أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 05 أيلول 2015

توتر شديد في السويداء بعد اغتيال شيخ درزي معارض

لندن، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

اغتيل رجل دين درزي بارز معارض للنظام السوري بتفجير سيارة في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية بعد ساعات من اعتصام مئات الشباب للمطالبة بتحسين وضعهم المعيشي وإسقاط محافظ المدينة، في وقت صد مقاتلو الفصائل المعارضة هجوماً شنه تنظيم «داعش» على جبهتين في محيط مدينة مارع بشمال البلاد. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الرئيس بشار الأسد مستعد لمشاركة السلطة مع «معارضة بناءة» وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، علماً أن موعدها هو منتصف الشهر المقبل.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «الشيخ وحيد البلعوس أحد مشايخ طائفة الموحدين الدروز، المعروف بمعارضته للنظام قتل مع ثلاثة آخرين كانوا معه جراء انفجار سيارة استهدفهم في منطقة ضهرة الجبل، فيما قتل وجرح 50 شخصاً جراء تفجير عربة مفخخة في منطقة المستشفى الوطني في المدينة». وقال نشطاء معارضون إن بين القتلى أيضاً الشيخ فادي نعيم ومشايخ آخرون. وتحدث نشطاء عن تفجير ثالث قرب المستشفى الوطني، وقيام أهال بقطع طرقات وهجوم بعضهم على مقرات للنظام.

وكان نشطاء معارضون بثوا فيديو أظهر مئات الشباب من أهالي مدينة السويداء يتظاهرون وسط المدينة للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي. وأسسوا صفحة على «فايسبوك» باسم «خنقتونا». وقال المشاركون في بيان إنهم يريدون «تأمين مستلزمات المحافظة من المحروقات وتحسين وضع التيار الكهربائي وإقالة المسؤولين الفاسدين ومحاسبتهم» في هذه المحافظة المجاورة لمحافظة درعا جنوب البلاد قرب حدود الأردن، وهتف متظاهرون: «الشعب يريد إسقاط المحافظ».

في الشمال، جرت «اشتباكات عنيفة» أمس في محيط مدينة مارع من جهة قرية كفرة وأماكن أخرى في محيط المدينة شمال حلب، بين تنظيم «داعش» والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية، ما أسفر عن مقتل 31 من الطرفين. وتابع أن «داعش» تمكن من التقدم في عدة مزارع بمحيط قرية الكفرة، مشيراً إلى «إعطاب الفصائل الإسلامية عربة مفخخة للتنظيم قبل وصولها إلى مارع ومقتل من بداخلها».

لكن شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أوضحت لاحقاً أن المعارضة «صدت داعش على جبهات مدينة مارع والمناطق المحيطة وأوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم (المهاجمين)»، مشيرة إلى أن «الثوار تمكنوا من إحباط هجوم على جبهتين وقتل وجرح العشرات من عناصر التنظيم في محيط مارع وبلدة صندف».

وفي أنقرة، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن بلاده حاولت إقناع العالم بإقامة منطقة آمنة داخل سورية لكبح تدفق اللاجئين من البلد الذي تمزقه الحرب لكن هذه الدعوات لم تلق آذاناً صاغية.

سياسياً، استبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخلاً عسكرياً روسياً مباشراً في سورية، وقال إن هذا الموضوع ليس مطروحا للبحث حالياً، لكنه شدد على مواصلة بلاده دعم النظام السوري بالأسلحة والعتاد العسكري، وجدد طرح مبادرته لتأسيس تحالف واسع يضم أطرافاً إقليمية ودولية لمواجهة تمدد تنظيم «داعش» في سورية والعراق.

وكان الناطق باسم الرئاسة الأميركية جوش إرنست قال: «نحن قلقون من معلومات تفيد بأن روسيا نشرت طاقماً عسكرياً وطائرات في سورية ونتابع هذه المعلومات عن كثب». وحذر من أن أعمالاً كهذه إذا تأكدت ستؤدي إلى «زعزعة الاستقرار وإلى نتائج عكسية».

وقال بوتين خلال مشاركته في أعمال منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك (أقصى شرق روسيا) إن بشار الأسد «مستعد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة ولاقتسام السلطة مع معارضة بناءة».

 

اغتيال شيخ درزي معارض للاسد يفجر الوضع في السويداء

دبي – «الحياة»

فجر اغتيال معارض درزي بارز لنظام الرئيس السوري بشار الاسد اعمال عنف ومواجهات دامية في مدينة السويداء، جنوب سورية، أسفرت عن تحطيم تمثال للرئيس الراحل حافظ الاسد كان يتوسط إحدى ساحاتها، وعن احتلال عدد من المراكز الامنية والعسكرية التابعة للنظام، إضافة إلى السيطرة على مبنى المحافظة بالكامل، ما ادى الى وقوع قتلى وجرحى.

وقالت مصادر محلية في مدينة السويداء لـ «الحياة»، أن «أنصار مجموعة مشايخ الكرامة، حطموا تمثال الرئيس السوري السابق حافظ الأسد في ساحة وسط المدينة»، بعد اغتيال زعيمها الشيخ فهد البلعوس.

وذكرت أن «مجموعات أخرى اقتحمت فرع الشرطة العسكرية الواقع على شارع المحوري بالمدينة، وقامت بالسيطرة على مبنى المحافظة بالكامل»، مضيفة أن «الحشود الغاضبة أقتحمت أيضاً فرعي الأمن العسكري والأمن السياسي في المحافظة واستولت عليهما بالكامل». وأشارت إلى أن قوات الأمن والجيش التابعة للنظام قطعت معظم الطرق في المدينة بغية منع الاتصال بين مجموعات المتظاهرين.

وتابعت المصادر أن المتظاهرين سيطروا على فرع الأمن الجنائي الواقع إلى جانب السرايا، مركز المحافظة الإداري، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية.

وكانت ثلاثة انفجارات وقعت في مدينة السويداء بعد ظهر اليوم استهدف احدها الشيخ وحيد البلعوس، زعيم مجموعة «مشايخ الكرامة» الدرزية المعارضة للنظام السوري.

وقالت المصادر أن التفجير استهدف موكب الشيخ البلعوس على طريق ظهر الجبل في ضاحية المدينة، وتابعت بأن التفجير الثاني وقع على مدخل المستشفى الوطني أثناء قيام سيارات الإسعاف بنقل جرحى التفجير الأول، مضيفة أن حوالى 26 شخصاً قضوا في التفجير، بينما لم يتم حتى الآن معرفة مكان التفجير الثالث الذي سمع السكان دويه.

 

يذكر أن جماعة “مشايخ الكرامة” منعت الجيش السوري من إخراج الأسلحة الثقيلة من المحافظة بالتزامن مع هجمات لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على مناطق شرق المحافظة، وقامت الجماعة بعمليات وساطة بين محافظتي درعا والسويداء في ما يخص عمليات الخطف المتبادل التي كانت تحدث وتنسبها الجماعة إلى الأفرع الأمنية في المحافظة وتتهمها بمحاولة إشعال فتنة طائفية بين المحافظتين.

 

السوريون أمام حرب خدمات أساسية … على أبواب الشتاء

مصطفى علوش

يعيش السوريون أياماً صعبة. فبالإضافة إلى الحرب، يأتي الغلاء مع غياب شبه تام لمعظم الخدمات الأساسية، ومنها الكهرباء والماء وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية.

خالد، أب لأربعة أطفال، موظف في مديرية تربية حماه، يعيش في مدينة سلمية، يذكر «أن الماء يغيب 12 يوماً ويأتي في اليوم الـ 13، أما الكهرباء فخاضعة للتقنين، تأتي ساعتين وتنقطع أربع ساعات، وأحياناً لا تأتي كل النهار سوى ساعة واحدة أو نصف ساعة وتغيب 24 ساعة».

ويقول حسين، صاحب مكتب عقاري، يسكن في صحنايا: «التقنين الكهربائي مطبق منذ عدة سنوات، لكنه هذا العام هو الأسوأ، فأحياناً تأتي الكهرباء خلال يوم كامل ثلاث ساعات فقط، ومع غياب الكهرباء تغيب المياه التي تأتي في الأسبوع مرة واحدة فقط، ويضطر الناس لشراء الماء من أصحاب الصهاريج، حيث ثمن البرميل 140 ل.س، وفي حساب بسيط، يصرف الموظف 10 في المئة من راتبه على الماء و10 في المئة على شراء المولدات الكهربائية وأدوات الإنارة، والمشكلة أن تأمين البنزين أو المازوت اللازم لتشغيل المولدات صعب جداً، ومتوفر فقط في السوق السوداء، فثمن ليتر الكاز في هذه السوق 350 ل.س، لاسيما عندما تنقطع الكهرباء في وقت تشغيلها ضمن نظام التقنين، فلا طوارئ كهرباء ترد على أحد، وإن جاء موظف الطوارئ لإصلاح عطل فلا بد من دفع الإكرامية له.

ويتابع حسين: وهناك أيضاً الأعطال العشوائية في الشبكة، إذ ينقطع التيار عن عدة مشتركين في البناء السكني نفسه ويشتغل عند مشتركين آخرين، والسبب أن خزانات الكهرباء لا تتحمل الضغط الكبير للاستهلاك فيحترق بعض الكابلات فيها.

وعن حال الماء يتابع: المصيبة أن عناصر الدفاع الوطني وكتائب البعث من أهل المنطقة ركّبوا مضخات مائية على خطوط الاشتراك المنزلية، ما يحرم بقية المشتركين من الحصول على الماء، وطبعاً لا يمكن لأي إنسان التحدث بالموضوع معهم، فهؤلاء مسلحون ومؤسسة المياه في صحنايا تقف عاجزة أمام مخالفاتهم العلنية والمستمرة منذ سنوات، فلا أحد يتجرأ على الشكوى منهم.

 

الساحل خاضع للتقنين أيضاً

والتلاعب كبير بالعدّادات

فاطمة من اللاذقية، معلمة لغة عربية، قالت: «لا تذكر اسمي، أنا أسكن بين الشبيحة». لتضيف: «اللاذقية منطقة ساحلية رطبة هذه الأيام، ومع ارتفاع درجات الحرارة تسوء الأوضاع، وفق جدول التقنين، الكهرباء تغيب خمس ساعات وتأتي ساعة وإن تحسنت تأتي ساعتين وتغيب أربع ساعات، والفواتير عشوائية وفيها ظلم وتلاعب، فأكبر تاجر حديد في اللاذقية دفع 650 ل.س فاتورة كهرباء، بينما دفعت أنا 27 ألف ليرة سورية عن آخر فاتورة».

عليا، موظفة في وزارة الزراعة، تعيش في جرمانا تعيد الكلام نفسه عن حال الكهرباء والماء: «الماء مرتبط بالكهرباء، ولا مضخات يمكن تشغيلها لإيصال الماء للبيوت والسبب غياب الكهرباء شبه التام».

 

حكومة النظام: نحن في حال حرب

تقارير حكومية منشورة تتحدث عن خسائر طالت الاقتصاد منذ بداية الأزمة وحتى آذار (مارس) الماضي بسبب انقطاعات الكهرباء، مقدرة بـ 1500 بليون ليرة سورية، أما الخسائر التي طالت قطاع الكهرباء فقدرتها بـ 345 بليوناً.

رئيس الحكومة وائل الحلقي وفي مختلف الاجتماعات الحكومية يتحدث عن النقد الذي طال حكومته بسبب التقنين الكهربائي، ويبرر ذلك بقوله، نحن في حالة حرب.

ووفق تقديرات الحكومة أيضاً، قدرت قيمة الخسائر المادية المباشرة وغير المباشرة لقطاع الكهرباء مؤخراً بـ 1720 بليون ليرة، منذ بدء الأحداث في البلاد.

ومنذ أيام قليلة ومع اشتداد حالة التقنين، عاد وزير الكهرباء عماد خميس ليذكر بأن «سد الثغرة في انقطاع التيار الكهربائي يستلزم استيراد نحو 18 ألف طن فيول يومياً بتكلفة قدرها 5.7 مليون دولار، لافتاً إلى أن الوزارة تعمل جاهدة لتقليل ساعات التقنين لتصبح مقبولة».

والتحدي الأكبر عند حكومة النظام تكمن في تأمين الوقود «فيول وغاز» من أجل تشغيل محطات الكهرباء وحماية خطوط نقل الوقود إلى المحطات.

ومن يراقب التصريحات الحكومية يعرف أن إيران والصين وروسيا وبيلا روسيا، هي الدول التي يعتمد عليها النظام لتقديم الإغاثة الكهربائية، وطبعاً معظم الكلام الحكومي المنشور يتحدث عن وعود ما زالت حبراً على ورق، والدليل هو سوء الأحوال. وتأتي تصريحات الحلقي لتتحدث عن نية حكومته تعزيز المخزون الاستراتيجي من فيول وغاز! مع أن وزير الكهرباء تحدث للتوّ عن حاجته إلى 18 ألف طن فيول لسدّ الثغرة!

 

غول الغلاء

يضاف إلى التقنين الكهربائي وفاتورة الحصول على ماء عبر الصهاريج، الغلاء المستمر لمعظم المواد والسلع الاستهلاكية الأساسية.

ويذكر خبراء اقتصاديون سوريون أن نسبة ارتفاع الأسعار بلغت منذ بداية الثورة السورية في منتصف آذار عام 2011 ما يعادل 10 أضعاف في مختلف المواد الغذائية والاستهلاكية.

ومؤخراً، قامت حكومة النظام برفع أسعار البنزين ليصل سعر الليتر إلى 160 ل.س، فانعكس هذا الغلاء على أجور سيارات الأجرة ارتفاعاً جديداً يدفعه المواطن.

وتحتـــاج الأسـرة السورية المتوسطة العدد إلى 80 ألف لــيرة كحد أدنى من أجل مصاريفها الشهرية، هذا إذا كان البيت ملكها، مع العلم أن الحدّ الأدنى لإيجار البيت المتواضع وغير المفروش في ريف دمشق يبلغ 20 ألف ليرة، ويصل إيجار البيت المفروش في ريف دمشق إلى 60 ألف ليرة سورية. ومن الضروري أن نعرف أن راتب الفئة الأولى من الموظفين هذه الأيام يعادل ما قيمته الـ 100 دولار شهرياً، أي 30 ألف ليرة سورية.

 

26 قتيلاً بينهم الشيخ البلعوس في انفجارين هزّا السويداء

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)

هز انفجاران مدينة السويداء في جنوب سوريا امس وتسبب أحدهما بمقتل الشيخ وحيد البلعوس احدى ابرز الشخصيات المعارضة للنظام السوري في المحافظة التي تقطنها غالبية درزية.

 

وأورد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له: “استشهد الشيخ وحيد البلعوس أحد مشايخ طائفة الموحدين الدروز، المعروف بمعارضته للنظام السوري وللإسلاميين، برفقة ثلاثة آخرين، جراء انفجار بسيارة استهدفهم في منطقة ضهرة الجبل بضواحي مدينة السويداء، فيما استشهد وقضى وجرح ما لا يقل عن 50 شخصاً جراء تفجير عربة مفخخة في منطقة المشفى الوطني بمدينة السويداء “.

وتحدثت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مقتل ثمانية اشخاص وجرح 22 آخرين في الانفجارين، لكنها لم تذكر البلعوس بالاسم. وبثت اذاعة “شام اف ام” الموالية للنظام ان شيخين درزيين هما بين القتلى.

ولاحقاً قالت “سانا” إن عدد قتلى الانفجارين ارتفع الى 26 شخصاً.

وأفاد موقع “السورية نت” الالكتروني المعارض ان البلعوس وشقيقه بين القتلى وأن عدد الضحايا وصل إلى 20 بين قتيل وجريح. واشار الى إن “موكب البلعوس استهدف بعد عودته من لقاء مع الشيخ ركان الأطرش”، وان “فادي نعيم المقرب من البلعوس قتل أيضاً جراء الاستهداف”.

واعتبر شيخ عقل طائفة الموحدينَ الدروز في سوريا الشيخ يوسف جربوع ان” استهداف الشيخ بلعوس هدفه اشعال الفتنة في السويداء”، مؤكداً في حديث تلفزيوني ان “الجهات الأمنية بعيدة كل البعد عن استهداف الشيخ بلعوس والتكفيريون هم المسؤولون عن الجريمة”.

 

البيت الابيض

من جهة أخرى، صرح الناطق باسم الرئاسة الاميركية جوش ارنست: “نحن قلقون من المعلومات التي تفيد ان روسيا نشرت طاقما عسكريا وطائرات في سوريا ونتابع هذه المعلومات عن كثب”. واضاف ان “اي دعم عسكري لنظام (الرئيس السوري بشار) الاسد لأي سبب سواء بشكل عسكريين او طائرات او اسلحة او اموال سيؤدي الى زعزعة الاستقرار والى نتائج عكسية”.

وأكد مسؤول اميركي ان “روسيا طلبت تصريحا لتحليق طائرات عسكرية فوق سوريا”، ولكن “لا نعرف ما هي اهدافهم حتى الآن… ليس هناك اي تأكيد حاسم لما هو هذا النشاط”.

ويواصل تنظيم “داعش” تدمير آثار مدينة تدمر، إذ قال المدير العام للآثار السورية مأمون عبد الكريم أمس إن التنظيم المتشدد نسف ثلاثة مدافن برجية في المدينة للميلاد. يعود تاريخها الى ما بين عامي 44 و103 للميلاد. ودمر التنظيم المتشدد معبدين يعودان الى الحقبة الرومانية في تدمر اخيراً.

 

السويداء بعد اغتيال البلعوس… توتر وتحطيم تمثال حافظ الأسد

تشهد محافظة #السويداء توتراً، حيث خرج عشرات المواطنين في تظاهرات أمام مقرات حكومية عدة وقاموا بتحطيم تمثال رئيس السوري السابق حافظ #الأسد في السويداء، كما قاموا بإحراق عدد من السيارات، كما سمعت أصوات إطلاق نار في المدينة، وسط وعود من شيوخ ووجهاء في السويداء لتدارك الموقف بحسب مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الانسان

 

ويأتي ذلك على خلفية اغتيال الشيخ وحيد البلعوس أحد مشايخ طائفة الموحدين #الدروز، المعروف بمعارضته للنظام السوري وللإسلاميين، برفقة 3 آخرين، جراء انفجار بسيارة استهدفهم في منطقة ضهرة الجبل بضواحي مدينة السويداء، إضافة لتفجير عربة مفخخة في منطقة المشفى الوطني بمدينة السويداء والذي استشهد وقضى وجرح على آثره ما لا يقل عن 50 شخصاً.

 

برلين تتوقّع تدفّق 10 آلاف نازح

أربعة آلاف لاجئ إلى حدود النمسا من المجر

وصل حوالي أربعة آلاف لاجئ إلى الحدود النمساوية آتين من المجر، تمهيداً لنقلهم إلى فيينا في وقت لاحق، غداة قرار بودابست نقلهم في حافلات الى الحدود بين البلدين.

واصطف اللاجئون المرهقون في طوابير طويلة بعدما لفوا أجسادهم بالبطانيات وأكياس النوم لتحميهم من المطر. وكان بعضهم يحمل أطفالاً ونزلوا من الحافلات على الجانب المجري من الحدود ثم توجّهوا إلى النمسا سيراً على الأقدام واستقبلهم عمال الإغاثة بالفاكهة والمياه. وحمل بعض النمساويين الذين كانوا بانتظارهم لافتات كتب عليها “مرحبا أيها اللاجئون”.

وقطع اللاجئون تحت المطر مسافة خمسة كيلومترات تقريباً، التي تفصل بين المركز الحدودي في نيكلسدورف ومحطة القطارات في القرية التي تحمل الاسم ذاته، من حيث سيقوم قطار خاص تابع لشركة القطارات الوطنية بنقل الراغبين منهم في مواصلة طريقهم حتى المانيا إلى سالزبورغ قرب الحدود الالمانية.

وقال قائد الشرطة في ولاية بورغنلاند هانس بيتر دوسكوزيل إنني “واقف على الحدود مع المجر وتدفق (اللاجئين) متواصل. إننا ننتظر 17 أو 18 حافلة بطابقين لنقلهم الى فيينا وربما ايضا الى المانيا”.

وبعد أيام من المواجهات، أرسلت الحكومة اليمينية في المجر عشرات الحافلات لنقل اللاجئين من العاصمة بودابست إلى النمسا.

ورأى وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو أن نقل طالبي اللجوء غير المسجّلين من المجر إلى الحدود النمساوية يُبرز فشل سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي.

وقال سيارتو، لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة أزمة الهجرة إن “ما حدث هو نتيجة سياسة الهجرة الفاشلة في الاتحاد الأوروبي والتصريحات غير المسؤولة التي يُدلي بها الساسة الأوروبيون”.

وتُسيّر خدمة قطارات كل نصف ساعة لنقل الناس من الحدود إلى العاصمة فيينا، كما تقطع 20 حافلة الطريق ذهاباً وإياباً بين فيينا والحدود مع المجر.

ودُعي اللاجئون الراغبين في تقديم طلب لجوء في النمسا للتوجّه إلى صالة ضخمة للحفلات الموسيقية حيث سيتمّ استكمال الإجراءات والترتيبات قبل نقلهم إلى مراكز إيواء.

وفي السياق، توقّعت الشرطة الالمانية تدفّق حوالي 10 آلاف نازح خلال اليوم السبت.

وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم السبت، أن بإمكان برلين مواجهة تدفّق قياسي للاجئين واللاجئين هذا العام من دون زيادة الضرائب وتعريض هدفها بتحقيق ميزانية متوازنة للخطر.

وقالت ميركل: “لا نريد رفع الضرائب. ومازال هدفنا تسجيل ميزانية متوازنة من دون أخذ دين جديد”، مضيفة أن موقف برلين المريح بشأن الميزانية ييسّر عليها التغلب على مثل هذه “المهام غير المتوقّعة”، مشيرة إلى أن أزمة اللاجئين تُمثّل أولوية الحكومة الآن.

وعلى المستوى الأوروبي، كرّرت ميركل دعوتها إلى ضرورة توزيع اللاجئين بشكل أكثر تساوياً على دول الاتحاد الأوروبي في إطار استراتيجية مشتركة لمواجهة أزمة اللاجئين غير المسبوقة في أوروبا.

وقالت ميركل: “لا بد من إعادة تصميم المنظومة كلها. يجب توزيع المهام والأعباء بشكل أكثر عدلاً”.

وفي تركيا، وجّه القضاء، الجمعة، التهمة رسمياً إلى أربعة سوريين يُشتبه في أنهم مهربو لاجئين وأُودعوا السجن إثر حادث الغرق الذي أدى إلى مقتل 12 لاجئاً بينهم الطفل ايلان كردي الذي أثارت صورة جثته ملقاة على شاطئ تركي موجة تأثر في العالم.

ووجّهت محكمة في مدينة بودروم الساحلية جنوب غربي تركيا التهمة رسمياً إلى الأشخاص الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و41 عاماً بالقتل غير العمد و”الاتجار باللاجئين” ووُضعوا قيد الاعتقال حتى محاكمتهم، حسبما أفادت صحيفة “حرييت”.

ويسعى عدد متزايد من اللاجئين معظمهم من السوريين والأفغان والأفارقة منذ أشهر عدة لعبور بحر ايجه في ظروف بالغة الخطورة للوصول إلى الجزر اليونانية بوابة الاتحاد الاوروبي.

ويدفع طالبو الهجرة أكثر من ألف دولار لقاء الرحلة من بودروم إلى جزيرة كوس وهي من أقصر الرحلات البحرية بين تركيا وأوروبا.

وتؤكد السلطات التركية أنها أغاثت أكثر من 42 ألف لاجئ قبالة سواحلها منذ بداية العام 2015.

(“الأناضول”، ا ب، ا ف ب، رويترز)

 

عريضة تطالب دول الخليج بفتح أبوابها للاجئين السوريين

أطلق تجمّع “آفاز” العالمي حملة للتوقيع على عريضة ستُقدّم في الاجتماع المقبل المتعلق بسوريا، والمقرّر انعقاده خلال أسابيع، لدعوة حكومات الخليج العربي إلى فتح أبوابها للاجئين السوريين ومشاركة الحمل مع دول الجوار التي وصلت إلى نقطة الانهيار.

وأشار “آفاز”، وهو عبارة عن تجمّع يضمّ أعضاء من مختلف أنحاء العالم، يتولّى إيصال السياسات التي يدعمها المواطنون إلى دوائر صنع القرار حول العالم، إلى وفاة سبعة لاجئين من البرد في لبنان، ومن المتوقع ازدياد هذا العدد مع استمرار درجات الحرارة بالانخفاض، معتبرة أنه “من المفجع أنه في العام 2015 هناك أطفال يتجمّدون حتى الموت، لكن لا يمكننا أن نقف موقف المتفرج”.

وأضافت أن النزاع في سوريا أدى إلى أسوأ كارثة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية، مما دفع بالدول المجاورة ومنظمات الإغاثة إلى نقطة الانهيار، حيث يواجه اللاجئون الجوع والعنف، والآن البرد القارس في خيم مؤقتة قرب الحدود السورية.

واستغربت كيف أن دول الخليج الغنية “لم تفتح أبوابها ولو للاجئ واحد من اللاجئين السوريين البالغ عددهم ثلاثة ملايين على أراضيها، متجاهلة روابط اللغة والدين”.

وأكدت أنه “إذا بادرنا بسرعة، بإمكاننا مساعدة أكثر الفئات ضعفاً في إيجاد مأوى من العاصفة”، داعية إلى الانضمام إلى الحملة والتعاون مع أهم الصحف التي يقرأها حكام الخليج العربي “كي لا يتجاهلوا ندائنا”.

للتوقيع العريضة على الرابط الآتي:

https://secure.avaaz.org/ar/gulf_resettle_syrians_a/?fp

(“موقع السفير”)

 

سوريا: مدينة السويداء تنتفض على النظام بعد اغتيال «شيخ الكرامة»

السويداء ـ «القدس العربي»: شهدت مدينة السويداء جنوب دمشق ظهر أمس تفجيرين كبيرين استهدف أحدهما شيخ الكرامة وحيد البلعوس المناهض للنظام وعددا من رفاقه على طريق ضهر الجبل، حيث قتل الشيخ وشقيقه وأحد المشايخ المرافقين.

وتزامن هذا التفجير مع تفجير آخر بسيارة مفخخة أمام الباب الجنوبي للمشفى الوطني وسط مدينة السويداء ما تسبب بمقتل 5 أشخاص وإصابة 22 شخصا بجروح بعضها خطيرة.

ولفتت المصادر إلى أن التفجيرين ألحقا أضرارا مادية بالمشفى الوطني والأبنية المجاورة وبعدد من السيارات التي تصادف مرورها في مكان التفجيرين.

وأدان مجلس الوزراء السوري «التفجيرين الإرهابيين» في السويداء، من دون أن يذكر الشيخ البلعوس. وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» «ارتقاء ثمانية شهداء» في التفجيرين، ولم تات على ذكر البلعوس.

وفي الوقت الذي أثار التفجيران غضبا عارما عم المحافظة خرج الشباب الى الساحات ودمروا تمثالا للرئيس الراحل حافظ الأسد وسط المدينة، فيما حاصر عدد من رفاق الشيخ المقرات الأمنية وأطلقوا عليها الرصاص، وسيطروا على مبنى الشرطة العسكرية والأمن الجنائي في المحافظة ومقر عمليات النظام في فرع المخابرات الجوية والفندق الســياحي مقر حزب الله اللبناني.

وخرج عدد كبير من المشايخ في مسيرة غضب أطلقوا فيها هتافات معادية للنظام. وكانت المدينة في حالة استنفار طوال يوم وليل أمس رغم مناشدة من الزعيم اللبناني طلال أرسلان بالتزام الهدوء وعدم الصدام مع قوات النظام. فيما حذر شيخ العقل حكمت الهجري من فتنة كبيرة يحضَر لها.

وقال الصحافي مالك أبو خير المتحدر من السويداء إن الشيخ البلعوس «كان معارضا شديدا لقيام الدروز بالخدمة العسكرية الإلزامية التي يفرضها النظام على المواطنين السوريين، خارج مناطقهم. كما كان رافضا ومعارضا للمجموعات الإسلامية المتطرفة». وكان البلعوس يتزعم مجموعة «مشايخ الكرامة» التي تضم رجال دين آخرين وأعيانا ومقاتلين وهدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري.

وقد شاركت في القتال ضد «جبهة النصرة» خلال محاولتها تنفيذ عمليات تسلل وهجمات على مناطق في ريف السويداء. كما شاركت في القتال ضد «الدولة الإسلامية» خلال هجومه على إحدى قرى الجبل.

ويأتي التفجيران بعد يومين من خروج مظاهرات عارمة في المحافظة طوقت قصر المحافظ وطالبت النظام باقالته، فرد عليها بقطع الكهرباء والانترنت.

 

رئيس وزراء فنلندا يعرض منزله على طالبي اللجوء

هلسنكي – (رويترز) – قال يوها سيبيلا رئيس وزراء فنلندا السبت إنه سيعرض منزله الخاص على طالبي اللجوء.

 

وقال سيبيلا لقناة (واي.إل.ئي) الوطنية إن المنزل الواقع في كيمبيلي بشمال فنلندا يمكن أن يستضيف طالبي اللجوء بدءا من العام الجديد ودعا كل الفنلنديين لإظهار التضامن مع اللاجئين المتجهين إلى أوروبا هربا من الحرب والفقر.

 

ويقيم سيبيلا عادة في العاصمة هلسنكي.

 

وقال إن خطة الاتحاد الأوروبي لإعادة توزيع 120 ألف لاجئ وصلوا إلى اليونان وإيطاليا والمجر ينبغي أن تكون طوعية وأبدى أمله في أن تكون فنلندا نموذجا يحتذى به في هذا الصدد.

 

رئيس الوزراء الأسترالي يرفض دعوات قبول مزيد من اللاجئين السوريين

سيدني – (د ب أ)- رفض رئيس الوزراء الأسترالي توني ابوت دعوات من داخل حزبه السبت لزيادة عدد اللاجئين السوريين الذين ستقبلهم أستراليا.

 

وحث عدد من أعضاء الحكومة بما في ذلك أحد كبار الوزراء- الذين تأثروا بصورة لطفل (3 أعوام) مات غرقا- أبوت على السماح باستقبال عدد أكبر من اللاجئين السوريين.

 

واقترح وزير الهجرة السابق فيليب رودوك، العضو الأطول خدمة في البرلمان، على الحكومة أن تفعل ما فعلته خلال أزمة كوسوفو في أواخر تسعينيات القرن الماضي، عندما تم قبول عدد كبير من اللاجئين، على أن يعودوا إلى ديارهم بعد انتهاء الحرب.

 

ودعا زعيم حزب الخضر ريتشارد دي ناتالي إلى استقبال 20 ألف لاجئ سوري في هذا الوضع الطارئ قائلا إن أستراليا “قوية بما يكفي لمنح الناس (السوريين) الأمان والراحة من الحرب”.

 

ولكن أبوت قال إنه لن يرضخ للضغوط، وأن أستراليا وافقت بالفعل العام الماضي على استقبال 4400 شخص إضافي من الهاربين من الحرب في شمال العراق وشرق سورية.

 

وقال “نحن بلد يأخذ التزاماتنا الدولية على محمل الجد، (و) بالنسبة لعدد السكان، فنحن فعلا استقبلنا المزيد من اللاجئين بشكل إنساني أكثر من أي بلد آخر”.

 

ويأتي رفض أبوت فيما يتوقع أن توافق الحكومة يوم الثلاثاء المقبل على طلب من الولايات المتحدة لتوسيع نطاق دورها في استهداف وقصف قوات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) داخل سورية.

 

وقال وزير الدفاع كيفين اندروز لصحيفة “ذا ويك اند استراليان” اليوم السبت انه سيوصي بتوسيع نطاق المهمة العسكرية من العراق إلى شرق سورية.

 

ولدى استراليا حاليا ست مقاتلات من طراز إف /ايه-18 سوبر هورنيت/ قاذفات القنابل، وطائرة للتزود بالوقود والنقل تعمل في إطار قوات التحالف داخل العراق مع 400 فرد من القوات الجوية علاوة على 200 مدرب عسكري يقومون بتدريب القوات العراقية .

 

واشنطن تراقب تقارير عن قيام روسيا بنشر طائرات وطواقم عسكرية في سوريا

بوتين: الأسد مستعد لاقتسام السلطة مع «معارضة بناءة»

عواصم ـ وكالات: قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، إن الرئيس السوري بشار الأسد مستعد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة ولاقتسام السلطة مع معارضة بناءة.

وروسيا وإيران هما الحليفتان الدوليتان الرئيسيتان للأسد في الحرب التي تعصف بسوريا منذ أربع سنوات ونصف وقتل خلالها ربع مليون شخص.

وأوضحت موسكو أنها لا تريد أن يترك الأسد السلطة. وبعد أن سيطر «تنظيم الدولة» المتشدد على مناطق كبيرة من سوريا والعراق دعت الولايات المتحدة والسعودية للعمل مع دمشق لمحاربة العدو المشترك.

وقال الرئيس الروسي على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك بأقصى شرق روسيا «نريد فعلا إيجاد نوع من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف.»

وأضاف بوتين أنه تحدث مع الرئيس الأمريكي بشأن هذا الأمر.وقال «لهذا الغرض نجري مشاورات مع شركائنا الأمريكيين… تحدثت شخصيا بشأن هذه المسألة مع الرئيس الامريكي اوباما.»

وقال «نحن نعمل مع شركائنا في سوريا. وبشكل عام هناك تفاهم بأن توحيد الجهود في محاربة الإرهاب يجب أن يسير بالتوازي مع نوع من العملية السياسية في سوريا نفسها.»

واستطرد «والرئيس السوري يتفق مع هذا وصولا إلى إجراء انتخابات مبكرة لنقل إنها برلمانية وإجراء اتصالات مع ما يسمى المعارضة الصحية وإشراكهم في الحكومة.»

وتريد موسكو أن يقوم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وينفذ ضربات جوية ضد مواقع الدولة الإسلامية بتنسيق عملياته مع الجيشين السوري والعراقي ومع الجماعات المعتدلة المعارضة للأسد على الأرض وأيضا مع القوات الكردية.

ويرفض خصوم الأسد التعاون مع دمشق خوفا من أن يضفي ذلك شرعية على حكمه. ويقول الغرب ودول خليجية عربية إنه جزء من المشكلة لا الحل وعليه الرحيل.

وفشلت اتصالات دبلوماسية مكثفة في الآونة الأخيرة في تحقيق انفراجة بشأن نقاط الخلاف الرئيسية في الصراع.

وقال بوتين «من المستحيل اليوم أن تنظم عملا مشتركا في ساحة المعارك مع كل هذه الدول المهتمة بمحاربة الإرهاب ولا غنى عن إقامة نوع من التنسيق بينها على الأقل.»

وأضاف أن رؤساء هيئات أركان القوات المسلحة للدول «القريبة» من الصراع قاموا بزيارة موسكو مؤخرا لمناقشة هذا الأمر. ولم يذكر تفاصيل.

وقال بوتين إن على الغرب ألا يلوم إلا نفسه في أزمة المهاجرين التي شهدت فرار مئات الآلاف من الشرق الأوسط عن طريق البحر المتوسط وطرق برية بمنطقة البلقان فلقي كثيرون حتفهم خلال محاولة الوصول إلى الاتحاد الأوروبي.

وأضاف «بطبيعة الحال أولا وقبل كل شيء هذه هي سياسة شركائنا الأمريكيين. أوروبا تنفذ هذه السياسة دون تفكير بموجب ما يسمى التزامات الحلفاء ثم اكتوت بنارها.»

ووفقا لتقرير كتبه مايكل ويس لموقع «ديلي بيست» فإن روسيا أرسلت عددا محدودا من الجنود إلى سوريا فيما ينظر إليه على أنها عمليا زاحفة للتورط.

وأشار الكاتب إلى التقارير التي نشرت الشهر الماضي حول الدور الروسي هناك، حيث ذكر تقرير أن الطيارين الروس يجهزون أنفسهم للقيام بطلعات مشتركة مع الطيارين السوريين لضرب مواقع للقوى المعارضة لنظام بشار الأسد وكذلك تنظيم «الدولة الإسلامية».

ونقل الكاتب عن مسؤول سابق في الجيش الأمريكي قوله إن هناك بعض الحقيقة في التقارير التي تتحدث عن تورط روسي في الحرب السورية.

وفي بحثه عن إشارات لهذا الدور الجديد، أشار إلى عبور السفينة الحربية نيكولاي فليتشنكوف مضيق البسفور في 22 آب/أغسطس، والتي كانت محملة بمعدات عسكرية وشاحنات وأربع مدرعات من نوع «بي تي أر» في طريقها إلى جهة غير معلومة.

جاء ذلك فيما أكدت واشنطن، أنها تراقب عن كثب تقارير تتحدث عن قيام روسيا بإرسال طواقم عسكرية وطائرات إلى سوريا، محذرة من أن دعم نظام الأسد «يزعزع الاستقرار وغير منتج».

وقال متحدث البيت الأبيض جوش إيرنست، خلال الموجز الصحافي اليومي له، «نحن على دراية بتقارير عن تتحدث عن قيام روسيا بإرسال طواقم عسكرية وطائرات إلى سوريا ونحن نراقب هذه التقارير عن كثب».

واضاف قائلاً «سأقول بشكل عام، إن أي دعم عسكري لنظام الأسد، لأي سبب، سواء أكان طواقم عسكرية أو معدات الطائرات أو الأسلحة أو التمويل، هو مزعزع للاستقرار وغير منتج».

وعقب إيرنست قائلا إن «الولايات المتحدة عملت على قيادة التحالف الدولي لمحاربة داعش، ونحن بكل تأكيد نرحب بمساهمة روسيا في هذا المجهود، كما أن الولايات المتحدة كانت من أبرز المؤيدين للانتقال الدبلوماسي في القيادة السياسية السورية، ونحن بكل تأكيد نرحب بمساهمة روسيا الإيجابية في هذا الجهد كذلك».

وكانت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، قد نفت صحة تقارير تحدثت عن قيام روسيا بنشر طائرات عسكرية فوق الأراضي السورية قائلة «يكفي أن أشير هنا أن وزارة الدفاع الروسية والكرملين نفيا تماما هذا الأمر، ونفيهما كاف».

وأكدت «أن بلادها ستواصل تقديم مختلف أنواع الدعم والمساعدات اللازمة لسوريا في حربها ضد الإرهاب، وبما يتوافق وأحكام القانون الدولي».

وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحافي في العاصمة موسكو «من جديد، أودّ أن أوكد إننا قدّمنا مختلف أنواع الدعم والمساعدة لسوريا في حربها ضد الإرهاب، وسنواصل تقديم الدعم لها كدولة عضو في هيئة الأمم المتحدة، وبامتثال كامل لأحكام القانون الدولي.

 

سوريا تحولت إلى مقبرة لمصداقية الولايات المتحدة ولعنة عقيدة الرئيس الأمريكي تلاحق الأصدقاء والحلفاء في المنطقة

الاتفاق النووي الإيراني انتصار واحد وسط هزائم كثيرة… وإرث أوباما هو التنازل عن المنطقة لطهران

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: كتب مايكل غيرسون، المعلق في صحيفة «واشنطن بوست» عن غرق الطفل السوري إيلان الكردي (3 أعوام) قائلا «طفل صغير يرتدي قميصا أزرق، نائم على وجهه قبالة الشواطئ التركية ووفاته تمثل تراجيديا. وهناك أكثر من أكثر من 200.000 شخص قتلوا في سوريا و4 ملايين فروا من بلادهم و7.6 شردوا من بيوتهم هم في النهاية أرقام. لكنهم يمثلون فشلا جماعيا وعلى قاعدة ضخمة».

وذكر غيرسون الأرقام هذه كي يذكر القارئ بفشل إدارة الرئيس باراك أوباما التعامل مع الأزمة السورية.

 

مسرح إيمائي

 

ويقول الكاتب «قبل أربع سنوات انخرطت إدارة أوباما فيما أطلق عليه فردريك هوف، المستشار الخاص السابق للعملية الانتقالية في سوريا «مسرح إيمائي غاضب».

فبعد أربعة أعوام من الاحتجاجات اللفظية القوية واللقاءات العاجلة والدعوات للتفاوض فقد أصبحت الدراما كلها بديلا مثيرا للغثيان عن الفعل النافع. فالناس يتحدثون ويتحدثون من أجل إسكات صوت ضميرهم وتبادل اللوم».

ويضيف قائلا «في عام 2013 حاضر الرئيس باراك أوباما على مجلس الأمن الدولي واتهمه بعدم إظهار «أي ميل للتحرك» وهو ما يعني إسقاطا نفسيا على المسرح الدولي. ويعتقد الكاتب أن موقف أوباما نابع من «واقعيته المملة» والتي تقول «ليست وظيفة رئيس الولايات المتحدة حل كل مشكلة في الشرق الأوسط» و»علينا أن نكون متواضعين في اعتقادنا وأنه يمكننا علاج كل شر».

ويناقش الكاتب قائلا «لكننا لا نتعامل هنا مع كل مشكلة أو كل شر ولكن مع مجموعة من الظروف الاستثنائية المتميزة: فالفشل الإنساني الأكبر لعهد أوباما هو أيضا أكبر فشل استراتيجي له». ففي بعض الأحيان قد تعني كلمة «تواضع» التعود على مشاهدة المذابح. فمروحيات الرئيس السوري بشار الأسد تواصل رمي البراميل المتفجرة المحشوة بالمواد الحادة وغاز الكلور.

وفي هجوم أخير على بلدة مارع استخدم تنظيم «الدولة الإسلامية» غاز الخردل الذي يحرق البشرة واستخدم أكثر من 50 انتحاريا. كما شاهدنا حصارات التجويع والاختطافات وقطع الرؤوس وقتل أكثر من 1.000 طفل.

وفي الوقت الذي غيرت فيه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قانون اللجوء في بلدها والترحيب بكل سوري يصل إلى ألمانيا. وهو ما دعا السوريين للثناء عليها وبدأوا يطلقون عليها «ماما ميركل، أم المنبوذين» «وأتساءل ماذا يطلقون على الرئيس الأمريكي».

ويعتقد الكاتب أن إدارة الرئيس أوباما كان بإمكانها خلال السنوات الأربع الماضية اتخاذ أفعال صغيرة نسبية للتقليل من مستوى الضحايا المدنيين في سوريا.

متسائلا أن عملية تدمير مروحية ترمي البراميل المتفجرة على الأحياء ليست صعبة. فقد كان بإمكان الإدارة التفكير بعدد من الخيارات التي خفضت من قدرة النظام على التدمير من دون التدخل المباشر في الحرب الأهلية. بل وكان بإمكانها تقوية وتعزيز قدرات الجماعات المقاتلة.

 

في قلب الشرق الأوسط

 

ويرى الكاتب أن الأزمة في سوريا ليست أزمة إنسانية بعيدة عن مركز المصالح الأمريكية. فهي أزمة تقع في قلب الشرق الأوسط وأدت لخلق فراغ في السيادة وهو ما أدى إلى جذب وتقوية أسوأ الخلق في العالم.

ويعتقد الكاتب إن عدم التحرك ظل قرارا اتخذ بوعي من جانب أوباما والبيت الأبيض. وذكر الكاتب هنا بالخطة التي تقدمت بها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ووزير الدفاع السابق ليون بانيتا ومدير المخابرات السابق ديفيد بترايوس والذين دعوا إلى تسليح وتدريب قوة وكيلة عن أمريكا في سوريا. وناشدت الدول السنية الحليفة والصديقة للولايات المتحدة لعب دور قيادي وتم تجاهل مناشداتها.

وخلال كل هذا تحولت سوريا إلى «مقبرة لمصداقية الولايات المتحدة». فمن «الخط الأحمر» إلى «موجة الحرب تتراجع» و «لا ترتكب أفعالا حمقاء. وهي تصريحات أطلقها أوباما بشأن سوريا تماما مثل وصفه «تنظيم الدولة» بفريق كرة سلة من الهواة.

وإزاء كل هذا يبدو الهدف «إضعاف وتدمير تنظيم الدولة» غير قابل للتحقيق بناء على الإستراتيجية الحالية والمصادر المخصصة لها. وكان الرئيس أوباما قد قال في عام 2011 «حان الوقت لتنحي الأسد عن السلطة» لكن على ما يبدو سيظل الأسد في السلطة بعد خروج أوباما منها.

ويتساءل الكاتب عن السبب الذي يجعل أوباما متسامحا مع المذابح الجماعة والأزمة الإنسانية في سوريا.

ويجيب أن السبب هو إيران التي تدعم النظام الوكيل عنها في دمشق كل عام بمليارات الدولارات. ولأن أوباما حريص على توقيع الملف النووي مع طهران، فهو كما يقول هوف ظل «مترددا في إغضاب» الإيرانيين في هذا المسار الحرج».

وعليه فالتنازل عن سوريا للإيرانيين وجعلها مركزا لتأثيرهم هو الإرث الذي سيتركه الرئيس من تقاربه مع طهران. مع أن الاتفاق سيؤدي لرفد النظام السوري الذي يعاني من ضعف بمليارات الدولارات بعد رفع الحظر عن المال الإيراني المجمد.

وعلى الرغم من استفادة تنظيم «الدولة الإسلامية» من جرائم النظام في تجنيد المقاتلين وتعزيز قواته. كل هذا يعني توسع الحرب لنزاع لا يمكن لأحد الانتصار به وهو المسؤول عن غرق طفل بقميص أحمر على شاطئ بعيد.

 

مرشحة للتدهور

 

وهذا هو الرأي الذي يراه ديفيد روثكوف من «فورين بوليسي» حيث كتب عن «لعنة عقيدة أوباما».

ويرى أن كل أزمة في الشرق الأوسط ستزداد سوءا قبل أن تحل. ويقول الكاتب إن منطقة الشرق الأوسط هي التي قدمت لنا فكرة « المعروف المجهول والمجهول اللامعروف» حيث يؤدي تحليل مشاكله إلى غد خطير وغير مريح.

وهو ما يذكرنا أن الإحتفال داخل البيت الأبيض بالإتفاق النووي ليس سوى انتصارا واحدا سيتركه أوباما محاطا بالهزائم والنكسات والتداعيات السلبية. وفي قراءته للمعلوم المجهول يؤكد أن الاتفاق النووي سيتم تمريره وسيحصل أوباما على ما يريد من الكونغرس.

ولكن الصورة في الشرق الأوسط تشي أنه في أسوأ حالاته التي لم يشهدها في التاريخ الحديث. فسوريا والعراق وليبيا واليمن تعيش وسط صراعات قد تؤثر على وجودها كأمم وشعوب.

وتداعيات هذا على دول الجوار ستكون خطيرة خاصة الأردن وتركيا ولبنان. وبالنسبة للتسوية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين فهي تعيش حالة من الشلل. كما وستواجه مصر صراعا جديدا وتتورط دول الخليج شيئا فشيئا بهذه النزاعات. وستعيش أفغانستان القريبة من إيران وضعا أسوأ.

ويعتقد الكاتب أن الأوضاع في هذه المنطقة ستسوء بشكل أكبر. وهذا ليس رأيه بل رأي عدد من الخبراء الذين قالوا إن الأوضاع في هذه الدول لن تتحسن قريبا ولا على مدى الخمس سنوات المقبلة. فالشرق الأوسط كما يقول يعيش أزمة طويلة وحالة من عدم الاستقرار ونرى آثار كل هذا بمرور كل يوم.

فسوريا هي أكبر أزمة إنسانية يواجهها العالم اليوم واستمرارها سيزيد من مستوى المعاناة والتشرد.

وفي اليمن هناك حوالي 6 ملايين يواجهون مخاطر المجاعة. وفي ليبيا يركبون القوارب المطاطية والعبارات على أمل الوصول إلى أوروبا. وأصبحت مخيمات اللاجئين عبئا لا يمكن للبنان والأردن تحمل تبعاته.

فالاضطرابات تفرخ مشاكل جديدة. ونقل عن عسكري أمريكي قوله إن «تنظيم الدولة» بدأ يقلل من جهود التجنيد لأنه لم يعد بحاجة لمجندين جددا. وهو ما يقود إلى سؤال حول مستقبل التطرف في السنوات المقبلة وإنا كان سيتوسع في شمال أفريقيا وسيناء وأفغانستان وأثر تراجع أسعار النفط على كل هذا وكذلك ما هو أثر تدخلات إيران الخارجة من الحصار.

 

مسار خطير

 

ويعلق إن المسار الحالي لهذه الأزمات بدأ يمثل خطرا ماديا وتهديدا مهما على الولايات المتحدة ووحلفائها والقوى الكبرى في العالم. وهو لا يعني بالتهديدات هنا تلك القادمة من المتطوعين الأجانب في سوريا والعائدين إلى بلادهم في أوروبا وشمال أفريقيا، بل عن التداعيات الأخرى مثل أزمة اللاجئين الحالية التي تعتبر من أسوأ السيناريوهات.

فالدول التي تواجه موجات المهاجرين تقع في جنوب أوروبا وهي الأضعف اقتصاديا وستزداد ضعفا بفعل هذا. وستواجه أزمات داخلية تتعرض بتزايد حركات اليمين المتطرف. ويرى الكاتب أن أحد المستفيدين من كل هذا هو راعي اليمين في أوروبا وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ومن هنا فأزمة اللاجئين في الشرق الأوسط ليست عامل تهديد وعبء على أوروبا فقط ولكنها تمثل تهديدا حلف الناتو وتعمل لصالح «المشاغب» بوتين.

 

إيران مستفيدة

 

ويعتقد أيضا أن تدهور الأوضاع في المنطقة سيدفع اللاعبين الأشرار ومثيري المشاكل والمتطرفين للبحث عن مناطق جديدة لتوسيع مناطق نفوذهم كما يفعلون الآن في شمال أفريقيا وجنوب شرقي آسيا.

وستستفيد إيران بالتأكيد من هذا الوضع. فعودة الأموال المجمدة ستعزز قوة الإيرانيين وكذا التنافس بين شركات الإستثمار للحصول على عقود وفرص في إيران ستدفع باتجاه تطبيع علاقة إيران مع العالم الخارجي.

فيما ستعتمد دول مثل الصين والهند على النفط الإيراني وهي معالم قوة للنظام الإسلامي في هذا البلد.

ومع اعتراف الكاتب بأن عوامل أخرى أثرت في نشوء الأزمات مثل غياب الحكم الرشيد والفساد والقمع إلا ان سياسات الرئيس أوباما مسؤولة بالضرورة. فمحاولة أوباما ومن حوله ولأسباب تتعلق بإرث جورج بوش الابتعاد عن الشرق الأوسط.

وناقش مسؤولو الإدارة أن مشاكل المنطقة يجب أن يترك حلها للآخرين وليس أمريكا وحدها. فمحاولة أوباما ومن معه توخي الحذر وعدم الوقوع في أخطاء الإدارة السابقة كانت وراء تبني سياسة خارجية حذرة.

ولا يوافق الكاتب على فكرة ترك الأمور للآخرين كي يتصدوا لها. وبهذه المثابة كانت سوريا امتحانا كبيرا لمدخل أوباما الحذر.

ويرى أن أوباما عندما فكر بالتحرك ضد نظام الأسد بعد استخدامه السلاح الكيميائي حاول البحث عن مبررات لعدم التحرك.

ولما واصل الأسد قتل شعبه ركزت الإدارة بحثها عن أعذار بدلا من التفكير بخطة عمل. ويقول إن حسابات الإدارة بعدم التحرك أو التحرك قليلا كان هو أنه لن يؤثر كثيرا على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها وهو ما ثبت خطؤه.

وعليه فالمستقبل الذي يمكننا تخيله لسوريا اليوم سيكون أسوأ مما شاهدناه في السنوات الماضية.

وفي محاولة منه لتخطئة موقف الإدارة الحالية من أزمات الشرق الأوسط يتذكر الكاتب حوارا جرى بينه وبين الجنرال اندروا غودباستر الذي كان مساعدا للرئيس دوايت أيزنهاور أثناء الحرب العالمية الثانية وعندما أصبح أيزنهاور رئيسا.

وجرى الحديث عن المعلومات الاستخباراتية الكاذبة التي تم احتلال العراق بناء عليها عام 2003. واستبعد الجنرال الكلام قائلا إن أيزنهاور لم يكن ليتحلى بالصبر لأنه يعرف أن الاستخبارات عادة ما تخطئ.

وتجاهل أيزنهاور نصائح المخابرات في عام 1944 وهو ما قاد لمعركة مهمة. فلو اتسم بالحذر وافتقد الخيال لما فتح الباب أمام انتصارات كما يرى الكاتب.

ويضيف أن الاستمرار باتباع المدخل الحذر نفسه قد يقود لارتكاب اخطاء، كما حدث عندما قرر أوباما الانسحاب من العراق وهو ما خلق الظروف الجيدة لصعود تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وكما حدث عندما فشلت الولايات المتحدة بالتحرك بشكل فاعل أو قيادة تحالف في سوريا.

وعندما قررت الولايات المتحدة مواجهة تنظيم «الدولة» ذهبت لحربه متأخرة. فقد أثرت الفوضى في العراق وسوريا على لبنان وتركيا والأردن وفي كل مكان زرع تنظيم «الدولة» سمومه ويجب أن لا ننسى أن موقف امريكا هذا قد عزز من قوة إيران.

وفي هذا السياق فاتفاق حسن النية والمقصد مثل الاتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي قد يؤدي إلى آثار عميقة على المنطقة، خاصة عندما ينظر إليه في سياق الوضع الحالي في المنطقة.

وفي الوقت الذي يعترف فيه الكاتب بأن غزو العراق وعوامل عدة أخرى هي مسؤولة عن ما يحدث في الشرق الأوسط اليوم، لكن تخلي القوة العظمى في العالم عن دورها القيادي أسهم بخلق المأساة المعاصرة التي نشهدها.

وهو ما يعبد الطريق لمستقبل يطلب فيه من القيادة الأمريكية اتخاذ قرارات تحمل مخاطر أكثر من تلك التي حاول أوباما تجنبها.

 

مسؤول رفيع في حكومة أفغانستان يؤكد رسميا زج لاجئي إيران الشيعة في القتال إلى جانب النظام السوري

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: صرح معاون الرئيس التنفيذي لدى حكومة أفغانستان محمد محقق رسميا بأن العشرات من اللاجئين الأفغان الشيعة لدى حكومة طهران قد تم زجهم في الحرب السورية، وتعبئتهم ضمن ألوية للمشاركة في القتال إلى جانب قوات النظام السوري، بهدف الدفاع عما أسماه «المقدسات والمراقد الشيعية» في سوريا، تحت شعار «الواجب الديني للدفاع المقدس عن حضرة زينب».

وفقا لتقارير إعلامية فارسية فإن المسؤول الأفغاني محمد محقق أكد الأنباء الواردة من الناشطين السوريين والتي تتحدث عن تواجد أعداد كبيرة من الأفغان الشيعة، اللاجئين لدى إيران والمعبأين تحت قيادة لواء «فاطميون» أحد أذرع الحرس الثوري الإيراني للقتال في سوريا، سيما بعد توثيق مقتل العشرات منهم، وأسر عدد آخر عقب مواجهات مع الثوار على جبهات مختلفة، وهو الأمر الذي يتنافى مع تصريحات بشار الأسد، خلال خطابه الأخير في شهر تموز – يوليو من العام الحالي، أمام الموالين له في دمشق، حيث أكد عدم مشاركة القوات الإيرانية في العمليات العسكرية على الأرضي السورية، مشيرا أن دعم طهران اقتصر على اللوجستي.

وكانت قد وجهت قوات الحرس الثوري الإيراني أيضا، تكذيبا علنيا مباشرا لما ورد في خطاب بشار الأسد، عندما أعلنت في اليوم التالي من خطابه مقتل مجموعة من مقاتـليها ممن قضوا على يد تنظيم «الـدولة الإسـلامية» في مديـنة تـدمر وسـط سـوريا.

وتؤكد مصادر مطلعة على الدور البارز للقوات الإيرانية والأفغانية والباكستانية وغيرهم في معظم جبهات سوريا، والتي تبلغ قرابة 340 جبهة على امتداد الرقعة السورية، ولكن اللافت هو أعداد القتلى الإيرانيين الذين تنعيهم حكومة طهران بين كل وقت وحين، ويتم تشييعهم بحضور رسمي، من المقاتلين التابعين للواء «فاطميون»، ولواء «زينبيون» الذي يضم الميليشيات الشـيعية من الأفغان والباكستانيين لدى إيران، بالإضافة إلى عناصر من «فيلق القدس» وقوات «الباسيج»، وغيرها من القوات التابعة للحرس الثوري الإيـراني.

وبذلك اتهم ايرانيون معارضون نظام الحكم في طهران، بتعبئة اللاجئين الشيعة من دول الجوار، وتجنيدهم ضمن فيالق وألوية، واستهلاكهم للقتال بالنيابة عن قوات النظام السوري، في الحرب التي يشنها بشار الأسد على الشعب السوري المعارض لحكمه، حيث يستغل النظامان الإيراني والسوري مقدسات الشيعة، للتحشيد الطائفي والتعبئة في صفوف هذه الميليشيات، وإيهامهم بأنها حرب للدفاع عن المراقد، بحسب مصدر فارسي معارض.

ووثق المصدر عشرات الجثث التي تعود بأصحابها لمقاتلين تابعين لكل من القوات البرية الإيرانية من «سرايا عاشوراء» التابعة للحرس الثوري الإيراني، و»فيلق القدس»، ولواء «زينبيون»، ولواء « فاطميون»، وأكد أن أغلبهم من المهاجرين واللاجئين الفقراء الشيعة، الذين يتم إغراؤهم بالمكافآت والمكاسب المالية مستغلة المخابرات الإيرانية بذلك سوء أحولهم المعيشية، فتعرض عليهم تراخيص الإقامة في إيران لكل شخص يذهب إلى القتال في سوريا.

وفي المقابل أعلنت وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية أن ما لا يقل عن 400 مقاتل إيراني وأفغاني لقوا مصرعهم في سوريا منذ اندلاع الحرب فيها، حيث تأخذ محافظة خراسان شمال شرق إيران الصدارة بأعداد القتلى بين شبانها ويبلغ عددهم 79 قتيلا أغلبهم من اللاجئين الأفغان من سكان مدينة مشهد، المتطوعين ضمن لواء «فاطميون».

 

عندما يتحول بيتك إلى زنزانة اعتقالك… قصة عائلة سورية فرت إلى تركيا من تعذيب النظام

لبنى زاعور

إسطنبول ـ «القدس العربي»: عندما يتحول بيتك إلى ثكنة عسكرية، وتصبح جدرانه الإسمنتية أغلالا من حديد تقيّد حياتك في كل زاوية منها، حين يصير بيتك معتقلا.

التقيت «القدس العربي» مع «أم باسم « في إسطنبول التي فرت من سوريا مع أولادها خوفاً من احتمال موت آخر، بعد أن نجت من سابق كان محتما، تجربتها القاسية جعلتها كل الوقت خائفة، حتى في الأماكن العامة في إسطنبول، كانت تتحدث بصوت منخفض مع طأطأة رأسها خوفاً من أن يسمعها أحد، تواصلت مع «القدس العربي» من أجل البحث عن مركز يعنى بالأطفال المتضررين نفسياً من آثام الحرب في سوريا.

«أم باسم» لديها ثلاثة أولاد: «سهى 14 سنة، باسم 5 سنوات، مانيا 8 سنوات»، يعاني ابنها باسم من رهاب شديد وتلعثم في الكلام ورجفة ترافقه أثناء حديثه نتيجة التجرية القاسية التي مر بها في سوريا.

في مساء يوم الاثنين 15 من شهر حزيران/يونيو 2013 قام أكثر من 40 عنصراً تابعين لفرع الجوية بتطويق المبنى الذي تقطن فيه «أم باسم» مع زوجها الكائن في مشروع دمر بدمشق.

استخدم الأمن المكبرات الصوتية طالبين من سكان المبنى اتخاذ الاحتياطات اللازمة فيما إذا حصلت اشتباكات مع عصابة مسلحة تقطن في المبنى، تقول «أم باسم»: «لم أكن أعلم أن منزلي هو المقصود، فقد أطعنا أوامر الأمن، واختبأنا في إحدى غرف المنزل الداخلية».

مع مرور عدة دقائق اقتحم الأمن منزل «أم باسم» بعد كسر الباب، وانتشروا في أرجائه، وصرخ أحد العناصر مشيراً إلى الغرفة المختبئين فيها «سيدي لقيناهم»، جاء المسؤول عن العناصر وكبيرهم تقدم نحو «أبو باسم» وقال له: «عامل عيلتك وولادك درع بشري، والله توقعنا نلاقي كتيبة إرهابية بالبيت».

بدأت «أم باسم» تتوسل إلى العناصر ليتركوا العائلة وِشأنها، وبأنهم بريئين من أي تهمة ملتصقة بهم، ومن ثم قاموا بتفتيش الزوج والزوجة وصرخوا بوجه الأطفال لإخافتهم وإسكاتهم عن البكاء.

أثناء اقتياد الزوج إلى خارج حدود المنزل، تروي «أم باسم» هذه اللحظات: «كان وجه زوجي شاحباً وكأنه يناجي الأرض بأن تسحبه إلى جوفها، وصار يبكي بصوت عال يتوسل الأمن للسماح له بوداعنا ووداع أطفاله، كان يصرخ ويقول: هدول ولاد ما دخلهن بشي، الله يوفقك يا سيدي تركهن يروحوا على بيت جدهن، ودعني بنظرة أخيرة ، كانت المرة الأخيرة التي أرى فيها وجه زوجي الذي عشت معه أكثر من عشرين سنة».

بانتظار المجزرة

قام عناصر الأمن بإغلاق النوافذ، وبدأوا بتفتيش المنزل بشكل دقيق، فمزقوا فراش اﻷسرة ونزعوا خشب الأبواب وباشروا بتفتيش المطبخ وخزائنه، لم يتركوا شيئاً في طريقهم إلا وفتشوه.

شعرت «أم باسم» أن نهايتها مع أولادها أصبحت وشيكة، وبدأت تستحضر في ذاكرتها مشاهد الاقتحامات والمجازر التي تحصل بعدها، فتقول: «بدأت أتوجس موتي وأتحسس رقاب أطفالي. في مثل تلك اللحظات لا يحضر إلى ذاكرتك سوى مشاهد المجازر ورائحتها، تذكرت سكاكين المطبخ وتمنيت لو أنني قمت بسنها لتكون حادة علينا ويخف العذاب في لحظات الموت».

وضعوا «أم باسم» وأولادها في غرفة داخلية بالمنزل وقاموا بتكميم أفواههم بالملابس التي بعثروها، وحضر كبير المسؤولين عن العناصر الذي كانوا ينادونه بـ «النقيب أبو دياب» ، وبدأ يركلهم بحذائه و من حوله عناصره يشتمون الأم والأولاد ويضربونهم بالأكبال، ويتهمونهم بالتعامل مع الإرهابيين.

وتقول أم باسم «بعد الانتهاء من ضربنا بساعات، طلبني النقيب أبو دياب وأمرني بطاعتهم والامتثال إلى أوامرهم، فأخذ أجهزة الاتصال والحواسيب المحمولة، والهاتف وطلب مني أن أدخل لغرفة لنوم مع أطفالي، وعدم التحرك من الغرفة ووضع أحد العناصر على الباب، كانت من أسوأ الليالي التي عشتها».

في اليوم التالي، استيقظت «أم باسم» وكان بيتها يعج بالعناصر الذي وصل عددهم إلى 17 عنصراً، طلبوا منها تحضير الفطور والكف عن البكاء.

كانوا قد أحضروا مهندس اتصال لتشغيل برامج الاتصال على أجهزة الموبايل والكمبيوتر وكلما اتصل أحد أصدقاء زوجها «أبو باسم» كانوا ينادون «أم باسم» لترد وتأخذ المعلومات وتوهم المتصل أن وضعهم بخير و زوجها خرج من المنزل لزيارة أهله.

وتقول «أم باسم»: «كانوا يراقبون الاتصالات ويجبرونني على الرد يومياً، ويسجلون المحادثات والمعلومات، وفي اليوم الخامس على تواجدهم في منزلي، اتصلت أختي «فاطمة» على الهاتف الأرضي مشغولة البال، وأخبرتني إنها تنوي الحضور إلى منزلي، حاولت إيهامها أنني مشغولة بأعمال المنزل لكنها أبت ذلك، وجاءت إلى المنزل خلال ساعة ﻷنها شعرت بأن هناك شيء ما يحصل لنا، فقام أحد العناصر باقتيادها إلى الداخل وبدأ التحقيق معها، وتفتيش جهازها، ومنعوها من الخروج من المنزل لتبقى معنا بقية فترة الاعتقال».

كانت الأيام تمر بقسوة وصعوبة، وكان يتم تعذيب العائلة المعتقلة لفترات طويلة خلال تلك الأيام، تقول «أم باسم»: «كان اليوم الحادي عشر من أسوأ أيام الاعتقال، في وقت المساء وبعد أن جاء اتصال لأبو دياب يخبره بأن صديقه قُتل على الحاجز، هجم على أطفالي وبدأ يركلهم بقدمه، ثم قيدني بالكرسي في الصالون مع أختي وبدأ يضربهم ويجلدهم أمامي، ويشتمنا بأقذر الألفاظ، لم ينم ابني باسم تلك الليلة، بقي لساعات يشهق ويرتجف من دون بكاء، توسلت العناصر لإحضار طبيب له لكنهم رفضوا»، 25 يوماً مروا على اعتقال عائلة «أم باسم» في بيتها الذي تحول إلى ثكنة عسكرية، ذاقوا خلالها الويلات والتعذيب والإقامة القسرية.

في اليوم الأخير قام عناصر الأمن بإخراج «أم باسم» من منزلها وقاموا باعتقالها في فرع الجوية في المزة وسط دمشق، وبالإفراج عن الأطفال وخالتهم «فاطمة» بعد أن أخرجوهم من منزلهم، لم تعرف «أم باسم» مصير أولادها الذين بقوا في المنزل إلا بعد سبعة شهور من الاعتقال، وبعدها لم تعد «أم باسم» إلى منزلها أبداً، وهربت مع أولادها بعد خروجها من المعتقل بأيام إلى تركيا، وما زالت تنتظر خروج زوجها من المعتقل، فمنذ اقتحام منزلهم لم تسمع عنه أي معلومة، ولا تعرف إذا ما زال على قيد الحياة أو انه استشهد تحت التعذيب.

 

لجنة تقصي الحقائق في سوريا: لا بوادر لإنتهاء معاناة السوريين

عبد الحميد صيام

نيويورك – «القدس العربي»: أصدرت لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائقفي سوريا تقريرها العاشر والذي يحذر من أن ازدياد حدة الصراع في سوريا يعرض المدنيين من جميع الخلفيات لجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، مشيرة إلى ضخامة مدى ونطاق هذه التجاوزات، والتي تشمل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

وتدعو لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في سوريا في تقريها الأخير هذا الذي أطلق الخميس إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان الحماية الفعالة للشعب السوري.

ويحدد التقرير الذي تقدمه اللجنة لمجلس حقوق الإنسان، الاتجاهات والأنماط الرئيسية لاستهداف المقاتلين المجتمعات المدنية والأفراد والجماعات، وتعرض المدنيين لانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني.

ويستند التقرير إلى أكثر من 335 مقابلة مع ضحايا وشهود عيان داخل وخارج البلاد، تم إجراؤها من كانون الأول/يناير إلى تموز/يوليو من هذا العام.

ويشدد التقرير على ضرورة اتخاذ إجراءات دولية منسقة ومستمرة من أجل إيجاد حل سياسي لإنهاء العنف ووقف ارتفاع معدل جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

ويشمل التقرير بعض التدابير الرامية إلى كسر حلقة الإفلات من العقاب التي تبدو مستعصية. وقال رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينيرو، «وفيما يقف العالم شاهدا، يعاني الشعب السوري بشكل يفوق أي تصور. وتقع على عاتق الأطراف المتحاربة في النزاع السوري والدول الفاعلة مسؤولية السعي إلى السلام، فيما يضطلع المجتمع الدولي المسؤولية الخاصة بفتح طريق العدالة للضحايا السوريين».

ويشير التقرير إلى أن النزاع المسلح الذي دخل عامه الخامس قد تحول إلى نزاع مسلح ودولي وفوضوي وطويل الأمد. ويستمر العدد المتكاثر من الأطراف المتحاربة في تجاهل الالتزامات بموجب القانون الدولي من خلال استهداف المدنيين والمناطق السكنية، والمواقع المحمية. وقد أسفرت التكتيكات القتالية المستخدمة من قبل جميع أطراف النزاع المسلح مثل استخدام حرب الحصار والقصف والاستخدام العشوائي للقوة الجوية عن سقوط عدد هائل من الضحايا من المدنيين، وتدمير التراث الثقافي السوري وتشريد السوريين.

كما يوثق التقرير الطريقة التي يتم بها إساءة معاملة الرجال في سن القتال، والنساء والأطفال والمعتقلين والمرضى والجرحى والعاملين في المجال الطبي والإنساني والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، والمشردين داخليا. ويضيف التقرير أن القوات الحكومية تواصل شن الهجمات، بما في ذلك الاستخدام المكثف للبراميل المتفجرة والقصف الجوي العشوائي، في عدة مناطق من البلاد. كما يستمر اعتقال المدنيين، وبخاصة الرجال في سن القتال، وفي بعض الحالات، اختفاؤهم، بسبب انتمائهم أو ما يعتبر معارضتهم للحكومة.

كما شنت الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة هجمات على مناطق في حلب ودمشق وإدلب واللاذقية، وفي بعض الحالات قصفت الأحياء السكنية واستهدفت المدنيين المناصرين للحكومة. ولا تزال اثنتان من الجماعات الإرهابية، جبهة النصرة وتنظيم داعش تستخدمان الأساليب والتكتيكات الوحشية ضد المدنيين، وبخاصة الأقليات الدينية والعرقية، بغرض ترهيب السكان المدنيين. وقد تم توثيق حالات الإعدام العامة وتشويه الرجال والنساء والأطفال فضلا عن تدمير مواقع التراث الثقافي. ويواصل تنظيم داعش ارتكاب جرائم الاغتصاب والزواج القسري، والعنف الجنسي والاستعباد للمرأة. واستنادا إلى أعمال العنف الموثقة، يؤكد تقرير اللجنة أن المعاناة البالغة التي يواجهها الملايين من السوريين العاديين ستتفاقم ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لوقف العنف.

 

سورية: احتجاجات واسعة بالسويداء إثر اغتيال زعيم شيوخ الكرامة

رامي سويد

اندلعت احتجاجات واسعة، مساء اليوم الجمعة، في مدينة السويداء التي تسكنها غالبية من طائفة الموحدين الدروز، ‏أقصى جنوب سورية، بعد اغتيال زعيم تجمع شيوخ الكرامة، وحيد بلعوس، إثر تفجير في موكبه مع ‏اثنين من الزعماء، قبل أن يهز تفجيران آخران وسط مدينة السويداء ويتسببا ‏بمقتل وجرح العشرات.‏

 

وتمكن مسلحون تابعون لتجمع “مشايخ الكرامة” من السيطرة بشكل كامل على فرع الأمن العسكري بمدينة السويداء، وتمكنوا من قتل نائب رئيس الفرع وعدد من العناصر واحتجزوا الباقين، وحالياً هناك اشتباكات داخل فرع الأمن السياسي.

وأوضح الصحافيّ مالك أبو الخير، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أنّ “عبوة ناسفة زُرعت في ‏سيارة الشيخ وحيد بلعوس، أدى انفجارها مساء اليوم، إلى مقتله مع الشيخين فادي نعيم وراكان ‏الأطرش، وجرى نقلهم جميعاً إلى المشفى الوطني في السويداء، حيث وقع انفجاران آخران أمام ‏المشفى أسفرا عن مقتل وجرح نحو 20 شخصاً”.‏

وجاء ذلك، وفق أبو الخير، قبل أن يهاجم مدنيون وشيوخ تابعون لـ”مشايخ الكرامة”، فرعي ‏الأمن العسكري والأمن الجنائي في المدينة رداً على انتشار نبأ اغتيال بلعوس.‏

وأشارت مصادر محلية في السويداء لـ”العربي الجديد”، إلى أن اشتباكات اندلعت بالأسلحة الرشاشة ‏والأسلحة البيضاء بين أتباع “شيوخ الكرامة” وقوات النظام السوري في محيط فرعي الأمن ‏العسكري والأمن الجنائي، لينجح المهاجمون بتحطيم السيارات المركونة في مرأبي فرعي الأمن ‏العسكري والجنائي ويقوموا بإطلاق النار على المبنيين، لترد قوات النظام بإطلاق النار على ‏المهاجمين وعلى المتظاهرين المرافقين لهم، الأمر الذي أدى حتى الآن لمقتل وإصابة أكثر من ‏عشرة منهم قبل أن يتوجه آخرون منهم إلى الساحة المركزية في مدينة السويداء ويسقطوا تمثال ‏‏”حافظ الأسد” المنصوب وسط الساحة منادين بالانتقام من قتلة الشيخ بلعوس.‏

وبدأ الناشطون المعارضون للنظام السوري بتحميل النظام مسؤولية اغتيال بلعوس، حيث ‏أشار عدد منهم لـ”العربي الجديد”، إلى أن مقتله جاء بعد ساعات على تعهّده بحماية ‏المتظاهرين من أبناء المدينة الذين اعتصموا منذ ثلاثة أيام أمام مبنى المحافظة في مدينة ‏السويداء، مطالبين بإجراءات إصلاحية تتعلق بإيقاف الفساد والمفسدين، وتحسين الوضع ‏المعيشيّ، وهو ما واجهته قوات النظام بقطع الانترنت عن المدينة، لتعيده اليوم، داعية ‏المدنيين إلى فضّ اعتصامهم.‏

وتحدث محافظ السويداء، عاطف نداف، عبر إذاعة محلية موالية للنظام السوري، مساء اليوم، ‏مطالباً أتباع “شيوخ الكرامة” بعدم نشر الفوضى وعدم الانسياق وراء الدعوات المنادية لاستخدام ‏العنف، على حد وصفه.‏

واشتهر بلعوس بمواقف مناهضة لنظام الأسد إلى جانب تزعّمه ‏‏”مشايخ الكرامة”، وتعهّد بحماية المنطقة، وعمل لاحقاً على منع اقتياد أبنائها إلى الخدمة ‏الإلزامية العسكرية في صفوف قوات النظام. كما قاد مواجهات مسلحة عديدة لأتباعه ضد ‏مجموعات تابعة لأفرع النظام السوري الأمنية، كانت آخرها بهدف منع قوات النظام من إخراج ‏السلاح الثقيل من محافظة السويداء نحو العاصمة السورية دمشق.‏

وعرف عن بلعوس موقفه الرافض لمشاركة أبناء الطائفة الدرزية بالقتال إلى جانب قوات ‏النظام السوري خارج محافظة السويداء بحيث تقتصر مهمة المسلحين الدروز على حماية ‏المحافظة من أي اعتداءات محتملة.‏

ووجّه بلعوس منذ نحو ثلاثة أشهر نداءً إلى جميع الوحدات المقاتلة في المحافظة، شدد ‏فيه على “الاستعداد الكامل لأي طارئ قد يحدث، والالتزام بما قلناه بعدم خروجنا بعد حدود ‏الجبل، ولو متراً واحداً، ونهيب بباقي شباب الجبل المدنيين عدم الخروج للقتال خارج حدود ‏الجبل والالتزام مع رجال الكرامة بموقفهم الوطني، وإن كان لا بد من الحرب، فعليكم بحماية ‏حدود الجبل، فهو بحاجة لكم في هذه الأوقات أكثر من أي وقت مضى”. وحذّر بلعوس ‏حينها قوات النظام من اعتقال أي شاب متخلّف عن الالتحاق بالخدمة العسكرية بهدف إلحاقه ‏بقوات النظام، معترضاً مع المسلحين التابعين له عدة قوافل عسكرية كانت تنقل الأسلحة وكميات من القمح إلى خارج السويداء.‏

كما عرف عنه سوء علاقته بالنظام السوري، حيث أصدر بياناً في منتصف يونيو/ حزيران ‏الماضي دعا فيه إلى اعتقال رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، وفيق ناصر، محمّلاً إياه ‏مسؤولية قصف مدينة السويداء حينها بقذائف هاون تسبّبت في مقتل مدني وجرح آخرين، ‏ومعتبراً أن هذا العمل من ناصر يهدف إلى جر أبناء السويداء إلى مواجهة مسلحة مع ‏جيرانهم في درعا.‏

ويرجح كل ذلك احتمال تورط النظام السوري في عملية اغتيال بلعوس التي ستؤدي بلا شك ‏إلى خلط أوراق النظام السوري في السويداء بشكل كامل، بحيث يصبح النظام السوري أمام ‏خيار دخول مواجهة مسلحة مفتوحة مع أتباع “شيوخ الكرامة” ستؤدي في الغالب لاستنزاف ‏قوات النظام السوري ومن ثم هزيمتها بشكل كامل بحكم الشعبية الواسعة التي يتمتع بها تجمع ‏‏”شيوخ الكرامة” في السويداء.‏

كما يبقى لدى النظام السوري خيار الانسحاب من محافظة السويداء بشكل كامل وسريع بحيث ‏يسيطر تجمع “شيوخ الكرامة” على المحافظة ويدير شؤونها الأمنية والخدمية، ويتولّى المسلحون ‏التابعون للتجمع مهمة حمايتها من تهديدات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، الذي يتواجد في ‏منطقة بير القصب إلى الشمال من السويداء.‏

 

آلاف اللاجئين يصلون النمسا من المجر

برلين ــ شادي عاكوم

أعلن قائد الشرطة في إقليم بيرغينلاد النمساوي، هانز بيتر دوسكوزيل، أن السلطات المجرية لم تسمح لحافلاتهم بالتوجه مباشرة إلى محطات القطارات داخل بودابست لنقل اللاجئين، في وقت توجه فيه نحو ألفي لاجئ إلى الحدود بين البلدين بعدما سمحت السلطات المجرية بذلك.

 

وقال المسؤول النمساوي، إن السلطات المجرية اتخذت قراراً بنقل اللاجئين بواسطة حافلات مجرية إلى الحدود النمساوية، مضيفاً: “علماً أننا عرضنا عليهم نقلهم مباشرة إلى القطارات أو إلى أحد مراكز اللاجئين على الجانب النمساوي من الحدود، لكن طلبنا جوبه بالرفض”.

” وأضاف أنه يتعين على اللاجئين النزول من الحافلات عند الحدود المجرية، والتوجه سيراً على الأقدام للحدود النمساوية، حيث تنتظرهم القطارات والحافلات لتقلهم من بلدة نيكلسدورف الواقعة على الحدود مع المجر إلى العاصمة فيينا.

 

وفي هذا السياق، وصل صباح اليوم السبت، ما يقارب 2000 من اللاجئين إلى النمسا، بعدما أعلنت السلطات في كل من النمسا وألمانيا السماح لهم بالتوجه نحو أراضيهم، ويأتي ذلك بعدما بقي اللاجئون في محطة القطارات الرئيسية في بودابست نتيجة منع السلطات المجرية لهم من المغادرة.

 

ومنذ ساعات الصباح الأولى، توجهت أعداد إضافية من الحافلات لمحطة القطارات في بودابست لنقل الوافدين إلى الحدود النمساوية ومنها إلى ألمانيا.

 

ومن المتوقع أن يرتفع عدد اللاجئين بشكل كبير في المجر خلال الأيام المقبلة، بعدما تدفق هؤلاء من حدود الدول المجاورة.

 

وكان آلاف من اللاجئين قد بدؤوا، منذ أمس الجمعة، بمغادرة محطة بيتشكي القريبة من الحدود النمساوية سيراً على الأقدام، واتخذوا الطريق السريع مع النمسا مساراً لهم، وذلك بعدما باتوا

 

ليلتين داخل قطار أقلهم من محطة القطارات الرئيسية في بودابست.

 

هولاند يصحح الخطأ التاريخي: تحوّل بالتعاطي مع اللاجئين

باريس ــ عبدالإله الصالحي

بعد الصدمة القوية التي خلّفتها صورة جثة الطفل السوري الغريق عيلان عبدالله، سرّع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من وتيرة التغيير في السياسة الفرنسية إزاء قضية اللاجئين. وبعد مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، أعلن هولاند عن مبادرة فرنسية ألمانية سيتم عرضها على المفوضية الأوروبية، وتتمثل في وضع آلية دائمة وإجبارية لتوزيع متكافئ للاجئين على مختلف بلدان الاتحاد الأوروبي، بما فيها بلدان شرق أوروبا، وفق نظام حصص إلزامي ودقيق. وسيتم تدارس هذا الاقتراح في 14 أيلول/سبتمبر الحالي، أثناء اجتماع لوزراء الداخلية في بلدان الاتحاد الأوروبي وأيضاً أثناء القمة الأوروبية الاستثنائية التي ستلي هذا الاجتماع وتُخصص لتداعيات قضية اللاجئين.

وكان من اللافت أن هولاند بدأ إعلانه بالاعتراف بأن “قضية اللاجئين تطورت وأن الاجراءات التي سبق وأن اتخذتها فرنسا صارت غير كافية”. وكانت تلك إشارة إلى تحوّل كبير في الموقف الفرنسي. ففي شهر مايو/أيار الماضي، انتقد هولاند بشدة المقترح الأوروبي القاضي بوضع آلية لتوزيع أعداد اللاجئين على بلدان الاتحاد الأوروبي واعتبر أن “فرنسا غير ملزمة بتطبيق نظام الحصص، لأنه يتناقض مع مبادئ الدولة الفرنسية”. كذلك رفض رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، بشدة هذا المقترح وهاجمه أثناء زيارة خاطفة للحدود الفرنسية الايطالية حيث كانت قوى الأمن الفرنسي تحتشد لمنع المهاجرين من دخول الأراضي الفرنسية.

وبدأت إرهاصات التحوّل في الموقف الفرنسي، الأسبوع الماضي إثر إعلان ألمانيا فتح أبوابها للاجئين السوريين لأسباب إنسانية في خضم الصدمة التي خلّفها اكتشاف شاحنة مكتظة بجثث واحدٍ وسبعين سورياً في النمسا، في موقف عزل الرؤية الفرنسية المتشددة لقضية اللاجئين وجعل باريس تظهر بالمقارنة مع برلين وكأنها تتنكر للمبادئ الانسانية التي ترفعها كشعار للجمهورية الفرنسية. وبادر فالس الأحد الماضي في ختام أعمال الجامعة الصيفية للحزب الاشتراكي الحاكم، إلى الإعلان عن الخطوط العريضة للتحوّل الفرنسي، حين أكد “ضرورة التحلّي بالمسؤولية والرؤية الإنسانية” تجاه المهاجرين، وواجب استقبال وإيواء “الأشخاص الذين يهربون من الحروب والقمع والتعذيب والأنظمة الدكتاتورية”.

وغداة هذا الخطاب قام فالس لأول مرة بزيارة مدينة كاليه عند الحدود الشمالية مع بريطانيا التي صارت رمزاً لأزمة الهجرة واللجوء في فرنسا. وكانت مناسبة للإعلان عن حزمة تدابير جديدة منها بناء مراكز إيواء جديدة للاجئين وتسريع معالجة طلبات اللجوء.

غير أن تحركات فالس وإعلاناته لم ترقَ إلى خطاب هولاند الذي بدا وكأنه يعترف بخطأ سياسي فرنسي فظيع في التعامل مع قضية اللاجئين، ورفع مجال التحليل إلى مستوى أخلاقي بعيداً عن الحسابات السياسية والأرقام الإحصائية، حين أكد أن الأمر “لا يتعلق بكلمات جوفاء بل بإنقاذ حياة الناس”. وهذه هي المرة الأولى التي يطغى فيها الأخلاقي على السياسي في الموقف الرسمي الفرنسي.

وبرز هذا المنحى الأخلاقي في معظم ردود أفعال الأحزاب السياسية الفرنسية تجاه قضية اللاجئين. فقد وقّع 34 نائباً اشتراكياً أمس الجمعة، عريضة طالبوا فيها الحكومة الفرنسية والاتحاد الأوروبي “بتغيير جذري في التعامل مع هذه القضية ووضع سياسة قوية لحماية اللاجئين وإيوائهم لأن السياسة الحالية عاجزة أمام التدفق الهائل للاجئين”. وجاء في هذه العريضة أيضاً أن “سكان أوروبا نصف مليار شخص ولو استقبلت أوروبا مليون لاجئ فلن يُشكّل هؤلاء سوى صفر فاصل اثنين في المائة من تعداد السكان الإجمالي، وهل يجب هنا التذكير بأن لبنان لوحده يستقبل أكثر من مليون و200 ألف لاجئ سوري؟”.

ويرى عدد من المتابعين للسياسة الفرنسية، بأن هولاند مضطر للقيام بتغيير جوهري في قضية اللاجئين سيذهب أبعد من قضية التوزيع المتكافئ والإلزامي لأعداد اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي. فهولاند الذي سبق وأن صرح في خطابه في 25 أغسطس/آب الماضي في المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين، بأن “أوروبا بصدد دفع ثمن غالٍ لترددها إزاء الأزمة السورية”، يعي جيداً أن أزمة اللاجئين هي من بين نتائج الأزمة السورية، وأن الحل الجذري يكمن في الدفع باتجاه تدخّل دولي حاسم للقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وأيضاً التخلص من النظام السوري، وهذا يفترض إرادة أوروبية وأميركية لإرسال قوات برية إلى سورية والعراق، وهو الأمر الذي ما يزال بعيد المنال في السياق السياسي الدولي الحالي.

 

قتلى لـ”حزب الله” على يد النظام السوريّ في الزبداني

دمشق – وفا مصطفى

سقط قتلى وجرحى من بين عناصر “حزب الله” اللبنانيّ، مساء الجمعة، جرّاء ‏استهدافهم عن طريق الخطأ من قبل قوات النظام ‏السوريّ في الزبداني في ريف ‏دمشق، فيما أعلنت فصائل تابعة للمعارضة بدء معركة جديدة ضد تنظيم “الدولة ‏الإسلامية” (داعش)، ‏في ريف محافظة درعا.‏‎ ‎

وأكّد الناشط الإعلاميّ، علي دياب، “سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في ‏صفوف (حزب الله) اللبنانيّ، إثر محاولة فاشلة لاقتحام ‏مدينة الزبداني، شمال غربيّ ‏دمشق، من محور النابوع”، لافتاً إلى أنّ “حالة تخبط كبيرة تسود صفوف ‏الحزب نتيجة ‏استهداف عناصره، من قبل جيش النظام المتمركز في حاجز العقبة ‏بالخطأ، فضلاً عن إلقاء الطيران المروحي برميلاً متفجراً ‏بالخطأ أيضاً على منطقة ‏مرج التل في سهل مضايا، مما خلّف قتلى وجرحى بين عناصر الحزب وما يسمى ‏جيش الدفاع الوطني”.‏

 

في موازاة ذلك، دارت اشتباكات عنيفة في المدينة بين قوات النظام، مدعومة بحزب ‏الله من جهة، ومقاتلي المعارضة من جهة ‏أخرى، وسط قصف عنيف بالأسلحة ‏الثقيلة من جميع حواجز النظام المحيطة.‏

 

من جانب آخر، نفى الناشط الإعلاميّ، مطر إسماعيل، لـ “العربي الجديد”، صحة الأنباء ‏حول تقدّم تنظيم “داعش” في حيّ القدم ‏جنوبيّ دمشق، وسيطرته على مواقع داخله، ‏مشيراً إلى أنّ “التنظيم حشد قواته أمس لكنّه لم يحقق أي تقدم، فيما تمكّن من نقل ‏‏جرحاه إلى نقطة طبية في حيّ الحجر الأسود القريب”.‏

 

وكانت المواجهات بين مقاتلي “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” وتنظيم “الدولة الإسلامية” قد بدأت ‏قبل أسبوع، عقب محاولة الأخير ‏السيطرة على حيّ القدم، على خلفية اتهام “أجناد ‏الشام” لـ”داعش” بمحاولة اغتيال الشيخ أبو مالك الشامي، قائد قطاع جنوب دمشق.‏

 

وفي درعا جنوباً، أعلن تجمّع “أحرار عشائر الجنوب”، التابع للجيش السوري الحرّ، ‏عن بدء معركة استئصال “داعش” من ‏منطقة اللجاة، شمال شرق محافظة درعا.‏

 

وأوضح التجمع، في بيان اليوم، أنّه بدأ التحضير لهذه المعركة، منذ نحو 20 يوماً، ‏فقام بتجهيز الخطط والعتاد والعدة المناسبة، ‏كما جهّز كتائبه، ووضع على رأس كل منها ‏واحداً من ضباطه، مؤكدا أنّ القائد العسكري لتجمع أحرار العشائر سيكون على ‏رأس العمل ‏العسكري.‏

 

وبحسب البيان، فإنّ قرار بدء المعركة جاء على خلفية “تهديد التنظيم بانتهاك ‏أعراض العشائر والتطاول على عناصر التجمع، ‏وبعد مناشدة أهالي قرى اللجاة كاملة ‏لقيادة تجمع أحرار عشائر الجنوب بتخليصهم من ظلم التنظيم”.‏

 

ويشهد ريف درعا الغربيّ، منذ بداية العام الجاري، معارك عنيفة، بين تنظيم “الدولة الإسلامية” ‏وفصائل المعارضة المسلحة، ‏فرضت طبيعتها حصاراً مطبقاً على المدنيين في ‏المنطقة، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم، كما أدت إلى حملات نزوح كبيرة ‏‏بينهم.‏

 

كواليس زيارة دي ميستورا “السلبية” إلى دمشق

عبسي سميسم

يروي مصدر مطلع في دمشق، لـ”العربي الجديد”، بعض كواليس الزيارة الأخيرة للمبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، إلى دمشق قبل أيام. ويصف المصدر الزيارة بأنها كانت “سلبية”، موضحاً أن دي ميستورا التقى نائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، فقط، رغم أنه طلب لقاء الرئيس، بشار الأسد، ووزير خارجيته، وليد المعلم. لذلك أقام المبعوث الدولي في دمشق يومي الإثنين والثلاثاء وهو ينتظر أن يُحدَّدَ له موعد، وهو ما لم يحصل. ويكشف المصدر أن لقاء دي ميستورا بالمقداد لم يكن ودياً، وحصلت خلاله مشادة كلامية بينهما، إثر انتقاد المقداد المبعوث الأممي واتهامه بعدم الحيادية، بسبب عدم إدانته قصف دمشق بالصواريخ، وحديث الأخير عن مجازر قوات النظام المتواصلة في مدينة دوما.

ويضيف المصدر أن المبعوث الأممي عرض خطته وآليات عمل اللجان الأربع، المزمع تشكيلها، على المقداد، لكن الأخير أبلغه بأن لديه الكثير من المآخذ على خطته. أما في ما يخص تشكيل اللجان، فيؤكد المصدر أن المقداد استمهل دي ميستورا حتى تتم دراستها، ورفض أن تعمل اللجان بشكل متواز، معرباً عن إصراره على أن يبدأ العمل في لجنة مكافحة الإرهاب، وعقب إنهاء أعمالها يتم الانتقال إلى اللجنة التي تليها. كما طالب بقائمة الأسماء الخاصة بالمعارضة المقترح مشاركتها في اللجان المشتركة، بحسب خطة دي ميستورا، مبينا أنه يرفض المشاركة بأية لجنة يشارك بها الائتلاف الوطني المعارِض، إضافة إلى رفضه مشاركة مجموعة من الشخصيات والكيانات المعارضة الأخرى في الداخل والخارج، لم يحددها المصدر.

ويلفت المصدر إلى أن المبعوث الدولي غادر دمشق بانتظار إرسال قائمة ممثلي النظام في اللجان، من دون أن يحدد الأخير لدي ميستورا فترة زمنية لذلك. ويرى المصدر أن اللافت في زيارة دي ميستورا هو أنه استهلها بزيارة السفارة الإيرانية في دمشق حتى قبل لقائه بالمسؤولين السوريين، منوهاً إلى أنه قام بهذه الزيارة بهدف محاولة الضغط على النظام من بوابة أنه يحظى بدعم طهران.

 

ميسي يتضامن مع اللاجئين السوريين ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل

عبّر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، مثل عدد من لاعبي كرة القدم في أوروبا، عن تضامنه مع قضية اللاجئين السوريين الذين يتوافدون إلى البلدان الأوروبية هرباً من الحرب ويعيشون مأساة إنسانية كبيرة، وذلك عبر رسالة دعم على “فيسبوك”.

 

ونشر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي رسالة مؤثرة عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، لكل المعنيين بقضية اللاجئين السوريين، خصوصاً المجتمع الدولي، حيثُ قال إن العالم يعيش في وقت صعب، حيثُ يتوافد الآلاف من اللاجئين إلى أوروبا في كل يوم نتيجة الحرب المشتعلة في سورية. لذلك يدعو ميسي المجتمع الدولي للتحرك سريعاً بغية إيجاد الحلول المثالية لحل هذه المأساة بأسرع وقت ممكن.

 

ونشر ميسي هذه الرسالة تحت صورة لعائلة مهجرة، في وقت كتب في أعلى الصورة: من غير المسموح أن تحدث هكذا أمور قاسية بحق الإنسانية في القرن الـ21. وبهذا يكون النجم ميسي قد عبّر عن تضامنه الكامل مع قضية اللاجئين وأول لاعب كرة قدم يدعو المجتمع الدولي للتحرك سريعاً من أجل إيجاد حل لهذه القضية الإنسانية قبل فوات الأوان.

 

محتجزون سوريون في التشيك لـ”العربي الجديد”: أغيثونا

محمد عزام

على الحدود التشيكية-الألمانية، يعاني لاجئون سوريون من ممارسات ابتزازية من قبل الأمن التشيكي الذي يحتجزهم، في أوضاع بالغة السوء، في ظل تجاهل إعلامي عربي لمعاناتهم الممتدة على مدار أكثر من شهرين.

 

قرابة 2000 سوري وسوريّة بينهم أطفال وعجائز، يقيمون في منطقة حدودية نائية، يلعنون حظهم السيئ الذي أوقعهم في ذلك المأزق، إذ كانوا في طريقهم إلى ألمانيا، عبر قطار انطلق من النمسا، من هؤلاء، الشاب الثلاثيني السوري لورانس سليمان ابن مدينة دير الزور، والذي كان متوجهاً إلى برلين بالقطار، لكن أحلامه في الاستقرار وإيجاد وطن يحفظ كرامته، توقفت مع مرور القطار في دولة التشيك، إذ أجبر الأمن والشرطة التشيكيين، سليمان ورفاقه على النزول من القطار، وجرى اصطحابهم إلى معسكر على الحدود الألمانية، لتبدأ معاناتهم، كما روى لـ”العربي الجديد”، عبر الهاتف من مقر احتجازه في التشيك.

 

ينقسم معسكر الاحتجاز إلى 6 مجمعات، وعدد من الخيام التي تقام كلما جاء وافدون جدد، يقيم داخل كل مجمع، بحسب شهادات اللاجئين، والذين تواصل معهم “العربي الجديد”، من 100 إلى 200 شخص، بينهم أطفال رضع ونساء وشيوخ، وبعضهم محتجز منذ أكثر من 70 يوماً لإجباره على إجراء البصمة، والذي يحرمهم من حلم الذهاب إلى ألمانيا ويجعل من التشيك نهاية رحلتهم التي بذلوا في سبيلها “آلاف اليوروهات”، كما يقول سليمان، متابعاً “أغيثونا، لا أحد يهتم لأمرنا هنا، الإعلام العربي سلط أضواءه على معاناة اللاجئين في المجر، نحن مثلهم، محبوسون في مجمعات لا يسمح لنا بالخروج منها أو الحصول على حاجاتنا الأساسية”.

 

الأطفال المرضى

 

تعاني الشابة السورية هزار (من الزبداني)، من عدم قدرتها على توفير احتياجات ابنها المصاب بالتوحد، إذ تم حبسها في المجمع المقام على الحدود التشيكية-الألمانية منذ 5 أيام، بعد رحلة طويلة اضطرت خلالها لإجراء البصمة في سلوفكيا، بعد أن وصلت إلى المجر عبر تركيا، بصحبة والدتها المسنة.

 

تقول هزار لـ”العربي الجديد”: “المجمع بعيد جداً عن أي منطقة مأهولة، أمن المجمع صادر كل ما كان معي ومع أمي (هاتف أيباد، ساعة، حلق وخاتم)، إذ يحاسبون اللاجئين على يوم الإقامة بـ 12 يورو لكل شخص، يقومون باحتسابهم من الأموال المصادرة، أو الأغراض العينية بعد تقييمها”.

 

إضراب ومظاهرات

 

بينما يتحدث اللاجئون مع “العربي الجديد” عبر الهاتف، طلب أحدهم تغيير مكانه بسبب كاميرا، ترصد تجمعهم، خوفاً من عقابهم بتمديد مدة إقامتهم قبل البت في طلبات لجوئهم، أو نقلهم إلى كامب فينشني لاهوتا رقم 234، والذي صار اللاجئون يصفونه بالجحيم بسبب سوء ظروف الإقامة فيه، كما يقول ياسر الشامي، (رفض ذكر اسمه كاملاً خوفاً من تعرضه لعقوبة من أمن المجمع).

 

يقول ياسر لـ”العربي الجديد”: “قمنا بعمل إضراب عن الطعام، ومظاهرات، احتجاجاً على وضعنا السيئ، غير الآدمي، فقام أمن مقر الاحتجاز والشرطة وكوماندوس معهم كلاب بوليسية، بتمديد فترة إقامة عدد منا في التشيك وسجن آخرين، وتهديدنا بالحبس الانفرادي، حتى إن سيدة حامل انهارت وأصابتها نوبة هيسترية بسبب سوء المعاملة”.

وطالب ياسر من الإعلام العربي، مساندة قضيتهم، إذ ينوون التظاهر مجددا، حتى يتم السماح لهم بالمرور إلى ألمانيا، والتي كانوا في طريقهم إليها وأجبرتهم السلطات التشيكية على النزول من القطار، قائلاً “أخشى على حياتي، إذ أعاني من الربو، ولا يوجد علاج مناسب، حقن الكورتيزون فقط، ما يفاقم وضعي الصحي”.

بسبب التظاهرات السابقة، حضر وزير الخارجية التشيكي، إلى المعسكر ليتحدث مع اللاجئين، لكن المترجمين، لم يوصلوا حديثهم كما يقول اللاجئ السوري سامر أبو جميل، من ريف حلب، إذ أخبر المترجمون الوزير أن سبب المشكلة رغبتهم في استعادة أغراضهم وهواتفهم للتواصل مع المهربين.

 

يقول أبو جميل لـ”العربي الجديد”، “وضعنا سيئ، من يعاني المرض لا يوجد علاج له، لا يوجد حليب للأطفال، لا يوجد حفاضات، الملابس التي معنا قديمة وصارت بالية ولا تقي البرد الذي يشتد ليلاً، حتى صار العديد منا ممن لا يعانون من مشاكل أمنية مع النظام يرغبون في العودة مرة أخرى إلى سورية، بدلاً من حياة الذل والمعاناة هذه”.

 

الرحلة القاتلة

 

لكن كيف بدأت الرحلة من سورية؟ يجيب أحد رفاق أبو جميل من المحتجزين معه، رفض ذكر اسمه، قائلاً “خرجت من سورية إلى تركيا، هناك ظللت قرابة 6 أشهر، لجأت إلى مهربين، وضعوني في قارب مطاطي بصحبة 45 شخصاً بالغاً و13 طفلاً مع أغراضنا، حتى جزيرة كوس في اليونان، من هناك ركبنا باخرة تابعة للأمم المتحدة، دفعنا 60 يورو حتى ننقل إلى أثينا التي رفضت استقبالنا وطردتنا، من هناك عبرنا الحدود اليونانية المقدونية، في موكب تكون من قرابة 5 آلاف شخص”.

 

يتابع “تم ضربنا بالغاز المسيل للدموع ورصاص مطاطي، من قبل الشرطة المقدونية، ثم سمحوا لنا بالدخول ومن هناك تم ترحيلنا إلى الحدود الصربية، عبر حافلات وقطار وسيارات تاكسي، دفعت في إحداها 150 يورو، لكل شخص من رفاقي”.

 

عبر مهربين نالوا نصيبهم من مال اللاجئين، دخل السوريون إلى صربيا، والتي منعتهم من حجز فندق في بلغراد، ما جعل بعضهم ينام في الشوارع والحدائق، وصاروا عرضة لابتزاز البوليس الصربي الذي حصل على 200 يورو من المجموعة لكل شخص حتى يسمح لهم بالذهاب إلى الحدود المجرية، هناك سعى البوليس الهنغاري إلى إجبار اللاجئين على البصمة، ما جعلهم يرفضون الأمر، ويسيرون قرابة 20 كيلومتر حتى وجدوا وسائل نقل ابتزتهم وحصلت من اللاجئين 350 يورو، لتنقلهم إلى فندق سان استديوم التركي في العاصمة المجرية بودابيست.

 

يؤكد اللاجئون الذين تحدثوا مع “العربي الجديد” عبر الهاتف، أنهم كانوا عرضة للابتزاز طوال رحلتهم، إذ حصل الفندق الذي وصلوا إليه في هنغاريا على 400 يورو للراغبين في الذهاب إلى النمسا، و600 يورو للراغبين في الذهاب إلى ألمانيا.

 

ويضيف اللاجئون أنهم ذهبوا إلى محطة القطار الرئيسية في النمسا، كما حجز بعضهم باصات من أجل السفر إلى ألمانيا، غير أنهم لم يكن لديهم علم بأن القطار يمر في التشيك، كما يقول اللاجئ أبو جميل، والذي تابع قائلاً “كانت البداية واضحة، إذ صادرت الشرطة، كل ما نملك من أول وهلة، كذلك صادروا الباسبور، والجوال، والأوراق، في ظل معاملة لا أخلاقية، تشبه معاملة المخابرات السورية التي هربنا منها”.

 

السويداء تنتفض: إعلام النظام يحوّل المحافظة إلى رمزية بعثية!

وليد بركسية

توقفت تغطية الإعلام الرسمي السوري لأحداث السويداء أمس باكراً، عند تحول الأحداث الميدانية في المدينة نحو التصعيد والاحتجاج، بعد التفجيرات التي هزت المدينة فجأة وأسفرت عن مقتل الشيخ المعارض للنظام وحيد البلعوس، مع فرض تعتيم إعلامي تام بقطع الاتصالات عن المحافطة.

 

لم تقدم التغطية من استوديوهات “الإخبارية السورية” و”الفضائية السورية” في دمشق أي تحليل سياسي عن الجنوب السوري. وبدلاً من سرد الوقائع، واعلان تطمينات ضمن خطة التهدئة، نظراً لأن التلفزيون الرسمي لن يفصح عن التداعيات الحقيقية لحدث مشابه… ذهب التلفزيون الرسمي الى خطاب الشعر، متوجهاً الى “رجولة وشهامة أهل جبل العرب وصمودهم في الحرب السورية” وما شابه ذلك من عبارات يسوق لها رجالات النظام بنمطية في الأحداث المشابهة منذ 2011.

 

لم يشكل المراسلون (ربى الحجلي) والاتصالات الهاتفية الكثيرة (نضال قبلان، ..) أي إضافة تذكر على صعيد كونهم مصادر معلومات من قلب الحدث، مثلما يفترض في العمل الإعلامي الاحترافي، أو في منافسة على الاقل لمواقع التواصل التي نقلت الوقائع، قبل أن يعمد النظام الى قطعها… فانحرفت التغطية التلفزيونية الفقيرة بالمعلومات عن مسارها الإخباري لتدور حول التحليل السياسي الإقليمي وترويج عبارات النصر القادم و”محاولات الإرهابيين اليائسة لضرب الحل السياسي”.

 

كل ذلك ليس غريباً لمن يعرف آلية الإعلام الرسمي في سوريا. فمنذ تفاقمت الأحداث في السويداء، مطلع الأسبوع الحالي على خلفية الاحتجاجات التي نظمها ناشطون من المدينة تحت شعار “خنقتونا” مطالبين بإصلاحات عامة وإقالة شخصيات نافذة، لم ينقل الإعلام الرسمي أي خبر عن الموضوع، بل قام النظام السوري بقطع الاتصالات والإنترنت عن المحافظة للحد من انتشار الاحتجاجات عبر السوشيال ميديا.

 

رغم البث المباشر نقلت القنوات العالمية (بما فيها محطات صديقة مثل “روسيا اليوم”) خبر التفجير الذي ضرب المشفى الوطني في السويداء. لكن القنوات السورية كانت مشغولة بالتنظير والحديث مع المسؤولين الرسميين، ما جعل التغطية المباشرة عبثية ومثيرة للسخرية. فما الجدوى من تخصيص كل هذا الوقت لبث الهراء على الهواء دون القدرة على نقل أبسط التطورات فور حصولها للمشاهد؟

 

انقطاع الاتصالات عن المحافظة بشكل شبه كامل، جعل من الصعب على الصفحات الناشطة من قلب المدينة تزويد العالم الخارجي بالمعلومات، باستثناء الصفحات المؤيدة للنظام التي نشرت صور التفجيرات عن “الإخبارية السورية”، مرفقة بالشعارات ذاتها التي نشرتها “الإخبارية” من دون أي تغيير، ولا يمكن معرفة صحة المعلومات المتداولة في المواقع المعارضة أيضاً أو التي تنتشر عبر “سوشيال ميديا”، لعدم وجود مصادر واضحة من قلب المحافظة، إذ تنتشر المعلومات عبر هاشتاغات “#شيوخ_الكرامة” و”#السويداء_تنتفض”.

 

تغطية “الإخبارية السورية” تفوقت على “الفضائية” بالبث المباشر الحصري من مكان التفجير. وجاء الحديث عن اغتيال البلعوس وبقية شيوخ الكرامة، في المحطتين، خجولاً، وكذلك حال ما تلاه من أحداث واحتجاج قرب الفروع الأمنية للنظام التي تحدثت عنها وسائل الإعلام المعارضة بما في ذلك تحطيم تمثال حافظ الأسد في المدينة. كانت هناك إشارات مبهمة من الضيوف عن اغتيال معارضين لبث الفتنة فقط، فيما استمات وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد، ومفتي النظام أحمد بدر الدين حسون، في الدفاع عن النظام وتبرئته من الضلوع في التفجيرين من دون أن يوجه أحد لهما اتهاماً بذلك، أما وزير الإعلام عمران الزعبي فتنقل بين الشاشتين مكرراً ذات الكلام هنا وهناك كأنه يقرأ من ورقة مكتوبة سلفاً.

 

المفتي ووزير الأوقاف احتلا الشاشتين الرسميتين في التوقيت ذاته، وشهد الهواء لفترة طويلة ظهوراً مكثفاً لرجال الدين من الطائفة الدرزية التي تشكل الأغلبية في محافظة السويداء، كما ظهر رموز الطائفة الحلفاء في لبنان (طلال أرسلان)، وكل ذلك لتوجيه رسائل “وطنية” إلى أهل المنطقة بعدم الاستمرار في الاحتجاج والالتزام بالهدوء.

 

لم تكن هناك قيمة للضحايا خلال التغطية، فكثيراً ما تناسى المذيعون والضيوف الحديث عنهم، وكان استذكار حافظ الأسد وسلطان باشا الأطرش و”البعث” العظيم، هو الطاغي على البث، فتم تحويل السويداء إلى رمزية لهذه الثلاثية العجيبة قبل دمجها بشخص بشار الأسد والوطن الأم، وفق المتحدثين كالشيخ مزيد الحجلي (الفضائية) أو الضيوف البعثيين حصراً (الأمين القطري البعثي هلال الهلال)، إضافة للوم المجتمع الدولي على تعاطفه مع اللاجئين السوريين أو المدنيين في دوما والغوطة على حساب من يستحق التعاطف (الجيش السوري – مدنيو المناطق المؤيدة…!).

 

السويداء: اقتحام مقرات أمنية عقب اغتيال رجل دين معارض

قتل شيخ الدين الدرزي المناهض للنظام أبو فهد وحيد البلعوس، بانفجار استهدف سيارة كان يستقلها مع 3 أشخاص آخرين، بينهم شيخ آخر على الأقل، في منطقة عين المرج في مدينة السويداء جنوب سوريا. وعقب اغتيال الشيخ، تجمع عدد من السكان ومن أنصاره قرب المستشفى الحكومي، ليقع انفجار ثانٍ قرب التجمع، ما أدى إلى سقوط 4 قتلى جدد وعدد من الجرحى.

 

مصادر محلية في السويداء ذكرت أن عدد القتلى بلغ 8، فيما عدد الجرحى أكثر من 22، وسط ترجيحات بارتفاع عدد القتلى لوجود بعض الحالات الخطرة. وعلى الفور، اقتحم أنصار الشيخ البلعوس فرعي الأمن العسكري، والأمن الجنائي في السويداء، في اتهام صريح للنظام بالوقوف خلف عملية اغتيال رجل الدين البارز، حيث سبق أن خاض البلعوس مواجهات مع الفرعين تخللتها عمليات حصار من أجل إخراج معتقلين من السويداء داخل الفرعين.

 

 

 

والبلعوس هو رجل دين درزي من سكان بلدة المزرعة غربي السويداء، برز خلال الأزمة السورية بأفعاله وتصريحاته المناهضة للنظام، حيث كان يمنع اعتقال الشبان الرافضين للخدمة العسكرية في صفوف جيش النظام، وهاجم حواجز وفروع أمن للنظام، كما قام بمنع النظام من إخراج السلاح الثقيل من محافظة السويداء قبل ثلاثة أشهر، وأطلق اتهامات كثيرة ضده بأنه يسهّل الطريق أمام “داعش” للدخول إلى السويداء، من خلال تجاهل وجود التنظيم على الحدود الشرقية للمحافظة وعدم التصدي له.

 

يشار إلى أن الشيخ البلعوس يقود تشكيلاً عسكرياً مسلحاً، بهدف “حماية السويداء من أي خطر” كما كان يكرر في خطاباته، في إشارة إلى النظام والتنظيمات المتشددة، خصوصاً تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي خاض معه مواجهتين تصدى خلالهما لهجوم قاده التنظيم ضد إحدى القرى الدرزية في الريف الشمالي الشرقي من محافظة السويداء في الربع الأول من العام الحالي.

 

وبالتزامن مع الانفجارين في السويداء، قتل 3 أشخاص بينهم طفلة وأصيب 13 آخرين، في سقوط قذائف هاون على أحياء درزية داخل مدينة جرمانا بريف دمشق.

 

النظام السوري سارع من جهته إلى إدانة التفجيرين من دون ذكر الشيخ البلعوس، حيث نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” عن مجلس الوزراء إدانته للأحداث الدامية في السويداء. كما نقلت الوكالة عن “عشائر السادة الأشراف البوسلامة” في سوريا والعراق، إدانة “التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا مدينة السويداء”.

 

من جهته، قال شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز المقرب من السلطات السورية يوسف جربوع، إن “دعاة الفتنة من أعداء الوطن هم من استهدفوا محافظة السويداء بالتفجيرين الإرهابيين”. وأضاف “الصورة بدت واضحة، والمؤامرة بدت جلية من أعداء الوطن من الخارج لتدمير المحافظة من الداخل، ونسعى الآن نحن والعقلاء من أبناء المحافظة لتدارك هذه المؤامرة، والسعي إلى إخماد فتيل الفتنة كي نستدرك الأمر قبل تطوره”.

 

في المقابل، وفي أولى ردود الفعل العربية، قال رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، إن الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس “رفض ان يكون أهل جبل العرب شركاء في قمع وقتل اخوانهم من الشعب السوري”. وأضاف في تغريدات على “تويتر”: “الشيخ وحيد قاد انتفاضة ترفض الخدمة العسكرية في جيش النظام”، في إشارة إلى وقوف النظام السوري وراء عملية الاغتيال.

 

يشار إلى السويداء شهدت خلال الأيام الماضية اعتصامات وتظاهرات ضخمة تعهّد الشيخ البلعوس بحماية المشاركين فيها ومطالبهم، تخللها اقتحام لمبنى المحافظة وسط المدينة، احتجاجاً على الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتردية، كما كانت بارزة هتافات وشعارات رفعت ضد النظام والإعلام السوري، وصفته بـ”الإعلام السوري كاذب”، وهو شعار انتشر في التظاهرات مع بدء الثورة السورية في عامها الأول. ورد النظام بقطع كامل للاتصالات وشبكة الانترنت عن السويداء، لتعود الخدمة يوم أمس بشكل جزئي، وتعود للانقطاع اليوم عقب الأحداث الأمنية.

 

اللجوء السوري يضغط على ضمير أوروبا

قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الجمعة، إن بلاده على استعداد للوفاء بالتزاماتها الأخلاقية، معلناً أن المملكة المتحدة ستقوم باستقبال الآلاف من اللاجئين المتواجدين في مخيمات الأمم المتحدة في بلدان الجوار السوري، استجابةً منها إلى تفاقم الأزمة الإنسانية للاجئين.

 

وعقب تصريحات كاميرون، قالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ميليسا فليمنج، إن بريطانيا “تعرض 4000 مكان للاجئين السوريين”. وأضافت “نرحب كثيراً بزيادة أماكن إعادة توطين السوريين في المملكة المتحدة”، واعتبرت أن “هذه الأماكن ستكون مهمة بالنسبة لحياة ومستقبل أربعة آلاف شخص”.

 

وكانت بريطانيا قد قبلت 216 لاجئاً، العام الماضي، في إطار خطة لنقل اللاجئين الأكثر ضعفاً، ومنحت ما يقارب 5000 من السوريين اللجوء خلال السنوات الأربع الماضية. وشهدت بريطانيا موجة من الضغط، الشعبي والسياسي، لاستقبال المزيد من اللاجئين، خاصة بعد انتشار صورة غرق الطفل السوري على سواحل تركيا، حيث جمعت عريضة الكترونية، تدعو لاستقبال المزيد من اللاجئين، أكثر من ٣٥٠ ألف توقيع وهو ما يعني أنها أصبحت مؤهلة للنقاش في البرلمان بعد تخطيها عتبة ١٠٠ ألف توقيع.

 

وفي الإطار، كانت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجيون، قد قالت إن السياسة الحالية ستعيد تكرار صورة غرق الطفل مرات كثيرة، ودعت رئيس الوزراء البريطاني إلى تغيير سياسة البلاد في موضوع استقبال اللاجئيين، فيما دعا عمدة مدينة بريستول جورج فيرغسون السكان إلى ترك غرف خالية في منازلهم لاستقبال اللاجئين إن كانوا يقدرون على ذلك.

 

من جهة ثانية، قال وزير الداخلية البريطانية السابق ديفيد بلانكت، إن على المملكة المتحدة استقبال ٢٥ ألف لاجئ خلال الأشهر الستة القادمة. بينما علّقت زعيمة المحافظيين الاسكتلانديين روث دافيدسون، في تغريدة لها على “توتير”، بالقول إن القضية ليست قضية هجرة ولكنها قضية إنسانية، داعية إلى تقديم المزيد من المساعدة إلى اللاجئين، في حين اتهمت زعيمة حزب العمال هارت هارمان، كاميرون بأنه “يدفن رأسه بالرمال، محاولاً التظاهر بأن أحداً لا يهتم وأنها ليست مشكلتنا”.

 

إلى ذلك، قالت “منظمة الهجرة الدولية”، الجمعة، إن “المعلومات المتوفرة حول القرارات الجديدة التي تتخذها السلطات المجرية في ما يخص أزمة اللاجئين، قليلة ومحاطة بالغموض”. هذه التصريحات جاءت عقب استمرار معاناة الآلاف من المهاجرين السوريين العالقين في محطة القطار في المجر، التي تمنع القطار من الانطلاق بهم إلى ألمانيا. وقال المتحدث باسم المنظمة جويل مليمان إن “أوضاع طالبي اللجوء إلى أوروبا في المجر متوترة جداً وتشهد تغيّراً سريعاً، مع رفض اللاجئين الذهاب إلى مراكز الاستقبال التي أقامتها الحكومة المجرية، وإصرارهم على الانتقال إلى المانيا”.

 

وكانت صورة الطفل الكردي الذي رمته الأمواج على شاطىء في تركيا بعد غرقه مع شقيقه وأمه أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا من تركيا، قد أثارت عاصفة من ردود الفعل المنددة بسياسة المجتمع الدولي، والدول الأووبية على وجه التحديد، حيال معاناة اللاجئين السوريين في الوصول إلى أماكن آمنة.

 

في السياق، رفض والد الطفل السوري أيلان كردي (3 أعوام) الجنسية الكندية، بحسب ما قال وزير الجنسية والهجرة الكندية كريس ألكسندر. وأعلن أن الوزارة علّقت الحملة الانتخابية العامة في البلاد، بسبب هذه الحادثة، مشيراً إلى أن تركيز الوزارة في الفترة الحالية سيكون على قضية اللاجئين.

 

من جهته، قدّم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، تعازيه إلى والد الطفل السوري الذي غرق على الشواطىء التركية، باتصال هاتفي أجراه معه. وقال أوغلو خلال كلمة له في أنقرة إنه “إذا لم يكن الأطفال السوريين يعيشون بأمان في منازلهم، فإن أطفالنا في أنقرة وباريس ولندن ونيويورك، أيضاً لن يكونوا بأمان”. داعياً “القادة السياسيين جميعاً، والمثقفين، ودنيا الأعمال، والمسؤولين المعنيين الذين يقضون إجازاتهم حاليا في أماكن الإصطياف، للتفكير في وضع اللاجئين”.

 

في المقابل، أعلن الملياردير المصري نجيب ساويرس أنه يرغب في شراء جزيرة، في إيطاليا أو اليونان، وإعلان استقلالها من أجل إقامة “بلد جديد” يحضن المهاجرين من سوريا والبلدان التي تشهد نزاعات. وكتب ساويرس على حسابه في “تويتر”: “اليونان أو إيطاليا بيعوا لي جزيرة وسوف أعلن استقلالها وأستقبل اللاجئين وأوفر وظائف لهم إذ سيقومون ببناء بلدهم الجديد”.

 

ساويرس اعترف أن خطته صعبة، لكنها “قابلة للتنفيذ”. وقال في مقابلة تلفزيونية: “هناك عشرات الجزر المهجورة يمكن أن يقيم فيها مئات الآلاف من اللاجئين”، ولفت إن أن كلفة شراء جزيرة في اليونان، أو إيطاليا، تترواح بين 10 إلى 100 مليون دولار، وأكد أنه سيخاطب حكومتي اليونان وإيطاليا من أجل تحقيق هذا الهدف.

 

توتر ليلي في السويداء بعد مقتل رجل دين درزي

أ. ف. ب.

بيروت: شهدت مدينة السويداء الليلة الماضية توترا شديدا وتظاهرات امام مقار حكومية وتحطيم تمثال للرئيس السوري السابق حافظ الاسد، وذلك في موجة غضب اثر مقتل رجل الدين البارز الشيخ وحيد البلعوس في انفجار سيارة مفخخة.

 

وانفجرت سيارتان مفخختان بعد ظهر الجمعة في منطقة السويداء تسببت بمقتل 26 شخصا بينهم البلعوس المعروف بمواقفه الناقدة للنظام ومعارضته في الوقت نفسه للتطرف الاسلامي. كما اصيب حوالى خمسين شخصا بجروح، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وافاد المرصد السوري عن خروج “عشرات المواطنين في تظاهرات أمام مقار حكومية عدة. وأحرقوا عددا من السيارات أمام هذه المقار. وظلت تسمع طيلة الليل أصوات إطلاق نار في المدينة من دون ان تعرف اسبابها”.

 

واشار المرصد الى ان المتظاهرين “حطموا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في وسط السويداء”.

 

وقال شاب من سكان السويداء رفض الكشف عن اسمه (24 عاما، طالب) في اتصال هاتفي ان منزله قريب من سوق الخضار ومبنى البلدية. واضاف “سمعت صوت تحطم زجاج، وعندما نظرت من النافذة، رأيت عشرات الشبان يحطمون سيارات مقابل مبنى البلدية كما رشقوا مبنى البلدية بالحجارة”.

 

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي اخبارا عن هجمات على مراكز امنية في المدينة واشتباكات لم يكن في الامكان التحقق منها.

 

وافادت موظفة في مشفى السويداء رفضت الكشف عن اسمها عن وصول مصابين وقتلى الى المشفى يرتدون الزي العسكري، من دون ان يكون في الامكان التأكد من ظروف اصاباتهم.

 

وافاد المرصد عن حالة من “الهدوء الحذر” صباح السبت في السويداء ذات الغالبية الدرزية.

 

وذكر سكان ان رجال الدين في المدينة طلبوا من الناس التزام الهدوء.

 

واشاروا الى انقطاعات في شبكة الانترنت وفي الاتصالات الهاتفية.

 

ونقلت نور (موظفة، 25 عاما) القاطنة في دمشق عن ذويها المقيمين في السويداء ان “عمال البلدية قاموا بتنظيف اماكن التفجيرات”، وان هناك “حالة من التوتر والخوف”.

 

وقتل البلعوس في انفجار سيارة مفخخة استهدفته اثناء مروره بسيارته في ضهر الجبل في ضواحي مدينة السويداء. ثم انفجرت السيارة الثانية قرب المستشفى الذي نقل اليه الجرحى والقتلى.

 

واكد الاعلام الرسمي السوري وقوع الانفجارين وحصيلة القتلى. الا انه لم يأت على ذكر البلعوس. ودان مجلس الوزراء “التفجيرين الارهابيين”، من دون تسمية البلعوس بالاسم.

 

ووصف مصدر امني رسمي في دمشق التفجيرين بانهما “عمل ارهابي موصوف”، مضيفا “هذه الاستهدافات من طبيعة المجموعات الارهابية المسلحة”.

 

الا ان الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط اتهم “نظام بشار الاسد” باغتيال البلعوس ورفاقه. وقال في تغريدة على تويتر ان البلعوس “قائد انتفاضة ترفض الخدمة العسكرية في جيش النظام”.

 

وكان البلعوس يتزعم مجموعة “مشايخ الكرامة” التي تضم رجال دين آخرين واعيانا ومقاتلين وهدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري المستمر منذ اكثر من اربع سنوات.

 

وعرف بمواقفه الرافضة لقيام الدروز بالخدمة العسكرية الالزامية خارج مناطقهم.

 

ويشكل الدروز نسبة ثلاثة في المئة من سكان سوريا. وتفيد تقارير عن تخلف شريحة واسعة منهم عن الالتحاق بالجيش للقيام بالخدمة الالزامية. وسعى الدروز اجمالا منذ بدء النزاع في منتصف آذار/مارس 2011 الى تحييد مناطقهم.

 

أوروبا تسابق الزمن لتقاسم 200 ألف لاجئ

المجر تعاكس التيار بقانون متشدد.. وتضامن شعبي أوروبي واسع مع المهاجرين

بروكسل: عبد الله مصطفى لندن: «الشرق الأوسط»

بينما تسابق عواصم أوروبية الزمن لتقاسم نحو مائتي ألف لاجئ وصلوا إلى إيطاليا واليونان والمجر في الآونة الأخيرة، قرر أكثر من ألف مهاجر عالقين في بودابست، أمس، التوجه إلى النمسا سيرًا في مشهد غير مسبوق يعكس تفاقم الأزمة.

 

وقرر هؤلاء التوجه سيرًا على الأقدام إلى النمسا التي تبعد 175 كلم انطلاقًا من محطة قطارات بودابست حيث علقوا منذ أيام عدة، خصوصًا بعدما منعت السلطات مغادرة أي قطار إلى النمسا وألمانيا.

 

ومع تفاقم الأزمة، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، موافقة بلاده على استقبال «آلاف آخرين» من اللاجئين السوريين، علمًا بأن بريطانيا لم تمنح اللجوء منذ مارس (آذار) 2014 سوى لـ219 سوريًا. وتعتزم المفوضية الأوروبية، الاقتراح على الدول الأعضاء الـ28 تقاسم عبء عشرات آلاف اللاجئين. لكن المجر التي وصل إليها الشهر الماضي أكثر من خمسين ألف مهاجر، واصلت تشددها إزاء الوافدين إليها، وسارع برلمانها، أمس، لإقرار قوانين مشددة تسمح بنشر الجيش على الحدود وتعاقب أي مهاجر غير شرعي بالسجن ثلاثة أعوام.

 

وبدوره، دعا المفوض الأعلى للاجئين في الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس، الأوروبيين إلى مساعدة إيطاليا واليونان والمجر عبر توزيع مائتي ألف طالب لجوء وصلوا إلى الدول المذكورة في بقية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.

 

في غضون ذلك، برزت موجة تضامن واسعة، على المستويات الشعبية والمدنية والرياضية، في أوروبا، مع أزمة المهاجرين منذ نشر صورة الطفل السوري إيلان شنو الذي قضى غرقًا في تركيا خلال محاولته الفرار مع عائلته من الحرب. فقد أعلن أبرز ناد لكرة القدم في ألمانيا عزمه جمع مليون يورو من خلال مباراة ودية تنظم خصيصًا لمساعدة اللاجئين.

 

وفي هولندا، شكلت صورة الطفل إيلان «محركًا هائلاً» لتقديم الهبات. وفي مالطا، تلقى «مركز مساعدة المهاجرين» غير الحكومي، مساعدات مالية قياسية بلغت 600 ألف يورو.

 

المعارضة السورية تتصدى لمحاولة اقتحام «داعش» مدينة مارع بريف حلب والتحالف يقصف مقراته

العكيدي: النظام يساند التنظيم والمعركة صعبة لكن الوضع لا يزال تحت السيطرة

بيروت: «الشرق الأوسط»

تصدّت المعارضة السورية يوم أمس لمحاولة اقتحام تنظيم داعش لمدينة مارع في ريف محافظة حلب الشمالي، بشمال سوريا، التي تحوّلت إلى منطقة منكوبة بعد نحو أسبوعين من المعارك المستمرة على مختلف الجبهات بين الطرفين، حسبما أعلن المكتب الإعلامي لـ«الجبهة الشامية»، في حين ذكر القيادي في «الجيش السوري الحر» العقيد عبد الجبار العكيدي، أن النظام يساند «داعش» بتركيزه على قصف مواقع «الجيش الحر» بالمدفعية متجنبا في الوقت عينه مراكز التنظيم.

 

المكتب الإعلامي لـ«الجبهة الشامية» قال بأن «داعش» شن هجومًا عنيفًا خلال ساعات الليل من محوري بلدة فافين وكلية العقيد يوسف الجادر في محاولة للتقدم باتجاه مدينة مارع واستهدف خلاله المدينة بوابل من قذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة. وشنّ أيضا هجومًا آخر على بلدة صندف في محيط مدينة مارع، مستخدما خلاله قذائف الأسلحة الثقيلة، وفق المكتب الإعلامي الذي أكّد أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من إحباط الهجومين وقتل وجرح العشرات من عناصر التنظيم في محيط المدينة وبلدة صندف وأسر عناصر أخرى، مشيرا كذلك إلى قصف مواقع «داعش» في بلدة تلالين في ريف حلب الشمالي بصواريخ الكاتيوشا وتحقيق إصابات مباشرة.

 

أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأفاد عن سقوط 19 قتيلا في صفوف مقاتلي «داعش» و20 آخرين من المعارضة نتيجة الاشتباكات المستمرة مع المعارضة في محيط مارع بريف محافظة حلب، لافتا كذلك إلى استهداف طائرات التحالف الدولي مقرات «داعش» في المنطقة. وأشار المرصد إلى أن التنظيم المتطرف حقّق تقدما في عدة مزارع بمحيط قرية الكفرة، حيث مني كذلك بخسائر بشرية فيما تمكنت فصائل المعارضة من إعطاب عربة مفخخة ومقتل من بداخلها قبل وصولها إلى بلدة مارع. وجاءت محاولة الاقتحام بعد يومين على إطلاق «الفرقة 30» المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية أولى عملياتها ضد تنظيم داعش، قرب مارع إلى جانب الفصائل العسكرية التابعة لـ«الجيش الحر». وأشارت معلومات إلى أن دور أعضاء الفرقة 30 الذين يبلغ عددهم 25 شخصًا، سيقتصر على التواصل مع طائرات التحالف وغرف العمليات التابعة لهم، بغية معرفة مواقع تنظيم داعش والإبلاغ عنها، على غرار ما كانت عليه مهمة ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية في بلدة عين العرب (كوباني).

 

وكان مجلس محافظة حلب قد أعلن مدينة مارع الخاضعة لسيطرة المعارضة وما حولها بالريف الشمالي منطقة منكوبة، وذلك بعد الهجمة التي تعرضت لها البلدة من قبل «داعش» الذي استخدم في هجماته السيارات المفخخة والأسلحة المحملة بغازات سامة أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، وهو ما أكّده العكيدي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» مشيرا إلى أنّ هناك إصابات موثقة أصيبت في القصف بالغازات السامة. وفيما يصف العكيدي المعركة بـ«الصعبة»، يؤكّد أنّ الوضع لا يزال تحت السيطرة لكن المنطقة قد أفرغت من سكانها ولم يبق فيها إلا المقاتلون. وأشار إلى أنّ الهجوم على مارع المحاصرة من الجنوب والشرق والشمال يتم من 5 محاور أبرزها من الشمال والشمال الشرقي والجنوب الغربي، مضيفا: «هناك محاولات يومية من قبل التنظيم للتقدم لكننا ننجح في التصدي لها وإيقاع خسائر في صفوف مقاتليه».

 

من جهته، أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أنّ «اشتباكات عنيفة دارت بين المعارضة وداعش على أطراف مارع من الجهة الشمالية للمدينة استعمل فيها الطرفان الأسلحة الخفيفة والمتوسطة». ونقل المكتب عن مصدر في المدينة قوله بأن عناصر من «كتائب الصفوة الإسلامية» أحبطوا محاولة التنظيم إدخال سيارة مفخخة إلى مارع بعد استهدافها بقذيفة مدفعية، كما أسر مقاتلو المعارضة قائدا عسكريا وستة عناصر من التنظيم، مشيرًا إلى أنه قتل جراء المعارك 10 عناصر من التنظيم، وسبعة تابعون للمعارضة. ويوم أمس، استهدف الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي أمس، بعدد من الغارات مواقع تابعة للتنظيم داخل بلدتي تلالين وحربيل بريف حلب والخاضعتين لسيطرته، من دون أن تؤدي الغارات إلى خسائر في صفوفه.

 

لم يستبعد الرئيس الروسي نشر قوات روسية في سوريا في المستقبل

«بوتين» يعترف بتدريب قوات «الأسد» ودعمها لوجيستيا

قال الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» إن بلاده دربت الجيش التابع لنظام «بشار الأسد»، ودعمته لوجيستيا، في أول اعتراف رسمي من موسكو بتورطها في القتال في هذا البلد العربي، حسب صحيفة «تلغراف» البريطانية.

 

ومعلقا على تقارير أفادت بانتشار القوات الروسية في سوريا، أوضح «بوتين» أن مناقشة التدخل العسكري المباشر «أمر سابق لأوانه»، لكنه لا يستبعد اتخاذ مثل هذه الخطوة في المستقبل.

 

ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية الحكومية عن الرئيس الروسي قوله، أمس الجمعة، أثناء رده على سؤال خلال «المنتدى الاقتصادي»، المنعقد حاليا في مدينة «فلاديفوستوك» الروسية: «كي نقول إننا مستعدون لاتخاذ تلك الخطوة اليوم، هذا حديث سابق لأوانه. ولكننا بالفعل نقدم مساعدة هامة لسوريا عبر إمدادها بالمعدات وتدريب الجنود بأسلحتنا».

 

وأردف: «نريد حقًا إنشاء نوع من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب والتطرف»، مشيرًا إلى إجراء مشاورات مع الرئيس الأمريكي، «باراك أوباما»، بشأن تلك الخطوة.

 

وتعد روسيا من أكبر الداعمين لنظام الأسد؛ حيث استخدمت حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن لدعم هذا النظام طيلة فترة قمعه للثورة الشعبية التي اندلعت ضده، وهو القمع المتواصل منذ نحو أربعة سنوات ونصف؛ ما أسفر عن سقوط نحو ربع مليون قتيل.

 

ومنذ فترة طويلة، تعد روسيا من أكبر موردي السلاح للنظام السوري، وهو الأمر الذي تبرره حاليا بأنه ضروري لمساعدة هذا النظام على مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية».

 

وتتزايد التوقعات بأن روسيا وسعت بشكل كبير تورطها في القتال في سوريا خلال الشهور الأخيرة، ويشمل ذلك إمداد نظام «الأسد» بشحنات من الأسلحة المتطورة، وقطع الغيار للأسلحة التي بحوزته بالفعل، وزيادة أعداد المستشارين العسكريين الروس في سوريا.

 

وأمس الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إطلاعها على تقارير بشأن نشر روسيا قوات عسكرية وطائرات في سوريا، مؤكدةً مراقبتها الوضع عن كثب.

 

السعودية مرتاحة لتأكيدات «أوباما» حول الاتفاق الإيراني ..

«أوباما» والملك «سلمان»: رحيل «الأسد» شرط لأي تحول سياسي في سوريا

قال وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، إن المملكة تشعر بالارتياح إزاء تأكيدات الرئيس الأمريكي، «باراك أوباما»، بشأن اتفاق إيران النووي، وتعتقد أن الاتفاق سيسهم في إرساء دعائم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

 

والتقى العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبد العزيز» الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، أمس الجمعة، سعيا لمزيد من الدعم في مواجهة إيران، في حين تسعى الإدارة الأمريكية للاستفادة من الزيارة في تحسين العلاقات بعد فترة من التوتر.

 

وهذه أول زيارة للملك «سلمان» إلى الولايات المتحدة منذ اعتلاء العرش في المملكة في يناير/ كانون الثاني 2015، وتأتي بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته الولايات المتحدة والقوى الكبرى مع إيران في يوليو/تموز الماضي .

 

وشاب التوتر العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية بسبب ما تصفه الرياض بانسحاب «أوباما» من المنطقة وعدم قيام الولايات المتحدة بتحرك مباشر ضد رئيس النظام السوري، «بشار الأسد» في سوريا، فضلا عما تراه السعودية ميلا أمريكيا نحو إيران منذ ثورات الربيع العربي التي انطلقت في عام 2011.

 

لكن البلدين يتشاركان الكثير من الأهداف الاستراتيجية، ويعتمد كل منهما على الأخر في عدد من القضايا الجوهرية على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي.

 

وقال «الجبير» في مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماع «أوباما» مع الملك «سلمان» إن الرئيس الأمريكي أكد للملك أن الاتفاق يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وينص على عمليات تفتيش للمواقع العسكرية والمشتبه بها، ويتضمن العودة إلى العقوبات سريعا إذا انتهكت طهران الاتفاق.

 

وأضاف الوزير السعودي: «المملكة تشعر بالارتياح تجاه هذه التأكيدات بعد أن أمضينا الشهرين الماضيين في التشاور مع حلفائنا».

 

وتابع: «نعتقد أن الاتفاق سيسهم في الأمن والاستقرار بالمنطقة».

 

ولفت «الجبير» أن بلاده تأمل أن يستخدم الإيرانيون أي دخل إضافي من رفع العقوبات في تمويل التنمية المحلية بدلا من الانخراط في أنشطة مشينة.

 

وكانت دول الخليج العربية أعربت سابقا عن تأييدها للاتفاق النووي مع إيران، لكنها تخشى أن يؤدي رفع العقوبات عن طهران إلى تمكينها من مواصلة السياسات المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.

 

ولم يحضر الملك «سلمان» اجتماع قمة بين «أوباما» ودول الخليج العربية في كامب ديفيد في مايو/أيار الماضي، في خطوة نُظر إليها على نطاق واسع على أنها رفض دبلوماسي لاستراتيجية الرئيس الأمريكي بشأن إيران على الرغم من نفي كل من الحكومتين هذا التفسير.

 

ويقول منتقدون إن الاتفاق النووي سيمكن إيران اقتصاديا من زيادة دعمها للجماعات المتشددة في المنطقة.

 

وفي سياق آخر، لفت «الجبير» إلى أن «أوباما» والملك «سلمان» ناقشا التسليم السريع المحتمل لتكنولوجيا عسكرية وأنظمة أسلحة أمريكية للسعودية، وناقشا «شراكة استراتيجية جديدة» بين البلدين، رغم عدم إعطائه تفصيلات تذكر.

 

وقطعت السعودية شوطا طويلا في مناقشاتها مع الحكومة الأمريكية لشراء فرقاطتين في صفقة قد تتجاوز قيمتها مليار دولار.

 

ويمثل بيع الفرقاطتين حجر الزاوية لبرنامج تحديث بمليارات الدولارات تأخر كثيرا لسفن أمريكية قديمة في الأسطول السعودي، وسيشمل زوارق حربية أصغر حجما.

 

بيان ختامي مشترك

وحول نتائج الزيارة، أصدر البيت الأبيض بيانا مشتركا، أكد فيه مواصلة عمل البلدين لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز التعاون في المجال الأمني والدفاعي وتعزيز العلاقة الاستراتيجية لمصلحة الحكومتين والشعبين.

 

ووفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، قال البيان إن الاجتماعات بين الرئيس «أوباما» والملك «سلمان»، ظهر أمس، «كانت إيجابية ومثمرة وفرصة لإظهار العلاقة العميقة بين البليدين التي نمت بشكل أعمق وأقوى على مدى العقود السبع الماضية في المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشتركة».

 

وأوضح البيان أن الطرفين أكدا ضرورة مكافحة الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار.

 

وأشار البيان إلى ارتياح الزعيمين لنتائج قمة كامب ديفيد بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس «أوباما» في مايو/ أيار الماضي، والتي هدفت إلى تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون وتعزيز التعاون في مجال الأمن والدفاع.

 

وأعرب الزعيمان عن التزامهما بتنفيذ جميع التفاهمات التي تم التوصل إليها في كامب ديفيد.

 

وأضاف البيان أن «الزعيمان أكد ضرورة مواصلة التعاون العسكري لمواجهة تنظيم داعش (الدولة الإسلامية) وحماية الممرات البحرية ومكافحة القرصنة».

 

وناقش الجانبان «تسريع توفير بعض المعدات العسكرية للسعودية، وزيادة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والأمن البحري والأمن السيبراني ومنظومة الصواريخ الدفاعية الباليستية. وأهمية مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف والالتزام المستمر للتعاون الأمني بين الولايات المتحدة والسعودية بما في ذلك الجهود المشتركة لمواجهة تنظيم القاعدة وتنظيم داعش».

 

وأكد البيان على «تعاون البلدين لوقف تدفق المقاتلين الأجانب ومواجهة الدعايات البغيضة لداعش، وقطع تمويل الإرهاب».

 

واتفق الزعيمان على ضرورة العمل على المدى الطويل لمكافحة الإرهاب، مما يتطلب التعاون المستمر من الدول الشريكة في جميع أنحاء العالم.

 

وحول الوضع في اليمن، قال البيان: «شدد الطرفان على الحاجة الملحة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بما في ذلك القرار رقم 2216، لتسهيل التوصل إلى حل سياسي على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي، ونتائج الحوار الوطني».

 

وأبدى الزعيمان الحرص على تخفيف الأزمة الإنسانية في اليمن.

 

ونقل الملك «سلمان» التزام السعودية على الاستمرار في مساعدة الشعب اليمني، والعمل مع شركاء التحالف للسماح بالوصول غير المقيد للمساعدات، التي يتم فحصها من قبل الأمم المتحدة وشركائها – بما في ذلك شحنات الوقود – إلى اليمنيين الذين تأثروا بالصراع.

 

وقال البيان إنه «تحقيقا لهذه الغاية تم الاتفاق على فتح موانئ البحر الأحمر، وان تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة»، واتفق الزعيمان على دعم وتمكين جهود الإغاثة الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة.

 

وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد الزعيمان على «أهمية مبادرة السلام العربية، التي قدمتها المملكة عام 2002»، وشدد الزعيمان على ضرورة «التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة للصراع على أساس حل الدولتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن».

 

وشجع الزعيمان الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي «لاتخاذ الخطوات اللازمة لدفع الجهود في طريق حل الدولتين». وفيما يتعلق بالملف السوري، قال البيان إن «الزعيمين شددا على أهمية التوصل إلى حل دائم للصراع السوري على أساس مبادئ جنيف 1، لوضع حد لمعاناة الشعب السوري والحفاظ على استمرارية المؤسسات الحكومية اليمنية والعسكرية، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا، وضمان ظهور دولة مسالمة وتعددية ديمقراطية خالية من التمييز والطائفية».

 

وأكد الزعيمان أن أي تحول سياسي يجب أن يتضمن رحيل «بشار الأسد» الذي فقد شرعيته لقيادة سوريا.

 

صورة أيلان المروعة لا تردع مهاجرين سوريين عن محاولة عبور المتوسط

بعد أيام من صورة صدمت الضمير العالمي لطفل ميت جرفته مياه البحر إلى شاطئ تركي كان الشيء الوحيد الذي منع مزيدا من المهاجرين السوريين من محاولة العبور بالطريقة ذاتها هو الصخب الإعلامي الذي سببه تدفق الصحفيين على هذا الشاطئ.

 

وقال عبد المنعم الصطوف – وهو أب لثلاثة أطفال جاء من مدينة إدلب السورية – «رأينا صورة الطفل (لكننا) لا نملك فرصة أخرى».

 

هذا واحد من آلاف المهاجرين الذين ينتظرون أن تحين فرصتهم لقطع الرحلة البالغة أربعة كيلومترات من منتجع بوضروم التركي إلى جزيرة كوس اليونانية. مرحلة محفوفة بالمخاطر من رحلة يتقاضى عنها المهربون آلاف الدولارات.

 

وقال الصطوف الذي كان يدير متجرا في إدلب «لن نعود إلى إدلب.. ولا وظائف لنا هنا في تركيا. أريد الذهاب إلى ألمانيا.. السويد والنرويج.. كلها دول جيدة. سنذهب إلى كوس خلال أيام قليلة».

 

وقالت قوات خفر السواحل التركية إنها منعت 57 شخصا في ثلاثة مراكب مساء الخميس. لكن ليس هذا سوى نذر يسير من عدد يتجاوز ألفي مهاجر كل يوم تقول مجموعات الإغاثة إنهم يصلون إلى اليونان.

 

واهتزت الحكومات الأوروبية وأخذت الأزمة بعدا إنسانيا بعد تداول الصور المروعة للطفل أيلان كردي ابن السنوات الثلاث وقد رقد ووجهه في الماء على الشاطئ بالقرب من بوضروم. وكان أخوه غالب وعمره خمس سنوات وأمه ضمن مجموعة من 12 شخصا على الأقل ماتوا بعد غرق قاربين كانا يقلان 23 شخصا.

 

لكن أولئك الذين ينوون القيام بالرحلة يقولون إنهم يدركون العواقب. وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن ما يزيد على 300 ألف سلكوا طرقا بحرية خطرة للوصول إلى أوروبا هذا العام وحده مات منهم نحو 2500 في غياهب البحر.

 

وقال محمد الشعار البالغ من العمر 22 عاما وهو ينتظر فرصته للعبور «أعرف أنها رحلة خطرة.. هذه الوفيات لم تبدأ بالطفل.. غرق كثيرون».

 

وأضاف «لولا قسوة السياسات الأوروبية لما مات أهلنا في البحر. هؤلاء الناس أجبروا على القيام بتلك الرحلة.. لا نملك أي طريق آخر».

 

مشتبه بهم في عمليات تهريب

ومثل يوم الجمعة أربعة سوريين آخرين والقيود في أيديهم أمام محكمة في بوضروم ووجهت لهم تهم تهريب تتعلق بالمركب الذي كان على متنه الصغير أيلان وعائلته. وتؤكد والدة أحد المشتبه بهم واسمها مليحة رجب أن ابنها ليس مهربا وأنه نفسه من اللاجئين.

 

قالت مليحة وقد ارتدت غطاء رأس رمادي اللون وهي تتحدث للصحفيين «لم يفعلوا شيئا.. كانوا فقط يحاولون الفرار. أولادنا من الضحايا أيضا. كانوا على متن نفس القارب.. هذا كل شيء».

 

وتقول تركيا إنها تحاول منع تدفق المهاجرين عبر شواطئها. وتقول السلطات إنها ستعيد أي مهاجر غير سوري يملك أوراق هوية إلى بلده من بين 57 مهاجرا سوريا وأفغانيا وباكستانيا احتجزوا مساء الخميس.

 

وسيظل البقية في تركيا التي تؤوي مليوني لاجئ سوري وتحملت وطأة الآثار الإنسانية جراء سنوات الحرب الأربع في جارتها سوريا بتكلفة قدرها ستة مليارات دولار.

 

ومع تردي حالة البنية التحتية وصعوبة الحصول على إذون عمل أصبح ساحل تركيا على بحر إيجة منطلقا رئيسيا للمهاجرين الذين يتحرقون شوقا للحصول على مستقر دائم وحياة أفضل في أوروبا.

 

وقالت امرأة تدعى عائشة تبيع سترات نجاة للمهاجرين في بوضروم إنها تجارة ساعدتها على التوقف عن بيع حلي فضية للسائحين.

 

تقول عائشة إن سترات النجاة التي تبيعها أصلية بينما تباع أخرى في المدينة بنصف الثمن لكنها مقلدة وتنطوي على خطورة. وقالت «يدفعون آلاف الدولارات للقيام بالرحلة ولا يهتمون بدفع عشرة دولارات إضافية للحصول على سترات نجاة أصلية لأطفالهم.. هذا مؤسف للغاية».

 

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو وهو يتحدث في اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين في بلده يوم الجمعة إن تركيا ستواصل الترحاب باللاجئين وإن على البلدان الأخرى فعل الشيء نفسه للمساعدة في تأمينهم.

 

وأضاف «فلتصبح صورة أيلان جرس إنذار لنا جميعا. لو لم يتوفر الأمن للأطفال السوريين فلن يأمن أطفال في منازلهم في أنقرة ولا في باريس أو نيويورك. هؤلاء الأطفال لم يكن لهم يد في مكان ولادتهم. إنه قدرهم. لكن قراراتنا هي التي ستحدد مستقبلهم».

 

وعاد عبد الله كردي والد أيلان وغالب إلى سوريا يوم الجمعة حيث دفنت جثامين القتلى في مدينة كوباني الحدودية التي دمرت معظم أجزائها بفعل القتال الضاري بين المسلحين الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية منذ العام الماضي.

 

وانتحب الأب حزنا على ولديه وزوجته الذين ووروا الثرى ودعا الحكومات العربية لفعل المزيد لاحتواء أزمة اللاجئين.

 

قالت إن نظام «الأسد» مسؤول عن مقتل 1804 من بين هؤلاء الأطفال

منظمة حقوقية: مقتل 2209 أطفال في سوريا خلال العام الجاري

قالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، اليوم الجمعة، إنها وثقت مقتل 2209 أطفال، على يد الأطراف الفاعلة الرئيسة في سوريا، منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية شهر أغسطس/آب المنصرم.

 

وأوضحت الشبكة في تقرير صادر عنها، وصل وكالة «الأناضول» نسخة منه، أن «النظام في سوريا، تسبب بمقتل 1804 أطفال خلال الفترة المذكورة، وبالتالي فهو مسؤول عن 82% من مجموع الضحايا من الأطفال».

 

وأضاف التقرير أن «القوات الكردية (وحدات الحماية الشعبية)، وجماعات متحالفة معها، تسببت بمقتل 21 طفلا، فيما قتلت التنظيمات الإسلامية المتشددة، 115 طفلا، تسبب تنظيم الدولة الإسلامية بمقتل 104 منهم، فيما تسببت جبهة النصرة بمقتل 11».

 

وفي نفس الإطار، أوضحت الشبكة أن «فصائل المعارضة المسلحة المختلفة، تسببت بمقتل 175 طفلا، فيما تسببت قوات التحالف الدولي بمقتل 31 طفلا»، لافتة إلى أن 63 طفلا قتلوا من قبل ما وصفته الشبكة بأنها «جهات لم تتمكن من تحديدها».

 

وشددت الشبكة في تقريرها على أن «أزمة الأطفال، وأزمة اللاجئين في سوريا، هي فرع عن الأزمة الرئيسة، التي تسبب بها النظام السوري بشكل رئيسي عبر القمع الوحشي للاحتجاجات الشعبية، استمرت لأشهر طويلة دون حماية المدنيين من قبل المجتمع الدولي، ولا يمكن حل مشكلة اللاجئين دون حل الأزمة السورية بالكامل».

 

وحذرت من أن «كل تأخير في حل الأزمة السورية، سيضاعف من أزمة الطفولة، والتي بدورها سوف تمتد لسنوات بعيدة»، معتبرة أن الأزمة في سوريا هي «أزمة إنسانية، وأزمة انتهاكات حقوق الإنسان بالدرجة الأولى، وإن كان يتم تصويرها على أنها أزمة جيو-سياسية، فهذا من أجل الهروب من مواجهة حقيقة الأزمة السورية».

 

اتهام دمشق بقتل الشيخ الدرزي وحيد البلعوس  

أفاد مراسل الجزيرة في سوريا بمقتل الشيخ وحيد البلعوس أحد مشايخ الطائفة الدرزية المعارض في مدينة السويداء (جنوبي سوريا) في تفجير سيارة ملغمة.

 

وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) الرسمية إن ثمانية أشخاص قتلوا وجرح نحو عشرين آخرين جراء تفجيرين وقعا في السويداء.

 

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى وقوع انفجار ثان أمام مستشفى المدينة تسبب بالعديد من القتلى والجرحى، وأن التفجير وقع بعد نقل جثمان البلعوس إلى المستشفى.

 

وأضافت مواقع معارضة للنظام السوري على الإنترنت أن عددا من أبناء الطائفة الدرزية هاجموا المراكز الأمنية في المحافظة وسط توتر واضطراب تشهده المدينة.

 

من جهته، اتهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط (وهو من زعماء الطائفة الدرزية في لبنان) النظام السوري باغتيال الشيخ وحيد البلعوس ورفاقه لأنه أبدى معارضة واضحة للنظام.

 

واشتهر الشيخ البلعوس بمواقفه المعارضة للنظام السوري والداعية إلى مقاطعة الخدمة العسكرية في صفوف الجيش النظامي.

 

وكان البلعوس يتزعم مجموعة “مشايخ الكرامة” التي تضم رجال دين آخرين وأعيانا، وهدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري المستمر منذ أكثر من أربع سنوات.

 

وللبلعوس دور في حل خلافات وقعت بين الدروز وفصائل في المعارضة السورية، خاصة الناشطين في مدينة درعا المجاورة للسويداء.

 

وأفاد مراسل الجزيرة بأن حادث اغتيال البلعوس أعقبه إطلاق كثيف للنيران، وأن عددا من مناصريه هاجموا مراكزا للشرطة تابعة للنظام.

 

اتهام النظام

وفي مقابلة مع الجزيرة في نشرة سابقة، وصف وليد جنبلاط الشيخ البلعوس بشهيد الوطن، وأكد اتهام النظام بقتله، معتبرا أن “استشهاده يشرف الدروز وجبل العرب”.

 

وبرر اتهامه للنظام بأن بلعوس كان رفض انخراط الدروز في صفوف جيش النظام في مواجهة أشقائهم بالمناطق السورية الأخرى، كما أن له مواقف أخرى معارضة النظام.

 

واعتبر أن الموضوع في سوريا حاليا هو فرز وطني، فمن يقف بمواجهة النظام هو الوطني، وغيرهم إما مغرر بهم وإما عملاء للنظام.

 

وأضاف جنبلاط أن النظام واهم بأنه قد يستطيع أن يفت في عضد الوطنيين الدروز من خلال قتل رموزهم.

 

تحطيم تمثال حافظ الأسد في #السويداء السورية

بيروت – فرانس برس

شهدت مدينة السويداء الليلة الماضية توترا شديدا وتظاهرات أمام مقار حكومية وتحطيم تمثال للرئيس السوري السابق حافظ الأسد، وذلك في موجة غضب إثر مقتل رجل الدين البارز الشيخ وحيد البلعوس في انفجار سيارة مفخخة. وقام متظاهرون بتحطيم تمثال الأسد وأضرموا حوله النيران.

وانفجرت سيارتان مفخختان بعد ظهر الجمعة في منطقة السويداء تسببت بمقتل 26 شخصا بينهم البلعوس المعروف بمواقفه الناقدة للنظام ومعارضته في الوقت نفسه للتطرف. كما أصيب حوالي 50 شخصا بجروح، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد السوري عن خروج “عشرات المواطنين في تظاهرات أمام مقار حكومية عدة. وأحرقوا عددا من السيارات أمام هذه المقار. وظلت تسمع طيلة الليل أصوات إطلاق نار في المدينة من دون أن تعرف أسبابها”.

وأشار المرصد إلى أن المتظاهرين “حطموا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في وسط السويداء”.

 

وقال شاب من سكان السويداء رفض الكشف عن اسمه (24 عاما، طالب) لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي إن منزله قريب من سوق الخضار ومبنى البلدية. وأضاف “سمعت صوت تحطم زجاج، وعندما نظرت من النافذة، رأيت عشرات الشبان يحطمون سيارات مقابل مبنى البلدية كما رشقوا مبنى البلدية بالحجارة”.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أخبارا عن هجمات على مراكز أمنية في المدينة واشتباكات لم يكن في الإمكان التحقق منها.

وأفادت موظفة في مشفى السويداء رفضت الكشف عن اسمها عن وصول مصابين وقتلى إلى المشفى يرتدون الزي العسكري، من دون أن يكون بالإمكان التأكد من ظروف إصاباتهم.

 

#ألمانيا تتوقع وصول 10 آلاف لاجئ إليها عبر المجر

برلين- رويترز

قالت الشرطة الألمانية السبت إن السلطات تتوقع قدوم ما يصل إلى عشرة آلاف لاجئ السبت بعد أن اتفقت النمسا وألمانيا مع المجر على السماح للمهاجرين بعبور الحدود.

وقال المتحدث باسم الشرطة شتيفان زونتاج لرويترز السبت “ليست لدينا أرقام يعول عليها بعد لكننا نتوقع ما يتراوح بين خمسة آلاف وعشرة آلاف لاجئ اليوم.”

وأضاف أن المسؤولين مازالوا يقومون بعمليات تنسيق لاستيعاب عدد اللاجئين. ومن المتوقع أن يصل قطار من النمسا يحمل عدة مئات من اللاجئين إلى مدينة ميونيخ الألمانية ظهر السبت تقريبا.

 

غضب بالسويداء عقب اغتيال شيخ معارض للأسد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أشعل اغتيال رجل الدين الدرزي، وحيد البلعوس، المناهض للرئيس السوري بشار الأسد، الجمعة، الغضب في مدينة السويداء، حيث قال ناشطون إن شبان أقدموا على تحطيم تمثال لحافظ الأسد ومبنيي الأمن العسكري والجنائي.

 

وقتل أكثر من 25 شخصا في سلسلة تفجيرات استهدفت في ضواحي السويداء موكب الشيخ البلعوس، الذي كان يتزعم مجموعة “مشايخ الكرامة” التي تضم رجال دين آخرين، وأعيانا ومقاتلين، هدفها حماية المناطق الدرزية.

 

وقالت شبكة “سوريا مباشر” إن شبانا حطموا “تمثال الأسد الأب” في “ساحة السير” بالمدينة، و”قاموا بإشعال النار وإحراقه، واقتحموا مبنيي الأمن العسكري والجنائي”، ردا “على مقتل أحد أبرز قادة الدروز المعارضين للنظام”.

 

كما ذكرت مصادر في المدينة، وهي مركز محافظة السويداء، أن “نظام بشار الأسد قطع مباشرة شبكة الإنترنت”، مشيرة إلى أن الأهالي اتهموا “الفروع الأمنية والمخابراتية التابعة لنظام بشار الأسد بالتخطيط وتنفيذ عملية الاغتيال”.

 

وعرف البلعوس بمواقفه المناهضة لسياسة الأسد، والمعارضة في الوقت نفسه للجماعات المسلحة المتشددة ولاسيما داعش، حيث تصدى مع مقاتليه في مايو لهجوم المتشددين على قرية بريف محافظة السويداء، التي تعد معقلا للدروز السوريين.

 

وعقب عملية الاغتيال، قال رئيس الحزب الاشتراكي اللبناني الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، في تغريدة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي “التحية كل التحية للشهيد الشيخ وحيد البلعوس ورفاقه الذين اغتالهم نظام بشار الأسد”.

 

وأردف: “الشيخ وحيد قاد انتفاضة ترفض الخدمة العسكرية في جيش النظام، ورفض أن يكون أهل جبل العرب شركاء في قمع وقتل إخوانهم من الشعب السوري”، “فلتكن هذه المناسبة مناسبة انتفاضة الجبل، جبل العرب، الجبل السوري الأشم في مواجهة النظام”.

 

مغني “الجدار” يعرض استضافة لاجئين سوريين

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال المغني الإيرلندي الشهير، نجم فرقة “بينك فلويد”، بوب غيلدوف، إن رد فعل رجال السياسة على أزمة اللاجئين “انحطاط مثير للغثيان”، وعرض استقبال 4 عائلات سورية لاجئة في منازله في لندن وكينت.

 

وأعلن المغني والناشط السياسي أنه يشعر بالغثيان من صور جثة الطفل السوري الكردي إيلان كردي التي لفظتها أمواج البحر على شاطئ تركي.

 

وقال لإذاعة “آر تي إي ون” في إيرلندا “نظرت إلى الصور وأنا أشعر بخجل عميق وخيانة وحشية لما أصبحنا عليه ولما نأمل أن نكونه”.

 

وأضاف المغني صاحب الألبوم الغنائي الشهير “الجدار”، The Wall، “نحن نمر حالياً بلحظة ستظل تؤثر علينا طوال السنوات الثلاثمائة المقبلة”، مضيفاً أنه سيفتح أبواب منزل أسرته، كاستجابة شخصية لأزمة اللاجئين المتنامية.

 

وتابع: “إنني مستعد، وأنا محظوظ أن لدي مكاناً في كينت وشقة في لندن.. أنا وزوجتي مستعدون لاستقبال 3 عائلات لاجئة على الفور في كينت وعائلة رابعة في شقتنا بلندن، وأن يظلوا هناك إلى أن يؤمنوا مستقبلاً لهم”.

 

وانتقد غيلدوف الاستجابة الحكومية القاصرة لأزمة اللاجئين حتى الآن، مشيراً إلى أنه “يعلم والكل يعلم أيضاً، وكل من يستمع للمقابلة يعلم، الهراء الذي يتحدث عنه الجميع، أي قيمنا، إنها مجرد هراء”.

 

وأضاف “ما أن تصل إلينا (الأزمة) فإننا ننكر هذه القيم ونخون أنفسنا، رغم أن هذه القيم صحيحة وحقيقية، لكن هذا يحدث المرة تلو الأخرى.. يجب أن تتوفر لدينا السياسة والإنسانية للتعامل مع المشكلة، والموسيقى لن تحلها”.

 

قيادي بالائتلاف الوطني: المبادرة الإيرانية الوحيدة التي يقبلها شعب سورية هي سحب ميليشياتها الطائفية

روما (4 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى قيادي في الائتلاف الوطني السوري المعارض أن النظام الإيراني “غير مؤهل أساساً لطرح أي مبادرة للحل السياسي في سورية بحكم أن السوريين يعدون إيران دولة محتلة وداعمة للقاتل بشار الأسد ونظامه بكل أشكال الدعم العسكري والمالي والسياسي”، على حد تعبيره

 

وذكر أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف، أنس العبدة أن المبادرة التي يقبلها الشعب السوري من إيران هي “أن تسحب مرتزفتها وميليشياتها الطائفية المجرمة من ربوع سورية، والتي تعيث فساداً وقتلاً للسوريين”، حسبما نقل عنه المكتب الاعلامي للإئتلاف.

 

وشدد العبدة على أن “الائتلاف وقوى الثورة والمجتمع الدولي قد توافق على آلية الحل السياسي بمرجعية جنيف، ولن نقبل سقفاً أدنى من بيان جنيف، والذي ينص على إنشاء هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة تقود البلاد للخروج من آتون الحرب والدمار التي ورطها بها نظام الأسد”. وأضاف “أي كلام عن حكومة وحدة وطنية هو مغالطة ممجوجة للالتفاف على بيان جنيف هدفها تحييد بشار الأسد وإعادة تعويمه”، على حد تعبيره.

 

ونوه بـ”إن السوريين لا يملكون خياراً إلا المضي بثورتهم حتى إسقاط هذا النظام المجرم وإزالة الأسد وطغمته المجرمة من سدة الحكم مهما طال الطريق وغلا الثمن، ونحن في الائتلاف متمسكون بمبادئ الثورة وأهمها إسقاط النظام المجرم ونسعى لأن يكون ذلك من خلال حل سياسي عادل بمرجعية جنيف”.

 

لوموند:فرنسا تدرس توجيه ضربات جوية لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا

باريس (رويترز) – نقلت صحيفة لوموند الفرنسية على موقعها الالكتروني يوم السبت عن “مصدر رفيع المستوى” لم تذكر اسمه قوله إن فرنسا تدرس توجيه ضربات جوية لتنظيم الدول الإسلامية في سوريا لتنضم إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

 

ورفض مسؤلون حكوميون التعليق على التقرير وقالوا إن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند سيعبر عن وجهة نظره إزاء الأمر في مؤتمر صحفي يوم الاثنين.

 

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)

 

الشيخ رأفت البلعوس خلفاً للشهيد وحيد …وقوات النظام تنسحب جزئياً

ميلاد عيسى: كلنا شركاء

كشف مصادر في السويداء اليوم السبت الخامس من أيلول/ سبتمر، أن مجموعة مشايخ الكرامة عينت الشيخ رأفت البلعوس خلفاً لزعيمها وحيد البلعوس الذي اغتيل يوم أمس الجمعة.

 

ونفت الصفحة الرسمية لرجال الشيخ أبو فهد البلعوس صدور أي بيان مزيل باسم الشيخ أبو يوسف رأفت البلعوس ، وطلبت الصفحة الرسمية من المواطنين والوسائل الإعلامية عدم تداول أي بيانات سوى البيانات التي تصدر عن ما يسمى ” المجلس القيادي لرجال الكرامة” دون أن يتم توضيح أي تفاصيل عن هذا المجلس، كما دعت الصفحة الرسمية الشباب جميعا في السويداء الى اللالتزام بالهدوء والتعقل وعدم السماح  للأعداء باللعب على اوتار لتحقيق غاياتهم.

 

وتناقلت وسائل إعلامية بياناً منسوباً لـ “مشايخ الكرامة” نشر تحت عنوان “البيان الرقم 1” إنه “في محاولة بائسة للرد على مواقف العزة والكرامة في جبل العرب، وفي يوم أمس استهدفت تفجير مركبة آثمة، موكب شيخ الكرامة وحيد البلعوس، أثناء مروره بطريق ظهر الجبل، ارتقى على إثرها شهداء بررة، يضافون إلى مواكب شهداء الكرامة الذين قضوا دفاعاً عن كرامة أهلنا وأرضنا وليبقى جبلنا عامراً على رغم أنف الطغاة والحاقدين”.

 

وأضاف البيان أن “رجال الكرامة الذين عاهدوا أنفسهم على فدائها، يوجهون الاتهام السياسي إلى عصابة رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء وفيق ناصر وعصابة (الرئيس السوري بشار الأسد)، ويحملون اللجنة الأمنية مسؤولية كل ما جرى ويجري من اغتيالات”.

 

وتابع أن “رجال الكرامة وشيخها طالما حافظوا على هدوء المحافظة وإبقائها ملجأ للسوريين الهاربين من ويلات الحرب التي أذكاها تسلط وعسف السلطة الأسدية، أما وقد فتح النظام النار واعتدى، فله منّا الرد الحاسم”.

 

وأعلن البيان نقاطاً عدة بينها: “إعلان جبل العرب منطقة محررة من عصابات الأمن وزمرهم، وإبطال دور اللجان الأمنية التابعة للنظام، وتسليم الشؤون الأمنية إلى رجال الكرامة في كل مدينة وبلدة من المحافظة”.

 

وأكد البيان على “استمرار عمل المؤسسات العامة والخدمية بإشراف الإدارة الذاتية المنبثقة عن الهيئة الموقتة لحماية الجبل، وتكليف غرفة عمليات رجال الكرامة، وتنسيق العلاقة مع كل المسلحين الشرفاء في الجبل من كل الفصائل بتطهير مواقع النظام والإشراف على حفظ الأمن واستمرار الحياة الطبيعية في المحافظة”.

 

وأضاف أن “لجنة للتفاوض السياسي ستشكل للتواصل مع حكومات وهيئات ومؤسسات المجتمع الدولي لإيصال الحقائق واعتماد وضع الجبل تحت بند منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي، وفتح معبر حدودي مع الأردن بالتنسيق مع حكومته”.

 

وختم البيان المنسوب بالتأكيد على أن “السويداء جزء لا يتجزأ من تراب سورية الحرة، وتقف ضد كل إرهاب واحتراب أهلي، وتكافح أي تكفير واستبداد، وستبقى ملجأ لكل الضيوف الكرماء الذين قدموا إليها آمنين على أرواحهم وأرزاقهم فيها حتى يعودوا إلى ديارهم”.

 

في المقابل، ذكر مصدر خاص لـ”كلنا شركاء” ان البيان الذي صدر ونسب الى مشايخ الكرامة بيان تفاوضي أي صدر ليكون ورقة ضغط في المفاوضات التي بدأت صباح اليوم بين لجنة من السويداء والنظام. وأردف أن الهدف الذي صدر البيان من أجله، لا ينفي صحة ما ورد فيه.

 

وزيادةً في عزلة مدينة السويداء في ظل الحراك الشعبي الذي تشهده، لجأ النظام إلى عزل المدينة بشكل كامل عن محيطها، بقطع الطريق العام (السويداء – دمشق) وهو منفذ المدينة الوحيد إلى مناطق سيطرة النظام، في حين تم قطع شبكة الانترنت عن المدينة بعد ساعات فقط من حادثة اغتيال الشيخ البلعوس.

 

وتفيد الأنباء التي تسربت من المدينة بسيطرة الثوار الذين يتبعون مشايخ الكرامة على كل من أفرع المخابرات الجوية والعسكرية والجنائية إضافة إلى الشرطة العسكرية وفرع الحزب.

 

وقالت المصادر إنه تم تحرير سجناء في فرع الشرطة العسكرية كانوا معتقلين بقصد تجنيدهم إجبارياً، في حين انسحبت قوات النظام إلى منطقة المتحف الوطني في المدينة، وشكلت هناك نقطة تمركز لها بانتظار نتائج عملية المفاوضات بين مندوبين من النظام ووجهاء من المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى