أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 29 كانون الثاني 2014

واشنطن تعتبر «وحشية النظام مسؤولة عن زيادة التطرف»

واشنطن – جويس كرم

لندن، جنيف، باريس، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – تعثرت أمس مفاوضات «جنيف 2» بين وفد النظام السوري والمعارضة لدى قيام الوفد الحكومي بالرد على تقديم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ورقة لـ «المرحلة الانتقالية خالية» من الرئيس بشار الأسد، بطلب تبني بيان يدين واشنطن ويتهمها بـ «تسليح الإرهابيين». واعتبرت الخارجية الأميركية هذه الاتهامات «تافهة»، قائلة إن نظام الأسد «جاذب للإرهاب» وإن «وحشيته» مسؤولة عن زيادة التطرف.

وعُقدت صباح أمس جلسة من المفاوضات بين وفد الحكومة برئاسة السفير بشار الجعفري ووفد المعارضة برئاسة هادي البحرة، بوساطة المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي. وكان من المفترض أن تخصص الجلسة للبحث في الموضوع السياسي المتعلق بالمرحلة الانتقالية بعد تعثر جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى حمص في وسط البلاد.

وأعلن الإبراهيمي في مؤتمر صحافي لاحقاً أن المفاوضات لم تحقق أي تقدم بعد، قائلاً: «أكرر أن هذه مفاوضات صعبة. لم تكن سهلة اليوم (امس) ولم تكن سهلة خلال الأيام الماضية ولن تكون سهلة في الأيام المقبلة». لكنه قال: «لا أحد (من الطرفين) يغادر ولا أحد يهرب».

من جهته، قال الناطق باسم «الائتلاف» لؤي صافي في بيان، إن الوفد المعارض «سلّم وفد نظام الأسد وثيقة تتضمن النقاط التفصيلية، التي تعكس آليات تشكيل هيئة حكم انتقالية خالية من الأسد، وتقود سورية إلى نظام مبنيّ على الديموقراطية والتعددية السياسية».

وأوضحت ريما فليحان من وفد المعارضة لوكالة «فرانس برس» أن الإبراهيمي طلب في الجلسة الصباحية «الدخول في النقاش السياسي وفي بيان جنيف 1 وآليات تنفيذه. وخصص قسم من الجلسة للتحدث عن القضايا الإنسانية وخصوصاً فك الحصار عن حمص». وأوضحت أن تصور المعارضة تناول «هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات شاملة وإصلاح الجيش وموضوع إدارة مؤسسات الدولة وإعادة الحياة إلى طبيعتها في سورية».

وكان الوفد الحكومي قدم بياناً دعا فيه إلى إدانة قرار أميركي بـ «استئناف تسليح المجموعات الإرهابية في سورية»، بعد تقرير لوكالة أنباء «رويترز» أفاد بأن الكونغرس الأميركي وافق في قرار سري على تمويل عمليات تسليم أسلحة إلى الكتائب السورية «المعتدلة».

وجاء في بيان وفد النظام السوري، أن الولايات المتحدة « اتخذت قراراً باستئناف تسليح المجموعات الإرهابية في سورية». وطالبها بـ «الكف فوراً عن هذا السلوك غير المسؤول والذي من شأنه تقويض مؤتمر جنيف 2».

ورد الناطق في مكتب الشرق الأدنى إدغار فاسكيز على بيان النظام أن قول مسؤولي النظام «إننا ندعم إرهابيين هي (أقوال) تافهة وبعيدة من المنطق. إن نظام الأسد هو جاذب للإرهابيين ووحشية النظام هي مصدر التطرف العنيف في سورية». وأضاف فاسكيز: «ندعم المعارضة السياسية والعسكرية المعتدلة والتي تحارب لحرية وكرامة الشعب السوري. على عكس النظام الذي يرمي براميل متفجرة على شعبه ويرفض السماح بإرسال الغذاء للجائعين. إن الولايات المتحدة تعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري. لذلك نسعى بكل ما أمكن لندفع قدماً محادثات جنيف 2 طبقاً لبيان جنيف المدعوم من جميع الدول إلا واحدة (سورية ) الحاضرة في (مؤتمر) مونترو» الذي أطلق يوم الأربعاء الماضي مفاوضات جنيف، مشدداً على أن بيان «جنيف1» هو الأساس للمحادثات بين الجانبين السوريين.

إلى ذلك، طالب ناشطون في مدينة حمص في بيان بفك كامل للحصار عن الأحياء في وسط المدينة الذي دخل أمس يومه الـ 600، وذلك في نداء إلى وفد المعارضة السورية في مفاوضات «جنيف 2». وقالت ناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي إن البرنامج مستعد لتوزيع مساعدات بالمدينة القديمة في حمص تكفي 2500 شخص لمدة شهر بمجرد تلقيه الضوء الأخضر من جميع الأطراف. وأضافت أن الأسر المحاصرة في حمص هي جزء صغير من ربع مليون سوري يعيشون تحت الحصار في سورية. من جهته، اتهم الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادا النظام السوري بـ «تجويع» سكان مدينة حمص، مندداً بـ «المناورات التسويفية» التي يتبعها النظام في مفاوضات جنيف.

ميدانياً، حققت القوات النظامية تقدماً على الأطراف الشرقية لمدينة حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، ذلك للمرة الأولى منذ أكثر من عام، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس. وأضاف أنها سيطرت على حي كرم القصر، في وقت قالت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام، إن الجيش النظامي تقدم «في باكورة عمليته العسكرية».

سورية تتخطى العقوبات الدولية وتصنع اسلحة بمساعدة إيران

بيروت – “الحياة”

كشفت مجلة “جاين” المتخصصة في شؤون الدفاع العسكري، أن النظام السوري رفع وتيرة تصنيع الأسلحة، وخصوصاً صواريخ مخصصة لـ”حزب الله”.

ورأت المجلة الإسبوعية أن سورية زادت من وتيرة تصنيع الأسلحة والصواريخ من خلال الإلتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليها.

المجلة التي تتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية، قدمت دلائل على أن النظام السوري طوّر قدرته على تصنيع الأسلحة بمساعدة دول حليفة له مثل إيران، كوريا الشمالية وروسيا البيضاء.

وجاء في تقرير المجلة أن المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية هو المسؤول عن تصنيع الأسلحة الكيماوية كما يشرف على مشاريع تصنيع الصواريخ.

ووفق المجلة، فإن المسؤولين في المجتمع الدولي، من بينهم الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة، لا يشرفون على عمليات البحث داخل هذا المركز، ولم يفرضوا أي عقوبات على هذا المركز بالتحديد.

وتضيف المجلة، أنه على رغم أن عملية تدمير الأسلحة الكيماوية في سورية بدأ فعلاً، فإن المركز لا يزال يمتلك المعلومات والمعرفة حول كيفية صنع  طريقة لاستضافة الرؤوس الحربية الصاروخية التي تحتوي على المواد الكيماوية القاتلة، بما فيها غاز السارين.

ومن أجل إعطاء مزيد من الصدقية لهذا التقرير، قدمت المجلة معلومات موثقة عن الأسلحة الكيماوية تفيد بأنه في ظل إغلاق بعض مصانع التي تنتج الأسلحة الكيماوية، لا تزال مصانع أخرى تصنع تلك الأسلحة، لا بل زادت من وتيرة الإنتاج، فيما مصانع أخرى انتقلت إلى مناطق آمنة أكثر بعيداً عن المجموعات المسلحة المعارضة.

وترى المجلة في تقريرها أن الأسلحة الجديدة التي تصنع تسبب ضرراً أكبر، ولكنها تفتقر إلى الدقة ولا يصل مداها إلى مسافة بعيدة.

وفي موضوع حزب الله، أوضحت المجلة أن هناك المشروع 702، وهو مبادرة إيرانية قائمة على صنع صواريخ مخصصة للحزب، بما فيها نسخة متطورة عن صاروخ “خيبر1”.

وبحسب المجلة، فإن المركز السوري للبحوث العلمية “يتزود عبر الشراء من الخارج بمكونات مطلوبة لصناعة الصواريخ عبر شركات وهمية في سورية، أو عبر وسطاء سوريين أو أجانب في خارجها، ومن بين هذه المكونات أجزاء إلكترونية”، مضيفة أنه لدى وجود “أي عرقلة قد تعترض جهود التزود بالمكونات الصاروخية، تتوجه سورية ومركز البحوث الى الحلفاء لتجاوز العقوبات”. وإضافة الى إيران وكوريا الشمالية، رُصدت شركات حكومية تابعة لدولة روسيا البيضاء، وعلى رأسها شركة Belvneshpromservice، التي تزوّد سورية بمعدات تساعد على تحويل صواريخ “ام 600″ و”سكود دي” الى صواريخ أكثر دقة.

أوباما: سندعم المعارضة السورية… ولا بد من إغلاق “غوانتانامو” هذه السنة

واشنطن – يو بي أي

تقدم الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعدة اقتراحات ملموسة لتسريع النمو الاقتصادي، داعياً الى أن يكون العام الحالي عام العمل والفعل وتوفير الفرص.

وأعلن أوباما دعم المعارضة السورية التي ترفض أجندة الشبكات “الإرهابية”، وذكر انه سيستعمل حق النقض ضد أي عقوبات جديدة يفرضها الكونغرس على إيران في المرحلة الراهنة، مشيراً إلى انه ينبغي أن تشهد هذه السنة إغلاق معتقل غوانتانامو في ظل التركيز المستمر على مكافحة “الإرهاب”.

وخصص أوباما جزءاً من خطاب حال الاتحاد للحديث عن الشؤون الخارجية، واستهله بالحديث عن أفغانستان، فقال انه “بفضل الجهود والمدنيين الاستثنائيين الذين يعرضون حياتهم للخطر للحفاظ على حريتنا، نحن اليوم اكثر أماناً”.

وأضاف: “عندما وصلت إلى سدة الرئاسة كان 180 ألف أميركي يخدمون في العراق وأفغانستان، واليوم كل قواتنا عادت من العراق، وأكثر من 60 ألفاً عادوا من أفغانستان، ومع تسلم القوات الأفغانية المسؤولية الأمنية أصبحت قواتنا تقوم بدور داعم”.

وذكر ان عملية الانسحاب من أفغانستان ستنجز مع نهاية هذه السنة، “وستنتهي أخيراً أطول حرب أميركية”، مشيراً إلى انه بعد العام 2014 “سندعم أفغانستان الموحدة فيما تتسلم مسؤولية مستقبلها، وإذا وقّعت الحكومة الأفغانية الاتفاق الأمني الذي تفاوضنا حوله، يبقى عدد صغير من القوات الأميركية في أفغانستان مع قوات الناتو للمشاركة في التدريب ومساعدة القوات الأفغانية وفي عمليات محاربة الإرهاب”.

وقال: “فيما ستتغير علاقتنا مع أفغانستان، شيء واحد لن يتغير وهو تصميمنا على ألا يشن الإرهابيون هجمات ضد بلدنا”.

وأضاف: “الحقيقة هي ان الخطر ما زال موجوداً، ففيما وضعنا قادة القاعدة الأساسية على طريق الهزيمة تغير التهديد، إذ بات لأتباع التنظيم والمتطرفين الآخرين جذوراً في أنحاء العالم”. وتابع: “في اليمن والصومال والعراق ومالي، لا بد أن نعمل مع الشركاء لإعاقة هذه الشبكات”.

أما في سورية، فأردف الرئيس الأميركي: “سندعم المعارضة التي ترفض أجندة الشبكات الإرهابية”، وفي الداخل الأميركي “سنستمر في تعزيز دفاعاتنا ونحارب التهديدات الجديدة مثل الهجمات الإلكترونية”. وقال: “فيما نعمل على إصلاح موازنتنا الدفاعية، لا بد أن نبقي على إيماننا بالجنود والجنديات، ونستثمر في القدرات التي يحتاجونها للنجاح في المهمات المستقبلية”.

لكن أوباما أوضح قائلاً: “لن أرسل جنوداً إلى طريق الأذى ما لم يكن ذلك ضرورياً فعلاً، كما لن أسمح لأبنائنا وبناتنا بأن يتورطوا في نزاعات لا زمن محدد لها، لا بد من المشاركة في معارك لا بد من القتال فيها وليس معارك يريدها لنا الإرهابيون، انتشار واسع يستنفذ قوتنا ويغذي التطرف”.

ورأى انه “حتى عند ملاحقة الشبكات الإرهابية بشدة… لا بد لأميركا أن تبتعد عن الحرب الدائمة، ولهذا فرضت حدوداً دقيقة على استخدام طائرات الاستطلاع. ولهذا، بالعمل مع الكونغرس، سأعمل على إصلاح برامج المراقبة”.

هذا واعتبر أوباما انه لا بد للكونغرس هذه السنة أن يرفع القيود المتبقية على نقل المعتقلين “وأن نغلق معتقل غوانتانامو لأننا نحارب الإرهاب ليس عبر العمل الاستخباراتي والعسكري وحده، بل عبر الالتزام بمثلنا الدستورية، فنكون مثالاً لباقي العالم”.

وشدد أوباما على انه في عالم تكثر فيه التهديدات المعقدة، “يعتمد أمننا وقيادتنا على كل عناصر قوتنا، بما في ذلك الديبلوماسية القوية والقائمة على مبادئ”.

ولفت إلى ان “الديبلوماسية الأميركية، المدعومة بتهديد القوة، هي السبب وراء التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية، وسنستمر في العمل مع المجتمع الدولي لنسهم في السير نحو المستقبل الذي يستحقه الشعب السوري، مستقبل خال من الديكتاتورية والإرهاب والخوف”.

وأضاف ان الديبلوماسية الأميركية تدعم الفلسطينيين والإسرائيليين فيما يجرون محادثات صعبة وإنما ضرورية لإنهاء النزاع وتحقيق الكرامة، ودولة للفلسطينيين وسلام وأمن دائمين لدولة إسرائيل، الدولة اليهودية التي تعلم ان أميركا ستبقى دائماً إلى جانبها.

وتابع انه بفضل الديبلوماسية الأميركية مدعومة بالضغوط توقف تقدم البرنامج النووي الإيراني للمرة الأولى منذ عقد.

وأقر بأن المفاوضات مع إيران ستكون صعبة وقد لا تنجح، “ونحن نعي دعم إيران لمنظمات إرهابية مثل حزب الله… لكن هذه المفاوضات لا تقوم على الثقة وأي اتفاق طويل الأمد نتفق عليه يجب أن يستند إلى أفعال تم التأكد منها وتقنعنا وتقنع المجتمع الدولي بأن إيران لا تبني قنبلة نووية”.

ولفت إلى العقوبات التي فرضت على إيران هي التي قادت إلى ما تحقق الآن، “لكن إذا أرسل إليّ الكونغرس عقوبات جديدة تهدد بإخراج هذه المحادثات عن مسارها، فسأستعمل الفيتو ضدها، ومن أجل أمننا القومي لا بد أن نعطي الديبلوماسية فرصة للنجاح”.

وقال: “إذا لم يغتنم القادة الإيرانيون الفرصة، فسأكون أول من يدعو الى مزيد من العقوبات وأقف جاهزاً لتطبيق كل الخيارات لضمان ألا تبني إيران قنبلة نووية”.

وشدد أوباما على قوة العلاقة مع أوروبا، وعلى “دعم الراغبين بالعمل لبناء الديموقراطية من تونس إلى بورما”.

وأضاف انه في أوكرانيا “نحن نقف مع مبدأ حرية الجميع بالتعبير بحرية وسلمية”.

وذكر ان أميركا تقوم بكل هذه الأمور لأنها تساعد في الترويج لها، لأنها على المدى الطويل تؤمن بالكرامة والمساواة بين كل البشر بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو ميلهم الجنسي.

وختم أوباما معترفاً بأن الحرية والديموقراطية لم تكن يوماً سهلة، وأحياناً يتم ارتكاب أخطاء ويسود شعور بالإحباط.

وكان الرئيس الاميركي استهل الخطاب بالشؤون الداخلية والاقتصادية، فقال انه بفضل الجهود التي بذلت في أميركا، باتت معدلات البطالة حالياً هي الأدنى منذ أكثر من 5 سنوات، وسوق الإسكان ينتعش وقطاع التصنيع يزيد عن الوظائف للمرة الأولى منذ التسعينات، كما انه يتم إنتاج النفط محلياً بكميات أكبر مما يتم شراؤه من الخارج وهي المرة الاولى منذ قرابة الـ20 سنة.

وأضاف أوباما ان العجز تراجع، وللمرة الأولى منذ أكثر من عقد أعلن رجال الأعمال في العالم ان الصين لم تعد المكان رقم واحد للاستثمار بل أميركا.

وتابع: “لهذا اعتقد ان هذه السنة يمكن أن تكون سنة الاختراقات وبالنسبة الى أميركا، فبعد 5 سنوات من الجهود والعزيمة، باتت الولايات المتحدة في موقع أفضل في القرن الـ21 من اي دولة أخرى على وجه الأرض”. وأردف: “بصفتي رئيساً، أنا ملتزم بجعل واشنطن تعمل بشكل افضل، وبإعادة بناء ثقة الشعب بنا…”.

وإذ لفت إلى إقرار الكونغرس الشهر الماضي، بفضل جهود الديموقراطيين والجمهوريين، إلى موازنة، أوضح انه لم يحصل الجميع على ما يريدونه وما زلنا قادرين على الاستثمار في مستقبل هذا البلد فيما نخفض عجزنا بطريقة متوازنة.

ودعا الى إحراز مزيد من التقدم في الأشهر المقبلة، داعياً الى أن يكون العام 2014، “عام الفعل فهذا أكثر ما يريده الأميركيون، أن نركز نحن جميعاً على حياتهم وآمالهم وتطلعاتهم”. وأضاف: “ما أعتقد انه يوحد الشعب في هذا البلد، بغض النظر عن عرقهم أو ديانتهم أو حزبهم، أو إن كانوا شباناً أو مسنين، أغنياء أو فقراء، هو الإيمان البسيط والعميق بالفرصة للجميع، وهي الفكرة التي تمكنكم من المضي قدماً إذا عملتم بجد وتحملتم المسؤولية”.

وتابع الرئيس الأميركي “فلنواجه الأمر: طوال 3 عقود، وحتى قبل الكساد العظيم، ألغت التغيرات الهائلة في التكنولوجيا والتنافس العالمي الكثير من وظائف الطبقة الوسطى وأضعفت الأسس الاقتصادية التي تعتمد عليها العائلات”.

ولفت إلى انه “بعد 4 سنوات من النمو الاقتصادي، زادت أرباح الشركات وارتفعت أسعار الأسهم إلى مستويات غير مسبوقة، لكن متوسط الرواتب لم يشهد تغييراً ملحوظاً، وتعمق انعدام المساواة… والحقيقة الصعبة هي انه حتى في خضم التعافي، يعمل كثير من الأميركيين أكثر من أي وقت مضى لتأمين حاجاتهم، فيما الكثيرون ما زالوا لا يعملون على الإطلاق”. وشدد على ان “مهمتنا هي قلب هذه الموجة، وهذا لن يحصل فوراً ونحن لا نتفق على كل شيء”.

وقال الرئيس الأميركي: “ما أقدمه اليوم هي مجموعة اقتراحات ملموسة وعملية لتسريع النمو، وتعزيز الطبقة الوسطى، وبناء سلالم جديدة من الفرص لهذه الطبقة”.

وأضاف ان بعض مقترحاته تتطلب تحركاً من الكونغرس، “وأنا أتوق الى العمل معكم جميعاً”، مشدداً على ان أميركا لن تقف جامدة، تماماً كما هي حاله هو.

لذا تعهد باتخاذ خطوات لا تتطلب تشريعات في أي مكان وزمان حتى يوسع الفرص للعائلات الأميركية. وقال ان “الفرصة هي هويتنا، والمشروع المحدد لجيلنا هو استعادة هذا الوعد”. وتابع: “نحن نعلم أين نبدأ: وأفضل الفرص هي توفير وظيفة جيدة، ففيما يتحسن الاقتصاد، قالت الشركات انها تعتزم استخدام عدد اكبر من الناس هذه السنة…”.

ورأى الرئيس الأميركي انه “إذا كنا جديين في شأن النمو الاقتصادي، فقد حان الوقت لدعوة قادة الأعمال والعمل وقادة الإيمان والعناصر الأمنية، وإصلاح نظام الهجرة”.

ولفت إلى ان اقتصاديين مستقلين قالوا ان إصلاح الهجرة سيسهم في نمو الاقتصاد الأميركي ويقلص العجز بنحو تريليون دولار خلال العقدين المقبلين.

وشدد على ان ما يطرحه من أفكار يسرع النمو ويوجد مزيداً من الوظائف في مختلف المجالات، داعياً أيضاً إلى المساواة بين النساء والرجال في سوق العمل بحيث لا يكون هناك فارق بين الأجور التي يتقاضونها، والعمل لتوفير تقاعد أفضل، وبتركيز الاهتمام بالعائلة والأولاد، والرعاية الصحية.

أسلحة أميركية خفيفة للمعارضة جنوب سورية

واشنطن – جويس كرم

أكد مسؤولون أميركيون وأوروبيون قيام واشنطن بضوء أخضر من الكونغرس بإرسال «أسلحة خفيفة» للمعارضة السورية في جنوب البلاد، في خطوة نوعية تعكس تصعيداً أميركياً منهجياً في التعاطي مع الملف السوري.

وقالت مصادر موثوقة لـ «الحياة» إن هناك تنسيقاً أوروبياً- أميركياً رفيع المستوى في هذا الشأن «سبق تحرك الثوار المعتدلين ضد مجموعات على صلة بالقاعدة، وسيتزايد بعد انطلاق مؤتمر جنيف2، لعزل المتطرفين والضغط عسكرياً على النظام» السوري.

وكانت «رويترز» أفادت ليل الإثنين- الثلثاء، أن «الكونغرس الأميركي وافق سراً على إرسال أسلحة أميركية للثوار المعتدلين»، وأن هذه «الأسلحة الخفيفة تصل للثوار في جنوب البلاد». وأكد مسؤولون أوروبيون وأميركيون أن «هناك موافقة من الكونغرس لفترة أشهر لتسليم المزيد من الأسلحة». وبحسب «رويترز»، عقد نواب في الكونغرس جلسات سرية ومغلقة للتصويت على هذا الأمر قبل تمرير موازنة هذا العام، وضمنوا إرسال أسلحة خفيفة للثوار المعتدلين ضمن الموازنة. وجاء القرار بموافقة أكثرية نيابية على اللجان، ومن دون تضمينه علناً في بنود الموازنة.

وتشمل الأسلحة التي يتم إرسالها رشاشات وأسلحة أكثر قوة مثل صواريخ ضد الدبابات. لكنها لا تشمل الأسلحة صواريخ أرض – جو المحمولة على الكتف والتي يتخوف مسؤولون أميركيون من إمكان استخدامها لضرب طائرات مدنية.

وبتضمين إرسال الأسلحة ضمن قرار سري من الكونغرس في الموازنة السنوية، يتوقع إرسال المزيد قبل نهاية أيلول (سبتمبر) المقبل وموعد مناقشة الموازنة الجديدة. وتم تمرير الموازنة لهذا العام في شهر كانون الأول (ديسمبر) الفائت. وتعكس الخطوة ثقة أميركية من جانب النواب والإدارة بآلية إيصال الأسلحة إلى مجموعات معتدلة وغير متطرفة. وأكدت مصادر موثوقة لـ «الحياة» عن تنسيق أميركي-فرنسي رفيع المستوى في هذا الشأن، تزامن مع تمرير الموازنة الأميركية، وكان فاعلاً في متابعة جهود المعارضة السورية المعتدلة في محاربة مجموعات على صلة بالقاعدة مثل داعش، وهو ما بدأ الشهر الفائت ومستمر في شمال البلاد. وتوقعت المصادر تصعيداً أميركياً منهجياً في هذا الشأن يلحق مؤتمر جنيف ٢، ويهدف إلى تنظيم صفوف المعارضة السورية لعزل المتطرفين من جهة والضغط على النظام من جهة ثانية. وأكدت الخارجية الأميركية أمس، أنه من مسؤولية النظام ضمان الوصول لأكثر من تسعة ملايين سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية. وقال مسؤول في الخارجية إن مباحثات جنيف ترتكز على إيصال مساعدات إنسانية إلى مجتمعات محاصرة، إمكان إخلاء أسرى ومعتقلين أو تبادلهم، والبحث باتفاقات لوقف إطلاق النار في أماكن محددة. ودعا المسؤول الأميركي النظام للسماح بدخول شحنات المساعدات التي تحمل ٥٠٠ طن من المساعدات من الأمم المتحدة الى عائلات «في وضع ميؤوس منه في الحسكة ودير الزور وشمال شرقي سورية».

الجزائر تستدعي السفير المغربي للاحتجاج على إتهامات بطردها لاجئين سوريين

الجزائر- يو بي أي

استدعت وزارة الخارجية الجزائرية السفير المغربي لديها، احتجاجاً على اتهامات بإقدام الجزائر على طرد لاجئين سوريين نحو الأراضي المغربية.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية عن الناطق الرسمي باسم الخارجية عمار بلاني قوله إن السفير المغربي استدعي إلى وزارة الشؤون الخارجية حيث استقبله الأمين العام نور الدين عوام الذي “عبر له عن رفض الحكومة الجزائرية التام للإدعاءات التي لا أساس لها من الصحة، والتي تذرع بها الطرف المغربي في شأن الطرد المزعوم من جانب السلطات الجزائرية لرعايا سوريين نحو التراب المغربي”.

يذكر أن حراس الحدود الجزائريين رفضوا الأحد الماضي دخول لاجئين سوريين إلى الأراضي الجزائرية بعدما طردهم المغرب من أراضيه عبر الحدود البرية.

الإبرهيمي استعان بالراعيَين الأميركي والروسي لتهدئة التوتّر في جنيف / واشنطن حَمَلت على ورقة النظام ولافروف دعا إلى إعلان مبادئ

جنيف – موسى عاصي

اخترق قرار الكونغرس الاميركي معاودة تقديم الأسلحة “غير الفتاكة” الى المعارضة السورية، الرتابة التي تكاد تصيب مفاوضات جنيف 2 بين وفدي السلطة والمعارضة السوريين في يومها الخامس. فالقرار الذي يقضي بإمداد “المجموعات المعتدلة” في جنوب سوريا بأسلحة خفيفة وأخرى مضادة للدروع حتى ايلول المقبل، شكل فرصة أمام الوفد النظامي لوضع ورقة جديدة على طاولة المفاوضات تطالب الطرف الآخر بتبنيها “لكونها أحد بنود بيان جنيف 1” الذي ينص، بحسب البيان النظامي، على وقف العنف والإرهاب ويخالف القرار الدولي الرقم 1373.

وقد تناول الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي القرار الاميركي في مؤتمره الصحافي اليومي، فقال إنه قرأ هذه المعلومات في الصحف، وإن “الوفد الحكومي السوري” توقف عند هذا القرار طويلاً في الجلسة الصباحية.

واعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مؤتمر صحافي بعد الجلسة، أن القرار الاميركي “يتعارض مع مبدأ مفاوضات جنيف ويقوض المساعي الجارية لإيجاد حلول للازمة السورية”.

وكانت الجلسة الصباحية قد انعقدت في أجواء مشحونة جداً بحسب معلومات “النهار”، مما اضطر الابرهيمي الى الغاء جلسة بعد الظهر، “تمهيداً لعقد جلسة أفضل صباح اليوم”. وقالت أوساط متابعة للمفاوضات لـ”النهار” ان اتصالات جرت بعد ظهر أمس بين الابرهيمي والطرفين الراعيين لفريقي المفاوضات (روسيا والولايات المتحدة) وطلب منهما الضغط على الفريقين السوريين من أجل التهدئة وعدم اتخاذ مواقف حادة وسلبية، وعلى هذا الاساس أبدى الابرهيمي ارتياحه الى قرار الطرفين البقاء في جنيف ومواصلة المفاوضات حتى نهايتها المقررة الجمعة المقبل.

وفي معلومات خاصة بـ”النهار” من مصدر أميركي رفيع المستوى في الفريق المتابع للمفاوضات، ان الفريق الاميركي رأى أن الورقة التي قدمها النظام الاحد (ورقة النقاط الخمس السياسية) تثبت أنه لا يأخذ الأمور على محمل الجد. ووصف الطروحات الواردة في هذه الورقة بأنها “سخيفة”، قائلاً انها لن تساعد على احراز تقدم في المفاوضات. وأفاد أن كل جلسة من المفاوضات في الايام الثلاثة المقبلة ستكون مختلفة عن الأخرى من حيث المواضيع التي ستطرح.

وأبلغت أوساط من داخل قاعة المفاوضات “النهار”، أن حدة النقاش ارتفعت عندما عرض رئيس الوفد السوري النظامي السفير بشار الجعفري ورقته في شأن القرار الأميركي تزويد المعارضة أسلحة “غير فتاكة”، إذ اعترض الوفد المعارض وقال للابرهيمي إن هذا البيان خارج نطاق النقاش و”ان من ينتقد تزويدنا السلاح الخفيف استدعى الى سوريا قوى خارجية تقاتل الى جانبه ولا يخجل من الاعلان عن ذلك صراحة لا هو ولا من استدعاهم”.

وعن اتهام الوفد المعارض بالارهاب، قال الوفد خلال الجلسة: “نحن من يحارب الارهاب منذ شهر ونصف شهر، فيما الفريق الآخر لا يحارب سوى الجيش السوري الحر”. وقد رفع الابرهيمي الجلسة، بعدما طلب من الوفد الحكومي تقديم رؤيته للحل السياسي ومقاربته لجنيف 1، فاكتفى الوفد بان الورقة التي قدمها أمس هي أساس ومناقشتها “أولوية لكونها جزءاً من جنيف 1”.

وكان رئيس وفد المعارضة هادي البحرة قدم قراءة لمقاربة الائتلاف لسبل تطبيق جنيف واحد. وشرح عضو وفد المعارضة محمد صبرا لـ”النهار” أن هذه القراءة تبدأ بإنشاء هيئة حكم انتقالية كاملة السلطات التنفيذية، قادرة على تأمين البيئة الحاضنة لانتقال سياسي يفضي الى تحقيق دولة ديموقراطية تعددية تقوم على اساس احترام حقوق الانسان وعلى فكرة المواطنة. ورأى أن البيان الذي قدمه الوفد الحكومي هو “مضيعة للوقت، وهدفه اخراج المفاوضات عن مسارها الأصلي”، موضحاً أن ما “تقدمنا به من مقترحات هو شرح كامل ومفصل لبيان جنيف 1 حتى نصل الى عملية انتقال سياسي”.

وقال عضو الوفد المعارض عبد الأحد اسطيفو لـ”النهار” إن تقدماً أحرز في المفاوضات اساسه “اضطرار النظام للجلوس الى طاولة مفاوضات واحدة لمحاورة الشعب” بدل محاورة القوى الخارجية كما كان الوضع سابقاً، مؤكداً أن الهيئة الانتقالية هي المدخل الصحيح الى الحل السياسي.

ايصال المساعدات

وعلى مستوى الاجراءات الانسانية الخاصة بمدينة حمص القديمة، أعلن الابرهيمي أن قافلة المساعدات جاهزة لدخول المدينة، لكنها في انتظار إذن بالدخول، من غير أن يحدد الجهة التي تمنح هذا الإذن. ووجه نداءً الى الطرفين “باسم القانون والأخلاق والإنسانية والتاريخ السوري” من أجل ايصال المساعدات الى كل محتاج “ليس في حمص وحدها بل في كل المناطق المحاصرة والمحتاجة”.

وعلمت “النهار”، أن اتصالات تجرى على مستوى الفريقين الروسي والأميركي من أجل ايجاد حل للمسألة الإنسانية وأن هذا الحل يقضي بتسهيل مرور المساعدات الى مجموعة مناطق محاصرة من حمص القديمة (تحاصرها من القوات النظامية) والى قرى النبل والزهرا وعدرا العمالية (تحاصرها مجموعات المعارضة المسلحة). أما بالنسبة الى اخراج النساء والأطفال من حمص، فقد عادت هذه المسألة الى الدرجة الثانية في سلم اهتمامات الائتلاف السوري لمصلحة ادخال المساعدات. وتؤكد اوساط الائتلاف أن “نساء وأطفال حمص القديمة لا يريدون ترك مدينتهم والخروج في اتجاه المجهول، والمطلوب بقاء هؤلاء في منازلهم وإيصال المساعدات والمعونات اليهم بدل إخراجهم”.

الموقف الروسي

ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي في ختام قمة “روسيا – الاتحاد الأوروبي” في بروكسيل: “المهم أن مؤتمر جنيف 2 قد انطلق. فالتحضير له لم يكن سهلا، ولكن بالجهود المشتركة تمكنا من إطلاق الحوار بين السوريين. ونحن هنا ندرك حجم الجهود الكبيرة التي بذلها شركاؤنا الأوروبيون في هذا المسار”.

الى ذلك، أمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تتمكن المعارضة السورية من اتخاذ إجراءات “لضبط تصرفات شركائهما من الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية”، داعياً وفدي المفاوضات إلى الاتفاق على إعلان مبادئ حول الأسس التي يجب أن تقوم عليها الدولة السورية.

لافروف لم يتلقَّ جواباً من أحد: ماذا لو رحل الأسد غداً؟

وسيم إبراهيم

في جعبة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الكثير من الأمثال الروسية، ويحبّذ على ما يبدو تلك التي توضح وجهة نظره ولا تفوت فرصة انتقاد الخصوم.

ردد في بروكسل، أمس، أن “البساطة أسوأ من السرقة”، ويرى أن هذا المثل يلخص قراءة المعارضة، ودولها الحليفة، لجوهر مفاوضات جنيف. بحسب قراءته: آخر شيء يجب أن يخطر على بال طاولة البحث هو الأشخاص، وقبل ذلك يجب الإجماع على كثير من القضايا، حول إنهاء العنف وعلى أسس الدولة السورية وكيفية بنائها، وبعدها يمكن الحديث بالمصائر الشخصية.

لافروف تحدث في مؤتمر صحافي، على هامش القمة الروسية – الأوروبية. سألته “السفير” عن موقف بلاده من قضية رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كمطلب رئيس لـ”الائتلاف” المعارض، وذكرناه بكلام رئيسه فلاديمير بوتين أن روسيا لا تتمسك بأشخاص، وما قاله بداية العام الماضي عن أن “هذه العائلة (الأسد) حكمت أربعين عاماً”. هذا السؤال قاد لافروف إلى مداخلة مر فيها على مجمل الحالة في سوريا ومفاوضاتها.

لافروف كرر أن العلاقات هي مع الشعب والدولة وليس مع أشخاص: “نحن لا ندعم السيد الأسد، ولا ندعم أي شخص آخر في سوريا أو في أي بلد آخر. لسنا أصدقاء مع عائلة الأسد، ولسنا أصدقاء مع أي شخصيات معينة أخرى في سوريا”. وأضاف “كدولة، نحن أصدقاء مع الشعب السوري، والشعب الروسي صديق مع الشعب السوري.. ونشعر بقلق عميق لما يحدث لهذا البلد، هذا البلد الذي هو مهد المسيحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذي يتم تدميره يوماً بعد يوم من قبل الإرهابيين، والمتطرفين الذين لا يعرفون أي دين وليس لديهم أي انتماء إلى أي معتقد ولا إلى أي دين. هؤلاء هم الذين يحرقون الأديرة والمساجد ويفجرون الأطفال والنساء وكبار السن. إنهم لا يعرفون أية قواعد للسلوك البشري”.

هذا المدخل يجده لافروف ضرورياً قبل الانتقال للردّ على صلب السؤال. هنا يطيب له إطلاق الأمثلة. يقول “هل تعلمون أنه في بعض الأحيان البساطة هي أسوأ من السرقة، كما يقول مثل في روسيا”. ويضيف “بعض الناس يقولون: الأسد يجب أن يرحل ثم كل شيء سيكون في مكانه الصحيح. شاهدنا يوغوسلافيا عندما كان الجميع يركز على (سلوبودان) ميلوسيفيتش. وشاهدنا العراق، عندما جرى الشيء نفسه بالنسبة لصدام حسين، ثم ليبيا و(العقيد الراحل معمر) القذافي، وإذا ألقيت نظرة على ما حدث بعد إطاحة الأنظمة، فلا أعتقد أنك يمكنك أن تستنتج أن الحياة أصبحت أفضل”.

نتيجة لقناعة روسيا أن الخلاصة الأخيرة هي الجوهر، يوضح لافروف أن “ما نريد تجنبه بأي ثمن، هو هاجس آخر لتغيير النظام بسبب عداء شخصي لشخصية ما، والكراهية الشخصية لفرد معين. إنها ليست الطريقة التي يجب أن يدير الناس الكبار عبرها السياسة”.

رئيس الديبلوماسية الروسية صاغ بنفسه بيان جنيف الأول مع نظيره الأميركي جون كيري، وهو ما يتفاوض حول تنفيذه النظام و”الائتلاف”. لذلك يقول إنه لا يحتاج إلى من يشرح له “معاني” جنيف. يقول لافروف “أدعو كل أولئك الذين يقولون: الأسد هو المفتاح، ليقرأ بعناية بيان جنيف الذي وقعه جميع الأعضاء في مجلس الأمن”. ويضيف معدداً ما يراه مرتكزات الاتفاق المؤسس للتسوية “لنحاول التركيز على ما داخله. وما هو فيه: نهاية العنف وقضايا إنسانية والإجماع، عبر التوافق المتبادل بين الحكومة والمعارضة. ويجب أن تكون هذه المعارضة ممثلاً حقيقياً، وذات صفة تمثيلية حقيقية. يجب أن يكون هناك توافق بين النظام والمعارضة حول كيفية إدارة سوريا ديموقراطية، حرة، متسامحة وآمنة وخالية من الإرهاب والتطرف”.

يلخص لافروف كل ذلك في بضع جمل، ويقول إن مهمة النظام والمعارضة التي أقرها في اتفاقه مع الأميركيين هي: “يجب أن يتفقوا على أسس الدولة، وحول كيف يريدون إصلاحها، وبعد أن يتم بناء هذا التوافق، فسيكون من الممكن بالنسبة لهم، كما أعتقد، أن يناقشوا الشخصيات”.

لكن الوزير الروسي، يعود ليأخذ موقفاً دقيقاً من وجهة وأولويات مسيرة الحل. يعلن أن آخر ما يمكن نقاشه هو ما تريده المعارضة جوهراً، ويقول “تخيّل أن الأسد يختفي غداً، ماذا سيحدث لهذا البلد؟ ومَن سيحافظ على وحدة البلاد؟ ليس هناك جواب”.

موضوع الإرهاب ومكافحته على رأس الأجندة الروسية، خصوصاً مع التهديدات التي تصاحب قرب إقامة الألعاب الاولمبية في منتجع سوتشي الروسي. وقعت روسيا مع الأوروبيين أمس أيضاً بياناً يعلن موقفاً مشتركاً وعملاً لمناهضة الإرهاب. فروع الإرهاب في سوريا ليست استثناء عن هذا المسعى بالنسبة لروسيا، ووزير خارجيتها يؤكد وجود إجماع دولي عليه. ويقول لافروف، حول هذه القضية، “توسع الإرهابيين في سوريا يشكل تهديداً حقاً، وليس من قبيل المصادفة البيان الختامي الذي خرج من قمة مجموعة الثماني، في حزيران من العام الماضي، وجاء بناء على مبادرة من رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، فالبيان دعا الحكومة والمعارضة للتوحد وجمع قواهم لطرد الإرهابيين من سوريا أو لإبادتهم في سوريا”.

هذه المسألة ليست تفصيلاً يمكن العبور فوقه، برأي لافروف، الذي يقول بلهجة حاسمة إن مكافحة الإرهاب في سوريا “واحدة من المهام الرئيسية”، ويضيف مؤكداً تفهم الأوروبيين لذلك “شعرت بالفهم المتزايد من جانب شركائنا الأوروبيين (لهذه القضية) عندما ناقشنا الوضع السوري والوضع في المنطقة”.

التسليح الأميركي يسمّم الأجواء.. والمعارضة قد توسّع تمثيلها

مفاوضات جنيف: جولة خامسة نتيجتها صفر!

محمد بلوط

أقصى ما يمكن الحصول عليه من أسبوع جنيف عندما ينتهي ليل الجمعة المقبل، هو تأشيرة عودة إلى قصر الأمم المتحدة، في الأسبوع الثاني من شباط المقبل، في أفضل الأحوال.

الكلام لأحد الديبلوماسيين العاملين في الملف التفاوضي وتقييم لمسيرة أسبوع من المفاوضات، انطلاقاً من مونترو وصولاً إلى جنيف.

ونزل قاعة المفاوضات، ليقلب مسيرتها، ذلك الإعلان عن استئناف الأميركيين تزويد المعارضة السورية، بمعدات «غير فتاكة» من أجهزة اتصال وتشويش، وتصويت الكونغرس، منذ أيلول الماضي على مدّها بالأسلحة وصواريخ مضادة للدبابات.

وتحدث المفاوض السوري بشار الجعفري، بإسهاب، عن العملية التسلحية الأميركية، بوصفها تتضارب مع التزامات الولايات المتحدة، التي بادرت إلى الدعوة لرعاية الحل السياسي السوري في جنيف. ويبدو أن قرار التسليح الأميركي تزامن مع التوتر حول «الكيميائي» السوري، ونجاح الضغوط في الكونغرس، لتمرير صفقة أسلحة أميركية، وصلت أجزاء منها إلى مستودعات باب الهوى، التي استولت عليها «الجبهة الإسلامية»، بعد هروب «هيئة أركان الجيش الحر» من مقرها القريب.

وإذا ما صدق وصول تلك الأسلحة إلى الشمال السوري، فمن الواضح أن الإدارة الأميركية، قد نقلت رهانها، من الجماعات «المعتدلة» نهائياً، نحو الجماعات «الجهادية» وهي تحاول استمالتها، لضمها إلى العملية السياسية بأي ثمن لتصليب قدرة «الائتلاف» أو أي وفد للمعارضة على تنفيذ التزاماته في جنيف، لا سيما وقف النار وتبادل المعتقلين ورفع الحصار عن مناطق الطرفين، ومواصلة القتال ضد تنظيم «القاعدة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«جبهة النصرة»، وفرض فرز يمزق الجماعات «الجهادية»، بين ما هو «قاعدي» أو غيره، وهو يصبّ أيضاً في مصلحة الجيش السوري.

المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اعتنى بشدة في التقليل من حجم الفشل الذي أصاب الاجتماعات السورية. اكتفى بما قلّ ودلّ، وبما يحفظ استمرار المهمة التي يقوم بها، ويبقي الوفدين في القاعة. «لم نحقق تقدماً، لكننا سنواصل العمل»، قال من جديد الإبراهيمي.

وفي قاعة المؤتمرات الصحافية، صار الموعد المسائي بين الإبراهيمي والصحافيين، تكراراً للجمل المعدّة سلفاً، أسئلة وإجابات، لسبعة مؤتمرات صحافية مقبلة، عن المراوحة في قصر الأمم المتحدة. تنويعات في جرعة التشاؤم الملتبس، أو الديبلوماسية الواقعية، التي لا تخاطر بالتفاؤل، لسياسي عتيق، لن يسلم بسهولة، أن المستحيل السوري، هو أقوى المستحيلات. وهو كذلك لكثرة الأوصياء الدوليين والمتدخلين، وانزلاق اليد السورية عن دفة القرار، وغزارة الدماء، ما أريق منها وما سيراق غداً، وتلك الرغبة العارمة باختبار المحنة حتى النهاية وارتشافها، أملاً بالارتواء بنصر مهما كلف الثمن، ولو فوق حطام سوريا كلها.

جولة خامسة، النتيجة: صفر. لكن الإبراهيمي سعيد وقنوع مع ذلك، بالنتيجة الصفرية، «أنا راضٍ أن الجميع سيبقون حتى الجمعة، ولن يغادر احد الطاولة، أو يهرب من القاعة». المفاوضات من اجل المفاوضات.

وللمرة الأولى منذ بدء الجلسات، امتنع المبعوث الأممي عن دعوة الوفدين إلى ملاقاته في غرف منفصلة، كما جرت العادة، بعد واحدة من أطول الجلسات التي يلتقي فيها تسعة الوفد الحكومي السوري، وخمسة عشر «الائتلاف»، والإبراهيمي بينهما.

وبخلاف ما أطلق من تفسيرات متضاربة عن إلغاء الدعوة اليومية المسائية، وإمهال الإبراهيمي الوفد الحكومي حتى الغد، لتقديم رؤيته النهائية لبيان جنيف وآلياته التطبيقية، فضل الإبراهيمي إلغاء اللقاء بقرار منه «إذ لا سبب للتأجيل، ولا مذنب فيه. أنا من قرر إلغاء الجلسة، من دون ضغط أو طلب من أحد».

والتأجيل لم يكن ضرورياً للوفدين بل للوسيط الأممي نفسه. يسعى الإبراهيمي لكسب الوقت أولاً، وامتحان التزام الروس والأميركيين بتعهداتهم ضبط إيقاع المفاوضات حتى الجمعة المقبل، ومطالبة الوفدين بمرونة اكبر في القاعة المغلقة، وهو ما يفعلونه على الدوام، بحسب ديبلوماسي يواكب العملية عن قرب.

وقالت مستشارة الرئاسة السورية للشؤون السياسية بثينة شعبان إن «الروس طلبوا منا العمل بهدوء»، فيما كان «الائتلافيون» يلتئمون حول السفير الأميركي روبرت فورد لتقييم اليوم التفاوضي الأخير، والعودة باقتراحات أخرى، لإدامة التركيز على الحكومة الانتقالية، وإبقاء النقاش في عنق الزجاجة حول الحكومة الانتقالية، مع العلم مسبقاً، أن لا أمل بإحداث أي تقدم في النقاش طالما استمر يدور حول مسألة، لا يسمح، لا ميزان القوى الميداني المائل لمصلحة الحكومة السورية بتحقيقها، ولا ما يتبرع به الروس من وقت إلى آخر بالتوضيح، أن لا بديل حالياً عن الرئيس بشار الأسد، وان البديل لن يكون ديموقراطياً بأي حال، كما فعل وزير خارجيتهم سيرغي لافروف بالقول «لا احد يستطيع الإجابة عمن سيضمن وحدة سوريا إذا رحل الأسد؟». (تفاصيل صفحة 16)

وليس مؤكداً، أن الإدارة الأميركية نفسها، تريد من جنيف أن يتحول إلى منصة دولية لإسقاط النظام السوري. ويقول مصدر ديبلوماسي عربي إن محادثيه في الخارجية الأميركية «أوضحوا في اليومين الماضيين، أن الهدف في جنيف، هو تقطيع الوقت، لتجاوز المرحلة الحالية، قبل العودة مستقبلاً للحديث عن الأسد، وان جنيف لن يكون جزءاً من استراتيجية، أو أي عمل يهدف إلى إسقاط الرئيس بشار الأسد، وان الأولوية هي الملف الإنساني».

والأرجح أن الأميركيين لن يخاطروا بمطالب جذرية، تخرب مسيرة الملف «الكيميائي»، قبل التقدم نحو تصفيته بشكل نهائي في سوريا، فهو يبقى الأولوية في سوريا، فضلاً عن استكمال استراتيجيات وشراكة، لم تنضج بعد، في التصدي لتمدد «القاعدة» في المنطقة، ولا يمكن تصورها من دون سلطة مركزية قوية في دمشق، تتكئ إلى أجهزة الدولة السورية الحالية.

مع ذلك، لم يتناول أحد القضايا الإنسانية بالأمس. تراجع الاهتمام بحمص، ولم يأت الكلام على أي وقف لإطلاق النار. قدم «الائتلافيون» ورقتهم المنتظرة: بيان جنيف كما يرونه، وترتيب الأولويات التي ينبغي تنفيذها.

من دون أن توزع الورقة «الائتلافية»، قال المتحدث باسمه لؤي صافي «لقد قدمنا تصوراً، لإنشاء بيئة صالحة تمهد لتأليف هيئة حاكمة انتقالية، وإدارة المرحلة الانتقالية، وسوريا حرة تستند إلى دولة القانون، تكون فوق الجميع».

وخارج القاعة، برز بصيص تقاطع بين الحكومة السورية ووفد «الائتلافيين»، يعزز الاتجاه إلى القبول بمقايضة غير معلنة، بين بلدات نبل والزهراء في ريف حلب، والفوعة في ادلب، مقابل التقدم في رفع الحصار عن حمص القديمة. التقاطع إعلامي وفي الشكل فقط. إذ سلم صافي أنه ينبغي «رفع الحصار عن كل المناطق المحاصرة في سوريا، من دون استثناء، مع التفريق أن حمص القديمة محاصرة منذ 600 يوم، من دون أن يصلها غذاء أو دواء، فيما تتمركز في القرى الموالية للنظام المحاصرة في الريفين الادلبي والحلبي، قوى مسلحة تقصف القرى المجاورة، وقد أتيح للنظام، تموينها عبر المروحيات».

ويقول ديبلوماسي يعمل منذ أشهر على فك الحصار عن المدينة الحمصية القديمة، إن الضغط الإعلامي، وتسليط الأضواء قد يساعد على التقدم قريباً في قضية حمص. وقالت خلية الأزمة الأممية المعنية بغوث حمص في قصر الأمم المتحدة إن القافلة المنتظرة بالقرب من حمص، تحمل ما يكفي لإطعام 2500 شخص شهراً كاملاً.

ويقول الديبلوماسي، الذي يتابع الاتصالات، متقاطعاً مع مصدر من «الجيش الحر» في المنطقة، إن المقاتلين في المدينة يفاوضون السلطات المحلية والأمم المتحدة، ويقولون إنهم يفاوضون عن أنفسهم، ولم يفوّضوا لا «الائتلاف» ولا غيره بذلك. ولكن من غير المتوقع ان تتقدم التسويات حول حمص قبل الجمعة المقبل، وقد تتسارع منطقياً، بعد انفضاض دورة جنيف الأولى. إذ لن تقدم دمشق اي هدية للوفد «الائتلافي» المفاوض في جنيف، وان تسهل حصوله على اي مكسب من هذا النوع، يمنحه شرعية التحدث باسم أي منطقة من مناطق سوريا، أو التباهي بإنجاز يضفي على حضوره في جنيف أي شرعية سياسية أو تمثيلية.

وشن فورد هجوماً على الحكومة السورية، معتبراً أن «عدم إدخال دمشق مساعدات الى حمص يعتبر جريمة حرب».

ومنذ البداية، لجأت الحكومة السورية إلى وضع المفاوضات، في حيز بلدي، أو مناطقي، في درجتها الأعلى، يعنى بها محافظ المنطقة، وتدخل في سياق التسويات التي تقوم بها محلياً، وهي تسويات تريد دمشق الإثبات أنها لا تحتاج إلى سبعة أيام في جنيف للتوصل إليها، ويمكن حلها بقرار محلي بالتعاون مع الأمم المتحدة.

وقد لا يعود الوفد «الائتلافي» نفسه إلى جنيف في شباط، إذا ما قدر للمفاوضات أن تستأنف. وكشفت أيام جنيف ضعف تمثيلية «الائتلاف» للجميع، بما فيهم الأميركيون والروس والأمم المتحدة، كما كشفت حدود الاتفاق الذي عقده وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في السابع من أيار الماضي على تقسيم الأدوار بينهما. إذ لم يؤد تفويض فورد تشكيل وفد المعارضة، من دون الروس، بعد أن اقنع كيري الروس أنه يملك ورقة المعارضة، إلا إلى تكريس هيمنة السعودية وقطر وتركيا، على المشيئة السياسية لهذا الجناح من المعارضة الخارجية.

ومن الواضح أن فورد يزود وزيره بمعطيات ناقصة وربما خاطئة عن حقيقة ميزان القوى داخل المعارضة السورية، وهو ما اتضح خلال مفاوضات «جنيف 2». كما أدى ذلك التقسيم إلى تمزيق «الائتلاف» بين القطريين والسعوديين، وإقصاء معارضة الداخل، من «هيئة التنسيق» و«تيار بناء الدولة»، فضلاً عن «المنبر الديموقراطي»، وشخصيات وطنية مستقلة.

وكان لافتاً أن يطالب بشار الجعفري بوفد معارض أكثر مصداقية، واشتراط تشكيلة أوسع تمثيلاً، لا سيما معارضة الداخل، لمواصلة التفاوض.

وقال مصدر ديبلوماسي إنه بات مؤكداً أن الوفد المعارض المقبل، لن يقتصر على «الائتلافيين» وحدهم، وأن انضمام مجموعات سياسية معارضة إليه أصبح ملحاً، ومن دونه قد لا تعقد مفاوضات جنيف الثالثة على الإطلاق.

المعارضة السورية: وفدا الحكومة والمعارضة اتفقا على أساس محادثات السلام

جنيف- (رويترز): قال المتحدث باسم المعارضة السورية لؤي الصافي الاربعاء إن وفدي الحكومة والمعارضة في محادثات السلام في جنيف اتفقا على استخدام “بيان جنيف” أساسا لمحادثات السلام.

وبيان جنيف هو الوثيقة التي اتفقت عليها القوى العالمية في يونيو حزيران 2012.

وقال الصافي إن النظام قبل مسألة إنشاء كيان حكم انتقالي لكنه يريد إدراجها في ذيل قائمة الموضوعات محل النقاش بينما تريد المعارضة مناقشة الأمر في البداية لبحث حجم هذا الكيان ومسؤولياته.

ولم يصدر تأكيد على الفور من الحكومة او الامم المتحدة.

صور جديدة لجرائم حرب ارتكبت على يد نظام الأسد

إسطنبول- الأناضول: حصلت الأناضول على صور جديدة لـ220 جثة، أعدمتها القوات النظامية في مدينة حلب شمال سوريا، وقام بتوثيقها  خبراء في المعهد السوري للعدالة، أثناء استخراجهم للجثث من نهر قويق، بعد أن تم التعرف وتوثيق معظم الضحايا.

وذكر مسؤولون في المعهد أنه تم استخراج 220 جثة لمدنيين سوريين، بدأت بالتدفق مع مياه نهر قويق، من المنطقة التي تسيطر عليها القوات النظامية إلى مناطق المعارضة ما بين 29 يناير/ كانون الثاني و15 آذار/ مارس 2013، تمكن المعهد من التعرف عليهم، باستثناء 40 شخصًا بسبب التشوهات التي غيرت ملامحهم، وقام خبراء جنائيون في المعهد بتحديد الأسباب التي أدت لوفاتهم، مع الإشارة إلى أنَّ 40 جثة تم دفنها من قبل الأهالي في نهاية مصب نهر القويق جنوب حلب.

وأوضح مدير المعهد السوري للعدالة “يوسف حوران أّنَّ المعهد تمكن في اليوم الأول من التعرف على 50 جثة من أصل 90 تم انتشالها من النهر بعد أن أبلغنا أهالي منطقة بستان القصر في حلب بوجود جثث تطفو على سطح النهر.

ولفت حوران إلى أن طواقم الإنقاذ كانت تنتشل بمعدل 15 جثة في الأسبوع، وأنَّ المعهد تمكن في 10 آذار/ مارس 2013 من انتشال 23 جثة من قاع النهر بعد انخفاض منسوب المياه، كما قام الطاقم بمسح كامل في مجرى النهر تمكن خلالها من انتشال 220 جثة تعود لأطفال تقل أعمارهم عن ثمانية أعوام وشيوخ تزيد أعمارهم على السبعين عامًا.

وقال الحوراني لمراسل الأناضول “إن معظم الضحايا من المناطق التي يسيطر عليها النظام، وتبين لنا ذلك من خلال لقائنا بأسرهم قبل الدفن” وشدد الحوراني على أنَّ الوثائق التي بحوزة المعهد تؤكد ارتكاب نظام الأسد لمجازر حرب وانتهاكات ضد الإنسانية، ستكشف عنها في الأيام القادمة”.

وعلى الرغم من حصول وكالة الأناضول على صور الضحايا، إلا أنها تمتنع عن نشرها كاملة باستثناء صورتين ومشهد، لما تحتويه من مشاهد مؤلمة.

وكانت وكالة الأناضول للأنباء نشرت في وقت سابق، قسمًا من حوالي 55 ألف صورة، تظهر تعرض معتقلين سوريين للتعذيب في مراكز الاعتقال السورية، وهم مكبلو الأيدي والأرجل، مع وجود حالات خنق متعمد، بواسطة أسلاك. واعتبرت الصور أدلة مباشرة لعمليات التعذيب والقتل الممنهج التي يقوم بها النظام السوري في أقبية السجون.

عبيدة النحاس لـ’القدس العربي’: لا مكان لبشار الاسد وزمرته في سوريا الجديدة

وفد المعارضة يتهم النظام بالتهرب ويقدم رؤية لجنيف1: تنوع ومصالحة ومعاقبة

جنيف ـ ‘القدس العربي’ من محمد واموسي: أكد المتحدث الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، لؤي صافي، أن’وفد الائتلاف المفاوض في مؤتمر جنيف2، قدم امس الثلاثاء ‘اقتراحا يتضمن رؤية لسوريا المستقبل، مؤلفة من نحو’4′صفحات مبنية على قرار جنيف1.

فيما اعلن المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي انه ألغى الجلسات المسائية مع الوفدين السوريين من دون ضغط من أي طرف، كي يتهيأوا لجلسة أفضل غدا صباحاً، وأكد أن روسيا وأمريكا تسعيان لإنجاح مؤتمر ‘جنيف 2′.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي ‘قررت إلغاء جلسات المساء من دون ضغط من أي طرف، ووافق الطرفان’، من أجل التهيؤ لجلسة أفضل صباحاً.

وأضاف ‘يسعدني أن وفدي الحكومة والمعارضة وافقا على البقاء بجنيف حتى الجمعة’.

وأوضح صافي أن ‘رؤية الائتلاف تتضمن تنوع سوريا، وتتحدث عن المصالحة، ومعاقبة مرتكبي الجرائم، ومعاملة السوريين معاملة واحدة، وهذه الرؤية لم يكن’النظام مستعدا لها، ما أدى إلى إعطاء’مهلة له، من أجل الحصول على جواب من وفده المفاوض’.

ونفى صافي توقف المفاوضات، مؤكدا أنهم ‘قدموا الرؤية بناء على تقديم النظام رؤية بعيدة عن مقررات جنيف1، والذي صدر ضمن قرار أممي، وله جدول معين يبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالية، والقيام بخطوات يتم تشكيلها بين الطرفين، ثم الانتقال باتجاه خطوات ديمقراطية تحترم’الجميع′. على حد تعبيره.

وردا على سؤال حول مصير’المفاوضات، قال صافي:’إن ذلك مرهون ‘بقرار المبعوث العربي الأممي المشترك، الأخضر الإبراهيمي، فهو الذي سيقدم”تقريرا لمجلس الأمن، والقرار 2118 في بنده رقم 21، يشير إلى أنه في’حال الممانعة من أي طرف في تنفيذ البيان،’يمكن العودة حينها إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار تحت البند السابع′.

وتمنى أن ‘تتم’الاستجابة من قبل ممثلي النظام، لبدء مرحلة جديدة في البلاد’، مضيفا أننا”قدمنا الرؤية شفوية ومكتوبة، مشفوعة بشرح’مفصل، وطلب من الطرف الآخر مناقشتها بدل الهروب منها’، واصفا تصريحات النظام بأنها ‘محاولة للتضليل’.

واتهم صافي النظام بأنه ‘يحاول استخدام المفاوضات للوصول إلى حل عسكري’، مشددا على أنه ‘لن يكون هناك أي حل سوى الحل السياسي لصالح’الشعب السوري’. ولفت صافي إلى أنه ‘لا يمكن تدمير البلاد من أجل الحفاظ على رجل واحد (يقصد بشار الأسد)، فالوطن أعلى من الكل، ولا يوجد من هو مقدس أكثر’سوريا’، معتبرا أن ‘عدم خروج’الأطفال والنساء من أحياء حمص القديمة،’لأنهم أسر المقاتلين، ولا يمكن مغادرتهم لمدنهم، متهما’النظام بمحاولة تغيير التركيبة السكانية للبلاد’.

الى ذلك قال عبيدة النحاس عضو الوفد المفاوض في جنيف لـ’القدس العربي’، ‘ما جربناه من خلال الأيام السابقة للمؤتمر يؤكد أنه لا توجد ضمانات للشعب السوري حتى يتحقق له الأمن و الاستقرار و السلام… لا توجد ضمانات مع هذا النظام الذي ظل يرفض حتى القبول بدخول مساعدات صغيرة لمنطقة صغيرة داخل حمص ظلت محاصرة لأكثر من عام وسبعة أشهر… يعني رفض السماح بوصول قافلة من 12 شاحنة لإنقاذ 1500 مدني وفعل الشيء ذاته فيما يتعلق بملف المعتقلين… لا حل الا بالانتقال السلمي للسلطة وهذا ما يجب أن يحدث في أسرع وقت… النظام يقول ما يريد لكننا سنبحث جنيف 1 وهذا الأخير هدفه دفع الانتقال السياسي من خلال مفاوضات شاقة قد تستمر لعدة أشهر، كما كان واضحا من البداية، لكن لا بد أن يسير هذا المؤتمر في النهاية نحو عملية انتقال سياسي كاملة لا مكان فيها لبشار الأسد و لا لزمرته ولا للمجرمين الذين معه… كل هؤلاء لن يكون لهم مكان في سوريا الجديدة’.

واضاف نحاس في مجمل حديثه لـ’القدس العربي’ حول مطالبة بعض اعضاء وفد النظام بإدراج ‘معارضة الداخل’ بالمفاوضات، ‘لدينا عضو تم تعيينه بالائتلاف الوطني وهو عبد العزيز الخير من هيئة التنسيق الوطني، وهو معتقل لدى النظام حاليا، وطالبنا بإطلاق سراحه حتى ينضم للوفد المفاوض، لكن النظام يحاول المناورة فقط عبر اطلاق مثل هذه التصريحات’.

وحول تمسك المعارضة السورية بمسألة تنحي بشار الاسد أجاب نحاس′هذا هو الهدف من المؤتمر ولن نتنازل عنه، وجنيف1 يتحدث عن السيطرة الكاملة لأعضاء الفترة الانتقالية على جميع اجهزة الدولة من الجيش الى المخابرات وجميع الوزارات والتغيير قادم’.

وحول اجواء المفاوضات وكيف تتم واذا ما كان هناك مصافحات او تراشق مثلا بين اعضاء وفدي النظام والمعارضة أجاب نحاس ‘نحن نجلس في طرف ووفد النظام يجلس في الطرف الاخر من الغرفة وفي المنتصف يجلس المبعوث الدولي الابراهيمي والوفد المرافق له، واذا اردنا ان نخاطب وفد النظام نتوجه بالحديث للمبعوث الدولي وهو يخاطبهم، ولا ثقة لنا بالحديث مع الطرف الاخر بشكل مباشر’.

 ‘القدس العربي’ تلتقي الطفلة غنى التي خرجت حية من تحت أنقاض منزلها في حلب

وائل عصام

حلب ـ ‘القدس العربي’ كنا نقرأ عن أسطورة العنقاء التي تخرج من بين الرماد حية متجددة، ولكننا اليوم شاهدنا عنقاء سوريا تخرج حية من بين الركام في مشهد أسطوري استحال واقعا.

‘القدس العربي’ التقت بالطفلة غنى ووالدها، بعد أن أخرجت حية من تحت أنقاض بيتها المدمر المقصوف في حلب في مشاهد أيقونية بالغة الدلالة على انتصار إرادة الحياة في المأساة الإنسانية التي تعيشها سوريا، تعرض بيت عائلة غنى في حي المعصرانية بحلب لقصف بالبراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات النظام على الأحياء المدنية بشكل منتظم في المناطق المحررة وازدادت وتيرتها بشكل ملحوظ في الشهر الذي سبق مؤتمر جنيف2 مما أدى لمئات القتلى وآلاف الجرحى في أحياء حلب المحررة.

نجت غنى بأعجوبة وشاهد العالم كيف حفر الأهالي بأيديهم وسط الركام ليزيحوا التراب عنها وتظهر يدها ثم باقي أجزاء جسدها، ليخرج الجسد الغض ويفاجأ الجميع بأن الروح لم تفارق غنى.. غنى على قيد الحياة.

ولكن غنى قد تعيش يتيمة للأبد، فوالدتها توفيت في أحد مشافي كلس بتركيا بعد انتشالها من الأنقاض، وأختها فاطمة ذات التسع سنوات ما زالت مفقودة تحت أنقاض البيت المدمر، ونجت خمس أخوات أخريات لغنى من الموت إصابات اثنتين منهن خطيرة ونقلتا على أثرها للمستشفى.

يقول والد غنى وهو بسام خميس إنه وصل للبيت ووجد ثلاثا من بناته قد نجون، وظلت اثنتين وجدوهما لاحقا في مشفى الشفاء وهما شهد وجنى ويضيف ‘ظل المنقذون يبحثون عن فاطمة وغنى تحت الركام لساعتين، حتى سمعنا صوت من غنى. فحفرنا وأخرجناها الله كاتبلها تعيش، وفاطمة لحد الآن لم نجدها ‘ ويوجه خميس وهو بائع لحوم (قصاب) يملك محلا في حي طريق الباب، يوجه انتقادات لاذعة للسياسيين في جنيف2 ويقول إنهم يريدون الحصول على معونات للسوريين ‘بدهم يشحدو علينا’ كما يقول.. ويوضح أن كل ما يتمناه من جنيف2 هو وقف إطلاق النار لحماية الناس من الموت اليومي.

الصحافي والناشط الإعلامي البارز في حلب وائل عادل والذي أخذ ‘القدس العربي’ في جولة لمكان القصف في حي المعصرانية قال إن هناك نداءات لإرسال آليات لرفع الانقاض لإخراج جثمان الطفلة فاطمة، وقد دعا وائل عادل ومجموعة من نشطاء الثورة في حلب لدعم ومساعدة العائلة المنكوبة في حملة قادوها على صفحات التواصل الإجتماعي، ويقول عم الطفلة غنى الذي كان متواجدا أثناء عمليات البحث أنه ذهب للبلدية وللمنطقة الصناعية في الشيخ نجار لطلب آلية لرفع الأنقاض فوعدوه بأنهم سيرسلون آلية في صباح اليوم التالي ولكن لم تأت أي آلية للآن . ويوضح الناشط الإعلامي الصحفي وائل عادل لـ’القدس العربي’ أن المنطقة التي استهدفت وهي حي المعصرانية بدت خالية من سكانها عندما زارها وقال له الأهالي إنهم لم يعودوا قادرين على الحياة بين أنقاض ما زال بها جثث أقاربهم .

ونشر عدد من ناشطي حلب مثل المطرب الحلبي الشهير أبو الجود صورا للطفلة غنى وأخواتها الناجيات في زيارة قام بها ثلاثة نشطاء لمنزل عمها نداءات الى القوى الفاعلة على الأرض والدفاع المدني لمحاولة جلب آلية لرفع الأنقاض وانتشال جثة الطفلة فاطمة شقيقة غنى وتقيم غنى وأخواتها الخمس الناجيات في منزل عمهن في حي جبل بدرو قرب طريق الباب وهو منطقة شعبية فقيرة، نجت غنى، ولكن شقيقتها فاطمة لم تزل تحت الأنقاض، كحال آلاف السوريين الذين قضوا تحت أنقاض بيوتهم أو تحت أقبية التعذيب للنظام السوري لكن مشهد خروجها حية من بين الركام سيغدو أيقونة جديدة للثورة السورية التي تصر على التحدي والنهوض وسط جحيم الموت اليومي.

مواجهات الإعلام والحكومة السورية في مونترو… بعضها عدائي وآخر لطيف… وللجميع التجربة ‘سوريالية

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ توفر جنيف للوفدين السوريين الحكومي والمعارض منطقة محايدة تبعد المشاركين عن جحيم الحرب الدائرة في بلادهما. وبالنسبة للوفد الرسمي فهدوء المنطقة قطعه سيل من الأسئلة الدائمة حول موقف الحكومة من الصراع والإتهامات الموجهة للنظام السوري. وتحولت المؤتمرات الصحافية التي يعقدها المبعوث الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي لساحة تنافس بين طرفي النزاع الموالي والمعارض، حيث نصبت الأطراف خيامها وتتسابق فيما بينها على طرح الأسئلة التي تعبر عن وجهة نظرها.

وقد أدى هذا الوضع بالإبراهيمي للتساؤل مرة إن كان الحاضرون في مؤتمره الصحافي ‘سوريين’.

أسئلة السوريين

وبالنسبة للوفد الحكومي فقد أمطر بسيل من الأسئلة، حول ضرب النظام للمدنيين، وماذا حدث للطبيب البريطاني عباس خان الذي مات في سجون النظام. وسئل أعضاء الوفد الرسمي عن عدم ضرب الجهاديين عوضا عن المدنيين.

وتقول صحيفة ‘نيويورك تايمز′ إن الأسئلة التي تطرح على أعضاء الوفد الحكومي لا تأتي من الصحافيين الأجانب التي تعود عليها المسؤولون السوريون بل من السوريين أنفسهم وهي أسئلة ‘تقرص’ بشدة.

وقالت الصحيفة إن الناشطين من المعارضة والصحافيين السوريين يظهرون ويحضرون في كل مكان، في قاعات الفنادق، والشوارع الجانبية وحتى في قاعات الطعام، ويقومون بملاحقة المسؤولين السوريين بطريقة تذكر بمايكل مور، المخرج الأمريكي المعروف وهو يحاول تصيد روجر سميث، مدير شركة جنرال موتورز في حينه ‘روجر وأنا’.

وتضيف إن ما يجري من ملاحقات وبحث وأسئلة تعتبر بالنسبة لكل فريق أول مرة يجربها. وتعتبر مهمة أهم من الأشياء التي تجري في أروقة المؤتمر وغرفه الداخلية.

فما يجري هو عن ‘المناظر’ أكثر من النتائج ‘فهنا في سويسرا المحايدة والآمنة، يجد المسؤولون السوريون أنفسهم عرضة للسؤال في أي وقت ومكان، ويسألون عن أي شيء، وهم الذين تعودوا على لقاء الصحافة في مؤسسات الدولة التابعة للحكومة’.

وتعتبر التجربة صورة سوريالية بالنسبة للناشطين أنفسهم، من أمثال عدنان حداد، الناشط من حلب الذي ينظر إليها بهذه الطريقة ‘لو حاولنا طرح الأسئلة عليهم في سوريا لتعرضنا للتعذيب’.

وتقول الصحيفة إن المواجهات الجديدة ـ بعضها دافئ وآخر عدائي- حدثت للسوريين من كل الألوان، مما سيقود لاحقا إلى إحداث نوع من الأثر على الحرب التي استقطبت الجميع وجعلتهم لا يتوافقون حتى على الحقائق الرئيسية عوض الإتفاق على الحل.

لحظة تاريخية

ويظل الأمر جديدا بالنسبة لوفد المعارضة الذي لم يتحدث أفراده قبل ذلك لناشط أو صحافي في المعارضة حسب صحافي عربي عمل في سوريا لسنوات.

ويضيف الصحافي أن حقيقة جلوس أعضاء الوفد الحكومي ليس بعيدا عن المعارض والسجين السياسي السابق هيثم المالح تظل ‘لحظة تاريخية’ في حد ذاتها، تماما كما لو جلس الساسة في النظام الستاليني فجأة مع المعارض سوزلينشتين أو ساخاروف’، إنه مثل كتاب ‘ظلام في الظهيرة’ مشيرا للكتاب الذي كشف عن القمع في الحقبة السوفيتية.

وتشير الصحيفة إلى مواجهات جديدة على مستويات منخفضة تجري، حيث يلتقي الأصدقاء القدامى الذين وجدوا أنفسهم على الجانب الآخر من الصراع ويسلمون على بعضهم البعض أو يتجنبون بعضهم البعض. وبنفس السياق يجد الصحافيون من كافة الأطراف أنفسهم في غرفة واحدة، صحافيون من قناة حزب الله ‘المنار’ والإعلام الرسمي السوري الذي أرسل وفدا كبيرا للمؤتمر ‘لدرجة قادت بعض الناشطين للشك أن بعضهم أرسل كي يراقب زملاءه’.

وتشير الصحيفة إلى تجربة حداد وزميله رامي الجراح اللذان دخلا وسط مؤيدي الأسد الذين تظاهروا أمام المؤتمر وسألا البعض حول رأيه في الإطاحة بالأسد، حيث رد البعض بأدب فيما صرخ آخرون ‘ الله، سوريا وبس′، وأمسكوا بهما فيما قام أحدهم بأخذ هاتف حداد ورماه. ويعلق حداد ‘هذا ما يفعلونه في وسط أوروبا، تخيل ما سيفعلونه للشعب السوري’، قائلا إنهم لا يحترمون وجهة نظر الطرف الآخر. وأشارت الصحيفة إلى محاولة صحافي من المعارضة، أحمد زكريا توجيه سؤال لعمران الزعبي، عندما سأله عن رحيل الأسد، فرد الوزير إن الأسد لن يرحل، وكيف قام شخص بالإمساك بزكريا وتمزيق بطاقته الصحافية. ولم تعجب أسئلة زكريا فيصل مقداد نائب وزير الخارجية الذي قال إن هذه الأسئلة يطرحها الإرهابيون ‘ربما تمثلهم’.

تجربة مخيفة

ورغم الجو المحايد والمواجهات الجديدة بين الطرفين إلا أن البعض وجد فيها تجربة مخيفة، فناشطة تخاف على عائلتها في سوريا وجدت نفسها في موقف عندما قام صحافي إيراني بمد عنقه لقراءة اسمها على بطاقة التعريف في المؤتمر مما جعلها تخفيها داخل سترتها. ويقول آخر إنه عندما قابل صديقته السابقة، وهي موظفة في الإعلام الحكومي، طلبت منه الصمت خشية أن يكون صوتها مسجلا.

وفي مواجهة أخرى قابل صحافي مؤيد للحكومة المعارض ميشيل كيلو وسأله عن الهجوم على بلدة معلولا المسيحية. وألقى كيلو اللوم على الحكومة وقال إن المقاتلين قتلوا ثلاثة رجال هناك ليس لأنهم مسيحيون بل لأنهم شبيحة، ويقول الصحافي إنه طلب من كيلو شجب ما يجري كسياسي إلا أن كيلو تمسك باتهامه للحكومة.

ويشير التقرير إلى أن بعض الحوارات انتقلت من العداء للتبادل الحقيقي بين المتحاورين والتأكيد على أهمية إنهاء القتل والعنف. ويقول حداد إن مراسلا في قناة المنار قدم نفسه ‘أنا من حزب الله’، فرد حداد ‘هل تعتقد أننا راضون عن قتلكم السوريين’، فرد الصحافي أنهم يقومون بحماية مزار السيدة زينب.

ورد حداد بغضب ‘لقد قتلتم نصف الشعب السوري لحماية المزار’. وحوارات غاضبة مثل هذه كانت تخف وتتحول لتبادل حقيقي في المعلومات.

قد تكون اللقاءات بين الصحافيين أكثر عملية، لكن لم يكن حداد ولا رفيقه محظوظين مع مستشارة الرئيس الأسد بثينة شعبان التي قام رجل وحرف الكاميرا عن وجه المستشارة وغطى عدستها. والمهم في مؤتمر جنيف-2 هو أنه ‘عن الحديث’ والمواجهة بين الطرفين بالكلام لا الرصاص وهذا ما بدا في تحليل كيم سينجوبتا مراسل صحيفة ‘إندبندنت’ حيث كتب فيها عن الربيع العربي وأن فكرة انعقاد مونترو هي في حد ذاتها انتصار.

انتصار

ويذكر الكاتب بدول الربيع العربي من تونس إلى ليبيا ومصرـ وفي سوريا يقول إنه شاهد بلدا يتفكك، ورأى الوحشية والموت ومن بينهم صحافيون كانت منهم ماري غولفن، مراسلة صحيفة ‘صاندي تايمز′ التي قتلت في مدينة حمص.

ويرى أن العمل خارج المناطق الخاضعة للحكومة أصبح خطيرا، وفي الوقت الحالي هناك 30 إعلاميا في عداد المفقودين.

ويقول إن ‘جنيف-2 يهدف لوضع حد لنزيف الدماء في سوريا لكن الطريق طويلة، ومراقبة وفدي الحكومة والمعارضة ممن حاولوا التظاهر في مونترو لا يمنح ثقة، ولكن حقيقة انعقاد المؤتمر الذي لم ينسحب منه أحد بعد يعتبر في حد ذاته انتصارا’.

وأضاف أن هناك مشاكل كبيرة على الطريق، خاصة فيما يتعلق بمصير بشار الأسد ‘لكن المحادثات هي الطريق الوحيد للخروج من هذا الجنون’. والجنون هو ما يحدث في سوريا.

عدرا

وفي تقرير كتبه باتريك كوكبيرن من بلدة عدرا التي شهدت مجزرة كما يقول الشهر الماضي.

وينقل عن أحد الجنود قوله إن المقاتلين الإسلاميين جاؤوا من الخط الرئيسي لمياه الصرف الصحي ‘ في الساعة 4.30 صباحا وفاجأونا’.

ويقول الجندي الذي قدم نفسه باسم أبو علي إن المقاتلين الإسلاميين اختاروا يوما باردا في كانون الأول/ديسمبر الماضي للهجوم على البلدة الصناعية في شمال دمشق ‘كان الثلج يتساقط ولم يكن باستطاعة أحد رؤية أبعد من قدمين أمامه’. ويصف كوكبيرن عدرا بالغابة الضخمة من الإسمنت والحديد وأماكن صناعة السيارات، وتحولت لمكان يواجه فيه الجيش الحكومي والمقاتلين بعضهم البعض ولكن بدون أن يكون أحد قادرا على حسم المعركة لصالحه. وكلما حصلت مناوشات هرب السكان أو اختبأوا في بيوتهم بدون كهرباء وبمياه قليلة.

ويشير التقرير إلى أن المقاتلين الذين هاجموا مساكن العمال في عدرا في 11 كانون الأول/ديسمبر الماضي ينتمون إلى جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة وجيش الإسلام. ونقل عن خلال الحلمي وهو موظف متقاعد عمره 63 عاما كان يعمل في وزارة النفط ‘جاؤوا ودخلوا بنايتنا وصرخوا ‘إنزلوا للشقق الأرضية، وبقينا هناك 3 أيام’.

وما جرى في شوارع عدرا ويضيف فصلا جديدا من فصول المجازر للحرب الأهلية البشعة كما يقول، فقد تم قتل 32 من سكان البلدة ممن ينتمون للأقليات الدينية، حيث جرت لهم إعدامات فورية أو اخذهم مسلحين طافوا على البيوت بقائمة من الأسماء كما يقول الكاتب. ويضيف أن تقارير تحدثت عن قتلهم للأطباء والممرضين وعمالا في المخابز، قالوا إنهم رموا في بيت النار.

ولم يتم التحقق من صحة هذه التقارير لأن الجهاديين لا يزالون يسيطرون على أجزاء من عدرا، ولكن الناجون من قمع هؤلاء وممن نقلوا الى المراكز السكنية البعيدة 3 أميال عن البلدة لا يشكون في وقوع هذه المجازر. ورغم تواجد القوات الحكومية في أجزاء من البلدة إلا أن دخولها لم يكن سهلا، وقربها لدمشق لا يعني الدخول إليها بسرعة، فقد اضطر كوكبيرن لدخول البلدة عبر الطريق السريع من الغرب، وواصلوا الرحلة بعد ذلك في طريق ترابي الذي يرابط على جانبه القناصة الذين يتبعون الجماعات المسلحة. وكانت وجهة الصحافي ومن معه هي مصنع للأسمنت كان يشغل 937 شخصا وتحول الآن لملجأ للهاربين من البلدة. ويقول اللاجئون إن الجيش أحضر لهم الخبز لكن غير ذلك ليس متوفرا لهم. وعن الطريقة التي سقطت فيها البلدة أو أجزاء منها يقول لاجئون إن أول هجوم للمعارضة حصل في شباط/فبراير العام الماضي.

ثم شنت جبهة النصرة وجيش الإسلام هجوما ثانيا خطط له، وسيطروا على أجزاء جديدة. ويتهم السكان ‘خلايا نائمة’ ساعدت مقاتلي المعارضة على الهجوم، فعدرا قريبة من دوما والغوطة الشرقية وكان عدد من سكان المنطقتين قد هربوا لعدرا وسكنوا في بناية غير مكتملة حيث يعتقد سكان البلدة أنهم هم الذين قدموا للمقاتلين أسماء موظفي الحكومة ومنهم هيثم موسى الذي اختفى وزوجته وابنته.

ويتساءل كوكبيرن عن السبب الذي منع الجيش من السيطرة بشكل كامل على عدرا . وكان رد الجيش أن وجود الآلاف من المدنيين منعهم من القيام بهذا خاصة إن مقاتلي جبهة النصرة استخدموا المدنيين كدروع بشرية حسبما يزعم الجنود.

ومع ذلك لاحظ الكاتب قلة عدد الجنود السوريين سواء في مصنع الإسمنت أو البلدة نفسها. ويعتقد الكاتب أن السبب الذي يمنع الحكومة من شن هجمات على مجموعات من المقاتلين يسيطرون على بعض الجيوب في دمشق وحمص هو لتجنب الخسائر بين جنودها وتعتمد على الحصار والقصف المدفعي لثني عزيمة المقاتلين وإضعافهم.

وفي الوقت الذي تحوم فيه شكوك حول عدد القتلى في عدرا لا أحد يشك في معاناة من نجا من أهلها. فالجو بارد حتى في منتصف النهار، وأصدر الهلال الأحمر السوري بيانا عبر فيه عن قلقه على سكان عدرا.

 ‘داعش’ ترفض مبادرة الداعية السعودي المحيسني و’الجبهة الإسلامية’ تؤكد أنها ستقاتلهم ‘قتال البغاة’

زيدان زنكلو

ريف حلب ‘القدس العربي’ رفضت الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة اختصاراً بـ’داعش’ مبادرة الأمة التي أطلقها الداعية السعودي عبد الله المحيسني، وطالبت التنظيم أصحاب المبادرة والفصائل المقاتلة ببيان ‘موقفهم الشرعي’ من هيئة الأركان والائتلاف والمجلس العسكري، وغيرهم من الذين ‘يدعون لبناء دولة لا تحكم بشرع الله’.

وكانت الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين أعلنا قبولهما مبادرة الأمة لإنهاء المعارك مع ‘داعش’، وجاء في بيان مشترك أن كلا الفصيلين وافق على كل المبادرات الشرعية التي يعرض فيها تحكيم شرع الله، ويوضع لها وقت زمني محدد، ويباشرها قضاة ثقات، وتسمى فيها الأشياء بمسمياتها الشرعية، ويشار إلى الجهة المعتدية المستنكفة عن قبول التحكيم الشرعي بحسب وصف البيان.

وفي رده على بيان ‘داعش’ قال القيادي في ‘لواء التوحيد’ و’الجبهة الاسلامية’ مضر نجار لـ’القدس العربي’ إن رفض ‘داعش’ واضح، لأنهم أدخلوا قضايا تخص العالم كله، وطالبونا بحلها حتى يفكروا بقبول الهدنة’، ولفت النجار إلى ‘أن المتنفس الوحيد للشعب السوري هو تركيا الصديقة والأردن، ويريدون أن نكفر الائتلاف وكل من يحاول مد يد العون الى الثوار حتى يفكروا فقط بالقبول بالهدنة وليس الموافقة عليها، وهم الآن يقتحمون الراعي (بلدة حدودية بريف حلب قرب الحدود مع تركيا) من 3 محاور ويراوغون من طرف آخر’.

وأضاف نجار أن ‘هذا البيان الذي أصدروه ما هو إلا هروب من الاحتكام إلى شرع الله، وكان ظاهراً في بيانهم اقصاء وتكفير أغلب فصائل الجيش الحر’.

وفيما يخص موقف ‘الجبهة الإسلامية’ من قادة ‘داعش’ بعد رفضهم نداء الأمة قال أنه ‘لم يطرأ أي تغيير على موقفنا، نحن لم نتفق معهم على أي شيء، ولكن وافقنا على المبادرة لأن فيها دعوة الى الاحتكام إلى شرع الله، ونعلم أنهم سيرفضون المبادرة، ونحن نعمل ما يمليه علينا ديننا وأخلاقنا، وطالما هم بغاة طغاة سنقاتلهم قتال البغاة حتى يفيئوا الى أمر الله’.

ثوار منبج يقتلون 15 عنصراً من ‘داعش’

في سياق متصل أعلن بعض شيوخ عشائر الريف الشرقي في حلب تأييدهم لـ’داعش’ بعدما دان ريف حلب الشرقي بأكمله لها إثر سيطرتها على منبج الأسبوع الفائت، وقالت مصادر من الثوار في منبج لـ’القدس العربي’ إن ‘داعش’ سيطرت على المدينة بسبب عدم وصول تعزيزات من الجبهة الاسلامية أو جبهة ثوار سوريا إلى المدينة، وكل ما ذكر عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول إرسال تعزيزات من الفصيلين المذكورين إلى منبج عارٍ عن الصحة، بينما تولى أبناء المدينة الدفاع عنها إلى أن سقطت بيد ‘داعش’.

وأكدت المصادر ذاتها أن مقاومة ‘داعش’ ستستمر في المدينة عبر خلايا نائمة تنفذ عمليات نوعية وخاطفة، وكان آخرها إعلان ثوار المدينة مقتل أكثر من 15 عنصراً من ‘داعش’ قرب المركز الثقافي. (خدمة أنابرس)

لاجئون سوريون يرفضون العودة إلى الجزائر بعد دخولهم المغرب بشكل ‘غير قانوني

مصدر أمني جزائري: المحتجزون السوريون في المغرب لم يكونوا على أراضينا

المغرب ـ الجزائر من عزالدين لمريني والياس وهبي: رفض اللاجئون السوريون الموقوفون بالحدود المغربية الجزائرية العودة طواعية إلى الجزائر، بعدما دخلوا التراب المغربي بشكل ‘غير قانوني’، يوم الأحد، قبل أن توقفهم عناصر الجيش المغربي، المكلفة بمراقبة الحدود فيما نفى مصدر مسؤول من حرس الحدود الجزائري، دخول لاجئين سوريين تحتجزهم السلطات المغربية عبر الأراضي الجزائرية بطريقة ‘غير شرعية’، مشيرا إلى أنهم ‘لم يكونوا أصلا على التراب الجزائري’.

جاء ذلك في لقاء عقده اللاجئون السوريون، الذين ارتفع عددهم إلى 49 موقوفا، مع ممثلين لجمعيات غير حكومية ومسؤول بهيئة حقوقية مغربية رسمية مساء أمس .

وقال اللاجئون السوريون للنشطاء الذين زاروهم بالنقطة الحدودية ‘لكنافدة’، التي تبعد حوالي 13 كيلومتر عن مدينة وجدة (أقصى الشمال الشرقي للمغرب) إنهم يناشدون السلطات المغربية السماح لهم بالإقامة في المغرب ‘لاعتبارات إنسانية’، مشيرين إلى أنهم يرفضون المقترح الذي تقدم به النشطاء المدنيون بالتوسط لدى السلطات المغربية للسماح لهم بالعودة الطوعية إلى الجزائر التي قدموا منها إلى المغرب.

وقال محمد العمرتي، رئيس اللجنة المحلية لحقوق الإنسان بوجدة، وهي لجنة تابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان (هيئة مغربية رسمية)، إن زيارته ‘تندرج في إطار عملية الرصد والمتابعة لقضية المهاجرين السوريين العابرين للحدود المغربية بطريقة غير قانونية، من أجل رفع تقرير شامل للمجلس الوطني لحقوق الإنسان حول هذا الوضع مع اقتراح معالجة حقوقية في الموضوع′.

وكشف العمرتي، الذي التحق بدوره إلى مكان تواجد المهاجرين السوريين أن ‘المجلس الوطني لحقوق الإنسان في تشاور مع الحكومة للدفع في اتجاه إيجاد معالجة لوضعية المهاجرين السوريين في المغرب بشكل يتلاءم مع الإلتزامات الدولية للمغرب في مجال حقوق الإنسان وقانون اللاجئين’.

وبلغ عدد المهاجرين السوريين المحاصرين من طرف السلطات الأمنية المغربية في خيمتين نصبت لهما بالمنطقة الحدودية ‘لكنافدة’ على مستوى الشريط الحدودي المغربي الجزائري، حتى مساء الإثنين، 49 مهاجرا، بعدما قامت عناصر القوات المسلحة الملكية بإيقاف تسعة مهاجرين سوريين عبروا الحدود المغربية من الجزائر بشكل ‘غير قانوني’ في الساعات الماضية.

وكانت عناصر الجيش المغربي قد أوقفت، مساء الأحد، 40 سورياً عبروا الحدود الجزائرية المغربية، على مستوى النقطة الحدودية ‘لكنافدة’، التي تبعد حوالي 13 كيلومتر عن مدينة وجدة (أقصى الشمال الشرقي للمغرب).

من جهته قال المصدر الأمني الجزائري، الذي رفض الكشف عن هويته، إن ‘هؤلاء اللاجئين لم يكونوا أصلا على التراب الجزائري ليتم ترحيلهم نحو الجانب المغربي لأن الحدود بين البلدين مغلقة منذ العام 1994′.

وأضاف المصدر الذي يشرف على حرس الحدود الجزائري بالمنطقة ‘حسب معلوماتنا قامت السلطات المغربية بنقل لاجئين سوريين قرب الحدود مع الجزائر، ونادت وسائل إعلام رسمية وغير رسمية لتصويرهم مع أنهم كانوا أصلا في المغرب’.وأضاف ‘لقد قاموا بنصب خيم لهم قرب الحدود على أنهم رحلوا من الجزائر وهذا غير صحيح’. وأشار ذات المصدر ‘الجزائر لا ترحل اللاجئين السوريين، وهي توفر لهم كل مستلزمات العيش في مراكز إيواء بعدة مدن’.

ويتواجد بالجزائر حاليا ما بين 15 إلى 20 ألف لاجئ سوري فروا من الحرب وزعتهم السلطات على مراكز إيواء تتوفر على كل ضروريات الحياة بالعاصمة والمدن القريبة منها، بحسب تصريحات صالح يزبك ممثل الجالية السورية بالجزائر لمراسل الأناضول في وقت سابق.’الاناضول’

حوار في كواليس جنيف 2 يعكس ما يدور في الغرف المغلقة للمفاوضات بين النظام والمعارضة السورية

جنيف ـ من محمد شيخ يوسف: دار حوار بين مراسلة’قناة تلفزيونية’تابعة’للنظام’السوري، وعضو في وفد’الائتلاف السوري المعارض، المشارك’في اجتماعات مؤتمر ‘جنيف 2′، المنعقد حاليا في مدينة جنيف السويسرية، بدعم أمريكي روسي، عكس ما يدور في الغرف المغلقة المخصصة للمفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السورية.

وجرى سجال في الأسئلة والأجوبة بين رانيا الذنون مراسلة قناة الإخبارية السورية الرسمية، وعضو الائتلاف وموفده إلى جنيف أنس العبدة، في أحد أروقة الأمم المتحدة،،’حيث قال عضو الائتلاف إن”حل الأزمة الممتدة 3 سنوات اقترب في جنيف2 في ظل حدوث توافق دولي’، فردت المراسلة، بأن ‘الحل جاء من الخارج في وقت يجب أن يكون سوريا- سوريا’.

ورد العبدة بأن ‘اتفاق جنيف1، خلق بيئة مناسبة للوصول إلى اتفاق معين يرضي كافة الأطراف، كون الطرفين غير قادرين على الحسم عسكريا، لذا عليهم استغلال ذلك، ورضا’الطرفين يعني عدم وجود نظام الأسد في مستقبل سوريا’، فتساءلت ذنون ‘كيف يمكن تطبيق ذلك في ظل وجود إرهابيين يحرقون الأطفال في عدرا العمالية (ضاحية بريف دمشق)؟’، فرد عليها العبدة، بأن ‘مقاتلي حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس وداعش كلها تنظيمات إرهابية أيضا ارتكبت فظائع ومجازر’.

وردت المراسلة’مجددا على عضو الائتلاف بأن ‘للمعارضة ارتباطات مع فصائل مقاتلة ترتكب’تجاوزات’، فرد العبدة بأن ‘المعارضة’لا تتواصل مع الدولة الإسلامية في العراق والشام’(داعش) بل تقاتله، وخسرت نحو 700 شهيد في القتال معه’.

وعندما قالت ذنون’إن ‘هناك مسلحين على الأرض ولا يمكن إنكار ذلك’، رد العبدة بأن من ‘حقهم الدفاع عن أنفسهم في وجه النظام’.

وسألت المراسلة العبدة، ‘إن كنت مسؤلا أمنيا ألا تحارب أي خرق أمني يحدث في البلاد،’في إشارة إلى بشار الأسد’، فرد عليها العبدة بالقول:”النظام’عجز′عن التعامل مع الخروقات الأمنية خلال’3 سنوات، فليترك الحكم لأنه عاجز عن ذلك’، فردت عليه بأن ‘هناك تدخلات خارجية تسبب ذلك’.

وبناء على ما قالت ذنون، قال العبدة، ‘كيف يمكن لنظام أن يعاني من خرق، وهو يقتلع أظافر أطفال كتبوا عبارات على الجدران في مدينة درعا جنوبا’، في إشارة إلى اعتقال النظام السوري لعدد من الأطفال في درعا’بعد كتابتهم عبارات مناوئة للنظام وقيام قوات الأخير باقتلاع أظافرهم ما أدى إلى اندلاع الشرارة الأولى للثورة السورية آذار/مارس 2011، فقالت المراسلة، ‘انت تعطي مثالا وانا اعطي مثالا، وكل طرف يهاجم الآخر’.

وعندما سألت ذنون ‘هل رأيت صور الأطفال المحروقين في عدرا العمالية؟’، في إشارة إلى اتهام النظام لمقاتلي المعارضة بقتل عشرات المدنيين في المدينة على أساس طائفي، أجابها بأنه ‘لم ير سوى أطفالا ماتوا جراء استخدام النظام للأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية بريف’دمشق’، وهنا أبدت المراسلة انزعاجها مما يحدث قائلةً بأن ‘كل ذلك يحدث للسوريين’، فرد’العبدة بأن ‘هناك فرصة يجب استغلالها من أجل الحل، في مؤتمر جنيف2′.

وتتهم المعارضة وأطراف دولية قوات النظام السوري بقتل 1400 سورياً في غوطة دمشق آب/اغسطس الماضي، باستخدام الأسلحة الكيميائية، الأمر الذي ينكره النظام ويعتبر ذلك محاولة لجر التدخل الخارجي إلى بلاده.

وانتقل الحديث إلى البيان الذي قدّمه النظام أمس كبديل عن بيان ‘جنيف1′، حيث تساءلت المراسلة، لمَ لم يوافق الائتلاف على بيان النظام؟،’فأجاب’العبدة بأن ‘هذه النقاط موجودة في بيان جنيف1′.

وينص بيان مؤتمر جنيف 1 الذي عقد في حزيران/يونيو 2012 على تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، ووقت إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية عن المناطق المحاصرة، وضمان حرية تنقل الصحافيين، والتظاهر السلمي للمواطنين، إلا أن الخلاف على مصير بشار الأسد في مستقبل سوريا هو ما عطل تنفيذ أي من تلك المقررات، حتى اليوم.

فقالت له، ‘لماذا يقر الائتلاف بأمور تقرها’الأمم المتحدة، ولا تقبل بأمر يكتبه السوريون؟’، فرد بأن هناك ‘نظام أمني لا يمكن التعامل معه، والأمم المتحدة تفعل هذا وهو أمر طبيعي’، وعندما قالت بأنهم ‘غرباء عن البلاد’، رد عليها العبدة مؤكدا، ‘وهل يكتبها مدير مخابرات النظام علي مملوك’، فردت عليه بأن هذا المدير ‘لم يكن في جنيف1، بينما كانت المعارضة متواجدة فيه’.

وقدم وفد النظام’السوري المشارك في’جنيف2، الاثنين، سماه ‘بيانا سياسيا’ ينص”على احترام سيادة البلاد’ووحدة وسلامة أراضيها وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها والعمل على استعادة أراضيها المغتصبة كافة، وأيضاً رفض’التدخل والإملاء الخارجي، وضرورة مكافحة الإرهاب،’إلا أن وفد الائتلاف’رفضه، وكل ذلك بحسب وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام السوري.

وعندما أصر العبدة على أن بيان النظام ‘يتضمنه بيان’جنيف1′، حاولت ذنون انتزاع إقرار العبدة بهذا البيان من خلال قراءته بندا بندا، ومحاولة تصوير وتسجيل ذلك من قبل المصور المرافق لها، كون الحوار كله كان غير مصور، فأكد العبدة أن البيان هو ‘محاولة للالتفاف على مقررات بيان جنيف1′، فسألته ‘لماذا لم توافقوا على البيان؟’وماذا كان سيحدث إن قبلتم به؟ وقد تقدمون ورقة يوافق عليها النظام’.

واستمر الحوار’نحو 15 دقيقة’إلى أن انفض وديا، دون حدوث مشادات، فيما يبدو أنه”بروفا’ للحوار الذي يدور’بين النظام والمعارضة داخل قاعة المفاوضات.

وانتهت، الأربعاء الماضي، جلسة افتتاح أعمال مؤتمر ‘جنيف 2′ في منتجع مونترو السويسري بحضور ممثلين عن 40 دولة، قبل أن ينتقل وفدا’النظام السوري والمعارضة إلى جنيف للبدء بمفاوضات مباشرة الجمعة، وما تزال مستمرة دون تحقيق أي تقدم ملحوظ في أي من الملفات التي يتم البحث فيها او المقترحات التي يقدمها كل طرف.(الاناضول)

جنيف-2: المفاوضات صعبة جدًا وحمص جائعة

لوانا خوري

ايلاف

تنصل وفد النظام السوري إلى مونترو من التقيد بمقررات جنيف-1، فتعثر جنيف-2، ما عطل إيصال الاغاثة إلى حمص، والإفراج عن المعتقلين، ناهيك عن مسألة الفترة الانتقالية في سوريا.

بيروت: أكدت مصادر وفد الائتلاف السوري المعارض إلى جنيف-2 أن جيش النظام لم يسمح بمرور المواد الغذائية بعد إلى حمص، بالرغم من الضغوط الكبيرة التي تمارسها جهات دولية، على رأسها الولايات المتحدة وروسيا، على النظام ليفتح ممرات إنسانية إلى المناطق المحاصرة.

فقد دان روبرت فورد، السفير الأميركي في دمشق، عرقلة نظام الأسد إيصال المواد الغذائية إلى حمص، وقال إن هذا يدخل في خانة جرائم الحرب. وأضاف فورد: “هناك تنسيق مع روسيا والأمم المتحدة لإدخال هذه المساعدات في أقرب وقت ممكن، وفق اتفاق يضم بين بنوده إطلاق سراح المعتقلين”.

وأعلنت الأمم المتحدة استعدادها لتوزيع مساعدات تكفي لمدة شهر على 2500 شخص محاصر في حمص، كما أعلن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أن القافلة جاهزة ومازالت تنتظر الدخول، “وهي لم تحصل بعد على تصريح الدخول، لكننا لم نفقد الأمل في صدوره”.

يريد ضمانات

اتهمت الخارجية الفرنسية النظام السوري بتجويع سكان حمص، التي تحاصرها قواته، منددة بما سمّته “مناورات دمشق التسويفية” في جنيف-2. وقال رومان نادال، المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، إن فرنسا ترغب في وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان هذه المدينة التي تعاني منذ أشهر من حصار الجيش السوري، والتي يواجه سكان بعض أحيائها عملية تجويع فعلية من قبل النظام.

لكن فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، قال إن حصار حمص مفروض على من سمّاهم بالإرهابيين، مؤكدًا أن المهم ألا يصل الغذاء إلى هؤلاء المحاصرين في حمص. قال: “ما زلنا ننتظر ضمانات لعدم وصول القوافل إلى المجموعات المسلحة داخل المدينة، بل نريدها أن تذهب إلى النساء والأطفال”.

في ضوء ذلك، دخلت جهود توصيل إمدادات الغذاء والدواء إلى حمص مرحلة الاختبار الجدي، لأنها إن حصلت تكون ترجمة تنفيذية لأول قرارات متخذة في جنيف-2.

إدانة

من جانب آخر، أقر الإبراهيمي بصعوبة المفاوضات بين وفدي النظام السوري والمعارضة في جنيف-2، لكنه أكد أن الوفدين باقيان في مونترو بالرغم من الصعوبات. وقال أمس الثلاثاء في مؤتمر صحفي: “هذه مفاوضات صعبة، لم تكن سهلة اليوم، ولم تكن سهلة خلال الأيام الماضية، ولن تكون سهلة في الأيام المقبلة”.

واعترف بأن وفد المعارضة قدم أمس تصورًا لكيفية تطبيق بيان جنيف-1، “لكن الحكومة السورية لم تقدم تصورها بعد”.

وكان وفد النظام السوري طالب خلال جلسة أمس بإدانة قرار أميركي صدر أخيرًا بتزويد المعارضة السورية بالسلاح، “لأنه استفزازي وقد يقوض الجهود المبذولة في مؤتمر جنيف-2″، على حد قوله. وكانت تقارير تحدثت عن قرار سري أميركي بتمويل عمليات تسليم أسلحة إلى كتائب سورية معتدلة تقاتل ضد النظام.

13 قتيلا في قصف بالطيران على حلب، ومعارك قرب دمشق وحلب

أ. ف. ب.

بيروت: قتل 13 شخصا اليوم الاربعاء في قصف بالطيران الحربي على احد احياء مدينة حلب في شمال سوريا، في حين تدور معارك عنيفة في جنوب دمشق وريف حمص (وسط)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد “استشهد ما لا يقل عن 13 مواطنا بينهم مواطنة وطفلة وذلك جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي المعادي” الواقع في جنوب حلب اليوم.

 واشار المرصد الى وقوع غارات جوية على حي الصالحين المجاور.

وكان المرصد افاد الثلاثاء عن تحقيق القوات النظامية تقدما طفيفا على الاطراف الشرقية لحلب، والتي تسيطر عليها المعارضة، وذلك للمرة الاولى منذ اكثر عام.

وقال مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس اليوم ان هذه العملية “تندرج في سياق تأمين الطريق الدولي ومنطقة مطار النيرب” العسكري القريب من مطار حلب الدولي، والواقع جنوب شرق المدينة.

وفي ريف المحافظة نفسها، تدور معارك في محيط مدينة الباب القريبة من الحدود التركية، بين جهاديي الدولة الاسلامية في العراق والشام الذين يسيطرون على المدينة، وعناصر من تشكيلات اخرى في المعارضة السورية، بحسب المرصد.

 وتدور منذ الثالث من كانون الثاني/يناير معارك بين التنظيم المرتبط بالقاعدة من جهة، وثلاثة تشكيلات من المعارضة، ادت الى مقتل نحو 1400 شخص، بحسب المرصد.

في حمص (وسط)، نقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن المحافظ طلال برازي قوله “أنجزنا جميع الترتيبات الخاصة بتأمين المدنيين الراغبين بالخروج من أحياء المدينة القديمة”.

 وتفرض القوات النظامية حصارا منذ 600 يوم على الاحياء التي تسيطر عليها المعارضة في وسط المدينة. واعلن الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي السبت في جنيف، موافقة وفد النظام السوري المشارك في المفاوضات، على السماح بخروج النساء والاطفال من هذه الاحياء، آملا في دخول قوافل مساعدات انسانية اليها.

الا ان ايا من هذه الخطوات لم تجد طريقها الى التنفيذ بعد.

 وصباح الاربعاء، افاد ممثلون للجنة الدولية للصليب الاحمر وبرنامج الغذاء العالمي فرانس برس ان الفرق الدولية جاهزة على الارض، الا انها لم تنل بعد ضوءا اخضر من السلطات السورية.

وفي غرب محافظة حمص، تدور معارك عنيفة في قرية الزارة والمناطق المحيطة بها، على مقربة من قلعة الحصن، بحسب المرصد.

 تعرضت القرية اليوم لاربع غارات جوية، تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة من جهة، والقوات النظامية التي تحاول السيطرة على القرية بدعم من قوات الدفاع الوطني.

 وادت المعارك الثلاثاء الى مقتل 26 عنصرا من الطرفين، بحسب المرصد.

وفي جنوب دمشق، افاد المرصد عن معارك عنيفة وقصف في حي القدم.

دمشق تتهم واشنطن بدعم «الإرهاب»

كبير مفاوضي المعارضة لـ «الشرق الأوسط» : ملتزمون بالمفاوضات وفق إطار زمني

جنيف: مينا العريبي

تعثرت جلسات مفاوضات «جنيف2»، أمس، بعد احتدام النقاشات خلال جلسة صباحية مشتركة عرض خلالها وفد المعارضة السورية تصوره للمرحلة الانتقالية، بينما طالب وفد النظام بتبني قرار يدين واشنطن، متهما إياها بتسليح «الإرهابيين». وألغى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي على أثر ذلك الجلسة المسائية على أن تستأنف صباح اليوم.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي إن المفاوضات لم تحقق أي تقدم بعد. وأضاف «أكرر أن هذه مفاوضات صعبة. لم تكن سهلة اليوم، ولم تكن سهلة خلال الأيام الماضية، ولن تكون سهلة في الأيام المقبلة»، لكنه أكد أنه «لا أحد (من الطرفين) يغادر».

من جهته، أكد هادي البحرة، كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية، التزام الائتلاف الوطني السوري المعارض بعملية التفاوض على الرغم من مواصلة الحكومة السورية العمليات العسكرية في البلاد وتعذر إحراز تقدم ملموس في المفاوضات. لكنه أكد أن هناك «حدودا للصبر». واتهم البحرة في حوار مقتضب مع «الشرق الأوسط» في جنيف النظام بـ«التعنت» والتهرب من مناقشة بنود بيان «جنيف1» الخاص بانتقال السلطة.

                      وعما إذا كان هناك إطار زمني لمحادثات جنيف، قال البحرة «النظام يستخدم الضغط العسكري كإحدى وسائل التفاوض. وطبعا للصبر حدود وللمنطق حدود، لن نصبر إلى آخر الدهر». وتابع «هناك بالتأكيد في خططنا إطار زمني محدد، متى وصلنا إلى قناعة بأنه لا جدية في التعاطي ولا أمل في الوصول إلى حلول».

وبينما كشفت تقارير عن موافقة الكونغرس الأميركي «سرا» على إرسال مزيد من شحنات الأسلحة إلى المعارضة السورية «المعتدلة»، رد إدغار فاسكويز، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في جنيف، على الاتهامات السورية بـ«دعم الإرهابيين»، قائلا إن الحكومة السورية «تسمم مناخ المفاوضات» من خلال منع توصيل إمدادات المساعدات الحيوية للمدنيين، خصوصا في المدينة القديمة بحمص المحاصرة.

تعليق نقاشات جنيف بعد احتدامها.. ودمشق تتهم واشنطن بتسليح «الإرهابيين»

المقداد يعد رحيل الأسد «وصفة دمار».. ومسؤول أميركي يتهم النظام بتسميم الأجواء

جنيف – لندن: «الشرق الأوسط»

تعثرت جلسة مفاوضات «جنيف2»، أمس، بين وفد نظام الرئيس السوري بشار الأسد ووفد المعارضة، بعد احتدام النقاشات خلال جلسة مشتركة عرض خلالها وفد المعارضة تصوره للمرحلة الانتقالية، بينما طالب وفد النظام بتبني قرار يدين واشنطن، متهما إياها بتسليح «الإرهابيين»، فغاب النقاش وقرر الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي إلغاء الجلسة المسائية وإرجاءها إلى اليوم (الأربعاء).

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس إن المفاوضات لم تحقق أي تقدم بعد، مؤكدا على صعوبتها. وتابع: «أكرر أن هذه مفاوضات صعبة. لم تكن سهلة اليوم ولم تكن سهلة خلال الأيام الماضية ولن تكون سهلة في الأيام المقبلة»، لكنه أكد أنه «لا أحد (من الطرفين) يغادر ولا أحد يهرب».

وأضاف أن المجتمعين ناقشوا الكثير من الأمور دون تحقيق تقدم، وأن المعارضين «قدموا اليوم تصورهم لكيفية تطبيق بيان 30 يونيو (حزيران) والمعروف بـ(جنيف1)». وأشار إلى أن «الحكومة لم تقدم تصورها بعد لذلك».

وتابع: «اقترحت عليهم أن لا نجتمع بعد الظهر (أمس) وأن نحضر أنفسنا كلنا لما يمكن أن يكون جلسة أفضل غدا لا (اليوم)».

وردا على بيان النظام الذي يشجب الدعم الأميركي للمعارضة، قال الإبراهيمي إن المسالة ليست «بيانا رسميا»، بل سمع عنه في الإعلام. لكنه أكد أن «روسيا وأميركا تشتغلان معنا في إطار اللقاءات الثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة»، وهما «جادتان وتريدان لهذا المسعى أن ينجح». وقال إنه يتطلع في المستقبل للتعاون مع إيران «لتقوم بدورها وتتحمل مسؤوليتها كدولة هامة في المستقبل».

وكانت متحدثة باسم الأمم المتحدة أعلنت بعد انتهاء الجلسة الصباحية في مقر الأمم المتحدة في جنيف أن أي جلسة بين وفدي النظام والمعارضة السوريين لن تعقد بعد الظهر. ومنذ السبت، اليوم الأول من انطلاق المفاوضات، اعتاد الإبراهيمي على الدعوة إلى جلسة صباحية مشتركة وجلسة على حدة مع كل وفد بعد الظهر.

وقالت ريما فليحان من وفد المعارضة لوكالة الصحافة الفرنسية إن الإبراهيمي طلب في جلسة أمس «الدخول في النقاش السياسي وفي بيان (جنيف1) وآليات تنفيذه. وخصص قسما من الجلسة للتحدث عن القضايا الإنسانية، وخصوصا فك الحصار عن حمص».

ويتفاوض الوفدان وفقا لمقررات «جنيف1» التي نصت على تشكيل هيئة حكم انتقالية تضم الحكومة والمعارضة دون أن تشير إلى مصير الأسد.

وذكرت فليحان أن فريقها قدم خلال جلسة اليوم رؤيته «لسوريا القادمة، سوريا الجديدة، سوريا المدنية التعددية الديمقراطية التي تضمن حق المواطنة والمساواة لكل أبنائها بغض النظر عن الجنس والدين والمذهب أو القومية أو الإثنية». وتابعت: «طرحنا تفاصيل تتعلق بكل ذلك، وطالبنا الوفد المقابل لنا بأن ينضم إلى الشعب السوري وأن يكون في صف هذا الشعب في تطلعاته المشروعة». وأضافت أن وفد النظام «رفض مناقشة الموضوع». وأوضحت أن تصور المعارضة تناول «هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات شاملة وإصلاح الجيش وموضوع إدارة مؤسسات الدولة وإعادة الحياة إلى طبيعتها في سوريا»، مشيرة إلى أن «الرؤية أولية بالخطوط العريضة، لكنها تحتاج إلى نقاش وتجاوب». واتهمت النظام بأنه لم «يتجاوب في موضوع فك الحصار عن حمص، ولم يقدم أي تصور في موضوع الحكم الانتقالي».

بدوره، قال عضو وفد المعارضة المفاوض لؤي صافي للصحافيين إن الإبراهيمي لم يدعُ إلى جلسات بعد الظهر «لإعطاء المجال لوفد النظام ليرد على طرح المعارضة».

وعبر عن استغرابه في بيان أصدره لاحقا من تصريحات نائب وزير خارجية نظام الأسد فيصل المقداد، التي نفى خلالها أي وجود لميليشيا حزب الله داخل سوريا.

واتهمت المعارضة النظام بمحاولة تحييد النقاش عن مساره مرة أخرى بطرح تبني بيان يدين الولايات المتحدة على تقديمها أسلحة إلى مقاتلي المعارضة. ووزع الوفد الحكومي فور انتهاء الجلسة الصباحية من جهته بيانا دعا فيه إلى إدانة قرار أميركي بـ«استئناف تسليح المجموعات الإرهابية في سوريا».

وجاء في بيان وفد النظام السوري «تزامنا مع انعقاد مؤتمر (جنيف2) وفقا للمبادرة الروسية – الأميركية المستند إلى بيان (جنيف1) الذي ينص صراحة في بنده الأول على وقف العنف والإرهاب، يفاجأ العالم بأن أحد طرفي هذه المبادرة التي دعت إلى المؤتمر، وهي الولايات المتحدة، اتخذت قرارا باستئناف تسليح المجموعات الإرهابية في سوريا».

ووصف القرار بـ«الاستفزازي» وبأنه «خطة معاكسة للجهود السياسية المبذولة ومناقضة تماما لجنيف نصا وروحا».

وأدرج البيان بين المنظمات التي تصلها هذه الأسلحة «داعش» و«القاعدة» و«جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية». واستغرب «توقيت هذا القرار»، مشككا في وجود «محاولة مباشرة لإعاقة أي حل سياسي في سوريا». وطالب الولايات المتحدة بـ«الكف فورا عن هذا السلوك غير المسؤول الذي من شأنه تقويض مؤتمر (جنيف2)».

ورد عضو الوفد المعارض لؤي صافي على سؤال حول الأسلحة الأميركية، فأوضح أن المعارضة لم تتبلغ بأي قرار من هذا النوع، لكن «الإبراهيمي على ما يبدو على اطلع على شيء من هذا، وقد أكد لوفد النظام أن كل هذه المساعدات الأميركية غير فتاكة وغير قاتلة».

وقالت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان العضو في الوفد الحكومي إلى جنيف: «طالبنا الطرف الآخر الذي يسمى معارضة بإدانة القرار الأميركي. للأسف رفضوا ذلك»، متسائلة عن مدى اهتمام هذا الطرف بمصلحة سوريا. إلا أنها أكدت أن هذا التعثر «لا يهدد المفاوضات… لن نترك المحادثات».

وأكد وفد النظام تمسكه ببقاء الأسد في السلطة، وقال المقداد إن رحيله سيكون «وصفة لدمار» سوريا. واعتبر أن وجود الرئيس يضمن مرور البلاد من الأزمة الراهنة.

وفي غضون ذلك، ردت الولايات المتحدة على الاتهامات السورية بالقول إن الحكومة السورية «تسمم مناخ المفاوضات» من خلال منع توصيل إمدادات المساعدات الحيوية للمدنيين، وخصوصا في المدينة القديمة بحمص المحاصرة.

ودعا إدغار فاسكويز المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في جنيف حكومة الأسد إلى الموافقة فورا على القائمة الكاملة للتحركات المقترحة للقوافل التي طلبتها الأمم المتحدة للمدينة القديمة بحمص. وقال: «النظام يزيد من إلحاق الضرر بالمناخ التفاوضي من خلال استمراره في منع الطعام والماء والمساعدات الطبية للشعب السوري». وأضاف: «مطالبة قوات المعارضة بمغادرة منطقة أو إلقاء سلاحها قبل السماح بتسليم المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية المطلوبة بشدة لا يمثل عرضا مقبولا لإدخال المساعدات الإنسانية. رأينا النظام يفعل ذلك من قبل في إطار حملة التركيع أو التجويع المهينة التي يمارسها».

وقال فاسكويز إن شاحنات تابعة للأمم المتحدة تحمل 500 طن من المواد الغذائية وإمدادات الإغاثة جاهزة لدخول شمال شرقي سوريا والاتجاه إلى الحسكة ودير الزور فور إعطاء الحكومة السورية موافقتها. وأضاف أنه لا بد من الفصل بين إحراز تقدم بشأن قضايا المساعدات الإنسانية ومحادثات وقف إطلاق النار.

مصادر أوروبية: فشل «جنيف2» سيعيد طرح كل الخيارات

باريس تعد ورقة النظام السياسية «مناورة تأخيرية»

باريس: ميشال أبو نجم

بينما تراوح المفاوضات الدائرة في جنيف منذ السبت الماضي بين وفدي النظام السوري والمعارضة مكانها، نبهت مصادر رسمية أوروبية إلى أن وصولها إلى طريق مسدود وفشل الجهود السياسية الدبلوماسية «سيعيدان طرح كل خيارات التحرك من غير استثناء»، دون أن يعني ذلك، بشكل آلي، اللجوء إلى العمل العسكري.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن في مونترو يوم الـ22 من الشهر الحالي أن الولايات المتحدة «تدرس عدة طرق للضغط على النظام السوري»، مشيرا إلى «جهود متوازية» تبذلها واشنطن إلى جانب الجهود الدبلوماسية وعلى رأسها زيادة الدعم للمعارضة حتى إبان المفاوضات. لكن كيري لم يفصح عن نوعية الدعم للمعارضة وما إذا كان يعني فقط العودة إلى إمدادها بالمعدات «غير القاتلة» التي أوقفت إيصالها للمعارضة بعد سيطرة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على مخازن الجيش السوري الحر من الأسلحة في المناطق الحدودية المحاذية لتركيا.

وترى المصادر الغربية أن هناك «مروحة واسعة» من الإجراءات العقابية التي يمكن أن تلجأ إليها الأسرة الدولية بحق النظام السوري في حال ثبت وبشكل حاسم أنه لا يريد الوصول إلى حل متفاوض عليه ولا الالتزام بخريطة الطريق التي تمخضت عن مؤتمر «جنيف1» صيف 2012.

ومنذ اليوم، تحمل الدول الغربية والأخرى المنضوية تحت جناح «المجموعة الأساسية لأصدقاء الشعب السوري» النظام مسؤولية تعثر المفاوضات وربما فشلها، وهي ترى أن السبب الأول يعود لعدم تقيده بقواعد اللعبة التي من المفترض أن تتحكم بمجريات المفاوضات في جنيف، والتي تضمنتها رسالة الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الأطراف المعنية.

وتؤكد هذه المصادر أنها «لم تفاجأ» بما حصل في مونترو وما يحصل حاليا في جنيف، لا لجهة طبيعة ما يقدمه وفد النظام من طروحات أو لجهة «الأسلوب الاستفزازي» الذي يستخدمه والذي تعتبر أن الغرض منه إحراج المعارضة.

وأدانت وزارة الخارجية الفرنسية أمس «المناورات التأخيرية» التي يلجأ إليها وفد النظام على طاولة المفاوضات، وذلك في تعليق لها على «الورقة السياسية» المشكلة من خمس نقاط، التي قدمها أول من أمس. وتنص الورقة على مبادئ عامة مثل احترام سيادة سوريا واعتبارها «دولة ديمقراطية» ورفض التدخل الأجنبي و«الإملاء الخارجي» والاحتكام لصناديق الاقتراع ورفض ومكافحة الإرهاب والأفكار التكفيرية ومطالبة الدول بوقف مد المجموعات الإرهابية بالسلاح، وأخيرا الحفاظ على مؤسسات الدولة والنبى التحتية.

وقال رومان نادال، الناطق باسم الخارجية الفرنسية، إن باريس تعتبر أن «ورقة النظام لا تستجيب للهدف الذي حددته الأسرة الدولية من أجل تحقيق عملية الانتقال السياسية وأنه من الضروري من أجل نجاح المفاوضات البقاء داخل الإطار المرسوم، أي خريطة الطريق المنبثقة عن (جنيف1)».

ودعت فرنسا إلى استمرار البحث في الإجراءات «الإنسانية» التي تندرج في إطار «تدابير الثقة» مثل إيصال المساعدات إلى مدينة حمص والسماح بخروج المحاصرين والتوصل إلى هدنات محلية من جهة، والسعي من جهة أخرى للتوصل إلى الحل السياسي.

ولا تستبعد باريس أن يعود الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي الذي ترتبط به كل الإجراءات «القسرية» التي يمكن أن تتخذ في سوريا، ومنها على سبيل المثال إقامة الممرات الإنسانية المحمية دوليا لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.

تفجير انتحاري في قرية وزير الدفاع بحماه.. وتقدم نظامي في حلب

«داعش» تهاجم قرى تركمانية.. وارتفاع عدد المتوفين جوعا في اليرموك إلى 83

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

تمكنت القوات النظامية أمس من إحراز تقدم على الأطراف الشرقية لمدينة حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، من جهة المطار الدولي الواقع في الجنوب الشرقي، للمرة الأولى منذ أكثر من عام، في حين فجر انتحاريان نفسيهما عند نقطة تفتيش نظامية في قرية رهجان بحماه، مسقط رأس وزير الدفاع السوري فهد الفريج، مما أدى إلى مقتل 13 جنديا نظاميا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح «المرصد السوري»، أن «هجوم المفجرين الانتحاريين تسبب في اندلاع اشتباكات حول قرية رهجان بين الجيش والمسلحين الإسلاميين»، مشيرا إلى أن «خمسة من مقاتلي (النصرة) قتلوا، كما قتل ثلاثة آخرون من جماعات إسلامية أخرى».

وأعلنت مجموعة «أجناد الشام» الإسلامية مسؤوليتها عن هجوم رهجان، باعتبار أن البلدة «تمثل أكبر قاعدة للميليشيات المؤيدة لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد في المنطقة»، وفق بيان صادر عنها.

وتقع رهجان في أقصى شرق محافظة حماه وهي مسقط رأس وزير الدفاع السوري فهد الفريج الذي يعيش الآن في العاصمة السورية دمشق.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، إن «هذا الهجوم يعد رسالة من مقاتلي جبهة النصرة للفريج مفادها (إنك لا تملك حماية أقاربك وذويك)».

وفي حلب، تقدمت القوات النظامية على الأطراف الشرقية لمدينة حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، من جهة المطار الواقع في الجنوب الشرقي، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر عام، بحسب ما أفاد به «المرصد السوري»، مؤكدا أن «العناصر النظامية سيطرت على حي كرم القصر». وشهدت أحياء المرجة والإنذارات (في الجنوب الشرقي) حركة نزوح للسكان من جراء الاشتباكات، وأفاد المرصد السوري بأن هؤلاء «ينزحون في اتجاه الأحياء التي يسيطر عليها النظام».

وبقي التمركز الميداني على حاله طوال العام الماضي في مدينة حلب، إذ لم يتقدم أي طرف على حساب الآخر داخل المدينة. ولفت المرصد إلى أن «النظام حاول مرارا التقدم في داخل المدينة، إلا أنها المرة الأولى التي تتقدم القوات النظامية من ريف المدينة في اتجاه أحيائها الشرقية».

وكانت فصائل المعارضة التي تقاتل في حلب، انشغلت في الآونة الأخيرة بالصراع مع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» مما ساعد النظام على استغلال الفرصة ليتقدم ميدانيا شرق حلب، إضافة إلى المناطق المحيطة بالمطار الدولي (جنوب شرق) الذي أعيد تشغيله الأسبوع الماضي بعد إغلاقه لنحو عام نتيجة المعارك العنيفة في المناطق المحيطة به. وتشهد حلب كبرى مدن الشمال السوري، معارك شبه يومية منذ صيف عام 2012، ويتقاسم نظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلو المعارضة السيطرة على أحيائها، إذ تسيطر المعارضة على الأحياء الشرقية، بينما تقع الأحياء الغربية تحت سيطرة القوات النظامية. وشن الطيران النظامي السوري منذ 15 ديسمبر (كانون الأول) الماضي حملة من القصف العنيف على مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها، أدت إلى سقوط مئات القتلى، بحسب المرصد السوري. وسارعت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطات الرسمية للإعلان عن «تقدم الجيش النظامي الذي تمكنت وحداته في باكورة عمليته العسكرية من السيطرة على أحياء البلورة وكرم القصر وكرم الطراب ووصلت قواته إلى تخوم كرم ميسر المعقل الرئيس للمسلحين». وأوضحت الصحيفة، في عددها الصادر أمس، أن «الجيش النظامي بدأ عمليته العسكرية انطلاقا من غربي مطار النيرب (العسكري) شرقا ومن قرية عزيزة جنوبا».

وفي موازاة تقدمه الميداني، واصل الطيران النظامي قصفه على أحياء حلب مستهدفا أحياء الميسر والمواصلات والشعار. وأفاد «اتحاد تنسيقات الثورة السورية» بأن «قصف حي الميسر أسفر عن مقتل 22 قتيلا».

وشمل القصف طريق مطار حلب وحي قاضي عسكر وقرية الشيخ لطفي جنوب شرقي المدينة، كما أغار على مدينة عندان وبلدة خان العسل وضاحية الرشيد بريف المدينة.

وفي ريف حلب، شن عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» هجمات بالأسلحة الثقيلة، على بلدة «جوبان باي»، ذات الغالبية التركمانية، إضافة إلى قرية «هوا هويوك». ونقلت وكالة أنباء (الأناضول) التركية عن زياد حسن، عضو الائتلاف الوطني، قوله إن ميليشيات «داعش»، تحاصر بلدة جوبان باي باستخدام 200 سيارة، مضيفا: «داعش تهاجم البلدة، وقرية (هوا هويوك) التركمانية منذ صباح الثلاثاء بقذائف الهاون».

قال ناشطون، إن «الجبهة الإسلامية» تصدت للهجوم لدى اقتحام «داعش» لمنازل عناصر الجيش الحر في قرية هوا هويوك، وغادر أفراد الجيش الحر، المنطقة متجنبين الدخول في اشتباكات مع «داعش»، خشية إلحاق أضرار بالأهالي. ولفتوا إلى أنه إذا تمكنت «داعش» من السيطرة على «جوبان باي»، فإنها ستكون بذلك قد بسطت سيطرتها على المنطقة الممتدة من «أعزاز»، حتى «تل أبيض»، شمال البلاد.

من جهة أخرى، ارتفع عدد الوفيات بسبب الجوع في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب دمشق إلى 83 شخصا، بعد وفاة أربعة أشخاص أمس بينهم طفلة بسبب إصابتهم بالجفاف الناجم عن انعدام توفر المواد الغذائية والأدوية.

وحذر ناشطون ومنظمات محلية ودولية من تفاقم الوضع الإنساني في مخيم اليرموك مع استمرار الحصار المفروض عليه من قبل القوات النظامية ومسلحي «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة» الموالين للنظام، في ظل فشل محاولات إدخال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية إلى المدنيين المحاصرين.

المساعدات لم تدخل حمص بعد.. في انتظار «الضوء الأخضر»

محافظها: جاهزون لترتيب خروج المدنيين

بيروت: ليال أبو رحال

لم تتمكن قوافل المساعدات الغذائية والطبية المتوقفة عند حدود محافظة حمص، من دخول أحياء حمص القديمة (تنفيذا لاتفاق عقده ممثلو النظام السوري والمعارضة في جنيف السبت الماضي) المحاصرة من قبل القوات النظامية منذ 600 يوم. وفي حين أعلنت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، أمس، أن قافلة الإغاثة تنتظر «الضوء الأخضر من جميع الأطراف» لبدء توزيع المساعدات، أكد محافظ حمص طلال البرازي الجهوزية لترتيب خروج المدنيين بعد الحصول على رد مسؤول أممي يتولى التنسيق مع «المجموعات المسلحة داخل المدينة القديمة».

وكان المبعوث الأممي إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي أعلن مساء الأحد الماضي من جنيف أن «الحكومة السورية أبلغتنا أن النساء والأطفال يستطيعون المغادرة فورا»، لكن توقعه بمغادرة الناس والأطفال ومن ثم دخول قوافل المساعدات إلى أحياء حمص القديمة المحاصرة لم يتحقق أول من أمس الاثنين، على الرغم من إعلان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد استعداد القوات السورية للسماح للنساء والأطفال بالخروج.

وفي حين كان وفد النظام السوري اشترط خلال المفاوضات في جنيف فك الجيش السوري الحر الحصار عن ثلاث قرى شيعية في إدلب وحلب، أعلن المتحدث الإعلامي باسم وفد الائتلاف الوطني المعارض في جنيف لؤي صافي أمس استعداد المعارضة لرفع الحصار عن القرى الثلاث الموالية للنظام في شمال سوريا، في إطار اتفاق أوسع لتخفيف الحصار عن بلدات من الجانبين. وقال، في ختام الجلسة الصباحية من المحادثات في جنيف، إن «مقاتلي الجيش السوري الحر مستعدون لتخفيف الضغط عن قرى نبل والزهراء والفوعة الشيعية»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الحكومة السورية لم توافق على رفع الحصار عن المدينة القديمة بحمص الذي يعد حاسما لنجاح أي اتفاق.

ويوجد نحو ثلاثة آلاف شخص في الأحياء المحاصرة في حمص، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتشهد أطراف هذه الأحياء وعددها 14 حيا، معارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، وسط قصف شبه يومي يطالها، وتعاني نقصا حادا في الأغذية والمواد الطبية، مما يجعل استمرار الحياة فيها تحديا يوميا.

وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إليزابيث بايرز، أمس، إن «(البرنامج) مستعد لتوزيع مساعدات بالمدينة القديمة في حمص تكفي 2500 شخص لمدة شهر بمجرد تلقيه الضوء الأخضر من جميع الأطراف في سوريا».

وأشارت، في تصريحات لوكالة «رويترز»، إلى أن مركز الأمم المتحدة في حمص يستعد لإرسال قافلة مساعدات تساهم فيها عدة وكالات لنقل أغذية وإمدادات أخرى لسكان مدينة حمص المحاصرة التي يتعذر دخولها منذ نحو عام. وأكدت أنه «بمجرد أن تسمح كل الأطراف على الساحة بدخول القافلة، فسيوزع برنامج الأغذية العالمي على الأسر الخمسمائة بالمدينة القديمة حصصا و500 كيس من طحين القمح وهو ما يكفي 2500 شخص لمدة شهر».

في المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن محافظ حمص طلال البرازي إشارته إلى «جهوزية فرق العمل من الشرطة النسائية والأطباء والهلال الأحمر العربي السوري لترتيب خروج المدنيين من مدينة حمص القديمة فور وصول رد الممثل المقيم للأمم المتحدة الذي يتابع التنسيق مع (المجموعات المسلحة) داخل المدينة القديمة». وقال إن المحافظة «تعمل منذ أربعة أشهر من أجل تأمين خروج المدنيين من المدينة القديمة»، وأعرب عن أمله في النجاح بإخلائهم بالتعاون مع ممثلي الأمم المتحدة والصليب الأحمر، مشيرا إلى أنه طلب من الصليب الأحمر «المساعدة من أجل تأمين خروج الأب فرنسيس و73 مدنيا محتجزين في دير الآباء اليسوعيين في حي بستان الديوان». وكان الأب اليسوعي فرنسيس، وهو هولندي الجنسية، وموجود في حي الحميدية مع عدد من سكان حمص المسيحيين، وجه قبل يومين، في شريط عبر موقع «يوتيوب»، نداء من الأحياء المحاصرة بحمص، مؤكدا أن الوضع أصبح «غير محتمل» وأن المدينة في حاجة ماسة إلى الغذاء والمواد الطبية.

وقال الناشط الإعلامي أبو جعفر مغربل لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «النظام السوري منع دخول المساعدات وقوافل الإغاثة بشكل نهائي إلى أحياء حمص القديمة، وفق ما أبلغنا به ممثلو منظمات إنسانية والصليب الأحمر الدولي، الذين تواصلنا معهم أمس». وأكد أن «كتائب الجيش الحر أبدت تعاونها الكامل لوقف إطلاق النار وعدم التعرض لقوافل الإغاثة»، مشيرا إلى أنها و«في بادرة حسن نية لم ترد على عشرات قذائف الهاون التي تساقطت أمس».

المفاوضات السورية تدخل مأزقا بيومها السادس

                                            قالت مصادر للجزيرة إن المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام السوريين دخلت إلى مأزق بسبب تباين المواقف بين الطرفين بشأن المسار السياسي ومستقبل نظام الحكم في سوريا وسط تبادل الوفدين الاتهامات بعدم الجدية ومحاولة إفشال المفاوضات التي دخلت يومها السادس دون أن تحرز تقدما، مع اقتراب الموعد المقرر لانتهائها الجمعة القادم.

فقد استأنف وفدا الحكومة والمعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف2 جلسات التفاوض بإشراف المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي اليوم بعد تعليقها أمس لمنح الوفدين فرصة للتفكير في مقترحات جادة لعرضها.

وركزت الجلسة الصباحية اليوم على مسألة هيئة الحكم الانتقالي التي كان وفد الحكومة يرفض مناقشتها في الأيام الماضية.

وكان الإبراهيمي قد أكد عدم إحراز أي تقدم على مسار المفاوضات، غير أنه أعرب عن ارتياحه لتأكيد الوفدين مواصلة المفاوضات إلى غاية يوم الجمعة المقبل كما كان مقررا. رغم أن المؤشرات حتى الآن تدلل على الفشل في التقدم بالمفاوضات.

وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية برهان غليون إنه يتعين على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته والضغط على النظام السوري للتفاوض بشكل جدي وعدم المماطلة. وشدد غليون في لقاء مع مراسل الجزيرة في جنيف على أن موافقة الكونغرس الأميركي على إرسال أسلحة خفيفية إلى المعارضة السورية هي إشارة إلى أن جميع الخيارات ما زالت مطروحة.

وأدت الخلافات الحادة بين وفدي التفاوض السوريين وتبادل الاتهامات بإفشال مفاوضات جنيف2 أمس إلى إلغاء الجلسة المسائية، بينما عبر الإبراهيمي عن أمله بأن تكون جلسة اليوم أفضل من أمس.

واعتبرت المعارضة السورية في بيان لها أمس أنها نجحت في طرح ورقة هيئة الحكم الانتقالي السياسي وهي من أسس جنيف1، على طاولة جلسة مفاوضات في مواجهة وفد النظام. وقال بيان لوفد المعارضة “لا يمكن الحسم بأنّ مؤتمر جنيف 2 يتجه إلى الفشل رغم ضبابية المشهد”.

من جانبه قال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي بجنيف أمس إن المفاوضات “لم تكن سهلة اليوم ولم تكن سهلة في الأيام الماضية ولن تكون سهلة في الأيام القادمة”، معبرا عن سعادته بأن ممثلي الطرفين أكدوا أنهم ينوون البقاء والاستمرار في المفاوضات حتى يوم الجمعة المقبل كما هو مقرر.

تجدر الإشارة إلى أن الأطراف المعنية بالمفاوضات أعلنت مرارا أن جنيف2 هو عملية طويلة قد تستغرق أشهرا.

خلافات حادة

وأضاف الإبراهيمي أن وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قدم وجهة نظره عن كيفية تطبيق بيان جنيف1، وأن وفد الحكومة لم يفعل ذلك بعد.

وقال إن وفد النظام أثار في جلسة أمس الأخبار التي تحدثت عن قرار الولايات المتحدة إرسال أسلحة إلى المعارضة السورية، وإن الوفد احتج بقوة على ذلك، لكن هذا الموضوع بالنسبة للأمم المتحدة التي ترعى المفاوضات يبقى مجرد أخبار تداولها الإعلام ولم يرد بشأنها حتى الآن أي بيان أو تصريح رسمي أميركي.

وقال عضو الوفد المفاوض للائتلاف الوطني أحمد جقل لوكالة رويترز إن هناك مقاومة شديدة من جانب الوفد الحكومي لانتقال المفاوضات إلى بحث مسألة هيئة حكم انتقالية تدير سوريا في المرحلة المقبلة.

من جانبه اتهم فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري أطرافا داعمة للمعارضة السورية بالسعي لإفشال مؤتمر جنيف2، وقال إن “الطرف الذي يقدم أسلحة للمعارضة غير مهتم بإنجاح هذا المؤتمر”.

وحسب المقداد فإن وفد النظام تقدم أمس بمشروع بيان لإدانة استمرار الولايات المتحدة في تسليح من سماهم “الإرهابيين” بسوريا.

من جهتها اتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية بتسميم أجواء التفاوض في مؤتمر جنيف2 برفضها إدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين، ومنهم الموجودون في حمص القديمة.

نداء حمص

وقد دعت حركات وهيئات ثورية في مدينة حمص وفد الائتلاف الوطني المفاوض في جنيف لتأكيد أنه لا تنازل عن تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التشريعية والتنفيذية. وقالت الهيئات الثورية وهي ثماني حركات وتجمعات إن على الوفد المفاوض أن يعمل على فك الحصار عن المناطق المحاصرة وإدخال المساعدات إلى حمص.

وأضافت أنها ترفض الاستفتاء في ظل النظام الحالي، وترفض استبدال بطاقات الهوية الشخصية لأن عملية الاستبدال ذات دوافع أمنية وسياسية.

من جانبه قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطاب حالة الاتحاد أمس إن واشنطن ستدعم المعارضة السورية التي ترفض ما وصفه بجدول أعمال الشبكات الإرهابية. وشدد أوباما على ضرورة مواصلة العمل مع شركاء الولايات المتحدة الأميركية لتعطيل وشل ما سماها الشبكات الإرهابية.

البراميل تقتل مجددا بحلب ومعارك بعدة محافظات

                                            قتل وجرح مدنيون اليوم الأربعاء في غارات جديدة بالبراميل المتفجرة على أحياء سكنية بحلب شمالي سوريا، بينما اشتبكت فصائل المعارضة مع القوات النظامية بعدة محافظات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قصف حي المعادي بحلب أوقع ما لا يقل عن 13 قتيلا وجريحا.

وجاء استهداف حي المعادي بحلب صباح اليوم بعد ساعات قليلة من مقتل 15 شخصا في حي الميسّر جراء قصفه بعدد من البراميل المتفجرة من قبل طائرات النظام السوري، وقد تم انتشال أحد الأطفال حيا من تحت الأنقاض بعد ساعات من قصف مبنى بحلب وانهياره على رؤوس ساكنيه. وتتعرض حلب منذ نحو ستة أسابيع لحملة جوية خلفت ما يصل إلى خمسمائة قتيل، جلهم من المدنيين.

وتصاعدت وتيرة القصف الجوي على أحياء حلب بالشرقية الخاضعة منذ شهور طويلة لفصائل المعارضة في إطار خطة للقوات النظامية لاستعادة جزء مما خسرته، مستغلة الاقتتال بين بعض الفصائل وبين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وقال ناشطون إن القوات النظامية واصلت قصف حي القدم جنوب دمشق الذي شهد في الأيام القليلة الماضية مواجهات عنيفة سقط فيها قتلى من المعارضة ومن القوات النظامية، كما تجددت الغارات بالبراميل المتفجرة على مدينة داريا بريف دمشق.

وإلى الجنوب من دمشق تعرضت بلدات وقرى تسيطر عليها المعارضة بالقطاعين الأوسط والجنوبي من محافظة القنيطرة لقصف مدفعي بالتزامن مع اشتباكات وصفها المرصد السوري وشبكة شام بالعنيفة.

معارك

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة وقعت الليلة الماضية بين فصائل معارضة والقوات النظامية في حيي بستان الباشا وبني زيد.

وتحدث ناشطون عن تقدم القوات النظامية في منطقة قريبة من مطار النيرب العسكري بالقرب من حلب، وتحاول تلك القوات اختراق مناطق تسيطر عليها المعارضة، ومنها حي المرجة كي تصل إلى المنطقة الصناعية.

وكان مقاتلو المعارضة تمكنوا في اليومين الأخيرين من صد هجوم في منطقة الشيخ لطفي بجبهة المرجة، بينما تحدث ناشطون عن مقتل ما يصل إلى ثلاثين من الجنود النظاميين أثناء محاولتهم التسلل إلى كرم الطراب، وخمسة آخرين في تفجير مبنى في حي الشيخ سعيد.

في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية إن الجيش النظامي دمر مستودع ذخيرة لمن وصفتهم بالإرهابيين في حي قاضي عسكر، وقتل بعض المسلحين قرب سجن حلب المركزي شمال المدينة.

وفي ريف حماة (وسط سوريا)، صد مقاتلو المعارضة رتلا للقوات النظامية قرب بلدة طيبة الإمام. ويأتي تقدم هذا الرتل بعد هجمات لمسلحي المعارضة على حواجز، بينها حاجز بلدة الناصرية.

وكان عنصران من جبهة النصرة فجرا نفسيهما مساء الاثنين في حاجز عسكري بقرية الرهجان بريف حماة الشرقي -وهي مسقط رأس وزير الدفاع السوري فهد الفريج- مما أدى إلى مقتل 13 عسكريا نظاميا.

وفي حمص تواصل القتال حول بلدة الزارة بريف مدينة تلكلخ، وسقط قتلى من مسلحي المعارضة والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها وفق ناشطين.

وأكد المرصد السوري مقتل جنود نظاميين في القتال الدائر بمحيط الزارة، وهي بلدة تضم أغلبية سنية، وتحيط بها قرى ذات أغلبية علوية ومسيحية. من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية إن الجيش قتل عشرات المسلحين من جنسيات تونسية وسعودية ولبنانية في معارك الزارة.

على صعيد آخر، قال ناشطون إن عناصر من لواء التوحيد -وهو أحد مكونات الجبهة الإسلامية السورية- قتلوا في اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة الراعي بريف بإدلب.

ملفا سوريا وإيران يتصدران مؤتمر ميونيخ للأمن

                                            يهيمن الوضع في سوريا والملف النووي الإيراني والتجسس بالولايات المتحدة على جدول أعمال مؤتمر ميونيخ حول الأمن نهاية الأسبوع الجاري في جنوب ألمانيا.

ويشارك في المؤتمر الذي يبدأ أعماله الجمعة ويستمر حتى الأحد حوالي عشرين رئيس دولة أو حكومة وخمسين وزراء دفاع وخارجية ومسؤولين من هيئات دولية وضباط رفيعي المستوى.

وفي مقدمة المشاركين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، والدفاع تشاك هيغل ووزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف.

يذكر أن هذا المؤتمر الذي أسس في أوج الحرب الباردة شكل على مدى عقود منبر محادثات حول حلف شمال الأطلسي (ناتو) والعلاقات بين أوروبا الغربية والولايات المتحدة.

وستكون العلاقات الأميركية الأوروبية مطروحة أيضا في هذه الدورة بعد التوتر الناجمع عن كشف برنامج التجسس الأميركي الذي قامت به وكالة الأمن القومي الأميركي، ووصل إلى حد التنصت على الهاتف النقال الخاص بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

ترميم العلاقات

وقال منظم المؤتمر الدبلوماسي الألماني السابق ولفغانغ إيشنغر إن العديد من المشاركين سيأتون وهم يفكرون بإدوارد سنودن، “في إشارة للمستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي الذي سرب الوثائق السرية بشأن التجسس.

وأضاف أن رسالة وزير الدفاع الأميركي ستؤكد على تفهم أميركا على أن هناك عملا جديا يجب القيام به لترميم العلاقات بين الجانبين.

وتتزامن هذه الدورة مع الاحتفال بالذكرى المئوية لبدء الحرب العالمية الأولى والذكرى 75 لبدء الحرب الثانية مرورا بالذكرى 25 لسقوط جدار برلين، كما سيشهد هذا العام إنهاء التحالف الدولي بقيادة حلف الأطلسي مهمته القتالية في أفغانستان.

غير أن هناك مهمات أخرى تنتظر الحلف، وفق ما قاله المسؤول الثاني في منظومة الأطلسي ألكسندر فيرشبو، منها الإرهاب والهجمات المعلوماتية وانتشار الأسلحة النووية.

ويرى محللون أن النقاش في عالم الدفاع يأتي فيما يتصدع النظام العالمي القديم من كل الجهات، مع دولة عظمى تتزايد عزلتها ويبدو أنها فقدت الرغبة بالقيادة، في حين تبدو أوروبا منكفئة على نفسها.

وأضاف هؤلاء أن النزاع في سوريا يمثل نموذجا لهذا الوضع مع دولة مارقة، ومطامع إقليمية وأطراف فاعلة، ولكنها هذه المرة ليست دولا تحاول ملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة.

الائتلاف: عدنا لبنود جنيف 1 وسنبحث الهيئة الانتقالية

العربية.نت

بدأت اليوم في جنيف جلسة مفاوضات جديدة بين وفدي النظام والمعارضة، لبحث موضوع الهيئة الانتقالية، وذلك بعد تأجيل الجلسة أمس.

وفي مؤتمر صحافي عقده لؤي الصافي المتحدث الرسمي باسم الائتلاف السوري المعارض، صرح أن المباحثات بين الطرفين سجلت تقدماً اليوم، وسيتم بحث تفاصيل الهيئة الانتقالية خلال الأيام المقبلة، وأضاف أن المفاوضات عادت إلى إطار وبنود جنيف 1.

وبين الصافي أنه سيتم الاتفاق على شكل الهيئة الانتقالية وحجمها وصلتها بالمؤسسات الأخرى، ومهمتها إنهاء الاستبداد.

وفي حديث للمستشارة السياسية للرئيس السوري، بثينة شعبان، للصحافيين بعد انتهاء الجلسة المشتركة في قصر الأمم قالت: “المحادثات كانت إيجابية اليوم، لأننا تحدثنا عن الإرهاب”.

وأضافت شعبان “الفارق الوحيد بيننا وبينهم، وهو فارق كبير في الواقع، هو أننا نريد أن نناقش جنيف-1 فقرة فقرة، ابتداء من الفقرة الأولى، أما هم فيريدون أن يقفزوا إلى الفقرة التي تتحدث عن الحكومة الانتقالية، إنهم مهتمون بأن يكونوا في الحكومة فقط، لا بوقف هذه الحرب المروعة”.

وتابعت أن وفد النظام توجه إلى وفد المعارضة عبر الإبراهيمي بالقول “قبل أن تناقشوا الحكومة الانتقالية، عليكم أن تناقشوا جنيف-1 استناداً إلى أولوياته، والأولوية في جنيف-1 هي وقف العنف والإرهاب لإيجاد المناخ الملائم لإطلاق عملية سياسية”.

ونقلت المستشارة عن الإبراهيمي قوله إن: “جلسة الغد ستتناول الإرهاب”.

واتهمت المعارضة وفد النظام بالتهرب من جنيف 1 سواء في بحث مسألة الحكومة الانتقالية أو إيصال المساعدات وفك الحصار والإفراج عن المعتقلين، وكان وفد النظام رفض بحث تلك المواضيع في الجلسة الصباحية، وحوّل الجلسة لبحث قضية الإرهاب بعد مطالبته بالتنديد بقرار أميركي لتزويد المعارضة بالسلاح نقلته وسائل إعلام.

الجوع والحصار يطبقان الخناق على الآلاف بمخيم اليرموك

دبي – قناة العربية

يعيش نحو 20 ألف شخص ظروفاً مأسوية في مخيم اليرموك في جنوب دمشق، والمحاصر منذ عدة أشهر، وسط اتهامات متبادلة بين قوات النظام والجيش الحر حول من تسبب في الحصار ونتائجه.

يذكر أن المخيم أنشأ في خمسينيات القرن الماضي، وتحول خلال العقود القليلة الماضية إلى منطقة تجارية وسكنية يقيم فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين والسوريين، وبعد اندلاع الثورة السورية تحول المخيم إلى منطقة نزاع عسكري.

وتحاصر قوات النظام مخيم اليرموك الواقع على مسافة 8 كيلومترات من وسط العاصمة دمشق، وتحديداً الجهة الجنوبية، مع عدة مناطق أخرى في ريف دمشق يسيطر عليها الجيش الحر.

من جهته ينكر الجيش الحر تواجد مقاتليه في المخيم، ويتهم قوات النظام بمحاصرة المخيم والتسبب بكارثة إنسانية، ويشارك في حصار المخيم مقاتلو حزب الله، وتحديداً في الجانب الجنوبي من جهة منطقتي يلدا والسيدة زينب.

وتتحدث أرقام وكالة الأمم المتحدة الأونروا أن أكثر من 18 ألف شخص ما زالوا يقيمون في المخيم، ومع مرور سبعة أشهر على الحصار، باتت المواد الغذائية والطبية عملة نادرة في اليرموك، وبحسب ناشطين فإن سعر الكيلوغرام الواحد من الأرز وصل في حال تواجده، إلى نحو 100 دولار أميركي.

قوات النظام تمطر حي القدم الدمشقي بقذائف صاروخية

دبي – قناة العربية

تواصل آلة القتل للنظام السوري حربها ضد المدنيين، حيث أمطرت قوات الأسد حي القدم في دمشق بوابل من القذائف الصاروخية، بحسب ما افادت به الهيئة العامة للثورة، مخلفة ضحايا ودماراً كبيراً في الأبنية، وجاء ذلك تزامناً مع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام دخلت يومها الرابع.

وأفاد ناشطون في حماة بصد الجيش الحر محاولات قوات النظام استرجاع حاجز الناصرية بريف حماة الشمالي مكبدة خسائر كبيره في صفوفه، اما في ريف حلب الشمالي فقد أحكم الجيش الحر السيطرة على جبهة “معارة الأرتيق” بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد ومليشيا حزب الله.

وفي حلب المدينة قالت شبكة “شام” الاخبارية ان قوات النظام تقدمت على اطراف حي بني زيد وتصدى لها الجيش الحر، فيما شن الطيران الحربي غارة جوية على كرم الطحان، حيثُ هرعت فرق الإنقاذ لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض بعضهم من الاطفال وجدوا أحياء.

وتحدث ناشطون في ريف حمص الغربي عن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والجيش الحر في محاولة منها لإعادة السيطرة على بعض المناطق، وجددت قصفها المدفعي على الحولة في ريف حمص مخلفة ضحايا من المدنيين.

بان كي مون: الأسد تخطى مهلة نقل “الكيمياوي” بلا مبرر

دبي – قناة العربية

قدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريراً إلى مجلس الأمن عبر فيه عن القلق والامتعاض من فشل النظام السوري في الالتزام بالموعد النهائي المحدد لنقل وتدمير أسلحته الكيمياوية.

وقال بان كي مون في تقرير قدمه الى مجلس الأمن في 27 من الشهر الحالي “إنه لم يكون ضروريا ان يحدث مثل ذك التأخير والتأجيل لأنه – وحسب تقديرات اللجنة المشتركة – فإن النظام يمتلك المواد والمعدات اللازمة لتنفيذ مختلف العمليات التي تفيد عملية النقل والتخلص من ترسانته الكيمياوية في الوقت الذي كان مخصصا لذلك، وهو نهايةُ شهر ديسمبر الماضي”.

وكانت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية قد أعلنت عن نقل دفعة إضافية، يوم الاثنين الماضي، من العناصر الكيمياوية السورية على متن سفينة إلى المياه الدولية، وذلك بحسب الاتفاق القاضي بتدمير الترسانة السورية.

فيما أعلنت البعثة في 7 يناير الجاري عن نقل الدفعة الأولى من العناصر الكيمياوية على متن سفينة إلى المياه الدولية.

وبحسب الخطة الموضوعة، فإنه من المفترض أن تتم إزالة كامل الترسانة الكيمياوية السورية بحلول 30 يونيو المقبل.

وينبغي للحكومة السورية – حسب المواعيد المتفق عليها – الانتهاء بحلول نهاية مارس المقبل من تسليم ما يُسمى “المواد الكيمياوية ذات الأولوية القصوى”، ومنها نحو 20 طناً من غاز الخردل، واستكمال القضاء التام على برنامج الأسلحة الكيمياوية بحلول نهاية يونيو.

وتقضي الخطة بتجميع العناصر الكيمياوية في مرفأ اللاذقية قبل نقلها إلى إيطاليا ومن هناك إلى متن سفينة أميركية ستقوم بتدمير هذه العناصر وهي في البحر.

اشتباكات بدمشق وتفاقم “مأساة” حمص

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

دارت اشتباكات بين الجيشين الحكومي والحر في دمشق ومدن أخرى الأربعاء، فيما تتفاقم “الأزمة الإنسانية” في مدينة حمص نتيجة الحصار المفروض على الأهالي الذين يعانون انتشار الأمراض ونقص الأدوية والغذاء.

ووقعت اشتباكات في حي القدم جنوب دمشق ، وسط قصف مدفعي شنته القوات الحكومية على الحي. أما في الريف فتعرضت مدينة الزبداني شمالا لقصف من القوات الحكومية، في حين أطلق جنود تابعون للقوات الحكومية النار باتجاه المدنيين في دوما بالريف الشرقي.

كما شنت القوات الحكومية السورية قصفا مدفعيا وصاروخيا، على عدد من القرى في ريف حماة الشمالي، تزامنا مع اشتباكات دارت مع مقاتلي الجيش الحر في عدد من  القرى.

وتعرضت بلدات في ريف المدينة الشرقي لغارات جوية. ووسط مدينة حماه.

إلى ذلك، قال ناشطون إن الوضع الإنساني في معظم مناطق حمص، يتدهور بشكل خطير بسبب الحصار المفروض عليهم من القوات الحكومية.

وأضافوا أن الأمراض تنتشر بين الأهالي خصوصا الأطفال، بسبب النقص الحاد في الأدوية والخدمات الطبية، والبرد الشديد. ووجه أهالي قلعة الحصن والحولة في ريف حمص، نداء استغاثة إلى المنظمات الدولية، للضغط على السلطات السورية لإدخال المساعدات الغذائية والطبية.

من جهة أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن عملية نقل الأسلحة الكيماوية الى خارج سوريا، تأخرت من دون أي داع.

وذكر بان كي مون، في تقرير لمجلس الأمن، أنه لم يتم الوفاء بمهلة الحادي والثلاثين من ديسمبر الماضي، لإزالة المواد الكيماوية الأكثر خطورة.

وأضاف أن الشحنة الأولى التي تم نقلها حتى الآن، تتضمن كمية صغيرة من المواد الكيماوية الأكثر خطورة، مشيراً إلى أنه عبر عن قلقه من هذا الأمر للحكومة السورية ودول أخرى معنية.

جنيف 2.. أبرز محطات الخلاف

أشرف سعد – جنيف- سكاي نيوز عربية

مازالت المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة تراوح مكانها وسط خلافات على قضايا عدة بدءا من الهدف من المفاوضات ومستقبل السلطة إلى القضايا الإنسانية التي لا تنتظر تأجيلا.

وفيمايلي أبرز نقاط الخلاف بين وفد الحكومة ووفد المعارضة:

الغرض من التفاوض

تعتبر الحكومة أن الغرض الأساسي هو مكافحة الإرهاب ووقف العنف وترفض اقتصار المحادثات على نقل السلطة.

وفي المقابل، تعتبر  المعارضة أن نقل السلطة هو أساس تلك المفاوضات انطلاقا من جنيف 1 الذي يؤكد على ضرورة تشكيل هيئة انتقالية تتولى شؤون البلاد. الوثائق المتبادلة

على طاولة المفاوضات ظهر الخلاف بشأن الوثائق التي يريد كل طرف أن يتم تبنيها كنتيجة نهائية للتفاوض.

وقدمت الحكومة في هذا الشأن وثيقتين إحداها حول استقلال سوريا وسيادتها ورفض التدخل الأجنبي والثانية حول إدانة تسليح الولايات المتحدة للحركات المسلحةالمعارضة.

ورفضت المعارضة الوثيقتين لأنهما لم تتضمنا إشارة إلى بيان جنيف 1 أو نقل السلطة.

وبدورها، قدمت المعارضة وثيقة بشأن رؤيتها لمستقبل سوريا خاصة ما يتعلق بالهيئة الانتقالية ونقل السلطة وينتظر أن ترد عليها الحكومة.

ويتبادل الطرفان الاتهامات بالإغراق في تفاصيل جانبية وعدم التركيز على الغرض الأساسي للمؤتمر.

القضايا الإنسانية

وفي الوقت الذي أصبحت فيه الجهود الرامية لتوصيل إمدادات الغذاء والدواء إلى مدينة حمص اختبارا لما إذا كانت محادثات السلام الجارية في سويسرا يمكن أن تحقق نتائج عملية على أرض الواقع، يوجد خلاف بشأن طريقة إغاثة المحاصرين في بعض المدن السورية.

وبينما تقول الحكومة إنها ستسمح بخروج النساء والأطفال المحاصرين في حمص القديمة إذا ما سمحت لهم الجماعات المسلحة، تقول المعارضة إنه يجب أن يبقى هؤلاء في منازلهم على أن يسمح بدخول المساعدات الطبية والغذائية إليهم، خشية أن يتم تهجير السكان من المدينة.

المعارضة تطرح “هيئة دون الأسد” ومتابعون يرصدون إيجابيات تعطل جنيف 2

جنيف، سويسرا (CNN) — قال الائتلاف الوطني المعارض إنه سلم وفد الحكومة السورية خلال مفاوضات “جنيف 2” وثيقة آلية لتشكيل هيئة حكم انتقالية قال إنها ستكون “خالية من الأسد” معتبرا أن إصرار الوفد الرسمي على “وضع شخص فوق الوطن” هو أمر “خال من الوطنية” بينما قال كبير مراسلي CNN، نيك روبرتسون، إن توقف المفاوضات قد لا يكون إشارة سلبية، بل يفتح الباب لنجاح مستقبلي.

وقال ائتلاف المعارضة السورية إنه سلم ممثلي النظام “وثيقة تتضمن النقاط التفصيلية، التي تعكس آليات تشكيل هيئة حكم انتقالية خالية من الأسد، وتقود سوريا لنظام مبنيّ على الديمقراطية والتعددية السياسية.”

وقال الناطق الرسمي باسم الائتلاف، لؤي صافي: “إنه في غاية الغرابة تقديم المصالح الشخصية على حساب دماء السوريين، والمراوغة التي يقوم بها الوفد المفاوض للتهرب من الانتقال بسوريا من الحكم الفردي إلى حكم الشعب لنفسه، يدلّ على عدم جدية النظام في الوصول إلى حلّ سياسي .”

ووصف صافي سلوك الوفد الحكومي بأنه “أشبه بالمفلس السياسي الذي يبحث عن أعذار للتهرب من التزامه بالبنود الأساسية لبيان جنيف1″. وقال: ” على ما يبدو أن نظام الأسد لا يريد محاربة الإرهاب، الذي يعتبر أحد أهم الدعائم التي يرتكز حكمه العسكري عليها، خاصة بعد افتضاح علاقته مع داعش التي أشرف النظام على صناعتها في أقبيته الأمنية، والتي يسعى الجيش السوري الحر من استئصالها من كافة المناطق السورية” مستغربا في الوقت نفسه نفي الوفد لمشاركة حزب الله ومليشيا “أبو الفضل العباس” في القتال رغم اعتراف حزب الله بذلك.

من جانبه، قال كبير مراسلي CNN، نيك روبرتسون، إن توقف مفاوضات جنيف قد يمثل فرصة إيجابية بخلاف ما يراه البعض من أنه مؤشر إلى إمكانية فشل المباحثات.

وشرح روبرتسون بالقول: “إنها فرصة للمعارضة السورية لتقديم صورة جديدة عن نفسها، صورة لجسم سياسي موحد ومعتدل ودبلوماسي ويمكن الاعتماد عليه ومختلف عن مقاتلي تنظيم القاعدة الذين يجوبون الأراضي السورية اليوم.”

وتابع روبرتسون بالقول: “النجاح في هذا الأمر بالنسبة للمعارضة قد يعوض عن فشل المؤتمر برمته، وطول فترة التفاوض سيساعد المعارضة على تقديم صورتها الجديدة واجتذاب السوريين المترددين .”

وأضاف روبرتسون: “في الإطار العام للأجندات المتصارعة في سوريا، فإن فشل المفاوضات – وهو أمر يتوقع البعض حصوله خلال شهر – سيدفع الوسيط الدولي، الأخضر الإبراهيمي، إلى تقديم تقرير لمجلس الأمن.”

الإبراهيمي متفائل وواشنطن تفند بيان دمشق

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– خيم الغموض على مؤتمر “جنيف 2” حول سوريا، خلال الساعات القليلة الماضية، في أعقاب إلغاء الجلسة المسائية الثلاثاء، وسط تبادل اتهامات بين دمشق وواشنطن حول المأساة الإنسانية التي تعيشها مدينة “حمص” المحاصرة.

وبينما أقر المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، بوجود ما أسماها “صعوبات” تعترض المفاوضات الجارية في مدينة “مونترو” السويسرية، فقد أعرب عن “تفاؤله” باستمرار وفدي النظام والمعارضة في حضور المفاوضات، التي من المتوقع أن تستمر حتى الجمعة.

وبينما أعلنت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، كورين مومال فانيان، إلغاء الجلسة التي كانت مقررة بعد ظهر الثلاثاء، اليوم الخامس لمؤتمر “جنيف 2″، قال الإبراهيمي إنه لم يتعرض لأي ضغوط لإلغاء الجلسة، في وقت وصف فيه الجلسة الصباحية بأنها “كانت صعبة.”

وخلال الجلسة الصباحية، تقدم الوفد، الذي يمثل نظام الرئيس بشار الأسد، ببيان أدان فيه ما وصفه بـ”قرار الولايات المتحدة باستئناف تسليح المجموعات الإرهابية في سوريا”، وطالب واشنطن، وبقية الدول الأخرى، التي قال إنها “تزود الإرهابيين بالسلاح”، بالكف فوراً عن ذلك.

وجاء في بيان، حصل عليه مندوب CNN إلى جنيف، نيك روبرتسون، أن “هذا السلوك غير المسؤول” من شأنه “تقويض مؤتمر جنيف 2، وإفشال الجهود المبذولة لضمان نجاحه “، وذكر البيان أن “هذا القرار الاستفزازي الأمريكي، يُفهم منه محاولة مباشرة لإعاقة أي حل سياسي في سوريا.”

وردت الخارجية الأمريكية، على لسان المتحدث باسمها، إدغار فاسكويز، على بيان وفد الحكومة السورية باتهام نظام الأسد بمواصلة إصراره على زيادة المعاناة التي يعيشها آلاف السوريين المحاصرين في حمص، كما وصفت البيان بأنه “لا يساوي ثمن الورق الذي طُبع عليه.”

وأشار المتحدث الأمريكي إلى أن نظام الأسد مازال يمنع وصول المساعدات العاجلة إلى حمص، وأضاف أنه وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، فإن قوافل محملة بالمساعدات والمواد الغذائية، والتي تكفي لإطعام نحو 2500 شخص لمدة شهر، لم يتم السماح لها بالوصول إلى حمص.

واضاف فاسكويز قائلاً: “دعونا نكون أكثر وضوحاً.. السبب الوحيد لمنع وصول هذه المساعدات، هو أن النظام يرفض عبور قوافل الإغاثة ، وأي ادعاءات أخرى، مثل تواجد القناصة والمسلحين في المدينة، هي مجرد أكاذيب”، مشيراً إلى أن “قوات المعارضة قدمت عدة تعهدات، شفهية ومكتوبة، بتأمين قوافل المساعدات.”

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن “التصريحات الصادرة عن نظام دمشق، تعكس مدى عدم اللامبالاة تجاه أرواح المدنيين الأبرياء.”

أما عن اتهام سوريا بـ”عدم جدية” الولايات المتحدة في التوصل إلى حل للأزمة السورية، فقد أكد المتحدث نفسه: “الولايات المتحدة أكدت مراراً أن جنيف 2 يهدف في الأساس إلى التطبيق الكامل لما صدر عن وثيقة جنيف، بما في ذلك تشكيل حكومة انتقالية.”

وأضاف بقوله: “على عكس النظام، الذي يلقي بالبراميل المتفجرة على أبناء شعبه، والذي يرفض وصول المساعدات الغذائية الذين يعيشون ظروفاً مأساوية، فإن الولايات المتحدة تريد المساعدة في إنهاء معاناة الشعب السوري، وهذا هو سبب وجودنا هنا، لنبذل أقصى جهدنا لضمان تحقيق تقدم في مسار المفاوضات.”

وعن اتهام نظام دمشق للولايات المتحدة بتقديم أسلحة لمت تسميهم بـ”الإرهابيين”، فقد وصفها المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بأنها “مثيرة للسخرية”، وتابع بقوله: “نظام الأسد هو من يستعين بالإرهابيين.. أساليب القمع الوحشية التي يلجأ إليها النظام، هي مصدر العنف والتطرف في سوريا اليوم.”

وتابع فاسكويز بقوله: “نحن نساعد معارضين معتدلين، سواء من السياسيين أو المسلحين، الذين يقاتلون من أجل حرية وكرامة كل الشعب السوري”، واصفاً “إعلان المبادئ”، الذي قدمه الوفد الحكومي الاثنين، والذي رفضه وفد المعارضة، بأنه “لا يساوي ثمن الورق الذي كُتب عليه.”

وشدد على أن “الوثيقة الوحيدة التي يركز عليها العالم، والتي هي محل اهتمامنا هنا، هي وثيقة إعلان جنيف.. هي نقطة انطلاق المفاوضات، وهي الوثيقة التي يجب أن تتم مناقشتها من قبل جميع الأطراف، والتي يرفض النظام الإشارة إليها بشكل مباشر.”

سورية: مسيحيو وآشوريو الجزيرة يشكّلون ميليشيات للدفاع عن مناطقهم

روما (29 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن هيئات مجتمعية آشورية مسيحية في منطقة الجزيرة السورية باشرت تشكيل ميليشيات مهمتها الأساسية الدفاع عن الأحياء والمناطق المسيحية في حال تعرضها لأي اعتداء ومن أية جهة، وذلك في إطار تحصين المجتمع الآشوري والمسيحي في منطقة.

وافادت مصادر مسيحية في القامشلي شمال شرق سورية بأنه وعلى غرار تشكيل القوى والتيارات والقوميات السورية الأخرى ميليشيا خاصة بها، وفي إطار تحصين المجتمع الآشوري والمسيحي في منطقة الجزيرة السورية، باشرت هيئات مجتمعية آشورية مسيحية بتشكيل مجموعات شبابية مسلحة تحت اسم (suotoro)، وهي تعني بالسريانية ـ الحماية، وتضم من مختلف الطوائف المسيحية في منطقة الجزيرة، مهمتها الأساسية الدفاع عن الأحياء والمناطق المسيحية في حال تعرضها لأي اعتداء”.

وفي إطار الاستعداد “لما هو أسوأ”، ومواجهة التحديات والاستحقاقات التي تفرضها الأزمة الراهنة”، تلاقت ثلاث فصائل وتنظيمات آشورية مسيحية سورية هي (تجمع شباب سوريا الأم، التجمع المدني المسيحي، الحزب الآشوري الديمقراطي) في مدينة القامشلي ووضعت “وثيقة عمل مشترك” تنطلق من “ثوابت وطنية” أجمعت عليها هذه الفصائل تتضمن “الإيمان المطلق بوحدة سورية أرضاً وشعباً، ورفض كل أشكال التدخل الخارجي، والإيمان بضرورة التغيير السلمي الديمقراطي، ونبذ العنف والتطرف بكل أشكاله، ثم اعتماد الحوار أساساً لحل جميع القضايا”.

ودعت هذه الفصائل إلى “صمود وبقاء الآشوريين والمسيحيين في الوطن الأم إلى جانب بقية مكونات الشعب والعمل مع مختلف القوى الوطنية والديمقراطية في الداخل لأجل الخلاص من الاستبداد والدكتاتورية وعودة الأمن والسلام إلى سورية وتحقيق أهداف الثورة” السورية

واستكمالاً لهذه الخطوة وتعزيزاً لها، شكل حزب الاتحاد السرياني ما يسميه بـ “المجلس العسكري السرياني MFS”، وقد أوضح الحزب أن الهدف من المجلس “التصدي للكتائب التكفيرية المتشددة ومنها داعش وجبهة النصرة وغيرها التي تريد الدخول لمدن وقرى منطقة الجزيرة”، واعتبر الحزب هذه المجموعات “من أكبر التهديدات التي تطال المنطقة بكل شعوبها من سريان وكرد وعرب وغيرهم”

وحول تحرك آشوري ومسيحي في محافظة الحسكة، قال المعارض والباحث في شؤون الأقليات سليمان يوسف، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن تحرك الآشوريين والمسيحيين في منطقة الجزيرة السورية، وتشكيلها لحركات مسيحية ولمجموعات مسلحة خاصة بها، يعود بشكل أساسي إلى استمرار النزاع المسلح في البلاد ولشعورهم بأن مؤتمر جنيف2 لن ينتج أي حل سياسي ينقذ البلاد من حرب بدأت تعيد ترتيب الشارع السوري وفق القوة العددية لكل مكون وطائفة ومذهب”. ورأى أن من شأن ذلك “الافراز على الأرض خرائط ديمغرافية/سياسية، هي مشروع دويلات وكانتونات طائفية عرقية مذهبية”.

واعتبر يوسف أن “التحرك الآشوري والمسيحي يرتبط بتطورات سياسية دراماتيكية وأحداث أمنية مقلقة شهدتها محافظة الحسكة، كإعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الكرديك الإدارة الذاتية لمنطقة الجزيرة، انتقال المعارك بين مسلحي المعارضة وجيش النظام إلى ريف الحسكة والقامشلي، ووقوع سلسلة تفجيرات إرهابية في القامشلي وفي بلدات أخرى من محافظة الحسكة”

وتابع “لأول مرة منذ نشأة الدولة السورية الحديثة واستقلالها، يشعر مسيحيو سورية بأن وجودهم بات في خطر ومهدد، هذه الهواجس المسيحية تفسر الهجرة المسيحية الكثيفة وتركهم لوطنهم الأم سورية، فهم (المسيحيون) واقعون بين نار نظام دكتاتوري مستبد يزعم بأنه يحمي المسيحيين والأقليات، ونار مجموعات إسلامية متطرفة جهادية تسعى لإقامة حكم إسلامي”

وأشار في هذا الصدد إلى أن “النظام يعتقل النشطاء والمعارضين له، أمثال مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآشورية كبرئيل موشي ومسؤول حزب الاتحاد السرياني سعيد ملكي، وثمة معلومات عن وفاة سعيد تحت التعذيب في سجون النظام، أما المجموعات الإسلامية المتطرفة فتقوم بخطف رجال الدين وتحرق الكنائس، (خطف مطارنة حلب وراهبات معلولا وحرق كنائس في الرقة ورأس العين)، وهذه الأوضاع المأساوية التي ألقت بظلالها الثقيلة على جميع السوريين، لم تثن القوى الحية في المجتمع الآشوري والمسيحي عن العمل من أجل التخفيف من وطأة هذه الأوضاع على الآشوريين والمسيحيين ومن أجل مستقبل أفضل لكل السوريين”، على حد تعبيره

إيطاليا وتركيا تناشدان بـ”حل سياسي” لـ”مأساة سورية ذات الابعاد العالمية

روما (29 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت كل من إيطاليا وتركيا أنهما تتشاطران “ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية” باعتبارها “الماساة الحقيقية ذات الابعاد العالمية” في الوقت الراهن

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك لرئيس الدولة الايطالية جورجيو نابوليتانو مع نظيره التركي عبد الله غل في أعقاب لقاء جمعهما في قصر الرئاسة، كويرينالي، في العاصمة روما

وقال نابوليتانو إن “سورية تشهد صراعا مؤلما”، مشيرا إلى أن روما وأنقرة “تعملان في إطار مؤتمر جنيف2 لوضع حد للصراع المسلح والتوصل بأسرع وقت ممكن إلى حل سياسي يتضمن هيئة حكم انتقالية” في سورية

متحدث أوروبي: التطورات الأخيرة يجب آلا تؤثر على قرار المعارضة السورية

بروكسل (20 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

لا زال الاتحاد الأوروبي يأمل في مشاركة الائتلاف السوري المعارض في مؤتمر جنيف2 للسلام في سورية المقرر في الثاني والعشرين من الشهر الجاري

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، حيث رأى أنه “يجب على المعارضة أن تشارك في المؤتمر بغض النظر عن التطورات الأخيرة”

وكان المتحدث مايكل مان يعلق في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء اليوم، على قرار الائتلاف السوري المعارض تعليق مشاركته بسبب دعوة إيران للمشاركة في المؤتمر

وشدد مان على ضرورة أن تعلن الأطراف المشاركة في جنيف2 “صراحة وعلانية إلتزامها بما جاء في إعلان جنيف” الأول، الذي عقد في نهاية حزيران/يونيو من عام 2012

وكانت آشتون قد صرحت في وقت سابق من اليوم الاثنين بأن دعوة أي طرف للمشاركة في المؤتمر أمر يعود إلى الأمم المتحدة، مشددة على دعم الاتحاد لهذا المؤتمر

كما دعت المسؤولة الأوروبية الجميع لحشد الجهد من أجل تأمين نجاحه بوصفه بداية لعملية سياسية لحل الصراع في سورية، على حد وصفها

المعارضة السورية: وفدا الحكومة والمعارضة اتفقا على أساس محادثات السلام

جنيف (رويترز) – قال المتحدث باسم المعارضة السورية لؤي الصافي يوم الاربعاء إن وفدي الحكومة والمعارضة في محادثات السلام في جنيف اتفقا على استخدام “بيان جنيف” أساسا لمحادثات السلام.

وبيان جنيف هو الوثيقة التي اتفقت عليها القوى العالمية في يونيو حزيران 2012.

وقال الصافي إن النظام قبل مسألة إنشاء كيان حكم انتقالي لكنه يريد إدراجها في ذيل قائمة الموضوعات محل النقاش بينما تريد المعارضة مناقشة الأمر في البداية لبحث حجم هذا الكيان ومسؤولياته.

ولم يصدر تأكيد على الفور من الحكومة او الامم المتحدة.

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

التلفزيون السوري: وفد الحكومة السورية مستعد لبحث جنيف1 فقرة بفقرة

بيروت (رويترز) – قال التلفزيون السوري يوم الاربعاء ان وفد الحكومة السورية أعلن استعداده الكامل لمناقشة بيان جنيف 1 “فقرة بفقرة” في محادثات السلام في جنيف.

ويدعو هذا البيان لتشكيل حكومة انتقالية.

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

بريطانيا تقرر استضافة عدد من اللاجئين السوريين

الخطوة البريطانية منفصلة عن برنامج دولي لاستضافة عدد من اللاجئين السوريين في دول أوروبية.

قال نائب رئيس الحكومة البريطانية نك كليغ إن المملكة المتحدة قررت استضافة عدد من اللاجئين السوريين “المهددين” بشكل مؤقت.

وقال كليغ إن النسوة والفتيات من ضحايا الاغتصاب والعنف الجنسي او المهددات به وضحايا التعذيب والمسنين والمعاقين سيمنحون أولوية.

واضاف ان هذا القرار يثبت ان الحكومة البريطانية مصممة على اعلاء “سجلها الطويل والذي يدعو للفخر بتوفير الملجأ الآمن للذين يستحقونه.”

وتتوقع الحكومة البريطانية ان يبلغ عدد اللاجئين السوريين الذين ستستضيفهم بريطانيا المئات، ولكنها لم تحدد عددا بعينه.

وبرنامج التوطين البريطاني منفصل تماما عن البرنامج الذي تديره مفوضية الامم المتحدة للاجئين والذي استضافت بموجبه المانيا اكثر من عشرة آلاف لاجئ.

وكانت الحكومة البريطانية قد تعرضت لانتقادات شديدة من نواب مختلف الاحزاب لرفضها المشاركة في البرنامج الذي تديره الامم المتحدة.

وكان حزب العمال المعارض ينوي اثارة الموضوع في مجلس العموم يوم غد الاربعاء، ولكن تصريح كليغ استبق ذلك وربما انقذ الحكومة من هزيمة في المجلس عندما يطرح الموضوع للتصويت.

وقال كليغ “إن الحكومة الائتلافية تريد ان تؤدي دورها في رفع المعاناة الرهيبة في سوريا. لقد تبرعت بريطانيا بـ 600 مليون جنيه استرليني لجهود الاغاثة في سوريا مما يجعلها ثاني اكبر المتبرعين في العالم.”

واضاف “ولكن بما ان الحرب ما زالت تجبر السوريين على النزوح من مساكنهم، يجب علينا عمل ما بوسعنا لمساعدتهم.”

وأكد كليغ ان الحكومة لن تسمح للاجئين بالاقامة في بريطانيا بشكل دائم.

BBC © 2014

غليون لـRT: تدخل روسيا الجدي سيساهم في تقدم المفاوضات بجنيف

غليون لـRT: تدخل روسيا الجدي سيساهم في تقدم المفاوضات بجنيف غليون لـRT: تدخل روسيا الجدي سيساهم في تقدم المفاوضات بجنيف

قال عضو الائتلاف السوري المعارض برهان غليون ان التدخل الروسي الجدي وتطبيق ما أقره مجلس الأمن في هذا الخصوص سيؤديان الى تحقيق تقدم في مفاوضات “جنيف 2”.

وأضاف غليون في حديث خاص لـRT انه “من الواضح منذ بداية المفاوضات ان الوفد السوري(الحكومي) موكل بتضييع الوقت فقط ولا يملك ارادة ولا صلاحيات للمفاوضة في قرار مجلس الامن رقم 2118”.

وأكد انه “اذا لم تتدخل موسكو بشكل جدي، وهي التي تملك مصلحة وصادقة في ايجاد مخرج للازمة السورية، لن يكون هناك تقدم في المفاوضات”.

وقال غليون: “سنساعد الابراهيمي على استمرار المفاوضات في جولة اخرى لنعطي اكبر فرصة لامتحان الطرف الآخر (وفد الحكومة السورية) ونياته”، معتبرا انه “لاجراء مفاوضات جدية في الجولة القادمة يجب ان يعترف النظام ويقبل بوجود انتقال سياسي الى نظام جديد، ويفهم انه انتهى وان السوريين يستحقون العيش في حقبة جديدة”.

كما ربط غليون قضية القضاء على المجموعات الإرهابية في سورية بإنهاء الازمة السياسية التي تعيشها البلاد قائلا ان “الذي ادخل الارهاب هو الازمة السياسية التي خلقها النظام برفضه اي تداول سياسي ورفضه حقوق الشعب ومطالبه”.

وتابع انه “عندما نصل الى تفاهم وطني ونشكل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات يوافق عليها الجميع سيصبح من السهل جدا تحرير سورية من كل المخاطر والارهاب والجوع والصراع الطائفي”.

وفي ما يتعلق بدور ايران، أكد برهان غليون “نحن لسنا ضد ايران وانما هي ضدنا (…) ونحن مع مشاركة اي طرف يساهم في حل الازمة السورية”.

سيرغي لافروف : المهمة الأساسية لمؤتمر جنيف – 2 وقف العنف، لا رحيل الأسد

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني على أن الغاية الأساسية من عقد المؤتمر الدولي جنيف – 2 هي ايقاف العنف وليست مناقشة مسألة رحيل الأسد.

وقال لافروف في حديث للصحفيين عقب اختتام قمة “روسيا – الاتحاد الأوروبي”، ان “روسيا لا تدعم أشخاصا معينين في سورية، ونحن لا نعتبر أصدقاء للرئيس الأسد أو عائلته، ولكننا مهتمون بالبلد الذي يعد مهد المسيحية في منطقة الشرق الأوسط  الواقع الآن في قبضة الإرهابيين والمتشددين والذين لا يؤمنون بأي دين، أولئك الذين يسرقون ويحرقون الأديرة والمساجد ويقتلون الشيوخ والنساء والأطفال ولا يمتون إلى الإنسانية بشئ”.

وأضاف لافروف :” نحن نعلن انه لا يجوز التركيز على المطالب المبسطة، فمن السهل القول أن على الأسد الرحيل وسيستقر بذلك الوضع، ولكن نذكر ما حصل في يوغسلافيا، حيث طالب الجميع برحيل ميلوشيفيتش، كما شاهدنا ما حصل في العراق والطريقة المماثلة ازاء صدام حسين، وكانت هناك ليبيا والقذافي، لقد رأينا إلى ماذا قادت كل هذه الأمور”.

وحذر الوزير الروسي :” اليوم نواجه اصرارا على فكرة مماثلة لتغيير النطام في سورية لأن أحد ما يكره الأسد شخصيا، ولكن هذا ليس تصرفا لأشخاص بالغين”.

وذكـّر لافروف أن “المهمة الأساسية لمؤتمر جنيف – 2  هي إيقاف العنف وحل المسائل الانسانية وكذلك التوصل الى اجماع بين الحكومة والمعارضة حول كيفية قيامهما بحكم سورية الحرة الديمقراطية المتسامحة والخالية من الارهاب والتطرف” .

وقال لافروف :” يجب على الطرفين الإتفاق على المبادئ الأساسية لإصلاح الدولة”.

واعتبر الوزير الروسي الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام ، التي تتحدث عن أن “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو ما بات يعرف بتنظيم “داعش”، هو تنظيم شكلته الحكومة السورية وتقوم بتمويله واستخدامه في تهديد أوروبا، اعتبرها بانها لا تمت للواقع بصلة وأنها عارية عن الصحة.

وقال الوزير :” من يتحكم بالمعارضة السورية، وبالخصوص أولئك الذين يتحكمون بالدعاية لهم، يتحملون مسؤولية ذلك”.

وأوضح لافروف أن تنظيم “داعش” يضع نصب عينيه هدفا، يكمن ليس فقط في الاستيلاء على الحكم بسورية، وأنما قيام خلافة إسلامية في المنطقة.

المصدر: RT + إيتار- تاس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى