لتدميرها خارج سوريا.

وسلمت سوريا كامل مخزونها من غاز الخردل، وهو المادة الكيميائية الوحيدة في سوريا التي لا تحتاج الى خلطها قبل استعمالها.

وعلى رغم ان سوريا شحنت 45,6 في المئة من اسلحتها الكيميائية فئة 1 و2، الا انها متاخرة عن الجدول الزمني المحدد لتدمير كامل ترسانتها من الاسلحة الكيميائية والذي ينتهي في 30 حزيران.

واشارت المنظمة في وقت سابق من هذا الشهر الى ان سوريا عدلت في وتيرة نقل او تدمير ترسانتها من الاسلحة الكيميائية بعدما تجاوزت مواعيد نهائية مهمة لذلك.

روحاني والابرهيمي

وفي نيويورك، علمت “النهار” من مصدر مطلع في نيويورك أن الممثل الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي عاد مساء أمس الى جنيف من غير أن يتمكن من لقاء الرئيس الايراني حسن روحاني كما كان طلب، خلال زيارة لطهران استمرت يومين، أملاً في أن تستخدم القيادة الإيرانية نفوذها لدى الرئيس بشار الأسد.

وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الابرهيمي اجتمع مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني. وإذ رفض الإفصاح عما إذا كان الابرهيمي طلب الإجتماع مع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، لم يشأ الخوض في سبب عدم استجابة روحاني طلب الابرهيمي لقاءه. ولم تتضح بعد الخطوة التالية للممثل الخاص المشترك الذي كان طلب من دون جدوى اجراء محادثات مع المسؤولين الخليجيين، وخصوصاً السعوديين.

في غضون ذلك، أكد المصدر ذاته أن المنظمة الدولية حصلت على موافقة كل من الحكومة السورية والسلطات التركية على إدخال قافلة مساعدات تضم نحو 80 شاحنة عبر الحدود بين البلدين، في خطوة ستكون الأولى من نوعها في حال حصولها، منذ اتخاذ مجلس الأمن القرار 2139 الخاص بايصال المساعدات الإنسانية الى سوريا عبر أقصر الطرق، بما في ذلك عبر الحدود مع الدول المجاورة. وقال إن القافلة ستعبر الى منطقة القامشلي. لكنه لم يحدد موعداً لذلك.

ويقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون الأسبوع المقبل تقريره الأول عن تنفيذ القرار 2139. ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إغاثي دولي أن “هذه خطوة مهمة لأنها المرة الأولى ستعبر قافلة للأمم المتحدة من تركيا الى سوريا منذ بداية النزاع”. وتخوف من أن تصل المساعدات الى المناطق الكردية وحدها في شمال شرق سوريا، كاشفاً أن دمشق اشترطت أيضاً أن يوزع شركاء الحكومة السورية هذه المساعدات بما في ذلك الهلال الأحمر العربي السوري. واستبعد أن تعبر المساعدات خطوط الجبهة الى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.

غارات الجولان لا تبدّد حيرة إسرائيل

سوريا: الاحتلال يهدّد أمن المنطقة

حلمي موسى

أطلقت إسرائيل العنان لقادتها لتوجيه سلسلة من التهديدات إلى سوريا، في أعقاب العملية الأخيرة ضد قواتها في الجولان السوري المحتل، وأدت إلى إصابة 4 جنود بانفجار عبوة.

وبعد أن أغارت طائرات إسرائيلية على مواقع عسكرية سورية، فتح العديد من القادة الإسرائيليين، من رئيس الحكومة إلى رئيس الأركان مرورا بوزير الدفاع، أفواههم مهددين بعمل عسكري شديد، إذا استمرت العمليات في الجولان ضد قوات الاحتلال. وتحدث المعلقون العسكريون عن أن رد الفعل الحاد نسبيا نبع من القناعة المتزايدة بأن «حزب الله» وسوريا يقفان خلف هذه العمليات، ما يعني إعادة تشكيل «الجبهة الشمالية».

وقد أغارت طائرات حربية إسرائيلية فجر أمس على عدة مواقع للجيش السوري، بينها مقر قيادة وبطاريات مدفعية ومعسكر تدريب، وفق متحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

وفي دمشق، أعلن الجيش السوري أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل جندي وجرح سبعة، محذرا من أن التصعيد الإسرائيلي يعرض «امن المنطقة واستقرارها للخطر».

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون أمس أن الغارة استهدفت مواقع عسكرية وأمنية سورية «سمحت وساهمت في عملية الإرهاب أمس (الأول)، التي فجرت فيها عبوة ضد قوة للجيش الإسرائيلي كانت تقوم بأعمال الدورية داخل الأراضي الإسرائيلية، وأصابت أربعة من مقاتلي المظليين». وحذر من «أننا لن نحتمل أي انتهاك لسيادتنا وأي مس بجنودنا ومواطنينا، وسنرد بتصميم وشدة على كل من يعمل ضدنا، في كل زمان وفي كل مكان، مثلما فعلنا هذه الليلة. من يحاول المس بنا، دمه في رقبته».

وشدد يعلون على أن إسرائيل ترى «في نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد مسؤولا عما يجري في أراضيه، وإذا واصل التعاون مع محافل الإرهاب، الساعية إلى المس بدولة إسرائيل، فسنواصل جباية ثمن باهظ منه، بشكل يدفعه إلى الندم على أفعاله».

ولم يترك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الحلبة لوزير دفاعه، فأكد أن «سياستنا واضحة جدا: نحن نضرب من يضربوننا. نحن أيضا نحبط بأقصى جهدنا تهريب أسلحة برا وبحرا وجوا، وهذه العمليات ستتواصل». وحسب كلامه «فإننا من وقت الى آخر نضطر لعمليات هجومية كما نفعل حاليا، من أجل بقاء الهدوء هذا. وهذه السياسة الهجومية هي المسؤولة عن محافظة إسرائيل على أمنها، وأمن مواطنيها، ونسبيا في كل الشرق الأوسط، الذي يمر بهذه الهزة الكبيرة المستمرة بقوة، هي المكان الأشد أمنا واستقرارا في كل هذه المنطقة».

ولم يتأخر رئيس الأركان الجنرال بني غانتس في تحذير دمشق، موحيا بنوع من الشفقة عليها عندما قال «آمل من أجلهم أن يكفوا عن هذه الترهات. فنحن مستعدون ونتابع عن كثب ما يجري». وبعد ذلك هدد بأن «من يعمل ضدنا من أي مكان سيشعر بردنا».

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن «رسائل شديدة نُقلت إلى الحكومة السورية عبر قوة الأمم المتحدة بعد الحادث».

وفي تحليل للموقف، أشار المعلق العسكري في «معاريف» عمير ربابورات إلى وجود سلسلة من الأسئلة الصعبة التي ينبغي للجيش الإسرائيلي الرد عليها، من بينها جدوى ما أسماه بـ«المواقع المتسللة» التي أقامتها إسرائيل في مناطق تنعدم فيها الإطلالة على ما يجري في الجانب السوري. وقال إن غالبية العمليات تستهدف هذه المواقع، التي في جوهرها لا تفيد في الحماية، وتحتاج إلى حماية، وهي عمليا تغلغل في الأرض السورية.

وقد أشار المعلق العسكري لصحيفة «يديعوت احرونوت» اليكس فيشمان إلى أن السوريين و«حزب الله» يجرون إسرائيل إلى حرب استنزاف في الحدود الشمالية، في وقت ووتيرة يفرضانهما، ويجران المؤسسة العسكرية إليها جرا.

وكتب فيشمان أنه إذا لم ينتبه رئيس الحكومة والمجلس الوزاري المصغر «فلن يبعد اليوم الذي نجد فيه أنفسنا على غير رغبة منا في قِدر تغلي في جبهتين، في غزة وفي الشمال». وأضاف «تواجه هذه الحكومة في الحدود الشمالية تحديا أمنيا من الطراز الأول، ولا يبدو أن عندنا جوابا عن سؤال كيف نمنع التدهور». ولاحظ أن الرد الإسرائيلي لا يزال مترددا بسبب «الخوف من تدهور يفضي إلى أضرار بالجبهة الداخلية مع كل التأثيرات المعنوية والسياسية».

ورغم انتقاداته الضمنية للجيش الإسرائيلي وأدائه في الجولان إلا أنه اعتبر أن «للأحداث الأخيرة على الحدود الشمالية صلة مباشرة بثقة السوريين وحزب الله المتزايدة بأنفسهم في مواجهة ما يرونه نجاحات في القتال في سوريا في الأسابيع الأخيرة».

أما المعلق العسكري لـ«هآرتس» عاموس هارئيل فاعتبر أن الأحداث الأخيرة تبعث إلى الحياة من جديد الجبهة الشمالية. وفي هذا السياق، أشار إلى تواصل الأحداث منذ بداية آذار الحالي وعدد الحوادث التي حطمت حالة السكون التي تسود المنطقة منذ عقود. ورأى أن هذه الأحداث تذكر إسرائيل ببداية الأحداث في الحزام الأمني على الحدود مع لبنان في الثمانينات والتسعينات. وقال إن إسرائيل قد تضطر لاحقا إلى أن ترفق تهديداتها التقليدية بـ«تحديد شارة ثمن عالية للعمليات على الحدود السورية».

وفي رأي هارئيل فقد انتقلت إسرائيل من اعتبار الأحداث «تسربا» غير مقصود للنيران المتبادلة بين النظام السوري ومعارضيه، إلى النظر إليها على أنها أعمال مقصودة، لأنها انطلقت من مناطق واقعة تحت سيطرة النظام. وأشار إلى أنه حتى إذا لم تكن واضحة هوية الجهات التي نفذت العمليات فإن «معسكر الأسد ـ حزب الله» هو المسؤول عن هذه العمليات.

دمشق

وذكرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان، إنه و«في خرق جديد لاتفاق فصل القوات قام العدو الصهيوني بعد ظهر أمس (الأول) بإطلاق عدد من قذائف المدفعية والدبابات والصواريخ المضادة للدروع بالقرب من قرية سحيتا، وعلى المرتفع 1023 متسببا بوقوع خسائر مادية».

وأضاف إن «طيران العدو الصهيوني استهدف صباح اليوم (امس) مواقع كوم الويسية ونبع الفوار وسعسع في محيط القنيطرة، ما أدى إلى استشهاد عنصر وإصابة سبعة. وقد جاء هذا العدوان متزامنا مع هجوم أعداد من الإرهابيين من اتجاه الأردن على السجن المركزي في مدينة درعا».

ورأت قيادة الجيش أن «هذا العدوان الجديد يأتي في محاولة لصرف الأنظار عن الانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش السوري، وخاصة الإنجاز الكبير في يبرود الذي وجه ضربة صاعقة للتنظيمات الإرهابية وداعميها، وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني ولإعطاء جرعة معنوية للعصابات الإرهابية التي تتهاوى تحت ضربات الجيش العربي السوري».

وتابع البيان إن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إذ تؤكد عزمها وإصرارها على مواصلة حربها على التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها، تحذر من أن هذه المحاولات اليائسة للتصعيد وتوتير الموقف في هذه الظروف من خلال تكرار هذه الأعمال العدوانية من شأنها أن تعرض أمن المنطقة واستقرارها للخطر، وتجعلها مفتوحة على جميع الاحتمالات».

ودعت روسيا، في بيان، «سوريا وإسرائيل إلى ضبط النفس وتجنب الاستفزازات ومراعاة الالتزامات الدولية».

ارتفعت حدة التوتر الشديد على جانبي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وصولاً إلى مرتفعات الجولان السورية المحاذية، في أعقاب إصابة أربعة جنود إسرائيليين في العبوة التي استهدفت دوريتهم قرب قرية مجدل شمس السورية أمس الأول.

وتحدثت مصادر عسكرية متابعة للوضع الحدودي، عن قيام الاحتلال برفع درجة الاستنفار لقواته في مختلف الجهات العسكرية المعنية، خصوصاً على محور مزارع شبعا. تزامن ذلك مع تسريب وسائل إعلامية تابعة للعدو أمس، بأن التحقيقات التي أجرتها لجنة عسكرية إسرائيلية، حول عملية المزارع التي استهدفت دورية إسرائيلية بمحاذاة موقع الرمثا، وأدت إلى جرح ثلاثة عناصر للاحتلال، توصلت إلى حقيقة مفادها أن عناصر من «حزب الله» نفذوا هذه العملية.

وأشار إعلام العدو إلى أن قيادة المنطقة الشمالية سوف تتسلم نسخة عن التحقيق، لاتخاذ ما يلزم من تدابير عسكرية تراها مناسبة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي دفع خلال الساعات القليلة الماضية، تعزيزات آلية مدرعة ضمت دبابات من طراز «ميركافا»، وناقلات جند وغرف عمليات متنقلة، إلى جبهتي مزارع شبعا والجولان المحتلتين. وقد توزعت في المواقع الأمامية، في ظل تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي وطائرات الاستطلاع من دون طيار في أجواء المناطق اللبنانية والسورية المحاذية للجولان ومزارع شبعا المحتلة، وصولاً حتى مرتفعات جبل الشيخ.

سجال سوري ـ روسي مع واشنطن بشأن السفارة

الجيش يطوّق قلعة الحصن.. ويتقدم في القلمون

استمر مشهد التطورات العسكرية غالباً على مشهد الأزمة السورية بعدما دخلت عامها الرابع. وبينما سجل تقدم للجيش السوري في منطقتي القلمون وحمص، وخصوصاً باتجاه قلعة الحصن، تمكن مسلحو المعارضة من دخول السجن المركزي في درعا.

وبينما اعتبرت دمشق وموسكو، أمس، أن قرار واشنطن إغلاق السفارة السورية في واشنطن وقنصليتين في ميتشيغن وتكساس، يشجع المسلحين على مواصلة محاولة الإطاحة بالنظام، كشفت سوريا أنها كانت تتحرك لإغلاق السفارة بعدما رفضت السلطات الأميركية منح الديبلوماسيين الجدد تأشيرة دخول قبل نهاية آذار الحالي منتهكة بذلك معاهدة فيينا.

إلى ذلك، واصل الجيش السوري إحراز مكاسب ميدانية مهمة، حيث سيطر على بلدة رأس العين جنوب غرب مدينة يبرود، ما يعني حماية إضافية إلى المدينة. وتتجه الأنظار الآن إلى رنكوس جنوب يبرود، وبلدتي فليطة ورأس المعرة إلى الشمال الغربي منها، وقد لجأ المسلحون إليها بعد فرارهم من يبرود.

وفي الريف الغربي لحمص، أطبق الجيش السوري حصاره على قلعة الحصن، آخر معاقل المسلحين وبينهم العشرات من اللبنانيين، في المنطقة، حيث سيطر على حيين في قرية الحصن، وأحكم سيطرته على قرية الشويهد القريبة من القلعة، التي تعرض محيطها إلى قصف مدفعي مكثف. وقتل، في كمين قرب الزارة، ستة عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).

وعلى المقلب الآخر، استطاع المسلحون السيطرة على السجن المركزي في درعا، وأطلقوا سراح مئات المساجين، فيما لا تزال الاشتباكات ضارية عند منطقة الصوامع التي تحوي مخازن ضخمة للحبوب. (تفاصيل صفحة 10)

وذكرت وزارة الخارجية السورية، في بيان، أن «الولايات المتحدة قامت بانتهاك واضح لاتفاقيتي فيينا للعلاقات الديبلوماسية والقنصلية، وذلك باللجوء إلى إجراء تعسفي بعد انتهاء مهمة الديبلوماسيين السوريين المعتمدين في واشنطن، عندما لم تسمح لبدلائهم الالتحاق بعملهم».

وأضاف البيان «ما تعمّدت الخارجية الأميركية عدم إعلانه في بيانها أمس (الأول) أن وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية كانت قد وجهت في أوائل هذا الشهر مذكرة رسمية لها تطلب فيها منح الديبلوماسيين الجدد تأشيرات دخول قبل نهاية آذار، وإلا فإن الحكومة السورية ستلجأ إلى إغلاق سفارتها في واشنطن وقد أوعزت الخارجية للسفارة في واشنطن باتخاذ الإجراءات اللازمة للإغلاق».

وتابع البيان «في تصرف يعكس التلاعب الأميركي بالحقائق خرجت الخارجية الأميركية ببدعة سياسية وقانونية حين نسفت المبدأ القانوني الأساسي للعمل القنصلي، وهو إقحام القنصليات الفخرية بالشأن السياسي وإخراجها عن غايات وأهداف عملها الذي يتوقف على خدمة الرعايا والحفاظ على مصالحهم، إضافة إلى قيامها بتعليق أعمال سفارتنا في واشنطن ونزع الحصانات والامتيازات للسفارات والقنصليات، والتضييق على العاملين فيها، لتحقيق مصالح تخرج عما ورد في اتفاقيتي فيينا للعلاقات الديبلوماسية والقنصلية».

واعتبرت الخارجية السورية أن «هذا الإجراء الأميركي يفضح الأهداف الحقيقية للسياسة الأميركية ضد سوريا وضد مصالح المواطنين السوريين، ويشكل خطوة إضافية في الدعم الأميركي للإرهاب وسفك الدماء في سوريا، وهي سياسات تشجع على انتشار الإرهاب في المنطقة والعالم».

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «تعليق عمل السفارة السورية في واشنطن يعارض الاتفاق الروسي – الأميركي حول العمل المشترك من أجل التسوية السلمية للأزمة السورية»، مضيفة أن «الخطوة التي قام بها الجانب الأميركي تثير قلق موسكو وخيبة أملها».

وأضاف البيان أن «اتخاذ هذا القرار يعني أن واشنطن تتخلى بنفسها عن دور راعي عملية التسوية السلمية في سوريا، وتشجع، عن قصد أو من دونه، المعارضة السورية المتشددة، التي يقاتل في صفوفها إرهابيون مرتبطون بتنظيم القاعدة».

وأكدت الخارجية أن «هذه الخطوة لا تساعد الجهود الرامية إلى تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي 2118 و2139»، مشيرة إلى أن «هدف إسقاط النظام في دمشق بالنسبة لواشنطن يتغلب على المهام المتعلقة بنزع الأسلحة الكيميائية في سوريا وتقديم المساعدات لملايين السوريين المتضررين نتيجة النزاع المسلح»، معتبرة أنه «لا يمكن تحقيق هذه المهام من دون التعامل المباشر مع الحكومة السورية».

ودعت موسكو «الولايات المتحدة إلى تبني موقف أكثر توازناً وموضوعية من الوضع في سوريا، بما يخدم وقف القتال بأسرع وقت والتوصل إلى تسوية سياسية سلمية في هذا البلد من خلال مواصلة مفاوضات جنيف».

ونفت واشنطن، من جهتها، تقارير تحدّثت عن إساءة السلطات الأميركية معاملة الديبلوماسيين السوريين، مؤكدة أنها «عارية تماماً عن الصحة». وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن إغلاق البعثات لا يعني قطع العلاقات الديبلوماسية مع سوريا، بالرغم من فشل مبادرات لإنهاء الصراع هناك.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي «نحن لا نلتزم فقط بالقانون الدولي ولكن كذلك بميثاق فيينا الخاص بالعلاقات الديبلوماسية». وشددت على أن الإدارة الأميركية «لا تزال ملتزمة بالحل السلمي وتركز عليه». وقالت «نحن لا نزال شريكاً نشطاً وملتزماً بهذه العملية» الا أنها جددت تأكيد واشنطن أن الرئيس السوري بشار الأسد «فقد شرعيته» في قيادة بلاده.

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويتر)

فرار 41 من مقاتلي المعارضة السورية إلى لبنان بعد كمين نصبه الجيش

طرابلس- (رويترز): قال مصدران طبيان لبنانيان إن 41 مصابا من مقاتلي المعارضة السورية عبروا نهرا إلى لبنان الخميس بعدما نصب الجيش السوري كمينا لهم اثناء محاولتهم الفرار من منطقة محاصرة.

وقال المصدران وهما موظف في مستشفى ومسعف طلبا عدم نشر اسميهما إن ثمانية من المقاتلين وصلوا متوفين أو وافتهم المنية بعد أن تمكنوا من الفرار من سوريا إلى منطقة وادي خالد في شمال لبنان.

وتعاني المناطق الحدودية اللبنانية من آثار الصراع السوري المستمر منذ ثلاث سنوات إذ تهاجم قوات الرئيس السوري بشار الأسد قواعد مقاتلي المعارضة القريبة من الحدود.

واستخدمت جماعات المعارضة البلدات الحدودية اللبنانية للاستراحة واستعادة قوتها لكنها تتعرض لهجمات الطائرات الهليكوبتر السورية وهجمات صاروخية.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام وهي وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية إن قذائف الجيش السوري سقطت على قرى في وادي خالد اليوم الخميس بينما فر المقاتلون.

وقال المصدران إن المقاتلين كانوا يفرون من منطقة الحصن بمحافظة حمص التي حاصرها الجيش السوري. وقال التلفزيون السوري إن الجيش قتل 11 “إرهابيا” كانوا يحاولون الهرب من الحصن.

وكانت جماعة حزب الله اللبنانية قد أرسلت مقاتلين إلى سوريا لدعم الأسد بينما نفذ مسلحو المعارضة السورية وحلفاؤهم اللبنانيون من السنة تفجيرات في مناطق شيعية واطلقوا صواريخ على بلدات شيعية.

وقتل ما يربو على 140 ألف شخص في الصراع السوري الذي يأخذ بعدا طائفيا على نحو متزايد.

قيادي سلفي جهادي بالأردن: المتحدث باسم التيار التحق بالجهاد في سوريا

عمان- الأناضول: أعلن قيادي في التيار السلفي الجهادي بالأردن الخميس، أن سعد الحنيطي المتحدث باسم التيار “التحق أمس الأربعاء بساحات الجهاد في صفوف داعش للقتال ضد قوات النظام السوري”.

وفي تصريح لوكالة (الأناضول)، أوضح يوسف الجغبير القيادي في التيار السلفي أن الحنيطي وصل إلى محافظة الرقة شمالي سوريا الأربعاء، والتحق بصفوف الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، لقتال قوات النظام السوري.

ولم يعط الجغبير معلومات حول طريقة وصول الحنيطي إلى محافظة الرقة التي تعد المعقل الرئيسي لداعش في سوريا، لأسباب وصفها بـ(الأمنية)، متوقعاً حدوث “تغيير كبير في الصراع مع قوات النظام جراء التحاق شخصية بحجم الحنيطي بالجهاد بسوريا”، على حد قوله.

ويصل عدد المقاتلين الأردنيين في سوريا إلى أكثر من ألف مقاتل أغلبهم منضوي تحت لواء الفصائل الإسلامية المتحالفة مع قوات المعارضة السورية، بحسب تصريحات سابقة لقيادات بـ”التيار الجهادي الأردني”.

والأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا المتأثرة بأزمتها التي اندلعت في مارس/ آذار 2011، وذلك لطول الحدود البرية بين البلدين، والتي تصل إلى 375 كلم.

وزيرة بالنظام السوري: 700 موقع أثري شرقي البلاد تعرضت للنبش والتخريب

علاء وليد- الأناضول: أعلنت لبانة مشوح، وزيرة الثقافة، بالنظام السوري أن 700 موقع أثري في محافظة الحسكة، شرقي البلاد تم تخريبها وهدمها ونبشها مؤخراً.

وفي الوقت نفسه أشارت إلى أن المدينة القديمة في حلب كانت الأكثر تضرراً بسبب الصراع الدائر في البلاد منذ ثلاثة أعوام، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وفي عرض قدمته أمام أعضاء البرلمان، مساء الأربعاء، قالت مشوح إن أكثر من 700 موقع أثري جنوب مدينة الحسكة (شرق) تم تخريبها وهدمها ونبشها من قبل “الإرهابيين”، كما تم حفر 50 حفرة بشكل غير علمي في موقع ماري بدير الزور (شرق) تم إحداثها بهدف سرقة القطع الأثرية الموجودة فيه.

وأضافت أن أكبر الأخطار التي أصابت المدن القديمة والمواقع الأثرية في سوريا هو ما تعرضت له مدينة حلب القديمة (شمال) من حرق وتخريب على أيدي من أسمتهم “الظلاميين والتكفيريين” الذين قاموا بتفخيخ الأسواق وتفجيرها، في إشارة إلى قوات المعارضة.

ولفتت إلى أن معبد “بل” الشهير بمدينة تدمر (وسط) تضررت إحدى نوافذه وتعرض الجزء العلوي منه للاحتراق، إلا أنها أشارت إلى إمكانية إصلاحها.

وأشارت أيضاً إلى أنه تم مؤخراً نقل 9 صناديق تحوى قطعاً أثرية من المتحف الأثري في الرقة (شرق) ومن المواقع الأثرية القريبة إلى أماكن مجهولة.

من جهة أخرى، ذكرت الوزيرة أن منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونيسكو) خصصت فى آخر اجتماع لها، لم تحدد موعده، نحو مليون يورو لترميم الآثار السورية.

وختمت مشوح عرضها بالقول إن الوزارة تعمل حالياً على إعداد مشروع قانون لتشكيل هيئة عامة لحماية التراث الأثري والتي من الممكن أن تحل محل “المديرية العامة للآثار والمتاحف”.

ولم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من المعارضة السورية على اتهامات وزيرة الثقافة التابعة للنظام بالمسؤولية عن تدمير وسرقة بعض المواقع الأثرية.

ويشار إلى أنه يوجد في سوريا نحو 10 آلاف موقع أثري بعضها تم التنقيب فيه عن قطع أثرية خلال العقود الماضية والبعض الآخر لا يزال خارج نطاق التنقيبات، وتعرض عدد كبير من المواقع الأثرية في البلاد للنهب والسرقة والتدمير خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

واشنطن تطالب النظام السوري بتفادي القيام بأي عمل يهدد بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا

واشنطن- (يو بي اي): طالبت الولايات المتحدة النظام السوري بتفادي القيام بأي عمل يهدد بوقف إطلاق النار طويل الأمد بين إسرائيل وسوريا.

وسئلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، حين بساكي، عن تعليق بشأن القصف الإسرائيلي في الجولان، بعد انفجار لغم بجيب عسكري أدّى إلى إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح، فقالت “كنا واضحين بشأن مخاوفنا من انعدام الاستقرار الإقليمي نتيجة للأزمة في سوريا، وبأن جهود (الرئيس السوري بشار) الأسد للتمسك بالسلطة تزيد احتمال تمدد العنف”.

وأضافت بساكي ان “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ونحن نستمر في دعوة النظام (السوري) لتفادي القيام بأي عمل من شأنه تهديد وقف إطلاق النار طويل الأمد بين إسرائيل وسوريا، وفي حث كل الأطراف على الالتزام باتفاق فصل القوات لعام 1974″.

وكررت تأكيد الدعم الأمريكي لقوة مراقبة الفصل التابعة للأمم المتحدة (الأندوف) في هضبة الجولان، ودعت كل الأطراف إلى التعاون لتمكينها من العمل بحرية وضمان الأمن التام لكل عناصرها.

وختمت معربة عن التقدير الكبير لرغبة الدول في الاستمرار بالمساهمة بـ”الأندوف”.

ووجهت وزارة الخارجية السورية، الأربعاء، رسالتين متطابقتين إلى أمين عام الأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن الدولي، حول القصف الإسرائيلي في الجولان.

وكان الجيش السوري أعلن عن مقتل أحد عناصره وجرح سبعة آخرين بقصف إسرائيلي استهدف مواقع له في محيط مدينة القنيطرة جنوب غرب سوريا الأربعاء.

وأتى القصف الإسرائيلي بعد انفجار لغم بجيب عسكري أدّى إلى إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح.

النظام يحذّر من ‘تعريض امن المنطقة للخطر

اسرائيل تقصف مواقع عسكرية للجيش السوري في الجولان و9 جرحى بسقوط قذيفة هاون قرب منزل الأسد في دمشق

عواصم ـ وكالات دمشق ـ ‘القدس العربي’: قال الجيش الاسرائيلي انه هاجم في وقت مبكر امس الاربعاء بضعة مواقع عسكرية سورية انتقاما من تفجير عبوة ناسفة على جانب الطريق أدى الى اصابة أربعة من جنوده في مرتفعات الجولان السورية المحتلة الثلاثاء.

واضاف الجيش ان من بين الاهداف التي هوجمت مقرا عسكريا سوريا ومنشأة للتدريب وبطاريات مدفعية.

وقال المتحدث العسكري الاسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر إن طائرات حربية اسرائيلية نفذت الهجوم خلال الليل.

ووصف الاهداف بأنها منشآت عسكرية في الجانب الذي تسيطر عليه سوريا في الجولان.

وجاء في بيان للجيش الاسرائيلي ان ‘القوات العسكرية الاسرائيلية استهدفت عدة مواقع عسكرية سورية استخدمت لشن الهجوم على جنودها’ الثلاثاء، مشيرا الى ان الغارات طالت منشأة تدريب للجيش السوري ومقرات عسكرية وبطاريات مدفعية.

واكدت متحدثة باسم الجيش ان الطيران الاسرائيلي شن غارات على الجانب السوري من الجولان.

وافادت مصادر عسكرية ان الغارات الجوية جرت قرابة الساعة 3,00 من الصباح (1,00 تغ).

جاء ذلك فيما سقطت قذيفة هاون، امس الاربعاء،’في حي المالكي الراقي وسط العاصمة دمشق، الذي يقع فيه المنزل الشخصي لرئيس النظام بشار الأسد، ما أدى لسقوط 9 جرحى، بحسب وكالة الأنباء الرسمية للنظام ‘سانا’.

ونقلت الوكالة نفسها، عن مصدر في قيادة الشرطة، لم تسمّه، قوله’إن”9 مواطنين أصيبوا بجروح’جراء اعتداء إرهابي بقذيفة هاون أطلقها إرهابيون وسقطت بالقرب من حديقة الجاحظ بدمشق’.

وأوضح المصدر أن القذيفة’سقطت في الشارع العام قرب الحديقة ما أدى إلى إصابة المواطنين وإلحاق أضرار مادية بسيارتين.

وتقع حديقة الجاحظ في’حي المالكي بدمشق’الذي يضم منزل الأسد الشخصي ومكتبه، وعدداً كبيراً من السفارات العربية والأجنبية ومنازل دبلوماسيين فيها.

غير أن الوكالة لم تشر’إلى اسم الحي الذي تقع فيه حديقة الجاحظ’أو قربها من منزل الأسد.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو توعد الثلاثاء برد اسرائيلي ‘قوي’ بعد انفجار عبوة ناسفة في الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان مما ادى الى اصابة اربعة جنود اسرائيليين احدهم اصابته خطيرة. وقالت المتحدثة ان الجيش السوري لم يرد في الوقت الحاضر.

وتشهد مرتفعات الجولان توترا منذ بدء النزاع في سوريا في 2011، الا ان الحوادث فيها بقيت طفيفة واقتصرت على اطلاق نار بالاسلحة الخفيفة او الهاون على اهداف للجيش الاسرائيلي الذي رد عليها في غالب الاحيان. وتعد اسرائيل وسوريا في حالة حرب رسميا.

وتحتل اسرائيل منذ 1967 حوالى 1200 كلم مربع من هضبة الجولان التي ضمتها في قرار لم تعترف به الاسرة الدولية.

من جانبها قالت القوات المسلحة السورية ان غارات جوية اسرائيلية ضربت امس الاربعاء مواقع عسكرية سورية بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة ما أدى إلى مقتل شخص وجرح سبعة آخرين، محذرة من ان هذه الهجمات تشكل خطرا على استقرار المنطقة. وقال بيان القوات المسلحة ان الغارات استهدفت ثلاثة مواقع قرب القنيطرة.

وجاء في البيان ‘نحذر من ان هذه المحاولات البائسة للتصعيد وتوتير الموقف من خلال تكرار هذه الاعمال العدوانية من شأنها ان تعرض امن المنطقة واستقرارها للخطر وتجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات’.

وحذرت اسرائيل امس الاربعاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد بانه سيدفع ‘ثمنا باهظا’ لمساعدة مجموعات ناشطة تسعى لشن هجمات عليها.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، امس الاربعاء، رئيس النظام السوري،’بشار الأسد، من أنه سيدفع الثمن باهظاً إذا ‘ما استمر بالتعاون مع ‘جهات معادية لإسرائيل’، وذلك على خلفية إصابة 4 جنود إسرائيليين، الثلاثاء، عند الحدود مع سوريا.

وبعد أن أشار إلى أن ‘إسرائيل تنظر إلى الأسد على أنه الشخص المسؤول عن’ما يجري في الأراضي الخاضعة له’، قال’يعلون،”إذا ما استمر (الأسد) في التعاون مع إرهابيين يسعون للمس بإسرائيل فإنه سيدفع ثمناً باهظاً سيندم عليه’.

وأضاف’يعلون في التصريح الذي نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة ‘جيروزاليم بوست’ الإسرائيلية، امس،”سنواصل التصرف بشكل مسؤول للحفاظ على أمن مواطني إسرائيل’.

وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم’الجيش الإسرائيلي، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي ‘تويتر’، صباح امس، ‘ لقد أغار الجيش الإسرائيلي واستهدف عدة مواقع تابعة للجيش والأجهزة الأمنية السورية،’ساعدت في تنفيذ العملية الإرهابية التي استهدفت قواتنا في الجولان’.

وأضاف، ‘المواقع التي ضربها الجيش الإسرائيلي في الجولان السوري- مقرات وبطاريات مدفعية تابعة للجيش السوري،’بالإضافة إلى موقع تدريب للجيش السوري’.

وتابع أدرعي: ‘الجيش الإسرائيلي يحفظ لنفسه الحق بالتحرك في الطريقة والتوقيت التي يراها مناسبة لحماية مواطني دولة إسرائيل’.

وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي،’بنيامين نتنياهو، امس الاربعاء،’من أن إسرائيل تضرب من يعتدي عليها، وذلك على خلفية إصابة 4 جنود إسرائيليين في انفجار عبوة ناسفة، الثلاثاء، عند الحدود الإسرائيلية مع سوريا.

وقال نتنياهو في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته، في تصريحات أرسل’مكتبه نسخة منها للصحافيين:”لقد ضرب الجيش الإسرائيلي هذه الليلة أهدافاً’في الأراضي السورية،’وهذه الأهداف تابعة لعناصر سورية (لم يحددها)’لم تسمح بشن هجمات على قواتنا فحسب بل تعاونت مع المعتدين، إن سياستنا واضحة وضوح الشمس..’نحن نضرب من يعتدي علينا،’ونحبط بقدر الإمكان نقل الوسائل القتالية إلى العدو’بحراً وجواً وبراً،’وهذه الأنشطة ستستمر’.

وأضاف نتنياهو، ‘لقد’أدت هذه السياسة (الإسرائيلية) إلى انخفاض وتيرة الإرهاب’خلال العام المنصرم خاصةً،’وخلال’الأعوام الخمسة الماضية عامةً’.

الأمم المتحدة تستغيث بالمجتمع الدولي لمساندة النساء الحوامل في سوريا

الأمم المتحدة ـ ‘القدس العربي’ ـ من عبد الحميد صيام: قدر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن النساء السوريات الحوامل واللواتي بحاجة إلى مساعدات طارئة بنحو 200000 امرأة، كما أن هناك نحو 1400 امرأة يضعن مواليدهن يوميا في ظروف قاسية وغير مجهزة صحيا. وطالب الصندوق المجتمع الدولي بتقديم المساعدات العاجلة لتمكينه من الاستمرار في تقديم الخدمات لمئات الألوف من النساء المحاصرات أو المهجرات.

وقد وضع الصراع الدائر في سوريا منذ ثلاث سنوات أعباء إضافية على المرأة بشكل عام والنساء الحوامل بشكل خاص وخاصة لما يواجهنه من سوء التغذية وانعدام الرعاية الطبية والولادات غير الآمنة، كما جاء في تقرير الصندوق. وبالإضافة إلى التحديات الصحية تواجه النساء الحوامل في سوريا صعوبات نفسية بسبب الخوف والتشرد والخوف على الجنين والأطفال ومضاعفات الحمل المبكر، حيث أدى الصراع الداخلي في البلاد إلى انهيار واسع في أنظمة الرعاية الصحية، ونقص العاملين الصحيين المؤهلين، كما تضطر النساء الحوامل والموجودات في المناطق المحاصرة إلى وضع أطفالهن في ظروف قاسية وغير آمنة بسبب عدم وجود أطباء أو مستشفيات أو قابلات ماهرات.

وقد قام صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه من المنظمات الأممية بدعم ما يقارب من مئتين وأربعين ألف ولادة آمنة. وفي عام 2013 استفادت نحو مليوني امرأة من خدمات الصحة الإنجابية التي يدعمها الصندوق، وقدم الصندوق الدعم المباشر لأكثر من مئتين وخمسين من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة.

مخيم كشافة يتحول لـ’معسكر إرهابي’… وشاب معاق يصبح مقاتلا بجبهة النصرة

‘الجهاد التونسي’ بسوريا بين الفبركة الإعلامية والتأكيد الحكومي

مراقبون يحذرون من استغلال ‘فزاعة الإرهاب’ في تخدير التونسيين

تونس ـ ‘القدس العربي’ ـ من حسن سلمان: ينشغل الإعلام التونسي هذه الأيام بقضيتين تثيران جدلا كبيرا في البلاد، وتتعلقان بنشر وزارة الداخلية صورا قالت إنها لمعسكر إرهابي يجند الشباب للسفر إلى سوريا، واستضافة شاب قال إنه قاتل في صفوف جبهة النصرة بسوريا.

الموضوعان لا يبدوان غريبين في بلد يشارك الآلاف من شبابه في الحرب الدائرة بسوريا، وهو ما تؤكده المصادر الرسمية، غير أن الجديد في الأمر هو التشكيك الشعبي بما أوردته المصادر الأمنية ووسائل الإعلام مع الاستعانة بقرائن وأدلة تؤكد عكس ذلك.

وكانت وزارة الداخلية أكدت قبل أيام تفكيك خلية ‘تكفيرية’ تساهم في تدريب الشبان التونسيين وتسفيرهم للقتال بسوريا خلال عملية مداهمة لعدد من المنازل نفذتها فجراً الوحدات الأمنية بمنطقة ‘منزل النور’ من ولاية المنستير (شرق)، وألقت خلالها القبض على 11 عنصرا تابعا للخلية.

وعرض الناطق باسم الوزارة محمد علي العروي صورا خلال ندوة صحافية بالعاصمة أكد أنها تابعة لمعسكر التدريب الذي أقامته الخلية بهدف إعداد بعض المقاتلين المرسلين لسوريا.

لكن أهالي المنطقة نظموا وقفة احتجاجية أمام المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان)، ونددوا باعتقال أبنائهم و’كذبوا’ الرواية الرسمية عبر رفع ‘الصور الأصلية’ التي تم عرضها خلال الندوة الصحافية، مؤكدين أنها ‘صور لأبناء المنطقة تم أخذها خلال رحلة استكشافية لمنطقة تمغزة السياحية التابعة لولاية توزر (جنوب غرب)’.

وهذا ما أكده مسؤول الإعلام بالكشافة التونسية وليد الفقيه في تصريح إذاعي، مشيرا إلى أن الصور التي نشرتها وزارة الداخلية تعود لمخيم كشفي أقامه فوج الكشافة قبل أعوام، مفندا ما روج حول استعمال الإرهابيين لأدوات الكشافة ومخيماتهم.

والثلاثاء، صرح وليد الفقيه المتحدث باسم منظمة الكشافة التونسية لاذاعة ‘شمس إف إم’ الخاصة بأن المنظمة ‘تفاجأت’ إثر نشر وزارة الداخلية الصور التي قال ان احداها لمخيم أقامته الكشافة في أيار/مايو 2010 بولاية المنستير.

لكن العروي عاد للقول بأن الداخلية تمتلك أبحاثا واعترافات تؤكد أن هذا المعسكر مخصص لتدريب الشباب الراغبين بـ’الجهاد’ في سوريا، داعيا من يشكك بصحة الصور إلى التوجه للقضاء.

وكان وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو اكد في شباط/فبراير الماضي أكد عودة حوالى 400 شاب كانوا يقاتلون في سوريا، وأشار إلى أن الوزارة تتابعهم عن كثب، لكنه أكد أن أجهزة الأمن لا تستطيع اعتقالهم بسبب ‘غياب نص قانوني’ يخولها بذلك.

من جانب آخر، استضاف الإعلام نوفل الورتاني في برنامج ‘لا باس′ على قناة ‘التونسية’ شابا يدعى ‘أبو قصي’ أكد أنه قاتل في صفوف جبهة النصرة بسوريا قبل أن ينفي ذلك لاحقا.

‘أبو قصي’ الذي ظهر ملثما على شاشة القناة أكد أنه شارك بتدمير مساجد وتعذيب عدد من الأشخاص ومحاولة نسبها لقوات النظام السوري، مؤكدا أن المعارضة ‘التي تتلقى دعما كبيرا من الخليج’ كانت تساهم في تشغيل عدد كبير من الفتيات بـ’جهاد النكاح’.

لكن موقع ‘الصدى’ الإلكتروني نشر لاحقا فيديو لشاب غير ملثم قال إنه ‘أبو قصي’ الذي ظهر على ‘التونسية’، وأكد الشاب الذي أكد أن اسمه الحقيقي هو أيمن مطاوع أن المعلومات التي ذكرها في اللقاء التلفزيوني ‘مفبركة’ وتم تلقينها له من قبل معدي البرنامج، مشيرا إلى أنه لم يغادر ولاية القيروان (مسقط رأسه) أبدا.

وإثر بث المقابلة قامت قوات الأمن في مدينة القيروان (شرق) بالقبض على ‘أبو قصي’ وبدأت باستجوابه حول المعلومات التي أدلى بها في البرنامج، كما قامت باستجواب مقدم البرنامج نوفل الورتاني.

فيما أكد والد أيمن (أحمد مطاوع) أن ابنه غُرِر به وأن التصوير معه لم يكن تلقائيا ، مشيرا إلى ان ‘مداركه العقلية لا تُخوله الإفصاح بكل ما تحدث عنه في البرنامج’.

وجدد التأكيد على أن أيمن لم يغادر مدينته القيروان أبدا، مشيرا إلى أنه لم يغب عن عمله ولم يحصل على إجازة دون راتب (كما أكد خلال البرنامج) وبشهادة مدير عمله.

هذا الأمر دعا عددا من المراقبين للتحذير من استغلال بعض الجهات للجدل الدائر حول الإرهاب بهدف إلهاء المواطن التونسي عن المطالبة بتحسين وضعه الاجتماعي في ظل تنامي موجة الغلاء وتدهور الوضع الاقتصادي للبلاد.

يذكر أن الورتاني استضاف في وقت سابق في برنامج ‘لا باس′ شخصا قال إنه عضو في مجموعة ‘انونيموس′ (المتخصصة باختراق مواقع الانترنت) الذي أكد قرصنة البريد الإلكتروني لرئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي (القيادي بحركة النهضة).

لكن مجموعة انونيموس نشرت تحذيرا على صفحتها الرئيسة للتنبيه إلى أن الشخص الذي استضافه البرنامج لا يمثل هذه المجموعة، مشيرة إلى أن أعضاءها لا يعلمون شيئا عن المعلومات التي كشفها.

الجبهة الشمالية تنبعث إلى الحياة

صحف عبرية

بعد أربعة أحداث عنف على الحدود السورية واللبنانية منذ بداية الشهر، يخيل أنه لم يعد مبالغا فيه الحديث عن جبهة انبعثت الى الحياة في الشمال. فقد سبق اصابة المظليين الاربعة في الجولان يوم أمس نار صاروخية الى جبل الشيخ من الاراضي السورية، زرع عبوة احبطت في الجولان وتفجير عبوة ناسفة اخرى ضد دورية الجيش الاسرائيلي في هار دوف يوم الجمعة الماضي. هذا التواصل من الاحداث لم يسجل في الشمال منذ حرب لبنان الثانية في 2006.

وتبدأ الوتيرة حتى في التذكير بعهود تواجد الجيش الاسرائيلي في الحزام الامني في جنوب لبنان في الثمانينيات وفي التسعينيات. واذا استمر التصعيد الحالي فان اسرائيل كفيلة بان تكون مطالبة برد أكثر حزما. فقد اكتفت اليوم بنار المدفعية الى الاراضي السورية، في المنطقة التي وقع فيها الحدث. ولكن لا يزال تحت تصرف الجيش الاسرائيلي مجال عمل أكبر. فالى جانب التهديدات التقليدية التي اطلقتها اسرائيل، في قنوات مختلفة، نحو دمشق، يحتمل أن تضطر لاحقا الى تحديد شارة ثمن عالية على العمليات من الحدود السورية.

حتى الفترة الاخيرة اعتبرت أحداث اطلاق النار نحو الاراضي الاسرائيلية مثابة ‘تسرب’ غير مقصود لتبادل النار بين نظام الاسد ومنظمات الثوار في الجولان، كجزء من الحرب الاهلية السورية. ولكن الخلفية لسلسلة الاحداث الاخيرة تختلف جوهريا. فقد وقعت ثلاثة احداث في الحدود السورية في المناطق التي تحت سيطرة نظام الاسد، او في جيوب القرى الدرزية التي في سفوح جبل الشيخ السورية، حيث ترابط القوات الموالية للاسد. الحدث الرابع، من الحدود اللبنانية في هار دوف، وقع في المنطقة التي يعمل فيها حزب الله. حتى وإن كانت الهوية الدقيقة للمسؤولين عن هذه الاحداث ليست واضحة، واضح أنه في الجولة الحالية لا يدور الحديث عن مصادفات. فمعسكر الاسد النظام، حزب الله والميليشيات المتماثلة مع الرئيس مسؤول عن سلسلة عمليات موجهة ضد اسرائيل.

لا توجد صعوبة في تشخيص الانفجار الذي اشعل الموجة الاخيرة. فقد كان هذا هو الهجوم، المنسوب الى سلاح الجو الاسرائيلي، في 24 شباط من هذا العام. وليس مثل الانفجارات السابقة، ففي شباط قصفت قافلة سلاح في الاراضي اللبنانية وليس في الجانب السوري من الحدود. وقد كان هذا انحراف لبضع مئات الامتار، لا بد أنه نبع من اعتبارات عملياتية صرفة (مثلا، ضمان احتمالات الاصابة الافضل)، ولكنه ولد ردا مختلفا من الطرف الاخر. فعندما وقعت الهجمات المنسوبة لاسرائيل في الاراضي السورية اختار الرئيس بشار الاسد بشكل عام التجلد. اما حزب الله فتصرف بشكل مختلف. بعد وقت قصير من تهديد المنظمة بالرد، جاءت بالفعل سلسلة العمليات. ومنظومة اعتبارات حزب الله تختلف عن تلك لدى النظام السوري، ويحتمل أن يكون الامين العام لحزب الله حسن نصرالله رأى نفسه ملزما بألا يترك الحساب مع اسرائيل مفتوحا.

ولكن يمكن أن يكون تفسير آخر: فالنجاح النسبي لمعسكر الاسد وحزب الله في صـــد تقدم منظمات الثوار وازالة الخطر الفوري عن الحكم في دمشق أضاف ربما الى مدى ثقتهم بأنفسهم.

على مدى سنوات القتال ضد الجيش الاسرائيلي، اختص حزب الله في تفجير العبوات الناسفة. ويبدو أن العبوات الاخيرة التي تفجرت أو انكشفت على الحدود ركبها مختصون. ويستعد الجيش الاسرائيلي بشكل سليم لمواجهة التهديد الناشيء على الحدود السورية ففي السنة الاخيرة اقيم جدار جديد، نشرت وسائل جمع المعلومات الاستخبارية ودشنت قيادة فرقة لوائية جديدة، مختصة باعمال الامن الجاري. ولكن يحتمل أنه في الحدث الاخير كان هناك جانب رسوم تعليم للواء. فمن التقارير الاولية عن الحدث يتبين أن هذا كان ما يسمى ‘عملية جذب’. فقد خرج نائب قائد كتيبة المظليين وجنوده لفحص حركة مشبوهة على مقربة من الجدار، وعندما نزلوا من السيارة المحصنة، تم تفعيل العبوة فيما كانوا هم مكشوفين نسبيا. وفي القاطع الذي يجري فيه العمل الميداني بحالة تأهب عالية، على مدى السنين، معروفة جيدا كل نقاط الضعف وطرق عمل العدو. وفي القاطع الذي يتشكل من جديد فقط، يستغرق وقتا الى أن يعثر على كل الثغرات ويتم اغلاقها.

صورة عملياتية مشابهة جدا ترتسم الان في عدد من حدود اسرائيل. دول غير مستقرة، يدور فيها قتال لا يتوقف بين معسكرات متخاصمة (الاسد ضد الثوار في سوريا، الشيعة ضد السنة في لبنان، منظمات اسلامية متطرفة في سيناء ضد نظام الجنرالات المصري)، بعضها على الاقل معادٍ أيضا لاسرائيل. في كل هذه الساحات اسرائيل هي فقط لاعب ثانوي. والحكمة الدارجة تفترض بان اللاعبين المركزيين منشغلون جدا في الحرب كل ضد الاخر من أن يبادروا الى معركة أوسع ضد اسرائيل. ولكن عدم الاستقرار المستمر يقضم بالتدريج من الفقاعة الامنية التي يعيش فيها مواطنو اسرائيل في السنوات الاخيرة، آمنين نسبيا من صدمات الربيع العربي. في هذه الظروف، يخيل أن الجيش الاسرائيلي سيجد صعوبة في أن يواصل توفير الهدوء شبه التام في كل الحدود وعلى مدى الزمن.

هآرتس 19/3/2014

عاموس هرئيل

أعداد من المتطوعين الأجانب غادرت شمال سوريا والأسباب: خيبة أمل في الثورة والإقتتال بين الفصائل

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ تتزايد الأدلة عن توسيع تنظيم القاعدة شبكاته وخلاياه في لبنان. وكأثر من آثار الحرب الدائرة في سوريا، هناك مخاوف من تدفق أعداد من المتشددين إلى داخل الأراضي اللبنانية من سوريا.

وتنقل صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن السلطات اللبنانية قولها إنه رغم اعتقال العديد من المشتبه بصلتهم بالجماعات المنضوية تحت لواء القاعدة في الأشهر القليلة الماضية، فالمؤسسات الأمنية تخوض حربا مستمرة للحد من موجة نزوح المقاتلين إلى داخل لبنان والذين تعمل هجماتهم على زيادة التوترات الطائفية.

وجاءت الحرب اللبنانية على المتشددين من القاعدة بعد إعلان جبهة النصرة التي تعتبر من التيارات الرئيسية في الثورة السورية مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات ضد أهداف لحزب الله وإيران الداعمين للنظام السوري.

وفي الوقت نفسه أعلن فصيل يطلق على نفسه كتائب عبدالله عزام مسؤوليته عن هجمات مماثلة ضد أهداف إيرانية في الأشهر الأخيرة. ولاحظت الصحيفة تدهورا في الأوضاع الأمنية اللبنانية بعد سقوط يبرود بيد الحكومة السورية وحزب الله. وقالت الصحيفة إن خروج المعارضة من يبرود قد دفع بأعداد كبيرة من المقاتلين للبحث عن ملجأ لهم في بلدة عرسال، وأدى سقوط البلدة لعملية إنتحارية مباشرة في سهل البقاع اللبناني.

وأعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عن الهجوم. وتحدثت الصحيفة عن حصار حزب الله على عرسال، حيث هدد السنة فيها بالرد.

وتضيف الصحيفة إن تدفق المقاتلين السوريين إلى داخل حدود لبنان هو مثال واحد عن أثر الحرب السورية وانتشارها، مشيرة إلى الهجوم في منطقة الجولان.

ضغوط في القلمون

وتنقل عن محللين قولهم إن عددا من المقاتلين السوريين يقاتلون في منطقة جبال القلمون وكلما واصل النظام وحزب الله تقدمهما كلما دفعوا للهروب إلى لبنان، وهو ما سيزيد من مخاطر عدم الإستقرار ويعزز من قدرات فرع جبهة النصرة في لبنان الذي يقوم ببناء حضور له.

وبحسب أيمن التميمي من منبر الشرق الأوسط ‘النصرة في لبنان متركزة في محاور الحدود الخارجة عن سيطرة الدولة وعددهم ليس كبيرا’، ولا يستبعد الباحث قيام أفراد هذه الجماعة بتبني إسم الفصيل الرئيسي في سوريا ‘ولا يبدو أنهما فصيل واحد’، ولكن هذا الوضع قد يتغير حالة استمر المقاتلون في التدفق إلى لبنان.

وتشير الصحيفة أنه على الرغم من محدودية قدرات النصرة وبعدها عن لبنان إلا أنها كانت قادرة على تنفيذ هجمات نوعية مثل ما فعلت في هجوم النبي عثمان الذي قالت إنه انتقام من حزب الله و ‘تفاخره’ بالنصر في يبرود.

عبدالله عزام

وتظل جبهة النصرة إلى خطرا بعيدا مقارنة مع التنظيم اللبناني ‘كتائب عبدالله عزام’ الذي يشكل تهديدا مباشرا على الدولة بحسب ضابط لبناني بارز. وينبع خطر التنظيم الذي يلفه الغموض من إعلانه المسؤولية عن الهجوم الإنتحاري المزدوج على المركز الثقافي الإيراني والسفارة الإيرانية في بيروت.

ويعتقد الضابط إن الجبهة وكتائب عبدالله عزام يعملان بطريقة ترادفية ويعلنان مسؤوليتهما المشتركة في بعض الأحيان عن هجمات.

وفي الوقت الذي استطاع الأمن اللبناني تفكيك خلية كتائب عبدالله عزام في أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، فإنه لم يحقق نجاحا في الخلية الثانية ولم يعتقل أيا من أفرادها علاوة على مسؤولها سراج الدين زريقات.

وتؤكد السلطات اللبنانية صغر حجم النصرة وعبدالله عزام في لبنان، لكنها تقول إن هناك قطاعا واسعا من السنة المحرومين والحانقين ويمكن أن تعتمدا عليهم في التجنيد لعملياتهما الإنتحارية سواء كانوا لبنانيين أو فلسطينيين أو سوريين. واستطاعت السلطات اللبنانية تحقيق تقدم في ملف كتائب عبدالله عزام عندما ألقت القبض على زعيم الفصيل ماجد بن محمد الماجد، وهو سعودي الجنسية عندما ذهب لتلقي العلاج من الفشل الكلوي الذي يعاني منه ثم مات لاحقا. وترى الصحيفة أن غياب القيادة الجامعة للسنة في لبنان يجعل من الشباب خاصة في طرابلس، شمال لبنان يتجهون لدعم الجماعات المتشددة.

وكان سعد الحريري، زعيم تيار المستقبل قد أصدر بيانا يوم الثلاثاء لدعم بلدة عرسال اتهم فيه حزب الله بجلب النار في سوريا إلى لبنان. وكان حزب الله قد ضيق الخناق على عرسال بعد تقارير تحدثت عن وصول مقاتلين سوريين إليها من يبرود.

دور الجيش اللبناني

ونفى وفيق خلف وهو أحد مسؤولي البلدة وجود المقاتلين السوريين في البلدة ولكنه اعترف بحضور لجماعات مثل جبهة النصرة على أطراف عرسال وليس في داخلها.

ويواجه الجيش اللبناني الذي عادة ما يحاول الوقوف خارج السياسة والحسابات الطائفية مهمة صعبة خاصة بعد أن اعتبرته جبهة النصرة هدفا شرعيا. كل هذا في وقت حاولت الولايات المتحدة تقوية ساعده وتقديم أسلحة له. وأعلنت السعودية في كانون الأول/ديسمبر 2013 عن منحة بقيمة 3 مليارات دولار لتعزيز قدرات الجيش اللبناني وشراء أسلحة فرنسية له.

وظلت يبرود ومعها عرسال نقطتا إمداد للمقاتلين الذين يعارضون نظام بشار الأسد، وعبر الحدود اللبنانية كان يتدفق المقاتلون الأجانب إلى سوريا، وينضم معظهم إلى جبهة النصرة أو الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

واستمر تحذير الدول الغربية من المقاتلين الأجانب في وقت تزداد أعداد عناصر الميليشيا القادمين من العراق ولبنان وإيران للقتال مع الأسد.

وفي ظل إقرار السعودية تشريعات لمنع السعوديين من القتال في الخارج أو التعبير عن تعاطفهم مع جماعات تصنف ‘إرهابية’ مثل جبهة النصرة وداعش والأخوان المسلمين، وتحذيرات الولايات المتحدة من 7.000 مقاتل أجنبي، وحملات اعتقال تقوم بها الدول الأوروبية خاصة بريطانيا وفرنسا، فقد بدأت الأعداد تقل وبدأ الكثير من المقاتلين الأجانب بالرحيل عن سوريا لخيبة أملهم حسب صحيفة ‘فايننشال تايمز′.

المقاتلون الأجانب

وقالت إن مئات منهم غادروا صفوف المعارضة في شمال سوريا بسبب شعورهم بالإحباط الناجم عن الإقتتال الداخلي بين فئات المعارضة، وهو ما تراه الصحيفة تراجعا في موجة الحماس بين المتشددين السنة الذين يشاركون في الحرب السورية.

وزاد رحيل المقاتلين عن الجبهة السورية من مخاوف المسؤولين الأمنيين في دولهم من منظور العودة إلى بلادهم وهم يحملون خبرات وتجارب.

ولا يزال تدفق المقاتلين إلى خارج سوريا قليلا لكنه يلخص حالة من خيبة الأمل من وضع الحرب التي تحولت في الشمال عن هدفها الرئيسي وهو مواجهة النظام السوري. فقد قتل أكثر من 4.000 شخص في المواجهات التي تجري بين المقاتلين منذ 3 أشهر.

ونقلت عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن قوله ‘ جاء المتطوعون لقتال نظام ديكتاتوري وليس المعارضة، والعدد لا يزال قليلا إلا أنه يظهر حالة الحنق بين المقاتلين الأجانب حول ما يجري’، ويضيف ‘يتساءل الأجانب عن الهدف الذي جاءوا للموت من أجله’.

وتشير الصحيفة إلى أن الحرب التي بدأت ضد نظام الأسد قبل 3 أعوام كتظاهرات إحتجاجية قبل أن تتحول إلى حرب أهلية ذات طابع طائفي قد جذبت إليها أعدادا من المقاتلين الأجانب من أوروبا والسعودية وتونس واليمن والكويت وليبيا ومقاتلين لهم خبرات في الحرب ضد الأمريكيين في العراق والسوفييت في أفغانستان. ونقلت الصحيفة عن منسق من جبهة النصرة قوله ‘منذ الأسبوع الثاني من كانون الثاني/يناير حتى الآن مئات إن لم يكن 2000 من المقاتلين الأجانب عادوا إلى بلادهم.

ويعتقد رجال الإستخبارات الإسرائيلية والغربية أن المقاتلين الأشداء منهم لن يعودوا إلى بلادهم بل سيبحثون عن جبهة جديدة للقتال فيها مثل اليمن ومصر أو العراق. ونقلت عن مسؤول أمني إسرائيلي بارز قوله ‘هناك تأثيرات سورية واضحة الآن في سيناء’، وأضاف ‘نشعر بالقلق من تدفق أعداد أخرى للإنضمام والتدخل في الوضع، ونريد منعهم من القدوم إلى هنا’.

ويقدر عدد المقاتلين الأجانب في سوريا بحوالي 11.000 مقاتل والباقون هناك يشكلون خطرا على أمن الدول الغربية وكذا دول الخليج من احتمال عودتهم. وكانت المعارك بين الفصائل قد بدأت نهاية العام الماضي عندما اتحدت فصائل إسلامية ومعتدلة ضد داعش، وسط توتر في المناطق الحدودية والسيطرة على المعابر ونقاط التفتيش وآبار النفط.

وتنقل الصحيفة عن مصدر في داعش قوله إن معظم المقاتلين الأجانب أرسلوا إلى العراق ولم يعودوا إلى بلادهم، حيث فتحت داعش جبهة مع النظام العراقي في مناطق الأنبار السنية. ولا يقتصر حس خيبة الأمل على المقاتلين الأجانب بل وبين المقاتلين أنفسهم في ضوء التطورات والمعاناة والحصار وطول الحرب.

وينقل عن أحد مقاتلي صقور الشام قوله ‘تم إضفاء طابع رومانسي على الجهاد في سوريا في البداية وربما اكتشف الأجانب أنها لم تكن كما تخيلوا’.

وفي سياق متصل لا تزال قضية إطلاق سراح راهبات معلولا محلا للروايات ونظريات المؤامرة. وتتعدد الروايات حيث يقول اللبنانيون إن دولة قطر أعطت الجماعة التي اختطفت الراهبات 40 مليون جنيه استرليني. ويقولون أنه بالنسبة النظام السوري إن قطر قدمت 42 مليون جنيه استرليني لتحرير الراهبات.

ويقول روبرت فيسك نقلا عن الراهبات أنه لم يتم دفع أي شيء لجبهة النصرة التي كانت تحتجزهن. ويعلق فيسك في تقريره في صحيفة ‘اندبندنت’ في سوريا لا أحد يتم تحريره دون دفع الفدية، إلا أن الثمن الذي دفعته أجهزة الأمن التابعة للنظام كان تحرير 152 سجينة بعضهن من أقارب المقاتلين.

ورفضت الأم بلاجيا سياف التي كانت مختطفة الحديث عن تجربتها لأنها شعرت بالأذى من مقابلة أجرتها قناة الدنيا المؤيدة للنظام ‘ وأقسمت بالرب أن لا تتحدث أبدا مع الإعلام، مرة أخرى’.

ويرى فيسك الذي شاهد مكان اعتقال الراهبات في يبرود أن هناك العديد من الأسئلة التي يجب الإجابة عنها. وكانت الراهبات قد اختطفن من بلدة معلولا في كانون الأول/ديسمبر الماضي ونقلهن الخاطفون إلى بلدة يبرود التي ظلت بيد الجماعات الإسلامية لمدة عامين تقريبا. وأظهرت أشرطة الفيديو أن الراهبات عوملن بطريقة جيدة من الخاطفين وشوهدت إحداهن وهي تضحك مع أحدهم، ثم جاءت قصة الإفراج عنهن.

ويقول فيسك إن رجال الأمن اللبنانيين الذين شاركوا في المفاوضات لتأمين إطلاق سراحهن أكدوا أنهم لم يدفعوا فدية، ولكن عندما سلمت الراهبات ووصلن بيروت، قمن وأمام دهشة النظام ومؤيديه بشكر من ساهم في إطلاق سراحهن، وقلن إنهن تلقين معاملة جيدة من الخاطفين. وشكر أحد قادة الإسلاميين وقطر وأخيرا شكرن الرئيس السوري بشار الأسد.

ويشير الكاتب هنا إلى التقارير التي نشرت في دمشق حول صفقة تضمنت فدية كبيرة دفعها القطريون بل وأسهمت فيها الأحزاب المسيحية المعارضة للأسد في لبنان. وجاءت الصفقة في الوقت الذي كان يحضر فيه الجيش السوري وحليفه من حزب الله للدخول إلى يبرود، حيث تم الإفراج عن الراهبات مقابل منح المقاتلين الإسلاميين ممرا آمنا لبلدة رنكوس القريبة من يبرود.

وإن صحت التقارير فهذا يفسر مشاهداته في يبرود بعد دخول الجيش السوري ومقاتلي حزب الله حيث لم يشاهد جثثا لقتلى من المعارضة. ويقول ضباط الجيش إن المعركة القادمة ستكون مع جبهة النصرة في رنكوس، وهنا يتساءل ألم يكن النظام ومؤيدوه يتحدثون عن تدمير الجهاديين الأجانب بدلا من تحرير مجموعة من الراهبات.

مع أن الحكومة في دمشق أكدت أن المفاوضات أشرف عليها ‘من البداية حتى النهاية’ مدير الأمن اللبناني عباس إبراهيم الذي قاد مفاوضات مماثلة مع الإسلاميين في مخيم عين الحلوةـ خارج مدينة صيدا في الجنوب اللبناني.

إغلاق آخر المعابر في حلب يحول التنقل بين طرفي المدينة إلى ‘رحلة بين دولتين

وائل عادل

حلب ـ ‘القدس العربي’ خمسة و ثلاثون حاجزاً عسكرياً تقوم بتفتيش المتنقل بين طرفي مدينة حلب، فبعد إغلاق القوات الحكومية لمعبر كراج الحجز، المعبر الأخير الذي كان يصل بين طرفي المدينة، اضطر أبو حسن -الموظف في إحدى الدوائر الحكومية-أن يجرب الطريق المخيف للوصول إلى مكان عمله بالإلتفاف حول المدينة عن طريق القرى والصحاري وصولاً إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

يقول أبو حسن لـ’القدس العربي’: إنطلقت الحافلة من دوار الحيدرية داخل المدينة، ثم أوقفنا حاجزٌ تابع للجيش الحر من بعدها اقتربنا من مدينة الباب فأوقفنا ثلاثة حواجز متتالية تابعة لتنظيم دولة العراق والشام، والطريف أن السائق كان يخبرنا ما الذي يجب علينا فعله عند كل حاجز فلكل حاجز خصوصيته.

وبالفعل عند أول حاجز لتنظيم الدولة طلب العنصر بلغة فصيحة أن تغطي النساء وجوههن، وبعد تجاوز الحاجز بأمتار قليلة عادت الأمور إلى طبيعتها، أما في الحاجز الثاني فقد أخّرنا خمسة عشرة دقيقة تقريباً لأن أحد الركاب اعترف أنه موظف، فقاموا بإنزاله واقتياده إلى الأمير، وأخذوا بطاقاتنا الشخصية وبحثوا عن أسمائنا في قوائم لديهم، ثم عاد الراكب المحتجز وأخبرنا أنهم نصحوه أن لا يمر من هنا مرة أخرى فالموظف الحكومي خائن و ضد الشرع.

و يضيف أبو حسن بعد الحاجز الأخير القريب من منطقة دير حافر الواقعة شرقي حلب، قطعنا أكثر من ثلاثين كيلومتراً أخرى في صحراء قاحلة لا يوجد فيها حياة على الإطلاق ولا حواجز حتى، لنصل إلى أوتستراد فيه أربعة مفارق بالقرب من منطقة خناصر التي سيطرت عليها القوات الحكومية مؤخراً، هناك يفاجئك علم النظام لتودع الأعلام الخضراء و السوداء وتبدأ معاناة جديدة وطويلة، هذه المفارق أحدها يذهب إلى حماة غرباً والآخر إلى السلمية والأخير إلى خناصر، ومن هنا يتمكن الركاب من رؤية جبل يفصل بينهم وبين حماة مسافة عشرة كيلومترات.

ويتابع أبو حسن: الحواجز التالية متفرقة وفيها قليل من العساكر ولكل حاجز منها تسعيرته، بين مئتي ليرة – ما يعادل دولار واحد تقريباً- كحدّ أدنى لنصل إلى حاجز خناصر المدجج الذي لم يستطع السائق التملص من دفع 1000 ليرة لشخص ضخم له لحية سوداء قوي البنية تكلم معنا بلهجة ساحلية، وهذا الحاجز على الأغلب تابع للحرس الجمهوري فقد كتب على إحدى المحارس ‘نقطة تفتيش قوات الحرس الجمهوري’.

ليقطع الركاب بعدها أكثر من خمسين كيلومتراً مروراً بمدينة السفيرة عبر الطريق العسكري وتفتش بطاقاتهم الشخصية أكثر من ثماني مرات أخرى عن طريق حواجز صغيرة وكبيرة، ليصلوا إلى مشارف مدينة حلب في الجهة الغربية منها وهناك يفاجئهم وقوف مئات السيارات و الحافلات الصغيرة و الكبيرة التي اصطف ركابها إلى جانبها مع أغراضهم ليتم تفتيشهم بشكل شخصي وتفتيش أمتعتهم وأخذ بطاقاتهم الشخصية إلى الحاسوب للتأكد من أن أحدهم ليس مطلوباً للحكومة، ويشير أبو حسن إلى أن هذا الحاجز لا أحد يستطيع أن يعبره قبل ساعةٍ أو ساعتين من الوقت، لتدخل هنا إلى مدينة حلب بعد ثمانيِ ساعات من السفر المضني وقطع مئات الكيلو مترات بسبب إغلاق المعبر الأخير واضطرار الكثير من القاطنين هنا للذهاب إلى تلك المناطق.

ينهي أبو حسن الرجل الخمسيني الذي عاد منهكاً من رحلته: لقد حولونا جغرافياً إلى دولتين، وكأننا نذهب من قطاع غزة إلى مصر فالأردن لزيارة قريب لنا في الضفة الغربية، لكن العزاء في فلسطين أن هناك كائن غريب على الأرض العربية، وهنا كلهم سوريون، ولا أعرف إلى متى ستبقى هذه الحواجز تتزايد و تكثر بيننا.

القيادي الجبلاوي لـ’القدس العربي’: تمكنا من اصابة المربع الامني بصواريخ يبلغ مداها 40 كيلو من جبل التركمان

من سليم العمر

جبل التركمان ـ اللاذقية ـ ‘القدس العربي’ سقط عدد من القتلى والجرحى إثر استهداف فصائل الجبهة الإسلامية وتجمع نصرة المظلوم بالقصف منطقة المشروع السابع في قلب مدينة اللاذقية، حيث تعتبر هذه المنطقة مركز الافرع الأمنية وتحوي على كل فروع المخابرات الجوية والامن السياسي وامن الدولة والامن الجنائي.

وقال احد القادة المشاركين من تجمع نصرة المظلوم ويدعى أبو عمر الجبلاوي لـ’القدس العربي’، إننا أطلقنا الصواريخ من جبل الاكراد وهذه المرة تمكنا من الحصول على صواريخ بعيدة المدى نسبية, بلغ مداها 40 كم، مضيفا ‘اطلقنا 3 صواريخ على المربع الأمني في مدينة اللاذقية، والهدف منها دك قوات الدفاع المدني وشبيحة الافرع الأمنية’.

وتوعد أبو عمر قوات الشبيحة بالمزيد، موضحا ‘لن تكون هذه العملية هي الأخيرة’.

وسقطت الصواريخ التي اطلقتها قوات المعارضة تباعا في كل من منطقة السيتي سنتر الواقعة خلف مبنى امن الدولة بالقرب من شعبة التجنيد وسقط الصاروخ الثاني بالقرب من موقف سبيرو بالقرب من جامعة تشرين على الشارع الرئيسي الواصل الى مركز مدينة اللاذقية وتعتبر هذه المناطق مزدحمة نسبيا لقربها من جامعة تشرين.

وأغلقت على الفور قوات الامن المنطقة بشريط امني ومنع الاقتراب من المنطقة افاد شهاد العيان للقدس العربي ان الصاروخ الذي سقط في موقف سيرو تسبب باضرار بشرية كبيرة وهنالك عدة قتلى حيث أغلقت قوات الامن الطريق المؤدي الى مركز المدينة.

وتم نقل الجرحى الى مشفى الأسد الجامعي القريب من منطقة حسب افادة احد الطلاب اثناء خروجه من الجامعة.

وتعتبر هذه المرة الثانية التي تستهدف فيها قوات المعارضة مدينة اللاذقية ويضيف شاهد العيان لـ’القدس العربي’ ان الانفجار احدث دمارا كبيرا في المنطقة ولم تغادر سيارات الإسعاف المنطقة وتم تشديد الطوق الأمني في المدينة وتجول لسيارات الامن في المناطق المحيطة للمنطقة المستهدفة شملت منطقة الضاحية ومنطقة السكن الجامعي.

يشار إلى أن المربع الأمني المستهدف من قبل المعارضة لايبعد من مركز المدينة سوى 1,5 كيلو متر وتعتبر كافة المناطق التي في مدخل مدينة اللاذقية مناطق ذات اغلبية علوية بالإضافة لانتشار الافرع الأمنية في هذه المنطقة.

الروس اقترحوا تشكيل مجموعة مؤيدة للأسد في جنيف

«الشرق الأوسط» تنشرالجزء الثالث من وثائق الاستخبارات السورية

لندن: «الشرق الأوسط»

تتابع «الشرق الأوسط» نشر الجزء الثالث من الوثائق التي يسربها معارضون سوريون قالوا إنهم حصلوا عليها من ملفات الاستخبارات السورية.

وتظهر إحدى الوثائق كيف وضع الروس خططا عملية لدعم وفد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في مؤتمر «جنيف 2» للسلام، بطلبهم مباشرة تأمين مجموعة من الشباب المؤيد للنظام للتجمع في محيط المؤتمر الذي عقد في جنيف في يناير (كانون الثاني) الماضي لإظهار الدعم الشعبي، بالإضافة الى طلبهم التركيز على الملف الأمني ومحاربة الارهاب و«القاعدة» وإبداء التعاون في ملف تدمير الأسلحة الكيماوية.

وبالإضافة الى ذلك, تؤكد وثائق أخرى أن مجلس الأمن القومي السوري تعمد إهمال مراسلات لمنظمات حقوقية حول المعتلقين اللبنانيين في السجون السورية وعدم إفادتها بأي معلومات عنهم رغم تلقي المجلس هذه المعلومات من الفروع الأمنية.

كما تظهر الملفات التي تنشرها «الشرق الأوسط» بالتعاون مع مركز «مسارات» السوري المعارض وموقع «وثائق دمشق», جانبا عن المعتقلين العرب والأجانب في السجون السورية, بينهم سعوديون وعراقيون واردنيون، وأن غالبية الموقوفين موجودين في سجون المخابرات لأسباب غير سياسية، كدخول البلاد خلسة للإنتقال الى تركيا، أو لأسباب أخرى لها علاقة بتهم جنائية.

مفوضية اللاجئين تحذر من أزمة ثانية لمئات آلاف اللاجئين السوريين في الأردن

قالت إن 450 ألف لاجئ خارج المخيمات يعانون من ارتفاع الإيجارات وصعوبة إدخال أطفالهم المدارس

عمان: محمد الدعمه

حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في تقرير، أمس، من أزمة ثانية لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في المناطق الحضرية بالأردن، ويكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم اليومية، بعد مضي ثلاث سنوات على اندلاع الصراع في سوريا.

وسلطت المفوضية وشريكتها منظمة الإغاثة والتنمية الدولية، في هذا التقرير الجديد، الضوء على معاناة 450 ألف لاجئ سوري يعيشون خارج مخيمات اللجوء الرسمية في الأردن، ويواجهون ارتفاع أسعار الإيجارات وصعوبات في إدماج أطفالهم في المدارس.

ويبرز التقرير، الذي استند في بياناته على 92 ألف مقابلة أجريت من خلال الزيارات المنزلية بين عامي 2012 – 2013، مؤشرات تدل على أن غالبية اللاجئين السوريين عبروا عن استيائهم لدخول الحرب في سوريا عامها الرابع، وشكهم في تحمل المزيد من الصعاب.

وأشار إلى أن الأردن سخر كل طاقاته وإمكاناته وموارده الشحيحة لخدمة البعد الإنساني للاجئين السوريين، كالرعاية الصحية الأولية والثانوية وجزء من الرعاية المتخصصة مجانا، إضافة إلى خدمات التعليم منذ مايو (أيار) 2012، موضحا أن ثلاثة في المائة من هؤلاء اللاجئين بينوا حاجتهم لدفع رسوم إضافية للرعاية الصحية المتخصصة.

ونقل عن ممثل المفوضية في الأردن أندرو هاربر قوله إن مئات الآلاف من السوريين يواجهون أزمة إضافية في مكان لجوئهم، بعد هروبهم من ويلات الحرب في بلادهم، مشيرا إلى أنهم يكافحون من أجل الحفاظ على مكان يؤويهم، ووسيلة لكسب المال الكافي لتلبية احتياجاتهم.

وأوضح أن هناك أربعة من كل خمسة لاجئين سوريين في الأردن يعيشون خارج مخيمات اللجوء، ويتلقون جزءا بسيطا من الرعاية الدولية، على عكس المقيمين في مخيم الزعتري، وأنه حددت احتياجات عشرات الآلاف من العائلات السورية الذين يعيشون في مختلف المدن والقرى الأردنية، لتقديم المساندة الإغاثية لهم.

وأشار هاربر إلى أن الأطفال السوريين فقدوا ماضيهم بالفعل، مشددا على ضرورة تزويدهم بالمهارات اللازمة لإعادة بناء أنفسهم لمستقبل أفضل.

وبحسب التقرير ستجري المفوضية ومنظمة الإغاثة والتنمية الدولية 10 آلاف مقابلة شهريا مع عائلات لاجئين سوريين، لتقييم أوضاعهم من أجل تقديم الخدمات والإغاثة الإنسانية التي تلبي احتياجاتهم المتزايدة.

وأبرز التقرير حجم المساعدة المالية لتغطية جزء من الإيجار، وهي الأولوية للكثير من العائلات السورية خارج المخيمات، مشيرا إلى ارتفاع إيجارات المساكن بنسبة 15 – 25 في المائة بين عامي 2012 – 2013، وهو ما يشكل ثلثي نفقات اللاجئين، إضافة إلى عدم ملاءمة بعض المساكن للعيش.

وأظهر التقرير أن 61 في المائة من أطفال الأسر اللاجئة التي تمت مقابلتها لم يلتحقوا بالمدارس خلال هذين العامين في الأردن إضافة إلى أن خمسة في المائة من الأطفال الذين التحقوا بالمدرسة تسربوا منها، مبينا أن المفوضية تعمل على دراسة حيثيات هذا الموضوع والوقوف على أسبابه من خلال الزيارات المنزلية.

وبين أن ربع المستجيبين يشيرون إلى أن عائلاتهم أصبحت مفككة عن بقية أقربائهم سواء من الدرجة الأولى أو الثانية وهناك أسرة واحدة من ثلاث أسر ترأسها امرأة، وأن اللاجئين في الأردن أصبحوا أكثر اعتمادا على أنفسهم رغم صعوبة الحصول على فرص عمل بشكل قانوني في الأردن، إلا أن نسبة اللاجئين الذين ذكروا أن مصدر دخلهم هو العمل ارتفعت من 28 – 36 في المائة في هذين العامين، فيما انخفضت نسبة اللاجئين الذين بينوا أن مصادر دخلهم من المساعدات الإنسانية والخيرية من 63 إلى 49 في المائة.

وأشار التقرير إلى أن المفوضية تلقت 237 مليون دولار في عام 2013 من الولايات المتحدة ودولة الكويت والاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة وأستراليا وهولندا وألمانيا وفنلندا وكندا، بالإضافة إلى الدعم الإنساني الكبير من القطاعات الخاصة ومن دول مجلس التعاون الخليجي.

انتقادات سورية ـ روسية لقرار إغلاق سفارة دمشق في واشنطن

النظام وصف القرار بـ«البدعة»

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

وجهت دمشق وموسكو، أمس، انتقادات لقرار الولايات المتحدة إغلاق سفارة دمشق وقنصلياتها وطرد الدبلوماسيين السوريين. وصف النظام السوري الخطوة الأميركية بأنها «إجراء تعسفي» و«بدعة سياسية وقانونية»، بينما صعدت روسيا من موقفها، معتبرة أن واشنطن بقرارها هذا تكون تخلت عن دور «الراعي» لمحادثات السلام المتعلقة بالأزمة السورية.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إن الولايات المتحدة «قامت بانتهاك واضح لاتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والعلاقات القنصلية وذلك باللجوء إلى إجراء تعسفي بعد انتهاء مهمة الدبلوماسيين السوريين المعتمدين بواشنطن عندما لم تسمح لبدلائهم بالالتحاق بعملهم».

وأشار البيان إلى أن الخارجية السورية «كانت وجهت في أوائل هذا الشهر مذكرة رسمية» للسلطات الأميركية «تطلب فيها منح الدبلوماسيين الجدد تأشيرة دخول قبل نهاية مارس (آذار) وإلا فإن الحكومة السورية ستلجأ إلى إغلاق سفارتها في واشنطن. وأوعزت الخارجية للسفارة في واشنطن باتخاذ الإجراءات اللازمة للإغلاق».

واعتبرت الخارجية السورية أن التصرف الأميركي «يعكس تلاعبا بالحقائق»، مضيفة أن «الخارجية الأميركية خرجت ببدعة سياسية وقانونية حين نسفت المبدأ القانوني الأساسي للعمل القنصلي، وهو إقحام القنصليات الفخرية بالشأن السياسي وإخراجها عن الغايات والأهداف لعملها الموقوف على خدمة الرعايا والحفاظ على مصالحهم، إضافة إلى قيامها بتعليق أعمال سفارتنا في واشنطن ونزع الحصانات والامتيازات للسفارات والقنصليات والتضييق على العاملين فيها لتحقيق مصالح تخرج عما ورد في اتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية».

وطلبت الولايات المتحدة من سوريا رسميا أول من أمس وقف العمليات في سفارتها في واشنطن، وأمرت الدبلوماسيين العاملين فيها بمغادرة البلاد إذا لم يكونوا مواطنين أميركيين. كما أبلغت واشنطن دمشق أنها لن تكون قادرة بعد الآن على تشغيل قنصليتيها في تروي بولاية ميتشيغان وهيوستن في ولاية تكساس، مشيرة إلى عدم شرعية حكم نظام الرئيس بشار الأسد. بدورها اعتبرت روسيا أن الولايات المتحدة تخلت عن الدور «الراعي» لمفاوضات السلام في سوريا عبر إغلاقها السفارة السورية.

وقالت وزارة الخارجية في بيان نقلته وكالة «إنترفاكس» إنه «عبر اتخاذ خطوة أحادية كهذه، فإن شركاءنا الأميركيين يحرمون أنفسهم عمليا من دور الراعي لعملية التسوية السياسية في سوريا، وهم أصبحوا طوعا أو كرها لعبة في يد المعارضة السورية الراديكالية والتي تضم في صفوفها إرهابيين يرتبطون بتنظيم القاعدة».

وأشارت موسكو إلى أنها نظرت إلى هذه الخطوة بـ«قلق وخيبة أمل»، واعتبرت أنها تعارض الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الكبرى في مؤتمر جنيف الأول في يونيو (حزيران) 2012 حول مرحلة انتقالية لا تحدد مستقبل الأسد.

وأثر تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب أوكرانيا على جهود الدولتين في التوسط للتوصل إلى اتفاق سلام في سوريا التي دخلت حربها الأهلية عامها الرابع.

واتهمت موسكو واشنطن بإعطاء الأولوية لتغيير النظام، وقالت وزارة الخارجية الروسية إن «هدف تغيير النظام في دمشق يتقدم على مهمة نزع الأسلحة الكيماوية في سوريا ومساعدة ملايين السوريين الذين عانوا من الصراع المسلح».

كتائب المعارضة تقتحم سجن درعا والنظام يقول إن المهاجمين انطلقوا من الأردن

قوات الأسد تتقدم في رأس العين بالقلمون والحصن بريف حمص

بيروت: «الشرق الأوسط»

سيطرت القوات النظامية السورية أمس على بلدة رأس العين المجاورة ليبرود، بعد أيام من استكمال السيطرة على هذه المدينة التي كانت تعد أكبر معقل للمعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية الواقعة على الحدود اللبنانية، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي، تزامنا مع اقتحام كتائب المعارضة سجن درعا المركزي وتحريرها ما يقارب 300 معتقل كانت تحتجزهم القوات النظامية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري نظامي قوله إن «وحدات من جيشنا الباسل تحكم السيطرة على بلدة رأس العين جنوب غربي مدينة يبرود بريف دمشق وتقضي على عدد كبير من الإرهابيين وتدمر أدوات إجرامهم». وبث التلفزيون الرسمي السوري صورا من رأس العين ظهرت فيها نساء يرقصن ويغنين فرحا بدخول الجيش، بحسب ما أكد مراسل التلفزيون التابع للنظام.

وكانت القوات النظامية دخلت إلى رأس العين أول من أمس، بعد أن أحكمت سيطرتها على التلال الشرقية ليبرود الواقعة شمال العاصمة السورية، وذلك بعد سيطرتها مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني الأحد الفائت بشكل كامل على يبرود.

وسبق لمصدر أمني سوري أن أشار لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن «الجيش سيطلق عملياته في كل المناطق التي توجد فيها المجموعات الإرهابية المسلحة (في القلمون) بحسب الخطة الموضوعة»، موضحا أن «العمليات ستتركز في رنكوس جنوب يبرود، وبلدتي فليطا ورأس المعرة إلى الشمال الغربي منها، وقد لجأ إليها مقاتلو المعارضة الذين كانوا متحصنين في يبرود».

في موازاة ذلك، سيطرت كتائب المعارضة السورية التابعة للجيش الحر في محافظة درعا على سجن المدينة المركزي (غرز) بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية استمرت نحو شهرين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، لافتا إلى «اشتباكات في منطقة صوامع الحبوب المجاورة للسجن».

ونقلت مواقع إخبارية قريبة من المعارضة عن مصدر عسكري معارض تأكيده «إطلاق سراح 294 معتقلا ومعتقلة من السجن المركزي، وذلك بعد أن اتخذتهم قوات الجيش السوري النظامي دروعا بشرية».

وأوضح المصدر أن «مقاتلي المعارضة توخوا الحذر عند قصفهم لأبنية السجن، لتتراجع قوات الجيش النظامي باتجاه صوامع الحبوب، شرق السجن، وتفرض كتائب المعارضة سيطرتها على كل أجزائه».

وفي حين لفت القيادي المعارض إلى أن الكتائب التي شاركت في عملية تحرير السجن تضم ألوية «العمري» ولواء «فلوجة حوران» وفرقة «اليرموك»، أشار كذلك إلى أن «سيطرة المعارضة لم تقتصر على سجن درعا المركزي، وإنما أيضا على سرية حفظ النظام الواقعة في المحيط الشرقي والجنوبي للسجن، بعد معارك دارت بين الكتائب المعارضة وقوات النظام على مدار 50 يوما». وبث ناشطون معارضون على موقع «يوتيوب» أشرطة مصورة تظهر نقل معتقلي سجن درعا المركزي بسيارات تابعة للمعارضة إلى مناطق آمنة، شرق محافظة درعا.

في المقابل، ربطت قيادة الجيش السوري النظامي بين سيطرة المعارضة على سجن درعا المركزي وقصف الطيران الإسرائيلي لمقرات تابعة للقوات النظامية السورية في هضبة الجولان، متهمة في بيان من سمتهم «الإرهابيين» بـ«الهجوم من اتجاه الأردن على السجن المركزي في مدينة درعا». لكن القيادي في هيئة أركان الجيش الحر عن الجبهة الجنوبية أبو أحمد العاصمي نفى لـ«الشرق الأوسط» هذه الأنباء، مشيرا إلى أن «السجن كان محاصرا منذ شهرين من قبل المعارضة ولا حاجة لقدوم مقاتلين من الأردن». وأوضح أن «النظام السوري غالبا ما يبرر أي هزيمة يتعرض لها بتحميل المسؤولية للدول المجاورة». وتزامنت الأوضاع الميدانية في يبرود ودرعا مع قصف كتائب المعارضة الإسلامية لمقرات أمنية في محافظة اللاذقية ذات الغالبية العلوية التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار الناشط الميداني في اللاذقية عمر الجبلاوي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «صواريخ غراد استهدفت مقرات الأمن السياسي والجنائي والعسكري التي تقع في منطقة المشروع السابع». وأوضح أن «الجبهة الإسلامية» وتجمع «نصرة المظلوم» الإسلامي تبنيا إطلاق الصواريخ.

وسارعت القوات النظامية إلى الرد على قصف المقرات الأمنية في المدينة باستهداف جبل الأكراد في ريف المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة بالطيران الحربي، بحسب ما أكد الناشط المعارض.

وفي حمص، شنت القوات النظامية هجوما على بلدة الحصن وسيطرت على حيين فيها، وتعد منطقة الحصن المعقل الوحيد المتبقي لمجموعات المعارضة المسلحة في ريف حمص الغربي بعد سيطرة القوات النظامية على بلدة الزارة قبل أسابيع. وأشار مصدر أمني إلى أن «القوات النظامية قصفت محيط قلعة الحصن من أجل السيطرة على قلعة الحصن».

 جرحى بقصف سوري على لاجئين بحدود لبنان

أفاد مراسل الجزيرة في لبنان بأن عشرين شخصا أصيبوا بجروح في قصف مدفعي من قبل قوات النظام لعائلات سورية لاجئة إلى منطقة وادي خالد بمحافظة عكار شمال لبنان.

واستهدف الطيران الحربي العائلات بينما كانت تحاول الفرار من منطقة قلعة الحصن في حمص باتجاه الأراضي اللبنانية.

وتأتي عمليات القصف هذه في ظل محاولة جيش النظام إحكام الحصار على قلعة الحصن بعد سيطرته على بلدة الزارة في ريف حمص.

وأفاد شهود عيان من الجانب اللبناني بأن العائلات تعرضت للقصف لدى وصولها إلى النهر الكبير الجنوبي الفاصل بين لبنان وسوريا.

وقد أعلن اتحاد الجمعيات الإغاثية في عكار حالة الطوارئ لإسعاف الجرحى الذين نقلوا إلى المركز الطبي للمنطقة، بحسب ما أفاد به مسعفون تحدثوا للجزيرة نت عبر الهاتف، وطالب هؤلاء المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنقاذ الجرحى.

وأمس أغار الطيران الحربي السوري على مواقع على الحدود اللبنانية السورية شرقي بلدة عرسال، وقال مراسل الجزيرة في عرسال إيهاب العقدي إن الغارات استهدفت مناطق جبلية داخل الأراضي السورية عادة يسلكها اللاجئون السوريون في طريقهم للأراضي اللبنانية.

وأضاف المراسل أن الغارات تتزامن مع عمليات عسكرية في المناطق السورية المحاذية لشرق لبنان وتحديدا في منطقة يبرود، والتي أعلنت القوات النظامية سيطرتها عليها قبل أيام.

ومن جهته، أعاد الجيش اللبناني فتح الطريق التي تربط عرسال ببقية المناطق اللبنانية، وعزز وحداته المنتشرة في البلدة بعد إغلاق مؤيدين لـحزب الله في بلدة اللبوة الطريق الواصلة بين عرسال ومدن وبلدات البقاع الأخرى عبر مدينتهم.

كما أعاد الجيش فتح معظم الطرق في مناطق مختلفة من لبنان التي كان أغلقها محتجون تضامنا مع أبناء عرسال واستنكارا لقطع الطريق الوحيدة التي تربطها ببقية المناطق اللبنانية.

 سيطرة للمعارضة بحماة وقتلى بقصف مدفعي في دمشق

                                            قال ناشطون سوريون إن كتائب المعارضة تمكنت فجر اليوم الخميس من السيطرة على عدة حواجز عسكرية تابعة لجيش النظام في حماة، في حين كثفت القوات الحكومية قصفها على عدة أحياء وبلدات في دمشق وريفها وسقط إثر ذلك العديد من القتلى والجرحى.

وقالت شبكة شام إن جبهة النصرة لأهل الشام تمكنت من تحرير حاجزي السمان وجب أبو معروف في ريف حماة الشمالي، وذلك بعمليتين تفجيريتين تلاهما اقتحام الحاجزين.

وأكدت الشبكة أن العملية أسفرت عن مقتل عدد من جنود النظام وأسر عدد آخر، بالإضافة إلى الاستيلاء على أسلحة وذخائر متنوعة فضلا عن دبابتين.

وهكذا تصبح الطريق سالكة أمام المعارضة نحو مدينة طيبة الإمام وبعدها إلى قمحانة الموالية للنظام، التي تعتبر بوابة مدينة حماة الشمالية.

وردت قوات النظام باستهداف أطراف مدينة طيبة الإمام بالبراميل المتفجرة عبر الطيران الحربي، وقصف مدن وبلدات ريف حماة بالصواريخ، ما أدى إلى حركة نزوح كبير للأهالي من طيبة الإمام.

وأفاد مركز صدى الإعلامي بأن الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام ما تزال عنيفة في مدينة مورك بعد سيطرة النظام على أغلب المناطق بالمدينة.

دمشق وريفها

وفي ريف دمشق، قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن قصفا مدفعيا وصاروخيا استهدف مدينة دوما والنشابية، مما خلف قتلى وعددا كبيرا من الجرحى، جلهم من النساء والأطفال، وأحصى مركز صدى الإعلامي مقتل ستة أشخاص وجرح حوالي 15 آخرين.

وأضاف اتحاد التنسيقيات أن راجمات الصواريخ دكت منطقة وادي بردى وقدسيا دون أن يتحدث عن إصابات.

من جانبها، ذكرت شبكة سوريا مباشر أن القصف المدفعي ما زال يستهدف مزارع رنكوس وأطراف فليطة وعدرا، وسط اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش النظامي والمعارضة المسلحة في محيط حواجز التواني وعكوبر وحقل الرمي في بلدة حفير الفوقا في القلمون بريف دمشق.

وكانت مدينة قدسيا في الريف الدمشقي قد تعرضت أمس لغارات جوية أدت إلى مقتل سبعة مدنيين وإصابة العشرات.

وتحدث مكتب دمشق الإعلامي عن إقدام قوات النظام على تفجير مسجد خالد بن الوليد الواقع في منطقة المهايني بين كفرسوسة وداريا.

يشار إلى أن القوات الحكومية نفذت أمس عمليات متفرقة في العاصمة وريفها، حيث قصفت أحياء جوبر والمالكي والمزرعة في دمشق بقذائف الهاون، كما قصفت مدينتي زملكا ودما وبلدة المليحة بالقذائف ذاتها، وفق ما ذكرت شبكة سوريا مباشر واتحاد تنسيقيات الثورة السورية.

مطاردة النازحين

وفي تطور آخر، تحدث ناشطون عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الذين نزحوا من مدينة قلعة الحصن بريف حمص الغربي بعد سيطرة النظام على المدينة يوم أمس.

وذكر الناشطون أن الطيران الحربي استهدف النازحين أثناء محاولتهم اللجوء إلى لبنان عبر الحدود الشمالية وبالقرب من النهر السوري الكبير، مشيرين إلى وجود عشرات العائلات العالقة على الحدود حتى اللحظة.

وفي درعا، أغار الطيران الحربي على محيط فرع الأمن الجوي وعلى الأحياء المحررة بالمدينة، وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في الحي الجنوبي من بلدة عتمان بريف درعا.

أما ريف اللاذقية، فذكرت شبكة شهبا برس أن الطيران المروحي ألقى برميلين متفجرين على مصيف سلمى في جبل الأكراد.

وفي مدينة حلب، ذكرت سوريا مباشر أن الطيران الحربي السوري استهدف دوار الجندول وسط المدينة، مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة عدد آخر.

100 قتيل وجريح في قصف سوري على لاجئين فارين للبنان

دبي – قناة الحدث

أفادت مصادر لقناة “الحدث” بأن قوات الأسد قصفت لاجئين سوريين أثناء عبورهم إلى لبنان بمحاذاة النهر الكبير، ومن جانبه، أكد خالد الضاهر النائب في البرلمان اللبناني، أن ضحايا القصف بلغ نحو 100 قتيل وجريح من الفارين السوريين.

وأضاف الضاهر أن مجموعة من المقاتلين كانت بين الفارين السوريين على الحدود اللبنانية.

ومن ناحيته، أغلق النظام السوري معبر البقيعة الرسمي مع لبنان في الشمال بعد الأنباء المتوالية عن قصف قوات النظام للاجئين السوريين الهاربين إلى لبنان.

وقد ناشد أهالي خط البترول الجيش اللبناني لإجلائهم بسبب عمليات القصف التي تطالهم.

وإلى ذلك أفيد أن اشتباكات اندلعت بين الجيش اللبناني ومسلحين من جند الشام فارين من قلعة الحصن في سوريا.

وأوضح معين المرعبي النائب في البرلمان اللبناني عن مدينة عكار لقناة الحدث أنه في الساعة الثالثة صباحاً علموا بوجود لاجئين، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، ووصل هؤلاء اللاجئون إلى محاذاة النهر الكبير على الحدود الشمالية لمنطقة عكار، بعد هروبهم من القرى التي كانوا يلجأون لها.

وأكد المرعبي أن قوات الأسد منذ الصباح الباكر تقوم بقصف هؤلاء اللاجئين، وأصابت عددا كبيرا منهم، ومن جهته نقل الصليب اﻷحمر عددا من الجرحى الى مستشفى السلام في القبيات ويستعد لنقل آخرين وجميعهم من الرجال.

غارات جوية على قدسيا

من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرة أشخاص قتلوا في بلدة قدسيا بريف دمشق في سلسلة غارات جوية شنتها طائرات النظام على البلدة ما يعتبر من أخطر خروقات الهدنة التي تم الاتفاق عليها منذ أكتوبر الماضي.

وعبر المرصد السوري عن قلقه من احتمال حصول مزيد من التصعيد في الوقت الحالي.

وكانت قدسيا شهدت هدنة بوساطات من شخصيات عامة وأعيان، تم بموجبها رفع العلم السوري الرسمي فوق مؤسسات عامة في المناطق المعنية وتوقف القتال مقابل إدخال مؤن غذائية وتمكين الجرحى والمرضى من الخروج.

شحن “نصف كيماوي” سوريا إلى خارج البلاد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، في بيان ليل الأربعاء، أن فريقها نجح في شحن نحو نصف مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية إلى خارج البلاد.

وأصدر الفريق الدولي الذي يشرف على إزالة الأسلحة الكيماوية من سوريا هذا البيان، بعد تحميل شحنتين على سفينتين راسيتين في البحر المتوسط على مدار الأسبوع المنصرم.

وأضاف أن تسليم الحمولتين إلى سفينتين راسيتين قبالة اللاذقية، يعني أن 29.5 من الكيماويات “ذات الأهمية 1″، وهي الأشد خطورة، أزيلت، إلى جانب 82.6 بالمائة من الكيماويات “ذات الأهمية 2”.

وأكدت البعثة المشتركة أنه تم إخراج 45.6 بالمائة من المواد الكيماوية عبر ميناء اللاذقية لتدميرها خارج سوريا، حسب ما نص عليه قرار دولي، جنب دمشق ضربة عسكرية محتملة.

وكانت الحكومة السورية وافقت العام الماضي على التخلي عن ترسانتها الكيماوية في إطار اتفاق مع روسيا والولايات المتحدة، لكن العملية شهدت عوائق عدة بسبب الحرب في البلاد.

وبعد تأجيل عدة أشهر عن البرنامج الزمني، أعربت بعض الدول عن تخوفها من ألا تتمكن دمشق من الوفاء بالمهلة الخاصة بتدمير كل الأسلحة الكيماوية بحلول 30 يونيو المقبل.

وطلبت سوريا إمهالها حتى 17 أبريل المقبل، لاستكمال إزالة المواد الكيماوية، وهو ما قد يؤخر العملية برمتها شهرين ونصف شهر عن الجدول الزمني المقرر.

وتقول السلطات السورية، التي تحارب انتفاضة مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ضد الرئيس بشار الأسد، إن المشكلات الأمنية هي السبب في تأخير نقل المواد الكيماوية إلى ميناء اللاذقية.

معارك “عنيفة” في حماة ودرعا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تصاعدت حدة المعارك، الخميس، بين القوات الحكومية السورية وفصائل من المعارضة المسلحة في محافظة حماة بالتزامن مع استمرار المواجهات في مناطق أخرى من البلاد.

وذكرت “شبكة شام” المعارضة أن المروحيات الحربية شنت سلسلة من الغارات على مدينة طيبة الإمام، وبلدتي طمين وقصر ابن وردات بريف حماة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وتزامن ذلك مع استهداف جبهة النصرة لحاجز للقوات الحكومية غربي مدينة طيبة الإمام، وفقا لنشطاء في المعارضة أضافوا أن العملية أوقعت قتلى في صفوف الجيش.

كما قال “مركز حماة الإعلامي” المعارض إن الجيش الحر سيطر على مقر للقوات الحكومية في شرق مدينة مورك، في وقت استمرت الاشتباكات في بلدتي جب أبو معروف والسمان.

في غضون ذلك، اندلعت مواجهات بين فصائل من المعارضة والقوات الحكومية في حي صلاح الدين بحلب، وسط قصف مدفعي استهدف المنطقة، حسب ما أعلنت “شهبا برس”.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات مماثلة تدور على الجبهة الجنوبية من بلدة الشيخ مسكين بالقرب من طريق نوى في محافظة درعا، بالتزامن مع قصف مدفعي تشنه القوات الحكومية.

وأضاف المرصد أن مناطق في بلدتي تسيل والحارّة في درعا تعرضت لقصف من قبل القوات الحكومية، بينما احتدمت المواجهات بين الجيش الحر والجيش الحكومي في محيط سجن درعا المركزي.

من جانبها، أكدت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن أهالي بلدة رأس العين احتفلوا باستعادة القوات الحكومية السيطرة على بلدتهم الواقعة جنوب غرب مدينة يبرود في ريف دمشق.

وكانت تلك القوات سيطرت، بدعم من مقاتلي حزب الله، الأربعاء، على قرية رأس العين بعد أيام من استعادة يبرود التي كانت تعتبر أكبر معقل لمقاتلي المعارضة في القلمون المحاذية للحدود اللبنانية.

قصف يستهدف بلدات لبنانية

وفي لبنان الذي يعاني من تداعيات الحرب السورية، أغار الطيران السوري مجددا على منطقة خربة يونين القريبة من مدينة عرسال، دون ورود معلومات عن سقوط ضحايا.

ومنذ سيطرة القوات الحكومية الاحد الماضي على يبرود، لجأ آلاف السوريين بينهم مقاتلون إلى عرسال التي باتت تستضيف أكثر من ستين ألف لاجئ سوري، بحسب السلطات المحلية فيها.

كما تعرضت منطقة وادي خالد في شمال لبنان لإطلاق قذائف مصدرها الجانب السوري، في وقت أقفلت السلطات السوري معبر البقيعة الحدودي بين البلدين.

ونقلت فرانس برس عن مصدر عسكري قوله إن 11 مقاتلا من المعارضة قتلوا في كمين نصبته لهم القوات الحكومية، خلال فرارهم من بلدة الحصن بريف حمص باتجاه الأراضي اللبنانية.

الفريق الدولي: تمت ازالة نصف الكيماويات السورية

بيروت (رويترز) – قال الفريق الدولي الذي يشرف على ازالة الأسلحة الكيماوية من سوريا إنه تم تقريبا شحن نصف الأسلحة الكيماوية المعلنة الى خارج البلاد بعد تحميل شحنتين على سفينتين راسيتين في البحر المتوسط على مدار الأسبوع المنصرم.

وقالت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في بيان الليلة الماضية إنه تم اخراج 45.6 في المئة من الكيماويات عبر ميناء اللاذقية لتدميرها خارج البلاد.

ووافقت سوريا العام الماضي على التخلي عن أسلحتها الكيماوية في اطار اتفاق مع روسيا والولايات المتحدة لكن العملية متأخرة عدة أشهر عن البرنامج الزمني ويمكن الا تتمكن من الوفاء بالمهلة الخاصة بتدمير كل الأسلحة الكيماوية بحلول 30 يونيو حزيران.

وطلبت سوريا إمهالها حتى 17 إبريل نيسان لاستكمال إزالة الكيماويات وهو ما قد يؤخر العملية برمتها شهرين ونصف شهر عن الجدول الزمني المقرر.

وتقول السلطات السورية التي تحارب انتفاضة مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ضد الرئيس بشار الأسد إن المشاكل الأمنية هي السبب في تأخير نقل الكيماويات الى ميناء اللاذقية المطل على البحر المتوسط.

وقالت مصادر يوم الثلاثاء إن خمسة صواريخ أطلقت على منطقة الميناء في وقت سابق من الشهر سقط أحدها بالقرب من المكان الذي يقيم فيه الفريق الدولي.

وقالت البعثة المشتركة إن تسليم الحمولتين إلى سفينتين راسيتين قبالة اللاذقية يعني أن 29.5 من الكيماويات “ذات الأهمية 1” وهي الأشد خطورة أزيلت الى جانب 82.6 في المئة من الكيماويات “ذات الأهمية 2”.

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير سامح الخطيب)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى