أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 17 شباط 2016

بوادر «حرب عالمية مصغرة» في حلب… وروسيا تدعم «كردستان سورية»

لندن – إبراهيم حميدي

تكثف الصراع الدولي – الإقليمي على سورية في بلدة صغيرة. بعدما كان يتجول في مجمل الجغرافيا ويقترب من العاصمة السياسية لسورية، اتجهت بوصلة الصراع قبل أسابيع الى حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد. أما، الآن، فإن اتجاهات رياح الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، ستهب من بلدة اعزاز التي تشكل نقطة التقاء طرفي المناطق الكردية وخط إمداد للمعارضة.

ويبدو من استنفار اللاعبين الدوليين والإقليميين، أن مصير اعزاز يشكل محطة رئيسية في مصير حلب ومن ثم رسم مستقبل الشرق الأوسط. ومن يفوز بهذه البلدة الصغيرة، سيعزز موقعه في رسم النظام الإقليمي الجديد. الخريطة التي رسمها البريطانيون والفرنسيون في اتفاق سايكس – بيكو، يختبر الأميركيون والروس بعد مئة سنة جدواها وحدود دولها.

في حلب وجوارها، تدور «حرب عالمية مصغرة» وفق صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية. اللافت، ان الحرب تصاعدت بعد إعلان «المجموعة الدولية لدعم سورية» في ميونيخ الخميس الماضي، اتفاقها على «وقف العمليات العدائية» خلال أسبوع تمهيداً لـ «وقف النار». مذّاك، القاذفات الروسية تقصف من السماء وسيتعزز تأثيرها بقدوم قطع بحرية إضافية. ميليشيات ايرانية باتت لها اليد الطولى الى جانب القوات النظامية في القتال على الأرض.

فصائل في «الجيش الحر» مدعومة من «غرفة العمليات العسكرية» التي تضم ممثلين لأجهزة استخبارات عربية وغربية بقيادة اميركا، تخوض حرب بقاء في ريف حلب الشمالي وتسلم صواريخ أرض – أرض جديدة. قاعدة انجرليك جنوب تركيا، تستضيف طائرات من دول اقليمية حليفة لتركيا والمعارضة السورية. وأبدت انقرة استعدادها لـ «قوات برية» ضد «داعش» بتنسيق مع الحلفاء بقيادة أميركا. المدفعية التركية تقصف مناطق سيطرة الأكراد في ريف حلب. «داعش» الذي يضم رؤوساً متعددة، يهيمن على الريف الشرقي للمدينة وصولاً الى الرقة معقله قرب العراق. فصائل المعارضة في ريف حلب، باتت محصورة بين ثلاث جبهات: «داعش» شرقاً، قوات النظام وحلفاؤها جنوباً، «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم مقاتلين عرباً وأكراداً غرباً. السماء، ملك للطيران السوري والروسي.

أما مدينة حلب، فإنها منقسمة منذ العام ٢٠١٢ الى قسم شرقي تحت سيطرة فصائل معارضة بما فيها «جبهة النصرة» التي تسيطر على محطتي المياه والكهرباء. وهناك اتفاق أجري برعاية «الهلال الأحمر السوري» لتبادل الخدمات مع مناطق تسيطر عليها القوات النظامية غرب مدينة حلب. ومنذ بداية الشهر الجاري، جددت القوات النظامية وحلفاؤها بدعم روسي، بعد فشل محاولة سابقة قبل أكثر من سنة، الهجوم واستعادت قرى وبلدات عدة من الفصائل الاسلامية والمقاتلة في الريف الشمالي وفي الريف الجنوبي للمدينة، وقطعت طريق إمداد رئيسياً يربط مدينة حلب بريفها الشمالي باتجاه تركيا وبالتالي ضيقت الخناق على مقاتلي المعارضة في المدينة.

مقاتلو «وحدات حماية الشعب الكردي» التابعون لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي» بزعامة صالح مسلم، الذي تعتبره انقرة حليفاً لـ «العمال الكردستاني»، شكلوا حلفاً مع «جيش الثوار» من «الجيش الحر» في تشرين الاول (اكتوبر) في «قوات سورية الديموقراطية». وورثت هذه القوات الموازنة التي وضعها الكونغرس الاميركي لـ «برنامج تدريب وتسليح» المعارضة السورية في الحرب ضد «داعش»، بعدما أوقف البيت الأبيض هذا البرنامج في خريف العام الماضي. وباتت هي الشريك الرئيسي لمقاتلات التحالف الدولي بقيادة أميركا في الحرب ضد «داعش» شرق نهر الفرات، بل ان المبعوث الأميركي للتحالف بريت ماغورك زار المناطق الكردية.

أما غرب نهر الفرات، فإن «قوات سورية» تتحالف مع روسيا ووفرت قاذفاتها غطاء لتقدمها وزادت طموحاتها مع زيادة الدعم الروسي – الأميركي. وبعد تقدم قوات النظام في ريف حلب، عززت موقفها لقطع خطوط الإمداد مع تركيا و «خنق» حلب، أخذت «قوات سورية» المبادرة وتقدمت في مناطق كانت حكراً على المعارضة وسيطرت على مطار منغ العسكري الذي كان في قبضة المعارضة منذ آب (اغسطس) 2012، وقرى أخرى إضافة الى السيطرة على كامل مدينة تل رفعت التي كانت تحت سيطرة المعارضة منذ 2012 وتبعد 20 كيلومتراً عن تركيا. كما سيطرت أمس على قرية الشيخ عيسى الواقعة غرب مدينة مارع معقل «الجبهة الشامية» وريثة «لواء التوحيد» واقتربت من المواجهة مع «داعش»، حيث جرت مفاوضات لـ «تسليم» المدينة من دون قتال، بعد وصول «قوات سورية» الى أبواب اعزاز تحت غطاء الطيران الروسي وسط اتهامات موسكو انقرة بأنها «تدعم الارهابيين من بوابة اعزاز».

وتأتي أهمية اعزاز من أمرين: أولاً، انها خط الإمداد الرئيسي من تركيا الى فصائل المعارضة ومناطقها في ريف حلب والمدينة، بما في ذلك من معبر باب السلامة الذي تسيطر عليه «حركة أحرار الشام الاسلامية» والسيطرة عليها تعني المرحلة الأخيرة في حصار حلب. ثانياً، ان اعزاز نقطة التقاطع بين ضفتي نهر الفرات الشرقية والغربية، بل الأهم ان نقطة الجمع بين اقليمي الإدارة الذاتية الكردية في الجزيرة وعين العرب (كوباني) شرقاً وإقليم عفرين في ريف حلب غرباً.

السيطرة الكردية على اعزاز (لتي اطلق عليها نشطاء اكراد امس اسم «ارفاد»)، تضع حجر الأساس الرئيسي في قيام كردستان سورية التي تمتد على طول الحدود التركية. عدم السيطرة عليها، يترك المشروع الكردي في إطار كونه إدارات ذاتية ضمن «سورية الجديدة» القائمة على اللامركزية والإدارات المحلية.

الحكومة التركية، التي سبق ان أعلنت سقوط حمص أو حمص «خطاً أحمر»، وضعت سيطرة المقاتلين الأكراد على اعزاز في سياق «الأمن القومي» واعتبرته «خطاً أحمر»، لن تسمح بعبوره. السبب، ان حكومة «حزب العدالة والتنمية» تعتقد بأن سقوط هذه البلدة يعني قيام «كردستان سورية» الى جانب «كردستان العراق»، ما يفتح الباب أمام قيام «كردستان تركيا» جنوب البلاد وإلهام طموحات «حزب العمال الكردستاني» الذي تعتبره «تنظيماً إرهابياً».

وكانت الحكومة التركية، سعت لدى واشنطن لإقامة منطقة آمنة بين جرابلس وأعزاز تمتد على الحدود السورية – التركية بطول حوالى مئة كيلومتر وفي عمق 45 كيلومتراً، لتوفير ملاذات آمنة للاجئين وطرد «داعش» من هذه المنطقة. لكن إدارة الرئيس باراك اوباما رفضت ذلك. وبعد التدخل الروسي في ايلول (سبتمبر) ونشر روسيا منظومة الصواريخ «اس – 400» بعد إسقاط تركيا قاذفة روسية في تشرين الثاني (نوفمبر)، ازدادت صعوبة إقامة منطقة حظر طيران او منطقة آمنة. لذلك، لجأ الجيش التركي الى المدفعية التي يبلغ مدى قذائفها حوالى 60 كيلومتراً وشن قصفاً مكثفاً على مواقع الأكراد. وطالبت انقرة «وحدات الحماية» بالانسحاب من مطار منغ، الأمر الذي رفضه رئيس «الاتحاد الديموقراطي». وقال ان قواته «حررت المطار من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة».

أما بالنسبة الى حصار حلب، التي اندلعت امس مواجهات بين فصائل معارضة ومقاتلين اكراد في احيائها، حذر خبراء في «معهد دراسات الحرب» و»معهد ستراتفور» المختص بدراسات الأمن، من ان تخلي اميركا عن فصائل «الجيش الحر» سيشكل نقطة تحول في الصراع على سورية، اذ انه سيؤدي الى ثلاثة منعكسات: الأول، وقوع حوالى 300 الف تحت الحصار في مناطق المعارضة وتكرار النظام وحلفائه سياسة «الجوع أو الركوع» التي تؤدي الى فرض تسويات محلية بعد حصار مطبق يشمل حالياً اكثر من 18 منطقة يعيش فيها حوالى مليون شخص، وفق تقديرات منظمات دولية، علماً ان القوات النظامية وحلفاءها نجحوا في فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي. وهناك تخوف لدى المعارضة وحلفائها من تكرار سياسة «الجوع أو الركوع» في حلب التي طبقت في حمص و «نجحت» بإخراج مقاتلي المعارضة في ايار (مايو) 2014.

الثاني، هروب أهالي حلب الى الحدود التركية وسط تقديرات بنزوح 150 ألفاً يضافون الى اكثر من 70 ألفاً نزحوا من الريف، ما سيشكل ضغطاً إضافياً على تركيا التي تستضيف اكثر من مليوني سوري. وقال «معهد دراسات الحرب» ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم ملف اللاجئين للضغط على اوروبا وتحديداً على ألمانيا، الأمر الذي فسر دعم المستشارة الألمانية انغيلا مركل الموقف التركي وإقامة نوع من المناطق الآمنة لتخفيف عبء اللاجئين الى ألمانيا. وأفاد «معهد ستراتفور» بأن بوتين يستخدم هذا «ورقة تفاوضية» مع الاميركيين والدول الاوروبية وسط دعوة بولونيا ودول من اوروبا الشرقية السابقة، الى تعزيز وجود «حلف شمال الاطلسي» (ناتو) في أراضيها لمواجهة الأخطار الروسية. وحذر معهد «بروكينغ» الاميركي أمس من «عجز» واشنطن، لكنه دعا الى استخدام ملف العقوبات على روسيا بالملف السوري وإنقاذ حلب من مصير سربنيشتا (التي دمرت في منتصف التسعينات) وليس بملف اوكرانيا. ودعت موسكو واشنطن الى ضرورة «التنسيق بين جيشيهما» في سورية، كي يتجاوز الامر موضوع مجموعة العمل لـ «وقف العمليات العدائية».

الثالث، قال «معهد دراسات الحرب» ان تخلي واشنطن عن الفصائل المعتدلة، سيؤدي الى تقوية التطرف ودور «جبهة النصرة» وفصائل أخرى مثل «أحرار الشام» لأن الكثير من مقاتلي «الجيش الحر» سيلتحقون بالفصائل الاسلامية لـ «صد روسيا بعد الخيبة من اميركا»، ما يعزز المعادلة التي يسعى اليها بوتين بوصول الصراع الى الخيار بين النظام السوري والمتطرفين. وكان الوزير سيرغي لافروف تعهد بعد التوصل الى بيان ميونيخ حول «وقف العمليات العدائية» باستمرار الغارات على حلب وريفها لأنها تستهدف «جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الاسلام وترمي الى استعادة هذه المناطق من إرهابيين ومقاتلين غير شرعيين».

 

تركيا تخفض توقعات «الهجوم البري»

لندن، موسكو، نيويورك، أنقرة، بروكسيل، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

واصلت «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم مقاتلين عرباً وأكراداً التقدم في ريف حلب واقتربت أمس من المواجهة المباشرة مع تنظيم «داعش» بعد سيطرتها على معقل آخر للمعارضة قرب حدود تركيا التي خفضت أمس توقعات إمكان شن هجوم بري في سورية عبر ربطها بالتنسيق مع الحلفاء. وحذّرت منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تضم روسيا ودولاً حليفة، من مخاطر انزلاق الوضع إلى «صدام عسكري مباشر بين دول المنطقة»، مبدية الاستعداد لضم سورية إليها. وقال الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا إن اليوم سيشكل اختباراً لوفاء الحكومة السورية بالتزاماتها من خلال إدخال إغاثة إنسانية إلى مناطق محاصرة.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن مفاوضات جرت بين «قوات سورية الديموقراطية» ووجهاء مدينة مارع لدخول المدينة من دون قتال، بعد سيطرة التحالف الكردي- العربي على بلدة الشيخ عيسى المجاورة لمارع والتي كانت المعارضة سيطرت عليها في العام ٢٠١٢ ويحاصرها «داعش» من الشرق.

ولم يبق أمام الفصائل الإسلامية والمقاتلة في مارع سوى طريق واحد من الجهة الشمالية الشرقية يصل إلى مدينة أعزاز الأقرب إلى الحدود التركية، أهم معاقل الفصائل المتبقية في ريف حلب الشمالي. وحذّرت أنقرة مراراً الأكراد من دخول هذه المدينة تخوفاً من ربط الأقاليم الكردية في شرق سورية وشمالها. وقال مسؤول تركي أمس: «نريد عملية برية مع حلفائنا الدوليين. ومن دون عملية على الأرض، من المستحيل وقف المعارك في سورية». لكن وزير خارجية تركيا مولود تشاوس أوغلو قال لـ «رويترز» أمس: «ليس من الواقعي» لتركيا والسعودية وقطر أن تنفّذ بمفردها عملية برية في سورية، مؤكداً أنه لم يُتخذ بعد قرار في شأن عملية في سورية ولم تتم مناقشة استراتيجية بهذا الخصوص بشكل جاد مع الحلفاء.

وفي موسكو، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «بعض شركائنا ناشدنا حرفياً عدم المساس بممر هو أقصر قليلاً من مئة كيلومتر على الحدود السورية- التركية حول أعزاز». وزادت: «من الواضح أن هذا يهدف إلى ضمان استمرار وصول إمدادات يومية لتنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية من السلاح والذخيرة والغذاء من تركيا عبر هذه المنطقة وأيضاً السماح لها بأن تكون ممراً للإرهابيين».

وقال نيكولاي بورديوجا الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تتزعمها روسيا، إن «انتشار الصراع الدائر في سورية بدرجة أكبر في مناطق قريبة من نطاق مسؤولية منظمة معاهدة الأمن الجماعي يشكّل خطراً على أمن أعضائها». والمنظمة التي تأسست في 2002 تضم كلاً من روسيا وأرمينيا وروسيا البيضاء وكازخستان وقرغيزستان وطاجيكستان، وكانت أعلنت قبل يومين استعدادها لدرس ضم سورية إليها إذا قدمت دمشق طلباً رسمياً بذلك.

وحذّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الثلثاء من أن نشر قوات برية في سورية سينتهك «القانون الدولي». وأضاف: «ليس لإيران قوات على الأرض في سورية. لدينا مستشارون عسكريون في سورية كما في مناطق أخرى بدعوة من الحكومة».

في دمشق، أعلن دي ميستورا أن الأمم المتحدة سترسل اليوم مساعدات إنسانية إلى مناطق محاصرة في البلاد. وقال إثر لقاء ثان جمعه بوزير الخارجية وليد المعلم: «ناقشنا مسألة ذات أولوية بالنسبة إلينا في هذه اللحظة، وهي قضية وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة (…) من جانب أي من الأطراف». وتابع: «كما تعلمون جيداً يتم الوصول إلى هذه المناطق من خلال القوافل التي ينظمها فريق الأمم المتحدة بشكل منتظم، بالتعاون مع منسق الشؤون الإنسانية» في سورية، مضيفاً: «من واجب الحكومة السورية أن توصل المساعدات الإنسانية الى كل السوريين أينما كانوا، والسماح للأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية، وخصوصاً الآن، بعد مرور وقت طويل» على عدم تلقي هذه المناطق المساعدات التي تحتاجها. وأضاف: «غداً (اليوم) نختبر ذلك، وسوف نكون قادرين على التحدث أكثر حول هذا الموضوع».

ونقلت «رويترز» أمس عن متحدثة باسم الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة قولها «إن الحكومة السورية وافقت على السماح بالمرور إلى 7 مناطق محاصرة بينها دير الزور ومضايا ومعضمية الشام في ريف دمشق».

وفي نيويورك (الحياة)، برز تقارب عراقي – مصري ضد تركيا في الأمم المتحدة أمس في موازاة انتقادات لاذعة وجهتها موسكو ضد أنقرة في مجلس الأمن غداة شكوى وجهتها الحكومة السورية الى الأمم المتحدة طالبت فيها مجلس الأمن بالتحرك لوقف «التوغل التركي في الأراضي السورية».

ونقل ديبلوماسيون شاركوا في جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن أن نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف وجه انتقادات عنيفة ضد تركيا، وكان ملفتاً أن مصر، العضو العربي في مجلس الأمن، شاركت في «انتقاد التدخل التركي في الشؤون الداخلية في العراق وسورية».

وعقد المجلس جلسة المشاورات أمس بطلب من روسيا للبحث في «العمليات العسكرية التركية في سورية» حيث قدّم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فلتمان إحاطة الى المجلس حول المعلومات التي وصلت الى الأمم المتحدة في هذا الشأن.

وذكرت مصادر من داخل مجلس الأمن أن سافرونكوف «تحدث بغضب عن القصف التركي على الأراضي السورية، وعلى مواقع للجيش السوري ومواطنين أكراد في سورية». وأضافت المصادر أن السفير المصري عمرو أبو العطا «كال انتقادات الى تركيا أيضاً على خلفية تدخلاتها المتواصلة في العراق وسورية».

وأجرى أبو العطا خلال الأيام الأخيرة مشاورات مع السفير العراقي في الأمم المتحدة محمد الحكيم الذي يواصل اتصالاته مع أعضاء مجلس الأمن في شأن مشروع قرار عراقي يطالب «بإدانة التدخل العسكري التركي في العراق، ويدعو أنقرة الى سحب قواتها فوراً من العراق».

في المقابل، قال السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر إن «الأولوية القصوى لفرنسا هي تطبيق بيان ميونخ وقرار مجلس الأمن ٢٢٥٤». وأضاف: «من الواضح جداً أن ما نراه على الأرض هو عكس ذلك تماماً من خلال التصعيد العسكري الذي يقوده النظام السوري وحلفاؤه». وأضاف «لم تكن الفجوة بين النص والتطبيق أوسع مما هي عليه الآن» مشيراً الى أن استمرار التصعيد في حلب وشمال سورية «هو مصدر قلق كبير لنا». وأضاف ديلاتر أن على مجلس الأمن أن «يتحمل مسؤولياته، بما فيها المتعلقة باحترام سلامة المراكز الطبية في سورية».

وفي لاهاي (أ ف ب)، أعلنت وزارة الدفاع الهولندية أن طائرات هولندية من طراز «أف-16» نفّذت غارات على أهداف لتنظيم «داعش» في سورية للمرة الأولى منذ انضمام هولندا الى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وأفادت الوزارة في تقريرها الأسبوعي حول عملياتها الذي نشرته على موقعها الإلكتروني، بأن «طائرات أف-16 هولندية نفذت حوالى عشر مهمات فوق العراق وشرق سورية». وهي -وفق التقرير- أول أهداف تضربها الطائرات الحربية في سورية منذ أن أعلنت هولندا الشهر الماضي توسيع عملياتها من العراق لتشمل الأراضي السورية استجابة لطلب الولايات المتحدة وفرنسا.

وأوضحت الوزارة أن الضربات في سورية استهدفت «مواقع قتالية وتجهيزات عسكرية وأهدافاً استراتيجية لتنظيم داعش الإرهابي» من دون تحديد أي تاريخ أو مكان لهذا القصف.

 

الأمم المتحدة: 50 ألف سوري من دون مأوى

عمان – أ ف ب

قالت الأمم المتحدة في بيان اليوم (الأربعاء)، ان حوالى 70 ألف سوري فروا من منازلهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية بسبب تكثيف العمليات العسكرية في جنوب سورية، محذرة من ان قرابة 40 الفاً منهم باتوا من دون مأوى.

ونقل البيان عن المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في الأردن إدوارد كالون قوله ان “تكثيف القصف المدفعي والجوي في جنوب سورية على مدى الأشهر الثلاثة الماضية أدى إلى تشريد عدد ضخم من المدنيين”.

وأوضح كالون ان “حوالى 71 ألفا فروا من منازلهم وتعرض كثيرون للتشريد للمرة الثانية أو الثالثة في سعيهم للوصول إلى مناطق آمنة”. وحذر من ان “حوالى 50 ألف شخص من أولئك الأفراد سيبقون من دون مأوى في ظل الظروف الجوية القاسية وبرد الشتاء القارس”.

وكثف الجيش السوري أخيراً عملياته العسكرية في المنطقة الجنوبية في ريفي درعا والقنيطرة، مدعوماً بغطاء جوي روسي، وأحرز تقدماً كبيراً واستعاد السيطرة على قرى وبلدات عدة.

وأشار كالون إلى “تعليق توفير الخدمات الأساسية نظراً للقصف الجوي وتعرض أكثر من خمسة مرافق صحية للدمار في الأشهر الماضية، ما أدى إلى توقف أعمالها بشكل جزئي أو كامل”.

وأضاف ان “قوافل إضافية من المساعدات أُرسلت خلال الأسبوعين الماضيين لتزويد أكثر من سبعة آلاف طفل و25 ألف شخص بالغ بالبطانيات والملابس الشتوية واللوازم المنزلية وضرورات الحياة”.

وأشار إلى انه “تم ارسال حوالى 25 ألف طرد من اللوازم الصحية للأسر التي تضم أطفالاً رضعاً، إلى جانب تزويد أكثر من 13 ألف شخص بحصص غذائية تكفي لشهر واحد”.

وتخطط الأمم المتحدة لتوفير حصص غذائية إضافية لحوالى 55 لألف مشرد وتوفير لوازم منزلية أساسية لقرابة 100 ألف شخص جنوب سورية.

وعبرت المنظمة عن “القلق البالغ حيال الكلفة الإنسانية لما يجري من قتال بين الحكومة السورية وقوى المعارضة”، مؤكدة “الضرورة الملحة للتوصل إلى حل سياسي والانتقال الفوري إلى مرحلة توقف كامل لكافة العمليات”. وحضت “كافة أطراف النزاع إلى إنهاء الهجمات غير المشروعة وحماية المدنيين والبنية التحتية للمدن”. وأدى النزاع الدائر في سورية منذ آذار (مارس) 2011 إلى مقتل أكثر من 260 ألف شخص وتهجير أكثر من نصف السكان وتعرض مناطق كاملة للدمار، في أضخم ماساة انسانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وفقاً للأمم المتحدة.

 

اجتماع بين عسكريين روس وأميركيين لبحث الهدنة في سورية

موسكو – رويترز

أفادت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن الخارجية الروسية قولها اليوم (الأربعاء)، بأن مسؤولين من الجيشين الروسي والأميركي سيشاركون الجمعة المقبل في أول اجتماع لمجموعة عمل لمناقشة تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قوله، إن «فرض منطقة حظر طيران في سورية مستحيل من دون موافقة الحكومة السورية والأمم المتحدة».

 

دمشق: لا نسمح بأن يختبر دي ميستورا جديتنا

دمشق – أ ف ب

ردت دمشق، اليوم، على تصريح موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، مؤكدة أنه ليس مسموحاً له «اختبار جدية سورية»، بل هي من عليها اختبار «صدقيته»، فيما تستعد مئة شاحنة لدخول مناطق محاصرة في البلاد، لتقديم المساعدات الإنسانية.

ونقلت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) عن مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن «الحكومة السورية لا تسمح لدي ميستورا ولا لأي كان أن يتحدث عن اختبار جدية سورية في أي موضوع كان».

وكان دي ميستورا صرح أمس، بعد لقاء جمعه بوزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق، بأن «من واجب الحكومة السورية أن توصل المساعدات الإنسانية إلى كل السوريين، أينما كانوا، والسماح للأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية… غداً سنختبر ذلك، وسنكون قادرين على التحدث أكثر في هذا الموضوع».

وقال المسؤول في الخارجية السورية إن «الحقيقة أن الحكومة السورية هي التي باتت في حاجة إلى اختبار صدقية المبعوث الأممي الذي دأب منذ بداية عمله على الكلام في وسائل الإعلام بما يناقض تماماً ما جرى في الاجتماعات المشتركة مع الحكومة السورية».

وأكد أن «ايصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة من جانب الإرهابيين، هو التزام الحكومة المستمر منذ سنوات تجاه شعبها ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد باجتماعات جنيف أو ميونيخ أو فيينا أو بأي جهة كانت».

وتابع: «لسنا بانتظار أحد أن يذكرنا بواجباتنا تجاه شعبنا. وأما ما صرح ويصرح به دي ميستورا حول اختبار جدية الدولة السورية، فلا علاقة له بالدقة أو الموضوعية ولا يمكن وضعه إلا في سياق إرضاء جهات أخرى».

وأعلنت الأمم المتحدة أمس أن الحكومة السورية وافقت على دخول مساعدات إلى سبع مناطق. إذ قال عضو الفريق الإعلامي في الهلال الأحمر السوري مهند الأسدي: «ستنطلق اليوم مئة شاحنة تحمل أغذية عالية الطاقة وسلل غذائية وطحين وأدوية متنوعة… وستتوزع 20 شاحنة على كفريا والفوعة، ونحو 35 على مضايا والزبداني ونحو 40 إلى معضمية الشام».

ويحاصر الجيش السوري الزبداني ومضايا ومعضمية الشام في ريف دمشق، فيما تحاصر فصائل المعارضة بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة ادلب في شمال غربي البلاد، أما مدينة دير الزور فهي تخضع لحصار تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).

 

سوريا أمام “اختبار” المساعدات اليوم وواشنطن لا تعتزم إرسال قوات برّية

المصدر: (و ص ف، رويترز)

بعد محادثات أجراها المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق، أعلنت المنظمة الدولية ان الحكومة السورية وافقت على السماح بإدخال مواد غذائية الى سبع مناطق محاصرة، فيما تواصلت الاشتباكات في ريف حلب الشمالي الذي يتقدم فيه المقاتلون الاكراد والجيش السوري. وتجرى مفاوضات بين “وحدات حماية الشعب” الكردية وفصائل من المعارضة السورية للانسحاب من بلدة مارع أحد معاقل المعارضة في المنطقة. ووسط استمرار تبادل الاتهامات بين موسكو وأنقرة، اعلنت واشنطن عدم وجود أي ترتيبات عسكرية تركية على علاقة بسوريا.

وصرحت ناطقة باسم مكتب الامم المتحدة للمساعدات الانسانية: “فهمنا ان الحكومة السورية وافقت على الدخول الى سبع مناطق محاصرة”. وأوضحت ان هذه المناطق هي “دير الزور والفوعة وكفريا في (محافظة) ادلب ومضايا والزبداني وكفر بطنا ومعضمية الشام”. وأضافت ان “الوكالات الانسانية وشركاءها يعدّون القوافل لهذه المناطق حتى يتمكنوا من الانطلاق ما ان يصبح ذلك ممكناً في الايام المقبلة”.

واعلن دو ميستورا في وقت سابق من دمشق ان الامم المتحدة سترسل الاربعاء مساعدات انسانية الى مناطق محاصرة في البلاد. وقال للصحافيين اثر لقاء ثان جمعه في دمشق والوزير المعلم: “ناقشنا مسألة ذات أولوية بالنسبة الينا في هذه اللحظة، هي قضية وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يحاصرها أي من الأطراف …كما تعلمون جيداً يتم الوصول إلى هذه المناطق من طريق القوافل التي ينظمها فريق الأمم المتحدة بشكل منتظم، بالتعاون مع منسق الشؤون الإنسانية” في سوريا. ورأى ان “من واجب الحكومة السورية أن توصل المساعدات الإنسانية الى كل السوريين، أينما كانوا، والسماح للأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية، وخصوصاً الآن بعد مرور وقت طويل” على عدم تلقي هذه المناطق المساعدات التي تحتاج إليها. وأوضح ان “الدخول إلى هذه المناطق سيتم بقوافل ومن خلال تنسيق فريق الأمم المتحدة البلاد… من واجب الحكومة السورية الوصول إلى كل شخص أينما كان والسماح للأمم المتحدة بجلب المساعدات الانسانية… سنختبر هذا غداً”.

 

الوضع الميداني

ميدانياً، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان “قوات سوريا الديموقراطية” التي يشكل الاكراد عمودها الفقري، تجري مفاوضات لتدخل من دون قتال مدينة مارع، ثاني اهم معقل للفصائل الاسلامية والمقاتلة في محافظة حلب.

وتقع مارع في ريف حلب الشمالي، ولها رمزية خاصة بالنسبة الى الفصائل المقاتلة اذ أتاحت لها عام 2012 السيطرة على نصف مدينة حلب. وتعد حالياً ثاني اهم معاقلها في المحافظة اثر سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” الاثنين على تل رفعت غربها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “وسطاء وأعياناً يطلبون من الفصائل المقاتلة ان يسمحوا بدخول قوات سوريا الديموقراطية الى مارع من دون قتال”.

وتعتبر مارع حاليا شبه محاصرة على أيدي “قوات سوريا الديموقراطية” غرباً وتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) شرقاً.

وتحدث عبد الرحمن عن سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” على بلدة شيخ عيسى التي تبعد خمسة كيلومترات عن مارع، فيما تبشر “داعش” على مسافة كيلومترين فقط شرقها.

وأعلن المرصد ان قوات النظام السوري سيطرت من جهتها على بلدتي احرص ومسقان جنوب تل رفعت.

في غضون ذلك، أكد المرصد ان 15 مدنياً على الاقل قتلوا فجر أمس في غارة جوية للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفت مدينة الشدادي، اهم معاقل “داعش” في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا.

 

لا اجماع على البرّ

وصرّح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لـ”رويترز” بأن بلاده والسعودية وبعض الحلفاء الأوروبيين يرغبون في شن عملية برية في سوريا، ولكن لا إجماع في الائتلاف ولم تناقش استراتيجية في هذا الشأن جدياً.

واشار الى إنه لا يمكن ترك مسألة أي عملية للقوى الإقليمية وحدها. وقال: “بعض الدول مثلنا والسعودية وكذلك بعض الدول الأخرى في غرب أوروبا تقول إن من الضروري شن عملية برية… لكن توقع هذا من السعودية وتركيا وقطر وحدهما أمر غير صائب وليس واقعياً”.

وفي واشنطن، اعلنت وزارة الخارجية الاميركية انه “لا ترتيبات عسكرية تركية جارية على علاقة بسوريا”. واكدت انه” ليس لدى الولايات المتحدة أي نية لإرسال قوات برية إلى سوريا”. وأبدت “تفاؤلها إلى حد ما بحضور قوى المعارضة السورية اللقاء المقرر في 25 شباط الجاري”.

 

مشاركة سعودية

وفي تطور ذي صلة، صرّح الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” بيتر كوك بأن السعودية شاركت في غارات جوية في إطار الائتلاف الدولي على “داعش” مطلع الأسبوع من غير أن يحدد المكان وطريقة مشاركة السعوديين.

وسبق لوزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ان رحب بالتزام السعودية توسيع دورها في الغارات.

 

روسيا وايران تعززان تعاونهما

وفي موسكو، أبدى وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو بعد لقائه نظيره الايراني حسين دهقان الذي يزور موسكو، استعداد روسيا وايران لـ”تعزيز” تعاونهما العسكري.

وقال في بيان :”انني مقتنع بان لقاءنا سيسهم في تعزيز العلاقات الودية بين القوات المسلحة الروسية والايرانية”. وأوضح انه بحث ونظيره في “التدابير الضرورية لتطوير تدريجي” لتعاونهما العسكري الذي “وضع أساسه القانوني في اتفاق موقع في كانون الثاني ” بين طهران وموسكو. واضاف ان روسيا وايران على استعداد ايضاً لـ”تنسيق مواقفهما حيال مروحة واسعة من المسائل العالمية والاقليمية”، مشيرا الى “الازمة المتنامية في الشرق الاوسط”. ولاحظ “ان بلدينا يواجهان التحديات والتهديدات نفسها في المنطقة ومعا فقط سنتمكن من محاربتها”.

وكان دهقان وصل الاثنين الى موسكو والتقى ايضاً الرئيس فلاديمير بوتين ونائب رئيس الوزراء ديمتري روغوزين.

 

حرب اتهامات روسية ـ تركية.. وتقدم الجيش والأكراد

واشنطن لأنقرة: لا خطط لعملية برية في سوريا

في الوقت الذي تواصلت فيه حرب التصريحات والاتهامات بين موسكو وأنقرة، خرجت واشنطن عن صمتها بشأن الدعوات التركية والسعودية لشن حرب برية في سوريا، مؤكدة، أمس، عدم وجود خطط للقيام بهذه الخطوة، فيما كانت أنقرة تتنصل من تصريحات صدرت عن كبار المسؤولين فيها بشأن الحرب، وبدّلت لهجتها لتتحدث الآن عن عزمها اتخاذ إجراءات لتفادي خوض حرب في سوريا، مستبعدة ايضاً انخراطها بمثل هذه الحرب بالتعاون فقط مع السعودية وقطر بهذا الامر، بسبب غياب الاجماع في صفوف التحالف الدولي.

وفي الوقت الذي كان فيه المقاتلون الأكراد والجيش السوري يعززون مكاسبهم في ريف حلب، وأصبحوا على تماس مباشر مع تنظيم «داعش»، كشفت موسكو عن طلب «شركاء» من روسيا عدم المساس بممر طوله حوالى 100 كيلومتر على الحدود التركية – السورية، معتبرة أن هذا الطلب يهدف إلى مواصلة تسليح المجموعات الإرهابية، وأن تعهد تركيا بعدم سقوط إعزاز السورية في يد مقاتلين أكراد هدفه مواصلة دعمها لتنظيم «داعش»، الذي أصبح على تماس مباشر مع المقاتلين الأكراد والجيش السوري بعد خسارة المسلحين لعدة قرى قرب تل رفعت.

النقطة المضيئة في الأزمة السورية ظهرت بعد اجتماعين عقدهما المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق أمس، حيث أعلن مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية الاتفاق مع الحكومة السورية على دخول مساعدات الأمم المتحدة الإنسانية، إلى سبع مناطق محاصرة هي الفوعة وكفريا في ريف ادلب، ومضايا والزبداني ومعضمية الشام وكفر بطنا في ريف دمشق ودير الزور.

وبعد ساعات من سيطرة المقاتلين الأكراد على تل رفعت، جددت المدفعية التركية اعتداءاتها المستمرة منذ ايام على المدينة، بالإضافة إلى مواقع لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية في محيط إعزاز في ريف حلب الشمالي. لكن الأكراد سيطروا على قرية الشيخ عيسى إلى الغرب مباشرة من مارع. وهذه هي آخر منطقة سكنية قبل مساحات من الأراضي يسيطر عليها «داعش» تمتد شرقا من سوريا إلى العراق.

وحقق الجيش السوري تقدماً هو الآخر، حيث سيطر على بلدة احرص ومسقان جنوب شرق تل رفعت، ليصبح على تماس مباشر مع مسلحي «داعش». كما تابع عملياته على محور حريتان ـ عندان ـ بيانون نحو مدينة حلب. (تفاصيل ص ١٠)

وفي ريف اللاذقية الشمالي، تابعت قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها تقدمها نحو كنسبّا، المعقل الأخير للمسلحين في الريف الشمالي وبوابة ريف اللاذقية على ريف إدلب، حيث سيطرت بشكل كامل على سلسلة جبال الروس، كما وسعت سيطرتها على تخوم البلدة الشرقية بعد قلعة شلف ما يمهد الطريق لدخول البلدة الواقعة في أقصى الشمال الشرقي للاذقية. وفي حال سيطر الجيش السوري على كنسبا، يصبح ريف اللاذقية الشمالي خاليا تقريباً من المسلحين، كما تصبح الطريق مفتوحة نحو مدينة جسر الشغور في ريف إدلب.

وحاولت واشنطن فرملة الاندفاعة التركية، حيث أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى انه «ليس لدى الولايات المتحدة أي خطط لتنفيذ عملية برية في سوريا»، موضحة انه «لا يوجد أي ترتيبات عسكرية تركية على علاقة بسوريا». وأعربت عن تفاؤلها «بحضور قوى المعارضة السورية اللقاء المقرر في 25 شباط في جنيف». وأعلنت أن «لجنة العمل لإنهاء الأعمال العدائية في سوريا في طور الإعداد لعقد لقاء مشترك».

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في أنقرة، «في الوقت الراهن تجري عملية روسيا الوحشية بجانب النظام السوري في استهداف المدنيين. مثل هذه الهجمات تهدف إلى تشكيل حزام لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، والجانب البري من الهجوم تقوم به وحدات حماية الشعب الكردية». وأضاف «أود أن أخاطب حلفاءنا الغربيين مرة أخرى: وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديموقراطي هما منظمتان إرهابيتان، ولن يغفر التاريخ لمن ساعدهما على تشكيل هذه البنية».

وقالت مصادر في مكتب اردوغان إنه أجرى محادثة عبر الهاتف مع الملك السعودي سلمان، وشددا على أنه لا يمكن أن يكون هناك حل للصراع السوري في وجود الرئيس بشار الأسد في السلطة. ودعا الزعيمان إلى وقف الضربات على المدنيين ورفع الحصارات المفروضة، واعتبرا أن الهجمات تزيد الوضع الإنساني سوءا في المنطقة.

وقال رئيس الحكومة أحمد داود اوغلو، في كلمته الأسبوعية أمام نواب «حزب العدالة والتنمية» في أنقرة، «منذ أيلول تقصف هذه الطائرات الهمجية والغاشمة والجبانة سوريا من دون أي تمييز بين المدنيين والأطفال والعسكريين».

ودانت الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي القصف التركي لأكراد سوريا، لكن داود اوغلو أكد أنه سيستمر طالما أن الأمن القومي التركي مهدد. وقال إن «تركيا ستواصل عمليات الرد عندما وحيثما تراه مناسباً لحماية حدودها، لمنع أي مأساة إنسانية جديدة وتدفق اللاجئين ولمنع إضعاف المعارضة، الأمل الوحيد لسوريا»، لكنه شدد على أن تركيا ستواصل اتخاذ إجراءات لتفادي خوض حرب في سوريا.

واستبعد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، قيام أنقرة والرياض والدوحة بعملية برية في سوريا. وقال «بعض الدول مثلنا والسعودية، وكذلك بعض الدول الأخرى في غرب أوروبا، تقول إن من الضروري شن عملية برية. لكن توقع هذا من السعودية وتركيا وقطر فقط أمر غير صائب وليس واقعيا». وأضاف «إذا جرت مثل هذه العملية فيجب أن تتم بشكل مشترك على غرار الضربات الجوية» للتحالف.

وتابع جاويش أوغلو «لم يجر التحالف نقاشاً جاداً بخصوص هذه العملية البرية. هناك معارضون، وهناك من لا يرغبون في المشاركة، لكنهم عبروا عن رغبة في أن تقوم تركيا أو دولة أخرى بذلك».

واعلن مستشار وزير الدفاع السعودي أحمد عسيري، لوكالة «سبوتنيك»، أن «توقيت بدء العملية العسكرية في سوريا لم يحدد بعد، والخبراء حاليا يدرسون التفاصيل»، لكنه نفى تقارير إعلامية عن تحرك مدرعات سعودية عبر أراضي الأردن نحو الحدود السورية، مؤكدا أن جميع قوات السعودية البرية لا تزال داخل حدود البلاد.

روسيا

وأعلنت روسيا أن تعهد تركيا بعدم سقوط إعزاز السورية يعود إلى أن البلدة تقع على خط إمداد تستخدمه أنقرة لدعم تنظيم «داعش».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «بعض شركائنا ناشدنا حرفيا عدم المساس بممر، هو أقصر قليلاً من مئة كيلومتر على الحدود السورية – التركية حول إعزاز. من الواضح أن هذا يهدف إلى ضمان استمرار وصول إمدادات يومية لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، وغيرها من الجماعات الإرهابية، من السلاح والذخيرة والغذاء من تركيا عبر هذه المنطقة، وأيضا السماح لها بأن يكون ممراً للإرهابيين».

ورداً على اتهام داود أوغلو لموسكو باستهداف مستشفى في ريف ادلب، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشنيكوف، لوكالات الأنباء الروسية خلال زيارة إلى اللاذقية، إنها «حملة إعلامية عدوانية ضد روسيا تشنها وكالات الإعلام الدولية الكبرى»، مشيراً إلى أن أسطول بحر قزوين لا يملك قدرات إطلاق صواريخ باليستية تضرب مستشفى في إدلب.

وأضاف كوناشنيكوف «بين 10 و16 شباط، نفذ الطيران الروسي في سوريا 444 طلعة جوية، وجه خلالها ضربات إلى 1593 هدفاً إرهابياً في محافظات حلب ودير الزور ودرعا وحمص وحماه واللاذقية». وأشار إلى أن الجيش الروسي ساعد القوات السورية على «تحرير أكثر من 800 كيلومتر مربع و73 بلدة منذ مطلع الشهر الحالي».

وأعلن كوناشنيكوف أن «نشاط الإرهابيين ازداد جنوب وشمال سوريا بعد التوصل إلى اتفاق إطاري لوقف إطلاق النار بالبلاد»، مشيراً إلى أن «إرهابيين» في إدلب وحلب يواصلون تلقي أسلحة وتعزيزات من مناطق تركية.

(«السفير»، «سبوتنيك»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

“البنتاغون” يعتبر اتفاق ميونيخ اختباراً لروسيا

اوباما: بوتين ارتكب خطأ استراتيجياً في سوريا

أكد رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، الثلاثاء، أن ما يدور في سوريا ليس “مسابقة” بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي “ارتكب خطأ استراتيجيا بدعمه النظام السوري الضعيف، بدليل اضطرار موسكو للتدخل عسكرياً بصورة مباشرة لإنقاذه”. في حين اعتبرت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أن الاتفاق على وقف الاعمال العدائية في سوريا “امتحان” لروسيا.

وقال أوباما في ختام قمة “الولايات المتحدة-آسيان” التي عقدت في كاليفورنيا: إن “السؤال الحقيقي الذي يجب طرحه هو ما الذي تعتقد روسيا أنها ستربحه إذا ما حصلت على دولة مُدمّرة بالكامل كحليف؟”

وتابع “قد يعتقد بوتين أنّه مستعد لأن يحتل الجيش الروسي سوريا بشكل دائم، ولكن هذا الأمر سيكلف غاليا جدا”، لافتاً الانتباه إلى أنّ “حوالي ثلاثة أرباع البلد لا يزال تحت سيطرة أناس آخرين غير (الرئيس السوري بشار) الأسد، وهذا الأمر لن يتغير في أي وقت قريب”.

وكان الرئيس الأميركي حذّر من احتمال أن تكون موسكو قد غرقت في “مستنقع يستنزف مواردها المالية والعسكرية”، حين بدأت في 30 ايلول بشن غارات جوية في سوريا.

إلى ذلك، تعهد اوباما بمنع تنظيم “داعش” من تثبيت مواقعه في ليبيا، مؤكّداً أن بلاده تتحرك أينما وجد “هدف واضح وعملية واضحة”.

وأضاف أنه “يعمل مع شركائه في التحالف (الدولي الذي تقوده بلاده)  لضمان اغتنام جميع الفرص التي ترصد لمنع داعش من تثبيت مواقعه في ليبيا”.

واعتبر أوباما أنّ “مأساة ليبيا في السنوات الأخيرة تكمن في أنها تشمل عدداً قليلاً من السكّان نسبيّاً وثروة نفطيّة كبرى”.

وكان “داعش” أقام قاعدة تضم آلاف المقاتلين في مدينة سرت الساحلية الليبية الواقعة على بعد 450 كيلومتراً شرق العاصمة طرابلس، حيث توجد حقول النفط التي تشكل مورداً سخياً للأموال.

يذكر أنّ الولايات المتحدة تشارك في مشاوراتٍ واتصالاتٍ مع حلفائها الغربيين للبحث في احتمالات التدخل العسكري في ليبيا، لمنع توسع انتشار التنظيم الإرهابي الذي يحتّل أيضاً مساحات واسعة في سوريا والعراق.

من جهة ثانية، أكد “البنتاغون” أنه سيرد “إن دعت الحاجة” في حال تم انتهاك الاتفاق على وقف الاعمال العدائية في سوريا، معتبرأ أنه “امتحان” لروسيا.

ولم يحدد المسؤول الإعلامي في “البنتاغون” بيتر كوك، خلال لقاء صحافي طبيعة الرد، لكنه اكد ان مخالفة الاتفاق المبرم في ميونيخ تدخل في الاعتبار عند اتخاذ قرارات عسكرية.

وقال كوك: “نراقب عن كثب من يحترمه (اتفاق ميونيخ) ومن لا يفعل، وسنكون قادرين على الكشف عن اي انتهاك لاتفاق وقف الاعمال العدائية والرد ان دعت الحاجة”.

(أ ف ب)

 

دي ميستورا يلتقي المعلم: اتفاق على تسهيل المهمات الإنسانية

زياد حيدر

في الوقت الذي كان فيه المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا يفرغ حقائبه في مقر إقامته في دمشق، أمس الأول، بانتظار لقائه ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، كان الرئيس بشار الأسد يجدد التأكيد أمام مجلس نقابة المحامين «ثبات دمشق» على سلسلة من المواقف تجاه الحرب في سوريا والعملية السياسية، بشكل لا يوحي بأن القيادة السورية تعول كثيراً على محطات جنيف، السابقة واللاحقة.

وأمس بحث دي ميستورا في اجتماعين، ثانيهما فني، العملية السياسية في جنيف، وموضوع المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة على الأرض السورية.

ومدد دي ميستورا إقامته ليلة ثانية بعد أن تفاهم الطرفان على مناقشة تفاصيل فنية بشأن موضوع المساعدات الإنسانية، علما أن الخارجية السورية أعلنت، في بيان رسمي، أنها تبذل جهودا «من أجل حماية مواطنيها وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم، خاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعات الإرهابية»، حيث أكد المعلم «الاستمرار بذلك انطلاقا من مسؤولياتها تجاه مواطنيها، مشيراً إلى أن هذه الجهود لا علاقة لها إطلاقاً باجتماعات جنيف. وأكد «ضرورة رفع الإجراءات الأحادية الظالمة، المفروضة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي ساهمت إلى حد كبير في زيادة معاناة الشعب السوري».

ووافقت لاحقاً الحكومة السورية على إدخال مساعدات إلى كل من مضايا والزبداني والمعضمية في ريف دمشق والفوعة وكفريا في ريف ادلب.

وعرض دي ميستورا، الذي أعلن لاحقاً أنه ناقش والمعلم «قضية دخول المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المحاصرة»، نتائج اجتماع جنيف الأخير، فأوضح ما «جرى في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا في ميونيخ، والجهود لتطبيق ما صدر عنه وبياني فيينا وقرارات مجلس الأمن الدولي، وآخرها القرار 2254».

وقال: «الدخول إلى هذه المناطق سيتم بقوافل ومن خلال تنسيق فريق الأمم المتحدة بالبلاد… من واجب الحكومة السورية الوصول إلى كل شخص أينما كان والسماح للأمم المتحدة بجلب المساعدات الانسانية.. سنختبر هذا غدا».

من جانبه، جدد المعلم «تأكيد موقف الحكومة السورية بشأن مواصلة الالتزام بحوار سوري – سوري بقيادة سوريا، ومن دون شروط مسبقة، وان الشعب السوري وحده صاحب القرار في تقرير مستقبله، حيث أثبتت الحكومة السورية ووفدها الرسمي إلى جنيف صدقية موقفهم وجديتهم في جهود حل الأزمة في سوريا»، مشدداً على «ضرورة الالتزام بما جاء في قرار مجلس الأمن حول وجود أوسع طيف من المعارضات السورية».

ويأتي كلام المعلم، بعد يوم على تصريحات الأسد التي أعادت التركيز على «الجهود المحلية» لإنهاء الحرب، لا التسوية الدولية. وكان واضحاً من عدة محاور في خطاب الأسد الطويل أن «سقف دمشق السياسي أكثر ارتفاعاً من أية جهود إقليمية أو دولية» تبذل في جنيف وغيرها.

ومن بين ما هو لافت، إشارة الأسد إلى استحقاق الانتخابات التشريعية المقبلة بداية صيف هذا العام، والتي كان البعض يعتبر احتمال تأجيلها مؤشراً على «رغبة أو إيمان دمشق باحتمال انجاز تقدم في جنيف أو غيرها من اللقاءات».

لكن الأسد كان واضحاً باعتبار الموعد موعد استحقاق «دستوري» داخلي سوري، ووفقا للدستور القائم منذ أربع سنوات، والذي بدوره جدد التأكيد عليه باعتباره «مرجع أي عملية سياسية مستقبلية». وقال الأسد بوضوح إن «أي عملية يجب أن تبقى خاضعة لهذا الدستور، ولا يتوقف العمل بالدستور الحالي إلا إذا توصلنا في حوار ما، في بنية ما، لاحقاً لدستور جديد يصوت عليه الشعب السوري كما حصل منذ حوالي ثلاثة أو أربعة أعوام في الدستور الحالي، وعندها ننتقل لدستور جديد، فإذن لن يكون هناك أي عملية انتقال غير منظمة».

وأضاف: «طبعاً أنا أفترض بأننا جلسنا مع أناس سوريين ووطنيين وتناقشنا واتفقنا» وهو ما لم يحصل، مؤكدا أيضاً أن من ذهب إلى جنيف ممثلا عن «الهيئة العليا للمفاوضات»، أو ما اصطلح على تسميته «معارضة الرياض» ليس مخولا بالحديث عن مستقبل سوريا. وقال: «عندما نفاوض هؤلاء نحن لا نعتبر أنفسنا نفاوض سوريين. لو فاوضنا وفد الرياض فنحن نفاوض السعودية وبالتالي لا نناقش معه الدستور السوري. يمكن أن نناقش معه الدستور السعودي». واعتبر أن «الحوار السوري – السوري»، الذي شدد عليه المعلم بدوره أمام دي ميستورا، لن يكون ممكناً قبل «سيطرة المعارضة الوطنية على المشهد»، مركزاً مرة أخرى على «المصالحات الوطنية» التي تجري في مناطق مختلفة من أماكن الصراع.

ورغم أن مراقبين اعتبروا أن الأسد رفع سقفه السياسي في الخطاب، إلا أن الواقع أن الخطاب السوري لم يتغير عن هذه القواعد منذ بداية الحرب في العام 2011. وجاء كلام الأسد في توقيته السابق لجنيف المقبل، لـ «تطمين» شرائح مختلفة من المجتمع وقيادات الدولة التي تعتبر «جنيف تضييعاً للوقت ولانجازات الجيش، وخطراً على طبيعة وشكل الدولة السورية الحالي».

 

ميركل تجدد الدعوة لإقامة منطقة حظر جوي في سوريا

برلين – (رويترز) – قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأربعاء إنه سيكون من المفيد لسكان حلب والمنطقة المحيطة بها إقامة منطقة “حظر جوي ما” حتى الحدود التركية مكررة تصريحات أدلت بها يوم الاثنين.

وخلال مؤتمر صحفي مع رئيس سريلانكا أدانت الهجمات التي تشنها روسيا والقوات الحكومية في سوريا.

وقالت “هذا لا يتفق مع القرار الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي في ديسمبر وأيضا لا (يتفق مع) محاولة خفض العنف.”

وعشية قمة الاتحاد الأوروبي التي يبحث فيها زعماؤه أزمة المهاجرين في أوروبا قالت ميركل أيضا إن من الضروري البحث عن حلول مشتركة مع شركاء الاتحاد على الرغم من أن هذا عادة يستغرق وقتا طويلا.

 

تركيا تطلب من اعضاء التحالف الدولي المشاركة في عملية برية في سوريا

الأكراد يدخلون بلدة «تل رفعت» ويقتربون من الحدود

عواصم ـ وكالات ـ اسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: قال مسؤول تركي، أمس الثلاثاء، إن تركيا طلبت من شركائها في التحالف، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، المشاركة في عملية برية مشتركة في سوريا، في مسعى لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات.

وقال المسؤول إنه من المستحيل الآن وقف الحرب السورية بدون عملية برية، لكن أنقرة لا تريد عملية أحادية الجانب ولن تشن هجوما وحدها.

وقال المسؤول في إفادة صحافية في اسطنبول «لن تقوم تركيا بعملية برية من جانب واحد. نناقش هذا مع حلفائنا».

وأضاف «نريد عملية برية وإذا حدث توافق فستشارك تركيا. دون عملية برية يستحيل وقف هذه الحرب».

يأتي ذلك فيما تجري «قوات سوريا الديمقراطية» الثلاثاء مفاوضات تتيح لها الدخول من دون قتال إلى مدينة مارع، ثاني أهم معقل للفصائل الإسلامية والمقاتلة في محافظة حلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتقع مارع في ريف حلب الشمالي، ولها رمزية خاصة بالنسبة للفصائل المقاتلة إذ خولتهم في عام 2012 السيطرة على نصف مدينة حلب. وتعد حاليا ثاني أهم معاقلها في المحافظة إثر سيطرة قوات «سوريا الديمقراطية»، وهي عبارة عن تحالف كردي عربي على رأسه وحدات حماية الشعب الكردية، مساء الاثنين على تل رفعت إلى الغرب منها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «وسطاء وأعيانا يطلبون من الفصائل المقاتلة أن يسمحوا بدخول قوات سوريا الديمقراطية إلى مارع من دون قتال».

وتعتبر مارع حاليا شبه محاصرة من قبل قوات سوريا الديمقراطية غربا وتنظيم «الدولة الإسلامية»شرقا.

وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية، بحسب عبد الرحمن، على بلدة شيخ عيسى التي تبعد خمسة كيلومترات عن مارع، فيما يوجد تنظيم «الدولة» على بعد كيلومترين فقط من الشرق منها.

ولم يبق أمام الفصائل الإسلامية والمقاتلة في مارع سوى طريق واحد من الجهة الشمالية الشرقية يصل إلى مدينة اعزاز الأقرب إلى الحدود التركية.

وتعد اعزاز اهم معاقل الفصائل الإسلامية والمقاتلة المدعومة من أنقرة والرياض في المنطقة.

وقال مأمون الخطيب، مدير وكالة «شهبا برس» في حلب، والموجود في مارع إن «مارع قريبة من الحصار التام»، مشيرا إلى ان المنفذ الوحيد المتبقي «غير آمن ويقع تحت نيران الأكراد وداعش».

وأضاف الخطيب «تقف مارع منذ ما يقارب العامين في مواجهة داعش».

وتأتي تلك التطورات غداة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مدينة تل رفعت، التي تعد خسارتها نكسة جديدة للفصائل الإسلامية والمقاتلة بعدما منيت بهزائم متتالية منذ شنت قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي بداية الشهر الحالي هجوما واسع النطاق على المناطق الواقعة تحت سيطرتها في ريف حلب الشمالي.

وقصفت المدفعية التركية فجر الثلاثاء مدينة تل رفعت ومحيطها بعد ساعات على سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليها، بحسب المرصد.

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في تصريحات رسمية «بعض شركائنا ناشدنا حرفيا بعدم المساس بممر هو أقصر قليلا من مئة كيلومتر على الحدود السورية التركية حول أعزاز»، مشيرة إلى أن واشنطن وحلفاءها أيضا ينفذون عمليات في سوريا.

وقالت «من الواضح أن هذا يهدف إلى ضمان استمرار وصول إمدادات يومية لتنظيم «الدولة» و«جبهة النصرة» وغيرهما من الجماعات الإرهابية من السلاح والذخيرة والغذاء من تركيا عبر هذه المنطقة وأيضا السماح لها بأن تكون ممرا للإرهابيين».

 

تنظيم «الدولة» المستفيد الوحيد من فوضى سوريا وهزيمة المعارضة ستفاقم الطائفية

كيف تحولت سوريا إلى ساحة حرب دولية بالوكالة…قوى عظمى وإقليمية.. أشرار وأخيار كل يحمي زبونه

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: بعد خمسة أعوام تحولت سوريا إلى ساحة صراع دولية تتصارع فيها إرادات وتتقاتل على مستقبلها جماعات وفصائل وحكومات ومرتزقة من عشرات الدول التي جاءت للدفاع عن وكلائها المتحاربين في سوريا.

وتحول البلد إلى «شوربة» مسمومة تتغير فيها الرائحة والطعم والولاءات. وحتى لو نجح تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع الجمعة الماضية في ميونيخ فلن يحل الأزمة خاصة أن العديد من الدول تقوم بزيادة دورها في الحرب وتصعد من مشاركتها. وأعلنت السعودية وقطر وتركيا عن زيادة دورها في القتال ضد النظام السوري.

ويرى روجر بويز المعلق في صحيفة «التايمز» أن الحرب العالمية الثالثة بسبب سوريا قد تأتي بدون إنذارات يعلن عنها ويتم تحديها. وعوضاً عن ذلك فقد تتطور الحرب بطريقة تدريجية حيث يحاول كل طرف حماية وكيله المحلي في سوريا ولهذا السبب وضعت تركيا أهمية على حماية ممر أعزاز، المنطقة التي تخدم كمعبر للإمدادات المقبلة من تركيا وتذهب إلى المقاتلين في شرق حلب.

ويتحدث الكاتب عن تداعيات محاصرة المعارضة في شرق حلب، أولها الموقف التركي حيث تراقب أنقرة الوضع بقلق، خاصة أن سياستها في المنطقة تتداعى بسبب الضربات التي تعرض لها المقاتلون السوريون المعارضون لنظام الرئيس بشار الأسد. ولو سيطر الأكراد السوريون على ممر أعزاز سيكونون في وضع جيد لإنشاء كيان معاد لتركيا على الحدود الشمالية السورية. وسيناريو كهذا قد يستدعي تدخلاً برياً تركياً لمنع حدوث هذا الأمر. وهو ما سيضع حلف الناتو أمام معضلة، فهل سيتدخل للدفاع عن دولة عضو فيه؟

بوتين ضد أردوغان

ويشير الكاتب هنا للعامل الثاني في معادلة حلب وهو الدور الروسي أو «بوتين ضد أردوغان»، فقد عززت موسكو من جهودها لمنع تركيا من تنفيذ سياستها في سوريا ولهذا قدمت أسلحة لخمسة آلاف مقاتل كردي وقام الطيران الروسي بضرب قافلة أسلحة كانت في طريقها للمعارضة السورية في حلب.

وفي حال سقط ممر أعزاز فستساعد روسيا النظام السوري كي يقطع الطريق على الممر الأخير المفتوح للمعارضة.

وسيقود عزل المعارضة إلى عملية تطهير عرقي يقوم بها النظام وروسيا للتركمان.

وستجد حكومة أحمد داوود أوغلو نفسها أمام مطالب شعبية لحماية إخوانهم حتى لو أدى ذلك لمواجهة مع روسيا. ولا يستبعد الكاتب وجود خطة روسية لجر تركيا نحو حرب مع أكراد سوريا. ولو حدث هذا فسيندفع الأكراد للإنضمام إلى التحالف الروسي- الإيراني- الأسد وحزب الله. مما سيحرم الغرب من حليف يوثق به ضد تنظيم «الدولة».

وستتحول المعادلة من تركيا ضد الأكراد إلى روسيا ضد الولايات المتحدة خاصة ان الأخيرة ستجد نفسها مجبرة على إرسال قوات برية. والورقة الأهم في الصراع الدائر في سوريا هي معادلة السعودية ضد إيران. ويعتقد الكاتب أن دخول السعودية للحرب وإرسالها مقاتلات عسكرية إلى قاعدة إنجرليك التركية يعتبر تطوراً مهماً. وبناء على المحاور المتصارعة في سوريا فنحن أمام ساحة تدور عليها حرب طائفية (شيعة ضد السنة) وحرب إقليمية (محور السعودية ضد إيران) وحرب دولية (روسيا ضد الناتو).

واقع جديد

ولهذا يرى مراسل صحيفة «الغارديان» مارتن شولوف أن الصراع في سوريا وصل إلى مرحلة حاسمة.

فالحرب الروسية في سوريا لم تستهدف الجهاديين في الرقة بقدر ما استهدفت المعارضين لنظام بشار الأسد.

أما الملمح الثاني وهو الأهم فهو ظهور الأكراد السوريين كلاعبين مهمين في الساحة السورية. فكما يقول شولوف، يقوم هؤلاء بتشكيل واقع جديد في شمال سوريا.

ففي الوقت الذي كان فيه حزب الله والمليشيات العراقية وجيش النظام السوري – الذين تقودهم إيران – يتقدمون نحو حلب اتخذ مقاتلو «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي، وبغطاء روسي خطوات ثابتة وتقدموا نحو المناطق التي تجنبوها خلال الصراع.

وتقدمت «وحدات حماية الشعب»، الجناح المسلح للاتحاد الديمقراطي، نحو بلدتين سوريتين على الحدود التركية وحلب المحاصرة، بعد أن سيطروا على قاعدة «منغ» الجوية التي كانت تحت سيطرة المعارضة، ومنذ بداية الصراع كان مسلحو المعارضة ينظرون بحذر إلى قوات الحماية الشعبية التي سيطرت على مناطق كبيرة من النظام.

وكانت هذه المكاسب بمثابة جرس إنذار للثوار المشتتين ولتركيا التي تعهدت بأن لا تسمح للأكراد بالهيمنة على الحدود السورية. وكلما تقدم الأكراد، ازداد غضب الأتراك حيث تتهم أنقرة «الحماية الشعبية» مع «حزب العمال الكردستاني» بمحاولة إيجاد موطئ قدم لهما، من عفرين في الشمال الغربي إلى الحدود العراقية، في منطقة كانت عربية منذ عقود.

وتساعد المقاتلات الروسية مقاتلي الأكراد، إذ انها تقصف التنظيمات المعارضة المدعومة من تركيا. وترى روسيا أن تعزيز «الحماية الشعبية» يساعد «حزب العمال الكردستاني» في حملاته العسكرية والتي بدأت قبل أربعين عاماً، إذ ترفض تركيا مطالبهم بالحكم الذاتي، لا الاستقلال وتنظر أنقرة لمطامح الأكراد على أنها خطر أكبر من تنظيم «الدولة».

ويقول شولوف إن دعم الولايات المتحدة لقوات الحماية الشعبية في الحرب ضد تنظيم «الدولة» خلط أوراق الحرب.

فالمقاتلات الأمريكية في عام 2014 هي التي حمت مدينة كوباني من هجوم موسع لتنظيم «الدولة»، ومنذ ذلك الحين توثقت العلاقات بين الطرفين، على حساب تركيا، حليفة أمريكا وعضو تحالف «الناتو».

استفزاز تركيا

ويبدو أن معاداة تركيا للأكراد المدعومين روسيا ستؤدي إلى حرب ساخنة في المنطقة. وقد علمت موسكو كيف تستفز تركيا، لأن الأكراد نقطة ضعفها، ليظل خطر الخطوات القائمة في الجيب الصغير على الحدود السورية قائماً.

وأظهر القصف التركي على مواقع الأكراد أن الأسوأ قادم إذا استمر التقدم، في حين قصفت المقاتلات الروسية بلدة «إعزاز» الحدودية؛ المدخل الرئيس للاجئين وللدعم التركي.

ويرى شولوف أن تركيا تشعر بأنها تدخل مرحلة حاسمة وقد يؤدي حساب خاطئ فيها إلى صراع يملك الكثير ويتغذى من عوامل عدة. وترى صحيفة «فايننشال تايمز» نقلاً عن مسؤول أوروبي بارز قوله إن بوتين على ما يبدو يسعى لزعزعة استقرار تركيا رجب طيب أردوغان. وقال «بوتين غاضب على تركيا» مشيراً إلى أن «الوضع خطير للغاية».

ويقول مسؤول في حلف الناتو «يبدو لي أن روسيا تريد أن تعمل كما فعلت في دول البلطيق هي دفع الناتو للوقوف إلى جانب الدول الأعضاء فيه». وقالت الصحيفة إن المسؤولين الغربيين يشعرون بالقلق من تصرفات موسكو الذين يرون فيها محاولة إضعاف الناتو من خلال افتعال مواجهة عسكرية مع تركيا.

تنظيم «الدولة»

وإذا كان الأكراد هم المستفيد من القصف الروسي في الشمال فتنظيم «الدولة» هو المستفيد من الفوضى الحالية في سوريا.

وكما يناقش إيشان ثارور الذي يكتب في الشؤون الدولية في صحيفة «واشنطن بوست».

وقال إن الوضع في سوريا لم يبد هادئاً بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار. فقد واصل المسؤولون الغربيون بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التأكيد على مطالب وقف الروس استهداف المدنيين والجماعات السورية «الشرعية» المعارضة للنظام السوري. وأشار الكاتب إلى القصف التركي لمواقع كردية في شمال سوريا.

وهو ما حول شمال سوريا خاصة حلب إلى ساحة حرب عالمية مصغرة كما وصفتها ليز سلاي في الصحيفة نفسها.

وكتب تشارلز ليستر من معهد بروكينغز، تغريدة قال فيها إن كل الاشكال العدائية تدور الآن في مناطق سوريا.

ويوصف الوضع الحالي بالدوامة التي جرت إليها عدداً من دول العالم حيث تحاول الولايات المتحدة كما يقول ثارور تنسيق الهجمات ضد تنظيم «الدولة». ويرى أن محاولة روسيا إضعاف القوى السورية المعتدلة لن ينفع إلا قوى الجهاديين خاصة تنظيم «الدولة».

وأشار إلى ما كتبه حسن حسن، الزميل الباحث في المعهد الدولي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) «ما فشل تنظيم «الدولة» بتحقيقه من خلال الأسلحة المتقدمة والزخم الذي يمكن تحقيقه عبر تغيير الخريطة العسكرية في حلب وشمال سوريا بشكل عام». ويرى حسن أن هزيمة المعارضة السورية على يد النظام والروس سيترك تداعيات خطيرة على الجهود المستقبلية لهزيمة تنظيم «الدولة». فتقدم قوات الأسد وبدعم من الميليشيات الإيرانية سيؤجج المشاعر الطائفية التي لن يستفيد منها سوى الجهاديين.

فالخطر هو الفراغ الذي ستتركه هزيمة المعارضة على يد النظام والقوى الأجنبية الداعمة له. فهذه ليست لديها الخبرة للاحتفاظ بالمناطق مما سيفتح الباب أمام تنظيم «الدولة» للدخول وملء الفراغ.

فاعتماد النظام على الميليشيات الأجنبية يظهر نقص الجنود لديه، كما أن ظهور هذه القوى في مناطق تسكن فيهاغالبية سنية سيكون هدية للتنظيمات الجهادية. وهذا الخوف ليس بدون مبرر، فقد أصدر الناشطون الشيعة أشرطة فيديو استخدمت خطاباً طائفياً: فقد ظهر شيخ شيعي في الشريط وهو يصرخ بشعارات معادية للسنة من على منبر مسجد سني في حلب. ولا توجد أدلة عن إمكانية هزيمة التنظيم وإخراجه بسهولة من المناطق حتى لو تعاونت القوى الدولية والنظام عليه. وكان تقرير أصدره قبل فترة مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أظهر أن التنظيم لا يزال من أكثر التنظيمات الإرهابية ثراء، وجمع ما يقدره التقرير حوالي مليار دولار من نشاطات تجارية غير مشروعة.

ولم يتأثر وضعه العالمي فهناك 34 جماعة ومنظمة أقسمت الولاء له. ورغم ما يتعرض له من هجمات وحملات عسكرية يتوقع التقرير توسع صفوفه في عام 2016.

وكدليل على هذا ذكر موقع «لونغ وور جورنال» أن جماعات جهادية في الفلبين وأندونيسيا أعلنت عن ولائها للتنظيم في أشرطة فيديو بثتها وكالة أنباء الفرات.

وفي السياق نفسه يرى مايكل كلارك في صحيفة «الغارديان» أن فشل وقف إطلاق النار، سيجعل من مشكلة تنظيم «الدولة» أقل مشاكل الغرب. فالتدخل الروسي غير معالم اللعبة العسكرية بالنسبة للنظام السوري الذي حصل على أسلحة متقدمة ودعم ميليشيوي إيراني.

ويقول كلارك إن الوقت ينفد بالنسبة لحلفاء الثورة السوريين في الغرب. فالأجندة العسكرية يقوم التحالف الروسي- الإيراني- الأسد بتطبيقها في محاولة للعودة إلى سوريا القديمة قبل الثورة عام 2011. ويضيف أن الروس تعاملوا مع اتفاق ميونيخ كغطاء يمنحهم وقتاً- اسبوعاً أو اسبوعين – لسحق المعارضة السورية.

ويرى أن السماح لمحور روسيا – إيران بالإنتصار سيكون ثمنه باهظاً ويؤثر على الجهود لسحق تنظيم «الدولة». كما أن انتصار الأسد لن يؤدي إلى السلام في البلاد. ويعتقد أن تنظيم «الدولة» وإن خسر مناطق في العراق لا يزال يتمتع بقوته.

وحتى لو هزم أو تم احتواؤه بطريقة أو بأخرى فالحرب في سوريا تقدم وقائع جديدة وقاتمة. فالتنظيم ليس الأزمة بل هو عرض لها، أي الحرب الدائرة بين السنة والشيعة والمتمثل بشكل واضح بالصراع الدائر للهيمنة على المنطقة بين السعودية وإيران. كما أن تراجع باراك أوباما عن قيادته في منطقة الشرق الأوسط فتح المجال أمام روسيا للظهور كلاعب جديد، وهذا هو السبب الذي حولها لميدان حرب بالوكالة.

دول وميليشيات

وفي صحيفة «يو أس إي توداي» قدم أورين دوريل صورة عن الجماعات المشاركة في الحرب السورية.

فعلى جانب الحكومة هناك: ما تبقى من قوات الجيش السوري، قوات الدفاع الشعبي التي دربتها إيران، الميليشيات الشيعية من العراق وإيران وأفغانستان خاصة كتيبة «الفاطميون»، حزب الله اللبناني، منظمة بدر، عصائب الحق، كتائب حزب الله العراقي والحرس الثوري الإيراني. وهناك روسيا التي تدير قاعدة ميناء طرطوس والقاعدة الجوية في حميمم قرب اللاذقية.

القوات المعادية للنظام:

في الجانب المعادي للنظام هناك فصائل عدة بعضها لقي الدعم من الولايات المتحدة والمخابرات المركزية ـ سي آي إيه. وتدرب عدد من المقاتلين في غرفة عمليات عمان/الأردن وفي تركيا. وتلقت جماعات أخرى دعماً من قطر والسعودية وتركيا والأردن والإمارات العربية المتحدة. ويتراوح الدعم المقدم لفصائل المعارضة من دولة لأخرى. وعلى الحدود الجنوبية، قدمت إسرائيل بعض الدعم لفصائل معارضة واستقبلت جرحى في مستشفياتها وشنت غارات على قوافل سلاح لحزب الله وقتلت قياديين آخرهم سمير القنطار.

التحالف ضد تنظيم «الدولة»

ويضم التحالف عدداً من الدول بقيادة الولايات المتحدة وهي: أستراليا، البحرين، كندا، فرنسا، الأردن، السعودية، قطر، الإمارات العربية المتحدة، بريطانيا وتركيا.

ومع أن روسيا ليست جزءا من التحالف الدولي إلا أنها قامت بضرب مواقع لتنظيم «الدولة» في بعض المرات.

جماعات أخرى

وهي الجماعات الكردية مثل البيشمركه العراقيين الذين جاؤوا للقتال في بلدة عين العرب/كوباني، وهناك حزب الإتحاد الديقمراطي وقوات الحماية الشعبية التابعة له.

ولن تكتمل صورة الجماعات المقاتلة في سوريا بدون الحديث عن تنظيم «الدولة» نفسه والكتائب الأجنبية التي تقاتل إلى جانبه من أوروبا والقوقاز وتونس ومصر والسعودية. وكذا «جبهة النصرة» السورية الجهادية المرتبطة بتنظيم «القاعدة».

 

هل يمكن للجيش التركي مواجهة روسيا في سوريا بشريا وعسكريا؟

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع تصاعد التوتر بين تركيا وروسيا وزيادة التكهنات بشكل غير مسبوق حول إمكانية دخول البلدين في مواجهة عسكرية مفتوحة داخل الأراضي السورية، تتزايد التساؤلات حول القدرات البشرية والعسكرية للجيش التركي، وعن مدى إمكانية أن يخوض الجيش التركي هذه المواجهة مع ثاني أكبر وأقوى جيش في العالم.

هذه التكهنات جاءت عقب إعلان تركيا والسعودية استعدادهما لإرسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وتهديد روسيا وإيران بأن أي تحرك تركي-سعودي سيؤدي إلى حرب إقليمية، وربما حرب عالمية، كل ذلك يأتي في ظل استمرار التوتر المتصاعد بين أنقرة وموسكو منذ حادثة إسقاط طائرات حربية تركية مقاتلة روسية على الحدود مع سوريا نهاية العام الماضي.

وعلى الرغم من أن الجيش الروسي يتفوق بشكل كبير على نظيره التركي، إلا أن تركيا تتمتع بحدود مباشرة مع سوريا تصل إلى 915 كيلو متر، بينما تحتاج روسيا إلى قطع مئات الأميال الجوية أو البحرين لايصال جنودها إلى المنطقة، كما أن تركيا تتحكم بمضيق البوسفور الممر المباشر للسفن الحربية الروسية نحو البحر المتوسط وسوريا، حيث تتيح الاتفاقيات الدولية لأنقرة منع مرور السفن الحربية الروسية في حالة الحرب معها.

وأمس الثلاثاء، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو على أن تركيا دولة قادرة على حماية نفسها من أي خطر يهدد أمنها القومي وهو ما يحدث بالفعل، في إشارة إلى القصف المتواصل لليوم الرابع على التوالي الذي تنفذه المدفعية التركية ضد مواقع الوحدات الكردية شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية.

القوة البشرية

بحسب آخر تعداد سكاني في تركيا لعام 2016، بلغ عدد سكان الجمهورية 79 مليون نسمة، يصنف 41 مليون منهم تحت بند القوة البشرية الفاعلة، لكن العدد الفعلي لقوات الجيش التركي بكافة أقسامه بلغ 410 آلاف جندي، بالإضافة إلى 185 ألف الاحتياط، وذلك بحسب آخر إحصائية نشرها موقع (قلوبال فاير باور) المتخصص بتصنيف الجيوش العالمية، بحسب ما اطلعت عليه «القدس العربي».

في المقابل، تمتلك روسيا التي يبلغ عدد سكانها 142 مليون نسمة، 70 مليون من القوى الفاعلة، ويضم الجيش الروسي 766 ألف عسكري، وقرابة 2.5 مليون من قوات الاحتياط.

القوات البرية

لدى الجيش التركي 3778 دبابة عسكرية، وقرابة 7500 عربة مدرعة، وأكثر من 1000 بطارية صواريخ، و700 مدفع ثقيل، بالإضافة إلى 811 قاعدة إطلاق صواريخ بعيدة المدى.

في المقابل يمتلك الجيش الروسي أكثر من 15 ألف دبابة عسكرية، و31 ألف عربة مدرعة، و5 آلاف بطارية صواريخ، و4600 مدفع ثقيل، بالإضافة إلى 3800 قاعدة إطلاق صواريخ بعيدة المدى.

القوة الجوية

يمتلك سلاح الجو التركي ما مجموعه 1007 طائرات حربية، 207 منها طائرات حربية مقاتلة، و207 طائرات هجومية، و439 طائرة نقل عسكرية، و276 طائرة تدريب عسكرية، بالإضافة إلى 445 طائرة مروحية، و64 مروحية حربية هجومية.

في المقابل، يمتلك سلاح الجو الروسي ما مجموعه 3550 طائرات حربية، 751 منها طائرات حربية مقاتلة، و1438 طائرات هجومية، و1124 طائرة نقل عسكرية، و370 طائرة تدريب عسكرية، بالإضافة إلى 1237 طائرة مروحية، و478 مروحية حربية هجومية.

وفي الوقت الذي تمتلك فيه روسيا منظومات متطورة جداً للدفاع الجوي، وتنشر منظومة إس 400 في سوريا، تعتمد تركيا بشكل رئيسي على منظومة صواريخ باتريوت التابعة لحلف شمال الأطلسي «الناتو» الذي ينشر عدد قليل منها في الأراضي التركية.

القوة البحرية

تمتلك القوات البحرية التركية ما مجموعة 115 قطعة بحرية حربية، منها 16 فرقاطة حربية كبيرة، و8 سفن حربية، و13 غواصة حربية، و29 سفينة، و15 زورق صغير.

في حين تمتلك القوات البحرية الروسية ما مجموعه، 352 قطعة بحرية، منها 4 فرقاطات حربية كبيرة، و81 سفينة حربية، و60 غواصة حربية، و14 سفينة، 45 زورق صغير.

الصناعات الحربية

على الرغم من أن روسيا تتفق بشكل كبير على تركيا في هذا الجانب، إلا أن حكومة العدالة والتنمية عملت خلال السنوات الماضية على تطوير الجيش التركي والصناعات الحربية المحلية بشكل كبير جداً، ويقول الرئيس رجب طيب أردوغان إن بلاده ستغطي جميع احتياجاتها العسكرية والدفاعية بحلول عام 2023.

وخلال مشاركته في تخريج طلاب الأكاديمية الحربية قبل عدة أشهر، قال أردوغان: «نحن عازمون على جعل جيشنا أكبر قوة رادعة في العالم والمنطقة، من خلال تعزيز صناعاتنا الدفاعية، وتزويده بأسلحة ومعدات من إنتاجنا نحن»، مضيفاً: «سنفعل هذا من خلال ما لدينا من تصورات خاصة بنا في المجالات كافة، فنحن مضطرون لنكون أقوياء بقواتنا المسلحة وصناعاتنا الدفاعية».

واستطرد أردوغان، حسب ما نقلته وكالة أنباء (الأناضول) الرسمية، قائلًا: «ونحن مضطرون لأن نصبح قوة كبيرة، ليس فقط من أجل الحفاظ على أمن بلادنا، وإنما أيضًا من أجل كل الأخوة الذين عقدوا علينا آمالا كبيرة».

 

ألف دولار مكافأة لمن يفكك صاروخاً لم ينفجر أقلق المدنيين في ريف إدلب

عبدالرحمن خضر

إدلب ـ «القدس العربي»: أعلن ناشطون محليون من مدينة سلقين في ريف إدلب شمالي سوريا عن مكافأة قدرها ألف دولار أمريكي لمن يفكك الصاروخ الذي أطلقته قوات النظام السوري في وقت سابق من شهر كانون الثاني/يناير الماضي فسقط على بناء في المدينة ولم ينفجر، ما أثار قلق المدنيين واضطر الكثيرون منهم إلى ترك منازلهم خوفاً من انفجاره في أية لحظة.

وقال أحد ناشطي المدينة المساهمين في الإعلان ويدعى «أبوعلي» لـ «القدس العربي»: إن نحو 20 عائلة تركت منازلها تحسباً لانفجار الصاروخ في أي لحظة، والذي من المحتمل أن يودي بأرواح العديد من المدنيين القاطنين في المنطقة القريبة منه ويحدث دماراً كبيراً في الأبنية، فنظراً لمناشداتهم الكثيرة ولعدم تمكن عناصر الدفاع المدني في المدينة من تفكيكه قمنا بجمع مبلغ قدره ألف دولار وأعلنا في صفحات الإنترنت عن رصد هذا المبلغ كمكافأة لمن يمتلك المعدات والخبرة اللازمة لتفكيك مخلفات القذائف كي نخلص المدنيين منه.

وأضاف المصدر ذاته أن الهدف هو حـفظ أرواح المدنيين وإعادتهم إلى منازلهم، مشيراً إلى أن الأمر لاقى استحسان الكثيرين الذين اصطدموا بكبر حجم الصاروخ الذي بلغ طوله نحو 6 أمتار إلى جانب تخوفهم من أن يكون بداخـله قنـابل عنـقودية.

وقال أبو سليمان مدير مركز الدفاع المدني في سلقين لـ «القدس العربي»: إن فرق الدفاع المدني في المدينة حاولت منذ اللحظة الأولى التعامل مع الصاروخ الذي لم ينفجر، لكنها لم تتمكن من تفكيكه أو نقله من مكانه نظراً لعدم وجود فريق هندسي يجيد التعامل مع مخلفات القذائف في المركز إلى جانب افتقار المركز إلى آليات خاصة وروافع.

وأوضح أبوسليمان: أن الصاروخ يقبع على بناء يتألف من ست طبقات ما يصعب المهمة ويجعلها شبه مستحيلة مؤكداً أنه تواصل مع مراكز عدة تابعة للدفاع المدني في محافظة إدلب طالباً منهم العون في تفكيك الصاروخ أو إزالته لكن العوائق ذاتها حالت أيضا دون تفكيكه أو إنزاله.

وأضاف المصدر: أنه كلف دورية خاصة من عناصر الدفاع المدني لمنع المدنيين من الاقتراب من الصاروخ، ولحماية ممتلكات المدنيين من السرقة، إلى أن يتم التوصل إلى طريقة لإزالته أو تفكيكه وتخليصهم منه.

وقال أحمـد اسطـنبولي مـراسل شـبكة أخـبار إدلب في المدينة لـ «القدس العربي»: إن المدينة تغص بالنازحين في طبيعة الحال نظراً لقربها من الحدود التركية، وقد هجر الصاروخ عشرات العائلات، فبعض العائلات نصبت خيماً وبعضها لجأت إلى أقارب لها يسكنون في أحياء أخرى داخل المدينة مؤكداً نزوح كثير من العائلات المجاورة للمبنى حتى بات الحي خالياً من الناس.

وأشار اسطنبولي إلى أن المدنيين أطلقوا نداءات مناشدة عدة للجهات الفاعلة في المدينة لتخليصهم من الصاروخ، لكن غياب المختصين والمعدات كان دائماً حاضراً على لسان المسؤولين.

جدير بالذكر أن الصاروخ المذكور هو أحد صاروخين سقطا على أحياء سكنية بمدينة سلقين شمال إدلب في أواخر شهر كانون الثاني/يناير الماضي وأدى انفجار الآخر إلى مقتل وجرح أكثر من 25 مدنيًا بينهم طفلان.

 

سورية: غارات روسية مكثفة وقتلى مدنيون في الغوطة

أحمد حمزة

كثّف الطيران الحربي الروسي غاراته على وسط شمال سورية، اليوم الأربعاء، وذلك بالتزامن مع تواصل المعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة، في المناطق التي تربط ريف حماة الجنوبي بريف حمص الشمالي، فيما استهدفت هجمات جوية مماثلة، ريفي إدلب وحلب، وأدت غاراتٌ أخرى في ريف دمشق إلى سقوط ضحايا من المدنيين.

وتتواصل المعارك بين فصائل المعارضة وقوات النظام، في المناطق التي تربط ريف حماة الجنوبي بريف حمص الشمالي (وسط البلاد).

 

وأفاد المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي”، محمد السباعي، بأن “كتائب الثوار تمكنت من تحرير حاجز المداجن، الواقع على أطراف قرية الرميلة في ريف حماة الجنوبي الشرقي”.

ولفت السباعي، لـ”العربي الجديد”، إلى “مقتل أكثر من 15 عنصرا من قوات نظم بشار الأسد، بينهم ضباط”، خلال المواجهات التي دارت صباحاَ.

وأضاف أن “قوات النظام، مدعومة بالطيران الحربي الروسي وطيران النظام، وبتمهيد مدفعي كثيف، تحاول اقتحام بلدة حربنفسه من جهة معمل البشاكير، ومعارك عنيفة تدور الآن، وذلك بالتزامن مع غارات جوية للطيران الروسي، الذي استهدف قرية طلف. فيما ألقى طيران النظام المروحي براميل متفجرة على بلدة تيرمعلة، الواقعة في أقصى شمال ريف حمص الشمالي”.

على خطٍ موازٍ، تواصلت الغارات الروسية على ريف حلب الشمالي، المتاخم للحدود التركية. وأكّد ناشطون هناك، “تعرض بلدات عندان وحيان لقصفٍ صاروخي من الطيران الحربي الروسي، قبل ظهر اليوم”، كما طاول قصفٌ جوي مماثل بلدة تفتناز بريف إدلب الشمالي الشرقي، وأدى إلى سقوط جرحى من المدنيين.

وفي محيط العاصمة دمشق، قالت مصادر محلية في الغوطة الشرقية، لـ”العربي الجديد”، إن “غارة للطيران الحربي، استهدفت بلدة دير العصافير، ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وسقوط عدد من الجرحى”، كذلك “استهدف القصف الجوي محيط مدينتي زملكا ودوما”.

 

حماية تركية لحصن المعارضة الأخير شمال حلب

رامي سويد

باتت مدينة أعزاز السورية التي تبعد أقل من خمسة كيلومترات عن الحدود التركية شمال حلب، المأوى الأخير لعشرات الآلاف من النازحين، الذين تدفقوا إليها وإلى عشرة مخيمات انتشرت على طول الجانب السوري من الحدود المشتركة مع تركيا، بعد أن هدم الطيران الروسي قراهم وبلداتهم التي تقاسمت قوات النظام السوري وقوات حماية الشعب الكردية السيطرة عليها.

وباتت سيطرة قوات المعارضة السورية تقتصر عملياً على مدينة أعزاز، ومعبرها الحدودي، ونحو عشرين قرية تقع في محيطها، بالإضافة إلى بلدتي كلجبرين وكفركلبين، بعد انسحابها من باقي مناطق سيطرتها في ريف حلب الشمالي، تحت ضغط القصف الروسي الجوي والصاروخي المستمر.

ولم تبدأ قوات “حماية الشعب” الكردية حتى الآن هجوماً جديداً على مواقع قوات المعارضة السورية في محيط المدينة. كما أن الطيران الروسي لم يطلق حملة قصف جوية مركزة عليها، بالرغم من قصف مدينة أعزاز بنحو خمس غارات جوية وقصف مستشفى الأطفال فيها بصاروخ يعتقد أنه من نوع كروز، أسفر عن مقتل عشرة من المراجعين والعاملين فيه، صباح يوم أمس الثلاثاء.

ومع استمرار إغلاق تركيا لمعبر باب السلامة الحدودي مع سورية، تستمر معاناة أكثر من خمسين ألف نازح يقيمون في ظروف كارثية، عرضة للعراء، أو في خيم جماعية لا تتوفر فيها أولويات الحاجات البشرية اللازمة لتأمين الحد الأدنى من النظافة والدفء والشروط الصحية.

وتحولت تجمعات نازحين على الجانب السوري من الحدود إلى عشرة مخيمات عشوائية، أضيفت إلى المخيم القديم الموجود قرب المعبر الحدودي، الذي كان يطلق عليه اسم “مخيم باب السلامة”.

يقول الطبيب عبد الرزاق الياسين، الذي يعمل في أحد المشافي في منطقة أعزاز، لـ”العربي الجديد”، “تصلنا يومياً عشرات حالات التهاب الأمعاء والإسهال الشديد من النازحين المقيمين على الحدود، بسبب اضطرارهم لشرب المياه الملوثة، وهناك أمراض جرثومية انتشرت بينهم بسبب عدم تواجد أي شبكات صرف صحي، واضطرارهم لقضاء حاجتهم في العراء”.

وأضاف أن “الأطفال أيضاً يصابون بالجفاف وبنزلات البرد الحادة بنسب عالية. الجميع عملياً بدون مأوى، وهذا الأمر تسبب بكارثة على المستوى الصحي”.

ويتزامن كل ذلك مع ارتفاع احتمالات تدخل تركيا لفرض منطقة آمنة في ريف حلب الشمالي. في هذا الصدد، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في تصريحات صحافية يوم أمس الثلاثاء، إن “تركيا لن تسمح بسقوط أعزاز”.

بدوره، صرح نائب رئيس الوزراء التركي يالجين أقدوغان، اليوم الأربعاء، بأن “أنقرة تريد منطقة آمنة بعمق 10 كيلومترات داخل سورية على حدود تركيا الجنوبية تشمل مدينة أعزاز”.

وأشار أقدوغان، في مقابلة مع قناة “خبر” التلفزيونية التركية، إلى أن “ما نريده هو إقامة شريط أمني يشمل أعزاز، وهذه المنطقة يجب أن تكون خالية من الاشتباكات”.

في سياق متصل، أفادت وكالة “دوغان” التركية للأنباء بأن “الجيش التركي أرسل تعزيزات عسكرية لمناطق الحدود مع سورية”. ونقلت مصادر صحافية تركية أنباءً تقول إن “القوات المسلحة التركية أرسلت 15 ألف جندي تركي إلى الحدود مع سورية لتعزيز الأمن وضبط الحدود، اليوم الأربعاء”.

وعلم “العربي الجديد” من شهود عيان على الجانب السوري، أن التواجد العسكري للأتراك على الجانب التركي من الحدود، زاد بشكل كبير خلال اليومين الماضيين، الأمر الذي يشير إلى تحضير أنقرة لجيشها للتدخل في حال قررت القوات الكردية الاقتراب أكثر من مدينة أعزاز ومعبرها الحدودي، والتي تسيطر عليها المعارضة السورية حالياً.

ويبدو أن هذا التدخل التركي سيتم تجنبه من قبل القوات الكردية، عبر عدم الاقتراب حالياً من المدينة، مع ظهور علامات الجدية بالتدخل العسكري بالنسبة للقوات التركية، التي تواصل الحشد في انتظار اقتراب الأولى.

وتطرح هذه الجدية التركية في التدخل في سورية، تحدياً كبيراً أمام قوات حماية الشعب الكردية وروسيا التي أمنت لها غطاءً جوياً في حربها على المعارضة السورية، وقد يشكل التصعيد المحتمل في أعزاز شرارة لتماس بين الطيران الروسي الذي يؤمّن الغطاء الجوي للقوات الكردية، وبين الجيش التركي الذي يبدو أنه عازم على الدفاع عن المدينة.

ويدفع ذلك إلى الاعتقاد بأن حساسية الموقف الحالي في ما يخص مدينة أعزاز، سيجبر الأطراف جميعاً على ضبط النفس، وإبقاء الأوضاع على ما هي عليه، في انتظار تغيّر المعطيات السياسية لصالح أحد الأطراف بما يسمح لها بفرض نفوذها على المدينة الحدودية والمناطق المحيطة بها.

 

قتلى للنظام السوري في داريا إثر محاولة تقدم فاشلة

ريان محمد

صدّت المعارضة السورية المسلّحة في مدينة داريا المحاصرة في ريف دمشق، محاولة تقدم للقوات النظامية، موقعة في صفوف الأخيرة أكثر من 20 قتيلا، إضافة إلى تدمير مدرعتين، في حين قتل أربعة عناصر من المعارضة.

وقال عضو المركز الإعلامي في داريا، عبدالحميد الديراني، لـ”العربي الجديد”، إن “القوات النظامية شنت، مساء أمس الثلاثاء، هجوماً عنيفاً على مدينة داريا، حيث تعرضت المدينة لقصف من قبل الطيران المروحي بأكثر من 40 برميلا متفجرا”.

 

وأضاف الديراني، أن “المدينة تعرضت، كذلك، إلى عدد من الصواريخ أرض أرض، التي سقطت على أحياء متفرقة من داريا، ما تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى، فضلاً عن دمار كبير لحق بالمدينة، التي تتعرض للقصف منذ أكثر من ثلاث سنوات”.

 

وأكّد أن “فصائل المعارضة المسلحة تمكنوا من صد محاولات القوات النظامية، المدعومة بالمدرعات العسكرية الثقيلة، وغطاء ناري جوي كثيف، لاقتحام المدينة من أكثر من محور، في حين تم إعطاب مدرعتين”.

 

 

 

وتتعرض مدينة داريا يومياً، منذ أشهر، للقصف اليومي بعشرات البراميل المتفجرة، إضافة إلى مختلف أنواع الصواريخ وقذائف الهاون، بالتزامن مع تجدد محاولات الاقتحام المتكررة، إذ لا تزال المعارضة المسلّحة تسيطر على المدينة منذ أكثر من 3 سنوات، وتتصدى لتلك المحاولات.

ولفت الديراني إلى أن “المدينة تعاني من ظروف إنسانية سيئة للغاية، حيث يحاصر فيها نحو 8500 مدني معظمهم من الأطفال والنساء، في مساحة لا تتجاوز الـ7 كيلومترات مربعة، ويمنع عنهم بشكل كامل المواد الغذائية والطبية، والخدمات من ماء للشرب والكهرباء والاتصالات، ما يهدد بحدوث كارثة إنسانية في حال استمرار الهجمة العسكرية الشرسة واستهداف مناطق المدنيين في المدينة.

 

الإتحاد الديموقراطي”: القول بوحدة سوريا.. والعمل للانفصال

محمد خالد

لطالما صرّح قياديو حزب “الإتحاد الديموقراطي” وذراعه العسكرية “وحدات حماية الشعب”، عن عدم نيتهم إقامة دولة كردية في سوريا أو الانفصال عنها. كما أن سجلّ تصريحاتهم حافل بعدم نية الدخول إلى أعزاز ومارع وتل رفعت، معاقل المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب الشمالي. إلا أن الأحداث على الأرض والتصعيد العسكري الذي تقوده “وحدات الحماية”، مدفوعة بدعم الطيران الروسي، وبالتنسيق الكامل مع قوات النظام، يُكذب كل التصريحات السابقة. وخلال الأيام الماضية، هاجمت “الوحدات” ريف مدينة أعزاز وسيطرت على بلدة تل رفعت، وسط محاولاتها المستمرة للسيطرة على مدينة مارع.

 

زعيم حزب “الاتحاد الديموقراطي” صالح مسلم، كان قد نفى مراراً الاتهامات لحزبه بالعمل من أجل قيام دولة كردية قائلاً: “نحن نريد أن يعيش شعبنا في الحدود السورية في ظل الديموقراطية، من الخطأ اتخاذ قرارات معينة على أساس تلك الأكاذيب، نحن لم نفكر بهذه الفكرة ولم ننفذها، وإذا كان هناك من يفكرون بذلك فلن نكون أداة لتنفيذ خططهم”.

 

القائد العام لـ”وحدات حماية الشعب” الكرديّة سيبان حمو، -العماد الرئيسي في “قوات سوريا الديموقراطية”- كان قد قال: “نحن نؤمن بسوريا موحّدة يحكمها نظام برلماني تعدّدي لا مركزي، تتمثّل فيه كافة أطياف الشعب السوري”.

 

إلا أن الناشط الكوردي من عفرين سيزر حسو، أكد لـ”المدن”، أن القوات الكردية تسعى لتحقيق “الحلم الكبير” بإقامة دولة كردية في سوريا وتركيا، وأن أكبر همّ لها هو خلق مشاكل عسكرية وسياسية للأتراك، لتخفيف الضغط العسكري الذي يقوم به الجيش التركي على المقاتلين الأكراد جنوب شرقي تركيا وشمالي العراق. وتعتبر “وحدات الحماية” أن الأعمال الاستفزازية من شأنها جرّ الأتراك إلى المستنقع السوري، وبالتالي إنهيار الجمهورية التركية، ما يقوّي موقف الأكراد.

 

وأشار سيزر إلى أن “وحدات حماية الشعب الكوردي”، تسعى للتمدد أكثر في المنطقة، والسيطرة على مناطق المعارضة السورية، من أجل الوصول إلى جبهات القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، بغية جلب الدعم الجوي الأميركي. وذلك سيساعدهم في التقدم إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، من أجل وصّل مناطق سيطرتهم شمال غربي سوريا، بشرقها. ويعتقد سيزر بأن الأميركيين لا يريدون دعم هذا التوجه بشكل مباشر، لكنهم راضون عنه، وسيبدأون دعم تلك القوات جوياً، بمجرد وصولها لخطوط الاشتباكات مع تنظيم “الدولة”.

 

سيزر أضاف أن القوات الكردية بدأت بشكل جدي بالعمل على هذه الخطة منذ 3 أشهر، وفرضت التجنيد الاجباري على المدنيين الأكراد في مناطق سيطرتها، بحجة واجب “الدفاع الذاتي” الذي أقره مجلس “الإدارة الذاتية” أو ما يُعرف باسم “المجلس التشريعي للإدارة”. و”الإدارة الذاتية” هي مؤسسات للحكم أسسها حزب “الإتحاد الديموقراطي” في مناطق سيطرته في سوريا. سيزر أشار إلى أن “الوحدات” قامت بحفر خنادق في محيط مدينة عفرين شمال غربي حلب، وشددت الحراسة على حدود المدينة لمنع الشباب من الهرب خارجها، كما قامت أجهزة الأمن التابعة لـ”الوحدات” المعروفة باسم “الأسايش” بخطف عشرات الأطفال من الذكور والإناث، ونقلهم إلى معسكرات للتدريب، كي يصار إلى زجهم لاحقاً في جبهات القتال.

 

ويُذكر بأن قوات كردية من حزب “العمال الكردستاني” المنظمة الأم لحزب “الإتحاد الديموقراطي” تشارك في عمليات الاشراف والتخطيط والقتال.

 

وكشف سيزر عن تنسيق عالٍ بين القوات الكردية في عفرين مع التحالف الروسي في سوريا، وأشار إلى دعم “الوحدات” بشحنات أسلحة نقلتها مروحيات تابعة لقوات النظام، طوال الشهور الثلاثة الماضية، وكان آخرها إلقاء طيران الشحن الروسي لشحنات أسلحة عبر مظلات، سيطرت عليها “الوحدات” ونقلتها إلى مستودعاتها.

 

وكان واضحاً الدعم الروسي الجوي لـ”الوحدات” الكردية التي تقدمت مؤخراً في مناطق واسعة في ريف حلب الشمالي، وسيطرت على قرى عربية ونالت دعماً جوياً روسياً يضاهي الدعم الذي تتلقاه قوات النظام السوري في معاركها ضد المعارضة. كما أن “الإدارة الذاتية” في عفرين تلقت وعوداً وضمانات روسية-سورية بالدفاع عنها ضد أي تدخل تركي محتمل، سياسياً أو عسكرياً.

 

ويتهم نشطاء معارضون القوات الكردية بخدمة مصالح النظام، مدللين على تزامن هجمات “الوحدات” مع تقدم قوات النظام نحو نبل والزهراء، بالإضافة إلى تزامن تقدمهم مع تمهيد جوي للطائرات الروسية التي ازدادت وتيرتها واشتدت في المناطق التي تندلع فيها الاشتباكات.

 

الناشط الكردي شيرو علو، قال لـ”المدن”، إن الهجمات التي تشنها القوات الكردية ممثلة بـ”YPG” على الريف الشمالي لمحافظة حلب، جاءت بالتزامن مع انسحاب المعارضة من مؤتمر “جنيف-3” وعدم دعوة رئيس حزب “الاتحاد الديموقراطي” صالح مسلم، لحضور المؤتمر ضمن وفد المعارضة. وهذه الحملة جاءت كورقة ضغط من روسيا على المعارضة للجلوس الى طاولة المفاوضات من دون شروط مسبقة، وأيضا كورقة ضغط على تركيا خاصة بعد اسقاطها لمقاتلة روسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015.

 

“وحدات الحماية” باتت ورقة رابحة للجميع، لروسيا وأميركا وللدول الأوروبية. وهذه القوات تتعامل مع الجميع من أجل تحقيق مصالحها. ويتضمن ذلك التنسيق مع قوات النظام في معارك ريف حلب الشمالي لإضعاف فصائل المعارضة المسلحة بغطاء جوي روسي، وأيضاً لإبعاد الاشتباكات التي كانت تحصل بينها وبين الفصائل في ريف عفرين إلى مناطق أخرى. وهناك مخطط بات واضحاً لتقسيم سوريا، عبر وصل مدينة عفرين في ريف حلب الغربي بالقامشلي في ريف الحسكة الشرقي، مروراً بعين العرب “كوباني” وتل أبيض في الرقة.

 

دي ميستورا يختبر إنسانية النظام اليوم..ودمشق ترفض

رجّح المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن يبدأ، الأربعاء، تطبيق بعض البنود الإنسانية التي تم التوصل إليها خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا، في ميونخ، الجمعة الماضي، حيث حصلت منظمة الأمم المتحدة على موافقة دمشق لإدخال مساعدات إلى المحاصرين في ديرالزور، وبلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب، ومضايا والزبداني وكفر بطنا ومعضمية الشام في ريف دمشق.

 

تأتي هذه التطورات عقب اجتماع جرى بين المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ووزير الخارجية السورية وليد المعلم، حيث قدّم دي ميستورا عرضاً لمحادثات “جنيف-3” التي تم تعليقها إلى 25 الشهر الحالي، وبحث مع المعلم نتائج اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا في ميونخ.

 

وكان دي ميستورا قد أصدر بياناً، ليل الثلاثاء، قال فيه “من الواضح أنه من واجب الحكومة السورية الوصول إلى كل شخص أينما كان والسماح للأمم المتحدة بنقل المساعدات الإنسانية.. سنختبر هذا غداً”. وأضاف “إن المنظمات الإنسانية وشركاءها يجهزون قوافل لهذه المناطق لتنطلق في أسرع وقت ممكن خلال الأيام المقبلة”.

 

بيان المبعوث الدولي أثار غضباً سوريا، إذ هاجمت وزارة الخارجية السورية دي ميستورا وقالت إن دمشق أصبحت بحاجة إلى اختبار نوايا المبعوث الدولي، متهمة إياه بأنه يصدر تصريحات تتناقض مع كلامه خلال لقاءاته مع المسؤولين السوريين.

 

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله، إن “الحكومة السورية لا تسمح لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، ولا لأي كان أن يتحدث عن اختبار جدية سوريا في أي موضوع كان. والحقيقة أن الحكومة السورية هي التي باتت بحاجة لاختبار صدقية المبعوث الأممي الذي دأب منذ بداية عمله على الكلام في وسائل الإعلام بما يناقض تماما ما جرى في الاجتماعات المشتركة مع الحكومة السورية”.

 

وأضاف المسؤول في الخارجية السورية “تؤكد الجمهورية العربية السورية ان ايصال المساعدات الانسانية للمناطق المحاصرة من قبل الإرهابيين هو التزام الحكومة المستمر منذ سنوات تجاه شعبها، ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد باجتماعات جنيف أو ميونيخ أو فيينا، أو بأي جهة كانت”. وتابع “إن أي ادخال أو ايصال للمساعدات الانسانية في السابق أو في المستقبل هو ضمن خطة الاستجابة الوطنية السورية، ولسنا بانتظار أحد ان يذكرنا بواجباتنا تجاه شعبنا، وأما ما صرح ويصرح به دي ميستورا حول اختبار جدية الدولة السورية فلا علاقة له بالدقة أو الموضوعية، ولا يمكن وضعه إلا في سياق إرضاء جهات أخرى”.

 

سوريا: الإغاثة من خارج الحدود تزداد نشاطاً

رولا عطار

يستمر نشاط العديد من المنظمات والجمعيات التي تعمل في مجال الإغاثة، سواء داخل سوريا أو خارجها، لتقديم المساعدات المختلفة للسوريين الذين شرّدتهم الحرب. هذه الجمعيات منها ما كان موجودا قبل الحرب ومنها ما فرضت ظروف التهجير والحصار وجوده.

لكن البارز على خط المساعدات، هو ارتفاع نسبة المساعدات من مصر، والتي يقوم بها رجال اعمال سوريون، وتحديداً “تجمع رجال الأعمال السوريين في مصر”، والذي أطلق مبادرة “دوماً معاً” لتوزيع مساعدات في المحافظات السورية. واختار التجمع هذا العنوان لأنه “يعبّر عن هدفنا من هذه المبادرة، والتي من الطبيعي أن نقوم بها بعد أن إنتظم واستقر أداء مبادرتنا في مصر، والقائمة على توزيع المساعدات العينية على العائلات السورية المحتاجة، وذلك من خلال لجنة تضامن شكّلها تجمعنا في مصر”، وفق ما يقوله لـ “المدن” رئيس التجمع خلدون الموقع، والذي يشير الى انه “في الوقت الراهن تقتصر مساعداتنا على تقديم ملابس الأطفال، والتي قرر تجمعنا شراءها من السوق المحلية في سوريا دعماً للانتاج الوطني. وبالتأكيد نبدأ من خلال ما يتوفر لدى المنتجين السوريين من أعضاء تجمعنا، من الذين ما زالت مصانعهم أو ورشهم مستمرة بالعمل في سوريا. أما توزيع المساعدات فيكون بشكل رئيسي من خلال الجمعيات الخيرية”. اما البداية، فيقول الموقع إنها كانت من “مدينة دمشق أواخر الشهر الماضي، عبر توزيع أول دفعة مساعدات وهي عبارة عن ملابس أطفال، وتبعها دفعات أخرى من المساعدات والحاجيات”. وبعد دمشق، يشير الموقع الى ان “مساعدات اخرى نقلت الى حلب، ونعمل اليوم على إيجاد صيغة تضمن انتظام مساعداتنا وتزايدها لتشمل المحافظات التي يمكن الوصول إليها”.

وتتزايد أهمية المساعدات التي يقدمها التجمع وباقي الجهات الأخرى، مع ارتفاع اعداد النازحين وسوء أحوالهم، إذ يشير “المركز السوري لبحوث السياسات”، الى ان “نحو 45% من سكان سوريا اضطروا إلى مغادرة سكنهم بحثاً عن الأمان أو ظروف معيشية أنسب في أماكن أخرى، ومع نهاية العام 2015 بلغ عدد الأشخاص النازحين داخلياً حوالي 6.36 مليون، علماً أن العديد منهم اضطر إلى النزوح مرات عديدة”. ويقدر عدد اللاجئين الذين غادروا البلاد بـ “حوالي 3.11 مليون شخص كما هاجر نحو 1.17 مليونا”. ومع استمرار النزاع المسلح والركود الاقتصادي والدمار، يقدر معدل الفقر العام بـ “نحو 85.2% عام 2015 مقارنة بنحو 83.5% عام 2014. وبلغت نسبة من يعيشون في فقر شديد 69.3% من السكان، وهم غير قادرين على تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية الغذائية وغير الغذائية. كما بات نحو 35% من السكان يعيشون في فقر مدقع، غير قادرين على تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأساسية. ويتفاوت مستوى الفقر بين المحافظات ويزداد الوضع سوءا في مناطق النزاع والمناطق المحاصرة”.

والى جانب المساعدة الآتية من مصر، تتولى جمعيات تم تأسيسها في دول مختلفة مهمة تقديم المساعدات للسوريين في المناطق المحاصرة، كجمعية “النور السورية للإغاثة” في تركيا. وتبرز الحاجة الى تكثيف المساعدات خلال فترات الشتاء، حيث قامت حملة “دفء الشتاء” بمساعدة حوالي 1086 عائلة، بتوزيعها “64 طناً من الحطب في كل من ادلب (مخيم صلاح الدين) وريف دمشق في الغوطة الشرقية (جسرين وحرستا) وحمص (حي الوعر المحاصر). كذلك تم توزيع 1600 ليتراً من المازوت و94 معطفاً شتوياً للأطفال في ادلب (مخيم صلاح الدين). ومن الحملات التي تنشط في سوريا ايضاً، جمعية “ساعد” التي يقول رئيس مجلس إدارتها عصام حبال، ان عملها أنطلق في دمشق، ويشير لـ “المدن” الى ان المساعدات تعتمد على الوجبات الغذائية الساخنة مجاناً، وهي خطوة ستتواصل على مدار العام وليس فقط في الشتاء، لافتا النظر الى ان المشروع سيمتد الى كل المحافظات.

تسليط الضوء على الجمعيات الإغاثية امر ضروري لمساعدة النازحين والمحاصرين، لكن ما هو ضروري اكثر، ضمان استمرار المساعدات، خاصة تلك الآتية من خارج الحدود، لأن التواصل بين الخارج والداخل محفوف بالمخاطر، وتحدي هذه المخاطر يضمن تحسين أوضاع سوريي الداخل مع الوقت.

 

أردوغان: واشنطن رفضت منطقة حظر طيران فوق سوريا

جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، رفض بلاده السماح للأكراد بإقامة “قنديل جديد” على الحدود الجنوبية لتركيا، في إشارة إلى جبال قنديل في شمالي العراق، حيث يتمركز حزب “العمال الكردستاني” المحظور في تركيا. وقال إن كل من لا يتفهم ويحترم موقف تركيا بخصوص سوريا فإنه سيدفع الثمن، مشدداً على أن تركيا ليست بلداً ينسحب أو يستسلم أمام الأسلحة الموجهة إليه.

 

ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” عن الرئيس التركي قوله إن بلاده حالياً تتخذ موقف الدفاع عن النفس، ضد المقاتلين الأكراد في صفوف “وحدات حماية الشعب”، الذراع العسكرية لحزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي.

 

وخلال كلمة ألقاها في القصر الرئاسي، قال أردوغان إن النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة غير مفهوم بالنسبة إلى تركيا، وعليها أن تختار بين أن تكون مع أنقرة، أو مع “الوحدات الكردية”. وأضاف “إننا نقوم بما يترتب علينا لمن نعرف أنهم أصدقاء، ولكن على من لا يروننا كأصدقاء أن يصرحوا بذلك بشكل واضح”. وتابع “البارحة ذكر أحد المسؤولين (الأميركيين) أنهم سيواصلون دعم ي. ب. ك (وحدات حماية الشعب)، إلا أنه ينبغي عليها أن لا تصعّب علينا مكافحتنا (لتنظيم داعش)، فهذا نهج خاطئ من أساسه”.

 

واتهم الرئيس التركي الولايات المتحدة بعدم الموافقة على إقامة منطقة حظر للطيران فوق سوريا، لكنها في المقابل صمتت حيال المقاتلات الروسية التي “تسرح وتمرح هناك، فيموت الآلاف من المظلومين، ألسنا حلفاء ونتحرك معاً؟ ماذا حدث حتى تطلبوا منا وقف قصفنا لـ(ب. ي. د)، و( ي. ب. ك). نحن لا نفكر بوقف هذا القصف”.

 

في السياق، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال كلمة أمام مجلس النواب الألماني، الأربعاء،  إنه “لا يزال الوضع الراهن (في سوريا) غير مقبول، وسيكون من المفيد فرض منطقة حظر جوي في سوريا لا يستطيع أحد تنفيذ ضربات جوية فيها”. واعتبرت أن موافقة الدول الكبرى على إقامة مثل هذه المنطقة سينقذ أرواحاً عديدة، وسيكون من شأنه الدفع بعملية التسوية السياسية في سوريا.

 

في المقابل، قلل نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، من حظوظ أنقرة في إقامة منطقة حظر طيران فوق سوريا. معللاً ذلك بالقول إنه “لا يمكن أن يُتخذ أي قرار بفرض مناطق حظر جوي من دون موافقة الدولة المضيفة وقرار من مجلس الأمن الدولي”.

 

وجاء كلام غاتيلوف خلال مقابلة أجرتها معه وكالة “انترفاكس” الروسية، وأعلن خلالها أن مسؤولين من الجيشين الروسي والأميركي سيبدآن اجتماعاتهما للتنسيق حول تنفيذ اتفاق ميونخ، الذي توصلت إليه المجموعة الدولية الأسبوع الماضي. واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي أن “تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ميونيخ بشأن حل سلمي في سوريا بدأ بالفعل”.

 

أوباما لبوتين: الحصان الذي تدعمونه غير فعّال

الملك سلمان واردوغان: لا حلّ مع الأسد

 

 

تلقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس، أعرب فيه الزعيمان عن قلقهما إزاء الهجمات التي تشنها روسيا وقوات بشار الأسد شمالي حلب. وشدد الملك السعودي والرئيس التركي على أنه لا يمكن أن يكون هناك حل للصراع السوري مع وجود الأسد في السلطة، كما دعوا إلى وقف الضربات على المدنيين ورفع الحصارات المفروضة، وقالا إن الهجمات تزيد الوضع الإنساني سوءاً في المنطقة.

 

وحسب مصادر في مكتب اردوغان، جرى بحث خلال الاتصال الهاتفي في الهجمات التي يشنها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي على بلدة أعزاز في شمال سوريا على مقربة من الحدود التركية والقصف الذي يرد به الجيش التركي عليها.

 

وانتقد الرئيس الأميركي باراك اوباما موسكو أمس، ورأى ان تدخل روسيا في سوريا دليل على ضعف حكم الأسد، وانه سيكون من الكياسة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان يساعد في التوسط في عملية انتقالية سياسية في سوريا.

 

وأبلغ أوباما الصحافيين في ختام قمة مع زعماء دول جنوب شرق آسيا في كاليفورنيا مخاطباً الروس، «انكم ترسلون جيشكم بينما الحصان الذي تدعمونه غير فعال». وقال ايضاً ان روسيا والاسد ربما حققا «تقدماً مبدئياً» على الارض، ولكن ثلاثة أرباع سوريا خارج سيطرتهما.

 

وعلى صعيد آخر، تزداد روسيا توتراً مع إصرار تركيا على منع ميليشيات الاتحاد الديمقراطي الكردي من احتلال المزيد من القرى والبلدات في ريف حلب تحت غطاء جوي روسي كثيف، باعتبار أن تلك المنطقة تقع ضمن الأمن الاستراتيجي التركي، فيما استجلب القصف الروسي العنيف على الأماكن المأهولة بالمدنيين المزيد من الإدانات كان آخرها موقفان بريطاني وفرنسي شجبا دور روسيا في سوريا وما يُرتكب فيها من مجازر.

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس إن «العملية الوحشية» التي تقوم بها روسيا والنظام السوري في شمال سوريا حيث تتقدم قواتهما باتجاه الحدود التركية، هدفها شق ممر لمقاتلي الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره أنقرة الفرع السوري لـ»حزب العمال الكردستاني»، المصنف إرهابياً في تركيا والولايات المتحدة.

 

وندد اردوغان بالانتقادات من جانب حلفاء تركيا على قصفها لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا قائلاً إنها وجناحها السياسي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، من صنيعة حكومة الأسد. وأضاف «في الوقت الراهن تجري عملية روسيا الوحشية بجانب النظام السوري في استهداف المدنيين. مثل هذه الهجمات.. تهدف إلى تشكيل حزام لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والجانب البري من الهجوم تقوم به وحدات حماية الشعب الكردية«. وتابع في مؤتمر صحافي في أنقرة قائلاً «أود أن أخاطب حلفاءنا الغربيين مرة أخرى: وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي منظمتان إرهابيتان، ولن يغفر التاريخ لمن ساعدهما على تشكيل هذه البنية«.

 

كما دان رئيس الوزراء التركي احمد داود أوغلو بشدة أمس الضربات الجوية الروسية واصفاً اياها بأنها «همجية وغاشمة وجبانة». وقال في كلمته الأسبوعية أمام نواب حزبه «منذ أيلول تقصف هذه الطائرات الهمجية والغاشمة والجبانة سوريا من دون أي تمييز بين المدنيين والأطفال والعسكريين».

 

وقال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو لوكالة «رويترز» إن بلاده والسعودية وبعض الحلفاء الأوروبيين يرغبون في شن عملية برية في سوريا، لكن لا يوجد إجماع في التحالف ولم تتم مناقشة استراتيجية بهذا الخصوص بشكل جدي. وأضاف في مقابلة في أنقرة «بعض الدول مثلنا والسعودية وكذلك بعض الدول الأخرى في غرب أوروبا تقول إن من الضروري شن عملية برية.. لكن توقع هذا من السعودية وتركيا وقطر فقط أمر غير صائب وليس واقعياً«. وتابع: «إذا جرت مثل هذه العملية فيجب أن تتم بشكل مشترك على غرار الضربات الجوية (للتحالف)». وتابع «لم يجرِ التحالف نقاشاً جاداً بخصوص هذه العملية البرية. هناك معارضون وهناك من لا يرغبون في المشاركة لكنهم عبروا عن رغبة في أن تقوم تركيا أو دولة أخرى بذلك».

 

واستفاد حزب الاتحاد الديمقراطي في الأيام الأخيرة من الهجوم الذي شنته قوات بشار الأسد وميليشيات الحرس الثوري الإيراني و»حزب الله» بدعم الطيران الروسي على حلب لاستعادة السيطرة على قطاعات عدة كانت سابقاً بيد مقاتلي المعارضة.

 

ودعا مسؤول تركي رفيع رافضاً كشف اسمه الى إرسال جنود من قوات التحالف الى الأراضي السورية، معتبراً أنه من «المستحيل» إنهاء الحرب في سوريا ما لم يتم تحقيق ذلك.

 

وقال هذا المسؤول رافضاً الكشف عن اسمه «نريد عملية برية مع حلفائنا الدوليين. بدون عملية على الأرض، من المستحيل وقف المعارك في سوريا». لكنه أكد في الوقت ذاته «لن تكون هناك عملية عسكرية تركية أحادية الجانب في سوريا».

 

واعتبر هذا المسؤول أن هذا التدخل العسكري يجب أن يستهدف «كل المجموعات الإرهابية في سوريا»، مشيراً الى تنظيم «داعش» وإلى قوات النظام السوري والميليشيات الكردية المعروفة بوحدات حماية الشعب الكردية.

 

ميدانياً قصفت المدفعية التركية فجر أمس مدينة تل رفعت التي وقعت تحت سيطرة تحالف كردي عربي مساء الاثنين إثر معارك عنيفة مع الفصائل المقاتلة في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري.

 

وأوردت وسائل إعلام تركية أن المدفعية التركية فتحت نيرانها على مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية، في محيط مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، وهي أحد معقلين متبقيين في يد الفصائل المقاتلة التابعة للمعارضة السورية بعد سيطرة قوات الاتحاد الديمقراطي على تل رفعت.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قصفت المدفعية التركية مدينة تل رفعت ومحيطها بعد ساعات على سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليها».

 

وانتقدت بريطانيا وفرنسا دور روسيا في الحرب السورية وقالتا إنه ينبغي على موسكو وقف الصراع بدلاً من تأجيجه.

 

وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في بيان «الغارات الجوية المزمعة على مستشفيات في شمال سوريا في الأيام الأخيرة قد ترقى إلى جرائم حرب وينبغي التحقيق فيها«. وأضاف البيان «أفزعني استمرار نظام الأسد ومن يدعمه في قصف المدنيين الأبرياء برغم الاتفاق الخميس الماضي على وقف الأعمال العدائية.. ينبغي على روسيا أن توضح (موقفها) وتظهر بتصرفاتها أنها ملتزمة بإنهاء الصراع وليس تأجيجه«.

 

وأبلغ وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان مارك إيرولت الذي اتهم الحكومة السورية وداعميها يوم الاثنين بارتكاب جرائم حرب، نواب البرلمان أن الأمر العاجل هو حماية المدنيين. وقال «ينبغي وقف كل القصف. غير مقبول استهداف المستشفيات والمدارس. هذه التصرفات انتهاك سافر للقانون الدولي«.

 

وأعلنت الأمم المتحدة الاثنين «مقتل نحو خمسين مدنياً بينهم أطفال إضافة الى العديد من الجرحى» في خمس مؤسسات طبية «على الأقل» ومدرستين في حلب وإدلب بشمال سوريا في قصف رجح المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه روسي.

 

كما أعلنت أطباء بلا حدود أن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وفقد ثمانية آخرون إثر تعرض مستشفى سوري مدعوم منها في منطقة معرة النعمان في محافظة إدلب للقصف.

 

وفي نيويورك، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن «قلقهم» حيال الضربات التركية على المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، على ما أعلن رئيس المجلس سفير فنزويلا رافاييل راميريز كارينو.

 

وكان المجلس وبطلب من روسيا أجرى مشاورات في جلسة مغلقة حول القصف التركي في سوريا.

 

وقال سفير فنزويلا إن «أعضاء المجلس أعربوا عن قلقهم حيال هجمات تركيا في شمال سوريا»، مضيفاً أن الدول «اتفقت على أن تطلب من تركيا احترام القانون الدولي».

 

غير أن المجلس لم يصدر إعلاناً رسمياً يدين القصف المدفعي التركي.

 

وقال كارينو إن دول المجلس الـ15 أعربت «عن مستويات متفاوتة من القلق(…) لكن الجميع اتفق» على انتقاد عمليات القصف.

 

وفي باريس، بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس مساء، مستجدات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وبخاصة الحرب الدائرة في سوريا، والجهود الرامية إلى حقن الدماء وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدن السورية المحاصرة.

 

ودعا الطرفان إلى زيادة الدعم الدولي والجهود الدولية لردع نظام الأسد وأعوانه عن ارتكاب مزيد من الجرائم، محملين النظام السوري مسؤولية ما يجري من خراب ودمار، ومذكرين المجتمع الدولي في الوقت نفسه بمسؤوليته تجاه تلك الجرائم وحماية المدنيين منها، وأهمية محاسبة المسؤولين.

 

وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بعد لقاء نظيره الإيراني حسين دهقان الذي يزور موسكو، استعداد روسيا وإيران لـ»تعزيز» تعاونهما العسكري. وقال شويغو في بيان «إنني مقتنع بأن لقاءنا سيسهم في تعزيز العلاقات الودية بين القوات المسلحة الروسية والإيرانية«.

 

وأوضح البيان أن الوزيرين بحثا معاً «التدابير الضرورية لتطوير تدريجي» لتعاونهما العسكري الذي «وضع أساسه في اتفاق موقع في كانون الثاني» بين طهران وموسكو.

 

ونفى الكرملين أمس قصف الطيران الروسي مستشفيات ومدارس في شمال سوريا، ما أدى الى سقوط خمسين قتيلاً بينهم عدد كبير من الأطفال. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «مرة جديدة ننفي بشكل قاطع مثل هذه الادعاءات خصوصاً أن الذين يدلون بهذه التصريحات لا يتمكنون أبداً من إثباتها».

 

ومتجاهلاً سفك إيران الدم السوري منذ بداية الأزمة، حذر وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف أمس من أن نشر السعودية قوات في سوريا سينتهك «القانون الدولي» وطلب من الرياض وقف قصفها لليمن. وقال الوزير الذي تدعم بلاده نظام الأسد خلال مؤتمر صحافي في البرلمان الأوروبي في بروكسل «إن الذين ينشطون في سوريا من دون إذن الحكومة السورية ينتهكون القانون الدولي».

 

وكان ظريف يجيب على سؤال حول إعلان السعودية إمكانية نشر قوات على الأرض تنشط في إطار التحالف ضد تنظيم «داعش» بقيادة أميركية.

 

وقال ظريف «ليس لإيران قوات على الأرض في سوريا. لدينا مستشارون عسكريون في سوريا كما في مناطق أخرى بدعوة من الحكومة».

 

وأعلن مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية أن الحكومة السورية وافقت على دخول مساعدات الى سبع مناطق محاصرة يُفترض أن تصل قريباً.

 

وقالت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية بعد زيارة الموفد الدولي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا الى دمشق، «فهمنا أن الحكومة السورية وافقت على الدخول الى سبع مناطق محاصرة». وقالت المتحدثة إن هذه المناطق هي «دير الزور والفوعة وكفريا في (محافظة) إدلب ومضايا والزبداني وكفر بطنا ومعضمية الشام». وأضافت أن «الوكالات الإنسانية وشركاءها تُعد القوافل لهذه المناطق حتى تتمكن من الانطلاق ما أن يصبح ذلك ممكناً في الأيام المقبلة».

 

وأعلن دي ميستورا في وقت سابق من دمشق أن الأمم المتحدة سترسل مساعدات إنسانية الى مناطق محاصرة في البلاد. وقال دي ميستورا لصحافيين إثر لقاء ثانٍ جمعه في دمشق بوزير الخارجية وليد المعلم، «ناقشنا مسألة ذات أولوية بالنسبة الينا في هذه اللحظة، وهي قضية وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة(…) من جانب أي من الأطراف».

 

وتابع «كما تعلمون جيداً يتم الوصول إلى هذه المناطق من خلال القوافل التي ينظمها فريق الأمم المتحدة بشكل منتظم، بالتعاون مع منسق الشؤون الإنسانية» في سوريا، مضيفاً «من واجب الحكومة السورية أن توصل المساعدات الإنسانية الى كل السوريين أينما كانوا، والسماح للأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية، خصوصاً الآن بعد مرور وقت طويل» على عدم تلقي هذه المناطق المساعدات التي تحتاج اليها.

 

ميدانياً، قتل 15 مدنياً على الأقل فجر الثلاثاء في غارة جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدفت مدينة الشدادي، أهم معاقل تنظيم الدولة في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل 15 مدنياً وأصيب 20 آخرون على الأقل في غارة جوية لطائرات التحالف الدولي استهدفت فرناً في مدينة الشدادي»، مشيراً الى أن العدد مرشح للارتفاع. وأوضح أن ذلك تزامن مع هجوم لقوات سوريا الديمقراطية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من التحالف الدولي، على مواقع المتطرفين في المدينة.

(أ ف ب، رويترز، العربية.نت، قنا)

 

قتلى وجرحى بغارات روسية في سوريا  

أفاد مراسل الجزيرة في درعا بأن مدنيين اثنين على الأقل قتلا وجرح عشرات في غارات روسية استهدفت الأحياء السكنية بدرعا البلد وداعل ومدينة نوى.

وكان طفل قد قتل وأصيب عشرات في غارات روسية على دير العصافير بغوطة دمشق الشرقية، بينما شنت مقاتلات روسية غارات على حيي العمال والرصافة في دير الزور شرقي سوريا.

 

كما أفاد مراسل الجزيرة في إدلب بأن ثلاثة مدرسين سوريين أصيبوا اليوم الأربعاء في غارات روسية استهدفت مدرسة في مدينة تفتناز بريف إدلب الشمالي، كما أسفر القصف عن دمار في مبنى المدرسة واندلاع حرائق فيها.

 

وتعد مدينة تفتناز إحدى المناطق المشمولة بما يعرف بـ”اتفاق هدنة كفريا والفوعة والزبداني” الذي عقد بين المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري.

 

صد هجوم

من جانب آخر، أفاد مراسل الجزيرة في ريف حماة بأن قوات المعارضة المسلحة صدت هجوما لقوات النظام السوري في محيط بلدة حربنفسه بريف حماة الجنوبي، واستعادت السيطرة على حاجز الخزانات، وقتلت أكثر من 15 جنديا من قوات النظام.

 

وشنت طائرات روسية غارات على مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي، حيث أظهرت صور بثها ناشطون أن القصف استهدف أحياء سكنية في المدينة.

 

كما شن الطيران الروسي غارات جوية وألقت مروحيات قوات النظام براميل متفجرة على مدينة كفرزيتا في الريف الشمالي وعلى بلدة حربنفسه بريف حماة الجنوبي، وتعرضت البلدة نفسها لقصف مدفعي، وفي الريف الشرقي شن الطيران الحربي الروسي غارات على قرية الرهجان.

 

وفي حلب شمال البلاد قتل أربعة من عائلة واحدة في قصف نفذته طائرات روسية على منزلهم في حي الصاخور.

 

واستطاعت فرق الدفاع المدني إنقاذ طفلين بعد انتشالهما من تحت أنقاض المنزل الذي استهدفه القصف في حي الصاخور.

 

استهداف مخبز

وفي الحسكة شمال شرقي البلاد قتل 15 مدنيا وأصيب عشرون آخرون على الأقل في غارة للتحالف الدولي على مدينة الشدادي أهم معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الحسكة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

واستهدفت الغارة مخبزا في مدينة الشدادي، وأشار المرصد إلى أن جميع القتلى من المدنيين الذين تجمعوا أمام المخبز عند الفجر لشراء الخبز.

 

وتحدث نشطاء عن سقوط 28 قتيلا في الغارة، وقالوا إن طائرات التحالف دمرت مبنى البريد في المدينة.

 

وأوضح المرصد أن القصف تزامن مع هجوم لقوات سوريا الديمقراطية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من التحالف الدولي على مواقع تنظيم الدولة في المدينة.

 

وفي اللاذقية شمال غرب البلاد تصدى مقاتلو المعارضة لمحاولات قوات النظام التقدم باتجاه بلدة كنسبا وقرية شلف ووادي باصور بجبل الأكراد، وقتلوا وجرحوا العشرات منها.

 

وتزامنت المعارك مع قصف جوي عنيف من الطيران الروسي وقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام.

 

روسيا: القصف التركي بشمال سوريا فوضى مطلقة  

قالت روسيا الأربعاء إن القصف المدفعي التركي على شمال سوريا “فوضى مطلقة”، بينما أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه تجاه هذا القصف، ودعا أنقرة للالتزام بالقانون الدولي.

 

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا أن تركيا تقصف مناطق عبر حدودها مع سوريا وتنقل أموالا وأشخاصا وإمدادات هناك.

وفي نيويورك ناقش مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مغلقة الثلاثاء طلبًا روسيًّا لبحث استهداف تركيا مواقع لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، وأعرب خلالها أعضاؤه عن قلقهم من القصف، بحسب رئيس الدورة الحالية للمجلس الفنزويلي رفائيل راميريز كارينو.

 

وقال كارينو إن دول المجلس الـ15 أعربت “عن مستويات متفاوتة من القلق، لكن الجميع اتفق على انتقاد عمليات القصف التركية”.

 

من جهته، قال فلاديمير سافرونكوف نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة للصحفيين إن بلاده تدعو دول المجلس للعمل على وقف ما وصفه بالنشاط التركي غير المقبول.

 

أما السفير السوري بشار الجعفري -الذي طلب باسم النظام السوري من مجلس الأمن التنديد بما سماه “الانتهاكات والاعتداءات التركية”- فعبر عن ارتياحه “لإجماع الدول الأعضاء في المجلس على إبداء قلقهم من موقف تركيا غير المسؤول”.

 

وفي المقابل، أكد ممثل تركيا الدائم في الأمم المتحدة خالد جفيك أن مجلس الأمن لم يتخذ أي قرار يتعلق بتركيا والتطورات الجارية في شمال سوريا.

 

وقال جفيك في تصريحات صحفية “إن إبداء الدول الـ15 آراءهم حول موضوع معين يختلف عن موقف مجلس الأمن كمؤسسة، لأن ذلك يستوجب اتخاذ المجلس قرارا، وتم إبلاغنا بأن المجلس لم يتخذ ذلك القرار”.

 

وبدوره، انتقد مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت انعقاد جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن بشأن قصف القوات التركية مواقع منظمة حزب الاتحاد الديمقراطي.

 

وقال في تصريحات للصحفيين في نيويورك “يبدو إلى حد كبير أن روسيا تحاول تغيير الموضوع، وبدلا من الحديث عن سوريا نتحدث عن اليمن أو عن تركيا”.

حزام كردي

وفي سياق متصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن “القصف الوحشي الذي يتعرض له المدنيون في سوريا يهدف إلى إقامة حزام لمنظمة الاتحاد الديمقراطي”.

 

وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك في القصر الرئاسي بأنقرة الأربعاء مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، “أتوجه مجددا لأصدقائنا في الغرب، وأقول لهم إن الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب التابعة له منظمة إرهابية، والتاريخ لن يغفر لمن أفسح المجال لهؤلاء لتنفيذ هذا الهدف”.

 

وزاد أردوغان “للأسف عقب اتخاذنا بعض الخطوات وفقا لقواعد الاشتباك المتّبعة، بعض دول التحالف اتصلوا بنا قائلين لا تقصفوا الأكراد في سوريا، وأنا أدعوهم أولا للتحلي بالصدق تجاه هذا الموضوع”.

 

وترى تركيا أن وحدات حماية الشعب الكردية امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تقاتله منذ ثلاثين عاما، واستغلت الوحدات الوضع الميداني بعد تكثيف النظام السوري -بدعم من روسيا- حملته العسكرية على شمال سوريا، وسيطرت على مناطق ومدن كانت تابعة لمسلحي المعارضة السورية كمدينة تل رفعت.

 

تركيا: لا ننوي وقف قصف وحدات الحماية الكردية بسوريا

أنقرة، موسكو- رويترز

جددت تركيا موقفها الماضي في ضرب وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء إن أنقرة لا تنوي وقف قصف وحدات حماية الشعب الكردية السورية رداً على إطلاق النار عبر الحدود. وأضاف أن على الولايات المتحدة أن تقرر ما إذا كانت تريد مساندة تركيا أم المقاتلين الأكراد.

وقال إردوغان إن تجاهل الصلة بين الأكراد السوريين وحزب العمال الكردستاني المحظور هو “عمل عدائي”.

وتقصف تركيا مواقع وحدات حماية الشعب منذ أيام، لا سيما بعد تقدم الأخيرة في مناطق شمال سوريا، قريبة من الحدود التركية. وقد كررت أنقرة أكثر من مرة أنها لن تسمح بسقوط أعزاز بيد وحدات حماية الشعب الكردية.

منطقة آمنة تشمل أعزاز

كما جدد نائب رئيس الوزراء التركي يالجين أقدوغان اليوم الأربعاء مطالبة بلاده بمنطقة آمنة في سوريا، وقال إن أنقرة تريد منطقة آمنة بعمق 10 كيلومترات داخل سوريا على حدود تركيا الجنوبية تشمل مدينة أعزاز.

وقال أقدوغان في مقابلة مع قناة خبر التلفزيونية “ما نريده هو إقامة شريط أمني يشمل أعزاز بعمق عشرة كيلومترات داخل سوريا وهذه المنطقة يجب أن تكون خالية من الاشتباكات”.

وكانت تركيا كررت في اليومين الأخيرين قولها إنها لن تسمح بسيطرة مسلحين أكراد على منطقة أعزاز الحدودية، كما قصفت مناطق حدودية في الداخل السوري قالت إنها نفذت تلك الهجمات رداً على نيران أطلقت من الداخل السوري.

روسيا تعتبر هجمات تركيا على سوريا فوضى

في المقابل، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن وزارة الخارجية الروسية قالت اليوم الأربعاء إن هجمات المدفعية التركية على شمال سوريا “فوضى مطلقة”. ونقلت الوكالة عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قولها “ما يحدث على الحدود التركية السورية الآن فوضى مطلقة”.

وأضافت زاخاروفا “تركيا تقصف مناطق عبر الحدود وتنقل أموالا وأشخاصا وإمدادات هناك”.

 

نظام الأسد يبرر قتل الأبرياء.. ويكشف “وجهه الحقيقي

الأمم المتحدة – فرانس برس

في محاولة لتبريره قتل الأبرياء والمدنيين العزل في المستشفيات، هاجم السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري الثلاثاء بشدة منظمة “أطباء بلا حدود” غير الحكومية الفرنسية، متهما إياها بالعمل لحساب الاستخبارات الفرنسية، وذلك غداة مقتل 11 شخصاً على الأقل في غارة يرجح أنها روسية استهدفت مستشفى تديره في منطقة “معرة النعمان” في إدلب شمال سوريا.

وقال الجعفري إن “المستشفى المزعوم أقيم من دون أي تشاور مسبق مع الحكومة السورية من قبل ما يسمى شبكة أطباء بلا حدود الفرنسية والتي هي فرع للاستخبارات الفرنسية يعمل في سوريا”. وأضاف “أنهم يتحملون المسؤولية كاملة عما جرى لأنهم لم يستشيروا الحكومة السورية”. وقال إن المنظمة “لم تعمل بترخيص من الحكومة السورية”.

كما جدد السفير السوري اتهام التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش بأنه هو من شن الغارة الجوية التي استهدفت المستشفى، وذلك بعدما اتهمت واشنطن موسكو بالوقوف خلف الغارة.

في المقابل، رد السفير الفرنسي في الأمم المتحدة مندداً بتصريحات الجعفري التي وصفها بالـ “مقززة”، وقال إنها “أظهرت مرة جديدة وجهه الحقيقي”.

وأدلى السفير السوري بتصريحه في أعقاب اجتماع لمجلس الأمن الدولي دعت إليه روسيا للتباحث في القصف المدفعي التركي، الذي يستهدف مقاتلين أكرادا في شمال سوريا.

 

البنتاغون: سنرد على أي انتهاكات روسية في سوريا

واشنطن – فرانس برس

أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، يوم الثلاثاء، أنها سترد “إن دعت الحاجة” في حال تم انتهاك الاتفاق على وقف الأعمال العدائية في سوريا، معتبرة أنه “امتحان” لروسيا.

ولم يحدد المسؤول الاعلامي في البنتاغون بيتر كوك طبيعة الرد لكنه اكد ان مخالفة الاتفاق المبرم في ميونيخ ستدخل في الاعتبار عند اتخاذ قرارات عسكرية.

وقال كوك في لقاء صحافي في وزارة الدفاع الأميركية: “سنراقب عن كثب من يحترمه ومن لا يفعل، وسنكون قادرين على الكشف عن اي انتهاك لاتفاق وقف الاعمال العدائية والرد إن دعت الحاجة”.

ويأتي هذا التحذير في اعقاب غارات جوية استهدفت مدينة حلب ومحيطها (شمال سوريا) يوم الاثنين واصابت مستشفيات ومدارس وقتلت حوالي 50 شخصا، بحسب الامم المتحدة التي اعتبرت الغارات “انتهاكا فاضحا للقانون الدولي”.

ولم تتهم الامم المتحدة او الولايات المتحدة موسكو مباشرة بشن الغارات، لكن وزارة الخارجية الأميركية اكدت يوم الاثنين أن الهجمات تثير الشكوك ازاء ارادة روسيا وقدرتها على وقف القتال.

وصرح نائب المتحدث باسم الخارجية مارك تونر للصحافيين بقوله: “لا يمكنني ان أؤكد بشكل قاطع ضرورة وقف الاعمال العدائية في غضون اسبوع بعد الخميس الفائت، لكننا سنتوقع بلا شك حدوث تقدم”.

 

حصريا على CNN.. دي مستورا في دمشق: الشعب السوري يطالب بتنفيذ وعود فيينا وميونيخ وجنيف

دمشق سوريا (CNN)– أخبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، شبكة CNN في مقابلة حصرية، الأربعاء، أن الشعب السوري يريد أن يرى “ما يُجرى مناقشته في فيينا وميونيخ وجنيف، يُحدث فرقا في حياتهم على الفور.”

 

وقال ميستورا في مقابلته مع الزميل فريد بليتون في دمشق: “النتيجة النهائية يجب أن تكون وقف أعمال العنف.  لا تحاصر الأحوال الجوية السيئة الشعب، إنه محاصر من قبل بشر يخوضون حربا رهيبة، وبالتالي فإن وقف أعمال العنف أمر بالغ الأهمية، ولكن من أجل التوصل إلى نهاية لهذا الصراع، عليك أن تكون قادرا على الحصول على الطعام والدواء.”

 

وأعلن ميستورا أنه يتم إيصال الإغاثات إلى ستة أو سبعة بلدات محاصرة في “اختبار” لما نُوقش في ميونيخ. وتابع: “أولا، حجم المساعدات.. هل نحن قادرون على الوصول إلى أكبر عدد من الناس في الأيام والساعات القليلة المقبلة في ستة أو سبع مواقع، تشمل تلك المحاصرة من قبل الحكومة والمعارضة؟”

 

واستطرد ميستورا، قائلا: “ثانيا، هل سيكون الوضع كالمعتاد، حيث نواجه العديد من العثرات والضوابط والكثير من البيروقراطية والعديد من الاضرابات أم سيختلف الأسلوب؟.. وأود أن ألقبه بـ’أسلوب ميونيخ‘، هذا سيكون الاختبار.”

 

بعد تخبط رسائل وأفعال روسيا في سوريا.. واشنطن لموسكو: إما أن تفعلوا ما تدّعون أو تخرسوا

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، مسؤولية القوات الجوية الروسية عن سلسلة الهجمات الصاروخية المتعددة على المرافق الطبية والمدارس في سوريا، الاثنين، والتي أدت إلى مقتل 50 مدنيا على الأقل بينهم نساء وأطفال، وإصابة عشرات آخرين. وأعرب البنتاغون عن استعداده مراقبة وإذا احتاج الوضع، فرض، اتفاق وقف العنف الذي أُعلن في ميونيخ، الجمعة الماضية.

 

إذ قال نائب المتحدث باسم وزير الخارجية الأمريكية، مارك تونر: “كانت طائرات روسية التي نفذت هذه الضربات.. ونحن واثقون جدا في تقييمنا بأن روسيا وراء هذه الهجمات.” وانتقد رسائل موسكو المتضاربة بشأن القتال في سوريا، قائلا: “إما أن تفعلوا ما تدّعون أو تخرسوا.”

 

ومن جانبها، نفت وزارة الدفاع الروسية أي مسؤولية عن الهجمات في سلسلة من التغريدات، الثلاثاء. وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، إن موسكو “تنفي بشكل قاطع هذه الادعاءات، لا سيما وأن أولئك الذين يكررون هذه المزاعم يتضح لاحقا عجزهم عن إثبات هذه الاتهامات التي لا أساس لها،” حسبما ذكرت وكالة الأنباء الروسية الرسمية “ريا نوفوستي.”

 

واعترفت الخارجية الأمريكية بأن القوى العالمية لم تجتمع حتى الآن للتفاوض على تفاصيل وقف إطلاق النار في سوريا والذي من المقرر تفعيله الجمعة المقبلة، بعد اتفاق الأطراف المعنية في اجتماع الأمن في مدينة ميونيخ الألمانية، الأسبوع الماضي.

 

ولكن وزارة الدفاع الأمريكية أعربت عن استعداد جديد، الثلاثاء، لمراقبة، وربما حتى فرض، الالتزام باتفاق ميونيخ. إذ قال المتحدث باسم البنتاغون، بيتر كوك، ردا على سؤال من مراسلة CNN، باربارا ستار، إن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات إذا لوحظ أي انتهاك.

 

قد يهمك.. بان كي مون: الهجمات الصاروخية على مستشفيات سوريا انتهاك صارخ للقوانين الدولية.. وفرنسا تراها “جرائم حرب”وأضاف كوك: “سنراقب عن كثب من يلتزم ومن لن يفعل.. وسنكون في وضع يمكننا فيه القول بشكل واضح والرد، إذا لزم الأمر، على انتهاكات لاتفاق وقف الأعمال العدائية.”

 

أردوغان: المقاتلات الروسية تسرح وتمرح فوق سوريا.. وأمريكا ترفض إقامة منطقة حظر طيران

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن موقف تركيا حيال سوريا هو دفاع عن النفس، منتقدا رفض الولايات المتحدة إقامة منطقة حظر طيران فوق سوريا.

 

ودعا أردوغان الأمم المتحدة لإرسال مراقبين للتأكد مما وصفها بـ”الجرائم” التي ترتكبها روسيا ضد الشعب السوري. وقال أردوغان: “الولايات المتحدة الأمريكية لم توافق على إقامة منطقة حظر طيران فوق سوريا، إلا أن المقاتلات الروسية تسرح وتمرح هناك، فيموت الآلاف من المظلومين”، وفق ما نقلته هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية الرسمية.

 

وأضاف: “ألسنا حلفاء ونتحرك معًا؟”، مستنكرا مطالبة الولايات المتحدة لبلاده بوقف قصف حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، وتابع: “ماذا حدث حتى تطلبون منا وقف قصفنا؟ نحن لا نفكر بوقف هذا القصف”.

 

وأكد أردوغان أن “موقف تركيا حيال سوريا هو دفاع عن النفس، لذلك فكل خطوة اتخذناها مشروعة، وكل من لا يتفهم ويحترم موقفنا هذا فإنه سيدفع الثمن. تركيا ليست بلداً ينسحب أو يستسلم أمام الأسلحة الموجهة إليه”.

 

مصادر: اتفاق روسي أمريكي بشأن ما يجري شمال سورية

روما (17 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن ما يجري في شمال سورية متفق عليه بين روسيا والولايات المتحدة، لكن الأخيرة منزعجة من القوات الروسية لأنها “بالغت” في طريقة التدمير ومستواه، وأشارت إلى وجود قرار مشترك بين الدولتين بألا يُسمح لقوات سورية الديمقراطية بوصل الثلاث أقاليم التي أقامها الأكراد في شمال سورية.

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “سيُناقش يوم الجمعة المقبل خلال اجتماع لجنة وقف إطلاق النار بمشاركة خبراء عسكريين روس وأمريكيين موضوع تشكيل لجنة سورية أمنية مشتركة، لا يقودها لا النظام القائم ولا قوات سورية الديمقراطية، ولن يكون لهما دور مُعطّل فيها، يقوم الإشراف الحيادي على الوضع العسكري والحرب على الإرهاب ومراقبة ضمن العملية السياسية”.

 

وأعلنت الخارجية الروسية عن اجتماع لجنة وقف إطلاق النار في سورية الجمعة المقبل في جنيف، لمناقشة تنفيذ بنود اتفاق ميونيخ، الذي اتفقت عليها المجموعة الدولية لدعم سورية في الحادي عشر من الشهر الجاري، وعلى رأسها فك الحصار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار والأعمال العدائية لتهيئة الأوضاع لاستئناف مفاوضات جنيف بين المعارضة السورية والنظام.

 

وأوضحت المصادر “ما يحصل في شمال سورية هو إعادة ترتيب للمشهد العسكري، وإنهاء فوضى القوات الإسلامية غير المُلتزمة، ومن الخطأ تجييره كنصر للنظام السوري، الذي لم يعد يسيطر على القرار العسكري في الشمال السوري”، وفق قولها.

 

وتسعى قوات سورية الديمقراطية للسيطرة على مناطق واسعة على طول الحدود مع تركية بمساعدة التغطية الجوية الأمريكية، وتجاوزت غرب نهر الفرات، وهو الحد الذي قالت أنقرة إنها لن تسمح بتجاوزه، فيما تتقدم قوات عسكرية وميليشيات تابعة للنظام السوري لتسيطر على مناطق في ريف حلب بمساعدة التغطية الجوية الروسية، وأوشكت أن تقطع خطوط الإمداد الواصلة للمدينة.

 

الملف السوري يفرض نفسه على القمة الأوروبية المقبلة

بروكسل (17 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

على الرغم من أنها قمة إستثنائية مخصصة أصلاً لبحث سبل وآليات بقاء بريطانيا داخل التكتل الموحد، إلا أن التطورات الأخيرة في الملف السوري وتداعياته المباشرة وغير المباشرة على أوروبا دعت المسؤولين في بروكسل إلى إدارجه على أجندة لقاء الزعماء الأوروبيين غداً وبعد غد في العاصمة البلجيكية

 

ويتعين على زعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد التطرق إلى الملف السوري من الجانبين الانساني والسياسي، خاصة بعد التدخل الروسي المكثف، والذي غيّر موازين القوى على الأرض، فهذا التدخل، يعقّد علاقات بروكسل وموسكو، “القصف الروسي مصدر قلق كبير لنا، فهو يعمق من أزمة اللاجئين، كما رأينا مؤخراً”، حسب تعبير مصدر دبلوماسي أوروبي

 

ورأى المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الزعماء سيبحثون الجهود الدبلوماسية الجارية من أجل إطلاق العملية السياسية في سورية، “يتم التركيز على آثار المترتبة على أوروبا من ناحية إستمرار تدفق اللاجئين”، وفق كلامه

 

هذا ومن المقرر أن يكرر الزعماء الأوروبيون دعوتهم لكافة الأطراف من أجل احترام القرار الدولي4225، وخلق ظروف مواتية لاعادة إطلاق المفاوضات بين النظام والمعارضة في جنيف

 

ومن غير المستبعد، حسب المصدر نفسه، أن يتم التطرق إلى مختلف جوانب الملف السوري، خلال اللقاءات الثنائية، المقررة أن يعقدها رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، مع عدة زعماء أوروبيين على هامش القمة

 

لكن زيارة أوغلو، تأتي أصلاً لبحث التعاون الثنائي بين بروكسل وأنقرة في مجال تنفيذ مخطط العمل المشترك لضبط تدفق اللاجئين

 

ويتعين على الأوروبيين حالياً العمل على إقامة توازن بين عدم رغبتهم في تصعيد التوتر مع روسيا، وعدم الاستسلام للضغط التركي، عبر ورقة اللاجئين، وضرورة المحافظة على علاقاتهم مع كافة الأطراف صاحبة المصالح المتناقضة والمتصارعة على الأرض السورية

 

وتشهد الساحة السورية حالياً عمليات لَيّ ذراع بين روسيا من جهة، وتركيا ودول الخليج، مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، من جهة أخرى

 

وتتخذ أوروبا من المسار الإنساني منفذاً من أجل تعزيز دورها في البحث عن حل، إذ كانت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أعلنت بداية الأسبوع الحالي، أن الاتحاد سيفتتح قريباً مكتباً جديداً له في دمشق يتخصص بتنسيق توصيل المساعدات الانسانية للداخل السوري

 

وبما أن موغيريني أقرت أن الأمر تم بتحضير “هادئ وسري” مع إيران وبموافقة دمشق، فالأمر يعني أن أوروبا تنوي الاستمرار في دور الوسيط الذي يحاول إرضاء وجني الفائدة من الجميع

 

لقاء ميونيخ ينجح جزئياً بتوزيع المساعدات على المناطق السورية المحاصرة

روما (17 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

انطلقت اليوم الأربعاء قوافل مساعدات إنسانية من العاصمة السورية دمشق إلى بعض المناطق المحاصرة تنفيذاً لأول بند اتّفقت عليه الدول الكبرى في اجتماع ميونيخ الأخير، وبناء على توصية مُلحّة حملها معه المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا، الذي زار دمشق الاثنين ودعا إلى ضرورة البدء الفوري بتنفيذ هذا البند.

 

ووفق شهود عيان، فإن نحو مائة شاحنة انطلقت غالبيتها من أطراف العاصمة تحمل مساعدات غذائية وطبية توجهت إلى أكثر من مدينة قريبة من دمشق كمضايا والزبداني والمعضمية ووصلت بالفعل إلى مداخل هذه المدن، دون وجود تأكيد على دخلوها جميعها أو إحصاء دقيق لأعدادها، وسط خشية أن تتحول باللحظات الأخيرة لصالح مؤيدي النظام بحال عدم وجود رقابة لصيقة لها.

 

وكان الهلال الأحمر السوري أعلن عن تحضيره لإدخال مائة شاحنة مساعدات إلى خمس مناطق منها أيضاً كفريا والفوعة بإدلب شمال سورية، ووفق مصادر من الهلال الأحمر فقد تم إرسال 20 شاحنة مساعدات لكفريا والفوعة و30 للمعضمية و20 لمضايا والزبداني.

 

وكان دي ميستورا أعلن الثلاثاء بعد لقائه وزير الخارجية وليد المعلم في دمشق عن أمله أن تفي الحكومة السورية بوعودها بإدخال المساعدات للمناطق المحاصرة، وقال إن “الأربعاء سيكون يوم اختبار”، وهو التصريح الذي انتقدته سورية بشكل رسمي، وقالت إنها ملتزمة بإيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وتعتبر ذلك واجبها.

 

وتُحاصر قوات النظام نحو 20 منطقة ومدينة في عموم سورية، بعضها يخضع لحصار منذ أكثر من سنتين، وتمنع قوات النظام وصول أي مساعدات غذائية كانت أم طبّية، ما خلّف آثاراً خطيرة على حياة السكان ومستوى انتشار الأمراض، في سياسة وصفتها المعارضة السورية بأنها “سياسة تجويع” للشعب.

 

واتفقت مجموعة العمل الدولية من أجل سورية في ميونيخ على عدة قضايا على رأسها السماح الفوري لإدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، ووقف “العمليات العدائية” خلال أسبوع، قبل الانتقال لمواصلة مؤتمر جنيف الذي علّق أعماله إلى 25 الشهر الجاري.

 

قافلة مساعدات إنسانية تدخل ضاحية محاصرة في دمشق

عمان (رويترز) – قال مصدر من الهلال الأحمر العربي السوري لرويترز يوم الأربعاء إن تسع شاحنات تحمل مساعدات عبرت نقطة تفتيش في طريقها لضاحية معضمية الشام المحاصرة قرب دمشق.

 

وكان شاهد من رويترز أكد في وقت سابق أن قافلة شاحنات تنقل مساعدات إنسانية وصلت إلى خارج ضاحية محاصرة لمدينة دمشق السورية في إطار اتفاق واسع مدعوم من الأمم المتحدة لإيصال مواد الإغاثة إلى عشرات آلاف السكان المحاصرين في عدد من المناطق الأكثر تضررا في النزاع السوري.

 

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء في وقت سابق إن قافلة تضم 35 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية دخلت يوم الأربعاء منطقة معضمية الشام المحاصرة بضواحي دمشق. ولم تتمكن رويترز من التأكد من دخول المواد الإغاثية من مصدر مستقل.

 

وأعلنت الأمم المتحدة بعد محادثات طارئة في دمشق أن الحكومة السورية وافقت على إدخال المساعدات إلى سبع مناطق محاصرة قبل أسبوع من الاستئناف المفترض لمحادثات السلام بين الأطراف السورية المتنازعة في الوقت الذي استمرت فيه الغارات يوم الأربعاء في أرجاء البلاد.

 

وقال متحدث باسم الهلال الأحمر السوري في وقت سابق إن قوافل الإغاثة تستعد للتوجه إلى مضايا والزبداني ومعضمية الشام على مقربة من دمشق المحاصرة من القوات الحكومية فضلا عن قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من فصائل معارضة للنظام.

 

وشملت المؤن القمح وأطعمة ذات سعرات حرارية عالية. وأوضح المتحدث أن فريقا طبيا سيدخل إلى كفريا والفوعة.

 

وأفاد مصدر في الأمم المتحدة أن قافلة غادرت حمص باتت في منتصف الطريق إلى القريتين.

 

وقال مصدر من السكان إن فريقا استطلاعيا دخل مضايا على مقربة من الحدود مع لبنان حيث توفي العشرات من الجوع بعد أشهر من الحصار الذي نفذته القوات الحكومية وحلفائها.

 

وينسق الهلال الأحمر السوري مع الحكومة السورية دخول القوافل.

 

وطالبت الأمم المتحدة باتاحة الدخول الكامل إلى جميع المناطق المحاصرة في البلاد حيث عُزل مئات آلاف الأشخاص جراء القتال والحصارات المتعمدة من أطراف النزاع المختلفين.

 

وجاء في تقارير إعلامية أن نحو 20 شخصا توفوا من الجوع في مدينة دير الزور في شرق سوريا التي يسيطر على أجزاء منها تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وذكرت الأمم المتحدة أن دير الزور كانت إحدى سبع مناطق يتوقع أن تتوجه إليها قوافل الإغاثة في الأيام القليلة المقبلة.

 

ولم يذكر الهلال الأحمر دير الزور بين المناطق التي ستدخلها المساعدات يوم الأربعاء.

 

ودخلت المساعدات إلى مضايا والفوعة وكفريا في الشهر الماضي كجزء من الاتفاق بين الأطراف المتنازعة.

 

وقالت المعارضة السورية إنها لن تتفاوض مع دمشق حتى ترفع الحصارات التي فرضتها القوات الحكومية وحلفاؤها وهي إحدى النقاط التي أدت إلى تعليق محادثات السلام في جنيف في وقت سابق من هذا الشهر.

 

ويتوقع أن تستأنف المحادثات في 25 فبراير شباط لكن القتال ما زال مستعرا في أرجاء البلاد حيث قتل 250 ألف شخص في خلال خمس سنوات من الحرب.

 

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى