أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 23 نيسان 2014

 

 

 

الأمير سلمان يبحث مع الجربا في «إنهاء وحشية النظام»

جدة – «الحياة»

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – بحث ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز مع وفد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة أحمد الجربا في «آخر التطورات على الساحة السورية وما يتعرض له الشعب السوري من إبادة من النظام السوري وهو ما يجب وقفه فوراً».

وافادت «وكالة الانباء السعودية» بان اللقاء تناول ايضا «السبل الكفيلة بإنهاء الأزمة السورية، بما يكفل للشعب السوري حريته وإنهاء ما يتعرض له من وحشية»، مؤكداً «موقف المملكة الثابت من مساعدة الشعب السوري».

واوضح «الائتلاف» في بيان ان ان الامير سلمان بحث مع الجربا في «سبل دعم الثوار على كافة المستويات نظرا لفداحة الكارثة التي يعاني منها الشعب السوري جراء إرهاب نظام (الرئيس بشار) الأسد. وأكد الجربا ان نظام الأسد مازال مصرا على تدمير كامل الأرض السورية مستخدما الأسلحة المحرمة دوليا وخاصة السلاح الكيماوي كما فعل منذ أيام في مختلف مناطق سورية». وأشار إلى أن «الأسد بإعلان مسرحية انتخابه لولاية غير شرعية جديدة، يغلق الباب أمام أي حل سياسي وهذا ما يدركه المجتمع الدولي».

واوضح «الائتلاف» ان زيارة وفده للسعودية جاءت «في إطار تعزيز دعم نضال الشعب السوري في ثورته ضد الديكتاتورية، وتمتين علاقات الائتلاف على المستوى العربي والدولي»، لافتا الى ان اللقاء جرى بحضور نواب رئيس «الائتلاف» فاروق طيفور ونورا الأمير وعبدالحكيم والامين العام بشار بدر جاموس ورئيس الحكومة الموقتة أحمد طعمة ووزير الدفاع أسعد مصطفى. واضاف البيان ان الزيارة شملت ايضا لقاء ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز لـ «تقديم التهنئة له والتمني له بالتوفيق»، اضافة الى وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل.

ميدانياً، اندلعت «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة على أطراف حي جب الجندلي» في حمص بعدما حقق مقاتلو المعارضة تقدماً مفاجئاً في هذا الحي قبل يومين، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي أفاد بوقوع «خسائر بشرية في صفوف الطرفين ترافق مع قصف الطيران الحربي مناطق في أحياء حمص المحاصرة».

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن ناشطين في أحياء حمص المحاصرة أن قوات النظام يمكن أن تكمل سيطرتها على حمص خلال أيام معدودة، وأن مقاتلي المعارضة «يقاومون حتى الرمق الأخير» هجوماً عنيفاً بدأه الجيش النظامي وميليشيات مؤيدة للأسد.

في حلب شمالاً، قتل عدد من عناصر قوات النظام وجرح آخرون امس «جراء قصف جوي من طريق الخطأ، على مناطق عدة في مدينة حلب»، بحسب شبكة «سمارت» المعارضة. واوضحت إن الطيران المروحي «القى برميلين متفجرين على مقرات قوات النظام في شارع السجن في منطقة السبع بحرات وبناية العمران في سوق السويقة».

عضو في مجلس الشعب السوري يترشح للانتخابات الرئاسية

دمشق – أ ف ب

تقدم عضو في مجلس الشعب السوري بأول طلب للترشح الى الانتخابات الرئاسية السورية المزمع اجراؤها في الثالث من حزيران (يونيو)، حسبما ذكر رئيس المجلس محمد جهاد اللحام.

وذكر اللحام ان “ماهر عبد الحفيظ حجار اعلن عن ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية العربية السورية مع الوثائق المرفقة له”. واورد التلفزيون السوري في شريط عاجل ان “اول المترشحين الى منصب رئاسة الجمهورية في سورية هو ماهر عبد الحفيظ حجار” مشيراً الى انه “من مواليد عام 1968 في حلب”.

اسبانيا تدعو اوروبا للتفكير مجددا تجاه الوضع في سورية

باكو – إفي

أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل مارغايو اليوم الاربعاء أن الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في سورية في الثالث من حزيران (يونيو) المقبل، ستمثل تغييراً في المسار داخل البلد العربي وعليه ينبغي على الاتحاد الأوروبي “التفكير مجددا” تجاه الوضع في دمشق.

وأضاف “تمت الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية في سورية في ظل ظروف صعبة. وأنا أرى أن هذا الأمر سيمثل تغييرا في المسار وبالتالي ينبغي على الاتحاد الأوروبي التفكير مجددا تجاه الوضع في سورية”.

أدلى مارغايو بهذه التصريحات في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأذربيجاني إلمار ماميدياروف، في إطار زيارته الرسمية إلى أذربيجان بعد اجتماعهما سوياً في العاصمة باكو.

وبدأت المحكمة الدستورية العليا في سورية اعتباراً من أمس في تلقي طلبات الترشح لمنصب رئاسة البلاد، وستسمر حتى أول آيار (مايو) المقبل.

الجيش السوري يحبط محاولات تسلل في حلب ودرعا

دمشق – سانا

يستكمل الجيش السوري النظامي هجومه على منطقة درعا وريفها، ما اسفر عن سقوط خسائر كبيرة في صفوف المسلحين المعارضين، وأدى إلى تدمير عدد كبير من الآليات الخاصة بهم.

وذكر مصدر عسكري لوكالة “سانا” أن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة استهدفت مجموعات مسلحة في بلدة اليادودة ومنطقة اللجاة وغرب بلدة عتمان وطفس وسملين وشمال تبنة ونوى وتسيل والغابة الوطنية بريف درعا وقضت على العديد منهم”.

وأضاف المصدر أن “وحدات من الجيش أحبطت محاولات مجموعات مسلحة التسلل إلى غباغب وخربة غزالة وأوقعت أعدادا من أفرادها قتلى ومصابين”.

وفي حلب أحبطت وحدات من الجيش والقوات المسلحة محاولة مجموعات مسلحة التسلل باتجاه جامع الخضر وصلاح الدين وقضت على أعداد منهم.

الغرب: الانتخابات الرئاسية السورية بلا صدقية مجلس الأمن يناقش اليوم تقارير عن غازات

العواصم – الوكالات

نيويورك – علي بردى

يعقد مجلس الأمن اليوم جلسة يستمع فيها الى احاطة من المنسقة الخاصة للمهمة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية في سوريا سيغريد القاق عن التقدم الذي أحرز في تنفيذ القرار 2118 الخاص بتدمير الترسانة الكيميائية السورية، في ظل تقارير جديدة عن استخدام أسلحة تحتوي على مواد قاتلة في الكثير من المناطق السورية. وقد عين مارتن غريفيث خلفاً لمختار لماني مديراً لمكتب الممثل الخاص المشترك للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي في دمشق.

وطلبت الولايات المتحدة عقد هذه الجلسة لمجلس الأمن مع اقتراب نهاية المهلة المحددة في 27 نيسان الجاري لانجاز مهمة التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية والمواد ذات الصلة بها. ولم يستبعد ديبلوماسيون أن يناقش المجلس الإدعاءات عن استخدام غازات سامة في 11 نيسان في كفرزيتا بريف حماه في وسط البلاد.

وصرح الناطق بإسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بأن الابرهيمي اتصل بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من غير أن يفصح عما دار بينهما، علماً أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون رأى أن “إجراء الانتخابات (الرئاسية السورية) في ظل الظروف الراهنة وسط الصراع الدائر والنزوح الهائل سيضر العملية السياسية”، مضيفاً أن “تلك الانتخابات لا تتمشى مع روح بيان جنيف”. وقال إن مدير مكتب الابرهيمي في دمشق مختار لماني استقال نهائياً من منصبه واستبدل بمارتن غريفيث.

وسئل دوجاريك عن التقارير المتعلقة باستخدام أسلحة كيميائية مجدداً في سوريا، فأجاب بأن “أي تقارير عن استخدام للأسلحة الكيميائية تبعث القلق”، موضحاً أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية “تتابع هذه الإدعاءات”. ونقل عن المهمة المشتركة أنه تمّ التخلص حتى الآن من 88 في المئة من الترسانة السورية المصرح عنها.

وبعدما حدد مجلس الشعب السوري 3 حزيران موعداً للانتخابات الرئاسية، اعتبرت دول غربية ان اجراء هذه الانتخابات سيكون بلا صدقية.

ميدانيا، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ، ان الطيران المروحي قصف الثلثاء “بالبراميل المتفجرة مناطق في محيط مخيم خان الشيح” في ريف دمشق، وشن تسع غارات على مناطق في بلدة المليحة ومحيطها في الغوطة الشرقية قرب دمشق، غداة يوم شهد قصفا وغارات متواصلة على البلدة.

وقال ان “الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والكتائب الاسلامية من جهة ثانية” تستمر في عدد من جبهات الغوطة التي تشهد تصعيدا منذ اسابيع.

في الشمال، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على حي مساكن هنانو في مدينة حلب، غداة يومين داميين من القصف بالبراميل للمدينة ومحيطها سقط فيهما نحو 50 قتيلا بينهم عدد كبير من الأولاد.

وفي انقرة، صرح رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بان عدد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم تركيا منذ بدء النزاع في بلادهم منتصف آذار 2011 بلغ عتبة المليون.

وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان حكومته ستتخذ “جميع الاجراءات لردع ومنع ومعاقبة كل الذين” يجذبهم الجهاد، وذلك عشية طرح خطة لمعالجة مشكلة الفرنسيين الذين توجهوا الى سوريا للقتال الى جانب فصائل المعارضة الجهادية.

وتحدث المرصد ومواقع جهادية عن مقتل مغني الراب الألماني السابق ديسو دوغ، واسمه الحقيقي دنيس مامادو غاسبيرت، الذي كان انضم الى المجاهدين المقاتلين في سوريا، في تفجير انتحاري نفذه مقاتلون منافسون للفصيل الذي يقاتل معه في شمال شرق سوريا.

واطلق غاسبيرت على نفسه اسم ابو طلحة الالماني لدى وصوله الى سوريا قبل اشهر. وقد قتل في عملية انتحارية نفذتها “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” الاحد، مع مقاتلين آخرين. وكان ابو طلحة الالماني ينتمي الى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) وسقط في تفجير انتحاري مزدوج نفذه مقاتلان من “جبهة النصرة”.

مفاوضات سورية ـ معارضة بعيدة عن الإعلام في جنيف

محمد بلوط

المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة الداخلية والخارجية لم تتوقف، والعملية السياسية لا تزال تنبض، لكن ببطء.

ورغم أن الإطار الأساسي لتلك المفاوضات، التي شهدت جولتين في كانون الثاني وشباط الماضيين، قد فشل فشلاً ذريعاً في إحداث أي تقدم في العملية السياسية، إلا أن بعض المحاولات لإجراء حوار بين الطرفين، ولكن على جدول أعمال أقل طموحاً من قضايا وقف العنف ومحاربة الإرهاب، والحكومة الانتقالية، لم تتعطّل بالكامل.

وتقول معلومات متقاطعة إن الطرفين باشرا، منذ أسابيع، اختبار ما يُسمى بالمسار الثاني للمفاوضات، بعيداً عن أجندة «جنيف 1»، ومن دون مشاركة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، وبرعاية مراكز أوروبية تعنى بتسهيل تسوية النزاعات المسلحة، استقبلت تلك اللقاءات. وتشهد جنيف اجتماعاً على «المسار الثاني» نهاية هذا الأسبوع يندرج في إطار الاستراتيجية الموازية لـ«جنيف 1». ويشارك في الاجتماع 15 شخصية، بعضها مقرب من الحكومة وبعضها الآخر من المسؤولين السابقين وشخصيات المجتمع المدني ومعارضين من الداخل والخارج.

ورغم أنه لا توجد رعاية رسمية مباشرة من الأمم المتحدة للمسار الثاني، إلا أن المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي سيلتقي غداً وفداً من العاملين على المسار الثاني، الذي لا يزال قيد الاختبار، على أن تعقد الاجتماعات السبت والأحد المقبلين.

وتقول مصادر سورية إن أكثر من وفد مختلف التركيب، ممن جاؤوا من هيئات سياسية ومدنية معارضة من الداخل السوري، وبعضهم ينتمي إلى كتل معارضة في الخارج، أقصيت عن اجتماعات جنيف، ووفد «الائتلافيين»، باتت تشارك في تلك الاجتماعات، فيما لا تزال شخصيات خرجت من «الائتلاف» تنتظر معرفة ما سيؤول إليه المسار الثاني، لتقرر ما إذا كانت ستنضمّ إليه أم لا.

ويشارك في اللقاءات مقربون من الحكومة السورية ومسؤولون ووزراء سابقون في حكومات سورية وبعض الضباط. ويقول مصدر ديبلوماسي إن الاتصالات بين الطرفين تشهد توسعاً لتضم في لقاء مقبل بعض الشخصيات المقربة من المعارضة المسلحة، لا سيما احد ممثلي «الجبهة الإسلامية» التي يقودها زهران علوش، الذي بات يعمل من خلال الهيئة السياسية لـ«الائتلاف» المنتخبة مؤخراً، من خلال ممثله فيها محمد خير الوزير.

ويقول قطب سوري معارض في جنيف إن المسار الثاني والمفاوضات السرية ضرورية في هذه المرحلة، بعد أن أدّت المفاوضات العلنية، والبرنامج المحدّد سلفاً لها، إلى تصلب جميع الأطراف. ويضيف أن محاولات لعقد حوار بين مقربين من الحكومة السورية ومعارضين لم تذهب بعيداً، لأنها عقدت بشكل علني في قرطبة مرتين متتاليتين مطلع هذا العام والعام الماضي، برعاية من وزارة الخارجية الاسبانية، وان الاجتماعات العلنية بين الطرفين لن يكتب لها النجاح قبل حوار تمهيدي سري يؤدي إلى توفير قاعدة جدية من القضايا التي يمكن الاتفاق عليها.

ويعمل المسار الثاني أيضاً بعيداً عن أي رعاية روسية أو أميركية، لكنه لم يصل بعد إلى مرحلة المفاوضات الحقيقية، ويقتصر على الحوار فقط، وعلى استكشاف النقاط المشتركة التي يمكن البناء عليها، وتحويل المسار الثاني إلى مسار تفاوضي كامل.

ويقول مصدر سوري إن الحوار يدور حالياً أيضاً على مستوى الصف الثاني من الشخصيات المقربة من الحكومة السورية وبعض المعارضين، على نقل المفاوضات حول الهدن والتسويات المحلية، التي بلغ عددها ٤٨ هدنة أو تسوية بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة، خصوصاً في الغوطتين الشرقية والغربية وريف دمشق، إلى مستوى وطني. ويجري البحث حالياً في تقديم إطار سياسي واسع لاتفاقات وقف إطلاق النار، أو تسوية أوضاع المسلحين، لكي تتحول إلى قاعدة لوقف إطلاق للنار أوسع واشمل من التسويات الجزئية الحالية.

من جهة ثانية، زار رئيس «الائتلاف» احمد الجربا جدة، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، حيث تم «استعراض آخر مستجدات الأوضاع على الساحة السورية والجهود المبذولة لإنهاء معاناة الشعب السوري».

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مقرن تأكيده للجربا «موقف المملكة الثابت من ضرورة وضع حد لجميع أنواع الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الشعب السوري».

وذكر بيان لـ«الائتلاف» أنه «تم خلال اللقاء بين الجربا وسلمان بحث سبل دعم الثوار على المستويات كافة، نظراً لفداحة الكارثة التي يعاني منها الشعب السوري جراء إرهاب نظام (الرئيس بشار) الأسد».

واعتبر الجربا أن «نظام الأسد ما زال مصراً على تدمير كامل الأرض السورية مستخدماً الأسلحة المحرمة دولياً وخاصة السلاح الكيميائي، كما فعل منذ أيام في مناطق سورية». وأشار إلى أن «الأسد بإعلان مسرحية انتخابه لولاية غير شرعية جديدة، يغلق الباب أمام أي حل سياسي، وهذا ما يدركه المجتمع الدولي».

وكانت السلطات السورية أعلنت فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية أمس ولمدة عشرة أيام. وحددت 3 حزيران المقبل موعداً للاقتراع.

أنباء عن محاولات استسلام في حمص

طارق العبد

لا تزال المواجهات متواصلة في مدينة حمص القديمة، مع تقدم العملية العسكرية للجيش في الأحياء المحاصَرة وأنباء عن إمكانية استسلام مسلحين وسط محاولات لمجموعات مسلحة فتح جبهات جديدة والتقدم بدورها، فيما لا يزال سقوط قذائف الهاون الحدث الأبرز في يوميات سكان دمشق. وفي الشرق فجرت «جبهة النصرة» مفاجأة لتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) بإطلاق العمليات الانتحارية ضده.

وقالت مصادر ميدانية معارضة، امس، إن مدفعية الجيش السوري تدك الأحياء المحاصرة في حمص القديمة، وكذلك حي الوعر شمالي المدينة، وسط اشتباكات على المحاور التي تسعى القوات السورية الى التقدم فيها.

وكان انفجار سيارة هز حي جب الجندلي في وسط حمص السبت الماضي، موقعاً عشرات الضحايا، قبل أن يتقدم على إثره عناصر «جبهة النصرة» و«الجيش الحر». وأصيب في اليوم التالي مراسل لإذاعة «شام اف ام» المعارضة برصاص قناص في الحي، قبل ان ينسحب المسلحون من المنطقة.

في المقابل، توقع ناشط إعلامي، في تصريح لوكالة «اسوشييتد برس»، سقوط المدينة تحت سيطرة النظام في الأيام المقبلة. وقال الناشط في حي الخالدية ابو رامي إن المسلحين الذين يريدون مغادرة المدينة اضعفوا «الروح المعنوية لدى آخرين يحاولون كسر الحصار». وأضاف «إنهم يغرونهم بالأكل والشرب ويقولون لهم ألا تريدون رؤية عائلاتكم؟»، موضحاً أن عشرات المسلحين يريدون الاستسلام.

وأشار أبو رامي إلى أن المسلحين اتصلوا بمحافظ حمص طلال البرازي لفتح طريق لهم لينتقلوا إلى ريف المدينة لكن لم يرد علينا حتى الآن، لكن مكتب المحافظ نفى وجود أي اتصالات مع المسلحين.

وبث أنصار «داعش» عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لما أسموه «غزوة فتح الباب» حيث تحدثوا عن معارك في قرى ريف حمص الشرقي، وهو ما أكدته مصادر ميدانية، مشيرة إلى حشود للتنظيم في المنطقة وكذلك في الريف الشمالي.

وفي حلب، لا تزال الكهرباء مقطوعة عن المدينة لليوم السادس على التوالي، في وقت تناقل فيه نشطاء عبر الانترنت بياناً، لم يتم التحقق من صحته، يعلن مسؤولية الفصائل المسلحة عن قطع التيار حتى وقف القصف، مهددين بقطع الكهرباء عن دمشق والساحل.

وفي المقابل، تمكنت عشرات السيارات والشاحنات من الدخول إلى وسط المدينة، بعد إعادة فتح طريق خناصر من جهة الراموسة، حيث اندلعت قبل أيام اشتباكات مع محاولة المسلحين السيطرة على طريق الإمداد الرئيسي إلى المدينة قبل أن يستردها الجيش، وذلك بالتزامن مع مواجهات في المنطقة، وخاصة على جبهة مبنى الاستخبارات الجوية. وكشف مصدر ميداني أن حدة المعارك في هذا الموقع تراجعت من دون معرفة السبب الحقيقي رغم تأكيدات مقربين من «النصرة» أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيداً عسكرياً اكبر.

مشهد توقف الجبهات انسحب بدوره على جنوب البلاد، وتحديداً في درعا، التي تراجعت فيها حدة الاشتباكات بسبب خلافات على القيادة الميدانية، وإشاعات طالت «ألوية اليرموك» و«فلوجة حوران» بالانسحاب من المعارك، وخاصة في بلدة النعيمة المطلة على مقر الاستخبارات الجوية وقلب مدينة درعا، في وقت تشير مصادر معارضة إلى دور للاستخبارات الأردنية بالتحكم بالعمليات ومن يشارك بها، بمن فيهم «النصرة»، التي ترفض التعاطي مع الجانب الأردني، ما يشكل ضغطاً على باقي الفصائل ويعيق حتى عمليات إدخال الجرحى والحصول على الذخيرة للأسلحة الخفيفة.

في دمشق، أعلنت «كتائب أكناف بيت المقدس» المتمركزة في مخيم اليرموك تأسيس أكاديمية للتدريب العسكري جنوب سوريا، لتأهيل وتدريب «المجاهدين جسدياً وفكرياً»، بينما استمر القصف المدفعي والغارات الجوية على جوبر والمليحة وباقي الغوطة الشرقية. وشهدت العاصمة سقوط عشرات قذائف الهاون في حي الصالحية ومحيط مجلس الشعب بالتزامن مع انعقاد جلسة البرلمان لتحديد موعد الانتخابات الرئاسية.

وفي دير الزور، وبعد ساعات من تسريب حوار زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري مع «مؤسسة السحاب»، نفذت «جبهة النصرة» أول عملية انتحارية ضد «داعش»، حيث استهدف عنصران من «النصرة»، أحدهما انتحاري والآخر انغماسي، مقراً تابعاً لـ«داعش» في بلدة غريبة الشرقية السبت الماضي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم قيادات في «داعش»، على رأسهم مسؤول التحقيقات في «شرطة داعش» في الحسكة أبو البراء الليبي. وذكر «المرصد»، في بيان، «ارتفع إلى 16 عدد مقاتلي الدولة الإسلامية الذين قتلوا في التفجيرين، وجميعهم من جنسيات غير سورية».

وأعلن أمس مقتل أبو طلحة الألماني، وهو من أصل مغربي، الذي كان يقاتل ضمن جماعة «ملة إبراهيم» قبل أن يعلن مؤخراً عن بيعته لـ«الدولة الإسلامية». والقتيل هو غير مغني «الراب» الذي يحمل الاسم ذاته.

وأعلنت «حركة أحرار الشام» أن القيادي في «داعش» أبي مريم العراقي هو المسؤول عن التخطيط لعملية اغتيال أبو خالد السوري، مشيرة إلى أنها ستنشر الاعترافات الكاملة لأحد عناصر المجموعة التي قامت بالاغتيال.

ازدهار في مكاتب استقبال المتطوعين الشيعة للقتال بسوريا

بغداد ـ أ ف ب: فقد العراقي فالح الخزعلي عينه اليمنى واصيب في ساقه اثناء مشاركته في معارك في سوريا، لكن المرشح للانتخابات البرلمانية المقبلة لا يمانع رغم ذلك العودة مرة جديدة للقتال في هذا البلد المجاور.

وقال الخزعلي (39 عاما) وهو اب لاربعة اطفال متحدثا في مدينة البصرة الجنوبية معرفا عن نفسه انه ‘ابو مصطفى، قائد اول قوة تخرج من العراق لتحرير محيط السيدة زينب من التكفيريين’، في اشارة الى المرقد الواقع جنوب شرق دمشق.

واضاف المرشح الشيعي للانتخابات النيابية المقررة نهاية شهر نيسان/ابريل الحالي عن لائحة ‘دولة القانون’ بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي ‘دخلنا قبل سنة وثلاثة اشهر الى سوريا (…) في حرب استباقية للقضاء على التكفير’.

وذكر ابو مصطفى الذي يحمل شهادة جامعية في ادارة الاعمال انه توجه الى سوريا في اربعة مناسبات حيث اصيب في ساقه في احدى المعارك ‘كما اصبت بعيني وفقدتها امام السيدة زينب وانا مسرور وافتخر بذلك، وساعود الى سوريا كلما تطلب الامر’.

ويستقطب النزاع المسلح في سوريا التي تشترك مع العراق بحدود بطول نحو 600 كلم عراقيون شيعة يتوجهون اليها لقتال المجموعات المعارضة للنظام وخصوصا تلك التي تتبنى الفكر الجهادي.

وبينما تزخر المواقع الجهادية على الانترنت باسماء وصور عراقيين سنة ايضا يقاتلون الى جانب المجموعات الجهادية وعلى راسها تنظيم ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’، تنتشر في انحاء متفرقة من العراق وخصوصا في بغداد صور مقاتلين شيعة قضوا اثناء تاديتهم ‘الواجب المقدس′.

وفي ساحتي الفردوس والتحرير وسط العاصمة تعلق على الارصفة ملصقات تحمل صور مقاتلين قضوا في سوريا الى جانب صور شخصيات دينية شيعية وقد كتب على معظمها ‘لبيكي يا زينب’، من دون ان تحدد في غالبيتها الجهات التي ينتمي اليها هؤلاء المقاتلين.

والسيدة زينب هي ابنة الامام علي بن ابي طالب، اول الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية، من زوجته فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد، وهي شقيقة الامام الحسين، ثالث ائمة الشيعة.

وتشعر الغالبية الشيعية التي تحكم العراق بتقارب تجاه نظام بشار الاسد، ممثل الاقلية العلوية في سوريا، وتخشى ان تدعم الغالبية السنية هناك في حال توليها الحكم العراقيين السنة في بلاد تشهد منذ سنوات طويلة نزاعا سنيا شيعيا بلغ ذروته في حرب اهلية بين الطرفين قتل فيها الالاف بين 2006 و2008. والعراقيون الذي يقاتلون في سوريا هم جزء من الاف المقاتلين الاجانب الاتين من دول قريبة بينها لبنان والاردن والاراضي الفلسطينية، ودول ابعد بينها افغانستان وباكستان والشيشان، للقتال في هذا النزاع الذي قضى فيه اكثر من 150 الف شخص منذ بدايته في اذار/مارس 2011، بين نظام يسيطر عليه العلويون ومعارضة يشكل السنة غالبيتها العظمى.

ويلعب المقاتلون الاجانب دورا رئيسيا في النزاع السوري وباتوا يشكلون عنصرا رئيسيا في ترجيح كفة طرف على الاخر، وبينهم هؤلاء الذين يقاتلون الى جانب النظام وعلى راسهم عناصر ‘حزب الله’ اللبناني الذين ساهموا في استعادة الجيش النظامي للعديد من المناطق.

وعلى صفحته الخاصة في موقع ‘فيسبوك’، نشر ‘الحاج المجاهد’ صورا له وهو يرتدي ملابس عسكرية، وصورا اخرى وهو مصاب بعينه اليمنى وممد على سرير طبي، اضافة الى صور لملصقات انتخابية خاصة بحملته وضع في احداها صورته الى جانب صورة المالكي.

ويرى الخزعلي ان ‘امننا الوطني كعراقيين يقتضي ان نذهب الى هناك (سوريا) للدفاع عن المقدسات اولا وللدفاع عن العراق ثانيا’.

ويضيف ‘الشعب السوري احتضن اكثر من 800 الف عراقي في الفترة التي رفضنا فيها الجميع (…) والان نحن نستطيع ان نقول اننا نرد الجميل لهذا الشعب’.

ويصعب تحديد اعداد المقاتلين العراقيين في سوريا، سواء اولئك الذين يقاتلون الى جانب النظام، او الذين يقاتلونه، حيث ترفض التنظيمات التي ترسل هؤلاء الى جبهات القتال الحديث عن تفاصيل مهماتهم وكيفية عبورهم الحدود وعودتهم الى العراق.

وقال مقاتل في بغداد عرف عن نفسه باسم ابو عمار ‘ذهبت مرتين (الى سوريا)، الاولى بقيت فيها لمدة 47 يوما وفي الثانية 36 يوما’، مؤكدا ‘انا مستعد للذهاب من جديد في اول فرصة’.

واستذكر قائلا ‘في الاولى كان معي كثير من العراقيين والسوريين. قاتلنا تنظيم داعش (‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’) وطردناهم من المناطق القريبة من مرقد السيدة زينب. وفي الثانية، شاركت في الهجوم على مناطق تواجد داعش فيها’، دون ان يحدد هذه المناطق.

وتابع ‘هناك مئات المكاتب التابعة لتيارات شيعية في عموم العراق تستقبل المتطوعين للقتال في سوريا’.

وفي مدينة النجف (150 كلم جنوب بغداد) التي تعتبر احد اهم العتبات المقدسة لدى الشيعة في العالم حيث تضم مرقد الامام علي بن ابي طالب، تشهد مقبرة ‘وادي السلام’ الشهيرة مراسم دفن متواصلة لمقاتلين قضوا في سوريا.

ويقول مهدي الاسدي وهو صاحب مكتب للدفن في المقبرة التي تعتبر اكبر مقبرة في العالم انه جرى تخصيص مساحة من ‘وادي السلام’ لدفن ‘الشهداء الذين يقاتلون دفاعا عن مرقد السيدة زينب’.

وذكر الاسدي انه رغم ذلك فان عائلاتهم تفضل دفنهم في مقابرها بحسب التقاليد العراقية، متحدثا عن ‘وصول عشرة الى 15 شهيدا اسبوعيا الى مقبرة النجف’.

إطلاق ستة صواريخ من الداخل السوري على مناطق في وادي البقاع شرق لبنان

بيروت- (يو بي اي): أطلقت طائرة حربية سورية ثلاثة صواريخ على جرود بلدة عرسال في وادي البقاع شرق لبنان القريبة من الحدود السورية، كما سقطت ثلاثة صواريخ مصدرها المسلّحين المعارضين داخل الحدود السورية، على بلدتين لبنانيتين في المنطقة نفسها.

وأعلن الجيش اللبناني اليوم الأربعاء، أنه عند الساعة 23,45 من ليل أمس (بالتوقيت المحلي) قامت طائرة حربية سورية بإطلاق ثلاثة صواريخ على جرود بلدة عرسال داخل الأراضي اللبنانية.

وأضاف البيان أنه عند الساعة 0,20 بعد منتصف الليلة الماضية، تعرّضت بلدتي اللبوة والنبي عثمان في البقاع الشمالي، لسقوط ثلاثة صواريخ مصدرها السلسلة الشرقية (حيث تتمركز المعارضة السورية المسلّحة) من دون الإبلاغ عن حصول إصابات.

أسعد مصطفى لـ’القدس العربي’: تغيير امريكي ايجابي من الأسلحة النوعية

دبلوماسي منشق: الأسد لا يحق له الترشح للرئاسة لان زوجته بريطانية

عواصم ـ وكالات ـ الرياض ـ لندن ـ ‘القدس العربي’: بحث وفد الائتلاف السوري المعارض برئاسة أحمد الجربا، امس الثلاثاء، مع الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية، آخر التطورات المتعلقة بالأزمة السورية التي دخلت عامها الرابع، وسبل تقديم الدعم اللازم للمعارضة في مساعيها لإسقاط رئيس النظام بشار الأسد، كما قابل الوفد النائب الثاني لرئيس الوزراء الأمير مقرن بن عبد العزيز ثم وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل.

وفي حديث مع ‘القدس العربي’ قال أسعد مصطفى وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة ان السعودية أكدت حرصها على وحدة الأراضي السورية، وأن تكون سوريا لكل ابنائها دون تمييز، كما أنها حريصة على انتقال سلس للسلطة بعد سقوط النظام الحالي.

وأشار مصطفى الى ان المسؤولين السعوديين أكدوا على وحدة المعارضة السورية وضرورة مخاطبة العالم بصوت واحد.

بالنسبة للأسلحة النوعية التي طال انتظارها قال مصطفى ان السعودية تبذل جهداً كبيراً مع الولايات المتحدة الأمريكية لتمكين الجيش السوري الحرّ من الدفاع عن شعبه أمام الأسلحة الفتاكة بدءاً من الصواريخ والدبابات ووصولاً الى السلاح الكيميائي والغازات السامة التي عاد النظام لاستخدامها.

وقال مصطفى ‘هناك تغييرات حقيقية في الموقف الدولي تجاه موضوع الأسلحة النوعية لكننا تعودنا ان لا نؤكد حصول تغيير حتى نراه على الأرض’.

وأشار مصطفى الى أن السعودية تعمل على تسليم الائتلاف مقعد سوريا الدائم في الجامعة العربية، وأن هناك جملة مكاسب ستترتب على هذا التسليم.

وقال خالد الناصر عضو في الهيئة السياسية للائتلاف، إن زيارة الجربا وأسعد المصطفى وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف والوفد المرافق لهما، إلى السعودية هدفها سياسي وعسكري.

وأوضح الناصر أن الغرض الأساسي من الزيارة إلى السعودية التي تستمر ليومين، هو لقاء المسؤولين السعوديين عن الملف السوري، والتباحث معهم بخصوص زيادة الدعم السياسي والعسكري المقدم للمعارضة السورية، خاصة في ظل التطورات الأخيرة.

وفي بيان أصدره الائتلاف قال في بيان إن وفده الذي وصل، الاثنين، إلى السعودية برئاسة الجربا، بحث مع الأمير سلمان، سبل دعم الثوار على كافة المستويات، نظراً لـ’فداحة الكارثة التي يعاني منها الشعب السوري جراء إرهاب نظام الأسد المستمر منذ أكثر من 3 سنوات’.

وأوضح البيان أن الجربا أكد لولي العهد أن نظام الأسد ما يزال مصراً على تدمير كامل سوريا مستخدماً الأسلحة المحرمة دولياً وخاصة السلاح الكيمياوي كما فعل منذ أيام في مختلف مناطق سوريا’.

من ناحية اخرى عقد الأمير مقرن بن عبدالعزيز اجتماعا مع الجربا والوفد المرافق له، استعرض خلاله آخر مستجدات الأوضاع على الساحة السورية والجهود المبذولة لإنهاء معاناة الشعب السوري.

وأكد الامير مقرن للجربا ‘موقف المملكة الثابت من ضرورة وضع حد لجميع أنواع الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الشعب السوري’.

كما عقد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اجتماعا مع رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا ناقشا خلاله ‘الأوضاع الراهنة ذات الاهتمام المشترك’ .

الى ذلك اعلنت واشنطن ان لديها شبهات باستخدام مادة كيميائية صناعية في هجوم حصل اخيرا في سوريا واستهدف منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة، في وقت تواصل دمشق اخراج ترسانتها الكيميائية من البلاد، وغداة الاعلان عن موعد للانتخابات الرئاسية التي يتوقع ان يفوز فيها مجددا الرئيس بشار الاسد.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ‘لدينا مؤشرات على ان مادة كيميائية صناعية سامة، هي على الارجح الكلور، استخدمت هذا الشهر في سوريا في بلدة كفرزيتا (محافظة حماة، وسط) التي تسيطر عليها المعارضة’.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان اورد في 12 نيسان/ابريل الجاري ان طائرات النظام السوري قصفت بلدة كفرزيتا ‘ببراميل متفجرة تسببت بدخان كثيف وبروائح ادت الى حالات تسمم واختناق’. واتهم ناشطون النظام باستخدام غاز الكلور في البراميل.

وقال كارني ‘نحن ننظر في المزاعم التي تقول ان الحكومة مسؤولة’ عن تلك الهجمات.

جاء ذلك فيما قال’دبلوماسي منشق عن النظام السوري، امس الثلاثاء، إن بشار الأسد قد لا يحق له الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة، المقرر أن تجري في 3 حزيران/يونيو القادم،’بسبب الجنسية البريطانية التي تحملها’زوجته.

وقال خالد الأيوبي القائم بأعمال السفارة السورية في لندن قبل أن ينشق عن النظام عام 2012، إن ‘الأسد متزوج من سيدة تحمل جنسية أجنبية لم تسقطها عنها، وهو أمر مخالف للقانون السوري ولشروط الترشح لانتخابات الرئاسة’.

وتحمل أسماء الأخرس،’عقيلة رئيس النظام’والمولودة في بريطانيا من والدين سوريين من محافظة حمص(وسط)، الجنسية البريطانية إلى جانب جنسيتها السورية المكتسبة من والديها، بحسب الدبلوماسي المنشق المقيم في لندن، وانتقلت للعيش في سوريا بعد زواجها من’الأسد عام 2000 ولها منه 3 أولاد.

وأعلنت’المحكمة الدستورية العليا في سوريا، في وقت سابق امس الثلاثاء، عن بدء استقبال طلبات الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، وذلك ضمن المهلة المحددة قانونياً، وذلك بعد يوم واحد من إعلان البرلمان، الاثنين، عن فتح باب الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية وإجرائها في موعدها المقرر في 3 حزيران/يونيو المقبل، وسط انتقادات دولية.

ونص قانون الانتخابات العامة الجديد، الذي أقره البرلمان’مارس/آذار الماضي،’أن تتحقق في المرشح لمنصب رئيس الجمهورية، بأن يكون ‘متمّاً’الأربعين من عمره في بداية العام الذي يجري فيه الانتخاب، ومتمتعاً بالجنسية السورية بالولادة من أبوين متمتعين بتلك الجنسية’بالولادة، وألا’يكون متزوجاً من غير سورية’.

ولم يبيّن القانون وضع الزوجة التي تحمل جنسية’غير سورية لم تسقطها عنها بشكل قانوني.

ورأت مصادر حقوقية سورية أن الجمع بين حمل الجنسيتين (السورية والأخرى الأجنبية)”مخالف’، كونه تترتب عليه عقوبة قانوناً.

وأشارت المصادر في تصريحاتها إلى’أن النظام يعمل على تجميد تطبيق القانون الخاص بإسقاط الجنسية السورية’عمّن يحمل جنسية أخرى لم يتخلّ عنها،’تحت بند ‘المحافظة على الروابط بين المغتربين السوريين ووطنهم الأم’.

مقتل مغني راب الماني سابق انضم للجهاديين في سوريا

بيروت ـ أ ف ب: قتل مغني راب ألماني سابق كان قد انضم الى المجاهدين المقاتلين في سوريا، في تفجير انتحاري نفذه مقاتلون منافسون للفصيل الذي يقاتل معه في شمال شرق سوريا، حسبما ذكرت امس الثلاثاء مواقع جهادية للتواصل الاجتماعي والمرصد السوري لحقوق الانسان.

واطلق مغني الراب ديسو دوغ، واسمه الحقيقي دنيس مامادو غاسبيرت، على نفسه اسم ابو طلحة الالماني لدى وصوله الى سوريا قبل اشهر. وقد قتل في عملية انتحارية نفذتها جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة الاحد، مع مقاتلين آخرين.

وكان ابو طلحة الالماني ينتمي الى تنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’ المتشدد ولقي مصرعه في تفجير انتحاري مزدوج نفذهما مقاتلان من جبهة النصرة.

واورد احد المنتديات الاعلامية الجهادية خبر مقتله على الشكل التالي ‘نزف للامة الاسلامية نبأ استشهاد الاخ المجاهد ابو طلحة الالماني تقبله الله’.

واضاف المنتدى انه قتل ‘نتيجة التفجير الانتحاري الذي نفذه أحد جنود الخائن (رئيس جبهة النصرة ابو محمد) الجولاني على بيت كان فيه عدد من الأخوة من الدولة الاسلامية’.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان ‘مقاتلين من جبهة النصرة فجرا نفسيهما اول من امس في قرية غريبة في الحسكة (ولاية البركة، بحسب التسمية الجهادية)، ما اسفر عن مقتل 16 عنصرا من الدولة الاسلامية في العراق والشام’.

واشار الى ان مقاتلا يدعى ابو طلحة كان بين قتلى التفجير الذي وقع على الحدود الفاصلة بين محافظتي الحسكة ودير الزور (شرق).

وتدور منذ مطلع كانون الثاني/يناير مواجهات عنيفة بين ‘الدولة الاسلامية’ وتشكيلات اخرى من المعارضة السورية، بينها ‘جبهة النصرة’.

وتتهم المعارضة السورية ‘الدولة الاسلامية’ المعروفة بـ’داعش’، بارتكابات ‘مسيئة’ تشمل اعمال الخطف والقتل وتطبيق معايير صارمة للدين الاسلامي.

وظهر الالماني في العديد من أشرطة الفيديو والصور التي تتحدث عن الجهاد في سوريا.

واصيب في ايلول/سبتمبر 2013 خلال غارة جوية لكن الشريط المصور لم يحدد مكان حدوثها.

ويقاتل نحو عشرة الاف اجنبي بينهم غربيون في سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

السواد يخيم على الرقة.. ‘داعش’ تزيل علم الثورة وتعتبره رمزاً للدولة العلمانية ‘الكافرة

عمر الهويدي

الرقة ـ ‘القدس العربي’ قام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ بإزالة علم الثورة من على جدران مدينة الرقة واستبدله براية التنظيم.

وفي حديث خاص لــ ‘القدس العربي’ مع الناشطة منى الفريج قالت ‘إن تنظيم الدولة قام بإزالة كل الرسومات والصور التي تخص علم الثورة السورية من على جدران المدينة بعد سيطرتهم على المدينة بالكامل واستبدله براية التنظيم.

وأضافت الفريج بعد تحرر مدينة الرقة من سيطرة النظام السوري في اذار/مارس من العام الماضي، وبعد عملية التحرير التي قادتها فصائل الجيش الحر ومجموعة من الكتائب الإسلامية، بدأ شباب الحراك الثوري والتجمعات المدنية في انطلاقته الأولى في بناء مؤسسات المجتمع المدني والتجمعات المدنية، حيث قام شباب الرقة بإنشاء ما يقارب 32 تجمعا مدنيا، واعتبروا هذه حالة صحية بعد أربعين عاماً من غياب الحياة المدنية.

وأطلقوا عدة حملات وفعاليات ساهمت في إعادة الحياة لمدينة الرقة، وتجمع ‘شباب الرقة الحر’ من التجمعات المدنية التي برزت ولعب دورا فعالا في تلك الفترة، حيث تمكن من لفت الأنظار من خلال النشاطات والفعاليات التي قام بتطبيقها على أرض الواقع، وتوزعت كتاباته المرفقة دوما بعلم الثورة بعبارة جديدة تجدها عند حديقة الرشيد عبارة ‘لتجمع شباب’ تحوي أبيات للشاعر محمود درويش كتب فيها بجانب علم الثورة وشعار التجمع ‘حاصر حصارك لا مفرُ… واضرب عدوك لا مفر… فأنت الآن حرٌ. وحرٌ. وحرُ’، كما قام تجمع الشباب بعدة حملات لتزيين شوارع مدينة وأطلق عليها حملة ‘ شوارعنا تتنفس حرية’.

بدورها قامت الحملة بتزيين دوار المشهداني الذي يقع في وسط مدينة الرقة وتزيينه بعلم الثورة السورية وأطلقوا عليه اسم دوار ‘الشهيد محمد السعدو’، العلم الذي يعتبره الكثيرون من الثوار رمز الحرية والإستقلال من قبضة الطغاة.

لم يدم الحال كثيراً إذ إن الود النسبي الذي كان سائداً بين الكتائب والناشطين لم يكن منطبقا على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ المتهمة باغتيال وخطف العديد من الناشطين، فقام تنظيم الدولة الذي سيطر مؤخرا على المدينة إثر معارك طاحنة استمرت لعدة أيام في شهر كانون الثاني/يناير من هذا العام، بإزالة جميع العبارات وصور علم الثورة باعتباره رمزاً للدولة العلمانية ‘الكافرة’ بحسب وصفها، حيث قام بطمس علم الثورة الذي زين دوار ‘الشهيد محمد السعدو’ وحل مكانه لون الدولة الجديد الأسود والأسود فقط.

وتستمر الدولة الإسلامية بفرض عدة ‘فرمانات’ بشكل شبه يومي على أهالي الرقة بدأت من منع التدخين وتفتيش المدنيين في الشارع بحثاً عن علب السجائر وجلدهم 30 جلدة في حال تم العثور على علبة سجائر في جيب أحدهم، وفرض الضرائب المالية على أصحاب المحال التجارية التي تتبع ملكيتها لقطاع البلدية.

لا تزال داعش تفرض سيطرتها على مدينة الرقة ، وتصدر القرار تلو الآخر، مشددين على أن تلك القرارات غير قابلة للنقاش، وقد تم إنشاء (شرطة نسائية) تجوب أسواق مدينة الرقة بحثاً عن النساء الغير منقبات، والإساءة لهن في الشارع على مرأى من الناس بتوجيه الشتائم ‘يا كافرة.. يا سافرة لماذا لا تضعين النقاب؟’ ومن ثم نقلها إلى مبنى المحافظة (المقر الرسمي للتنظيم) ليتم جلدها واستدعاء ولي أمرها.

و مصير المخالفين قد يصل إلى الموت ، هذا ما آلت إليه مدينة الرقة السورية، العاصمة الجديدة لتنظيم ‘داعش’ الذي قضى على ربيع أخضر، وحل مكانه سوادا لا يعلم أحد متى يزول.

قمة تشالما’ المحاذية لمدينة كسب في قبضة قوات المعارضة السورية والمرصد الـ45 ‘محايد

سليم العمر ومحمد الحاج علي

كسب ـ ‘القدس العربي’ بعد اشتباكات عدة دامت أسبوعا كاملا أحكم مقاتلو المعارضة قبضتهم على قمة تشالما القريبة من كسب بعد أن تصدوا لمحاولات قامت بها قوات النظام لاقتحام مزارع تشالما الواقعة على محيط النبعين في كسب وكبدوها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

وأثناء تراجع قوات النظام تمكنت المعارضة المسلحة من التقدم والسيطرة على قمة تشالما أعلى نقطة في كسب حيث ينحدر الطريق بعدها نزولا باتجاه البحر.

تعد تشالما نقطة استراتيجية مهمة حيث تشرف على الطريق الواصل بين رأس البسيط وكسب باتجاه البحر وتعزز من قوة الكتائب وتواجدهم في قمة جبل النسر القريبة بعد أن خسرت المعارضة أهم النقاط الإستراتيجية وهي قمة برج 45 الذي دارت عليه خلال الأسابيع الماضية معارك كبيرة استمرت لأكثر من عشرة أيام خسر الطرفان خلالها الكثير من الضحايا .ومع أن المعارضة خسرت قمة الجبل إلا أنها بالمقابل حافظت على مواقعها حوله مانعة قوات النظام من التمركز على القمة.

وقد ردت قوات النظام بقصف صاروخي عنيف على مدينة كسب وقصف جوي على أغلب قرى جبلي الأكراد والتركمان والذي مايزال مستمرا حتى الآن.

وأفاد أحد المقاتلين لـ’القدس العربي’ ويدعى أبو مجدي أن سلاح القناصات أدى الى نتيجة إيجابية ‘ونحن اتبعنا نفس مايتبعه النظام فهو أيضا يستخدم مقاتلين مدربين على القنص من مسافات تتجاوز ال2ـ كيلو متر’.

وتعتبر منطقة تسالما عدة جبال ملاصقة لبعضها البعض وماتم تحريره هو أحد هذه القمم التي تشرف على طريق النبعين ـ السمرا.

وفي السياق نفسه أضاف أحد ناشطي أحرار الشام ويدعى المعتصم بالله مختار أن قوات المعارضة تتقدم شيئا فشيئا متبعة بذلك سياسة النظام التي تعتمد على التقدم الجزئي المحدود المستمر. كما أضاف أن قوات المعارضة أحرقت علما لقوات النظام على إحدى قمم تشالما بعد أن وصلوا إليه.

تبعد هذه المنطقة عن مدينة كسب 5 كيلومترات وكان النظام يستخدم قذائف الهاون لقصف مدينة كسب وأضاف القائد أننا نفذنا عدة كمائن وكانت كل هذه الكمائن ناجحة وفي اليومين الماضين قتلنا العديد من قوات النظام في كمين دمرنا فيه عدة آليات لقوات النظام والجثث مازالت في مكانها.

أما عن المرصد 45 الإستراتيجي فهو خال من قوات النظام من جهة ومن قوات المعارضة، تأتي أهمية هذا المرصد من كونه يشرف وبشكل مباشر على مدينة كسب ومعبرها مع تركيا بعد أن أطلق عليه ناشطون ‘مرصد الشهداء’، لم تستطع قوات المعارضة تثبيت وجودها فيه بسبب منطقة قسطل معاف التي تسيطر عليها قوات النظام ولا يتجاوز بعدها عن المرصد ال2 كيلو متر جنوبا. ولكن بالمقابل لم تسمح قوات المعارضة لقوات النظام الوصول الى قمة البرج 45 بسبب سيطرتها على منطقة نبع المر التي تقع شمال المرصد ب 3 كيلومتر.

معارك قوية مازالت تدور في الساحل السوري يستخدم فيها النظام سلاح الطيران, لكن وبسبب وعورة المنطقة الجبلية وتمركز قوات المعارضة على بعض القمم العالية في المنطقة يجبر طيران النظام عل التحليق لارتفاعات عالية تتجاوز الـ4 كيلومتر مما يقلل من احتمال إصابة الهدف.

سوريا: مقاتلون يقبلون اتفاقيات الهدنة حتى لا يجوعوا

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ : لقي إعلان الحكومة السورية عن موعد الإنتخابات الرئاسية في 3 حزيران/يونيو المقبل ردود أفعال دولية ساخرة، خاصة أنها تأتي في ظل ظروف حرب أهلية تمر بها البلاد، دمرت معظم بناها التحتية، وعطلت معظم مؤسسات الدولة في دمشق، وشردت ثلث السكان، وقتلت أكثر من 150.000 سوري.

ووصقفت المعارضة السورية القرار بالغريب وانتقدته الأمم المتحدة حيث رأت فيه تقويضا للجهود السلمية. ويتوقع المراقبون فوز الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة مدتها سبعة أعوام حالة أعلن ترشيحه.

وجاء إعلان المتحدث رئيس مجلس الشعب السوري محمد اللحام في وقت أعلنت المعارضة السورية عن تلقيها أسلحة متقدمة من أمريكا كي تدمر دبابات الأسد.

وتقول صحيفة ‘نيويورك تايمز′ إن المعارضين للأسد رفضوا الإنتخابات باعتبارها ‘مسرحا سياسيا’ فيما اعترف داعمون للرئيس بصعوبة عقد الإنتخابات وسط حرب أهلية شردت 9 ملايين من الشعب السوري، وخرجت فيها مناطق واسعة عن سلطة الحكومة السورية.

وحتى الآن لم يعلن الرئيس السوري عن ترشيح نفسه رسميا إلا أن الجميع يتوقعون خوضه الإنتخابات كما أن الأسد ألمح في عدد من التصريحات العامة عن نيته المواصلة في الحكم لولاية جديدة. ونظر لزيارة الأسد لبلدة معلولا المسيحية حيث احتفى الإعلام السوري بها على أنها حملة انتخابية خاصة أنها من الزيارات النادرة خارج دمشق، وجاءت في وقت احتفالات المسيحيين بعيد الفصح المجيد، وبعد سيطرة القوات السورية على البلدة واستعادتها من يد قوات المعارضة.

وتقول الصحيفة ‘لقد سهلت التغييرات الأخيرة أمام مرشحين مقربين من النظام المجال للترشح فيما تم استبعاد الرموز المعارضة المعروفة. فالدستور الذي تم تبنيه في عام 2012 يقضي بتقدم أي مرشح بتقرير مكتوب يحصل فيه على دعم 35 عضوا في البرلمان السوري وهو أمر لا يتوفر لمن يعارضون النظام.

كما يحرم القانون أي شخص قضى 10 أعوام في الخارج ويحمل جنسية أخرى مما يعني استبعاد كل أعضاء الإئتلاف الوطني السوري الذي يحظى باعتراف دولي’، ويرى الإئتلاف في الإنتخابات مهزلة ولن يشارك أي من أفرادها فيها.

أسلحة متقدمة

وتضيف الصحيفة ‘رغم قيام قوات الأسد بتعزيز مواقعها في العاصمة وما حولها إلا أنها لم تكن قادرة على إخراج قوات المعارضة من عدد من المناطق الأخرى’.

وعلى خلاف ما يجري من حديث عن تراجع لقوات المعارضة إلا أن صور الفيديو التي وضعت على الإنترنت تبين تلقي المقاتلين أسلحة فتاكة، فقد أظهرت أفلام فيديو صورا لمقاتلين تابعين لمجموعة يطلق عليها اسم ‘حركة حزم’ وهم يطلقون صواريخ من صنع أمريكي على دبابات تابعة لقوات الحكومة.

واعترف حمزة الشمالي، أحد قادة المجموعة في مكالمة هاتفية أن جماعته تلقت ‘عددا محدودا’ من الأسلحة الجديدة أرسلتها ‘دول صديقة’ بمن فيها دول غربية. وقال ‘هذه هي المرة الأولى التي نتلقى فيها صواريخ من الخارج’. وكانت المعارضة المسلحة قد طالبت بتزويدها بأسلحة وصواريخ متقدمة كي تكون قادرة على مواجهة ترسانة الأسد العسكرية وطائراته التي تقوم بإلقاء ‘البراميل المتفجرة’ على المناطق المدنية.

لكن الولايات المتحدة عارضت تزويدهم بها خشية وقوعها في يد الجهاديين. ونقلت الصحيفة عن مصطفى العاني من مركز الخليج للدراسات قوله إن الذخائر والأسلحة المضادة للدبابات تمثل تخفيفا في الموقف الأمريكي وقد تكون أرسلت لاختبار قدرات جماعات معينة لاستخدامها بطريقة صحيحة.

بين مصر وسوريا

وفي تعليق على موسم الإنتخابات العربية وسوريا جزء منها كتب الصحافي مارك لينش في صحيفة ‘واشنطن بوست’ أن الإنتخابات في مصر وسوريا والجزائر تهدف إلى قتل الشرعية الديمقراطية وإعادة الوضع العربي لوضع ما قبل الإنتفاضات العربية في عام 2011 أي’انتخابات الديكتاتوريات’.

ورغم أن الإنتخابات في هذه الدول الثلاثة إضافة للعراق المقرر عقد انتخاباته نهاية الشهر الحالي تغطي ما مجموعه 183 مليون نسمة او نسبة 50′ من سكان العالم العربي إلا أن قلة في العالم العربي تنظر إليها نظرة جدية. ويقول لينتش إن ‘العمليات الإنتخابية في سوريا ومصر والجزائر تفتقر إلى أدنى معايير العملية الديمقراطية: أي من ناحية كونها حرة ونزيهة وتقود إلى مؤسسات ذات قوة حقيقية ‘. مشيرا إلى أن الإنتخابات المصرية ستجري في حالة من ‘القمع والإستفزاز والإعتقالات وتحيز المؤسسات’.

مهزلة

ويعلق على سوريا وانتخاباتها المقبلة أنها ‘ستكون مهزلة تعقد في وسط حرب أهلية ووحشية طائفية’.

ويقرأ الكاتب موجة الإنتخابات العربية في ظل عودة النظام القديم الذي كان يفوز فيه الحاكم الشمولي مثل حسني مبارك وزين العابدين بن علي بنسب عالية في انتخابات مبرمجة تفتقر للمشاركة الحقيقية ولا يعول عليها الناس الكثيرمن الآمال. لكن انتخابات اليوم تأتي بعد موجة من الثورات العربية رفعت آمال الناس وأعطت الجماهير العربية أملا جديدا. فقد كان هناك سبب للأمل في تحقيق شيء من الإنتخابات العربية،حيث جرت انتخابات حقيقية حرة ونزيهة، انتخابات ذات معنى في تونس وليبيا ومصر، و’حاولت البرلمانات والرئاسات في هذه الدول تأكيد شرعيتها وسط اضطرابات وحراك وتنافس اجتماعي واستقطاب تبع هذه الإنتخابات’.

ويشير الكاتب هنا إلى الفرصة الضائعة التي كانت ستؤدي لولادة شيء جديد من انتخابات ما بعد الثورات العربية من مثل احتمال انتخاب حكومات ممثلة وعرضة للرقابة وتسمح بتداول سلمي للسلطة.

كل هذا ‘ انتهى الآن فقد تعرضت فكرة الشرعية الديمقراطية لإصابة قاتلة’ مما يعني أن قلة من الجولات الإنتخابية الحالية تمت بصلة إلى ‘الشرعية الديمقراطية’. ويربط لينتش في قراءته لوضع الإنتخابات الحالية وأدبيات ما قبل الإنتفاضات العربية حول الإنتخابات الديكتاتورية والتي لخصتها بشكل جيد عام 2009 جينفر غاندي وإلين لاست في مقال مهم وجاء فيه أن الإنتخابات في ظل الأنظمة الشمولية تخدم عدة أهداف لا تتعلق أبدا بتداول السلطة السلمي أو فرض المحاسبة على النخبة الحاكمة أو تمثيل لمصالح المواطنين.

وتقدم الجولات الإنتخابية هذه وكما ناقش جيسون بروانلي ‘صمام الأمان للأنظمة، وتخدم كمسرح سياسي وتنشط شبكة الرعاية’. ويربط الكاتب أيضا بين الحالة السورية والمصرية حيث يرى أن الوظيفة الرئيسية لهذه الإنتخابات هي محاولة التخلص من ظل الحرب والعودة للحياة الطبيعية بعد فترة من عدم الإستقرار، وتمثل في حد ذاتها استفتاء على النخبة الحاكمة بحضور رمزي للمعارضة. ففي مصر وسوريا هناك محاولة لإدارة الظهر لما شهده البلدان خلال الأعوام الثلاثة الماضية من اضطرابات.

ويستبعد الكاتب نجاح الإنتخابات في ظل حمام الدم السوري، وتصاعد دوامة القمع والعنف في مصر. ويعتقد أيضا أن كلا النظامين سيتعامل مع الإنتخابات كوسيلة لحرف الإنتباه عن القضايا المهمة مثل السجناء السياسيين أو العنف المتواصل، وفي الوقت نفسه تعزيز الوضع القائم.

بناء الشرعية

أما الهدف الآخر من هذه الإنتخابات فهو ‘إعادة بناء الشرعية في الخارج، فانتخابات كهذه تطمح لتقديم صورة عن عملية ديمقراطية كافية لإقناع الداعمين الدوليين مثل الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية لتطبيع العلاقات معها بعد الإنقلاب والقتل والإعتقالات الجماعية (مصر) أو بعد جرائم الحرب المروعة والوحشية البربرية (سوريا)’.

ويحاول النظام المصري تسويق انتخاباته على أنها استمرار لخريطة الطريق التي أعلنها قائد الإنقلاب بعد عزل محمد مرسي. وفي الوقت الذي قد تنجح المحاولة المصرية نظرا لرغبة العواصم الغربية إعادة العلاقات مع النظام الجديد وبضغط من دول الخليج الداعمة للنظام إلا أن ‘المناورة السورية لن تجد داعمين لها في الخارج’. ويعتقد الكاتب أن الإنتخابات في مصر وسوريا تهدفان لإحباط أي محاولة لتغيير النظام، خاصة أن شرعية النظام لا تزال محل تساؤل في ظل سجن الرئيس المنتخب محمد مرسي، ولهذا فانتخاب السيسي يهدف لإنهاء شرعية مرسي. أما في سوريا ففكرة ترشح الأسد للرئاسة ستقضي على الجهود الدولية لتشكيل حكومة انتقالية تشرف على الإنتخابات بدونه.

إتفاقيات الهدنة

بعيدا عن الإنتخابات وفي تقرير لصحيفة ‘كريستيان ساينس مونيتور’ لفتت الإنتباه إلى اتفاقيات الهدنة بين النظام والمعارضة في المناطق المحيطة بدمشق، ونقلت عن قادة المقاتلين قولهم إنهم يوافقون على الإتفاقيات لأن البديل هو الجوع. وتقول الصحيفة إن معظم الإتفاقيات التي جرت في المناطق المشتعلة حول دمشق لم تصمد كثيرا وفي غالب الأحيان أضعفت بسبب الإنتهاكات لشروط الهدنة.

وفي هذا السياق تنقل عن أبو فهد وهو مقاتل من حي برزة تحول بيته لأنقاض ويقبع أحد أبنائه في السجن قوله ‘نأمل بتحسين الأمور وأن يتمكن الطرفان العيش مرة أخرى مع بعضهم البعض’.

وترى الصحيفة أن ‘خلف سلسلة اتفاقيات الهدنة الهشة يقف عامل التعب من استمرار الصراع الذي دخل عامه الرابع، وإلى جانب هذا فقد أدى استمرار القصف والحصار لحرمان المقاتلين من الطعام والمواد الضرورية، حيث تم خنق المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون، ومن أجل تخفيف الحصار كان على المقاتلين الموافقة على الهدنة، والرسالة واضحة: استسلموا وسنقدم لكم الطعام، أصمدوا وستعانون’.

وتشير الصحيفة الى أن الحكومة السورية تصور سلسلة اتفاقيات الهدنة على أنها خطوات في اتجاه ‘تحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الصراع في الأحياء ولكن مصادر المعارضة تقول إن الموافقة على اتفاقيات الهدنة ما هو إلا إشارة واضحة عن حاجة المقاتلين لإنهاء عمليات التجويع- تكتيك للنجاة، وليس خطوة نحو تحقيق السلام الدائم’.

وتنقل عن لؤي حسين رئيس ومؤسس ‘تيار بناء الدولة السورية’ قوله ‘معظم المناطق التي يقول النظام إنه نجح في وقف إطلاق النار فيها مثل ببيلا وبرزة، هي في الحقيقة محاصرة من قبل الجيش الذي يرفض إدخال المواد الغذائية والدواء للمدنيين’.

ويضيف ‘أول خطوة لتحقيق وقف إطلاق النار هي إدخال الطعام للناس المحاصرين، وعليه فليس هذا وقف إطلاق نار’.

وتنقل عن أبو فهد الذي يعيش في برزة حديثه إنه بعد أشهر من الإتفاق هناك حالة غليان وعدم رضى من السكان . وتقضي الإتفاقيات وعودا بالإفراج عن السجناء، ولكن لم يتم إطلاق سراح سوى عدد قليل من الأسماء الموجودة على القائمة منذ توقيع الهدنة في 5 كانون الثاني/يناير كما لم يصل من المواد الغذائية إلا كميات قليلة، وفي الوقت نفسه يشكو السكان من استمرار مضايقة قوات الأمن لهم.

وتشير الصحيفة إلى كارثة مخيم اليرموك الإنسانية والمحاصر منذ تموز/يوليو الماضي حيث توفي حوالي 200 شخص جراء الجوع حسب تقرير لمنظمة أمنستي انترناشونال التي اتهمت النظام باستخدام التجويع كسلاح في الحرب.

ورغم الموافقة على سلسلة من اتفاقيات الهدنة إلا أن الطعام الذي أدخل إلى المخيم لم يكن كافيا لسكانه الباقين فيه 20.000 نسمة.

وفي برزة عاد عدد من السكان الذين فروا من بيوتهم ليجدوها قد دمرت وأصبحت ركاما، وبعد الإتفاق عادت المياه والكهرباء التي انقطعت لأشهر، وسمح الجيش بدخول شاحنتين محملتين بالمواد الغذائية. وتنقل عن أم فادي التي عادت إلى برزة ‘يمكن للناس العودة الآن، ولكن بيوتهم مدمرة، فلماذا يعودون؟’. ويؤكد خيري سمان مدير مكتب وزير المصالحة الوطنية أن اتفاقيات الهدنة ليست استسلاما مفروضا ‘لا نريد ان يشعر المقاتلون أنهم ينتصرون، لكن الجميع منتصر، لأن الناس يقتلون’. ويضيف أن ما يطلب من المقاتلين هي شروط عادية لتوقيع الهدنة ‘تعتقد أن الشروط معقدة وسياسية ولكنها ليست كذلك، فعادة ما يريدون عودة أحبائهم والعودة لحياتهم الطبيعية’. وقدم السمان وثيقة من مكتب الأمن القومي وفيها أسماء 150 من المقاتلين الذين سلموا أسلحتهم كجزء من اتفاقية هدنة في حمص، وتم شطب أسمائهم من قوائم المطلوبين. ويقول علي حيدر، وزير المصالحة أن الكثير من المقاتلين الذين يريدون التخلي عن القتال ‘يعتقدون أن لا مستقبل لهم ونعمل على حالاتهم وننجح في بعض الأحيان ونفشل أحيانا خاصة عندما يكون لهم قادة أجانب’.

دراسة

وبحسب دراسة أجرتها كلية لندن للإقتصاد ومركز ‘مداني’ وهو منظمة بريطانية غير حكومية تدعم المجتمع المدني السوري ودرست فيها 35 اتفاقية هدنة محلية، للبحث عن العوامل التي تؤدي لنجاحها وفشلها.

ووجدت أن العامل الأهم بعيدا عن غياب الأرادة السياسية من جانب الحكومة هي التدخلات الإقليمية والدولية. ففي حمص أفشل التنافس السعودي ـ الإيراني المفاوضات بين الحكومة والمقاتلين. أما المحادثات حول حصار مخيم اليرموك فقد عقدتها الخلافات بين الفصائل الفلسطينية. ويرى الباحثون أن اتفاقيات الهدنة كانت ناجحة في المناطق التي كان التدخل الإقليمي في أدنى مستوياته كما في حالة برزة.

وهناك أيضا عوامل خاصة في كل منطقة ، فبرزة كانت تعيش صراعا طويلا مع حي عش الورور، والذي تسكنه طبقة عاملة من العلويين، وبعد سنوات من القتل والإختطاف تعب الطرفان. ويقول أحد أعضاء لجنة المصالحة برزة ‘لم تكن مشكلتنا مع النظام ولكن مع عش الورور’.

ويقول ‘فهم سكان برزة أنهم لن يستيطعوا التخلص من النظام، واكتشف سكان عش الورور أنهم لن يكونوا قادرين على إصلاحه ولهذا قررنا الجلوس والحديث’.

إسرائيل والتحوّلات السورية.. نقاط ربح وخسارة

تحليل إخباري ــ صالح النعامي

هناك علاقة وثيقة بين “الثورة” التي يشهدها الجيش الإسرائيلي حالياً، والمتمثلة في إدخال تغييرات جذرية على أولويات ومركبات المنظومتين العسكرية والاستخبارية من جهة، وبين التحولات التي يشهدها العالم العربي من جهة ثانية. إنّ توجه الجيش الإسرائيلي أخيراً لتقليص قواته المدرعة وسلاح جوه، في مقابل التوسع في تشكيل المزيد من الوحدات الخاصة وتعزيز ألوية النخبة في سلاح المشاة، إلى جانب الاستثمار الهائل في مجال الاستخبارات، كما كشفت عن ذلك صحيفة “جيروزالم بوست” في 20-4-2014، يأتي استعداداً لمواجهة المخاطر الناجمة عن تفكك منظومات الحكم وأطرها التنفيذية، في عدد من الدول العربية، وبروز دور الجماعات غير الحكومية، وعلى وجه الخصوص الحركات الجهادية.

تمثل سورية في نظر المستويات السياسية والنخب الأمنية الإسرائيلية، مثالاً للبلد الذي تتفاعل فيه هذه التحولات. ونظراً لقربها الجغرافي، وبسبب تاريخ الصراع معها، فإنّ إعادة صياغة العقيدة القتالية باتت تُعد مطلباً أساسياً لتحسين قدرة إسرائيل على مواجهة تداعيات التحولات في سورية. وإن كانت التجربة قد أثبتت للإسرائيليين أن نظام الرئيس بشار الأسد يمثل نموذجاً للنظام الذي يستجيب لقوة الردع الإسرائيلية، ويتأثر سلوكه بها، فإن تلاشي سيطرة النظام وانحسار نفوذه، وتعاظم تأثير الجماعات الجهادية في المقابل، وسيطرتها على مناطق واسعة، لا سيما في محيط الحدود مع سرائيل، يؤذن بتغيير كبير على البيئة الإستراتيجية لإسرائيل.

تعي إسرائيل أنه من الصعب مراكمة الردع في مواجهة جماعات لا تمثل الدولة ولا تعمل تحت قيادة واحدة، ولا تجد نفسها مسؤولة عن توفير خدمات لجمهور تمثله، مما يجعلها لا تأبه بتبعات سلوكها العسكري في المستقبل ضد إسرائيل، كما يخشى صناع القرار في تل أبيب. من هنا، فإنّ أكثر ما يثير القلق لدى الإسرائيليين، هو تمركز عناصر الحركات الجهادية في محيط الحدود، حيث تسيطر “جبهة النصرة” على المنطقة الجنوبية من هضبة الجولان، ويراقب الإسرائيليون رايات “الجبهة” السوداء على منازل قرية “كودنا”.

تفترض إسرائيل أن الحركات الجهادية ستتفرغ لاستهدافها بمجرد أن تضع الحرب في مواجهة الأسد أوزارها، في حين أن بعض التقديرات في دولة الاحتلال، تذهب إلى حد عدم استبعاد أن تبادر هذه التنظيمات إلى استهداف العمق الإسرائيلي بمجرد أن تحكم سيطرتها على مناطق بعينها، حتى قبل سقوط النظام، لا سيما في المناطق التي يرى النظام أن الاحتفاظ بها لا يشكل حاجة وجودية له، مثل الجولان. لقد جاءت التحولات التي شهدها الجيش الإسرائيلي، لتكون مؤاتية لاعتماد عقيدة قتالية في مواجهة هذه التنظيمات في المستقبل، مع العلم أن هناك تقارير إسرائيلية تؤكد أن وحدات إسرائيلية خاصة عملت بالفعل في العمق السوري، على الأقل بهدف جمع معلومات استخبارية.

إنّ ما فاقم الأمور خطورة، حقيقة تأكد تل أبيب من تمكن الحركات الجهادية أخيراً، من السيطرة على مخازن للجيش السوري في منطقة “تل الأحمر” في الجولان، تضم صواريخ مضادة للطائرات، وهي صواريخ كاسرة للتوازن، إذ يفترض الإسرائيليون أنها ستقلص من قيمة التفوق الجوي الإسرائيلي في الأجواء السورية، وستحد من هامش المناورة العسكرية الإسرائيلية (جيروزالم بوست 14-4-2014). وبخلاف الانطباعات المسبقة، فإن القتال بين الحركات الجهادية داخل سورية، لا يمثل مصدر عزاء للعقيد دودي، مسؤول ملف “القاعدة” في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، فهو يحاجج بأنه، إلى جانب حقيقة أن الدولة العبرية تمثل عدواً مشتركاً لكل هذه الحركات، فإن “الحركات الجهادية” قد تتجه لتوريط إسرائيل مستقبلاً من خلال استهداف عمقها، ولو من باب المزايدة وتسجيل النقاط ضد بعضها البعض (يديعوت أحرنوت، 14-4-2014). وتتجاوز المخاطر الناجمة عن اهتزاز نظام الأسد بالنسبة لإسرائيل، حدود سورية إلى الدول المجاورة. وأحد المخاطر التي تتحسب لها إسرائيل، يتمثل في إمكانية تحول لبنان إلى قاعدة أخرى لانطلاق الحركات الجهادية ضدها. وبدا أن مبادرة التنظيمات الجهادية لتوجيه الضربات لحزب الله في عقر داره، للوهلة الأولى، مصلحة إسرائيلية، إلا أن الأمور في الواقع أكثر تعقيداً. وبحسب تقييم لواء الأبحاث في “أمان”، فإن المجموعات الجهادية العاملة في لبنان يمكن أن تنتقل لاستهداف إسرائيل في وقت لاحق، معتبراً أن وجود أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان يمكن أن يشكلوا مصدراً لتجنيد أعداد كبيرة من المنتسبين لهذه المجموعات (يديعوت أحرنوت، 14-4-2014).

ويرى العقيد روعي، مسؤول ملف لبنان في “أمان”، أنه يتوجب التحوط لتبعات التغيير في موازين القوى الطائفية والمذهبية في لبنان، لا سيما في حال طالت إقامة مليون لاجئ سوري “سني” في لبنان، وتأثير ذلك على مجمل سلوك السنة في لبنان وآفاق التحول على توجهاتهم.

وتخشى تل أبيب أيضاً أن تتحول سورية إلى مصدر آخر من مصادر التوتر مع تركيا في المستقبل، إذ يفترض الإسرائيليون أن الأتراك قد يقررون في وقت من الأوقات، القيام بعمليات عسكرية في عمق الأراضي السورية، وهذا ما قد يولّد احتكاكات مع دولة الاحتلال، التي تواصل تنفيذ عمليات انتقائية هناك.

إنّ خريطة المخاطر كما ترصدها إسرائيل، والتي أجبرتها على إحداث تحولات غير مسبوقة على منظوماتها العسكرية والاستخبارية وعقيدتها القتالية، لا تغطي على الفرص التي ترصدها تل أبيب نتاج ما يجري في بلاد الشام. فمن نافل القول إن الكيان الصهيوني هو أكثر المستفيدين من تفكك المنظومة العسكرية السورية، وخروج الجيش السوري من معادلة التوازن العسكري، ناهيك عن العوائد الإيجابية لنزع السلاح الكيماوي، الذي ظل يمثل أحد أهم مصادر التهديد الإستراتيجي على إسرائيل لعقود من الزمن.

وفي الوقت ذاته، فإن الصدع الشيعي ــ السني، الذي تفاقم في أعقاب مشاركة إيران وحزب الله في القتال إلى جانب النظام، سمح بالتقاء مصالح بين إسرائيل وبعض الدول العربية. ولم يتورع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال خطابه أمام مؤتمر “أيباك” الأخير، عن تعليق آمال كبيرة على عوائد التقاء المصالح هذا، لا سيما في مواجهة البرنامج النووي الإيراني.

أوباما لتغيير قواعد الصراع العسكري بسوريا

أشرف أبو جلالة

يناقش البيت الأبيض من جديد موضوع تزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف، رغم دعوات التعقل والتشكيك التي تصدر بين الفينة والأخرى خوفًا من سوء استعمال هذا النوع من السلاح.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: يُجري مسؤولون في البيت الأبيض في الوقت الحالي محادثات بخصوص إمكانية إرسال صواريخ أرض- جو إلى فصائل المعارضة في سوريا مع تحمّل المجازفة الخاصة باحتمال تحول تلك الخطوة إلى “كابوس” إرهابي يهدد أمن أميركا قبل أي شيء.

مضادات الطيران

وذكرت مجلة “التايم” الأميركية أن تلك الصواريخ مضادة للطائرات وتطلق من على الكتف ويمكنها إسقاط المروحيات والطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض.

ونقلت المجلة عن ثوار سوريين ومسؤولين من حكومات عربية تدعمهم، تأكيدهم أن تلك الأسلحة قد تغيّر مجرى الأحداث بشكل حاسم في الحرب الأهلية المشتعلة بسوريا منذ ثلاثة أعوام، والتي بدأت تتحول دفتها لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

تغيير قواعد اللعبة

وفي تصريحات خص بها المجلة، قال مسؤول عربي رفض الإفصاح عن هويته:” سيعمل إدخال منظومات الدفاع الجوي المحمولة على تغيير قواعد اللعب في سوريا، مثلما كان الحال في أفغانستان خلال ثمانينات القرن الماضي مع صواريخ ستينغر. وأنا أتصور أن إدارة الرئيس باراك أوباما بدأت تفكر في تلك الفكرة بشكل أكثر جدية”.

شكوك وتعقّل

وأشارت مصادر أخرى إلى أن الموضوع تجري مناقشته حالياً في البيت الأبيض، لكن لا تزال هناك شكوك قوية بشأن التعقل في تزويد الثوار السوريين بتلك الصواريخ.

مضت المجلة تنقل عن خبراء قولهم إنه من غير الوارد أن تصل تلك الأسلحة إلى سوريا من دون موافقة الولايات المتحدة، وأنه من غير الوارد أن تعمل تلك الأسلحة على تغيير التوازن العسكري في الصراع القائم بين قوات الأسد والمعارضين.

خوف على الطائرات المدنية

وكان مسؤولون كبار بالإدارة الأميركية قد أعربوا عن تخوفهم من وصول منظومات الدفاع الجوي المحمولة للمتطرفين الذين قد يستخدمونها في إسقاط الطائرات المدنية.

وسبق لدراسة أجرتها مؤسسة راند البحثية عام 2005 قد خلصت إلى أنّ إسقاط إحدى الطائرات المدنية قد يشل السفر الجوي في جميع أنحاء العالم بشكل موقت ويُسبِّب خسائر اقتصادية إجمالية تزيد قيمتها عن 15 مليار دولار.

مفاضلة في غير محلها

وقال أنطوني كوردسمان، وهو خبير عسكري لدى مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، إن منظومات الدفاع الجوي المحمولة وحدها لن تلعب دوراً حاسماً.

وأضاف: “سوف تحد من حركة المروحيات ومن استخدام الطائرات، لكن ذلك قد يتسبب في استخدام المدفعية السورية. ومن غير الواضح الآن أن هذه مفاضلة جيدة”.

الأمير سلمان يؤكد موقف السعودية الثابت من مساعدة الشعب السوري

مليون لاجئ في تركيا بعد النزوح الجماعي من حلب

جدة – بيروت: «الشرق الأوسط»

أكد الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، موقف بلاده الثابت من مساعدة الشعب السوري، جاء ذلك خلال لقائه في مكتبه بجدة أمس، رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا والوفد المرافق له.

وتناول اللقاء آخر التطورات على الساحة السورية وما يتعرض له الشعب السوري من إبادة من النظام السوري وهو ما يجب وقفه فورا. كما بحث الجانبان سبل إنهاء الأزمة السورية بما يكفل للشعب السوري حريته وإنهاء ما يتعرض له من وحشية.

من جهة أخرى، واصلت مروحيات النظام هجوما بالبراميل المتفجرة على أحياء حلب القديمة، فيما تشهد الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة شرق المدينة، موجة نزوح كبيرة نحو الريف الشمالي للمحافظة والحدود السورية – التركية.

في السياق نفسه, رفع النزوح الجماعي من حلب عدد السوريين اللاجئين لتركيا إلى نحو مليون لاجئ، حسب ما أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أمس.

نزوح جماعي من حلب على وقع البراميل المتفجرة

مقتل مغني راب ألماني سابق وقيادي في «داعش» بهجوم انتحاري مزدوج شنته «النصرة».. وأعداد اللاجئين في تركيا تبلغ عتبة المليون

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

شهدت مدينة حلب السورية نزوحا جماعيا جراء إصرار النظام على استهدافها بالبراميل المتفجرة التي توقع عشرات القتلى والجرحى يوميا. وبينما فرت غالبية العوائل إلى ريف حلب وإلى مناطق قرب الحدود التركية، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أن عدد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم بلاده منذ اندلاع النزاع بلغ عتبة المليون.

وجاء ذلك بينما أعلنت مواقع إلكترونية جهادية مقتل قيادي بارز في «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)»، يدعى أبو طلحة الألماني، وهو مغني راب سابق، في تفجير انتحاري مزدوج نفذه مقاتلون من جبهة «النصرة» في قرية غريبة بريف دير الزور الشمالي.

وشنت الطائرات المروحية النظامية هجوما بالبراميل المتفجرة على حي «مساكن هنانو» وحيي «السويقة» و«أقيول» في المدينة القديمة، أدت إلى إصابة أربعة أشخاص. كما أفادت شبكة «شام» بأن عددا من المدنيين أصيبوا بعد إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة على أحياء الجلوم والمدينة الصناعية والمعادي، وأضافت الشبكة أن «حريقا اندلع في أحد معامل مدينة الشيخ نجار الصناعية التي قصفت بثلاثة براميل متفجرة».

وشهدت أحياء شرق مدينة حلب، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، موجة نزوح كبيرة نحو الريف الشمالي للمحافظة والحدود السورية – التركية، بعد الغارات الجوية التي نفذها الطيران الحربي النظامي خلال الأيام الثلاثة الماضية، والتي سقط خلالها 170 قتيلا وعدد كبير من الجرحى، وخلفت دمارا واسعا في الشوارع والأبنية، بحسب مصادر المعارضة.

وفي سياق متصل، أعلن إردوغان أمس أن عدد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم تركيا منذ اندلاع النزاع في بلادهم بلغ عتبة المليون، مؤكدا أن تركيا لن تغلق أبوابها بوجههم. وقال في كلمته الأسبوعية في البرلمان أمام نواب حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه إن «عدد أشقائنا السوريين الذين وصلوا إلى تركيا بلغ قرابة المليون».

وأكد رئيس الحكومة أن بلاده التي تملك خط حدود طويلا مع سوريا تنوي الحفاظ على سياسة الباب المفتوح حيال المدنيين السوريين الفارين من الحرب في بلادهم. وقال: «هل يفترض بنا أن نطلب من أشقائنا ألا يأتوا إلى تركيا ويتعرضوا للقتل في سوريا؟». وأفاد إردوغان بأن بلاده خصصت أكثر من ملياري دولار لإيواء اللاجئين السوريين الذين يطرحون أحيانا مشكلات ثقافية أو أمنية في المناطق التي استقروا فيها في تركيا.

وفي غضون ذلك، تناقلت مواقع جهادية إلكترونية بيان نعي أصدرته «الدولة الإسلامية» بعد مقتل القيادي أبو طلحة الألماني جاء فيه: «نزفّ للأمة الإسلامية نبأ استشهاد الأخ المجاهد أبو طلحة الألماني، تقبّله الله». وأوضح البيان أن «استشهاد أبو طلحة كان نتيجة التفجير الانتحاري المزدوج الذي نفذه أحد جنود الخائن (رئيس جبهة النصرة أبو محمد) الجولاني على بيت كان فيه عدد من الإخوة من الدولة الإسلامية»، في قريبة غريبة بريف دير الزور الشمالي.

وتدور منذ مطلع يناير (كانون الثاني) مواجهات عنيفة بين «الدولة الإسلامية» وتشكيلات أخرى من المعارضة السورية، بينها «جبهة النصرة»، إذ تتهم المعارضة السورية تنظيم «داعش»، بارتكابات «مسيئة» تشمل أعمال الخطف والقتل وتطبيق معايير صارمة للدين الإسلامي.

ويعد أبو طلحة، وهو مغني راب ألماني سابق اسمه الحقيقي دنيس مامادو غاسبيرت، من أهم قيادات «داعش» حيث شغل منصبا في التنظيم المتشدد برتبة «أمير»، وعمل متنقلا بين دير الزور والرقة. وظهر الألماني في الكثير من أشرطة الفيديو والصور التي تتحدث عن الجهاد في سوريا، وأصيب في سبتمبر (أيلول) 2013 خلال غارة جوية نظامية.

وكان الألماني أثار قلق الغرب عندما أطلق فيديو دعا فيه الغربيين للانضمام إلى الجهاد بأغنية راب، صورها في سوريا، مرتديا زيا عسكريا يحض الآخرين على الجهاد و«الاجتهاد لدخول الفردوس».

وحسب تقارير ألمانية فإن الألماني (37 عاما) ولد لأم ألمانية وأب من غانا، استهوته السياسة في سن المراهقة إبان حرب الخليج الأولى بمشاركته في مظاهرات مناهضة لأميركا في برلين، قبل أن يصبح نجما في غناء الراب ويحمل لقب «ديسو دوغ»، واعتنق الإسلام بعد نجاته من حادث سيارة، واعتزل على إثره الغناء وأطلق على نفسه اسم «أبو طلحة الألماني»، وتحول بأغانيه إلى المدائح والأناشيد. ويعتبر واحدا من آلاف المقاتلين الأجانب من تدفقوا على سوريا للقتال هناك خلال السنوات الثلاث الماضية.

وفي سياق ذي صلة، لم يعرقل مقتل أبو طلحة الألماني عملية تبادل أسرى جرت بين «داعش» و«النصرة» في مدينة دير الزور (شرق سوريا). وشملت العملية، بحسب ناشطين، تبادل ثمانية عناصر من «جبهة النصرة» مقابل سبعة عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية»، بينهم قيادي. وأشارت مصادر إلى أن «القيادي الذي سلمته جبهة النصرة للتنظيم يشغل منصب أمير مدينة الميادين في ريف دير الزور، ويعرف بلقب (أبو الأثير). وكانت الجبهة أسرته أثناء اشتباكات دارت بينها وبين التنظيم منذ نحو شهرين».

مرشح للانتخابات العراقية أصيب في سوريا ويريد العودة ثانية لقتال المعارضة

مئات المكاتب التابعة لتيارات شيعية في العراق تستقبل المتطوعين

بغداد – لندن: «الشرق الأوسط»

فقد العراقي فالح الخزعلي عينه اليمنى وأصيب في ساقه أثناء مشاركته في معارك بسوريا، لكن المرشح للانتخابات البرلمانية المقبلة لا يمانع رغم ذلك العودة مرة جديدة للقتال في هذا البلد المجاور.

وقال الخزعلي، (39 سنة)، وهو أب لأربعة أطفال، متحدثا لوكالة الصحافة الفرنسية في مدينة البصرة الجنوبية معرفا عن نفسه، إنه «أبو مصطفى، قائد أول قوة تخرج من العراق لتحرير محيط السيدة زينب من التكفيريين»، في إشارة إلى المرقد الواقع جنوب شرقي دمشق.

وأضاف المرشح للانتخابات النيابية، المقررة نهاية أبريل (نيسان) الحالي، عن لائحة «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي: «دخلنا قبل سنة وثلاثة أشهر إلى سوريا (…) في حرب استباقية للقضاء على التكفير».

وذكر أبو مصطفى، الذي يحمل شهادة جامعية في إدارة الأعمال، أنه توجه إلى سوريا في أربع مناسبات، حيث أصيب في ساقه في إحدى المعارك، «كما أصبت بعيني وفقدتها أمام السيدة زينب وأنا مسرور وأفتخر بذلك، وسأعود إلى سوريا كلما تطلب الأمر».

ويستقطب النزاع المسلح في سوريا، التي تشترك مع العراق في حدود بطول نحو 600 كلم، عراقيين شيعة يتوجهون إليها لقتال المجموعات المعارضة للنظام، وخصوصا تلك التي تتبنى الفكر الجهادي.

وبينما تزخر المواقع الجهادية على الإنترنت بأسماء وصور عراقيين سنة أيضا يقاتلون إلى جانب المجموعات الجهادية وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، تنتشر في أنحاء متفرقة من العراق، وخصوصا في بغداد، صور مقاتلين شيعة قضوا أثناء تأديتهم «الواجب المقدس».

وفي ساحتي الفردوس والتحرير وسط العاصمة، تعلق على الأرصفة ملصقات تحمل صور مقاتلين قضوا في سوريا إلى جانب صور شخصيات دينية شيعية وقد كتب على معظمها «لبيك يا زينب»، من دون أن تحدد في غالبيتها الجهات التي ينتمي إليها هؤلاء المقاتلون.

والعراقيون الذين يقاتلون في سوريا هم جزء من آلاف المقاتلين الأجانب الآتين من دول قريبة بينها لبنان والأردن والأراضي الفلسطينية، ودول أبعد بينها أفغانستان وباكستان والشيشان، للقتال في هذا النزاع الذي قضى فيه أكثر من 150 ألف شخص منذ بدايته في مارس (آذار) 2011، بين نظام يسيطر عليه العلويون ومعارضة يشكل السنة غالبيتها العظمى.

ويلعب المقاتلون الأجانب دورا رئيسا في النزاع السوري وباتوا يشكلون عنصرا رئيسا في ترجيح كفة طرف على الآخر، وبينهم هؤلاء الذين يقاتلون إلى جانب النظام وعلى رأسهم عناصر حزب الله اللبناني الذين ساهموا في استعادة الجيش النظامي للكثير من المناطق.

وعلى صفحته الخاصة في موقع «فيسبوك»، نشر «الحاج المجاهد» صورا له وهو يرتدي ملابس عسكرية، وصورا أخرى وهو مصاب بعينه اليمنى وممد على سرير طبي، إضافة إلى صور لملصقات انتخابية خاصة بحملته، وضع في إحداها صورته إلى جانب صورة المالكي.

ويرى الخزعلي أن «أمننا الوطني كعراقيين يقتضي أن نذهب إلى هناك (سوريا) للدفاع عن المقدسات أولا وللدفاع عن العراق ثانيا». ويضيف: «الشعب السوري احتضن أكثر من 800 ألف عراقي في الفترة التي رفضَنا فيها الجميع (…)، والآن نحن نستطيع أن نقول إننا نرد الجميل لهذا الشعب».

ويصعب تحديد أعداد المقاتلين العراقيين في سوريا، سواء أولئك الذين يقاتلون إلى جانب النظام، أو الذين يقاتلونه، حيث ترفض التنظيمات التي ترسل هؤلاء إلى جبهات القتال الحديث عن تفاصيل مهماتهم وكيفية عبورهم الحدود وعودتهم إلى العراق.

وقال مقاتل في بغداد عرف عن نفسه باسم أبو عمار: «ذهبت مرتين (إلى سوريا)؛ الأولى بقيت فيها لمدة 47 يوما، وفي الثانية 36 يوما»، مؤكدا: «أنا مستعد للذهاب من جديد في أول فرصة». واستذكر قائلا: «في الأولى، كان معي كثير من العراقيين والسوريين. قاتلنا تنظيم داعش وطردناهم من المناطق القريبة من مرقد السيدة زينب. وفي الثانية، شاركت في الهجوم على مناطق وجود (داعش) فيها»، دون أن يحدد هذه المناطق.

وتابع: «هناك مئات المكاتب التابعة لتيارات شيعية في عموم العراق تستقبل المتطوعين للقتال في سوريا».

وفي مدينة النجف، تشهد مقبرة «وادي السلام» الشهيرة مراسم دفن متواصلة لمقاتلين قضوا في سوريا. ويقول مهدي الأسدي، وهو صاحب مكتب للدفن بالمقبرة التي تعد أكبر مقبرة في العالم، إنه جرى تخصيص مساحة من «وادي السلام» لدفن «الشهداء الذين يقاتلون دفاعا عن مرقد السيدة زينب».

وذكر الأسدي أنه رغم ذلك، فإن عائلاتهم تفضل دفنهم في مقابرها بحسب التقاليد العراقية، متحدثا عن «وصول عشرة إلى 15 شهيدا أسبوعيا إلى مقبرة النجف».

هولاند: سنحذو حذو السعودية في منع المقاتلين من التوجه إلى سوريا

خطة فرنسية من 20 بندا لمواجهة «الجهاديين» الشباب

باريس: ميشال أبو نجم

يفترض أن يقر مجلس الوزراء الفرنسي في اجتماعه الأسبوعي اليوم برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند خطة متكاملة للتعاطي مع مشكلة توجه أحداث فرنسيين للقتال في سوريا وغالبا إلى جانب الجبهات المتشددة مثل «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«جبهة النصرة». وتعكس هذه الخطة المخاوف الرسمية من تداعيات هذه الظاهرة التي وصلت إلى أبعاد لم تعرفها من قبل خصوصا من زاويتين، وفق ما قاله وزير الخارجية لوران فابيوس في مقابلة صحافية أمس، وهما: صغر سن الجهاديين الفرنسيين وتكاثر أعدادهم قياسا لما عرفته فرنسا في السابق إما في بداية الأحداث في سوريا وإما في أزمات سابقة مثل أفغانستان والشيشان وكوسوفو وأفريقيا.

وأمس، استغل الرئيس هولاند مناسبة افتتاح معرض الحج في معهد العالم العربي ليرفع الصوت وينبه ويهدد. وقال هولاند: «إن فرنسا، كالسعودية، ستتخذ التدابير الرادعة لمنع ومعاقبة كل الذين يغريهم التوجه للقتال في أماكن ليست لهم علاقة بها». وأضاف أن بلاده «سوف تقر خطة متكاملة تشمل على حد سواء تقنيات التواصل (الإنترنت) والتقنيات الإنسانية (التقليدية) للتواصل مع العائلات». واستباقا لكل ما قد يصدر من انتقادات للخطة الموعودة مثل انتهاك الحريات الفردية أو استهداف الإسلام، رد هولاند سلفا بقوله إن الخطة «ليس غرضها منع (المؤمنين) من ممارسة إيمانهم بل لمنع أن يسخر الدين لأغراض منحرفة وأبغضها الإرهاب».

ولم يكشف هولاند عن تفاصيل الخطة كما امتنع وزير الداخلية برنار كازنوف عن إعطاء توضيحات لما يهيئ له، علما أن مصادر وزارية أفادت بأن الخطة بدأ التحضير لها عندما كان مانويل فالس، رئيس الحكومة الحالي، وزيرا للداخلية.

وبحسب ما قاله الوزير فابيوس أمس، فإن الخطة تقوم على ثلاث طبقات: الأولى، احترازية أو استباقية وعمادها الرقابة المشددة على شبكة الإنترنت والمواقع الجهادية والمساجد ذات التوجهات المتطرفة فضلا عن التواصل مع العائلات. والثانية العمل على منع الجهاديين الفرنسيين من الوصول إلى سوريا عبر التشديد على التعاون مع البلدان الأوروبية ومع تركيا وعبر إقامة مدونة أوروبية للأشخاص الذين قد يقدمون على هذه المغامرة. أما الطبقة الثالثة فتقوم على رسم تصور للتعاطي مع العائدين من ساحات القتال في سوريا إما عقابيا أو تأهيليا عبر إعادة دمجهم في المجتمع.

ويوم الأربعاء المقبل، سيعقد في لندن اجتماع سيضم وزراء الداخلية في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا للتنسيق من أجل مواجهة هذه الظاهرة التي تقلق السلطات الفرنسية والأوروبية على السواء. ومشكلة فرنسا أن «مجاهديها» هم الأكثر عددا وتقدرهم المصادر الأمنية بـ700 شخص بين من ذهب أو عاد أو متأهب للذهاب. وقال القاضي مارك تريفيك المتخصص في شؤون الإرهاب لصحيفة «لو فيغارو» إن ما لا يقل عن 70 ألف شخص يشكلون البيئة التي يمكن أن تنتج جهاديين. وفي الأشهر الأخيرة تكاثرت الطلبات المرفوعة من الأهالي للسلطات الفرنسية لمساعدتها على منع أولادها من الوصول إلى سوريا أو من أجل إعادتهم من هناك. وأفضل مثال على ذلك أن باريس عبأت قبل شهرين أجهزتها لاستعادة مراهقين ذهبا للجهاد في سوريا وعثر عليهما بفضل مساعدة المخابرات التركية على الحدود المشتركة التركية ـ السورية.

المقلق في هذه الظاهرة أيضا أنها زادت انتشارا ومعها تزايدت المخاوف من تداعياتها فرنسيا. وفي الأيام الأخيرة، دهش الفرنسيون من معلومات رسمية تفيد أن من بين خاطفي الصحافيين الفرنسيين الأربعة الذين أطلق سراحهم الأحد الماضي من يتكلم الفرنسية «ما لا يعني بالضرورة أنه فرنسي الجنسية».

وأفادت صحيفة «لو فيغارو» في طبعتها أمس أن الخطة الحكومية تضم عشرين بندا منها إلغاء السماح لمن هم دون الثامنة عشر من العمر من السفر من غير إذن الأهل وهو تدبير أقر في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي وإنشاء خلايا متخصصة يمكن أن يتوجه إليها الأهل الذين يتخوفون من ميول أبنائهم الجهادية. ويفترض أن تضم هذه الخلايا علماء نفس واجتماع وتربويين.

أما التدبير الذي يمكن أن يثير إشكاليات فينص على إقامة لائحة تضم أسماء من يشتبه باحتمال كونهم جهاديين. كذلك يمكن أن تثير الرقابة على المراسلات الإلكترونية الشخصية مشاكل باعتبارها مسا بالحريات الفردية. ولا تنسى الخطة الحكومية بعد التوعية عبر حملات إعلامية واسعة للتنبيه من مخاطر التوجهات الجهادية. وستناط بالنظام التعليمي وبالبلديات ترجمة هذا الجانب من الخطة إلى أفعال. وقال وزير الخارجية إن «الكثير من هذه التدابير بدأ العمل به لكن الجديد أن الخطة متكاملة المراحل وتبدأ مع أول مؤشرات تدل على الانحرافات الدرامية». وشدد فابيوس على أهمية الرقابة على الإنترنت مضيفا أن مجمل هذه العوامل يشكل «معطى جديدا».

مرشحو الرئاسة ضد الأسد… «صوريون»

اتهامات لـ«الإخوان» بالتخطيط لتقديم مرشح… وقيادي ينفي

بيروت: «الشرق الأوسط»

لا تزال أسماء الشخصيات التي ستقدم طلبات ترشيحها لمنافسة الرئيس السوري بشار الأسد على منصب رئاسة الجمهورية مجهولة بعد يومين على إعلان فتح باب الترشح. وفي حين توقع أعضاء في مجلس الشعب السوري أن يصل عدد المنافسين إلى ثلاثة، رجحت مصادر معارضة أن يعتمد النظام على شخصيات من العائلات الدمشقية المعروفة، لا سيما تلك التي تملك نفوذا دينيا لترشيحها شكليا في مواجهة الأسد.

لكن مصادر أخرى في المعارضة اتهمت تنظيم الإخوان المسلمين بالتخطيط لترشيح أحد شخصياته ضمن «تفاهمات سرية» مع النظام تكفل مشاركة «الإخوان» في السلطة بعد الانتخابات الرئاسية. وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن منهج «الإخوان المسلمين» البراغماتي في السياسة يضعهم دائما في سياق عقد صفقات سرية مع خصومهم، مشيرة إلى «معلومات عن وساطة إيرانية بين (الإخوان) والنظام أفضت إلى إعطاء (الإخوان) بعض المناصب والوزارات مقابل تقديمهم مرشحا يمنح الانتخابات شرعية».

وكان رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد أعلن أول من أمس «فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية تطبيقا لأحكام الدستور»، داعيا من يرغب في ترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية للتقدم بطلب الترشح إلى المحكمة الدستورية العليا خلال مدة عشرة أيام تبدأ من 22 أبريل (نيسان) (أمس) وتنتهي بنهاية يوم الخميس الأول من مايو (أيار) المقبل.

في المقابل، نفى القيادي في «الإخوان المسلمين» وعضو المجلس الوطني المعارض ملهم الدروبي لـ«الشرق الأوسط» أي توجه لدى تنظيمه لترشيح شخص منافس للرئيس السوري، واصفا الانتخابات بأنها «غير شرعية» ولا يمكن أن يكون لـ«الإخوان المسلمين» مرشح فيها.

ولفت الدروبي إلى أن «هذه الأمور تعد من الخطوط الحمراء بالنسبة للتنظيم؛ لأن أي تعامل مع النظام يعد مساسا بالثوابت الوطنية للمعارضة». ورجح القيادي الإخواني أن «يعتمد النظام على بعض الشخصيات في معارضة الداخل كمرشحين صوريين للإيحاء بأن الانتخابات جرت بشكل ديمقراطي وشرعي».

وتستبعد شروط الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية جميع مكونات المعارضة السورية؛ لأنها تشترط من المتقدم الإقامة داخل سوريا لمدة عشر سنوات متواصلة، وهو ما لا ينطبق على معظم المعارضين، إضافة إلى حصول المتقدم على موافقة 35 عضوا من أعضاء مجلس الشعب على طلب ترشيحه.

وكان عضو مجلس الشعب السوري عمر أوسي أشار إلى أن «أسماء المرشحين للرئاسة أو أعدادهم غير معروفة، لكنها ستخرج إلى العلن مع بدء المجلس قبول أوراق وطلبات المتقدمين إلى الانتخابات». وأوضح أوسي أن «الانتخابات الرئاسية المقبلة لن تكون صحيحة في حال لم يكن هناك أكثر من مرشح إلى الانتخابات، لأن دستور الجمهورية العربية السورية يقر بوجود انتخابات وليس استفتاء مباشرا من الشعب السوري كما كان يحدث سابقا».

في السياق ذاته، ذكر عضو مجلس الشعب السوري المقرب من النظام شريف شحادة أنه «لم تتكشف أي أسماء لمرشحين إلى رئاسة الجمهورية، ولم تصل إلى مسامع مختلف الأعضاء أسماء متوقعة، سواء عن طريق المجلس نفسه أو من أوساط أخرى»، متوقعا أن «يصل عدد المرشحين إلى ثلاثة».

من جهته، وصف عضو الائتلاف الوطني المعارض بسام يوسف الانتخابات الرئاسية السورية بـ«اللعبة» التي سترتبها الأجهزة الأمنية. وتوقع في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن يعتمد النظام على شخصيات دمشقية معروفة ولها امتداد ديني لترشيحها شكليا في مواجهة الأسد. كما لفت إلى أن «بعض الأسماء المعارضة في الداخل قد تشارك في هذه اللعبة، لا سيما الشخصيات المحسوبة على تيار قدري جميل (نائب رئيس الوزراء المقال)».

وتفترض المادة 85 من الدستور السوري الجديد الذي صدر في 27 فبراير (شباط) 2012 وجود أكثر من مرشح لانتخابات الرئاسة، إذ نصت المادة المذكورة على أنه «إذا لم تتوافر الشروط المطلوبة للترشيح سوى بمرشح واحد خلال المهلة المحددة، يتوجب على رئيس مجلس الشعب الدعوة إلى فتح باب الترشيح مجددا وفق الشروط ذاتها».

وكان الرئيس نجح عام 2007 بالاحتفاظ بمنصبه رئيسا للجمهورية عبر استفتاء شعبي حصل خلاله على نسبة 97.62 في المائة من الأصوات التي شاركت في العملية الانتخابية، لكن المعارضة السورية قاطعت آنذاك الاستفتاء واتهمت النظام بـ«تزويره».

الأمير مقرن بن عبد العزيز يستقبل رئيس الائتلاف الوطني في سوريا

أكد موقف السعودية الثابت في وضع حد لكل أنواع الإبادة والتجويع للشعب السوري

استقبل الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين في قصره بجدة أمس، رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا والوفد المرافق له، واستعرض الجانبان آخر مستجدات الأوضاع على الساحة السورية والجهود المبذولة لإنهاء معاناة الشعب السوري.

وأكد ولي ولي العهد للجربا موقف السعودية الثابت من ضرورة وضع حد لجميع أنواع الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الشعب السوري، فيما هنأ أحمد الجربا، الأمير مقرن بالثقة الملكية بمناسبة اختياره وليا لولي العهد.

حضر الاستقبال عبد العزيز بن صالح الحواس المستشار والمشرف العام على مكتب ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء.

قصف بريف دمشق وقتلى للنظام بحماة  

واصل النظام السوري اليوم استهدافه بلدة المليحة بالغوطة الشرقية بالإضافة لمناطق أخرى في ريف دمشق، في حين تمكنت المعارضة من تفجير نفق بداريا بريف دمشق، بالتزامن مع تواصل الاشتباكات في عدة مناطق سورية بينها حمص وحلب واللاذقية. وسقط عشرات القتلى للنظام في مورك بريف حماة.

وقال ناشطون إن الطائرات الحربية التابعة للنظام أغارت على بلدة المليحة صباح اليوم، فيما أوضحت شبكة سوريا مباشر أن قوات النظام المتمركزة بإدارة المركبات قصفت البلدة براجمات الصواريخ.

وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في بلدة المليحة -التي تعتبر بوابة مناطق وقرى غوطة دمشق- منذ 22 يوما.

وكان مقاتلو المعارضة قد دمروا أمس في المليحة آليتين عسكريتين وقتلوا سبعة عناصر من قوات النظام وأربعة تابعين لكتائب أبو الفضل العباس، فيما قتل خمس عناصر من المعارضة.

وإلى جانب المليحة استهدف الطيران الحربي اليوم بقصفه مدينة دوما المجاورة. وذكرت سوريا مباشر أن دبابات النظام المتمركزة في محيط بلدة قطنا قصفت الأطراف الشرقية من بلدة خان الشيح بريف دمشق الغربي.

كما دارات اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام على المتحلق الجنوبي من جهة مدينة زملكا بريف دمشق الشرقي، حسبما أفاد اتحاد التنسيقيات.

تدمير نفق

وكان عدد من مقاتلي حزب الله اللبناني وجنود النظام قتلوا وأصيب آخرون أمس جراء تفجير الجيش الحر نفقاً في مدينة داريا، بريف دمشق، بحسب ما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية.

وأضافت الهيئة أن النفق -البالغ طوله نحو سبعين متراً- اكتشفه أفراد الجيش الحر في الجهة الشمالية من مدينة داريا، ويستخدمه مقاتلو حزب الله وجنود النظام للتسلل إلى المدينة ونقل الأسلحة.

في المقابل، قصفت قوات النظام المنطقة الشمالية من المدينة بمواد سامة، وفق الهيئة العامة للثورة، وهو ما أسفر عن تسمم عدد من الأشخاص.

وكانت وقعت أمس هدنة لستة أيام قابلة للتمديد بين النظام وقوات المعارضة في مدينة الزبداني بريف دمشق.

وذكر موقع سمارت للأنباء أن المعارضة قتلت ثلاثين عنصرا للنظام وجرحت أربعين آخرين أمس، باشتباكات عند أطراف مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، موضحة أن المعارضة صدت محاولة قوات النظام التقدّم باتجاه المدينة.

أما في إدلب (شمالي البلاد)، قال ناشطون إن قوات النظام قصفت عن طريق الخطأ موقعاً عسكرياً تابعا لها في خان شيخون. وأفاد مركز صدى بأن قوات المعارضة في إدلب استهدفت مواقع لقوات النظام في بلدات حيش وكفر ياسين وخان شيخون.

وقتل ثلاثة مدنيين وجرح عشرون آخرون، جراء قصف جوي على مدينة معرة النعمان بريف إدلب.

وفي اللاذقية نصبت قوات المعارضة كميناً لعناصر من جيش الدفاع الوطني حاولوا اقتحام مواقع في محيط جبل النسر بريف اللاذقية، مما أسفر عن تدمير دبابة وقتل خمسة عناصر من طاقمها وأسر ثلاثة آخرين.

كما استعادت المعارضة السيطرة على جبل تشالما والتلال المحيطة به في جبل التركمان بعد معارك عنيفة خاضتها مع عناصر جيش الدفاع الوطني الذي فقد 12 عنصراً بالمعارك، وأسر عدد آخر منهم، كما تم تدمير عربة عسكرية.

جبهة حمص

وفي حمص استعادت قوات النظام السيطرة على حي جب الجندلي بعد انسحاب مقاتلي المعارضة منه.

واستهدفت القوات النظامية أحياء الوعر والقصور والقرابيص وجورة الشياح وجب الجندلي في حمص بالمدفعية وراجمات الصواريخ، مما أدّى إلى سقوط قتيلين.

من جهتها استهدفت المعارضة تجمعات لقوات النظام في حي الزهراء بمدينة حمص بصواريخ غراد، نما أوقع قتلى وجرحى في صفوفهم.

وفي ريف حمص الشمالي قصفت قوات النظام مدن وبلدات الحولة والرستن وتلبيسة والغنطو والدار الكبيرة بقذائف الهاون والمدفعية، سقط على إثرها ثلاثة قتلى بينهم سيدة، بينما تمكنت المعارضة من السيطرة على عدة حواجز داخل قرية الغاصبية في ريف حمص، بعد معارك مع جيش الدفاع الوطني.

مناطق أخرى

وفي حلب (شمالي البلاد) ألقى الطيران الحربي براميله المتفجرة على حي بعيدين وعلى قريتي الصفيرة والوضيحي ومدينتي الأتارب ودارة عزة بريف حلب مما أسفر عن جرحى.

وفي درعا أفاد اتحاد التنسيقيات بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف حي طريق السد

ومخيم درعا. كما ألقت قوات النظام براميل متفجرة على إنخل وبصرى الشام بريف المدينة.

كما قتل خمسة عناصر لقوات النظام وجُرح ثلاثة آخرون أمس، جرّاء استهداف مقاتلي الجيش الحر، أحد مقراتهم قرب مطار دير الزور العسكري، حسب موقع سمارت للأنباء.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2014

تقرير حقوقي يوثق جرائم النظام في سجن حلب  

كشف تقرير خاص صادر عن مركز توثيق الانتهاكات في سوريا أن السجن المركزي في حلب شهد إعدام العشرات من السجناء وتعرضهم للتعذيب والتجويع.

وقال التقرير إن حالات الوفيات الجماعية في السجن بين إعدام وتعذيب وجوع فاقت ستمائة لغاية منتصف فبراير/شباط الماضي.

ويشهد السجن ظروفا استثنائية منذ ما يزيد على أكثر من عام ونصف، حيث يُحشد خمسون سجينا في الزنزانة الواحدة.

ويشير التقرير إلى أن أغلب نزلاء السجن تعرضوا للتعذيب في الفروع الأمنية قبل وصولهم إلى السجن.

وفي هذا الصدد يقول أبو حسين -وهو شرطي منشق عن النظام السوري- إن آثار التعذيب كانت بادية على أجساد جميع من يتم تحويلهم من الفروع الأمنية المختلفة، وخاصة فرع المخابرات الجوية في حلب، حيث يكونون على مشارف الموت بسبب التعذيب الشديد.

ويشير التقرير إلى احتجاج جماعي للسجناء يوم 23 يوليو/تموز 2012 تحوّل إلى مجزرة فظيعة، إذ يقول جكرخوين ملا أحمد -وهو معتقل سابق- إن قوات النظام كانت ترمي القنابل المدمعة داخل غرف السجناء وتطلق الرصاص بشكل عشوائي عبر النوافذ.

واعتبر السجناء الحلقة الأضعف بعدما حاصر الجيش الحر السجن مما تسبب في نفاد المواد الغذائية والوقود، واتفق الهلال الأحمر وإدارة السجن على إدخال الطعام للسجناء لكن الأمر لم يستمر طويلا، فأصبح نصيب السجين نصف رغيف من الخبز المتعفن يوميا.

وبحسب شهادة ملا أحمد، فقد أدى الوضع المزري داخل السجن إلى انتشار فيروس سبب إسهالا شديدا للسجناء وتوفي بسببه نحو خمسين، وهو ما خلق حالة من الذعر في أوساط المعتقلين.

كما يؤكد التقرير أنه لغاية منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي مات ما يزيد عن أربعمائة سجين دفن ثلاثمائة منهم في باحة السجن الشرقية، أما الباقون فسلموا إلى ذويهم.

وفي آخر اتصال مع سجين منتصف فبراير/شباط الماضي قال إن عدد الضحايا فاق الستمائة.

وسبق أن اعتبرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي أن النظام السوري هو “المسؤول الرئيسي” عن الانتهاكات التي ترتكب في البلاد، داعية مجلس الأمن الدولي لإحالة هذا الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2014

أسماء الأسد تمنع زوجها من الترشح!

لندن – وكالة الأناضول

كشف دبلوماسي منشق عن النظام السوري أن الرئيس السوري بشار الأسد قد لا يحق له الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة، المقرر أن تجري في 3 يونيو المقبل، بسبب الجنسية البريطانية التي تحملها زوجته.

وقال القائم بأعمال السفارة السورية في لندن خالد الأيوبي في تصريحات لوكالة “الأناضول” التركية عبر الهاتف، قبل أن ينشق عن النظام عام 2012، إن “الأسد متزوج من سيدة تحمل جنسية أجنبية لم تسقطها عنها، وهو أمر مخالف للقانون السوري ولشروط الترشح لانتخابات الرئاسة”.

وتحمل أسماء الأخرس، عقيلة الرئيس السوري، الجنسية البريطانية فهي مولودة في بريطانيا من والدين سوريين من محافظة حمص، إلى جانب جنسيتها السورية المكتسبة من والديها، وانتقلت للعيش في سوريا بعد زواجها من الأسد عام 2000 ولها منه ثلاثة أولاد. بحسب الأيوبي.

ونص قانون الانتخابات العامة الجديد، الذي أقره البرلمان في شهر مارس الماضي، أن تتحقق في المرشح لمنصب رئيس الجمهورية، بعض الشروط كأن يكون “متممّاً الأربعين من عمره في بداية العام الذي يجري فيه الانتخاب، ومتمتعاً بالجنسية السورية بالولادة من أبوين متمتعين بتلك الجنسية بالولادة، وألا يكون متزوجاً من غير سورية”.

ولم يبيّن القانون وضع الزوجة التي تحمل جنسية غير سورية لم تسقط عنها بشكل قانوني. وينظم قانون الجنسية في سوريا المرسوم التشريعي رقم 276 لعام 1969، الذي ينص في المادة (10) منه “يفقد العربي السوري جنسيته إذا تجنس بجنسية أجنبية بشرط أن يكون قد صدر المرسوم (الخاص بإسقاط الجنسية السورية عنه)، بناء على طلبه واقتراح وزير الداخلية بالسماح له بالتخلي عنها بعد قيامه بجميع واجباته والتزاماته تجاه الدولة السورية”.

كما تنص المادة في الفقرة التالية “كل عربي سوري تجنس بجنسية أجنبية بناء على طلبه قبل السماح له بالتخلي عن الجنسية السورية، يظل متمتعاً بها من جميع الوجوه وفي جميع الأحوال، إلا إذا قدّر تجريده منها، ويعاقب بالحبس من شهر إلى ثلاثة أشهر وبالغرامة من خمسمائة ليرة إلى ألفي ليرة أو بإحدى هاتين العقوبتين”.

ونقلت وكالة “الأناضول” عن مصادر حقوقية سورية قولها إن الجمع بين حمل الجنسيتين (السورية والأخرى الأجنبية) “مخالف”؛ كونه تترتب عليه عقوبة قانونية.

وأشارت المصادر إلى أن النظام يعمل على تجميد تطبيق القانون الخاص بإسقاط الجنسية السورية عمّن يحمل جنسية أخرى لم يتخلّ عنها، تحت بند “المحافظة على الروابط بين المغتربين السوريين ووطنهم الأم”.

من جهتها، اعتبرت مصادر في المعارضة السورية، أن شروط الترشح التي أقرها قانون الانتخابات الجديد، تقصي غالبية أعضاء المعارضة من الترشح لرئاسة الجمهورية، وفُصّلت لتناسب الأسد.

وقالت المصادر في تصريحات سابقة لوكالة “الأناضول” إن شروط الترشح لرئاسة الجمهورية، تعني إقصاء غالبية أعضاء المعارضة كون غالبيتهم لا تنطبق عليهم تلك الشروط، خاصة فيما يتعلق بـ”الإقامة داخل البلاد لمدة عشر سنوات متواصلة عند تقديم طلب الترشيح، وغير محكوم بجناية كون النظام أصدر أحكاماً جائرة على معارضيه وفق محاكمات صورية وأخرى عسكرية”، وهو ما نص عليه القانون.

اشتباكات في درعا.. وبراميل على حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال ناشطون سوريون إن اشتباكات عنيفة، تدور منذ صباح الأربعاء بين القوات الحكومية ومقاتلي الجيش الحر، في مدينة درعا جنوب سوريا، في وقت واصل الطيران الحربي قصف أحياء في مدينة حلب ومناطق أخرى بالبلاد.

وقال الناشطون إن الاشتباكات دارت على أطراف مدينة درعا التي تعد مهد الانتفاضة ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، بينما تعرض ريف المدينة إلى قصف بالبراميل المتفجرة على بلدة إنخل ونوى، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

وفي حلب، ألقى الطيران الحربي براميل متفجرة، على عدد من أحياء المدينة، حسب ناشطين، أوضحوا أن البراميل استهدفت أحياء السويقة والجلوم في حلب القديمة، ومنطقة مساكن هنانو، مما أدى إلى سقوط ضحايا، وأسفر عن دمار كبير.

وفي ريف دمشق، قصف الطيران الحربي مدينة داريا في الغوطة الغربية، بصواريخ أرض أرض، حسب ناشطين، أفادوا أيضا بأن القصف تم بقنابل تحوي غازات سامة.

وتعرضت بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، إلى ست غارات شنها الطيران الحربي. وأضاف الناشطون أن البلدة استُهدفت أيضا بغارات صاروخية في وقت تستمر الاشتباكات على محاور المليحة، لليوم الثاني والعشرين على التوالي.

أول منافسي الأسد على الرئاسة: شيوعي منشق وسليل أسرة دينية إسلامية

دمشق، سوريا (CNN) — بات النائب في مجلس الشعب السوري، ماهر حجار، أول مرشح يتقدم لانتخابات الرئاسة في سوريا، وذلك بعدما قدم أوراقه إلى المحكمة الدستورية العليا الأربعاء، بأول يوم لاستقبال الطلبات، وذلك وسط استمرار تنديد المعارضة وجهات دولية بالانتخابات التي يعتزم النظام القيام بها رغم الحرب الدائرة.

وقال رئيس مجلس الشعب السوري، محمد جهاد اللحام، إن المجلس “تلقى من المحكمة الدستورية العليا إشعاراً” بأن حجار، وهو من مواليد مدينة حلب التي تشهد معارك ضارية بين النظام والمعارضة، قدم للمحكمة طلبا أعلن فيه ترشيح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن اللحام قوله إن حجار “طلب إعلام أعضاء مجلس الشعب بواقعة الترشح آملا أن يحظى بتأييدهم في ذلك.”

وبحسب الوكالة، فإن حجار حاصل على دبلوم دراسات لغوية عليا، وهو من أسرة “اشتهرت بتاريخها العريض في الإفتاء والتأليف في العلوم الدينية والشرعية وتدريسها” ولكنه انتسب في سن مبكرة إلى الحزب الشيوعي عام 1984، وعاد وانشق عنه عام 2000 مشكلا “قيادة مؤقتة للشيوعيين” في حلب.

وأسس في عام 2003 مع عدد من القيادات الشيوعية “اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين” وكان أحد قادتها حتى غيرت اسمها في عام 2011 إلى حزب الإرادة الشعبية وشغل منصب أمين مجلسه. خاض انتخابات مجلس الشعب عن مدينة حلب في عام 2007 ولم ينجح واحتج رسميا على النتائج. وفي خضم الأزمة خاض انتخابات مجلس الشعب في العام 2012 عن مدينة حلب ضمن قائمة “الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير” ليفوز محققا المرتبة الثانية بين المستقلين.

الجربا يجتمع بالأميرين سلمان ومقرن ومفتي سوريا: لدينا الإسلام الصحيح وسننتخب الرئيس

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال مفتي سوريا، أحمد بدرالدين حسون، إن بلاده تمتلك ما وصفه بـ”الإسلام الصحيح والقوي”، كما اعتبر أن الشعب السوري هو من سيقرر هوية رئيسه وليس من “يجلسون في الخارج” في حين برز في الرياض اجتماع رئيس الائتلاف الوطني المعارض، أحمد الجربا، مع ولي العهد السعودي، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ووليه الأمير مقرن.

أكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدرالدين حسون أن سورية دفعت ثمنا غاليا من دماء أبنائها خلال الأزمة الراهنة لتحافظ على طهر أرضها وسمو قيمها وأخلاقها وعظمة إنسانها.

وقال حسون، خلال مناسبة في العاصمة دمشق، إنه من الضروري حاليا “توحيد كل طبقات الشعب” لأن السوريين “على أبواب استحقاقات كبيرة” وأضاف أن الشعب السوري “هو الذي سيقرر من سيكون رئيس الدولة وليس البعض ممن يجلسون في الخارج وينتظرون ما يؤمرون به” على حد قوله.

وأضاف حسون، المعروف بمواقفه المؤيدة للنظام منذ بدء الأحداث في بلاده، إن ما وصفه بـ”الإسلام الصحيح والقوي” هو في سوريا لأنه “يستمد قوته من جميع الديانات السماوية ومهمته الأساسية خدمة الإنسان” على حد تعبيره.

أنا في الرياض، فقد التقى وفد الائتلاف الوطني السوري، برئاسة أحمد الجربا رئيس الائتلاف، ولي العهد السعودي، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد، الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ودار الحوار حول “سبل دعم الثوار على كافة المستويات نظرا لفداحة الكارثة التي يعاني منها الشعب السوري جراء إرهاب نظام الأسد” وفقا لبيان الائتلاف.

وندد الجربا باستخدام الأسد لـ”أسلحة محرمة دوليا، وخاصة السلاح الكيماوي” بإشارة إلى التقارير حول استخدام غاز الكلورين، وتطرق إلى قضية الانتخابات بالقول: “الأسد بإعلان مسرحية انتخابه لولاية غير شرعية جديدة، يغلق الباب أمام أي حل سياسي وهذا ما يدركه المجتمع الدولي.”

أما وكالة الأنباء السعودية، فذكرت أن الأمير سلمان بحث مع الوفد “آخر التطورات على الساحة السورية وما يتعرض له الشعب السوري من إبادة من النظام السوري وهو ما يجب وقفه فوراً.. كما تم بحث السبل الكفيلة بإنهاء الأزمة السورية بما يكفل للشعب السوري حريته وإنهاء ما يتعرض له من وحشية.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى