أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 4 كانون الأول 2013

مقتل 18 شخصاً بقذائف في مناطق خاضعة للأسد

بيروت – أ ف ب

قتل 18 شخصاً على الاقل بينهم ضابط واصيب نحو 30 شخصا بجروح في سقوط قذائف على مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري في مدينة حلب (شمال)، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” عن “مقتل 18 شخصاً على الاقل وجرح نحو ثلاثين شخصاً في سقوط قذائف صاروخية على منطقتي الميريديان والفرقان الواقعتين تحت سيطرة النظام في مدينة حلب”، مشيراً الى ان من القتلى “خمسة عناصر من القوات النظامية بينهم ضابط”.

نداء من البابا من أجل راهبات معلولا والرهائن في سورية

الفاتيكان – أ ف ب

وجه البابا فرنسيس الأول نداء من أجل الراهبات الأرثوذوكسيات الـ12 اللواتي خطفهن مسلحون في بلدة معلولا، شمال سورية، ومن أجل “كل الأشخاص الذين خطفوا بسبب النزاع” في البلد.

وخلال اللقاء العام في ساحة القديس بطرس، تحدث البابا عن “راهبات دير مار تقلا للروم الأرثوذوكس في سورية، اللواتي جرى اقتيادهن بالقوة من جانب رجال مسلحين”.

وقال: “نصلي من أجل هؤلاء الأخوات وكل الأشخاص، الذين خطفوا بسبب النزاع. لنواصل الصلاة والعمل معاً من أجل السلام”.

البطريرك اليازجي يطالب بإطلاق الراهبات بوتين والأمير بندر ناقشا الأزمة السورية

نيويورك – علي بردى

طالب بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي باطلاق الراهبات اللواتي احتجزهن مسلحون جهاديون الاثنين ونقلوهن من دير مار تقلا في بلدة معلولا الى بلدة يبرود، ونددت فرنسا بعملية الاختطاف وطالبت بجلاء مصير الراهبات، ونددت موسكو بالاعتداءات على دور العبادة. وفي تطور اقليمي ودولي بارز استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مدير المخابرات السعودية العامة الامير بندر بن سلطان وناقش معه الازمة السورية والاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1.

وقال البطريرك اليازجي في بيان: “نستصرخ الضمير البشري كله وكل ذوي النيات الحسنة لاطلاق راهباتنا المحتجزات واليتامى. ونناشد بذرة الضمير التي زرعها الله في كل البشر، بمن فيهم الخاطفون، اطلاق اخواتنا سالمات. نداؤنا الى المجتمع الدولي وسائر حكومات العالم لاطلاق راهبات مار تقلا واليتامى المحتجزات منذ البارحة. ان احتجاز الراهبات حتى الان، رغم كل الاتصالات الجارية، هو تعد صارخ على كرامة الناس وعلى صوت السلام والصلاة في ربوع سوريا والمشرق كله”.

ونقلت صحيفة “الوطن” المقربة من السلطات عن مصدر عسكري ان “ارهابيين” اقتحموا معلولا “واحتلوا دير مار تقلا واحتجزوا رئيسة الدير وعدداً من الراهبات”، مشيراً الى ان وجودهم في البلدة “مسألة ساعات” لأن قوة عسكرية توجهت “لتطهير معلولا من رجس الإرهاب”.

وفي اتصال مع “وكالة الصحافة الفرنسية” ، قالت رئيسة دير صيدنايا في ريف دمشق فيرونيا نبهان انها تحادثت مع رئيسة دير مار تقلا في معلولا الام بيلاجيا سياف الساعة 23:30 مساء الاثنين (21:30 بتوقيت غرينيتش)، وأن الراهبات وثلاث عاملات أخذن معهن “يقمن في جو مريح في منزل ببلدة يبرود، ولا أحد يعكر صفوهن”.

وصرح السفير البابوي في دمشق المونسنيور ماريو زيناري ان الراهبات “ارغمتهن مجموعة مسلحة على ترك الدير بالقوة”، والانتقال الى يبرود على مسافة 20 كيلومترا شمال معلولا، والتي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. واعرب عن اعتقاده ان الراهبات “موجودات في يبرود”، مؤكداً ان الميتم التابع للدير اخلي من الاطفال منذ زمن بعيد “لان الوضع كان سيئا جدا”، وتاليا لم يقتد المقاتلون اي طفل معهم. وفي وقت سابق قال السفير البابوي لاذاعة الفاتيكان ان الراهبات لبنانيات وسوريات، وان اسباب اقتيادهن مجهولة، من غير ان يتحدث صراحة عن عملية خطف.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال: “اننا قلقون جدا من المعلومات التي تحدثت عن خطف 12 راهبة ارثوذكسية سورية ولبنانية او ارغامهن على مغادرة دير معلولا. نطلب، اذا تبين ذلك، الافراج عنهن فورا”. ووجه نداء “لاحترام” دور العبادة والمؤسسات الدينية في سوريا، مؤكدا “تضامن فرنسا مع كنائس سوريا”.

وشددت وزارة الخارجية الروسية على وجوب وقف الهجمات “الإرهابية” على دور العبادة ورجال الدين في سوريا. وقالت في بيان تعليقاً على سلسلة الهجمات الاخيرة على أماكن العبادة ورجال الدين في سوريا: “نعتقد أنه من الضروري أن نسترعي من جديد انتباه الشركاء الدوليين والاقليميين الى جهود التسوية بسوريا، وادارة المنظمات الانسانية الدولية”.

وأعربت القيادة المشتركة لـ”الجيش السوري الحر” وقوى الحراك الثوري عن إدانتها ورفضها بشدة لأي اعتداء على المدنيين والكنائس ودور العبادة وترويع الآمنين. وطالبت في بيان وزعته إدارتها الاعلامية التي تتخذ باريس مقراً لها بـ”محاسبة ومقاضاة أي فرد أو مجموعة كانت ومن أي جهة أتت (نظام أو معارضة) على أي ممارسات تتنافى مع أخلاق وقيم ومبادئ الشعب السوري العظيم وثورته المجيدة ونؤكد أننا لا نسمح في صفوفنا بأية أعمال أو ممارسات تتنافى مع هذه القيم والأخلاق ومن يخل بها ويتجاوزها يستبعد ويحاسب ويعاقب”. ورأت أن “ما يحدث في سوريا ويحدث في مدينة معلولا التاريخية المسيحية هو نتيجة حال الفوضى المدمرة والمسؤول عنها النظام وتخاذل ما يسمى المجتمع الدولي”.

بوتين والأمير بندر

 في موسكو، أورد الكرملين بياناً في موقعه الالكتروني جاء فيه إن بوتين اجتمع مع الأمير بندر بن سلطان قرب موسكو وبحثا في الحرب في سوريا والبرنامج النووي الايراني.

وقال إن بوتين والأمير بندر بحثا في خطط لعقد مؤتمر جنيف – 2 في 22 كانون الثاني، و”جرى تبادل الرأي بالتفصيل في شأن الوضع في سوريا بما في ذلك الاستعداد لعقد مؤتمر جنيف – 2″. واضاف: “جرى التطرق إلى الفاعليات الإيجابية في الجهود الدولية لتسوية الملف النووي الإيراني”.

وأفاد مصدر ديبلوماسي في الرياض ان محادثات الامير بندر مع المسؤولين الروس تتركز على الأوضاع في سوريا، إلى حاجات المملكة من الأسلحة الروسية. وجدير بالذكر ان بوتين والأمير بندر كانا اجتمعا في روسيا في تموز.

آموس

 في نيويورك، طلبت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمساعدة الطارئة البارونة فاليري آموس من مجلس الأمن “ممارسة ضغوط” على السلطات السورية كي تسمح بحرية وصول أكبر الى المدنيين الذين تحاصرهم المعارك في سوريا.

وكانت آموس تتحدث أمام أعضاء مجلس الأمن إذ قالت إن “الوحشية التي يتسم بها هذا النزاع أمر لا يمكن قبوله”. وشدد على أن “أخذ المدنيين رهائن أمر لا يمكن قبوله، وعلى الحكومة السورية الاقتناع بضرورة تحسين وصول المساعدات الإنسانية”. وطالبت بأن “تسهل دمشق منح تأشيرات دخول للعاملين في مجال المساعدات الإنسانية”.

الجعفري

وأعلن المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري عقب جلسة لمجلس الأمن أن جميع السعوديين الذين يقاتلون في بلاده جاؤوا بعلم من المخابرات السعودية من أجل “الجهاد في سوريا وقتل السوريين”. وأوضح أن “هؤلاء الإرهابيين يدخلون إلى سوريا عبر حدودها مع الأردن ولبنان، أما بقية الإرهابيين فيأتون عبر الحدود مع تركيا بتسهيلات من المخابرات التركية والقطرية”. واعتبر أن “كل دول الخليج متورطة في دعم المجموعات الإرهابية”، مشيراً الى أن “الحكومات التركية والسعودية والقطرية متورطة بدعم الإرهابيين في سوريا، أما الدول الخليجية الأخرى فهي مشتركة ولكن ليس على مستوى الحكومات بل من طريق ما تسميه المنح والتبرعات”. وتحدث عن “مواطن كويتي واحد كان قادرا على جمع وإرسال 400 مليون دولار وبالتأكيد هناك إماراتيون وبحرينيون وكويتيون”. وأكد أن “الجيش السوري أسر 300 سعودي كما قتل الآلاف من الارهابيين في الهجمات الأخيرة”.

مشاغبة بين موسكو وواشنطن بشأن جنيف

بندر يعود إلى بوتين .. بعد فشله سورياً

محمد بلوط

بندر بن سلطان مرة ثانية بعد أربعة أشهر في كرملين فلاديمير بوتين. اللقاء كان رسمياً وقصيراً بما لا يتيح التحدث مجدداً عن صفقة يعرضها رئيس الاستخبارات السعودية على الرئيس الروسي.

فخلال أسابيع استنفد رئيس الاستخبارات السعودية جزءاً كبيراً من الأوراق التي حملها آنذاك إلى مضيفه الروسي، لمبادلته سوريا بحكومة تملي عليها الرياض احترام المصالح الروسية لقاء موافقة بوتين على التخلي عن الرئيس بشار الأسد.

ذهب الأميركيون بعيداً في التفاهم مع الإيرانيين حول الملف النووي والتباعد مع حليفهم في الرياض، وهي ورقة أساسية فقدها الأمير السعودي، في أولوية الأمن الخليجي ومحورية الدور السعودي. كما فقد ورقة القوة العسكرية التي يشعل بها الجبهات السورية، واستنفد جزءاً كبيراً من المهلة التي منحها له الأميركيون والأتراك لإعادة تعديل ميزان القوى لمصلحة المعارضة المسلحة، قبل الاضطرار إلى تحديد موعد لمؤتمر «جنيف 2» وإطلاق عملية سياسية لا تزال غير واضحة المعالم، لكنها تبقي على النظام الذي يشنّ بندر بن سلطان حرباً شاملة عليه لإسقاطه.

ولم تنجح الفصائل السبعة التي أُعيد توحيدها، بوحي من رئيس الاستخبارات السعودية، في «الجبهة الإسلامية»، في تحقيق أي اختراق في المناطق التي كان الجيش السوري قد استعاد السيطرة عليها، سواء في الغوطة الشرقية الاستراتيجية في ريف دمشق، أو في جبهات حلب التي أصيبت فيها المعارضة بهزائم كبيرة في السفيرة وخناصر وريف حلب الشرقي.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن بوتين التقى بندر بن سلطان، في موسكو. وأضاف «جرت مناقشة الوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وتابع «كما جرى تبادل الآراء بشكل مفصل حول الوضع في سوريا، بما في ذلك على ضوء التحضير لمؤتمر جنيف 2». وأشار إلى أن الجانبين أكدا على «الديناميكية الايجابية للجهود الدولية لتسوية القضية النووية الإيرانية».

ولكن لا تقدم نحو «جنيف 2». الروس والأميركيون اكتفوا بتحديد الموعد في 22 كانون الثاني المقبل، لكن من دون الذهاب أبعد من ذلك في حل المشكلات الأخرى، التي تجعل من انعقاده أمراً محسوماً، لا سيما تمثيل المعارضة السورية وتشكيل وفدها إلى المؤتمر، ناهيك عن الاتفاق على برنامج عمل موحد ورؤية مشتركة.

المحاولة الوحيدة التي كان ينبغي أن تقرب معارضة الداخل والخارج أخفقت في جمع وفدين من «هيئة التنسيق» و«الائتلاف الوطني السوري» الأحد الماضي، بسبب استدعاء الرياض لرئيس «الائتلاف» احمد الجربا. للتشاور، قال مصدر في «الائتلاف». لتخريب اللقاء، عقّب مسؤول في «هيئة التنسيق».

موعد آخر ضرب لمحاولة ثانية قبل 10 كانون الأول الحالي قد تتحقق في جنيف. اللقاء المقترح بين «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» قد يجري على قاعدة إرسال ممثلين عن كل طرف، يضم حسن عبد العظيم وهيثم مناع من الهيئة، واحمد الجربا وبدر جاموس عن «الائتلاف»، ويحضر اللقاء مندوبان من المستقلين.

ولكن لقاء واحداً لم ينعقد خلال الأيام الماضية بين الروس والأميركيين لتحديد معالم المرحلة المقبلة، أو تسريع التحضيرات للمؤتمر السوري. لم يبرز جهد أميركي ــ روسي مشترك لحل قضية تمثيل المعارضة، بما يسهل انعقاد المؤتمر، ولم يظهر زخم حقيقي من اجل تأمين شروط انعقاد المؤتمر. وخلال اللقاءات التي جمعت ممثلي المعارضة في جنيف الأسبوع الماضي بكل من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والسفير الأميركي روبرت فورد، ظهر توزيع للأدوار بين الطرفين، لن يساعد على التقدم نحو جنيف، بل إنه يزرع الطريق إليه بألغام كثيرة.

ويأخذ معارضون سوريون على الروس، تقاعسهم في الاعتراض على الانفراد الأميركي بتشكيل وفد المعارضة. لكن الاستراتيجية الروسية، كما شرحها بوغدانوف لمعارضين احتجوا على الانسحاب الروسي أمام فورد، تقتصر على انتظار أن ينجز السفير الأميركي مهمته المستحيلة، للاعتراض بعدها على الوفد الذي يسعى فورد إلى تشكيله للتفاوض مع النظام. ولا تزال استراتيجية فورد هي جمع المعارضة تحت مظلة «الائتلاف» وإقناع «هيئة التنسيق» و«تيار بناء الدولة» و«المنبر الديموقراطي» وشخصيات مستقلة، بالدخول في وفد يحمل اسم «الائتلاف» بصفته «ممثلاً شرعياً ووحيداً للمعارضة السورية».

ورغم حراجة الموقف، لا يبدي الروس استعجالاً كبيراً في اختيار المفاوضين وتأمين توازن بين معارضة الداخل، التي دافعوا عنها كثيراً، ومعارضة الخارج التي تعتبرهم خصماً أساسياً في الطريق إلى دمشق. وينقل معارض سوري عن بوغدانوف قوله للمحتجين عن التخلي عن دور تشكيل الوفد للأميركيين في هذه المرحلة إن «قطار المفاوضات سيسلك طريقاً طويلاً ومتعرجاً، وهناك محطات كثيرة، سينزل فيها كثير ممن صعدوا إليه في المحطة الأولى ويصعد إليه آخرون، ممن لم يذهبوا إلى جنيف في رحلته الأولى».

ويمكن الرهان على الطريقة التي عالج بها قضية التمثيل الكردي وشكل لغماً كبيراً في الطريق إلى جنيف. فقد نجح روبرت فورد بوضع التمثيل الكردي في إطار «الائتلاف» الذي استقبل 11 عضواً من «المجلس الوطني الكردي» وعين عبد الحكيم بشار، نائباً لرئيسه، لعزل القوة الكردية الرئيسة التي يمثلها «حزب الاتحاد الديموقراطي». ويمكن تأريخ الفشل الأميركي بالتوصل إلى توحيد المعارضة في وفد مقبول من جميع أطرافها إلى الربيع الماضي. علماً أن العقبات التي واجهها فورد في إقناع المعارضين بالموافقة على استراتيجيته في العمل تحت مظلة «الائتلاف»، من دون الدخول فيه، لا تزال على حالها.

ويقول معارض سوري بارز إن الروس والأميركيين «يشاغبون» على التسوية في جنيف. فالاعتراض الروسي على التشكيلة المقبلة، التي قد يتقدم بها الأميركيون، ينبع من الرغبة بإضعاف وفد المعارضة للحد من أي تمثيل فعال لها في الحكومة الانتقالية. أما الأميركيون فيعملون على تشكيل وفد تعهّدوا، بحسب معارض سوري التقاهم في اسطنبول مؤخراً، «بألا يلعب أعضاؤه أي دور في النظام الجديد». ويقول معارض سوري إن الأميركيين لا يملكون رؤية واضحة للتحضير لجنيف، وان سياسة روبرت فورد تتسم بكثير من الارتجال وردات الفعل على المواقف الروسية.

وقال معارض سوري إن الأميركيين لا يملكون أي سياسة يمكنها أن تتعارض مع رغبات رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان. ولا يبدو أن الأميركيين يملكون قرار تشكيل الوفد الذي يتظلل بمرجعية الاستخبارات السعودية والخطوط الحمراء التي وضعها رئيسها بندر بن سلطان. ويردد فورد في لقاءاته مع المعارض أن بندر لن يقبل بأي وفد يشارك في مفاوضات تمنح دوراً للرئيس بشار الأسد، كما لن يقبل بأي تسوية سياسية مع النظام السوري.

أول انتحارية سعودية تنضم إلى”داعش” في سوريا وتثير الجدل

ريما شري

لندن ـ ‘القدس العربي’ أعلنت السعودية ندى معيض القحطاني ‘نفيرها’ إلى أرض الشام ‘بهدف ‘الجهاد’ وتنفيذ عملية انتحارية عبر’التحاقها’ بصفوف تنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’ (داعش). وقالت القحطاني قبل وصولها إلى سوريا على صفحتها في ‘تويتر’: ”استودعكم الله دعواتكم لي بالعمليه الاستشهاديه’ وان يثبتني الله’وسأبشركم عما قريب بشاره تفرحكم’.

وأضافت: ”حرضوا ازواجكن وابنائكن يا نساء’أقسم بالله بأن كل متر من الشام بحاجه الى مجاهد’ستقف كل انثى امام الله وسيسألها الله’لماذا لم تحرضي محارمك’

وأثار إعلان القحطاني جدلاً كبيراً في أوساط المعلقين ورجال الدين بسبب سفرها إلى سورية من دون صحبة محرم، ما اعتبروه مخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية فيما إنتقد آخرون التحاقها بصفوف القتال علماً بأن زوجها محمد الأزدي، وهو مؤلف كتاب داعم لـ’داعش’:  ‘أحوال المعارضين لدولة المسلمين’، ليس متواجداً في سورية.

وردت القحطاني على المعلقين على حسابها على ‘تويتر’،”من قال أنه لا يوجد معي محرم !؟ ‘شقيقي جليبيب بالشام منذ عام والتحقت أنا به قبل ايام’الحمد لله’، الجدير بالذكر ان اسم القحطاني على موقع تويتر هو ‘اخت جليبيب’.

وأضافت: ”الحياة هنا للمرأه من دون محرم ستكون صعبه بل صعبه جدا لذلك احرصن أخواتي ألا تأتين إلا ولكم هنا محرم’.

وقالت في’تغريداتها يوم وصولها إلى سورية: ‘أين أنتم يا رجال ؟نساء الجزيرة يسبقونكم لأرض العز والجهاد’.

وبينما عبر الكثيرون من أنصار داعش عن اعجابهم بما قامت به القحطاني، إنتقد بعض المناصرين أو المنتمين’للتيار ‘الجهادي’ نفيرها واعتبروه مخالفة صريحة للشرع وأحكامه، فلا يجوز برأيهم أن تسافر المرأة وحدها من دون محرم، حتى لو كان شقيقها بانتظارها في نقطة الوصول، مشيرين كذلك إلى أن أحكام الشرع حول ‘جهاد’ المرأة واضحة وأنه غير مطلوب من النساء أن يحملن السلاح أو يقمن بتنفيذ عمليات انتحارية. وقد استشهد هؤلاء بفتوى صادرة عن الشيخ أبي محمد المقدسي لا تجيز ‘نفير’ المرأة أو حتى التحاقها بأهلها في ساحة ‘الجهاد’،’حسبما ذكرت صحيفة ‘السفير’ اللبنانية.

من جهة أخرى، طلب بعض المعلقين من’القحطاني أن تراجع وصية زوجة زعيم تنظيم ‘القاعدة’ أيمن الظواهري، أميمة حسن حيث أوصت النساء بعدم ‘النفير’ وأن البقاء في بيوتهن خير لهن وأحفظ.

وفي تعليق آخر على تويتر قالت القحطاني”لا داعي لمضايقة أمي يا اقاربي،’فانا خرجت مثلما اريد ولا لها اي صله بنفيري’ولن استبيح من يفتح معها موضوعي’وسأكون خصيمته يوم القيامه’.

مقتل 17 شخصا في سقوط قذائف على مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري بحلب

بيروت- (أ ف ب): قتل 18 شخصا على الأقل بينهم ضابط واصيب نحو 30 شخصا بجروح الاربعاء في سقوط قذائف على مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري في مدينة حلب (شمال)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس عن “مقتل 18 شخصا على الاقل وجرح نحو ثلاثين شخصا في سقوط قذائف صاروخية على منطقتي الميريديان والفرقان الواقعتين تحت سيطرة النظام في مدينة حلب”، مشيرا إلى أن من القتلى “خمسة عناصر من القوات النظامية بينهم ضابط”.

من جهته، افاد التلفزيون الرسمي السوري في شريط اخباري عاجل عن “استشهاد 17 مواطنا واصابة 30 آخرين جراء اعتداء ارهابي بقذائف صاروخية على منطقتي الفرقان والميريديان السكنيتين في حلب”.

ويستخدم نظام الرئيس بشار الاسد والاعلام الرسمي عبارة “ارهابيين” للاشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ 33 شهرا.

وبقيت حلب، كبرى مدن الشمال السوري، مدة طويلة في معزل عن النزاع الدامي في البلاد، الا انها تشهد معارك يومية منذ صيف العام 2012، ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على احيائها.

وأدى النزاع السوري إلى مقتل نحو 126 الف شخص، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سوريا.

اندبندانت: قائد الجيش السوري الحر سيتخلى عن الشرط المسبق بتنحي الأسد قبل انعقاد جنيف 2

لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (اندبندانت) الأربعاء أن رئيس أركان “الجيش السوري الحر”، اللواء سليم أدريس، سيتخلى عن الشرط المسبق بتنحي الرئيس بشار الأسد قبل انعقاد مؤتمر (جينف 2) الشهر المقبل، وأبدى استعداده للانضمام إلى قوات الحكومة السورية في الحرب ضد تنظيم القاعدة بعد الإطاحة بنظامه.

ونسبت الصحيفة إلى إدريس قوله في مدينة اسطنبول التركية إن الدولة الاسلامية في العراق والشام “صارت تشكل تهديداً خطيراً بالنسبة إلى مستقبل سوريا ويجب مواجهتها قبل أن تصبح أكثر قوة”.

وأضاف أنه ورفاقه “سيتخلون عن الشرط المسبق المطالب بتنحي الرئيس الأسد عن السلطة قبل انعقاد مؤتمر (جنيف 2) في 22 كانون الثاني/يناير المقبل، وسيقبلون بدلاً من ذلك بأن يترك السلطة في نهاية عملية التفاوض حين ينضم الجيش السوري الحر إلى ما بقي من قوات النظام لشن هجوم ضد الجماعات الجهادية”.

وأشار ادريس إلى أن رجاله “يُقاتلون على جبهتين، الأولى ضد تنظيم القاعدة في 24 موقعاً مختلفاً خلال الأِشهر الستة الماضية، والثانية في مواجهة قصف الطائرات الحربية ومدفعية نظام الرئيس الأسد”.

وقالت الصحيفة إن الجيش السوري الحر أعدّ تقريراً استخباراتياً عن صعود الجهاديين ومساعي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) للهيمنة على المناطق المحررة في سوريا “قدّر بأن لديها 5500 مقاتل أجنبي يشكلون العمود الفقري لعملياتها الحساسة، إلى جانب 2000 مقاتل سوري من الجزء الشمالي من البلاد، و 15 ألف مقاتل آخرين يقدمون الدعم لها”.

ونقلت عن التقرير أن المقاتلين الأجانب “يتم تجنيدهم عن طريق شبكة يقودها، أبو أحمد العراقي، وتزويدهم بأحزمة ناسفة لدى وصولهم إلى سوريا لتهديد كل من يجرؤ على مواجهتهم، ومن بينهم نحو 250 مقاتلاً شيشانياً ينتشرون في محافظة حلب تحت قيادة أبو عمر الشيشاني ويُعتبرون الأكثر خطورة وهمجية بينهم”.

وأشار تقرير الجيش السوري الحر، وحسب الصحيفة، إلى أن الدولة الاسلامية في العراق والشام “توظف سياسة الخطف في المناطق التي تنتشر فيها، وتحتجز أكثر من 35 صحافياً أجنبياً في سجون تابعة لها إلى جانب 60 ناشطاً سياسياً وأكثر من 100 عنصر من الجيش السوري الحر، وأقامت كمائن على الطرق من الحدود التركية لعمليات الاختطاف”.

وقالت “اندبندانت” إن مسؤولاً أمنيا غربياً بارزاً، لم تكشف عن هويته، شدد على “ضرورة الحفاظ على قوات النظام السوري لمعارك مقبلة مع المتشددين الاسلاميين، وتجنب الأخطاء التي ارتُكبت في العراق وليبيا حيث تم حل الجيش والشرطة بعد سقوط نظامي صدام حسين ومعمر القذافي مما سمح للجماعات الارهابية باستغلال الفراغ الأمني”.

الإبراهيمي: مؤتمر جنيف-2 قد لا يعقد في جنيف

جنيف- الأناضول: أوضح المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أنه قد لا يعقد مؤتمر جنيف-2  بشأن الأزمة السورية، في مدينة جنيف في موعده المزمع بتاريخ 22 كانون الثاني/ يناير المقبل، لأن فنادق المدينة محجوزة في هذا التاريخ.

ولفت الإبراهيمي، في تصريح لتلفزيون RTS السويسري، إلى تضارب موعد جنيف2 مع اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، ومعرض جنيف للساعات، اللذين سينظمان في نفس الفترة.

وأردف المبعوث الأممي العربي، أن فنادق جنيف محجوزة في هذا التاريخ، وأنه يجري دراسة الخيارات البديلة بشأن مكان عقد المؤتمر الدولي حول سوريا، مشيرا إلى أنه قد يقع الاختيار على مدينة مونترو، التي تبعد ساعة عن جنيف باستخدام القطار، منوها بان معرض الساعات سينتهي بعد يوم واحد من 22 كانون الثاني/ يناير المقبل.

ومن المنتظر أن تشارك كافة الدول والمؤسسات المعنية، في اليوم الأول للمؤتمر المزمع حول سوريا، فيما يستمر لاحقا بمشاركة الإبراهيمي وأطراف الصراع  بسوريا.

الزعبي: الأسد سيقود المرحلة الانتقالية كرئيس لسوريا

دمشق- (أ ف ب): اعلن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي أن بشار الأسد سيبقى رئيسا وسيقود المرحلة الانتقالية في حال التوصل إلى اتفاق خلال مؤتمر جنيف-2 المقرر عقده في كانون الثاني/ يناير في جنيف.

وقال الزعبي “اذا كان احد يعتقد باننا ذاهبون الى جنيف-2 لتسليم مفاتيح دمشق (للمعارضة) فلا داعي لذهابه”، وذلك في حديث إلى قناة “الميادين” الفضائية نقلته وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

اضاف “القرار للرئيس الاسد وهو قائد المرحلة الانتقالية اذا وصلنا اليها وقائد سوريا … وسيبقى رئيسا لسوريا”.

وانتقد الوزير المملكة العربية السعودية الداعمة للمعارضة السورية، رافضا مشاركتها في مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده الشهر المقبل سعيا للتوصل الى حل للازمة المستمرة منذ 33 شهرا.

وقال الزعبي انه “لا مبرر اطلاقا لوجود السعودية في أي عملية سياسية في المنطقة (…) ونتمنى الا تحضر (المؤتمر) لأنها اساءت لسوريا وأخطأت بحق السوريين كثيرا”.

وتابع “لم يعد هناك شيء يمكن المحافظة عليه في العلاقة مع السعودية بعد اعلانها وتدخلها المباشر في الحرب على سوريا”.

وكان الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي جدد الاثنين رغبته في مشاركة ايران، الحليفة للنظام السوري، والسعودية في المؤتمر المزمع عقده في 22 كانون الثاني/ يناير.

وترفض المعارضة السورية من جهتها مشاركة ايران التي تدعم القوات النظامية من خلال خبراء عسكريين، في جنيف 2.

أزمة بعنوان (درعا) والإستخبارات السعودية تتدحرج مجددا: الأردن يقرر دبلوماسية الهدوء ودمشق تكرر التصعيد

عمان- القدس العربي: أوضحت الحكومة الأردنية أن حدودها مع سوريا محروسة ومؤمنة من الجانب العسكري الأردني فقط عمليا بسبب إنشغال الجيش النظامي السوري في الأحداث الداخلية معتبرة أن الأردن لا زال يؤمن بأن مصلحته المباشرة تتطلب وجود دولة سورية صلبة وقوية خلف الحدود.

وكان الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني قد أبلغ (القدس العربي) في وقت سابق بان بلاده تراقب التفاصيل ومهتمة بأن لا تكون الحدود مع سوريا في وضع يمكنه أن ينقل أي من مظاهر الأزمة إلى التراب الأردني.

وأثارت تصريحات لمسئولين سوريين حول عمل سعودي إستخباري معادي للنظام السوري على الحدود مع سوريا جدلا في عمان ودمشق وبعض عواصم المنطقة.

المومني عبر عن قلق الأردن من تنامي تحشد جماعات أصولية متشددة داخل الحدود السورية لكن مدير الأمن العام الأسبق مازن القاضي أشار بدوره إلى ان النظام السوري يحشد متشددين من حزب إلله وقوى إيرانية في المنطقة وهو ما أشار له محامي التنظيمات الجهادية موسى العبدللات عندما تحدث لـ(القدس العربي) عن تحشيد طائفي في المناطق السنية.

ولجأ مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعبري مجددا إلى التلويح بان مقاتلين سعوديين تسللوا إلى بلاده عبر الأردن وهو ما نفاه المومني رسميا مصرحا بأن بلاده ألقت القبض على عشرات الأشخاص الذين حاولوا التسلل بدعوى الجهاد في سوريا مؤكدا بأن اي من المقاتلين لم يسمح له إطلاقا بالدخول إلى الأراضي السورية.

وفيما تواصلت الإتهامات السورية التي تحاول ربط نشاطات سعودية معادية لنظام بشار بالحدود الأردنية أبلغت مصادر رسمية القدس العربي بأن عمان تسعى لعدم الرد على ما يقوله مسئولون سوريون عبر الإعلام وبصفة غير رسمية حيث يوجد سفير سوري في عمان وسفارة أردنية عاملة في دمشق.

وحسب المصادر لم تصل أي مذكرة رسمية عبر القنوات الدبلوماسية تشير لمسألة النشاط عبر الحدود لكن تقارير محلية نقلت عن الوزير المومني صباح الأربعاء قوله بأن الجيش النظامي السوري مشغول بحربه الداخلية والأردن هو الذي يؤمن ويحرس الحدود التي تزيد عن 320 كيلومترا.

والحدود وفقا للناشط السياسي محمد خلف الحديد لا يمكن تأمينها بنفس الكفاءة من الناحية الواقعية وبقول خبراء في المنطقة بأن بعض نقاط التماس على الحدود الأردنية السورية وعرة جدا وتتعامل معها خبرات متخصصة بالتهريب والتسلل حيث يوجد أيضا كهوف وأنفاق.

من المرجح أن بعض النشاطات الإستخبارية التي يرى نظام سوريا أنها معادية له تتم عبر هذه الكهوف والأنفاق الجبلية الوعرة فيما تحرص القوات الأردنية على تأمين الحدود والإنشغال بموجات اللاجئين.

ولم يعترض المومني على ما نقلته القدس العربي بخصوص إعتبار درعا مشكلة أردنية وليست سورية فقط حيث قال في تصريح لصحيفة العرب اليوم: نعم هي مشكلة سورية وأردنية ونتعامل بإيجابية مع تصورات الرئيس بشار بهذا الخصوص.

قبل ذلك كان الدبلوماسي السوري المعروف فيصل المقداد قد صرح عبر فضائية الميادين بأن خلية إستخبارية سعودية تعمل ضد بلاده إنطلاقا من الأراضي الأردنية وهو ما نفاه رئيس الوزراء الأردني عبدلله النسور في حديث سابق للقدس العربي.

وربط نشطاء يناصرون النظام السوري بين الأمير السعودي بندر بن سلطان وبين الملاحظات حول السماح بتسلل الإرهابيين إلى سوريا كما أوضح للقدس العربي النقابي حسين مطاوع وكما نقل المحامي المناصر لبشار الأسد سميح خريس.

وتتدحرج أزمة واضحة المعالم بين دمشق وعمان بعنوان النفوذ السعودي المفترض في محيط منطقة درعا وفيما أكثرت دمشق من التصريحات والتعليقات التي تحاول توريط الأردن والضغط عليه لجأت عمان لدبلوماسية هادئية في التعاطي مع سلسلة الإتهامات السورية في إطار السعي لعدم الصدام او إختلاق مشكلة مع النظام السوري.

شرطة لندن: ‘القاعدة’ طلبت من جهادييها العائدين تنفيذ هجمات في بريطانيا

عواصم ـ وكالات ـ ‘القدس العربي’: في تطوّر مهمّ على الموقف الرسمي الايراني من المشاركة الايرانية بمؤتمر جنيف 2 والرافض لبند حكومة سورية بصلاحيات أمنية وعسكرية كاملة، قالت مرضية افخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن مشاركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مؤتمر جنيف 2 حول الازمة السورية ستكون بدون شروط مسبقة.

ونقلت وكالة ‘مهر’ للأنباء الإيرانية عن افخم قولها في مؤتمر صحافي الثلاثاء إن ‘ الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استعداد للمساعدة في حل الازمة السورية، وان ما يثير الاستغراب هو تحديد شروط مسبقة لدولة لديها هذا الاستعداد’. ومن جهة أخرى ذكر مصدر دبلوماسي أن رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأمير بندر بن سلطان موجود في موسكو لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس تتركز حول الأوضاع في سوريا بالإضافة إلى احتياجات المملكة من الأسلحة الروسية.

ورفض المصدر تحديد ما إذا كان الأمير بندر سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واكتفى بالقول ‘أن الاجتماعات ستكون على أعلى المستويات’.

وكان الأمير بندر زار موسكو في يوليو/تموز الماضي، واستقبله الرئيس الروسي في 31 يوليو.

وقال الكرملين في بيان صحافي مقتضب إن اللقاء تناول مناقشة العلاقات الثنائية والوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

على صعيد آخر افاد السفير البابوي ان راهبات بلدة معلولا المسيحية التي سيطر عليها مسلحو المعارضة الاثنين، نقلن الى بلدة يبرود.

وتدور على مسافة 55 كلم شمال دمشق، اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط بلدة معلولا الاثرية التي سيطر عليها مقاتلون معارضون بينهم جهاديون الاثنين، بحسب المرصد.

ونقلت صحيفة ‘الوطن’ المقربة من السلطات عن مصدر عسكري قوله ان ‘ارهابيين’ اقتحموا معلولا ‘واحتلوا دير مار تقلا واحتجزوا رئيسة الدير وعدداً من الراهبات’، غير ان وكالة فرانس برس كذبت ذلك من خلال اتصال برئيسة دير صيدنايا في ريف دمشق فيرونيا نبهان التي قالت انها تحادثت الى رئيسة دير مار تقلا في معلولا الام بيلاجيا سياف الساعة 2330 مساء الاثنين (2130 تغ)، مؤكدة ان الراهبات وثلاث عاملات اخذن معهن ‘يقمن في جو مريح في منزل ببلدة يبرود، ولا احد يعكر صفوهن’.

من جهة اخرى قال ضابط بارز في شرطة لندن امس الثلاثاء ان هناك مؤشرات على أن الشبان البريطانيين العائدين إلى المملكة المتحدة من سوريا تلقوا أوامر من متشددين على صلة بتنظيم القاعدة لتنفيذ هجمات على أراضيها، وحذّر من أن لندن تواجه تهديداً جديداً للإرهاب جراء مشاركة شبابها مع المئات من المتطرفين المحليين بالقتال الدائر في سوريا.

ونسبت صحيفة ‘إيفننغ ستاندارد ‘في موقعها على الإنترنت إلى ريتشارد والتون، قائد وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة لندن قوله ‘إن مراهقين من عمر 16 عاماً من سكان العاصمة البريطانية يسافرون إلى سوريا للمشاركة في القتال الدائر على أراضيها’ منذ أكثر من عامين وستة أشهر.

وأضاف والتون ‘إن التهديد الإرهابي الآن هو أسوأ من أي وقت مضى جراء استعداد المراهقين المتطرفين وغيرهم من المقاتلين البريطانيين للعمل بموجب أفكارهم المتطرفة بعد عودتهم إلى المملكة المتحدة’.

نحو 30 ألف سوري وقّعوا على عريضة الائتلاف ‘سوريا بدون الأسد

القاهرة ـ الأناضول: قال سونير أحمد، عضو المكتب الإعلامي للائتلاف السوري المعارض، امس الثلاثاء، إن نحو 30 ألف سوري وقعوا حتى اليوم على عريضة أطلقها الائتلاف تحت شعار ‘سوريا بدون الأسد’.

وفي تصريحات لوكالة ‘الأناضول’، أوضح أحمد أن 29 ألفا و937 سوريا شاركوا في الحملة التي تم إطلاقها قبل أيام على الموقع الالكتروني للائتلاف على شبكة الانترنت، وتتضمن المشاركة التصويت على عريضة الكترونية يوقع عليها المشارك بوضع اسمه وبريده الالكتروني، ويعرب من خلال ذلك التصويت عن عدم رغبته في استمرار بقاء بشار الأسد في حكم سوريا.

وفي النص التعريفي بالحملة بيّن الائتلاف ‘قل للمجتمع الدولي أن يتوقف عن التردد في اتخاذ موقف عملي حقيقي، نريد أن نعرف اليوم من سيدعم السوريين في معركتهم للحصول على الديمقراطية’.

وبحسب عضو المكتب فإن ‘العريضة’ تهدف إلى إثبات عدم رغبة الشعب السوري في استمرار بقاء بشار الأسد بشكل رمزي، وذلك قبيل انعقاد مؤتمر ‘جنيف 2′ ، والذي يعد الخلاف على مصير الأسد أحد أبرز العقبات التي ستواجه المشاركين فيه.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأسبوع الماضي، أن مؤتمر ‘جنيف 2′ سينعقد يوم 22 كانون الثاني/ يناير المقبل، وذلك بعد سلسلة من التأجيلات؛ نتيجة الخلاف بين النظام السوري والمعارضة حول وضع شروط مسبقة لمشاركة كل منهما، أهمها الخلاف على مصير الأسد في مستقبل سوريا، وصلاحيات هيئة الحكم الانتقالي (الحكومة الانتقالية) المعتزم الاتفاق على تشكيلها خلال المؤتمر، والتي كانت أهم مقررات جنيف1، وما يزال هذا الخلاف مستمراً حتى بعد إعلان كلا الطرفين موافقتهما على حضور المؤتمر.

ولم يوضح أحمد المدة الزمنية المخصصة للتصويت وما إذا كانت ستستمر إلى موعد انعقاد مؤتمر جنيف، كما لم يوضح ما إذا سيتم رفع النتائج لجهة محددة أم ان الأمر عبارة عن استطلاع للرأي.

اطفال درعا بدأوا الإنتفاضة ..أصبحوا ضحاياها وسيحملون جراحها فهم الجيل الضائع في سوريا

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ كتب الصحافي ديفيد إغناطيوس في ‘واشنطن بوست’ عن الحرب الثانية بعد الإطاحة بالأسد، حيث قال إن التخلص من الرئيس السوري ما هي إلا بداية حرب طويلة مع الجهاديين التي ستكون ساحتها سوريا.

وكتب عن تصاعد قوة القاعدة في هذا البلد الذي يشهد حربا أهلية وحصدت من أهله حتى الآن أكثر من 126 ألف شخص في أخر تقدير. فالقاعدة تسعى كما يقول إلى ‘السيطرة الكاملة على المناطق المحررة’ حسب تقرير أمني أعدته المعارضة المسلحة، فيما تعبر المعارضة المعتدلة عن اهتمامها بحل سياسي لهذه الحرب الأهلية الطاحنة مع أن الحل السياسي ما هو إلا بداية لحرب جديدة ضد الأرهابيين او الجهاديين.

وكتب إغناطيوس قائلا إن البحث عن عملية انتقال سياسي ادى إلى جمع عدد من الدول المختلفة فيما بينها، وتضم السعودية وإيران، روسيا والولايات المتحدة.

فقد اجتمعت هذه الدول سرا في 21 تشرين الثاني نوفمبر وناقشت طرقا لتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الآلاف من المدنيين الذين يواجهون خطر الجوع في الشتاء.

وقال إن المفاوضات ركزت على توفير الدعم الإنساني للسكان المحاصرين في ثلاث مناطق، المدينة القديمة في حمص، وبلدة داريا التي تبعد ستة أميال جنوب- غرب دمشق، وبلدة المعضمية التي تبعد ثمانية أميال عن العاصمة.

وتقوم بتنسيق هذه الجهود لجنة تقودها فاليري آموس، منسقة شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة. ويكتب أغناطيوس أن العناصر الاساسية للسلام موجودة، لكن في النزاع السوري المأساوي هناك دائما قوى الحقد الطائفي، والتناحرات السياسية التي تبدو أكبر من هذه العناصر.

فالفشل الذي طبع محاولات العامين الماضيين للعثور على مخرج من الأزمة سيقود إلى كارثة إنسانية حسب بعض المراقبين، مما سيؤدي إلى موت عشرات الآلاف بسبب البرد والجوع.

داعش وجيشها

وفي محادثة هاتفية مع اللواء سليم إدريس، رئيس هيئة أركان الجيش الحر، قال إنه مستعد للإنضمام إلى جنيف-2 المقرر عقده في كانون الثاني (يناير) من العام المقبل إذا وافق النظام السوري على خطوات لبناء الثقة، مثل فتح معابر إنسانية للمناطق المحاصرة، ولا يطالب إدريس بتنحي الأسد قبل بدء مفاوضات جنيف-2 وهو المطلب الذي ظلت المعارضة تتمسك به حتى الآن.

ويقول إدريس إن رحيل الأسد يجب أن يكون نتيجة للمفاوضات لا شرطا لبدئها، اي بعد انتهاء المحادثات.

وقد عبر عن نفس الموقف المتحدث باسم الائتلاف منذر اقبيق. وفي حديثه مع إغناطيوس أكد إدريس على ‘خطورة’ جماعات القاعدة في سوريا، خاصة ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’ (داعش)، التي قال إنها ‘تمثل خطراً كبيراً على مستقبل سوريا’ وان الجيش السوري الحر سينضم للجيش النظامي لحربها بعد التخلص من الأسد.

وفي تقرير أعده إدريس عن الوضع الأمني في سوريا وخطر القاعدة بناء على طلب من الخارجية الأمريكية قدم فيه صورة ‘مرعبة’ عن نمو داعش.

وبحسب التقرير فجيش داعش يضم أكثر من 5500 مقاتل أجنبي، ‘يمثلون عصب عمليات الدولة الحساسة’.

ويتم تجنيد هؤلاء المقاتلين من بلادهم عبر شبكة يشرف عليها أبو أحمد العراقي.

وعندما يصلون لسوريا ‘يتم تزويد كل واحد منهم بأحزمة ناسفة يهددون فيها كل من يتجرأ على مواجهتهم’.

ويقول التقرير إن أخطر الجهاديين هم الذين يأتون من دولة الشيشان الذين يصفهم التقرير ‘بالخطرين والمتوحشين’ ومن هؤلاء حوالي 250 شيشانيا يتمركزون في المناطق القريبة من حلب وينظم عملياتهم شخص يدعى أبو عمر الشيشاني.

وهناك الفا مقاتل عقائدي تم تجنيدهم من شمال سوريا وانضموا إلى الدولة عن إيمان. بالإضافة إلى 15 ألف يقول التقرير أنهم انضموا لها عن خوف او بسبب الطمع. ويضم هؤلاء مقاتلين من 14 قبيلة سنية في منطقة الرقة و8 قبائل في دير الزور.

ويقول التقرير إن الدولة الإسلامية تعتمد على الخطف في المناطق التي تنشر فيها مقاتليها. ويقبع في سجون الدولة 35 صحافياً أجنبياً و 60 سياسيا وناشط سوري، وأكثر من 100 مقاتل في الجيش الحر. وتسيطر الدولة على المناطق الرئيسية قرب الحدود التركية ـ السوريا حيث تقوم بالمراقبة واختطاف ضحاياها.

على جبهتين

ويقول إدريس إن الجيش الحر يحاول القتال على جبهتين: مواجهة القاعدة في 24 موقعاً وخلال الستة أشهر الماضية، وفي الجبهة الثانية مواجهة الجيش السوري.

ويقال إن الإستخبارات الأمريكية ـ سي آي إيه تقوم بتدريب 200 مقاتل من جيش إدريس كل شهر، مع أن رئيس أركان الجيش لم يعترف بهذا الدعم.

وعندما سأله عن نصيحة الولايات المتحدة حول تبني حرب عصابات ‘واضرب واهرب’ قال إنه نصح مقاتليه بتنفيذ عمليات صغيرة وضرب أهداف والتحرك دون محاولة السيطرة على مناطق.

ويختم إغناطيوس بالقول إن المسارين، القتال والتفاوض يبدوان جيدين من ناحية المبدأ، لكن المقاتلين ليسوا في وضع جيد لتحقيق أهداف أي من المسارين، كما أن الولايات المتحدة لم تظهر استعدادا لدعم المقاتلين بالقوة العسكرية الكافية.

وهناك دعم قوي لمسار جنيف-2 أكثر من الماضي مع أنه من الواضح أن رحيل الأسد يعني إندلاع حرب ثانية ضد القاعدة.

وجاء حديث إغناطيوس وسط اجتماعات تشاورية تقوم بها المعارضة لحث الأطراف حتى المقاتلة والرافضة لمسار جنيف المشاركة فيه ودعم الحل السياسي، فيما يقوم المبعوث الأمريكي لسوريا، روبرت فورد بمحادثات مع تيارات وتنسيقيات في داخل سوريا لهذا الغرض.

وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للإمم المتحدة قد وجه في تقرير له اتهامات للأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط الرئيس السوري بجرائم ارتكبت أثناء الحرب الأهلية. وقد رفضت الحكومة السوريا اتهامات نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

ولم تكشف بيلاي عن قائمة المتورطين حتى يتم طلبها من قبل سلطة أممية او وطنية وتحقيق قانوني يتمتع بمصداقية، ومع أنها أشارت للرئيس الأسد إلا انه ليس واضحاً إن كان اسمه في القائمة. ولم يسمح لفريق التحقيق العمل في سوريا، واكتفى بمقابلة ألفي معني وشاهد خارج سوريا.

وفي الحديث عن الوضع المأساوي للاجئين والمحاصرين كعامل من عوامل الإندفاع نحو دعم الحل السلمي، ركزت معظم التقارير عن الحالة اللاإنسانية التي يعيش فيها اللاجئون، وفي تقرير للأمم المتحدة ركز على استخدام القاصرين في العمالة الرخيصة من أبناء اللاجئين في لبنان والأردن.

الحرب ضد الأطفال

وفي تحقيق أجرته جانين دي جيوفاني لمجلة ‘نيوزويك’ عن ‘الحرب ضد أطفال سوريا’ تحدثت فيه عن ضحايا الحرب وتساءلت فيه ‘ماذا يعني ان تكون طفلاً في سوريا؟’ وماذا يعني أن تصحو من النمو وتشعر بعدم الآمان وأنه ليس بإمكانك الذهاب للمدرسة، وان والدك وشقيقك وعمك قد يقتلون في معركة أو يعدمون لأنهم وجدوا أنفسهم في المكان الخطأ؟ وتشير الصحافية انه ‘إن كنت طفلاً فأنت لست مستثنى من الاستهداف’ حيث ‘يتم تحديدك كهدف للموت وأنت تمشي نحو مدرستك، وقد يطلق عليك قناص او يسقط عليك صاروخ وأنت تنتظر في طوابير الخبر، او تسقط قنابل عليك وأنت مختبئ في بيتك’، وبنفس الوقت ‘فقد يتم اغتصاب أمك أو اختك، او يعتقلن ولا أحد عندها قادر على حمايتك، وتفقد اصدقاءك وحق الذهاب للمدرسة، وقد تصبح بدون دولة أو جنسية’ وتضيف ‘تسير في شوارع بلدتك، وانت تعرف أن غالبية الأطفال قتلتهم قنابل سقطت عليهم وهم في أحيائهم، وقد يدفع بك دفعا للمشاركة في القتال، والأطفال لم يسلموا من التعذيب في ظل هذه الحرب’.

وتقول الصحافية إن الحرب في سوريا دخلت شهرها الـ 33 وأصبحت أكثر دموية فيما العالم تعب من الاستماع لأخبارها، لكن هذا لم يؤد لوقف القتل. وتنقل عن تقرير أعده ‘فريق بحث أوكسفورد’ والذي قال إن 110 ألف سوري قتل بنهاية آب (أغسطس) من بينهم 11.420 طفلا، ووجد التقرير أن السبب الرئيسي للوفاة في معظم الأطفال (نسبة 70 بالمئة) هي التفجيرات فيما قتل القصف الجوي الفي طفل، وقتل الفان آخرون نتيجة لإطلاق نار من أسلحة خفيفة.

وبالنسبة للحرب التي بدأت بتعذيب أطفال درعا الذين تجرؤوا و ‘خربشو’ على جدران المدينة ‘الشعب يريد إسقاط النظام’ يعني أن أطفال حمص وحماة ودمشق وكل سوريا أصبحوا وقود الحرب وكما يقول أحد ضحاياها الطفل عبدالله من حماة ‘عندما بدأت الحرب، لم نجد مكاناً كي نختبئ فيه’.

ضاعوا في المكان

وتشير إلى ما قاله بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة واصفاً مؤتمر جنيف-2 بأنه سيكون تتويجاً لتطلعات كل أطفال سوريا’ بأن هذا الحلم قد ضاع في الأيام الأولى من النزاع. فالحرب تحول الناس إلى أرقام وتنزع عنهم صفة الإنسانية، وتسرق منهم ذاكرتهم والفرصة لعيش حياة سعيدة.

وتترك الحرب آثارها العميقة خاصة الأطفال حسب عالم النفس الفرنسي، بوريس تشيرولونيك الذي قال ‘جراح الحرب ليست مثل غيرها من الجراح خاصة على الأطفال’ مع أنه يؤمن بقدرة الإنسان على التعافي منها.

وبالنسبة لعبدالله وغيره من أطفال سوريا فالحل السلمي للحرب هو الفرصة الاخيرة لهم لاستعادة حياتهم ولكن الثمن سيظل يلاحقهم ويحملونه معهم. فقد تركت الحرب الأطفال بدون مدرسة وجعلت الكثيرين منهم يعيشون في عزلة المخيمات خاصة البنات، وبحسب تقرير الأمم المتحدة الذي صدر الإسبوع الماضي ‘مستقبل سوريا’ فإن هناك جيل من الأطفال ممن فقدوا النظام الحياتي الطبيعي.

وأصبحوا ‘الجيل الضائع′ فقد السيطرة على حياته وضاع في المكان ولم يعد أفراده الأطفال يتصرفون ببراءة الأطفال.

معلولا: روايات السيطرة.. واخلاء الراهبات

فادي الداهوك

يصعب كثيراً الوصول في هذه الأيام إلى معلومة دقيقة حول ما يجري في معلولا. في شهر أيلول الماضي، عندما نفذت الكتائب المسلحة وضمنها جبهة النصرة أول هجوم لها على البلدة، كان ذلك أقل صعوبة، ولم يستغرق وقتاً لأن رئيسة دير مارتقلا في معلولا، الأم بيلاجيا سيّاف، اتخذت موقفاً سريعاً للحد من الإشاعات ونفت ما أشيع عن خراب وحرائق في معلولا بعد دخول فصائل مسلحة معارضة إلى المدينة الأثرية.

 لكن هذه المرة اختلف الأمر وتناقضت الروايات. لا الأم بيلاجيا سيّاف، أو سواها ظهر على الإعلام، والسكان خرجوا من بيوتهم منذ شهرين في إجراء وقائي اتخذوه بعد الهجوم الأول على معلولا، مع الأخذ بعين الاعتبار بقاء “جيش الدفاع الوطني”، وهو تشكيل عسكري يضم مدنيين من المنطقة نفسها يموله ويسلحه النظام السوري.

 “المدن” حصلت على روايتين متناقضتين لما جرى في معلولا، الأولى من أحد عناصر جيش الدفاع الوطني، الذي اشتبك مع من وصفهم بـ”المسلحين الأجانب وسكان مناطق مجاورة”، ويدعى حنين تعلب. أما الثانية فهي رواية مركز القلمون الإعلامي.

 الهجوم على معلولا، كما يوضحه تعلب، بدأ بمجموعتين كل واحدة مكونة من 15 شخصاً، دخلت من الطرق الترابية للبلدة، واشتبكت مع عناصر الدفاع الوطني لمدة يومين لم تتدخل خلالهما قوات النظام السوري بشكل مباشر بعد طلب تلقته في السابق من أهالي البلدة بعدم دخول الجيش إلى المنطقة لسحب الذريعة من قوات المعارضة لاستغلال تواجد قوات النظام ومهاجمة البلدة.

دخول البلدة، وفقاً لتعلب، كانَ سهلاً جداً، إذ لا سكان فيها يمكن أن يعيقوا تقدم الفصائل المعارضة. ويتابع “اضطررنا إلى التراجع في ظل عدم تكافؤ السلاح بيننا وبين المسلحين. معنا أسلحة خفيفة، وهم معهم أسلحة متوسطة… بي كي سي وطلق عيار خمسمية وما بعرف شو”.

 وفيما يتّضح أن المجموعة الأولى من المسلحين التي هاجمت المنطقة، كانت تحاول استطلاع الطريق أو التمهيد إلى الاقتحام الأكبر، ازدادت الأعداد لاحقاً، لتبلغ بحسب تعلب 500 إلى 600 مسلح تدفقوا لمؤازرة المجموعتين. هذه التطورات، استدعت تدخلاً من جيش النظام الذي خسر وبحسب تعلب، 18 عنصراً من قواته دون التمكن من الدخول إلى المنطقة بشكل كامل وسط تمركز للفصائل المسلحة في المناطق المرتفعة في قلب البلدة القديمة إضافة إلى تواجد لهم في الساحة. ووفقاً لتعلب، لجأ المسلحون إلى احراق عدد من المنازل في البلدة القديمة.بعدها، “وصل المسلحون إلى الدير” يقول تعلب. ويشرح أن ذلك تم “بحركة التفافية، دخلوا من بابه الخلفي. قاموا بحرق المقاعد داخل الدير الذي تتواجد فيه حوالي 12 راهبة، نقلهم المسلحون لاحقاً إلى مدينة يبرود ولا اتصال بيننا وبينهم لمعرفة مصيرهم”.

 وكالة “فرانس برس” حصلت على تأكيدات من رئيسة دير صيدنايا، فبرونيا نبهان، بعد اتصالها برئيسة دير مارتقلا، الأم بيلاجيا سياف، الاثنين، أن الراهبات بسلام، مضيفة “الراهبات الاثنا عشر والعاملات الثلاثة معهن، يقيمون في جو مريح في منزل ببلدة يبرود، ولا أحد يعكر صفوهن”.

 من جهته، قال السفير البابوي في دمشق، ماريو زيناري، للوكالة إن الراهبات “ارغمتهن مجموعة مسلحة على ترك الدير بالقوة، واللحاق بهذه المجموعة على الطريق الى يبرود”. ولم يتضح بالفعل ما إذا كان ما تعرضت له الراهبات هو الخطف أم أن نقلهن جاءَ حفاظاً على سلامتهن. وتابع قوله “كل الاحتمالات واردة. نجهل الاسباب التي حدت بإرغام الراهبات على المغادرة وما هو الهدف من هذه الخطوة”.

 وللمعارضة روايتها سواء حول الراهبات أو حول ما جرى، إذ يقول مركز القلمون الإعلامي إن “القادة العسكريين الذين قادوا معركة تحرير المدينة” أكدوا للمركز أنهم حاولوا إخلاء الراهبات من الدير لإجلائهم خارج المدينة، لكن “قناصات قوات النظام حالت دون ذلك وأوقعت عدداً من الجرحى في صفوف المقاتلين جراء محاولتهم الخروج بالراهبات”.

وفي الوقت الذي أكد فيه المركز أن “الراهبات ما زلن في أمان ولكن الصواريخ التي أحرقت المدينة والتي لا تزال تستهدفها بشكل عشوائي هي الخطر الحقيقي الذي يهدد الأديرة ومعالم المدينة الأثرية ومن جملتها دير مار تقلا الأثري ومن فيه من راهبات”، نفى الناطق الإعلامي باسم المركز الإعلامي في القلمون، عامر القلموني، لـ”المدن” أن تكون الفصائل المسلحة هي من أحرقت المنازل في المدينة القديمة.

وأوضح أن من قام بذلك هم عناصر من المخابرات الجوية، نهبوا البيوت وقاموا بإحراقها قبيل انسحابهم من المنطقة. واعتمد القلموني في روايته تلك على شهادات نازحين من أهالي معلولا اختاروا مدينة جرمانا مركزاً مؤقتاً لإقامتهم، وحصلوا من جهتهم على هذه المعلومات من عناصر جيش الدفاع الوطني الذين بقوا في المدينة.

 ولفت القلموني إلى أن الاتهام للفصائل المعارضة بإحراق البيوت حدا بعناصر جيش الدفاع الوطني إلى إحراق بيوت “السكان المسلمين” في معلولا والتي يقدر عدد سكانها بـ 20 ألف نسمة، تقدر نسبة المسلمين منهم بـ 25 في المئة.

هناك تحولات في “ديناميات” فوضى الحرب السورية!

نصر المجالي

ايلاف

تراقب عواصم غربية الأوضاع عن كثب في سوريا، وتحلل أجهزة الاستخبارات تصريحات سليم إدريس حول استعداد الجيش الحر للقتال إلى جانب النظام لمحاربة القاعدة، في وقت يعتقد فيه الغرب أن سوريا تمثل أكبر خطر محتمل لتسرب الإرهاب إلى أوروبا والولايات المتحدة.

 تدرس مصادر استخبارية ودوائر قرار غربية مضامين تصريحات صدرت عن قيادة الجيش السوري الحر حول الاستعداد لمحاربة (القاعدة) جنباً إلى جنب مع القوات الحكومية.

وترى عواصم غربية أن التصريحات تؤشر إلى تحول في “ديناميات” فوضى الحرب الأهلية السورية، مع إعلان الجيش السوري الحر عن مواجهة مفتوحة ضد نفوذ الجماعات الجهادية المتزايد، والذي يمثل شاغلاً أساسيًا للغرب.

 وألقى تقريران صحفيان بريطانيان الضوء، على تصريحات لرئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر سليم أدريس التي أعلن فيها الحرب على الجماعات الإسلامية المسلحة المرتبطة بالقاعدة.

وحمل تقرير صحيفة (التايمز) اللندنية عن تصريحات اللواء إدريس حول استعداد مقاتلي المعارضة للقتال إلى جانب القوات الحكومية لطرد القاعدة، عنواناً قال: “متمردون سوريون يعرضون انضمام قواتهم إلى جانب الجيش لهزيمة القاعدة”.

 اتجاهات متصارعة

ونقلت الصحيفة عن إدريس قوله إن ثلاثة اتجاهات تتصارع في أرض المعركة في سوريا، هي النظام و “الثوار” والجماعات المتشددة التي يتأكد باطراد ارتباطها بالقاعدة.

وكان إدريس حذر في حديث مع صحيفة واشنطن بوست من أن “داعش” تحاول تحقيق “سيطرة كاملة على المناطق المحررة”.

ووصف إدريس مسلحي “داعش” بأنهم “خطرون جدًا على مستقبل سوريا” مضيفًا أنه إذا تنحى الأسد عن السلطة فإن قواته جاهزة للانضمام إلى القوات الحكومية للقتال ضدهم.

وتشير (التايمز) إلى أن إدريس خفف من مطالبه قبل انعقاد محادثات السلام في جنيف المقررة الشهر المقبل قائلاً إن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة لم يعد شرطاً مسبقًا، ويمكن أن يعقب المفاوضات.

 حرب على القاعدة

ويؤكد تقرير الصحيفة على أن إدريس أرسل، عبر اشارته عن استعداد مقاتليه للقتال جنباً إلى جنب مع القوات الحكومية ضد الجماعات المتطرفة، رسالة إلى الجيش السوري بأنه سيكون له دور مهم في مرحلة ما بعد الأسد، وأنه لن يعاني من الاجتثاث الذي أدى إلى حل الجيش العراقي بعد الإطاحة بصدام حسين.

وتشير الصحيفة إلى تقرير استخباري أعده الجيش السوري الحر عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، يزعم أن لديهم نحو 5500 مقاتل أجنبي، فضلاً عن قدرتهم على تجييش أكثر من 20 ألف مقاتل من بينهم 14 عشيرة سنية في شمالي شرق سوريا.

 خطر الإرهاب

ومن جهتها، تناولت صحيفة (إنديبندانت) اللندنية ما صدر عن قيادة الجيش الحر، ونشرت تقريرًا تحت عنوان: “متمردون سوريون ينظرون في ضم قواتهم مع قوات النظام لقتال القاعدة”.

ويقول تقرير الصحيفة إن الإجهزة الاستخبارية الغربية باتت تعتقد الآن بأن سوريا تمثل أكبر خطر محتمل لتسرب الإرهاب إلى أوروبا والولايات المتحدة، مع سفر المئات من المسلمين للانضمام إلى الجهاد فيها.

 وتنقل (إنديبندانت) عن مسؤول استخباري غربي رفيع تأكيده على أنه ينبغي أن يتم الاحتفاظ بقوات النظام السوري لمعارك قادمة مع المتشددين الإسلاميين، ويجب تجنب الأخطاء التي ارتكبت في العراق وليبيا، حيث حل الجيش والقوى الأمنية مع الإطاحة بصدام حسين ومعمر القذافي، مما سمح بازدهار الجماعات الإرهابية التي استغلت الفراغ الأمني الحاصل.

الجيش الحر يعلن السيطرة على معلولا المسيحية.. وتفجير انتحاري بدمشق

دعوات للإفراج عن 12 راهبة.. ووفد شعبي لفك الحصار عن اليرموك

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلن المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش السوري الحر سيطرة مقاتليه بالكامل أمس على بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية بريف دمشق. وتزامنت أنباء خطف مقاتلين من جبهة النصرة لـ12 راهبة سورية ولبنانية من دير في البلدة، مع مقتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح آخرين في تفجير انتحاري بوسط دمشق. وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أمس أن «إرهابيا فجر نفسه بحزام ناسف في منطقة الجسر الأبيض بدمشق ما أسفر عن مقتل أربعة مواطنين بينهم امرأة». وذكر التلفزيون الرسمي السوري أنه «إلى جانب القتلى الأربعة أصيب 17 شخصا في الهجوم».

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «التفجير وقع أمام مكتب تابع لوزارة الدفاع السورية وكان يستخدمه أقارب جنود قتلى لاستكمال أوراقهم ولم يكن موقعا عسكريا».

وشهدت العاصمة السورية دمشق في الآونة الأخيرة عددا من التفجيرات الانتحارية التي غالبا ما تتبناها جماعات جهادية مثل «النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)».

في موازاة ذلك، أعلن المجلس العسكري في دمشق وريفها أن «الثوار تمكنوا من تحرير بلدة معلولا في منطقة القلمون بريف دمشق من قوات النظام وشبيحته بعد معارك ضارية استمرت لمدة ثلاثة أيام تمكنوا خلالها من تدمير دبابتين وعدة عربات عسكرية وقتل العشرات من تلك القوات».

وأشار المجلس إلى أن «القوات النظامية انسحبت من البلدة مخلفة وراءها دمارا واسعا شمل معظم أرجاء معلولا، جراء إمطارها بشتى أنواع القذائف منها الفراغية والعنقودية». وأورد بيان المجلس أسماء عدد من الكتائب التابعة للجيش الحر وفصائل إسلامية شاركت في عملية السيطرة على البلدة المسيحية وعلى رأسها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.

من جانبه، اعترف النظام السوري بتقدم قوات المعارضة في معلولا، حيث أعلنت الوكالة السورية للأنباء (سانا)، أن «إرهابيين هاجموا دير مار تقلا الأثري في البلدة وقاموا بأعمال تخريب واعتداء»، مشيرة إلى أن ذلك جاء «بعد الهزائم الكبيرة التي لحقت بالمجموعات الإرهابية التكفيرية على أيدي جنودنا البواسل في دير عطية وقارة»، وهما بلدتان تتبعان لمنطقة القلمون التي تدور فيها منذ أسابيع معارك عنيفة بين قوات المعارضة من جهة والقوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني من جهة ثانية.

وكانت إذاعة الفاتيكان ذكرت أن «12 راهبة أرثوذكسية أخرجن بالقوة من دير مار تقلا في معلولا»، ونقلت عن السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري قوله إن «الراهبات سوريا ولبنانيات»، موضحا «أن الجهاديين اقتادوا الراهبات إلى الشمال نحو يبرود». وأفاد السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية أمس أن «12 راهبة أرغمتهن مجموعة مسلحة على ترك الدير بالقوة، واللحاق بهذه المجموعة على الطريق إلى يبرود»، المدينة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وتقع على مسافة 20 كلم إلى الشمال من معلولا.

وأوضح أن «الراهبات هن فقط اللواتي اقتدن إلى خارج الدير، وأن الميتم التابع له كان خاليا من الأطفال الذين أجلوا من الدير منذ زمن طويل لأن الوضع كان سيئا جدا»، لافتا إلى «معركة شرسة حاليا في معلولا، ومن الصعب الحصول على معلومات دقيقة».

ومن لبنان، وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، البطريرك يوحنا العاشر يازجي، وهو شقيق بولس اليازجي، أحد المطرانين المخطوفين بريف حلب منذ أشهر عدة، نداء عاجلا أمس بشأن اختطاف الراهبات، مستصرخا «الضمير البشري كله وكل ذوي النيات الحسنة لإطلاق راهباتنا المحتجزات واليتامى». وناشد يازجي «بذرة الضمير التي زرعها الله في كل البشر، بما فيهم الخاطفون، لإطلاق أخواتنا سالمات»، داعيا «المجتمع الدولي وسائر حكومات العالم لإطلاق راهبات مار تقلا واليتامى المحتجزات». واعتبر أن «احتجاز الراهبات حتى الآن، رغم كل الاتصالات الحالية، هو تعد صارخ على كرامة الناس وعلى صوت السلام والصلاة في ربوع سوريا والمشرق كله».

وتعتبر معلولا من أقدم المدن المسيحية في العالم ويعود تاريخ بنائها لعدة قرون قبل الميلاد. وتحتوي على معالم سياحية وتاريخية مسيحية بارزة ويتكلم أهلها اللغة الآرامية القديمة (لغة المسيح) إلى جانب العربية وغالبية سكانها من الطائفة المسيحية.

وتكتسب معلولا موقعا استراتيجيا مهما بالنسبة للمعارضة السورية التي يتمركز مقاتلوها في مناطق القلمون المطلة على معلولا ما سهل عليهم السيطرة عليها، في حين يتهم النظام السوري مقاتلي المعارضة باستهدافهم الأماكن التي تقطنها الأقليات.

وتأتي التطورات في معلولا وسط تصاعد المعارك في القلمون، حيث استمر تدفق العائلات من القلمون المجاورة لمدينة النبك إلى بلدة عرسال على الحدود مع لبنان، من جراء تواصل القصف العنيف على النبك والمدن والبلدات المحيطة بها في منطقة القلمون منذ نحو أسبوعين. وأفاد ناشطون بسماع انفجارات قوية تزامنت مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجيش الحر على طريق الأوتوستراد الدولي بين دمشق وحمص من جهة مدينة النبك. وفي العاصمة دمشق وضمن جهود المبادرة لفك الحصار عن مخيم اليرموك، دخل وفد شعبي من 30 شخصية من وجهاء المخيم إليه أمس لاستكمال ترتيبات «إنهاء الحصار وفتح المعابر وإدخال المواد الغذائية والطبية للأهالي المحاصرين للشهر الخامس على التوالي، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية».

وفي درعا، تجددت الاشتباكات أمس بين كتائب «الجيش الحر» والقوات النظامية في محيط كتيبة التسليح شرق بلدة بصر الحرير، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على البلدة وكتيبة التسليح، التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة قبل يومين.

اليونيسيف: أكثر من خمسة ملايين طفل سوري يواجهون شتاء قاسيا

تعثر إيصال المساعدات الدولية إلى الحسكة ومناطق بدمشق

عمان – لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أمس أن 5,5 مليون طفل سوري سيواجهون قريبا شتاء قاسيا، مؤكدا حاجته إلى أموال إضافية و«بشكل عاجل» لتوفير الإمدادات اللازمة لمواجهة فصل الشتاء.

وجاء ذلك بينما أعلنت الأمم المتحدة أنها تعثرت مجددا في تحقيق هدفها الشهري بتوصيل الغذاء إلى أربعة ملايين شخص في سوريا، حيث حال القتال دون وصولها إلى بعض المناطق.

وقالت منظمة اليونيسيف في بيان أمس إن «5,5 مليون طفل سوري سيواجهون قريبا شتاء قارسا بعدما جلب يناير (كانون الثاني) من العام الماضي درجات حرارة كانت الأكثر برودة خلال العقد السابق». وأضاف البيان الذي أوردته وكالة الصحافة الفرنسية أن «اليونيسيف تعبر عن قلقها الشديد من أن التعرض للبرد والمطر سيضاعف من الضغوط التي يواجهها الأطفال السوريون النازحون في ما يتعلق بصحتهم ورفاههم».

وأوضح البيان أن «اليونيسيف تحتاج بشكل عاجل إلى أموال إضافية من أجل توفير إمدادات الطوارئ الحيوية لفصل الشتاء للأطفال والعائلات في سوريا والدول المجاورة»، مشيرا إلى «وجود فجوة تمويلية تزيد على 13 مليون دولار». وأكد أنه «بينما تضرر ما يقرب من 1,15 مليون طفل من الأزمة داخل سوريا و232 ألف طفل، لاجئين في البلدان المجاورة في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، ارتفعت هذه الحصيلة اليوم إلى 5,5 مليون طفل مع اقتراب النزاع من (دخول) عامه الثالث».

ونقل البيان عن ماريا كاليفيس مديرة اليونيسيف الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قولها: «لقد اضطر الملايين من الأطفال السوريين النازحين إلى البحث عن السلامة في ظروف معيشية غير مناسبة، وما يزيد من صعوبة الوضع انخفاض درجات الحرارة والأمطار، خصوصا بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة الذين هم عرضة لأمراض الالتهابات التنفسية الحادة التي تنتشر بسهولة في الأماكن المكتظة».

ويعيش نحو 436 ألف طفل سوري لاجئ دون سن الخامسة في الأردن ولبنان والعراق وتركيا وشمال أفريقيا حاليا في مخيمات اللاجئين وتجمعات الخيام والمجتمعات المضيفة، بحسب البيان.

وتقول كاليفيس: «نعمل مع شركائنا على إيصال إمدادات الطوارئ في سوريا والمنطقة لكي نبقي الأطفال دافئين وجافين وصحيين هذا الشتاء».

وأكدت المنظمة أن «حجم الاستجابة الإنسانية اللازم لمواجهة الشتاء القادم لم يسبق له مثيل»، ففي داخل سوريا تخطط اليونيسيف «لتزويد مليوني طفل بإمدادات الطوارئ لفصل الشتاء، بما فيها حزمة الملابس الشتوية والبطانيات والأغطية البلاستيكية ومستلزمات النظافة».

وفي غضون ذلك، قالت الأمم المتحدة إنها أوصلت الغذاء إلى 4.‏3 مليون شخص في سوريا في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو نفس عدد من أمدتهم بالطعام في أكتوبر (تشرين الأول). لكنها لم تتمكن مجددا من تحقيق هدفها الشهري بتوصيل الغذاء إلى أربعة ملايين شخص في سوريا، حيث حال القتال دون وصولها إلى بعض المناطق.

وكان من المقرر أن تطلع فاليري اموس مسؤولة المساعدات في الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي على تطورات الوضع الإنساني في سوريا في وقت لاحق من يوم أمس.

وحسب وكالة «رويترز»، ذكرت وثيقة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن نحو 250 ألف شخص لا تصل إليهم قوافل المساعدات حيث يقيمون في مناطق تحاصرها قوات الحكومة السورية أو مقاتلو المعارضة.

وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان إنه وصل إلى ثمانية تجمعات سكانية في سوريا في نوفمبر بعدما ظلت معزولة لشهور وأغلبها في ريف حمص ودرعا، لكنه عبر عن قلقه الشديد بشأن تجمعات أخرى كثيرة. وأضاف أن الغذاء لم يصل منذ ستة شهور إلى بعض المناطق في دمشق وفي محافظة الحسكة بشمال شرقي سوريا حيث يدور قتال شديد. ويقول السكان إن أجزاء من ريف دمشق وحمص تعاني من نقص شديد في الغذاء وإن الناس يموتون لعدم وجود رعاية طبية.

وقالت إليزابيث بايرز المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في بيان صحافي في جنيف: «لا يزال هدفنا هو الوصول إلى أربعة ملايين شخص في ديسمبر. الاحتياجات المالية في ازدياد. كنا دوما نتحدث عن حاجة برنامج الأغذية العالمي إلى 30 مليون دولار أسبوعيا، والآن نحن بحاجة إلى 40 مليون دولار أسبوعيا لتغطية العمليات داخل سوريا، وكذلك المساعدات للاجئين السوريين».

خبراء: إحالة الأسد إلى «الجنائية» رهن مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة

عدوا إعلان بيلاي أقرب إلى «وجهة نظر»

بيروت: «الشرق الأوسط»

وصف خبراء قانونيون إعلان مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان عن وجود أدلة تدين الرئيس السوري بشار الأسد بجرائم حرب ضد شعبه، أنه بمثابة «رأي»، من دون أن يستبعدوا في الوقت ذاته إمكانية تحوله إلى اتهام قانوني في حال قرر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحويله إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وأوضح الخبير اللبناني في القانون الدولي أنطوان صفير لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «المحكمة الدولية لا يمكنها أن تتحرك من تلقاء نفسها، بل هي ملزمة بالتحرك لحظة رفع الملف من قبل المدعي العام». وقال صفير إن ما أعلنت عنه مفوضية حقوق الإنسان «أقرب إلى وجهة النظر أو الرأي الصادر عن الأمم المتحدة، ولكي يتحول إلى اتهام يجب أن يوضع هذا الاتهام في إطار قانوني حسب الأصول المرعية، بحيث تحول لجنة الملف إلى الأمين العام للأمم المتحدة الذي يطلب بدوره من المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية البدء بإعداد الملف».

وكانت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أعلنت أول من أمس للمرة الأولى أن هناك أدلة «تشير إلى مسؤولية (الرئيس السوري بشار) الأسد في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا».

وبحسب صفير، فإنه «لا حصانات بوجه المحكمة الجنائية، بحيث إن كل من يرتكب الجرائم وتتوفر بحقه القرائن والأدلة، سواء كان رئيسا أم مرؤوسا، يخضع لسلطتها مع الحفاظ على حق الدفاع». وقالت بيلاي أمس خلال مؤتمر صحافي إن «لجنة التحقيق حول سوريا التابعة لمجلس حقوق الإنسان جمعت كميات هائلة من الأدلة حول جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. والأدلة تشير إلى مسؤولية على أعلى مستويات الحكومة بما يشمل رئيس الدولة». وأعربت بيلاي عن رغبتها في إجراء تحقيق قضائي «وطني أو دولي يحظى بمصداقية، يتيح محاكمة المسؤولين بارتكاب جرائم».

وفي السياق ذاته، قال الخبير في القانون الدولي شفيق المصري، في تصريح صحافي أمس، إنه «على مجلس الأمن أن يحيل الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية، كما حصل في قضية عائلة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي ومساعده المباشر، وفيما عدا ذلك تبقى الاتهامات ذات ثقل سياسي، ما لم يؤكدها مجلس الأمن».

وفي تقريرها الأخير الذي نشرته في 11 سبتمبر (أيلول)، اتهمت اللجنة التي تضم المدعية الدولية السابقة كارلا ديل بونتي النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وكذلك مسلحي المعارضة بارتكاب جرائم حرب.

واتهم أعضاء اللجنة عدة مرات مسؤولين كبارا في النظام السوري بارتكاب هذه الجرائم. وكان مجلس الأمن الدولي تلقى منتصف يناير (كانون الثاني) الفائت دعوة موقعة من 52 دولة لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، ما يمهد لتنفيذ محاكمات لمرتكبي جرائم الحرب.

كي مون يدعو لإشراك إيران في «جنيف2» والإبراهيمي يحذر من «الصوملة»

قيادي في «الائتلاف»: حضور طهران المؤتمر سيدعم بقاء الأسد

بيروت: «الشرق الأوسط»

أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ضرورة حضور إيران في مؤتمر «جنيف2» للسلام الخاص بسوريا والمزمع عقده في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل، بينما شدد قياديون في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» على أن «إيران جزء من المشكلة في سوريا وداعم رئيس للنظام الحاكم»، رافضا «وجودها بين وفود المؤتمر الدولي للسلام».

في موازاة ذلك، دعا المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى «تسوية سريعة للنزاع في سوريا»، مبديا خشيته من «تحول البلاد إلى صومال كبير مع زعماء حرب وأمراء من كل الأنواع، في حال لم يجرِ التوصل إلى تسوية».

ورجح الإبراهيمي، في مقابلة مع شبكة التلفزيون السويسرية العامة، عدم حضور الرئيس السوري بشار الأسد مؤتمر «جنيف2» لعدم رغبته في المجيء إلى جنيف في الظروف الحالية»، لافتا إلى أن «ما هو وارد على أي حال في بيان جنيف العام الماضي هو أن يحضر وفد للحكومة ووفد لممثلي المعارضة يتحاوران معا لتشكيل حكومة جديدة، ستمارس مبدئيا السلطات خلال فترة انتقالية يتعين تحديدها».

ونفى الإبراهيمي أن تكون «الأطراف في سوريا مستعدة في الوقت الراهن للتحدث عن وقف لإطلاق النار قبل (جنيف2)»، مؤكدا دعوة «المقاتلين إلى القيام بمبادرات يمكن أن تسهل عقد اجتماع في جنيف لكن لا أحد يجيب».

وشدد المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا على ضرورة «تأسيس سوريا جديدة وقيام نظام جمهوري ديمقراطي جديد غير طائفي في سوريا، ما يفتح الباب أمام ما أسميه الجمهورية السورية الجديدة». وفي حين أكد أنه «سيعود لكل السوريين أن يقرروا ما هو هذا النظام الجديد الذي سيسود في بلادهم وما هي طبيعة الجمهورية الجديدة التي ستبصر النور»، اعتبر أن «السوريين يريدون الحفاظ على وحدة بلدهم، كما أن المنطقة والعالم بحاجة إلى سوريا موحدة».

وفي موازاة إعراب الإبراهيمي عن أمله بأن «تشارك إيران والمملكة العربية السعودية في مؤتمر السلام حول سوريا»، أكد الأمين العام للأمم المتحدة ضرورة حضور إيران لمؤتمر «جنيف2»، معربا عن أمله في أن يجري التوافق على المشاركين في اللقاء التحضيري الذي سيجري في الـ20 من الشهر الحالي في جنيف بمشاركة الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة.

وفي حين نفى بان اتخاذ قرار حيال لائحة المشاركين في مؤتمر «جنيف2»، مشيرا إلى أن «هذه المسألة ستحل خلال الاستشارات بين الأطراف المعنية»، أمل أن يتمكن من «إرسال الدعوات مع نهاية الشهر الحالي»، معتبرا أن «طهران قادرة على لعب دور مهم في تسوية الأزمة السورية ويتوجب دعوتها إلى مؤتمر (جنيف2)».

في المقابل، اعتبر سمير نشار، عضو «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «إيران جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل كي تدعى إلى مؤتمر السلام الدولي»، مشيرا إلى أن «النظام الإيراني داعم رئيس للنظام في سوريا وشريكه في قتل الشعب السوري».

وأعرب نشار عن خشيته من أن «يخضع أطراف في الائتلاف المعارض للضغوط الدولية الداعية إلى مشاركة إيران في (جنيف2)»، موضحا أن ذلك «سيمنح موقف النظام السوري دعما على طاولة المفاوضات، إذ ستفرض إيران موقفها بعدم تنحي الأسد». وأشار إلى أن «المجتمع الدولي يريد أن يمنح إيران نفوذا في المنطقة على ضوء الاتفاق النووي الأخير»، مرجحا أن «يكون هذا النفوذ على حساب الشعب السوري والدول العربية».

وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا أكد غداة إعلانه موافقة الائتلاف حضور مؤتمر «جنيف2» ضرورة عدم السماح لإيران بحضور المؤتمر الدولي «إلا إذا توقفت عن المشاركة في إراقة الدماء في سوريا وسحبت قواتها ووكلاءها».

آموس: آلاف السوريين محاصرون بلا مساعدات

                                            قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس إن 250 ألفا في سوريا محاصرون ويصعب إيصال المساعدات الإنسانية إليهم، وإن 2.5 مليون آخرين في أماكن يصعب الوصول إليها.

وأضافت آموس في إحاطة قدمتها الليلة الماضية لمجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في سوريا أن عدد القوافل الإنسانية التي سمحت بها الحكومة السورية ارتفع إلى تسع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مقابل ثلاث قوافل فقط شهريا قبل ذلك، لكنها أكدت أنه “لا يزال ذلك غير كاف لتلبية الاحتياجات”.

وأفاد دبلوماسيون حضروا الجلسة بأن آموس طلبت من الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الضغط على الحكومة السورية كي تسمح بحرية أكبر في الوصول إلى المدنيين.

لا تقدم

وقالت آموس للصحفيين عقب جلسة مجلس الأمن “لم نشهد تحقيق أي تقدم في بعض المجالات الأكثر صعوبة مثل حماية المدنيين ونزع الصبغة العسكرية من المدارس والمستشفيات والوصول إلى التجمعات المحاصرة والمناطق التي يصعب الوصول إليها”.

وأضافت “أريد من المجلس أن يوضح بشكل جلي للغاية أن استهداف المدنيين يتناقض مع القانون الإنساني الدولي”، مشيرة إلى أن السلطات السورية سمحت بعبور المساعدات الإنسانية من جميع المعابر الحدودية الرسمية مع الأردن ولبنان والعراق باستثناء الحدود مع تركيا.

من جهة أخرى قال برنامج الغذاء العالمي إنه يعمل على إيصال المساعدات الغذائية إلى 13 محافظة سورية من أصل 14 وإغاثة أكثر من ثلاثة ملايين سوري.

وقدم البرنامج مساعدات إلى نازحين في صحنايا وعدرا والغوطة الغربية وداريا، في حين أجريت فحوص لنحو ستمائة طفل لعلاجهم من سوء التغذية وتزويدهم بالمكملات الغذائية اللازمة.

وأضاف البرنامج -في بيان- أنه وصل إلى ثمانية تجمعات سكانية في سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعدما ظلت معزولة لشهور، وأغلبها في ريف حمص ودرعا، لكنه عبر عن قلقه الشديد بشأن تجمعات أخرى كثيرة، مؤكدا أن الغذاء لم يصل منذ ستة شهور إلى بعض المناطق في دمشق وفي محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا.

منطقة الحسكة

ومن جهتها حثت منظمة هيومن رايتس ووتش -ومقرها نيويورك- مجلس الأمن الدولي على إصدار قرار يهدد بفرض عقوبات على الأطراف التي تمنع دخول عمال الإغاثة لتوصيل مساعدات بعدما أصدر بيانا رئاسيا غير ملزم في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي اكتفى بالحث على التعاون.

وبدورها أعلنت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة نقلها مواد إغاثة ضرورية لفصل الشتاء، إضافة إلى لقاحات شلل الأطفال لما يزيد على 538 ألف طفل عبر الجو من العاصمة دمشق إلى مدينة الحسكة شمال شرق البلاد، من خلال عدة رحلات جوية في الأيام الأخيرة.

وأوضحت المفوضية في بيان أن طائرة استأجرتها وصلت إلى الحسكة السبت الماضي وعلى متنها 14.4 طنا من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك ألفا بطانية حرارية وألف قطعة من القماش المشمع، إضافة إلى مواد إغاثة أخرى سيتم نقلها إلى مركز الأمم المتحدة في القامشلي تمهيداً لتوزيعها على الأسر المتضررة.

وقال ممثل المفوضية في سوريا طارق كردي إن الهدف من إرسال الأدوية إلى الحسكة هو تغطية فجوة الاحتياجات في شمال شرق سوريا، بما في ذلك المناطق التي يصعب الوصول إليها في محافظات الرقة ودير الزور.

مباحثات روسية سعودية بشأن سوريا

التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأمير بندر بن سلطان أمس الثلاثاء في موسكو، وبحث معه الوضع في سوريا على ضوء التحضير لعقد مؤتمر جنيف2، بينما أكدت إيران أن مشاركتها في المؤتمر الدولي ستكون دون شروط مسبقة.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي قوله إن بوتين التقى بن سلطان، “وجرى تبادل الآراء بشكل مفصّل بشأن الوضع في سوريا” على ضوء التحضير لمؤتمر جنيف2 الذي ينعقد يوم 22 يناير/كانون الثاني المقبل.

وقال الكرملين في بيان على موقعه الإلكتروني “جرى تبادل الرأي بالتفصيل بشأن الوضع في سوريا بما في ذلك الاستعداد لعقد مؤتمر جنيف2″، مضيفا أنه “جرى التطرق إلى الفعاليات الإيجابية في الجهود الدولية لتسوية الملف النووي الإيراني”.

وتدعم روسيا الرئيس السوري بشار الأسد في صراعه مع المعارضة المسلحة في بلاده والذي أودى بحياة أكثر من مائة ألف شخص منذ منتصف مارس/آذار 2011، بينما تدعم السعودية المعارضة المسلحة التي تسعى للإطاحة بالأسد.

وكان مصدر دبلوماسي -طلب عدم كشف اسمه- قال في وقت سابق ليونايتد برس إنترناشونال، إن بن سلطان موجود في موسكو لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس تتركز حول الأوضاع في سوريا، بالإضافة إلى احتياجات المملكة من الأسلحة الروسية.

مشاركة إيران

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي قالت فيه المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إن مشاركة بلادها في مؤتمر جنيف2 بشأن الأزمة السورية ستكون دون شروط مسبقة.

ونقلت وكالة “مهر” للأنباء الإيرانية عن أفخم قولها في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء إن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استعداد للمساعدة في حل الأزمة السورية، وإن ما يثير الاستغراب هو تحديد شروط مسبقة لدولة لديها هذا الاستعداد”.

يذكر أن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي صرح في وقت سابق من الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة لم تتفق بعدُ على مشاركة إيران -الحليف الإقليمي الرئيسي للأسد- في محادثات جنيف2.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد خلال زيارته إلى سلطنة عُمان منذ يومين، دعم بلاده للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية.

وقال “إذا ما وجهت الدعوة لنا للمشاركة في اجتماعات جنيف2 فإننا سنشارك في هذا الاجتماع، وإننا نؤكد أن حل الأزمة السورية لا يمكن أن يتم من خلال الخيار العسكري”.

لقاء تشاوري

في هذه الأثناء ذكرت تقارير صحفية نقلا عما أسمته مصادر مطلعة أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يجري اتصالات لترتيب لقاء تشاوري لأطراف المعارضة السياسية والعسكرية، تمهيداً لتشكيل وفد مشترك لحضور مؤتمر جنيف2.

وأشارت التقارير الصحفية التي نشرت أمس أن اتصالات مسؤولي الائتلاف شملت كلا من هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي، وتيار بناء الدولة، ومسؤولين آخرين في المعارضة، وقادة بعض الكتائب الإسلامية بينها الجبهة الإسلامية التي يترأسها أحمد عيسى الشيخ قائد صقور الشام.

وكان الإبراهيمي قد طلب من الائتلاف تسليم قائمة بوفده إلى المؤتمر الدولي قبل يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الحالي.

وسيكون وفد المعارضة السورية برئاسة الائتلاف، وهو مسؤول عن تشكيل هذا الوفد بما يراعي تمثيل جميع القوى الرئيسية.

وقالت المصادر إن الائتلاف يسعى إلى عقد اللقاء التشاوري للمعارضة قبل الاجتماع الأميركي الروسي مع الإبراهيمي في جنيف يوم 20 من الشهر الجاري، لوضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات انعقاد المؤتمر الدولي.

لكنها أشارت إلى “صعوبات عدة” تقف أمام ذلك، بينها ما أسمته حذر هيئة التنسيق -التي تشكل الكتلة الأساسية في معارضة الداخل- من المشاركة في لقاء كهذا، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

وتوقعت المصادر تمثيل قيادات إسلامية وكتائب إسلامية “رئيسية” في الوفد التفاوضي للمعارضة، مع إدراكها الموقف الرافض من هذه القوى للحل السياسي وفق المطروح في المؤتمر الدولي.

السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة يحث على تجاهل جنيف 2

قال: لو كنت مكان المعارضة السورية لما شاركت دون تنفيذ مقررات جنيف 1

دبي – قناة العربية

أكد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، جيرار أرو، أنه لا جدوى من مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2 الشهر المقبل.

واشترط السفير ضرورة التزام نظام بشار الأسد بتنفيذ مقررات مؤتمر جنيف واحد، وعلى رأسها تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات.

وقال أرو: “الأسد ذكر منذ البداية أنه لن يحترم ما جاء في مؤتمر جنيف واحد، ويرفض فكرة وجود سلطة انتقالية”.

وتابع: “لو كنت مكان المعارضة السورية لما ذهبت إلى جنيف اثنين”.

وأضاف: “على ماذا اتفاوض في ظل تعنت النظام؟ نحن نعتقد أنه لا يمكن الذهاب إلى جنيف إذا لم نستطع المضي قدما على أساس مفاوضات جنيف واحد”.

وطالب السفير الفرنسي بتوفير الضمانات الحقيقة للمعارضة لتشارك في هذا المؤتمر بعيدا عن الجماعات المتطرفة.

وتحدد يوم 22 يناير المقبل لانعقاد مؤتمر جنيف اثنين حول السلام في سوريا.

الجيش الحر يحاول الضغط على النصرة لإطلاق راهبات معلولا

أعلن سيطرته على معلولا في القلمون بعد أن انسحب منها في سبتمبر الماضي

دبي – قناة العربية

أعلن الجيش الحر أنه تمكن من تحقيق اختراق جديد في صفوف قوات النظام وعناصر حزب الله وإبي الفضل العباس التي تسانده عبر سيطرته على بلدة معلولا في القلمون، التي شهدت أمس اختطاف راهبات من دير واقع فيها.

وفي هذا السياق، قال ناشطون سوريون إن الجيش الحر يخوض حالياً حوارا مع جبهة النصرة التي أجبر مسلحوها 12 راهبة سورية ولبنانية من دير مار تقلا على مغادرة بلدة معلولا إلى بلدة يبرود القريبة.

وكان السفير البابوي في دمشق قد أكد خبر إجبار الراهبات على مغادرة دير مار تقلا في معلولا، مضيفاً أنهن بتن في يبرود دون أن يؤكد أو ينفي إمكانية خطفهن.

وكانت معلولا شهدت معارك ضارية بين قوات النظام والجيش الحر حسمها الأخير لصالحه، بعد أن حاول ذلك في شهر سبتمبر الماضي إلا انه انسحب وقتها بسبب تكثيف النظام لحملته العسكرية هناك.

ولبلدة معلولا، التي تتحدث اللغة الآرامية- لغة السيد المسيح، أهمية أثرية ودينية، إذ تضم أديرة من القرون الميلادية الأولى.

ويُعد دير مار تقلا تحديدا من أديرة الحج البارزة للطائفة الأرثوذكسية، وتسكن فيه مجموعة من الراهبات برئاسة الأم بلاجيا سياف، ويناط بهن مهمة رعاية عشرات الأيتام. وتم إجلاء هؤلاء الأطفال منذ فترة من معلولا لصعوبة الأوضاع المعيشية في البلدة.

قتلى من الجيش السوري في حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال ناشطون إن 25 شخصا على الأقل قتلوا بينهم جنود في الجيش، وأصيب 35 آخرون، الأربعاء، في سقوط قذائف على منطقة دوار الباسل، الخاضعة لسيطرة النظام السوري في مدينة حلب (شمال).

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى جراء القصف 18، بينما أفاد التلفزيون الرسمي بأنهم 17 قتيلا، لكن مصادر “سكاي نيوز عربية” أشارت إلى أن عدد القتلى 25 شخصا على الأقل.

وبقيت حلب، كبرى مدن الشمال السوري، مدة طويلة في معزل عن النزاع الدامي في البلاد، إلا أنها تشهد معارك يومية منذ صيف العام 2012، ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحيائها.

من جهة أخرى، أوضح ناشطون أن عددا من جنود الجيش السوري قتلوا عند انفجار لغم أرضي، في حي عش الورور شرقي دمشق، لدى محاولتهم التسلل إلى حي برزة المجاور.

وذكروا أن قصفا صاروخيا من قبل القوات الحكومية استهدف أحياء برزة والقابون والعسالي في دمشق.

وفي الريف الشرقي لدمشق، تعرضت بلدة زملكا لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية، مصدره إدارة المركبات في حرستا.

وأدى النزاع السوري إلى مقتل نحو 126 ألف شخص، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، ويقول إنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سوريا.

نازحو الداخل.. ألم غائب عن المشهد السوري

لارا حسن- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يرزح أكثر من 6.8 مليون نازح في الداخل السوري تحت عبء الحرب والموت والدمار والتهجير.. ملايين لم تتصدر معاناتهم المشهد السوري يوما، وآلاف العائلات الممزقة والمتباعدة أو من بقي منها في صراع يومي للنجاة.. وللحياة.

هذه المعاناة تبدو جلية أمام العاملين في المجال الإغاثي في سوريا الذين يعملون جاهدين لإيصال المساعدات الغذائية والدوائية لسكان المناطق التي تشهد صراعا مستمرا بين طرفي النزاع مما جعلهم محاصرين في منازلهم.

يقول يوسف (29 عاما)، ناشط في جمعية إغاثية، لموقع سكاي نيوز عربية “هناك مئات العائلات المحاصرة في معضمية الشام .. لا يمكنهم الخروج بسبب المعارك المستمرة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، ولا يمكنهم تأمين الغذاء ولا الدواء.. لقد حاولنا كثيرا الوصول إليهم ومدهم بالمعونات المتوفرة لدينا لكن دون جدوى”.

يتابع يوسف قوله “نجد صعوبات من الطرفين.. فالقوات الحكومية تعتبرنا مع المعارضة لأننا نحمل المساعدات الطبية بينما قوات المعارضة تعتبرنا جواسيسا للقوات الحكومية وقادمين من جهتها”.

يصمت قليلا ويتابع “عملنا الإغاثي يكلفنا الكثير.. الاختطاف أو الاعتقال أو القنص.. فيما يعاني سوريون مثلنا من الجوع والمرض.. تخيلوا نحن في عام 2013 وهناك من يموت بأمراض بسيطة لعدم توفر الدواء”.

ووفقا ليوسف فإن هناك عدة مناطق بحاجة للتدخل الإنساني العاجل من بينها “مخيم اليرموك ومعضمية الشام ومناطق بحمص القديمة”.

وفي مواجهة هذا الواقع المأساوي عملت الأمم المتحدة على إيصال الغذاء إلى قرابة 3.4 مليون شخص في سوريا في نوفمبر الماضي، لكنها وبسبب المعارك الطاحنة لم تتمكن من إيصال المساعدات لعدد أكبر من المحتاجين هذا الشهر وفقا لخطط عملها.

مئات الآلاف.. ومعاناة الحصار

وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان إنه وصل إلى 8 تجمعات سكانية في سوريا في نوفمبر، بعدما ظلت معزولة لشهور وأغلبها في ريف حمص ودرعا، كما عبر عن قلقه الشديد بشأن تجمعات أخرى كثيرة.

وأضاف أن الغذاء لم يصل منذ 6 شهور إلى بعض المناطق في دمشق والحسكة.

هذا ما أكدته منسقة شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة، فاليري آموس، بقولها إن “أكثر من 350 ألف مدني محاصرين داخل سوريا في مناطق يصعب الوصول إليها” حيث يقيمون في مناطق تحاصرها قوات الحكومة السورية أو مقاتلو المعارضة.

أما في المدن “الآمنة” تتجلى معاناة النازحين بشكل آخر حيث ينتشر الأطفال والمعوقين والنساء والرجال والعجائز على حد سواء في شوارع دمشق واللاذقية وطرطوس، في طلب واستجداء لما يسد الرمق أو حتى للقمة العيش.

وتقول مريم لموقعنا: “شوارع دمشق تدفعني للبكاء.. الأطفال في الشوارع شبه عراة رغم البرد القارس.. هناك أطفال ينامون على حافة الأرصفة.. إنهم يفترشون الطريق.. لا أهل لديهم ولا منزل”.

وتضيف وقد تأثر صوتها خلال الكلام “منذ شهر تقريبا رأيت طفلا لا يتجاوز عمره الخمس سنوات.. كان نائما في علبة من كرتون.. هذه العلبة كانت بيته وهي المكان الوحيد الذي احتضنه آخر الليل”.

وأدى عدم توقف العنف والنزاع بين طرفي الصراع في سوريا إلى ازدياد تدهو الأوضاع المعيشية والحياتية لمئات آلاف العائلات السورية، فمنهم من دمر منزله جراء القصف، ومنهم من غادره بسبب وقوعه في منطقة اشتباكات مستمرة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، والآخر من قرر الانتقال إلى الأماكن الخالية من أشكال السلاح بشكل كامل.

أما محمد، أحد سكان مدينة اللاذقية، فيتحدث عن استخدام ذوي الإعاقات لـ”تشوهاتهم الجسدية” من خلال الكشف عنها لاستعطاف المارة للحصول على مبلغ مالي صغير يساعدهم على الاستمرار في حياتهم الشاقة التي ازدادت صعوبة بسبب الأزمة في البلاد.

ناتو: مستعدون للمساعدة في إتمام عملية تدمير السلاح الكيمياوي السوري لو طلب منا ذلك

بروكسل (4 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، عن الاستعداد لتقديم أي مساعدة للبعثة المشتركة لمنظمة حظر إنتشار الأسلحة الكيمياوية والأمم المتحدة، من أجل إتمام عمليات تدمير الترسانة الكيمياوية السورية

وكان أندرس فوغ راسموسن، يتحدث في مؤتمر صحفي عقده اليوم في بروكسل في أعقاب إجتماع مجلس الحلف مع روسيا، حيث شدد أن ناتو لم يتلق أي طلب بهذا الشأن حتى الآن، وأشار إلى أن الحلف يثمن العمل الذي تم إنجازه حتى الآن لتحييد خطر السلاح الكيمياوي السوري، “نهيب بكافة الأطراف التعاون من أجل إستكمال هذه العملية وتدمير الترسانة الكيمياوية السورية بكافة تجهيزاتها بطريقة سليمة وضمن أفضل الشروط”، حسب تعبيره

وجدد راسموسن التعبير عن استعداد الحلف لدراسة أي طلب محتمل لتقديم المساعدة، دون إعطاء مزيد من التفاصيل، وأوضح أن ناتو يرحب بتحديد موعد لعقد مؤتمر سلام حول سورية، أو ما بات يعرف بجنيف2 خلال شهر كانون الثاني/يناير المقبل، “ننطلق في ذلك من قناعة الحلف أن الحل للصراع الدائر في سورية يمر عبر عملية سياسية شاملة يقودها السوريون أنفسهم”، على حد قوله

ورداً على سؤال حول الاتفاق المؤقت الذي جرى التوصل إليه بين مجموعة 5+1 وإيران، أكد راسموسن أن الحلف ينظر بإيجابية إلى ما تم إنجازه ويأمل في التقدم بشأن توقيع إتفاق دائم بشأن الملف النووي الإيراني

أما بشأن العلاقات بين ناتو وروسيا، اشار راسموسن إلى تقدم في التعاون بين الطرفين، “اتفقنا على إطلاق عدة برامج تعاون من شأنها تعزيز الثقة بين الطرفين”، وفق كلامه، لكنه أقر بعدم وجود تقدم كبير في مجال القضية الخلافية الأكثر حساسية وهي مسألة الدرع الصاروخية، مشيراً إلى أمله أن يتم متابعة الحوار بهذا الشأن، وأوضح أن الحلف وروسيا يعملان، بالرغم من النقاط الخلافية، على توسيع مجالات التعاون ، خاصة في الملف الأفغاني

يذكر أن وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي يعقدون إجتماعاً لهم منذ يوم أمس في بروكسل، حيث تمت مناقشة العديد من المواضيع مثل العلاقات مع الدول الشريكة والتحضير لقمة الحلف العام القادم في بريطانيا

وسيعقد وزراء خارجية الحلف في وقت لاحق اليوم إجتماعاً مع الدول، غير الأعضاء في ناتو، والمشاركة في قوات إيساف العاملة في أفغانستان

وكان الحلف قد جدد أمس مطالبته لكابل بتوقيع إتفاق التعاون الأمني الثنائي مع الولايات المتحدة الأمريكية كشرط مسبق لتفادي إنسحاب كامل لقوات ناتو من البلاد، ما يؤثر سلباً على الوضع الأمني وعلى مسار التنمية في أفغانستان العام المقبل

سهير الأتاسي نائبة رئيس الائتلاف السوري تستقيل من منصبها

قدمت سهير الأتاسي نائبة رئيس الائتلاف الوطني السوري، ورئيسة وحدة الدعم والتنسيق في الائتلاف استقالتها، بحسب ما قاله مصدر إعلامي في الائتلاف لبي بي سي.

وأرسلت الأتاسي رسالة إلكترونية إلى رئاسة الائتلاف قالت فيها إنها مستقيلة من جميع مناصبها في الائتلاف.

ويعتبر كل من يهدد بالاستقالة أو يستقيل عبر البريد الإلكتروني، أو وسائل التواصل الاجتماعي، وفق قرار اتخذه الائتلاف مؤخرا، مستقيلا.

وكانت سهير الأتاسي قد تعرضت في الآونة الأخيرة لضغوط كبيرة بشأن ما قيل عن فساد إداري في وحدة الدعم والتنسيق التي ترأسها.

وكان عشرات العاملين في الوحدة أضربوا اعتراضا على إدارة الأتاسي للوحدة المسؤولة عن تنسيق عمليات الإغاثة للاجئين والنازحين السوريين، والتي تتخذ من مدينة غازي عنتاب التركية مقرا لها.

حوار وطني

ولدت سهير في دمشق عام 1971، وهي تنتمي لأسرة الأتاسي المعروفة التي تعود أصولها إلى مدينة حمص.

وهي ناشطة حقوقية معارضة، عرفت بدعوتها إلى حوار وطني مع حزب البعث، والشيوعيين، والإخوان المسلمين، وغيرهم من نشطاء المجتمع المدني.

وكانت ناشطة بارزة تدعو إلى الإصلاح السياسي، وحرية التعبير، والحقوق المدنية، وإنهاء قانون الطوارئ.

وفي مارس/آذار عام 2011 اعتقلت – مع 40 شخصاً آخر – لخروجها في مظاهرة صامتة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، بمن فيهم أطفال درعا. وكانت التهمة التي وجهت إليها هي “إذكاء روح الفرقة”.

وهي عضوة في الهيئة العامة للثورة السورية، التي تشكلت في شهر أغسطس/آب 2011.

BBC © 2013

نصر الله يقول انه التقي موفدا قطريا للمرة الاولى منذ بدء الازمة السورية

بيروت (رويترز) – أكد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم الثلاثاء انه استقبل في الايام الماضية موفدا قطريا للمرة الاولى منذ الانقسامات بين الجانبين حول الازمة السورية.

وردا على سؤال عما إذا كان استقبل مبعوثا قطريا في الايام الماضية قال نصر الله في مقابلة مع قناة (او تي في) اللبنانية “صحيح مشكلتي انني لا استطيع ان اخبيء.” لكنه لم يكشف اي تفاصيل حول هوية المبعوث القطري.

وقال “ان قطر في الآونة الاخيرة وفي اطار مراجعة ونقاش داخلي وفي اطار تحولات ما حصلت على مستوى الادارة القطرية وصلوا الى مكان يمكن انهم يعيدون النظر في كل موقفهم في المنطقة بكل استراتيجياتهم وسياساتهم.”

واوضح ان القطريين قاموا بمبادرة طيبة في وساطتهم لاطلاق سراح تسعة لبنانيين اختطفتهم مجموعة من المعارضة المسلحة في شمال سوريا لمدة 17 شهرا وذلك في اطار عملية تبادل شملت اطلاق سراح طيارين تركيين خطفا في بيروت قبل شهرين مقابل افراج النظام السوري عن معتقلات.

وقال “اول مرة اقول انه بقي خط بيننا وبين قطر حتى خلال السنوات الماضية ولكن كيف؟ يوجد واحد معتمد من عندنا وواحد معتمد من عندهم كل مدة يحصل اتصال بينهما…لكن بالسياسة مختلفين تماما.”

ومضى يقول “استطيع ان اقول انه بدأ حكي بيننا وبين القطريين ولكن هل يوجد اتفاقات؟ بالنهاية اذا حصل هذا الموضوع سيحصل بين دولتين ولكن نحن كقوى سياسية كان هناك خط حكي بيننا رجع هذا الخط وفتح بحدود معينة.”

وكان امير قطر السابق حمد بين خليفة ال ثاني قد نسج علاقات وثيقة مع حزب الله عقب الحرب التي نشبت بين الجماعة وإسرائيل في يوليو تموز 2006 وشارك في اعادة اعمار بعض القرى التي هدمتها القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله.

واستقبل الشيخ حمد بين خليفة في عامي 2006 و2010 استقبال الفاتحين في قرية بنت جبيل الحدودية وفي الضاحية الجنوبية لكن منذ بدء الازمة في سوريا في مارس اذار 2011 تباينت المواقف بين الجانبين بشدة.

وأرسل الحزب الشيعي المدعوم من إيران قواته لتقاتل الى جوار الجيش النظامي في الحرب الاهلية المندلعة في سوريا وهو ما أدى الى الحاق هزائم بقوات المعارضة السورية التي تسلحها وتمولها دول عربية خليجية.

وأيدت دول الخليج العربية السنية بقيادة السعودية مقاتلي المعارضة السورية وأمدتهم بالسلاح والمال في معركة للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد حليف إيران. وفي نفس المقابلة التلفزيونية اتهم الامين العام لحزب الله المخابرات السعودية بالتورط في تفجيرين انتحاريين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت الشهر الماضي مما أدى الى مقتل 25 شخصا من بينهم الملحق الثقافي الإيراني وإصابة 146 آخرين.

وأعلنت كتائب عبد الله عزام المرتبطة بالقاعدة المسؤولية عن التفجيرين وهددت بتنفيذ المزيد من الهجمات إذا لم تتوقف إيران عن التدخل في الصراع السوري.

كما اتهم نصر الله المخابرات السعودية بالتورط في التفجيرات الانتحارية التي تحدث في العراق “لانه يوجد هدف اسقاط الحكومة العراقية بأي ثمن حتى اذا أدى إلى ألف شهيد في كل شهر بالعراق حتى لو أدى الى حرب طائفية في العراق حتى لو أدى الى تحطيم اشلاء العراق .هذا قرار سعودي.”

(تغطية ليلى بسام للنشرة العربية- تحرير وجدي الالفي)

من ليلى بسام

الكرملين: بوتين بحث مع رئيس المخابرات السعودية ملفي سوريا وإيران

موسكو (رويترز) – قال الكرملين يوم الثلاثاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتمع مع الأمير بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية قرب موسكو وبحثا الحرب في سوريا وبرنامج إيران النووي.

وتدعم روسيا بقوة الرئيس السوري بشار الأسد أثناء الصراع في سوريا الذي أودى بحياة ما يزيد عن 100 ألف منذ مارس آذار 2011 بينما تدعم السعودية المعارضة المسلحة التي تسعى للإطاحة بالزعيم السوري.

وقال الكرملين إن بوتين والأمير بندر بحثا خططا لعقد مؤتمر دولي لإحلال السلام تأخر كثيرا من المقرر عقده في جنيف في 22 يناير كانون الثاني. ولم يذكر الكرملين متى اجتمع الرجلان.

وقال الكرملين في بيان على موقعه الالكتروني “جرى تبادل الرأي بالتفصيل بشأن الوضع في سوريا بما في ذلك الاستعداد لعقد مؤتمر جنيف 2.”

واضاف “جرى التطرق إلى الفعاليات الإيجابية في الجهود الدولية لتسوية الملف النووي الإيراني.”

وأبرمت إيران والقوى العالمية الست ومن بينها روسيا اتفاقا الشهر الماضي يقضي بأن تقلص الجمهورية الإسلامية برنامجها النووي مقابل تخفيف عقوبات دولية مفروضة عليها.

واجتمع بوتين والأمير بندر من قبل في روسيا في يوليو تموز.

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى