أحداث الأربعاء 25 كانون الأول 2013
«الائتلاف»: قصف حلب لنسف «جنيف 2»
الدوحة – محمد المكي أحمد
لندن، موسكو، واشنطن، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – واصل سلاح الجو التابع للنظام السوري قصفه حلب في شمال البلاد بلا هوادة، في وقت قال قيادي في الهيئة السياسية لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، إن تصعيد النظام القصف «يرمي إلى التهرب من مؤتمر جنيف 2»، لافتاً إلى أن حلفاء «الائتلاف» أبلغوا قادته ضرورة التمسك بالمؤتمر الدولي.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن أكثر من 15 شخصاً، بينهم سيدة وثلاثة أطفال، قتلوا بغارات أمس على حي السكري في حلب، فيما قالت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن عدد القتلى وصل إلى 30. وأوضح «المرصد» أن القصف الجوي الدامي لا سيما باستخدام البراميل المتفجرة المحشوة بأطنان من مادة تي أن تي، أدى منذ 15 كانون الأول (ديسمبر) وحتى أول من أمس الإثنين، إلى مقتل 364 شخصاً، بينهم 105 أطفال و33 سيدة وما لا يقل عن 30 مقاتلاً معارضاً.
وكان الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني دان قصف النظام لمدينة حلب، متهماً جيش النظام باستخدام «براميل متفجرة وصواريخ سكود بلا تمييز». ودافعت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الغارات الجوية رداً على انتقادات واشنطن، معتبرة أن هذه المناطق تحولت «جبهة قتال» تضم مقاتلين عرباً وأجانب. واعتبرت الوكالة أن البيت الأبيض «تعامى عن جرائم الإرهابيين (في إشارة الى مقاتلي المعارضة) وغالبيتهم من أولئك المسلحين الأجانب، عندما دان ما سمّاه الهجمات الجوية المستمرة من جانب القوات الحكومية السورية… بلا تمييز في مدينة حلب».
وأوضح قيادي في «الائتلاف» لـ «الحياة»، أن رئيسه أحمد الجربا بعث برسائل إلي كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ومسؤولين آخرين، جاء فيها أن تصعيد النظام للقصف هو «رد» على تحديد موعد جنيف في 22 الشهر المقبل، وأن المعارضة باتت في «موقف حرج»، لكن القيادي أشار إلى أن النصائح التي تلقتها المعارضة تضمنت التمسك بالمشاركة في المؤتمر.
وفي موسكو، نقل موقع «روسيا اليوم» عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «أن شركاء روسيا الغربيين باتوا يدركون أن إسقاط الأسد لا يمثل سبيلاً لتسوية الأزمة السورية، بل قد يؤدي إلى استيلاء المتطرفين على السلطة خلال فترة وجيزة». واعتبر لافروف «أن التصريحات السابقة لبعض الزعماء الغربيين عن أن الأسد لم يعد يمثل سورية كانت سابقة لأوانها، علماً بأن الأخير ما زال يمثل شريحة كبيرة من الشعب السوري». وقال إن «مكافحة الإرهاب الدولي يجب أن تكون في صلب اهتمام مؤتمر جنيف 2، وآمل ألا يجادل أحد (بأن مكافحة الإرهاب يجب أن تكون في صلب الاهتمام) وألا تطرح المعارضة شروطاً جديدة لا يمكن قبولها وتتعارض مع المبادرة الروسية – الأميركية». وزاد أنه تجب دعوة جميع جيران سورية وإيران والسعودية إلى «جنيف 2»، لكنه قال: «لم يتخذ بعد قرار نهائي في شأن مشاركة إيران. يقولون إن إيران تلعب دوراً مضراً وإنها لم توقّع على بيان جنيف الصادر العام الماضي الذي يعتمد عليه جنيف 2. لكن نرى أن مشاركة إيران والسعودية في المؤتمر أمر ضروري، إذ إن هذين البلدين سيؤثران على الوضع في سورية في أي حال، ولذلك من الأفضل إشراكهما في الحوار».
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن روسيا ستستضيف محادثات دولية يوم الجمعة لمناقشة تدمير الأسلحة الكيماوية السورية، بمشاركة خبراء من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وسورية.
وفي دمشق، اتهم النظام مقاتلي المعارضة بشن هجمات على موقعين للأسلحة الكيماوية في ريف دمشق ووسط سورية قبل أيام. ونقلت «سانا» عن مصدر في وزارة الخارجية: «في 21 كانون الأول (ديسمبر) 2013، قامت المجموعات الإرهابية المسلحة (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة) بالهجوم على أحد هذه المواقع في المنطقة الوسطى (…) إلا أن الجهات المعنية قامت بالتصدي لهذا الهجوم». وأضاف أن مجموعات أخرى «شنت هجوماً على أحد المواقع في ريف دمشق محاولة اقتحامه بعربة مدرعة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات، إلا أن عناصر حماية الموقع تصدوا لهذا الهجوم وفجروا السيارة المفخخة قبل دخولها».
في الدوحة، دعا وزير الدفاع في الحكومة السورية الموقتة أسعد مصطفى في حديث إلى «الحياة»، الدول العربية إلى «توحيد» جميع أنواع دعمها ليكون عبر قناتي الحكومة الموقتة ووزارة الدفاع، مشدداً على ضرورة أن «يرتفع دعم الأشقاء والأصدقاء إلى مستوى حجم الكارثة التي نعانيها». وقال: «نواجه نظاماً مجرماً، معه حلفاء يساعدونه في القتل والإجرام ويقدمون له المال والسلاح والرجال بدعم سياسي من دولة كبرى في مجلس الأمن هي روسيا».
المرصد السوري: 400 قتيل خلال 10 أيام من القصف الجوي على حلب
بيروت ـ أ ف ب
أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء أن عمليات القصف الجوي التي يشنها الطيران الحربي السوري منذ عشرة أيام على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها بشمال البلاد، أوقعت 410 قتلى بينهم 117 طفلاً.
وقال المرصد “ارتفع إلى 401 بينهم 117 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و34 سيدة، وما لا يقل عن 30 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة، عدد الشهداء الذين قضوا جراء القصف المستمر من قبل القوات النظامية بالبراميل المتفجرة والطائرات الحربية على مناطق في مدينة حلب ومدن وبلدات وقرى في ريفها، منذ فجر 15 من الشهر الجاري وحتى منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء”.
ويضاف الى الحصيلة، تسعة مقاتلين جهاديين من “الدولة الاسلامية في العراق والشام” المرتبطة بالقاعدة، قضوا في القصف، بحسب المرصد.
وفي اليوم الحادي عشر من هذه الحملة المكثفة، تعرض حي الصاخور في شرق مدينة حلب لقصف من الطيران الحربي الاربعاء، في حين قصف الطيران بلدة النقارين في ريف حلب “بالبراميل المتفجرة” المحشوة باطنان من مادة “تي ان تي”، بحسب المرصد.
واشار المرصد الى ان محيط النقارين يشهد اليوم “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني وضباط من حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة (الاسلامية) والدولة الاسلامية ومقاتلي كتائب اسلامية مقاتلة من جهة اخرى”.
وتعرضت مناطق سيطرة المعارضة في كبرى مدن الشمال السوري وريفها لقصف جوي عنيف في الايام الماضية. وتتهم المعارضة ومنظمات غير حكومية نظام الرئيس بشار الاسد باستخدام “البراميل المتفجرة” التي تلقى من الطائرات من دون نظام توجيه.
وكان مصدر امني سوري افاد ان سلاح الطيران يستهدف مراكز لمقاتلي المعارضة في حلب، عازيا ارتفاع الحصيلة لوجود هذه المراكز في مناطق سكنية.
لافروف: الأولوية للاستقرار من أجل التسوية
سجال سوري ـ أميركي حول غارات حلب
استمر القصف الجوي على مدينة حلب لليوم العاشر على التوالي حيث سقط أمس 15 شخصا في حي السكري، لترتفع الى اكثر من 300 حصيلة ضحايا هذه الغارات خصوصا بسبب «البراميل المتفجّرة» التي تحولت الى مادة للسجال الاعلامي بين دمشق وواشنطن، فيما أكدت روسيا على موقفها بأن الأولوية يجب أن تكون «لمكافحة الإرهاب الدولي خلال مؤتمر جنيف 2» وأن الأولوية هي لمنع «الجهاديين» من الاستيلاء على السلطة في سوريا.
وواصل الطيران السوري قصف مناطق يسيطر عليها المسلحون في مدينة حلب وريفها. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، أن «القصف بالبراميل المتفجّرة على حي السكري أدى إلى مقتل 15 شخصا»، مشيرا إلى أن «القصف استهدف كذلك بلدة اورم الكبرى في الريف الغربي لحلب». وقال معارضون إن «قصفا مماثلا طاول مدينتي أعزاز والأتارب في ريف حلب» على الحدود مع تركيا. وذكرت «سانا» «قتل 4 مواطنين وأصيب 20 في سقوط قذائف هاون على منطقة الزبلطاني السكنية بدمشق.
ودافعت دمشق، عبر وكالة الأنباء السورية (سانا)، عن الغارات الجوية على حلب منذ أيام ردا على انتقادات واشنطن، معتبرة أن هذه المناطق تحولت «جبهة قتال» تضم مقاتلين عربا وأجانب.
واعتبرت الوكالة أن البيت الأبيض «تعامى عن جرائم الإرهابيين، وغالبيتهم من أولئك المسلّحين الأجانب، عندما دان ما سماه الهجمات الجوية المستمرة من جانب القوات الحكومية السورية بلا تمييز في مدينة حلب». وأضافت «إذا كان (المتحدث باسم البيت الأبيض جاي) كارني وصف المناطق التي تتعرض للقصف من قبل القوات الحكومية السورية بأنها مناطق مدنية فهذا صحيح بمعنى أنها أحياء سكنية، ولكن السؤال كيف تحولت إلى جبهة قتال يستخدم فيها الطيران، وهل أولئك الذين داخلها هم أصحابها أم انهم عبارة عن مجموعة من السعوديين والقطريين والشيشانيين والأفغان والباكستانيين والليبيين».
واعتبرت أن المسؤول الأميركي لم «يسأل نفسه كيف واجهت بلاده الإرهاب في أفغانستان»، منتقدة صمت الولايات المتحدة إزاء «مجازر» ارتكبها المسلحون في عدرا ومعلولا. واعتبرت أن واشنطن تبدو «كقرصان بعين واحدة».
لافروف
وقال لافروف، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» بثت أمس، إن «تحقيق الاستقرار في سوريا مهمة ذات أولوية»، مشددا على أن «الحديث عن الشخصيات ونظام الانتخابات في سوريا جديدة له أهمية ثانوية».
واعتبر أن «شركاء روسيا الغربيين باتوا يدركون أن إسقاط الأسد لا يمثل سبيلا لتسوية الأزمة السورية، بل قد يؤدي إلى استيلاء المتطرفين على السلطة خلال فترة وجيزة». وقال إن «تحقيق الاستقرار في البلاد هو السبيل الوحيد الذي يوفر ظروفا لبناء نظام ديموقراطي وضمان حقوق جميع شرائح المجتمع والأقليات».
وأضاف لافروف أن «التصريحات السابقة لبعض الزعماء الغربيين عن أن الأسد لم يعد يمثل سوريا كانت سابقة لأوانها، علما بأن الأخير مازال يمثل شريحة كبيرة من الشعب السوري». وأعلن أن «على طرفي النزاع في سوريا أن يتفقا في جنيف على سبل تنفيذ بيان مؤتمر جنيف 1».
واعتبر لافروف أن «موقف الدول الغربية من سوريا أصبح أكثر واقعية بعد إدراكها لخطر الإرهاب هناك، وبعد أن رأت انتهاكات حقوق الأقليات على يد المجموعات المسلحة». واستغرب أن «الغرب بدأ يغازل الجبهة الإسلامية، على الرغم من صلاتها الواضحة مع جماعة جبهة النصرة المرتبطة بدورها بتنظيم القاعدة».
ودعا إلى «العمل على ضمان حقوق وأمن جميع الأقليات»، موضحا أن «عدد الهجمات التي تستهدف مسيحيي سوريا في ازدياد». وقال «كان يعيش في سوريا قبل بداية الأزمة نحو مليونين من المسيحيين، والآن بقي مليون أو أقل. وعلى الرغم من أن هذه الإحصائيات ليست أكيدة، أعتقد أن نحو مليون شخص أصبحوا لاجئين». وأضاف أن «المسيحيين في سوريا والمنطقة بشكل عام أبلغوا الجانب الروسي من خلال الاتصالات التي جرت معهم بقلقهم العميق، علما بأن حياة المسيحيين الموجودين منذ ألفي سنة في منطقة الشرق الأوسط، باتت الآن مهددة».
وأعلن أن «موسكو ما زالت قلقة بسبب الموقف الذي قد تتخذه المعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2» الذي من المقرر أن يفتتح في 22 كانون الثاني المقبل في مدينة مونترو السويسرية. وقال «للأسف الشديد، ما زال هناك قلق في ما يخص الموقف الذي قد يتخذه معارضو النظام الذين اتحدوا تحت لواء الائتلاف الوطني. ما يثير الشك، هو بوادر تدل على الانعدام التام للوحدة في صفوف الائتلاف، وإصراره على القول إن تغيير النظام يجب أن يكون النتيجة الوحيدة للمؤتمر أو حتى شرطا مسبقا لانعقاده. كما أن تأثير الائتلاف مثير للشكوك، وحسب تقييماتنا، لا يتمتع الائتلاف بتأثير يذكر على المقاتلين الذين يحاربون النظام في الميدان، كما أن هذا التأثير لا يشمل جميع المقاتلين».
وكرر لافروف أن «مكافحة الإرهاب الدولي يجب أن تمثل موضوعا رئيسيا خلال مناقشات جنيف 2، باعتباره أكبر خطر يهدد سوريا وكل دول المنطقة».
وتابع «يقال إن إيران تلعب دورا غير بنّاء ولم توقّع بنود بيان جنيف 1 الذي يعقد على أساسه جنيف 2. على الرغم من ذلك توجد في قائمة الدول المدعوة للمشاركة في جنيف 2، والتي لا يعارضها الغرب، دول لا توافق على أهدافه، بل تعمل على إحباط المؤتمر. وبالتالي فإن ضرورة مشاركة إيران واضحة بالنسبة لنا، وهي واضحة في جوهر الأمر بالنسبة للجميع، إذ أيد ذلك الأوروبيون وأعرب العرب عن استعدادهم لذلك».
(«سانا»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
أكراد سوريا يتفقون على تمثيل مشترك لهم في مؤتمر جنيف2
أربيل- الأناضول: توصلت الأحزاب الكردية السورية المجتمعة في مدينة أربيل بإقليم شمال العراق، إلى اتفاق حول ثلاث نقاط أساسية ، أولها تشكيل هيئة سياسية مشتركة تمثل أكراد سوريا في مؤتمر جنيف2، وثانيها الاتفاق على إبقاء المعبر الحدودي بين بين سوريا والعراق مفتوحاً، وثالها تشكيل لجنة مراقبين مؤلفة من 11 شخصاً لتنسيق العلاقات بين الأطراف الكردية.
ويأتي هذا التفاهم بين الأحزاب الكردية بعد سلسلة من الاجتماعات في مدينة أربيل ضمت ممثلين عن الأحزاب المنضوية في “المجلس الوطني الكردي” وفي “مجلس شعب روجافا”.
وأكد رئيس مجلس شعب روجافا “عبد السلام أحمد” أنَّ مشاركة الأكراد في مؤتمر جنيف2 تحت سقف واحد أمر لا بد منه، لأن مؤتمر جنيف2 ستتناول مستقبل سوريا بشكل مفصل.
وقال أحمد “إن معبر سيميلكا الحدودي المقابل لمعبر بيش خابور في شمال العراق يجب أن يبقى مفتوحاً وأن لايستغله أي طرف سياسي تحت أي حجة”.
وأضاف أنَّ مجلس شعب روجافا قرر التدخل من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين لدى حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD). وحول لجنة المراقبين أوضح أحمد أن اللجنة المؤلفة من 11 شخصاً ستكون مستقلة وستشرف على مراقبة المعبر الحدودي، وعلى الشؤون الصحية والمساعدات الإنسانية والتعليم وقضايا أخرى في مناطق أكراد سوريا.
ومن جانب آخر قال عضو المجلس الوطني الكردي “طاهر صفوك”، “إننا نتوافق بنسبة 90% مع ماقاله “عبد السلام أحمد”، والأكراد سيشاركون في مؤتمر جنيف2 تحت سقف المعارضة السورية، وإن لم تقبل المعارضة ذلك فإننا سنشارك باسم الأكراد”.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ اجتماعات الأحزاب الكردية بدأت في 17 كانون الأول/ ديسمبر الحالي، وشارك فيها رئيس إقليم شمال العراق “مسعود برزاني”.
المعارضة السورية تتخوف من ترجيح الغرب خيار «محاربة الإرهاب» على تنحية الأسد
روسيا تحذر من سيطرة المتطرفين إذا سقط النظام.. ومحللون يعدونه هروبا من «جنيف 2»
بيروت: «الشرق الأوسط»
تتخوف المعارضة السورية من اعتماد الدول الغربية لخيار محاربة الإرهاب في سوريا ومنحه الأولوية على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وذلك إثر إعلان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أمس – للمرة الثانية في أسبوع – أن «الغرب بات يدرك أن إسقاط النظام السوري قد يؤدي إلى سيطرة المتطرفين على السلطة»، مشيرا إلى أن «تحقيق الاستقرار في سوريا مهمة ذات أولوية. والحديث عن الشخصيات ونظام الانتخابات بات ثانويا».
وأوضح لافروف في تصريح لقناة «روسيا اليوم»: «أن شركاء روسيا الغربيين باتوا يدركون أن إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد لا يمثل سبيلا لتسوية الأزمة السورية، بل قد يؤدي إلى استيلاء المتطرفين على السلطة خلال فترة وجيزة».
وعبر عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سمير نشار، عن خشيته أن «تكون أولوية الدول الغربية الدفع باتجاه تكاتف الجميع لمحاربة الإرهاب في سوريا، بحيث يتحالف النظام والمعارضة لمواجهة (القاعدة)». وقال نشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه «يغيب عن ذهن الغرب أن تخليه عن السوريين هم ما دفعهم نحو التطرف، لا سيما وأن الولايات المتحدة الأميركية قد أوقفت مساعداتها غير الفتاكة للمعارضة ما أجبر القوى المعتدلة على التراجع».
واتهم نشار «نظام الرئيس السوري بشار الأسد بأنه كان قناة رئيسة لنقل الإرهابيين إلى العراق في عام 2003»، مضيفا أن «هذا النظام يتمتع بخبرة كبيرة لجعل سوريا بيئة حاضنة للإرهابيين القادمين من جميع أنحاء العالم بهدف تشويه صورة الثورة السورية وإيهام الغرب أنه يحارب الإرهاب نيابة عنه».
واعترف عضو الائتلاف الوطني المعارض بوجود تقصير لدى المعارضة بتسويق وجهة نظرها في الإعلام الغربي، موضحا في الوقت عينه أن «سبب ذلك يعود إلى ضعف الموارد التي تصل من الدول الصديقة في حين يتمتع نظام الأسد بدعم إعلامي ومالي غير محدود من إيران وروسيا». وشدد نشار على أن «الهدف الأساسي لدى المعارضة السورية هو إسقاط النظام ليصبح من السهولة بعدها مواجهة الجماعات الأصولية، إذ يسقط مبرر وجودها في سوريا».
وفي السياق ذاته، وضع المحلل وأستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس الجنوب، خطار بو دياب في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» كلام لافروف في إطار الهرب من استحقاق «جنيف 2» الذي ينص على تطبيق مقررات مؤتمر «جنيف 1» التي تقضي بتشكيل هيئة انتقالية للحكم كاملة الصلاحيات.
وأشار بو دياب إلى أن الجهد الروسي ينصب حاليا على حرف مؤتمر «جنيف 2» عن أهدافه وإلهاء العالم بمعركة كبرى ضد الإرهاب في حين أن الجميع يعلم أنه من دون إزالة النواة الصلبة للنظام السوري لا يمكن محاربة الإرهاب، مشددا على أن «أبناء الطائفة السنية في سوريا يناصرون إسلاما معتدلا، ولم يكونوا يوما حاضنة للتطرف، لكنهم دفعوا إلى هذا الخيار نتيجة انسداد جميع المنافذ وبروز تطرف مضاد لا يكف عن قتلهم».
وأكد وزير الخارجية الروسي أن تحقيق الاستقرار في سوريا مهمة ذات أولوية، مشددا على أن الحديث عن الشخصيات ونظام الانتخابات في سوريا جديدة له أهمية ثانوية. وقال لقناة «روسيا اليوم» إن «شركاء روسيا الغربيين باتوا يدركون أن إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد لا يمثل سبيلا لتسوية الأزمة السورية، بل قد يؤدي إلى استيلاء المتطرفين على السلطة خلال فترة وجيزة».
وشدد لافروف على أن الحكومة والمعارضة في سوريا يجب أن يتفقا قبل كل شيء على ملامح مستقبل سوريا، وعد أن تحقيق الاستقرار في البلاد هو السبيل الوحيد الذي يوفر ظروفا لبناء نظام ديمقراطي وضمان حقوق جميع شرائح المجتمع والأقليات. ورأى أن التصريحات السابقة لبعض الزعماء الغربيين عن أن الأسد لم يعد يمثل سوريا كانت سابقة لأوانها، علما بأن الأخير ما زال يمثل شريحة كبيرة من الشعب السوري. وعد موقف الدول الغربية من سوريا أصبح أكثر واقعية بعد إدراكها لخطر الإرهاب هناك، وبعد أن رأت انتهاكات حقوق الأقليات على يد المجموعات المسلحة.
وذكر أن موسكو ما زالت قلقة بسبب الموقف الذي قد تتخذه المعارضة السورية في مؤتمر «جنيف 2»، وقال إن «ما يثير الشك، هو بوادر تدل على الانعدام التام للوحدة في صفوف الائتلاف (الوطني المعارض)، وإصراره على القول إن تغيير النظام يجب أن يكون النتيجة الوحيدة للمؤتمر أو حتى شرطا مسبقا لانعقاده. كما أن تأثير الائتلاف مثير للشكوك، وحسب تقييماتنا، لا يتمتع الائتلاف بتأثير يذكر على المقاتلين الذين يحاربون النظام في الميدان».
دمشق تتهم «المسلحين» بمحاولة إفشال تدمير الكيماوي
حرب «البراميل المتفجرة» مستمرة على حلب.. والضحايا إلى 400
بيروت: نذير رضا
اتهمت دمشق، أمس، مقاتلي المعارضة بشن هجمات على موقعين للأسلحة الكيميائية في ريف دمشق ووسط سوريا قبل أيام، وذلك وسط استعدادات لنقل هذه الأسلحة وتدميرها خارج البلاد، في وقت أعلنت موسكو أنها تستضيف محادثات دولية الجمعة لمناقشة تدمير الترسانة الكيميائية السورية. وبموازاة ذلك، واصل الطيران السوري قصفه مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها، لليوم التاسع على التوالي، مما أدى إلى مقتل 15 شخصا على الأقل، أضيفوا إلى 368 شخصا قتلوا بالقصف، خلال ثمانية أيام، في حين تجددت الاشتباكات في مزارع ريما قرب يبرود في القلمون بريف دمشق الشمالي بين قوات المعارضة والقوات النظامية.
وأفاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية بأن مقاتلي المعارضة هاجموا موقعا للأسلحة الكيميائية في المنطقة الوسطى بأعداد كبيرة، «إلا أن الجهات المعنية قامت بالتصدي لهذا الهجوم الغادر وإفشاله».
ونقلت وكالة الأنبار الرسمية السورية (سانا) عن المصدر قوله إن «مجموعات أخرى، بينها جبهة النصرة المرتبطة بـ(القاعدة)، شنت هجوما على موقع آخر في ريف دمشق، محاولة اقتحامه بعربة مدرعة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات، إلا أن عناصر حماية الموقع تصدوا لهذا الهجوم وفجروا السيارة المفخخة قبل دخولها»، مما أدى إلى «سقوط أربعة شهداء و28 جريحا».
وأوضح المصدر أن «المحاولات ما زالت مستمرة على هذا الموقع»، من دون أن يقدم تحديدا دقيقا للموقعين اللذين تعرضا للهجمات. واتهم المصدر الدول الداعمة للمعارضة السورية بـ«تسريب» معلومات إلى المقاتلين عن مواقع هذه الأسلحة، التي من المقرر أن تنقل تمهيدا لتدميرها في البحر.
وقال: «الأهم يبقى حول كيفية تمكّن هذه المجموعات الإرهابية من معرفة الجهود الجارية لنقل هذه المواد إلى خارج سوريا، بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية»، منتقدا «الدور الخطير واللامسؤول لبعض الدول التي تتواصل مع المسلحين، وتنقل إليهم المعلومات المتعلقة بمحتويات هذه المواقع، من المواد الخطيرة والتوجهات الجارية لنقلها». وأدانت الخارجية، بحسب المصدر، «ما تقوم به الدول المعروفة بدعمها لهذه المجموعات الإرهابية»، محملة إياها «مسؤولية المخاطر التي ينطوي عليها تسريب مثل هذه المعلومات، وأي نتائج كارثية ستترتب على ذلك».
ويُفترض أن تغادر أخطر العناصر الكيميائية الأراضي السورية في 31 ديسمبر (كانون الأول)، على أن تُدمر الترسانة بأكملها قبل الـ30 من يونيو (حزيران) 2014.
وفي سياق متصل، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن بلاده تستضيف محادثات دولية يوم الجمعة المقبل، لمناقشة تدمير الأسلحة الكيماوية السورية، مشيرا إلى أن الاجتماع الذي سيُعقد في موسكو سيضم خبراء من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وسوريا.
وأكد ريابكوف في حديث لإذاعة «صوت روسيا اليوم»: «إننا سنتمكن من استكمال هذه العملية في إطار الجدول الزمني المتفق عليه، أي في النصف الأول من العام المقبل».
وكانت موسكو أعلنت أنها أرسلت 25 شاحنة مدرعة و50 عربة أخرى إلى سوريا للمساعدة في نقل مواد سامة ستدمر بموجب الاتفاق الدولي. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الدفاع سيرجي شويجو قوله، في تقرير مقدم إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الطائرات الروسية حملت، في الفترة من 18 إلى 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، 50 شاحنة طراز «كاماز» و25 شاحنة مدرعة طراز «أورال» إلى ميناء اللاذقية السوري، إلى جانب معدات أخرى.
في غضون ذلك، واصل الطيران السوري، أمس، قصفه على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها شمال البلاد، مما أدى إلى مقتل 15 شخصا على الأقل، بينهم سيدة وثلاثة أطفال. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف الجوي الدامي لا سيما باستخدام «البراميل المتفجرة» المحشوة بأطنان من مادة «تي إن تي»، أدى منذ 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، إلى مقتل 364 شخصا، بينهم 105 أطفال و33 سيدة و30 مقاتلا معارضا على الأقل.
وأوضح المرصد أن القصف باستخدام الطيران الحربي والمروحي، استهدف مناطق في حي السكري، كما استهدف بلدة أورم الكبرى في الريف الغربي لحلب. وأفاد ناشطون بأن قصفا مماثلا طال مدينتي أعزاز والأتارب في ريف حلب على الحدود مع تركيا.
ودعا المرصد المجتمع الدولي والأمم المتحدة «وكل من لديه بقايا من الضمير الإنساني، إلى التحرك الفوري والعاجل من أجل وقف هذا القتل العشوائي بحق المدنيين»، وعدّ أنه في غياب هكذا تحرك، سيُعدّ الأطراف المعنيون «شركاء في المجازر التي تُرتكب (…) بشكل يومي». وكانت المعارضة أعلنت، أول من أمس (الاثنين) أنها لن تشارك في المؤتمر الدولي المقرر عقده في سويسرا في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل سعيا للتوصل إلى حل للأزمة، في حال تواصل الغارات الجوية على حلب.
وأفاد ناشطون باستهداف سلاح الجو السوري مدينة رتيان بريف حلب الشمالي بأربع غارات متتالية، أسفرت عن سقوط أكثر من عشرة بين قتيل وجريح. وسجلت غارات أخرى على بلدات من الريف الشمالي لحلب، وذلك بعد تعرض بلدة أعزاز إلى غارة جوية، أول من أمس، أوقعت أكثر من 15 قتيلا و20 جريحا. وبينما ردت المعارضة بقصف بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب، الخاضعتين لسيطرة النظام، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري قوله إن القصف يستهدف مواقع «الإرهابيين» في حلب، مشيرا إلى أن «عمليات الجيش مستمرة» في حلب، مؤكدا أنها تُنفّذ «لتحقيق الأهداف المرصودة وبالأسلحة المناسبة». وأضاف: «الغارات الجوية تستهدف أماكن تمركز العصابات الإرهابية في حلب. نحن لا نستهدف أي منطقة إلا عندما نكون متأكدين 100 في المائة أن الموجودين في المقر هم إرهابيون».
وفي محاولة منه لنفي وجود قتلى مدنيين، قال المصدر إن «كل الجثث التي ترونها هي لإرهابيين ومرتزقة، معظمهم أتوا من خارج الحدود السورية».
وفي تطور لافت، تجددت الاشتباكات في منطقة القلمون، في ريف دمشق الشمالي، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة في محيط مزارع ريما بالقرب من مدينة يبرود في منطقة القلمون بريف دمشق، غداة استهداف البلدة بقصف مدفعي متقطع.
وتعد مزارع ريما آخر نقطة تفصل يبرود عن مواقع سيطرة القوات النظامية في النبك وأطرافها التي استعادتها قبل أسبوعين. ونقل مكتب أخبار سوريا المعارض عن قائد ميداني في يبرود، قوله إن الاشتباكات في منطقة القلمون تتركّز على ثلاث جبهات هي ريما ورنكوس ومعلولا، وتشهد اشتباكات يومية واستهدافا بالمدفعية من قبل قوات النظام.
وقال المصدر إن غرفة عمليات مركزية قد شُكلت بالفترة الأخيرة تجمع بين قيادات جميع الفصائل العسكرية المعارضة المقاتلة في القلمون، بهدف التنسيق بينها فيما يخص الجبهات الثلاث حاليا.
إلى ذلك، أفاد ناشطون سوريون بقصف الطيران الحربي النظامي حي الحويقة في مدينة دير الزور شرق سوريا، بعد اشتباكات عنيفة شهدها الحي خلال الأيام الماضية، بالتزامن مع قصف الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة بالمدفعية الثقيلة، وذلك بعد تقدم قوات المعارضة على عدة جبهات فيها.
وجاء القصف غداة تقدم المعارضة عند المدخل الجنوبي لدير الزور، حيث نفذت عدة فصائل عملية عسكرية سيطرت من خلالها على دوار البانوراما الذي يعتبر من أهم مناطق تمركز قوات النظام، وعلى مدرسة الشرطة ومشفى الأسد.
أطفال سوريا أكثر المتضررين من الحرب
يولد واحد منهم كل ساعة في مخيمات اللجوء.. و764 أعدموا
لندن: «الشرق الأوسط»
«شهيدنا راح/ على الجنة راح/ وبشار قتل شعبي/ هالابن السفاح/ يا سورية لا تحزني/ ما عاد بدي هالدني/ يا بنعيش بكرامة/ يا بشهادة هللي»، بهذه الكلمات تدندن الطفلة الحلبية بسمة بأغنيتها المهداة إلى قائد لواء التوحيد المعارض عبد القادر الصالح (حجي مارع)، الذي قُتل الشهر الماضي، خلال المعارك في شمال حلب.
بسمة الطفلة ابنة مارع التي خرجت في المظاهرات وغنت للحرية في أحياء حلب متحدية قذائف الهاون ما زالت تغني «حر.. حر.. حرية غصب عنك يا بشار نحنا بدنا حرية»، وذلك بدل أن تغني كسائر الأطفال في العالم للسلام والفراشات وبابا نويل وشجرة الميلاد وكل ما يبهج الطفولة الطبيعية.
وقد بثت عشرات من مقاطع الفيديو تظهر الدمار الكبير التي ألحقته البراميل المتفجرة بعدة أحياء سكنية في حلب خارجة عن سيطرة النظام، كان أكثرها تأثيرا فيديو لطفل فقد كل أفراد عائلته، وقد عثر على أخته الصغيرة حية تحت الأنقاض، فأقبل عليها يناديها وهو ينشج بأسى: «تعي (تعالي) يا أختي، تعي يا قلبي تعي». فيديو اختزل آلام الأطفال السوريين ليتجاوز عدد قتلى سوريا من الأطفال أكثر من 11 ألفا، منهم 128 طفلا قضوا اختناقا بأسلحة كيميائية، و389 قتلوا برصاص قناصة، وفق تقرير نشره مؤخرا مركز «أكسفورد ريسرتش غروب» البريطاني للأبحاث.
وأفاد التقرير بأن 11420 طفلا سوريا لا تزيد أعمارهم عن 17 سنة قُتلوا منذ مارس (آذار) 2011 ونهاية أغسطس (آب) 2013، من بين نحو 114 ألف قتيل من مدنيين ومقاتلين جرى إحصاؤهم. ويقول التقرير: «من بين الأطفال الـ10586 الذين حُددت أسباب وفاتهم، 7557 (أي 71 في المائة) قُتلوا بأسلحة متفجرة، مثل القصف الجوي والمدفعي واعتداءات بالقنابل وسيارات ملغومة، وهي الأسلحة الأكثر فتكا بالأطفال في سوريا، وفق التقرير الذي يستند إلى معطيات عدة من منظمات سورية».
وأوضح التقرير أن طلقات الأسلحة الخفيفة كانت السبب في مقتل أكثر من ربع الأطفال الضحايا، أي 2805 أطفال يشكلون 26.5 في المائة من المجموع، فيما أُعدم 764 طفلا من دون محاكمة، وقُتل 389 برصاص قناصة. ومن بين الـ764 الذين جرى إعدامهم، أُفيد بأن 112 منهم تعرضوا للتعذيب، ومنهم خمسة في السابعة من العمر، أو أقل، و11 تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة، وفق المصدر ذاته.
إلا أن التقرير البريطاني لم يشمل القتلى من الأطفال خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، التي شهدت معارك ضارية ومجازر في الرقة والقلمون وحلب قتل فيها مئات الأطفال. ويوم أمس أعلن معارضون عن سقوط العشرات من القتلى وجرح عشرات آخرين في حلب، جراء إلقاء قوات النظام للبراميل المتفجرة على مناطق سكنية من بينها مدرسة ابتدائية، قتل خلالها عشرة أطفال وعشرات الجرحى، كما سقط العشرات بين قتيل وجريح في مناطق متفرقة من أحياء وبلدات محافظة حلب. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد كشفت، أول من أمس، عن وجود نصف مليون جريح في سوريا. ونقلت اللجنة، في بيان لها، عن رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في سوريا، ماغني بارث قوله: «حصيلة القتلى ترتفع، وهناك نصف مليون جريح تقريبا في كل أنحاء سوريا، والملايين لا يزالون نازحين، وعشرات الآلاف معتقلين»، وتابع: «إن الإمدادات بالغذاء والحاجات الأخرى الأساسية تنفد بشكل خطير، لا سيما في المناطق المحاصرة».
كما يعاني الأطفال في سوريا من كل أنواع الموت، بما فيها الموت بردا وجوعا. وبث ناشطون يوم أمس فيديو يظهر طفلا من السبينة من المناطق المحاصرة جنوب العاصمة وهو يأكل الكارتون (الورق)، وقال إنه فقد والده ولديه سبعة إخوة، ولا يوجد طعام ولا عمل». ويتابع الطفل الذي بدا بائسا ومتسخا: «لو كان هناك عمل لما أكلت الورق». وتتنوع وجوه المأساة السورية مع تداول الناشطون على «فيس بوك» صورا لضحايا أطفال، وأخرى لمعتقلين لم يتجاوز عمرهم العام الواحد، كصورة الطفلة آلاء ياسين، مواليد 2005، التي تم اعتقالها مع والدتها بطلة سوريا والعرب بالشطرنج الدكتورة رانيا عباسي، ووالدها وإخوتها الخمسة، أصغرهم الرضيعة ليان، مواليد 2011، من منزلهم في مشروع دمر بتاريخ 11 مارس (آذار) 2013 دون أن يُكشف عن مصيرهم لغاية الآن، وأطلق ناشطون منذ يومين حملة للكشف عن مصير الأطفال، دون أن يلقوا أي استجابة من أي جهة محلية أو دولية، وذلك بينما تطلق الأمم المتحدة النداء تلو النداء، والتحذير تلو الآخر، لمساعدة أطفال سوريا.. آخر التحذيرات من ارتفاع معدل ولادات الأطفال في مخيمات اللجوء خلال ثلاثة أعوام من عمر الثورة السورية، الذي بلغ أكثر من 21 ألف طفل سوري، أي ما يعادل ولادة طفل لاجئ سوري كل ساعة، بحسب إحصاءات للأمم المتحدة، التي دقت ناقوس الخطر محذرة مما قد يؤول إليه مصير جيل جديد من السوريين، في ظل أوضاع إنسانية مريرة يعانون منها داخل بلادهم وخارجها.
وقالت إن أكثر من مليون طفل هم من بين مليونين ومائتي ألف سوري أجبروا على ترك بلادهم والنزوح إلى دول الجوار، هربا من القصف، إضافة إلى خمسة ملايين آخرين حولتهم الحرب للاجئين داخل حدود بلادهم. وكشفت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة عن تخصيص نحو 800 مليون دولار لتمويل عملها مع الأطفال السوريين في مخيمات اللاجئين، أي ما يعادل زيادة بنسبة 75 في المائة عن العام الماضي.
انفجار ومواجهات بدرعا وقصف لدير الزور
قال ناشطون سوريون إن انفجارا ضخما هز مدينة بصرى الشام بريف درعا مصحوبا بإطلاق نار من قبل قوات النظام على الحي الجنوبي للمدينة، بينما تعرضت مدينة دير الزور لقصف مركز من جانب قوات النظام التي كثفت أمس قصفها العنيف بالبراميل المتفجرة على حلب.
وأفادت شبكة شام أنه في أعقاب الانفجار في بصرى الشام دارت اشتباكات بين كتائب الجيش السوري الحر وقوات النظام في محيط بلدة عتمان بريف درعا، وحاولت خلالها كتائب الجيش الحر إحكام سيطرتها على البلدة.
كما تعرضت مدينة دير الزور لقصف مركز من جانب قوات النظام على بعض الأحياء السكنية، مما أدى لتدمير بعض المحال التجارية والمنازل السكنية. كما شن الطيران الحربي عدة غارات جوية على حي الحويقة.
وفي غضون ذلك، كثفت قوات النظام أمس الثلاثاء قصفها العنيف بالبراميل المتفجرة على حلب، حيث قتل 33 شخصا، بينهم نساء وأطفال. كما أصيب أكثر من 150 آخرين في غارات لطائرات النظام على حي السكري، بينما شهدت مدن وبلدات في ريف حماة اشتباكات بين قوات النظام وكتائب المعارضة.
وقال مراسل الجزيرة إن القصف استهدف مبنىً سكنياً في حي السكري يتجمع فيه نازحون ودمَّره بشكل كامل، في حين لا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض لصعوبة انتشالهم.
ونشر نشطاء المعارضة لقطات فيديو تظهر رجالا يغطيهم الغبار يحاولون إنقاذ أشخاص دفنوا تحت الأنقاض في جنوب شرق حلب.
من جهة أخرى، قصف الطيران الحربي بالقنابل الفراغية حي الأنصاري في حلب، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وجرح عشرة آخرين، وفق ما أفاد ناشطون ذكروا أيضا أن اشتباكات عنيفة تدور في منطقة النقارين شرقي حلب، وسط قصف متبادل بالقذائف.
رواية رسمية
ووفق الرواية الرسمية، قال مصدر أمني حكومي إن القصف يستهدف مواقع من وصفهم بالإرهابيين في حلب، مشيرا إلى أن عمليات الجيش مستمرة لدحرهم “وتخليص حلب من براثنهم”.
وأضاف أن الغارات الجوية تستهدف أماكن “تمركز العصابات الإرهابية في حلب.. نحن لا نستهدف أي منطقة إلا عندما نكون متأكدين 100% أن الموجودين في المقر هم إرهابيون”.
ويأتي هذا القصف استمرارا لسلسلة الهجمات والغارات التي تشنها طائرات النظام على حلب وريفها باستخدام البراميل المتفجرة لليوم الـ11 على التوالي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات التي شنتها قوات النظام لا سيما باستخدام “البراميل المتفجرة” المحشوة بأطنان من مادة “تي أن تي” منذ 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري وحتى يوم الاثنين أسفرت عن مقتل 364 شخصا، بينهم أكثر من مائة طفل، حيث كانت الطائرات تسقط براميل محملة بالمتفجرات في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
ودعا المرصد المجتمع الدولي والأمم المتحدة “وكل من لديه بقايا من الضمير الإنساني، إلى التحرك الفوري والعاجل من أجل وقف هذا القتل العشوائي بحق المدنيين” معتبرا أنه في غياب مثل هذا التحرك سيعتبر الأطراف المعنيون “شركاء في المجازر التي ترتكب بشكل يومي”.
حماة وريف دمشق
وفي ريف حماة، قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة جرت أمس الثلاثاء بين الجيش الحر وقوات النظام قرب جسر مورك بريف حماة الشمالي. كما قصفت قوات النظام بالطيران الحربي مدينة كفر زيتا، مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين وتدمير بعض المباني السكنية.
ووفق شبكة سوريا مباشر، جددت قوات النظام قصفها الصاروخي والمدفعي على بلدات عقرب وعيدون وقلعة المضيق بريف حماة.
وفي ريف دمشق، استهدف قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات عدرا ومعضمية الشام ودوما وجسرين ومديرا، وعدة مناطق بالغوطة الشرقية وقرى أفرة وكفر الزيت بوادي بردى، بينما تدور اشتباكات عنيفة عند حاجز اللواء 68 في ريف دمشق الغربي.
تطابق وجهات النظر الفرنسية السعودية بشأن سوريا وإيران
أعلنت باريس قبل أيام عن زيارة سيقوم بها الرئيس الفرنسي إلى الرياض
باريس- حسين قنيبر
أدلى مصدر رسمي فرنسي بتصريحات حول مواقف بلاده المشتركة مع المملكة العربية السعودية تجاه الأزمة السورية والملف النووي الإيراني، مؤكدا أن السعودية بلد مهم في المنطقة ويتحمل مسؤوليات كبرى ويتمتع بنفوذ دبلوماسي لا خلاف حوله.
وجرى حديث كثير عن تقارب موقفي فرنسا والسعودية حيال الأزمة السورية، لكن الأوضح هو ما تقوله باريس قبل أيام من زيارة سيقوم بها الرئيس الفرنسي إلى الرياض.
وأكد مصدر رسمي أن البلدين متفقان على أنه لا حل سياسيا في سوريا ببقاء الأسد، لكنه أقر بصعوبات أمام تنحيه، خصوصا أن الوضع على الأرض لا يذهب في هذا الاتجاه.
ونفى المصدر الفرنسي ما يشاع عن دعم الرياض للجبهة الإسلامية المشكلة حديثاً في سوريا، مؤكدا أن السعودية وفرنسا تدعمان الائتلاف الوطني وتتعاونان في مكافحة الإرهاب.
وثمة من يرى في المعارضة الفرنسية أن مسار جنيف 2 سيسير كما يريده الروس مستفيدين من أن الأميركيين لا يريدون الحرب.
في الملف الإيراني تقول فرنسا الرسمية إن السعودية لا تريد تطبيعا غربياً مع طهران على حسابها، والمهم بالنسبة للرياض هو احتواء التأثير الإيراني في المنطقة.
المحللون يرون أن السعودية وفرنسا لا تريدان إعطاء ايران كل شيء منذ المرحلة الأولى من الاتفاق الغربي معها.
لبنان سيكون أحد أهم الموضوعات التي سيثيرها فرانسوا هولاند في السعودية، وهنا يقول المصدر الفرنسي الرسمي إن الجانبين متفقان على دعم الجيش كعماد لاستقرار لبنان الذي تمسك الرياض بمفاتيح مهمة في مشهده السياسي بحسب المصدر الذي وصف الرياض بالقوة القائدة إقليميا، ما يجعل منها مرجعية في أكثر من ملف وقضية.
البراميل المتفجرة سبقت الكيمياوي بعدد الضحايا في سوريا
الكيمياوي قتل 1700 سوري بينما قتلت البراميل 1839
دبي – قناة العربية
حرب البراميل المتفجرة قتلت من السوريين أكثر مما قتل السلاح الكيمياوي، ولكن العالم لم يتحرك لوقف هذه المجزرة المستمرة.. تحترق حلب وتدمر، فيما الأمل بالذهاب إلى جنيف2 على حافة الانعدام.
وحرب البراميل المتفجرة ليست جديدة في الأزمة السورية، فالنظام بدأ استعمالها منذ عامين. وجد أن المعركة طويلة وتكلفتها المادية عالية، فبدأت المروحيات شن غارات على ريف إدلب والرقة بالبراميل ذات القدرة التدميرية العالية، والدقة المعدومة، والكلفة المنخفضة، وتعتبر السلاح الأسوأ في الحروب لأنها لا تصيب أهدافاً محددة.
وتتكون البراميل المتفجرة من ديناميت يشترى جزءاً منه من لبنان، وكذلك ما يفيض من عبوات وذخائر غير منفجرة، وعملات معدنية سحبت من الأسواق، ونفط ومظاريف قذائف مدفعية مستعملة.
هذه البراميل التي تدمر كل ما تقع بقربه، أخذت بعداً إضافياً مع تكثيف النظام لضرباته على مدينة حلب في الأيام الأخيرة.
وصل التنديد الدولي بتدمير حلب متأخراً، ومعه وصل تهديد الائتلاف الوطني السوري بعدم المشاركة في مؤتمر جنيف اثنين في حال لم يوقف النظام ضرباته.
لم يهتز الضمير العالمي على مجازر البراميل، كما تحرك بسرعة مندداً بعد الضربة الكيمياوية للغوطتين مع أن مجازر البراميل قتلت أكثر.
أرقام مؤسسات العمل الإنساني في سوريا أظهرت أن الأسلحة الكيمياوية قتلت 1700 شخص وأصابت 820 آخرين. فيما البراميل قتلت 1839 شخصاً وأصابت اكثر من 5400 آخرين.
في الكيمياوي أُخذ الأسد إلى اتفاق تخلى فيه عن سلاحه الاستراتيجي مقابل عدم تعرضه لضربات دولية.. ولكنه في البراميل فهو يزيدها مع قرب جنيف2 وسط صمت خجول.
دمشق: نقاتل “أجانب” في حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
دافعت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الغارات التي يشنها الطيران الحربي السوري على حلب (شمال) منذ أيام، معتبرة أن المناطق التي تتعرض للقصف “تحولت إلى جبهة قتال تضم مقاتلين عربا وأجانب”.
وتتعرض المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة في حلب، إلى قصف عنيف منذ نحو 10 أيام، أدى إلى مقتل ما يقترب من 400 شخص، بينهم مائة طفل على الأقل، حسب أحدث حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وردت الوكالة الرسمية على الولايات المتحدة، التي دانت الهجمات الجوية المستمرة على حلب، وقالت إن البيت الأبيض “تعامى عن جرائم الإرهابيين (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة) وغالبيتهم من أولئك المسلحين الأجانب”.
ولم تذكر “سانا” المصدر الذي صدرت عنه تلك التصريحات.
وأضافت: “إذا كان (المتحدث باسم البيت الأبيض جاي) كارني وصف المناطق التي تتعرض للقصف من قبل القوات الحكومية السورية بأنها (مدنية) فهذا صحيح بمعنى أنها أحياء سكنية، لكن السؤال كيف تحولت إلى جبهة قتال يستخدم فيها الطيران، وهل أولئك الذين داخلها هم أصحابها أم أنهم عبارة عن مجموعة من السعوديين والقطريين والشيشانيين والأفغان والباكستانيين والليبيين”.
واعتبرت أن المسؤول الأميركي لم “يسأل نفسه كيف واجهت بلاده الإرهاب في أفغانستان”، ووصفت واشنطن بأنها “كقرصان بعين واحدة” في تلميح إلى أن الولايات المتحدة لم تتحرك لإدانة ما وصفته بـ”مجازر ارتكبتها المعارضة في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش السوري”.
وكان البيت الأبيض دان قصف الطيران السوري لحلب وريفها منذ 15 ديسمبر، وصرح كارني أن بلاده “تدين الهجمات الجوية المستمرة من جانب القوات الحكومية السورية على المدنيين، بما في ذلك استخدام صواريخ سكود وبراميل متفجرة بلا تمييز في حلب وحولها الأسبوع الماضي”.
تبجح الرئيس أوباما الفارغ حول سوريا
كان من المذهل سماع الرئيس أوباما وهو يشير في مقدمة حديثه خلال مؤتمر صحفي حول نهاية العام الأسبوع الماضي إلى أن سوريا كانت إحدى نجاحاته في السياسة الخارجية.
حيث قال السيد أوباما خلال ذلك المؤتمر :”مع تعزيزنا لمواقعنا هنا في الداخل, فإننا نعمل أيضا على الحفاظ على مصالحنا الخاصة حول العالم. في هذا العام أظهرنا برؤية واضحة ودبلوماسية مبدئية, بأننا نستطيع سلوك طرقا مختلفة للوصول إلى عالم أكثر أمانا ومستقبل لا تبني فيه إيران سلاحا نوويا جديدا, مستقبل دمر فيه مخزون سوريا من الأسلحة الكيمائية”.
للأسف, الفريق الإعلامي للبيت الأبيض لم يصدم بهذا التبجح كما صدمنا نحن, ولم يكن هناك مجال لطرح الأسئلة بعد الخطاب. وإليكم هنا الأسئلة التي كان يمكن أن تطرحها:
” سيدي الرئيس, سوريا في طريقها لتسليم سلاحها الكيماوي, كما قلت. وفي نفس الوقت, مر أكثر من عامين منذ أن توقعت وطالبت برحيل دكتاتور سوريا بشار الأسد. ولكنه عزز من موقعه الآن وهو مستمر في ارتكاب جرائم الحرب”.
“قواته تحاصر عشرات الآلاف من السوريين, وهو يجوعهم حتى الموت, وفقا لوزير خارجيتك. طائراته المروحية تلقي بالبراميل المتفجرة على الشقق السكنية في حلب, وهذه البراميل عبارة عن قنابل معبأة بالبراغي والقطع المعدنية الحادة وقطع سيارات قديمة وشفرات حادة ومتفجرات, وذلك كما ذكر أحد الناشطين لصحيفة وول ستريت جورنال. أكثر من 9 مليون سوري – أكثر من ثلث عدد السكان الأصلي- أجبروا على الخروج من بيوتهم. هل يتوافق هذ السجل مع قولك بأننا “نعمل أيضا على الحفاظ على مصالحنا الخاصة حول العالم ؟”.
قبل أن نحصل على الإجابة, استمعنا يوم الأحد إلى مستشارة السيد أوباما للأمن القومي سوزان رايس على برنامج ستون دقيقة على شاشة السي بي أس حيث قالت عندما سألتها المذيعة ليسلي ستال حول ما إذا كانوا أخطأوا في عدم دعم القوات السورية المعتدلة في بداية الأزمة (قبل أن تكون السيدة رايس في وظيفتها الحالية) فاعترضت المستشارة على ذلك قائلة :”حسنا ليسلي, أعتقد أن علينا جميعا أن نراجع الأمر في سياق التاريخ. ولا يمكن لي الحكم على ذلك الآن”.
وعندما سألت لماذا لا تتحرك الولايات المتحدة الآن, أجابت بجواب نرى أنه مفاجئ, حيث قالت:”الأمر ليس بسيطا, المجتمع الدولي غير متحد, وليس هناك اتفاق على التدخل, كما أنه ليس هناك أساس في القانون الدولي للتدخل”.
فيما يتعلق بجملة “الأمر ليس بسيطا”, جميعا نتفق على ذلك. طالما استمر النزاع, فإن مزيدا من الإسلاميين المتطرفين سوف يتصدرون الصراع, وهو الأمر الذي يعكر صفو سؤال من على الولايات المتحدة أن تدعم.
ولكن ما هو نوع التدخل الإنساني الذي فضلته السيدة رايس عندما كان الناس يتضورون جوعا في درافور ؟ في تلك الحالة, يبدو أن لديها وجهة نظر مختلفة فيما يتعلق بالقانون الدولي. حيث كتبت مقالا مع شخصين آخرين عام 2006 جاء فيه :”الآخرون سوف يصرون على أنه دون وجود موافقة من قبل الأمم المتحدة أو أي هيئة إقليمية ذات صلة, فإننا سوف نخرق القانون الدولي. ربما, لكن مجلس الأمن أقر قاعدة قانونية جديدة تفرض “حق الحماية”. وهي تلزم أعضاء مجلس الأمن بالتصرف بطريقة حاسمة , بما في ذلك استخدام القوة, عندما تخفق الإجراءات السلمية في وقف حالات القتل الجماعي أو الجرائم ضد الإنسانية”.
السيدة رايس دافعت عن “حق الحماية” مرة أخرى في خطاب ألقته عام 2009, عندما كانت تعمل كسفيرة للسيد أوباما في الأمم المتحدة. حيث قالت :”جميعا نعرف أن العقبة الأكبر للقيام بتحرك فعال لمواجهة الفظاعات التي تجري بشكل مفاجئ هي الإرادة السياسية”.
واشنطن بوست- ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي