أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 22 تشرين الثاني 2017

بوتين يطرح مبادرة سلام لسورية

موسكو – رائد جبر؛ الدمام – منيرة الهديب؛ لندن – «الحياة»

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأميركي دونالد ترامب، للتشاور في شأن الأزمة السورية، قبيل قمة سوتشي التي ستجمع الرؤساء الروسي والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني اليوم، وبعد قمة مفاجئة استغرقت 4 ساعات في سوتشي التي زارها الرئيس السوري بشار الأسد لابع ساعات. وذكرت «وكالة الأنباء السعودية» أنه جرى خلال اتصال الرئيس الروسي مع الملك سلمان، استعراض العلاقات المميزة بين البلدين، وفرص تطويرها، إضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة تجاهها، إلى جانب التعاون المشترك لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب، ولتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. كما تم استعراض الجهود المشتركة لاستقرار أسواق الطاقة، وجهود البلدين لتعزيزه وتطويره. وذكر الكرملين أن بوتين دعا الأسد إلى سوتشي للبحث في تفاصيل مسودة مبادرة سلام جديدة للتسوية في سورية، صاغتها موسكو وطهران وأنقرة. وأجرى بوتين والأسد محادثات سوتشي خلال زيارة للرئيس السوري لم يعلن عنها مسبقاً. وأعلن الكرملين أن المحادثات ركزت على «المبادئ الأساسية لإطلاق العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية».

 

واستهل بوتين اللقاء بتهنئة الأسد بـ «النتائج التي تحققت في سورية على صعيد الحرب ضد الإرهاب»، مضيفاً أن «هزيمة الإرهابيين باتت نتيجة حتمية». وأكد الرئيس الروسي أنه «بات من المهم الآن التوصل إلى تسوية سياسية في سورية»، مشيراً إلى أن موسكو تسعى إلى إطلاق عملية حوار واسعة النطاق بين الأطراف السورية و «نعلم أنكم أبديتم استعداداً للعمل مع كل من يريد السلام والاستقرار في سورية».

 

ولفت بوتين إلى تزامن زيارة الأسد مع القمة الثلاثية اليوم. وزاد أن روسيا تجري، إضافة إلى محادثاتها مع تركيا وإيران، اتصالات نشطة مع بلدان أخرى كالسعودية والعراق والولايات المتحدة ومصر والأردن.

 

من جانبه، أكد الأسد تأييده العملية السياسية. مشيراً إلى أن الحكومة السورية تعوّل على «دعم روسيا لضمان عدم تدخل اللاعبين الخارجيين في العملية السياسية، وأن يدعموا فقط المسار السياسي، الذي سيقوده السوريون أنفسهم». كما أشاد الأسد بـ «الجهود التي بذلتها روسيا لإنقاذ بلدنا». وفي لفتة ذات دلالة، تعمد بوتين دعوة عدد من الجنرالات الروس الذين تولوا إدارة العمليات العسكرية في سورية خلال العامين الماضيين.

 

ويبدأ اليوم اجتماع الرياض للمعارضة السورية، للبحث في توحيد المعارضة قبل اجتماع جنيف، المقرر نهاية الشهر الجاري، بمشاركة أكثر من 140 عضواً من منصات المعارضة الثلاث (الرياض والقاهرة وموسكو)، إضافة إلى عدد من الأعضاء المستقلين وممثلي الفصائل وممثلي «الائتلاف الوطني السوري»، وأعضاء «هيئة التنسيق».

 

وتهدف الاجتماعات إلى إصدار «وثيقة موحدة»، تتوافق عليها المنصات قبل جنيف. ويبدأ الاجتماع مع موجة من الاستقالات بين أعضاء «الهيئة العليا للمفاوضات». ووصف عضو المعارضة المشارك في المؤتمر العقيد عبدالجبار العكيدي، الاستقالات بـ «الشأن الشخصي»، مؤكداً لـ «الحياة» عدم تأثيرها في أعمال الاجتماع. فيما وصف عضو الوفد المفاوض العقيد فاتح حسون لـ «الحياة»، الاستقالات بـ «طبيعية قبيل الاجتماع، إذ ستكون هناك هيكلية جديدة للهيئة… ومن الطبيعي أن يكون لهذه الهيكلية مؤيدون ومعارضون».

 

في موازاة ذلك، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني «نهاية» تنظيم «داعش»، كما وجّه قاسم سليماني قائد «قوة القدس» في الحرس الثوري الإيراني، الشكر للآلاف الذين قتلوا خلال العمليات العسكرية ضد التنظيم في سورية والعراق.

 

وأعلن رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف أمس، أن «المرحلة النشطة من العملية العسكرية» الروسية في سورية «تشارف على الانتهاء».

 

وقال عضو بارز في الدوما الروسي إن الجيش الروسي سيحتفظ بأصوله في سورية حتى بعد هزيمة «داعش» وانتهاء العمليات القتالية، في إشارة إلى المعدات والأسلحة والقوات الروسية في سورية. وقال فيكتور بونداريف، الرئيس السابق للقوات الجوية الروسية والرئيس الحالي للجنة شؤون الدفاع في الدوما، إن الجيش الروسي سيبقي على طائراته الحربية وبعض القوات البرية والأسلحة في سورية.

 

بوتين والأسد يبحثان في سوتشي مستقبل حل سياسي في سورية

موسكو، سوتشي، بيروت ـ رويترز، أ ف ب

 

بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره السوري بشار الأسد أمس (الإثنين)، في سوتشي مستقبل الحل السلمي والسياسي في سورية بعد قرب انتهاء العمليات العسكرية في الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وفق ما أعلن الكرملين في بيان.

 

وقال بوتين للأسد إنه أراد لقاءه قبل اجتماع مقرر هذا الأسبوع في روسيا يلتقي فيه مع زعيمي تركيا وإيران، موضحاً ان اللقاء يهدف الى مناقشة «التسوية السياسية والسلمية على الأمد الطويل» في سورية التي يفترض انها تلي هزيمة الإرهاب.

 

وجاء في البيان أن بوتين سيجري محادثات مع نظيره الأميركي دونالد ترامب وعدد من القادة العرب ومن بينهم أمير قطر حول تسوية النزاع السوري.

 

واتفق الاثنان على أن التركيز في سورية يتحول الآن إلى البحث عن حل سياسي، وقال بوتين «ما زال أمامنا طريق طويل قبل أن نحقق نصراً كاملاً على الإرهابيين. لكن بالنسبة إلى جهودنا المشتركة لمحاربة الإرهاب على الأرض السورية، فإن العملية العسكرية في نهايتها بالفعل».

 

وأضاف: «أعتقد أن أهم شيء الآن بالطبع هو الانتقال إلى القضايا السياسية وألاحظ برضا استعدادكم للعمل مع كل من يريدون السلام والوصول إلى حل» للنزاع.

 

وقال الأسد إن «المضي قدماً في العملية السياسية في هذه المرحلة مهم خصوصاً بعد الانتصار على «الإرهابيين». وأعرب عن «امتنان الشعب السوري» للمساعدة التي قدمتها روسيا في الدفاع عن «وحدة واستقلال» سورية.

 

وفي وقت لاحق من اليوم، أعلن الكرملين أن بوتين أبلغ ترامب بالمحادثات التي أجراها مع الأسد.

 

وقال الكرملين: «أبلغ فلاديمير بوتين دونالد ترامب بابرز نتائج لقائه بشار الأسد الذي جرى في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري والذي أكد خلاله الرئيس السوري التزامه العملية السياسية واجراء اصلاحات دستورية وانتخابات رئاسية وتشريعية».

 

إلى ذلك، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي اليوم نهاية «داعش»، وذلك بعد تلقيه رسالة من القيادي في الحرس الثوري الإيراني الميجر جنرال قاسم سليماني أكد فيها نهاية التنظيم المتطرف.

 

مسودة البيان الختامي لمؤتمر الرياض 2: رحيل  الأسد بداية المرحلة الانتقالية

مسودة البيان الختامي لمؤتمر رياض2 الذي جمع أطيافاً من المعارضة السورية وعقد في العاصمة السعودية.

وأكدت المسودة أن “المؤتمر الثاني لقوى الثورة والمعارضة السورية شارك فيه ممثلون عن هيئات المعارضة والثورة والمستقلين وقوى الثورة العسكرية ومنظمات المجتمع المدني والمجالس المحلية، والمجتمعية من جميع مكونات الشعب السوري”.

وحسب المسودة “هَدَفَ المؤتمر إلى توحيد الصفوف، والتوافق على مبادئ أساسية تؤسس لسورية المستقبل، ورؤية مشتركة يتفق عليها السوريون لحل سياسي بناءً على بيان جنيف1 لعام 2012، والقرارات الدولية (2118 ) و(2254)؛ وهو الحلُّ الذي يؤسس لتحقيق العدالة وينصف ضحايا الاستبداد، وجرائم الحرب، ويجمع كل السوريين من جديد في وطنهم الذي يكفل حريّاتهم ويصون كرامتهم، وتوحدهم ضد قوى الاستبداد والتطرف والإرهاب، متساوون في الحقوق والواجبات، وليعم الأمن ويتحقق السلام لكل أبناء الوطن الواحد” .

وأضافت “تمت مراجعة العملية السياسية حتى تاريخه والتي لم تحقق الغاية المرجوة منها، وسبل معالجتها في ظل استمرار مخالفة النظام للقانون الدولي بعدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحماية المدنيين السوريين ورفع الحصار عنهم، وضمان وصول الاحتياجات الاغاثية والإنسانية لكافة المناطق التي تحتاجها، وإطلاق سراح المعتقلين وتوضيح مصير المغيبين والمفقودين، والتي تعدُّ من المبادئ الأساسية المتبعة دولياً كإجراءات بناء الثقة لانطلاق مفاوضات هادفة وذات مغزى” .

وقد ناقش المشاركون ، وفق المسودة “الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال وتبادلوا الآراء في أجواء يسودها الاحترام المتبادل، والشعور العميق بمسؤوليتهم التاريخية تجاه الشعب السوري الصامد، وخلصوا إلى التوافق حول القضايا المصيرية التي تواجه سورية .”

وحدة سوريا

أكد المجتمعون على “تمسّكهم بوحدة وسلامة الأراضي السورية، وسيادة الدولة المنشودة على كامل أراضيها، ولا يجوز اقتطاع أي جزء منها أو التخلي عنها، كما عبروا عن التزامهم بأن سورية دولة متعدّدة القوميات والثقافات، يضمن دستورها بالحقوق القومية لكافة المكونات من عرب وكرد وتركمان وسريان آشوريين وغيرهم، بثقافاتهم ولغاتهم على أنها لغات وثقافات وطنية تمثّل خلاصة تاريخ سوريّة وحضارتها، واعتبار القضية الكردية هي جزء من القضية الوطنية السورية وضرورة إلغاء جميع السياسيات التميزية والاستثنائية التي مورست بحقهم و إعادة الجنسية للمجردين والمكتومين من أبنائهم .”

كما عبر المشاركون عن التزامهم بأنْ “تكون سورية دولة ذات نظام حكم ديمقراطي على مبدأ اللامركزية الإدارية، غنية بتنوعها القومي والديني والطائفي، تحترم المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، وتعتمد مبدأ المواطنة المتساوية، ونظام حكم يمثل كافة أطياف الشعب السوري دون تمييز أو إقصاء على أساس طائفي أو عرقي، ويرتكز على مبادئ المواطنة، وحقوق الإنسان والشفافية والمساءلة والمحاسبة وسيادة القانون على الجميع″ .

الحفاظ على مؤسسات الدولة

وتعهّدوا بـ”الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، مع وجوب إعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية، وضمان حقوق العاملين فيها. كما شدّدوا على رفضهم للتطرف والإرهاب بأشكاله كافة، ومصادره. وأكدوا رفضهم التدخلات الإقليمية والدولية وخاصة الدور الإيراني في زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وإحداث تغييرات ديموغرافية فيها، ونشر الإرهاب بما في ذلك إرهاب الدولة ومليشياتها الأجنبية والطائفية”.

وأكّدوا على أن “مؤسسات الدولة السورية الشرعية، والتي يختارها الشعب السوري عبر انتخابات حرة ونزيهة، هي من سيكون له حصراً حق حيازة السلاح. كما جدّدوا رفضهم لوجود جميع المقاتلين الأجانب على الأراضي السورية، وجلاء القوات الأجنبية كافة” .

وشدّد المجتمعون على أنَّ “حل الأزمة السورية هو سياسي من الدرجة الأولى، وفق القرارات الأممية، مع حتمية توفر ضمانات دولية تشمل إجراءات ردع وآليات تنفيذية لهذه القرارات، ما يضمن التزام كافة الأطراف بها، ويكفل المساءلة والمحاسبة على ما ارتُكب ويرتكب من جرائم حرب بحق المدنيين السوريين، وأن عملية الانتقال السياسي في سوريّة هي مسؤولية السوريين والمجتمع الدولي”.

اتفق المشاركون على أن “هدف التسوية السياسية هو تأسيس دولة تقوم على مبدأ المواطنة، ما يمكّن السوريين من صياغة دستورهم دون تدخل، واختيار قياداتهم عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة يشارك فيها السوريّون داخل وخارج سورية تحت إشراف الأمم المتحدة، ضمن آلية تصون حقهم في مساءلة تلك القيادات ومحاسبتها، وتحقيق عملية انتقال سياسي جذرية وشاملة لا يشارك فيها، أو في أي ترتيبات سياسية قادمة، أي مسؤول تثبت مشاركته في جرائم حرب ضد المدنيين”.

مفاوضات غير المشروطة

وأكد المجتمعون أن “المفاوضات المباشرة غير المشروطة تعني أن كافة المواضيع تُطرح وتناقش على طاولة المفاوضات، ولا يحق لأي طرف أن يضع شروطاً مسبقة، ولا تعتبر المطالبة بتنفيذ ما ورد في القرارات الدولية شروطاً مسبقة، أو يمنع طرح ومناقشة جميع المواضيع، بما فيها شكل الحكم ونظامه وصلاحيات سلطاته ومسؤوليه، بما فيها موقع رئاسة الجمهورية، والحكومة وغيرها ، وشدّد المؤتمرون على محافظة قوى الثورة والمعارضة على سقف مواقفها التفاوضية المعلنة التي حدّدتها تضحيات الشعب السوري التي لا يمكن التفريط بها على الإطلاق”.

كما شدد المؤتمرون على “المحافظة على سقف مواقفها التفاوضية التي حددتها تضحيات الشعب السوري التي لا يمكن التفريط بها على الإطلاق ، وذلك وفق ما نص عليه بيان جنيف1 بخصوص “إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تهيئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية” ، و أن من الجوهري الحرص على تنفيذ العملية الانتقالية على نحو يكفل سلامة الجميع في جو من الاستقرار والهدوء”، وبناء عليه : فقد أكد المجتمعون على أنه لا يمكن تحقيق ذلك دون مغادرة بشار الأسد، وزمرته، وأركانه سدة الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية”.

اتفق المجتمعون على “تشكيل وفد تفاوضي واحد في بنيته، وموحَّد في مواقفه ومرجعيته، بهدف التفاوض مع ممثلي النظام، على أن يسقط حق كل عضو في هذا الوفد بالمشاركة في هيئة الحكم الانتقالي أو في المؤسسات المنبثقة عنها”.

تنفيذ القرارات الأممية

طالبوا “الأمم المتحدة، وعبر ممثلها، باتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لتفعيل العملية السياسية، وتصويب مسار جنيف التفاوضي، وذلك بالدعوة إلى مفاوضات مباشرة، غير مشروطة، بين وفد قوى الثورة والمعارضة الموحّد، ووفد ممثلي النظام السوري بوضع جدول أعمال تستند إلى “بيان جنيف1” الصادر بتاريخ 30 حزيران / يونيو 2012، والقرارات الدولية ذات الصِّلة لاسيما القرارين 2118، و 2254 و262/67، وتتخذ هذه القرارات كمرجعية وحيدة للتفاوض، وبرعاية وضمانة الأمم المتحدة”.

وطالب المشاركون “الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وتنفيذ بنود قرارات مجلس الأمن بالعمل الفوري والجاد لتطبيق ما سبق أن اتُّخذ من قرارات بخصوص إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، والسماح بوصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وعودة اللاجئين والنازحين، وتطبيق اتفاقيات خفض التصعيد بشكل فعلي وحازم، ووقف الخروقات التي يرتكبها النظام وحلفاؤه، وشدّد المؤتمرون على أن تلك الاتفاقات، إن لم تترافق مع مساعٍ جادة على المسار السياسي للتوصل إلى حل سياسي عادل، ستؤدي إلى تطوّر الصراع إلى أشكال أخطر، ما يؤدي إلى عودة الإرهاب وانتشاره في المنطقة”.

ونبّه المشاركون الأطراف الدولية كافّة إلى أن “عمليات إعادة الإعمار لا يمكنها أن تبدأ قبل إنجاز اتفاق الحل السياسي، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي، وأن أيّة عمليات تجري قبل ذلك ستطيل من أمد الأزمة السورية، وستعيق التوصّل إلى حل سياسي مستدام. كما لفت المؤتمرون نظر الدول التي قد تفكر بالتطبيع مع نظام الاستبداد في تلك الفترة، بأنها ستجرّ إلى المزيد مما يمارسه من تعنت للعملية السياسية والتفاوضية، ما سيؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا من المدنيين الأبرياء، وذلك في مخالفة واضحة للقرارات الدولية والقانون الدولي باستعماله أسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا”ً .

وأعرب المشاركون في “الاجتماع عن قبولهم ودعمهم لدور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في الإشراف على وقف إطلاق النار، وحفظ السلام، وفي رعاية العملية السياسية ، ومطالبتهم بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية”.

القدس العربي”

 

جورج صبرا لـ«القدس العربي»: لم أحضر مؤتمر الرياض بسبب تجاهل الهيئة العليا للمفاوضات

حلب – «القدس العربي» : قال عضو الهيئة العليا للمفاوضات جورج صبرا في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، انه أعتذر عن عدم المشاركة في مؤتمر الرياض2 بسبب احتجاجه على تجاهل دور الهيئة العليا للمفاوضات.

وأضاف صبرا: نستطيع نستطيع أن نفهم تجاهل الهيئة العليا للمفاوضات من خلال تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والانتقاءات التي تمت واعتبرها خطوة باتجاه توحيد المعارضة بمعنى باتجاه قبول منصة موسكو التي صنعها للشعب السوري و ارسلتها إلى مؤتمر الرياض.

وأشار إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات أعدت نفسها للمؤتمر حيث كلفت مكاتبها بإعداد التقارير اللازمة من أجل كشف حساباتها أمام مؤتمر الرياض2، لكن للأسف الذين أعدوا المؤتمر بهذه الطريقة حرموا الهيئة فرصة أن تقدم حسابها أمام المؤتمر. وأكد أن تجاهل الهيئة العليا فيها مصلحة للكثيرين من الدول والشخصيات السوريا، والذي هو بعيد كل البعد عن اصول العمل السياسي والتنظيمية وإهانة للسوريين، لافتاً إلى أنه لم يتم دعوة الهيئة العليا للمفاوضات كمؤسسة لمؤتمر الرياض ، حيث لم يدع إلا شخصيات عدة ارسلتهم مكوناتهم السياسية.

وكشف صبرا عن مخاوفه من خفض سقف المفاوضات واستبدال الانتقال السياسي بالحل السياسي كما يريده الروس وهو شكل من أشكال المصالحة مع النظام، وكذلك اعطاء فرصة للروس لإعادة تأهيل النظام والاطالة بعمره ليكون له أي دور في المرحلة الانتقالية أو بمستقبل سوريا لأنه عند ذلك سيضرب أساس الحل السياسي.

ويأمل صبرا في نجاح مؤتمر الرياض2 بتثبيت مرجعيات الثورة وأهداف الشعب السوري كما ورد في بيان رياض1 دون أي تنازل وتخفيض لسقف المفاوضات، لكنه يرى في المقابل أن الروس مستمرون في محاولاتهم لخطف المفاوضات من مسار جنيف الى مسار الاستانة ثم سوتشي بهدف إخراجها من مرجعيتها الأساسية وهي بيان جنيف لعام 2012 والقرارات الدولية ذات الصلة.

 

نشار لـ«القدس العربي»: تواطؤ داخل الائتلاف وراء الإطاحة بالهيئة العليا للمفاوضات

عبد الرزاق النبهان وهبة محمد:

دمشق – حلب – «القدس العربي»: أكد رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق سمير نشار في حديثه لـ«القدس العربي»، أن هناك تواطؤاً حدث بين بعض الشخصيات في قيادة الائتلاف مع هيئة التنسيق ومنصة القاهرة وبدعم من منصة موسكو للإطاحة بالهيئة العليا للمفاوضات او بالجزء الأكبر منها (المتشددين) لإيجاد هيئة مفاوضات عليا جديدة تشارك بها اضافة الى ائتلاف منصة موسكو والقاهرة.

وأضاف، إن الهدف من ذلك ليس فقط تحقيق طموحات شخصية او تنافس حزبي او الحصول على مكاسب سياسية ، وانما الاخطر التجاوب مع ما يطرح روسيا وربما دوليا واقليميا لطبيعة الحل السياسي الذي يناقض طموحات وأحلام السوريين.

وأشار إلى أن ما حصل وسيحصل خلال الأيام القادمة ستكون له انعكاسات على اوضاع المعارضة او المعارضات بفعل القوى الاقليمية والدولية التي عملت ولاتزال تعمل على تطويع المعارضة وقوى الثورة ليس فقط لتطويعها كما جرى ، وانما لمحاولة فرض حل سياسي عليها ينهي طموحات السوريين وحلمهم بدولة الحرية والكرامة والقانون.

وأضاف، أنه طالما وصفت الهيئة العليا للمفاوضات بأنها تضم متشددين حسب وصف وزير الخارجية الروسي التي تعيق التفاهمات الدولية والإقليمية حول مطلبهم ببقاء بشار الاسد في المرحلة الانتقالية ومن ثم السماح له بالمشاركة بالانتخابات الرئاسية، وهو ما رفضته الهيئة العليا بصلابة لأسباب ثلاثة أولها التمسك بالقرارات الدولية التي تمثل مرجعية الحل وهي بيان جنيف1 لعام 2012 والقرار الدولي رقم 2118 لعام 2013 والقرار الدولي رقم 2254 لعام 2015.

وتابع، تمسكت الهيئة العليا ببيان مؤتمر الرياض1 الذي توافقت عليه كل القوى السياسية والفصائل المشاركة والمستقلين والذي تم توقيعه بشكل شخصي من كل المشاركين والذي ينص على لا دور لبشار الاسد وزمرته منذ بداية المرحلة الانتقالية.

وحسب نشار فإن الضغط الروسي وديمستورا لتوحيد المعارضة من خلال فرض منصة موسكو وإدماجها بجسم المعارضة الأساسي (الهيئة العليا للمفاوضات)،كانت الخطوة الاولى لما حدث بجنيف 4 نتيجة الخرق الذي قاده الدكتور نصر الحريري رئيس وفد الهيئة العليا بقبوله الدخول مع منصة موسكو والقاهرة الى الجلسة الافتتاحية مما أدى الى الاعتراف بمنصة موسكو شريكة بالقرار السياسي للهيئة العليا، وهذا يتحمل مسؤوليته المباشرة الدكتور نصر الحريري مخالفا بذلك قرار الهيئة العليا ومخالفا مواقف وأدبيات المعارضة والثورة التي تنظر الى منصة موسكو على انها ممثلة للنظام السوري ، اي انه سمح بتمثيل للنظام داخل جسم قوى الثورة والمعارضة.

كما أكد أن الخطوة الثانية ستكون من خلال مؤتمر الرياض2 لتكون جزءاً من الوفد التفاوضي وهي التي ترفض تنحي بشار الاسد وترفض عدم السماح بمشاركته بالانتخابات الرئاسية فيما اذا اجريت بموجب حل سياسي وإعادة الشرعية اليه وتجاوز ما ارتكبه من مجازر وقمع وتجويع وتهجير للسوريين.

واوضح أن لا شك هنالك الكثيرين من اعضاء مؤتمر الرياض المدعويين هم من الوطنيين الاحرار الحريصين على تنفيذ وتلبية مطالب السوريين وخاصة المتعلقة بالتخلص من بشار الاسد ونظامه، لكن كل ذلك لا يمنع من القول ان المؤتمر سيواجه تحديات حقيقية في ظل الهواجس المرافقة لانعقاده، خاصة بعد الإطاحة بالمتشددين، حيث هذا معبر عنه وزير الخارجية الروسي عندما يقول ان استقالة المتشددين سوف تساعد في توحيد المعارضة.

واستطرد ان هذا يدلل على الاتجاه التي تسعى اليه روسيا تحديداً مع الدول الاخرى من خلال ما تشهد عليه الحركة النشطة من الاجتماعات والاتصالات الدولية التي رافقت انعقاد المؤتمر بين الدول المتدخلة بالملف السوري ، إضافة إلى وجود كتلة وازنة من الرافضين للمشروع الروسي ربما يؤدي الى مواجهة وانقسام في صفوف المؤتمر فيما اذا تبين ان الدفع بالبيان الختامي سيتم التعبير بشكل ملتبس ومخالف لما ورد ببيان الرياض1 او الصمت عن ذلك تماما.

من جهته اكد مصدر مسؤول مقرب من رياض حجاب المنسق المستقيل من الهيئة العليا للتفاوض، ان يتم تسليم أحمد جربا منصب رئاسة الوفد الجديد للتفاوض في الهيئة العليا، مشيرا الى ان جميع الشخصيات الجديدة في الهيئة او الشخصيات التي ستقود عملية التفاوض سيكون اختيارها بناء على تقييم وقبول الجانب الروسي.

وأشار في حديثه لـ»القدس العربي» الى ان رياض 2 لن يتخلله اختلاف في وجهات النظر وخاصة ان الشريحة التي تقود عملية التفاوض الآن هي الفئة التي باتت تشكل الأغلبية في الوفد المفاوض، والمتمثلة بكل من منصة موسكو، ومنصة القاهرة، وأضاف «على الأقل سوف يكون بينهم خطوط عريضة، على عكس وفد الفصائل المسلحة ووفد الائتلاف الذي اصبح «اقلية» ويعمل بشكل انفرادي بدون تنسيق او ملفات مشتركة».

ورجح المصدر «ان يكون مؤتمر الرياض 2 هو نهاية الائتلاف، لما سوف يسببه من شرخ داخلي بدأ يظهر من الآن، من خلال الوفد الحالي الممثل للائتلاف، حيث هددت كتل معتبرة بالانسحاب من وفد التفاوض».

 

انتفاضة شعبية داخل سوريا رفضا لمؤتمر الرياض 2

دمشق –”القدس العربي”- من هبة محمد

بالتزامن مع افتتاح المؤتمر الثاني للمعارضة السورية الذي تحتضنه العاصمة السعودية الرياض اليوم الاربعاء، تشهد بعض المدن وبلدات في الداخل السوري، حراك شعبيا، انتفض بشكل سلمي ضد أي تنازل قد يتمخض عنه مؤتمر رياض 2.

 

وللمرة الأولى منذ ثلاث سنوات يتجاوز عدد نقاط التظاهر في محافظة درعا وحدها 25 نقطة شملت معظم بلدات الريف الغربي والريف الشرقي للمحافظة، كبلدات الجيزة، والسهوة، والكرك، اللجاة، نوى، جاسم، انخل، ونصيب، الحراك، المسيفرة، ابطع، مليحة العطش، بالتزامن مع مظاهرات دعا اليها مجلس المحافظة للوقوف ضد مؤتمر الرياض2 والقوائم المدعوة اليه بما فيها الشخصيات والمنصات المقربة من النظام السوري،ممن لا يمكن ان يمثلوا رغبة السوريين.

 

وقال الناشط الإعلامي “منهل حراكي” أحد المشاركين في التظاهرات، في حديث لـ “القدس العربي” ان المظاهرات التي تشهدها محافظة درعا في سابقة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، حيث وصل عدد نقاط التظاهر الى 25 نقطة، في سيناريو يحاكي روح الثورة الأولى وانتفاضة 2011.

 

فيما خرجت في مظاهرات أهلية في محافظة القنيطرة، رفضا لأي ضغوط قد تمارس على الوفد المتجمع وما قد ينتج عنه من خيبات جديدة لتطلعات السوريين، حيث رفع الأهالي في بلدتي العشة، وعين الباشق، لافتات نددت بمؤتمر رياض 2، ومشاريع التقسيم، والقبول ببقاء بشار الأسد.

 

واكد المعارض السوري ورئيس احدى الفعاليات المدنية في مدينة الرستن بريف حمص، خلال اتصال هاتفي مع “القدس العربي” خروج مظاهرات شعبية في المدينة اكدت ا رفض مشاركة منصتي موسكو والقاهرة، وحتى الشخصيات المدعوة، وقال متحدثا باسم المتظاهرين “نرفض أي انحياز عن مبادئ الثورة، وخاصة بعد استبعاد الشخصيات الوطنية التي حاولت خلال السنوات الماضية تلبية الحد الأدنى من متطلبات الشعب السوري، والتمسك بالثوابت التي خرج السوريون منذ عام 2011 لأجلها”.

 

وأضاف المتحدث: معظم الحاضرين مستعدون للعبث بثوابت المؤتمر، وهو السبب الرئيسي في هذه الانتفاضة” حسب رأيه.

 

وعبر ناشطون من محافظة درعا اصرارهم على التظاهر، بسبب خروج المجتمعين في مؤتمر الرياض 2 عن المسار الطبيعي والمتوقع لمن يحمل على عاتقه تمثيل الشعب السوري، مما أجبرهم على عدم الالتزام بالهدنة والخروج بشكل سلمي وجماعي الى الانتفاضة التي شارك فيها جميع الفعاليات المدنية والثورية في المحافظة.

 

وبالرغم من مشاركة اكثر 10 شخصيات من أبناء درعا في مؤتمر الرياض 2 إلا انهم جميعا فشلو في اقناع الأهالي بالخروج وقفة تأييد واحدة للمؤتمر.

 

بوتين يرى “فرصة حقيقية” للسلام في سوريا لدى بدء القمة مع أردوغان وروحاني

سوتشي (روسيا)- (أ ف ب) : اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء لدى بدء اعمال قمة مع نظيريه التركي والايراني ان هناك “فرصة حقيقية” لإنهاء النزاع في سوريا، مشددا في الوقت نفسه على ان التسوية تفترض تقديم “تنازلات” من كل الاطراف.

 

ويسعى الرئيس الروسي من خلال هذه القمة التي تعقد في مدينة سوتشي الروسية في جنوب غرب البلاد، الى الدخول في مرحلة التسوية في سوريا بعد ان تمكن حليفه النظام السوري من استعادة قسم كبير من الاراضي السورية من الفصائل المسلحة والجهادية.

 

وقال بوتين امام نظيريه رجب طيب اردوغان وحسن روحاني “ظهرت فرصة حقيقية لإنهاء هذه الحرب الاهلية التي تعود الى سنوات عدة”، وذلك قبل ايام من بدء جولة محادثات جديدة في جنيف تحت اشراف الامم المتحدة في الثامن والعشرين من الشهر الحالي.

 

واضاف الرئيس الروسي “يعود الى الشعب السوري ان يحدد بنفسه مستقبله، من البديهي القول ان العملية لن تكون سهلة وتتطلب تسويات وتنازلات من جميع الاطراف، ومن بينهم الحكومة السورية”.

 

واوضح بوتين ان موسكو وطهران وانقرة “ستبذل الجهود الاكثر فاعلية لجعل هذا العمل مثمرا بأكبر قدر ممكن”.

 

وتشرف الدول الثلاث على مفاوضات آستانا عاصمة كازاخستان، التي اتاحت قيام أربع مناطق “خفض توتر” على الاراضي السورية. والمعلوم ان روسيا وإيران تدعمان النظام السوري في حين ان تركيا تدعم المعارضين له.

 

واتاح قيام مناطق خفض توتر تخفيف حدة التوتر بعد جمع ممثلين عن النظام والمعارضة لمناقشة مسائل عسكرية، في حين ان المحادثات السياسية تجري في جنيف وهي لم تحقق نتيجة تذكر. ويبدو ان موسكو تسعى لإيجاد بديل سياسي عن محادثات جنيف.

 

وشكل التدخل العسكري الروسي، خصوصا عبر شن غارات جوية على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية، منعطفا في مسار الحرب السورية التي اوقعت حتى الان أكثر من 330 ألف قتيل وملايين اللاجئين منذ اكثر من ست سنوات.

 

واتاح التدخل الروسي لجيش النظام السوري استعادة مناطق واسعة في سوريا من تنظيم الدولة الاسلامية كان اخرها مدينة البوكمال الحدودية مع العراق مساء الاحد.

 

– تجنب التفكك-

 

وقال بوتين ايضا خلال افتتاح اعمال القمة الثلاثية “بفضل جهود روسيا وإيران وتركيا تمكنا من تجنب تفكك سوريا ومنع وقوعها بايدي ارهابيين دوليين”.

 

من جهته قال اردوغان “ان النتائج التي تحققت (في آستانا) مهمة لكنها غير كافية بالنسبة الينا. لا بد لنا من تقديم مساهمة مهمة للوصول الى تسوية سياسية” للنزاع، مضيفا “اعتقد باننا سنتخذ هنا قرارات مهمة”.

 

اما روحاني فقال ان “دور المجتمع الدولي هو مساعدة الشعب السوري” مضيفا “لا بد من التخفيف من عذابات الشعب السوري لتأمين عودة اللاجئين”.

 

ومن المتوقع ان يناقش الرؤساء الثلاثة احتمال عقد “مؤتمر حوار وطني سوري” يجمع في روسيا ممثلين عن النظام والمعارضة، وهي الفكرة التي أطلقتها موسكو في نهاية تشرين الاول/اكتوبر، الا ان المعارضة رفضتها وتمسكت بمسار جنيف.

 

والمعروف ان كل المبادرات كانت دائما تصطدم بالنقطة الشائكة المتمثلة بمستقبل الاسد ودوره في اي تسوية سياسية.

 

وتمكن رئيس النظام السوري من تعزيز موقعه السياسي بعد الهزائم الاخيرة التي مني بها تنظيم الدولة الاسلامية. وفي هذا الإطار استقبل بوتين الاثنين في سوتشي بشار الاسد في ثاني زيارة له الى روسيا منذ اندلاع الاحداث عام 2011. وكان الاسد قام بزيارته الاولى الى روسيا في تشرين الاول/اكتوبر 2015 مباشرة بعد بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا.

 

بالمقابل تسعى المعارضة السورية الى توحيد صفوفها خلال اجتماع بدأ الاربعاء في الرياض لممثلين عن مختلف الفصائل المعارضة بحضور موفد الأمم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الذي أعلن عزمه على زيارة موسكو الخميس.

 

وفي إطار مشاوراته أجري الرئيس الروسي اتصالات هاتفية مساء الثلاثاء مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو.

 

بوتين التقى الأسد في سوتشي الروسية قبل لقائه أردوغان وروحاني اليوم

تمهيداً للاتفاق سياسياً وعسكرياً على المرحلة المقبلة في سوريا

سوتشي ـ دمشق ـ «القدس العربي» من كامل صقر ووكالات: قبل أن يلتقي الرئيس الروسي اليوم مع زعيمي إيران وتركيا في سوتشي الروسية، استضاف فلاديمير بوتين رئيس النظام السوري بشار الأسد، أمس، حيث أجريا محادثات اتفقا فيها على الحاجة للانتقال من العمليات العسكرية إلى البحث عن حل سياسي للصراع السوري.

وفي تصريحات بثها الكرملين في ساعة مبكرة من صباح أمس، أبلغ بوتين الأسد أنه يرغب في مقابلته قبل اجتماع مُزمع في روسيا مع زعيمي تركيا وإيران، وهما القوتان الأخريان الضالعتان بقوة في الصراع السوري.

ووصفت مصادر سياسية سورية اللقاء الذي جمع الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد، في مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود بأنه «بالغ الأهمية» لجهة الاتفاق سياسياً وعسكرياً على المرحلة المقبلة في سوريا.

وقالت المصادر التي تحدثت لـ«القدس العربي» أن الاستقبال الحار الذي أظهره بوتين لنظيره السوري، وملاقاته له بـ»العناق» إنما كان إشارة من بوتين إلى أن الأسد بالنسبة له ليس فقط رئيساً لسوريا، وإنما هو حليف وصديق أيضاً، وفق قول المصادر التي اعتبرت أن بوتين أراد أيضاً في هذا اللقاء أن يقول إن موسكو كما كانت شريكة مع الأسد في الحرب، هي شريكة معه في المرحلة السياسية المقبلة ومرحلة الحل السياسي.

وتتحدث المصادر ذاتها عن جهود ينوي الرئيس بوتين أن يُطلقها في المرحلة المقبلة لتحقيق نوع من التطبيع السياسي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري بشار الأسد. وأضافت المصادر أن بوتين لمس خلال لقائه السابق بأردوغان ما يشجع على الذهاب بجهوده هذه نحو التطبيع بين أردوغان والأسد لجهة القناعة التي ترسخت لدى أردوغان من أن جميع القادة الدوليين والإقليميين متفقون على مسألة أن الأسد باق في قيادة بلاده، وأن هذا الأمر يتطلب من أنقرة واقعية سياسية وجغرافية بأنه لا يمكن بالنسبة للزعيم التركي الاستمرار في علاقة عدائية مع الأسد إذا أراد ضمان أمن تركيا وإنهاء التهديد الآتي من حدودها الجنوبية.

وتُضيف المصادر أنه وعلى ضفة الأسد فإن بوتين قد يكون استمزج قابلية الأسد للتطبيع مع أنقرة من قاعدة أن مصلحة دمشق هي في انخراط أردوغان بشكل جدي وقوي في جهود حل سياسي يُبعد التنظيمات المتشددة، ويدفع الجماعات المسلحة المعتدلة لتسوية مع النظام. وأضافت المصادر أنه على الأغلب فإن النقاش بين الأسد وبوتين شمل البحث في أجندة مؤتمر الحوار السوري المزمع عقده في سوتشي الروسية، وكذلك القمة الثلاثية بين روحاني وأردوغان وبوتين، إضافة إلى ملف التطبيع المطلوب واقعياً بين أنقرة ودمشق.

واتصل الرئيس الروسي أمس إثر لقائه بالأسد، بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وتباحث معهم حول الحلول والمواقف المطروحة إزاء الأزمة السورية التي تناقش اليوم في منتجع سوتشي.

من جهة أخرى قالت روسيا، أمس الثلاثاء، إن استقالة شخصيات من المعارضة السورية مثل رياض حجاب، ستساعد على توحيد معارضي الرئيس بشار الأسد حول برنامج «واقعي» بشكل أكبر. ونقلت قناة (روسيا 24) التلفزيونية الرسمية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله في إفادة صحافية «إن تراجع شخصيات المعارضة ذات الفكر المتشدد عن لعب الدور الرئيسي سيجعل من الممكن توحيد المعارضة غير المتجانسة، في الداخل والخارج، حول برنامج معقول وواقعي وبناء بشكل أكبر».

 

مطالب تركيا في «سوتشي»: إنهاء الحرب في سوريا… وإقامة كيان كردي «خط أحمر» ومصير الأسد «ليس عقدة»

إسماعيل جمال:

إسطنبول – «القدس العربي» : تنعقد اليوم في مدينة سوتشي الروسية قمة استثنائية بين رؤساء روسيا وتركيا وإيران في مسعى لإنهاء الحرب المتواصلة في سوريا منذ أكثر من 6 سنوات والتي أنهكت تركيا سياسياً وعسكرياً واقتصادياً بشكل كبير جداً وبات إنهاؤها أبرز أهداف السياسة التركية.

وما يؤشر إلى أهمية المرحلة التي وصلت إليها مساعي إنهاء الحرب في سوريا أن «قمة سوتشي» التي ستجمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني سبقها بساعات اجتماعاً لرؤساء أركان جيوش الدول الثلاث، وذلك بعد أقل من ثلاثة أيام على اجتماع وزراء خارجية هذه الدول في مدينة أنطاليا التركية.

وما يزيد من أهمية القمة التي ركزت التحضيرات لها على الجانبين العسكري والسياسي أنها تأتي بعد يوم واحد من لقاء بوتين مع رئيس النظام السوري بشار الأسد في المنتجع نفسه الذي ستعقد فيه بمدينة سوتشي الروسية وحديث الرئيس الإيراني حسن روحاني عن القضاء فعلياً على تنظيم الدولة وهو التصريح نفسه الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.

ومع زيارة الأسد إلى روسيا، بدأ الحديث عن «مبادرة سلام محتملة» تم التوصل إليها بين روسيا وإيران وتركيا لإنهاء الحرب في سوريا سيوقع عليها الرؤساء الثلاثة وأن زيارة الأسد كانت من أجل ضمان موافقته على المبادرة، بحسب ما ألمح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين للصحافيين أمس الثلاثاء.

ومع الحديث عن «مبادرة سلام محتملة» يعتبر المطلب التركي الأبرز في الوقت الحالي هو إنهاء الحرب في سوريا بأسرع وقت وبأي طريقة ممكنة ومرضية للأطراف المنخرطة فيها، وذلك بعد أن لمحت إلى إمكانية تساهلها في الكثير من النقاط والملفات التي كانت ترفضها سابقاً لا سيما فيما يتعلق بمصير الأسد ولكن مقابل اتفاقيات أو تطمينات لتركيا بالعمل المشترك على منع إقامة كيان كردي شمالي سوريا على الحدود مع تركيا.

فتركيا التي تعتبر من أكبر داعمي الثورة السورية منذ انطلاقها كانت تطالب بضرورة إسقاط نظام الأسد بشكل كامل ولكن بعد سنوات من التغيرات في الموازين السياسية والعسكرية على الأرض باتت تعتبر ما تسميه بـ»الخطر الكردي» المتمثل في احتمال قيام دولة كردية على حدودها بمثابة «التهديد الأول والأكبر لأمنها القومي».

 

متاعب غير مسبوقة

 

وعلى مدار سنوات الأزمة في سوريا تكبدت تركيا متاعب غير مسبوقة تمثلت في زيادة التهديدات الأمنية والهجمات الإرهابية التي خلفت مئات القتلى والجرحى على أراضيها وسهلت من وصول الأسلحة والمتفجرات وتنقل مسلحي التنظيمات الإرهابية عبر أراضيها بسبب فقدان حكومتي العراق وسوريا السيطرة على الحدود التي تمتد على طول أكثر من 1200 كيلومتر مع سوريا والعراق، ما وجه ضربة قوية للسياحة التي تعتبر من أبرز روافد الاقتصاد التركي.

ومع تصاعد التهديدات اضطرت تركيا للدخول عسكرياً بشكل مباشر في الأزمة السورية وأطلقت عملية درع الفرات ضد تنظيم الدولة في جرابلس ودابق والباب ولاحقاً وسعت عملياتها في مناطق حدودية أخرى وأرسلت قواتها إلى إدلب ضمن اتفاق مناطق خفض التوتر مع روسيا وإيران وتحضر حالياً لمهاجمة الوحدات الكردية في عفرين بحسب تصريحات لأردوغان ومسؤولين أتراك آخرين.

وإلى جانب ذلك، أدت الأزمة السورية إلى وصول ملايين اللاجئين إلى تركيا حيث ما زال قرابة 3.5 مليون منهم يستقرون على الأراضي التركية وهو ما كلف أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم انتقادات واسعة من المعارضة التركية والمواطنين الأتراك الذين لحقتهم أضرار بسبب الحرب واللاجئين وولد تخوفات للحزب الحاكم أن يؤثر استمرار الأزمة وتبعاتها على حظوظ الحزب في الانتخابات المصيرية المقبلة عام 2019.

وكمحصلة لكل ما سبق، أدت الهجمات الإرهابية وملايين اللاجئين والقيام بعمليات عسكرية واسعة خارج الحدود وغيرها إلى إلحاق أضرار بالغة بالاقتصاد التركي الذي واجه أزمات متلاحقة ومتعاقبة كلفته الكثير وفي آخر تجليات هذه الأزمات انخفضت الليرة التركية الثلاثاء إلى أدنى مستوى لها أمام الدولار الأمريكي منذ قرابة العام لتصل إلى 3.97 ليرة لكل دولار.

ومع تعاظم التحديات السياسية وما ترى فيه تركيا مؤامرات متلاحقة منظمة من جهات دولية وإقليمية تستهدفها بشكل مباشر وتستهدف الرئيس رجب طيب أردوغان شخصياً، قررت أنقرة المضي قدماً في تحالفها –الهش- مع روسيا وإيران لإنهاء الأزمة في سوريا بما يضمن حلول مرضية تمنع إقامة دولة كردية وذلك في ظل تصاعد الخلافات والغضب التركي من الإدارة الأمريكية التي قدمت آلاف شاحنات الأسلحة للوحدات الكردية بداعي الحرب على تنظيم الدولة وجعلت منها جيشياً مدججاً بالأسلحة ترى فيه تركيا الخطر الأكبر على أمنها.

 

ضبط الحدود

 

وبعد أن كان إسقاط الأسد أولوية، بات الحديث عن إمكانية تمكين الأسد أو التوصل لاتفاق مع المعارضة يضمن شراكة سياسية معينة وتعيد لسوريا سلطة مركزية قوية قادرة على ضبط الحدود مع تركيا وتمنع توسع الوحدات الكردية أو إعلانها كيان منفصل بمثابة انجاز لتركيا تسعى لتحقيقه خلال الفترة المقبلة.

ولا يفوت أردوغان الغاضب من إدارة ترامب أن يسعى لتحقيق خطوات في سوريا بالتعاون مع روسيا وإيران تساعد في إفشال المشروع الأمريكي في شمالي سوريا وحتى إن كان ذلك لصالح نظام الأسد وداعميه من موسكو وطهران طالما أن الأمر يتوافق مع الهدف التركي الأبرز في منع إقامة كيان كردي.

كما أن تركيا التي ما زالت تشكل الحاضنة الأكبر للمعارضة السياسية والعسكرية السورية يقول عدد من سياسييها وكتابها إنهم فقدوا الأمل في توحد المعارضة وقدرتها على تحقيق انجازات تدعم الموقف التركي، وتحمل أنقرة على المعارضة تشتتها وتنقلها بين الأطراف الداعمة، لا سيما عقب تراجع الدور القطري في الأزمة السورية وانشغال السعودية عن الملف السوري وضغطها باتجاه حلول تضمن بقاء الأسد من خلال ضم منصات القاهرة وموسكو للهيئة العليا للمفاوضات وما تجسد أخيراً في الخلافات داخل المعارضة وما نتج عنها أمس الثلاثاء من استقالة رياض حجاب من الهيئة.

 

الوحدات الكردية

 

وعلى الرغم من أن ملامح الاتفاق لم تتوضح بعد، إلا أن التصريحات التركية تؤشر إلى احتمال حصول تركيا على ضمانات بمنع توسع الوحدات الكردية نحو إدلب، وربما ضوء أخضر روسي لمهاجمة وطرد الوحدات الكردية من مدينة عفرين، وأيضاً ضمانات أخرى من النظام السوري عبر روسيا لتحجيم التوسع الكردي في مناطق أخرى تدريجياً.

هذه الخيارات ما زالت في إطار التوقعات لكن الإعلام التركي وقبل الإعلان عن نتائج القمة التي ستعقد اليوم في سوتشي بدأ يتحدث عن إمكانية أن يجري التمهيد فعلياً لكتابة الفصل الأخير في الأزمة السورية وإنهاء الحرب الأمر الذي سيتيح لأردوغان التفرغ لملفات أخرى حساسة ما زالت في انتظاره خارجياً لا سيما الأزمات مع واشنطن والناتو والاتحاد الأوروبي، وداخلياً فيما يتعلق بالتحضير للانتخابات المصيرية للحزب الحاكم عام 2019 ومواجهة مساعي المعارضة ومحاولاتها لإزاحته عن الحكم.

 

هل صحيح أن روسيا تسعى إلى تحجيم الدور التركي في سوريا؟

بينما يجري الحديث عن تغيّر جوهري في سياسة أنقرة تجاه الأسد

دفع التقارب التركي الروسي الإيراني مؤخراً بمحللين إلى تقديم تفسيرات عدة حول الارتدادات المحتملة له على الملف السوري، بما في ذلك الحديث عن تغيّر جوهري في سياسة أنقرة في سوريا.

وبينما ذهب بعض المحللين إلى توصيف ما يجري من تنسيق بين أنقرة وطهران وموسكو، على أنه محاولة من حكومات هذه العواصم الثلاث لإفشال المخطط الأمريكي التقسيمي في سوريا الذي يمس بأمن المنطقة برمتها، بينما اعتبر آخرون أن موسكو تسعى بالاتفاق والتواطؤ مع واشنطن إلى اضعاف الدور التركي والإيراني في سوريا، لافساح المجال أمام تطبيق التفاهمات غير المعلنة بين الولايات المتحدة وروسيا.

الكاتب والمحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو رأى في حديثه «القدس العربي»، أن أموراً عدة فرضت التقارب التركي الروسي، من بينها عوامل اقتصادية وسياسية وجيوبوليتيكية. واعتبر أن هذا التقارب خارج عن التفاهمات الروسية الأمريكية في سوريا، وهو بديل عن مخططات الأخيرة في المنطقة، وذلك بعد خذلان الولايات المتحدة وأوروبا وحلف الناتو لتركيا.

ولفت إلى أن من حق تركيا أن يكون لها البديل عن الخذلان، أي التقارب مع روسيا وإيران من جانب آخر، كونها دولة فاعلة في المنطقة. وأضاف أن «المخطط الأمريكي يقضي بإبعاد تركيا عن روسيا، ورأينا كيف تآمرت جماعة فتح الله غولن مع واشنطن، وأسقطت الطائرة الروسية في العام 2015، وكذلك اغتالت السفير الروسي في تركيا العام الماضي».

وتابع، «لقد تجاوزت تركيا وروسيا أزمة دبلوماسية خطيرة، وهذه العلاقات بمنأى عن الولايات المتحدة»، مشدداً على أن تركيا ليست لعبة أحد وأداة كما يحاول البعض تصويرها، وإنما روسيا تحتاج تركيا والعكس. وأضاف، أما القول بأن روسيا تحاول خديعة تركيا فهذا القول يحتاج إلى وقائع على الأرض، ولا اعتقد أن تنطلي هذه الحيل على تركيا.

لكن كاتب أوغلو قال في الوقت ذاته، «لكل من البلدين رؤيته ومصالحه، وتركيا لا زال لديها علاقاتها مع الولايات المتحدة، لديها شعرة معاوية التي لم تقطع بعد، وما تزال في حلف الناتو».

وفي تعليقه على نتائج اجتماع وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران في مدينة أنطاليا، قال «لقد كان اللقاء ناجحاً بكل المقاييس، والأطراف الثلاثة تعطي أولوية لتفعيل مخرجات أستانة».

وعن القلق التركي من مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في مؤتمر سوتشي، أوضح أنه «إذا تم التقيد بما تريده أنقرة من عدم مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي في الاجتماعات المقبلة، فإن تفعيل نتائج القمة الثلاثية التركية الروسية الإيرانية المزمعة غداً في مدينة سوتشي سيكون تفعيلاً سريعاً، الأمر الذي يؤدي إلى عرقلة المخططات الأمريكية في سوريا». واستدرك «لكن لم تؤكد روسيا تأكيداً مطلقاً بأنها لن توجه الدعوات للأحزاب الكردية المسلحة».

لا تغيير بل مرونة

ولدى سؤال كاتب أوغلو، عن احتمال تغيير أنقرة في سياستها في سوريا نزولا عند الرغبة الروسية أو تماشيا معها على الأقل، رد بقوله «السياسة التركية الخارجية أصبحت سياسة مرنة بعد محاولة الانقلاب الفاشل العام الماضي، بالتالي ما نراه هو إعادة من أنقرة لترتيب الأولويات، والتي على رأسها الأمن القومي التركي». وتابع، «بالتالي صار التعامل مع الملف السوري وفق هذه الأولويات، ومن هنا انعكست هذه المرونة في محادثات أستانة، حيث تركيا فعلت علاقاتها مع ما يسمى بأعداء الأمس، أصدقاء اليوم روسيا وإيران، وضغطت على المعارضة السورية للقبول بنتائج أستانة».

أما عن الموقف التركي من التسوية ومستقبل رئيس النظام السوري، فقال كاتب أوغلو «تركيا ترى أنه من السابق لأوانه الحديث عن قضايا العمق، وهذه النقاط العالقة اليوم في حكم المؤجلة»، مشدداً على أن «لا تغيير في الموقف التركي تجاه النظام المجرم الذي قتل شعبه». بدوره، اعتبر المحلل السياسي التركي باكير أتاجان، أن التقارب التركي الروسي «ليس على حساب الثورة السورية والمعارضة»، معتبراً أنه «من الطبيعي أن تسعى روسيا إلى تحقيق مكاسب للنظام على حساب المعارضة من خلال علاقتها بتركيا». ولكن بالمقابل قال لـ»القدس العربي»، «لا تستطيع تركيا أن تتخلى عن سياستها في سوريا، لربما لن تكون صارمة كما كانت سابقاً، لأن مصلحتها في سوريا مصلحة للشعب التركي». وأضاف أتاجان، «بمعنى آخر، أي اتفاق يضر بالشعب السوري الذي يناضل من أجل حريته وكرامته، هو اتفاق يضر بالشعب التركي أيضاً، والتاريخ والجغرافيا لا يسمحان لتركيا أو لأي دولة بالعالم بحماية مصالحها فقط، بدون مراعاة مصالح الشعب الجار».

القدس العربي

 

قاسم سليماني يستثنى روسيا من الانتصار على “الدولة” ويصف الميليشيات الإيرانية بـ”المقدسة

لندن – “القدس العربي” ـ محمد المذحجي

 

استثنى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، في بيانه الأخير للإعلان عما اسماه الانتصار في معركة محاربة تنظيم الدولة، روسيا من هذا الانتصار مكتفياً بذكر اسم الميليشيات الموالية لإيران والحكومتين العراقية والسورية وعلي السيستاني وحسن نصر الله.

 

بينما قبل شهرين شدد سليماني على ضرورة احتقال إيران وروسيا والعراق وسوريا بذلك. وصدر هذا البيان بالتزامن مع الإعلان عن استضافة بوتين وكبار قادة الجيش الروسي رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في مدينة “سوتشي”.

 

وأعلن بالغ تقديره للحكومتين العراقية والسورية دون أي إشارة إلى الدور الروسي، واصفاً الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة بأنها مقدسة.

 

وأشاد بدور مرجع التقليد الشيعي في النجف، علي السيستاني، والأمين العام لجماعة حزب الله، حسن نصر الله.

 

وأشار سليماني إلى التقديرات تظهر أن كم الخسائر الاقتصادية لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا تجاوزت 500 مليار دولار.

 

انطلاق قمة سوتشي الثلاثية بعد اجتماعات ثنائية

انطلقت في مدينة سوتشي الروسية، اليوم الأربعاء، القمة الثلاثية بين الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني، والتي تبحث تسوية الأزمة السورية.

 

واستقبل بوتين نظيريه الإيراني والتركي في منتجع “روس”. وأفادت وكالة “تاس” الروسية بأن روحاني وصل إلى المكان قبل وصول أردوغان، وأجرى مباحثات ثنائية قصيرة مع بوتين.

 

وقال الرئيس الروسي إن التسوية السلمية في سورية تتطلب توافقا وتنازلات من كل الأطراف، بما في ذلك النظام السوري، موضحا أنه وبدعم من تركيا وإيران، تم منع تفكك سورية، معلنا الوصول إلى مرحلة من الممكن فيها إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ سنوات.

وأشاد الرئيس الروسي بالدور التركي والإيراني، مبينا أنه لم يكن من الممكن إنهاء العملية العسكرية في سورية، لولا الدور البناء الذي اضطلع به الزعيمان التركي والإيراني. وتابع: “الآن أصبحت سورية في مرحلة جديدة عنوانها الحل السياسي”.

 

بينما أبدى روحاني تفاؤله، قائلا إن الطريق ممهدة لتحقيق هذه التسوية، مؤكدا ضرورة اجتثاث آخر خلايا الإرهاب في البلاد.

 

وبدوره، عبر أردوغان عن ثقته بأن قرارات حساسة ستُتخذ خلال هذه القمة، معتبرا أنها مهمة للغاية من ناحية وقف سفك الدماء في سورية بشكل تام، ولإنهاء المأساة المستمرة فيها منذ سنوات. وأضاف: لقد شاهد العالم النتائج الإيجابية لتأسيس كل من تركيا وروسيا وإيران بيئة عمل فاعلة حول الأزمة السورية.

وكان أردوغان قد بدأ اجتماعاً مع الرئيس الإيراني قبيل انعقاد القمة. ووصل أردوغان إلى مدينة سوتشي الروسية اليوم، وكان في استقباله عند وصوله إلى مطار سوتشي الدولي، نائب محافظ كراسنودار كراي الروسية سيرغي بولدين، وعمدة مدينة سوتشي أناتولي باخوموف، وسفير تركيا لدى موسكو حسين ديري أوز، والقنصل العام لتركيا في نوفوروسيسك يونس أمره أوزيكجي، ومسؤولون آخرون.

 

وأوحت الأجواء التحضيرية لقمة سوتشي، بأن موعدها اليوم، سيكون تاريخاً مفصلياً في عمر الحرب السورية، لناحية إنهائها، بغض النظر عن كيف ولمصلحة من وعلى حساب أي طرف، أو يضاف هذا التاريخ إلى المواعيد الضائعة في روزنامة الإبادة الأوسع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وتعقد القمة، بعدما أعلن “الحليفان في سورية”، أي روسيا وإيران، كلٌّ على طريقته، الانتصار على تنظيم “داعش”، مفتتحين المرحلة الجديدة التي صار ذكرها مرتبطاً بـ”التفاهمات المحتملة” التي يكررها المتحدث باسم بوتين، ديميتري بيسكوف. لكن التفاهمات الروسية ــ التركية ــ الإيرانية لا يبدو أنها تقتصر على الملفات السياسية، إذ سبق القمة السياسية اجتماع رؤساء أركان روسيا فاليري غيراسيموف، وتركيا خلوصي آكار، وإيران محمد باقري، أمس الثلاثاء، والاتفاق على زيادة مستوى التنسيق في منطقة خفض التوتر في محافظة إدلب.

 

حكومة الأسد تفصل الموظفين المطلوبين للخدمة العسكرية

عدنان علي

أنهت حكومة النظام السوري خدمة الموظفين العاملين في مؤسساتها المتخلفين عن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية. ويطاول هذا القرار آلاف الشبان في مجمل المدن والمحافظات السورية العاملين في مختلف الدوائر الحكومية التابعة للنظام، ممن تراوح أعمارهم بين 20 إلى 40 عاماً.

 

وكان البرلمان التابع للنظام قد أقرّ مطلع الشهر الجاري تعديلات على قانون الخدمة العسكرية بشأن دفع البدل لمن تجاوز عمره السن المحددة للتكليف بالخدمة (42 سنة) ولم يؤدها، تتضمّن دفع البدل النقدي تحت طائلة مصادرة أملاك المطلوب للخدمة.

 

وتقوم سلطات النظام باستمرار بحملات دهم واعتقال بحثاً عن الشبان المطلوبين للخدمة العسكرية ممن تراوح أعمارهم بين 18 و42 عاماً.

 

وقال الشاب أحمد علوان من ريف دمشق لـ “العربي الجديد” إنّ الهدف الحقيقي لهذه القرارات وحملات الملاحقة هو ابتزاز المواطنين مالياً عبر دفع البدل المقرر عن الخدمة الذي بات ثمانية آلاف دولار أميركي أو دفع رشاوى لمسؤولي وضباط النظام بغية تأجيل أو شطب اسم المطلوب للخدمة.

 

بينما اعتبر جاسم الشعلان من محافظة درعا جنوب البلاد، أنّ الهدف ربما يكون تهجير من تبقّى من شباب في البلاد إلى الخارج بهدف تسليم البلاد إلى المليشيات الإيرانية، حسب تعبيره.

 

وقال الشعلان إنّ قوات النظام قد قلّصت كثيراً حجم جهدها العسكري في الأشهر الأخيرة، لم تعد تحتاج إلى مزيد من المقاتلين من الناحية العملية، بل تحتاج إلى الأموال ومناطق خالية من السكان للاستيلاء على منازل أصحابها.

 

من جهة أخرى، أصدرت وزارة داخلية النظام السوري قراراً منعت بموجبه تعميم الاسم الثنائي فقط للمطلوبين أمنياً، بعد تزايد حالات اعتقال مواطنين بحجة “تشابه الأسماء”.

 

وقال وزير داخلية النظام السوري، محمد الشعار، أمام برلمان النظام، إن القرار يقضي بتعميم الاسم الثلاثي للشخص وتفاصيل أخرى عن هويته، قبل نشره على الحواجز الأمنية، وليس اسمه الثنائي فقط.

 

ويُعاني آلاف السوريين في مناطق سيطرة النظام من هاجس اعتقالهم بتهم منسوبة لأشخاص آخرين، بنفس الاسم والكنية، ومنهم من يُسجن لفترات طويلة، إلى حين ثبوت عدم علاقته بالجرم أو القضية، فيما وثّقت منظمات حقوقية مقتل العشرات تحت التعذيب بسبب “تشابه الأسماء”.

 

ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن وزير الداخلية السوري قوله إن الوزارة ستقوم بمعالجة الحالات القديمة التي عمّم فيها الاسم الثنائي للشخص المطلوب، ولم يتطرق إلى موضوع المعتقلين الحاليين في سجون المخابرات السورية بسبب تشابه الأسماء.

 

وعن الحواجز الأمنية، قال الشعار إنها تتقلّص باستمرار، ولكن بحسب تحسن الوضع الأمني في البلد، وأضاف أن وزارته تبحث أمورها مع الجهات الأمنية المختصة، مشيراً إلى ضرورة الإبقاء على بعض الحواجز بشكل دائم.

 

وكان الأمن الجنائي في دمشق قد قال، في يوليو/ تموز الماضي، إنه حل مشكلة تشابه الأسماء من خلال إنشاء بوابة وربطها مع إدارة الشؤون المدنية، من شأنها مقارنة المعلومات الموجودة على الحاسب مع بيانات الشؤون المدنية.

 

تركيا تلمح لعملية عسكرية بعفرين والوحدات الكردية تستعرض قوتها

عدنان علي

 

قال وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، اليوم الأربعاء، إنه يوجد خطر حقيقي في منطقة عفرين السورية شمال حلب، ومن الضروي إزالة هذا الخطر، في حين قامت “وحدات حماية الشعب” الكردية باستعراض عسكري لعشرات الآليات المصفحة والدبابات، في المناطق التي تسيطر عليها.

 

وشدد جانيكلي، خلال مناقشة ميزانية وزارته أمام البرلمان التركي، على أن كل مكان يوجد فيه حزب العمال الكردستاني، وحزب الاتحاد الديمقراطي، ووحدات حماية الشعب الكردية، يشكّل تهديداً على تركيا وهدفاً بالنسبة لها. وأضاف “سنستخدم، لا شك، الحق الذي منحنا إياه القانون الدولي في هذا الإطار”، مشيراً إلى أن القوات المسلحة التركية “استكملت إقامة ثالث نقطة مراقبة لها في محافظة إدلب السورية”.

 

وكانت القوات التركية قد تمركزت في تلة استراتيجية بالقرب من قرية الشيخ عقيل شمال غرب حلب، فضلاً عن نقطتين سابقتين (قلعة سمعان، صلوة)، منذ دخولها الأراضي السورية في الثاني عشر من الشهر الماضي.

 

وألمح عدد كبير من السياسيين الأتراك أخيراً، بمن فيهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى احتمال أن تشن تركيا عملية عسكرية في مدينة عفرين بهدف التخلص مما تصفها بـ”الجماعات الإرهابية” هناك.

 

من جهتها، وجهت “وحدات حماية الشعب” الكردية رسالة تهديد لتركيا تمثلت باستعراض عسكري لعشرات الآليات العسكرية المصفحة والدبابات في المناطق التي تسيطر عليها شمالي سورية.

 

ونشرت تلك الوحدات عبر مواقعها الإعلامية تسجيلًا مصورًا، أظهر الآليات العسكرية، وعنونته بالتضامن مع مدينة عفرين شمالي حلب، والتي نشرت تركيا تعزيزات في محيطها منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

 

ويأتي الاستعراض بعد يومين من استلام “قوات سورية الديموقراطية” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” عمودها الفقري 100 آلية عسكرية مصفحة نوع “همر”، ضمن الدعم الذي تتلقاه من قيادة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

 

وتسيطر الوحدات الكردية على مساحات واسعة في ريف حلب الشمالي الغربي، وصولًا إلى مدينة تل رفعت ومنطقة عفرين والمناطق المحيطة بها.

 

افتتاح مؤتمر المعارضة السورية بالرياض…و”منصة موسكو” تقاطع

عدنان علي

افتتح في العاصمة السعودية الرياض، صباح اليوم الأربعاء، المؤتمر الثاني للمعارضة السورية بهدف تنسيق المواقف قبيل مؤتمر “جنيف 8” وسط أجواء مشدودة تخللتها استقالات جماعية لهيئة التفاوض العليا، ومقاطعة للمؤتمر من جانب “منصة موسكو”، المحسوبة على الخط المقرب من النظام السوري.

 

ودعا المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر المجتمعين إلى وضع مستقبل سورية أولاً، مشددا على ضرورة الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، وفق قرارات مجلس الأمن.

 

وقال “خلال بضعة أيام سنضع إطارا للعملية السياسية في سورية”، مطالبا بتشكيل “وفد قوي للمعارضة السورية في جنيف، يشمل جميع الأطراف الممثلة للشعب”.

 

بدوره، أشار وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في كلمة له إلى “وقوف السعودية إلى جانب الشعب السوري لتحقيق تطلعاته في الوصول إلى حل عادل”. وقال “إن هذا الاجتماع يأتي في ظل توافق دولي على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية”، مشددا على أنه “لا حل للأزمة السورية دون توافق سوري، وإجماع يحقق تطلعات الشعب، وينهي معاناته على أساس إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254”.

 

ويعقد “مؤتمر الرياض” الذي من المقرر أن يستمر لمدة يومين، بمشاركة أكثر من 140 شخصية تضم تيارات وأحزاباً وقوى سياسية وعسكرية، بهدف تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية إلى اجتماع جنيف المقبل، وسط تجاذبات في المواقف بشأن دور ومستقبل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، والذي تسبب بموجة استقالات أعضاء في الهيئة العليا للمفاوضات، وعلى رأسهم المنسق العام للهيئة رياض حجاب. كما أعلن عدد من الشخصيات المستقلة مقاطعته للمؤتمر.

 

ومن أبرز المشاركين في المؤتمر الائتلاف الوطني السوري الذي يشارك بحوالي ثلاثة وعشرين عضواً على رأسهم رئيس الائتلاف رياض سيف، إضافة إلى منصة القاهرة التي تشارك بواحد وعشرين عضواً، أبرزهم رئيسها فراس الخالدي، والفنان والناشط السياسي جمال سليمان، كذلك الفصائل العسكرية تشارك بحوالي واحد وعشرين اسماً، أبرزها محمد علوش وبشار الزعبي. كما يشارك في المؤتمر أكثر من سبعين شخصية مستقلة وأعضاء مجالس محلية سورية.

 

من جهته، أعلن منسق “منصة موسكو” قدري جميل أن المنصة لن تشارك في الاجتماع بسبب “عدم توصل اللجنة التحضيرية إلى توافق حول الرؤية المشتركة للوفد التفاوضي الواحد”.

 

وأوضح جميل في بيانٍ ليل الثلاثاء، أن منصة موسكو طالبت خلال الاجتماعات التحضيرية أن “يتم تبني قرارات الأمم المتحدة – وخاصة قرار مجلس الأمن 2254- دون تفسيرٍ أو اجتهادٍ، أساساً تستند إليه العملية التفاوضية، ويتم خلالها تنفيذ هذا القرار بحذافيره، للبدء بعملية الانتقال السياسي في سورية دون أية شروط مسبقة”. لكن بعض الأطراف، بحسب جميل، “أصرَّت على فرض مسودة بيان ختامي، تعتبره منصة موسكو خروجاً عن نص قرار مجلس الأمن 2254، ويوتر الأجواء التي هيأها المجتمع الدولي من خلال ما أنجز حتى الآن من توافقٍ دولي”.

 

وأضاف “إن منصة موسكو تعتبر أن السقف السياسي الذي يجب أن يستند إليه الوفد المعارض الواحد في المفاوضات “يجب أن يكون التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254، والذي ينصُّ على أنه خلال المرحلة الانتقالية، تتم صياغة دستور جديد وإقراره. كما تتم انتخابات نيابية ورئاسية نزيهة بإشراف الأمم المتحدة ورقابة دولية، يقرِّر الشعب السوري من خلالها شكل نظامه السياسي”.

 

وكانت المعارضة السورية أخفقت خلال اجتماع عقد في الرياض في أغسطس/ آب الماضي، في توحيد جهودها وتشكيل وفد موحد.

 

ويتزامن مؤتمر الرياض، مع عقد قمة في سوتشي الروسية اليوم، تجمع رؤساء روسيا وتركيا وإيران، لبحث مستقبل العملية السياسية في سورية.

 

القمة الروسية-التركية-الإيرانية: نقاط الاختلاف والاتفاق بعيون طهران

طهران ــ فرح الزمان شوقي

يُسمع في طهران حديث مسهب عن وجود تباينات في المواقف قد تظهر على الطاولة الرئاسية بين إيران وتركيا وروسيا حول سورية في قمة سوتشي، اليوم الأربعاء، وتستدعي المزيد من التقارب. وجدير بالذكر أن اجتماع أستانة 7، انتهى بالاتفاق على نشر 12 نقطة مراقبة في إدلب، بحسب اتفاق خفض التصعيد، وسيكون هناك ثلاث مناطق مقسمة، ستوجد في إحداها ما تبقى من فصائل مسلحة ومعارضة، وستشرف تركيا على الثانية، في حين ستخضع الثالثة للرقابة الروسية.

 

وعن هذا الأمر، توقّع الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي أن “تحدث تباينات على طاولة سوتشي، لكنها لن تكون واضحة بشكل يعرقل هذه المحادثات السياسية أو يقف بوجه المساعي الثلاثية الراهنة”، معتبراً أن الغاية من هذا الاجتماع “تتعلّق بالدرجة الأولى بملف الحوار حول بعض النقاط الخلافية”.

 

ورأى أفقهي في حديث لـ”العربي الجديد” أن “مرحلة الحسم الأمني والعسكري التي باتت من الماضي كانت أصعب”، معتقدا أن تركيا التي تختلف في وجهات نظرها عن روسيا وإيران في إدلب بالذات “قد تتماهى في النهاية مع المطالب الروسية”. وتوقّع أفقهي تجاوز العقبات، لكنه رأى أن “طبيعة الوضع في إدلب شائكة للغاية، وطالما أن العنصر التركي هو ضامن المعارضة هناك، فعليه أن يقدّم المزيد من الالتزامات”.

 

وأشار أفقهي إلى أن مسألة تحرّك قادة للمعارضة المسلحة على الحدود التركية السورية حتى الوقت الحالي، سيبحثها المعنيون في سوتشي، واصفاً القمة بـ”المفصلية”. وذكر أنه بحال لم تضبط تركيا نشاط بعض المسلحين في إدلب بشكل توافق عليه كل من إيران وروسيا، فهذا قد يعني “تدخلاً عسكريا للجيش السوري والقوى الداعمة له، وهو ما من شأنه أن يترك تأثيراً على مسار أستانة”.

 

من ناحية ثانية، يبدو واضحاً وجود قلق تركي كبير من دور الفصائل الكردية. وقد أكّد نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ رفض بلاده لمشاركة حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردي” في أي حلول مرتقبة للأزمة السورية. فأنقرة ترى في الأمر تهديداً لأمنها القومي. وسيدور الحديث في سوتشي حول هذا الأمر، فضلاً عن إمكانية دعوة الأكراد لمؤتمر الحوار الوطني الذي ستستضيفه سوتشي أيضاً في وقت لاحق، وهو ما لا ترفضه روسيا قطعياً، ولكنه قد يلقى دعماً إيرانياً للرغبة التركية.

 

وفي هذا السياق، قال المحلل الإيراني حسن هاني زاده إن هذه القمة الثلاثية “ستنتهي بقرارات مصيرية منها ما يتعلّق بملامح الوجود على الأرض في سورية”، معتبراً أن “مصير القوات الكردية التي لعبت دوراً في الحرب على الإرهاب، لكنها أبدت تقارباً مع أميركا، مؤشر خطر للأطراف الثلاثة”. ورأى زاده أنّ معركة البوكمال “ستترك أثراً كبيراً” على قمة سوتشي وحتى على المفاوضات المقبلة في أستانة، متوقعاً “تغيير ملامح المرحلة المقبلة في ما يخصّ أزمة سورية”.

 

من جهته، رأى الصحافي صابر غل عنبري أن “الملف الكردي الخلافي قد يتحوّل إلى ملف مقايضة على طاولة القمة، فمن المتوقّع أن يحصل تباين ثانٍ يتربط بمستقبل ومصير بشار الأسد، الذي تعارض تركيا بقاءه، مقابل وقوف إيران وروسيا في صفه. وقد يقدّم الطرفان عرضاً لمراعاة الحساسية التركية إزاء مشاركة الأكراد في الحوار، مقابل تنازلها في ما يتعلّق بمصير الأسد”.

 

وأضاف غل عنبري أن إيران ستدعم الموقف التركي إزاء الأكراد بطبيعة الحال، ولا سيما بوجود دعم أميركي لهم وبعد دخول السعودية على هذا الخط كذلك. وفي هذه النقطة بالذات، قد يختلف الطرفان مع موسكو وهو ما يستدعي عقد اجتماع حساس لهذه الغاية.

 

وبوجود التباينات العديدة التي لن تترك أثراً بالغاً قد يعطل محاولات التنسيق السياسي والعسكري في سورية بين طهران وأنقرة وموسكو، لكن ملفاً آخر قد ينقل أزمة الخلاف لدائرة أكبر، فمسألة الوجود الأميركي ودوره في سورية تقلق هذه الأطراف.

 

ومن ناحية ثانية، وبعد صدور أنباء عن اتفاق أميركي روسي يتعلّق بتلبية الرغبة الإسرائيلية التي تدعو لإبعاد القوات الإيرانية عن الوجود بالقرب من حدودها مع سورية، نفت روسيا هذا الأمر على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، والذي اعتبر الوجود الإيراني شرعياً في سورية. فموسكو ترى أن وجود قوات إيرانية يعني استقرار الأسد بالنتيجة، وهذه النقاط قد تجعل التقارب بين الأطراف الضامنة لمقررات أستانة أسهل في المرحلة المقبلة، وهو ما قد يثير قلق أطراف أخرى.

 

النص الكامل لكلمة دي ميستورا في “الرياض-2

أود أن أشكر المملكة العربية السعودية على الجهد الكبير التي بذلته في التحضير لهذا المؤتمر وعقده. لقد آن الأوان، وهو الوقت المناسب، وهو (الاجتماع) يتم بالطريقة التي يمكن أن تساعد عملية جنيف والأمم المتحدة، وأعتقد أن هذا الاجتماع سيدعم المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف استناداً إلى القرار 2254 للوصول إلى حل سياسي. كما أود أن أشكر الطيف الواسع من المعارضة السورية الحاضرة هنا، وإنه من الرائع جداً ولهو حدث تاريخي رؤية الحضور الكبير منكم هنا.

أعرف أنه لم يكن من السهل على البعض منكم أن يأتوا إلى هنا، كما أن الكثير منكم خاض مناقشات وسوف يخوض مناقشات صعبة بين بعضكم البعض. هذه هي الديمقراطية، وهو أمر متوقع عندما تحاول أن يكون لديك أرضية مشتركة في بيئة معقدة للغاية. إن هذا أمر طبيعي وفي الواقع ضروري. نريد أن نظهر ونريد أن نظهر من خلالكم أن هذه هي الطريقة التي بواسطتها يمكن تقرير مستقبل سوريا.

أعبر أن احترامي الكامل لكم، ففي نهاية الأمر أعتقد أن كل واحد منكم قرر وضع سوريا أولاً من خلال المجيء إلى هنا ومن أجل مستقبل أفضل لوطنكم والمنطقة. وأعتقد، ونحن جميعا كذلك – وأعلم أن الوزير لديه نفس الشعور فأنا عقدت لقاءً مفيداً معه – أنكم عازمون في الرياض على تحقيق ذلك والمساهمة في عملية جنيف.

إنكم تجتمعون في لحظة حاسمة جداً للبحث عن تسوية سياسية للنزاع، ويمكنكم رؤية ذلك: التاريخ يتحرك إلى الأمام، ونحن بحاجة إلى أن نجاري هذه التحرك.

لدينا أمام أعيننا الحطام الرهيب الناتج عن حرب مروعة أثرت على سوريا وعلى السوريين وعلى المنطقة.

ستظل الأمم المتحدة تسترشد بحزم بقرارات مجلس الأمن التي أصدرها بشأن سوريا، ولا سيما القرار 2254 الذي يوجهنا والذي سيظل يوجهنا والذي رسم لنا مساراً شديد الوضوح لتفعيل بيان جنيف وتحقيق تسوية سياسية.

إن كان بمقدوركم اليوم هنا في الرياض أن تشكلوا فريقاً متماسكاً وتمثيليا وحكيماً استراتيجياً وفعالاً يعكس تنوع المجتمع السوري ولديه الاستعداد لإحلال السلام في وطنكم وعلى استعداد للتفاوض دون شروط مسبقة؛ وهو ما نتوقع أن تقوم به الحكومة؛ وباستراتيجية تفاوض واضحة بشأن التوصل إلى حل سياسي، فإنكم ستغرسون دينامية جديدة في عملية السلام هذه التي سنقترب فيها من هدفنا المشترك وهو تنفيذ القرار 2254.

إن وجود فريق قوي وموحد هو بمثابة شريك مبدع في عملية جنيف، ونحن بحاجة إلى ذلك؛ أي بحاجة إلى فريق يمكنه أن يستكشف في الواقع أكثر من طريقة واحدة للوصول إلى الهدف الذي نصبوا إليه. ولا يمكننا أن نخدم الشعب السوري دون إبداع.

إن كنا أذكياء – وإن كنتم أذكياء – ففي غضون أيام قليلة في جنيف سنبدأ في وضع إطار للعملية السياسية وأية مبادرات أخرى قد تحصل أو لا في أماكن أخرى حيث سوف يتم تأطيرها وسوف تؤثر بتلك العملية.

وأعتزم عقد ليس جولة واحدة فحسب ولكن في الواقع جولتين هذا العام في شهر كانون الأول/ ديسمبر في جنيف، لكن لتحقيق ذلك أنا بحاجة إلى وفد (معارضة) سوري قوي ومبدع.

لذلك سوف أضغط بقوة لإجراء مفاوضات حقيقية استناداً إلى القرار 2254 ولجذب اهتمام خاص وواضح إلى وضع دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة وفقاً للقرار 2254؛ وكل ذلك في سياق مواصلة العمل على الوصول إلى حُكم موثوق يشمل الجميع وغير طائفي وكذلك في سياق مواصلة العمل على مكافحة الإرهاب وفقاً للقرار 2254.

وسوف نضغط أيضاً – ولن نتخلى أبداً – عن المحنة المروعة للمعتقلين والمختطفين والمفقودين – وعن وصول المساعدات الإنسانية الكاملة لكافة المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها بما في ذلك هذه الأيام منطقة الغوطة.

إن من مصلحتنا المشتركة أن تقوموا اليوم بانتخاب أفضل فريق والأكثر شمولاً بين أنفسكم. اغتنموا هذه الفرصة لتشمل أيضاً تمثيلاً حقيقياً للنساء اللائي يشكلن 51 في المائة من سكان سوريا. أستطيع أن أرى أن هناك العديد منهم هنا، وبالتالي ليس هناك عذر لعدم تضمين عدد كبير من النساء. أظهروا التزاماً لا لبس فيه بالمسار السياسي ولا طريق آخر – فنحن لا نتحدث عن الحرب، نحن نتحدث عن بناء السلام الآن، واعملوا من أجل خير سوريا.

أعتقد أن التغيير سيكون حينها ممكناً وسيأتي إلى سوريا، وأكرر أننا في جنيف نستطيع أن نستنبط الوسائل التي بواسطتها يمكن أن يحدث ذلك حقاً.

أتمنى لكم كل التوفيق في هذين اليومين ونحن نعول عليكم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأتمنى لكم التوفيق.

 

كواليس “الرياض-2”: رسائل الساعات الأخيرة

منهل باريش

رفضت عضو “الهيئة العليا للمفاوضات” سهير الأتاسي، في حديثها لـ”المدن”، أي “توظيف لاستقالة أعضاء الهيئة العليا ضمن التجاذبات الدولية والإقليمية”، وأكدت أن “الاستقالة جاءت رداً على التوجه العام الدولي الضاغط على المعارضة، لا الأسد، الأمر الذي يلقي باللوم على المعارضة ويبرىء بشار الأسد ونظامه”.

 

وأضافت الأتاسي “شكّلت الهيئة العليا للمفاوضات لجنة تحضيرية لمؤتمر الرياض، قدمت مقترحها للخارجية السعودية. لكن الذي حصل أنه تم تجاوز اللجنة من دون إبلاغ الهيئة، وتشكيل لجنة تحضيرية بعضوية منصة موسكو”. وأشارت إلى أن “الهيئة” إلتزمت بالمحددات السياسية وبيان الرياض، بناءً على بيان “جنيف-1″ في العام 2012، خاصة في ما يتعلق بـ”حسم الموقف من بقاء الأسد مع بدء العملية الانتقالية، والانتقال السياسي، والاعلان الددستوري”.

 

الاستقالات المتعددة لم تُعِق انعقاد “مؤتمر الرياض-2″، رغم استبعاد غالبية أعضاء “الهيئة العليا للمفاوضات”، وعدم توجيه دعوات لهم. الاستقالات والاعتذارات لعدد من المدعوين، زادت شكوك الحاضنة الثورية والنشطاء والمعارضين حول أهداف انعقاد “الرياض-2″.

 

وكانت شخصيات سياسية وعسكرية ونشطاء ورؤوساء مجالس المحافظات، قد أصدرت بياناً موجهاً إلى المشاركين في المؤتمر طالبتهم فيه بضرورة الحفاظ على ثوابت الثورة، وعدم التفريط فيها، والتي تتمثل بـ”رحيل بشار الأسد وزمرته المجرمة، والالتزام بعملية الانتقال السياسي المستندة إلى المرجعية الأممية، والمتمثلة بهيئةٍ حاكمةٍ انتقاليةٍ ذات صلاحيات كاملة”.

 

الدعوات لحضور “الرياض-2” تمت بناءً على التفسير الروسي للقرار 2245، الذي يلحظ اجتماعات القاهرة وموسكو، ولا يسمي منصتيهما، بخلاف النص الواضح للقرار الذي يجعل من “الهيئة العليا للمفاوضات مرجعية تفاوضية مع النظام السوري”. وهو ما يعني مخالفة صريحة من الجهة الداعية لمؤتمر “الرياض-2” بإلغاء شرعية “الهيئة”، وخلق شرعية جديدة في ظل التفاهمات الروسية-السعودية، بعد التفاهمات التركية-الروسية في اجتماعات “أستانة”.

 

“منصة موسكو”، أعلنت صباح الأربعاء “اعتذارها عن حضور اللقاء الموسَّع للمعارضة السورية”، بسبب ما قالت إنه “عدم التوصل إلى توافقٍ أثناء اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر حول الأسس والمبادئ التي يجب أن يستند إليها الوفد التفاوضي الواحد الذي يجب أن يُشكَّل نتيجة اللقاء الموسَّع في الرياض”.

 

وحصلت “المدن” على رسالة وجهها ممثل “منصة موسكو” في اللجنة التحضيرية في مؤتمر الرياض، علاء عرفات، ليل الثلاثاء، إلى رئيس “المنصة” قدري جميل، جاء فيها: “أعلمكم أنه قبل قليل، ورداً على سؤالي عن ورقة اﻻتفاق الذي تم بينكما (مع السيد هادي البحرة) والذي يتضمن تثبيت وتحديد التوافقات وكذلك نقاط عدم التوافق بيننا كما اقترح السيد هادي البحرة نفسه عليك، والتي يجب أن يتضمنها البيان الختامي… أجاب السيد البحرة بأن ذكر تلك النقاط علناً يجعل الأمور تعود للمربع الأول وستكون أثاره سيئة”.

 

وأضافت الرسالة، التي يتوقع أن الجانب الروسي قام بتسريبها: “أي أنهم لن يقدموا هذه الورقة، وهذا يعني التنصل من اﻻتفاق، والإصرار على بقاء الفقرة التي تتعلق برحيل الأسد مع بداية المرحلة اﻻنتقالية. وهو ما يعني تبني هذه الفقرة من كل أطراف المعارضة بما فيها منصة موسكو. وهذه الفقرة تعني استمرار طرح شرط مسبق مخالف لـ2254 رغم الحديث عنها بأنها سقف تفاوضي، مع أنهم يعلمون ان السقف التفاوضي الحقيقي والعملي هو القرار 2254، وما تبقى هو شعارات طنانة تعرقل المفاوضات، وتعطي النظام حجة التهرب منها قانونياً. والحجة المطروحة من قبلهم أن هذه النقطة ﻻ غنى عنها بالنسبة لهم لأن التخلي عنها غير مقبول من الفصائل العسكرية وقاعدتهم الشعبية”. وتابعت الرسالة: “ولم تتم الموافقة من قبلهم على أي اقتراح قدمناه حول هذه النقطة”.

 

وعلمت “المدن” أن البيان الختامي لـ”الرياض-2″ سيُجبر المعارضة على “المفاوضات المباشرة غير المشروطة”، ما يعني أن “كافة المواضيع ستطرح على طاولة المفاوضات، ولا يحق لأي طرف أن يضع شروطاً مسبقة، على العملية التفاوضية”، إضافة إلى الإشارة بشكل موارب إلى مستقبل الأسد.

 

غياب الإشارة الصريحة إلى مستقبل الأسد في المرحلة الانتقالية، سيؤدي إلى انسحابات كبيرة من ممثلي الفصائل والمستقلين، وسيُحرج “الائتلاف الوطني” في حال حصوله. لكن انسحاب “منصة موسكو” ربما يُسهّلُ تمرير الفقرة المتعلقة ببقاء الأسد.

 

قبول منصتي موسكو والقاهرة كجزء من الوفد المفاوض، كان قد مُهّدَ له في “جنيف-4” عندما أعلنت “الهيئة العليا” انفتاحها على فكرة ضم ممثلين عنهما. وهذا ما يُرجّح أن تشكيلة الوفد المعارض الجديد، ستكون بضم عدد كبير من المستقلّين ومن “منصة القاهرة” وبعض الأعضاء المحسوبين على “منصة موسكو”. وفي حال تشكيل وفد كهذا، فإن إبقاء الأسد أثناء العملية التفاوضية، هو أمر محسوم، ما يناسب تفسير موسكو للعملية التفاوضية: أي “اصلاح دستوري والذهاب الى انتخابات عامة ورئاسية يحق للأسد المشاركة فيها”.

 

النص الكامل لمسودة البيان الختامي لمؤتمر “الرياض-2

عُقِدَ في مدينة الرياض في الفترة ما بين 22 و24 تشرين الثاني/نوفمبر، المؤتمر الثاني لقوى الثورة والمعارضة السورية شارك فيه ممثلون عن هيئات المعارضة والثورة والمستقلين وقوى الثورة العسكرية ومنظمات المجتمع المدني والمجالس المحلية، والمجتمعية من جميع مكونات الشعب السوري.

 

هَدَفَ المؤتمر إلى توحيد الصفوف، والتوافق على مبادئ أساسية تؤسس لسوريا المستقبل، ورؤية مشتركة يتفق عليها السوريون لحل سياسي بناءً على بيان جنيف-1 لعام 2012، والقرارات الدولية 2118 و2254؛ وهو الحلُّ الذي يؤسس لتحقيق العدالة وينصف ضحايا الاستبداد، وجرائم الحرب، ويجمع كل السوريين من جديد في وطنهم الذي يكفل حريّاتهم ويصون كرامتهم، وتوحدهم ضد قوى الاستبداد والتطرف والإرهاب، متساوون في الحقوق والواجبات، وليعم الأمن ويتحقق السلام لكل أبناء الوطن الواحد.

 

وتمت مراجعة العملية السياسية حتى تاريخه والتي لم تحقق الغاية المرجوة منها، وسبل معالجتها في ظل استمرار مخالفة النظام للقانون الدولي بعدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحماية المدنيين السوريين ورفع الحصار عنهم، وضمان وصول الاحتياجات الاغاثية والإنسانية لكافة المناطق التي تحتاجها، وإطلاق سراح المعتقلين وتوضيح مصير المغيبين والمفقودين، والتي تعدُّ من المبادئ الأساسية المتبعة دولياً كإجراءات بناء الثقة لانطلاق مفاوضات هادفة وذات مغزى.

 

وقد ناقش المشاركون الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال وتبادلوا الآراء في أجواء يسودها الاحترام المتبادل، والشعور العميق بمسؤوليتهم التاريخية تجاه الشعب السوري الصامد، وخلصوا إلى التوافق حول القضايا المصيرية التي تواجه سوريا.

 

أكد المجتمعون على تمسّكهم بوحدة وسلامة الأراضي السورية، وسيادة الدولة المنشودة على كامل أراضيها، ولا يجوز اقتطاع أي جزء منها أو التخلي عنها، كما عبروا عن التزامهم بأن سوريا دولة متعدّدة القوميات والثقافات، يضمن دستورها بالحقوق القومية لكافة المكونات من عرب وكرد وتركمان وسريان آشوريين وغيرهم، بثقافاتهم ولغاتهم على أنها لغات وثقافات وطنية تمثّل خلاصة تاريخ سوريّا وحضارتها، واعتبار القضية الكردية هي جزء من القضية الوطنية السورية وضرورة إلغاء جميع السياسيات التميزية والاستثنائية التي مورست بحقهم وإعادة الجنسية للمجردين والمكتومين من أبنائهم.

 

كما عبر المشاركون عن التزامهم بأنْ تكون سوريا دولة ذات نظام حكم ديموقراطي على مبدأ اللامركزية الإدارية، غنية بتنوعها القومي والديني والطائفي، تحترم المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، وتعتمد مبدأ المواطنة المتساوية، ونظام حكم يمثل كافة أطياف الشعب السوري دون تمييز أو إقصاء على أساس طائفي أو عرقي، ويرتكز على مبادئ المواطنة، وحقوق الإنسان والشفافية والمساءلة والمحاسبة وسيادة القانون على الجميع.

 

وتعهّد المجتمعون بالحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، مع وجوب إعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية، وضمان حقوق العاملين فيها. كما شدّدوا على رفضهم للتطرف والإرهاب بأشكاله كافة، ومصادره. وأكدوا رفضهم التدخلات الإقليمية والدولية وخاصة الدور الإيراني في زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وإحداث تغييرات ديموغرافية فيها، ونشر الإرهاب بما في ذلك إرهاب الدولة ومليشياتها الأجنبية والطائفية. وأكّدوا على أن مؤسسات الدولة السورية الشرعية، والتي يختارها الشعب السوري عبر انتخابات حرة ونزيهة، هي من سيكون له حصراً حق حيازة السلاح. كما جدّدوا رفضهم لوجود جميع المقاتلين الأجانب على الأراضي السورية، وجلاء القوات الأجنبية كافة.

 

وشدّد المجتمعون على أنَّ حل الأزمة السورية هو سياسي من الدرجة الأولى، وفق القرارات الأممية، مع حتمية توفر ضمانات دولية تشمل إجراءات ردع وآليات تنفيذية لهذه القرارات، ما يضمن التزام كافة الأطراف بها، ويكفل المساءلة والمحاسبة على ما ارتُكب ويرتكب من جرائم حرب بحق المدنيين السوريين، وأن عملية الانتقال السياسي في سوريّا هي مسؤولية السوريين والمجتمع الدولي.

 

اتفق المشاركون على أن هدف التسوية السياسية هو تأسيس دولة تقوم على مبدأ المواطنة، ما يمكّن السوريين من صياغة دستورهم دون تدخل، واختيار قياداتهم عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة يشارك فيها السوريّون داخل وخارج سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة، ضمن آلية تصون حقهم في مساءلة تلك القيادات ومحاسبتها، وتحقيق عملية انتقال سياسي جذرية وشاملة لا يشارك فيها، أو في أي ترتيبات سياسية قادمة، أي مسؤول تثبت مشاركته في جرائم حرب ضد المدنيين.

 

أكد المجتمعون أن المفاوضات المباشرة غير المشروطة تعني أن كافة المواضيع تُطرح وتناقش على طاولة المفاوضات، ولا يحق لأي طرف أن يضع شروطاً مسبقة، ولا تعتبر المطالبة بتنفيذ ما ورد في القرارات الدولية شروطاً مسبقة، أو يمنع طرح ومناقشة جميع المواضيع، بما فيها شكل الحكم ونظامه وصلاحيات سلطاته ومسؤوليه، بما فيها موقع رئاسة الجمهورية، والحكومة وغيرها، وشدّد المؤتمرون على محافظة قوى الثورة والمعارضة على سقف مواقفها التفاوضية المعلنة التي حدّدتها تضحيات الشعب السوري التي لا يمكن التفريط بها على الإطلاق.

 

كما شدد المؤتمرون بالمحافظة على سقف مواقفها التفاوضية التي حددتها تضحيات الشعب السوري التي لا يمكن التفريط بها على الإطلاق ، وذلك وفق ما نص عليه بيان جنيف-1 بخصوص “إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تهيئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية”، و”أن من الجوهري الحرص على تنفيذ العملية الانتقالية على نحو يكفل سلامة الجميع في جو من الاستقرار والهدوء”، وبناء عليه: فقد أكد المجتمعون على أنه لا يمكن تحقيق ذلك دون مغادرة بشار الأسد، وزمرته، وأركانه سدة الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية.

 

اتفق المجتمعون على تشكيل وفد تفاوضي واحد في بنيته، وموحَّد في مواقفه ومرجعيته، بهدف التفاوض مع ممثلي النظام، على أن يسقط حق كل عضو في هذا الوفد بالمشاركة في هيئة الحكم الانتقالي أو في المؤسسات المنبثقة عنها.

 

طالب المجتمعون الأمم المتحدة، وعبر ممثلها، باتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لتفعيل العملية السياسية، وتصويب مسار جنيف التفاوضي، وذلك بالدعوة إلى مفاوضات مباشرة، غير مشروطة، بين وفد قوى الثورة والمعارضة الموحّد، ووفد ممثلي النظام السوري بوضع جدول أعمال تستند إلى “بيان جنيف-1” الصادر بتاريخ 30 حزيران/يونيو 2012، والقرارات الدولية ذات الصِّلة لاسيما القرارين 2118، و2254 و262/67، وتتخذ هذه القرارات كمرجعية وحيدة للتفاوض، وبرعاية وضمانة الأمم المتحدة. وطالب المشاركون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وتنفيذ بنود قرارات مجلس الأمن بالعمل الفوري والجاد لتطبيق ما سبق أن اتُّخذ من قرارات بخصوص إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، والسماح بوصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وعودة اللاجئين والنازحين، وتطبيق اتفاقيات خفض التصعيد بشكل فعلي وحازم، ووقف الخروقات التي يرتكبها النظام وحلفاؤه، وشدّد المؤتمرون على أن تلك الاتفاقات، إن لم تترافق مع مساعٍ جادة على المسار السياسي للتوصل إلى حل سياسي عادل، ستؤدي إلى تطوّر الصراع إلى أشكال أخطر، ما يؤدي إلى عودة الإرهاب وانتشاره في المنطقة.

 

ونبّه المشاركون الأطراف الدولية كافّة إلى أن عمليات إعادة الإعمار لا يمكنها أن تبدأ قبل إنجاز اتفاق الحل السياسي، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي، وأن أيّة عمليات تجري قبل ذلك ستطيل من أمد الأزمة السورية، وستعيق التوصّل إلى حل سياسي مستدام. كما لفت المؤتمرون نظر الدول التي قد تفكر بالتطبيع مع نظام الاستبداد في تلك الفترة، بأنها ستجرّ إلى المزيد مما يمارسه من تعنت للعملية السياسية والتفاوضية، ما سيؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا من المدنيين الأبرياء، وذلك في مخالفة واضحة للقرارات الدولية والقانون الدولي باستعماله أسلحة الدمار الشامل المحرمة دولياً.

 

أعرب المشاركون في الاجتماع عن قبولهم ودعمهم لدور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في الإشراف على وقف إطلاق النار، وحفظ السلام، وفي رعاية العملية السياسية، ومطالبتهم بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية.

 

أقرّ المشاركون في ختام الاجتماع الهيكل التنظيمي، ولائحة الأنظمة الداخلية لهيئة المفاوضات، وقاموا بتسمية ممثليهم إليها في دورتها الحالية لتتولّى مهام اختيار الوفد التفاوضي، حيث ستشكّل مرجعية المفاوضين وفق المحدّدات التي أقرها المؤتمرون.

 

وتوجه المشاركون بالشكر الجزيل إلى المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً لاستضافتها مشكورة لهذا المؤتمر وذلك استمراراً لجهودها ودعمها الدائم لأشقائهم السوريين لتحقيق آمال وتطلعات الشعب السوري في قضيته العادلة.

 

الرحمة للشهداء، والحرية للمعتقلين، والشفاء العاجل للجرحى، والنصر لثورتنا المباركة..

 

الرياض-2″:توافق دولي للحل..و”منصة موسكو” تقاطع

أكد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، في كلمته خلال افتتاح “مؤتمر الرياض-2” للمعارضة السورية، الأربعاء، على أن هذا الاجتماع يأتي في ظل توافق دولي على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية. وشدد على أن الحل لن يأتي إلا بتوافق سوري.

 

وتوجه الجبير للوفود المشاركة بالقول “أنتم اليوم أمام مسؤولية تاريخية للخلاص من الأزمة التي أرهقت هذا الشعب العزيز، وتحقيق الحل والانتقال إلى مستقبل جديد”. وأضاف “الشعب السوري في كل مكان ينظر إليكم بأمل، وينتظر منكم نتائج ملموسة لتحقيق تطلعاته”.

 

وتهدف المفاوضات إلى تشكيل وفد واحد يمثل المعارضة السورية في محادثات “جنيف-8” المقررة في 28 تشرين الثاني/نوفمبر. ويستمر “الرياض-2” يومين، بمشاركة قرابة 140 شخصية تضم تيارات وأحزاب وقوى سياسية وعسكرية، وبحضور ممثلي 30 دولة. كما يهدف أيضاً لتنسيق المواقف قبيل “مؤتمر الحوار الوطني السوري” في سوتشي، الذي دعت إليه روسيا في إطار الحديث عن “مبادرة سياسية لحل الأزمة السياسية”.

 

بدوره، أعرب المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، عن تمنياته “أن يكون الاجتماع طريقة رئيسية للمساعدة والإسهام في المفاوضات التي تقوم بها الأمم المتحدة في جنيف بناء على قرار مجلس الأمن 2254”. وبين أنه “خلال أيام سنبدأ في جنيف وضع إطار للعملية السياسية”، مؤكدا أنه “للقيام بذلك أنا أحتاج منكم وفداً سورياً قوياً يقف على قلب رجل واحد”. وكشف أنه سيتم مناقشة “الدستور الجديد وحكومة شاملة غير عنصرية بناء على قرار مجلس الأمن وكافة الأمور المتعلقة بالمختطفين وتقديم كافة المساعدات الإنسانية لأي منطقة محاصرة”. وقال إن الحل للأزمة السورية سوف يأتي في جنيف من خلال هذا الفريق، مجدداً تأكيد السعي إلى الحل السلمي.

 

ويحضر من “منصة القاهرة” 11 عضواً؛ ومن “هيئة التنسيق” 15 عضواً، ومن “الائتلاف الوطني السوري” 23 عضواً، و22 ممثلاً للفصائل المسلحة و49 مستقلاً، و16 مستقلة. واستقال رئيس وأعضاء “الهيئة العليا للمفاوضات” المنبثقة عن “مؤتمر الرياض-1″، ليل الإثنين/الثلاثاء، على إثر عدم توجيه دعوات لهم لحضور “الرياض-2”.

 

وامتنعت “منصة موسكو”، والتي كانت حصتها 7 أعضاء، عن حضور “الرياض-2”. وبرر رئيسها قدري جميل، عدم حضور منصته، في بيان له صباح الأربعاء: “بسبب عدم التوصل إلى توافقٍ أثناء اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر حول الأسس والمبادئ التي يجب أن يستند إليها الوفد التفاوضي الواحد الذي يجب أن يُشكَّل نتيجة اللقاء الموسَّع في الرياض”، إذ “طالبت منصة موسكو أن يتم تبني قرارات الأمم المتحدة، وخاصة قرار مجلس الأمن 2254، دون تفسيرٍ أو اجتهادٍ، أساساً تستند إليه العملية التفاوضية”. وذلك في إشارة إلى رفض “منصة موسكو” مناقشة مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وكان ممثلو وفود المعارضة، قد عقدوا الثلاثاء، اجتماعاً تحضيرياً، وضعوا فيه مقترحاتهم لمسودة البيان الختامي للمؤتمر الموسع للمعارضة، بالإضافة إلى تركيبة الوفد المفاوض في مفاوضات “جنيف-8”.

 

وأكد جميل على أن “منصة موسكو تعتبر أن السقف السياسي الذي يجب أن يستند إليه الوفد المعارض الواحد في المفاوضات يجب أن يكون التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254، والذي ينصُّ على أنه خلال المرحلة الانتقالية، تتم صياغة دستور جديد وإقراره، كما تتم انتخابات نيابية ورئاسية نزيهة بإشراف الأمم المتحدة ورقابة دولية، يقرِّر الشعب السوري من خلالها شكل نظامه السياسي ومَن يحكمه”.

 

إلا أن قراءة جميل لبيان “جنيف-1″، جاءت محرفة ومقلوبة، إذ ينص البيان حرفياً على “إقامة هيئة حكم انتقالية تستطيع تهيئة بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية. وأن تمارس الهيئة كامل السلطات التنفيذية، وتمهد لدستور جديد في سوريا”.

 

النظام يُسهّلُ لـ”داعش” تقدمه في ريف حماة

حقق تنظيم “الدولة الإسلامية” تقدماً مفاجئاً على حساب المعارضة المسلحة في ريف حماة الشمالي الشرقي، الإثنين والثلاثاء، وسيطر على قرى وبلدات تتبع لناحية السعن؛ طلحان وأبو الكسور وأبو حريق، وهاجم قرى قريبة من المحاور التي تقدم فيها، وسيطر بشكل جزئي على قرى معصوان وأبو مرو وأم صهريج. ويحاول التنظيم فرض سيطرته الكاملة على القرى الصغيرة التي تفصله عن بلدتي سروج والوسيطة، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

المعارك العنيفة ما تزال مستمرة بين تنظيم “الدولة” والمعارضة المسلحة في ثلاثة محاور على الأقل، ويسعى التنظيم للتقدم بشكل عرضي من جهة الغرب وصولاً إلى قرية أبو هلال التابعة لناحية الحمراء في ريف حماة. ويهدف التنظيم من خلال التقدم هذا إلى عزل عدد آخر من القرى التي تسيطر عليها المعارضة جنوباً.

 

هجمات تنظيم “الدولة” الأخيرة في ريف حماة انطلقت من مواقعه في قرى طوطح وحجيلة وعنق باجرة، وهي المعاقل الأخيرة التي تبقت للتنظيم في ريف حماة. وكان التنظيم قد سيطر على قرابة 15 قرية وبلدة كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة، في 9 تشرين الأول/ أكتوبر، بعدما تسلل المئات من مقاتليه قادمين من شرقي السلمية في ريف حماة الشرقي مروراً بمناطق سيطرة النظام.

 

المعارضة قالت إن تنظيم “الدولة” استغل انشغالها في التصدي لمليشيات النظام في جبهات ريف حماة الشمالي الشرقي، وريف حلب الجنوبي، وشن هجوماً برياً واسعاً ضد مواقعها شمالي ناحية السعن. واتهمت المعارضة مليشيات النظام بتسهيل مرور المئات من عناصر التنظيم إلى المنطقة خلال اليومين الماضيين.

 

مليشيات النظام استغلت المعارك المندلعة بين المعارضة وتنظيم “الدولة” في ناحية السعن، وحاولت التقدم نحو قرية المستريحة التي تفصلها عن الرهجان، ولكنها فشلت وخسرت عدداً من عناصرها أثناء الاشتباكات والقصف المتبادل بالأسلحة الثقيلة. كما خسرت مليشيات النظام مدرعة ودبابة في جبهات بلدة البليل شمالي ناحية الحمراء، وتصدت المعارضة لهجوم عنيف شنته المليشيات على التلال القريبة من قرية رويدة جنوب شرقي أبو دالة.

 

وشهدت قرى وبلدات ريف حماة الشمالي الشرقي، وريف حلب الجنوبي، قصفاً جوياً عنيفاً، الاثنين والثلاثاء، استهدف الرهجان والقرى القريبة منها، والبليل ومجموعة التلال الواقعة جنوبي وشرقي أبودالة. كما طال القصف قرى منطقتي جبل الحص وتل الضمان في ريف حلب الجنوبي. وتجاوز عدد الغارات الجوية التي شنتها المقاتلات الحربية 50 غارة، كما ألقت مروحيات النظام براميلها على عدد من مواقع المعارضة في ريف حماة.

 

بوتين يشارك ترامب ونتنياهو وسلمان والسيسي نتائج لقائه بالأسد

 

أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلع نظيره الأميركي دونالد ترامب، وزعماء المنطقة، على نتائج لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد في سوتشي.

 

وقال الكرملين، الثلاثاء، إن بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع ترامب، وإن المحادثات التي جرت “وفقاً لاتفاق مسبق”، تم خلالها “خلالها بحث مفصل للقضايا السورية الملحة أخذاً بعين الاعتبار العملية العسكرية المنتهية الخاصة بالقضاء على الإرهابيين في سوريا”.

 

وبحسب البيان الذي نقلته قناة “روسيا اليوم”، شدد بوتين “على الاستعداد للإسهام بنشاط في تسوية سياسية طويلة الأمد في هذه البلاد، بناء على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة برقم 2254، بالتوافق مع الاتفاقات، التي تم التوصل إليها في إطار العمل عبر منصة أستانا، وكذلك مبادئ البيان المشترك، الذي صادق عليه رئيسا روسيا والولايات المتحدة يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني) خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في فيتنام”. وأشار الجانبان إلى أن “هذا البيان أثار ردود أفعال إيجابية في منطقة الشرق الأوسط”.

 

وأكد البيان أن الزعيمين شددا على ضرورة “الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، والتوصل إلى تسوية سياسية على أساس المبادئ، التي يجب وضعها في إطار عملية تفاوضية سورية داخلية جارية بأوسع صورة ممكنة”. وأن “هذا الأمر هو الذي تهدف إليه المبادرة الروسية الخاصة بعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي قريباً”.

 

وأضاف بيان الكرملين أن “بوتين أطلع ترامب على النتائج الأساسية للقائه بشار الأسد، يوم الـ20 نوفمبر، والذي أكد خلاله الزعيم السوري تمسكه بالعملية السياسية، وإجراء إصلاح دستوري وانتخابات رئاسية وبرلمانية”.

 

كما تناولت المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب “المحادثات الثلاثية المقرر عقدها يوم الـ22 نوفمبر في سوتشي بمشاركة كل من رؤساء روسيا وإيران وتركيا، والتي من المخطط أن يتم خلالها تنسيق الخطوات الرامية إلى التطبيع اللاحق للوضع في سوريا والجوانب المختلفة للتسوية السياسية في البلاد”.

 

وفي وقت سابق، أجرى الرئيس الروسي اتصالاً هاتفياً مع الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، وأطلعه على نتائج اجتماعه بالرئيس السوري، وعلى المسائل التي ستطرح خلال القمة المرتقبة في سوتشي بين رؤساء تركيا وإيران وروسيا، بالإضافة إلى آفاق تسوية الأزمة السورية في ظل الانتصارات المحققة على الإرهاب في هذا البلد.

 

وقال المكتب الإعلامي لبوتين إنه “تمت مواصلة تبادل الآراء حول الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وتم النظر في المسائل المتعلقة بالتسوية الطويلة الأمد للصراع في ظل الإنجازات المحققة في مجال محاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا”. كما تم “الإعراب عن الأمل بأن يسهم اجتماع المعارضة السورية في الرياض” المزمع انعقاده في 22-24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في التسوية الأزمة في سوريا.

 

وفي بيان منفصل، قال الكرملين إن الرئيس الروسي أجرى اتصالين هاتفيين بنظيره المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأطلعهما على نتائج محادثاته مع الأسد، والتحضيرات لقمة سوتشي.

 

وأشار الكرملين إلى أن الاتصال بنتنياهو جاء بطلب من إسرائيل، وأكد بوتين خلاله أهمية العمل على تنظيم مؤتمر “الحوار الوطني السوري”. كما بحث الطرفان المسائل العملية المرتبطة بالوضع في المنطقة الجنوبية لتخفيف التوتر في سوريا.

 

وفي اتصاله مع السيسي، قال بيان الكرملين، إن الزعيمين ناقشا “نتائج مباحثات (بوتين) مع الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك فضلا عن المسائل المتعلقة بعقد قمة في مدينة سوتشي يوم الـ22 نوفمبر (تشرين الثاني) لرؤساء الدول الضامنة لعملية أستانة (روسيا وإيران وتركيا)”. وتم خلال المكالمة “تأكيد أهمية مؤتمر الحوار الوطني، الذي سيجري عقده بمبادرة روسية وسيجمع ممثلين عن الشرائح الواسعة للشعب السوري”.

 

قائد “الفيلق السوري” في الجيش الروسي/ نذير رضا

حصر الرئيس السوري بشار الأسد الفوارق، بين زيارته الأولى الى روسيا قبل عامين، في المجريات الميدانية، لكنه لم يتطرق الى صورته التي بدت في أكتوبر/تشرين الاول2015، صورة الرئيس المستجدي، بينما أظهرته الآن عسكرياً بما يتخطى كونه رئيساً يتمتع بقوة ونفوذ، كما يحاول مناصروه الترويج، وكرسته تابعاً للمنظومة السياسية والعسكرية الروسية.

في المرة الأولى، خرج الأسد لاستجداء دعم عسكري ينتشله من ورطة الانكسار الميداني. واليوم، يخرج لوضعه في صورة الحل السياسي الذي سيتبلور غداً في قمة سوتشي التي تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالرئيس الإيراني حسن روحاني، والرئيس التركي رجب طيب اردوغان. في الحالتين، لم يقرر الأسد، وتقود روسيا مجريات المعركة العسكرية والسياسية، وتضعه في صورة التدخل والحلول.

هذه الوقائع لا تنفيها صورة الأسد الأولى، في زيارته المعلن عنها اليوم الى روسيا، حيث التقى بوتين في سوتشي. فصورة احتضان بوتين له، تتخطى بدلالاتها مفهوم الشكر، والامتنان للبقاء في الحكم. وهي ليست مؤثرة الى حد أن تُبنى عليها سرديات من قبيل “عمق العلاقة” و”الاحتضان الأبوي”. ذلك ان الدلالات تكشفها الصورة الثانية، في اجتماع عسكري، وتبرز حقائق لا ينكرها السوريون، وهي أن العلاقة بين الطرفين الآن مبنية على اعتبارات عسكرية، تؤكدها الوثائق المسربة عن اتفاقيات طويلة الأمد مع موسكو.

فالأسد، الذي يحمل لقب القائد الأعلى للقوات المسلحة السورية، لم يظهر في الصورة الا قائداً عسكرياً تابعاً، وجزءاً من منظومة عسكرية روسية، يصح وصفه فيها بقائد “الفيلق السوري” في الجيش الروسي. فالأسد الذي حضر وحيداً الى موسكو،  لم يحتفِ بقدرته على “دحر الإرهاب” بنفسه. قدم الشكر لسلاح الجو الروسي، وللحلفاء الذين تؤكد الوقائع أنه من دونهم، ما كان ليتحقق أي انجاز.

بهذا المعنى، فإن السردية القائمة على “الانتصار السوري” النظامي، تدحضها مخرجات الأزمة وتبعاتها. فهو انتصار للحلفاء، كل الحلفاء، باستثناء النظام الذي أحيط بداية بتواجد عسكري “حليف”، وبات هذا التواجد ثابتاً، ومتغلغلاً في دفتر السيادة السورية، ويلف أوراقه من دمشق الى شرق البلاد وجنوبها وشمالها، وصولاً الى قواعد الوجود العسكري الروسي الطويل الأمد في المياه الدافئة السورية!

وإذا كان البعض، من الحلفاء، قرأ في الزيارة “رسالة انتصار”، فإن بوتين أحال الانتصار الى قياداته العسكرية، حين توجه الأسد قائلاً له: “أعرّفك الى الاشخاص الذين لعبوا دوراً أساسياً في حماية سوريا”، بحسب ما ذكرت مراسلة “اسوشييتد برس” في روسيا، فيما رد الأسد متوجهاً بالشكر لروسيا وجيشها الذين “قدموا شهداء وبذلوا جهوداً في سوريا” معرباً عن سعادته بالتعرف الى العسكريين الذين انخرطوا مباشرة في المعركة السورية.

والحرب السورية التي شارفت فصولها الأولى على الانتهاء، فرضت واقعاً عسكرياً جديداً، كشفته صورة الأسد وعباراته، بوصفه تابعاً وجزءاً من المنظومة التي حققت الانتصار. بهذا المعنى، لم يخرج الأسد من صورة المهزوم بعد، بالمعنى الوطني السيادويّ السوري، ولو أن خطابات الحلفاء أوحت بعكس ذلك. فإذا كان الانتصار مجيّراً للحلفاء، يصبح الإيحاء بانتصاره، مزوراً، ومرهوناً لسواعد الحلفاء. ولن تنفع عشرات الصور التي خرجت من اللقاء في منحه لقب المنتصر!

المدن

 

روسيا تسوّق رؤيتها للتسوية السورية بموافقة أميركية

موسكو تتكتم على مصير الأسد، وبوتين يراهن على دور سعودي مؤثر لتوحيد المعارضة.

موسكو – جاء لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره السوري بشار الأسد في مدينة سوتشي، ليؤكد أن روسيا تتصرّف حاليا بصفة كونها المرجع الأوّل والأخير في شأن كلّ ما له علاقة بالوضع السوري، وأن الرئيس الروسي يجري اتصالات واجتماعات على مستوى عال للتسويق لرؤيته للتسوية السورية، وأن ذلك بموافقة أميركية.

وقالت مصادر سياسية أميركية إن ذلك ما كان ممكنا أن يحدث لولا موافقة إدارة الرئيس دونالد ترامب، مع ما يعنيه ذلك من إدارة روسية للوضع السوري على أن تتولى موسكو توفير كلّ الضمانات المطلوبة إسرائيليا في الجنوب السوري على وجه التحديد.

وعزت المصادر السياسية الأميركية الموقف الأميركي، الذي يعني استسلاما للرغبات الروسية في سوريا، إلى أن وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس ليس متحمسا لأي عمليات عسكرية في سوريا، بل يدعو على العكس من ذلك إلى تعاون عسكري مع الروس على أن تحافظ الولايات المتحدة على المواقع العسكرية التي باتت تشغلها في الشمال السوري. وهذا يعني أن لا تمدد أميركيا إلى الضفّة الأخرى من الفرات الذي سيبقى الحد الفاصل بين الأميركيين والروس في الداخل السوري.

وأوضحت أن موقف ماتيس، الذي سبق له وعمل كضابط كبير على الأرض في العراق وفي منطقة الحدود مع سوريا، يفسّر إلى حد كبير امتناع سلاح الجوّ الأميركي عن التدخل قبل أيام قليلة عندما استعادت قوات نظامية سورية بدعم من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله نقطة البوكمال عند الحدود السورية العراقية.

وتعتبر هذه النقطة في غاية الأهمية بالنسبة إلى إيران إذ تفتح لها الخط الممتد من طهران إلى بيروت عبر الأراضي العراقية والسورية.

ولاحظت المصادر أنّه بعد اعتراض الأميركيين وتدخلهم في البداية لمنع السيطرة الإيرانية على البوكمال، بعثت موسكو برسائل طمأنة إلى واشنطن تؤكد فيها أن نقطة البوكمال ستبقى تحت السيطرة الروسية وأنّه لن يكون مسموحا بحرية التحرّك الإيرانية في منطقة الحدود العراقية السورية، حتّى لو كان الإيرانيون يستخدمون الحشد الشعبي غطاء عراقيا لهم.

وشككت مصادر أميركية أخرى بأيّ ضمانات يمكن أن توفرّها روسيا لأميركا في شأن كلّ ما يتعلّق بتصرفات إيران في سوريا. وقالت هذه المصادر إن حقيقة الأمر هي أنّ لا استراتيجية أميركية تجاه سوريا حتّى الآن في غياب قرار واضح في مواجهة المخططات الإيرانية على الصعيد الإقليمي.

ازدار كورتوف: روسيا استدعت الأسد لتبلغه بتفاصيل التسوية السياسية

وبالتوازي مع التوافق على الحد الأدنى مع واشنطن، تراهن روسيا على دور سعودي محوري في إنجاح الحل السياسي المستقبلي في سوريا، وهذا ما يفسر الاتصال الهاتفي للرئيس الروسي بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، والذي أطلعه من خلالها على تفاصيل لقائه بالرئيس السوري، والخطط التي تتم مناقشتها لضبط أسس الحل، فضلا عن اللقاء التوحيدي للمعارضة السورية والذي تحتضنه الرياض اليوم (الأربعاء)، والذي تلعب فيه السعودية دورا مهما في توحيد المعارضة على قاعدة إنجاح الحوار السوري.

وأعلنت شخصيات بارزة من الهيئة العليا للمفاوضات المعروفة بمنصة الرياض استقالتها بما يسمح بإعادة تشكيل الهيئة لتكون مفاوضا رسميا باسم المعارضة بمختلف منصاتها.

واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن تراجع شخصيات المعارضة ذات الفكر المتشدد عن لعب الدور الرئيسي سيجعل من الممكن توحيد هذه المعارضة غير المتجانسة، في الداخل والخارج، حول برنامج معقول وواقعي وبناء بشكل أكبر.

وقالت مصادر مقربة من المعارضة السورية إن روسيا تتكتم على مصير الأسد ودوره المستقبلي سلبا أو إيجابا حتى لا يربك موقفها الحوارات والاجتماعات التي تجري استعدادا للقاء جديد في أستانة أو جنيف، ولتوفير أكثر ما يمكن من ضمانات النجاح لمؤتمر الشعوب السوري الذي سيتولى صياغة الدستور المستقبلي لسوريا ويحدد شكل سوريا الجديدة بتوافق أوسع لمختلف المنصات.

وأكدت الرئاسة الروسية الثلاثاء أن الشعب السوري وحده هو الذي يمكنه أن يقرر الدور المستقبلي للأسد.

ووفقا لوكالة “تاس″ الروسية فقد رفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الإجابة في مؤتمر صحافي الثلاثاء على سؤال حول دور الأسد في مستقبل سوريا، وقال إن “الشعب السوري وحده هو الذي يمكنه أن يحدد مستقبل الأسد”.

ورفض الإجابة على تساؤل حول كيف يرى الأسد نفسه مستقبله، وقال “لا يمكنني أن أقول أي شيء في هذه المرحلة”.

ورأى الخبير الروسي أزدار كورتوف أن زيارة بشار الأسد إلى روسيا تدل على “أهمية إبلاغ الكرملين بموقف السلطات السورية في ما يتعلق بالتسوية المستقبلية للنزاع في سوريا وأنه (الأسد) مهتم بالقمة المقبلة لبوتين مع الرئيسين الإيراني والتركي”، والمقررة لليوم.

وأضاف “من غير المرجح أن يكون ذلك تعبيرا عن الدعم السياسي من قبل الكرملين للأسد، فذلك يمكن أن يتم بوسائل أخرى”، مشيرا إلى أن “مرحلة الحرب المفتوحة في النزاع السوري ستنتهي قريبا وستصبح مسألة الحل السياسي ممكنة أكثر من أي وقت مضى”.

وتابع أن “الأمر يتعلق قبل كل شيء بمناقشة المواقف لا سيما أن قضايا عدة تراكمت لا يمكن حلها في العلن”. وذكر خصوصا الأكراد الذين يسيطرون على جزء من شمال سوريا على الرغم من استياء أنقرة.

من جهته، قال تيمور أحمدوف الخبير في المجلس الروسي للشؤون الخارجية الذي يوجد مقره في أنقرة أنه بالنسبة لتركيا فإن “الاحتفاظ بدور لها في مفاوضات سياسية مستقبلية مسألة أهم من مغادرة الأسد السلطة”.

 

تركيا تضع الأكراد عقبة أمام أي تسوية سورية

الرئيس التركي يؤكد أن بلاده لن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه القضايا التي تتعلق بوجودها وبقائها في إشارة إلى الدعم الأميركي لأكراد سوريا.

أنقرة – لفت مراقبون إلى أن موقف تركيا مع موقع الأكراد في مستقبل التسويات السورية سيكون عقبة حقيقية أمام أي ترتيبات اتفقت عليها روسيا والولايات المتحدة في هذا الشأن.

 

ويسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تأكيد موقف بلاده حيال الاستحقاق الكردي ويكرر رفضه دعوة الأكراد المنضوين داخل تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي “ب ي د” الذي تعتبره أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني في تركيا.

 

وقال أردوغان، الثلاثاء، إن “تركيا ليست الدولة التي يمكنكم اللعب بها كدمية”. وجاء كلام الرئيس التركي في كلمة ألقاها خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، في العاصمة أنقرة.

 

وأكد أن “تركيا أظهرت للعالم أجمع كم كان تنظيم داعش الإرهابي أجوف رغم تصويره لسنوات عديدة على أنه وحش لا يقهر”.

 

وفيما سعت طهران إلى الإعلان عن انتهاء تنظيم داعش أكد أردوغان أن “تركيا كانت أول دولة كسرت شوكة داعش”، مؤكدا على أنه “تم اقتلاع هذا التنظيم تماما من سوريا والعراق”.

 

واعتبر المراقبون أن رسائل أردوغان في شأن مكافحة داعش جاءت ضرورية عشية الاجتماع الذي سيجمعه مع الرئيسين الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين، وأنه يود تأكيد محورية الدور التركي السابق واللاحق في أي ترتيبات تحضر للبلدين.

 

ورأى دبلوماسيون أن موقفه من المسألة الكردية في سوريا موجه لواشنطن قبل موسكو وأن تصريحاته تستهدف إيجاد دعم روسي إيراني في قمة اليوم الأربعاء.

 

وحول تسليح الولايات المتحدة تنظيم “ب ي د” في سوريا، تساءل الرئيس التركي مستنكرا، “ضد أي دولة تسلحون هؤلاء في سوريا؟! (..) ينبغي عليكم إيضاح ذلك”.

 

وشدد على أن “تركيا لن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه القضايا التي تتعلق بوجودها وبقائها”. واعتبر دبلوماسيون أن أردوغان يرفع من سقف شروطه على خلفية تسويات تلوح في الموضوع السوري تُعد في الرياض وجنيف وسوتشي.

 

المعارضة على أعتاب محطة فارقة في الأزمة السورية

 

تشكل الاستقالات التي عصفت بالهيئة العليا للمفاوضات محطة فارقة في الأزمة السورية، لجهة بلورة رؤية سياسية جديدة للحل ستكون هناك حاجة معها لبروز وجوه جديدة على المسرح السوري الذي يشهد حربا دموية منذ نحو سبع سنوات.

 

الرياض – ينطلق الأربعاء مؤتمر “الرياض 2” للمعارضة السورية بالتزامن مع لقاء قمة ثلاثي يجمع كلا من رؤساء تركيا وروسيا وإيران في مدينة ستوشي جنوب غرب روسيا، فيما يظل العامل المشترك بينهما هو التهيئة لانطلاق عملية لتسوية الأزمة السورية.

 

واستبقت اجتماع “الرياض 2”، الذي يستمر على مدى يومين، عاصفة من الاستقالات طالت وجوها بارزة في الهيئة العليا للمفاوضات، الممثل الرئيس للمعارضة في جولات جنيف السابقة.

 

ومن بين الأسماء البارزة المستقيلة رئيس الهيئة رياض حجاب، والمتحدث باسمها سالم مسلط، وعضو الهيئة سهير الأتاسي، وممثل المجلس الوطني الكردي في الهيئة عبدالحكيم بشار.

 

ولاقت هذه الاستقالات ترحيبا كبيرا من روسيا التي قال وزير خارجيتها سيرجي لافروف “إن تراجع شخصيات المعارضة ذات الفكر المتشدد عن لعب الدور الرئيسي سيجعل من الممكن توحيد هذه المعارضة غير المتجانسة، في الداخل والخارج، حول برنامج معقول وواقعي وبناء بشكل أكبر”.

 

وتتهم شخصيات في المعارضة السورية موسكو بالوقوف خلف ما يحصل اليوم من استقالات داخل الهيئة وذلك لضربها، وتعويضها بمعارضات قريبة منها، أو قادرة على تبني رؤيتها للحل في سوريا.

 

وقال محمد صبرا، أحد المستقيلين من الهيئة، الثلاثاء، “إن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية برئاسة رياض سيف ساعد روسيا في تنفيذ مخططها بالإطاحة بمن يرفضون المهادنة بالعملية التفاوضية وإحلال من يميلون للتعاطي الإيجابي مع السياسة الروسية محلهم”.

 

والائتلاف هو أحد أبرز أجسام المعارضة السورية، وتعتبر تركيا الحاضن والداعم الرئيسي له، وهذا ما قد يعطي تصريحات صبرا مصداقية لجهة أن أنقرة وبعد سنوات من دعم مشروع إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد شهدت استدارة صوب روسيا وسط معطيات تقول إن اجتماع سوتشي الذي سيعقد الأربعاء سيؤكد على هذه الاستدارة، ولا يستبعد المراقبون أن تكون تركيا باتت تتبنى وجهة الرأي القائلة بإبقاء الأسد، وأنها دفعت الموالاة من المعارضة للتعاطي مع هذا الواقع الجديد.

 

واعتبر صبرا أن “روسيا استغلت حالة الانكفاء الأميركي وانسحابه من الملف السوري لدرجة أنها باتت تفرض إيقاعها بالكامل وأصبحت تحدد من يمثل المعارضة السورية ومن لا يمثلها.. والمسؤولية في ذلك لا تصب على السعودية أو أي طرف إقليمي وإنما للأسف على طرف سوري معارض هو الائتلاف الوطني برئاسة رياض سيف.. فالائتلاف هو من طالب الخارجية السعودية بأن تُشكل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الرياض 2 من مكونات سياسية، وليس من الهيئة العليا للمفاوضات”.

 

واستطرد “ما حدث الاثنين من استقالات كان نتيجة تجاوز إرادة السوريين.. تشكلت اللجنة التحضيرية من شخصيات من داخل الهيئة العليا وخارجها، وقام من هم خارج الهيئة بدعوة شخصيات عدة لا يخفى انتماؤها لمكونات سياسية معروفة بمواقف معينة، ووصلنا إلى قناعة بأن الهدف الحقيقي من عقد المؤتمر هو تغيير الموقف التفاوضي للمعارضة تنفيذا لرغبات روسيا”.

 

وأشار بالقول “تصريح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف واضح حول أن تراجع شخصيات المعارضة ذات الفكر المتشدد عن لعب الدور الرئيسي سيجعل من الممكن توحيد هذه المعارضة غير المتجانسة”.

 

وتوقع صبرا أن “تكون مخرجات وقرارات المؤتمر بهذا الحال مجرد قرارات روسية بأصوات سورية”.

 

ويرى مراقبون أن عاصفة الاستقالات التي طالت الهيئة العليا هي محطة فارقة في الأزمة السورية، وعلى ما يبدو هناك توجه لتبني رؤية سياسية جديدة للحل، تحتاج لقيادة جديدة، بعد أن فرض الواقع الميداني كلمته.

 

ويقول هؤلاء إن خروج ما يطلق عليهم اصطلاحا بصقور المعارضة من المشهد سيمنح مؤتمر “الرياض 2” فرصة كبيرة للنجاح لجهة توحيد صفوف المعارضة بتلويناتها المختلفة وتشكيل وفد موحد لاستحقاق جنيف الذي لم يعد تفصل عنه سوى بضعة أيام، والذي يتوقع أن يضع اللبنة الأولى لحل سياسي مستدام في سوريا، وإن كانت هناك تخوفات مشروعة لمناوئي الأسد بأن هذا الحل لن يكون بالمرة في صالحهم.

 

وتحضر اجتماع الرياض 142 شخصية: 23 شخصا عن الائتلاف السوري بقيادة رياض سيف، و16 شخصا ممثلين عن هيئة التنسيق بقيادة حسن عبدالعظيم، و11 شخصا ممثلين عن منصة القاهرة، و7 أشخاص عن منصة موسكو، و64 شخصية مستقلة، و22 يمثلون الفصائل المقاتلة.

 

بوتين: الحل في سوريا يستدعي تنازلات من كل الأطراف

إردوغان قال إن «قرارات حيوية» ستتخذ بقمة سوتشي الثلاثية

سوتشي (روسيا): «الشرق الأوسط أونلاين»

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الأربعاء)، إنه تم بلوغ «مرحلة جديدة» في الأزمة السورية لكن الوصول إلى حل سلمي سيتطلب تنازلات من كل الأطراف بمن فيهم النظام السوري.

 

وكان الرئيس الروسي يتحدث في مدينة سوتشي في جنوب روسيا مع انطلاق قمة ثلاثية بمشاركة الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

 

وأكد بوتين أنه يرى «فرصة حقيقية» لإنهاء النزاع الذي تشهده سوريا منذ عام 2011، وقال: «ظهرت فرصة حقيقة لإنهاء هذه الحرب الأهلية التي تعود إلى عدة سنوات»، وذلك قبل أيام من جولة محادثات جديدة في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة. وأضاف: «بفضل جهود روسيا وإيران وتركيا تمكنا من تفادي انهيار سوريا ومنع وقوعها في أيدي إرهابيين دوليين».

 

وتابع بوتين بأن «الشعب السوري هو الذي يملك قرار مصيره والواضح أن هذه العملية لن تكون سهلة وتتطلب تسويات وتنازلات من جميع المشاركين بما في ذلك الحكومة السورية». وأضاف أن موسكو وطهران وأنقرة «ستبذل أقصى الجهود من أجل أداء عمل منتج بأفضل ما يمكن».

 

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن قرارات حيوية ستتخذ لإيجاد حل للأزمة السورية، مؤكدا أنه «من المهم لجميع الأطراف أن تساهم في حل سياسي للأزمة يكون مقبولا للشعب السوري».

 

ورأى الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه يجب انتهاء التدخل الخارجي في الصراع في سوريا، وأن الوجود العسكري الخارجي هناك لا يكون مقبولا إلا بدعوة من النظام السوري، دون أن يذكر دولا بالاسم.

 

وأبلغ الرئيس الإيراني نظيريه الروسي والتركي بأن «هناك ضرورة الآن القضاء على آخر الخلايا الإرهابية في سوريا وأن الأجواء ممهدة لتسوية سياسية».

 

من جهة أخرى، من المقرر أن يزور مبعوث الأمم المتحدة الخاص بشأن سوريا ستيفان دي ميستورا موسكو غدا، لإجراء محادثات بشأن الوضع في سوريا، حسبما ذكرت وكالة الإعلام الروسية الأربعاء.

 

وأضافت الوكالة أن دي ميستورا سيجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو لبحث الاستعدادات لجولة جديدة من محادثات جنيف للسلام في سوريا ومؤتمر مقترح عقده في منتجع سوتشي الروسي بشأن سوريا.

 

وتهدف قمة سوتشي الثلاثية التي جاءت بعد يوم واحد من زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى موسكو، «للعمل من أجل تسوية بعيدة الأمد للنزاع» في سوريا، وتأتي قبل أيام من استئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة بهذا الصدد في جنيف.

 

وترعى روسيا وإيران حليفتا دمشق وتركيا التي تدعم فصائل معارضة سورية، مفاوضات تجري في آستانة بين المعارضة السورية والنظام، نجحت في إقامة «مناطق لخفض التوتر» في إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط) والغوطة الشرقية المتاخمة لدمشق، وكذلك في الجنوب.

 

وجرت سبع جولات محادثات في آستانة هذه السنة جمعت حول الطاولة ذاتها ممثلين عن النظام والمعارضة السورية وركزت على المسائل العسكرية والفنية، فيما كانت محادثات جنيف تراوح مكانها.

 

من جهة أخرى، تجتمع قوى المعارضة السورية في الرياض الأربعاء لتشكيل هيئة مفاوضات ينبثق عنها وفد جديد إلى محادثات جنيف التي ستتناول مسألتي الدستور والانتخابات في سوريا، في وقت يتحدث محللون ومعارضون عن ضغوط تمارس للقبول بتسوية تستثني مصير بشار الأسد.

 

وأتاح التدخل العسكري الروسي عام 2015 لقوات النظام السوري استعادة مدينة تدمر من تنظيم داعش، ثم استعادة شرق حلب من الفصائل المسلحة المعارضة، وبعدها استعادة مدينة دير الزور من التنظيم المتظرف وأخيرا مدينة البوكمال آخر مدينة تقع تحت تنظيم داعش في سوريا.

 

بوتين يحدّد للأسد «مبادئ التسوية»

الرئيس الروسي يتصل بالملك سلمان والسيسي وترمب… ومؤتمر المعارضة السورية ينطلق في الرياض

موسكو: طه عبد الواحد – الرياض: فتح الرحمن يوسف

أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، رئيس النظام السوري بشار الأسد «مبادئ التسوية» السياسية في سوريا. وأجرى بوتين اتصالات هاتفية مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

 

وأكد بوتين للأسد، الذي زار سوتشي فجأة لساعات، أن «المسألة الأكثر أهمية هي بالطبع التسوية السلمية السياسية؛ التسوية طويلة الأمد للأزمة السورية التي تلي القضاء على الإرهاب». وقال بوتين: «أود أن أبحث معكم المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية، وعقد مؤتمر الحوار السوري» في سوتشي بداية الشهر المقبل، مضيفاً: «نرى في نهاية المطاف، أن العملية السياسية تجري برعاية الأمم المتحدة، ونأمل في مشاركة حثيثة خلال سير العملية، وخلال مرحلتها النهائية».

 

في السياق ذاته، أشار بوتين إلى المؤتمر الموسع للمعارضة السورية الذي ينطلق في الرياض اليوم، ويرمي لتشكيل وفد موحد إلى المفاوضات المرتقبة في جنيف. وأوضح أن المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر لافرينتيف سيشارك في المؤتمر.

 

ويشارك في مؤتمر الرياض نحو 150 معارضاً نصفهم من المستقلين بالتزامن مع قمة تعقد في سوتشي اليوم بين بوتين والرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني.

 

الجبير: لا حل للأزمة السورية دون توافق سوري

المبعوث الأممي دي ميستورا: لا بد من وضع مستقبل سوريا أولاً

الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»

أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن بلاده تقف مع الشعب السوري، وأنه لا حل للأزمة السورية دون توافق سوري، يحقق تطلعات الشعب وينهي معاناته على أساس إعلان جنيف 1، وقرار مجلس الأمن 2254.

وشدد في كلمة له في افتتاح مؤتمر الرياض للمعارضة السورية على وقوف السعودية إلى جانب الشعب السوري، كما كانت دوماً لتحقيق تطلعاته في الوصول إلى حل عادل.

وقال الجبير في كلمته أمام الوفود المشاركة، بحضور الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إن هذا الاجتماع يأتي في ظل توافق دولي على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية.

إلى ذلك، توجه للمشاركين السوريين، قائلاً: «أنتم اليوم أمام مسؤولية تاريخية للخلاص من الأزمة التي أرهقت هذا الشعب العزيز، وتحقيق الحل والانتقال إلى مستقبل جديد».

وتابع قائلاً: «الشعب السوري في كل مكان ينظر إليكم بأمل، وينتظر منكم نتائج ملموسة لتحقيق تطلعاته».

من جانبه قال المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، إنه لا بد من وضع مستقبل سوريا أولاً، مضيفاً: «لا بد من الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية وفق قرارات مجلس الأمن».

وقال إنه خلال بضعة أيام سنضع إطارا للعملية السياسية في سوريا. وتابع: «نريد وفدا قويا للمعارضة السورية في جنيف، وعلى وفد المعارضة أن يشمل كل الأطراف الممثلة للشعب».

وتهدف المفاوضات إلى تشكيل وفد موحد يمثل هذه المعارضة في محادثات جنيف التي ستبدأ في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، برعاية الأمم المتحدة، ويشارك في الاجتماع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ويستمر اجتماع الرياض ثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من 140 شخصية تضم تيارات وأحزابا وقوى سياسية وعسكرية، بالإضافة إلى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، بهدف تنسيق المواقف قبيل مؤتمر سوتشي الذي دعت إليه روسيا في إطار الحديث عن مبادرة سياسية لحل الأزمة السياسية كمرحلة طبيعية بعد انتهاء «داعش».

 

بوتين للأسد عشية قمة سوتشي: حان وقت التسوية السياسية

أكد أهمية الرعاية الدولية للحل… وقال إن الجيش الروسي «أنقذ الدولة السورية»

موسكو: طه عبد الواحد

يرى الكرملين أن العملية ضد الإرهاب في سوريا على وشك أن تنتهي، ولذلك آن الأوان لإطلاق عملية التسوية السياسية للأزمة السورية، على أن تجري برعاية خلال كل مراحلها من جانب الأمم المتحدة، وبمشاركة القوى الإقليمية والدولية المنخرظة بشكل أو بآخر في الأزمة السورية، وأن الفضل يعود للقوات الروسية في خلق ظروف للحل السياسي.

هذه هي المواقف التي أكد عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثات أجراها أول من أمس مع الرئيس بشار الأسد في مدينة سوتشي. وأشار بوتين في مستهل محادثاته مع الأسد إلى «اقتراب القضاء الحتمي الذي لا مفر منه على الإرهاب»، وشدد على أن «المسألة الأكثر أهمية هي بالطبع التسوية السلمية السياسية؛ التسوية طويلة الأمد للأزمة السورية التي تلي القضاء على الإرهاب».

ثم حدد بوتين للأسد الأطراف التي ستشارك في العملية السياسية السورية، والأطر التي ستجري برعايتها، وذكَّر بداية بأن قمة ثلاثية ستجمعه مع نظيريه التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني في مدينة سوتشي اليوم، لافتاً إلى شركاء آخرين على صلة بالوضع في سوريا تجري روسيا اتصالات حثيثة معهم، وهم الأردن والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والعراق ومصر.

ومن جانبه، قال الأسد إن اللقاء فرصة رائعة لبحث مؤتمر الحوار السوري وتنسيق الخطوات اللاحقة، ما دفع بوتين لتذكيره مجدداً: «على أساس محادثاتنا اليوم، سأجري المشاورات مع رؤساء تركيا وإيران. واليوم (الاثنين)، من المخطط أن أجرى محادثات هاتفية مع أمير قطر. ويوم غد (الثلاثاء)، مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومن ثم مع قادة دول المنطقة».

وحدد بوتين بعد ذلك الهدف من المحادثات، قائلاً: «أود أن أبحث معكم المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية، وعقد مؤتمر الحوار السوري الذي أعربتم عن دعمكم له. وأود أن أسمع تقييمكم للمرحلة الراهنة، وآفاق تطور الوضع، بما في ذلك رؤيتكم للعملية السياسية». كما حدد الأمم المتحدة راعياً أساسياً لتلك العملية في كل مراحلها، وأكد أن هذا أمر يعكس الرؤية الروسية، وقال: «نرى أنه في نهاية المطاف، يجب أن تجري العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة. ونأمل بمشاركة حثيثة من جانبها خلال سير العملية، وخلال مرحلتها النهائية».

وفي السياق ذاته، أشار بوتين إلى لقاء المعارضة في الرياض الذي يرمي إلى تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية إلى المفاوضات، وأكد على الدور الروسي في اللقاء، وقال إن ألكسندر لافرينتيف المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى الأزمة السورية سيشارك في افتتاح وختام مؤتمر المعارضة، وسيشارك كذلك في المؤتمر الصحافي عقب اللقاء، وعاد بعد ذلك ليؤكد للأسد: «كما ترون، فإن لقائنا اليوم مهم للغاية لضبط المواقف معكم حيال كل مسائل التسوية السورية».

وفي تعقيبه على كلام بوتين، أكد الأسد: «نحن مهتمون بالمضي في العملية السياسية»، ورأى أن الوضع الراهن «يسمح بتعليق الآمال على تحقيق تقدم في هذه العملية»، وعبر عن أمله بدعم روسيا لضمان «عدم تدخل اللاعبين الخارجيين في العملية السياسية، وأن يقتصر دورهم على دعم العمليات التي سيقوم بها السوريون أنفسهم». وأكد على استعداده للتعامل مع جميع القوى الراغبة بحل سياسي للأزمة السورية، وقال: «لا نريد النظر إلى الوراء، ونرحب بكل المهتمين حقيقة بالتسوية السياسية، ونحن مستعدون للحوار معهم». وثمّن بوتين موقف الأسد واستعداده للحوار مع تلك القوى.

وعقب المحادثات السياسية، قدم بوتين للأسد القادة العسكريين الذين شاركوا في العملية الروسية في سوريا، وفي مقدمتهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وقائد الأركان فاليري غيراسيموف، وقال: «أريد أن أقدم لكم الأشخاص الذين لعبوا دوراً حاسماً في إنقاذ سوريا»، وأضاف مخاطباً الضباط: «قد يعرف (الأسد) بعضكم شخصياً، ولا يعرف البعض الآخر، لكنه يعرف – وقد قال لي هذا خلال محادثاتنا اليوم – أنه بفضل جهود القوات الروسية تم إنقاذ سوريا كدولة، وإنجاز الكثير لاستقرار الوضع في البلاد»، وأشار إلى الحرب على الإرهاب، وأكد أن «المهمة الرئيسية قريبة من نهايتها». ثم عرض القضايا التي تناولها خلال المحادثات مع الأسد المتصلة بالعملية السياسية، وقال بهدوء لكن بحزم: «أود القول إنه دون جهود القوات المسلحة، ودون جهودكم وجهود جنودكم وبطولاتهم، ما كان بالإمكان تحقيق أي شيء، وما كانت لتتهيأ أي إمكانيات لدفع العملية السياسية». وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئاسة الروسي، في حديث للصحافيين أمس، إن الرئيس بوتين سيجري اتصالات مع قادة عرب والرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورفض الإجابة عن سؤال حول رؤية روسيا لدور الأسد في المرحلة المقبلة، وقال إنه لا أحد سوى الشعب السوري يقرر مستقبل الأسد.

وفي إجابته عن سؤال «كيف يرى الأسد نفسه مستقبله؟»، قال بيسكوف: «لا يمكنني قول هذا لكم الآن». وفي إجابته عن سؤال حول ما إذا كانت محادثات بوتين – الأسد قد تناولت مصير الثاني، قال: «تناولت المحادثات الاحتمالات الممكنة للتسوية السياسية»، وأشار إلى أن المحادثات استمرت نحو 4 ساعات.

وأتي لقاء بوتين مع رأس النظام السوري في وقت تستعد فيه سوتشي لاستقبال قمة ثلاثية تركية – روسية – إيرانية، بينما تستعد الرياض لمؤتمر المعارضة السورية. وكان لافتاً أن أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن ارتياحه لاستقالة شخصيات من «الهيئة التفاوضية العليا»، ووصفه المستقيلين بـ«المتشددين»، قائلاً: «نأمل أن يساعد رحيل المعارضين المتشددين في توحيد المعارضة السورية». وتتهم موسكو الهيئة العليا للمفاوضات بأنها تعرقل المفاوضات السياسية بسبب تمسكها برحيل الأسد. وفي شأن آخر، تواصلت أمس التحضيرات في مدينة سوتشي للقمة الثلاثية الروسية – التركية – الإيرانية المرتقبة اليوم. وعقد قادة أركان القوات الروسية فاليري غيراسيموف، والتركية أكرم خلوصي، والإيرانية محمد باقري، اجتماعاً أمس في مدينة سوتشي، اتفقوا خلاله على تدابير رفع مستوى التنسيق في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وقالت وكالة «تاس» إن المجتمعين وضعوا خطوات محددة للقضاء على بقايا «داعش» و«جبهة النصرة» في سوريا.

 

صحيفة: روسيا تعزز نفوذها بالشرق الأوسط عبر سوريا

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

قالت صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية إن روسيا تعزز نفوذها بالشرق الأوسط من خلال خطة السلام التي طرحتها لإنهاء الحرب في سوريا.

 

الصحيفة الأمريكية تطرقت إلى استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين 20 نوفمبر الجاري، في موسكو، رئيس النظام السوري بشار الأسد، وإلى عقد بوتين جلسة مباحثات مع قادة تركيا وإيران، وسلسلة الاتصالات التي أجراها مع زعماء العالم لإطلاعهم على خطة إنهاء النزاع في سوريا.

 

خطة السلام التي طرحها بوتين وعرضها على زعماء العالم، وفقاً لـ”الواشنطن تايمز”، ستحافظ على بقاء الأسد في السلطة حتى الانتخابات الرئاسية والنيابية الجديدة.

 

تنقل الصحيفة عن جيم فيليبس، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، قوله إن التطورات بعد هزيمة تنظيم الدولة وهزيمة بعض الفصائل المدعومة أمريكياً، تجعل من بقاء الأسد في السلطة أمراً مرجحاً.

 

وأوضح فيليبس أن “الحملة الجوية الروسية والدعم الإيراني البري أنقذا نظام الأسد وتمت هزيمة المعارضة. بوتين اليوم يجلس في مقعد السائق بسوريا، في حين ركزت أمريكا على هزيمة تنظيم الدولة وليس الأسد”.

 

وتابع: “الآن وبعد أن تمت هزيمة تنظيم الدولة في سوريا، فإنه ليس من المرجح أن تبقى أمريكا نشطة في هذه البلاد”.

 

وقال بيان للبيت الأبيض إن ترامب والرئيس الروسي، أكدا في اتصال هاتفي الثلاثاء، ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي لعام 2015، والذي يدعو إلى تشكيل حكومة سورية انتقالية وموحدة ودستور جديد، وانتخابات ديمقراطية بإشراف الأمم المتحدة وتشمل اللاجئين.

 

وأيضاً، أعرب ترامب وبوتين عن تأييدهما العملية التي تقودها الأمم المتحدة من أجل حل أزمة الحرب الأهلية في سوريا سلمياً، وإنهاء المعاناة الإنسانية، والسماح للسوريين النازحين بالعودة إلى ديارهم، وضمان أمن واستقرار سوريا موحدة.

 

تقول “الواشنطن تايمز” إن مصير الأسد لا يزال يشكل، على ما يبدو، حجر عثرة أمام التوصل إلى تسوية شاملة، ولكن المؤكد أن عملية السلام في سوريا تُكسب روسيا نفوذاً جديداً في الشرق الأوسط.

 

وأضافت أن القوات الروسية وقفت مع جيش النظام السوري على الرغم من “الفظاعات” التي ارتكبها جيش النظام، وضمنها استخدام الأسلحة الكيماوية.

 

وذكرت أن ترامب أعرب باستمرار عن رغبته في العمل مع موسكو بسوريا بشكل أساسي؛ لهزيمة تنظيم الدولة، دون أن يكون هناك أي قلق من بقاء الأسد في السلطة.

 

قمة سوتشي تتفق على خطوات تسوية سياسية بسوريا

اتفق قادة روسيا وتركيا وإيران -في ختام قمة بمنتجع سوتشي- على خطوات للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب في سوريا، ويشمل ذلك تنظيم مؤتمر حوار تشارك فيه كل المكونات السورية، وتعزيز وقف إطلاق النار، وزيادة المساعدات للمتضررين من الحرب.

 

ففي مؤتمر صحفي عقد في ختام القمة الثلاثية مساء اليوم الأربعاء، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه ونظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان اتفقوا على الخطوات الأولى لإجراء حوار سوري سوري شامل بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

 

وأضاف بوتين أنهم اتفقوا أيضا على تكثيف الجهود للقضاء على “الجماعات الإرهابية” في سوريا، مشيرا إلى أن القمة ركزت أيضا على الإعمار الاقتصادي وزيادة المساعدات ونزع الألغام. كما قال إن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغه بالتزامه بعملية السلام والإصلاحات الدستورية والانتخابات الحرة.

 

وكان الرئيس الروسي قال بالجلسة البروتوكولية إن الأمور بلغت مرحلة جديدة تتيح البدء في تسوية سياسية بسوريا، وكرر أن “عملية مكافحة الإرهاب” في سوريا تشارف على الانتهاء، مضيفا أنه يجب إضفاء الطابع الرسمي على التسوية في إطار عملية جنيف.

 

وحث بوتين جميع الأطراف المعنية بالأزمة -بما فيها الحكومة السورية- على تقديم تنازلات من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الحرب المستمرة منذ عام 2011.

 

من جهته، قال أردوغان في ختام القمة إنهم اتفقوا على إجراء عملية تتسم بالشفافية للتوصل لحل سياسي في سوريا. وأضاف أنه تم التأكيد على إجراءات لبناء الثقة بين جميع الأطراف، موضحا أن القرارات التي توصلت لها القمة معلقة على التزام النظام والمعارضة السوريين بها.

 

وأكد الرئيس التركي أن بلاده تركز على إبعاد التنظيمات الإرهابية التي تشكل عائقا أمام الحل السياسي في سوريا. وكان أردوغان قال إن اللقاء الثلاثي في سوتشي هام لوقف حمام الدم في سوريا.

 

أما روحاني، فقال إن الهدف الرئيس هو تشكيل مؤتمر الحوار السوري الشامل بمشاركة كل المكونات الداعمة للحكومة السورية أو التي تعارضها، وأضاف أنه ستنتج عن المؤتمر أرضية لدستور جديد وعلى أساسه تجرى انتخابات حرة وعادلة، وتحدث في نفس الوقت عن “التمهيد” لعودة اللاجئين السوريين لبلادهم.

 

كما قال الرئيس الإيراني إن وزراء دفاع وقادة أركان الدول الثلاث سيجتمعون في سوتشي للتحضير لمؤتمر الحوار. وكان روحاني تحدث بالجلسة البروتوكولية عن أن الطريق ممهد لتسوية سياسية في سوريا.

أردوغان تحدث عن إجراءات لبناء الثقة بين جميع الأطراف (الجزيرة)

 

تسوية في الأفق؟

وتتزامن قمة سوتشي الروسية التركية الإيرانية مع انطلاق مؤتمر في الرياض يستهدف توحيد المعارضة السورية، كما أنها تأتي قبل أسبوع تقريبا من جولة جديدة من المفاوضات السورية في جنيف.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في موسكو زاور شوج بأنه كانت هناك خلال الجلسة البروتوكولية لهجة إيجابية وتفاؤل عبر عنه الرؤساء الثلاثة بالتوصل إلى توافقات مهمة بشأن سوريا.

 

وسبق هذه القمة لقاء لم يعلن عنه مسبقا جمع بوتين بالأسد في منتجع سوتشي، وقال الأخير إنه مستعد للتحاور مع مختلف الأطراف من أجل التوصل لتسوية سلمية للأزمة.

 

وأجرى بوتين أمس اتصالات بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الأميركي دونالد ترمب، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبلغهم فيها بمضمون محادثاته مع الأسد.

 

وقال البيت الأبيض في بيان إن ترمب أكد في الاتصال المطول مع بوتين ضرورة ضمان “الاستقرار في سوريا موحدة بعيدا عن التدخلات” وإيجاد حل سلمي للحرب وإنهاء الأزمة الإنسانية والسماح للاجئين السوريين بالعودة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

هل تحدد قمة سوتشي قواعد الحل بسوريا؟

زهير حمداني

تتزامن قمة سوتشي بين زعماء روسيا وإيران وتركيا حول الأزمة السورية مع مؤتمر الرياض 2 للمعارضة السورية وقبل استحقاق جنيف 5 وبُعيد تحولات ميدانية مهمة على الأرض السورية، بما يشي بتحريك الملف السياسي نحو فصله الأخير.

 

وتعد البلدان الثلاثة الأكثر فاعلية في الملف السوري على الصعيد الميداني والسياسي، وقد ارتبطت منذ نحو عام باتفاقات ضمن مسار أستانا لـ حل الأزمة السورية والتي أفرزت الاتفاق على مناطق خفض التصعيد الخمس، بما ساهم في التهدئة الميدانية النسبية التي عرفتها البلاد.

 

وتملك هذه الدول المفاتيح الرئيسية للحل والحرب في سوريا بحكم وجودها الميداني على الأراضي السورية أو تأثيرها الكبير على الأطراف الرئيسية في الصراع سواء من جانب النظام (إيران وروسيا)أو تركيا (المعارضة) وهي البلدان الضامنة لعملية التسوية السورية وفق اتفاق أستانا.

 

وفي حديث عن أهداف المؤتمرين، أشار كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى إمكانية الانتقال من مناقشة الملف العسكري والميداني -كما كان جرى في أستانا- إلى بحث الملف السياسي والحل النهائي.

 

وتركز أجندة المحادثات على ملفات إدلب وعفرين واتفاقيات مناطق خفض التصعيد وتنسيق الجهود العسكرية في مكافحة الإرهاب، وصولا لبحث إمكانية الانتقال للمسار السياسي. ومنح الرئيس التركي بعدا أكبر للقمة، معتبرا أنها “ستكون مهمة جدا في مستقبل المنطقة”.

 

ترتيبات جديدة

ويقول متابعون إن القمة من الممكن أن تبلور حلا لمستقبل سوريا سياسيا رغم الاختلافات بين المشاركين فيها في بعض التفاصيل، وقد استبق بوتين القمة باستقبال الرئيس السوري بشار الأسد في الكرملين، في رسالة متعددة الأوجه، بعضها إلى القمة الثلاثية نفسها.

 

وتختلف هذه القمة عن سابقاتها في ظروفها وملابساتها، فتأتي مع انتهاء سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في كل معاقله الرئيسية في سوريا -كما في العراق-، وهو ما يجعل الحديث عن حل سياسي في سوريا وبلورة خطوطه العريضة واقعيا وفق ما يقول المحلل السياسي الروسي ألكسي مالاشينكو.

 

ويضيف مالاشينكو أن روسيا تريد من خلال القمة إيجاد حلفاء في مؤتمر جنيف المقبل، والاتفاق حول عقد “مؤتمر للحوار الوطني السوري” في سوتشي يجمع الحكومة والمعارضة السوريتين والذي تتحفظ عليه أنقرة، في وقت تتمسك المعارضة بعملية جنيف وترفض هذا المؤتمر.

 

وستدفع تركيا في اتجاه قبول طرفي التفاوض لترتيبات عسكرية تتعلق بـ وحدات حماية الشعب الكردية (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري) خاصة في عفرين، وهو الآن المطلب الأساسي لها لما يشكله من تهديد للأمن القومي التركي، مقابل التخلي عن بعض الشروط والمطالب.

 

ويرى الباحث في المجلس الروسي للشؤون الخارجية تيمور أحمدوف أن هذا الهدف -إضافة إلى احتفاظ تركيا بدور في المفاوضات السياسية المستقبلية- أهم بالنسبة لها من رحيل الأسد عن السلطة.

 

ورغم أن الدول الثلاث تصرح بأن مسار أستانا أو اجتماع سوتشي لا يعتبران بديلا عن مفاوضات جنيف، فإن مخرجات هذا المؤتمر سيكون لها دور كبير في إعادة إخراج مفاوضات الحل في سوريا، خصوصا بعد التوافقات الأميركية الروسية الجديدة.

محطات أخيرة

وتؤشر المحطات المتقاربة والحراك السياسي الكبير خلال الأيام الماضية على أن الحل السياسي في سوريا بدأ يتبلور بناء على المعطيات الميدانية، أهمها هزيمة تنظيم الدولة والمواقف التي تبعته، خصوصا التفاهمات الأميركية الروسية التي أعلنت قبل أيام وأكدت على أولوية الحل السياسي.

 

وقبيل القمة الثلاثية في سوتشي واستقباله الأسد في الكرملين، أجرى بوتين مكالمات هاتفية مكثفة حول الملف السوري مع كل من نظيريه الأميركي دونالد ترمب والمصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وملك السعودية سلمان بن عبد العزيز.

 

وهذه التحركات المكثفة مع الدول الفاعلة في الأزمة تشي بأن الكرملين يسعى لإنضاج الحل السياسي في أقرب وقت، بعد أن انتهت المعركة الرئيسية مع تنظيم الدولة، وهو ما أشار إليه بوتين خلال لقائه الأسد.

 

كما يأتي اجتماع الرياض المقرر من 22 إلى 24 من الشهر الجاري، واستقالات عشرة من أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات بينهم رئيسها والناطق الرسمي باسمها، ضمن سياق التجاذبات حول مجريات الحل السياسي وخطوطه العريضة التي تتبلور.

 

ووفقا لمتابعين، فإنه من المنتظر أن يعيد مؤتمر “الرياض 2” هيكلة الهيئة العليا للمفاوضات بشكل جديد ليضم منصتي القاهرة وموسكو ومستقلين، ولتكون هذه الهيئة الطرف المفاوض الوحيد بمؤتمر جنيف المقرر يوم 28 من نفس الشهر.

 

ويرى الكاتب الصحفي السوري محمد العبد الله أن ذلك سيؤدي إلى شكل آخر جديد ومختلف عن سابقه للمعارضة السورية المتمثلة بالهيئة العليا للمفاوضات وائتلاف قوى الثورة والمعارضة، بدخول منصة موسكو التي تعد بمثابة حصان طروادة روسي إلى داخل المعارضة لتتبنى الرؤية الروسية بالكامل، على حد قوله.

 

وتسعى روسيا إلى إعادة ترتيب بيت المعارضة السورية بمؤتمر جنيف في اتجاه قبول طروحاتها التي تصب في مصلحة الأسد باعتباره -وفق الروس- قد حقق مكاسب ميدانية مهمة إضافة إلى التغيرات في مواقف الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية، بما يجعل التفاوض على الحل أقرب إلى رؤية موسكو.

 

ويتوقع محللون ألا يحقق مؤتمر جنيف المقبل اختراقا كبيرا في مسألة الحل السياسي، لكنه سيضع الخطوط العريضة، تحت ضغط مخرجات مؤتمر سوتشي والمسارات السياسية الأخرى كأستانا أو “مؤتمر شعوب سوريا” وكلها أوراق روسية بديلة.

المصدر : الجزيرة

 

مؤتمر المعارضة السورية: رحيل الأسد بداية الانتقال

العربية.نت، الرياض – عبدالرحمن العصيمي

 

أكد #مؤتمر_المعارضة_السورية في مسودة بيان ختامي، اليوم الثلاثاء، على أن رحيل الأسد بداية الانتقال الساسي.

 

وبدأت مجموعة من جماعات وشخصيات المعارضة السورية الاجتماع في وقت سابق في مسعى لتوحيد موقفها قبيل محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بهدف إنهاء النزاع الدائر منذ نحو ست سنوات.

 

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أكد في كلمة ترحيبية الأربعاء إبان افتتاح مؤتمر الرياض للمعارضة السورية على وقوف المملكة العربية #السعودية إلى جانب الشعب السوري كما كانت دوماً لتحقيق تطلعاته في الوصول إلى حل عادل.

الجبير: لا حل للأزمة السورية دون توافق

 

وشدد في كلمته أمام الوفود المشاركة، بحضور الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان ديمستورا على أن هذا الاجتماع يأتي في ظل توافق دولي على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية.

 

وأضاف أن لا حل للأزمة السورية دون توافق سوري وإجماع يحقق تطلعات الشعب وينهي معاناته على أساس إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254

 

إلى ذلك، توجه للمشاركين السوريين قائلاً:” أنتم اليوم أمام مسؤولية تاريخية للخلاص من الأزمة التي أرهقت هذا الشعب العزيز، وتحقيق الحل والانتقال إلى مستقبل جديد”

 

وتابع قائلاً:” الشعب السوري في كل مكان ينظر إليكم بأمل وينتظر منكم نتائج ملموسة لتحقيق تطلعاته”.

دي ميستورا: نريد وفدا قويا للمعارضة إلى جنيف

 

بدوره قال المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، إنه لا بد من وضع مستقبل سوريا أولاً، مضيفاً “لا بد من الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية وفق قرارات مجلس الأمن”.

 

وأكد أن حربا كبيرة في سوريا أثرت على المنطقة.

 

وقال إنه خلال بضعة أيام سنضع إطارا للعملية السياسية في سوريا. وتابع “نريد وفدا قويا للمعارضة السورية في جنيف، وعلى وفد المعارضة أن يشمل كافة الأطراف الممثلة للشعب”.

 

هذا وبدأ اليوم الأربعاء في #الرياض مؤتمر للمعارضة السورية على مدار يومين وبمشاركة أكثر من 140 شخصية تضم تيارات وأحزابا وقوى سياسية وعسكرية بالإضافة إلى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، بهدف تنسيق المواقف قبيل مؤتمر #سوتشي الذي دعت إليه روسيا في إطار الحديث عن مبادرة سياسية لحل الأزمة السياسية كمرحلة طبيعية بعد انتهاء داعش.

 

ومن المرتقب أن يخرج المؤتمر بموقف واحد حول مسألتي الدستور ومصير الأسد.

الجهات المشاركة بالاجتماع

 

أما الجهات المشاركة في هذا الاجتماع، فعلى رأس القائمة، الائتلاف الوطني السوري الذي يشارك بحوالي ثلاثة وعشرين عضواً.

 

وأبرز الأسماء: رياض سيف رئيس الائتلاف الحالي، أنس العبدة رئيس الائتلاف الأسبق، إلى جانب هادي البحرة رئيس الائتلاف السابق، فيما تشارك مجموعة القاهرة هي الأخرى بواحد وعشرين عضواً، أبرزهم فراس الخالدي رئيس منصة القاهرة، إلى جانب الفنان والناشط السياسي جمال سليمان.

 

أما مجموعة موسكو فالمصادر تقول إنها ستشارك بحوالي ثمانية أسماء، أبرزهم علاء عرفات، إلى جانب نمرود سليمان.

 

كذلك الفصائل العسكرية تشارك بحوالي واحد وعشرين اسماً، أبرزها محمد علوش وبشار الزعبي.

 

وسيشهد مؤتمر الرياض أيضاً حضور أكثر من سبعين اسماً من الشخصيات الوطنية والمستقلة وأعضاء مجالس محلية سورية، أبرزها عارف دليلة ويحيى قضماني.

 

كما تُعقد اليوم في مدينة سوتشي الروسية قمة ثلاثية تجمع #روسيا و #تركيا و #إيران لبحث الأزمة السورية.

 

وقالت الرئاسة التركية إن القمة الثلاثية ستتناول الفعاليات الجارية بمناطق خفض التوتر في #سوريا، إلى جانب تقييم مكافحة الإرهاب، والتقدم الحاصل فيما يخص خفض العنف، إضافة إلى مسألة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وإيجاد حل سياسي للأزمة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، والمساهمات التي ستقدمها الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) لعملية جنيف.

 

بوتين: اتفاق على إجراء حوار شامل بين كل السوريين

العربية.نت

أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير #بوتين، في مؤتمر صحافي رئاسي مشترك، الأربعاء، في ختام قمة جمعته بنظيره التركي رجب طيب #أردوغان، والإيراني حسن روحاني، أنه تم الاتفاق على الخطوات الأولى لإجراء حوار شامل بين كل السوريين.

 

وذكر بوتين أن إيران وتركيا أيدتا عقد مؤتمر “شعوب سوريا”، موضحاً أن “القيادة السورية ملتزمة بعملية السلام والإصلاح الدستوري والانتخابات”.

 

وقال الرئيس الروسي إن إضفاء اللمسات الأخيرة على التسوية السياسية في #سوريا سيكون في إطار عملية #جنيف، مضيفاً أنه من الضروري إعطاء قوة دفع لتسوية بين الطوائف في سوريا على أساس قرار للأمم المتحدة.

 

ولفت إلى أن التسوية السلمية بسوريا ستتطلب توافقاً وتنازلات من كل المشاركين، بمن فيهم النظام السوري.

 

وأضاف: “وصلنا الآن إلى مرحلة جديدة تتيح البدء في تسوية سياسية بسوريا”. كما اعتبر أن روسيا وإيران وتركيا تمكنت من “تجنيب سوريا الانهيار”.

 

وفي كلمته، قال الرئيس الإيراني #حسن_روحاني إنه يدعو “كل دول العالم إلى إيجاد ظروف تسمح بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وإعادة بناء الدولة السورية”.

 

وأعرب روحاني عن تأييده لإجراء الحوار الوطني بين السوريين في منتجع سوتشي الروسي.

 

وفي كلمته، قال أردوغان إن “القمة شهدت بحث الخطوات المطلوبة لتجاوز الأزمة في سوريا، وشددت على أن الدور الرئيسي في هذه العملية هو إنشاء مناطق خفض التصعيد، وتفعيل العملية السياسية في جنيف بتاء على النتائج المتحققة في مباحثات أستانا”.

 

وأكد أردوغان على “تعزيز وتطوير العملية السياسية في سوريا، بما في ذلك إتاحة الفرصة لمشاركة أطراف جديدة”.

 

وعقد رؤساء روسيا وتركيا وإيران، قمة الأربعاء، في سوتشي ضمن سلسلة من اللقاءات الدولية التي تهدف إلى إيجاد تسوية سياسية، بعد أن اقتربت محاربة تنظيم “داعش” من نهايتها.

 

يذكر أن الرئيس التركي أعلن، الثلاثاء، أن القمة الثلاثية بين الدول الضامنة للهدنة في سوريا، ستكون مصيرية لمستقبل البلد والمنطقة.

 

صورة بوتين حاضناً الأسد.. عناق يلخّص السيادة السورية!

العربية.نت – عهد فاضل

ظهور الرئيس الروسي #فلاديمير_بوتين، حاضناً معانقاً رئيس النظام السوري #بشار_الأسد، في صورة شهدت رواجاً شديداً على مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، كان فرصة لتعليقات تراوحت بين السخرية من الأسد أو التندر على الطريقة التي “يظهر” فيها الأسد فجأة في #روسيا، أو تحميل #الكرملين مسؤولية الدعم المقدم لرئيس النظام السوري المتهم باستعمال السلاح الكيمياوي ضد السوريين، في مناطق عدة.

 

وقالت #الخارجية_الأميركية في تعليق منها على صورة بوتين محتضناً الأسد، إننا “جميعاً شاهدنا الصورة التي تعانق فيها بوتين مع الأسد” مشيرة إلى حصول عمليات القصف بالسلاح الكيمياوي في سوريا، ومشددةً على أن ظهور بوتين مع الأسد، في هذه الصورة، يحمّل روسيا مسؤولية “تقديم المساعدة لسوريا”.

بعد 11 فيتو وقبل اجتماع سوتشي

 

وجاءت زيارة الأسد المفاجئة إلى روسيا، بعد الفيتو الـ11 الذي رفعته روسيا حماية لنظامه ومنعاً لاتخاذ تدابير في مجلس الأمن للكشف ومعاقبة الجناة المسؤولين عن استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا، والتي اتهم فيها نظام الأسد رسمياً عبر لجنة التفتيش التابعة للأمم المتحدة.

 

إلى ذلك، فإن زيارة الأسد إلى روسيا جاءت قبل ساعات من انعقاد اجتماع “سوتشي” بين موسكو وأنقرة وطهران، والمخصص لتسوية سياسية أعلنتها روسيا دون أن تفصح عن تفاصيلها.

 

ويشار إلى أن زيارة الأسد إلى روسيا، سبقت انعقاد المؤتمر الموسع للمعارضة السورية والذي بدأ أعماله، الأربعاء، في العاصمة السعودية الرياض.

 

وشهدت مواقع #التواصل_الاجتماعي تعليقات حادة على ظهور الأسد محتضناً بوتين، أو ظهور الأخير محتضناً الأول.

العناق الذي لخّص السيادة السورية

 

وغرّدت الكاتبة السورية غالية قباني تعليقا منها على عناق الأسد – بوتين، قائلة: “الأسد استُدعي إلى موسكو فرمى نفسه في حضن بوتين. خانني التعبير اللازم للصورة.. هل هو ملخّص لسيادة سوريا، بعد 7 سنوات؟”.

 

إشارة قباني عن غياب “السيادة” السورية الذي يعكسه هذا الاحتضان أو العناق، عبّر عنه عرفات هنية على تويتر، بقوله: “نظرات متبادلة بين بوتين وبشار لا تفسير لها سوى السيادة الروسية على سوريا”.

 

أما سفيان السامرائي فقد علق على زيارة الأسد إلى روسيا، واصفاً زيارة الأسد بأنها تمت من خلال “طائرة شحن عسكرية” قائلاً للأسد: “هكذا سيذكرك التاريخ بأنك مجرد إمّعة نكرة”.

 

ولفت في كثير من التعليقات على ” #فيسبوك” اتفاقها مع ما ورد في “تويتر” على أن “استدعاء” الأسد على عجل، إلى روسيا، فضح تركيبة ما تبقى من نظام سوريا السياسي، إذ تمّ “جلب” الأسد جلباً “لإعلامه” بما ستقوم به روسيا “لفرض واقع سياسي” يتناسب و”مصالحها” في المنطقة، بحسب مجمل تعليقات جاءت في غالبيتها ساخرةً من احتضان بوتين للأسد “بحنان أبويّ” بحسب تغريدة للناشط السوري المعارض أحمد أبا زيد.

 

يذكر أن الرئيس الروسي قال إن لقاءه بالأسد كان لضمان موافقته على حل سياسي، لم يفصح بوتين عن تفاصيله. كما أنه قام بتعريف الأسد على الضباط الروس الذين ساهموا في الحرب السورية ومنعوا نظامه من السقوط.

جيوش أجنبية تبزّ جيشه حتى في وسائل إعلامه..

 

وبدأ التدخل العسكري الروسي لصالح النظام السوري، بتاريخ 30 من شهر أيلول/سبتمبر عام 2015، عبر اتفاقية عسكرية تضمنت تقديم أرض ومطار “حميميم” العسكري مقرا للقوات العسكرية الجوية الروسية، حيث نصت الاتفاقية على عدم دخول أي من أعضاء الحكومة السورية إلى المنطقة العسكرية الروسية إلا بعد موافقة الطرف الروسي.

 

وتم تعديل الاتفاق العسكري بين الأسد والروس، في وقت لاحق، ليتضمن بقاء القوات العسكرية الروسية مدة خمسين عاماً قابلة للتجديد.

 

وتضاءل ذكر اسم جيش الأسد حتى عن وسائل إعلامه، بسبب غلبة وجود التشكيلات الأجنبية التي تقاتل في سوريا، دفاعاً عن نظامه، من مثل القوات الروسية والميليشيات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، إلى الدرجة التي قامت بها وزارة دفاعه بإصدار أمر بمنع التطرق لأي جهة عسكرية أخرى سوى جيش النظام، وكذلك فعلت وزارة إعلامه، في أمر إداري منفصل.

 

فقد أصدرت وزارة دفاع النظام السوري، في الشهر الماضي، ووزارة إعلامه، في الشهر الجاري، قرارين منفصلين، يطلبان فيهما، من وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية العاملة في سوريا، عدم ذكر أسماء أي مجموعات مقاتلة مع النظام، وعدم ذكر ألقاب تلك المجموعات أو ألقاب قادتها. وطالب القراران السالفان، وسائل الإعلام بذكر اسم “الجيش العربي السوري” فقط، أو “القوات الرديفة”.

 

الائتلاف السوري: مؤتمر الرياض لن يشرعن بقاء الأسد

 

أفاد رئيس دائرة الإعلام في #الائتلاف_الوطني_السوري أحمد رمضان، أن مؤتمر #الرياض سيبحث الوثيقة السياسية التي يشكل رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد عن السلطة جزءا منها.

 

من جانبه، أكد عضو الائتلاف الوطني السوري، هشام مروة، في مقابلة مع “العربية”، أن مؤتمر الرياض لن يشرعن بقاء الأسد، وأن المعارضة في الرياض متمسكة بثوابت الثورة.

 

وشهدت الهيئة العليا للمفاوضات السورية سلسلة من الاستقالات، بدءاً من المنسق العام للهيئة رياض حجاب الذي قدم استقالته مساء الاثنين، مروراً بكل من محمد صبرا كبير المفاوضين في وفد المعارضة، وخالد خوجة، وسالم المسلط، وسهير الأتاسي، ورياض نعسان آغا. وقد علمت “العربية” أن تلك الاستقالات طالت 10 أشخاص.

 

وذكرت مصادر لقناة “الحدث” أن معظم أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات لم تتم دعوتهم لمؤتمر الرياض باستثناء رئيس الهيئة رياض حجاب.

 

يشار إلى أن #الهيئة_العليا_للمفاوضات هي جسم تقني يضم الائتلاف وهيئة التنسيق والفصائل ومستقلين، ومنها ينبثق وفد التفاوض إلى #جنيف.

 

تركيا: يوجد خطر حقيقي في عفرين ويجب إزالته

العربية.نت – وكالات

أكد وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، الأربعاء، أنه يوجد “خطر حقيقي” في منطقة #عفرين السورية، ولا بد من إزالته. وأضاف الوزير خلال محادثات في #أنقرة عن ميزانية وزارته أن القوات المسلحة التركية استكملت إقامة ثالث نقطة مراقبة لها في محافظة #إدلب السورية.

 

ويأتي هذا التصريح تكراراً لمواقف تركيا السابقة التي حذرت من خطر “توسع” قوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها أنقرة إرهابية، حتى إن العديد من المسؤولين الأتراك اتهموا الولايات المتحدة بدعمها للإرهاب بسبب تغطيتها وتسليحها لتلك القوات الكردية.

 

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، إن تركيا بحاجة إلى “تطهير عفرين” من وحدات حماية الشعب.

 

يذكر أن وحدات حماية الشعب الكردية اتهمت، الثلاثاء، القوات التركية بأنها “صعدت وتيرة اعتدائها على محيط منطقة عفرين” التي تسيطر عليها الوحدات.

 

في حين اتهمت أنقرة تلك الوحدات، الاثنين، بشن هجوم على موقع مراقبة في محافظة إدلب.

 

وكانت تركيا قد أرسلت قوات إلى مناطق في سوريا متاخمة لعفرين لمواجهة نفوذ قوات وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة فرعا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا داخل تركيا منذ ثلاثة عقود.

 

دي ميستورا غدا بموسكو للإعداد لجولة جنيف المقبلة

العربية.نت

أفادت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الأربعاء، أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص بشأن سوريا ستيفان #دي_ميستورا سيزور #موسكو غداً لإجراء محادثات بشأن الوضع في #سوريا.

 

وأضافت الوكالة أن دي ميستورا سيجتمع مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويجو، لبحث الاستعدادات لجولة جديدة من محادثات #جنيف للسلام في سوريا ومؤتمر مقترح عقده في منتجع سوتشي الروسي بشأن سوريا.

 

وكان دي ميستورا، قد صرح في وقت سابق بالرياض أنه لا بد من وضع مستقبل سوريا أولاً، مضيفاً “لا بد من الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية وفق قرارات مجلس الأمن”.

 

وأكد أن حربا كبيرة في سوريا أثرت على المنطقة.

 

وقال إنه خلال بضعة أيام سنضع إطارا للعملية السياسية في سوريا. وتابع “نريد وفدا قويا للمعارضة السورية في جنيف، وعلى وفد المعارضة أن يشمل كافة الأطراف الممثلة للشعب”.

 

هذا وبدأ اليوم الأربعاء في #الرياض مؤتمر للمعارضة السورية على مدار يومين وبمشاركة أكثر من 140 شخصية تضم تيارات وأحزابا وقوى سياسية وعسكرية بالإضافة إلى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، بهدف تنسيق المواقف قبيل مؤتمر #سوتشي الذي دعت إليه روسيا في إطار الحديث عن مبادرة سياسية لحل الأزمة السياسية كمرحلة طبيعية بعد انتهاء داعش.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى