أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 05 نيسان 2012

مجلس الامن يطالب دمشق اليوم بتنفيذ تعهداتها «فوراً»

نيويورك – راغدة درغام؛ دمشق، بيروت – «الحياة»، رويترز، ا ف ب

يجري وفد من ادارة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة محادثات اليوم في دمشق مع المسؤولين السوريين تتعلق بترتيبات عمل مجموعة المراقبين الدوليين الذي سيتولون الاشراف على وقف العنف بعد الموعد الذي حددته الحكومة السورية لوقف عملياتها نهار الثلثاء المقبل في 10 الجاري، على ان يتبع ذلك وقف المعارضة لعملياتها بعد 48 ساعة.

وكان المبعوث الدولي – العربي كوفي انان التقى امس في جنيف رئيس الوفد الجنرال النروجي الجنرال روبرت مود. وينتظر ان يناقش مود في دمشق طريقة انتشار نحو 250 مراقباً في مختلف المناطق السورية للتأكد من وقف العمليات القتالية. بينما يتوقع ان يصدر اليوم بيان رئاسي عن مجلس الامن يدعم خطة النقاط الست التي اعلنها انان لانهاء الازمة في سورية، ويحذر من تبني «اجراءات اضافية» اذا فشلت سورية في احترام تعهدها بوقف النار. وفيما ينتظر ان يحظى البيان الرئاسي باجماع عضاء المجلس، اعلنت موسكو امس موقفاً متشدداً جديداً يدعم النظام السوري في مواجهته مع المعارضة. اذ جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن المؤتمر الاخير لـ «أصدقاء سورية» في اسطنبول يضعف جهود انان، وانتقد بشدة الدول التي تؤيد تسليح المعارضين، قائلاً انه «حتى لو كانت المعارضة مدججة بالسلاح حتى اسنانها فإنها لن تهزم الجيش السوري». غير ان لافروف اعتبر ان على دمشق ان تقدم على الخطوة الأولى في ما يخص تسوية الأزمة السورية.

من جهة اخرى اعلن في موسكو ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزورها الثلثاء المقبل، كما ينتظر ان يزورها كذلك وفد من معارضة الداخل.

وفي نيويورك، كثفت الأمم المتحدة رقابتها على مدى التزام السلطات السورية تعهداتها لأنان في مجلس الأمن والجمعية العامة، فيما اعتبرت مصادر المجلس أن «الرقابة على التطبيق والمحاسبة على الانتهاكات في سورية أصبحت مرتبطة بجداول زمنية وتعهدات ألزمت الحكومة السورية نفسها بها أمام أنان والمجتمع الدولي».

ويتجه مجلس الأمن الى تأكيد دعم ومتابعة مهمة أنان في بيان رئاسي ينتظر أن يتبناه اليوم. ويقدم المبعوث المشترك إحاطة «ستليها إحاطات متتالية تباعاً» الى الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس بناء على مشاورات مع رئيس الجمعية العامة ناصر عبد العزيز النصر، بالتزامن مع وصول فريق خبراء من الأمم المتحدة اليوم أيضاً الى دمشق.

وقال النصر الى «الحياة» إنه طلب من أنان تقديم إحاطة الى الجمعية العامة «لنعرف أين وصل وما هي تفاصيل مهمته وما هو المتوقع من التطمينات التي تلقاها من الحكومة السورية». وأضاف إن هذه الإحاطة هي «الأولى وستتبعها إحاطات أخرى في المستقبل حول مدى تجاوب الحكومة السورية مع مهمة أنان والتزامها تعهداتها».

وقال أحمد فوزي الناطق باسم أنان لـ»الحياة» إن الحكومة السورية أبلغت المبعوث المشترك «انسحاب بعض قواتها من بعض المدن آخرها في ريف دمشق وقبلها في الزبداني» وأنها «تواصل إبلاغ فريق أنان بكل خطوة يتم تنفيذها». وشدد فوزي على ضرورة وجود آلية مراقبة للتحقق من صحة الإخطارات السورية تلك «وأننا ننتظر أن يتم انسحاب القوات الحكومية الكامل من المدن في ١٠ نيسان كما هو متفق عليه» بين أنان والمعلم. وقال فوزي إن صيغة الاتفاق واضحة جداً وهي أنه «في ١٠ نيسان عندما ينتهي الانسحاب تنفذ في غضون ٤٨ ساعة جميع الأطراف التوقف عن كل أنواع العنف» وبعد ذلك «يبدأ انتشار نواة بعثة المراقبة والإشراف على وقف أعمال العنف» من جانب الأمم المتحدة.

واوضح فوزي إن فريق الخبراء الذي يصل اليوم الى دمشق واضحة جداً وهي البحث مع السلطات السورية «في تفاصيل وصيغ انتشار بعثة المراقبين الدوليين حينما يأتي وقت ذلك، اي عندما يتم وقف العنف بجميع أشكاله من جميع الأطراف». وقال إن انتشار المراقبين الدوليين وعملهم يبدآن عندما يتبنى مجلس الأمن القرار اللازم بعد ١٢ نيسان.

وعن زيارة أنان لطهران، قال فوزي إن موعدها لا يزال «قيد البحث مع السلطات الإيرانية وأن أي طرف لم يبد اعتراضاً عليها».

وحصلت «الحياة» على مسودة مشروع البيان الرئاسي الذي بحثه مجلس الأمن أمس في جلسة مشاورات ثانية على مستوى نائبي المندوبين والمتوقع تبنيه «مساء الأربعاء أو (اليوم) الخميس» بحسب مصادر المجلس.

ويطلب المجلس في مشروع البيان من «الحكومة السورية أن تبدأ فوراً تطبيق التزاماتها بالنسبة الى: وقف تحرك الجنود نحو المراكز المدنية، ووقف كل استخدامها للسلاح الثقيل في هذه المراكز، والبدء في سحب تجمعاتها العسكرية من المراكز المدنية ومحيطها». ويشدد على ضرورة أن «تبدأ الحكومة السورية فوراً تطبيق هذه التعهدات بكليتها ليس أبعد من تاريخ ١٠ نيسان وفق ما التزمت في تاريخ ١ نيسان» لأنان. ويدعو المجلس، بموجب البيان، المعارضة السورية الى «وقف العنف خلال ٤٨ ساعة من استكمال تطبيق هذه الإجراءات من الحكومة السورية».

ويشدد على أهمية «التوصل الى تسوية سلمية سياسية للأزمة السورية مرتبطة بالتطبيق الكامل والفوري لخطة النقاط الست التي وضعها أنان». ويجدد «دعمه الكامل لخطة أنان الهادفة الى وضع نهاية لكل العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتأمين وصول المساعدات الإنسانية وتسهيل عملية سياسية يقودها السوريون للانتقال نحو نظام سياسي تعددي ديموقراطي، بما فيها من خلال حوار سياسي بين الحكومة السورية والمعارضة بكل أطيافها».

ويشدد المجلس على «أهمية آلية مراقبة فعالة وذات صدقية تتولاها الأمم المتحدة لمراقبة على وجه الخصوص تطبيق خطة النقاط الست». ويطلب مجلس الأمن بموجب مشروع البيان من الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم «خيارات حول هذه الآلية في أقرب وقت». ويعرب عن «استعداده لتكليف بعثة مراقبة فعالة لآلية التطبيق بعد وقف العنف».

ويكرر المجلس دعوة السلطات السورية الى السماح بوصول، من دون اعاقة»، للموظفين الإنسانيين الى كل المناطق التي تحتاج المساعدات. ويدعو «كل الأطراف في سورية وخصوصاً السلطات السورية الى التعاون الكامل مع الأمم لمتحدة والمنظمات الإنسانية المعنية لتسهيل عمل المساعدات الإنسانية». ويطلب المجلس من أنان أن يطلعه على تطبيق الإطار الزمني المحدد في ١٠ نيسان والتقدم نحو تطبيق خطته بنقاطها الست.

في هذا الوقت، قالت «منظمة العفو الدولية» أنها أحصت 232 حالة وفاة منذ موافقة سورية على خطة انان في 27 اذار (مارس) الماضي، اي خلال نحو اسبوع. وقالت المنظمة ان الأدلة تبين «ان موافقة الاسد المفترضة على خطة انان ليس لها أثر على الارض»، فيما قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان العمليات العسكرية مستمرة من الحدود التركية شمالاً حتى درعا جنوباً، ولا يمكن الحديث عن انسحابات لقوات النظام. واوضح ان «الدبابات تدخل الى المدن والقرى وتقوم بعمليات ثم تعود الى قواعدها. هذا لا يعني انها انسحبت».

وقال ناشطون ان 80 شخصاً على الاقل قتلوا منذ اول من امس الثلثاء على رغم توقع وصول البعثة الاولى للمراقبين. فيما استمرت الغارات على الاحياء السكنية وعمليات توقيف المعارضين على الوتيرة ذاتها. وشمل القصف امس حي الخالدية في حمص لليوم السابع عشر. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان اشتباكات عنيفة وقعت بين «الجيش الحر» والجيش النظامي على مشارف حي بابا عمرو من جهة حي جوبر في حمص.

وكانت اشتباكات عنيفة وقعت في قرية تفتناز شرق ادلب التي تعرضت كذلك لقصف عنيف وإطلاق نار، ما ادى الى سقوط عشرين مدنياً وسبعة جنود وأربعة منشقين. وقال المرصد السوري ان المنشقين نجحوا في اصابة دبابتين على الاقل كانتا تقصفان القرية.

—————–

طليعة المراقبين الدوليين في دمشق اليوم

والجمعية العمومية تستمع إلى أنان

    نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات

عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة أمس في محاولة للتوصل الى اتفاق على الصيغة النهائية لبيان رئاسي يرجح صدوره اليوم يطالب دمشق بتنفيذ فوري لاتفاقها مع المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان، الذي يقدم اليوم ايضا احاطة علنية هي الأولى له للجمعية العمومية للمنظمة الدولية.

ورداً على سؤال لـ”النهار” عما إذا كان أنان تلقى أجوبة سورية، بعد رسالة الأول من نيسان، عن تنفيذ ما اتفق عليه، صرح الناطق باسم أنان، أحمد فوزي أن “المبعوث الخاص المشترك يتلقى رسائل يومية تقريباً من وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن خطوات تتخذ لتنفيذ خطة النقاط الست”. وأضاف أن الفريق التقني وطليعة المراقبين سيصلان اليوم الى دمشق.

وقبيل توجه الفريق الى دمشق، عقد أنان اجتماعاً في جنيف مع الرئيس السابق لمنظمة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة الميجر جنرال روبرت مود الذي أفادت الأمم المتحدة أنه رئيس طليعة فريق المراقبة في سوريا.

وجاء في مشروع البيان الرئاسي، الذي حصلت “النهار” على نسخته المعدلة، أن مجلس الأمن يؤكد “التزامه القوي سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها”. وإذ يلاحظ أن الحكومة السورية التزمت في 25 آذار 2012 تنفيذ النقاط الست التي اقترحها أنان لحل الأزمة السورية، يعبر عن “قلقه العميق من الافتقار الى التنفيذ حتى الآن” ويطالبها بأن “تنفذ فوراً وبصورة قابلة للتحقق التزاماتها، كما جاء في مراسلتها مع المبعوث في الأول من نيسان، من أجل: (أ) وقف تحركات القوات في اتجاه المراكز السكنية، (ب) وقف استخدام كل الأسلحة الثقيلة في مراكز كهذه، (ج) والبدء بسحب الحشود العسكرية من المراكز السكنية ومحيطها، والوفاء بها بصورة تامة في مدة أقصاها 10 نيسان 2012”. ويدعو المجلس “كل الأطراف، بما في ذلك المعارضة، الى وقف العنف المسلح بكل أشكاله في غضون 48 ساعة من اتمام الحكومة السورية تنفيذ هذه الإجراءات”. ومع تركيزه على “الأهمية المركزية لايجاد تسوية سياسية سلمية للأزمة السورية”، يجدد تأييد مهمة أنان من أجل “تيسير انتقال سياسي بقيادة سورية يؤدي الى نظام سياسي تعددي وديموقراطي، يتساوى فيه المواطنون بغض النظر عن انتماءاتهم وأعراقهم ومعتقداتهم”. ويشدد على ايجاد “آلية مراقبة موثوق بها وفاعلة من الأمم المتحدة… لمراقبة وقف العنف المسلح بكل أشكاله من كل الأطراف”، موضحاً أن المجلس “مستعد” لدرس المقترحات التي ترده من الأمانة العامة للأمم المتحدة  في هذا الشأن.

كذلك يدعو مشروع البيان الذي اقترحته الولايات المتحدة الى هدنة انسانية مدة ساعتين يومياً بغية ايصال المساعدات الى السكان.

الى ذلك، أعلنت الناطقة باسم الجمعية العمومية للأمم المتحدة نهال سعد أن رئيس الجمعية ناصر عبد العزيز النصر اتفق مع أنان على أن يقدم الأخير احاطة عبر دائرة تلفزيونية في جلسة غير رسمية مفتوحة للجمعية العمومية صباح اليوم عن الوضع في سوريا.

واشنطن

وأسفت واشنطن “لتصاعد حدة” القصف المدفعي في سوريا. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر: “لم أر أي معلومات مستقلة تشير الى انسحاب (القوات السورية)… ما لحظناه في الواقع هو تصاعد في حدة القصف المدفعي في المناطق المكتظة بالسكان مثل حمص وادلب… على النظام السوري اقناعنا بأنه يعتزم احترام مهلة العاشر من نيسان”.

وأفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له انه “حتى الآن من الحدود التركية حتى درعا العمليات العسكرية مستمرة، ولا يمكن الحديث عن انسحابات” لقوات النظام. وأضاف: “الدبابات تدخل المدن والقرى وتقوم بعمليات ثم تعود الى قواعدها. وهذا لا يعني أنها انسحبت”.

ونقلت قناة “العربية” الفضائية السعودية التي تتخذ دبي مقرا لها عن “الهيئة العامة للثورة السورية” أن 92 شخصا قتلوا برصاص قوى الامن السوري في أنحاء متفرقة من سوريا.

في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من ان تسليح المعارضين للأسد سيؤدي الى استمرار اراقة الدماء سنوات من غير ان يساعد المعارضة على هزيمة الجيش السوري.

واحتجت أنقرة على الانتقادات التركية لـ”المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري” الذي انعقد في اسطنبول الاحد.

موسكو

وفيما يستعد مجلس الامن لمناقشة بيان في شأن سوريا اليوم، نقلت وكالة “أنترفاكس” الروسية المستقلة عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان روسيا لا ترى أية ضرورة لاتخاذ مجلس الامن قرارات جديدة حول سوريا، مع أنها مستعدة للتعاون مع الاعضاء الآخرين في المجلس شرط ان تكون مواقفهم متزنة.

وقال: “بعد إقرار مجلس الامن البيان الرئاسي الذي أعرب فيه عن دعمه لجهود كوفي أنان في سوريا، نرى أن المحاولات للتعجيل فيها عمدا لن تساعد على ايجاد الظروف المناسبة لتنفيذ خطة أنان… لن نقبل أي انذارات”.

وأضاف: “نرى أنه من الممكن مواصلة هذه الجهود من دون اتخاذ أي قرار لمجلس الامن. إن كوفي أنان يواصل جهوده، بينما بدأ الجانب السوري سحب قواته من المدن. من المهم الآن أن ينفذ جميع الاطراف مقترحات أنان”.

————-

فريـق أنـان فـي دمشـق اليـوم .. والمعلـم إلـى موسـكو قريبـاً

سوريا: هل يحسم بروتوكول التعاون مصير موعد 10 نيسان؟

زياد حيدر

تبدأ اليوم المباحثات بين وزارة الخارجية السورية من جهة ووفد الأمم المتحدة من جهة أخرى، والتي تمهد لاتفاق التعاون بين دمشق وبعثة المبعوث الأممي إلى سوريا كوفي أنان، وفق ما أعلنت مصادر رسمية سورية، في وقت حرصت دمشق أن توضح ان 10 نيسان الحالي ليس موعدا نهائيا لإتمام انسحاب الآليات العسكرية مثلما يتردد إعلاميا، وهو موعد ربطه السوريون رسميا «بمدى التزام الأطراف الأخرى»، الاقليمية والمجموعات المسلحة، بتنفيذ الخطة.

وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من تسليح المعارضة السورية، موضحا انه «حتى لو تم تسليح المعارضة الى أقصى حد ممكن، فإنها لن تتمكن من إلحاق الهزيمة بالجيش السوري ولن نشهد عندها سوى مذبحة تستمر لسنوات طويلة ودمارا متبادلا».

وتأتي المباحثات في دمشق استباقا لزيارة يقوم بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو في 10 نيسان الحالي، حيث يلتقي لافروف. ونفت مصادر رسمية لـ«السفير» أي رابط بين الزيارة والموعد الذي أعلن عنه، باعتباره نهاية مهلة الانسحاب العسكري، وفقا لخطة أنان، وهو موعد نفى الجانب السوري وجوده بكل حال.

ويرافق المعلم إلى موسكو نائبه فيصل المقداد الذي يتولى مهمة التفاوض مع فريق أنان، إضافة إلى دبلوماسيين آخرين، حيث من المرجح أن يلتقي بكل من الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف.

وتتزامن زيارة المعلم مع موعد آخر لمجموعات من المعارضة السورية في موسكو، ولكن من دون أن يكون ثمة رابط بين الاثنين وفقا لذات المصادر. وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن المعلم سيزور موسكو في 10 نيسان، وسيزور موسكو وفد من هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي المعارضة في 17 و18 نيسان.

وفي سياق مشابه، يجتمع في دمشق فريقا التفاوض من الخارجية السورية، برئاسة المقداد، وآخر من الأمم المتحدة يرأسه الجنرال النروجي الجنرال روبرت مود لبحث نقاط بروتوكول التعاون المزمع توقيعه بين الجانبين لتنظيم مهمة نشر المراقبين في سوريا وفقا لما تنص عليه مهمة أنان.

ولا تبدو، وفقا لأجواء الخارجية السورية، التوقعات سلبية، «باعتبار أن للجانبين مصلحة في إنجاح مهمة أنان»، ويمكن لمس بنود تفاهم مشترك بين الجانبين، وفق معلومات «السفير» تنص مثلا أن تتم تحركات المراقبين مستقبلا بالتنسيق مع الجانب السوري الذي يتولى حمايتهم، علما أن الأمم المتحدة قدمت للجانب السوري خرائط توضح مناطق يرغبون بزيارتها أو التموضع فيها من دون أن يكون الاتفاق قد أنجز حول هذه النقطة.

وكانت الحكومة السورية أعلمت أنان، في رسالة رسمية مؤخرا، بدء «عملية انسحاب وحدات من الجيش من مناطق مختلفة» في البلاد، سمت منها الزبداني في ريف دمشق وبعض مناطق إدلب، مشيرة الى أن عملية الانسحاب تتم استنادا للوضع الميداني في المنطقة.

وأوضحت وزارة الخارجية لأنان أنه وحتى العاشر من نيسان ستقوم الحكومة السورية بتنفيذ هذه المهمة، من دون أن يعني ذلك أن 10 الحالي مهلة أو موعد نهائي لإتمام الانسحاب، والذي ربطته دمشق رسميا «بمدى التزام

الأطراف الأخرى بتنفيذ الخطة، ومدى التزام المبعوث الدولي بتقديم ضمانات لهذه الالتزامات»، علما أن الأخير «لم يستطع تحقيق أي تقدم على هذا الصعيد، لا على المستوى الإقليمي (دول الخليج وتركيا) ولا الداخلي (فصائل المعارضة)».

وكان الجانبان اتفقا على أن «وقف العنف»، وهو مصطلح استبدل المصطلح الأول في تفاهمات الجانبين بوقف إطلاق النار، هو «مسؤولية مشتركة لا تقع على عاتق طرفين سوريين متصارعين فقط، وإنما يحتاج إلى دعم إقليمي، بما يعني التزاما خليجيا بالتوقف عن الإمداد (السلاح والمال) والتحريض الإعلامي، وتركيا عبر سيطرة فعالة على الحدود».

أنان

وأعلنت (ا ف ب، ا ب، رويترز) رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ان انان سيشارك في الجمعية العامة اليوم عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة. ودعا رئيس الجمعية العامة السفير القطري ناصر عبد العزيز النصر، اثر اتصال هاتفي مع انان، الى انعقاد جلسة غير رسمية للجمعية اليوم حتى يقدم المبعوث الدولي تقريرا «حول الوضع في سوريا وبالتقدم الذي تحرزه مهمته».

في هذا الوقت، يواصل مجلس الامن الدولي مناقشة مشروع بيان يدعو دمشق الى احترام مهلة 10 نيسان لوقف عملياتها العسكرية والمعارضة السورية الى وقف القتال خلال الثماني والاربعين ساعة اللاحقة. وفي حال عدم وقف القتال والاعمال العدائية خلال المهل المحددة، «سيدرس المجلس أي تدابير اخرى يراها ملائمة».

لافروف

وقال لافروف، في العاصمة الاذرية باكو، «يبدو أن شركاءنا الغربيين يفضلون البحث عن حل (للأزمة السورية) يعتمد على استخدام القوة العسكرية. لكن من الواضح وضوح الشمس انه حتى لو تم تسليح المعارضة إلى أقصى حد ممكن، فإنها لن تتمكن من إلحاق الهزيمة بالجيش السوري ولن نشهد عندها سوى مذبحة تستمر لسنوات طويلة ودمارا متبادلا».

وتوقع ان «يفكر الغرب، في مثل هذا الحال، في شن عمليات قصف جوي على سوريا»، واصفا «هذا الطريق بأنه استفزازي»، محذرا من ان «ذلك سينطوي على عواقب وخيمة».

وقال لافروف، تعليقا على مضمون خطة انان، إنه على «دمشق ان تقدم على الخطوة الأولى في ما يخص تسوية الأزمة السورية، لكن يجب على جميع اللاعبين الدوليين ان يعملوا على إنجاح مهمة انان». وانتقد «موقف مجموعة أصدقاء سوريا التي تحاول حل الأزمة عبر العمل مع المعارضة السورية وحدها»، مشددا على ان الحوار يجب ان يجري مع جميع الأطراف.

واضاف لافروف ان «النوايا التي أعلنت عنها مجموعة أصدقاء سوريا خلال اجتماعها في اسطنبول حول وضع خطط جديدة بشأن سوريا، تزعزع جهود انان». وتابع أن «الجميع أيدوا خطة انان لكن القرارات التي تم اتخاذها خلال اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا، والتي تهدف الى تسليح المعارضة وفرض عقوبات جديدة، تزعزع الجهود الرامية الى إحلال السلام». وقال ان «المعارضين السوريين ما زالوا يأملون في تدخل عسكري غربي. انهم يبحثون عن حل عبر تدخل قوات اجنبية وعمليات قصف».

وأكد نائبه غينادي غاتيلوف أن «روسيا تؤيد إرسال بعثة مراقبة أممية إلى سوريا في أسرع وقت ممكن». وأشار، في حديث لوكالة «إنترفاكس»، إلى أن «هذه الخطوة تتطلب اتخاذ قرار خاص لمجلس الأمن الدولي، أو إصدار وثيقة أخرى تعلن تفويض المجلس لمثل هذه البعثة وتحدد مهامها وتفاصيل عملها الأخرى».

الصليب الاحمر

وزار رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر مدينة درعا للاطلاع ميدانيا على الواقع الانساني فيها. وقال المتحدث باسم اللجنة في دمشق صالح دباكة ان كيلنبرغر توجه بعد ذلك برفقة رئيس منظمة الهلال الاحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار الى مدن الشيخ مسكين وازرع ونوى في ريف درعا.

وقدمت اللجنة الدولية شاحنتين مليئتين بالغذاء والمستلزمات الصحية «تم تفريغها في مستودعات منظمة الهلال الاحمر في درعا» تمهيدا لتوزيعها.

قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» من لندن، «حتى الآن، من الحدود التركية حتى درعا العمليات العسكرية مستمرة، ولا يمكن الحديث عن انسحابات لقوات النظام». واضاف ان «الدبابات تدخل الى المدن والقرى وتقوم بعمليات ثم تعود الى قواعدها. هذا لا يعني أنها انسحبت». وتابع «قتل 50 شخصا، بينهم 38 مدنيا وأربعة منشقين وثمانية عناصر من القوات النظامية، في عمليات قصف وإطلاق نار»، موضحا ان «غالبيتهم قتلوا في حمص وريفها».

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان «مجموعات ارهابية مسلحة اضرمت النار في مستودع تابع لمنظمة الهلال الاحمر العربي السوري، وألحقت أضرارا به في حي القرابيص في حمص».

——–

سوريا توافق على زيارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للسجون

دمشق- (أ ف ب): وافقت السلطات السورية الخميس على زيارة اللجنة الدولية للصليب الاحمر “لاماكن الاحتجاز”، حسبما افاد بيان للجنة تلقت فرانس برس نسخة عنه.

وقال البيان إن “وزارة الخارجية والمغتربين وافقت على الإجراءات المحددة لزيارة اماكن الاحتجاز” في سوريا، مشيرا الى هذا الاتفاق “سيوضع موضع التنفيذ في زيارة تقوم بها اللجنة الدولية للأشخاص المحتجزين في سجن حلب المركزي” بدون تحديد تاريخ الزيارة.

وكان مندوبون من اللجنة الدولية زاروا في ايلول/ سبتمبر 2011 سجن دمشق المركزي. وتقدم رئيس اللجنة جاكوب كلينبرغر بطلب جديد من السلطات لزيارة الاف المعتقلين الذين اوقفوا منذ بداية حركة الاحتجاجات في منتصف آذار/ مارس 2011.

وتأتي هذه الموافقة ضمن اتفاق تم التوصل اليه خلال مباحثات اجراها كلينبرغر مع مسؤولين سوريين خلال زيارته الى سوريا يسمح ب”حضور أوسع للجنة الدولية في البلاد”.

كما تم الاتفاق بين الخارجية السورية واللجنة الدولية على إجراء “يتعلق بكيفية تفعيل مبادرة اللجنة الدولية التي تطالب بوقف القتال لفترة محددة لدواع إنسانية في المناطق المتضررة من القتال”، بحسب البيان.

———–

الجيش السوري يتابع عملياته ودمشق تتحدث عن بدء سحب قواتها

دمشق- (أ ف ب): صعدت القوات السورية عملياتها العسكرية والأمنية في مناطق عدة في البلاد رغم اعلانها عن بدء سحب قواتها، فيما ينتظر المبعوث الدولي كوفي انان وقفا شاملا لاطلاق النار خلال الساعات ال48 ساعة التالية للعاشر من نيسان/ ابريل.

فقد اعلن احمد فوزي المتحدث باسم الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان في مؤتمر صحافي في جنيف ان السوريين “يقولون انهم باشروا سحب قوات من بعض المناطق”.

واضاف “اننا بصدد التثبت” من هذه المعلومات، موضحا ان “ما نتوقعه في العاشر من نيسان/ ابريل هو ان تكون الحكومة السورية انهت سحب قواتها” من المدن.

وتابع “اعتبارا من هذه اللحظة تبدأ فترة 48 ساعة سيحصل خلالها وقف كامل لجميع اشكال العنف من قبل جميع الاطراف، بما يشمل الحكومة السورية والمعارضة السورية”.

لكن مسؤولا سوريا قال لصحيفة الوطن إن اتمام انسحاب الجيش من المدن السورية ليس مرتبطا بمهلة زمنية، موضحا ان موعد العاشر من نيسان/ ابريل لا يرتبط بهذه العملية بل “بمدى التزام الاطراف الاخرى” بتنفيذ الخطة.

وكشف المصدر للصحيفة أن “الحكومة السورية اعلمت كوفي انان مؤخرا في رسالة رسمية بدء عملية انسحاب وحدات من الجيش من مناطق مختلفة في البلاد سمت منها ريف دمشق كالزبداني وبعض مناطق إدلب”.

وأوضح أن الحكومة في رسالتها اشارت إلى أن “عملية الانسحاب تتم استنادا للوضع الميداني في كل المنطقة”.

وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه انه “غير متفائل” بشان تطبيق النظام السوري خطة انان.

وميدانيا، تحدثت صحيفة الوطن نقلا عن مصدر مسؤول عن انسحاب “وحدات من الجيش (..) من بعض مناطق ريف دمشق كالزبداني”.

لكن عضو تنسيقية الزبداني عبد الله عبد الرحمن قال لفرانس برس ان “هذا الخبر غير صحيح فالجيش ما زال يقيم حواجزه التي تقطع اوصال المدينة”.

واضاف “اذا كان الجيش لديه مئتا آلية في الزبداني ونقل منها بضع اليات الى مناطق أخرى، فهذا ليس انسحابا” مشيرا الى تعرض مناطق مجاورة للزبداني لقصف مدفعي.

ومن جهته، قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس “لا يمكن الحديث عن انسحاب للقوات النظامية في منطقة من مناطق الريف فيما هي تواصل قصفها وعملياتها العسكرية في مناطق الريف الاخرى”.

واضاف ان “المطلوب انسحابات فعلية وليس انسحابات اعلامية”.

وبالتزامن مع ذلك، وصلت تعزيزات للقوات النظامية بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس الى دوما في ريف دمشق، بحسب عضو مجلس قيادة الثورة احمد الخطيب.

واضاف الخطيب ان “اشتباكات بدأت قرابة الساعة الثانية (23,00 تغ)، واستمرت ساعة ونصف تقريبا قبل ان ينسحب عناصر الجيش الحر الى البساتين المجاورة”.

واوضح المصدر نفسه لفرانس برس ان “القوات النظامية تجتاح المدن باعداد كبيرة من الجنود والاليات وتتمركز في الشوارع الرئيسية متجنبة دخول الاحياء ولا تلبث ان تعود وتنسحب منها لتنفذ عمليات في مدن اخرى تشهد احتجاجات”.

وقال المرصد ان “اعمدة الدخان تتصاعد من مبنى بمحيط الجامع الكبير” لهذه المدينة التي تقع على بعد كيلومترات من المدخل الشمالي للعاصمة.

وشنت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في حي جوبر الذي شهد الاسبوع الماضي تظاهرات واشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، مع دخول مدرعات وعربات مصفحة وانتشار كبير لقوات الامن، بحسب المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي.

وفي ريف حلب (شمال)، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة فرانس برس ان “الحملة العسكرية المتوقعة لاخضاع ريف حلب بدأت بقوة”.

واضاف ان “الحملة بدأت ليلا بقطع كافة وسائل الاتصال عن ريف حلب الشمالي (عندان وحريتان وبيانون ..)، ثم انطلقت التعزيزات العسكرية من محيط مدينة حلب الى الريف”.

واشار الى “وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر وانشقاقات في صفوف الجيش النظامي” لافتا الى حركة نزوح كبيرة عن المناطق الساخنة.

وفي ريف درعا (جنوب)، اقتحمت قوات عسكرية قرية كفرشمس وقامت بحملة مداهمات بحثا عن مطلوبين للسلطات.

وقد اسفرت اعمال العنف الخميس عن مقتل 14 شخصا في مناطق عدة في البلاد، بحسب بيانات متلاحقة للمرصد.

وقتل مواطن في حي باب هود في حمص (وسط) واربعة آخرون بينهم طفلان اثر قصف تعرضت له مدينة الرستن (ريف حمص).

كما سقط قتيل في مدينة دوما (ريف دمشق) اثر اصابته برصاص قناصة فيما قتل شابان بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس في العاصمة اثر اطلاق القوات الامنية الرصاص على سيارة كانت تقلهما.

وقتل جنديان في استهداف سيارة عسكرية بعد منتصف الليل في قرية النعيمة التابعة لريف درعا (جنوب)، وقتل ثلاثة عناصر من الجيش اثر استهداف سيارة عسكرية في ريف حلب (شمال).

وفي ريف ادلب (شمال غرب)، سقط مقاتل من المجموعات المسلحة المنشقة اثر اصابته برصاص قناصة فجر اليوم في مدينة خان شيخون، بحسب المرصد.

——–

روسيا تحذر العرب والغرب من تسليح خصوم الاسد

80 قتيلا خلال 24 ساعة.. والعمليات العسكرية مستمرة من الحدود التركية حتى درعا

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: استمرت العمليات العسكرية في مناطق عدة من سورية من الحدود التركية حتى الجنوب، حيث قال ناشطون ان 80 شخصا على الاقل قتلوا منذ الثلاثاء رغم قرب وصول دفعة اولى من وفد ادارة قوات حفظ السلام بالامم المتحدة، في وقت حذرت فيه روسيا الدول الغربية والعربية الأربعاء من تسليح خصوم الرئيس السوري بشار الأسد قائلة إن ذلك لن يؤدي سوى إلى سنوات من إراقة الدماء ولن يمكن المعارضة من هزيمة القوات الحكومية.

ورغم ابلاغ الموفد الدولي الخاص الى سورية كوفي عنان مجلس الامن ان السلطات السورية وعدت ببدء تطبيق فوري لخطته الهادفة الى وقف اطلاق النار في البلاد، لا سيما سحب القوات العسكرية من الشارع في مدة اقصاها الثلاثاء المقبل، فإن التطورات على الارض لا توحي بحصول اي تهدئة.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي من بريطانيا مع وكالة فرانس برس ‘حتى الآن من الحدود التركية حتى درعا العمليات العسكرية مستمرة، ولا يمكن الحديث عن انسحابات’ لقوات النظام.

واضاف ان ‘الدبابات تدخل الى المدن والقرى وتقوم بعمليات ثم تعود الى قواعدها. هذا لا يعني انها انسحبت’.

سياسيا، قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي الاربعاء إن مجموعة ‘أصدقاء سورية’ تضعف جهود كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لوقف العنف المستمر في سورية منذ أكثر من عام. وانتقد الدول التي تؤيد تسليح المعارضة.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن لافروف قوله ‘من الواضح وضوح النهار انه حتى لو كانت المعارضة مدججة بالسلاح فإنها لن تهزم الجيش السوري. ستكون هناك مذبحة وتدمير متبادل لأعوام طويلة جدا’.

وأكدت روسيا على ان جهود السلام التي يبذلها عنان هي السبيل الوحيد لاقرار السلام ولم تشارك في اجتماعات ‘أصدقاء سورية’ واتهمت المجموعة بالانحياز الى خصوم الاسد وانها لا تعمل على اقرار السلام.

ونقلت وكالة إيتار تاس عن لافروف قوله خلال زيارة لأذربيجان ‘دعم الجميع خطة كوفي عنان إلا أن قرارات مجموعة ‘أصدقاء سورية’ التي تهدف إلى تسليح المعارضة وإلى فرض عقوبات جديدة تضعف جهود احلال السلام’.

وأعلنت دول عربية وغربية بعد اجتماع ‘أصدقاء سورية’ الذي عقد في اسطنبول يوم الاحد ان المجموعة ستدرس اتخاذ المزيد من ‘الاجراءات بهدف حماية الشعب السوري’.

ولم تشر المجموعة الى تسليح الجيش السوري المعارض، كما تطالب بعض دول الخليج العربية، لكن بعض دول الخليج قد تفسر هذه ‘الإجراءات’ على انها رخصة لتمويل الجيش السوري الحر بل تسليحه أيضا.

والثلاثاء دعا مبعوث الكرملين الى الشرق الاوسط الى ‘تحرك من جانب المعارضة السورية وجماعاتها المسلحة بما في ذلك تأكيد واضح على الالتزام بخطة عنان وخطوات عملية لتنفيذها’.

ووعدت روسيا ‘بدعم كامل’ لخطة عنان التي تنص على حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة ولا تتضمن دعوة مباشرة للاسد للتنحي.

وقال لافروف ان ممثلي المعارضة السورية سيزورون موسكو قريبا. ونقلت ايتار تاس عن دبلوماسي لم تسمه في العاصمة الروسية قوله ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور روسيا في العاشر من نيسان (ابريل).

وينتظر ان يصل خلال الساعات القادمة الى دمشق وفد من الامم المتحدة لاعداد خطة نشر مراقبين محتملين في حال التوصل الى وقف اطلاق النار.

واعلن المتحدث باسم موفد الجامعة العربية والامم المتحدة احمد فوزي ان الجنرال النرويجي روبرت مود سيرأس الوفد ‘نظرا لخبرته في الشرق الاوسط’.

وتقضي خطة عنان بوقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة انسانية الى المناطق المتضررة واطلاق المعتقلين تعسفيا والسماح بالتظاهر السلمي.

—————

انقرة تستدعي السفير الايراني احتجاجا على موقف طهران من مؤتمر اصدقاء سورية

انقرة ـ ا ف ب: اعلن وزير الخارجية التركي الاربعاء ان وزارة الخارجية التركية استدعت السفير الايراني في انقرة للاحتجاج على الانتقادات التي وجهتها طهران لمؤتمر اصدقاء سورية الذي عقد الاحد في اسطنبول.

وقال احمد داود اوغلو في تصريح صحافي ‘لقد استدعينا السفير الايراني لنطلب توضيحات لتلك الملاحظات’.

وقد استدعي السفير الايراني بعد الانتقادات التي وجهها رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الى مؤتمر اسطنبول الذي دان النظام السوري الذي تدعمه ايران، كما ذكر دبلوماسيون اتراك.

واضاف داود اوغلو انه اتصل بنظيره الايراني علي اكبر صالحي الثلاثاء، للاحتجاج على هذه التصريحات الايرانية ‘التي تتناقض تناقضا واضحا مع العلاقات القائمة منذ فترة طويلة’ بين البلدين.

واوضح داود اوغلو ان صالحي طلب من نظيره التركي ان يعتبر ان هذه الانتقادات مواقف شخصية لا تعكس الموقف الرسمي الايراني.

واوضحت طهران الاربعاء انها تأمل ان تجرى في العراق وليس في تركيا المحادثات المقررة في نيسان (ابريل) مع القوى العظمى حول برنامجها النووي المثير للخلاف، وقد بررت هذا التحول بموقف انقرة من الازمة السورية.

وفي طهران، صرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بوروجردي لتلفزيون العالم الناطق بالعربية ان ‘البرلمان والحكومة (الايرانيين) استبعدا تركيا. اقترحنا بغداد واذا وافق الطرف الآخر فستكون بغداد’ مضيفة اللقاء.

واضاف بوروجردي ‘بسبب موقفها المتطرف وغير المنطقي والمؤتمر الاخير حول سورية، فقدت تركيا اهليتها لاستضافة الاجتماع’ حول الملف النووي.

————-

ياسين حاج صالح: اداء المجلس الوطني يثير الغم ولا احد سعى لعسكرة الانتفاضة وكلما طالت زاد الانقسام

الربيع يزيد من حقول الالغام.. ووضع مجلة ‘تايم’ الاسد في قائمة الشخصيات المؤثرة يثير الغضب

لندن ـ ‘القدس العربي’: نقلت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ عن المعارض والمثقف السوري ياسين حاج صالح قوله ان اسوأ سيناريو لسورية هو بقاء الاسد في السلطة، مضيفا ان ‘اي امكانية اخرى هي اقل سوءا’.

وقال حاج صالح الذي وصفه ناشط بـ ‘شيخ’ الثورة السورية ان اداء المجلس الوطني السوري مثير للغم. وتقول الصحيفة انه وان قبل حاج صالح على تردي حالة العسكرة للانتفاضة السورية فانه يشكو من غياب القيادة المركزية وغياب الانضباط داخل فصائل المقاومة. وقال ان العسكرة فرضت على المعارضة بسبب الخيار الامني الذي اعتمده النظام، حيث قال ‘لا احد منا سعى اليها’، لكنه اشار الى المشكلة التي نجمت عن العسكرة وهي كيفية تنظيم الفصائل المسلحة.

ويعيش حاج صالح الذي قضى في سجون النظام ستة عشر عاما متخفيا، وينتقل من مكان لاخر ولا يستخدم الهاتف النقال او الارضي. ويعتقد ان غياب الوحدة بين فصائل المعارضة السياسية والعسكرية هي ‘عقبة’ امام التقدم اضافة لغياب العقلية ‘الجديدة’، ويعني بها تقديم افكار جديدة، وفكر دينامي على مستوى القاعدة خاصة ان السوريين ينظرون للمثقفين في سورية على انهم لازالوا يعيشون افكار القومية العربية وشروط الحرب الباردة الفكرية. ويرى حاج صالح ان ما يمنع ولادة هذه الافكار الجديدة هو استمرار العقلية التقليدية غير القادرة على التعامل مع الوقائع الجديدة والاجيال الجديدة والحس الجديد للحياة، مشيرا الى ان هذا الفهم ليس مرتبطا من قريب او بعيد بالعيش في داخل سورية وخارجها. وتحدث عن المشاعر التي انتابته عندما اندلعت الثورة السورية والتي كانت سلمية الطابع حيث كان متفائلا من ان سورية تقف على ابواب تحول دراماتيكي، ويقول انه ‘في الاشهر الاولى كان من السهل ان تكون لديك رؤية واضحة’، ولكن ‘بعد احد عشر شهرا من القتل يسود نوع من الحس السياسي الذي يلتجىء لله والدين’. ويعبر حاج صالح عن مخاوفه من ‘الضغينة’ التي تفاقم العداءات الطائفية، والتي تهدد النظام العلماني الذي تسامح مع الطوائف ولم يتسامح مع المعارضة السياسية. ويعترف حاج صالح ان الثورة السورية لن تكون بأي حال من الاحوال على شاكلة الثورة في تونس التي بدأ منها الربيع العربي، فالوضع السوري ‘سيكون اكثر عنفا وفوضى’. وكان صالح قد بدأ حياته في المعارضة السياسية في عمر مبكر حيث سجن وهو في سن التاسعة عشرة، لانتمائه للحزب الشيوعي وقضى اخر عام من اعتقاله في سجن تدمر الرهيب. ويعتقد حاج صالح انه كلما طال امد الثورة كلما ادت لانقسام الشعب.

الغام على حدود لبنان

ويشير حديث صالح الى ازمة الثورة السورية ومعها المعارضة التي على الرغم من حصولها على اعتراف من مجموعة اصدقاء سورية الثمانين الا انها لا تزال تعاني من انقسامات مما يضع علامات استفهام على قدرتها لقيادة المرحلة القادمة بعد رحيل الاسد، فمؤتمر اسطنبول، وان اكد على اهمية دعم الجهود الدبلوماسية ومواصلة الضغط على النظام السوري الا ان هناك احساسا بعدم استجابة نظام الاسد لاي خطة خاصة خطة عنان التي ينظر اليها على انها الفرصة الاخيرة، مما يعني تواصل العنف ودخول الدول الاخرى على خط المواجهة ودعم المقاومة السورية خاصة ان دول الخليج وعدت المقاومة بـ ‘جرة الذهب’ لدعم جهودها العسكرية، وتظل جهود هذه الدول محدودة لانها ليست جارة لسورية. وستواجه عمليات الدعم عقبات لوجيستية من ناحية توصيل المساعدات وهو ما يحاول النظام السوري منعه حيث ذكرت صحف ان الجيش السوري زاد من عمليات الرقابة على الحدود اللبنانية لمنع مهربي الاسلحة للمقاتلين ضد نظام بشار الاسد ومنع وصول المساعدات الطبية للمدن المنكوبة والحد من تدفق اللاجئين، فمع حلول الربيع بدأ الجيش بعملية زرع الغام على طول الحدود الممتدة مع لبنان وطولها 330 كيلومترا. ونقلت صحيفة ‘اندبندنت’ عن مسؤول في هيئة الاغاثة الاسلامية في لبنان قوله ‘سمعنا انه مع تحسن الجو فان الجيش ينشط في زرع الالغام’، مضيفا ان التحرك بين لبنان وسورية بات خطيرا. وتقول الصحيفة ان الشهادة جاءت بعد يوم واحد من اعلان الحكومة السورية عن قبولها لخطة المبعوث الدولي كوفي عنان، فيما قالت انباء اخرى عن تعرض مدينة حمص لهجوم جديد. وقال ناشطون ان العملية ادت الى حرق البيوت وتدمير المواد الغذائية. ونقلت ‘اندبندنت’ عن لاجئة سورية استطاعت الوصول الى لبنان مع ابنها انها ظلت تفتش وتتحسس الارض للتأكد من عدم وجود الغام كي تتجنبها، مشيرة انها رأت اشلاء الذين مشوا عليها متناثرة في كل مكان.

وقالت السيدة ‘شاهدت اشلاء على الارض حينما داس الهاربون على الالغام’. ووصفت السيدة الرحلة الشاقة التي اخذت وقتا طويلا انها في واحدة من المراحل كان عليها ان تقود ابنها لعبور جسر غمرته المياه باستخدام حبل. وتأثرت عمليات تهريب الاسلحة بسبب نشاطات الجيش السوري حيث قال ناشطون ان شبكات تهريبها تعمل تحت تهديد النشاطات العسكرية، ونقلت عن مقاتل اسمه ابو بكر من بابا عمرو ـ حمص ان الجيش السوري زرع على الحدود الغاما بين كل شجرة وشجرة. وتقول الاغاثة الاسلامية التي تعتبر واحدة من المنظمات الدولية التي استطاعت انشاء خط امدادات ونقلت مساعدات طبية لحمص ان عملياتها تتعرض للخطر. وتقول ‘اندبندنت’ ان من يستطيع الوصول سالما الى لبنان يصل ومعه قصصا مرعبة عن ممارسات الجيش في المدن الثائرة واعمال الشبيحة الوحشية، حيث قالت السيدة انها عثرت على جثة ابنها الذي كان يقاتل مع جيش سورية الحر في المستشفى وقد فقئت عيناه. وذكر ناشطون نقلت عنهم ‘التايمز’ البريطانية ان الجيش السوري يطبق الآن سياسة الارض المحروقة حيث يقوم في ملاحقته للمقاتلين بحرق البيوت واتلاف الطعام وقتل المواشي وقالوا ان الدبابات دخلت بلدة داعل قرب درعا واحرق الجيش 14 بيتا وقام بعملية اعتقالات واسعة.

غضب على مجلة تايم

ومن جهة اخرى عبر ناشطون سوريون عن غضبهم على مجلة ‘تايم’ الامريكية التي ضمنت اسم بشار في قائمة المئة شخصية الاكثر تأثيرا في العالم. وحسب القائمة فانه حقق عددا لا بأس به من الاصوات مع ان عددا صوتوا لضرورة عدم ضمه كان اكثر ممن دعم تضمينه. وشهدت شبكات الاتصال الاجتماعي حملة تصف المجلة بالعار. لكن ‘تايم’ قالت ان الاسماء المضمنة ليست بالضرورة شخصيات جيدة ففي استطلاعات اخرى حقق ديكتاتوريون لقب اكثر شخصية مؤثرة مثل ادولف هتلر عام 1938 وجوزيف ستالين عام 1939. ومع ذلك فان الناشطين السوريين قالوا ان مجرد شمل اسمه هو تعبيرعن عدم احترام وقلة ذوق، فيما قال اخر ان تأثير الاسد لا يتعدى القتل والاغتصاب والتعذيب. وتعتقد المجلة ان قدرة الاسد على البقاء في السلطة كان سببا لتضمينه في القائمة، حيث استطاع البقاء على الرغم من الثورة الشاملة والهجوم العالمي عليه.

وقالت ان ‘الكثيرين عبروا عن املهم بانهيار سلطة الاسد ولكنه استطاع البقاء لعام على الرغم من العنف الشديد الذي استخدمه ضد المدن الثائرة مما ادى الى تحويل الثورة الى حرب اهلية’. يذكر ان القائمة ضمت زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وتوكل كرمان الناشطة اليمنية الحائزة على نوبل، ورئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل، ورئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان.

—————

محللون: نجاح خطة عنان للسلام في سورية يتوقف على روسيا

الأمم المتحدة – من لويس شاربونو: يتوقف نجاح او فشل خطة كوفي عنان للسلام في سورية الى حد كبير على مدى استعداد روسيا لمواصلة الضغط على حكومة تصر موسكو على حمايتها من الدعوات الى ‘تغيير النظام’.

واذا لم يلتزم الرئيس السوري بشار الأسد التزاما كاملا كما هو متوقع بمهلة تنتهي في العاشر من نيسان (ابريل) لوقف العمليات العسكرية وسحب جيشه من المراكز المأهولة سيستمر عنان -كما يقول دبلوماسيون من الأمم المتحدة- في حث روسيا والصين على مساعدته في الضغط على دمشق لإنهاء الصراع الممتد منذ عام.

وقال الأمين العام السابق للأمم المتحدة الذي اصبح الآن مبعوثا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية أمام مجلس الأمن الدولي المكون من 15 دولة يوم الاثنين إن الحكومة السورية وافقت للمرة الأولى على موعد نهائي لوقف القتال بحلول العاشر من ابريل يعقبها وقف عمليات مقاتلي المعارضة في غضون 48 ساعة. ويأمل المجلس في إقرار الموعد النهائي رسميا قريبا.

كانت روسيا قد أيدت المهلة وقالت إن على حكومة الأسد أن تتخذ الخطوة الأولى نحو وقف إطلاق النار. وفي حين تعارض موسكو بشدة التدخل الخارجي في الصراع السوري يقول دبلوماسيون ومراقبون إن موقفها تغير نحو ممارسة مزيد من الضغط على دمشق.

ويكاد لا يكون هناك مسؤول او دبلوماسي بالأمم المتحدة في نيويورك يصدق أن الأسد سيلتزم بما وعد به لأنه لم ينفذ وعودا سابقة بوقف الهجمات على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية ومقاتلي المعارضة.

وتحدثت مندوبة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة سوزان رايس رئيسة مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر عن أجواء التشكك التي تخيم على القوى الغربية بالمجلس حين قالت للصحفيين أمس الثلاثاء ‘تشعر الولايات المتحدة بالقلق وبالتشكك الشديد في أن حكومة سورية ستفي فجأة بالتزاماتها’.

وأضافت ‘وإذا لم تفعل فإننا سنتشاور بالتأكيد مع زملائنا في مجلس الأمن بشأن الخطوات التالية الملائمة’.

ولكن ماذا يمكن أن تكون هذه ‘الخطوات التالية’؟ نظريا يمكن أن يفرض المجلس عقوبات على دمشق او حتى يعطي تفويضا بالتدخل العسكري لحماية المدنيين السوريين مثلما فعل العام الماضي مع ليبيا وساحل العاج.

لكن روسيا -وكذلك الصين- أوضحت معارضتها لفرض عقوبات من الأمم المتحدة وقالت إنها لن تؤيد ابدا استخدام القوة العسكرية للإطاحة بالحكومة السورية. واستخدمت الدولتان حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرارين يدينان العمليات العسكرية السورية على المحتجين ويلمحان الى احتمال فرض عقوبات.

لكن اذا رفع عنان تقريرا للمجلس قال فيه إن الأسد لم يلتزم بالموعد النهائي وحثه على تمرير قرار للضغط على دمشق لتنفيذ خطة السلام المكونة من ست نقاط فسيكون من الصعب على روسيا تجاهل هذا الطلب.

وتدعو خطة عنان الى وقف القتال وبدء حوار بين الحكومة والمعارضة بهدف بدء ‘انتقال سياسي’. لكنها لا تتضمن ما تحملة خطة للجامعة العربية تدعو الأسد للتنحي وهو اقتراح ترفضه دمشق وموسكو بشدة.

وأعداد القتلى في سورية في تزايد مستمر. وتقول الأمم المتحدة إن الجيش السوري قتل اكثر من تسعة آلاف شخص بينما تنحي دمشق باللائمة على ‘جماعات مسلحة’ في مقتل نحو ثلاثة آلاف من قوات الأمن.

واتهم نشطاء من المعارضة القوات السورية بقصف مدينتين أمس الثلاثاء في حملة لإضعاف القوات التي تقاتل حكومة الأسد قبل حلول الموعد النهائي لوقف إطلاق النار. وواصل مقاتلو المعارضة هجماتهم فقتلوا ثلاثة جنود في وقائع منفصلة بشمال سورية.

ووجهت روسيا الاتهام للولايات المتحدة واوروبا مرارا بخداعها في آذار (مارس) 2011 لتمتنع عن التصويت في مجلس الأمن الدولي على التفويض باستخدام القوة العسكرية لحماية المدنيين الليبيين وذلك حتى يتمكن حلف شمال الأطلسي من إسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي.

وقال دبلوماسي غربي كبير ‘روسيا لديها ثلاثة أهداف في الوقت الحالي… معاقبة الغرب على ليبيا وإظهار أنها قوة دبلوماسية لا يمكن تجاهلها وحماية قاعدتها البحرية في سورية. هذه الأهداف الثلاثة مهمة للغاية’.

لكن روسيا التي ليس لها أي قواعد بحرية خارج الاتحاد السوفيتي السابق إلا في سورية تزداد إحباطا إزاء دمشق وفشلها في إنهاء الانتفاضة التي تفجرت منذ أكثر من عام بل واتسعت لدرجة جعلت البلاد على شفا حرب أهلية.

وقال دبلوماسي بالأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه ويتابع الملف السوري عن كثب إنه حدث ‘تغير كبير في الموقف الروسي. من الواضح جدا أنهم ضاقوا ذرعا بمراوغة وعناد النظام السوري’.

ووصف مسؤول أمريكي كبير تأييد موسكو للموعد النهائي بأنه ‘تحول مهم’.

وقال المسؤول الأمريكي إن هذا يمنع الأسد من كسب الوقت.

وقال عدة دبلوماسيين غربيين إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أبلغ عددا من نظرائه الأوروبيين في أحاديث خاصة بأنه ستتم الإطاحة بالأسد على الأرجح غير أن شخصية من دائرته العلوية المقربة ستتدخل وستبقي على سياسات الأسد.

وقال دبلوماسي كبير ‘تعتقد روسيا أن تغيير النظام في سورية سيؤدي الى نظام إسلامي بعد إراقة الكثير من الدماء… إنها تفضل الاحتفاظ بالحكومة الحالية أو ما شابهها سواء بالأسد او بدونه’.

ويتفق جورجي ميرسكي الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط مع وجهة النظر هذه. وقال إن موسكو تأمل أن يستمر الأسد في الحكم لكنها لا تضع رهانها على حصان واحد استعدادا لأي نتيجة ولتحسين صورتها والاحتفاظ بنفوذها الدبلوماسي.

وأضاف أن دعم روسيا لخطة السلام التي اقترحها عنان ولمطلب أن تتخذ القوات الحكومية اولى خطوات وقف إطلاق النار لا يعني أن موسكو تخلت عن الأسد او أنها ستضغط عليه لينسحب من المناطق التي يمكن أن تسقط تحت سيطرة خصومه.

وأضاف ميرسكي كبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية بموسكو ‘بالطبع روسيا تريد أن تبقى حكومة الأسد لكنها ليست واثقة من استمراره’.

ومضى يقول ‘لو سألت مسؤولا روسيا منذ بضعة أسابيع لقال لك إن الأمر سينتهي قريبا بلا شك وإن التمرد سيسحق.. أما الآن فهم ليسوا بهذا القدر من اليقين’.

وأضاف ‘ثم أن السلطات الروسية حريصة على أن ينظر اليها باعتبارها حليفة للرأي العام العالمي وشريكة لكوفي عنان’.

———–

موسكو ترى ان المعارضة السورية ‘لن تهزم الجيش’ النظامي

وزير الخارجية السوري يزور روسيا في 10 نيسان ومعارضون في 17 منه

موسكو ـ ا ف ب: صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء ان المعارضة السورية ‘لن تستطيع الحاق الهزيمة’ بقوات الرئيس بشار الاسد حتى لو تم تسليحها الى اقصى حد ممكن، كما نقلت عنه وكالة انترفاكس.

وقال لافروف خلال زيارة الى العاصمة الاذربيجانية باكو ‘من الواضح وضوح الشمس انه حتى لو تم تسليح المعارضة الى اقصى حد ممكن فانها لن تتمكن من الحاق الهزيمة بالجيش السوري ولن نشهد عندها سوى مذبحة تستمر لسنوات طويلة ودمارا متبادلا’.

وجدد وزير الخارجية الروسي انتقاداته لمؤتمر ‘اصدقاء سورية’ معتبرا ان الحلفاء الغربيين والعرب للمعارضة السورية يسعون الى الحيلولة دون اجراء اي مفاوضات مع نظام بشار الاسد.

وقال ان ‘اصدقاء سورية’ يريدون ان ‘ترفض المعارضة المفاوضات، وقراراتهم تهدف الى تمويل وتسليح المعارضين وفرض عقوبات جديدة’ على دمشق.

وتابع ان المعارضين السوريين ما زالوا يأملون في تدخل عسكري غربي. واضاف انهم ‘يبحثون عن حل عبر تدخل قوات اجنبية وعمليات قصف’.

من جهة اخرى، قال الوزير الروسي ان وفودا من مختلف مجموعات المعارضة السورية سيصلون الى موسكو في الايام المقبلة لاجراء محادثات، بدون ان يحدد هذه المجموعات.

وكانت روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرار في الامم المتحدة يدينان قمع حركة الاحتجاج السورية الذي اوقع نحو عشرة الاف قتيل منذ عام وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان.

الا ان موسكو وبكين تدعمان خطة الوسيط الاممي والعربي كوفي انان التي تنص على وقف كل شكل من اشكال العنف من قبل جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة وتقديم مساعدة انسانية واطلاق سراح المعتقلين تعسفيا.

من جهتها اعلنت وزارة الخارجية الروسية الاربعاء، ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور روسيا، الحليف الرئيسي لنظام بشار الاسد، في 10 نيسان (ابريل)، وان وفدا من حركة معارضة سورية سيأتي الى موسكو في 17 نيسان (ابريل).

واضافت الوزارة على حسابها في موقع تويتر ‘في 10/4، من المقرر اجراء مفاوضات بين سيرغي لافروف (وزير الخارجية الروسي) ووزير الخارجية السوري’.

وسيزور موسكو من جهة اخرى وفد من هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي المعارضة، في 17 و18 نيسان (ابريل)، كما قال المصدر نفسه.

وتضم هيئة التنسيق معارضين سوريين من الداخل والخارج وترفض فكرة تدخل عسكري اجنبي في سورية. وفشلت محاولة للتقارب مع المجلس الوطني السوري (انشىء في آب/اغسطس 2011) الذي يبدو انه الاكبر والاكثر تمثيلا لحركات المعارضة.

وتقيم روسيا التي احبطت مع الصين قرارين في مجلس الامن لادانة قمع حركة الاحتجاج السورية، تحالفا مع دمشق منذ حقبة الاتحاد السوفييتي.

ويناقش مجلس الامن مشروع قرار حول سورية يقضي بانسحاب القوات السورية من المدن بحلول 10 نيسان (ابريل)، على ان تقوم المعارضة السورية بالخطوة نفسها في الساعات الثماني والاربعين التالية. ويهدف هذان الاستحقاقان الى حمل طرفي النزاع على احترام خطة السلام التي اعدها المبعوث الدولي كوفي غنان.

———-

في ظل تنافسهم وتناحرهم على كسب النفوذ وفرض السيطرة

الاقتتال الداخلي يهيمن على المعارضة السورية في المنفى

أشرف أبو جلالة من القاهرة

يبدو الاختلاف واضحا بين المجلس الوطني السوري الذي يعتبر نفسه ممثلا للانتفاضة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عام، وبين الثوار الحقيقيين الذين يضحون بحياتهم لاسقاط الديكتاتورية، في وقت تتنافس فيه فصائل المعارضة للظفر بالمناصب دون الاكتراث لما يحصل.

القاهرة: في وقت يقول فيه المجلس الوطني السوري إنه الجهة المنوطة بتمثيل الانتفاضة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عام، فإنه وفي الوقت الذي مازال يتعرض فيه الثوار للموت على أيدي قوات الرئيس بشار الأسد، تتنافس فصائل المعارضة المختلفة بالمنفى من أجل الاستحواذ على المناصب والظفر في الوقت ذاته بالنفوذ.

وقد أبرزت في هذا الصدد مجل دير شبيغل الألمانية تلك الواقعة التي جاءت لتسلط الضوء على حقيقة الفجوة الكبيرة الحاصلة على أرض الواقع بين الثوار الحقيقيين، الذين يضحون بأرواحهم داخل سوريا في نضالهم ضد الرئيس بشار الأسد، وبين مسؤولي المجلس الوطني السوري، وهي الواقعة الخاصة بذلك الرجل السوري القروي الذي دخل تركيا مؤخراً بصورة غير شرعية (بعد أن اختبأ في القمامة خشية قوات النظام)، من أجل شراء أدوية وكاميرات من اسطنبول، وسمع هناك عن مؤتمر أصدقاء سوريا، وقرر المجيء إلى مقر انعقاد المؤتمر على أمل السماح له بالدخول والتحدث إلى الوفود المشاركة. وبعد نصف ساعة من المفاوضات، سمح له رجل مسن بالدخول إلى قاعة المؤتمر وأذن له بالمشاركة.

وأضافت المجلة أن تلك الواقعة جاءت لتبين مدى البعد القائم بين المجلس الوطني السوري وبين الناس الذي يزعم أنه يمثلهم، وهم الثوار في سوريا، الذين كانوا يتظاهرون ضد ديكتاتورية، بشكل سلمي في البداية، ليلجؤوا بعدها بشكل متزايد إلى السلاح.

ومع تنامي حركة الاحتجاج في سوريا، أكدت المجلة أن المعارضة السورية بالخارج أخفقت في إقامة تمثيل موحد ولم تتفق على مطالب متبادلة، لتتزايد بينها الانقسامات.

ولرغبتهم في تقديم مزيد من الدعم للمقاومة المسلحة في سوريا، انفصل مؤخراً المعارض المخضرم والبارز هيثم المالح وغيره من الناشطين المهمين عن المجلس الوطني السوري، الذي يعتبر أكبر جماعات المعارضة. مع العلم أن الهدف من وراء مؤتمر اسطنبول الأخير كان توحيد صفوف ولم شمل الجماعات المنقسمة. وقد نجح المؤتمر في هذا الجانب، على الأقل بالنسبة لهؤلاء الذين حضروا واتفقوا على تأييد دعوة المالح لدعم الجيش السوري الحر، الذي يتألف بشكل كبير من الجنود الذين انشقوا عن الجيش السوري النظامي لدعم الانتفاضة الشعبية.

ثم أعقبت دير شبيغل بقولها إن الفصائل المختلفة، تنظر بغيرة إلى بعضها البعض، ويشكون من النفوذ التي باتت تحظى بها جماعة الإخوان المسلمين وكذلك من نقص الشفافية داخل المجلس الوطني السوري. وبالرغم مما يتم بذله من جهود، والتي كان آخرها ما حدث في مؤتمر اسطنبول، إلا أن المجلة لفتت إلى عدم وجود حلول ملموسة.

وأضافت أن أعضاء المعارضة بالمنفى والعدد القليل من المنشقين كبار السن في دمشق لم يكونوا من أوائل الأشخاص الذين بدؤوا الانتفاضة. كما سبق لهم أن قللوا من شأنها لفترة طويلة وحتى يومنا هذا، وهم الآن لا يدركون مدى أهمية وضرورة الانتقام.

وختمت المجلة الألمانية بإشارتها إلى الدور الحيوي والهام الذي تلعبه تلك اللجان التي تعرف بـ “لجان التنسيق المحلية” بالنسبة لحركة الاحتجاجات. وأوردت عن أحد العاملين بتلك اللجان وهو شاب يدعى عبد الرحيم، ويبلغ من العمر 29 عاماً، قوله إن ابن عمه واثنين من أقرب أصدقائه قد لاقوا حتفهم على يد قوات بشار الأسد، وأنه قام بتصوير اللحظات التي قتلوا فيها، لكن أحداً لا يريد أن يهتم بتلك اللقطات الهامة. وتابع بقوله: ” يضفي المجلس الوطني صفة الشرعية على عمليات القتل حين يعمل كناطق باسمنا، ولا يحرك ساكناً من جانبه إزاء ما يحدث للثوار في غضون ذلك. ويمكنني القول إن الناس في قريتي غاضبون من أداء المجلس الوطني السوري. لكن ماذا بوسعنا أن نفعل ؟ وما الذي يتبقى لدينا سوى الأمل ؟”.

————-

السوريون أكدوا لأنان أنهم باشروا سحب قواتهم من بعض المناطق

مجلس الامن يحدد 10 نيسان موعدًا لانهاء حملة القمع في سوريا

وكالات

يجري وفد من ادارة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة محادثات اليوم في دمشق مع المسؤولين السوريين تتعلق بترتيبات عمل مجموعة المراقبين الدوليين الذين سيتولون الاشراف على وقف العنف، بعد الموعد الذي حددته الحكومة السورية لوقف عملياتها نهار الثلاثاء المقبل في 10 الجاري، على أن يتبع ذلك وقف المعارضة لعملياتها بعد 48 ساعة.

الجيش السوري لم ينسحب من الاحياء والبلدات التي تشهد اضطرابات

نيويورك: قدم مجلس الامن الدولي اليوم الخميس دعمه الرسمي لموعد العاشر من نيسان (أبريل) الذي حدده مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص لسوريا كوفي انان لانهاء هجمات النظام السوري على المدن التي تشهد تمردا على النظام.

 وتبنى المجلس بيانات في اجتماع عقده الخميس دعا فيه “الحكومة السورية الى التطبيق العاجل والواضح لالتزاماتها” بعد موافقتها على ذلك التاريخ، بحسب ما افاد دبلوماسيون لفرانس برس.

 إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان الخميس في جنيف أن السوريين “يقولون إنهم باشروا سحب قواتهم من بعض المناطق”.

 وقال المتحدث احمد فوزي خلال مؤتمر صحافي: “إننا بصدد التثبت” من هذه المعلومات. و”يتوقع أنان أن تلتزم الحكومة السورية والمعارضة بوقف كامل لاطلاق النار خلال 48 ساعة اعتباراً من العاشر من نيسان/ابريل”.

 وقال: “ما نتوقعه في العاشر من نيسان/ابريل هو أن تكون الحكومة السورية انهت سحب قواتها” من المدن. واضاف: “اعتباراً من هذه اللحظة تبدأ فترة 48 ساعة سيحصل خلالها وقف كامل لجميع اشكال العنف من قبل جميع الاطراف، بما يشمل الحكومة السورية والمعارضة السورية”.

 ووصل فريق بعثة استطلاعية دولية ارسله انان، الى دمشق اليوم الخميس لتمهيد الطريق لوصول المراقبين الدوليين الى هذا البلد، حسبما افاد متحدث باسم انان. ويرأس الفريق النروجي الجنرال روبرت مود المختص بشؤون الشرق الاوسط، والذي سيلتقي مع مسؤولين في السلطات السورية لبحث “تفاصيل نشر بعثة المراقبين الدوليين”.

 من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس أنه “غير متفائل” بشأن تطبيق النظام السوري خطة أنان التي تنص على وقف العمليات العسكرية واعمال العنف في سوريا. وقال جوبيه متحدثًا للصحافيين البريطانيين والاميركيين في باريس “هل يمكن ان نكون متفائلين؟ لست كذلك”.

 هذا ويزيد مشروع بيان لمجلس الامن الدولي، صاغته الولايات المتحدة، ضغوط المجلس المؤلف من 15 دولة على سوريا من خلال مطالبتها بالامتثال لمهلة العاشر من أبريل نيسان لوقف القتال وسحب قواتها من المراكز السكانية.

 واستناداً إلى دبلوماسيين، سيشمل البيان تحذيراً للرئيس السوري بشار الأسد من احتمال اتّخاذ المزيد من الإجراءات ضدّه في حال عدم التزامه بتطبيق الخطّة. كما سيشكل النص تأكيداً رسمياً لموافقة النظام الحاكم على سحب قواته العسكرية قبل العاشر من أبريل/نيسان وعلى الاستعدادات لبدء نشر مراقبين أمميين داخل سوريا.

 هذا ونفى نائب قائد الجيش السوري الحر مالك الكردي “ما نقلته وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية عن مصدر حكومي سوري حول بدء القوات السورية بالخروج من معظم المدن، والعودة إلى قواعدها”، مؤكداً أن القوات السورية تنسحب من مكان إلى آخر ولكنها لا تعود إلى ثكناتها”.

وأكد الكردي في حديث لصحيفة” الشرق الأوسط” أنه “وعلى عكس كل ما يحاول النظام إشاعته عن بدء انسحاب الجيش من المدن والمناطق السورية، فإن النظام يكثف من عملياته العسكرية وحملات المداهمات، هذا إن لم نتحدث عن الاشتباكات العنيفة واليومية مع الجيش السوري الحر”، لافتاً إلى أن «العناصر التي تنضم حديثاً إلى الجيش الحر تحمل معها 3 أنواع من البطاقات: بطاقة مدنية، بطاقة قوى أمن داخلي وبطاقة عسكرية».

 ولفت  الكردي إلى أن “الجيش الحر سيلتزم بوقف إطلاق النار في حال التزم النظام بذلك في العاشر من الشهر الحالي”، مشيراً إلى أنه “لطالما التزم بذلك مع كل مبادرة وضعت على الطاولة، لكن النظام هو من كان يضرب كل المبادرات بعرض الحائط”.

واعربت الولايات المتحدة الاربعاء عن اسفها لـ”تصاعد حدة” القصف المدفعي في سوريا، رغم الاتفاق الذي تضمن وقفاً للعمليات العسكرية وسحباً للآليات من التجمعات السكانية. وصرح مارك تونر أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الاميركية “لم أرَ أي معلومات مستقلة تشير الى انسحاب” القوات السورية.

واضاف المتحدث “ما لحظناه في الواقع هو تصاعد في حدة القصف المدفعي في المناطق المكتظة بالسكان مثل حمص وادلب”. وتابع: “على النظام السوري اقناعنا بأنه يعتزم احترام مهلة العاشر من نيسان/ابريل”.

 وطالبت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس، ليل الثلاثاء/الأربعاء، مجلس الأمن الدولي بالتحرك “السريع جداً والصارم”، إذا لم يفِ النظام السوري بوعوده بسحب قواته من المدن قبل العاشر من نيسان/إبريل . وأكدت أن بلادها لا تزال تشكك برغبة الرئيس بشار الأسد في تطبيق خطة الوسيط كوفي أنان .

 إلى ذلك، قال أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان إنه سيجري محادثات في جنيف مع الضابط النرويجي الميجر جنرال روبرت مود الذي سيرأس الوفد الدولي المزمع إيفاده إلى دمشق للإعداد لبعثة مراقبين.

 وكان موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي أنان اعلن الاثنين امام مجلس الامن الدولي أن دمشق وافقت على تطبيق خطته للسلام قبل العاشر من نيسان/ابريل من خلال سحب قواتها من المدن التي تشهد مواجهات.

وتقضي خطة أنان بوقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة انسانية الى المناطق المتضررة واطلاق المعتقلين تعسفياً والسماح بالتظاهر السلمي.

———-

وسط مخاوف من نشوء حكومة اسلامية على غرار بعض الدول العربية

المسيحيون السوريون يخططون لمغادرة بلادهم هرباً من التعصب

أشرف أبو جلالة من القاهرة

دفع الصراع القائم في سوريا بين الثوار والحكومة، بالمسيحيين إلى التفكير بترك البلاد نهائياً، وسط مخاوف مضاعفة من سقوط الحكومة الحالية ونشوء حكومة اسلامية قد لا تكون متسامحة بمنح الأقليات حقوقهم، على غرار ما حدث في بعض الدول العربية.

القاهرة: في وقت مازال يُعَرِّض فيه الصراع العنيف بين الثوار والحكومة السورية حياة المدنيين هناك للخطر، بدأ يتردد أن الكثير من المسيحيين يفكرون حالياً في مغادرة البلاد، التي كانت تعتبر من قبل ملاذاً آمناً للمواطنين المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط.

ويواجه المسيحيون السوريون الأخطار على جبهتين، فبقاؤهم في البلاد من ناحية قد يجعلهم في مرمى النيران بين الثوار والقوات الحكومية. ومن ناحية أخرى، في حالة تفوق الثوار وانهيار النظام، ستنشأ حكومة إسلامية، وهو ما سيُصَعِّب عليهم الحياة بشكل أكبر، وذلك وفقاً لما قاله عصام بشارة، المدير الإقليمي للبنان وسوريا ومصر لدى مؤسسة الإغاثة الكاثوليكية للشرق الأدنى المعروفة اختصاراً بـ (CNEWA).

وأفادت صحيفة “كريستيان بوست” بأن السوريين لا يلوذون فحسب بالفرار من مناطق العنف، مثل مدينة حمص، بل الأكثر من ذلك هو أنهم يفكرون في مغادرة البلاد نهائياً. وهو ما فسره بشارة بأنه نابع من تخوفهم القائم على حقيقة بأن الكثير من الأمور قد تغيّرت في البلدان التي ازدهرت فيها موجة الربيع العربي، كتحول الحياة السياسية لتكون أكثر تعصباً وأقل تسامحاً بشأن الاعتراف بمنح حقوق متساوية للمسيحيين.

وأضاف بشارة: “كما تحولت تونس، التي كان يرتكز فيها النظام السابق على عرف ونهج علماني تام لأكثر من 50 عاماً، إلى حكومة يطغى عليها الطابع الإسلامي، وبالأمس فقط، اندلعت هناك مظاهرات كبرى تطالب بإقامة دولة إسلامية كاملة”.

وهو ما جعل معظم السوريين يشعرون بأنه لا توجد أمامهم أي خيارات سوى مغادرة البلاد. وتابع بشارة حديثه بالقول: ” إن الكثير من الأسر المسيحية  بدأت تبحث عن خطط طوارئ قوامها إيجاد مكان آمن لأفرادها في حال تصاعدت الانتفاضة ومعها الأحداث العسكرية في جميع أنحاء سوريا، بالسيناريو نفسه الذي وقع في حمص. والأسر التي قررت البقاء في حمص معرضة للخطر الآن وتعيش في خوف وفقر. وليس بمقدور معظمهم الخروج من الأماكن التي يقيمون فيها خشية طلقات القناصة، وبالطبع لا يوجد لأي منهم أي نوع من أنواع الدخل؛ والسبب الوحيد وراء بقائهم هناك هو رغبتهم في الاحتفاظ بممتلكاتهم ولعدم وجود مكان آخر يذهبون إليه”.

وقال أحد عمال الإغاثة:”غادر معظم المسيحيين المنطقة، وبالنسبة للأعداد الصغيرة التي بقيت هناك، فمن الصعب عليهم أن يخرجوا من منازلهم حتى من أجل الحصول على خبز أو دواء”. كما أخبر رجال الدين المحليون الذين غادروا البلاد المنظمة الكاثوليكية بما تعرضوا له في ظل هذه الاضطرابات التي تشهدها البلاد من دون انقطاع.

وأشار مندوب مؤسسة الإغاثة الكاثوليكية للشرق الأدنى في حواره مع الصحيفة إلى أن الإرهاب لا يزال يشكل مصدراً للقلق، بالإضافة إلى العنف المستمر بشأن الانتفاضة.

وعاود بشارة ليقول:”وبالإضافة إلى ذلك، بدأ يتدهور موقف الأسر التي فقدت منازلها وأجبرت على إيجاد ملاذ لها في أماكن أخرى”. وبالاتساق مع ذلك، بدأ كثير من المراقبين المسيحيين يعربون عن تخوفهم من أن يقود سقوط الأسد إلى ظهور حكومة إسلامية يتوقع أن تتعامل بشكل أقل تسامحاً مع الأقليات غير المسلمة في تلك الدولة التي تقطنها أغلبية مسلمة، على غرار ما حدث في مصر أو العراق، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي مليون مسيحي قد لاذوا بالفرار من هناك منذ العام 2003 بسبب فرط العنف وضعف الظروف الاقتصادية وعدم وجود حماية حكومية.

وقال ايدين كلاي، من منظمة القلق المسيحي الدولي: “يخشى المسيحيون في سوريا من أن ينجم عن الاطاحة بالأسد: اضطهاد مباشر ضد الأقلية المسيحية ونزوح جماعي للمسيحيين من البلاد، كما حدث في العراق ويحدث الآن في مصر”.

—————

القوات السورية تنفذ عمليات عسكرية وأمنية في مناطق عدة

أ. ف. ب.

بيروت: شنت القوات السورية الخميس حملة اقتحامات ومداهمات بينما تواصلت الاشتباكات بينها وبين المنشقين في عدد من مناطق البلاد ما اسفر عن مقتل وجرح عدد من الاشخاص، بحسب مصادر متطابقة.

في ريف دمشق، قال عضو مجلس قيادة الثورة احمد الخطيب لوكالة فرانس برس “وصلت تعزيزات للقوات النظامية بعد منتصف الليل الى دوما، وبدأت الاشتباكات قرابة الساعة الثانية (23,00 تغ)، واستمرت ساعة ونصف تقريبا قبل ان ينسحب عناصر الجيش الحر الى البساتين المجاورة”.

واضاف الخطيب ان عملية اقتحام دوما “هي الرابعة خلال ثلاثة اشهر”، موضحا ردا على سؤال ان “القوات النظامية تجتاح المدن باعداد كبيرة من الجنود والاليات وتتمركز في الشوارع الرئيسية متجنبة دخول الاحياء ولا تلبث ان تعود وتنسحب منها لتنفذ عمليات في مدن اخرى تشهد احتجاجات”.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاشتباكات ما زالت مستمرة في احياء دوما، لافتا الى ان “اعمدة الدخان تتصاعد من مبنى بمحيط الجامع الكبير” للمدينة التي تقع على بعد كيلومترات من المدخل الشمالي للعاصمة.

واشار المرصد الى انباء عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين اثر استخدام الرشاشات الثيقلة من قبل القوات العسكرية النظامية وعن اعطاب ناقلة جند مدرعة. كما افادت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات بين الجيش ومنشقين في حرستا.

وذكرت في بيان ان الاشتباكات “استمرت طيلة الليلة الماضية وحتى صباح اليوم اثر استهداف الجيش الحر لأربعة قناصين من قوات النظام”. وفي العاصمة، قتل شابان بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس في حي كفرسوسة اثر اطلاق القوات الامنية الرصاص على سيارة كانت تنقلهما، بحسب المرصد.

وشنت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في حي جوبر، الذي شهد الاسبوع الماضي تظاهرات واشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، مع دخول مدرعات وعربات مصفحة وانتشار كبير لقوات الامن، بحسب المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي.

وفي ريف حلب (شمال)، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة فرانس برس “يبدو ان الحملة العسكرية المتوقعة لاخضاع ريف حلب قد بدأت بقوة”. واضاف “بدأت الحملة ليلا بقطع كافة وسائل الاتصال عن ريف حلب الشمالي (عندان وحريتان وبيانون ..)، ثم انطلقت التعزيزات العسكرية من محيط مدينة حلب الى الريف”.

واشار الى “وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر وانشقاقات في صفوف الجيش النظامي”. ولفت الى حركة نزوح كبيرة عن المناطق الساخنة.

واضاف الحلبي ردا على سؤال ان الحملة العسكرية للقوات النظامية تأتي “لاخضاع ريف حلب الخارج عن سيطرة النظام منذ اشهر، حيث سقطت فيه هيكلية النظام الادارية وقامت في المقابل ادارات محلية لتنضيم شؤون هذه المناطق”.

وقال الحلبي ان مدينة حلب تشهد انتشارا امنيا كبيرا “تحسبا على ما يبدو لخروج تظاهرات تضامنية مع الريف”. وذكر المرصد ان اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر الخميس بين القوات السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في محيط بلدتي عندان وحريتان.

واشار المرصد الى “نداءات عبر مكبرات المساجد تدعو عناصر الجيش النظامي للانشقاق والدخول الى البلدات، فيما قتل ثلاثة عناصر من الجيش اثر استهداف سيارة عسكرية في ريف حلب الشمالي”. واستمرت الاشتباكات والقصف على مداخل بلدة عندان التي تعرضت لقصف بالقذائف في ظل محاولة القوات العسكرية السورية اقتحامها.

وفي ريف درعا (جنوب)، اقتحمت قوات عسكرية قرية كفرشمس وقامت بحملة مداهمات بحثا عن مطلوبين للسلطات فيما تم استهداف سيارة عسكرية في قرية النعيمة بعد منتصف الليل ما ادى الى مقتل جنديين على الاقل من ركابها، بحسب المرصد.

وافادت لجان التنسيق عن خروج تظاهرات طلابية في جامعة درعا تطالب باسقاط النظام. وفي ريف ادلب (شمال غرب)، سقط مقاتل من المجموعات المسلحة المنشقة اثر اصابته برصاص قناصة فجر اليوم في مدينة خان شيخون، بحسب المرصد.

واعربت الولايات المتحدة الاربعاء عن اسفها ل”تصاعد حدة” القصف المدفعي في سوريا، رغم الاتفاق الذي تضمن وقفا للعمليات العسكرية وسحبا للاليات من التجمعات السكانية. واودت اعمال العنف بحياة نحو 170 شخصا منذ يوم الاثنين الذي اعلن فيه عن موافقة دمشق على تطبيق خطة المبعوث الخاص كوفي انان “فورا”.

وتقضي خطة انان بوقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة انسانية الى المناطق المتضررة واطلاق المعتقلين تعسفيا والسماح بالتظاهر السلمي.

——————-

سوريا: يوم دموي يسبق وصول «جنرال الهدنة»

واشنطن: هبة القدسي موسكو: سامي عمارة بيروت: كارولين عاكوم وليال أبو رحال

في وقت تستعد فيه دمشق لوصول «جنرال الهدنة» النرويجي، الميجور جنرال روبرت موود، الذي سيقود بعثة مراقبي المبعوث الخاص كوفي أنان إلى سوريا، لإعداد خطة نشر 250 مراقبا دوليا، يعملون للتأكد من وقف أعمال العنف، استمرت القوات النظامية السورية في ارتكاب المجازر، وتضاربت اعداد القتلى امس حسب المعارضة السورية بين 50 إلى 90 قتيلا، في يوم دموي جديد. واستمر إطلاق النار في محافظات عدة، وشهدت حماه وحمص ودرعا اشتباكات بين «الجيش الحر» وقوات الرئيس بشار الأسد. وفي هذا السياق أعربت الولايات المتحدة أمس عن أسفها لـ«تصاعد حدة» القصف المدفعي في سوريا رغم الاتفاق الذي تضمن وقفا للعمليات العسكرية وسحبا للآليات من التجمعات السكانية.

                      وصرح مارك تونر أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الأميركية: «لم أر أي معلومات مستقلة تشير إلى انسحاب» القوات السورية. وأعلن أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، أن موود، الذي عمل مراقبا للهدنه في الشرق الأوسط بين عامي 2009 و2011، سيصل إلى دمشق في غضون ساعات.

من جانبه، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، الغرب من تسليح خصوم الرئيس الاسد قائلا ان المعارضة السورية «لن تستطيع إلحاق الهزيمة» بقوات الأسد، حتى لو تم تسليحها إلى أقصى حد. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور روسيا في 10 أبريل (نيسان)، وأن وفدا من حركة معارضة سورية سيأتي إلى موسكو في 17 من ذات الشهر.

————

اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» والقوات النظامية في حماه وحمص ودرعا

إعلان تفتناز «مدينة منكوبة» في إدلب.. وتخوف من تكثيف النظام لعملياته العسكرية في الأيام المقبلة

بيروت: ليال أبو رحال

اتهمت المعارضة السورية أجهزة الأمن السورية بمواصلة حملاتها العسكرية ضد عدد من المناطق السورية، وذلك قبل أيام من انتهاء مهلة لتطبيق الخطة الدولية لوقف إطلاق النار والمحددة في العاشر من الشهر الحالي. وبينما استمرت أعمال العنف وإطلاق النار في محافظات عدة، وتحديدا في إدلب، أبدى ناشطون ومعارضون سوريون خشيتهم من سعي النظام السوري لتكثيف عملياته العسكرية في الأيام المقبلة وزيادة حملات المداهمة والاعتقال في المناطق التي تشهد تحركات شعبية حثيثة مطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد وإسقاط نظامه.

وفي حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في محصلة أولية ظهر أمس، بمقتل 18 جنديا في محافظات إدلب وحمص ودرعا و4 منشقين في إدلب – أعلن المجلس الوطني السوري مدينة تفتناز في محافظة إدلب مدينة «منكوبة». واتهم، في بيان أصدره، النظام السوري بـ«الاستمرار في نهجه الإجرامي في حرب الإبادة ضد الشعب السوري»، ولفت إلى أن «المدينة تتعرض لحملة عسكرية شاملة، حيث قام النظام باقتحامها بعشرات الدبابات والمدرعات، وتم قصفها من خلال المروحيات، وارتكب مجازر متكررة من تهديم البيوت على ساكنيها وتهديم أحياء كاملة والتصفيات الميدانية أثناء الاقتحامات للمنازل والقصف الصاروخي».

وقال «المجلس الوطني» إن «مدينة تفتناز المنكوبة تنضم إلى المدن المنكوبة الأخرى التي تستدعي تحركا دوليا فوريا لإجبار النظام على سحب دباباته وإيقافه عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة ضمن رده على مبادرة المبعوث الأممي كوفي أنان التي تعكس استجابة النظام لها»، مطالبا «منظمة الصليب الأحمر الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن الشهداء، حيث إن جثث بعضهم ملقاة في الشوارع، والإفراج عن المحتجزين من النساء والأطفال في الملاجئ». وطالب «دول الجوار، وتحديدا الصديقة تركيا، بتوفير نقاط طبية عاجلة على الحدود التركية لاستقبال الجرحى القادمين من المدينة».

وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «جيش النظام أحرق أكثر من 23 منزلا في المدينة، وشن عصر أمس حملة اعتقالات طالت قرابة 50 شخصا، إضافة إلى فرض حالة حظر تجول وتصفية أي شخص يمر على الطريق». وبينما أشارت إلى «تواصل القصف وقطع الاتصالات، في ظل وضع إنساني صعب للغاية بسبب نقص المواد والكوادر الطبية»، أفادت مساء بارتكاب الجيش النظامي لـ«مجزرة في المدينة أدت إلى سقوط الكثير من الشهداء والجرحى، من دون أن تتمكن حتى مساء أمس من إحصاء عددهم، لأن معظمهم كان لا يزال تحت الأنقاض».

وفي محافظة حماه، أعلن «مجلس قيادة الثورة» عن «اكتشاف مقبرة جماعية تحوي ما يقارب 35 جثة مجهولة الهوية في مدينة حماه»، وأشار إلى «خروج مظاهرات طلابية من مدرسة إبراهيم الصواف في حي القصور ومظاهرة طلابية في حي غرب المشتل صباح أمس». وذكر أن «حملة مداهمات شنتها قوات الأمن وعناصر من (الشبيحة)، أمس، في سريحين وقرب ضاحية الشهيد»، في حين خرجت «مظاهرات بعد صلاة العشاء في طل والفصور والصابونية وغرب المشتل». كما شهد شرق مدينة حماه «اشتباكات عنيفة بين (الجيش الحر) وكتائب النظام»، على حد تعبير المجلس في بيانه اليومي.

ولا يزال أهالي مدينة قلعة المضيق في ريف حماه يعيشون مأساة إنسانية كبرى بعد الاقتحام الأخير الذي نفذته قوات الأمن السورية. وأفاد ناشطون بأن أكثر مائتي منزل في المدينة قد دمروا بشكل كامل، و500 منزل بشكل جزئي. كما طال الخراب المحال التجارية ومصادر الرزق الأخرى للسكان. وذكر مجلس قيادة الثورة في حماه أن «سكان القلعة الأثرية – وهم ثلاثة آلاف نسمة – طُردوا من منازلهم بعد تحويل القلعة الأثرية إلى ثكنة عسكرية»، متحدثا عن وجود أكثر من 1200 عائلة مشردة تماما في قلعة المضيق.

في موازاة ذلك، تابعت قوات الأمن السورية، وفق ما أعلنه ناشطون سوريون أمس، حصارها على أحياء مدينة حمص، حيث أفادوا بحصار طال أمس حي الحميدية، وانتشر في داخله عناصر من «الشبيحة» والأمن. وبث ناشطون صورا تظهر تعرض مناطق عدة في حمص للقصف صباح أمس. كما تعرض حي تلبيسة لقصف بقذائف صاروخية، وطال قصف عنيف بالأسلحة الثقيلة أحياء باب هود والحميدية ودير بعلبة، التي شهدت اشتباكات بين «الجيش الحر» والقوات النظامية، إثر اقتحامها للحي صباح أمس.

كما ذكر ناشطون سوريون أن «اشتباكات عنيفة بين (الجيش الحر) وقوات الأمن وقعت على مشارف حي بابا عمرو من جهة حي جوبر». وذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أنه «تم قصف مستودعات الهلال الأحمر في مدينة حمص وإحراق محتوياتها».

وفي ريف دمشق، ذكر ناشطون أن انفجارا وقع في بلدة بيت سحم وأدى إلى سقوط بناءين بالكامل، ومقتل أم وولديها من آل الغوراني، إضافة إلى مقتل عائلة بكاملها من دوما كانت تقيم لديهم، لترتفع الحصيلة النهائية إلى 15 قتيلا.

————-

حرب «على موجات الأثير» بين الجيش السوري والمعارضة

المنشقون يدعون «زملاءهم القدامى» للتخلي عن الأسد

صورة من موقع أوغاريت السوري لناشط يحمل إحدى القذائف التي سقطت على كفرنبوذة بحماه بعد مبادرة أنان

بيروت: «الشرق الأوسط»

وسط دوي الأسلحة الآلية وقذائف المورتر، يوجه مقاتلو المعارضة السورية صراعهم ضد الرئيس بشار الأسد إلى أجهزة اللاسلكي.. فيضبطونها على موجات الجيش، ليحثوا الجنود الذين يقاتلونهم على الانشقاق.

ويوجه جندي منشق نداءه لجنود الجيش السوري ويقول لهم إنهم إذا كانوا يريدون أن يكونوا صالحين، فعليهم أن ينشقوا عن هذا الجيش. ويدعوهم إلى الانضمام إلى المعارضين وخدمة الشعب السوري، وألا يهينوا كرامتهم بهذا الشكل.

ويقول الجندي المنشق إنه لمس بنفسه قمع الأسد والحزن والظلم مع رجال الجيش السوري. ويبث هذا النداء في تسجيل فيديو على موقع «يوتيوب»، يظهر مقاتلين من الجيش السوري الحر المعارض وهم يحتمون بزقاق في مدينة حمص بوسط سوريا، ثم هم يحومون حول قائد يدير زر ضبط جهاز للاتصال اللاسلكي.. يعقب ذلك فترة صمت وهم يجدون صعوبة في الاستماع إلى الصوت بوضوح.

ويقول صوت مقاتل منشق إن رجال المعارضة يقاتلون حتى الموت باسم الله، وإنهم يقاتلون من أجل معتقد، وليس من أجل بشر مثلهم ليس أفضل منهم في شيء. ويضيف أن بشار يقاتل ليحافظ على عرشه ويترك الجنود ليقتل بعضهم بعضا.

ونظرا لعدم وجود أطراف إعلامية محايدة وسط الصراع الدائر في سوريا، فلا يمكن التحقق من معظم تسجيلات الفيديو التي تنشر على موقع «يوتيوب» بشكل قاطع.. ومعظم تسجيلات الفيديو التي يلتقطها هواة، والتي أبقت الصراع السوري في أعين العالم على مدى أكثر من عام، هي تسجيلات صوتية لدوي انفجارات ووميض ضوئي وسط تكبيرات المقاتلين.

لكن بعض التسجيلات يحتوي على كلام مسموع، إذ يناشد مقاتلو المعارضة، وكثير منهم جنود منشقون، رفاق السلاح السابقين لينشقوا وينضموا للقتال ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ نحو 40 عاما.. وقال معارض يعرف بالاسم الحركي «أبو ثائر» لوكالة رويترز الإخبارية: «أحيانا يحاول مقاتلو المعارضة إثارة خوف الجيش، وأحيانا يخدعونه أو يتنصتون عليه، أو يدعون الجنود للانضمام إليهم».

وأضاف عبر الهاتف من مكان غير معلوم: «يبحثون دائما عن أجهزة اللاسلكي الخاصة بهم.. من الصعب التقاط التردد، لكن حين نلتقطه نستغله أفضل استغلال».

وبدأت الانتفاضة في سوريا باحتجاجات سلمية، لكنها تحولت إلى حرب مدن بعد أن انشق الكثير من الجنود والضباط لاستيائهم من الأوامر بإطلاق النيران على المتظاهرين العزل. وفي الشهرين الماضيين أحرز الجيش السوري تقدما، فيما يبدو، فدفع مقاتلي المعارضة إلى الانسحاب من معاقلهم في مناطق متفرقة من سوريا، مثل حي بابا عمرو في حمص الذي زاره الأسد قبل نحو أسبوع، في إعلان للانتصار، فيما يبدو.

ويعتمد المقاتلون الآن في معظم الأحيان على أساليب الكر والفر، وتقول القوى الغربية التي تريد أن يرحل الأسد إنها لا تعتزم تسليح خصومه، لكنها تقدم مساعدات «غير فتاكة»، وتشمل أجهزة اتصالات مثل الأجهزة اللاسلكية.

وقال سمير الكردي، وهو منشق على الجيش في حمص معقل المعارضة، إن المعارضين يحاولون باستمرار التواصل لأنهم مقتنعون بأن الكثير من جنود الجيش، وقوامه 300 ألف فرد، يريدون الانضمام إلى قواتهم البالغ عددها نحو 15 ألف فرد. وأضاف أنهم عادة لا يتلقون أي رد، وقال: «لا يقولون شيئا، ولا يحاولون الحديث إلينا عبر الأجهزة اللاسلكية».. ويقول مقاتلون معارضون إن عقوبة الانشقاق هي الإعدام.

وقتلت القوات السورية أكثر من تسعة آلاف شخص في الحملة على الاضطرابات، وفقا لما تقوله الأمم المتحدة. وتقدر الحكومة، التي تقول إنها تقاتل إرهابيين مدعومين من الخارج، أن المقاتلين قتلوا أكثر من ثلاثة آلاف من رجالها.

وقال الكردي: «إذا استطعنا خلال عملية ما أو بعدها، سنناديهم عبر مكبرات الصوت.. وسنعد بحمايتهم».

وفي تسجيل فيديو على «يوتيوب» تم تصويره خلال معركة أخرى في حمص، نسفت القوات المناهضة للأسد دبابتين واشتعلت فيهما النيران في الظلام، وهلل المقاتلون، وبدأ مقاتل يصيح باتجاه جنود غير ظاهرين في الطرف الآخر من الشارع.. بينما يظهر ظل الجنود الرابضين في المباني القريبة.

ويصيح متحدث في الفيديو مناشدا المجندين الانضمام إلى قوات المعارضة، ويقول لهم إنه كان واحدا منهم وعضوا بالفرقة الرابعة، ويعدهم بالأمان.. ويسألهم ما الخير الذي فعله لهم الرئيس الأسد. وفي بعض الأحيان يبدو أن المقاتلين الذين يتبادلون الحديث عبر أجهزة اللاسلكي يعرف بعضهم بعضا، وهو ليس مستحيلا في حرب قسمت أحياء المدينة، بل شوارعها على أسس سياسية وطائفية ودينية.

في تسجيل الفيديو الذي التقط في حمص، يدعو صوت مقاتل المعارضة على جهاز اللاسلكي قائدا بالجيش السوري باسمه «أبو عدي». ويوجه المقاتل حديثه إلى أبو عدي قائلا له إن الحكومة تقول إن هذا قتال حتى الموت، وهذا يعني أنه سيعثر على جثث زملائه المنشقين وقد مزقتها القنابل.. ويسأله ماذا سيفعل حيال هذا؟ فيرد الضابط الذي لا يظهر في التسجيل قائلا إن هذه المحادثة انتهت.

————-

النظام يتحدث عن بدء انسحاب القوات السورية من المدن والجيش الحر ينفي

الكردي لـ«الشرق الأوسط»: القوات النظامية تغير من تموضعها القتالي ولم تعد لثكناتها

بيروت: بولا أسطيح

نفى نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية عن مصدر حكومي سوري حول بدء القوات السورية بالخروج من معظم المدن، والعودة إلى قواعدها. وقال الكردي لـ«الشرق الأوسط» إن القوات السورية تنسحب من مكان إلى آخر ولكنها لا تعود إلى ثكناتها، متحدثا كذلك عن «تغيير في تموضعها القتالي لا أكثر ولا أقل».

وأوضح الكردي أنه «وبعكس كل ما يحاول النظام إشاعته عن بدء انسحاب الجيش من المدن والمناطق السورية، فإن النظام يكثف من عملياته العسكرية وحملات المداهمات؛ هذا إن لم نتحدث عن الاشتباكات العنيفة واليومية مع الجيش السوري الحر»، وأضاف: «اعتدنا على حيل النظام وغدره ولا نتوقع أن يلتزم بخطة أنان بل أن يعتمد حيلا جديدة للقول: إنه يطبق ما وافق عليه، فيخفي مثلا بعض الوحدات بأماكن معينة، أو وكما اعتدنا في الفترة الأخيرة يعطي العنصر العسكري بطاقة على أنه في قوى الأمن الداخلي أو فرد من الشرطة ويصبغ بعض الآليات العسكرية لتتحول آليات للشرطة»، لافتا إلى أن «العناصر التي تنضم حديثا للجيش الحر تحمل معها 3 أنواع من البطاقات: بطاقة مدنية، بطاقة قوى أمن داخلي وبطاقة عسكرية».

وفيما أكد الكردي أن «الجيش الحر سيلتزم بوقف إطلاق النار في حال التزم النظام بذلك في العاشر من الشهر الحالي»، وذكر أنه «لطالما التزم بذلك مع كل مبادرة وضعت على الطاولة، لكن النظام هو من كان يضرب كل المبادرات بعرض الحائط». وقال: «للأسف أن المجتمع الدولي قدم الشعب السوري قربانا مقابل تأمين مصالحه الخاصة، فهو لو كان جديا بالتعاطي مع الأزمة السورية لكان أمهل الأسد 48 ساعة لوقف القتل، إلا أنه وبالعكس أمهله 10 أيام ليمعن بقتل الشعب السوري من دون رحمة».

وكانت وكالة «أسوشييتد برس» نقلت عن مصدر حكومي سوري تأكيده أن القوات السورية بدأت الخروج من معظم المدن، والعودة إلى قواعدها، بينما في المناطق المتوترة تعمل القوات على إعادة الانتشار واتخاذ مواقع على مشارفها. وأشار المصدر الحكومي إلى أنه مع الوصول إلى العاشر من أبريل (نيسان) الموعد النهائي لتنفيذ خطة المبعوث الدولي كوفي أنان لوقف إطلاق النار، ستقوم القوات السورية بالخروج الكامل من المدن والبلدات ومراقبة وقف إطلاق النار.

وفيما اعتبرته قوى المعارضة مثيرا للريبة، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من الحكومة عن مسؤول سوري بارز قوله إنه «خلافا لما تبثه وسائل الإعلام وتصريحات عدد من المسؤولين، فإن الاتفاق مع المبعوث الأممي كوفي أنان يقضي ببدء انسحاب القوات العسكرية من المدن التي تنتشر فيها وليس انسحابها بالكامل».

وأكد المسؤول السوري أن «سوريا لن تكرر الخطأ الذي ارتكب مع بعثة جامعة الدول العربية»، في إشارة إلى استغلال «مجموعات إرهابية لبعثة المراقبين لتعزيز أوكارها وتواجدها وتهريب السلاح وخطف مواطنين».

ويتزامن الجدل الحاصل بين النظام والجيش الحر حول صحة ما يحكى عن بدء الانسحاب العسكري من المناطق، مع وصول فريق تابع للأمم المتحدة إلى دمشق لبحث آلية تطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي أنان لاحتواء الأزمة في البلاد، وفقا لما ذكره مسؤولون سوريون.

وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن الفريق المؤلف من 5 خبراء يبحث التفاصيل الخاصة بعمل المراقبين الدوليين الذين قد يتم إرسالهم إلى سوريا.

وكان مقدسي قد أوضح في وقت سابق أن فريقا تابعا لإدارة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة يزور دمشق لبحث «رؤية مشتركة للتطبيق العملي للخطوات التي تم الاتفاق عليها، ووضع التصور الذي سيتم بحثه ويتضمن مسائل تقنية لها صلة بأعداد المراقبين وتحركاتهم وحمايتهم عبر التنسيق مع الجانب السوري».

—————

تعيين النرويجي موود رئيسا لبعثة مراقبي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا

سبق وقاد بعثة مراقبة الهدنة في الشرق الأوسط.. وأبرز أعماله في كوسوفو

القاهرة: زينب البقري

أعلنت الأمم المتحدة، أمس، على لسان أحمد فوزي، المتحدث باسم كوفي أنان، المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، أن الجنرال النرويجي روبرت موود سيقود بعثة مراقبي المبعوث الخاص إلى سوريا نظرا لخبرته الواسعة في العمل في الشرق الأوسط، ومن المقرر أن يصل فريق الأمم المتحدة برئاسة موود إلى العاصمة السورية، دمشق، في غضون 48 ساعة لإعداد خطة لنشر مراقبين للتأكد من وقف أعمال العنف.

وتدخل الأزمة السورية عامها الثاني مخلفة ما يزيد على 9 آلاف قتيل وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة.

وقبل 3 سنوات، أسند لموود مهمة قيادة بعثة قيادة هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في الشرق الأوسط، وهو ما علق عليه حينها لصحيفة «داغسافيزن» (Dagsavisen) النرويجية اليومية، قائلا: «التاريخ يوضح لنا كيف أن منطقة الشرق الأوسط مليئة بالصراعات المستمرة، طموحي وأملي هو أن أبذل قصارى جهدي من أجل الإسهام في تطوير السلام في هذه المنطقة».

والجنرال موود من مواليد 1958، ويحمل شهادات من عدة أكاديميات عسكرية من بينها الأكاديمية العسكرية، ومدرسة رئاسة أركان الجيوش النرويجية، ومركز قيادة جهاز مشاة البحرية، ومدرسة رئاسة أركان الولايات المتحدة، ومدرسة الدفاع في منظمة معاهدة شمال الأطلسي، كما حصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية في عام 1995.

انخرط الجنرال موود في صفوف الجيش النرويجي عام 1979، وترأس قيادة العقيدة والتحول في الجيش النرويجي في 2004، وكان مسؤولا عن تعيين المفتش العام للأسلحة ليرسم تاريخا عسكريا حافلا وخبرة ممتدة، فقد عمل رئيسا لأركان الجيش النرويجي منذ عام 2005، كما خدم مرتين في القوة الدولية في كوسوفو كان آخرهما في عام 2002، وشغل كذلك منصب قائد كتيبة في الفترة من 1999 إلى 2000.

وسبق أن قاد موود بعثة هيئة مراقبة الهدنة التابعة للأمم المتحدة، وهي عملية حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في الشرق الأوسط، وذلك في الفترة من 2009 إلى 2011، حيث ترأس موود هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في الشرق الأوسط أقدم منظمات الأمم المتحدة لحفظ السلام التي أنشئت فــــــي عام 1948، والمكـــــــونة من 151 مراقبـــا عسكريــــــا من 23 دولة، ويعد الجنرال موود هو ثـــــــــالث نرويجي يتولـــــــى هذا المنصب، فقد سبقه نرويجيـــــــان آخران فـــــــي الفترة ما بين 1963 و1970 وثــــــم منذ عـــــــام 1987 إلى 2000 ليــــــــؤكد الدور الذي تلعبه دولة النرويج في عمليات حفظ السلام في العالم.

ويعلق وزير الدفاع النرويجي، آن غريت ستروم إيريكسن، على تعليق موود بهذه المهمة، قائلا: «إن الجنرال موود قد لعب دور نشطا خلال السنوات الأخيرة في الجهود الدولية لتعزيز قدرة الأمم المتحدة في قيادة عمليات السلام المتعددة الأبعاد، وأعتقد أن ذلك يثبت أنه لدية مقدرة كبيرة في هذا الموقف».

———

واشنطن: لا يوجد دليل على قيام النظام السوري بتنفيذ وعوده

بعد يومين من إعلانه الالتزام بالخطة

واشنطن: هبة القدسي

أكدت الولايات المتحدة أنها لا تملك دليلا على قيام النظام السوري بتنفيذ وعده بالبدء في وقف القتال والانسحاب من المناطق السكنية وتنفيذ خطة المبعوث الأممي كوفي أنان، رغم التزام دمشق بالبدء في التنفيذ يوم الاثنين الماضي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «على الأسد البدء في تنفيذ التزاماته فورا بالانسحاب من المدن، لكن لا يوجد دليل حتى اليوم على أنه ينفذ أيا من هذه الالتزامات.. والمعلومات التي لدينا أن شيئا لم يتغير».

ورفضت نولاند الإشارة إلى ما إذا كانت القوات السورية صعدت من عملياتها خلال الأيام الماضية، وقالت «سنحكم على هذا الرجل (بشار الأسد) كما قلنا مرارا من خلال أفعاله وليس من أقواله». ولمحت إلى تقارب بين واشنطن وموسكو في مجلس الأمن منذ أسبوعين، وأظهرت البيان الرئاسي بتأييد مهمة كوفي أنان وخطته المكونة من ست نقاط. كما أشارت إلى زيادة المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للجنة الصليب الأحمر من 10 ملايين دولار إلى 25 مليون دولار للمساعدات الإنسانية.

وقالت نولاند «لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر فرصة محدودة في مفاوضاتها مع وزير الخارجية وليد المعلم، وقد قررنا زيادة المساعدات الإنسانية إلى ما يصل لنحو 25 مليون دولار، بحيث تصل تلك المساعدات إلى الشعب السوري والمناطق التي هي في أمس الحاجة إليها».

وتأتي تصريحات نولاند في الوقت الذي أكد فيه الناشطون السوريون عدم التزام القوات الموالية للأسد بالهدنة أو بسحب القوات المسلحة من المدن، بينما كان من المنتظر أمس وصول المجموعة الأولى من وفد إدارة قوات حفظ السلام بالأمم المتحدة.

والوفد الذي يرأسه الضابط النرويجي الميجور جنرال روبرت مود هو جزء من جهود لتنفيذ اتفاق بين الأسد والوسيط الدولي كوفي أنان على انسحاب قوات الجيش في 10 أبريل (نيسان)، ويعقبه خلال 48 ساعة وقف لإطلاق النار من جانب قوات المعارضة.

وأثناء الزيارة يتوقع بحث نشر نحو 250 مراقبا من الأمم المتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار. لكن قبول الأسد سحب القوات قوبل بشكوك من جانب المعارضة السورية ومؤيديها الغربيين والعرب.

وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في لندن إن «السلطات السورية قالت إنها ستفعل ذلك بحلول 10 أبريل.. (لكن) لا توجد علامة على أنهم يفعلون ذلك حتى الآن. الهجمات على المواطنين والمدنيين في بلدهم مستمرة، وعمليات الاغتيال والقمع والتعذيب من جانب النظام مستمرة».

بينما قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس «دعوني أقل ذلك من وجهة النظر الأميركية، وأعتقد أنها وجهة نظر العديد من الدول الأعضاء.. ما شاهدناه منذ أول أبريل ليس مشجعا». وأضافت أنه «إذا أقدم الأسد على تصعيد العنف خلال الأيام التالية فسيتطلب الأمر من مجلس الأمن أن يرد بسرعة وبجدية».

————

رئيس الصليب الأحمر في درعا.. والمجلس الوطني يعتبر أن هدف الزيارة لم يتحقق

محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط»: ما ظهر على الأرض يعكس انحرافا في عمل اللجنة

بيروت: كارولين عاكوم

في اليوم الثاني لزيارته إلى سوريا، وبعد لقائه كلا من وزراء الخارجية والصحة والداخلية، كان لرئيس لجنة الصليب الأحمر الدولية، جاكوب كلينبرغر جولة ميدانية في منطقة درعا برفقة محافظ درعا محمد خالد الهنوس ورئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار ورئيسة بعثة اللجنة في سوريا ماريان غاسر، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية (سانا)، التي نقلت عن لسان كلينبرغر قوله إنه رغم لقائه المسؤولين السوريين؛ لكنه يفضل الذهاب إلى المناطق ليرى الواقع بنفسه ويتعرف على النشاطات التي يغطيها الصليب الأحمر بالتعاون والتنسيق مع الهلال الأحمر السوري.

وعن هذه الزيارة، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة لـ«الشرق الأوسط»: «إن رئيس اللجنة الدولية أجرى مباحثات مع وزراء الخارجية والصحة والداخلية حول آليات وقف إنساني لإطلاق النار في مناطق القتال لساعتين يوميا بحيث تتمكن البعثة من إيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الرعاية الصحية للجرحى والمرضى من الطرفين وزيارة أماكن الاعتقالات في كل المناطق السورية».

وفي حين أشار دباكة إلى أنه سيتم اليوم الإعلان عن نتائج الزيارة، لفت إلى أنها شملت مناطق «أزرع وشيخ» و«مسكين» و«نوى» في ريف درعا. وأضاف أن «هذه الزيارة هي الثالثة لرئيس لجنة الصليب الأحمر إلى سوريا منذ بدء الأحداث، لكن في الزيارة الأولى التي كانت في يونيو (حزيران) الماضي، لم يكن التجاوب بقدر ما كنا نرغب، وفي الزيارة الثانية تم توسيع دائرة عملنا إلى مناطق إضافية، وتمكنا من زيارة السجن المركزي في دمشق. أما في هذه الزيارة فالهدف من المحادثات هو التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية يومية لإدخال المساعدات إلى المدنيين وزيارة المعتقلين».

وأشاد دباكة بعمل فريق الهلال الأحمر العربي السوري الذي يقوم بجهود كبيرة منذ بدء الأحداث حتى اليوم، لافتا إلى أن عمل الصليب الأحمر الموجود في سوريا منذ 24 سنة، كان يرتكز في المرحلة السابقة على تقديم المساعدات الإنسانية لأهالي الجولان المحتل، ولا سيما في ما يتعلق بدخولهم إليها وخروجهم منها، لكنه منذ بدء الأحداث في سوريا، تحول عمله إلى تقديم المساعدات وإغاثة المدنيين في المناطق السورية. وقدمت اللجنة الدولية، بحسب دباكة، شاحنتين مليئتين بالغذاء والمستلزمات الصحية «تم تفريغها في مستودعات منظمة الهلال الأحمر في درعا» تمهيدا لتوزيعها.

من ناحية أخرى، أكد دباكة تعرض مستودع في منطقة القرابيس بحمص، كان يستخدمه الهلال الأحمر السوري لتخزين المساعدات، إلى حريق.

من جهته، شكك عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني في عمل بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كنا قد رحبنا بأي مبادرة تؤمن المساعدات الإنسانية للسوريين، لكن ما ظهر على الأرض يعكس انحرافا في عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لا سيما أن زيارة رئيسها التي كانت برفقة قوات الأمن، اقتصرت على مناطق خارجية في درعا، ولا سيما منها منطقة المطار، التي توجد بها مقرات الأمن العسكري واللواء 132 والمساكن العسكرية وفوج الدفاع الجوي والأمن السياسي؛ في الوقت الذي كانت فيه التفجيرات تهز مناطق أخرى في درعا».

وأكد سرميني أن اللجنة لم تدخل إلى الأحياء الداخلية، وإلى أبرز المناطق التي تعرضت للقصف، وبالتالي الزيارة لم تحقق الهدف المرجو منها، وكشف الجرائم التي ارتكبها النظام، سائلا «كيف يمكن أن نرضى أن تكون تقارير ونتائج هذه الزيارة مبنية فقط على تعليمات النظام، من دون التواصل معنا وتجاهل آراء المعارضين».

وطالب سرميني الصليب الأحمر بتوضيح أهداف مهمته، مؤكدا أن المجلس الوطني مستعد لتوفير كل البيانات والمعلومات التفصيلية له عن المناطق المنكوبة لزيارتها والاطلاع على أوضاع السوريين فيها.

في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا أعلنت فيه أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم استعرض تفاصيل عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر واحتياجاتها في مجال العمل الإنساني على الأراضي السورية، وجدد التأكيد على «استمرار سوريا في توفير ما يلزم لإنجاح عمل اللجنة الدولية في سياق مهمتها الإنسانية وبالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري».

ولفت البيان إلى أنه تم الاتفاق على آلية للتعاون والتنسيق المباشر بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر السوري من جهة، وبين وزارة الخارجية والمغتربين من جهة أخرى، بغية تذليل أي عقبات وتحقيق وتثبيت التعاون المرجو ضمن المهمة الإنسانية المحددة.

—————-

الجيش السوري يضاعف وجوده على الحدود مع لبنان ويزرع المزيد من الألغام

ضاهر لـ«الشرق الأوسط»: الإجراءات المشددة هدفها خنق الشعب السوري المحاصر

بيروت: يوسف دياب

أفادت تقارير ميدانية بأن الجيش السوري عزز إجراءاته على طول الحدود السورية مع لبنان والبالغة 350 كيلومترا، بهدف منع التهريب وإدخال المساعدات إلى الداخل السوري ووقف تسلل المجموعات المسلحة إلى الأراضي السورية.

وفي هذا الإطار، أوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب خالد ضاهر، أن «التعزيزات السورية قرب الحدود اللبنانية موجودة، والألغام تزرع بشكل كبير، كما أن التعديات على السيادة اللبنانية موجودة». وأكد ضاهر لـ«الشرق الأوسط»، أن «إجراءات الجيش السوري المشددة على طول الحدود مع لبنان، هدفها مزيد من التضييق على الشعب السوري المحاصر وخنقه أكثر فأكثر، وتخويف النازحين السوريين في لبنان الذين ما زالوا هدفا مباشرا لنظام الأسد».

وردا على سؤال حول ما تعلنه السلطات السورية عن دخول مجموعات مسلحة من لبنان إلى سوريا، لفت إلى أن «ادعاءات السلطات السورية وإعلام النظام تفتقد إلى المصداقية»، وسأل «لماذا لا يسمحون للإعلام المستقل بأن يدخل إلى سوريا ويغطي الوقائع التي تحصل على الأرض؟ أليس الهدف من ذلك التغطية على جرائمه؟ هل يمكن لعاقل أن يصدق ادعاءات هذا النظام الذي حول أطفال حمص ودرعا إلى إرهابيين ومجرمين وراح يقصفهم بطائراته ومدفعيته ويحرقهم في بيوتهم؟».

ورأى ضاهر، أن «بعض المسؤولين اللبنانيين أيضا يفتقدون المصداقية مثل وزير الدفاع فايز غصن الذي اختلق قصة دخول إرهابيين وتنظيم القاعدة من لبنان إلى سوريا، وأوجد المبررات للجيش السوري لدخول الأراضي اللبنانية وقتل لبنانيين، وفي الوقت نفسه ينفي تعدي الجيش السوري على السيادة اللبنانية».

بدوره، أعلن الناشط اللبناني أحمد السيد، وهو أحد أبناء بلدة وادي خالد الحدودية، أن «الجيش السوري عزز انتشاره على طول حدود لبنان الشمالية». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «القوات السورية زرعت مزيدا من الألغام من الجهة السورية، وبعضها داخل الأراضي اللبنانية، وزاد من عدد دباباته وآلياته العسكرية ومدرعاته، وكثف عناصره دورياته الراجلة والمؤللة، فضلا عن إطلاقه النار بشكل عشوائي وبطريقة استفزازية باتجاه الأراضي اللبنانية والمنازل المأهولة». وقال السيد «لقد قمنا اليوم (أمس) بزيارة قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، وأطلعناه على موضوع زرع الجيش السوري ألغاما في الأراضي اللبنانية، مما يهدد حياة مواطنين من مزارعين وأصحاب مواش، وقد وعدنا بتشكيل فريق عمل وإرساله مع خبراء هندسة لإزالة هذه الألغام والحد من خطرها». وأضاف «طلبنا من قائد الجيش أن يتولى الجيش اللبناني ضبط الأمور على الحدود ومنع التهريب بالاتجاهين لوقف تهريب السلاح أو دخول مسلحين في الاتجاهين، وأبلغناه بأننا مع الدولة التي من واجبها حماية مواطنيها المقيمين قرب الحدود السورية».

وحول تسلل «مجموعات إرهابية» من لبنان، وخصوصا من جهة وادي خالد، أكد السيد أن «هذه المعلومات عارية من الصحة تماما»، مذكرا بأن «الحدود اللبنانية مزروعة بالألغام، إضافة إلى الوجود العسكري السوري المكثف على طول الحدود»، ومعتبرا أن «النظام السوري يحاول عبر هذه الأخبار تصدير مشاكله وتحميل الآخرين مسؤوليتها». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب معين المرعبي، أن «وزارة الشؤون الاجتماعية تقوم بعمل جبار وعظيم جدا في إغاثة النازحين السوريين، على الرغم من عدم وجود إمكانات مادية بين أيديها». وقال «نحن كمتابعين لهذا الملف نرى على الأرض العمل المميز الذي تقوم به الوزارة ونشاطها الذي يغطي أيضا الفقراء اللبنانيين»، مستغربا «عدم إقرار مجلس الوزراء مبلغ 100 مليون ليرة لصالح الوزارة لمساعدة النازحين».

وشدد على أن «تقديم المساعدات للنازحين السوريين لا علاقة له بالدولة السورية أو غيرها، بل الموضوع إنساني، حيث إن هؤلاء النازحين هربوا من ديارهم نظرا إلى المجازر التي ترتكب والاعتقالات، وبالتالي من واجب الدولة اللبنانية حسب القانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة، أن تقوم بعنايتهم وتقديم المساعدة لهم، لأن أي تلكؤ يعتبر إخلالا في الأنظمة الدولية»، داعيا إلى «محاسبة كل من تلكؤ أو منع المساعدة عن الهاربين من القتل بحسب القوانين الدولية، أقله لجهة تحديد طبيعة هؤلاء الأشخاص الذين يقومون باستكمال القتل والتعذيب من خلال منع المساعدات وعدم الوقوف إلى جانب الإخوة النازحين».

————–

ناشطون يتهمون النظام السوري باغتصاب النساءلترهيب المعارضات

تخصيص يوم للمعتقلة نورا الجيزاوي وتخوف على مصيرها

بيروت: «الشرق الأوسط»

خصصت المعارضة السورية يوم الثلاثاء الماضي للناشطة نورا الجيزاوي، التي تقول المعارضة إن قوات الأمن السورية اختطفتها منذ أسبوع من محطة بولمانات (حافلات) دمشق أثناء توجهها إلى مدينة حلب واقتادتها إلى جهة مجهولة.

وتعد نورا من أبرز النشطاء في سوريا بشكل عام ومدينة حمص بشكل خاص، حيث عملت في المجال الإغاثي والإنساني والإعلامي لدعم الحراك السلمي المطالب بحرية الشعب السوري وديمقراطيته. ويتخوف حازم، وهو أحد منظمي الحملة الإلكترونية لإطلاق سراح نورا الجيزاوي، من تعرض الناشطة السورية (24 عاما) للتعذيب على يد الأمن السوري.

ويقول «بصراحة نحن نخشى الأسوأ، هناك الكثير من الفتيات المعتقلات اللواتي تعرضن للاغتصاب على يد الشبيحة وعناصر المخابرات الموالية للنظام السوري. لا توجد أي معلومة عن نورا منذ اعتقالها في 28 مارس (آذار) حتى الآن. الوحشية التي يعامل بها الأمن الأسدي المعتقلين لديه تجعلنا نشعر بالقلق. تهمنا كثيرا سمعة الفتاة، لكن لا بد من فضح ممارسات هذا النظام والتحذير منها».

وكان معارضون سوريون نشروا على مواقع التواصل الاجتماعي أشرطة فيديو تظهر اعترافات لعناصر ينتمون إلى ميليشيات تابعة للنظام قاموا باغتصاب فتيات في مناطق تم اقتحامها، إضافة إلى نشر العديد من الشهادات المصورة لفتيات تعرضن للاغتصاب داخل معتقلات نظام الرئيس بشار الأسد.

وقد عمدت المعارضة السورية إلى عدم ذكر حوادث الاغتصاب التي ارتكبتها عناصر موالية للنظام في مدن درعا وحمص وريف دمشق بسبب التقاليد والأعراف الاجتماعية. إلا أن العديد من المنظمات الحقوقية أشارت في تقاريرها إلى وقوع هذه الارتكابات من قبل نظام الأسد. ويبين أحد أشرطة الفيديو الذي بثه معارضون على «فيس بوك» قيام عناصر من الجيش النظامي بإجبار فتاة في حي بابا عمرو على الدخول مع أحد الجنود إلى مكان مغلق.

ويعتقد أحد أعضاء تنسيقية ريف دمشق أن النظام السوري يستهدف بشكل خاص الطلاب الجامعيين وناشطي المجتمع المدني. ويقول «نورا، وهي خريجة كلية الأدب العربي من جامعة حمص، تدرس الماجستير في السنة الثانية تخصص النثر العالمي، وتشكل خطرا على النظام أكثر من الفلاح البسيط الذي ينجر بسرعة إلى السلاح والعنف.. لذلك عمد النظام إلى خطفها وسجنها مع الكثير من الطلاب والطالبات». ويضيف الناشط المعارض «معروف عن النظام السوري أنه قذر في أساليب تعذيبه وإخضاعه للآخرين، فهو لا يعرف قيما ولا دينا ولا أخلاقا، فيستخدم الاغتصاب كأداة للانتقام من الفتيات اللواتي تمردن ضده، لكن هذا لا يعني أن أي فتاة تدخل إلى المعتقل يتم اغتصابها، فهذا أمر مبالغ فيه. أظن أن نورا تتعرض لضغوط نفسية فقط ولم يصبها أي مكروه».

يذكر أن السجون السورية تغص بالنساء والفتيات اللواتي شاركن في الثورة المناهضة لنظام الحكم، كما أن نظام الأسد يعتقل المدونة السورية طل الملوحي قبل سنة تقريبا من اندلاع الاحتجاجات الشعبية بتهمة نشر مقالات ذات خلفية سياسية على مدونتها الخاصة.

وفي سياق ذي صلة، أظهرت لقطات بثتها صحيفة «نيويورك تايمز» على موقعها الإلكتروني، قالت إن ناشطين قاموا بإرسالها إلى موقعهم، من يبدون كجنود بالجيش النظامي السوري، بينما تبدو عليهم أمارات الشماتة وعدم الاحترام لجثث بعض القتلى. وقالت الصحيفة إن الناشطين قالوا إن الجنود صوروا بعضهم بعضا أثناء المزاح حول الجثامين في بابا عمرو ودرعا. وكانت أكثر هذه اللقطات إثارة للأسى لقطة ظهر فيه أحد الجنود بينما يقف فوق «كومة من الجثث» متفاخرا بأنه قتلهم عبر استهدافهم برصاصاته في عيونهم.

———————

أكثر من مئة قتيل في هجمات عسكرية وتشكيك غربي في التزام دمشق مهلة أنان

واشنطن: نظام الأسد يصعّد حملة القصف ضد حمص وإدلب

يستعجل النظام السوري إفشال مبادرة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان من خلال الاستمرار في تصعيد حملة القصف المدفعي في كل الجبهات المفتوحة على حرب شاملة من شمال سوريا إلى جنوبها ضد المدنيين المطالبين بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، موقعاًً أمس أكثر من مئة قتيل معظمهم في مدن إدلب وحمص وحماة.

فقد أعربت الولايات المتحدة أمس عن أسفها لـ”تصاعد حدة” القصف المدفعي في سوريا برغم الاتفاق الذي تضمن وقفاً للعمليات العسكرية وسحباً للآليات من التجمعات السكانية “فوراً”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر “لم أرَ أي معلومة مستقلة تشير الى انسحاب” القوات السورية من المدن، مضيفاً “ما لحظناه في الواقع هو تصاعد حدة القصف المدفعي في المناطق المكتظة بالسكان مثل حمص وإدلب”، مضيفاً “على النظام السوري اقناعنا بأنه يعتزم احترام مهلة العاشر من نيسان (ابريل) الجاري”.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في لندن أن “السلطات السورية قالت انها ستفعل ذلك بحلول العاشر من الجاري”، لكنه أضاف “لا توجد علامة على انهم يفعلون ذلك حتى الآن. الهجمات على المواطنين والمدنيين في بلدهم مستمرة وعمليات الاغتيال والقمع والتعذيب من جانب النظام لم تتوقف”.

وتستمر العمليات العسكرية لنظام الأسد في المناطق السورية المنتفضة ضده من إدلب قرب الحدود التركية حيث أعلنت تفتناز مدينة منكوبة، حتى درعا في الجنوب التي أعلنت الإضراب العام، وبرغم ابلاغ الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان مجلس الامن ان السلطات السورية وعدت ببدء تطبيق فوري لخطته الهادفة الى وقف اطلاق النار في البلاد ولا سيما سحب القوات العسكرية من المدن في مدة اقصاها الثلاثاء المقبل، فإن التطورات على الارض لا تشي بحصول أي تهدئة.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي من بريطانيا “حتى الآن من الحدود التركية حتى درعا العمليات العسكرية مستمرة، ولا يمكن الحديث عن انسحابات” لقوات النظام. وأضاف ان “الدبابات تدخل الى المدن والقرى وتقوم بعمليات ثم تعود الى قواعدها. هذا لا يعني انها انسحبت”. واشار الى حصول اقتحام صباح أمس لقرية المزارب على الحدود الاردنية – السورية في محافظة درعا وقرية طفس في المحافظة نفسها.

وارتفعت حصيلة ضحايا أمس الى 101 قتيلاً معظمهم في إدلب وحمص بينهم عشرات المدنيين واربعة منشقين وثمانية عناصر من القوات النظامية في عمليات قصف واطلاق نار.

وافاد المرصد في بيان مقتل سبعة اشخاص في بلدة بيت سحم في ريف دمشق واصابة اخرين بجروح في انفجار وقع في احد مباني البلدة، أكدته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

وقتل السجين السياسي السابق في سجن تدمر احمد محمد العثمان وشقيقه المحامي عدنان محمد العثمان في اطلاق نار على سيارتهما من رشاش دبابة بعد منتصف ليل الثلاثاء – الاربعاء قرب المشفى الوطني في مدينة معرة النعمان.

واقتحمت قوات النظام بلدة كفرعويد في المحافظة وبدأت حملة مداهمات، واقتحمت ايضا قرية تفتناز حيث تم احراق منازل وأعلنها المجلس الوطني السوري “مدينة منكوبة”.

وأصدر المجلس بيانا اتهم فيه النظام السوري بـ”ارتكاب مجازر متكررة من تهديم البيوت على ساكنيها وتهديم احياء كاملة في مدينة نفتناز والقيام بتصفيات ميدانية اثناء الاقتحامات للمنازل والقصف الصاروخي”، كما طالب باعلان مدينة نفتناز “مدينة منكوبة تنضم إلى المدن المنكوبة الأخرى”. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية باسل درويش إن ريف حماة يتعرض لحملة شرسة في معظم أحيائه من قبل الجيش النظامي السوري. وأضاف باسل في تصريح خاص لقناة “الجزيرة” الفضائية مساء أمس، أن قوات الجيش النظامي قامت بإطلاق النيران عشوائياً ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بعد أن قامت بتطويق أحياء الحميدية والأربعين وطريق حلب وباب البلد.

وأوضح أن قوات الأسد عاودت اقتحام منطقة قلعة المضيق للمرة الثانية في أقل من أسبوع واصفا قلعة المضيق بأنها منطقة منكوبة حيث تم قصفها من قبل ما أدى إلى هدم أكثر من 500 منزل وتعرض ما يقرب من 1500 عائلة للتشرد ويتم الآن قصفها وسرقتها عشوائياً.

وتجاوزت حصيلة القتلى في الاضطرابات الجارية في سوريا منذ منتصف آذار (مارس) 2011 العشرة الاف، غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري.

سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس “من الواضح انه حتى لو تم تسليح المعارضة الى اقصى حد ممكن، فإنها لن تتمكن من الحاق الهزيمة بالجيش السوري ولن نشهد عندها سوى مذبحة تستمر لسنوات طويلة ودماراً متبادلاً”.

وجدد وزير الخارجية الروسي انتقاداته لمؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” الذي انعقد الاحد في اسطنبول، وقال ان “اصدقاء سوريا” يريدون ان “ترفض المعارضة المفاوضات، وقراراتهم تهدف الى تمويل وتسليح المعارضين وفرض عقوبات جديدة” على دمشق.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور روسيا، في 10 نيسان (ابريل) الجاري، وأن وفدا من حركة معارضة سورية سيأتي الى موسكو في 17 من الشهر عينه.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو أمس، ان وزارة الخارجية التركية استدعت السفير الايراني في انقرة للاحتجاج على الانتقادات التي وجهتها طهران لمؤتمر اصدقاء سوريا الذي عقد أخيرا في اسطنبول.

وينتظر ان يصل خلال الساعات المقبلة الى دمشق وفد من الامم المتحدة لاعداد خطة نشر مراقبين محتملين في حال التوصل الى وقف اطلاق النار.

والوفد الذي يرأسه الضابط النرويجي الميجر جنرال روبرت مود جزء من جهود لتنفيذ الاتفاق بين الاسد وأنان على انسحاب قوات الجيش السوري في مهلة أقصاها العاشر من الجاري يعقبه خلال 48 ساعة وقف لاطلاق النار من جانب قوات المعارضة.

وأعلنت رئاسة الجمعية العمومية للامم المتحدة أمس ان الموفد الخاص للامم المتحدة وللجامعة العربية كوفي انان سيشارك في الجمعية العمومية اليوم عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.

ودعا رئيس الجمعية العمومية السفير القطري ناصر عبد العزيز النصر اثر اتصال هاتفي بانان الى انعقاد جلسة غير رسمية للجمعية صباح اليوم حيث يقدم انان تقريرا بـ”الوضع في سوريا وبالتقدم الذي تحرزه مهمته”، حسب ما افادت متحدثة باسم النصر. ويدعو مشروع بيان تعد له واشنطن وباريس ولندن في مجلس الامن دمشق الى احترام المهلة التي حددتها لوقف عملياتها العسكرية، والمعارضة السورية الى وقف القتال خلال الثماني والاربعين ساعة اللاحقة يتوقع أن يصوت عليه مجلس الأمن اليوم.

وزار رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كلينبرغر أمس مدينة درعا السورية، مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري، للاطلاع ميدانياً على الواقع الانساني فيها.

وقال المتحدث باسم اللجنة في دمشق صالح دباكة ان كلينبرغر توجه بعد ذلك برفقة رئيس منظمة الهلال الاحمر العربي السوري عبدالرحمن العطار الى مدن الشيخ مسكين وازرع ونوى في ريف درعا، وقدمت اللجنة الدولية شاحنتين مليئتين بالغذاء والمستلزمات الصحية “تم تفريغها في مستودعات منظمة الهلال الاحمر في درعا” تمهيدا لتوزيعها، بحسب دباكة.

(أ ف ب، يو بي أي، رويترز)

————–

عائلة العيسمي لا تؤكد صحة خبر وفاته

وتحمّل النظام السوري مسؤولية ملفّه

                                            عاليه ـ هلا ابو سعيد

غلب “النفي” على “التأكيد” في أوساط مدينة عاليه وعائلة نائب الرئيس السوري السابق شبلي العيسمي المخطوف مع انتشار “شائعة” مقتله في سجن المخابرات الجوية، في منطقة المزّة بعد مرور 12 يوماً فقط على خطفه من لبنان، بحسب ما ذكرت “المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الإنسان” (لايف) التي نشرت أيضا أن “أسماء المتورطين في عملية الخطف والحجز أصبحت في عهدة المكتب الخارجي المعني بالتوثيق الجنائي التابع لمجالس الإدارة المدنية السورية”، موضحة أنها ستضع القوى الأمنية في كل التفاصيل.

وتفاعلت مدينة عاليه بأهلها وفاعلياتها السياسية وسط حالة من الحيرة والاستنكار مع تضارب الأخبار حول صحة مقتل العيسمي، الذي كان قد خطف من أمام منزل ابنته في مدينة عاليه في 24 أيار 2011 بعد خمسة أيام على وصوله إلى لبنان من الولايات المتحدة الأميركية.ونُقل عن حفيد العيسمي عامر شرف الدين أن أحد الاشخاص أكد له أنه رأى جده المخطوف قبل نحو شهر في منطقة المزة السورية، اضافة إلى معلومات وردت الى العائلة من اصدقائها في سوريا بأن العيسمي لا يزال موجوداً في سوريا، الأمر الذي ينفي صحة ما نشر عن وفاة العيسمي خصوصاً أن “أحد كبار الضباط السوريين المنشقين عن النظام قد أكد أنه شاهد العيسمي قبل نحو شهر”، ما دفع شرف الدين الى اعتبار ما نشرته مؤسسة “لايف” من معلومات غير دقيق حتى الساعة، معلنا أن العائلة اتصلت برئيس المؤسسة نبيل الحلبي ولم تتيقن بعد من صحة المعلومات المنشورة”.

بدورها، لم تؤكد إبنة العيسمي رجاء شرف الدين للصحافة ولم تنف صحة نبأ وفاة والدها، معلنة الرضى والتسليم بحكم الله في كل شيء، مع تأكيدها أن “النظام السوري هو المسؤول الاول والوحيد عن مصيره، ونطالب باقفال هذا الملف”. وقالت: “طالما وافق على خطة كوفي أنان فليفرج عنه ويكشف مصيره”. وطالبت باستلام رفاته ـ في حال تأكيد وفاته ـ معتبرة أنه “في حال تأكد الخبر فسيكون شهيد الأمة وسنكون دوما أوفياء لمبادئه”.

ويبقى مصير العيسمي رهن الشائعات وسط التساؤلات الشعبية التي طرحها الأهالي: من يقف خلف هذه الشائعة الأمنية؟ هل هي مقدمة لتصفيته؟! والسؤال الأكبر: ماذا لو كانت صحيحة، فكيف ستتفاعل عاليه والعائلة مع الخبر؟!.

وفي هذا السياق، نقلت “وكالة الأنباء المركزية” عن مصادر “الحزب التقدمي الاشتراكي” أنها “عجزت عن فهم البيان الصادر عن المؤسسة المذكورة”، وتساءلت كما كل اللبنانيين “من هي هذه المؤسسة؟ ومن أين لها المعلومات حول مصير شبلي العيسمي؟ وبالتالي أين كان العيسمي قبل مقتله وأين هو بعد وفاته؟”.

    الشبكة السورية لحقوق الانسان: 31 قتيلا اليوم في سوريا معظمهم في حمص

كثف الجيش السوري قصفه المدفعي لمدن وبلدات بمحافظتي حلب وحمص التي قتل فيها 13 من جملة القتلى الذين سقطوا بأنحاء متفرقة من سوريا وبلغ عددهم حتى الساعة 27 بحسب لجان التنسيق المحلية، وبالتزامن مع ذلك خرجت مظاهرة حاشدة بحي كفر سوسة بقلب دمشق لتشييع قتيلين سقطا بالحي في وقت مبكر من صباح اليوم.

 وشمل القصف المدفعي بحمص أساسا مدينة الرستن وقرية الزعفرانة المجاورة، حيث قتل خمسة وأصيب ثلاثون بإصابات معظمها خطيرة يصعب علاجها في ظل نقص شديد في المعدات والكوادر الطبية.

وقال ناشطون إن عشرات القذائف سقطت على أحياء الخالدية والقرابيص والقصور والسوق المسقوف والحميدية وباب هود بحمص من فرع المخابرات الجوية، كما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بوقوع انفجارات وسماع أصوات إطلاق نار كثيف بأسلحة ثقيلة في الغوطة.

كما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات النظام قامت باستهداف المشفى الوطني في حمص بقذائف وصواريخ، مما أدى لاحتراق الطابق الثالث بشكل كامل واشتعال النيران بباقي أرجاء المشفى.

استمرار القصف

وبث ناشطون صوراً على الإنترنت لما قالوا إنه استمرار تعرض مدينة دير بعلبة لقصف عنيف من قبل القوات التابعة للنظام، كما بثت على موقع الثورة السورية صور لمظاهرة ليلية في حي الخالدية هتف خلالها المتظاهرون تضامنا مع حي بابا عمرو، وعبروا عن إصرارهم في الاستمرار حتى إسقاط النظام.

وأكد ناشطون تساقط العشرات من قذائف الهاون على حيي جورة الشياح والقرابيص من قبل جيش النظام.

وفي ريف حلب أكدت الهيئة العامة للثورة السورية تجدد القصف على مدينتي تل رفعت وعَنَدان من قبل الدبابات والطائرات العامودية، واستهداف منازل المدنيين بشكل مباشر.

وتحدثت مصادر عن تمكّن عناصر مسلحة من إسقاط مروحية تابعة للنظام قرب تل رفعت.

بينما ذكرت شبكة شام الإخبارية أن مائة من الجنود المنشقين هاجموا قوات الجيش النظامي في عندان بريف حلب وقاموا بإعطاب خمس دبابات وحاولوا تأمين نزوح العائلات.

كما أكد ناشطون في وقت سابق أن الجيش النظامي السوري قصف بالمروحيات بلدات عندان واحريتان وحيّان والأتارب بعد أن قطع عنها الاتصالات.

وقد خلف القصف حركة نزوح من أغلب المدن والقرى بالمنطقة بحسب ناشطين.

وفي هذا الإطار صرح مسؤول تركي اليوم بأن أكثر من ألف سوري نزحوا إلى تركيا خلال الـ24 ساعة الماضية، خاصة عبر بلدة الريحانية الحدودية.

استنفار أمني

كما تحدث ناشطون عن استنفار أمني كبير في مدينة الباب في ريف حلب وسط أنباء عن انشقاق واشتباكات داخل مدرسة المشاة العسكرية.

أما مدينة تفتناز بإدلب، فأكدت الهيئة العامة للثورة السورية تجدد القصف المدفعي والجوي على المدينة لليوم الثالث على التوالي.

واعتقلت المخابرات السورية وليد زيدان شقيق مدير مكتب الجزيرة في باكستان أحمد زيدان في المدينة وأحرقت منزله.

فيما يواصل الجيش السوري حملته العسكرية على قرى جبل الزاوية، حيث سقط قتلى وجرحى في قرية فَرْكْيا بحسب مصادر محلية.

أما في درعا فذكرت شبكة شام الإخبارية أن قوات النظام اقتحمت بلدة الطيبة وقامت بعمليات تفتيش وأقامت العديد من الحواجز وسط إطلاق نار كثيف، كما سمع دوي إطلاق نار أيضا بمدينة بصر الحرير بالمحافظة.

كما اقتحمت قوات النظام مجددا مدينة دوما بعد أن تم قصفها منذ الصباح الباكر بالدبابات، مما أدى إلى احتراق عدد كبير من المحال التجارية.

——————–

دمشق أبلغته ببدء سحب جيشها

أنان يطالب دولا بفرق للمراقبة بسوريا

                                            قال المتحدث باسم المبعوث الدولي العربي المشترك كوفي أنان إن دمشق أبلغت الأخير ببدء سحب الجيش من بعض المناطق، كاشفا عن طلب أنان من عدة دول المشاركة في مهمة مراقبة وقف إطلاق النار المقرر أن يدخل حيز التنفيذ الثلاثاء المقبل، في حين تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا اليوم الخميس للاستماع إلى تقرير أنان بشأن الوضع في سوريا.

 في الأثناء، توصلت الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى صيغة نهائية لمشروع بيان رئاسي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بشأن الأزمة السورية، والتي لمحت موسكو بالتصويت عليه في حال عدم تضمّنه إنذارات.

 وأوضح أحمد فوزي -المتحدث باسم أنان- أن السلطات السورية أبلغتهم بالمباشرة بسحب القوات من ثلاث مناطق هي درعا وإدلب والزبداني، مشيرا إلى أنهم “بصدد التثبت” من هذه المعلومات.

 وتوقع فوزي -في مؤتمر صحفي عقده في جنيف- أن تلتزم الحكومة السورية والمعارضة بوقف كامل لإطلاق النار خلال 48 ساعة اعتبارا من العاشر من الجاري، وأن تكون الحكومة السورية أنهت سحب قواتها من المدن.

 وقال فوزي أيضا إنه هناك طلبات في الوقت الحالي من دول أعضاء بالأمم المتحدة للمشاركة في قوات بمهمة مراقبة وقف إطلاق النار المقرر أن تبدأ في سوريا بعد العاشر من أبريل/نيسان.

ومن المنتظر أن يصل فريق طليعي أوفده أنان -الذي سيزور طهران الأربعاء المقبل لبحث الملف السوري مع المسؤولين الإيرانيين- إلى دمشق اليوم الخميس لبحث نشر أفراد مهمة المراقبة والذي يتطلب قرارا من مجلس الأمن الدولي.

مسؤول سوري لا يوجد موعد أو مهلة لإتمام انسحاب القوات من البلدات والمدن (الفرنسية)

الانسحاب والمهلة

في المقابل أفاد مسؤول سوري بأن إتمام انسحاب الجيش من المدن السورية ليس مرتبطا بمهلة زمنية، موضحا أن موعد العاشر من الجاري لا يرتبط بهذه العملية بل “بمدى التزام الأطراف الأخرى” بتنفيذ الخطة.

ونقلت صحيفة الوطن -المقربة من السلطات- عن مصدر رسمي لم تسمه نفيه “وجود موعد أو مهلة” لإتمام الانسحاب العسكري من البلدات والمدن السورية، مشيرا إلى أن العاشر من الجاري يرد كتاريخ مرتبط بعملية بدء الانسحاب لوحدات من الجيش “وليس انتهاءه ولا يعد مهلة بحد ذاته”.

ولفتت صحيفة الوطن أيضا إلى أن محادثات بين فريقي التفاوض من الخارجية السورية برئاسة نائب الوزير وآخر من الأمم المتحدة ستتم اليوم لبحث نقاط بروتوكول التعاون المزمع توقيعه بين الجانبين لتنظيم مهمة نشر المراقبين في سوريا.

وأشارت إلى أن ثمة تفاهمات بين الجانبين تم الاتفاق عليها من الجولة الأولى من المباحثات الأسبوع الماضي من بينها أن تتم تحركات المراقبين مستقبلا بالتنسيق مع الجانب السوري الذي “يتولى حمايتهم”.

لافروف (يمين) يقول إن بلاده قد تصوت لصالح قرار مجلس الأمن وجوبيه (يسار) متشائم من مهمة أنان (الفرنسية)

تفاؤل وتشاؤم

وقد أدرجت بعثة المراقبين هذه في مشروع بيان تعده واشنطن وباريس ولندن من أجل تبنيه اليوم الخميس في مجلس الأمن الدولي.

ويطالب المشروع الحكومة السورية بتنفيذ التزاماتها مع أنان فوراً، ووقف تحركات القوات، وسحبها من المناطق السكنية، والكف عن استعمال أسلحة ثقيلة، بحلول العاشر من الجاري.

وتطالب المسودة جميع الأطراف بوقف العنف المسلح بكل أشكاله في غضون 48 ساعة من استكمال سحب القوات السورية من المدن، كما يطالب مشروع البيان المعارضة بالتعاطي إيجابيا مع مهمة أنان، ويشدد على ضرورة اعتماد آلية لمراقبة وقف العنف.

من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده قد تصوت لصالح بيان مجلس الأمن بشأن سوريا إذا لم يتضمن مهلة زمنية.

وأضاف لافروف -في مؤتمر صحفي عقده اليوم في العاصمة القرغيزية بيشكيك- أن أي مهلة زمنية أو تهديد بحق النظام السوري سيُفشل مهمة كوفي أنان، وسيُساعد على زيادة التوتر والعنف في سوريا.

أما وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه فأكد أنه غير متفائل إزاء نجاح خطة أنان، متهما الرئيس الأسد بخداع المجتمع الدولي.

وأضاف جوبيه أن مسار الأمور لا يوحي بأن مهمة أنان ستضع حدا للقتال في سوريا، مشيرا إلى أن الأسد يتظاهر بقبوله خطة أنان وفي الوقت نفسه يواصل استخدام القوة ضد شعبه.

————–

النظام السوري أعلن بدء سحب قواته والمعارضة تنفي

النرويجي روبرت مود سيقود بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا

بيروت – محمد زيد مستو

أكد أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، أن الجنرال النروجي روبرت مود، سيقود بعثة مراقبي أنان إلى دمشق.

وذكر التلفزيون النرويجي أن المفتش العام السابق في الجيش النرويجي روبرت مود، ترأس بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في الشرق الأوسط لمدة عامين في مهمة انتهت في شهر فبراير/ شباط العام الماضي.

ومن المقرر أن يزور مود دمشق خلال اليومين المقبلين لمناقشة إمكانية نشر ما بين 150 إلى 200 مراقب تابعين للأمم المتحدة، للعمل على مراقبة تنفيذ دمشق لخطة أنان التي من المقرر أن يبدأ العمل بها في 10 أبريل/ نيسان الجاري.

وطلب عنان من مجلس الأمن دعمه في موضوع نشر بعثة مراقبين للإشراف على وقف إطلاق النار في سوريا حسب دبلوماسيين.

وأعلن المتحدث باسمه أمس أن فريقا أمميا من خمسة أو ستة أشخاص سيتوجه إلى سوريا في الساعات الـ48 المقبلة لإعداد خطة نشر المراقبين، مشيرا في الوقت نفسه إلى “الحاجة إلى قرار من مجلس الأمن ووقف للعنف قبل نشرهم”.

انسحاب

في المقابل قال مصدر حكومي سوري إن الجيش بدأ الانسحاب من بعض المدن التي وصفها بالهادئة والعودة إلى ثكناته، وذلك قبل أيام من انتهاء المهلة لتطبيق الخطة الدولية لوقف إطلاق النار.

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن القوات بدأت بالانسحاب إلى خارج المناطق الهادئة والعودة إلى ثكناتها، فيما تراجعت إلى أطراف المناطق المتوترة، وهو ما نفته المعارضة والنشطاء.

وكان الرئيس بشار الأسد وافق على المهلة التي حددت لتطبيق خطة المبعوث العربي الدولي المشترك كوفي أنان، والتي تتضمن ست نقاط بينها سحب الجيش من البلدات والمدن ووقف إطلاق النار، على أن يتبعها وقف العنف من قبل العناصر المسلحة في المعارضة السورية في ما لا يقل عن 48 ساعة.

————–

انفجارات في كفرسوسة وإطلاق نار بالمزة في دمشق

101 قتيل بنيران النظام السوري وإضراب عام في درعا

العربية.نت

أفادت لجان التنسيق بمقتل شخصين فجر اليوم الخميس برصاص قوات النظام في منطقة اللوان في كفرسوسة، إثر استهداف السيارة التي كانت تقلهما من قبل المخابرات الجوية، فيما سمع دوي انفجارات وأصوات أسلحة متوسطة في جميع أنحاء كفرسوسة، وسمع دوي إطلاق نار كثيف في محيط حي المزة.

وقالت الهيئة العامة للثورة إن عدد قتلى الأمس ارتفع ليصل إلى 101 قتيل بنيران قوات النظام السوري.

فيما أعلن المركز الإعلامي السوري أن الجيش الحر صد هجوما لقوات النظام في حي دير بعلبة بحمص، وأن اشتباكات عنيفة دارت لساعات بين كتيبة ثوار البياضة وقوات النظام.

وأفادت أنباء بأن قوات النظام بدأت حملة عسكرية على الريف الشمالي في حلب وأن الدبابات تقصف بشكل عشوائي.

وفي دير بعلبة بحمص صد الجيش الحر هجوما لقوات النظام بعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين بحسب المركز الإعلامي السوري.

على صعيد آخر أعربت الولايات المتحدة عن أسفها لتصاعد حدة القصف المدفعي في سوريا رغم الاتفاق الذي تضمن وقفا للعمليات العسكرية وسحبا للآليات من التجمعات السكانية. وصرح مارك تونر أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن على النظام السوري أن يثبت أنه يعتزم احترام مهلة العاشر من أبريل/نيسان.

ويواصل جيش النظام اقتحام البلدات والمدن وقصفها، مخلفا عشرات القتلى والجرحى يوميا.. في وقت يعجز السكان عن التنقل من مكان إلى آخر خوفا من القناصة، ما حال دون تأمين المواد الغذائية الرئيسية للعيش إن وجدت في المحال التجارية.

إضراب عام في درعا

زار المبعوث الدولي – وفقا للمعارضة – بلدتي شيخ مسكين ونوى وحي المطار في درعا، وحالت السلطات السورية دون وصوله لباقي أحياء المدينة التي شهدت إضرابا عاما، وأقفلت المحال التجارية على الرغم من تهديدات جيش النظام بحرقها إن لم تفتح، ولجأت قوات النظام إلى فتح تلك المحال بالقوة.

وفي الوقت الذي كان الطيران الحربي يحلق في سماء بلدات داعل وطفس والحراك على ارتفاع منخفض، كانت عشرات المدرعات والدبابات تجوب اليادودة وانخل والمزيريب، التي شهدت حملة حرق وسلب ونهب للممتلكات، بالإضافة إلى اعتقال عدد من المواطنين.

أما بلدة بصر الحرير فما زالت تعاني حصاراً خانقاً لليوم التاسع والأربعين على التوالي. حصار شبيه شهدته بلدات الحراك المليحة الشرقية والغربية والغارية الشرقية والغربية والكرك الشرقي.

أما بلدة حوران فلم تكن أفضل حالاً حيث يعاني أهلها من نقص حاد في المواد الغذائية والمحروقات مع انقطاع في التيار الكهربائي وكل أشكال الاتصالات الخارجية جراء الحصار المفروض عليها.

سياسياً

نقلت وكالة “إيتار- تاس” الروسية عن مصدر دبلوماسي في موسكو أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور موسكو في العاشر من أبريل الجاري، وهو آخر موعد حدده كوفي عنان المبعوث الأممي العربي إلى سوريا لوقف العنف من جانب القوات الحكومية في سوريا.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جهته أن وفدين من المعارضة السورية الداخلية سيزوران موسكو أيضا في الأيام القريبة المقبلة.

وجدد لافروف موقفه السابق من أن المعارضة السورية “لن تستطيع إلحاقَ الهزيمة” بالقوات النظامية السورية، حتى لو تم تسليحُها بكافة أنواع الأسلحة.

—————

مصير الطبيب لؤي خطاب ما زال مجهولاً

مصادرة جهاز الحاسوب الخاص به.. ومستشفى تشرين تتهم العصابات المسلحة باختطافه

العربية.نت

درج النظام السوري على انتهاج سياسية التنكيل بكل معارضية، حيث طالت أذرع تلك السياسية الممنهجة، الطبيب لؤي الخطاب، الذي تعرض للاختطاف وهو على رأس عمله في مستشفى تشرين العسكري بدمشق بتاريخ 4-3-2012.

فقد دخل الأمن العيادة الأذنية في المشفى برفقة الرائد إياد سليمان. واقتادوا الطبيب مكبل اليدين أمام أعين الجميع إلى سيارة مدنية مركونة خلف المشفى وقاموا بركله إلى داخل السيارة.

وبعد اعتقال الطبيب عاد الأمن برفقة الرائد إياد إلى سكن الأطباء وتم أخذ جهاز الكمبيوتر الخاص بالطبيب المعتقل من غرفته.

ومن جهتها ،قالت مصادر من داخل مستشفى تشرين إن العصابات المسلحة قد قامت باختطاف الدكتور لؤي خطاب من المشفى ولا نعلم مكان وجوده، ويشار إلى أن الطبيب لؤي الخطيب من مدينة طيبة الإمام في حماة.

والجدير بالذكر أن مشفى تشرين العسكري في دمشق هو ثكنة عسكرية بكل ما للكلمة من معنى، فهناك العديد من الحواجز العسكرية تمنع غير المخولين الوصول إليه، وفي كل زوايا وأركان المشفى هنالك دائماً أفراد من الجيش بالعتاد الحربي الكامل.

————–

فيسترفيلله يتصل بأنان: مركزية وعد دمشق بانسحاب القوات قبل العاشر من الجاري

برلين (5 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أجرى وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله اتصالاً هاتفياً اليوم الخميس، مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي أنان، حول الوضع في سورية

وقال بيان للخارجية في برلين أن “المحادثة تركزت على إمكانية الاعتماد على وعد من جانب النظام في دمشق بانسحاب القوات بحلول العاشر من الشهر الجاري” حسب تعبيره

وكرر فيسترفيلله “دعم المانيا لجهود وساطة كوفي انان” و “شدد على أنه بالنظر لاستمرار العنف وتزايد عدد القتلى في الأيام الأخيرة، فإن على النظام السوري الامتثال لالتزاماته” على حد قوله

وأكد على أن “الحكومة الاتحادية ملتزمة بقوة بإرسال رسالة واضحة من مجلس الأمن الدولي للنظام السوري مفادها ضرورة تنفيذ خطة أنان ذات النقاط الست بشكل كامل” حسب تعبيره

ووردت أنباء اليوم أن مجلس الأمن الدولي وافق على بيان رئاسي يطالب دمشق والمعارضة بالالتزام بالعاشر من الشهر الجاري كموعد نهائي لوقف إطلاق النار، وسحب قوات الحكومة السورية من المدن

—————-

هيئة التنسيق السورية المعارضة: لا صلة بالمطلق بين زيارة وفد الهيئة لموسكو وزيارة المعلم

روما (5 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

بعد أن تم تأجيل الزيارة لعدة مرات خلال الشهر الأخير، علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن الوفد الذي يمثل هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي حدد الموعد النهائي لزيارة العاصمة الروسية موسكو في الخامس عشر من الشهر الجاري، ومن المقرر أن يضم الوفد تسعة من قياديي الهيئة من الداخل والخارج.

وتهدف الزيارة إلى شرح وجهة نظر الهيئة التنسيق وإلى الاستماع للمسؤولين الروس حول الأزمة السورية، وضرورة التزام النظام السوري بمبادرة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان وتحديد موعد للتوصل لوقف العنف من قبل النظام السوري وتسهيل عمل فرق الإغاثة وغيرها.

ونفى قيادي في الهيئة في تصريح لوكالة (آكي) أي صلة بين زيارة الوفد لموسكو والزيارة التي أعلنت عنها روسيا لوزير الخارجية وليد المعلم في العاشر من الشهر الجاري، وقال إن التوقيت مختلف والهيئة لم ولن تقبل اللقاء أو التواصل بشكل مباشر أو غير مباشر مع شخصيات من النظام السوري، وزيارة الهيئة كانت مقررة منذ الشهر الماضي ولكن لانشغال وزارة الخارجية الروسية تأجلت إلى الثاني الشهر الجاري ثم إلى منتصفه

وأضاف القيادي “لهيئة التنسيق ملاحظات عديدة على الموقف الروسي، وهي لا تؤيد موقف موسكو تجاه الأزمة السورية، وفي غاية الاستياء من تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي سيلتقي الوفد به في موسكو وبعدد من كبار المسؤولين الروس المكلفين بالأزمة” السورية

ومن المرتقب أن يجري الوفد السوري المعارض لقاءات مع أعضاء في مجلس النواب الروسي (الدوما)، ويلتقي عددا من المفكرين والسياسيين في مراكز متخصصة بالأبحاث والدراسات.

ويرأس الوفد حسن عبد العظيم المنسق العام للهيئة، ويضم عدداً من القياديين عُرف منهم عبد العزيز الخيّر، عارف دليلة، طارق أبو الحسن وهيثم مناع وغيرهم

وتعتبر روسيا من أبرز الدول التي وقفت إلى جانب النظام السوري منذ انطلاق الانتفاضة في قبل أكثر من عام، واستخدمت حق النقض (الفيتو) مرتين في مجلس الأمن ضد قرار يدين السلطات السورية باستخدام العنف المفرط في قمع المحتجين السوريين، وتقف حجر عثرة أمام نقل ملف الأزمة إلى مجلس الأمن

————–

كوفي عنان يرحب بقرار مجلس الأمن ويدعو جميع الأطراف للمشاركة في تطبيق خطة السلام

أعرب كوفي عنان عن ترحيبه بموافقة مجلس الأمن الدولي على بيان يدعو فيه سوريا بالالتزام بتعهداتها، وقال إنه ينبغي مشاركة جميع الأطراف في سوريا في تطبيق خطة وقف العنف.

ونقل عنان عن سوريا قولها إنها بدأت انسحابا جزئيا لقواتها من إدلب والزبداني، ودرعا، ولكنه قال إن هذه الأنباء لم تؤكد. وقال إنه لا يزال يسقط ضحايا في البلاد.

وطالب عنان القوات السورية والمعارضة بوقف جميع أعمال العنف بحلول الساعة السادسة صباحا بحسب التوقيت المحلي في سوريا من 12 أبريل/نيسان، إذا وفت الحكومة السورية بالموعد النهائي الذي تعهدت به لوقف القتال في العاشر من أبريل/نيسان.

وقال عنان الذي كان يوجه حديثه عبر الفيديو للجمعية العامة للأمم المتحدة “إنني أحث الحكومة وقادة المعارضة على إصدار تعليمات واضحة بهذا حتى تصل الرسالة إلى جميع أرجاء البلاد، وإلى المقاتلين والجنود”.

بيان

وكان مجلس الامن الدولي قد دعم الخميس رسميا موعد العاشر من أبريل/نيسان الذي حدده مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص لسوريا، كوفي عنان لانهاء هجمات النظام السوري على المدن التي تشهد تمردا على النظام.

وتبنى المجلس بيانا في اجتماع عقده الخميس، دعا فيه “الحكومة السورية الى التطبيق العاجل والواضح لالتزاماتها”، بعد موافقتها على ذلك التاريخ، بحسب ما قاله دبلوماسيون لوكالة الأنباء الفرنسية.

وقال المجلس انه استنادا الى تقارير عنان حول ما ينفذه الرئيس السوري بشار الأسد، فانه “سيدرس اتخاذ مزيد من الاجراءات المناسبة”.

وقدم المجلس، المنقسم بشدة حول النزاع في سوريا، دعمه الجديد لخطة عنان قبل ان يطلع عنان الجمعية العامة للامم المتحدة على جهوده لوقف اعمال العنف في سوريا.

تخفيف اللهجة

وقال دبلوماسيون شاركوا في المحادثات انه تم تخفيف لهجة البيان بناء على طلب روسيا.

فقد تم تغيير الاقتراح الاصلي الذي طرحته الدول الغربية بحيث استبدلت كلمة “يطالب” المجلس سوريا بسحب قواتها واسلحتها الثقيلة، الى كلمة “يدعو المجلس” سوريا للقيام بذلك.

كما تم استخدام “التطبيق الواضح” بدلا من عبارة “التطبيق الذي يمكن التحقق منه”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الخميس، إن العنف في سوريا ضد المدنيين لم يتوقف، وإن النزاع الذي مازال متواصلا منذ عام وقتل فيه الآلاف يشتد سوءا.

تفاؤل

وكان أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي عنان قد أعلن الخميس أن الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا يتوقع أن تلتزم الحكومة السورية والمعارضة بوقف كامل لإطلاق النار خلال 48 ساعة، اعتبارا من العاشر من أبريل/نيسان.

وقال المتحدث “ما نتوقعه في العاشر من ابريل/نيسان هو ان تكون الحكومة السورية قد انهت سحب قواتها” من المدن.

وأضاف فوزي “اعتبارا من هذه اللحظة، تبدأ فترة 48 ساعة سيحصل خلالها وقف كامل لجميع اشكال العنف من قبل جميع الاطراف، وهذا يشمل الحكومة السورية والمعارضة السورية.

واعلن المتحدث ان السوريين “يقولون انهم باشروا سحب قوات من بعض المناطق” مثل درعا وادلب والزبداني.

واوضح المتحدث “اننا بصدد التثبت” من هذه المعلومات. ولكنه قال إنه لن يقوم بهذه العملية المراقبون الذين يصلون الخميس الى سوريا.

وقال فوزي ان هؤلاء المراقبين الذين يقودهم الجنرال النروجي روبرت مود سيبدأون مع السلطات السورية مناقشة اجراءات انتشار محتمل لمهمة الامم المتحدة للاشراف والمراقبة”.

واضاف انه عندئذ يمكن ان تكون هناك بعثة سلام “مستعدة” للانتشار “فور صدور قرار من مجلس الامن”.

وستجري المحادثات بين وفد الخارجية السورية برئاسة فيصل مقداد نائب وزير الخارجية ووفد الأمم المتحدة برئاسة الجنرال النرويجي روبرت مود.

وكان مسؤول سوري نفى في تصريحات صحفية أن يكون العاشر من أبريل نيسان مهلة أو موعد نهائي لإتمام انسحاب القوات السورية من المدن الذي ربطته دمشق رسمياً بـ”مدى التزام الأطراف الأخرى بتنفيذ الخطة، ومدى التزام المبعوث الدولي كوفي عنان بتقديم ضمانات لهذه الالتزامات.

وقال مراسل بي بي سي في دمشق عساف عبود إن المباحثات ستتطرق إلى تنظيم تحركات المراقبين مستقبلاً بالتنسيق مع الجانب السوري الذي يتولى حمايتهم، و المناطق التي يرغبون في زيارتها.

ومن ناحية أخرى، ذكر المتحدث باسن عنان ان الموفد الدولي سيزور طهران في 11 أبريل/نيسان، دون ان يذكر اي معلومات اضافية حول هذه الزيارة ولا حول الشخصيات التي سيلتقيها في ايران.

وسيخاطب عنان اليوم الخميس، عبر الفيديو من جنيف، الجمعية العامة للامم المتحدة لاطلاعها على “الوضع في سوريا والتقدم الذي احرزته مهمته”.

تشاؤم وتحذير

وفي الوقت الذي أعرب فيه عنان عن توقعه التزام سوريا والمعارضة بوقف إطلاق النار، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس انه “غير متفائل” بشان تطبيق النظام السوري خطة موفد الامم المتحدة والجامعة العربية.

وقال جوبيه متحدثا للصحافيين البريطانيين والاميركيين في باريس “هل يمكن ان نكون متفائلين؟ لست كذلك”.

أما وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فحذر الغربيين الخميس من توجيه أي تهديدات أو إنذارات لسوريا، بينما يعد مجلس الأمن الدولي بيانا بشأن النزاع هناك.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي إن “روسيا يمكن أن توافق على وثيقة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، إذا كانت تساهم في تطبيق خطة عنان”.

وأضاف أن “الحكومة السورية أخذت هذه المقترحات في الاعتبار وبدأت تطبيقها، ومن المهم جدا عدم تقويض هذه الإجراءات بإنذارات وتهديدات”، وعبر لافروف عن أسفه لأن هناك من يريد ذلك.

زيارة موسكو

من ناحية أخرى، يتوجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو في العاشر من أبريل الجاري في زيارة من المتوقع أن يلتقي خلالها الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

ويقول مراسلنا في دمشق إن زيارة المعلم تتزامن مع زيارات لفصائل من المعارضة السورية في الداخل وتحديدا هيئة التنسيق الوطنية برئاسة حسن عبد العظيم دون وجد ارتباط بين زيارة المعلم ووفود المعارضة التي تسعى موسكو إلى التواصل معها لايجاد صيغة للحوار للوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية.

اشتباكات

وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت الخميس -بحسب نشطاء سوريين- بين الجيش السوري ومنشقين في مدينة دوما بالقرب من دمشق وكفر شمس.

كما واصل الجيش السوري هجماته على عدة مدن وبلدات بالقرب من مدينة حلب وفقا للنشطاء.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن والجيش قتلت واحدا وثلاثين مدنيا في مناطق من سوريا.

وفي ريف دمشق، قال عضو مجلس قيادة الثورة احمد الخطيب لوكالة الأنباء الفرنسية إنه “وصلت تعزيزات للقوات النظامية بعد منتصف الليل الى دوما، وبدأت الاشتباكات الساعة الثانية بتوقيت غرينتش، واستمرت ساعة ونصف تقريبا قبل ان ينسحب عناصر الجيش الحر الى البساتين المجاورة”.

واضاف الخطيب ان عملية اقتحام دوما “هي الرابعة خلال ثلاثة اشهر”، وأوضح ان “القوات النظامية تجتاح المدن باعداد كبيرة من الجنود والاليات وتتمركز في الشوارع الرئيسية متجنبة دخول الاحياء ولا تلبث ان تعود وتنسحب منها لتنفذ عمليات في مدن اخرى تشهد احتجاجات”.

ووفقا للنشطاء السوريين قتل أكثر من 170 شخصا خلال الأسبوع الجاري جراء أعمال العنف على الرغم من تعهد الرئيس السوري بشار الأسد ببحث خطة كوفي عنان لوقف العنف في البلاد.

وذكر نشطاء أن شخصين قتلا في كفر سوسة أحد أحياء دمشق بعد أن فتحت قوات الأمن النار على سيارة كانا بداخلها.

كما قتل خمسة جنود سوريين في اشتباكات في مدينتي حلب ودرعا وفقا للمرصد السوري.

————–

فريق الأمم المتحدة يجري مباحثات في دمشق وتقارير عن اشتباكات عنيفة قرب العاصمة

يبدأ فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة مباحثاته اليوم الخميس في دمشق مع المسؤولين السوريين حول آلية تطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي عنان وتنظيم مهمة نشر المراقبين في سوريا.

ومن المقرر أن تجري المحادثات بين وفد الخارجية السورية برئاسة فيصل مقداد نائب وزير الخارجية ووفد الأمم المتحدة برئاسة الجنرال النرويجي روبرت مود.

وقال مراسل بي بي سي في دمشق عساف عبود إن المباحثات ستتطرق إلى تنظيم تحركات المراقبين مستقبلاً بالتنسيق مع الجانب السوري الذي يتولى حمايتهم، و المناطق التي يرغبون في زيارتها.

وأوضح مراسلنا أن زيارة الوفد الأممي ستستمر لعدة ايام بعيدا عن وسائل الإعلام.

وكان مسؤول سوري نفى في تصريحات صحفية أن يكون العاشر من أبريل نيسان مهلة أو موعد نهائي لإتمام انسحاب القوات السورية من المدن الذي ربطته دمشق رسمياً بـ”مدى التزام الأطراف الأخرى بتنفيذ الخطة، ومدى التزام المبعوث الدولي كوفي عنان بتقديم ضمانات لهذه الالتزامات.

زيارة موسكو

من ناحية أخرى، يتوجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو في العاشر من أبريل الجاري في زيارة من المتوقع أن يلتقي خلالها الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

ويقول مراسلنا في دمشق إن زيارة المعلم تتزامن مع زيارات لفصائل من المعارضة السورية في الداخل وتحديدا هيئة التنسيق الوطنية برئاسة حسن عبد العظيم دون وجد ارتباط بين زيارة المعلم ووفود المعارضة التي تسعى موسكو إلى التواصل معها لايجاد صيغة للحوار للوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية.

اشتباكات

ميدانيا، قال نشطاء سوريون إن اشتباكات عنيفة اندلعت الخميس بين الجيش السوري ومنشقين في مدينة دوما بالقرب من دمشق وكفر شمس.

كما واصل الجيش السوري هجماته على عدة مدن وبلدات بالقرب من مدينة حلب وفقا للنشطاء.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن القوات النظامية اقتحمت مدينة دوما فجر الخميس مدعومة بآليات عسكرية ودبابات وسط إطلاق نار كثيف وقصف مدفعي.

وأضاف المرصد أن الاشتباكات وقعت في أنحاء عدة من المدينة وشوهدت أعمدة الدخان بالقرب من المسجد الرئيسي في المدينة.

ووفقا للنشطاء السوريين قتل أكثر من 170 شخصا خلال الأسبوع الجاري جراء أعمال العنف على الرغم من تعهد الرئيس السوري بشار الأسد ببحث خطة كوفي عنان لوقف العنف في البلاد.

وذكر نشطاء أن شخصين قتلا في كفر سوسة أحد أحياء دمشق بعد أن فتحت قوات الأمن النار على سيارة كانا بداخلها.

كما قتل خمسة جنود سوريين في اشتباكات في مدينتي حلب ودرعا وفقا للمرصد السوري.

————–

مصير خطّة أنان بين دمشق ونيويورك وموسكو

ينتظر أن توافق روسيا اليوم على بيان رئاسي يصدر عن مجلس الأمن لتبنّي خطة كوفي أنان التي تتضارب التفسيرات بشأن موعد العاشر من نيسان المحدَّد بموجبها. وقد تكون لقاءات طلائع المراقبين الدوليين مع حكام دمشق اليوم حاسمة في مرحلة ما بعد مهلة العاشر من نيسان

لا تزال المسائل المتّصلة بقدرة خطة الموفد المشترك من الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، على البدء بحلّ الأزمة السورية والشروع في فتح آفاق حل سياسي لها بعيداً عن العنف، هي عنوان التطورات السورية. ويتزامن الوصول المنتظر اليوم للوفد التحضيري للمراقبين الدوليين إلى دمشق، برئاسة النرويجي روبرت مود، مع ترجيح تبنّي مجلس الأمن، اليوم أيضاً، خطة أنان في بيان رئاسي يتوقع كثيرون أن ينال تأييد روسيا التي سبق لها أن أعلنت «دعمها الكامل لها». أما تفاصيل اتفاق أنان مع السلطات السورية على تطبيق الخطة، فلا تزال موضع تجاذُب بين المعنيين وتفسير كل طرف له. وفي حين تستعد موسكو لاستقبال رئيس الدبلوماسية السورية وليد المعلم، فإنّ وفداً من «معارضة الداخل» سيزور العاصمة الروسية أيضاً، علماً بأن الهدف المحدد من خطة أنان هو تهيئة الأجواء لفتح حوار بين المعارضة والسلطة.

ونقل موقع «شام برس» عن «مسؤول سوري بارز» تأكيده أن وزارة الخارجية السورية اتفقت مع أنان «على بدء عملية انسحاب الآليات العسكرية الثقيلة بتاريخ العاشر من نيسان، وليس الانسحاب الكامل للجيش والقوات المسلحة من المدن الموجود فيها بموجب هذا التاريخ»، ذلك أن «سوريا لن تكرر الخطأ الذي ارتكب مع بعثة جامعة الدول العربية»، على حدّ تعبير المصدر.

كلام أكمله المندوب السوري الدائم في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، في حديث تلفزيوني رأى فيه أن هناك «قوى تسعى الى إفشال المبادرات الدبلوماسية التي توافق عليها الحكومة السورية لإنهاء الأزمة في داخل سوريا»، لافتاً إلى أنه «كلما تجاوبت الحكومة السورية مع مبادرة دبلوماسية ترمي إلى تخفيف التوتر وإنهاء العنف ووقف الأعمال الإجرامية، نفاجأ بوجود من يتقصّد ويتعمّد إفشال تلك المساعي».

بدورها، كشفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن توقعات بلادها إزاء خطة أنان، موضحةً أن «الهدف الرئيسي لجهود أنان يتمثل في إقناع أطراف النزاع بوقف إطلاق النار، لتبدأ بعد ذلك عملية سياسية، لأن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية». وبحسب المتحدث باسم أنان، أحمد فوزي، ينتظر أن تصل إلى دمشق «بعثة التخطيط التابعة لإدارة عمليات حفظ السلام، وستتألف من 5 إلى 6 أشخاص برئاسة الضابط النروجي الميجر جنرال روبرت مود». وستكون مهمة هذه البعثة الإعداد لنشر مراقبين دوليين تتراوح التقديرات بشأن عددهم بين 200 و250 فرداً، علماً بأنه للتمكن من نشر المراقبين، سيكون من الضروري استصدار قرار من مجلس الأمن.

وسبق لمود أن قاد بعثة «هيئة مراقبة الهدنة التابعة للأمم المتحدة»، وهي عملية حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في الشرق الأوسط، وذلك لمدة عامين حتى شباط 2011. ولهذه الغاية، التقى أنان بمود أمس في جنيف قبل توجه الضابط الأممي إلى سوريا للاجتماع بمسؤوليها.

وفي نيويورك، يُتوقَّع أن يصدّق مجلس الأمن على خطة أنان التي وافقت عليها سوريا. ويدعو مشروع البيان الرئاسي، الذي قد يصدر اليوم، دمشق إلى احترام مهلة العاشر من نيسان لوقف عملياتها العسكرية، والمعارضة السورية الى وقف القتال خلال الساعات الـ48 اللاحقة. كذلك ينص على أن «مجلس الأمن يطالب الحكومة السورية بأن تعمد فوراً الى تطبيق تدابير فك الارتباط العسكري التي وعدت بها (سحب القوات الحكومية من المدن المتمردة، والامتناع عن استخدام الأسلحة الثقيلة) في موعد أقصاه 10 نيسان، بناءً على موافقتها على القيام بذلك». ويشير مشروع البيان الرئاسي إلى أنه «في حال عدم وقف القتال والأعمال العدائية خلال المهل المحددة، سيدرس المجلس أي تدابير أخرى يراها ملائمة». وستتركز الأنظار في الأيام المقبلة على موسكو التي تستضيف وليد المعلم، يلي ذلك استقبال وفدين من المعارضة السورية «الداخلية». ونقلت وكالة «إيتارتاس» الروسية عن مصدر دبلوماسي في موسكو قوله إن «وزير الخارجية وليد المعلم سيزور موسكو في 10 نيسان المقبل». وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن وفدين من المعارضة السورية الداخلية سيزوران موسكو في الأيام القريبة المقبلة، أشارت معلومات إلى أن تاريخ ذلك قد يكون في 17 و18 نيسان المقبل. وقال لافروف إن «ممثلين عن المعارضة السورية الداخلية، وتحديداً من هيئة التنسيق الوطنية، سيزورون موسكو قريباً»، مضيفاً أن «مجموعة أخرى تمثل المعارضة الداخلية ستزور العاصمة الروسية بعد عدة أيام». وكان لافروف قد جزم بأن الجناح المسلح من المعارضة «لن يستطيع إلحاق الهزيمة» بقوات الرئيس بشار الأسد «حتى لو جرى تسليحه الى أقصى حدّ ممكن، ولن نشهد عندها سوى مذبحة تستمر لسنوات طويلة ودمار متبادل». كذلك جدد انتقاداته لمؤتمر «أصدقاء سوريا»، معتبراً أن الحلفاء الغربيين والعرب للمعارضة السورية «يسعون الى الحيلولة دون إجراء أي مفاوضات مع نظام الاسد».

(أ ف ب، رويترز، سانا، يو بي آي)

——

سوريا: وصول طلائع المراقبين

أعلن المتحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، أن فريقا طليعياً من المراقبين، وصل إلى دمشق، اليوم، فيما أعرب وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، عن تشاؤمه بشأن تطبيق النظام السوري خطة أنان، بالتزامن مع تأكيد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده قد تصوّت على بيان لمجلس الأمن الدولي حول سوريا في حال عدم تضمّنه إنذارات، داعياً إلى موقف توافقي يؤكد على مهمة أنان. جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه مسؤول سوري لصحيفة «الوطن» السورية أن اتمام انسحاب الجيش من المدن السورية ليس مرتبطا بمهلة زمنية.

أعلن المتحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، أن فريقا طليعياً من المراقبين، يقوده النرويجي الميجر جنرال روبرت مود، وصل إلى دمشق، اليوم، لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين بشأن نشر قوات لمراقبة وقف لإطلاق النار تدعمه الأمم المتحدة.

وأضاف أحمد فوزي أن «فريق التخطيط بالكامل في دمشق الآن. هناك نحو عشرة او 11 منهم».

كذلك، توقّع فوزي، اليوم في جنيف، التزام الحكومة السورية والمعارضة بوقف كامل لاطلاق النار خلال 48 ساعة، اعتبارا من العاشر من نيسان/أبريل، مشدداً على أن السوريين «يقولون انهم باشروا سحب قوات من بعض المناطق»، مؤكداً، خلال مؤتمر صحافي، «اننا بصدد التثبت» من هذه المعلومات.

وفي السياق، أعرب وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، عن عدم تفاؤله بشأن تطبيق النظام السوري خطة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، التي تنص على وقف العمليات العسكرية وأعمال العنف في البلاد.

وقال جوبيه، خلال حديث لصحافيين بريطانيين وأميركيين في باريس، «هل يمكن ان نكون متفائلين؟ لست كذلك».

وكان الناطق باسم أنان، أحمد فوزي،

من ناحيتها، أعلنت روسيا، اليوم، على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، أنها قد تصوّت على بيان لمجلس الأمن الدولي حول سوريا في حال عدم تضمّنه إنذارات، داعياً إلى موقف توافقي يؤكد على مهمة أنان.

ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسيّة عن لافروف قوله، خلال محادثاته مع مسؤولين في عاصمة قيرغيزستان بشكيك، إن روسيا يمكن أن تصوّت على بيان لمجلس الأمن الدولي حول سوريا إن لم يتضمّن أية «إنذارات»، مضيفاً أنه «عندما ندرس هذه الوثيقة في مجلس الأمن سننطلق من مبادئنا بعدم إلحاق الأذى، وإن أمكن إتخاذ موقف توافقي يؤكد على مهمة كوفي أنان، وعدم إستخدام الإنذارات التي ستتسبّب بتوترات».

وقال لافروف إن هذا سيكون جيداً، لكنه أشار إلى أنه «لا يعتمد فقط علينا (روسيا)».

من ناحية ثانية، أفاد مسؤول سوري لصحيفة «الوطن» السورية، اليوم، أن اتمام انسحاب الجيش من المدن السورية ليس مرتبطا بمهلة زمنية، موضحا ان موعد العاشر من نيسان/أبريل المقبل، الذي ورد ذكره الاثنين الماضي، في مجلس الأمن لا يرتبط بهذه العملية بل «بمدى التزام الأطراف الأخرى بتنفيذ الخطة».

وأضاف المصدر، الذي لم تسميه الصحيفة، أن دمشق ربطت المهلة رسميا «بمدى التزام الأطراف الأخرى بتنفيذ الخطة ومدى التزام المبعوث الدولي كوفي أنان بتقديم ضمانات لهذه الالتزامات»، معتبراً أن أنان «لم يستطع تحقيق أي تقدم على هذا الصعيد لا على المستوى الإقليمي (دول الخليج وتركيا) ولا الداخلي (المعارضة المسلحة)».

كذلك، كشف المصدر للصحيفة أن «الحكومة السورية أعلمت كوفي أنان مؤخرا في رسالة رسمية بدء عملية انسحاب وحدات من الجيش من مناطق مختلفة في البلاد سمت منها ريف دمشق كالزبداني وبعض مناطق إدلب»، مشيرةً، في راسلتها، إلى ان «عملية الانسحاب تتم استنادا للوضع الميداني في كل المنطقة».

إلى ذلك، لفتت الصحيفة إلى أن محادثات بين فريقي التفاوض من الخارجية السورية، برئاسة نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد، وآخر من الأمم المتحدة، برئاسة الجنرال النروجي روبرت مود، ستتم اليوم لبحث نقاط بروتوكول التعاون المزمع توقيعه بين الجانبين، لتنظيم مهمة نشر المراقبين في سوريا.

واشارت الصحيفة إلى أنه «ثمة تفاهمات بين الجانبين تم الاتفاق عليها من الجولة الأولى من المباحثات الأسبوع الماضي من بينها أن تتم تحركات المراقبين مستقبلا بالتنسيق مع الجانب السوري الذي يتولى حمايتهم»، مضيفةً: «الأمم المتحدة قدمت للجانب السوري خرائط توضح مناطق يرغبون في زيارتها أو التموضع فيها دون أن يكون الاتفاق قد أنجز في هذه النقطة».

تجدر الإشارة إلى أن بعثة المراقبين أدرجت في مشروع إعلان تعده واشنطن وباريس ولندن من أجل تبنيه، اليوم، في مجلس الأمن الدولي.

وعلى صعيد آخر، وافقت السلطات السورية، اليوم، على زيارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر «لأماكن الاحتجاز»، بحسب ما أفاد بيان صادر عنها.

وذكر البيان أن «وزارة الخارجية والمغتربين وافقت على الإجراءات المحددة لزيارة أماكن الاحتجاز (في سوريا)»، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق «سيوضع موضع التنفيذ في زيارة تقوم بها اللجنة الدولية للأشخاص المحتجزين في سجن حلب المركزي»، من دون تحديد تاريخ الزيارة.

(أ ف ب، يو بي آي)

————–

عنان: يتعين وقف الصراع في سوريا الساعة السادسة صباح 12 ابريل

الامم المتحدة (رويترز) – قال المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان يوم الخميس ان الجيش السوري والمتمردين الذين يخوضون صراعا منذ نحو عام أسفر عن مقتل الالاف يجب أن يوقفوا كافة أعمال العنف بحلول الساعة السادسة صباح يوم 12 ابريل نيسان بتوقيت سوريا اذا التزمت الحكومة بالموعد النهائي الذي وافقت عليه لوقف القتال والذي يحل يوم العاشر من ابريل.

وابلغ عنان الجمعية العام للامم المتحدة “أدعو الحكومة وقادة المعارضة لاصدار تعليمات واضحة حتى تعم الرسالة أنحاء البلاد وتصل الى المقاتل والجندي على المستوى المحلي.”

(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

————

متحدث باسم عنان: سوريا تقول انها بدأت سحب بعض قواتها

جنيف (رويترز) – قال المتحدث باسم وسيط السلام الدولي كوفي عنان يوم الخميس ان السلطات السورية أبلغت عنان بأنها بدأت سحب قوات من ثلاث مناطق في اطار خطة للسلام لوقف أعمال العنف المستمرة منذ اكثر من عام.

لكن هذا التقرير قوضته اشتباكات جديدة اندلعت بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في منطقة أخرى ببلدة قرب العاصمة دمشق.

ولم تظهر بوادر على توقف القتال على الرغم من موافقة الرئيس بشار الاسد منذ اكثر من أسبوع على خطة للسلام من ست نقاط وضعها عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا.

وقال احمد فوزي المتحدث باسم عنان في افادة صحفية في جنيف “نعم.. لقد أبلغونا بأنهم بدأوا سحب القوات من مناطق معينة… حددوا ثلاث مدن هي درعا وادلب والزبداني.”

وأضاف أن مكتب عنان يحاول التحقق من التأكيد السوري. كانت روسيا قالت ان سوريا بصدد سحب القوات.

وقال فوزي “لا أستطيع الخوض في تفاصيل عن عملية التحقق. لكن ما أستطيع ان اخبركم به هو أننا نبحث عددا من المصادر ونفحص هذه المعلومات بعناية.”

وأضاف المتحدث أنه تم توجيه طلب للدول أعضاء الامم المتحدة لتوفير قوات لبعثة مراقبة وقف اطلاق النار تنشر في سوريا بعد العاشر من ابريل نيسان.

وقال فوزي للصحفيين ان التقارير الاعلامية عن نشر ما بين 200 و250 مراقبا غير مسلح “ليست بعيدة للغاية” عن الواقع مضيفا أن القوة ستنشر تدريجيا.

ووصل فريق طليعي أرسله عنان الى دمشق يوم الخميس ليبدأ مناقشة الانتشار الكامل والذي يتطلب صدور قرار من مجلس الامن الدولي.

وقال فوزي لرويترز في وقت لاحق “فريق التخطيط بالكامل في دمشق الان. هناك نحو عشرة او 11 منهم.”

وتابع أن الفريق لن يشارك في محاولة التحقق من تقارير عن الانسحاب.

وتحدد خطة السلام التي وضعها عنان الامين العام السابق للامم المتحدة مهلة تنتهي في العاشر من ابريل نيسان لسحب القوات والاسلحة الثقيلة يعقبها وقف اطلاق النار من الجانبين في غضون 48 ساعة.

وقال فوزي “ما نتوقعه في العاشر من ابريل هو أن تكون الحكومة السورية استكملت انسحابها من المراكز السكانية وسحب وحداتها العسكرية من المراكز المأهولة وأن تكون قد أوقفت تحريك اي وحدات عسكرية الى المدن وأن نبدأ فترة 48 ساعة توقف خلالها جميع الاطراف كافة اشكال العنف تماما.”

وأضاف “وبالتالي سنبدأ في حساب الزمن في العاشر (من ابريل) للجانبين لوقف كافة اشكال العنف.”

وقال ان مكتب عنان على اتصال وثيق مع المعارضة السورية داخل وخارج سوريا.

ومضى يقول “نتلقى اشارات ايجابية من المعارضة تفيد بأنه متى تلتزم الحكومة بمهلة العاشر من ابريل فانهم سيلقون أسلحتهم ايضا.”

وأردف قائلا “وقف جميع الاطراف للعنف ليس هدفا في حد ذاته. سيكون مؤشرا على بدء عملية سياسية.

“الحقيقة أن السيد عنان لم يبدأ بالتفكير فيها وحسب بل ويعمل ايضا نحو صيغة مقبولة للجميع لا أستطيع الخوض فيها الان.”

وأضاف أن عنان سيجري محادثات في طهران في 11 ابريل مع مسؤولين ايرانيين كبار بشأن سوريا.

وقال فوزي ان من المقرر أن يطلع عنان الجمعية العامة للامم المتحدة في وقت لاحق الخميس على تطورات الوضع بعد أن كان قد أطلع اجتماعا مغلقا لمجلس الامن الدولي يوم الاثنين.

ومضى يقول ان روسيا والصين “تدعمان بشدة “خطة عنان”.

ولدى سؤاله عما اذا كان يتوقع منهما تأييد قرار لمجلس الامن الدولي بشأن نشر القوات قال “سواء وافق الروس والصينيون عليه ام لا فانهم حتى الان يؤيدون. كما تعلمون أظهروا دعما شديدا لخطة عنان المكونة من ست نقاط.”

(اعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير نبيل عدلي)

—————-

الصليب الاحمر: سوريا وافقت على توسيع نطاق المساعدات وزيارة المعتقلين

جنيف (رويترز) – قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم الخميس ان سوريا وافقت على السماح لها بتوسيع نطاق عملها في البلاد وعلى إجراء تطلب بموجبه من السلطات وقف القتال حين تقتضي الحاجة لاجلاء الجرحى.

تم التوصل الى هذه الاتفاقات التي تشمل استئناف زيارات الصليب الاحمر للمعتقلين في السجون أثناء محادثات في دمشق هذا الاسبوع بين جاكوب كلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومسؤولين كبار من بينهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

وقال كلينبرجر في بيان صدر في ختام زيارته لدمشق التي بدأت يوم الاثنين وشملت التوقف في ريف درعا لتسليم اغذية ان هذه الاتفاقات “ستمكن لجنة الصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري من تلبية الاحتياجات الانسانية المتزايدة.”

وأضاف “هذا يعني أنه سيكون علينا أن نسرع ببناء مواردنا البشرية وطاقتنا اللوجستية في سوريا.”

ولجنة الصليب الاحمر هي الوكالة الدولية الوحيدة التي تنشر عمال إغاثة في سوريا حيث لم يسمح للامم المتحدة على نحو كبير بالدخول.

وأضاف البيان أن مسؤولي اللجنة سيستأنفون الزيارات لمراكز الاعتقال والتي توقفت منذ سبتمبر ايلول وأن من المقرر زيارة المعتقلين المحتجزين في سجن حلب المركزي. ويوجد الان اتفاق بشأن “اجراءات لزيارات اماكن الاعتقال”.

وبعد محادثات كلينبرجر مع الاسد في سبتمبر ايلول فتحت سوريا سجونها للمرة الاولى أمام لجنة الصليب الاحمر التي زار مسؤولوها معتقلين في سجن دمشق المركزي.

لكن الزيارات توقفت منذ ذلك الحين حيث أصرت لجنة الصليب الاحمر على احترام شروطها التقليدية التي تشمل حق اجراء مقابلات منفردة مع السجناء والقيام بزيارات متابعة لها.

ووجهت لجنة الصليب الاحمر نداء يوم 21 فبراير شباط الى القوات السورية ومقاتلي المعارضة بوقف القتال ساعتين يوميا للقيام بالاعمال الانسانية. لكن هذا لم يتحقق على الاطلاق رغم ما قالت اللجنة انها علامات إيجابية من الجانبين.

وقال المتحدث باسم اللجنة هشام حسن ان المسؤولين السوريين وكلينبرجر توصلوا الى اتفاق على اجراء تطلب اللجنة بموجبه وقف القتال في منطقة ما لاجلاء الجرحى وادخال امدادات.

وأضاف “وهذا يعني انه في المناطق التي تتأثر بالقتال ومتى دعت الحاجة الى اجلاء مرضى وجرحى ونقل مساعدات انسانية فان لجنة الصليب الاحمر ستطلب من وزارة الخارجية تنشيط هذا البند.”

وقال البيان ان كلينبرجر أجرى محادثات مع وزير الصحة الدكتور وائل الحلقي “ركزت بالكامل” على حق الجرحى والمرضى في الحصول على الرعاية الطبية والتزام كافة الاطراف باحترام العاملين الطبيين والمنشات وعربات النقل التابعة للجنة.

وكانت لجنة الصليب الاحمر قد قالت في السابق انه كان من الصعب الاتصال ببعض الاشخاص الجرحى لمعالجتهم واجلائهم وان عربات الاسعاف تتعرض لاطلاق النار أو هجمات أخرى.

(اعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير نبيل عدلي)

من ستيفاني نيبهاي

————–

بان جي مون يقول ان الصراع في سوريا يزداد سوءا

الامم المتحدة (رويترز) – قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الخميس ان العنف في سوريا ضد المدنيين لم يتوقف وان الصراع المندلع منذ عام والذي قتل الالاف بالفعل يزداد سوءا.

وقال بان للجمعية العامة للامم المتحدة “رغم قبول الحكومة السورية خطة المبعوث الخاص المشترك (للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان) والتي تتضمن مقترحات مبدئية لحل الازمة فلم يتوقف العنف والهجمات على المناطق. الوضع على الارض يواصل التدهور.”

(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير احمد حسن)

————–

مجلس الأمن يدعو سوريا للالتزام بمهلة لوقف القتال

الامم المتحدة (رويترز) – اتفق مجلس الامن الدولي يوم الخميس على بيان يدعو سوريا للالتزام بمهلة تنتهي في العاشر من أبريل نيسان لوقف القتال وسحب القوات من المراكز السكانية.

وهدد المجلس باتخاذ “خطوات أخرى” اذا لم تلتزم سوريا بذلك.

وقال دبلوماسيون غربيون ان البيان – وهو نسخة مخففة من مسودة سابقة – لم يلق اعتراضا وسيقره مجلس الامن الذي يضم 15 دولة في وقت لاحق يوم الخميس. وقالوا ان ذلك يعني ان البيان نال تأييد الصين وروسيا فيما يبدو.

وكان كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية قد أبلغ المجلس يوم الاثنين الماضي بأن الحكومة السورية وافقت على المهلة وأنه سيسعى لانهاء عمليات قوات المعارضة في غضون 48 ساعة من اتخاذ القوات الحكومية الخطوة الاولى بوقف القتال. وطلب عنان من المجلس تأييد المهلة.

ويدعو بيان مجلس الامن عنان الى موافاته بتفاصيل التزام سوريا بالمهلة وحذر من انه “سيدرس خطوات اخرى بما يلائم” الوضع.

لكن روسيا والصين أكدتا انهما ستعارضان أي محاولات لفرض عقوبات على سوريا.

وقال مجلس الامن في البيان الذي حصلت عليه رويترز “يدعو مجلس الامن الحكومة السورية للقيام فورا وبشكل واضح بالتزاماتها… أ(بتخفيف تحركات القوات نحو المراكز السكانية) و ب (وقف اي استخدام للاسلحة الثقيلة في هذه المراكز) و ج( بدء سحب التجمعات العسكرية في وفي محيط المراكز السكانية وتنفيذ ذلك كاملا في موعد لا يتجاوز العاشر من ابريل 2012).”

ووافقت سوريا علنا على الموعد النهائي لكن دبلوماسيين غربيين أعربوا عن تشككهم في نوايا الرئيس السوري بشار الاسد. وقالوا ان انهم يشكون في التزامه بشكل كامل بالموعد النهائي حيث سبق له ان نكث بوعود سابقة بوقف العمليات العسكرية ضد المحتجين المدنيين.

وقال مجلس الامن في بيانه “يدعو مجلس الامن كل الاطراف بما فيها المعارضة الى وقف العنف المسلح بكل اشكاله في غضون 48 ساعه من تنفيذ الحكومة السورية لكامل الخطوات أ وب وج.”

(اعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير- نبيل عدلي)

من لويس شاربونو ومايكل نيكولاس

—————-

عنان: السادسة من صباح 12 أبريل موعد وقف العنف بسوريا

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — أصدر مجلس الأمن الدولي بياناً دعم فيه مبادرة المبعوث الدولي والعربي، كوفي عنان، والمهلة التي حددها لوقف العنف في سوريا بالعاشر من أبريل/نيسان الجاري، بينما تحدث عنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً الحاجة إلى “الوقف الفوري للعنف،” مشيراً إلى أن تلقى معلومات من الجانب السوري يشير إلى انسحاب جزئي لقوات النظام من ثلاث مناطق.

بيان مجلس الأمن

أصدر مجلس الأمن الدولي بياناً رئاسياً الخميس، أكد فيه التزامه بـ”سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية،” ودعا النظام في دمشق إلى التطبيق العاجل لمبادرة المبعوث الدولي والعربي، كوفي عنان التي تنص على وقف إدخال القوات العسكرية إلى المناطق السكنية ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة وسحب القوات من المناطق المأهولة وذلك في مهلة أقصاها العاشر من أبريل/نيسان الجاري.

وقال المجلس في بيانه إن يدعو جميع الأطراف، بما في ذلك المعارضة، إلى وقف استخدام العنف المسلح بكل أشكاله خلال 48 ساعة من تاريخ العاشر من أبريل/نيسان.

ودعا المجلس الحكومة السورية إلى السماح بالدخول الفوري للمساعدات الإنسانية إلى السكان الذين يحتاجون إليها، بما يتوافق مع القانون الدولي، كما أشار إلى أهمية وجود “آلية مراقبة من الأمم المتحدة” لمراقبة وقف إطلاق النار وتطبيق مبادرة عنان بنقاطها الست.

وشدد المجلس على أهمية “الحل السياسي السلمي” للأزمة السورية، مجدداً دعمه لجهود عنان التي قال إنها تهدف إلى: “إنهاء العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وضمان وصول المساعدات الإنسانية وتطوير عملية انتقال سياسية يقودها السوريون نحو نظام ديمقراطي متعدد

عنان يتحدث للجمعية العامة

من جانبه، قال المبعوث العربي والدولي لسوري، كوفي عنان، في جلسة استماع أجراها عبر دائرة تلفزيونية مع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن هناك “حاجة ماسة” لوقف العنف والتوصل لحل سياسي تعددي، معتبراً أن ذلك “يجب أن يتم من خلال حوار بين الحكومة السورية ومختلف أطراف المعارضة ويجب أن يشارك فيه المجتمع السوري كاملا.”

وقال عنان إن الحكومة السورية “أطلعته على أنه ما من قوات إضافية سيتم نشرها،” كما أشارت إلى قيامها بـ”انسحاب جزئي من إدلب والزبداني ودرعا.”

ولفت عنان إلى ضرورة: “إسكات صوت المدافع والأسلحة وتوقف التهجير القسري وتدمير المنازل والإساءة للأطفال،” مضيفاً أنه قد أطلع المعارضة السورية على الخطوات المطلوبة منها إن أوقفت الحكومة العنف، مشيراً إلى أن المعارضة ملتزمة بوقف العنف عندما تطبق الحكومة التزاماتها بوقف العنف وسحب القوات من المدن.

وذكر عنان أنه أكد للحكومة السورية أهمية إطلاق المعتقلين والتعاون مع منسقية الإغاثة، مشيراً إلى أن السلام في سوريا “لن يتحقق دون عملية سياسية،” مؤكداً الحاجة لتواجد أممي محدود العدد وبصلاحيات مرنة وقادر على التحرك بين المناطق لمراقبة الوضع على الأرض.

وشدد المبعوث العربي والدولي على أنه “مستعجل لرؤية الالتزامات تطبق من قبل الحكومة،” وحدد الساعة السادسة صباحاً بتاريخ 12 أبريل/نيسان الجاري موعداً نهائياً لوقف العنف من جميع الأطراف، غير أنه لفت إلى أن الحكومة ما زالت تقول إنها تواجه ما تقول إنها “مجموعات مسلحة تقوم بعمليات تخريب.”

وكان المندوب السوري في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، قد استبق كلمة عنان أمام الجمعية العامة بطلب التحدث، داعياً أعضاء الجمعية إلى “الوقوف دقيقة صمت احتراماً للضحايا” على حد تعبيره.

———————

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى