أحداث الأربعاء 4 تشرين الثاني 2015
تدريب جوي أميركي – روسي فوق سورية
موسكو – رائد جبر , طهران – محمد صالح صدقيان , لندن، واشنطن، القدس المحتلة، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –
نفذت طائرات أميركية وروسية أمس أول تدريب مشترك في الأجواء السورية منذ تدخل البلدين جواً، بالتزامن مع اعلان وزارة الدفاع الروسية انها قصفت اهدافاً بفضل معلومات من معارضين سوريين، في وقت اتجهت موسكو الى استضافة اجتماع جديد لممثلي الحكومة والمعارضة الأسبوع المقبل، وسط اشارات الى «تقارب» مع واشنطن ودول اقليمية حول «قائمة موحدة» للمدعويين، بالتزامن مع اعلان الخارجية الروسية ان «بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة ليست مسألة مبدئية مقابل رفض دمشق مبدأ الفترة الانتقالية.
وقال قائد العمليات العسكرية الروسية في سورية الجنرال اندري كارتابولوف إن القوات الجوية الأميركية والروسية أجرت تدريباً مشتركاً في سورية أمس، الأمر الذي اكده الجيش الأميركي لافتاً الى ان مقاتلة أميركية أجرت اختباراً على الاتصال مع مقاتلة روسية في سماء سورية. وقال كارتابولوف «ان مقاتلات روسية قصفت للمرة الأولى اهدافاً ارهابية في سورية بفضل معلومات قدمها ممثلون للمعارضة» السورية. وأضاف: «أنشأنا مجموعة تنسيق لا يمكن الإفصاح عن اعضائها»، مكتفياً بالحديث عن «تعاون وثيق» يتيح توحيد جهود الجيش السوري النظامي و»قوات وطنية سورية» سبق ان كانت في صفوف النظام.
وإذ اعلن كارتابولوف إن روسيا وإسرائيل تبلغان بعضهما بعضاً باستمرار في شأن الوضع في المجال الجوي السوري، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون: «ما هي سياستنا في سورية؟ نقول: نحن لا نتدخل. لدينا رأي في ما يتعلق بما نود ان يحدث هناك. لكن لأسباب ذات حساسية لسنا في موقف ولا وضع يسمح بأن نقول اننا نؤيد الأسد أو أننا ضد الأسد». وأكد مجدداً «الخطوط الحمراء» التي تقول اسرائيل انها ستؤدي الى عمل عسكري اذا تم تجاوزها.
سياسياً، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ان موسكو «لم تقل ابداً ان الأسد يجب ان يبقى وهذا امر يجب أن يحدده الشعب السوري، روسيا لا تقول ان عليه ان يبقى او ان يرحل». ولفتت زاخاروفا الى تحقيق «توافق جزئي بين روسيا والولايات المتحدة والسعودية حول المعارضة السورية التي يمكن إجراء مفاوضات معها».
ويجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم محادثات مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الذي قال في ختام زيارة الى دمشق ان «ما نحتاجه ايضاً هو بعض الوقائع على الأرض، بعض وقف اطلاق النار وخفض العنف». وأضاف: «من شأن ذلك ان يحدث فرقاً كبيراً لإعطاء الشعب السوري انطباعاً بأن اجواء فيينا لها تأثير فيهم».
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قال إن موسكو ستستضيف الأسبوع المقبل اجتماعاً تشاورياً سورياً جديداً، مؤكداً ان الخارجية الروسية أرسلت دعوات إلى ممثلي الحكومة والمعارضة لعقد جلسة ثالثة لمنتدى الحوار السوري – السوري.
وكان هذا الأمر وتقويم نتائج اجتماع فيينا، ضمن محادثات نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان في طهران أمس. ونقلت مصادر ان الاجتماع تطرق إلى الشخصيات المعارضة التي ستوجه اليهم الدعوات من قبل الجانبين الأميركي والروسي اضافة الی الاقتراح الإيراني لحل الأزمة السورية. ورفض المقداد فكرة فترة انتقالية لحل الأزمة في بلاده قائلاً إنها موجودة فقط «في أذهان من لا يعيشون على أرض الواقع». وقال: «نتحدث عن حوار وطني في سورية وحكومة موسعة وعملية دستورية ولا نتحدث نهائياً عما يسمّى فترة انتقالية». ويشتبه النظام بسعي خصومه الى نصب فخ للإطاحة به عبر صناديق الاقتراع على خلفية «بيان فيينا» الذي أكد حق ملايين السوريين الموجودين في الخارج بالمشاركة في انتخابات مقبلة محتملة «بإشراف وإدارة الأمم المتحدة».
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن الأسد لا يمكن ان يترشح في الانتخابات المقبلة في سورية، مضيفاً ان «الحل الوحيد» للنزاع المستمر يقوم على تنظيم انتخابات. وصرح هولاند إلى اذاعة «اوروبا1» ان «الحل الوحيد هو اجراء انتخابات في وقت ما، طبعاً بعد احلال الأمن لكن من دون ان يترشح الأسد في هذه الانتخابات».
في دمشق، ارتفع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية الى حد قياسي غير مسبوق، وصل الى 380 ليرة للدولار علماً أنه كان 46 ليرة في العام 2011.
سورية: قناص حكومي يقتل السعودي «العطوي» زوج «السجينة» أمينة الراشد
الرياض – عيسى الشاماني
أنهت رصاصة من قناص في الجيش السوري حياة عنصر «داعش» السعودي عدنان العطوي أول من أمس، في الأطراف الشرقية لبلدة صدد، التي تبعد نحو 14 كيلومتراً من طريق دمشق – حمص الدولي. وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي أن العطوي قُتل بعد ساعات من سيطرة التنظيم على بلدة مهين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، وتقدمه نحو بلدة صدد، الذي بدأه بتفجير سيارتين مفخختين عند أطراف البلدة. وأسفرت الاشتباكات، عن مقتل وجرح نحو 50 عنصراً من الجيش، ومقتل عدد من عناصر التنظيم، بينهم السعودي عدنان العطوي الذي كان يقود مقاتلي «داعش». ولم يعرف العطوي، المنحدر من مدينة تبوك (شمال غربي السعودية) على الساحة السعودية، سوى أنه زوج أمينة الراشد التي تقضي عقوبة السجن بعد القبض عليها على الحدود الجنوبية للمملكة قبل عام. وقال مصدر أمني لـ«الحياة» أمس: «إن العطوي مطلوب للجهات الأمنية على خلفية نشاطات إرهابية. كما أنه أسهم بشكل كبير في محاولة هروب زوجته من السعودية إلى اليمن، بغرض الالتحاق بتنظيم «القاعدة» هناك، لتتمكن في ما بعد من السفر إليه في سورية، إلا أن القبض عليها على الحدود حال دون ذلك». وقالت مصادر لـ«الحياة» إن «العطوي كان من أوائل المقاتلين السعوديين مع تنظيم «القاعدة» في أفغانستان، وأوقف في الإمارات، في طريقه إلى العراق من أفغانستان، وسلم إلى السعودية وقضى في السجن سبعة أعوام، قبل أن يطلق مطلع العام 2012، إلا أنه لم يمكث طويلاً حتى تمكن من السفر إلى سورية بجواز سفر مزور».
وكانت زوجة العطوي (الراشد) حُكم عليها بالسجن عاماً ونصف العام، بعد القبض عليها في الحدود الجنوبية في نيسان (أبريل) 2014، برفقة زميلتها مي الطلق وعدد من الأطفال، أثناء محاولتهما الهروب إلى اليمن. وعُرفت الراشد بظهورها المتكرر في جولات من الاحتجاجات في شوارع مدينة بريدة من الدعوى إلى الفوضى.
لافروف يلتقي في موسكو مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية
موسكو – أ ف ب
يستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم (الأربعاء) مبعوث الأمم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا لمواصلة البحث في اقامة “حوار حقيقي” بين دمشق والمعارضة السورية.
وصرحت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحافيين أنه “سيتم لقاء بين سيرغي لافروف ودي ميستورا، وموضوعها الرئيس هو العملية السياسية في سورية واقامة حوار حقيقي بين دمشق والمعارضة السورية”.
وصرح المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، أن المبعوث الأممي “أجرى أخيراً اتصالات مع دمشق. نأمل الاطلاع على نتائج زيارته” الى سورية، على ما نقلت وكالة “تاسط الروسية.
وزار دي ميستورا دمشق اول من أمس حيث دعا الى وقف لاطلاق النار فيما يكثف الغرب والروس ودول الشرق الاوسط الجهود الديبلوماسية سعياً إلى انهاء حرب مدمرة مستمرة منذ اربع سنوات ونصف في البلاد.
واضاف الديبلوماسي أن “ممثلي النظام والمعارضة السوريين سيدعون الاسبوع المقبل الى موسكو لإجراء مشاورات”، موضحاً أنه “ليست هناك مشكلة من طرف الحكومة. إذ وافقت منذ زمن طويل. حالياً نحن على اتصال مع ممثلي مختلف منظمات المعارضة السورية كي تأتي الى موسكو”.
لكن واشنطن لم ترحب كثيراً بعقد مثل هذا اللقاء بين الاطراف السورية.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية اليزبيت ترودو، “نعتقد أنه سابق لأوانه، لأن العملية الديبلوماسية التي بدأت في فيينا وضمت بعض الدول نهاية تشرين الاول (أكتوبر) تمثل خطوة جيدة”.
وكان اجتماع فيينا عقد في 30 تشرين الاول (اكتوبر) من دون حضور ممثلين عن نظام دمشق ولا عن المعارضة السورية.
وتعثر الاجتماع بسبب نقاط رئيسة عدة منها مصير الرئيس السوري بشار الاسد. واتفق المجتمعون على اللقاء مجددا منتصف تشرين الثاني (نوفمبر).
مركل تحذّر من اشتباكات بين دول البلقان بسبب أزمة الهجرة
برلين، بلغراد، جنيف – أ ف ب، رويترز
حذرت المستشارة الألمانية انغيلا مركل من اشتباكات مسلحة محتملة بين دول البلقان التي يعبرها غالبية طالبي اللجوء، في حال أغلقت ألمانيا حدودها مع النمسا.
ونقلت وسائل إعلام ألمانية أمس، عن مركل قولها خلال تجمع لحزبها «الاتحاد المسيحي الديموقراطي» أن دول غرب البلقان تشهد توترات أساساً «ولا أريد أن نصل إلى اشتباكات عسكرية هناك».
وحذر خبراء عدة من أنه في حال أغلقت ألمانيا، أبرز وجهة للمهاجرين الهاربين خصوصاً من الحرب في سورية، حدودها مع النمسا فإن دول البلقان التي يعبرها المهاجرون واللاجئون ستقوم بالمثل.
وأعلن الاتحاد الأوروبي في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) عن إقامة مئة ألف مركز لاستقبال اللاجئين في اليونان والبلقان بهدف معالجة أزمة الهجرة غير المسبوقة هذه فيما ظهر توتر بين سلوفينيا وكرواتيا وصربيا وهنغاريا في الأشهر الماضية بخصوص عبور عشرات آلاف المهاجرين.
ونفت مركل أن تكون ترسم صورة قاتمة عن الوضع لكنها حذرت من أن الوضع يمكن أن يتفاقم سريعاً.
وتثير مسألة المهاجرين انقساماً في تحالف المحافظين-الاشتراكيين الديموقراطيين الحاكم في ألمانيا، الذين لم يتمكنوا خلال اجتماع الأحد الماضي، من التوافق حولها. ويطالب المحافظون بأن تقبل ألمانيا عدداً أقل من اللاجئين على أراضيها فيما تتوقع ما بين 800 ألف ومليون مهاجر هذه السنة.
ومن المرتقب إجراء جولة جديدة من المفاوضات غداً الخميس، خصوصاً حول إقامة «منطقة عبور» على الحدود الألمانية- النمسوية لتسريع النظر في الملفات وإجراءات الطرد، وهي الفكرة التي رفضها الحزب الاشتراكي الديموقراطي.
وأكدت مركل استمرار التفاوض قائلة: «هذه ليست المرة الأولى التي سنضطر فيها لإقناع الاشتراكيين الديموقراطيين بصوابية بعض الأمور».
إلى ذلك، اعتبرت المستشارة الألمانية أن هناك حاجة إلى أسلوب أوروبي أشمل للتعامل مع أزمة اللاجئين وأن التوزيع العادل للمهاجرين بين الدول الأعضاء مسألة حيوية.
وقالت في كلمة في مناسبة لرابطة الطيران الألماني: «يجب ألا نفكر بطريقة ضيقة في هذا الشأن».
من جهة أخرى، حذر نائب المستشارة الألمانية سيغمار غابرييل طالبي اللجوء من أن ألمانيا «ليست بلداً سهلاً»، مؤكداً عزم بلاده على استقبالهم ودمجهم في المجتمع.
وقال الرجل الثاني في حكومة مركل إن «ألمانيا ليست مجرد أي بلد»، فهي «قوية» قادرة تماماً على استيعاب طالبي اللجوء. وأضاف غابرييل وزير الاقتصاد أمام مؤتمر حول الصناعة في بلاده: «لم نكن لنصبح أبطال العالم في الصادرات من دون ثقافة العمل الملزمة نسبياً».
وأكد أن «كل ما تحتاجون معرفته» للاندماج في المجتمع الألماني وفهم منظومة قيمه «تم تلخيصه في المواد الـ20 الأولى من دستورنا، لكن لا يصبح الشخص خبيراً في الدستور بمجرد اجتياز الحدود». ودعا الألمان من أصول أجنبية، ليكونوا بمثابة وسيط لشرح أوضاع البلاد للقادمين الجدد.
في غضون ذلك، وصل حوالى ألف مهاجر أمس، على متن قطار إلى سلافونسكي برود (شرق) حيث أقامت كرواتيا مركز استقبال معد لفصل الشتاء يهدف إلى التسهيل على المهاجرين مواصلة رحلتهم نحو أوروبا الغربية.
وتبلغ قدرة استيعاب هذا المركز حوالى 5 آلاف شخص، جهّزه الجيش الكرواتي خلال الأسبوعين الماضيين.
ووفق خطة اتُفق عليها بين وزير الداخلية الكرواتي رانكو اوستوييتش ونظيره الصربي نيبويسا ستيفانوفيتش فإن المهاجرين سينقَلون مباشرة عبر قطار إلى محطة شيد الصربية، وصولاً إلى مركز الاستقبال في سلافونسكي برود في كرواتيا. وهكذا لن ينتظر المهاجرون على الحدود لدخول كرواتيا ولن يكونوا مضطرين للسير مسافة 3 كيلومترات من الجانب الصربي من الحدود، قبل الوصول إلى معبر بيركاسوفو المغلق منذ أول من أمس.
وسيتيح هذا الإجراء الجديد «تبديد قسم من معاناتهم، لن يقطعوا مسافات سيراً بعد الآن أو ينتظروا تحت المطر وسط الصقيع، إنه مهم خصوصاً بالنسبة للأطفال والمرضى» وفق ما صرح الناطق باسم الجيش الكرواتي ايفيتسا اورسوليتش.
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أمس، أن طفلاً من دون جنسية يولد كل 10 دقائق محذرةً من أن المشكلة ستتفاقم مع أزمة المهاجرين واللاجئين الناجمة عن النزاع في سورية.
وسلط تقرير جديد أصدرته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الضوء على الآثار الطويلة الأمد على الأطفال الذين يولدون من دون جنسية مثل حرمانهم من الرعاية الصحية والتعليم والحصول على الوظائف مستقبلاً.
وتشتد هذه المشكلة في شكل خاص بين المهاجرين واللاجئين المتأثرين بالصراعات، وفق التقرير الذي أطلقه رئيس المفوضية أنطونيو غوتيريس في مقر الأمم المتحدة في نيويورك الأربعاء الماضي.
وأشار التقرير إلى أن الأطفال في سورية يستطيعون الحصول على الجنسية من خلال آبائهم، ولكن الحرب الأهلية أجبرت أكثر من 4 ملايين طفل على الفرار من بلادهم وخلفت 25 في المئة من العائلات اللاجئة من دون أب.
حزب أردوغان يستثمر فوزه بالانتقام
أنقرة – يوسف الشريف
اغتنمت الحكومة التركية الفوز الباهر الذي حقّقه حزب «العدالة والتنمية» في الانتخابات النيابية المبكرة التي نُظمت الأحد الماضي، لتشنّ حملة واسعة على معارضيها. إذ أوقفت صحافيَّين اتهمتهما بمحاولة «تنفيذ انقلاب»، واعتقلت عشرات من أنصار الداعية فتح الله غولن، في وقت شنّ الجيش التركي غارات على قواعد لـ «حزب العمال الكردستاني» في جنوب شرقي تركيا وشمال العراق.
وكانت أجواء خوف ويأس طغت على عمل صحافيين في مؤسسات إعلامية ليبيرالية ومعارضة في تركيا، بعدما صدمتهم نتائج الانتخابات وقرأوا ما تنشره الصحف الموالية للرئيس رجب طيب أردوغان من تهديد ووعيد، تواكبهما سخرية تفوح منها رائحة رغبة قوية في الانتقام. وكانت عناوين الصحف الموالية للمعارضة تكهّنت بعد الانتخابات النيابية التي نُظمت في حزيران (يونيو) الماضي، بنهاية عهد حزب «العدالة والتنمية» وأردوغان، إثر خسارتهما الغالبية في البرلمان وتفرّدهما بالحكم.
وترسّخت هذه المخاوف بعد اعتقال رئيس تحرير مجلة «نقطة» جوهر غوفان، ومدير التحرير المسؤول مراد شابان، اثر توقّع المجلة الموالية لغولن نشوب «حرب أهلية» كردية – تركية بعد فوز «العدالة والتنمية». وكانت المجلة نشرت محضراً سرياً لاجتماع عقده الحزب الحاكم، تخلّلته انتقادات وجّهها قياديون لسياسة «العدالة والتنمية» وتدخل أردوغان في شؤونه.
المجلة التي صادرت السلطات نسخ عددها الأخير، وحجبت موقعها الإلكتروني، أشارت على موقع «تويتر» إلى «سجن غوفان وشابان، في انتظار محاكمتهما لاتهامهما بتدبير محاولة انقلاب ومحاولة إسقاط الحكومة».
وواكب ذلك في اليوم ذاته اعتقال الشرطة 44 شخصاً، محسوبين على جماعة غولن، بينهم قائد شرطة سابق في إزمير وثلاثة حكام ولايات. والموقوفون هم ضمن 57 فرداً أمر مكتب الادعاء في المدينة باحتجازهم، لاتهامهم بـ «امتلاك وثائق عسكرية وأخرى سرية» وبالسعي إلى حملة تطهير في الجيش، من خلال تدبير قضية تجسس عام 2012.
في غضون ذلك، دعت أحزاب كردية، على رأسها «حزب الشعوب الديموقراطي» الذي حلّ رابعاً في الانتخابات، الجيش إلى وقف عملياته ضد «حزب العمال الكردستاني»، مذكّرة بأن الأخير أوقف النار أحادياً.
هذا النداء أتى بعد يوم على شنّ مقاتلات تركية أعنف غارات على معاقل لـ «الكردستاني» في شمال العراق وفي جنوب شرقي تركيا. كما فرضت السلطات حظر تجوّل في أجزاء من بلدة في هذه المنطقة، حيث قُتل ثلاثة من ناشطي الحزب في اشتباكات مع قوات الأمن.
واعتبر «الكردستاني» أن حزب «العدالة والتنمية قرّر أن يواصل حرباً ستضع تركيا وجهاً لوجه أمام أزمات كبرى، في الداخل والخارج». لكن يالتشن أكدوغان، نائب رئيس الوزراء، اشترط لاستئناف المفاوضات مع الحزب «إزالة العناصر المسمّمة للعملية».
ويبدو أن هذه التطورات ستبدّد إيجابيات يحاول رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ومقرّبون منه إشاعتها، بالحديث عن فتح صفحة جديدة مع المعارضة. لكن مصادر في الحزب الحاكم شددت على أن «مساعي النيات الحسنة لن تشمل جماعة غولن والكردستاني، وستقتصر على التعاون مع الأحزاب السياسية في البرلمان».
“اتصال” أميركي – روسي فوق سوريا موسكو: لا نقول للأسد إرحل أو إبقَ
المصدر: (رويترز، و ص ف)
قالت وزارة الخارجية الروسية أمس إن روسيا لا ترى بقاء بشار الأسد في السلطة مسألة مبدأ، في تصريحات تشير إلى خلاف في الرأي بينها وبين إيران الحليف الدولي الرئيسي الآخر للرئيس السوري.
ومما أثار تكهنات عن وجود خلافات بين روسيا وايران في شأن الأسد قول قائد الحرس الثوري الايراني الميجر جنرال محمد علي جعفري الاثنين ان طهران قد تكون أكثر التزاماً لمساندته من روسيا. وأضاف ان موسكو “ربما لا تهتم بما إذا كان الأسد سيبقى في السلطة بقدر اهتمامنا”.
لكن مسؤولاً اقليمياً كبيراً حذر من تحميل التصريحات العلنية عن الأسد أكثر من معناها قائلاً إنه لا اختلاف بين روسيا وإيران على الرئيس السوري، وإن البلدين يتفقان على بقائه في المنصب وإن الشعب السوري هو من يملك حق اختيار الرئيس.
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عندما سألها صحافي هل إنقاذ الأسد مسألة مبدأ بالنسبة الى روسيا: “لا على الإطلاق لم نقل ذلك قط… نحن لا نقول إن الأسد يجب أن يرحل أو يبقى”. لكنها حذرت من أن تغيير نظام آخر في الشرق الاوسط قد يكون كارثة “تحول المنطقة كلها إلى حفرة سوداء كبيرة”. وأكدت ان روسيا لم تغير سياستها حيال الأسد وان مصيره يجب ان يحدده الشعب السوري.
لكن تصريحاتها بدت كأنها تشير إلى خلافات في النهج بالمقارنة مع إيران التي أرسلت قوات للقتال في صفوف الجيش السوري.
ونقلت وكالة “تسنيم” الايرانية للانباء الاثنين عن جعفري أن روسيا “ربما لا تهتم بما إذا كان الأسد سيبقى في السلطة بقدر اهتمامنا، ولكن “نحن لا نعرف أي شخص أفضل يحل محله”.
ومع ذلك فإن المسؤول الإقليمي الكبير، وهو على دراية بالاتصالات الديبلوماسية المتعلقة بسوريا، قلل شأن أي مؤشرات عن وجود شقاق إذ قال: “انسوا ذلك، لا خلاف روسياً – إيرانياً على مسألة الأسد”.
الحوار الوطني
ورفض نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد فكرة الفترة الانتقالية التي تسعى إليها دول غربية تريد رحيل الأسد من السلطة باعلانه خلال زيارة لإيران انه يجري البحث في تأليف حكومة موسعة. وقال: “نتحدث عن حوار وطني في سوريا وحكومة موسعة وعملية دستورية ولا نتحدث نهائيا عما يسمى فترة انتقالية”، مضيفاً ان هذه الفكرة موجودة فقط “في أذهان من لا يعيشون على أرض الواقع”.
“اتصال” جوي اميركي – روسي
في غضون ذلك، نقلت وكالات روسية للأنباء عن جنرال في القوات المسلحة الروسية أن القوات الجوية الأميركية والروسية أجرت تدريباً مشتركاً في سوريا وذلك تجنباً لاشتباك عرضي فوق سوريا مع قيام الطرفين بحملتي قصف متوازيتين.
وأكد مسؤول عسكري أميركي أن مقاتلة أميركية ومقاتلة روسية أجرتا “اختبار اتصال” فوق جنوب سوريا عملا ببروتوكول السلامة اتفق عليه البلدان الشهر الماضي. وقال إن الطائرتين كانتا على مسافة ثمانية كيلومترات في اختبار استمر نحو ثلاث دقائق.
جهود ديبلوماسية
وأظهرت موسكو في الوقت نفسه مرونة متزايدة في الجهود الديبلوماسية لحل الصراع . وقد يجتمع مسؤولون من الحكومة السورية وأعضاء من المعارضة المنقسمة في موسكو الأسبوع المقبل.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية المستقلة عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف انه “في الأسبوع المقبل سندعو ممثلين للمعارضة للتشاور في موسكو”. وقال: “الاجتماع… قد يكون بمشاركة ممثلين للحكومة”. ولم يذكر أعضاء المعارضة الذين قد يحضرون، لكن الدعوة تشير كما يبدو الى تغير في اللهجة من موسكو التي كانت حتى الآن ترفض مثل هذه الجماعات.
وأوردت صحيفة “كوميرسانت” أمس ان القائمة ضمت معظم الأعضاء السابقين والحاليين في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”. وقالت ان بين هذه الاسماء الرئيس السابق للائتلاف معاذ الخطيب والرئيس الحالي خالد خوجة وممثلين لجماعات سياسية ودينية وعرقية مختلفة بما فيها جماعة “الإخوان المسلمين” وحركة مسيحية مؤيدة للديموقراطية.
وقاطع الائتلاف محادثات السلام التي أجريت في روسيا في كانون الثاني ونيسان لغياب الثقة في الكرملين ورفضه منافسي دمشق الذين حضروا كمعارضة رمزية لكنهم أرسلوا وفداً الى موسكو في آب.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية ان الوزير سيرغي لافروف سيجتمع مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا في موسكو اليوم للبحث في جهود بدء حوار بين دمشق والمعارضة.
تقدم المعارضة
ميدانياً، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أنه في ميدان المعركة أحرز تحالف من المعارضة السورية شكل حديثا وتدعمه الولايات المتحدة تقدما ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في محافظة الحسكة بشمال شرق البلاد.
وفي الغرب شنت طائرات حربية روسية غارات جوية في محافظة حماه، بينما قصفت طائرات مجهولة مشارف مدينة الرقة التي يسيطر عليها “داعش” في الشمال.
وقال المرصد ان قوات الحكومة السورية والفصائل المسلحة المتحالفة معها اشتبكت في معارك شرسة مع قوات المعارضة في مدينة حلب بجنوب شرق البلاد.
روسيا قصفت 24 هدفاً لـ”داعش” بفضل معلومات من المعارضة وأجرَت تدريباً مشتركاً مع مقاتلات أميركية في الأجواء السورية
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ، روسيا اليوم)
أعلن الجيش الروسي أمس انه قصف للمرة الاولى “أهدافاً ارهابية” في سوريا بفضل معلومات قدمها من سماهم “ممثلون للمعارضة” السورية. وقال إن الغارات الروسية شملت 2084 هدفاً للمتشددين حتى الآن.
أفادت وزارة الدفاع الروسية أن المقاتلات الروسية استهدفت 24 موقعاً لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) حددت بمساعدة المعارضة السورية. وقال قائد العمليات العسكرية الروسية في سوريا الجنرال اندري كارتابولوف :”لقد انشأنا مجموعة تنسيق لا يمكن الافصاح عن اعضائها”، وتحدث عن “تعاون وثيق” يتيح توحيد جهود الجيش السوري النظامي و”قوات وطنية سورية” سبق لها ان كانت في صفوف المعارضة.
من جهة اخرى، كشف كارتابولوف ان المقاتلات الروسية أجرت تدريباً مشتركاً مع نظيرتها الأميركية في الأجواء السورية لتجنب الاصطدام. وأوضح أن هذا التدريب جرى في إطار التعاون مع الائتلاف الدولي لمكافحة الإرهاب ودول المنطقة لتجنب الحوادث الجوية وتعزيز الأمن في الأجواء السورية. وأشار إلى مذكرة التفاهم التي وقعت الأسبوع الماضي بين وزارتي الدفاع الروسية والأميركية. وأضاف:”في تمام الساعة 11:00 صباحا بتوقيت موسكو (الثامنة بتوقيت غرينيتش) أجري تدريب مشترك للقوات الجوية الروسية والأميركية على كيفية تصرف طاقم الخدمات الأرضية في حالات الاقتراب الخطير للطائرات.
واكد الجيش الأميركي ان طائرتين أميركية وروسية اقتربتا أحداها من الأخرى على مسافة خمسة أميال في أجواء سوريا، وان مقاتلة اميركية أجرت “تجربة اتصال” مع مقاتلة روسية في اجواء سوريا.
الى ذلك، تحدث كارتابولوف عن شن سلاح الجو الروسي غارات على 2084 موقعاً لـ”داعش” في سوريا منذ بدء العملية، مشيراً الى أن المقاتلات الروسية تستمر في شن الغارات على منشآت “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة”. وقال: “مقاتلاتنا نفذت منذ بداية العملية 1631 طلعة حربية استهدفت خلالها 2084 منشأة للبنية التحتية التابعة للإرهابيين”. وقد دمّر خلال هذه الغارات 287 مركز قيادة مختلفاً، و57 معسكر تدريب للإرهابيين، و40 معملاً وورشة لصنع العبوات الناسفة والصواريخ، و155 مستودعاً مختلفا للذخائر والوقود.
في غضون ذلك، صرّح الناطق باسم القوات الفضائية الجوية الروسية الجنرال إيغور كليموف بأن قاذفة “سو-24 أ/ ” ألقت أمس قنبلتين خارقتين للخرسانة على معاقل “داعش” في سوريا. وقال إن “سلاح الجو الروسي ألقى على معاقل داعش قنبلتين خارقتين للخرسانة تزن الواحدة 500 كيلوغرام”. وأضاف أن “قنابل “بيتاب – 500 تُستخدم لتدمير أقبية محمية ومحصنة بشكل جيد، اذا لا تُلقى على المدن”.
وتضم القوة الروسية ما يزيد على 50 طائرة حربية بينها قاذفات “سو-34″ و”سو- 24 إم” وطائرات “سو-25” الهجومية وطائرات مقاتلة من طراز “30 إس إم” ومروحيات من طراز “مي- 8″ و”مي – 24”.
غارات على الرقة
وأفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان “13 عنصراً من تنظيم الدولة الاسلامية وعشرة مدنيين قتلوا جراء 16 غارة جوية على الاقل استهدفت اليوم (أمس) مقار وحواجز للتنظيم في مناطق عدة من مدينة الرقة”. وقال إنه “لم يعرف ما اذا كانت الطائرات الحربية التي شنت الغارات روسية ام تابعة لقوات النظام السوري”.
وقد “توافرت حصيلة القتلى هذه من مستشفى واحد في المدينة، اذ لا يمكن الوصول الى مستشفيات أخرى نقل اليها تنظيم الدولة الاسلامية جرحاه بسبب الطوق الامني المفروض عليها”.
وسيطر “داعش” على مدينة الرقة في كانون الثاني 2014 بعد معارك عنيفة مع مقاتلي المعارضة الذين استولوا عليها من قوات النظام في آذار 2013.
وفي شمال شرق البلاد، أحرزت “قوات سوريا الديموقراطية” تقدماً في شمال شرق مدينة الحسكة عقب اشتباكات مع “داعش”، استناداً الى المرصد الذي أحصى مقتل سبعة جهاديين على الاقل جراء المعارك في المنطقة وغارات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وكانت “قوات سوريا الديموقراطية” التي تشكلت الشهر الماضي والتي تضم مقاتلين عرباً واكراداً وتحظى بدعم اميركي أعلنت في نهاية تشرين الاول بدء عملية عسكرية ضد التنظيم المتطرف “لتحرير” الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة. وتتواصل الاشتباكات بين الطرفين مذذاك.
وتتقاسم “وحدات حماية الشعب” الكردية مع قوات النظام السيطرة على مدينة الحسكة التي تعرضت لهجمات عدة شنها “داعش” خلال الاشهر الأخيرة.
مهين
وأوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة بمساندة سلاح الجو (السوري) كثفت عملياتها ضد أوكار ومحاور تحرك إرهابيي تنظيم داعش المدرج على لائحة الإرهاب الدولية وكبدتها خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد في ريف حمص الشرقي والجنوبي الشرقي”. وصرّح مصدر عسكري سوري للوكالة بأن “وحدة من الجيش والقوات المسلحة نفذت عملية نوعية ضد تجمع لارهابيي تنظيم داعش غرب مستودعات الأعلاف قرب بلدة مهين في ريف حمص الجنوبي الشرقي”. وأسفرت العملية عن “مقتل أكثر من 25 إرهابيا من التنظيم المتطرف وتدمير ست عربات بعضها مزود رشاشات متوسطة وثقيلة وكميات من الاسلحة والذخيرة كانت في حوزتهم”.
واتهمت منظمة “هيومان رايتس ووتش” مجموعات مسلحة في ريف دمشق بارتكاب “جرائم حرب” لاستخدامها محتجزين لديها بينهم مدنيون كـ”دروعاً بشرية” بوضعهم في اقفاص حديد وزعت في الغوطة الشرقية.
مقتل ضابط ايراني
¶ في طهران، اعلنت وكالة “فارس” المقربة من أوساط المحافظين في ايران مقتل الكولونيل عزة الله سليماني خلال “مهمة استشارية” في عملية عسكرية في حلب. ومنذ السبت، اعلنت وسائل الاعلام في طهران مقتل خمسة ايرانيين في سوريا، مما يرفع العدد الى نحو 20 منذ 9 تشرين الاول.
«اختبار» جوي ناجح بين الطائرات الروسية والأميركية
روسيا: ننسّق مع المعارضة السورية لضرب «داعش»
تواصل موسكو العمل على جبهتين لحل الأزمة السورية، الأولى عسكرية، وتتضمن مواصلة «عاصفة السوخوي» في استهداف المجموعات المسلحة، والتي بدأت تتم، للمرة الأولى، بفضل معلومات تلقتها من المعارضة السورية، بالإضافة إلى انطلاق التنسيق الجوي مع الطائرات الحربية الأميركية، والثانية سياسية، وتهدف إلى جمع مسؤولين من الحكومة السورية والمعارضة، وهو ما سارعت واشنطن إلى رفضه، معتبرة انه من المبكر القيام بهذا الأمر.
وكشف رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال أندريه كارتابولوف، في مؤتمر صحافي في موسكو أمس، أن المقاتلات الروسية استهدفت 24 موقعا لتنظيم «داعش» تم تحديدها بمساعدة المعارضة السورية.
وقال «اليوم (أمس) نفذ سلاح الجو الروسي 12 طلعة جوية، وضرب 24 هدفاً للإرهابيين باستخدام الذخيرة وقنابل كاب 500 عالية الدقة في منطقة تدمر ودير الزور وشرق حلب، وقد حصلنا على أماكن هذه المواقع من المعارضة السورية».
وأضاف كارتابولوف «لقد أعلنا مراراً استعدادنا للتعاون مع جميع القوى الوطنية السورية التي تقاتل ضد الإرهابيين من داعش وجبهة النصرة. أريد أن أحيطكم علما بأنه في إطار التحالف الدولي الواسع لمكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، أقمنا اتصالات مع قادة المعارضة السورية والقادة الميدانيين لعدد من التشكيلات». وتابع «لقد أنشأنا مجموعة تنسيق العمل، والتي لا يمكن الإفصاح عن تكوينها لأسباب واضحة. تم تنظيم عملهم المشترك في تنسيق الجهود المشتركة الموجهة لحل مسألة محاربة داعش».
وأعلن كارتابولوف أن الطائرات الروسية والأميركية أجرتا تدريبات مشتركة في الأجواء السورية لتجنب الاصطدام، موضحاً أن «هذه التدريبات جرت في إطار التعاون مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب ودول المنطقة لتجنب الحوادث الجوية وتعزيز الأمن في الأجواء السورية». وكانت واشنطن وموسكو وقعتا الأسبوع الماضي مذكرة تفاهم حول هذا الأمر.
وأكد البنتاغون أن الأميركيين والروس اختبروا بنجاح آلية تتيح لطياريهم الذين ينفذون عمليات في الأجواء السورية التواصل مباشرة لتجنب أي حوادث.
وقال المتحدث باسمه جيف ديفيس إن مقاتلة أميركية «أجرت اختبار تواصل تم إعداده مع مقاتلة روسية» في الأجواء السورية، لافتا إلى أن الاختبار استمر «ثلاث دقائق وحقق أهدافه».
وحرص مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية على التوضيح أن اختبار التواصل لا يمكن اعتباره بمثابة «تدريب مشترك»، وهي العبارة التي استخدمتها وزارة الدفاع الروسية في بيان عن الاختبار. وقال «أوقفنا كل (أوجه) التعاون العسكري مع روسيا بعد اجتياح القرم، وهذا يبقى ساريا».
إلى ذلك، كررت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إن موسكو لم تغير موقفها من الرئيس السوري بشار الأسد، وإن مصيره يتعين أن يحدده الشعب السوري.
وأعلنت زاخاروفا أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيلتقي المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في موسكو اليوم، موضحة أن «الموضوع الرئيسي هو العملية السياسية في سوريا وبدء حوار حقيقي بين دمشق والمعارضة».
واتفق لافروف، في اتصال هاتفي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد المدني، على العمل على جوانب محددة لإشراك المنظمة في تسوية الأزمة السورية في إطار «مباحثات فيينا».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن مسؤولين من الحكومة السورية وأعضاء من المعارضة قد يجتمعون في موسكو الأسبوع المقبل، مع سعي روسيا للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة.
وقال بوغدانوف «الأسبوع المقبل سندعو ممثلي المعارضة إلى مشاورات في موسكو»، مضيفاً أن الاجتماع «قد يعقد بحضور ممثلين عن الحكومة». ولم يحدد من الذي سيحضر من المعارضة. وأوضح «ليست هناك مشكلة من طرف الحكومة، فقد وافقت منذ زمن طويل. حاليا نحن على اتصال مع ممثلي مختلف منظمات المعارضة السورية كي تفد إلى موسكو».
وسارعت وزارة الخارجية الأميركية إلى رفض مسعى موسكو جمع مسؤولين من الحكومة السورية والمعارضة. وقالت المتحدثة باسم الوزارة اليزابيث ترودو «نعتقد أن هذا سابق لأوانه»، مضيفة أنه سيأتي وقت ملائم لذلك، لكن في الوقت الحالي يجب أن تركز الدول المشاركة في الجهود الديبلوماسية بشأن الصراع السوري على ما تم الاتفاق عليه في المحادثات التي عقدت الأسبوع الماضي في فيينا.
وأعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، بعد مباحثات أجراها في طهران مع مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، رفض أي مرحلة انتقالية في البلاد. وقال «لا توجد مرحلة انتقالية وهناك مؤسسات رسمية مستمرة بعملها»، مشيرا إلى أن «هذا لا يوجد إلا في أذهان المرضى». وأضاف «نتحدث عن حوار وطني وحكومة موسعة وعملية دستورية ولا نتحدث عن مرحلة انتقالية. الذين يقولون ذلك يجب أن يتوقفوا». وأكد أن الرئيس بشار الأسد «هو الرئيس الشرعي المنتخب من قبل الشعب السوري ويجب على الكل احترام هذه الإرادة».
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، لإذاعة «أوروبا 1»، إن «الحل الوحيد هو إجراء انتخابات في وقت ما، طبعا بعد إحلال الأمن، لكن دون أن يترشح الأسد في هذه الانتخابات»، معتبراً أن مشاركة الأسد في أي انتخابات جديدة ستكون بمثابة «إقرار بعجزنا عن التوصل إلى حل. فقد أعيد انتخاب الأسد في اقتراع صوري في العام 2014 وحاول الروس والإيرانيون جرنا في هذا الاتجاه، إلا انه تبين انه طريق مسدود أفضى إلى مزيد من الحرب ومزيد من الإرهاب».
(«روسيا اليوم»، «سبوتنيك»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
خلاف إيراني ـ روسي على مصير الأسد
أنباء عن وصول قيادي «القاعدة» سيف العدل إلى سوريا
لندن ـ القدس العربي» من احمد المصري: خرج الخلاف الإيراني ـ الروسي للمرة الأولى، أمس الثلاثاء، إلى العلن حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد. ففيما تبدي إيران تمسكا شديدا برأس النظام السوري، أعلنت وزارة الخارجية الروسية «أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة لا يعتبر أمرا مبدئيا بالنسبة لموسكو».
وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، إن الروس لا يشتركون بموقف واحد مع طهران حيال هذا الموضوع. وأضاف جعفري في كلمة ألقاها في ملتقى بعنوان»مناوأة أمريكا بعد الاتفاق النووي… مرحلة جديدة من المقارعة» عقد في جامعة طهران. ونقلت تصريحاته وكالة وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية قوله: «جارتنا الشمالية (روسيا) تساعد أيضا في سوريا، ولكنها غير سعيدة بالمقاومة الإسلامية، ولكن على أي حال فإنها تقدم المساعدات على أساس المصالح المشتركة، ولكن ليس من الواضح أن مواقف روسيا تتطابق مع إيران بشأن الرئيس السوري بشار الأسد».
أما وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية فنقلت عن جعفري قوله إن بلاده «لا ترى بديلا» للأسد وتعتبره «خطا أحمر وتجاوزه ممنوع».
وبحسب تلفزيون «روسيا اليوم»، قالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، في مقابلة مع إذاعة «صدى موسكو»، ردا على سؤال «إن كان مبدئيا لروسيا الإبقاء على الأسد في السلطة»، «أبدا، لم نقل هكذا أبدا».
وأضافت زاخاروفا «مصير الأسد يجب أن يحدده الشعب السوري، نحن لا نحدد إن كان على الأسد الرحيل أو البقاء».
ولفتت المسؤولة الروسية أنه «تم بالفعل استحداث آلية عمل فعالة (حول الأزمة) خلال المحادثات حول سوريا في فيينا».
وقال مسؤول روسي رفيع، أمس الثلاثاء، إن مسؤولين من الحكومة السورية وأعضاء من المعارضة المنقسمة على نفسها قد يجتمعون في موسكو الأسبوع المقبل مع سعي روسيا للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله، أمس الثلاثاء، «الأسبوع المقبل سندعو ممثلي المعارضة إلى مشاورات في موسكو.»
وأضاف أن الاجتماع «قد يعقد بحضور ممثلين عن الحكومة» ولم يحدد من الذي سيحضر من المعارضة.
وذكرت صحيفة «كومرسانت» أمس الثلاثاء أن القائمة تضم في الأغلب أعضاء سابقين وحاليين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وأضافت أن القائمة تضم الرئيس السابق للائتلاف معاذ الخطيب والرئيس الحالي خالد خوجة إلى جانب ممثلين عن مجموعة مختلفة من الجماعات السياسية والدينية والعرقية من بينها جماعة الإخوان المسلمين وحركة مسيحية مؤيدة للديمقراطية.
من جهة أخرى علمت «القدس العربي» من مصادر مقربة من تنظيم «القاعدة» أن القيادي المصري في التنظيم سيف العدل وصل إلى سوريا وتحديدا في منطقة ريف إدلب.
وأضافت المصادر في مجمل حديثها لـ»القدس العربي» أن وصول سيف العدل إلى سوريا يهدف إلى التقريب في وجهات النظر بين «تنظيم الدولة» و»جبهة النصرة» وربما إلى الوحدة قريبا.
وكان أنصار من «جبهة النصرة» تداولوا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أخبارا أشارت إلى أن « أحد القادة الخمسة الذين تم تحريرهم من إيران يصل الشام بتكليف من شيخنا الظواهري لكي يصحح مسيرة النصرة إلى الأفضل إن شاء الله».
ولم يقدم المغردون على «تويتر» أي معلومات إضافية، باستثناء تأكيدهم بأن القيادي المتوقع وصوله، يحظى بثقة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
الجدير بالذكر أن طهران كانت أطلقت في آذار/ مارس الماضي سراح خمسة قياديين في تنظيم القاعدة كانت تعتقلهم، أحدهم سيف العدل عضو شورى التنظيم، وتولى قيادة التنظيم بصورة موقتة بعد اغتيال زعيمه أسامة بن لادن في 2011.
وأتت عملية إطلاق سراح هؤلاء في إطار عملية تبادل أسرى مع التنظيم في اليمن الذي كان يحتجز الدبلوماسي الإيراني نور أحمد نكباخت في العاصمة اليمنية صنعاء منذ تموز/ يوليو 2013.
وبحسب المعلومات، فإن ثلاثة من الخمسة المفرج عنهم يشغلون مناصب في مجلس شورى التنظيم الإرهابي، حيث أطلقت طهران سراح أبو الخير المصري المسؤول السابق لمجلس علاقات «القاعدة» الخارجية.
كما أفرجت عن القيادي والمخطط الاستراتيجي البارز لدى التنظيم سيف العدل، الذي كان متورطًا في الهجمات الإرهابية على السفارتين الأمريكيتين لدى كينيا وتنزانيا في عام 1998، وباختطاف الصحافي الأمريكي دانييل بيرل عام 2002، وتورط في اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981.
وبموجب الصفقة أطلقت طهران سراح عنصرين أردنيي الأصل هما خالد العاروري (أبو القسام) وساري شهاب، حيث كان الأول شغل منصب نائب قائد فرع التنظيم في العراق تحت زعامة أبو مصعب الزرقاوي حتى مقتله عام 2006، وتورط العاروري في العديد من الهجمات الإرهابية.
العثور على 15 مهاجرا في الجزء الخلفي من شاحنة تبريد في فرنسا
باريس – (د ب أ)- ذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم العثور على 15 مهاجرا في الجزء الخلفي من شاحنة تبريد في فرنسا بعد استدعاء شخص خدمات الطوارئ.
وذكرت صحيفة “لو باريزيان” أن الكثير من الرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و45 عاما كانوا يعانون من انخفاض درجة الحرارة. وتم علاجهم على الفور قبل أن يتم نقلهم إلى مستشفيات محلية.
وقال العامل الذي رد على المكالمة الطارئة للصحيفة إن الشخص كان لديه صعوبة في التنفس وكان صوته بالكاد مسموعا. وتمكن العامل من فهم أصوات عدة أشخاص في الخلفية.
ولم تتضح الاصول التي ينحدر منها الرجال على الفور. وتم العثور على الشاحنة على طريق “أل” السريع وكانت في طريقها إلى مدينة ليل. وكانت قادمة من مدينة بلنسية الاسبانية.
ونقل عن السائق قوله إنه لم يعرف أن الرجال في مؤخرة شاحنته. والاختباء في الجزء الخلفي من الشاحنات المتجهة إلى بريطانيا من الاساليب الشائعة التي يستخدمها المهاجرون واللاجئون المحتملون الذين يحاولون العبور من فرنسا.
أوباما يواصل تبني استراتيجية مشتتة في سوريا… وقواته الخاصة ستنفع التحالف الروسي – الإيراني
التحالف الكردي ـ العربي ليس موجودا إلا بالإسم… لا أعلام أو قواعد عسكرية ولا قيادة موحدة
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: ترى وزارة الدفاع الأمريكية في إرسال قوات برية إلى سوريا – وإن كان محدودا للمشاركة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية – إصلاحا لاستراتيجية ظل يشوبها القصور. ومع ذلك فالمدخل الجديدة للإدارة الأمريكية لن يحل المشاكل التي تعلم النزاع الدائر هناك.
وترى إيما أشفورد الباحثة في معهد كاتو الأمريكي أن قرار إرسال 50 من أفراد القوات الخاصة ما هو إلا بداية لمهمة زاحفة حيث تقتضي إرسال قوات ومعدات جديدة ولهذا فعلى قادة الإدارة التركيز على مدخل لا يؤكد كثيرا على الحلول العسكرية.
وترى في مقال نشر على موقع مجلة «تايم» الأمريكية أهمية قبول القادة الأمريكيين باحتواء فعلي لتنظيم الدولة وتأكيد الحلول غير العسكرية وتقديم الدعم الإنساني للاجئين ومواصلة البحث وبشكل قوي عن الخيارات الدبلوماسية.
وتشير إلى ما أعلنه وزير الدفاع، أشتون كارتر، الأسبوع الماضي أمام لجنة القوات المسلحة بالكونغرس حين تحدث عن شحنات أسلحة جديدة ودعم جوي لجماعات المعارضة السورية ودعم إضافي ومستشارين للجيش العراقي وغارات تقوم بها وحدات من القوات الخاصة الأمريكية.
وتعلق الكاتبة هنا على أن ما قدمه كارتر لا يعبر عن استراتيجية جديدة لأن القوات الخاصة قامت بعمليات داخل العراق وسوريا كانت آخرها عملية تحرير سجناء لدى «تنظيم الدولة» في سجن قرب بلدة الحويجة، شمال العراق وقتل فيها أول جندي منذ انسحاب الجيش الامريكي عام 2011. لكن الملمح الجديد الذي تحتوي عليه الإستراتيجية هو أن جماعات المعارضة لن يتم التحقق منها أمنيا بطريقة دقيقة وسيكون الوجود العسكري الأمريكي طويل المدى.
فشل
وتعتقد الكاتبة أن فشل الحرب ضد «تنظيم الدولة» نابع من عدم القدرة على فهم وحل المشاكل التي تسببت في الحرب الدموية الدائرة بين قوى المعارضة ونظام بشار الأسد وتورط عدد من القوى الإقليمية في حرب بالوكالة على أرض سوريا حيث يسلح ويمول كل طرف فصيلا من الفصائل المشاركة فيها.
ويضاف إلى هذا فشل الجيش العراقي، رغم الدعم الأمريكي المكثف له، بالعمل كرديف على الأرض للغارات الأمريكية.
وعليه فلن تعمل القوات الجديدة على حرف مسار الحرب ضد «تنظيم الدولة» بل وستعرض حياة الجنود الأمريكيين للخطر.
وتشير أشفورد إلى أن الغارات الجوية – وإن لم تنجح في هزيمة «تنظيم الدولة» – إلا أنها نجحت في احتوائه وأوقفت تقدمه في كل من العراق وسوريا ومنعت مقاتليه من السيطرة على مناطق جديدة. وعليه يمكن تعزيز الإحتواء الفعلي هذا من خلال وسائل أخرى مثل دفع أعضاء التحالف بالمنطقة – مثل تركيا والسعودية وقطر – باستهداف مصادر تمويل التنظيم ومنع تهريب النفط من سوريا ووقف تدفق المقاتلين الأجانب.
ولهذا ترى الكاتبة أن احتواء تنظيم الدولة سيبقي عليه ضعيفا وصغيرا فيما سيؤدي تدخل عسكري إلى توسيع الاضطرابات في المنطقة وقد يمنح «تنظيم الدولة» الفرصة للتمدد أكثر. وبناء عليه فيجب على الولايات المتحدة المساعدة في التصدي لأزمة اللاجئين التي تعاني من آثارها أوروبا ودول الجوار السوري.
ويمكن للولايات المتحدة أن تقدم مساعدات إنسانية إضافية للاجئين الذين علقوا في مخيمات اللجوء. كما يمكن للمشرعين في الكونغرس زيادة عدد اللاجئين السوريين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة. ولا بد من مواصلة البحث عن حل دبلوماسي للأزمة السورية. وتقول أشفورد إن الخيار العسكري ظل يمثل جوهر استراتيجية الولايات المتحدة ضد «تنظيم الدولة».
ومن المتوقع أن تزيد الإستراتيجية الجديدة من الإلتزامات الأمريكية. وفي الوقت الذي فشلت فيه الخيارات العسكرية في نزاعات سابقة فمن المحتمل أن تفشل في نزاع معقد مثل سوريا. ولهذا ينبغي على صناع السياسة مقاومة أي رغبة للحل العسكري.
البحث عن استراتيجية
ولا تزال إدارة الرئيس باراك أوباما تلاحق سياسات مشتتة تجاه سوريا. واتسمت استراتيجيتها بالضعف وغياب التركيز.
ومن هنا لفتت صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها الإنتباه لتصريحات جون كيري الذي سئل عن السبب الذي أعلن فيه الرئيس أوباما عن إرسال القوات الخاصة في اليوم نفسه الذي انعقد فيه اجتماع فيينا لمناقشة سبل حل الأزمة السورية. وكان رد كيري أن تزامن الإعلان مع مؤتمر فيينا كان «صدفة». ويكشف تصريح كيري أكثر مما كان يريد لأن سلسلة من التحركات الأمريكية المتعلقة بسوريا لم تضف أي جديد للاستراتيجية. فقد كان كيري يعمل على حشد الدعم لخطة انتقال سياسي في سوريا تشمل تشكيل حكومة انتقالية وإعداد دستور وانتخابات بإشراف الأمم المتحدة.
ولقيت الخطة موافقة من جميع المشاركين في مؤتمر فيينا باستثناء النقطة التي تدعو إلى تحديد إطار زمني لخروج الأسد من السلطة وهو ما رفضته كل من روسيا وإيران.
وهذا يعني عدم تحقق وقف إطلاق النار الذي تدعو إليه الخطة لأن المعارضة التي سترفض نهاية للحرب تبقي ديكتاتورا ملوثة يديه بدم السوريين.
وفي الوقت الذي أكد فيه كيري على ضرورة تنحية الأسد عن السلطة لإنهاء الحرب الأهلية وهزيمة تنظيم الدولة، إلا أنه اعترف بأن الإجراءات العسكرية التي أعلن عنها يوم الجمعة ليست موجهة ضد الأسد بل ضد «تنظيم الدولة». وتهدف لتعزيز قوة تحالف كردي- عربي يخطط للسيطرة على مناطق وخطوط إمدادات قريبة من مدينة الرقة عاصمة ما يطلق عليها الخلافة. وترى الصحيفة أن أي تحرك يزيد من ضغط الجيش الأمريكي على الكيان الإرهابي مرحب به ولكن الخطط التي أعلن عنها أوباما تدريجية وضعيفة.
وبحسب تقييم مسؤولين أمريكيين، فلن تقود بطريقة منطقية لسقوط الرقة قريبا. كما أن أوباما نحى جانبا الخطط الأخرى التي طورتها البنتاغون وتقضي بتوفير الغطاء الجوي من المروحيات ومستشارين على الخطوط الأمامية لدعم القوات العراقية في الشمال والشرق.
وأعلنت الإدارة يوم السبت عن مساعدات بقيمة 100 مليون دولار من المواد غير الفتاكة للمعارضة السورية. لكن هذه القوات، التي تتلقى الدعم العسكري الأمريكي الجديد، لا تقاتل نظام الأسد ولا توافق على إطار محادثات فيينا الداعي للحفاظ على «مؤسسات الدولة السورية».
فرصة الأكراد
ويحاول الأكراد السوريون، الذين يحتفظون بمعاهدة دائمة مع النظام، رسم منطقة حكم ذاتي خاصة بهم. وتستخدم إيران وروسيا القوة العسكرية لدعم أهدافهما السياسية في سوريا والحفاظ على الأسد في السلطة ولأمد طويل.
ولأن أوباما يرفض دعم خطوات تضع ضغوطا على الأسد، فكيري ليس لديه النفوذ الكافي لرفض الأجندة الروسية – الإيرانية. وترى الصحيفة أن محاولة الإدارة الأمريكية تحقيق أهداف تكتيكية لن تدعم إلا الأهداف الروسية والإيرانية.
وفي ضوء التناقض بين المسار الدبلوماسي والعسكري الأمريكيين، فجهود أوباما ستنتهي بالفشل كما تتوقع الصحيفة. واستفاد الأكراد – وهم حلفاء واشنطن – من التدخل الروسي في سوريا لتعزيز مواقعهم.
وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» إن الأكراد ظلوا حلفاء واشنطن الذين لا يقدرون بثمن. لكنهم قد يتحولون إلى صداع كبير. فمع محاولة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «تنظيم الدولة»، يقوم الأكراد برسم خططهم الخاصة وأعلنوا في الأسابيع القليلة الماضية منطقة حكم ذاتي مستقلة في شمال سوريا، وهو قرار أثار حنق الجارة تركيا. كما يناقش حزب الإتحاد الديمقراطي الكردستاني خططا حول الحكم الذاتي مع الروس.
وزادت جرأة الحزب وشركائه من خلال الإنتصارات التي حققوها ضد تنظيم الدولة حيث يحاولون تعزيز موقفهم السياسي.
وترى الصحيفة أن خططا كهذه تهدد بإثارة غضب تركيا الحليف المهم في الحرب وكذلك جماعات المعارضة العربية. ويرى مراقبون أن محادثات حزب الاتحاد الديمقراطي مع روسيا تهدف للضغط على أمريكا كي تقدم لهم أسلحة متقدمة.
ونقلت الصحيفة عن نوال خليل، العضو السابق في حزب الإتحاد الديمقراطي، تعليقها على المحادثات مع الروس بأنها محاولة للبحث في المواقف.
وأضافت خليل، التي تعمل في مركز للدراسات الكردية في ألمانيا، قائلة: «نريد اعترافا لإدارة الحكم الذاتي، ولهذا فنحن بحاجة لتوسيع علاقاتنا». وقام أكراد سوريا برسم منطقة أطلقوا عليها «روجوفا» حيث تلقى محاولاتهم معارضة من العرب.
وتقول الصحيفة إن منطقة الحكم الذاتي لم تكن واردة في سياق الحرب الأهلية السورية لكنها أصبحت قريبة للتحقق بسبب ما حققه الأكراد من إنجازات ضد الجهاديين. ويرى الأكراد أن ما يقومون به مبرر لأن القوى الدولية دائما ما تتخلى عنهم.
ويقول أرون ستين من المعهد الأطلنطي: «يعتقدون أن هذه هي لحظتهم ولن يتلقوا أوامر» من أحد «فهم يريدون صناعة تاريخ لا القبول به».
وهو ما سيضعهم بمواجهة مع تركيا التي لا تفرق بين حزب الإتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني.
وتأتي التحركات الكردية في الوقت الذي تتحدث فيه الولايات المتحدة عن تحالف كردي- عربي سيتقدم في مناطق تنظيم الدولة، والذي أعلن عنه بعد إلغاء برنامج تدريب المعارضة السورية الذي رصدت له واشنطن مبلغ 500 مليون دولار ولم يثمر إلا عددا قليلا من المقاتلين.
تحالف مهلهل
وعلى ما يبدو فالتحالف الجديد لا يوجد إلا بالإسم حسب تقرير أعده بن هابارد لصحيفة «نيويوك تايمز». ففي مقابلات على مدار 10 أيام وزار فيها الخطوط الأمامية للقتال في شمال سوريا أكدت القوات التي تنسب للتحالف أنه لا يوجد إلا بالاسم، وأن تحديات سياسية ولوجيستية كبيرة تواجهه. وقابل الصحافي أحد القادة العسكريين في قرية عين العيسى وتحدث عن قائمة طويلة من المطالب لمواجهة الجهاديين مثل الذخيرة وأجهزة اللاسيلكي والمعدات الثقيلة ومزيد من الغارات الأمريكية. وقال: «هذا هو حال مقاتلينا الذين يحاولون مواجهة «تنظيم الدولة» بأجهزة بسيطة»، مشيرا للمقاتلين الذين يرتدون ملابس رثة وأحذية ممزقة.
وتبقى المشكلة اللوجيستية بسيطة مقارنة بالتحدي الأكبر للتحالف والمكون في معظمه من مقاتلين أكراد لاستعادة مناطق عربية تحت سيطرة تنظيم الدولة.
وتعلق الصحيفة قائلة أن هذا التحالف يثير مخاوف تركيا ويقلل من دافعية الأكراد الذين لا يرغبون بالدخول في مناطق أبعد من تلك التي يعتبرونها جزءا من منطقة الحكم الذاتي التابعة التي يحاولون تعزيز وجودهم فيها.
وينقل التقرير عن ريدور خليل، المتحدث باسم قوات الحماية الشعبية، قوله: «عصب هذه القوات هم الأكراد بسبب خبرتهم في قتال «تنظيم الدولة» وعددهم».
ولكنه أشار الى أن العدد قد يكون له أثر محدود: «علينا أن نكون واقعيين، فقوات الحماية الشعبية لا يمكنها التقدم نحو الرقة بنفسها».
وقابل الصحافي طلال سيلو المتحدث باسم التحالف الجديد حيث قابل الصحافيين في سوريا وتحت علم أصفر يحمل اسم التحالف المكتوب بالعربية والأشورية والكردية.
وتم اللقاء في داخل موقع عسكري كردي لأن التحالف ليست لديه قواعد أو أعلام ولا تسلسل قيادي. ويقول سيلو إن القوات مجموعة سيشرف عليها مجلس عسكري مكون من ستة أشخاص. واعترف بأنه لم يتم اختيار إلا شخص واحد، سيلو نفسه.
أصدقاء القذافي
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه تم إنزال 50 طنا من الذخائر للمقاتلين العرب في التحالف، لكن الأمور لم تسر حسب الخطة. فلم يكن لدى المقاتلين العرب القدرات اللوجيستية لنقلها، ومن هنا تمت الإستعانة بالأكراد.
ويضيف أن عددا من الجماعات الصغيرة هي جزء من هذا التحالف: مقاتلون تركمان ومسيحيون ومقاتلون بدو موالون لشيوخ يعتبرون الزعيم الليبي السابق معمر القذافي صديقهم.
ويعلق الكاتب أن ما يجمع هذه الفصائل الصغيرة هو كراهيتها للتنظيم الذي هزمها وتعول عليها الولايات المتحدة كي تهزمه.
ويرى الكاتب أن هذه القوى ليست منظمة وعادة ما تترك أحداث بالكلاشنيكوف على نقاط التفتيش حيث يقومون بتخويف السيارات.
وهذا يتناقض مع التنظيم والتسلسل القيادي الذي تتمتع به قوات الحماية الشعبية التي تقوم بالسيطرة على مناطق.
وعلق قيادي عربي، بنوع من الأسى، أنه لا يستطيع إصدار أوامر لمقاتليه بل يقترح عليهم. ورغم تعاون الجماعات المتحالفة مع بعضها من قبل، إلا أن العلاقات ليست دائما سلسلة. فقوة الأكراد تعني أنهم هم من يحددون الأجندة بينما ينظر بعضهم نظرة دونية لشركائهم العرب.
ومن جهتهم يبدي العرب قلقا من صلات المقاتلين الأكراد السوريين بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا وأمريكا إرهابيا ويشكون بدوافع المقاتلين الأكراد الذين تدفقوا إلى سوريا من العراق وتركيا وإيران.
وينقل التقرير عن أبو حمزة، وهو مقاتل في كتيبة الثوار، قوله: «يجلب تنظيم الدولة المقاتلين الأجانب لبناء الدولة الإسلامية. أما هم فيحضرون المقاتلين الأكراد الأجانب لتنفيذ المشروع الكردي». وقابل الصحافي قياديا كرديا تحدث باختيال عن انتصاراته على «تنظيم الدولة».
ومثل بقية مقاتليه فهو ليس كرديا بل جاء من إيران. ولم ينكر هذا أنه قال إنه جاء إلى سوريا لتحقيق الديمقراطية أما داعش فجاء ليقتل، «وهذا هو الفرق».
ويشير الصحافي هنا لسيطرة الأكراد على مناطق في شمال ـ شرق سوريا حيث يديرون نقاط تفتيش وتنتشرصور المقاتلين «الشهداء» الذين قتلوا في الحرب في الشوارع وعلى المباني ويسيطرون على الخطوط الأمامية مع «تنظيم الدولة».
اختراع أمريكي
ونقل عن مسؤول أمريكي بارز قوله إنهم شجعوا الأكراد على إنشاء مظلة من الفصائل الكردية تحت مسمى «القوى الديمقراطية السورية» وهو اسم لجذب الرأي العام العالمي لا غير. إلا أن الجماعات العربية التي أطلق عليها «التحالف العربي السوري» هو «اختراع أمريكي» وهو مكون من 5000 مقاتل وقالت نسبة 20% منهم إنهم سيدافعون عن أراضيهم ولن يتقدموا باتجاه مناطق تنظيم الدولة.
أما قوات الحماية الشعبية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني فتضم 40000 مقاتل منهم آلاف جاءوا من الدول المجاورة.
ونقل التقرير عن باراك بارفي، الزميل الباحث في «نيو أمريكان فاونديشين»، قوله إن قوات الحماية الشعبية فاعلة ويمكنها فعل الكثير مقارنة مع الجماعات العربية الضعيفة والتي قصد منها أن تكون «ورقة التوت» لقوات الحماية الكردية.
فقد حاولت الولايات المتحدة تبديد الشكوك العربية حول التسيد الكردي وتقليل مخاوف تركيا من مساعدتها للأكراد. إلا أن التحالف يواجه مشاكل داخلية. فبحسب بارفي فالتحالف ليس قويا وما يجمع فصائله هو تعاون تكتيكي. فبعض الفصائل تعيش بمناطق كردية ولهذا تأمل بالتعاون معهم للدفاع عن نفسها.
بينما فقدت فصائل أخرى مناطقها لتنظيم الدولة، ولهذا ترغب بمساعدة كردية لاستعادتها. ويقول الشيخ حميدي دهام الجربا، الذي انضم فصيله «قوات الصناديد» إلى التحالف: «ما يهمنا هو حماية مناطقنا وتوفير الأمن لأولادنا وبيوتنا ونسائنا». وقال: «نحن بين تنظيم الدولة من جهة والأكراد من جهة أخرى، فمن نختار؟».
القائد العسكري لحركة «أحرار الشام» في المعارضة السورية المسلحة يرفض قرار عزله ومخاوف من إنشقاقات قريبة
عبد الله العمري
«القدس العربي» : رفض القائد العسكري لـ «حركة أحرار الشام» الإسلامية، أبو صالح الطحان، قرار عزله الذي أصدره قائد الحركة، أبو يحيى الحموي، بينما تستمر المداولات الجانبية لعدول الحركة عن قرار عزل أميرها العسكري. وهو القرار الذي قد يؤدي إلى انشقاقات في صفوف الحركة بحسب مراقبين.
ويأتي قرار عزل القائد العسكري في إطار «الصراع الداخلي الذي تشهده الحركة بين تياري الإخوان المسلمين، بقيادة لبيب نحاس، والسلفي، بقيادة أبو الصادق، كما يقول مصدر مقرب من «حركة أحرار الشام» في حديث خاص بـ «القدس العربي»، مضيفا أن هذا الصراع تعود «جذوره إلى الأيام الأولى التي أعقبت مقتل قيادات أحرار الشام في أيلول/سبتمبر 2014، وانشقاق ثلاثة ألوية عن الحركة، وهي «لواء علي بن أبي طالب»، و«لواء الهجرة»، و»لواء أهل السُنّة» احتجاجا على عدم توصل قيادة الحركة إلى الجهة التي نفذت عملية التفجير، ووقف الدعم الخارجي عن الحركة بسبب الغياب التام لخطوط تواصل لدى القيادة الجديدة مع الجهات الداعمة».
ويستدرك المصدر قائلا «لكن بعد ثلاثة أشهر أعادت الحركة هيكلة مكاتبها وتواصلت مع الجهات الداعمة من جديد، وبهذا تكون الألوية الثلاثة المنشقة قد عادت إلى الحركة».
يذكر أن مجلس شورى الحركة اختار بعد يوم واحد فقط من مقتل قياداته، «أبو جابر» هاشم الشيخ، قائداً جديداً للحركة لمدة عام انتهت قبل منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، ليتم اختيار المهندس مهند المصري، المكنى «أبو يحيى الحموي»، قائدا للحركة خلفاً لأبي جابر، هاشم الشيخ، الذي رفض تمديد ولايته، بحسب بيان الحركة في 12 أيلول/سبتمبر 2015.
وعن طبيعة الاصطفافات داخل الحركة، يقول المصدر المقرب منها «تتكل الحركة اليوم ضمن تيارين متضادين، تمكن أحدهما من إزاحة أبو البراء الشامي قبل أكثر من شهر، وهو من مؤسسي الحركة، بعد توجيه اتهامات له بتبني أفكار لا تناسب المرحلة الراهنة. ولذات الاتهامات تمت إقالة أبو شعيب المصري فور اختيار الحموي». ويرى المصدر أن هذه «دلالات واضحة على هيمنة تيار لبيب نحاس على القرار الداخلي للحركة». وبحسب المصدر المقرب من «حركة أحرار الشام»، فإن المرحلة المقبلة ستشهد صعودا للقيادات الشابة التي تتميز بمرونة أكبر في ما يتعلق بالتعاطي مع «العمل السياسي والانفتاح على جهات عربية أو دولية ربما تثير حفيظة القيادات التقليدية ذات الاتجاه السلفي، الذي يمثله أبو الصادق، الشرعي العام للحركة».
ويستند القائد العسكري للحركة، أبو صالح الطحان، في رفضه قرار العزل إلى «كثرة أتباعه داخل صفوف الحركة، خاصة بين المقاتلين الذين يرفضون قرار عزل الطحان، وهو القرار الذي صاحبته موجة من الاستياء لإزاحة القيادات القديمة التقليدية تدريجيا، والاستبدال بهم قيادات شابة تتبنى فكر الإخوان المسلمين ومنهجهم السياسي، إضافة إلى الاستياء من الأداء الضعيف للقائد الهام للحركة، أبو يحيى الحموي»، حسب تعبير المصدر.
ويختم المصدر المقرب من «حركة أحرار الشام» تصريحه لـ «القدس العربي» قائلا إن الحركة اليوم «تمر بظروف تشبه تلك التي عاشتها خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد مقتل قياداتها، وهي مرحلة حرجة من الصعوبة بمكان اجتيازها من دون قرار جديد من مجلس شورى الحركة يعيد الطحان إلى موقعه كقائد عسكري لعمليات حركة «أحرار الشام الإسلامية».
البيت الأبيض لا يستبعد إرسال المزيد من القوات الخاصة إلى سوريا ومشاركة القوات المحلية في محاربة تنظيم «الدولة»
أوباما: القوات الأمريكية لن تقاتل على الخطوط الأمامية
رائد صالحة
واشنطن ـ «القدس العربي»: قال الرئيس الامريكي باراك اوباما ان قوات العمليات الخاصة الامريكية في سوريا لن تقاتل في الخطوط الامامية ضد ميليشيات تنظيم الدولة»، وذلك في محاولة لنفى انتقادات حديثة تفيد ان الانتشار الامريكي في سوريا يعد انتهاكا لتعهده بعدم وضع قوات برية لمحاربة التنظيم.
واضاف خلال مقابلة مع «بي سي نيوز» ان الولايات المتحدة لن تضع قواتها في معارك الخطوط الامامية ضد التنظيم، مؤكدا ان هناك تفاهما حول أننا «لن نكون في قتال تماما كما فعلنا في العراق لأن هذا الامر لن يحل المشكلة» .
وتصريح اوباما هو اول تعليق على قرار ارسال مجموعة صغيرة من قوات العمليات الخاصة الى سوريا في خطوة قد تزيد من تورط الولايات المتحدة في الصراع السوري رغم المحاولات الامريكية الحثيثة لتجنب الانجرار الى المستنقع السوري.
وقد قاوم اوباما لسنوات دعوات لإرسال قوات برية الى سوريا تتجاوز الغارات الخاطفة. لكنه ارسل في نهاية المطاف 50 جنديا لمساعدة وتدريب القوات المحلية التى تقاتل الجماعة المتطرفة. كما تزامت خطوة اوباما التصعيدية مع الحملة الروسية لدعم الرئيس السوري بشار الاسد ضد قوات المعارضة التى تسعى لإزاحته من السلطة.
ونفى الرئيس الامريكي اعتبار هذه الخطوة اشارة الى تغيير في استراتيجية البيت الابيض تجاه سوريا التى مزقتها الحرب. وقال انه يجب الاخذ في الاعتبار ان القوات الخاصة موجودة هناك بالفعل وانها مجرد امتداد لما تقوم به الولايات المتحدة. وستبقى القوات الامريكية في سوريا في المستقبل المنظور. ولم يستبعد البيت الابيض ايضا ارسال المزيد من القوات الخاصة للبلاد اذا حققت نجاحات بمساعدة تحقيق مكاسب على الارض ضد «تنظيم الدولة».
وعلى الرغم من عدم منح هذه القوات بشكل صريح مهمات قتالية، الا انها في الواقع قد تجد نفسها في طريق الأذى وذلك وفقا لأقوال عدد من المسؤولين في واشنطن، بمن في ذلك السكرتير الصحافي للبيت الابيض، جوش ارنست، الذي قال ان لا احد ينكر حجم المخاطر التى تعترض القوات في سوريا، مشيرا الى انها مجهزة للدفاع عن نفسها.
وترك مسؤول كبير في البيت الابيض الباب مفتوحا امام فكرة ارسال المزيد من القوات الامريكية لسوريا لاجراء غارات، إذ قال بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي في البيت الابيض، ان الغارات – من حيث المبدأ – لن تكون وظيفة القوات الاساسية، مشيرا الى ان القاعدة هي عدم مشاركتها في مداهمات. لكنه اضاف في نفس الوقت انه لا يستبعد أى شئ.
واوضح بن رودس ان مهمة القوات الخاصة لا تتضمن الذهاب الى المعركة، مشيرا الى انه لم يتم ارسالها الى سوريا للخروج الى معارك قتالية.
واكد مسؤول دفاعي كبير ان القوات الامريكية لن تشارك في أى غارات ولكنها ستبقى في المقرات القيادية. لكنه اوضح، في الوقت ذاته، ان بعض القوات الامريكية الأخرى ستشن غارات من طرف واحد. ولم يستبعد المسؤول نشر المزيد من القوات او شن غارات مع الشركاء المحليين، مؤكدا ان هذا لن يحدث في الوقت الحاضر.
وقال نقاد ان وجود قوات امريكية برية على الأراضي السورية يتناقض بوضوح مع تعهد اوباما في 2013 حينما قال انه لن يضع «أحذية عسكرية» على الأرض في سوريا، مضيفا انه لن يكررمنهجه في العمل المفتوح على الأرض في العراق وافغانستان.
واوضح بن ردوس ان انتشار القوات الخاصة في سوريا يهدف الى تعزيز ودعم الشركاء في سوريا وتقديم المشورة لهم، علما ان البيت الابيض اعلن في الشهر الماضي الغاء برنامج وزارة الدفاع بتدريب الجماعات المتمردة، وقام، بدلا عن ذلك، بتجهيز قوات محلية لمكافحة التنظيم.
واعترف بأن القوات الامريكية قد تجد نفسها بالفعل في قتال بسوريا كما هو الحال مع الغارة التى جرت الشهر الماضي لمساعدة قوات البيشمركة الكردية في شمال العراق والتى أدت الى مقتل كوماندوس امريكي.
وقد نشرت الولايات المتحدة قواتها الخاصة اثر حملة قصف جوي من قبل روسيا في سوريا. ووفقا لأقوال اكثر من مسؤول في واشنطن، فإن موسكو تسعى لدعم نظام الاسد ومساعدته على استعادة الاراضي التى استولت عليها جماعات المعارضة التى تدعمها واشنطن.
وحذرت الولايات المتحدة روسيا من التورط عسكريا في سوريا وقالت ان التدخل الروسي سيزيد من تفاقم الحرب الاهلية الدائرة منذ 4 سنوات.
وكشف بن ردوس ان روسيا مترددة في الانتقال الى شرق سوريا حيث تجرى الولايات المتحدة ضرباتها، وقال انه يشك في ان تنتقل الى العراق. ورفض الفكرة القائلة ان روسيا وجهت لكمة للولايات المتحدة في سوريا من خلال اتخاذ ادوار عسكرية نشطة، مؤكدا ان روسيا اشترت بهذا التدخل المزيد من العزلة.
الخارجية الأمريكية: يمكن لإيران أن تعمل بالشراكة مع المجتمع الدولي حول سوريا
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: حول تهديد ايران بأن تنسحب من المحادثات حول سوريا اذا كانت تلك المحادثات غير بناءه، تقول الناطقة باسم الخارجية، اليزابيت ترودو ان وزير الخارجية الامريكي «تحدث عن اهمية ان يشارك كل المساهمين في الوضع السوري على طاولة المفاوضات بعيدا عن الفروقات التي ما زالت بين المشاركين. اننا نتوقع ان تستمر هذه الفروقات ولكن هذا لا يعني انه يجب ألا نحاول ان نجد حلا للنزاع وإنهاء عذاب الشعب السوري، وأن إيران وروسيا من بين المساهمين في النزاع في سوريا ولديهم مصالح مهمة في النزاع في سوريا. ويمكن لايران ان تعمل بالشراكة مع المجتمع الدولي حول سوريا. وهذه قرارات على القادة الايرانيين اتخاذها.
ونريد ان نرى تحركا الى الامام عندما يأتي المساهمون الى مائدة المفاوضات ويتخذون خطوات لتخفيف عذاب الشعب السوري وتقدم الحوار السياسي. وهذه، على كل حال، مناقشات تحتاج الدول الفردية ان تجريها.
وحول تأكيد مدير منظمة الطاقة الذرية الايرانية ان تطبيق الاتفاقية النووية مع إيران قد بدأ عبر تخفيض عدد الطاردات المركزية، أشارت الناطق ترودو الى ان جميع الأطراف التي شاركت في الاتفاقية بدأت في الترتيبات المطلوبة لتطبيق الاتفاقية في يوم التطبيق.
وقالت ان «الخطوات المحدده الواجب على إيران اتخاذها منصوص عليها بالتفصيل في الاتفاق النووي، وندع الأمر لإيران لتدير العملية وفقا لخطواتهم المحددة زمنيا. وبعد تطبيق وإنهاء هذه الخطوات والتحقق منها من قبل هيئة الطاقة الذرية الدولية فإن العقوبات سترفع ضد ايران وفقا للاتفاقية النووية».
قتلى بقصفٍ في دوما والمعارضة السورية تُسقط طائرة بحماة
أحمد حمزة
أكّدت مصادر سورية معارضة، سقوط طائرة حربية، صباح اليوم الأربعاء، بعد استهدافها من قبل مقاتلي الفصائل المسلّحة في ريف حماة، وسط تواصل المعارك هناك، والتي تحرز فيها المعارضة تقدّماً ملحوظاً، فيما قتل ستة مدنيين وأصيب العشرات، في قصف صاروخي على مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية.
وأفاد “مركز حماة الإعلامي”، أن “كتائب المعارضة تمكّنت من إصابة طائرة حربية تابعة لقوات النظام فوق سماء بلدة كفرنبودة”، بينما لفت الناشط في المركز، أبو يزن النعيمي، إلى أن “الطائرة الحربية هي من طراز ميغ 21، وسقطت بعد إصابتها قرب قرية العشارنة”، الواقعة إلى الجنوب من مدينة السقيلبية في ريف المحافظة الشمالي الغربي.
وأضاف النعيمي، أنّ “قوات المعارضة، تمكّنت أيضاً من تدمير دبابة لقوات النظام على جبهة المغير بصاروخ تاو”، وذلك بعد يومٍ من سيطرتها، على قاعدة تل عثمان بريف حماة الشمالي الغربي، وهي واحدة من أهم نقاط النظام العسكرية في المنطقة، كما تعتبر، بحسب النعيمي، “خط الدفاع الأول عن ريف حماة الغربي، خاصة مدينة السقيلبية الموالية التي تعدّ أهم معاقل النظام في ريف حماة الغربي”.
ومهّدت فصائل المعارضة، مساء أمس، بجميع أنواع السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف، لهجوم على غالبية نقاط النظام قرب مدينة مورك، وبينها كتيبة الدبابات النقطة السابعة الأساسية، والنقطة الثامنة، والنقطة التاسعة، وتل مورك، وحاجز مفرق اللحايا على الطريق الدولي، وتجمع العبود والنقطة السادسة مع الخامسة، فضلاً عن تجمعات داخل مدينة مورك، واستطاع مقاتلوها، السيطرة على نقطة متقدمة قرب النقطة السابعة بمحيط مدينة مورك.
إلى ذلك، سقط قتلى وجرحى من المدنيين، جرّاء قصف قوات النظام لمدينة دوما بصواريخٍ عنقودية وقذائف الهاون الثقيل، بحسب مصادر هناك.
وأكّد الناشط الإعلامي، أبو وسام الغوطاني، المتواجد في الغوطة، سقوط “6 قتلى على الأقل وعشرات الجرحى في حصيلة أولية جرّاء استهداف الأحياء السكنية في دوما بأكثر من 10 صواريخ عنقودية المحرمة دولياً، بالإضافة لعشرات قذائف الهاون”، وذلك بعد يومٍ من القصف المماثل، أدى لسقوط قتلى وجرحى في المدينة ذاتها.
وفي ريف حمص، أكّد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، “استمرار الاشتباكات العنيفة إلى ما بعد منتصف الليل بين قوات النظام والمسلّحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) من جهة أخرى في أطراف بلدة”، التي سيطر عليها التنظيم قبل ثلاثة أيام.
وبيّن “المرصد السوري”، أن “اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين على طريق حمص- تدمر، وسط تنفيذ الطيران الحربي غارات عدّة على مناطق في مدينة القريتين وبلدة مهين”، الواقعة إلى الشرق من أوتستراد دمشق- حلب الدولي، بنحو 15 كيلومتراً.
البشمركة تتّهم “العمال الكردستاني” بعرقلة طرد “داعش” من العراق
أربيل ـ العربي الجديد
اتّهمت قوات “البشمركة” التابعة لإقليم كردستان العراق، حزب “العمال الكردستاني” التركي المعارض لأنقرة، والمُقرّب من طهران، بعرقلة خطط تحرير بلدة سنجار الاستراتيجية الحدودية بين العراق وسورية.
وقال قائد “البشمركة” في سنجار (شمال بغداد)، قاسم ششو، في حديثٍ خاص مع “العربي الجديد”، إنّ “قادة البشمركة أعدوا خطة لتحرير قضاء سنجار من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لكن أرجئ تنفيذها بسبب قيام حزب العمال الكردستاني (التركي المعارض لأنقرة) بتحريك عناصر تابعة له في المنطقة”.
وأوضح ششو أنّه “كان مقرراً أن تنطلق عملية تحرير سنجار مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، واستعادة السيطرة عليها من قبل البشمركة، لكن تحريك حزب العمال في المنطقة، أجّل الهجوم”، مُتهماً العمال الكردستاني وجناحه السوري المعروف باسم حزب “الاتحاد الديمقراطي” بعرقلة خطط البشمركة لتحرير سنجار.
من جهةٍ ثانية، اعترف العمال الكردستاني بتدخله العسكري في منطقة سنجار، إذ أفاد أحد مسؤولي الحزب العسكريين بأن تحريكهم لقوات تابعة لهم في المناطق القريبة من سنجار، جاء بسبب عدم رغبة قوات البشمركة بالتنسيق معهم حول شنّ هجوم لاستعادة السيطرة عليها وطرد “داعش” منها.
وكانت قوات “البشمركة” قد قامت نهاية الشهر الماضي، بنقل مُعدات وأسلحة إلى المحاور القريبة من سنجار استعداداً لمهاجمتها، فيما تجوّل القائد الأعلى لقوات البشمركة، مسعود البارزاني، في محاور القتال لوضع خطة الهجوم والإشراف عليها.
بدوره، اتّهم قائم مقام سنجار، محما خليل، في تصريح صحافي، حزب العمال الكردستاني “بتخريب وضع المنطقة لأهداف خاصة به”، لافتاً إلى أن “قوات البشمركة لن تسمح لأية قوة خارجية بخلق الاضطرابات”.
إلى ذلك، اعتبر المحلّل والكاتب السياسي الكردي، جلال شيخ علي، أنّ “البشمركة الآن باتت على أتم استعداد لتحرير سنجار، وباتت قريبة جداً من تحريرها، فلا ينقصها لاتخاذ هذه الخطوة سوى الأمر العسكري المرتبط بالقرار السياسي المتعثر، بسبب بعض الخلافات السياسية المفتعلة من قبل أحزاب سياسية دخيلة على مجتمعنا، وتريد أن تتخذ من سنجار مرتعاً لنشاطاتها المشبوهة”.
وكان حزب “العمال الكردستاني” قد أرسل مع بداية سيطرة مسلحي تنظيم “داعش” على الموصل ومناطق شمالي العراق في يونيو/ حزيران من العام الماضي، عناصر مسلّحة إلى المناطق الحدودية بين العراق وسورية، وتحديداً في المناطق الكردية التابعة لقضاء سنجار الذي يقطنه أكراد أيزيديون.
ورافق ذلك قيام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، من خلال جناحه المسلّح المعروف باسم “وحدات حماية الشعب”، بإرسال قوات هو الآخر إلى المناطق الحدودية وصار للجماعتين تواجد مسلّح بمواقع عدّة بينها جبل سنجار، بالإضافة إلى بعض ضواحيها وعلى جانبي الحدود.
وتسعى الجماعتان وتربطهما علاقات وثيقة وتعاون مع إيران والرئيس السوري بشار الأسد، إلى إحكام السيطرة على تلك المنطقة الحدودية بين العراق وسورية، واستغلالها في محاربة نفوذ الحزب “الديمقراطي الكردستاني” بقيادة مسعود البارزاني الذي يعتبر تلك المناطق تابعة لنفوذه.
كذلك، يرى مراقبون أن سيطرة الجماعتين المرتبطتين بإيران على تلك المنطقة الحيوية وتحويلها إلى معقل جديد لعناصر العمال الكردستاني، ستمكّن طهران من ممارسة المزيد من الضغوط الأمنية والسياسية على البارزاني وحتى على تركيا، وتخفف في الوقت نفسه من الضغوط التي يتعرض لها (الكردستاني) في منطقة جبل قنديل الواقعة على الحدود بين إقليم كردستان وإيران، وهو المعقل الرئيسي لحزب العمال، حيث يتعرض منذ 24 أغسطس/ آب الفائت لهجمات من الطيران الحربي التركي.
رئيس الائتلاف السوري: على الدول الصديقة وقف القصف الروسي
الأناضول
دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض، خالد خوجة، الدول التي اجتمعت بفيينا، نهاية الشهر الماضي، والأخرى “الصديقة”، إلى العمل على وقف القصف الذي يشنه كل من طيران نظام بشار الأسد، والطيران الروسي، واصفاً تدخل موسكو العسكري في بلاده بأنه “احتلال روسي إيراني مزدوج”.
وقال خوجة في حوار أجرته معه وكالة “الأناضول” “إن استطاعت هذه الدول أن توفر وقف القصف على المناطق الآمنة، كان به، وإن لم تستطع يجب أن تعمل على توفير البيئة الآمنة للسوريين في تلك المناطق والأخرى غير المحررة، عبر إمداد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات، تمكنها من توفير هذه البيئة”.
وأضاف “أصبح الجميع يعرف منذ بداية استخدام النظام لسلاح الجو، أنه هو الذي يذكي حالة الفوضى، ويُشعل فتيل الحرب في المناطق الخارجة عن سيطرته، عبر الصواريخ والبراميل المُتفجّرة، ولكي نعمل على توفير بيئة الاستقرار، يجب أن يكون هناك ما يمنع هذه الطائرات من قصف المدنيين”.
كما رأى أنّ “المُعادلة واضحة، لذلك ما نُريده من الأصدقاء ومن الأشقاء، إما أن يوفروا البيئة الآمنة، أو يُمكنوا الجيش السوري الحر من توفير ذلك”.
وعن التدخل العسكري الروسي في سورية، والذي بدأ في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، اعتبر خوجة أنه “جاء لصالح تنظيم “داعش” وليس ضده”، لافتاً إلى أنّ “المناطق التي قصفها الطيران الروسي، هي مناطق المعارضة في محافظات حلب وإدلب (شمال)، وحمص (وسط)، وهي مناطق سكنية، وتتواجد فيها البيئة الحاضنة للجيش الحر، والخسائر كانت من بين المدنيين، فضلاً عن سقوط مدنيين آخرين في مناطق بالرقة (شمال)”.
إلى ذلك، أشار إلى أنّه “حالياً باتت حلب محاصرة من ثلاث جهات، من قبل داعش، والنظام، والوحدات الكردية التي فتحت المجال للنظام لكي يكمل محاصرة المدينة”.
كما اعتبر أن “حصار مدينة حلب، متوافق عليه من قبل هذه الجهات الثلاث، وأنّ التدخل الروسي جاء “لتدعيم هذه الجهات، ولتفكيك قوى الجيش الحر، والقوى المعتدلة”.
كذلك، أوضح أنه منذ بدء التدخل العسكري الروسي، وصل عدد القتلى في سورية إلى ما يقارب 1800 قتيل، فيما نزح 250 ألفا من المدنيين من مناطقهم، وتم استهداف أكثر من 12 مستشفى كان آخرها في مدينة دوما (ريف دمشق)، فضلاً عن استهداف مستشفيات ميدانية في إدلب، وحلب، وحمص، معرباً عن رأيه بأن القصف الروسي “لا يقل بشاعةً عما يرتكبه النظام من جرائم”.
وأضاف خوجة “مجرد دخول الآلة العسكرية الروسية إلى سورية، اعتبرناها (الائتلاف) قوة احتلال، ولنا الأحقية بمقاومته، والتحول إلى حركة تحرير وطنية ضد هذا الاحتلال، مع الفصائل العسكرية على الأرض، حيث إننا نواجه احتلالاً إيرانياً روسياً مزدوجاً”.
وفي ما يتعلق باجتماعات فيينا، قال إنها “اجتماعات غير سورية، فالدول التي اجتمعت هي المهتمة بالأزمة، ولكن ما يهمنا هنا، هو أن تخرج هذه الدول بنتائج تؤدي إلى وقف القصف على الشعب السوري، وأن تمهد للعملية الانتقالية”.
وبحسب خوجة، فإنّ “ما تمخض عن ذلك الاجتماع، هو اتفاق على تفاصيل، والموضوع الجوهري الأساسي هو رحيل الأسد، وهو السبب الأساسي لما يجري في سورية من قتل وتهجير وتطرف، وتوفير بيئة ملائمة للمجموعات العابرة للحدود”.
وعن مشاركة إيران في مفاوضات فيينا، قال إن “مشاركتها بالنسبة لنا، ليست إيجابية، فهي منذ البداية تقف إلى جانب النظام في قصف وقتل المدنيين، وهي لا تقل خطراً عن داعش”.
من جهةٍ أخرى، أكد خوجة أنّ التواصل مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، ما زال موجوداً “في إطار السعي نحو أطر الحل السياسي”.
وفيما يتعلق برؤيته للمرحلة المقبلة، أعرب عن اعتقاده أنها “ستشهد مزيداً من التنسيق من الدول الداعمة لهم (الائتلاف)”، قائلاً “هناك مواقف واضحة من دول صديقة وشقيقة للشعب السوري، وواضح جداً أن الموازين على الأرض بعد التدخل الروسي، لم تعد تعمل لصالح النظام، لذلك ما يعمل الروس على كسبه على الأرض وتمهيد الطريق للنظام لأن يسيطر عليه، يخسره النظام بعد يومين أو ثلاثة”.
أما عن نتائج الانتخابات التركية، وفوز “العدالة والتنمية”، اعتبر رئيس الائتلاف السوري أنّ “هذا الانتصار لا يحقق الاستقرار لتركيا فقط، بل للمنطقة بأكملها”، مشيراً إلى أن السوريين “شعروا بارتياح إزاء هذه النتائج”.
كما رأى أنه بعد نتيجة الانتخابات والتوجه نحو الاستقرار “سيزداد الدعم التركي للثورة السورية، وسيزيد التنسيق بين تركيا وباقي الدول الشقيقة التي تدعم الشعب السوري”.
“قوات سوريا الديموقراطية”.. دعم أميركي أم روسي؟
سعيد قاسم
أعلن الناطق الرسمي باسم قوات “سوريا الديموقراطية” لوند روجافا، أن القوات تمكّنت، الأحد، من السيطرة على حوالى 80 في المئة من بلدة الهول، الواقعة على بعد 45 كيلومتراً شرقي الحسكة. وتحققت هذه السيطرة عقب حملة عسكرية أطلقتها “القوات” في الثلاثين من شهر تشرين الأول/أكتوبر، وكانت مدعومة بغطاء جوي من طيران التحالف الدولي، الذي استهدف مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” في محيط البلدة، بغارتين، أدتا إلى خسائر فادحة في صفوف مقاتليه، بحسب روجافا.
وتعد بلدة الهول، ثاني أهم معقل لتنظيم “داعش” في الحسكة بعد مدينة الشدادي، ويبلغ تعداد سكانها حوالى 10 آلاف نسمة، وهي مستقر عشيرة الخواتنة في سوريا، المتواجدة في العراق أيضاً، داخل مناطق يسيطر عليها تنظيم “الدولة الاسلامية”، ابتداءً من قرية البعاجة، أولى القرى الحدودية بين العراق وسوريا، وصولاً إلى مدينة الموصل، حيث يميل أفرادها هناك إلى حياة التمدّن.
وكانت الوحدات الكردية قد أعلنت، الجمعة الماضي، بدء حملة عسكرية تهدف الى السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش” في الحسكة، وهي الهول، والشدادي، والقرى المحيطة بهما. ويأتي ذلك في سياق التحضير للعملية العسكرية المرتقبة ضد التنظيم في محافظة الرقة، حيث تشكل منطقة الهول مجالاً حيوياً للتنظيم بين العراق وسورياً.
وتكسب منطقة الهول أهمية مزدوجة لجهة قربها من جبل سنجار في العراق، حيث يحيط الامتداد البشري لعشيرة الخواتنة من مدينة الهول إلى مناطق من جنوب جبل سنجار مروراً بالشريط الحدودي، السوري–العراقي، وهي كذلك مقصد لقوات البيشمركة الكردية، التي تسعى إلى السيطرة الكاملة على مناطق سنجار، خصوصاً أن تنظيم “الدولة” ما يزال يحتفظ بسيطرته على القسم الجنوبي من الجبل، وبعض أحياء المدينة. وتعد القوات الكردية لهذه الحملة بإشراف مباشر من رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني.
من جهة ثانية، بدت تصريحات روجافا، والمعلومات التي حصلت عليها “المدن” من مصادر ميدانية في صفوف قوات البيشمركة، متناقضة، إذ ذكر الملازم في قوات البيشمركة اراس هركي لـ”المدن” أن حملتهم للسيطرة على الجزء الجنوبي من جبل سنجار في العراق، تأتي بالتنسيق مع حملة الوحدات للسيطرة على بلدة الهول في سوريا، مؤكداً أن الحملة ستبدأ بعد السيطرة على كامل أحياء الهول وانتهاء عمليات القصف لمواقع التنظيم في المناطق الجنوبية من جبل سنجار.
وأضاف المصدر بأن قوات البيشمركة لم تقم بعمليات عسكرية جنوب جبل سنجار، إلا أنها ساندت الوحدات الكردية في السيطرة على الشريط الحدودي، الذي يربط بلدة الهول بالأراضي العراقية، مؤكداً بأن الطيران الروسي قام خلال الأسبوعين الماضيين بشن 57 غارة جوية على مواقع التنظيم في المناطق المحيطة ببلدة الهول وجبل سنجار (تبعد الهول عن جبل سنجار 15 كيلومتراً إلى الغرب منه). وهذه الرواية تنفي تصريحات الناطق باسم “قوات سوريا الديموقراطية” الذي قال إن طيران التحالف هو من ساندهم.
في المقابل، قال أحد المواطنين في قرية العرجا لـ”المدن”، إن نتيجة القصف الذي طال المناطق المحيطة ببلدة الهول نزح منذ أسبوع جميع أهالي القرى المحيطة بها نحو الأراضي العراقية، وأكد أن الأهالي هربوا من قصف الطيران الذي يطال المدنيين بصورة أساسية، ومن ممارسات السلب و القتل التي قامت بها وحدات حماية الشعب في بلدة تل حميس، والقرى الممتدة بين العرجا و اليعربية.
وتخوّف المصدر من تكرار سيناريو بلدة تل حميس، إذ يقول إن الوحدات قامت بانتهاكات كبيرة بحق سكان القرى المحيطة بها، وخصوصاً في قرية بني السبعة، حيث قامت بإعدام حوالى 40 شخصاً بتهمة الانتماء إلى تنظيم “داعش”، منهم 12 من عائلة واحدة. مؤكدا أنه بعد نحو عام على سيطرة الوحدات على بلدة تل حميس لا يزال مصيرها مجهولاً، حيث لم يعد أحد من أهالي البلدة الذين غادروها.
الحملة العسكرية لـ”قوات سوريا الديموقراطية” يشوبها غموض إعلامي، سواء في تناقض المعلومات مع الواقع، أو في المعلومات المغلوطة التي تشير إلى سيطرتها على المزارع و القرى المحيطة ببلدة الهول، في وقت يؤكد سكان من المنطقة على أن الوجود البشري في محيط البلدة ينحصر على قرية البحرة فقط، موضحين أن الطبيعة الصحراوية للمنطقة وندرة المياه، لا تسمح بأن تقام فيها تجمعات سكانية يدخلها “داعش” وتحررها “قوات سوريا الديموقراطية”!
دي ميستورا يدعو المعارضة إلى قبول تسوية غير مشروطة!
دعا المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا جميع أطراف المعارضة السورية للانضمام إلى التسوية السياسية بأسرع وقت ممكن ومن دون شروط مسبقة. وأعلن دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في موسكو، الأربعاء، عن استعداد الأمم المتحدة إلى عقد لقاء سوري – سوري يجمع الحكومة والمعارضة في جنيف، مرجحاً في الوقت ذاته أن يتم تكوين 4 مجموعات اتصال في إطار الحوار بين الحكومة والمعارضة، مؤكداً على ضرورة أن يستند الحوار بين المعارضة والنظام إلى مقررات بيان “جنيف 1″، حتى وإن لم يفضِ ذلك في النهاية إلى وضع خريطة طريق خاصة بالانتخابات في سوريا.
من جهته أكد لافروف على ضرورة أن يجمع الحوار كل أطياف المعارضة السورية، داعياً إلى تحديد المعارضة المعتدلة لتكون شريكاً فعالاً في حل الأزمة السورية. وقال “يجب أن نحدد من هي المعارضة المعتدلة ومن هم الإرهابيون قبل عقد لقاء ثان حول سوريا”. وأعاد لافروف التذكير بأن المشاركين في لقاء فيينا اتفقوا على تحديد المجموعات التي تعتبر إرهابية على الأراضي السورية. وأوضح “القضية التي طرحت كوظيفة منزلية للأيام القليلة المقبلة، آمل أن لا تأخذ وقتاً طويلاً، هي توضيح من تكون المعارضة المعتدلة التي يجب أن تصبح شريكاً في المفاوضات التي يعدها ديمستورا وفريقه، في إطار التسوية السياسية للأزمة السورية”.
وأشار لافروف إلى دعم موسكو لجهود دي ميستورا، آملاً أن يساند اللاعبون الخارجيون هذه الجهود، و أن يؤثروا على المعارضة السورية لتشكيل وفد موحد يجتمع في مفاوضات مع الحكومة. وأضاف “الحوار السوري السوري الذي يستحق الثقة بتمثيله الشامل يجب أن يضم على طاولة المفاوضات كل طيف المجتمع السوري بما في ذلك كل مجموعات المعارضة”.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قد أكدت على عدم تغيير موقف موسكو من مصير الرئيس بشار الأسد. وتوعدت زخاروفا خلال مؤتمر صحافي عقدته مساء الثلاثاء، بأنها ستقف بالمرصاد لكل محاولات التحريف التي تتبعها الصحافة الغربية بهذا الخصوص، في إشارة إلى تفسير تصريحاتها على أنها تغير لموقف موسكو من الأزمة السورية. وقالت “انتبهوا إلى المحاولات الجديدة التي تقوم بها وسائل الإعلام الغربية لطرح المسألة بطريقة تبين وكأن روسيا غيرت موقفها من مصير الأسد. أستطيع هنا التأكيد بأن الموقف الروسي إزاء التسوية السورية لم يتغير”. وأضافت “موسكو لم تقل إنها تدعم أو لا تدعم الأسد”، بل كانت على الدوام ملتزمة بخط معين، وهو أن “سوريا دولة ذات سيادة ومصير رئيسها ينبغي أن يحدده الشعب السوري”.
وكانت زاخاروفا قد أجابت الثلاثاء، خلال مقابلة مع إذاعة “صدى موسكو”، على سؤال ما إذا كان مبدئياً لروسيا الإبقاء على الأسد في السلطة، قائلة “أبداً.. لم نقل هذا أبداً”. وأضافت “مصير الأسد يجب أن يحدده الشعب السوري. ونحن لا نحدد إن كان على الأسد الرحيل أو البقاء”.
وخلال المقابلة، أشارت زاخاروفا إلى وجود توافق جزئي بين روسيا والولايات المتحدة والسعودية، حول قوائم ممثلي المعارضة السورية الذين يمكن إجراء مفاوضات معهم. وقالت “في بعض الأمور يحصل توافق، وفي بعضها الآخر يعتبرون أن هناك ضرورة لإضافة أحد ما أو حذفه”.
تأتي تصريحات المتحدثة عقب ترجيح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، عقد لقاء سوري ـ سوري الأسبوع المقبل في موسكو، يجمع طيفاً من المعارضة بممثلين عن الحكومة السورية. وقال بوغدانوف: “سندعو الأسبوع المقبل للتشاور. لا مشكلة مع الحكومة، والآن نجري اتصالات مع ممثلي مختلف المنظمات السورية المعارضة لدعوتهم إلى موسكو”.
وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد نفى فكرة البحث في الفترة الانتقالية في سورياً، واعتبر أن هذه الفكرة موجودة فقط “في أذهان من لا يعيشون على أرض الواقع”. تصريحات المقداد جاءت خلال زيارة رسمية قام بها الثلاثاء إلى طهران، أكد خلالها رغبة دمشق في التوصل إلى حكومة موسعة وحوار وطني. وقال “نتحدث عن حوار وطني في سوريا وحكومة موسعة وعملية دستورية ولا نتحدث نهائياً عما يسمى بفترة انتقالية”. وأضاف “لم نتلق أي شيء رسمي في ما يخص لقاء الحكومة السورية مع مجموعات المعارضة”.
داريا: المعارضة تصدّ هجوماً جديداً لقوات النظام
تمكنت قوات المعارضة السورية المسلحة، في داريا في غوطة دمشق الغربية، من صدّ هجوم عنيف لقوات النظام والميليشيات الطائفية المساندة لها، على الجبهتين الغربية والشرقية للمدينة.
وبدأ الهجوم في السادسة صباح الثلاثاء، بالقصف التمهيدي، عبر إمطار المدينة بوابل من الصواريخ وقذائف المدفعية، بالإضافة إلى قصف عنيف من الدبابات المنتشرة حول داريا. وتلا ذلك دخول قوات النظام لإحدى نقاط الجبهة الغربية تحت تغطية جوية عنيفة من الطيران الحربي، ما مكّنها من السيطرة على نقاط متقدمة غربي المدينة. إلا أن قوات المعارضة تمكنت من الالتفاف على القوة المتقدمة، وإيقاعها في كمين أدى إلى مقتل العشرات وإصابة معظم عناصر القوة المهاجمة، والسيطرة على أسلحتها الخفيفة.
وحاولت قوات النظام إشعال الجبهة الشرقية للمدينة، في قطاع الجمعيات، لتشتيت قوى المعارضة، لكنها فشلت في مسعاها، وخسرت أكثر من عشرة قتلى، بالإضافة إلى تدمير مدرعة ومقتل طاقمها. وتحدثت وسائل إعلام النظام عن سيطرتها على كتل سكنية مهمة ونقاط متقدمة، وهو ما نفته “غرفة عمليات داريا”.
ويهدف النظام من خلال الهجوم الأخير، إلى قطع الطرقات الواصلة بين مدينتي داريا ومعضمية الشام، بغرض إحكام الحصار على داريا، ونشر قوات برية وإقامة نقاط متقدمة جنوبي الساتر الترابي الفاصل بين المدينتين. وقد عملت قوات النظام طوال الأشهر الأخيرة على تضييق الحصار على مدينة داريا لمنع وصول المواد الغذائية لمن تبقى فيها، ومنع وصول المؤازرات العسكرية للمعارضة من معضمية الشام.
وكان النظام قد فرض على أهالي مدينة معضمية الشام، في تموز/يوليو 2015، إقامة ساتر ترابي يفصلها عن داريا، وهددهم في حال الرفض بالقصف بالبراميل المتفجرة ومنع إدخال المساعدات الغذائية. وتحت ضغط المدنيين في المعظمية، اضطرت المعارضة للقبول بوضع الساتر، حفاظاً على حياة عشرات الألاف من المدنيين في المعضمية.
وتهدُف عملية قوات النظام الأخيرة، إلى إبعاد قوات المعارضة عن محيط مطار المزة العسكري. وذلك بعد أن تقدمت المعارضة في الجهة الشرقية من داريا، في آب/أغسطس، خلال عملية “لهيب داريا”، والتي استعادت فيها كتلاً سكنية متاخمة للمطار، كانت قوات النظام قد سيطرت عليها.
ولم يتوقع النظام أن يكون المقاتلون في داريا قادرين على الوقوف مجدداً في وجه تصعيده العسكري الجديد رغم استخدامه لأسلحة متطورة من مثل الإسطوانات شديدة الإنفجار والصواريخ الموجهة من قبل الطيران الروسي الذي يغطي المعركة جواً.
وكانت قوات النظام قد كثفت خلال الشهور الثلاثة الماضية، غاراتها على المناطق المتاخمة للمطار، مستعملة النابلم الحارق، وملقيةً عشرات الحاويات المتفجرة والبراميل، لتدمير تحصينات المعارضة.
قائد “لواء شهداء الإسلام” في داريا النقيب أبو جمال، قال لـ”المدن”: “المعركة صعبة جداً في ظل ظروف الحصار القاسية، ما صنع مقاتلين أبطالاً مبدعين مدربين على خوض أشرس المعارك في مختلف الظروف”. وأكد أبو جمال أن معنويات مقاتلي المعارضة مرتفعة رغم الظروف الكارثية، بينما “معنويات ميليشيات الأسد في الحضيض”.
أبو جمال توقّع استمرار محاولات قوات النظام لاقتحام داريا، مؤكداً أن النظام لم يتعلم من فشله في دخول المدينة على مرّ سنوات: “ميليشيات النظام ستعاود الكرّة، وسترمي بالجنود والضباط في المحرقة غير آبهة لمصيرهم”.
ويذكر بأن مدينتي داريا ومعضمية الشام، محاصرتان منذ ثلاث سنوات، ولم تصل إليهم أي مؤازرة عسكرية من الجنوب السوري، أو بقية مناطق الريف الغربي، على الرغم من إعلان عشرات المعارك لفك الحصار، التي كانت بمجملها وهميّة، ولم تُقدم للمدينتين شيئاً.
أبو جمال توجه إلى المعارضة المسلحة في ريف دمشق الغربي، قائلاً: “التاريخ يسجّل ويؤرّخ معارك الشرف والبطولة على أرض الشام، وعليكم أن تحجزوا مكاناً مشرفاً لكم في هذا التاريخ، وإلا فإنّ وجودكم وعدمه واحد. إخوانكم المحاصرون في داريا والمعضمية بأمسّ الحاجة لفك الحصار عنهم”.
وداريا هي أكبر مدن ريف دمشق الغربي، وتمتلك موقعاً استراتيجياً لالتصاقها بدمشق، وتتمركز حولها أهم الوحدات القتالية في قوات النظام كـ”الفرقة الرابعة” و”الفرقة الأولى” وعدد من ألوية المشاة والمدفعية التابعة لـ”الفرقة السابعة”. كما أن المدينة ملاصقة لمطار المزة العسكري و”إدارة المخابرات الجوية” والطريق الدولي درعا-دمشق، وفروع لـ”الأمن العسكري” وعشرات الحواجز ومساكن الضباط. ما جعل النظام لا يوفّر جهداً للسيطرة على المدينة، وقد عرض على مسلحيها الهدنة أو الخروج على غرار ما حصل في حمص، لكنهم رفضوا لعدم ثقتهم بالنظام ولأنهم يعتقدون بأن هذه العروض هي حيل للسيطرة على المدينة فحسب.
الناشط المدني في داريا، معتز مراد، قال لـ”المدن”: “لم تكن المصالحات حلاً سياسياً أبداً إنما كانت فترات زمنية لتسكين المناطق ريثما يحسم النظام الأمور عسكرياً في مناطق أخرى أكثر إشتعالاً”. وأضاف مراد بأن حلول النظام أمنية بحتة، بقيادة أجهزة الأمن لا من قبل جهات الدولة السياسية، ويظهر ذلك جلياً في التخويف واستغلال حاجات الناس الأساسية كالطعام والأمان.
وتعيش في مدينة داريا قرابة ألف عائلة حتى الآن، تقضي أغلب أوقاتها في الملاجئ والأقبية نتيجة القصف المكثّف، في أوضاع كارثية نتيجة الحصار والنقص الشديد في الطعام والأدوية. علماً أنّ عدد سكان المدينة قد انخفض من 250 ألفاً حتى 12 ألفاً جرّاء الحرب.
الميليشيات المساندة للأسد “مرتزقة ودواعش جدد“
يقدر عددها بنحو 100 ألف مقاتل
علي الابراهيم
يقدر العدد الإجمالي التقريبي للميليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب الأسد بأكثر من مئة ألف مقاتل أجنبي، يقودهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بحسب ما نقلت مصادر خاصة في المعارضة المسلحة لـ “إيلاف”.
إدلب: يشدني تعليق على إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشريط فيديو مصور كتب عليه “كتائب حزب الله العراقي، لن تسبى زينب مرتين”؛ فيقودني إلى موقع يوتيوب، حيث ينبعث صوت أناشيد حماسية يرافقه إطلاق صواريخ أرضية وصور وأعلام لميليشيات قيل إنها تابعة لحزب الله العراقي، جنوب مدينة حلب، كما يوضح الشريط المصور.
وتعيد هذه الأصوات إلى مخيلتي للوراء قليلا،عندما انتشر تسجيل مصور مسرب يظهر إعدام جرحى سوريين على يد عناصر لميليشيا حزب الله اللبناني، عقب المعارك التي جرت في مدينة القصير السورية، وانتهت بسقوط المدينة في أيدي قوات الأسد وعناصر حزب الله.
ومن خلال الأصوات، يتضح حديث بعض عناصر حزب الله باللهجة اللبنانية خلال تنفيذ الإعدامات الميدانية للجرحى.
ويحتوي التسجيل المصور على مشاهد قاسية جداً تظهر توسل الجرحى السوريين لعناصر حزب الله بالحفاظ على حياتهم، إلا أن ذلك يقابل بوابل من الرصاص دونما رحمة.
هذه المشاهد وغيرها الكثير من الأشرطة والمشاهد المسربة التي تظهر وحشية هذه الميليشيات واستخدامها الشعارات الدينية، تولّد عدداً من الأسئلة في محاولة لمعرفة سبب وجود هذه الميليشيات في سوريا، وعددها، وانتشارها الجغرافي، والخسائر التي تلقتها خلال وقوفها لجانب نظام الأسد.
طوق النجاة
مع بداية العام الحالي، تلقت قوات النظام السوري سلسلة من الهزائم والإخفاقات لصالح المعارضة المسلحة التي نجحت في السيطرة على مدن استراتيجية خلال وقت قصير.
بعض المراقبين اعتبر ذلك مؤشرًا على بدء انهيار نظام بشار الأسد، حيث تم توثيق حالات هروب جماعي لقوات النظام السوري في المعارك التي تشهدها مناطق ريف إدلب، في الوقت الذي تراجعت فيه قوات النظام في عدة مناطق من البلاد شمالاً وجنوبًا، وذلك لصالح المعارضة السورية المسلحة.
الاستنزاف البشري والفشل العسكري الذي تعرّضت له قوّات الأسد بعد أكثر من أربع سنوات من قتال قوات المعارضة على مختلف جبهات القتال في سوريا، دفع نظام بشار الأسد إلى الاستعانة بمليشيات محلية وأجنبية للقتال إلى جانب قواته، وطغى الشكل الطائفي على هذه المليشيات، حيث تتكوّن بمعظمها من مقاتلين من الطوائف الشيعية من العراقيين والإيرانيين والأفغان والباكستانيين وغيرهم.
وباتت هذه المليشيات في الفترة الأخيرة تشكّل قوات النخبة، التي يعتمد عليها النظام السوري في هجماته على مناطق سيطرة المعارضة السورية في حلب وادلب وحماة ودرعا وريف دمشق.
أبرز الميليشيات الأجنبية
ويقدر العدد الإجمالي التقريبي للميليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب الأسد بأكثر من مئة ألف مقاتل أجنبي، يقودهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بحسب ما نقلت مصادر خاصة في المعارضة المسلحة لـ “إيلاف”.
وتتوزع تلك الميليشيات في عدة محافظات سورية، إلى أن ثقلها الأكبر في محافظات حلب وحماة واللاذقية وعلى مثلث الموت الذي يربط ريف دمشق الغربي بريفي القنيطرة ودرعا.
ويقدر العدد الأكبر للميليشيات بجيش التحرير الفلسطيني: 60 ألف مقاتل، يليه الحرس الثوري الإيراني: 8 آلاف مقاتل، فلواء أبو الفضل العباس العراقي: 6 آلاف مقاتل، إضافة لحزب الله اللبناني: 5 آلاف مقاتل، ولواء الفاطميون: 3500 مقاتل ولواء القدس: 3 آلاف مقاتل.
كما تضم الميليشيات معسكر الحوثيين التدريبي: 700 مقاتل في إزرع بدرعا جنوب سوريا وحركة النجباء العراقية، وحزب الله العراقي، وأكثر من 30 ألفًا من قوات الدفاع الوطني”الشبيحة”، و7 آلاف من كتائب البعث التابعة للحزب الحاكم في سوريا وأغلبهم من المتطوعين، إضافة الى عدد من الفصائل الصغيرة كجيش المهدي، وفيلق الوعد الصادق، ولواء ذو الفقار، ولواء يقية لله، ولواء المعصوم، ولواء السيدة زينب، وعصائب أهل الحق.
القصير.. هي البداية
بدأ ظهور المليشيات غير السورية بشكل واضح وعلني منذ معركة السيطرة على مدينة القصير في ريف حمص صيف العام قبل الماضي، إذ خاضت قوات حزب الله اللبناني المعركة بشكل منفرد بإسناد جوي من طيران النظام السوري، تبع ذلك تدخلٌ أكبر لمليشيات عراقية، منها لواء ذو الفقار، ولواء أبو الفضل العباس، بالاشتراك مع قوات حزب الله اللبناني في المعارك التي خاضتها هذه المليشيات لاستعادة السيطرة على مدن النبك وقارة ويبرود في منطقة القلمون بريف دمشق.
وتمدّدت بعدها المليشيات العراقية بشكل خاص على جبهات القتال في ضواحي العاصمة السورية، دمشق، خصوصاً في ضاحية الست زينب وحي جوبر، وضواحي الحجر الأسود ويلدا وببيلا وبيت سحم الواقعة إلى الجنوب من دمشق، لتظهر بعد ذلك في معارك ريف حلب الجنوبي، إضافة الى ظهورها في وقت سابق بمنطقة السفيرة بريف حلب الشرقي منذ سنتين. ارتكبت وقتها هذه المليشيات سبع مجازر كبرى في ريف حلب الشرقي، كان من ضمنها مجزرة قرية رسم النفل التي راح ضحيتها 192 مدنياً من سكان القرية ومجزرة قرية المالكية، التي راح ضحيتها 69 مدنياً من سكان القرية، ومجزرة قرية المزرعة التي سقط ضحيتها 55 مدنياً، بحسب توثيق “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، والتي اتهمت المليشيات العراقية واللبنانية بارتكاب المجازر بدوافع طائفية.
غير أنّ المليشيات الأجنبية المكوّنة من مقاتلين إيرانيين وأفغان تأخرت في الظهور على جبهات القتال في حلب حتى بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين قامت هذه المليشيات بالتعاون مع قوات النظام السوري، بمهاجمة بلدتي حندرات وسيفات، الواقعتين إلى الشمال من مدينة حلب، لتتمكن بعدها قوات المعارضة السورية من إيقاع خسائر كبيرة في صفوفها وأسر ثلاثة مقاتلين لا يتكلمون اللغة العربية، ليتبيّن أنّهم يحملون الجنسية الأفغانية، بحسب أوراقهم الثبوتية.
هذا ما أكده الرقيب ياسر سلامة المنشق عن قوات النظام السوري لـ “إيلاف” بالقول إن” ثلاثة ضباط إيرانيين قادوا الاقتحام في ريف حلب، لكن خططهم باءت بالفشل بعد قيام قوات المعارضة السورية باستقدام تعزيزات كبيرة من مناطق سيطرتها في ريفي حلب وإدلب، ما أدى إلى وقوع خسائر في صفوف هذه المليشيات، إذ سقط ما لا يقل عن عشرين قتيلاً من قوات حزب الله اللبناني، والمجموعات العراقية إضافة الى أسر أكثر من مئة عنصر على يد فصائل “الجبهة الشامية”، أكبر تشكيلات المعارضة السورية في حلب.
وللصحافي أيمن محمد المتخصص بالشأن الإيراني رأي آخر في حجم تدخل الميليشيات الأجنبية في سوريا، حيث يقول إن أقوى مركزين للحرس الثوري الإيراني في سوريا، هما ريفا حلب الجنوبي وحماة.
ويضيف الصحافي السوري أن الحرس الثوري الإيراني هو من أشرف عسكريًا على معارك فتح طريق حماة -خناصر باتجاه السفيرة، ومن ثم التوغل في ريف حلب وصولاً الى فك الحصار عن السجن المركزي، والتوجه نحو بلدات الريف الشمالي لحلب، بهدف الوصول إلى بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين من قبل المعارضة السورية المسلحة.
وتابع الصحافي استنادًا الى معلوماته – أن الحرس الثوري الإيراني يقوم بتدريب المرتزقة الإيرانيين والأفغان في القرى المحيطة بالسفيرة، قبل أن يتم زجهم في العمليات العسكرية والمواجهات مع المعارضة المسلحة في حلب”، وأكد أن الثوار استطاعوا الوصول إلى بعض القيادات الميدانية في القرى التي تعتبر مركز عمليات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ومنهم الضابط في الحرس الثوري إسماعيل حيدري.
وأكد أن “بلدات عزان وجبل عزان والمداجن، ورسم الشيح، ورسم عكيرش، وديمان، وخربة الحلو، والبرزانية، ورسم عسان”، هي أبرز القرى التي يتم تدريب المرتزقة بها، بعد قدومهم إلى سوريا، ويتم نقلهم من مطار دمشق الدولي إلى مطار حلب الدولي، ومنه نحو معامل الدفاع والقرى الواقعة تحت سيطرة الحرس الثوري، وتأهيلهم وتدريبهم وتوزيع مهامهم بهدف زجهم بالمعارك المصيرية التي يخوضها الثوار على مدار حوالي عام وأربعة أشهر في ريف حلب الجنوبي إلى شمال مدينة حلب”.
ونوه الصحافي إلى أنه ومنذ شهر سبتمبر 2013 بدأت إيران بزج 1500 من نخبة من ضباط الحرس الثوري، وفيلق القدس وأكثر من 10 آلاف عنصر في معارك حلب، وخاصة بعد إغلاق الثوار لطريق سلمية – حلب عن الذي يمر من بلدة خناصر، واستطاعت إيران بعد مواجهات مع الثوار استعادة كل من خناصر والسفيرة، ومن ثم تمكنوا من تأمين الطريق البري من حماة باتجاه معامل الدفاع، ثم اتجهوا إلى بلدات “تلعرن، وتل حاصل، فدويرينة، ومن ثم تم فك الحصار عن مطار حلب الدولي، واستعادوا اللواء 80، وتلة الشيخ يوسف، ومنطقة نقارين، وتل زرزور، وقرية الشيخ نجار، والمدينة الصناعية، وقرية البريج، وقرية حيلان، كما فكوا الحصار عن سجن حلب المركزي، ثم اتجهوا نحو قريتي سيفات وحندارات، بغية حصار حلب، كما كانت تخطط إيران عمله مع نهاية 2014، وهو ما فشلت به إلى اليوم”.
وعن المقر الثاني، أكد أن مبنى البحوث العلمية يعد ثاني أكبر مقرات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، إذ يتم منه إصدار التوجيهات العسكرية لعمليات النظام ضد مقاتلي المعارضة بريف حماة.
ويذكر أن المبنى محصن تحت الأرض بإسمنت مسلح يبلغ سمكه 70 سنتيمترًا، كما تبلغ سماكة جدران غرفه 50 سم، مما يجعله مقرًا آمنًا من أي قصف قد يتعرض له.
ويوضح الصحافي أنه كان يتردد اسم سهيل الحسن كواجهة بالنيابة عن الضباط الإيرانيين الذين كانوا يديرون ويشرفون على تلك المعارك المهمة، وكذلك في معارك مورك بريف حماة الشمالي إبان سيطرة النظام عليها.
وجهان لعملة واحدة
ما زال تنظيم الدولة الإسلامية داعش يخطف أضواء العالم، أو لعلها هي التي تخطفه، حتى يبدو كأنه العنوان الوحيد للإرهاب، في هذه المنطقة، وكأن القوى الأخرى المتصارعة كلها، حمائم، لا تفعل سوى الفناء للسلام حتى وإن كانت تقاتل بصبغة دينية.
أبو الوليد شاب ثلاثيني يعمل مع مجموعة من الشباب في توثيق الانتهاكات في سوريا، حيث يقول “قوات بشار الأسد وايران وجماعة الحوثي، وكتائب أبو الفضل العباس، وحزب الله وسواهم، يفعلون يوميًا مثل ما يفعله داعش وأكثر، يجتاحون المدن ويقتلون ويعذبون الناس، لكن من دون أن يفاخروا بقطع الرؤوس، أمام الكاميرات، فلا يكترث المجتمع الدولي بجرائمهم الوحشية، ولا يجيش الجيوش، للحرب عليهم، بل إن الولايات المتحدة الأميركية، ودول أوروبا الغربية، تؤازر، أحيانًا بعص هؤلاء وأمثالهم ضد آخرين وفق ما يتسق مع مصالحها”.
وتتعدد أسباب التطوع في المليشيات التابعة لنظام الأسد، وذلك للقتال إلى جانبه في المعارك الدائرة في البلاد، ويبقى السبب الديني هو الأبرز والدافع الأساسي لتوجه المقاتلين الأجانب إلى سوريا.
مجلس شورى جيش الفتح، قال لـ “إيلاف”، “لاشك أن إيران وحزب الله وبشار الأسد يدعون بشكل مباشر الميليشيات الشيعية على وجه الخصوص إلى القتال في سوريا بذرائع دينية مختلفة، بل وصل معهم الجهل والغباء في اعتبار الميلشيات المقاتلة وما تقوم به من قتل للسوريين الى جانب الميليشيات الأخرى بمثابة الجهاد، كما أطلقت على مقاتليها وصف المجاهدين”. وتابع حديثه” العالم لا يشاهد سوى داعش وما تقوم به، لكن هناك من هو أخطر من داعش، وهي هذه الفصائل وما تقوم به”.
رئيس الهيئة الشرعية العليا في ادلب وريفها محمد الزين، قال لـ “إيلاف”، “لماذا تقتصر الحملات الدولية على الفصائل التكفيرية التي تتبنى المذهب السني؟ أليس الميليشيات التي تتبنى وتستغل المذهب الشيعي أكثر إرهابًا وتحتل الأراضي والدول من العراق وسوريا ولبنان واليمن بشكل علني؟ أليست الأنظمة الاستبدادية من بشار والعبادي والملالي هم رأس الأفعى للإرهاب في المنطقة، علينا القضاء عليهم لنقضي على داعش”.
حوافز مادية
إضافة الى دوافع دينية، يعد الدافع المادي من أهم دوافع المليشيات للقدوم إلى سوريا أيضاً، حيث تتراوح رواتب مليشيا “حزب الله” بين 1000 دولار و2000 دولار شهرياً، بحسب ما ذكر عناصر تم أسرهم من حزب الله في معارك القلمون في وقت سابق.
بينما يزيد راتب السوري التابع لمليشيا محلية والمنضم إلى هذه المليشيات عن راتب المتطوع في القوات النظامية، والذي لا يتجاوز 75 دولاراً، حيث يصل راتب المتطوع في تلك المليشيات إلى أكثر من 300دولار، إضافة إلى حصوله على معونة غذائية شهرية بشكل دوري، بحسب حسن العبيدو وهو أحد المنشقين من صفوف الدفاع الوطني”الشبيحة”.
ويقول ناشطون إن “الكثير من عناصر الجيش النظامي تقوم بترك قطعها في الجيش والانضمام إلى مليشيا حزب الله أو لواء أبو الفضل العباس، فقط للحصول على راتب أعلى والحصول على دعم من حيث الطعام والرعاية الصحية والإجازات أثناء الخدمة”.
وتشير تقارير صحفية إلى أن أحد دوافع الميليشيات الأجنبية للذهاب إلى سوريا من أجل القتال هو الإعفاء من الأحكام الجنائية الصادرة بحقهم، كما هو الحال مع المقاتلين الأفغان الذين ترسلهم إيران إلى سوريا مقابل العفو عن جرائمهم.
فيما يشير ناشطون من مدينة حلب أنه خلال إلقاء القبض على بعض المقاتلين الشيعة الأجانب، فإن هؤلاء مدانون بأحكام جنائية في إيران تصل إلى 15 عاماً، وأتوا إلى سوريا للتخلص من هذه الأحكام، حيث نص العقد بين المتطوع المحكوم جنائياً و”الحرس الثوري الإيراني”، على القتال في سوريا لمدة عامين مقابل الحصول على العفو.
وأكدت مصادر في المعارضة المسلحة من مدينة حلب لـ “إيلاف”، أنه خلال إلقاء القبض على بعض المقاتلين الأجانب، وبعد التحقيق معهم تبين أن هؤلاء مدانون بأحكام جنائية في إيران تصل إلى 15 عاماً وأتوا إلى سوريا للتخلص من هذه الأحكام، حيث نص العقد بين المتطوع المحكوم جنائياً و”الحرس الثوري الإيراني”، على القتال في سوريا لمدة عامين مقابل الحصول على العفو.
مجازر بالجملة
وحول الخسائر التي تكبدتها المليشيات الاجنبية في سوريا، قال القائد الميداني في فيلق الشام نور الدين ليلى إن”خسائر المليشيات فادحة في العدة والعتاد وخاصة في حلب وريفها، حيث وثق مقتل أكثر من ألف عنصر أجنبي وأسر المئات في المعارك الدائرة”، وتابع حديثه” في منطقة القلمون والزبداني بريف دمشق وكذلك بدرعا يوميًا يتم ترحيل جثث للميليشيا إلى لبنان وإيران وغيرهما من الدول بعد مقتلهم على يد الثوار سيكون مصير من بقي يقاتل مع النظام كمن سبقه”، على حد تعبيره.
يشار إلى أن الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً ارتكبت الكثير من المجازر في سوريا، وتقول المعارضة إن هذه الميليشيات أصبحت أداة فعالة لتنفيذ المخططات الإيرانية في المنطقة الساعية لحرب طائفية، وهو ما أكده نائب قائد “الحرس الثوري الإيراني” حسين سلامي، بالقول: “لا حاجة اليوم للجيوش للسيطرة على موقع جغرافي واعتماد القوة لتحقيق ذلك، إن أفضل الطرق هو الهيمنة على العقول والأذهان”.
قتلى في قصف النظام لأحياء سكنية بدوما
قصفت قوات النظام السوري دوما في ريف دمشق مما أدى لسقوط قتلى وجرحى، بينما أفادت السلطات المحلية في داريا بسقوط أكثر من تسعين برميلا متفجرا على المدينة منذ الجمعة الماضية.
وقالت مصادر للجزيرة إن ستة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في قصف لقوات النظام السوري على أحياء سكنية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية.
وجاء القصف بعد يوم من استهداف قوات النظام منطقة المشفى في دوما، ومناطق أخرى بالمدينة، مما أسفر عن إصابة أكثر من عشرين مدنيا بجروح.
من جهة أخرى، قال المجلس المحلي في داريا بريف دمشق اليوم الأربعاء إن طائرات النظام ألقت 94 برميلاً متفجراً على المدينة منذ إعلان السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، الجمعة الماضية، توقف النظام عن استخدام البراميل المتفجرة.
وأضاف المجلس المحلي في بيان مشترك مع “لواء شهداء الإسلام” التابع للمعارضة المسلحة أن التصريح الروسي محاولة للتحايل على المجتمع الدولي، وتجميل صورة النظام.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن مروحيات النظام ألقت 12 برميلا متفجرا على الأقل على مناطق بداريا، بالتزامن مع هجوم بري من عدة محاور على أطراف المدينة.
تقدم للمعارضة
وفي وقت سابق أمس، أعلنت المعارضة المسلحة أنها سيطرت على قاعدة عسكرية مهمة ومواقع لقوات النظام في ريف حماة الشمالي.
وأفاد قيادي عسكري في الجيش الحر لمراسل الجزيرة نت بتمكن مقاتلي “جيش النصر” التابع لقوات المعارضة من السيطرة على قاعدة تل عثمان العسكرية وعلى قرية الجنابرة بريف حماة، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.
وتأتي أهمية السيطرة على قاعدة تل عثمان من كونها أحد أهم حواجز النظام في ريف حماة الشمالي والغربي، وتعد قاعدة عسكرية كبيرة لهذه القوات، كما تعد خط الدفاع الأول عن مناطق الريف الغربي لحماة.
وفي سياق المعارك بالمنطقة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن طائرات حربية -يعتقد بأنها روسية- نفذت ضربات على مناطق في بلدة اللطامنة بالريف الشمالي لحماة، كما استهدفت المعارضة المسلحة بالقذائف والرشاشات الثقيلة مواقع لقوات النظام في بلدة مورك ومحيطها، وفق المرصد.
وفي حلب، قال مراسل الجزيرة نت نزار محمد إن الطيران الروسي شن أربع غارات على أحياء بستان القصر والمشهد وضيعة الأنصاري والشيخ سعيد، مما أدى إلى مقتل 23 شخصا في صفوف المدنيين، بالإضافة إلى دمار كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين.
الشعب السوري… نزوح يتلوه نزوح
أحمد العكلة-ريف إدلب
لم يتعب السوريون من اللجوء والنزوح، فكلما فروا من مدينة إلى أخرى ظنا منهم أنها أكثر أمنا، تأكدوا ألا مكان آمن في بلادهم، فبعد براميل النظام المتفجيرة والاشتباكات والقصف، تأتي الغارات الروسية لتقتل وتجرح وتجبر السكان على نزوح جديد.
ومع بدء الحملة الجوية الروسية على مناطق سيطرة المعارضة المسلحة مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نزحت آلاف العائلات من ريفي حماة وإدلب، إلى الحدود السورية التركية والمناطق الخالية من السكان والتي يعدونها أكثر أمنا.
وانتقلت مئات العائلات إلى المخيمات الحدودية علها تجد مأوى، إذ تنتشر مخيمات اللجوء داخل الأراضي السورية، والتي استقبلت عشرات الآلاف من النازحين، وهو ما يفوق طاقتها الاستيعابية بكثير.
نداءات إستغاثة
أبو لطفي، مسؤول في مخيم “قاح” على الحدود السورية-التركية، يقول للجزيرة نت إن أعدادا كبيرة من المدنيين نزحوا من ريف حماة الشمالي وسهل الغاب وريف إدلب الجنوبي للمخيمات، ولهذا “وجهنا نداءات استغاثة للمنظمات الإنسانية من أجل تأمين خيام لهم”.
وأضاف أن “الخيام تم تأمينها لقسم من النازحين، بينما بقي القسم الأكبر منهم في العراء بسبب ضعف الإمكانيات، وعبر عن خشيته من أن يزداد وضعهم سوءا مع اقتراب فصل الشتاء”.
ودعا أبو لطفي، إلى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مأساة اللاجئين العام الماضي أثناء العاصفة الثلجية التي أودت بحياة بعض النازحين وإصابة آخرين، بسبب برودة الطقس وعدم وجود خيام صالحة للسكن.
واستهدفت الطائرات الروسية بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي التي كانت تضم آلاف النازحين من عدة مناطق، مما دفعهم لنزوح آخر ومعهم سكان البلدة الأصليون إلى العراء أو إلى مخيمات غير صالحة للعيش الكريم.
وقال خالد الأحمد، أحد النازحين من بلدة كفرنبودة للجزيرة نت، إنهم نزحوا من بلدتهم إلى مخيم عابدين بريف إدلب الجنوبي بعد استهدافهم بأكثر من 25 غارة روسية، ولم يحملوا معهم سوى بعض المواد الغذائية والملابس.
وأضاف أنه بعد وصولهم للمخيم استهدفوا بقنابل عنقودية مما أدى لمقتل عشرين شخصا داخل المخيم وإصابة العشرات من النساء والأطفال، فضلا عن احتراق الخيام وبالتالي نزوح باقي السكان من جديد.
هجوم مفاجئ
وتابع الأحمد أنهم يعيشون في منطقة صحراوية خالية من السكان بالقرب من ناحية سنجار بريف إدلب الشرقي، حيث قاموا بنصب خيم في ظل ظروف معيشية صعبة.
في نفس المخيم، تقطن عشرات العائلات التي لا تستطيع منظمات الإغاثة الوصول إليهم لبعد المكان الذي أقيم فيه المخيم عن المناطق المأهولة بالسكان.
وتشكو أم أحمد -نازحة مع أطفالها من ريف حماة- من أن جميع العائلات خرجت على عجل ولم تحمل معها ما يكفيها لعدة أيام، لأن هجوم الطائرات الروسية كان غير متوقع ومفاجئا.
وأضافت أنهم بحاجة لمساعدات غذائية عاجلة وحليب للأطفال ووسائل للتدفئة، إضافة إلى النقص في المياه العذبة.
من جهة أخرى كثفت الجهات الإغاثية والمنظمات الإنسانية عملها من أجل رفد قسم من النازحين بالمساعدات الغذائية وأغطية، خصوصا للنازحين الذين قدموا مؤخرا من مناطق سهل الغاب وريف حماة الشمالي والشرقي تجاه مناطق ريف إدلب.
“منشورات الأسد” تثير سخرية أهالي ريف اللاذقية
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
ألقت طائرات النظام منشورات ورقية على قرى بريف اللاذقية تدعو مسلحي المعارضة لتسليم أنفسهم وسلاحهم للنظام والعودة لما أسمته “الحياة الطبيعية”.
كما دعت المنشورات -التي ألقيت بأعداد كبيرة- سكان المنطقة لمغادرتها باتجاه مدينة إدلب شرقا، والتخلي عن احتضان “المسلحين”، وهددت بأنها الفرصة الأخيرة للجميع من عسكريين ومدنيين.
ولم يأبه سكان ريف اللاذقية بما ورد في تلك المنشورات وراح الأطفال يجمعونها لاستعمالها أوراق مسودة لوظائفهم المدرسية، في حين وضعتها النساء تحت أعواد الحطب لإشعال المدافئ، حسب قول الناشط الإعلامي مجد اللاذقاني.
ونقل الناشط عن مقاتلي فصائل المعارضة سخريتهم من المنشورات التي وصفوها باليائسة، وقال أحدهم بسخرية “أتمنى أن يلقوا كومة أكبر في المرة القادمة، لأنها تشعل بسرعة”، بينما علق آخر “قبل أن تصلنا المنشورات ونقرأها جيدا قصفنا بالبراميل، لم يترك هذا الغبي لنا فرصة التفكير بالعرض، إنه يكذب دائما”.
بلا قيمة
القيادي في الفرقة الأولى الساحلية أبو رعد قال “يدعونا بشار الأسد للعودة إلى حضن الوطن، نحن في حضن الوطن الذي لن نقبل به أن يكون بيننا ومعنا فيه، عندما تنتصر ثورتنا العظيمة”.
وعن الأثر النفسي العام الذي تركته هذه المنشورات في المقاتلين المعارضين، أكد أبو رعد أنه “لا أثر سلبيا أو إيجابيا على الثوار، لأن الجميع يدرك ألاعيب النظام وكذبه، ولا يأبهون لوريقات تحمل بعض الكلمات الجوفاء ألقاها مع البراميل المتفجرة من نفس الطائرة.
وتابع “بعد فشل النظام على مدى ثلاثة أسابيع منذ بداية هجومه على جبل الأكراد في التقدم شبرا واحدا، رغم الدعم البري من المليشيات الشيعية من إيران والعراق ولبنان، إضافة للغطاء الجوي من الطيران الروسي، لجأ إلى الحرب النفسية التي جاءت أكثر بؤسا من هجومه البري”.
منشورات هزيلة
من جانبه، أكد أحد أساتذة علم النفس بجامعة دمشق أن للحرب النفسية قواعد وأسسا يجب اكتمالها لكي تنجح في إحداث أثر نفسي، وهذا ما لم تفعله مؤسسات الأسد العسكرية.
ووصف الأستاذ الذي فضل عدم ذكره اسمه -في حديث هاتفي مع الجزيرة نت- إلقاء المنشورات على ريف اللاذقية وقبله على ريفي حمص وحماة بأنه “عمل مبتور لا يمكن أن يؤدي الغاية منه لأنه لم يعتمد الأسس العلمية في الحرب النفسية”.
وكانت قوات النظام قد ألقت منشورات ورقية على ريف حماة الشمالي وريف حمص الشمالي، كما عرضت وسائل إعلام النظام صورا لأشخاص مقيدي الأيدي قالت إنها “لمسلحين وصفتهم بالإرهابيين سلموا أنفسهم”، في محاولة للتأثير على الحالة النفسية لعناصر المعارضة المسلحة.
وتواصلت الجزيرة نت مع قيادات عسكرية على امتداد ساحات القتال في سوريا للوقوف على حقيقة الصور المنشورة، إلا أن الجميع نفوا تسليم أي عنصر نفسه للنظام، ولفتوا في الوقت نفسه إلى أن الحالة المعنوية للثوار مرتفعة جدا بعد تمكنهم من وقف هجوم قوات النظام في حلب وأرياف حمص وحماة واللاذقية.
موسكو تطالب دي ميستورا بتصنيف المعارضة السورية
طالبت موسكو بضرورة إعداد قوائم تميز الجماعات الإرهابية عن جماعات المعارضة المعتدلة في سوريا قبل بدء جولة جديدة من المحادثات بشأن الأزمة السورية في فيينا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -إثر لقائه المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بالعاصمة الروسية- إن روسيا تدعم بشدة جهود المبعوث الأممي لحل الأزمة السورية.
ونقلت وكالة إيتار تاس للأنباء هذه التصريحات التي أدلى بها لافروف في مؤتمر صحفي مع دي ميستورا الذي أكد بدوره على أهمية العمل على تشكيل حكومة تشمل كل الأطياف في سوريا.
وقال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج إن الاجتماع ركز على التحضيرات لمباحثات فيينا، مؤكدا أن الإشكال الرئيسي يكمن في مدى إمكانية تشكيل المعارضة لوفد مشترك يحاور النظام.
وأضاف شوج أن روسيا تطالب بإعداد قوائم تصنف الجماعات الإرهابية وأخرى للمعارضة المعتدلة وبحث وقف مؤقت لإطلاق النار “مع مواصلة ضرب مواقع جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية”.
زيارة سابقة
وكان دي ميستورا دعا الاثنين الماضي -في ختام زيارة إلى دمشق وضع خلالها المسؤولين السوريين في أجواء محادثات فيينا- إلى وقف جديد لإطلاق النار، للبناء على الجهود الدبلوماسية المبذولة في فيينا لإنهاء النزاع الذي يمزق البلاد منذ نحو خمسة أعوام.
والتقى دي ميستورا قبلها بيوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق بعد يومين على عقد 17 دولة -بينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية- اجتماعا بشأن سوريا في فيينا، دون مشاركة ممثلين عن النظام السوري أو المعارضة.
وكانت الخارجية الروسية أعلنت استضافة لقاء للمعارضة السورية مع الحكومة السورية الأسبوع المقبل في موسكو، لكن الخارجية الأميركية رأت أن دعوة موسكو ممثلين للمعارضة السورية للحوار سابقة لأوانها.
ونهاية الشهر الماضي كان ميخائيل بوغدانوف -نائب وزير الخارجية الروسي- قد ذكر أن بلاده تتواصل مع ممثلي الجيش السوري الحر بشأن بحث الأزمة السورية، لكن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وفصائل في المعارضة نفت عقد أيّ اجتماعات مع مسؤولين روس.
أميركا: روسيا تسرعت في دعوة المعارضة السورية للمحادثات
واشنطن – رويترز
قالت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الثلاثاء، إنه من السابق لأوانه أن تدعو الحكومة الروسية المعارضة السورية لإجراء محادثات في روسيا.
وكانت وسائل إعلام روسية قد ذكرت أن من الممكن أن يجتمع مسؤولون من النظام السوري مع ممثلين للمعارضة في موسكو الأسبوع القادم.
أما المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إليزابيث ترودو، فعلّقت على الخبر، قائلةً: “نعتقد أن هذا سابق لأوانه”.
وأضافت أنه “سيأتي وقت ملائم لذلك، لكن في الوقت الحالي يجب أن تركز الدول المشاركة في الجهود الدبلوماسية بشأن الصراع السوري على ما تم الاتفاق عليه في المحادثات التي عقدت الأسبوع الماضي في فيينا”.
وفي سياق متصل، التقى وفد من الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ممثلي ألمانيا وهولندا وفرنسا، حيث تم تناول اجتماعات فيينا ومواقف الأطراف المشاركة فيها.
وعرض ممثلو الدول الاستعداد للاجتماع القادم بعد أسبوعين، والذي تحدث عنه البيان الختامي لاجتماع فيينا. وأكد الائتلاف على أن تعويم نظام الأسد هو تعويم لتنظيم “داعش” الإرهابي، وأن لا مستقبل لبشار الأسد وزمرته الحاكمة في سوريا.
وأوضحت نغم غادري، نائب رئيس الائتلاف، أن الاجتماع يأتي في إطار التنسيق مع دول أصدقاء الشعب السوري حول الوضع السياسي وتتمة لاجتماعات سابقة، ومن أجل نقل وجهة نظر الائتلاف وثوابته إلى المشاركين في الاجتماع القادم.
روسيا: يجب تحديد المعارضة السورية المعتدلة
روسيا تدعو النظام والمعارضة السوريين لمشاورات بموسكو.. وأميركا: الأمر سابق لأوانه
دبي – قناة العربية، رويترز
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، إنه من الضروري تحديد من هي الجماعات الإرهابية ومن هي جماعات المعارضة الشرعية في سوريا قبل بدء جولة جديدة من المحادثات بشأن الأزمة السورية في فيينا.
ونقلت وكالة “إيتار تاس” للأنباء عنه قوله في مؤتمر صحافي مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا إن روسيا تدعم بشدة جهود دي ميستورا لحل الأزمة السورية.
وقال دي ميستورا إن من المهم العمل على تشكيل حكومة تشمل كل الأطياف في سوريا، مؤكداً أن الشعب السوري يرغب في وقف العنف وزيادة المساعدات الإنسانية.
وأشار دي ميستورا إلى أن بقاء الأسد مسألة تعود للشعب السوري أن يقررها بنفسه، مشدداً على أن خطة الحل في سوريا يجب أن ترتكز على بيان جنيف وإعلان فيينا.
وكانت الخارجية الروسية صرحت بأن اللقاء سيتناول نتائج زيارة دي ميستورا إلى دمشق يوم الاثنين الماضي، فضلاً عن فرص إقامة حوار حقيقي بين نظام دمشق والمعارضة، في ظل دعوة روسيا ممثلي النظام والمعارضة السوريين لإجراء مشاورات الأسبوع المقبل في موسكو.
وكانت وسائل إعلام روسية قد ذكرت أن من الممكن أن يجتمع مسؤولون من النظام السوري مع ممثلين للمعارضة في موسكو الأسبوع القادم.
إلا أن وزارة الخارجية الأميركية سارعت، الثلاثاء، بالقول إنه من “السابق لأوانه” أن تدعو الحكومة الروسية المعارضة السورية لإجراء محادثات في روسيا.
المعارضة تمنع التداول بالليرة السورية بحلب
العربية.نت
أصدرت لجنة تطلق عليها المعارضة السورية في حلب “لجنة استبدال عملة التداول”، قراراً يلزم باستخدام العملة التركية كبديل عن العملة السورية ابتداءَ من الأول من ديسمبر المقبل، ملوحة بعقوبات ستطال من يمتنع عن تنفيذ قرارها، تبدأ من الغرامة المالية والسجن وتنتهي بالمصادرة.
ونقلت وكالة “سمارت نيوز” عن محمد رجب قاضي المحكمة الشرعية في حلب وريفها، قوله إنه “تم توجيه الدعوة للمحكمة الشرعية، والقضاء الشرعي والفصائل العسكرية، إضافة إلى مجلسي المحافظة والمدينة من قبل “الاقتصاديين الأحرار”، وعقدت عدة اجتماعات حيث تم في تاريخ 1/8/2015 اتخاذ قرار بدء العمل بمشروع استبدال العملة. وبعد عدة اجتماعات تم إعلان قرار ينص على أنه اعتباراً من 1/12/2015 يمنع منعاً باتاً التعامل بالعملة السورية تحت طائلة تقديم المخالف للقضاء، واتخاذ العقوبات اللازمة بحقه أصولاً”.
وكانت “لجنة استبدال العملة” قد أوضحت أسباب قرار الاستبدال بسعيها “للحفاظ على أموال الشعب السوري من الضياع نتيجة انهيار الليرة السورية وطباعة النظام لأوراق نقدية جديدة ليس لها رصيد، فضلا عن اتخاذها كوسيلة لمحاربة النظام اقتصادياً وذلك بوقف تدفق القطع الأجنبي عنه من المناطق المحررة، وخلق استقرار في أسعار السلع والمواد وتنشيط الاستثمار”.
وحول الجهة المنفذة للعقوبات أضاف رجب بحسب ما نقلته “سمارت نيوز” أن “الجهة التي ستختص بتنفيذ الأحكام بحق المخالفين هي المحكمة الشرعية بحلب ومحكمة القضاء الشرعي، ولا نعلم حتى الآن إن كانت محكمة أحرار الشام ستختص بالنظر بهذا الموضوع أم لا”.
الثوار يسقطون طائرة حربية للنظام السوري في حماة
بيروت – رويترز
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومتحدث إعلامي لمقاتلي المعارضة إن مقاتلين أسقطوا طائرة حربية تابعة للنظام السوري بنيران مضادة للطائرات، اليوم الأربعاء، في محافظة حماة غرب البلاد، مما اضطر الطيار إلى الخروج منها.
وقال المرصد إن “الطيار لقي حتفه إذ إن مظلته لم تعمل”.
وأسقط مقاتلو المعارضة طائرات للنظام من قبل، لكنه يظل أمراً نادر الحدوث لأنهم يفتقرون إلى “قدرات كبيرة مضادة للطائرات”. وكثف المقاتلون من الدعوات لإمدادهم بصواريخ مضادة للطائرات منذ أن تدخل سلاح الجو الروسي لدعم رئيس النظام بشار الأسد في الصراع.
وأسقطت الطائرة التابعة لجيش النظام في شمال غربي حماة، قرب بلدة كفر نبودة حيث يستعر القتال بين المقاتلين والقوات الحكومية المدعومة بغطاء جوي.
وذكر المرصد أن المقاتلين سيطروا في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء على تل عثمان وهو تل قريب.
وقال متحدث إعلامي باسم جماعة للمقاتلين تنشط في المنطقة وتتبع للجيش السوري الحر إن “الجماعة أسقطت الطائرة”.
القوات الحكومية تبعد داعش عن طريق حيوي بحلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
استعادت القوات الحكومية السورية، الأربعاء، طريق يصل المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة حلب ومحافظات وسط وجنوب وغرب سوريا، حسب ما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد السوري أن قوات النظام استعادت “السيطرة على كامل طريق خناصر – أثريا بريف حلب الجنوبي الشرقي، بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ 12 يوما” مع تنظيم داعش المتشدد.
واستمرت المواجهات على “عمق نحو 10 كم من الطريق في محاولة من قوات النظام تأمين الطريق بشكل كامل”، وفق المرصد الذي أشار إلى أن المتشددين كانوا قد قطعوا الطريق قبل 12 يوما.
من جانبه، أكد التلفزيون السوري أن “وحدات من قواتنا تبسط سيطرتها الكاملة على طريق حلب خناصر أثريا السلمية بعد القضاء على أعداد من إرهابيي داعش”، مضيفا أن الطريق سيفتح اعتبارا من غد.
وأسفرت المواجهات التي استمرت لأيام وسط غارات مكثفة من الطائرات الروسية التي تدعم القوات الحكومية عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين و”تدمير آليات وأسلحة للطرفين”، طبقا للمرصد.
ويعد هذ الطريق حيويا للجيش الحكومي ولسكان مدينة حلب، التي تشهد منذ صيف 2012 معارك مستمرة بين “قوات النظام” التي تسيطر على أحيائها الغربية والفصائل المعارضة التي تسيطر على أحيائها الشرقية.
روسيا تعلن دخول سفينة تحمل مروحيات Ka-27 إلى المتوسط وتؤكد: سنقصف حتى يتقدم الجيش السوري
موسكو، روسيا (CNN) — قال أناتولي أنتونوف، نائب وزير الدفاع الروسي، إبلاغه المشاركين في الاجتماع الثالث لوزراء دفاع اتحاد دول جنوب شرق آسيا الأربعاء أن القوات الجوية الروسية “ستواصل عمليات قصف مواقع الإرهابيين في أراضي سوريا حتى انتهاء القوات المسلحة السورية من عملياتها الهجومية على التنظيمات الإرهابية” وفق تعبيره.
وذكر نائب وزير الدفاع الروسي أن الطيران الروسي “تمكن من القضاء على عشرات نقاط القيادة ومستودعات الذخيرة ومئات الإرهابيين وكميات كبيرة من الآليات الحربية” على حد قوله، مضيفا أن بين مهام الطيران العسكري الروسي في سوريا “منع الأجانب المنتسبين إلى تنظيم داعش البالغ عددهم 25 ألف شخص إلى 30 ألفاً من القيام بأعمال التخريب في بلدانهم إذا عادوا إلى أوطانهم”. وفقا لوكالة “سبوتنيك” الحكومية الروسية.
وفي سياق متصل، أكدت الوكالة أن الطيران الروسي “حصل على المعلومات عن إحداثيات المواقع التي تم قصفها في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني في أراضي سوريا من ممثلي المعارضة” مضيفة أن الضربات التي تنفذها الطائرات الروسية “تستهدف مواقع التنظيمات الإرهابية فقط ولا تستهدف مواقع المعارضة السورية.”
وأوردت الوكالة على لسان الجنرال أندريه كارتابولوف، رئيس هيئة العمليات بهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، قوله إن الطيران الروسي حصل على “المعلومات عن إحداثيات المواقع الـ24 للإرهابيين التي تم قصفها في 3 نوفمبر/تشرين الثاني من ممثلي المعارضة السورية”.
وأشار المسؤول في هيئة أركان الجيش الروسي إلى أنهم دخلوا في اتصال مع “قوى المعارضة الوطنية (السورية) التي تضع إبقاء سوريا دولة مستقلة موحدة تخلو من تنظيم الدولة الإسلامية وسائر التنظيمات الإرهابية الأخرى فوق طموحاتها السياسية” دون تقديم تفاصيل حول هوية تلك القوى أو ورود ما يؤكد ذلك من جانب المعارضة.
وفي تطورات ميدانية أخرى، أعلنت البحرية الروسية عن دخول سفينة “فيتسي أدميرال كولاكوف” إلى البحر المتوسط بعدما عبرت مضيق جبل طارق، وتحمل السفينة على متنها طائرات مروحية من طراز “كا-27”.
قضماني لـCNN: روسيا تساعد داعش على التقدم في سوريا ونظام الأسد يتراجع
باريس، فرنسيا (CNN)—قالت باسمة قضماني، العضو السابق بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن روسيا ومن خلال عمليانتها في سوريا تدفع نظام بشار الأسد للتراجع أمام مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش.”
وأوضحت قضماني في مقابلة حصرية مع الزميلة كريستيان امانبور لـCNN: “ما نعلمه هو أن روسيا خلال الأسبوع الماضي قامت بقتل الكثير وارتكبت العديد من الجرائم، ولكن من الناحية الاستراتيجية فإن روسيا تساعد داعش على التقدم ليس بطريقة متعمدة ولكن في النتيجة النهائية فإن النظام يتراجع وروسيا لا تملك قوات برية تقاتل مع نظام الأسد على الأرض.. ومهما كانت كثافة وضراوة الضربات الجوية إلا أنها لن تكون مؤثرة فالنظام يتراجع بوجه داعش.”
وحول البرنامج الأمريكي لتدريب قوات من المعارضة السورية، أضافت قضماني “الأمر يبدو وكأن كل شيء تم تصميمه كيلا يعمل أو يجدي نفعا لأنه ومنذ البداية برزت مسائل حول كيفية اختيار المقاتلين ومن ثم من سيقاتلون بالضبط وهذا لم يكن واضحا فلم نعلم بالضبط من المؤهل، وثانيا أن هؤلاء المقاتلين سيقاتلون داعش حصريا.. يذهبون إلى تركيا ليتم إخبارهم بأنهم سيقاتلون داعش فقط ليعودوا إلى سوريا متسائلين عما سيقولونه لمقاتليهم؟ فهل سنقول لهم بأننا لن نقاتل النظام؟ وعليه أقول إن هذه الاستراتيجية كانت فاشلة منذ البداية.”
وعن الموقف الأمريكي واستراتيجية أوباما في سوريا قالت قضماني: “ما رأيناه لأكثر من أربع أعوام هو أن كل ما يصدر عن إدارة أوباما يأتي متأخرا وبلا موارد وهذا مثال آخر لعدم إحداث أي فرق على الأرض، وما كانت المعارضة تطالب به منذ وقت طويل هو التنظيم والإدارة والاستراتيجية ونحن سنقاتل لأننا مصممون على القتال.”
جماعة إخوان سورية ترفض نتائج مؤتمر فيينا وتعتبره “عبثا” بمستقبل الشعب
روما (4 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سورية رفضها لكل ما نتج عن مؤتمر فيينا الذي عُقد يوم الجمعة الماضي بهدف بحث سبل حل الأزمة السورية، ووصفته بأنه “عبث بمستقبل السوريين”، وشددت على ضرورة فرض وقف لإطلاق النار قبل الحديث عن أي حل سياسي.
وأوضحت الجماعة موقفها من المؤتمر الذي شارك فيه 17 وزير خارجية لدول إقليمية وأجنبية، ولم يحضره أي طرف سوري لا من النظام ولا من المعارضة، وقالت إن هذه الخطوة “هي الأخطر من جهة النتائج التي أُعلن عنها، وكذلك الأطراف المشاركة فيه”. وانتقدت خصوصاً مشاركة روسيا وإيران وغياب أصحاب الشأن السوري، واعتبرته مؤشراً لـ”عدم جدية التعامل” مع القضية.
وشددت الجماعة على “حق الشعب السوري في تحديد هوية سورية المستقبل من خلال اختيارٍ حرٍ ونزيه”، كما شددت على أن وثيقة المبادئ الخمسة التي وقّعت عليها معظم قوى الثورة السياسية والعسكرية “هي مرجع في أي حل سياسي، ومنها عدم القبول باستمرار المجرم بشار أسد في السلطة سواء في المرحلة الانتقالية أو في مستقبل سورية”، وفق بيان
وأشارت الجماعة إلى عدم قبولها بانهيار مؤسسات الدولة الخدمية المدنية، وعلى ضرورة وحدة التراب الوطني السوري، لكنها طالبت بالمقابل بإعادة هيكلة الجيش وحل الأجهزة الأمنية وإعادة تشكيلها لتعود في خدمة الوطن والمواطن. وقالت إنها مؤسسات “تم اختطافهما واستخدامهما في قتل الشعب”، ونبّهت إلى ضرورة أن “تتضمن قوائم الإرهاب بشار الأسد شخصاً وميليشياته وميليشيات حزب الله اللبناني وإيران”.
ودعت المجتمع الدولي إلى فرض وقف شامل لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة قبل الحديث عن أي حل سياسي.
بلجيكا: إكتشاف لاجئين بشاحنة قرب بروكسل
بروكسل (4 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلنت السلطات المحلية عن إكتشاف عدد من المهاجرين على متن شاحنة مبردة كانت تفرغ حمولتها من الفواكه في أحد مراكز التخزين قرب العاصمة بروكسل.
وأشارت السلطات أنه تم العثور على 19 شاباً داخل شاحنة تنقل فواكه مصدرها إسبانيا، وتفرغ حمولتها في أحد مراكز التخزين والتوزيع التابعة لشركة كولرويت البلجيكية، العاملة في مجال تجارة التجزئة، واضافت “تم اكتشاف وجود هؤلاء الشبان لدى تفزيغ الحمولة وقمنا بابلاغ الشرطة”، حسب مصادر الشركة.
وقد إقتيد الشبان إلى مركز الشرطة في المدينة لتحديد هوياتهم، و”يبدو أن معظم هؤلاء قادمون من سورية وبينهم بعض العراقيين وإيراني واحد”، حسب الشرطة.
وأضافت الشرطة بأنها استعمت لإفادة سائق الشاحنة الذي أكد أنه إنطلق من إسبانيا وتوقف عدة مرات في شمال فرنسا، قبل أن يصل إلى وجهته، قرب العاصمة بروكسل.
ويريد المحققون معرفة ما إذا كان اللاجئين قد ركبوا الشاحنة من فرنسا وإسبانيا، وكذلك تحديد مسؤولية السائق عن هذا العمل، الذي يرقى إلى مستوى جرم تهريب البشر.
ويذكر أنها المرة الأولى في بلجيكا التي يتم فيها العثور على لاجئين داخل شاحنة قادمة من دولة أوروبية أخرى.