أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 28 حزيران 2017

واشنطن تتوعد الأسد وقواته بثمن لاستخدام «الكيماوي»

موسكو- رائد جبر باريس – رندة تقي الدين لندن، واشنطن، نيويورك – «الحياة»

قالت الولايات المتحدة الأميركية إن تحذيرها دمشق من شن هجمات بأسلحة كيماوية جاءت بعد رصد «طائرات معينة في حظيرة محددة نعرف ارتباطها باستخدام أسلحة كيماوية»، و «أنشطة غير طبيعية» في مواقع ربما تخفي فيها دمشق أسلحة كيماوية مصنعة حديثاً. وأكدت واشنطن أن «جميع الوكالات المعنية شاركت في تقويم التحركات السورية منذ البداية».

وانضمت فرنسا وبريطانيا إلى الجهود الأميركية للاتفاق على «استجابة مشتركة» في حالة شنت القوات النظامية هجوماً بالأسلحة الكيماوية، وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الأميركي دونالد ترامب دعاه فيه مع زوجته ميلانيا إلى حضور احتفالات 14 تموز (يوليو)، واتفقا على رد مشترك.

وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن حكومته ستدعم عملاً أميركياً لمنع هجوم بالأسلحة الكيماوية.

وأضاف: «كما هو الحال دائماً في الحرب، العمل العسكري الذي نقوم به يجب أن يكون مبرراً، ويجب أن يكون قانونياً، ويجب أن يكون متناسباً، ويجب أن يكون ضرورياً». غير أن روسيا شككت في التقارير الأميركية، نافية أي علم بأي تهديد سوري محتمل باستخدام الأسلحة الكيماوية.

وحذرت موسكو من «تصعيد عسكري أميركي» يتم التحضير له، ووصفت التهديدات الموجهة إلى سورية بـ «غير المقبولة»، بعدما حذر البيت الأبيض الرئيس بشار الأسد من أنه «سيدفع ثمناً فادحاً» هو وجيشه إذا شن هجوماً بالأسلحة الكيماوية.

وكانت لافتة أمس، زيارة الأسد للمرة الأولى «قاعدة حميميم» العسكرية الروسية، حيث التقى الجنرال فاليري غيراسيموف رئيسَ هيئة الأركان الروسية وبحث معه في التعاون العسكري والحرب على «داعش» و «النصرة» ومناطق «خفض التوتر».

وقال جيف ديفيز الناطق باسم «البنتاغون» إن واشنطن رصدت استعدادات سورية لما يبدو هجوماً محتملاً بأسلحة كيماوية في مطار الشعيرات، وهو المطار ذاته الذي هاجمته واشنطن في نيسان (أبريل) الماضي. وأوضح: «انطوى ذلك على طائرات معينة في حظيرة طائرات محددة نعرف أنهما مرتبطان باستخدام أسلحة كيماوية». وأضاف أن واشنطن رصدت الأنشطة المقلقة قبل «يوم أو يومين».

وأكد البيت الأبيض أنه عمل مع جميع الوكالات «المعنية» قبل تحذير دمشق. وقالت سارا ساندرز الناطقة باسم البيت الأبيض: «أي تسريبات مجهولة تفيد بعكس ذلك غير صحيحة».

وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي، إن الإدارة أصدرت تحذيرها بعدما شاهدت استعدادات مماثلة لأنشطة حدثت قبل هجوم نيسان الماضي.

وأكدت أن الإدارة لم تقصد بتحذيرها الحكومة السورية فقط وإنما روسيا وإيران أيضاً. وأضافت: «أعتقد أن الهدف في هذه المرحلة ليس فقط إرسال رسالة للأسد ولكن أيضاً رسالة لروسيا وإيران مفادها أنه إذا حدث ذلك مجدداً فإننا نحذركم رسمياً».

وقال مسؤول أميركي مطلع على المعلومات لوكالة «رويترز»، إن ضباط الاستخبارات من الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها كانوا حددوا منذ فترة عدة مواقع اشتبهوا بأن الحكومة السورية ربما تخفي فيها عن المفتشين أسلحة كيماوية مصنعة حديثاً. واستند التقويم في جزء منه إلى المواقع وإجراءات الأمن المحيطة بهذه المواقع المشتبه فيها ومعلومات أخرى رفض المسؤول الإفصاح عنها، لكنه أوضح أن تحذير البيت الأبيض استند إلى تقارير جديدة عما وصف بأنشطة «غير طبيعية» قد تكون مرتبطة باستعدادات لهجوم كيماوي. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، إن معلومات الاستخبارات لم تعتبر قاطعة، لكن واشنطن قررت توجيه تحذير علني للقيادة السورية في محاولة لردع هجوم من هذا النوع.

وذكر موقع الرئاسة السورية على الإنترنت، أن الجنرال فاليري غيراسيموف كان في استقبال الأسد في «قاعدة حميميم» العسكرية التي باتت منذ بدء الحملة الجوية الروسية في سورية قاعدة جوية للعمليات الروسية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن غيراسيموف الذي «يقوم بزيارة عمل إلى سورية، التقى الأسد في القاعدة الروسية للبحث في تنسيق تحركات القوات السورية المدعومة بالطيران الروسي في مواجهة الإرهاب»، كما تطرق النقاش إلى «تطبيق نظام وقف النار في إطار اتفاق تأسيس مناطق خفض التوتر». وزاد البيان أن الرئيس السوري قام خلال «الزيارة القصيرة إلى القاعدة الروسية بجولة تعرف خلالها إلى إمكانات مقاتلة «سوخوي35 وغيرها من التقنيات العسكرية الروسية في القاعدة».

ميدانياً، وفي موقف من شأنه أن يعزز أزمة الثقة بين أنقرة وواشنطن في ملف أكراد سورية، ترك وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الباب مفتوحاً أمام احتمال تقديم مساعدات عسكرية مستقبلية لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية، قائلاً إن الولايات المتحدة ربما تحتاج إلى إمداد «وحدات حماية الشعب» بأسلحة ومعدات حتى بعد استعادة الرقة من «تنظيم داعش».

وفي نيويورك، صوتت الدول الغربية الثلاث الدائمة العضوية في مجلس الأمن على «عدم تقيد الحكومة السورية» بمناطق خفض التوتر، لاسيما في درعا والغوطة، في وقت شكك المندوب الروسي خلال مشاورات مغلقة، في قدرة وفود المعارضة السورية على الانخراط في العملية السياسية «في ظل انقسامها».

وأبلغ المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي مستورا مجلس الأمن، رداً على سؤال من المندوب الروسي، أن «انقسام المعارضة السورية» لا يزال يعد مشكلة في الإعداد للمفاوضات السياسية، مشيراً إلى أنه يواصل مساعيه «لجمع وفود المعارضة الثلاثة ضمن وفد واحد، على الأقل ضمن الآلية التقنية التشاورية على مستوى الخبراء» لبحث مراجعة الدستور.

 

رد فرنسي – أميركي على أي هجوم كيماوي في سورية

واشنطن، ميونيخ (ألمانيا)، بيروت، باريس – رويترز

قالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن الرئيس إيمانويل ماكرون اتفق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اتصال هاتفي اليوم (الثلثاء)، على العمل معاً على رد مشترك في حال وقوع هجوم كيماوي في سورية.

وقال مكتب ماكرون في بيان: «بحثا الملف السوري وضرورة العمل على رد مشترك في حال وقوع هجوم كيماوي».

وفي وقت سابق اليوم، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف ديفيز إن واشنطن رصدت استعدادات سورية في ما يبدو لهجوم محتمل بأسلحة كيماوية في مطار الشعيرات، المطار نفسه الذي هاجمته واشنطن في نيسان (أبريل) الماضي رداً على الهجوم الكيماوي في محافظة إدلب في الشهر نفسه، في ما حذر البيت الأبيض الرئيس بشار الأسد من أنه سيدفع «ثمنا فادحاً» هو وجيشه إذا نفذ هجوماً من هذا النوع.

وقال الناطق باسم البنتاغون عبر الهاتف من واشنطن حول رصد استعدادات لهجوم كيماوي محتمل في مطار الشعيرات: «انطوى ذلك على طائرات معينة في حظيرة طائرات محددة نعرف أنهما مرتبطان باستخدام أسلحة كيماوية».

وذكر البيت الأبيض في وقت سابق أن سورية تقوم بتجهيزات مماثلة لتلك التي اتخذت قبل هجوم بالأسلحة الكيماوية في بلدة خان شيخون في محافظة إدلب وأسفر عن مقتل عشرات المدنيين، ما دفع الرئيس دونالد ترامب إلى إصدار أمر بتوجيه ضربة بصواريخ «كروز» على قاعدة الشعيرات الجوية.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر إن «الولايات المتحدة حددت تجهيزات محتملة لنظام الأسد لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيماوية سيؤدي على الأرجح إلى قتل جماعي لمدنيين بينهم أطفال أبرياء». وأضاف أنه «إذا نفذ الأسد هجوماً آخر بالأسلحة الكيماوية يتسبب في قتل جماعي سيدفع هو وجيشه ثمناً فادحاً».

وقال مسؤول مطلع على معلومات استخباراتية إن ضباطاً أميركيين ومن الحلفاء حددوا منذ فترة مواقع عدة يشتبهون بأن الحكومة السورية تخبئ فيها أسلحة كيماوية حديثة الصنع. واستند التقييم في جزء منه على المواقع والإجراءات الأمنية المحيطة بالمواقع المشتبه بها ومعلومات أخرى رفض المسؤول الكشف عنها.

وأضاف المسؤول أن تحذير البيت الأبيض استند إلى تقارير جديدة لما وصف بأنه نشاط غير طبيعي ربما يكون له صلة بتجهيزات لهجوم كيماوي. وتابع أنه «على رغم أن المعلومات الاستخباراتية ليست حاسمة، قررت الإدارة سريعاً إصدار التحذير العلني لنظام الأسد في شأن عواقب الهجوم على المدنيين، في محاولة لمنع هجوم من هذا النوع».

وقالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي على «تويتر» إن «أي هجمات مستقبلية على شعب سورية لن يوجه اللوم فيها على الأسد فحسب، بل على روسيا وإيران اللتين تدعمانه لقتل شعبه».

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن تحذيرات البيت الأبيض للرئيس السوري وجيشه «غير مقبولة». وأضاف: «ليس لدي علم بأي معلومات عن تهديد باحتمال استخدام أسلحة كيماوية… وبالتأكيد نعتبر مثل هذه التهديدات للقيادة الشرعية في الجمهورية العربية السورية غير مقبولة».

وفي نيسان (أبريل) الماضي، أمر ترامب بضربة على قاعدة «الشعيرات» الجوية في سورية رداً على هجوم قالت واشنطن إن الحكومة السورية نفذته باستخدام غاز سام أودى بحياة 70 شخصاً على الأقل في محافظة إدلب.

وكانت الضربة أقوى إجراء أميركي مباشر حتى الآن في الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أعوام في سورية. ووصف المسؤولون الأميركيون التدخل حينها بأنه «لمرة واحدة»، وقالوا إن الهدف منه منع وقوع هجمات بالأسلحة الكيماوية في المستقبل، وليس توسعاً لدور الولايات المتحدة في الحرب السورية.

إلى ذلك، قالت الصفحة الرسمية للرئاسة السورية على تطبيق «تلغرام» إن الأسد زار قاعدة «حميميم» الجوية الروسية في غرب سورية اليوم، في الزيارة الأولى التي يقوم بها للقاعدة التي تنطلق منها الطائرات الروسية التي تدعم قوات الحكومة.

وأظهرت صور نشرت على حسابات موالية للحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي الأسد يجلس في قمرة قيادة طائرة حربية روسية في القاعدة التي تقع قرب اللاذقية.

 

روسيا تحذر من «تصعيد عسكري» في سورية وتصف تحذيرات أميركا بـ «غير المقبولة»

موسكو – رائد جبر , واشنطن – جويس كرم , لندن – «الحياة»

حذرت موسكو من «تصعيد عسكري اميركي» يجري التحضير له في سورية، وندد الكرملين بـ «تهديدات لا اساس لها» بعد اعلان البيت الأبيض توافر معلومات عن استعداد السلطات السورية لتنفيذ «هجوم كيماوي جديد». ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر، ان اتهامات البيت الأبيض تنذر بـ «حرب دبلوماسية» ضد سورية في مجلس الأمن. وقال حيدر إن دمشق لم ولن تقوم نهائياً باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد أي كان، وحتى ضد القوى الإرهابية.

وجاء رد الفعل الروسي سريعاً على تصريحات الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر، الذي اعلن ان الولايات المتحدة «رصدت استعدادات محتملة من النظام السوري لشن هجوم كيماوي جديد قد يؤدي إلى عملية قتل جماعية لمدنيين بمن فيهم أطفال أبرياء».

وشدد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على «رفض موسكو اتهامات لا أساس لها» وقال إنه لا يعلم على اي أساس بنت واشنطن معطياتها مؤكداً ان «موسكو لا معلومات لديها عن تهديد من هذا النوع، ولو برزت معطيات مماثلة لكانت الاستخبارات الروسية أول من تنبه إليها». وشدد على أن «المعلومات الأكثر دقة عن الوضع في سورية متوافرة لدى الأجهزة المختصة ووزارة الدفاع الروسية.

وتوقف بيسكوف عند عبارة «هجوم جديد» التي وردت في البيان الاميركي. مجدداً تأكيد الموقف الروسي الرافض اتهام الحكومة السورية بأي هجوم كيماوي سابق، وقال إنه «لم يجر أي تحقيق دولي غير منحاز يثبت ضلوع دمشق في هجمات مماثلة».

وزاد أن موسكو «ترفض بشكل حازم» تحذير واشنطن للرئيس السوري بشار الأسد من أنه «سيدفع ثمناً باهظاً» في حال الإقدام على هجوم كيماوي، معتبراً انه «لا يمكن توجيه تحذيرات من دون سند الى القيادة السورية الشرعية».

وبرغم اللهجة الحازمة التي غلفت عبارات بيسكوف، لكنه اقر بأن خطر استخدام السلاح الكيماوي ما زال قائماً في سورية، موضحاً ان «من المهم أن نشدد على أننا نعتبر استخدام المواد الكيماوية السامة أمراً مرفوضاً وغير مقبول تماماً» وزاد أنه «لا يمكن استبعاد وقوع استفزازات كيماوية تماماً».

وتزامن تحذير الكرملين مع مسارعة أوساط سياسية وبرلمانية روسية الى التحذير من «تصعيد عسكري تحضر له واشنطن» وقال قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية (الشيوخ) الروسي إن إعلان واشنطن عن إعداد دمشق هجمات كيماوية «يعني أنها قد تخطط لتوجيه ضربة جديدة إلى القوات السورية»، مشيراً الى «توافر افتراضين كلاهما سيئ: إما أن الولايات المتحدة تعلم بالفعل بخطة شن هجوم كيماوي، لكن ذلك يعطي الضوء الأخضر للإرهابيين، لأنها وجهت سلفاً اصابع الاتهام الى الأسد، وإما أنها تخطط لشن هجوم وقائي خاص بها ضد القوات السورية وتلجأ إلى الموضوع، الذي روج على المستوى العالمي، ولذلك يبرر استخدامه مسبقا أي تدابير استباقية».

ولفت مصدر ديبلوماسي تحدثت اليه «الحياة» الى «استغراب موسكو» من توقيت التهديدات الأميركية في وقت يسعى الطرفان الروسي والأميركي الى تقريب وجهات النظر حول مسألة مناطق خفض التوتر خصوصاً على أبواب جولة المفاوضات الجديدة في آستانة، ويحضران لعقد أول قمة تجمع الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب».

ولفتت أوساط روسية الى ان التهديد الاميركي «قد يكون مرتبطاً باحتدام التنافس على توزيع مناطق النفوذ في سورية، وان واشنطن قد تكون أرادت توجيه رسالة ليس الى القيادة السورية وحسب بل والى موسكو أيضاً».

وفي واشنطن، أكد مسؤولون أميركيون أمس أن الولايات المتحدة «رصدت أنشطة في قاعدة الشعيرات» التي استخدمت في اعتداء الكيماوي في نيسان (أبريل) الفائت، تكشف «استعدادات (لقوات الرئيس السوري بشار الأسد) بالتحضير لهجوم كيماوي آخر».

وذكرت شبكة «أن بي سي» الاميركية أن رصد واشنطن هذه المعلومات كان وراء نشر البيت الأبيض تحذيراً فورياً للأسد فجر أمس يشير الى أن «الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة لاعتداء بالسلاح الكيماوي من نظام الأسد سيؤدي على الأرجح الى قتل جماعي للمدنيين، وضمنهم الأطفال الأبرياء». وأشار البيان الى أن هذه الأنشطة «تشبه استعدادات النظام قبل ٤ نيسان والاعتداء الكيماوي» يومها الذي أدى الى ضربات صاروخية أميركية على قاعدة الشعيرات.

واتسم بيان البيت الأبيض بلهجة صارمة ضد الأسد بالإشارة إلى «ان الولايات المتحدة هي في سورية للتخلص من تنظيم داعش… فإذا أقدم الأسد على قتل جماعي باستخدام السلاح الكيماوي، فهو وجيشه سيدفعان ثمناً باهظاً لذلك».

ولحق التحذير تغريدة من السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي تشير فيها أن أي اعتداءات مستقبلية ضد الشعب السوري لن يكون فيها «اللوم فقط على الأسد بل أيضا على روسيا وإيران المؤيدتين له في قتله شعبه».

ويأتي التحذير الاميركي قبل أسبوع من لقاء أول محتمل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة هامبورغ لألمانية.

 

الجيش التركي يقصف مقاتلين اكرادا في شمال سورية

اسطنبول – رويترز

أعلن الجيش التركي اليوم (الأربعاء)، ان القوات التركية ردت بإطلاق نيران المدفعية خلال الليل الفائت، ودمرت أهدافاً لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية، بعدما أطلق عناصر هذه القوات النار على قوات تدعمها تركيا في شمال سورية.

وقال الجيش إن «وحدات حماية الشعب» الكردية أطلقت نيران أسلحة آلية على وحدات لـ «الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا في منطقة مرعناز، جنوب بلدة أعزاز في الشمال السوري.

وتدعم الولايات المتحدة «الوحدات» التي تشكل العمود الفقري لـ «قوات سورية الديموقراطية» المشاركة في القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية، على رغم احتجاجات متكررة من تركيا التي تعتبر «الوحدات» تنظيماً ارهابياً، وتخشى أن يؤجج تقدمها تمرداً كردياً في تركيا.

واضاف البيان التركي: «استُخدمت مركبات الدعم الناري في المنطقة للرد بالمثل على النيران المعادية وتم تدمير أو تحييد الأهداف المحددة». وقالت محطة «خبر تورك» التلفزيونية إن دوي نيران المدفعية كان مسموعاً في بلدة كلس الحدودية التركية القريبة. ولم يتضح ما إذا كان تبادل إطلاق النار أسفر عن سقوط قتلى أو جرحى.

وأدى قرار اتخذته الولايات المتحدة الشهر الماضي بتسليح الاكراد في إطار المعركة التي تستهدف السيطرة على الرقة، إلى إثارة غضب تركيا. وأرسلت انقرة قوات إلى سورية العام الماضي لمنع الاكراد من وصل جيبين يسيطران عليهما في شرق نهر الفرات وغربه.

 

تهديد أمريكي لدمشق يواكب تصعيداً إسرائيلياً في القنيطرة

السلاح الكيميائي إلى الواجهة من جديد

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي» : في تطور سياسي يُنذر بتصعيد ميداني داخل الجغرافيا السورية، رفعت واشنطن من لهجة تهديداتها لدمشق وحذرت من أن الأخيرة قد تلجأ لاستعمال السلاح الكيميائي ضمن المعارك الجارية.

البيت الأبيض حذّر من أن «الرئيس السوري بشار الأسد سيدفع ثمناً فادحاً هو وجيشه إذا شن هجوماً بالأسلحة الكيميائية وقال إن الولايات المتحدة لديها ما يدعوها للاعتقاد بأن الاستعدادات جارية لتنفيذ هجوم من هذا النوع». تأتي هذه التهديدات الإمريكية فيما تتجدد المعارك الشرسة بين الجيش السوري

والفصائل المسلحة في بلدات تابعة إدارياً لمنطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق وتحديداً في منطقة عين ترما التي يسيطر عليها تنظيم فيلق الرحمن، مع أنباء عن تقدم للجيش السوري في مداخل عدة من البلدة. لم يصدر أي رد رسمي حتى الآن على بيان البيت الأبيض الأمريكي حول الهجوم الكيميائي المحتمل والاتهامات المسبقة لدمشق بأنها قد تقوم بمثل هذا الهجوم. لكن مصادر سياسية سورية علقت لـ «القدس العربي» بالقول: «تشكّل بلدات شرق دمشق البيئة الأفضل جغرافياً وميدانياً وسياسياً لتنفيذ سيناريو هجوم كيميائي ملفّق يُتّهم «النظام السوري» بالمسؤولية عنه. بلدة عين ترما مثلاً أو بلدات أخرى مجاورة لها قد تكون مسرح الجريمة المفتَعلة». وتابعت المصادر: «ربما تكون أحياء مدينة درعا مسرحاً مناسباً أيضاً لسيناريو الكيميائي لكن بلدات شرقي دمشق تبقى المكان الأكثر احتمالاً لهذا الأمر».

وأضافت تلك المصادر: «قد لا يحصل الهجوم الذي تسوق له واشنطن مسبقاً غداً او بعد غد لكنه قد يحصل في أي وقت لطالما أن وحدات الجيش السوري تتقدم ميدانياً في جبهات الاشتباك ولا بد من إيقافها عبر قصة الكيميائي».

البيت الأبيض قال في بيان له إن التجهيزات التي تقوم بها سوريا تماثل تلك التي اتخذت قبل هجوم بالأسلحة الكيميائية في الرابع من نيسان/ أبريل أسفر عن مقتل عشرات المدنيين هذه التطورات دفعت موسكو لتحرك استباقي، حيث حذر النائب الأول لرئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس الاتحاد الروسي فرانتز كلينتسيفيتش من أن «الولايات المتحدة تحضر لعدوان جديد ضد الجيش العربي السوري مستخدمة من جديد ذريعة الكيميائي في سوريا». وقال كلينتسيفيتش «نحن نلحظ الآن التحضير لاستفزاز جديد غير مسبوق ومثير للسخرية ووقح من قبل الأمريكيين. إن الولايات المتحدة تحضّر لمهاجمة مواقع للقوات السورية وهذا واضح تماماً».

الكرملين رد على التهديدات الأمريكية تلك عبر الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف الذي أكد أن أن بلاده لا تعرف ما هو أساس المزاعم الأمريكية حول تدبير هجوم كيميائي جديد في سوريا.

وقال إنه من غير المقبول إطلاق واشنطن التهديدات بحق القيادة الشرعية في سوريا. يأتي ذلك في ظل تصعيد إسرائيلي مستمر في جبهة القنيطرة جنوب غرب سوريا ضد مواقع تابعة للجيش السوري في ريف المحافظة هناك، حيث دمّر الجيش الإسرائيلي راجمة صواريخ تابعة للجيش السوري على تل فاطمة في منطقة الاشتباكات بريف القنيطرة. فيما قال الجيش السوري أنه صد هجوماً جديداً لـ «جبهة النصرة» وحلفائها عند أطراف «الصمدانية الشرقية» جنوب مدينة البعث في ريف القنيطرة تخلله قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ لتحركات المسلحين في المنطقة ووقوع قتلى وجرحى في صفوفهم بينهم مسؤولان أحدهما ميداني والآخر عسكري.

 

دي ميستورا: الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف السورية تستأنف يوم 10 تموز

عبد الحميد صيام

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي» : أعلن المبعوث الأممي الخاص لسوريا، ستافان دي ميستورا، أمس الثلاثاء في إحاطته الدورية لمجلس الأمن من جنيف عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، أنه سيعقد جولة سابعة من المحادثات بين السوريين في جنيف. وستبدأ الجولة في 10 تموز / يوليو وتستمر حتى 14 من نفس الشهر ويعتزم عقد المزيد من جولات المحادثات في آب / أغسطس وفي أيلول / سبتمبر وكما هو الحال في الجولات السابقة، ستوجه الدعوات وفقا لقرار مجلس الأمن 2254 (2015). كما أعلن دي مستورا عن عقد جولة جديدة كذالك في أستانة لتعزيز مناطق التهدئة في سوريا في الرابع والخامس من شهر تموز/يوليو القادم

وجاء في البيان الذي ألقاه في في مجلس الأمن أنه بالإضافة إلى الجلسات الرسمية للمحادثات فيما بين السوريين التي يعقدها المبعوث الخاص على سلال جدول الأعمال ، فستستمر اجتماعات الخبراء للعملية الاستشارية بشأن المسائل الدستورية والقانونية التي أنشأها خلال الجولة السادسة. كما طالب المبعوث الخاص المدعوين على التحضير بنشاط للجولة الجديدة وأن يتطلعوا للمشاركة في سلسة مكثفة من المناقشات في هذا الإطار.

وقل في مداخلته «الصورة مختلطة في سوريا»، فهناك تقدم في خطوات تقنية جيدة قبل انعقاد الجولة السابعة من المحادثات السورية كما أن جهودا حثيثة تجري حاليا للتوصل إلى اتفاقات بشأن عملية التنفيذ فيما يتعلق بمناطق تخفيف التوتر قبل اجتماعات أستانة الجديدة.  ولكنْ هناك تطورات مثيرة للقلق لا يمكن تجاهلها: «منذ أن وقّعت البلدان الضامنة الثلاثة على مذكرة تخفيف التوتر في الرابع من أيار/مايو في أستانة انخفضت وتيرة العنف بشكل ملحوظ. وتمكنّا بفعل ذلك من إنقاذ الكثير من الأرواح، واستعادت بعض البلدات حياة طبيعية إلى حد ما. هذا اتجاه إيجابي ولكنه لا ينطبق على كامل أراضي سوريا. ففي بعض المناطق تواصلَ العنف وارتفعت وتيرة الاشتباكات. التحسن العام في الوضع الأمني لم يؤدِ للأسف، إلى تحسن في الوصول الإنساني إلى المناطق التي تشهد احتياجات إنسانية هائلة».

ودعا دي ميستورا إلى مضاعفة الجهود بشكل ملح وعاجل لضمان وصول إنساني مأمون ومطرد وبدون عوائق إلى كل السوريين أينما وجدوا.

كما شدد على أهمية إحراز تقدم فيما يتعلق بموضوع المختطفين والمفقودين والمحتجزين ومسألة نزع الألغام، مثنيا في هذا الإطار على ما تقوم بها دائرة الإجراءات المتعلقة بالألغام.

وذكر المبعوث الخاص أن تنظيم داعش يتراجع نتيجة الضغط في مناطق مختلفة، لكنه أشار إلى الحوادث التي وقعت بين التحالف الدولي ضد داعش من جهة وقوات الحكومة السورية وحلفائها من جهة أخرى، بما في ذلك إسقاط طائرة عسكرية سورية.

أما المسار المثالي الذي يتمنى حدوثه دي ميستورا في الشهر المقبل، فيتركز على يما يلي «إحراز تقدم في أستانة في الرابع والخامس من تموز/يوليو المقبل، وإجراء مشاورات تقنية مع مجموعات المعارضة في الأسبوع ذاته، ومواصلة النقاش والحوار بين أصحاب المصلحة الدوليين بما في ذلك في قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في ألمانيا في السابع والثامن من تموز/يوليو، حيث لا بد أن يكون الموضوع السوري أحد الموضوعات المطروحة على الطاولة. كل ذلك في دعم لجهود مذكرة أستانة لتخفيف التوتر، والمسار السياسي السوري في جنيف».

وفي هذا السياق أعرب المبعوث الخاص لسوريا عن أمله في أن يساعد مزيج هذه العناصر على تشكل بيئة مواتية لعقد المحادثات السورية المقبلة في جنيف، من أجل الاقتراب  خطوة أخرى من الهدف المشترك المتمثل في تنفيذ قرارات مجلس الأمن وخاصة القرار 2254، قائلا «كل جهود الأمم المتحدة السياسية تسعى إلى تحقيق هذا الهدف بالذات.

ونواصل، بتوجيهات الأمين العام، الاعتماد على دعمكم القوي وعلى دعم مجلس الأمن ككل».

 

عشرات القتلى والجرحى في قصف جوي جديد بريف دير الزور الشرقي

(د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاربعاء بسقوط 30 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى جراء غارات نفذتها طائرات لا يعلم هويتها استهدفت مناطق بريف دير الزور الشرقي.

 

وقال المرصد، وهو جماعة حقوقية سورية معارضة ومقره بالمملكة المتحدة في بيان صحفي الأربعاء، إن الغارات استهدفت منطقة الدبلان ومحيطها الواقعة على بعد نحو 20 كلم شرق مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي ما تسبب بسقوط 30 قتيلا على الأقل وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة.

 

وأشار المرصد إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم بحالات خطرة، ووجود مفقودين تحت أنقاض الدمار الناجم عن القصف.

 

وكانت طائرات التحالف الدولي قصفت فجر الاثنين أحد سجون تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في مدينة الميادين بالريف الشرقي لدير الزور ما أدى إلى مقتل 42 مدنيا من المعتقلين لدى التنظيم و15 عنصراً من التنظيم من ضمنهم 11 عنصراً كانوا معتقلين في السجن ذاته، إضافة لإصابة عشرات آخرين بجراح متفاوتة الخطورة وفقدان آخرين.

 

3 سيناريوهات محتملة لتوسيع التواجد العسكري التركي في سورية/ باسم دباغ

يرتفع التوتر على الحدود السورية التركية وسط تعزيزات عسكرية تركية مستمرة، سواء على الحدود، أو في مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، المنضوية في غرفة عمليات “درع الفرات”، وذلك بالتزامن مع تصريحات تركية تهدد بتوسيع التدخل التركي العسكري ضد قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. لكنها تصريحات لا توحي بإمكانية التدخل السريع، بقدر ما تنذر بوجود خطط ونية لمحاولة الاستفادة من التوتر ــ الأميركي ــ الروسي القائم.

وتأتي هذه التطورات في إطار إعادة التموضع التركي الحذر للغاية، والذي تعزز مع الحملة ضد قطر، وإعلان أنقرة انحيازها لحليفتها الاستراتيجية الدوحة التي ساندتها أثناء المحاولة الانقلابية الفاشلة، ليرد المحور السعودي – الإماراتي بالميل نحو الأكراد، سواء من خلال دعم الاستفتاء على تقرير المصير الذي أعلنت عنه سلطات إقليم كردستان العراق، أو من خلال تحسين صورة قوات حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، في الإعلام المدعوم من محور الرياض – أبوظبي، وصولاً إلى تغطية إعلامية لتقدم قوات “الاتحاد الديمقراطي” في مدينة الرقة، من خلال تسليط الضوء على “قوات النخبة”، المحدودة العدد، بقيادة رئيس الائتلاف الوطني السوري السابق، أحمد الجربا، المدعوم من أبو ظبي.

كل ذلك دفع بتركيا وإيران إلى تعزيز تعاونهما لمواجهة ما يعتبرانه خطراً وجودياً على وحدة أراضيهما، سواء من خلال تقسيم العراق وإعلان دولة كردية تحت رعاية الحزب الديمقراطي الكردستاني، بقيادة مسعود البرزاني المعادي لطهران، أو فرض الفدرالية السورية برعاية “العمال الكردستاني”، بما يشرعن وجود الأخير تحت اسم جناحه السوري على كامل الحدود التركية – السورية. وإضافة إلى التوافق التركي الإيراني بما يخص رفض الحصار المفروض على قطر، فإن إعادة التموضع التركي ترافق مع إعادة تموضع إيراني بدوره، وبالذات في الموقف من “الاتحاد الديمقراطي”، بعد أن بات الأخير الحليف الأول للأميركيين في المنطقة، وجزءاً رئيسياً من استراتيجيتهم الجديدة في سورية، القائمة على محاربة النفوذ الإيراني وتحجيمه، سواء من خلال السيطرة على الحدود العراقية السورية لمنع طريق الإمداد الإيراني عبر العراق وسورية نحو لبنان، أو من خلال إبعاد المليشيات ذات الولاء الإيراني من منطقة الجولان المحتل. وفي هذا السياق، بدت تصريحات السفير الإيراني في أنقرة، محمد طاهريان فرد، الأسبوع الماضي، لافتة لناحية تأكيده أن طهران ترى في كل من “العمال الكردستاني” و”الاتحاد الديمقراطي” تنظيمين إرهابيين، مشدداً على أنه “يجب على طهران وأنقرة التعاون لمكافحة الإرهاب والتطرف. إن هذا ضرورة وليس خياراً”.

وقد يتم حسم سيناريوهات توسيع التدخل التركي في سورية على ضوء تطورات قد تكون وشيكة، سواء على مستوى معركة طرد تنظيم “داعش” من الرقة، وما سيليها من إثبات واشنطن لالتزاماتها بما يخص الوعود التي منحتها لأنقرة حول دور حزب الاتحاد الديمقراطي في إدارة مدينة الرقة، أو في سحب السلاح النوعي الذي أعطته إياه واشنطن، وهو ما يبدو أنها قد تراجعت عنه بالأمس، أو بما سينتج عن محادثات أستانة، الأسبوع المقبل، من اتفاقات بما يخص مناطق تخفيف التصعيد، وكذلك بما يخص تمكن واشنطن وموسكو من التوصل إلى تفاهمات بشأن مناطق النفوذ في سورية، وبالذات في البادية ودير الزور، بعد التصعيد الأميركي المفاجئ ضد النظام السوري، وتهديد البيت الأبيض بأن أي استخدام للسلاح الكيميائي من قبل النظام سيدفع ثمنه باهظاً. وهنا، تطرح ثلاثة سيناريوهات لتوسيع التدخل العسكري التركي في سورية: وكان السيناريو الأبرز لتوسيع التدخل التركي، حتى قبل أسبوع، يقضي بطرد قوات حزب الاتحاد الديمقراطي من مناطق ريف حلب الشمالي، التي سيطرت عليها بدعم من الطيران الروسي ولا زالت خالية من سكانها، في كل من تل رفعت ومحيط مطار منغ وغيرها، خصوصاً بعد التعزيزات العسكرية التي تم إرسالها إلى مناطق “درع الفرات” مع استمرار الاشتباكات بين الجانبين. لكن تصريحات المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، جاءت لتضيف سيناريواً آخر في إطار اتفاق مناطق خفض التصعيد، يتمثل بإمكانية تقاسم الروس والأتراك لمناطق سيطرة المعارضة في كل من إدلب وريفي حلب وحماة، عبر التدخل العسكري المباشر لضرب “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، بما يمنح الأتراك ميزة أخرى تتمثل بإطباق الحصار على منطقة سيطرة “الاتحاد الديمقراطي”، وبالتالي منح النظام ورقة قوة ضد الحزب، ستدفع الأخير لتقديم تنازلات للنظام في سبيل منحه خط إمداد إلى عفرين عبر مناطق سيطرته، وبالتالي فإن أنقرة ستكون مستفيدة بكل الأحوال عبر الحد من نفوذ “الكردستاني” في سورية. وبحسب الخطة، التي سربتها صحيفة “يني شفق” التركية المقربة من الحكومة، أمس الثلاثاء، فإن تركيا ستكون المسؤولة عن الأمن في محافظة إدلب، التي باتت تضم أكثر من مليوني نازح هجرهم النظام وروسيا من مختلف الأراضي السورية.

وبحسب الخطة التركية المقترحة، التي سيتم اتخاذ القرار النهائي بشأنها في اجتماع أستانة في 4 و5 يوليو/تموز، فإن دخول الجيش التركي سيتم بالتعاون مع نحو 1500 إلى 2000 من عناصر الجيش السوري الحر، من ثلاثة محاور، بطول 85 كيلومتراً على طول حدود ولاية هاتاي (لواء إسكندرون)، وذلك بعمق 35 كيلومتراً، بدءاً من بلدة دارة عزة وقلعة سمعان في ريف حلب الغربي، وصولاً إلى خربة الجوز في محافظة إدلب على الحدود السورية. كما ستمتد مناطق السيطرة التركية إلى سهل الغاب في حماة، بينما ستدخل قوات روسية إلى باقي مناطق سيطرة المعارضة، بالتعاون مع بعض وحدات قوات النظام السوري. وأكد مصدر تركي مطلع، لـ”العربي الجديد”، أن المقترح التركي يصر على منع أي تدخل من قبل المليشيات ذات الولاء الإيراني في عملية إدلب، وذلك بينما سيستمر التواجد الرمزي للقوات الروسية في عفرين، على أن يتم أيضاً تناول وضع المناطق التي سيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي شمال حلب. في غضون ذلك، أصدرت “هيئة تحرير الشام”، أول من أمس، بياناً مطولاً، تجدد فيه رفضها لاتفاقات أستانة الخاصة بوقف التصعيد، متهمة تركيا “بالعمل على تجميد إدلب ليتفرغ النظام لتهجير الغوطة ودرعا والتقدم في دير الزور والبادية”. وبموازاة ذلك، عادت صحيفة “يني شفق” مرة أخرى للحديث عن أن الجيش التركي يضع اللمسات الأخيرة على العمليات المزمعة ضد حزب الاتحاد الديمقراطي غرب مارع، بالتعاون مع قوات الجيش السوري الحر. وبحسب الصحيفة فإن العمليات ستبدأ من محاور إعزاز وجبرين ومارع باتجاه الغرب، بهدف السيطرة على تل رفعت ومطار منغ العسكري الاستراتيجي، الذي يبعد عن إعزاز سبعة كيلومترات، مشيرة إلى أن بعض فصائل “الجيش الحر” المرتبطة بالأميركيين، والتي تواجدت في عملية “درع الفرات”، قد لا يكون لها دور في العمليات المقبلة.

يأتي هذا بينما صعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من خطابه ضد التعاون الأميركي مع قوات “الاتحاد الديمقراطي”، في أول أيام عيد الفطر، بقوله “من يعتقدون أنهم يخدعون تركيا بقولهم إنهم سيستعيدون لاحقاً الأسلحة الممنوحة لهذا التنظيم الإرهابي (حزب الاتحاد الديمقراطي) سيدركون بعد فوات الأوان أنهم ارتكبوا خطأ فادحاً”، في تشكيك واضح بالوعود التي ذكرها وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، لنظيره التركي، فكري إشيق، بحسب ما سربت وسائل إعلام تركية عن عزم واشنطن سحب جميع الأسلحة النوعية التي منحتها الولايات المتحدة للحزب. وجاء تشكيك أردوغان في مجله، إذ عاد ماتيس، أمس، وترك الباب مفتوحاً أمام احتمال تقديم مساعدة لأمد أطول لوحدات “حماية الشعب الكردية” في سورية، قائلاً إن “الولايات المتحدة ربما تحتاج إلى إمدادها بأسلحة ومعدات حتى بعد استعادة الرقة من تنظيم داعش”. وأضاف ماتيس، للصحافيين أثناء سفره بالطائرة إلى ألمانيا عندما سئل عن استرداد الأسلحة، “سنفعل ما بوسعنا”، لكنه أشار إلى أن مقاتلي الوحدات الكردية مسلحة بشكل جيد حتى قبل أن تقرر الولايات المتحدة تقديم المزيد من المعدات لهجومها على الرقة. وعما إذا كانت وحدات “حماية الشعب الكردية” ستعود إلى مستويات التسليح لما قبل خوض معركة الرقة بعد انتهاء القتال، قال ماتيس “حسناً، سنرى. هذا يعتمد على المهمة التالية. أقصد ليس الأمر وكأن القتال سينتهي بعد استعادة الرقة”. وقال “سنسترد (الأسلحة) أثناء المعركة ونصلحها. عندما لا يحتاجون إلى أشياء محددة سنستبدلها بشيء يحتاجونه”. وأضاف أردوغان “كما حررت القوات التركية بالتعاون مع الجيش السوري الحر 2000 كيلومتر شمالي سورية، فإنها ستفعل الشيء نفسه في الفترة المقبلة”. تصريحات أردوغان أعادت إحياء سيناريو آخر قديم، يتمثل في إمكانية دخول قوات الجيش التركي إلى مدينة تل أبيض لطرد “الاتحاد الديمقراطي” منها، ليرد المسؤول الإعلامي في مجلس منبج العسكري، الموالي لحزب الاتحاد الديمقراطي، أحمد المحمد، بأن أرتالاً عسكرية أميركية ستنتشر في تل أبيض لمنع الأتراك من الدخول، من دون وجود أي تصريحات أميركية في هذا الشأن. وتزامن ذلك مع عزل قوات “الاتحاد الديمقراطي” لواء ثوار الرقة عن معركة الرقة بعد التضييق عليه لما يقارب العام، رغم أنه يمثل أهل المحافظة العرب، وقد أدى دوراً رئيسياً في مساندة حزب الاتحاد الديمقراطي أثناء حصار مدينة عين العرب من قبل تنظيم “داعش” في أكتوبر/تشرين الأول 2014، لتقوم قوات “الاتحاد الديمقراطي”، يوم أمس، باعتقال أحد قيادات الفصيل في بلدة الكرامة شرق الرقة.

العربي الجديد

 

صراع الفصائل في إدلب وترقب لخرائط أستانة/ عبسي سميسم

يعيش أهالي محافظة إدلب السورية حالة من الترقب الحذر لما ستؤول إليه الأوضاع في منطقتهم، في ظل الحديث عن احتمال دخول قوات تركية إلى المحافظة في إطار اتفاق تخفيف التصعيد الذي ترعاه كل من روسيا وتركيا وإيران، مقابل توجّس من رد فعل “هيئة تحرير الشام”، التي سارعت لإعلان عدم التزامها بمقررات مؤتمرات أستانة، وما نتج عنها. وتشهد المحافظة صراعاً غير معلن بين حركة “أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام”، مع محاولة كل فصيل تحقيق مكاسب إضافية لصالحه، فيما تسود في صفوف المواطنين حالة واسعة من فقدان الثقة بالفصائل التي تسيطر على المنطقة، والتي تسعى لتحقيق مصالحها.

ويجري الحديث عن تطبيق اتفاق تخفيف التصعيد ضمن ثلاثة سيناريوهات، الأول هو إدخال قوات تركية إلى مناطق المحافظة والإشراف على إدارة شؤونها العسكرية والخدمية على غرار التواجد التركي ضمن مناطق غرفة عمليات “درع الفرات”، وبالتالي الإشراف المباشر على إدارة تلك المناطق بالإضافة إلى مراقبة خطوط الاشتباك التي ستتواجد قوات روسية على الجانب الآخر منها. أما السيناريو الثاني فيقوم على تواجد قوات تركية روسية على خطوط الاشتباك فقط، تكون مهمتها فقط مراقبة وقف إطلاق النار، فيما يقضي السيناريو الثالث بأن يتم تشكيل غرف مراقبة من الخارج في كل من أنقرة وموسكو لمراقبة وقف إطلاق النار عن بُعد، والتدخّل عند اللزوم في حال الاشكاليات التي تستدعي التدخّل.

ولم تتأخر “هيئة تحرير الشام”، لتعلن في بيان ليل الأحد-الإثنين، أنها لم تكن جزءاً ولا طرفاً مشاركاً أو موافقاً على مؤتمرات أستانة منذ بداية انعقادها وحتى الآن، وعليه فإنها غير ملتزمة بما ينص عليه الاتفاق، من دخول قوات تركية إلى الشمال السوري. وأوضحت الهيئة في بيانها الذي حصلت “العربي الجديد” على نسخة منه، تعليقاً على تصريحات المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، حول دخول قوات تركية إلى إدلب، أنها “لا ترضى أي تدخّل خارجي، يقسم البلاد لمناطق نفوذ تتقاسمها الدول، أو أن تتحول لساحة جلب مصالح من طرف واحد على حساب الشعب، ثم تسلم على طبق من ذهب لنظام الأسد”.

وأضاف البيان أن “الهيئة لن تقبل كذلك بتسليم الغوطة الشرقية ودرعا وريف حمص الشمالي وغيرها من المناطق المحررة في الجنوب للقوات الروسية والإيرانية”. كما أشار إلى أنّ “الدول الراعية والضامنة لمؤتمرات جنيف وأستانة، أعطت الفرصة لنظام الأسد بأن يتفرغ للمناطق الواحدة تلو الأخرى، فيجمّد سلاح الثورة والجهاد، وتطلق بندقية التهجير والتوسع لصالح النظام، وهذا ما يتم الآن من تجميد منطقة إدلب وما حولها في سبيل تفرغ نظام الأسد لتهجير الغوطة ودرعا، وتوسيع سيطرته في المناطق الشرقية باتجاه دير الزور”.

فقدان الثقة

على المستوى الشعبي تعيش مناطق محافظة إدلب حالة من فقدان الثقة بالفصائل التي تسيطر على المنطقة، أي حركة “أحرار الشام” التي تضم ائتلاف مجموعة من الفصائل المسلحة، و”هيئة تحرير الشام” المشكّلة من “جبهة فتح الشام” (النصرة سابقاً)، وفصائل أخرى. ويسود رأي عام أن تلك الفصائل لم يعد يهمها سوى كسب رضا الدول الداعمة لها، وتحقيق مكاسب مادية من خلال الاستثمار في تلك المناطق، أو من خلال استغلال سلطتها العسكرية للتدخّل في شؤون المدنيين، والاستثمار في بيع الخدمات لهم. ونشب أخيراً خلاف بين “أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام” حول اتفاق عرضه النظام السوري على الهيئة لتغذية المحافظة بالكهرباء، تسبّب بتفجير بعض محطات التحويل وتعطيل المشروع وقطع الكهرباء، بسبب الخلاف على السعر الذي سيتقاضاه كل فصيل من المواطنين، أو من المؤسسات الخدمية في المحافظة.

وشهدت مناطق عدة في محافظة إدلب منذ مدة حركات احتجاجية طالبت كل الفصائل بـ”التوحّد أو الرحيل”. ومما زاد حالة التوتر لدى السكان خلال اليومين الماضيين، التفجيرات التي تشهدها بعض مناطق المحافظة، خصوصاً مناطق الاستقرار النسبي التي تشهد اكتظاظاً سكانياً كبيراً كمدينتي إدلب والدانا، اللتين شهدتا تفجيرات عدة استهدفت الأسواق في فترة اكتظاظها بالمدنيين. وتشير أصابع الاتهام في تلك التفجيرات التي لم تتبناها أية جهة، إلى النظام الذي يبدو أنه يسعى لنشر حالة من الفوضى قبيل دخول القوات الدولية الضامنة لاتفاق التهدئة.

ومن خلال جولات ميدانية لـ”العربي الجديد” على العديد من مناطق المحافظة، لاحظت وجود توجّه عام لدى السكان بضرورة توحّد كل الفصائل ضمن جيش وطني. كما يُلاحظ حتى ضمن عناصر الفصائل المسلحة، تراجع كبير في التشدد تجاه فصيل معين كما كان سابقاً، وهناك هامش كبير متروك للنقد، إلا أن معظم الأحاديث العامة بين المواطنين غالباً ما تدور كسجالات حول أداء وأخطاء الفصيلين الرئيسيين. كما لاقى قرار حركة “أحرار الشام” رفع علم الثورة على مقراتها حالة من الارتياح لدى غالبية المواطنين في تلك المناطق، فيما وجد فيه مؤيدو “تحرير الشام” مبرراً للهجوم على الحركة كمؤشر لتخلي الحركة عن مبادئها لصالح الرضوخ للمتطلبات الدولية.

صراع غير معلن

أما على مستوى الفصائل، فتسود حالة صراع غير معلن بين “أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام”، يحاول من خلاله كل فصيل كسب الحاضنة الشعبية وتحقيق أكبر قدر من المكاسب قبيل الاستحقاقات الدولية المقبلة. فحركة “أحرار الشام” بدأت عملها كتنظيم جهادي سلفي، بالتزامن مع ظهور تنظيم “جبهة النصرة” في العام 2012، وظهر التنظيمان كإخوة منهج، إلا أن الحركة بدأت بالتحوّل من تنظيم جهادي سلفي إلى حركة إسلامية معتدلة مع توجّهات بدأت تقارب أهداف الثورة السورية، وإن كان لها صبغة إسلامية.

وبدأ تحوّل حركة “أحرار الشام” الفعلي نحو التخلي عن الجهادية السلفية، منذ توقيعها على ميثاق الشرف الثوري عام 2014، وبدأت الحركة تصدر خطاباً أكثر اعتدالاً إلى أن وضعت شعار “ثورة شعب” على راياتها بعد نحو عام من توقيعها على ميثاق الشرف، لتتبنى قبيل عيد الفطر الحالي علم الثورة كراية لها رفعتها على كل مقراتها مع إبداء استعدادها للدخول أكثر ضمن العملية السياسية وتصدير نفسها للمجتمع الدولي كقوة معتدلة قادرة على أخذ دور ضمن الحل السياسي في سورية المستقبل.

وينافس حركة “أحرار الشام” في محافظة إدلب، “هيئة تحرير الشام” التي تشكّلت عبر توحّد مجموعة فصائل ايديولوجياتها متباينة، على رأسها تنظيم “فتح الشام” (النصرة سابقاً) وبعض فصائل الجيش الحر والفصائل الإسلامية. وجاء تشكيل الهيئة على خلفية الضغط الدولي على “جبهة النصرة” وتصنيفها كتنظيم إرهابي مستهدف من العمليات التي يقوم بها التحالف الدولي، ومستثنى من الهدن التي تُعقد في سورية، والتي ظلت كذلك حتى بعد فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة” وتغيير اسمها إلى “جبهة فتح الشام”. واستغلت “النصرة” المزاج الشعبي المطالب بتوحد الفصائل ودعت إلى اتحاد كل الفصائل تحت اسم “هيئة تحرير الشام”، واستطاعت استقطاب تيار كامل من حركة “أحرار الشام” بقيادة القائد العام السابق للحركة أبو جابر مسكنة، وضمه لهذا التكتل الجديد، وسلّمته قيادته، فيما احتفظ قائد “النصرة” أبو محمد الجولاني بقيادته العسكرية.

ومنذ تشكيل “هيئة تحرير الشام” ونجاحها بجذب قسم من “أحرار الشام”، بدأ الصراع بين الفصيلين ضمن محافظة إدلب. واستغلت الهيئة موضوع توحّد الفصائل لتُصوّر “أحرار الشام” على أنها هي من ترفض توحّد الفصائل، فيما اتهمت “أحرار الشام” الهيئة بأنها تسعى لوسم قسم من المعارضة بالإرهاب بسبب قيادة “النصرة” العسكرية للتشكيل الجديد. كما اتهمت الحركة في الكواليس، “جبهة النصرة” بأنها أغرت قائد “أحرار الشام” السابق بمنصب صُوري هو رئاسة الهيئة فيما يتم تسييره من قِبل الجولاني. وتعمل الهيئة والحركة على تأمين موارد ذاتية من خلال استثمار المعابر التجارية مع دول الجوار والمعابر مع مناطق النظام ومناطق تنظيم “داعش”، والتي تؤمن لهما مبالغ كبيرة من خلال فرض ضرائب على البضائع التي تعبر بين تلك المناطق. كما تعملان على استثمار المؤسسات الخدمية من خلال محاولة كل فصيل وضع يده على إدارة تلك الخدمات أو من خلال استثمار تلك الخدمات وبيعها للمواطنين، كالكهرباء والصرافة.

العربي الجديد

 

مصطفى طلاس:حين حمت “العناية الإلهية” مبنى القيادة العامة

محمود اللبابيدي

في كتابه “ثلاثة شهور هزت سوريا”، كتب مصطفى طلاس: “وفي 12 آذار 1984 كنت نائماً في مكتبي وإذا بي أسمع بعد منتصف الليل جلجلة كبيرة في ساحة الأمويين وقدّرت أنه يوجد في الساحة حوالي ألف رجل يرقصون رقصة الحرب وكان على رأسهم الشيخ الجليل أحمد الرفاعي.. كانت سيوف الجنود تلامس الأرض إلا قليلاً وكانت الرماح تتطاول حتى لتنوف على شرفة مبنى القيادة العامة وكانت الأيدي تمسك بالأيدي والأكتاف متراصة كأنها بنيان مرصوص وقائد الدبكة الحربية يقول بصوت جهوري يشق عنان السماء:

 

يا أيها النبي والكوكب الدرّي أنت إمام الحضرة سلطانها القوي.

 

وعندما يصل الشيخ أحمد الرفاعي إلى كلمة (سلطانها القوي) تهوي ألف قدم على الأرض فترتج ساحة بني أمية وكأن زلزالاً ضربها.

 

استيقظت من نومي وأطليت من النافذة فلم أجد شيئاً وخرجت إلى الشرفة ومعي مرافقي المساعد سيف الدين سعدة فلم أجد شيئاً وعدت إلى النوم من جديد وما هي إلا نصف ساعة حتى عاودني المنام ونهضت من السرير وكررت المحاولة ولم أجد شيئاً وهكذا حصل معي في الرؤيا الثالثة وسجلت تاريخ الليلة على مفكرة المكتب.. وبعد انتهاء الأزمة اعترف النقيب مالك مصطفى من سريا الدفاع بأن العميد رفعت الأسد أمره ثلاث مرات أن يطلق قذيفة مدفعية محمولة من طراز كفاريكا على مكتبي وبعد خمس دقائق كان يأتيه أمر معاكس بأن ينزع القذيفة. وهكذا كانت العناية الإلهية تحرس مبنى القيادة العامة”.

 

طلاس، وزير الدفاع الأسبق، توفي الثلاثاء، في مستشفى قرب باريس، عن عمر 85 عاماً. وهو كان قد استقر في باريس منذ العام 2012، ونُقل إلى المستشفى قبل 12 يوماً من وفاته، بسبب كسر في عظم الساق، دخل في غيبوبة على إثره.

 

كتابه “ثلاثة أشهر هزّت سوريا” يُعتبر وثيقة على المرحلة التي أعقبت دخول حافظ الأسد في غيبوبة وتنامي طموح شقيقه، رفعت، بالسيطرة على الحكم، مطلع ثمانينيات القرن الماضي. الكتاب الذي تحول إلى مصدر للتندر والفكاهة، على ما احتواه من تفاصيل ذاتية، وحضوراً لزوجة طلاس وأطفاله ومناماته، ودور القوى الغيبية في “حماية سوريا وقيادتها الحكيمة”. في تلك الوثيقة وضع طلاس أساس مقولته التي عاد وكررها في معظم حواراته الصحافية: “سُلطتنا بالبارودة، واللي بده ينافسنا عليها لازم يجيب بارودة أقوى”. في مقابلة مع صحيفة “در شبيغل” في العام 2005، برر مجازر حماة بالقول: “استخدمنا السلاح للوصول الى السلطة (…) واي احد يريد السلطة فعليه ان يأخذها منا بالسلاح”.

 

وتقلد مصطفى طلاس منصب وزير الدفاع في عهد حافظ الأسد منذ العام 1972 ولم يغادره إلا في العام 2004، بعد ضمان توريث السلطة لبشار. موقف طلاس ظل غامضاً من الثورة السورية، وسافر في العام 2012 إلى فرنسا للاستقرار مع أسرته ولم يعد من بعدها.

 

ولم يُعرف عن طلاس، أي خبرة عسكرية، بل اشتهر بحبه لكتابة المطولات الأدبية المغرقة في الذاتية، وشغفه المتهتك بالنساء، ودعاباته الفاجرة.

 

وحده مسجد بلدة الرستن المحاصرة في ريف حمص الشمالي، نعى طلاس، المولود في البلدة في العام 1932. النعوة أثارت الكثير من اللغط بين الأهالي، فهل تجوز الرحمة على مجرم؟

 

في الحقيقة، لم يكن طلاس يوماً وزيراً للدفاع، بل كان حصّة السنّة في حكومة الظاهر السورية، في حين كانت السلطة الحقيقية بيد مجموعة من كبار رجال الأمن العلويين. ضابط الاستخبارات الفرنسي السابق، الخبير في الشؤون السورية آلان شوييه، قال لوكالة الأنباء الفرنسية: “قام طلاس بدور محدود في وضع الإستراتيجية العسكرية (للجيش السوري) التي كان يحددها حافظ الأسد والضباط العلويون في الجيش”.

 

طلاس المُتهم بمجازر حماة، ربما لم يكن سوى الواجهة لها، كما كان واجهة في حرب تشرين وفي الاحتلال العسكري السوري للبنان. واجهة سنيّة بضحكة واسعة، تقرض الشعر، وتحتسي الويسكي، وتغازل النساء من موقع السلطة، وتوقع على مراسيم الإعدام الجاهزة.

 

وولع طلاس بالنساء الشهيرات، وصل إلى الأميرة دايانا، ومارلين مونرو، ومادونا. مرة باح لصحيفة “The Sun” عن ولعه بالمغنية والممثلة جينيفر لوبيز، وكذلك ببريتني سبيرز. ولم يعرف عنه أي تدخل في الحرب اللبنانية سوى عندما طلب في العام 1983 من المتقاتلين اللبنانيين عدم التعرض للقوات الايطالية المتواجدة ضمن القوات متعددة جنسيات خلال الحرب: “كي لا تذرف دمعة من عيني جينا لولو بريجيدا”.

 

ثروة طلاس، جاءت من تخصصه بـ”إطعام الجيش السوري”، وما يتبع ذلك من صفقات فساد تستهدف تجويع “الجيش السوري” وسرقة مخصصاته. قيل يوماً إن لوائين كاملين وهميين كانا على قائمة الإطعام في الجيش.

 

يقول طلاس في وثيقته، عن تلك الليلة التي باتها في مبنى القيادة العامة: “ورغم حرص الأم على أولادها فإن زوجتي لم تمنع ولدينا (فراس ومناف) من حمل السلاح الفردي والمبيت في مبنى القيادة العامة كحرس مباشر لأمني القريب مع أني أكثر الناس إيماناً بالقضاء والقدر وأن صاحب العمر الطويل لا تقتله المصائب.. ومع ذلك عندما أتذكر هذه المآثر تعود بي الذاكرة إلى أيام العرب الأولى كيف كانت القبيلة طرفاً واحداً كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً”.

 

مات طلاس في باريس، من دون أن يعرف موقفه الحقيقي من الأحداث في سوريا، رغم انشقاق ابنه مناف، القائد السابق لـ”اللواء 104″ من “الحرس الجمهوري” في يوليو/تموز 2012.

 

رحل طلاس، وربما لن تتذكره أي من الشهيرات الجميلات اللاتي أعجب بهن. لكن السوريين سيذكرونه دوماً، فهو الرجل المكلل بالنياشين من دون انتصارات، ومبيض جرائم النظام رغم هامشية دوره وحضوره.

 

يوم كان مصطفى طلاس حريصاً على دموع جينا لولوبريجيدا

محمد حجيري

“العماد أول” مصطفى طلاس وزير الدفاع الأسدي الزمن، الذي توفى أخيراً في باريس، نكتة قذرة، عدا أنه أحد أركان نظام الاجرام البعثي والأسدي، الذي كانت مسيرته حافلة بالهزائم أمام إسرائيل، وحافلة بالجرائم ضد شعبه وناسه. ومع ذلك كان “ملك النياشين”، لم يترك مكاناً على صدره إلا وعلق عليه زراً، وفتح فرعاً على ظهره، وهو له علاقة بكل شيء إلا بالدفاع. يقال إنه في جلسة سمر حضرها المحامي محمود الصابوني، في منزل مصطفى طلاس في الثمانينات من القرن الماضي، قال الصابوني، وهو من ظرفاء دمشق المشهود لهم بحس النكتة، لمضيفه وزير الدفاع: “سيادة العماد، أنت قارئ نهم وقد ألفت العديد من الكتب في مجالات شتى، بما فيها واحد متخصص في العناية بالنبات، ٳضافة ٳلى ذلك، أنت تدير دار نشر وتدبج الشعر وللتو افتتحت مزرعة لتربية طائر الفري، تضاف ٳلى باقي أعمالك ومشاريعك. كل هذا يحتاج ٳلى وقت، فبالله عليك متى تجد الوقت لممارسة مهامك كوزير للدفاع؟ في أوقات فراغك؟”. انفجر الحاضرون بالضحك بمن فيهم العماد الذي كان لديه، على ما يبدو، حس للنكتة…

 

وعدا الهزائم والجرائم والنياشين، فطلاس كان شتاماً وصاحب باع في الكلام الفج بمناسبة وبغير مناسبة، مثال ذلك: وصفه الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات براقصة الستربتيز، وهجومه على صادق جلال العظم نظراً لرأي الأخير في “ذهنية التحريم” إثر السجال الذي تلا الفتوى بحق سلمان رشدي، وكان شارعياً ومؤلفاً سيئاً وشاعراً ركيكاً وناشراً شبيحاً يفرض بعض كتبه على الجيش السوري، ويستغل موقعه في السلطة الى أقصى حدود، وهامشياً في الدور السياسي السوري إلى أقصى حدود، متملق لحافظ الأسد إلى أقصى حدود، وهو ربما يكون نجح في أمر واحد وهو نظرته الكراكوزية الى حسناوات العالم. ففي إحدى الصور البابارتزية التي التقطها المصور مظفر سلمان، خلال مهرجان دمشق السينمائي2008، يبدو طلاس وهو يرتدي بدلة رسمية سوداء عليها “وسامان”، ممسكاً بيد الفنانة لطيفة التونسية محاولاً ايصالها الى المسرح وكأنه يلتهمها بنظراته الشهوانية.

 

وفي خريف 1982، وكانت هزيمة الجيش السوري “طازة”، بعد الاجتياح الاسرائيلي لبيروت في حزيران 1982، كان وزير الدفاع الراحل مشغولاً بـ”الرفيقة” جورجينا رزق، ملكة جمال الكون التي شغلت قبله الرفيق الثوري علي حسن سلامة، وهذا الأخير كان يقوم بدوره وتعرض للإغتيال من قبل اسرائيل. أما “العماد أول”، وهذا منصب اخترعه الأسد خصيصا لطلاس، فكان يكتب أشعاراً منثورة تحت عنوان “تراتيل” إلى “قيصرة الجمال في القرن العشرين”.. إلى جورجينا رزق، أرفع هذه التراتيل، أبوفراس:

“وكان في الخاطر، لو زينت لمقدمها مليكة عواصم الحسن، دمشق

وكان في البال، لو قدم لها فوج من الجيش السوري السلاح

وتقدم السلاح

قبل العشاء الألوهي في البيت، كانت قد احتوتها جفوني في المكتب

قلت كنت أراها قبل أن ينفتح الباب.

ثم انفتح وجلست العاصفة على المقعد، فكاد يشتعل المبنى

… ولم أحدثها عن حصار بيروت،

ولا عن حصارهم لها في بيروت، ولا عن متاعب الرحلة،

هذا الكلام العادي المستهلك، لم أعرضه بين يدي الملكة

حدثتها فوراً عن محاصرة جمالها لي،

وعن استعدادي لرفع الأعلام التي تشتهي، وتسليم القلاع التي تريد ، وبالطبع بلا شروط”…

 

وبعد الرفيقة جورجينا، كانت تصريحاته حول جينا لولو بريجيدا التي أصبحت محط اهتمام اصحاب الرأي وعشاق النكتة. ففي خبر من روما (لـ و.ص. ف. 1 .1. 1998) جاء أن طلاس أدلى بتصريح لصحيفة البيان الإماراتية يذكر فيه أنه في العام 1983 منع الهجوم على الوحدة الإيطالية العاملة ضمن القوات متعددة الجنسيات في لبنان … تحديداً “بسبب إعجابه بالنجمة الإيطالية جينا لولوبريجيدا”، وأعاد طلاس التصريح نفسه لصحيفة “ديلي تلغراف” اللندنية موضحاً أنه أعطى الأوامر لعناصره قائلاً: “… لا أريد أن تنزل دمعة واحدة من عيني جينا لولوبريجيدا…”. ويقول العماد أول في مقابلته مع “البيان”: “أنا أعشق الورد لأنّ الورد جميل، وعندما تكون المرأة جميلة فأنا أحبها أيضاً، واشعر بعاطفة نحوها. جينا لولوبريجيدا كنت شغوفاً بها منذ مطلع شبابي، وكنت احتفظ بألبوم خاص أجمع فيه أية صورة تنشر لها في أية مجلة من مجلات العالم. وكنت أراسلها وأنا في الجبهة: في الجولان أو في سيناء أو في أية منطقة في العالم. كنت فعلاً شغوفاً بها… لكنها لم تكن ترد على أية رسالة من رسائلي، ومع ذلك استمريت في كتابة الرسائل ولم أنقطع، وعندما أصبحت رئيساً للأركان العامة، صارت ترد على رسائلي”. وبعدما توطدت المعرفة بينهما، يقول: “دعوت إلى سهرة في بيتي بعض الأقارب، وبشكل عادي، وكذلك صباح فخري مع عودِه، ومن دون أن يعرف أحد، وفي تمام الساعة العاشرة ليلاً دخلت علينا جينا لولوبريجيدا وجلست بجانبي. 17 واحدة رفضن الزواج مني…، المهم أنّها دخلت المنزل وفوجئ الجميع بها حتى زوجتي (أم فراس)، وكنت قد تعودت أن أقول لها: خطبت 17 واحدة، لكن ولا واحدة أحبتني وأرادت أن تتزوجني، كانوا يعطونني المواصفات العالية جداً، ولكن في النهاية تفشل، كانوا يقولون هذا إنسان ضابط ومثقف لكنّه فقير، ومع كل واحدة كان الأهل يعتذرون، وعندما صرت رئيس أركان الجيش دعوتهن كلهن _ كلهن الـ17 واحدة كلهن مع أزواجهن، دعوتهن للغداء في نادي الشرق، طبعاً السيدات كن يعرفن أسباب الدعوة، إلا أنّ الأزواج كانوا في جهل مطبق”.

 

ومعروف عن طلاس الاستفاضة في الغزل بالنساء الشهيرات، على سبيل المثال نتذكر هنا الشعر الذي أهداه إلى الأميرة هند زوجة الأمير تركي بن عبد العزيز ونشرته هند في مجلة الكواكب:

“اميرة الحسن.. ما شامي وغوطتها

الا لحسنك صاغت ثوبها القشبا

…..

اميرة الحسن هل لي بعد سانحة

كي استريح وافضي بالذي حجبا

يا من ملأت حياتي فتنة وصبا

فكيف أرجعت ما ضيّ الذي ذهبا

….

 

وطلاس يتفاخر بحكاياته عن النساء ومعهن. وولعه بهن، يمتد إلى النجمات العالميات. فهو مرة يعبر عن إعجابه بالأميرة دايانا وقبلها بمارلين مونرو، سيشولينا، ومادونا، ثم جينيفر لوبيز وبريتني سبيرز وكريستينا أغيليرا وتشارلوت تشيرتش…. وولع طلاس بالممثلات والمغنيات كان دائماً موضع انتباه من المحللين الغربيين، حتى إن بعضهم استشهد بكلام طلاس، أو اعترافه، بتأثير ولعه بالنجمات العالميات في القرار السياسي السوري. والأمر يتخطى الولعن فأكثر من صحيفة ذكرت أو نقلت عن السيدة تاريا هالونين التي نشرت مذكراتها العام 1999، أمرا مستهجناً. فالسيدة هالونين، والتي كانت وزيرة خارجية فنلندا (1995-2000) ذكرت أنها زارت سوريا مرتين في طريقها إلى تفقّد الوحدة الفنلندية في جنوب لبنان. في المرتين كان العماد مصطفى طلاس في انتظارها في المطار ليأخذها بسيارته. في المرتين، حاول زير النساء التحرش بها! ما أدى الى أن تقدم الحكومة الفنلندية احتجاجاً رسمياً على هذا السلوك المشين، وتم وضعه في أدراج حافظ الأسد، الذي بحسب ما وسائل إعلام، كان يتلقى هذه الاخبار بقهقهات يتردد صداها في القصر الجمهوري:

– الله عليك يا أبو فراس… بالسيارة هههههه؟؟!!

 

هذه غيض من فيض من انجازات العماد طلاس، وهي ليست جديدة على الرأي العام، لكن علينا ان نستعيدها في هذه اللحظة.

 

على ماذا اتفق قادة مليشيات النظام في اجتماع إزرع؟

قضى 7 مدنيين بينهم 4 أطفال وامرأة، مساء الثلاثاء، جراء قصف مدفعي تعرضت له مدينة الحارة في ريف درعا الغربي،  مصدره قوات النظام المتمركزة في تل الشعار. وكانت قرى وبلدات ريفي درعا الشرقي والغربي، إضافة إلى أحياء مدينة درعا المحررة قد تعرضت لقصف عنيف وبمختلف اﻷسلحة، أثناء وعقّب اجتماع عقده قادة وضباط من النظام في مدينة إزرع، استمر ﻷكثر من 3 ساعات الإثنين، في مبنى الصالة الرياضية بالقرب من قيادة “اللواء 12 دبابات”.

 

وقالت مصادر من مدينة إزرع، لـ”المدن”، إن من بين الحضور وزير الدفاع في حكومة دمشق فهد جاسم الفريج، ورئيس فرع “اﻷمن العسكري” في المنطقة الجنوبية العميد وفيق الناصر، باﻹضافة إلى ممثلين عن مليشيا “حزب الله”.

 

القرى والبلدات القريبة من إزرع تعرضت لقصف جوي ومدفعي عنيف، لتأمين الإجتماع وضمان عدم استهداف المدينة من قبل فصائل المعارضة. وتعرضت مدينة داعل ومحيطها للقصف بأكثر من 15 غارة جوية بعضها بالصواريخ العنقودية والبراميل المتفجرة، وكذلك الحال في قرى اللجاة التي لا تبعد أكثر من 10 كيلومترات عن إزرع.

 

مصادر “المدن” أشارت إلى أن قوات النظام والمليشيات المساندة، خلصت في الاجتماع، إلى ضرورة التصعيد العسكري الذي يستهدف كامل محافظة درعا، بهدف تحقيق تقدم على اﻷرض والوصول إلى الحدود السورية-اﻷردنية، بعد فشلها في ذلك خلال اﻷسابيع الماضية.

 

وأشار ناشطون إلى إن الهدف من اﻹجتماع قد يكون التحضير لهجوم كيماوي ربما يستهدف أحياء درعا المحررة. وكانت واشنطن قد وجهت، الثلاثاء، تحذيراً شديد اللهجة لرأس النظام وجيشه، من مغبة تنفيذ هجوم كيماوي جديد، وذلك بعد رصد تحضيرات مماثلة لما سبق الهجوم الكيماوي على خان شيخون، في ريف إدلب مطلع نيسان/إبريل. التصريحات الأميركية لم تذكر المنطقة المتوقع استهدافها بالهجوم.

 

عسكريون معارضون استبعدوا أن يكون الهدف من اﻹجتماع التخطيط لضربة كيماوية في الجنوب، نظراً لقرب المنطقة من الحدود اﻷردنية ومن الجولان المحتل، واعتبروا أن النظام إذا ما أقدم على هذه الخطوة فهذا يعني نهاية مؤكدة له في الجنوب السوري.

 

في هذه اﻷثناء، شهدت منطقة حوض اليرموك اشتباكات عنيفة بين عناصر “لواء شهداء اليرموك” ومن تبقى من عناصر “حركة المثنى”، المتحالفين في “جيش خالد بن الوليد” المبايع لـ”الدولة الإسلامية”، ما أسفر عن سقوط جرحى من “شهداء اليرموك”. وجاء ذلك بعد اعتقال الإداري العام في “لواء شهداء اليرموك” محمد رزق المصري، من قبل عناصر “المثنى”. وتأتي هذه التطورات بعد إخفاق “جيش خالد بن الوليد” في اقتحام بلدة حيط المُحاصرة، في 25 حزيران/يونيو، صباح عيد الفطر، وخسارته دبابيتن وجرافة، وأكثر من 15 مقاتلاً من بينهم اﻷمير العام أبو هاشم الرفاعي.

 

وكان طيران البراميل المروحي، التابع لقوات النظام، قد ألقى عشرات البراميل المتفجرة، الثلاثاء، على نقاط تمركز فصائل المعارضة في خطوط الاشتباك مع “الدولة الإسلامية” في حوض اليرموك. القصف استهدف بلدات طفس والمزيريب واﻷشعري لتخفيف الضغط عن “داعش” في المنطقة.

 

عفرين: “وحدات الحماية” متخوفة من تدخل عسكري تركي

خالد الخطيب

استهدفت المدفعية التركية، ليل الثلاثاء/الأربعاء، مواقع “وحدات حماية الشعب” الكردية في جبل برصايا والشيخ عيسى ومرعناز وتل رفعت وسد الشهباء، شرقي عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي. التصعيد جاء بعد هدوء نسبي دام لثلاثة أيام، خلال فترة عيد الفطر. وتزامن القصف مع دخول تعزيزات عسكرية تركية جديدة تمركزت جنوبي وغربي إعزاز، شملت مدرعات ودبابات، وعربات عسكرية ثقيلة.

 

“الوحدات”، وعلى غير عادتها، لم تردّ على القصف التركي بمحاولات تسلل وإشغال أو حتى بقصف التجمعات السكانية التي تسيطر عليها المعارضة والقريبة من خطوط القتال، واكتفت باستهداف مواقع المعارضة المُسلحة المتقدمة بالهاون والرشاشات الثقيلة، في كافة المحاور من غربي إعزاز إلى جنوب شرقي مارع.

 

مصدر خاص من ريف عفرين، أكد لـ”المدن”، أن “وحدات الحماية” والمليشيات الرديفة معها في “قوات سوريا الديموقراطية”، متخوفة للغاية من خوض المعركة، بعدما أحست بأن الغطاء قد رُفع عنها. ويقول المصدر إن “وحدات الحماية” لن تقاوم في حال فشلت في حشد دعم الحلفاء لمنع المعركة، لأنها تدرك مدى حجم الخسارة في حال قررت البقاء والتصدي.

 

وتعيش “وحدات الحماية” حالة ترقب في ريف حلب، منذ منتصف حزيران/يونيو، مع استمرار دخول التعزيزات العسكرية التركية. وقد بدأت تتخوف فعلياً من احتمال انطلاق عملية عسكرية واسعة للجيش التركي وفصائل معارضة ضد معاقلها في كانتون عفرين. ومن الممكن ألا تستثني العملية المرتقبة عفرين، وربما تشمل كامل مناطق ريف حلب التي تسيطر عليها الوحدات من برصايا شمال غربي إعزاز وصولاً إلى بلدة عبلة جنوب شرقي مارع. ما يعني فتح جبهة مع “الوحدات” يزيد طولها عن 35 كيلومتراً. وهذا هو مصدر خوف “وحدات الحماية”، في الوقت الحالي، والذي منعها للمرة الأولى من استهداف التجمعات السكنية للمعارضة بالقصف العشوائي.

 

وفي الوقت ذاته، دفعت المعارضة المسلحة بتعزيزات إضافية إلى منطقة دير سمعان بالقرب من مدينة دارة عزة في ريف حلب الشمالي الغربي، وهي خط اشتباك مع “الوحدات” جنوب غربي عفرين. وبدأت المعارضة تحصين مواقعها في جبهات دارة عزة، منذ أن تعرضت لهجوم عنيف شنته “الوحدات” مطلع حزيران/يونيو، خلّف أكثر من 40 قتيلاً في صفوف المعارضة.  و من المحتمل أن تهاجم المعارضة في تلك المحاور ريف عفرين، بالتزامن مع تحرك المحاور الرئيسية للعملية العسكرية التركية المفترضة شرقي عفرين، من مناطق “درع الفرات” سابقاً.

 

أرتال القوات التركية التي تواصل دخولها إلى مناطق ريف حلب الشمالي، إلى الآن، لا تبدو كافية لخوض معركة واسعة تشمل عفرين أيضاً كما يشاع في وسائل الإعلام، خاصة التركية منها، والتي بدأت الترويج لاقتراب المعركة. وتصدر هاشتاغ #Afrin في تركيا، الثلاثاء، موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تناول فيه المغردون الأتراك أهداف العملية، واقتراب موعدها، وتداولوا صوراً للأرتال العسكرية التركية القادمة إلى سوريا خلال الأيام الماضية.

 

القائد العسكري في غرفة عمليات “أهل الديار” التابعة للمعارضة في ريف حلب النقيب محمد أبو إبراهيم، قال لـ”المدن”: “لم تنسق معنا أي جهة حتى الآن، وأهل الديار ماضية في تنفيذ عملياتها العسكرية النوعية ضد مليشيا الوحدات، وفي الوقت ذاته نحن على استعداد للتعاون مع أي فصيل عسكري ثوري، أو القوات التركية لتحرير أرضنا في تل رفعت ومحيطها في ريف حلب الشمالي”.

 

المعارضة في ريف حلب، نفت علمها بالتحضيرات التركية لخوض معركة مع “الوحدات”، وأكدت لـ”المدن”، أنها لا تمتلك تفاصيل أكثر من تلك التي يتم تداولها عبر وسائل الإعلام المحلية والتركية. ويتهرب قادة المعارضة العسكرية من الإدلاء بتصريحات حول التطورات المتسارعة على جبهات “الوحدات” في ريف حلب والتعزيزات العسكرية التركية المستمرة. على الرغم من أن حجم التعزيزات التركية قد تجاوز المطلوب لتأمين القواعد التركية في ريف حلب، كما أشيع في بداية الأمر. وإلى الآن، ما تزال الأخبار المتداولة غير رسمية إن كان من جهة المعارضة التي تراقب بصمت، أو من قبل الجيش التركي الذي لم يصدر عنه أي تصريح رسمي، يؤكد فيه نيته بدء المعركة بالفعل.

 

الناشط الإعلامي عبداللطيف نورس، قال لـ”المدن”، إن المعركة ضد “وحدات الحماية” وشيكة، والتعزيزات الأخيرة للجيش التركي التي دخلت الأراضي السورية في ريف حلب، خلال الساعات ال24 الماضية، كانت الأكبر، وشملت بالإضافة للمدرعات والدبابات جرافات عسكرية، وآليات تحصين وكاسحات ألغام. وأضاف أن تركيا تعمل على تسليط الضوء على المعركة قبل بدايتها، في وسائل الإعلام التركية ومواقع التواصل، لإبراز أهميتها بالنسبة للأمن القومي التركي، وذلك يصب في مصلحة التعبئة الشعبية الداعمة لقرارات الحكومة.

 

وعن وجهة المعركة، أكد نورس، أنها تستهدف بالدرجة الأولى المنطقة الحدودية شمال وشرق وغرب عفرين، بعمق يتجاوز 10 كيلومترات. ولتحقيق هذا الهدف لا بد من التحرك من محاور متعددة من داخل الأراضي السورية، انطلاقاً من مواقع المعارضة شمالي وغربي إعزاز، ومن خارجها انطلاقاً من الحدود التركية شمالي عفرين. كذلك ستعوّل القوات التركية على المعارضة في المحاور الشرقية، في المنطقة الواقعة بين مارع وإعزاز، لشن هجمات برية بالتزامن مع التقدم في المحاور الأخرى.

 

وعزا نورس تسارع التطورات في جبهات ريف حلب مع “الوحدات” إلى التغيّر الذي طرأ على العلاقات بين “الوحدات” والنظام وروسيا، حليفي “الوحدات” في عفرين. وقد ظهرت تبعات  ذلك في إغلاق طريق عفرين-حلب أكثر من مرة، من قبل النظام خلال الأيام الماضية، واعتقال مليشيات شيعية في نبّل لعناصر من “الوحدات” كانوا في طريقهم إلى عفرين قادمين من حلب. وقد ضمنت تركيا موافقة روسيا، بسبب توتر العلاقة على خلفية تطورات المعركة في الرقة وريفها، وانحياز “الوحدات” الواضح للحلف الأميركي على حساب سياسة التوازن المحسوب التي كانت تبعها في ما قبل بين مختلف القوى المتحالفة معها. الاشتباك بين النظام و”الوحدات في ريف الرقة مؤخراً، واسقاط “التحالف الدولي” لمقاتلة سورية قصفت مواقع “الوحدات” بالقرب من الرصافة، صبّ الزيت فوق النار.

 

التفاهم التركي-الروسي كان قد نجح في تجميد جبهات المعارضة والنظام، في أكثر من نقطة تماس، في ريف حلب، على مدى الشهور القليلة الماضية. وتلك الجبهات شبه هادئة على عكس جبهات المعارضة مع “الوحدات”. ويُعتقد أن هذا النجاح سوف يغري النظام والمعارضة، ليكررا التجربة في باقي مناطق ريف حلب، إذا ما طُردت “الوحدات” منها. وبذلك ينتهي دور “الوحدات” في عزل مناطق سيطرة المعارضة عن مناطق سيطرة النظام، في ريف حلب، منعاً للمواجهة العسكرية التي كانت روسيا وتركيا تتخوفان منها.

 

في الغالب، لن تشمل المعركة كامل منطقة عفرين التي تأوي أكثر من 300 ألف مدني، بل ستعمل على محاصرتها. وبالطبع لن يكون الضوء الأخضر الروسي بلا مقابل، وربما سيكون التفاهم حول إدلب، الحلقة المقبلة، في مرحلة لاحقة. وفي كل حال، فالمعركة لم تبدأ بعد، وحدوثها قد لا يكون أمراً محسوماً. وهناك من يتحدث عن أن ما يجري هو في إطار الحرب النفسية لتخويف “الوحدات” وتأمين مناطق ريف حلب التي تنتشر فيها القوات التركية.

 

وتعوّل “الوحدات” الآن على دور أميركي يمنع طردها من منطقة عفرين على الأقل. وعلى الأرجح، لن تتدخل واشنطن في عفرين لحساب “الوحدات” كما تدخلت في تل أبيض لمنع دخول الجيش التركي. فمن مصلحة واشنطن تمرير بعض المصالح التركية في الوقت الراهن، بعد قرار تسليح “الوحدات” في معركة الرقة. كذلك، فلا مصلحة لواشنطن في منطقة عفرين، التي تركتها لروسيا، كمنطقة نفوذ. وفي الوقت ذاته، يمكن لواشنطن أن تستفيد من العنصر البشري الكبير لـ”وحدات الحماية” المتمركز في عفرين، في حال طردها من المنطقة، في معارك في الرقة والبادية السورية.

 

واشنطن ترصد نشاطاً كيماوياً.. وتهدد النظام بـ”ثمن باهظ

حذر “البيت الأبيض” الرئيس بشار الأسد، الإثنين، بأنه سيدفع “ثمناً باهظاً” هو وجيشه، إذا شنّ هجوماً بالأسلحة الكيماوية. وقال بيان البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لديها ما يدعوها للاعتقاد بأن الاستعدادات جارية لتنفيذ هجوم من هذا النوع، وإن التجهيزات تماثل تلك التي اتخذت قبل هجوم 4 نيسان/أبريل على بلدة خان شيخون في ريف إدلب والذي أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.

 

وقال المتحدث باسم “البيت الأبيض” شون سبايسر: إن “الولايات المتحدة حددت تجهيزات محتملة لنظام الأسد لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيماوية سيؤدي على الأرجح إلى قتل جماعي لمدنيين بينهم أطفال أبرياء”. وأضاف: “إذا نفذ السيد الأسد هجوما آخر بالأسلحة الكيماوية تسبب في قتل جماعي فسوف يدفع هو وجيشه ثمناً باهظاً”. وتابع سبايسر: “كما قلنا سابقاً، فإن الولايات المتحدة موجودة في سوريا للقضاء على تنظيم (الدولة الاسلامية في العراق وسوريا).. ولكن اذا شن الأسد هجوماً جديداً يؤدي إلى عملية قتل جماعية باستخدام أسلحة كيماوية فانه وجيشه سيدفعان ثمناً باهظاً”.

 

في المقابل، قال الكرملين، الثلاثاء، إن تحذيرات “البيت الأبيض” للرئيس السوري وجيشه من شن هجوم بأسلحة كيماوية “غير مقبولة”. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف: “ليس لدي علم بأي معلومات عن تهديد باحتمال استخدام أسلحة كيماوية”. وذكر بيسكوف: “بالتأكيد نعتبر مثل هذه التهديدات للقيادة الشرعية في الجمهورية العربية السورية غير مقبولة”.

 

ولم يرد المسؤولون في البيت الأبيض على طلبات للتعليق على الخطط الأميركية المحتملة، أو المعلومات المخابراتية التي أدت إلى صدور البيان الخاص بالتجهيزات السورية لشنّ الهجوم.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أمر بضرب قاعدة الشعيرات الجوية التابعة لقوات النظام رداً على هجوم انطلق منها باستخدام غازات سامة على بلدة خان شيخون ما أودى بحياة 88 شخصاً.

 

وقال مسؤول مطلع على معلومات مخابراتية، لوكالة “رويترز” إن ضباط مخابرات أميركيين ومن الحلفاء، حددوا منذ فترة عدداً من المواقع التي يشتبهون أن الحكومة السورية تخبئ فيها أسلحة كيماوية حديثة الصنع عن المفتشين. واستند التقييم في جزء منه إلى المواقع والإجراءات الأمنية المحيطة بالمواقع المشتبه بها ومعلومات أخرى رفض المسؤول الكشف عنها. وقال المسؤول إن تحذير البيت الأبيض استند إلى تقارير جديدة لما وصف بأنه نشاط غير طبيعي ربما يكون له صلة بتجهيزات لهجوم كيماوي. وأضاف المسؤول الذي امتنع عن مناقشة المسألة باستفاضة إنه على الرغم من أن المعلومات المخابرات ليست حاسمة فقد قررت الإدارة سريعاً إصدار التحذير العلني لنظام الأسد بشأن عواقب شن هجوم كيماوي آخر على المدنيين وذلك في محاولة لمنع هجوم من هذا النوع.

 

وقالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، في “تويتر”: “أي هجمات مستقبلية على شعب سوريا لن يوجه اللوم فيها على الأسد فحسب بل أيضا على روسيا وإيران اللتين تدعمانه لقتل شعبه”.

 

القنيطرة:المعارضة تفشل هجوم النظام

أفشلت المعارضة هجوماً عنيفاً لمليشيات النظام، ليل الإثنين/الثلاثاء، على محور بلدة الصمدانية جنوب شرقي مدينة البعث في ريف القنيطرة. وكانت قوات النظام ومليشيا “حزب الله” قد شنّت الهجوم لاستعادة النقاط التي خسرتها في معركة “مالنا غيرك يا الله” التي اطلقتها فصائل المعارضة السبت وتمكنت فيها من السيطرة على خطي الدفاع الأول والثاني لقوات النظام على أطراف مدينة البعث. وتجري اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وسط قصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ يستهدف قرى وبلدات ريف القنيطرة المحرر في القطاع الأوسط.

 

غرفة عمليات “جيش محمد”، التي تضم فصائل إسلامية، أكدت مقتل نائب رئيس فرع “الأمن العسكري” في سعسع العقيد طارق علي حمود، الذي أصيب في أولى ساعات المعركة في مدينة البعث. وما تزال فصائل المعارضة لليوم الرابع تسيطر على خطي الدفاع الأول والثاني لقوات النظام على أطراف مدينة البعث؛ مشتل الزهور ومفرزة الجسر، وكذلك على سرية عسكرية على أطراف بلدة الصمدانية الشرقية.

المسؤول الإعلامي ومنسق العلاقات العامة في “ألوية سيف الشام” أبوغياث، أكد لـ”المدن”، استمرار المعارك في محيط مدينة البعث في محافظة القنيطرة. وأشار إلى أن المناطق التي تقدمت إليها المعارضة ما زالت تحت سيطرتها، إلا أن طبيعة المنطقة جعلت منها خطوط اشتباك مفتوحة، والتقدم فيها بطيئاً. وأشار أبو غياث إلى عدم مشاركة فصائل “الجبهة الجنوبية” في غرفة عمليات “جيش محمد” التي أعلنت عنها “هيئة تحرير الشام” ومجموعة من الفصائل الإسلامية قبل يومين. وأكد على أنه لفصائل “الجبهة الجنوبية” غرفة عمليات خاصة بها، وأن العمليات في مدينة البعث مستمرة، وتشارك فيها جميع الفصائل العاملة في غرفتي العمليات، إلا أنها تتقاسم قطاعات العمل.

 

الجيش الإسرائيلي، أعلن صباح الثلاثاء، منطقة “معبر القنيطرة” بين سوريا والجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان: “منطقة عسكرية مغلقة لأسباب أمنية”. ونتيجة اشتداد وتيرة المعارك في المنطقة، خلال الأيام الماضية، يستمر تساقط قذائف المدفعية على هضبة الجولان، ومصدرها قوات النظام داخل خط وقف اطلاق النار.

 

وتشهد هضبة الجولان المحتل حالة استنفار للجيش الإسرائيلي، وانتشاراً للدبابات بالقرب من الشريط الحدودي. واستهدف الجيش الإسرائيلي، مساء الإثنين، راجمة صواريخ لمليشيا “حزب الله” في تلال فاطمة في منطقة مثلث الموت، بعد سقوط أربع قذائف منطلقة منها على هضبة الجولان. كما قامت اسرائيل باطلاق عدد من الصواريخ استهدافت نقطة عسكرية تابعة لـ”اللواء 90″ التابع لقوات النظام في منطقة عين عيشة في القنيطرة. كما استهدف الطيران الاسرائيلي، الأحد، مواقع تابعة لـ”اللواء 121″ في تل الشحم في ريف دمشق الغربي، ما تسبب في تدمير مدفع وسيارة “زيل” تقل قوات للنظام. كما استهدف الطيران موقعاً لمليشيا “فوج الجولان” في معسكر الطلائع بالقرب من نبع الفوار في القنيطرة.

 

مصادر “المدن” في بلدة خان أرنبة، أكدت مقتل 35 عنصراً من قوات النظام ومليشيا “حزب الله” في القصف الاسرائيلي في الأيام الماضية.

 

الغموض يسم الموقف الأميركي تجاه معركة البوكمال

سابستيان حمدان

يبدو أن القرار السابق الذي اتخذته قوات “التحالف الدولي” بالحسم النهائي والسعي لإكمال مشروعها في منطقة التنف والوصول إلى مدينة البوكمال في ريف ديرالزور، قد دخل في مرحلة ضبابية، مع تراجع أميركي عن إطلاق شارة البدء لتنفيذ العملية.

 

مصادر المعارضة السورية، أكدت لـ”المدن”، أن لا قرار نهائياً بشأن معركة البوكمال حتى اللحظة، على الرغم من استمرار “التحالف” و”جيش مغاوير الثورة” بالتحضير للمعركة، وإعداد العدة والمعسكرات.

 

ووفق مصادر “المدن” فإن العديد من الأسباب تجعل “التحالف” يفكر ملياً قبل البدء بعملية عسكرية باتجاه البوكمال، أهمها الأعداد القليلة للمقاتلين مقارنة بالمساحات الصحراوية الشاسعة، على الرغم من إشراك بعض القوات الخاصة الغربية. وأضافت المصادر، أن القوات الخاصة الأجنبية تفضل ألا تأخذ كامل المعركة على عاتقها، فهي دائماً تبحث عن حلفاء حقيقيين على الأرض، إلا أنها في الوقت ذاته، لا تريد الإستعانة بحلفاء من “قوات الشهيد أحمد العبدو” و”جيش أسود الشرقية” اللذين يخوضان غمار حرب مفتوحة مع قوات النظام والمليشيات الإيرانية، منذ أكثر من شهرين، في نقاط متعددة في البادية الشامية وبادية السويداء الشرقية وفي أجزاء من بادية تدمر.

 

وأشارت المصادر إلى دور تركي رافض لنقل مقاتلين سوريين من الشمال السوري، عبر أراضيها، جواً إلى الأردن أو “قاعدة التنف” العسكرية التابعة لـ”التحالف”. وأوضحت أن آخر تلك المحاولات كانت قبل أسبوع.

 

وأشارت المصادر إلى أن ما يجري على الأرض لا يخدم عملية البوكمال، و”التحالف” لا يريد تكرار تجربة العملية السابقة الفاشلة في حزيران/يونيو 2016، على الرغم من تحديد موعد العملية الحالية والابقاء على اللمسات النهائية إلى اللحظة الأخيرة. وأكدت المصادر، أن الموقف الأميركي الحالي يتراجع ويميل إلى الضبابية، فهو “ينظر بعين الأفعى لمصالحه”.

 

مصادر عسكرية أكدت لـ”المدن” أن الاجتماعات الأخيرة بين روسيا وأميركا، في العاصمة عمان، كانت مكسباً للولايات المتحدة، في حين لم يكن الدور الروسي، “وسيطاً”، بل دفع لتحقيق مصالحه بغرض افشال المساعي الأميركية. وأضافت المصادر، أن “الاجتماعات لم تحقق أياً من الطلبات الروسية، وما ذُكرَ عن إقفال قاعدة الزكف لا يتعدى الكلام الصحافي، فالزكف منذ البداية هي نقطة حماية لـ(جيش مغاوير الثورة)، والقوات الأميركية فيها ليست ثابتة، بل كانت نقطة ضغط استغلتها الولايات المتحدة”.

 

وأشارت المصادر، إلى أن قاعدة الزكف ما تزال تحت سيطرة “جيش مغاوير الثورة”، وما تزال ضمن النقاط “المحظورة جزئياً” بحسب الأعراف الدولية، حيث تقيم فيها قوات حليفة لـ”التحالف الدولي”. وأوضحت أن “أحد الطلبات الرئيسية للاجتماع كانت: ابعاد المليشيات عن الحدود الأردنية، ورفض الأردن لأي دور للمليشيات قرب حدودها. وتعاملت روسيا بدور تجاوز دور الوسيط” بين الولايات المتحدة والأردن من جهة وإيران والنظام من جهة أخرى. وأضافت المصادر: “لا شيء واضحاً، ويبقى أن ما يجري هو مصالح مؤقتة، لا سيما في الاتفاقيات الاميركية-الروسية”.

 

اسقاط المقاتلة التابعة للنظام في منطقة الرصافة جنوبي الرقة، في 18 حزيران/يونيو، أعطى صورة حقيقية لمدى التدخل الدولي في سوريا، رغم التصعيد الروسي الذي تبعها. وما جرى من اسقاط الطائرة على يد “التحالف الدولي” حمل رسائل متعددة للروس، أهمها الابتعاد عن مناطق القوات الحليفة لـ”التحالف الدولي” الذي لن يسمح لقوات النظام ومليشياته بالاقتراب من خطوط الاشتباك في ديرالزور.

 

مصادر مطلعة، قالت لـ”المدن”، إن الدور الأميركي عاد إلى الغموض ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بخصوص معركة البوكمال. وتابع المصدر: “كانت معركة البوكمال قاب قوسين أو أدنى، والمعركة مكتملة المعالم، وستشارك فيها (قوات سوريا الديموقراطية)، لتضع خطاً فاصلاً أمام تقدم قوات النظام، لكن السياسة الأميركية الآن لا تريد المجازفة والسرعة”. واتضح ذلك من التصريحات الأميركية “المرحبة” بمشاركة قوات النظام في المعارك ضد “داعش”.

 

وفي السياق، بدأت قوات “الحرس الجمهوري” تعزيز نقاطها في محاور مطار السين العسكري، وتحديداً في القصر الإماراتي الذي يبعد مئات الأمتار عن المطار العسكري، والذي أصبح غرفة عمليات مع بداية أيار/مايو. وشهدت المنطقة حضوراً كثيفاً لخبراء إيرانيين في المجال الجوي. ومطار السين مُجهّز بمقاتلات خاصة بالمناورات والحروب الجوية، لا لاستهداف المواقع الأرضية، ونادراً ما تستخدمه قوات النظام لقصف المناطق المدنية.

 

وقال مصدر عسكري من البادية السورية، لـ”المدن”، إن طائرات شحن إيرانية تقوم بعمليات هبوط ليلي، منذ أسبوع، محملة بالعناصر والتجهيزات، وترافق تلك الطائرات مقاتلات حربية.

وذكرت المصادر، أنه في أول إنزال إيراني وصل نحو 50 مقاتلاً، وهم خريجو دورة تدريبة، بالإضافة إلى نقل معدات وتجهيزات عسكرية إلى القصر الاماراتي ونقطة السبع بيار في القلمون الشرقي.

 

الحسكة: نازحو ديرالزور إلى مخيم قيد الإنشاء

محمد محمد

توجه مئات النازحين من ديرالزور إلى مخيم “قانا” المجاور لقرية قانا، جنوبي مدينة الحسكة، الذي استحدثته “الإدارة الذاتية” التابعة لحزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي، خلال الأيام الماضية. واستُحدِثَ المخيم في منطقة شبه صحراوية في ناحية العريشة، لاستقبال القادمين من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة ديرالزور، بهدف منعهم من الدخول إلى مناطق “الإدارة الذاتية”، أو الوصول إلى الحدود السورية-التركية لأسباب “أمنية”.

 

وشرعت “الإدارة الذاتية” في 10 حزيران/يونيو بإنشاء مخيم “قانا” بقدرة استيعابية تصل إلى 30 ألف نازح، على مساحة 900 دونم، غربي بحيرة سد الحسكة الجنوبي المقام على نهر الخابور، والذي يبعد عن مدينة الشدادي بنحو 40 كيلومتراً. ويقول الأهالي إن أعمال البناء والإنشاء مستمرة في المخيم الجديد وتصل إلى المنطقة يومياً كميات من مواد البناء بغرض استكمال اعمال التجهيز لمقر إدارة المخيم ودورات مياه في محاولة من القائمين على المخيم وضعها في الخدمة في أقصر وقت ممكن. وفي 20 حزيران/يونيو ذكرت منظمة “روج آفا للإغاثة والتنمية” التابعة لـ”لإدارة الذاتية”، أنها زودت مخيم قانا بـ20 خيمة و60 اسفنجة، بعد وصول كوادرها إلى مكان إنشاء المخيم.

 

استحداث المخيم والبدء في تجهيزه، مع بدء توافد النازحين إليه، لا يبدو أمراً عملياً، ما انعكس على أوضاع النازحين إليه ممن باتوا أيامهم الأولى في ما يشبه العراء، من دون أي مساعدات غذائية وإغاثية. أحد المشرفين على مخيم “قانا”، قال لـ”المدن”، إن عدد النازحين الواصلين إلى المخيم من مناطق تنظيم “الدولة الإسلامية” في ديرالزور وناحية مركدة، ارتفع الثلاثاء إلى ما يزيد عن 1200 نازح. وقال المشرف إن “المفوضية السامية لشؤون اللاجئين” التابعة لـ”الأمم المتحدة”، كانت قد قدّمت، السبت، 30 خيمة و90 اسفنجة لمخيم العريشة بهدف إيواء هؤلاء النازحين، مضيفاً أنهم شرعوا عشية عيد الفطر بتوزيع حصص من الغذاء والماء البارد للعائلات المقيمة في هذا المخيم، بعدما حرموا من الغذاء خلال اليومين الماضيين.

 

وباستثناء ما قدمته منظمة “روج آفا للإغاثة والتنمية” التابعة لـ”لإدارة الذاتية”، والقليل الذي قدمته “المفوضية السامية”، للمخيم، فلم تقدم أي منظمة أو جمعية إنسانية مساعدات سواء كانت أغطية وخيم أو أغذية للعائلات المقيمة في هذا المخيم. وهو يفتقد لأبسط احتياجات المقيمين بسبب استمرار أعمال البناء فيه، وعدم جاهزيته لاستقبال الأعداد المتوقع وصولها، بسبب تصاعد الأعمال العسكرية باتجاه ديرالزور.

 

وقال المشرف إن كميات الخبز الواصلة كانت قليلة جداً لا تغطي حاجة النازحين، المستائين من الإقامة في المخيم لعدم توفر الخدمات الأساسية وشح المياه، بالإضافة إلى أن دورات المياه ما زالت قيد الإنشاء وغير جاهزة للاستخدام. وأشار إلى بدء وصول سيارات لباعة جوالين إلى مكان إنشاء المخيم، ما سمح للأهالي المقيمين فيه بشراء بعض المستلزمات، مبيناً أن الميزانية لدى إدارة المخيم ضعيفة بسبب عدم وجود منظمة إنسانية تتبنى هذا التجمع.

الناشط في مجال الأعمال الإنسانية ملاذ اليوسف، قال لـ”المدن” إن مئات النازحين من أهالي ديرالزور دخلوا خلال الاسبوعين الماضيين، مناطق سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية”، التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري، ولم يسمح لهم بمتابعة الطريق بذريعة الحفاظ على أمن المنطقة، فنقلوا إلى مخيم قانا الذي يحتوي عدداً قليلاً من الخيم مع بعض التجهيزات البسيطة، وسط غياب شبه تام للمساعدات الغذائية منذ ثلاثة أيام. وذكر الناشط أن دفعات جديدة من النازحين عن مناطق التنظيم في ديرالزور والحسكة تقاطرت إلى المخيم المستحدث، عقب عبورها حواجز “قوات سوريا الديموقراطية” بالقرب من قرية العزاوي جنوبي مدينة الشدادي. مشيراً إلى أن هذه المنطقة هي خط اشتباك منذ عام ونصف العام بين “قسد” المُسيطرة على الشدادي وبين “داعش” المُسيطر على مركدة.

 

ويقول اليوسف إن النازحين الواصلين إلى “مخيم قانا” هم في معظمهم من البوكمال والميادين وحطلة والقورية وخشام، والباقي من محيط ديرالزور ومركدة، وهي مناطق شهدت تصعيداً في القصف الجوي من قبل طائرات “التحالف الدولي” وروسيا والنظام، خلال الأسابيع الماضية، ما أسفر عن سقوط عشرات المدنيين بين قتلى وجرحى.

 

وبالإضافة إلى مخيم قانا، تستقبل مخيمات المبروكة والهول، عشرات النازحين عن مناطق التنظيم يومياً. وبدأ تنظيم “الدولة الإسلامية” عمليات تحصين لمواقعه وخطوط الاشتباك في مركز ناحية مركدة، آخر معاقله في الحسكة، وذلك عبر حفر خندق يحيط بالبلدة من ثلاث جهات، مُدعّم بالسواتر الترابية وحقول الألغام، تحسباً لأي هجوم محتمل من قبل “فسد” المدعومة من “التحالف الدولي”، وهو الأمر الذي دفع المزيد من الأهالي للنزوح إلى المناطق أكثر أمناً.

 

مقتل عشرات المدنيين بقصف للتحالف على الميادين

قصفت مقاتلات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن سجناً تابعاً لتنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الميادين في ديرالزور، ما أدى إلى مقتل 57 شخصاً غالبيتهم من المدنيين الذي يعتقلهم التنظيم في المدينة.

 

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الثلاثاء، إن طائرات “يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي”، نفذت فجر الاثنين “مجزرة جماعية بحق معتقلين في أحد سجون تنظيم الدولة الإسلامية في ريف ديرالزور الشرقي”.

 

وأضاف المرصد إن التحالف استهدف “منزل أبوعبد الله النعيمي وهو قيادي سابق في جبهة النصرة، والذي أعدمه تنظيم الدولة الإسلامية سابقاً واستولى على منزله، وحوله إلى سجن يتبع للجهاز الأمني للتنظيم، ليحوله إلى قسمين رئيسيين أحدهما خاص بالسجناء المدنيين، والقسم الثاني يخص السجناء من عناصر التنظيم”.

 

وأوضح المرصد أن الضربات التي استهدفت السجن “أدت لاستشهاد 42 سجيناً ومعتقلاً مدنياً على الأقل في سجن التنظيم، حيث رصد نشطاء المرصد السوري قيام التنظيم بنشر الجثث ووضعها في الشارع العام قرب جسر الميادين، بينما قتل 15 من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من حراس السجن وبعض السجناء من عناصر التنظيم، ولا تزال أعداد الخسائر البشرية مرشحة للارتفاع بسبب وجود مفقودين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف، ولوجود جرحى بحالات خطرة”.

 

وشهدت مدينة الميادين خلال الأشهر الأخيرة تصعيداً للقصف الجوي من قبل التحالف الدولي، وهي التي شكلت خلال الفترة الماضية وجهة لعدد كبير من النازحين بينهم عائلات جهاديين، وتحديداً من محافظة الرقة المجاورة ومدينة الموصل العراقية، حيث يتعرض التنظيم لهجمات بدعم من التحالف الدولي.

 

في المقابل، نقلت وكالة “رويترز” عن التحالف الدولي تأكيدات على تنفيذه ضربات جوية على أهداف لتنظيم “داعش” في مدينة الميادين السورية هذا الأسبوع، وأنه سيحقق في مزاعم مقتل عشرات في غارة جوية.

 

وذكر مدير الشؤون العامة في التحالف الكولونيل جو سكروكا، في رسالة نقلتها “رويترز”/ إن التحالف نفّذ “ضربات على منشآت قيادة وتحكم معروفة لداعش وغيرها من البنية التحتية للتنظيم في (الميادين) في سوريا يومي 25 و26 يونيو (حزيران)”.

 

وتابع “إزالة هذه المنشآت يعطل قدرة داعش على تسهيل والتحريض على هجمات إرهابية ضد التحالف والقوات الشريكة لنا وفي بلادنا. جرى التخطيط لهذه المهمة وتنفيذها بدقة شديدة للحد من مخاطر وقوع إضرار جانبية أو احتمال إلحاق أذى بغير المقاتلين”.

 

من جهة ثانية، قال المرصد إن الطيران المروحي استهدف، بما لا يقل عن 8 براميل متفجرة، مناطق في أطراف بلدة طفس في ريف درعا الغربي. وترافق ذلك مع قصف قوات النظام على مناطق في البلدة، ما تسبب بأضرار مادية، ولم ترد أنباء عن إصابات.

 

زاسبكين لـ”المدن”: ما يحصل على الحدود السورية العراقية مؤقت

منير الربيع

بعد فتور في العلاقت دام سنتين، توجه النائب وليد جنبلاط إلى روسيا. حملت زيارته دلالات عدة، رغم أن الجانب الرئيسي فيها، هو التأكيد في حضور تيمور على ثبات العلاقات العميقة بين آل جنبلاط وموسكو، وتعميق هذه العلاقة رغم التباينات السياسية، إلا أنها جاءت على أعتاب مرحلة تنذر بمتغيرات كبيرة في الشرق الأوسط، ولاسيما في سوريا. في المرحلة السابقة، كانت التباينات في وجهات النظر بين جنبلاط وموسكو واضحة، لكن العلاقة لم تنقطع، ولا شك أن لهذه الزيارة دلالاتها السياسية.

 

إنطلاقاً من إجابته عن أسباب الزيارة ودوافعها، يربط السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين، التطورات على الساحة الدولية ببعضها البعض، ويقول لـ”المدن” بخصوص زيارة جنبلاط: “هناك علاقات عمرها عشرات السنين بين عائلة جنبلاط وروسيا منذ الاتحاد السوفياتي، وحتى في ظل الخلاف في وجهات النظر، العلاقة لم تنقطع. لكن الزيارة الآن، تحصل في ظروف ومتغيرات جديدة، وقد عادت العلاقات بين موسكو وجنبلاط إلى تفاهم أكبر، وبالإمكان القول، إن جنبلاط يقترب نوعاً ما نحو الرؤية الروسية بشأن أزمات المنطقة ولاسيما سوريا”. ويفضّل زاسبيكين عدم الخوض في تفاصيل أكثر.

 

ينطلق السفير الروسي من هذا التفصيل، إلى الوضع في المنطقة بشكل عام. وفيما يجدد موقف بلاده المتمسك بمندرجات جنيف كحلّ أساسي للأزمة السورية، يعتبر أن الظروف الحالية والتطورات تضع الأمور أمام أفق جديد لإنجاز التسوية، وإستكمال مهمة مكافحة الإرهاب، ووقف سفك الدماء. وهذا ما سيجري تعزيزه في مؤتمر آستانة المقبل، لأجل تكريس مناطق تخفيف التوتر وتعزيزها، واجراء المصالحات في أكثر من منطقة سورية.

 

يرفض زاسبكين وصف البعض المصالحات بأنها عملية فرز ديمغرافي أو تقسيمي لسوريا. ويقول: “لا يوجد فرز ديمغرافي في سوريا. وهذه محاولات لإتهام النظام السوري بالسعي للتقسيم. ولا بد من الإشارة إلى أن ملايين الناس خرجوا من مناطقهم داخل سوريا وخارجها، وبالمقارنة مع هذه الأرقام، يظهر أن المصالحات تشمل المئات أو الآلاف فقط. وهؤلاء هم جزء بسيط من الأعداد التي خرجت. بالتالي، لا يمكن اعتبار ذلك فرزاً أو تمهيداً للتقسيم، والقضية أكبر بكثير من هذه الشائعات. والهم الأساسي هو إعادة اللاجئين، لدحض هذه الشائعات.

 

ويعتبر أن ما يحصل على الحدود السورية العراقية هو عبارة عن حالات مؤقتة، لها علاقة بالمعارك ضد الإرهابيين. وهذه المراحل قد تخضع فيها بعض المناطق لسيطرة لقوى خارجية، لكنها لن تستمر. وهي تنتظر تثبيت مواقع الدولة السورية فيها. ويشير إلى أن هذه المتغيرات الميدانية، تتعلق بتغيرات في موازين القوى، ولكن كلها، يجب أن لا تمنع تحقيق المبدأ الأساسي، وهو الحفاظ على وحدة سوريا. ويؤكد أن بلاده تستبعد حصول التقسيم في سوريا على الإطلاق.

 

ولكن، هل يمكن لإيران السيطرة على هذه المناطق الحدودية، بدون غض نظر أميركي؟ يفضل زاسبكين عدم الخوض في التفاصيل العسكرية، لأن لا حلّ في سوريا إلا الحل السياسي. بالتالي، العودة إلى المفاوضات. ويعتبر أن سوريا جزء من الأزمة السياسية العالمية حالياً، والتي تنعكس في سوء العلاقات بين واشنطن وموسكو، كاشفاً أن هناك صعوبة حتى الآن، للخروج من المأزق السياسي في العلاقات بين البلدين، والذي تكرس منذ الإدارة السابقة. وحتى الآن كل المواقف في المؤسسات الأميركية الحاكمة، تعرقل التوصل لأي تفاهم بين روسيا والولايات المتحدة، في شأن العقوبات. وهذا ما ينعكس على الوضع السوري، بمعزل عن حصول التنسيق الميداني بين العسكريين. أما من الناحية الإستراتيجية والسياسية، فلايزال التنسيق مفقوداً، مع الإشارة إلى عدم وضوح الرؤية الأميركية للوضع السوري. ويعتبر أن ما يعقد الأمور، هو تصرفات واشنطن الأحادية، والتي ترفض التنسيق مع النظام السوري. ما يجعل تدخلها هناك، أمراً غير شرعي.

 

يتحدث زاسبكين عن التكامل الإيراني الروسي في سوريا، ويعتبر أن هناك تفاهمات كبرى على صعيد الرؤية للوضع السوري، لافتاً إلى أنه منذ بداية التدخل الروسي في سوريا، كان واضحاً الوقوف في خندق واحد مع إيران، والتعاون المشترك في محاربة الإرهاب، لكنه لا ينفي أن هناك أطرافاً عديدة تريد إيقاع الخلاف بين روسيا وإيران. ويشير إلى أن ذلك مستبعد، مع الأخذ بعين الإعتبار أن لكل دولة خصوصياتها. ويقول: “إيران وحزب الله والنظام السوري في محور المقاومة، أما نحن في روسيا فلسنا في محور المقاومة، والعلاقات الإيرانية السورية تختلف عن العلاقات الروسية السورية. ونحن لا نشارك في قتال إسرائيل”.

 

ولدى سؤاله، عن تصنيف واشنطن حزب الله بأنه إرهابي وبأنها تريد تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، يجيب قائلاً: “ليس من حق واشنطن أن تقول إنها تريد تحجيم النفوذ الإيراني، لأن وجود إيران مبني على تفاهم مع الدولة السورية، وهي وحزب الله في الصفوف الأولى لمحاربة الإرهاب. وهناك محاولات متعمدة لأجل التشويش على هذا المبدأ، ونحن لا نوافق على اعتبار حزب الله إرهابياً. ولكن، هل ستمنع روسيا توجيه أي ضربة أميركية أو إسرائيلية لحزب الله؟ يقول زاسبكين إن هذا إفتراض، ولا يمكن الإجابة عن إفتراضات، لكنه يستبعد حصول مواجهة مباشرة ومفتوحة بين الطرفين، وخصوصاً بين إسرائيل وحزب الله، لأنها ليست في مصلحة أي طرف، وستضر الجميع.

 

لا تريد موسكو التخلي عن الحوار كحلّ أساسي للأزمة السورية، تتمسك بجنيف وبمسار آستانة، ويقول زاسبكين إن هذا المسار هو الذي سيمهد للحل السياسي، وقد تم الوصول إلى منتصف الطريق. ويشير إلى مدى التفاهم بين الدول الثلاث الراعية لآستانة، أي روسيا وتركيا وإيران، معتبراً أن هناك تنسيقاً لأجل إنجاح ذلك. وهذا ما يحصل بين روسيا وتركيا بشأن الشمال السوري وما يجري في إدلب. ويعتبر أن المصلحة التركية تقتضي تهدئة الأمور، خصوصاً أن أوهام إسقاط النظام السوري سقطت عند الأتراك والجميع. وتركيا تريد الحفاظ على الحدود كما هي، للحفاظ على وحدة أراضيها.

 

أخيراً، هل هناك فصل بين الحفاظ على النظام ومصير رئيسه بشار الأسد، يقول زاسبكين إن “هناك رؤى مختلفة بِشأن الأسد، لدى روسيا وسوريا وإيران رأي، ولدى تركيا وأميركا والسعودية موقف آخر. ولا يمكن أن يتوقف الإتفاق بين كل هذه الدول لأجل الخلاف على مصير شخص. المهم هو الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وعندما يتم الحفاظ على ذلك، وتطبيع الحل السياسي، ووقف التصعيد، يصبح الحلّ سهلاً. هل يعني ذلك، الوصول إلى مرحلة إنتقالية على أن يخرج الأسد فيما بعد؟ يجيب: “هناك خلاف بشأن تفسير المرحلة الإنتقالية. البعض يعتبر أنها يجب أن تبدأ ويغادر الأسد، ولكن لمن سيسلّم السلطة؟ المرحلة الإنتقالية هي الحفاظ على المؤسسات، والبدء بالمسار السياسي، أما مصير الأشخاص، فيحدده الشعب السوري من خلال الانتخابات”.

 

التايمز: تنافس أمريكي إيراني على إنشاء طرق استراتيجية غربي العراق

قالت صحيفة التايمز البريطانية إن صراع النفوذ في العراق بين الولايات المتحدة وإيران، يعتبر من “الطراز الاستعماري القديم”، المتمثل في السيطرة أو إنشاء الطرق الاستراتيجية، مشيرة إلى وجود منافسة بين المليشيات الموالية لإيران والقوات الأمريكية على طرق استراتيجية، لا سيما في تلعفر شمال غربي العراق.

 

وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير لها، نُشر الأربعاء، بالقول: “تتنافس القوات المدعومة غربياً من جهة والموالية لإيران من جهة أخرى، على إعادة إنشاء طرق رئيسة غربي العراق مع استعادة الأراضي التي كان تنظيم الدولة يسيطر عليها”.

 

ووقعت شركة أمريكية عقداً مع رئيس الوزراء حيدر العبادي؛ من أجل إعادة بناء الطريق السريع والرئيس من بغداد إلى الحدود الإردنية وصولاً إلى العاصمة عمّان. في حين يعارض هذا العقد سياسيون شيعة تربطهم علاقات مع إيران، يرفضون استمرار الوجود الأمريكي في العراق.

 

وأنشأت المليشيات الشيعية المرتبطة بإيران طريقاً خاصاً بها إلى الحدود الشمالية من العراق. وتحاول فتح طريق إلى دمشق يبدأ من الحدود الإيرانية عبر منطقة بعقوبة (شرقاً) القريبة من العاصمة بغداد، وصولاً إلى المعبر الحدودي مع سوريا في “أم الجاريس”.

 

ويؤيد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بشدة، مشروع طريق بغداد – عمّان، حيث تواجه بلاده أزمة اقتصادية تفاقمت بسبب فقدان التبادل التجاري مع كل من سوريا والعراق. وانخفضت الصادرات الأردنية إلى العراق إلى النصف بعد أن سيطر تنظيم الدولة على أراضٍ واسعة في سوريا والعراق عام 2014.

 

ويتضمن عقد إعادة بناء الطريق، الذي مُنح إلى مجموعة الزيتون، وهي شركة أمنية ولوجيستية أمريكية، 36 جسراً، دمرت العمليات العسكرية العديد منها، وكذلك تأمين أراضٍ لبناء أماكن للراحة والمقاهي؛ على أن تعوَّض تكاليف الاستثمارات من الرسوم والإيجارات.

 

وفي الغالب، سيمر الطريق السريع في محافظة الأنبار السُّنية، الرافضة للشيعة والإيرانيين، وهي كذلك من المحافظات التي سيطر عليها تنظيم الدولة سابقاً. وما زالت هناك هجمات متفرقة من قِبل تنظيم الدولة حول بلدة الرطبة، شرقي المعبر الحدودي.

 

وقد تعرقل المليشيات الشيعية التي تقول إنها تعارض الوجود الأمريكي في العراق، أعمال الشركة الأمريكية التي تقوم بأعمال البناء والإنشاء في الطريق الاستراتيجي، بحسب الصحيفة.

 

وقال قيس الخزعلي، زعيم مليشيا عصائب أهل الحق، المتهم بالتحريض على الحرب الأهلية في العراق، واختطاف المقاولين الأمريكيين والبريطانيين، في كلمة له: “لماذا لا تقوم الشركات العراقية ببناء الطريق؟”. في حين اعتبر متحدث باسم “العصائب” أن شركات الأمن “تقوم بعمليات تجسس لصالح المخابرات الأمريكية”.

 

ونقلت الصحيفة البريطانية عن معين الكاظمي، وهو مسؤول في فيلق بدر، كبرى المليشيات الشيعية التي لها علاقات مع إيران: “نحن نعارض هذا الطريق؛ لأنه سيكون ذريعةً للأمريكيين للحفاظ على وجودهم العسكري”.

 

ويعتبر الهدف الاستراتيجي الكامل للطريق، موضع الخلاف، هو ربط إيران مع البحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا، بحماية من مليشيا حزب الله اللبناني الموالية لإيران.

 

غير أن الكاظمي قال إن قوات الحشد الشعبي -تحالف المليشيات الشيعية التي ينتمي إليها “بدر”- هي التي تسيطر الآن على الطريق نفسه الذي يستخدمه تنظيم الدولة لتبادل الإمدادات والقوات بين سوريا والعراق.

 

وقال كاظمي: “بما أننا نتحكم في هذا الطريق، يمكننا ضمان استخدامه في التبادل التجاري”، مضيفاً أن الطريق “سيعيد إقامة علاقات مع سوريا وجنوبي لبنان”.

 

ويسيطر حزب الله على جنوبي لبنان كخط دفاع أول في حربه مع “إسرائيل”، ولكنه أيضاً شريك حيوي لرئيس النظام السوري بشار الأسد في قمع الثورة السورية.

 

ويقول هشام الهاشمي، أحد المحللين العراقيين البارزين، إن إيران حريصة على تعزيز طريقها الخاص على حساب الطريق الذي تخطط له الولايات المتحدة.

 

وقال إن الطريق الدولي سيضر بالمصالح الإيرانية، وإن طهران “حريصة على الحفاظ على الطريق من دمشق إلى بغداد وطهران مفتوحة”، بحسب الصحيفة.

 

القوات الكردية تتقدم بالرقة ومجزرة بدير الزور  

اقتربت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي من حصار مدينة الرقة شمال شرقي سوريا من كل الجهات، في حين قتل عشرات المدنيين بقصف جوي جديد في ريف دير الزور شرقي البلاد.

 

فقد قالت مصادر للجزيرة إن القوات -التي تعد وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيس لها- سيطرت على مواقع بالجهة الجنوبية من مدينة الرقة بعد معارك مع مسلحي تنظيم الدولة لتقترب من حصار المدينة من كل الجهات.

 

وأضافت المصادر للجزيرة أن قتلى وجرحى من المدنيين سقطوا فجر اليوم الأربعاء جراء قصف جوي ومدفعي من قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي على أحياء سكنية داخل الرقة، وأشارت إلى أن القصف جاء متزامنا مع معارك في الجهة الغربية للرقة.

 

وبدأت الوحدات الكردية قبل أيام عمليات بالجهة الجنوبية في محاولة لغلق المنفذ المتبقي لتنظيم الدولة بعد تطويق المدينة من الغرب والشرق والشمال. وسيطرت تلك القوات مؤخرا على حيي المشلب والصناعة بالشرق، والسباهية والرومانية بالغرب والشمال الغربي، وتحاول اقتحام الأحياء القديمة في الرقة.

مجزرة بدير الزور

وغير بعيد عن الرقة، قالت مصادر للجزيرة إن خمسين قتيلا بينهم أطفال ونساء وعشرات الجرحى سقطوا جراء غارات جوية بـ قنابل عنقودية نفذتها طائرات لم تعرف هويتها مستهدفة الأحياء السكنية في بلدة دبلان التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، وتبعد عشرين كيلومترا عن مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي.

 

وأضافت المصادر أن الطائرات نفذت غارات متتالية على معظم المناطق السكنية في البلدة، وأن أعداد القتلى مرشح للارتفاع جراء خطورة بعض الإصابات. بدورها ذكرت شبكة شان الإخبارية السورية أن معظم الضحايا من النساء والأطفال.

 

وفي نفس الوقت تقريبا، نفذت طائرات حربية سورية غارات على حي خاضع لتنظيم الدولة في مدينة دير الزور، مما أسفر عن تدمير بنايتين سكنيتين. ويأتي هذا القصف بعد غارات للتحالف الدولي أسفرت عن مقتل 51 شخصا كانوا معتقلين في سجن لتنظيم الدولة في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.

 

معارك وغارات

في تطورات أخرى، قال ناشطون إن الطيران الحربي السوري قصف اليوم حي جوبر شرقي دمشق، وتواصل قوات النظام السوري تدعمها مليشيات محاولة اقتحام الحي في إطار حملة عسكرية مستمرة منذ أشهر طويلة.

 

كما قصفت طائرات النظام السوري اليوم منطقة زملكا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وقال ناشطون إن ذلك تزامن مع اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة في محيط بلدة حوش الظواهرة، وقرب إدارة المركبات في محيط مدينة عربين.

 

وفي درعا جنوبي سوريا، قصف طيران النظام السوري مدينة طفس وبلدة المزيريب بالريف الغربي، وتتعرض الأحياء الخاضعة للمعارضة في درعا البلد لقصف جوي ومدفعي.

 

وفي القنيطرة المتاخمة للجزء المحتل من الجولان السوري، قتل خمسة أشخاص في غارات سورية، وفق ناشطين. وكانت المعارضة أطلقت قبل أيام معركة في منطقة القنيطرة’ واستولت على مواقع داخل مدينة البعث.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

روسيا تحذر أميركا من “العمل الأحادي” في سوريا  

حذر غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي واشنطن من أي أعمال من جانب واحد في سوريا، معتبرا أن ذلك من شأنه تعقيد محادثات السلام السورية.

 

ونقلت وكالة الإعلام الروسية اليوم الأربعاء عن غاتيلوف قوله “إن التأكيدات الأميركية بأن الحكومة السورية قد تكون تخطط لشن هجوم كيميائي تعقد محادثات السلام السورية”. وحذر الولايات المتحدة من أي عمل من جانب واحد في سوريا.

 

وجاءت تحذيرات الدبلوماسي الروسي ردا على إعلان البيت الأبيض أمس وجود مؤشرات على إعداد النظام السوري لشن هجوم كيميائي قد يؤدي إلى قتل مدنيين جماعيا في سوريا، وهدد بالردّ.

 

وقال البيت الأبيض إن النظام السوري سيدفع ثمنا باهظا إذا ما شنت قواته هجوما كيميائيا في مناطق المعارضة.

 

واعتبر مسؤولون أمس الثلاثاء أن تحذير واشنطن للقيادة السورية من الإقدام على شن هجوم بسلاح كيميائي استند إلى معلومات استخبارية عن استعدادات تجري فيما يبدو في قاعدة جوية سورية استخدمت في هجوم مماثل في أبريل/نيسان الماضي.

 

وسارع المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس إلى رفض التهديدات الأميركية، وقال إن التحقيق في احتمال استعمال سلاح كيميائي في سوريا لم يجر على الرغم من دعوات روسيا، رافضا تحميل دمشق المسؤولية.

 

ونقلت مراسلة الجزيرة في موسكو عن مسؤولين روس اعتبارهم التحذير الأميركي استفزازا ومقدمة خطط لتوجيه ضربات تستهدف القيادة السورية.

 

ولفتت إلى أن موسكو لا تعتقد أصلا بثبوت تهمة استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية في أبريل/نيسان الماضي، وأن المؤسسات الدولية لم تثبت بعد ضلوع القوات السورية في استخدام الكيميائي.

 

وقال مدير مكتب الجزيرة بموسكو اليوم إن التصريحات الروسية متوقعة وتأتي في إطار التوتر مع الولايات المتحدة خصوصا بعد إسقاط الأخيرة طائرة سورية قرب الرقة وقيام روسيا بعد ذلك بفرض شبه حظر جوي على الطيران الأميركي بمنطقة غرب الفرات حيث هدد الروس بأنهم سيستهدفون أي طائرة أميركية أو تابعة للتحالف تحلق هناك.

 

من جانبها، حذرت إيران واشنطن من تداعيات الاتجاه نحو تصعيد “خطير” في سوريا، وقال وزير الخارجية جواد ظريف على تويتر إن “تصعيدا أميركيا خطيرا آخر في سوريا بذريعة وهمية لن يخدم سوى تنظيم الدولة الإسلامية”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

الغرب ينضم لترمب في تهديده الجديد للأسد  

أشار تقرير لصحيفة تايمز إلى دعم حلفاء أميركا التقليديين للرئيس دونالد ترمب أمس عندما أعلن عن تكثيف مواجهته العسكرية مع سوريا وإيران وروسيا.

 

وألمحت الصحيفة لتزايد التوترات بسبب مزاعم لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بأن الرئيس السوري بشار الأسد يعد لهجوم كيميائي ضد مناطق الثوار ما جعل وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون يرد فورا بأن بريطانيا ستدعم أي هجوم ثأري مبرر وقانوني، كما فعلت عندما أمر ترمب بإطلاق صواريخ كروز ضد سوريا في أبريل/نيسان بعد هجوم كيميائي للنظام أودى بحياة نحو تسعين شخصا في بلدة خان شيخون.

 

وقال البنتاغون إن المعلومات الاستخبارية الجديدة تتعلق بنشاط في نفس القاعدة الجوية السورية “الشعيرات” بالقرب من مدينة حمص التي استخدمت من قبل في الهجوم على خان شيخون.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات الاستخبارية جاءت بعد بيان من السكرتير الصحفي للبيت الأبيض شون سبايسر الذي قال إن أي هجوم لن يمر دون عقاب. وأضافت أن التهديد الذي أطلقه سبايسر جاء مفاجئا لأن القيام بأي تحرك أميركي معناه دخول الإيرانيين على خط المواجهة بما لهم من مليشيات شيعية داعمة للأسد في سوريا، بل وحتى الروس الذين هددوا بالانتقام بعد إسقاط أميركا مقاتلة سورية تابعة للأسد في اشتباك الأسبوع الماضي.

 

التهديد الذي أطلقه سبايسر جاء مفاجئا لأن القيام بأي تحرك أميركي معناه دخول الإيرانيين على خط المواجهة بما لهم من مليشيات شيعية داعمة للأسد في سوريا

وعلقت بأن احتمال تعميق المواجهة سيشكك في خطط إدارة ترمب بشأن مستقبل سوريا، حيث إن دعمها لمجموعتين من القوات المحلية (قوات سوريا الديمقراطية) الكردية وفرقتين من الجيش السوري الحر بالقرب من الحدود الأردنية قد أعطى موطئ قدم هام في شرق سوريا.

 

وفي السياق، علقت إندبندنت بأن الهدف الحقيقي من تهديدات ترمب لسوريا ليس بشار الأسد ولكن إيران.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن سياسة إدراة ترمب في سوريا -على خلفية التقاتل الداخلي- بدأت تتطور، حيث يرى فريق بالإدارة الحرب الأهلية فرصة لمكافحة النفوذ الإيراني.

 

واعتبرت الصحيفة إعلان البيت الأبيض خطوة غير عادية إلى حد كبير لأن مثل هذه التصريحات نادرا ما يعلن عنها، وأن التحذيرات عادة ما تمرر بطريقة سرية عبر القنوات الدبلوماسية.

 

وألمحت إندبندنت إلى وجود وجهات نظر أولية بأن هذا النهج الأكثر عدوانية كان بسبب إعطاء الرئيس الجديد حرية حركة أكثر للمؤسسة العسكرية، لكنها أردفت بأن ما يدور الآن -كما يبدو- نتيجة التناقضات والانشقاقات الداخلية التي ميزت إدارة ترمب.

 

وختمت بأن المزيد من الضربات العسكرية الأميركية ضد النظام السوري من المرجح أن تمهد الطريق لمواجهة وصدامات مباشرة على الأرض، لكن الهدف الحقيقي قد لا يكون في الحقيقة الرئيس الأسد بل إيران تلك الدولة التي كرر ترمب تعهده بمواجهتها خلال حملته الانتخابية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

الجيش التركي يقصف مواقع كردية شمالي سوريا  

قال الجيش التركي إنه قصف بالمدفعية مواقع لـ وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين بشمال سوريا، ردا على قيام هذه المواقع بقصف مواقع لـ الجيش السوري الحر جنوب أعزاز.

 

وأفادت رئاسة الأركان في بيان لها اليوم بأنه “تم تدمير مصادر النيران” وأن “الجيش التركي سيواصل قصف المواقع التي تطلق النار على الأراضي التركية أو مواقع الجيش السوري الحر القريبة من الحدود والتي تحميها تركيا”.

 

وأوضح البيان أن قوات حماية الشعب الكردية أطلقت نيران الأسلحة الآلية على وحدات للجيش السوري الحر المدعوم من أنقرة في منطقة مرعناز جنوبي بلدة أعزاز بشمال سوريا، وأن المدفعية التركية قصفت منتصف ليل أمس مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب ردا على إطلاق النار.

 

ونقلت وسائل الإعلام التركية عن مصادر عسكرية أن أنقرة استعملت حقها في الرد على مصادر النيران ضمن إطار قواعد الاشتباك التي كانت قد أعلنت عنها عقب اندلاع الأزمة في سوريا.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

نسبة المسيحيين في سورية ترتفع خلال الحرب

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 27 يونيو 2017

روما ـ قال معارض سوري إن “نسبة المسيحيين في البلاد قد ارتفعت من 10 إلى 13% خلال الحرب التي تشهدها سورية والتي دخلت عامها السابع قبل ثلاثة أشهر”، مشيراً إلى أن “تهجير وهروب ملايين السوريين السنّة إلى الخارج رفع نسبة المسيحيين الذي شهدوا موجات لجوء وهجرة أقل من نظرائهم المسلمين”.

 

وقال المعارض الآشوري السوري سليمان يوسف، إن الحرب السورية “رفعت من نسبة المسيحيين السوريين إلى 13%”، وأوضح أن “عدد سكان سورية كان نحو 22 مليون نسمة قبل انطلاق الثورة في آذار/ مارس 2011 وفق أرقام حكومية، وكانت نسبة المسيحيين منهم 10%، أي نحو 2.2 مليون مسيحي”.

 

وذكر يوسف أن “الحرب قد تسببت، وفق تقارير منظمات دولية معنية بالوضع الإنساني في البلاد، بلجوء نحو 8 ملايين سوري في دول الجوار وأوربا ودول أخرى”، كما “بلغ عدد القتلى نحو مليون، بين مدني وعسكري من كل الأطراف، غالبيتهم الساحقة من المسلمين، ومنهم نحو 5 آلاف مسيحي، بحسب مرجعيات كنسية”، بينما “يقدر عدد المسيحيين الذين تركوا سورية بـ نصف مليون مسيحي”، وعليه فإن “عدد السكان المتبقين في البلاد يبلغ نحو 13 مليون، منهم أكثر من مليون ونصف مليون مسيحي”، وهذا يعني أن “نسبة المسيحيين من السكان السوريين ارتفعت من 10% قبل الحرب إلى 13% بعد ست سنوات من الحرب”.

 

وأضاف “جميع هذه الأرقام تقديرية، إذ يستحيل الوصول إلى أرقام حقيقية دقيقة لسكان سورية، وما تزال الحرب الكارثية بين السوريين وعلى السوريين مستمرة، وما من أحد يعلم متى وكيف ستنتهي، وعلى أي أرقام ستستقر الخريطة الديموغرافية لسورية”، وأعرب عن قناعته بأن “الحصص السياسية لسورية المستقبل لأي مكون سوري ستكون وفق تعداده”، ما يجعل المسيحيين ثاني أكثر طائفة في سورية بعد السنّة.

 

روسيا: تأكيدات واشنطن بشأن تحضير سوريا لهجوم كيماوي تعقد محادثات السلام

موسكو (رويترز) – نقلت وكالة الإعلام الروسية يوم الأربعاء عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن التأكيدات الأمريكية بأن الحكومة السورية قد تكون تخطط لشن هجوم كيماوي تعقد محادثات السلام السورية.

 

وقال مسؤولون يوم الثلاثاء إن تحذير واشنطن للقيادة السورية من الإقدام على شن هجوم بسلاح كيماوي استند إلى معلومات مخابرات عن استعدادات تجري فيما يبدو في قاعدة جوية سورية استخدمت في هجوم مماثل في أبريل نيسان.

 

وحذر جاتيلوف الولايات المتحدة من أي عمل من جانب واحد في سوريا.

 

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

ترامب في سوريا: معنا أو ضدنا؟

أندريه مهاوج

تطرح تهديدات البيت الأبيض بالرد على أي هجوم كيماوي جديد ينفذه النظام السوري تساؤلات عن السياسة التي سيعتمدها الرئيس الأميركي في المرحلة المقبلة، بعدما باتت نتائج المعركة ضد الإرهاب تثمر هزائم وتكرس تراجع نفوذ الإرهاب عموما وتمدد تنظيم الدولة الإسلامية تحديدا.

 

لقد خسر هذا التنظيم في اقل من سنة ما يقارب 80 بالمئة من مساحة الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا، حيث كان يسيطر على نحو 78 ألف كيلومتر مربع من مساحة البلدين في بداية في 2015، ولكنه خسر أكثر من 45 في المائة من أراضيه بالعراق و20 إلى 25 بالمئة في المائة في سوريا إضافة إلى المناطق التي وقعت بأيدي المقاتلين الأكراد الذين تمكنوا من السيطرة على مدينة منبج بالكامل.

 

تشير أرقام معهد «إي اتش إس جينز إلى أن مداخيل تنظيم الدولة الإسلامية من النفط بلغت حوالي 80 مليون دولار في الشهر لعام 20015 وتراجعت إلى 60 مليون دولار شهريا في العام الماضي.

 

قد تشكل هذه المعطيات حافزا للرئيس الأميركي لتغيير موقفه من النظام السوري. دافع ترامب عن وجود هذا النظام في السابق ورفض إسقاط بشار الأسد. كان يبرر موقفه بالحاجة إلى الأسد في حرب القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وفي تامين سلامة إسرائيل وإبعاد المجموعات المتطرفة عن حدودها. وقد يكون زوال المخاطر التي كان يمثلها المتطرفون من الأسباب الرئيسية لتبدل موقف ترامب، وبالتالي لتهديداته المتكررة للأسد الذي أصبح الآن مع حليفيه إيران وحزب الله الخطر الأساسي على إسرائيل.

 

يقول أحد ضباط أركان الجيش الإسرائيلي سابقا إن استنفار ترامب لمساعدة إسرائيل على مواجهة التحديات على الجبهة الشمالية “تكتسب أهمية كبيرة” على اعتبار أن هذه التهديدات التي تمثلها هذه الجبهة هي “ذات طابع وجودي”.

 

ويعتبر هذا الضابط انه يتوجب على إسرائيل التعاون مع إدارة ترامب في التعاطي مع ترسانة السلاح التابعة لحزب الله.

 

يعارض ترامب التسوية التي وقعتها إدارة سلفه باراك أوباما مع إيران بشأن ملفها النووي، ونظام الأسد أصبح رمزا لتمدد الثورة الإيرانية ونفوذ طهران في المنطقة والحد من هذا النفوذ قد يمر بإسقاط الرئيس السوري.

 

من هنا قد يكون الرئيس الأميركي أمام مرحلة مراجعة حسابات وعرضة للضغط من أجل أن يتدخل في سوريا. هذه الحرب التي أصبحت تمثل عاصفة حقيقية كما ورد في تحليل لصحيفة نيويورك تايمز.

 

لقد طرح جورج بوش الابن شعار «أنت معنا أو ضدنا”، أي انه لا مجال للوسطية، ومعنا الآن تستدعي التدخل للجم النظام السوري وحلفائه وضدنا تعني دعم ممارسات النظام التي تصنف عاليا جرائم حرب وتعني أيضا دعم النفوذ الإيراني المتمدد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى