أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 7 تموز 2015

 

في شمال سوريا «دويلة» كردية تتشكل يتصرف حكام كانتوناتها الثلاثة كرؤساء دول

المقاتلون الأجانب مع الأكراد… جنود سابقون وأصحاب أزمات… تجمعهم كراهية تنظيم «الدولة»

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: كتبت صحيفة «إندبندنت» عن ما سمتها «الكتيبة الأجنبية» التي تقاتل إلى جانب الأكراد في شمال العراق.

وتشير إلى ظاهرة تطوع الكثير من الأجانب لقتال تنظيم الدولة الإسلامية مع أن الكثير منهم لا خبرة عسكرية لديه.

ونقلت عن أحد المتطوعين الأمريكيين «سكوت» الجندي السابق الذي شاهد الحرب من بيته في مينوسيتا الأمريكية وقرر التطوع مع المقاتلين الأكراد البيشمركة قبل ستة أشهر.

وفي الوقت الذي يتدفق فيه الكثير من المتطوعين الأجانب للقتال مع تنظيم الدولة وسط مخاوف من عودتهم إلى بلادهم وقد تمرسوا بالقتال والحرب، فعلى الطرف الآخر بدأت أعداد تصل إلى للقتال مع الأكراد الذين يقولون إنهم ليسوا بحاجة لمقاتلين ولكن أسلحة.

وتنقل الصحيفة عن سكوت «أشعر بالقرف مما شاهدت ولهذا قررت فعل شيء».

ويضيف «شاهدت عمليات الذبح المتكررة وسمعت عن استرقاق النساء وشعرت أن ما فعله الأمريكيون الذي قاتلوا هنا سيكون بلا قيمة ولهذا قررت التحرك وعمل شيء».

وسكوت هو واحد من عشرات المتطوعين الذين وصلوا للمناطق الكردية بعضهم قاتل سابقا في العراق وأفغانستان وعانوا من مشكلة التكيف مع الحياة في وطنهم، أما البقية فلا خبرة لديهم في القتال. فرفقة القتال وفرصة المشاركة في نزاع جديد دفعت هؤلاء لمساعدة الأكراد ضد تنظيم الدولة. وتشير الصحيفة إلى محل للوشم في مدينة إربيل حيث عرض صاحب المحل وشما رسمه لتسعة مقاتلين أجانب ويظهر تاجا بشمس صفراء اللون ونقش للعلم الكردي خلف جمجمة وبندقيتين.

وطلب مقاتلان أجنبيان وشما مكتوب عليه «نادي ملاحقة داعش». ويلقى الأكراد دعما جويا من طيران التحالف الدولي ضد الجهاديين.

ففي العام الماضي بدأت الولايات المتحدة غارات ضد تنظيم الدولة الذي وصل أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق واستطاع مقاتلو البيشمركة الذي تراجعوا في البداية أمام مقاتلي تنظيم الدولة إعادة تنظيم أنفسهم واستعادوا عددا من المناطق التي سيطر عليها الجهاديون.

 

نريد السلاح لا الرجال

 

وترى الصحيفة أن الموقف الرسمي الكردي من المقاتلين الأجانب هو عدم السماح لهم بالقتال على الخطوط الأمامية.

ونقلت محطة كردية عن هيلغرد حكمت المتحدث باسم وزارة شؤون البيشمركة قوله «البيشمركة هم قوة قتالية محترفة».

ومع ذلك فقد انضم المقاتلون الأجانب إلى البيشمركة والميليشيات المسيحية التي تقاتل في العراق وسوريا ولا يعرف عدد هؤلاء المقاتلين بالضبط.

وتحدثت الصحيفة مع سكوت الذي كان يقاتل على الجبهة الأمامية حيث قال «لا يبعد تنظيم الدولة عنا سوى ميل واحد ونشاهد صفوفهم ويطلقون النار علينا في كل ليلة».

ويضيف «شاهدت أمس دبابة وعربتي همفي كانت تحاول تعزيز الدفاعات الأمامية حول المدينة. ولسوء الحظ ليس لدينا غطاء جوي لتدميرها».

وتقوم قوات التحالف بتوفير التغطية الجوية للبيشمركة، وفي نهاية الأسبوع الماضي شن طيران التحالف 38 غارة على مواقع الجهاديين لكن مقاتلي البيشمركة يشتكون من عدم انتظامها.

ويحمل سكوت وزملاؤه أسلحة خفيفة وتدعمهم المدفعية. وقتل قبل فترة ثلاثة من مقاتلي البيشمركة وهم يحاولون التقدم باتجاه بلدة يسيطر عليها الجهاديون. ويقول سكوت «البيشمركة هم مثل العائلة» مضيفا أنهم بحاجة للسلاح لا الرجال.

 

شكوك

 

وفي قاعدة عسكرية يرن هاتف العقيد طارق أحمد علي بالرسائل الهاتفية من رجال في الولايات المتحدة وبريطانيا راغبين في الانضمام للبيشمركة، ولديه 16 متطوعا معظمهم من الولايات المتحدة وكندا تطوعوا للقتال في وحدته مع أن عددا منهم الآن في إجازات.

ومن يرغب في التطوع يتصل بالمتطوعين الذين وصلوا إلى كردستان أو يتصلون به عبر صفحته في الفيسبوك ويقوم العقيد علي بتمرير الطلبات لوزارة البيشمركة.

ويقول العقيد علي إن أداء المقاتلين الأجانب مثير للإعجاب ويتصفون بالشجاعة حيث تعرضوا مع قوات البيشمركة لهجمات تنظيم الدولة وأصيب بعضهم بشظايا، ومع ذلك لديه الكثير من التحفظات حول دوافع انضمامهم لقواته «أعتقد أن بعضهم يعاني من مشاكل في وطنه وحضر آخرون لجمع المعلومات».

ويضيف «عندما آخذهم إلى جبهات القتال علي مراقبتهم لأنني لا أعرف كيف سيتصرفون». ويقول العقيد علي إنه أعاد مقاتلا أجنبيا سأل عن الخمور والنوادي الليلية «سبب الكثير من المشاكل وجاء إلى هنا لقضاء وقت جيد».

وتعبر قوات البيشمركة عن امتنانها لدعم الأجانب إلا أن القتال ضد تنظيم الدولة هو من أجل حماية كردستان التي يأملون حصولها على الاستقلال. «شخصيا» يقول العقيد علي «لا أحب ترك هؤلاء الشبان بيوتهم وعائلاتهم والحضور إلى هنا لكي يموتوا».

وثار جدل في بريطانيا حول الطريقة التي يجب أن يعامل فيها المتطوعون الأجانب مع الأكراد. فقد ذهب بعضهم إلى سوريا وقاتلوا إلى جانب قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي واجه مقاتلي تنظيم الدولة في بلدة عين العرب/كوباني.

وطرح في حينه موقف الحكومة من متطوعين يقاتلون في صراعات أجنبية، خاصة أن الكثير قيل عن تطوع شباب مسلمين مع تنظيم الدولة الإسلامية وصدرت تعليمات وقوانين واقتراحات لسحب الجنسية عمن يثبت مشاركته في الحرب بسوريا مع الجهاديين.

ولم يتم اتخاذ إجراءات ضد من قاتلوا إلى جانب الأكراد. ويقدر عدد الأجانب الذين انضموا إلى الأكراد حوالي 100 وكان كونستاندينوس إريك سكرفيلد (25) عاما أول بريطاني يقتل قرب القامشلي في مواجهات مع تنظيم الدولة.

 

رفاق في القتال

 

وتساءل مايكل ماكفوي في تقرير نشره موقع «ميدل إيست آي» في 25 حزيران (يونيو) هذا العام عن طبيعة المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي تقريره الذي أعده من الحسكة السورية التقى مع قائد مجموعة من المتطوعين وهو كردي اسمه سوران الذي كان يعمل في حقل لجمع الفواكه في بريطانيا قبل أن يقرر العودة والقتال ضد الجهاديين.

ويقول سوران إن الحرب الأهلية في سوريا وتوسع تنظيم الدولة الذي هدد بالسيطرة على مناطق الأكراد هو الذي دفعه للعودة إلى سوريا والقتال. ويشير ماكفوي إلى إن المتطوعين الأجانب متعددي المشارب: شباب، كهول، متدينون، فوضويون ومحافظون، بعضهم محاربون قدماء وآخرون ناشطون وفنانون ولا رابط بينهم سوى كراهيتهم لتنظيم الدولة وتعاطفهم مع الأكراد.

ومن بين المقاتلين «كمال» وهو الاسم الذي أطلقه الأكراد عليه وكان يعمل مندوب مبيعات في الولايات المتحدة. وقرر بعد هجمات إيلول/سبتمبر 2001 كان من أول الجنود الذين هبطوا في العراق أثناء الغزو عام 2003.

ففي أثناء وجوده في العراق التقى «كمال» مع عدد من الأكراد وأعجب «بطيبتهم وشجاعتهم». وعندما حانت الفرصة للقتال إلى جانبهم كان القرار واضحا « ليس لدي أطفال ولست متزوجا ولا أملك الكثير. ومن السهل الحضور إلى هنا عندما لا يوجد ما يربطك في بيتك».

ويقاتل «كمال» مع الأكراد منذ ستة أشهر وليس لديه خطط للعودة إلى بلاده قريبا، خاصة أنه يحظى باحترام من المقاتلين الأكراد الذين شاهدوه يخاطر بحياته لإنقاذ الجرحى الأكراد. ويرى «كمال» ان اندماجه مع المقاتلين الأكراد جزء مهم من مشاركته في القتال.

ولكن بعض المتطوعين الأجانب لم يندمجوا حسب البريطاني ميسر غيفورد أو «الرفيق باران» الذي قاتل في سوريا قبل العودة إلى بريطانيا. ويقول «آسف هناك شخص أو شخصان غريبان وصلا بموقف خطأ»، «ولا يندمجون مع الأكراد ولديهم هوس للدخول سريعا في قتال تنظيم الدولة. ولا يفهم هؤلاء أنهم عندما يأتون إلى هنا فقتال تنظيم الدولة هو جزء من الحرب. فعليك أن تفهم أنك لا تستطيع التصرف كذئب متوحد. وعليك أن تكون جزءا من حركة». ويقول غيفورد أن المتطوعين الذي يحملون مواقف شاذة لا يطيلون الإقامة. وتعيدهم قوات الحماية الشعبية إلى بلادهم.

ويجد بعض المقاتلين الأجانب صعوبة في الاتفاق مع مواقف حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تتبع له قوات الحماية الشعبية، ويعتبر جزءا من حزب العمال الكردستاني المعارض في تركيا. وتنتشر صور زعيم الحزب المسجون في تركيا عبدالله أوجلان على السيارات وفي مكاتب الحزب.

ولأن بعض المقاتلين الأجانب ليست لديهم ميول يسارية كالتي يقوم عليها الحزب فإنهم يشتكون من تدريسهم مبادئ الحزب اليسارية التي انتقاها أوجلان من المفكر الفوضوي الأمريكي موراي بوكتشين عندما يصلون إلى مناطق الأكراد.

وبالنسبة للمتطوعين الغربيين فالسياسة تعتبر أمرا ثانويا. ويظل دور المتطوعين الأجانب ثانويا فقد شاهد سوران الكثيرين منهم يأتون ويعودون إلى بلادهم، ولهذا فتأثيرهم رمزي أكثر من أي شيء آخر ويعرف الكثيرون منهم هذا. وبالنسبة للأكراد فالقتال مرشح للاستمرار لسنوات طويلة وبعضهم قد يموت قبل أن يرى حلمه يتحقق وهو إنشاء دولة كردية.

ويعلق «كودي» وهو متطوع من منطقة ستاتفوردشاير في بريطانيا «في النهاية علينا ان نتحلى بالتواضع» «فهذه هي معركتهم وليست معركتنا وكل ما نقدمه هو التضامن معهم».

 

حكم ذاتي

 

وينبع التضامن مع الأكراد من دورهم في قتال تنظيم الدولة ومن المكاسب التي حققوها في الفترة الماضية، حيث تحولوا إلى حلفاء للولايات المتحدة في حربها ضد الجهاديين، وهو ما يفسر المخاوف التركية حيث تتحدث تقارير عن خطط لحكومة أنقرة بناء منطقة عازلة لمنع ولادة دويلة في شمال سوريا تهدد الحدود التركية وتمنح منطقة آمنة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني.

وجاء انتصار الأكراد في تل أبيض التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة ليمنحهم فرصة لربط ثلاثة جيوب كردية مع بعضها البعض في دويلة «روجوفا» تقول صحيفة «دايلي تلغراف» غير معترف بها ونتيجة للتغيرات التي تشهدها خريطة الشرق الأوسط.

وتقول الصحيفة «من شكل من حجم مكتبه والمسؤوليات التي يتولاها تعتقد أن أكرم حسو رئيس دولة» فهو «يتحدث سياسات اقتصادية وضرائب على التصدير وجنود يحرسون الحدود وفرض النظام والقانون وتوفير الأمن لأبناء الدولة».

وتقول إن «روجوفا» دويلة لا يعرف الكثيرين خارج الشرق الأوسط يعرف موقعها على الخريطة. وتقول إن روجوفا هي عبارة عن جيوب ثلاثة، حيث يتجمع الاكراد في عين العرب/كوباني والجزيرة اللتين ارتبطتا بعد سقوط تل أبيض إضافة لعفرين. ويقول حسو الذي يدير الجزيرة «منذ بداية الحكم الذاتي كان هناك تنسيق بين رؤساء الكانتونات الثلاثة»، مضيفا أن «فتح الممر بينها سيجعل من التنسيق أفضل».

ويقوم حسو باقتطاع الضريبة عن الشاحنات والمنتجات التي تنتظر المرور عبر الفرات في طريقها إلى إقليم كردستان.

وتقوم حكومة الدويلة بشراء المحاصيل التي ينتجها المزارعون وتخزنها كي تبيعها في سوريا والعراق. ورغم مظاهر الدولة يرفض الأكراد الحديث عن طموحاتهم علانية من أجل علاقات جيدة مع الغرب وحتى لا يغضبوا تركيا. كل هذا قد يتغير كما يقول مايكل ستفينز المحلل في المعهد الملكي للدراسات المتحدة «في حالة استمرار الأزمة السورية ربما يحصل الاتحاد الديمقراطي على أكثر مما يهدف إليه، وهو كيان مستقل فعليا». وترى الصحيفة أن هذا الكيان سيواجه امتحانا حقيقيا خاصة أن 2.5 مليون نسمة الذين يعيشون فيه هم من العرب والأكراد والمسيحيين. وحالة استقر الكيان فمزاعمه بالديمقراطية والتعددية ستكون محلا للامتحان.

وفي الوقت الذي يزعم فيه حسو أن سياساته تشمل الجميع. فنائبته إليزبيث غوري، مسيحية كاثوليكية إلا أن تقارير تحدثت عن طرد غير الأكراد. وهناك من يتهم حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات الحماية الشعبية بتكميم الأفواه.

ويقول أنور ناسو عضو الحزب المعارض «يكيتي» «لقد اتفقنا على التشارك في السلطة لكن حزب الإتحاد الديمقراطي لم يلتزم بها». وحتى المجلس الوطني الكردي الذي يقيم إئتلافا مع حزب الاتحاد الديمقراطي يشعر بالحنق.

ويعلق ستيفنز «من مصلحة حزب الإتحاد الديمقراطي أن يحكم بالتشارك وإلا فهناك الكثير مما سيخسره».

وبالإضافة لمخاطر تنظيم الدولة فهناك معوقات أخرى قائمة أمام دمج الجيب الثالث وهو عفرين مع عين العرب/كوباني والجزيرة، ونعني هنا النظام الذي لا يزال يحتفظ بنقاط تفتيش وقواعد عسكرية في مدن المنطقة، خاصة القامشلي والحسكة ويواصل دفع رواتب الأساتذة والأطباء. مع أن حسو يؤكد على أن إدارته تعتمد على نفسها «نقوم بالبيع والشراء محليا والمال الذي نحصل عليه ليس من النظام».

 

فصائل وولاءات

 

ويعتبر الأكراد في النهاية عاملا مهما في الأحداث التي يشهدها الشرق الأوسط فعسكريا يؤثرون في الحرب ضد تنظيم الدولة.

وكانوا سياسيا عاملا مهما في قلب المعادلة السياسية في انتخابات تركيا الأخيرة حيث دخلوا الانتخابات ولأول مرة في تاريخهم ككتلة حرمت حزب العدالة والتنمية من الأغلبية المطلقة التي تمتع بها طوال السنوات الماضية.

ومع ذلك فتعدد فصائلهم ورؤاهم وولاءاتهم قد تؤخر أو تحرمهم من الدولة التي حرمتهم من دول الحلفاء قبل مئة عام. فمن حزب الإتحاد الديمقراطي الكردستاني الذي يحكم في كردستان العراق ويتزعمه مسعود بارزاني والقريب من تركيا إلى حزب الاتحاد الوطني الديمقراطي الذي تديره قبيلة جلال طالباني، رئيس العراق السابق والمقرب من إيران.

وفي تركيا هناك حزب عبدالله أوجلان، حزب العمال الكردستاني، «بي كي كي» الذي خاض منذ عام 1984 حربا دموية مع تركيا لإنشاء منطقة حكم مستقلة في جنوب شرقي تركيا. ويعيش أوجلان المعروف بأبو في سجن تركي معزول منذ عام 1999.

وفي سوريا أشرنا إلى حزب الإتحاد الديمقراطي وفرعه العسكري قوات الحماية الشعبية الذي استخدم الحرب الأهلية لتخطيط منطقة نفوذ له. وهناك المجلس الوطني الكردي وهو إئتلاف لأحزاب كردية سورية وله علاقة وثيقة مع حزب البارزاني.

وينظر إليه كجزء من المعركة مع أوجلان على قيادة الأكراد. وهذه هي أهم أحزاب الأكراد في العراق وسوريا وتركيا، لكن عالم السياسة الكردية معقد مثل أي أقلية مضطهدة فهل تقف خلافاتهم أمام حلم الدولة أم تجبرهم التغيرات الديموغرافية والتهديدات على الوحدة؟

 

«داعش» يبعد الأكراد عن «عاصمة الخلافة»

لندن، واشنطن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

استعاد تنظيم «داعش» موقعاً إستراتيجياً قرب الرقة عاصمة «خلافته» في هجوم مفاجئ شنه ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سورية بعد يوم على غارات عنيفة شنتها مقاتلات التحالف الدولي – العربي على الرقة، في وقت دارت معارك طاحنة بين قوات النظام السوري و «حزب الله» من جهة ومقاتلي المعارضة من الجهة الأخرى في الزبداني في شمال غربي دمشق. (للمزيد)

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن حوالى 40 عنصراً من «داعش» قتلوا أمس نتيجة الاشتباكات وقصف طائرات التحالف مراكزهم وأماكن وجودهم في المنطقة الممتدة من أطراف جبل عبد العزيز في محافظة الحسكة إلى منطقة عين عيسى، لافتاً الى اشتباكات عنيفة في بلدة عين عيسى في ريف الرقة بعد هجوم مفاجئ شنه التنظيم وتمكن خلاله من السيطرة في شكل كامل على مدينة عين عيسى والمنطقة الممتدة من المدينة إلى بلدة الشركراك الإستراتيجية التي سيطر التنظيم على أجزاء واسعة منها أيضاً، اضافة الى سيطرته على قرى في المنطقة الواقعة بين الشركراك والأطراف الغربية لمحافظة الحسكة.

لكن «المرصد» اوضح لاحقاً ان «وحدات حماية الشعب الكردي» استعادت قرية مغار قرب مدينة عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي بعد تمكن مقاتليها بدعم من طائرات التحالف من قتل عدد من عناصر التنظيم الذين تمكنوا من السيطرة على القرية.

من جهة اخرى قال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان في واشنطن إن الهدف من الضربات الجوية التي أصابت جسوراً ومواقع لـ «داعش» حول الرقة كان الحد من «حرية حركة (التنظيم) وقدرته على التصدي للقوات الكردية البارعة». وأضاف: «هذه هي الطريقة التي سيتم بها هزيمة الدولة الإسلامية في شكل فعال ودائم فعندما توجد قوات محلية فعالة على الأرض نستطيع دعمها وتمكينها حتى يتسنى لها السيطرة على اراض والاحتفاظ بها». واستمرت المواجهات بين قوات النظام والموالين من جهة و «داعش» من جهة ثانية في مدينة الحسكة بين الرقة وحدود العراق، وترافقت مع استقدام قوات النظام تعزيزات عسكرية من مدينة القامشلي إلى الحسكة. وأفيد بأن «داعش» فجّر عربة في الطرف الجنوبي للمدينة.

في جنوب البلاد، قال «المرصد» إن الاشتباكات العنيفة استمرت أمس بين «حزب الله» والفرقة الرابعة (في الحرس الجمهوري السوري) من جهة وفصائل معارضة ومقاتلين محليين من جهة اخرى في محيط مدينة الزبداني وسط تنفيذ الطيران الحربي والمروحي ما لا يقل عن 32 ضربة منذ صباح امس على مناطق في المدينة ومحيطها، فيما افادت «الدرر الشامية» المعارضة بأن عدداً من عناصر «حزب الله» قتلوا في معارك الزبداني. وأوضح «المرصد» أن مقاتلي المعارضة استهدفوا مراكز «حزب الله» في قلعة الكوكو في محيط المدينة من الجهة الجنوبية الغربية وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف عناصر الحزب.

 

تل أبيض تختبر التحالفات بين أطراف المعارضة السورية والأكراد

خليل الهملو

شكلت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي وبعض فصائل الجيش السوري الحر على منطقة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، نقاطاً مهمة في خريطة الصراع الدائر في سورية، ولعل أبرزها إخراج تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) من المنطقة، وما رافق عمليات السيطرة على المنطقة من تهجير منظم لسكان منطقة عدد سكانها الحاليين يتجاوز 250 الف شخص يتوزعون على رقعة جغرافية تقدر مساحتها بـ 10 آلاف كيلومتر مربع.

في أقل من شهر وعلى جبهتين تمت السيطرة على منطقة تل ابيض. الجبهة الغربية أطلق عليها اسم «بركان الفرات» وتضم وحدات حماية الشعب الكردي ولواء ثوار الرقة وكتائب شمس الشمال والمجلس العسكري في دير الزور وتقدمت من منطقة عين العرب للسيطرة على الريف الغربي والجنوبي، بينما تقدمت وحدات حماية الشعب من الجهة الشرقية قادمة من منطقة رأس العين في محافظة الحسكة وتضم تمثيلاً رمزياً من عناصر الصناديد التابعين لأحد شيوخ عشيرة شمر في الحسكة ولواء التحرير، وتحالف بين قوى اهدافها متناقضة.

الجبهة الأخيرة هي التي شهدت عملية التهجير الكبير للسكان، فقد تقدمت الوحدات تحت جناح طائرات التحالف الدولي وقامت بقصف عدد من القرى وكانت البداية من الزيدي وصولاً الى قرية بلدة تل ابيض شرقي.

يتحدث عدد من سكان تل القرى الذين وصل بعضهم الى مدينة (اقجا قلعة) التركية بعد سبعة ايام من الانتظار عند الشريط الحدودي مع تركيا عن قصف تعرضت له قراهم من قبل طائرات التحالف الدولي ومن بقي منهم طردته القوات الكردية، كما دمرت الطائرات والمدفعية قرية كنيطرة (10 كيلومترات شرق ناحية سلوك) بحجة ان بعض ابناء القرية من امراء تنظيم داعش».

أمام الانتقادات التي طاولت وحدات حماية الشعب من ناشطين محليين وجهات في المعارضة وصولاً الى الرئيس التركي رجب طيـــب ارودغان، حاولت وحدات حماية الشعـــب عبر وسائل الاعلام المرافقة لها اظهار الترحاب الذي قوبلت به تلك الوحدات… البعض تحدث عن اسماء حقيقية لأشخاص في المنطقة وآخرون شككوا بأن من ظهروا في التسجيلات التلفزيونية لا ينتمون الى القرى التي تحدثوا منها».

هذه الانتهاكات دفعت 16 فصيلاً من كبرى فصائل المعارضة السورية المسلحة الى توعد وحدات حماية الشعب الكردي في بيان بأن «قوى الثورة السورية المدنية والعسكرية، سترد بحزم على كل المتورطين في هذا العمل الإجرامي، ولن تسمح بالتفريط بحقوق أهلنا ومطالبهم، ووحدة ترابهم».

ووصف المسؤول في الإدارة الذاتية بمنطقة الجزيرة عبد الكريم ساروخان بيان الفصائل السورية المسلحة «بأنه جزء من حملة إعلامية يائسة يراد منها ضرب المكون الكردي والعربي بعضهما ببعض» ونفى صاروخان اي «عملية تهجير قامت بها الوحدات».

لم يشهد ريف تل ابيض الغربي تهجيراً كبيراً بحسب مصادر محلية في تل المنطقة «نظراً الى وجود عدد كبير من عناصر الجيش الحر بعضهم من ابناء المنطقة في تلك الجبهة والتي تضم مقاتلي لواء ثوار الرقة، في حين كان نصيب الريف الشرقي من التهجير هو الأكبر حيث غادر جميع سكان المنطقة قراهم ومزارعهم وبلداتهم الى مدينة الرقة وريفها وبعض المناطق الاخرى ودخل أكثر من 30 الف شخص الى تركيا».

وأقدم عدد من الشباب الكرد في مدينة (اقجا قلعة) التركية على الاعتداء على الناشط السوري احمد الحاج صالح لانتقاده التهجير الذي طاول العرب في منطقة تل ابيض وكتب الحاج صالح على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي «خلال وصولي الى الفندق المقابل للبوابه الحدوديه لاحظت ثلاثة شباب في العشرينات يلاحقونني مرة ويسبقونني ومرة يتخلفون وعند زاوية مظلمة امسك اثنان منهم بي وهددني الثالث بسكين بيده: «هدول تاج راسك وهم يلي حرروك من داعش»… وقاموا بضربي على وجهي ورأسي وصدري وهددوني بالسكين».

بعد يومين من سيطرة الوحدات على المدينة بدأ بعض الأهالي الذين يفترشون حدائق وأرصفة اقجا قلعة التركية العودة الى قراهم والى تل ابيض ولكن العدد الاكبر من العائدين كان من الاكراد في حين اعتقل عناصر الوحدات الكردية عدداً من المواطنين العرب.

ترى بعض اوساط المعارضة الســورية المسلحة ان تحالف عدد من فصائل المعارضة مع وحدات حماية الشـــعب الكردي هو تحالف مـــرحلي ولا يمكن ان يستمر بل ان هذا التحالف يمكن ان يقود الى مواجهة مستقبلية بينهم، ولكن الوحدات تدرك بأنها الطرف القوي ما دامت القوات العربية المتحالفة معها متفرقة، وما حصل عندما انزل عناصر الوحدات (علم الثورة) من بوابة تل ابيض الحدودية يبين حجم الخلاف ونظرة الوحدات لتلك الفصائل.

دخول فصائل عربية وأبرزها لواء ثوار الرقة الذي يحظى بقبول شعبي وعشائري في تحالف مع وحدات حماية الشعب الكردي ساهم في وقوف آلاف من العرب بل وانضمام المئات منهم الى اللواء لمقاتلة «داعش»، وبحسب مصادر مقربة انه لو تم فتح باب التطوع سينضم آلاف من ابناء محافظة الرقة اليهم».

الا ان الامتحان الحقيقي لهذا التحالف هو هل سيستمر الجميع بالقتال جنباً الى جنب حتى تحرير محافظة الرقة والتوجه الى دير الزور الذي يشارك مجلسها العسكري في هذا التحالف؟.

ترى بعض اوساط المعارضة السورية ان «قتال لواء ثوار الرقة حالياً في منطقة عين عيسى من دون تغطية جوية يثير علامات الاستفهام» بل ان الاكراد الذين سيطروا على مدينة تل ابيض يريدون حدوداً حتى طريق حلب القامشلي والذي يبعد عن الحدود السورية التركية باتجاه مدينة الرقة (25-35) كيلومتراً.

وعدم تقدم الوحدات باتجاه مدينة الرقة يعني ان لواء ثوار الرقة سوف يواجه «داعش» منفرداً على اطراف حدود مدينة الرقة وعندها سوف تستقبل قوات ابو عيسى (قائد لواء ثوار الرقة) مفخخات «داعش لوحدها. ومع ذلك يجري الحديث وبصوت عالٍ بين القوات المتحالفة بأن معركتهم واحدة ولن يتخلى الاكراد وطائرات التحالف عن شركائهم في معركة تحرير عين العرب حتى طرد تنظيم الدولة الاسلامية من الرقة ودير الزور.

 

طهران تربط الاتفاق النووي برفع الحظر عن الأسلحة

واشنطن – جويس كرم – طهران – محمد صالح صدقيان – فيينا – أ ب، رويترز، أ ف ب –

شهدت المفاوضات الماراثونية في فيينا لتسوية الملف النووي الإيراني، مفاجأة في الساعات الاخيرة قبل الموعد الذي كان محدداً للتوصل الى اتفاق (اليوم) تمثلت في مطالبة طهران برفع حظر فرضه مجلس الأمن على الأسلحة، وإلغاء عقوبات فرضها على برنامجها للصواريخ الباليستية، في إطار صفقة موازية لاتفاق محتمل، وهذا ما يرفضه الغرب.

وتحدثت إيران عن «تنازلات» متبادلة، وتسوية أكثر من 70 في المئة من القضايا التقنية، معلنة تمديد المهلة النهائية للمفاوضات إلى منتصف ليل غد الأربعاء أو فجر الخميس، علماً أنه كان يفترض ان تنتهي رسمياً منتصف ليل اليوم. (للمزيد)

وعقد وزراء خارجية الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني اجتماعاً في فيينا أمس مع نظيرهم الإيراني محمد جواد ظريف في حضور مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني. والتقى الأخير أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري مرتين، والروسي سيرغي لافروف. وأعلنت الخارجية الروسية أن لافروف وظريف «أعربا عن رغبة مشتركة في التوصل، بأسرع ما يكمن، الى حلول مقبولة من جميع الأطراف في مسائل موضع خلاف».

وقال ظريف للصحافيين امس: بعض الخلافات لا تزال قائمة ولكننا نحاول ونعمل بجد. وكان مسؤول إيراني في فيينا قال إن على وزراء الخارجية حسم «آخر الخيارات الصعبة»، وزاد: «قبل ثلاثة أشهر، كانت مسائل كثيرة متصلة بالملف النووي، أو برفع العقوبات، لم تُسوَّ بعد، لكن الآن لم يبقَ منها سوى عدد ضئيل يجب أن يعالجه الوزراء». وأضاف: «قدّمنا تنازلات وأبدينا مرونة. الجميع فعل ذلك، ولولا ذلك لما كانت هناك مفاوضات». وتحدث عن «إبداع ديبلوماسي يتمثل في التقريب بين الخطوط الحمر» للجانبين. ولفت إلى أن «المشكلة لم تسوَّ بعد»، في ما يتعلق بآلية عودة العقوبات تلقائياً إذا انتهكت طهران التزاماتها، منبهاً إلى أن الأمر «لا يتعلق فقط بطرف».

ورأى المسؤول الإيراني أن أي اتفاق نووي «يجب أن يشكل بداية لتغيير النهج الفظيع لمجلس الأمن» في التعامل مع بلاده، وتابع: «نريد غلق هذا الملف وفتح فصل جديد في العلاقات مع المجلس». وسأل: «هل أن الحظر على الأسلحة المبني على قرارات مجلس الأمن، جاء انطلاقاً من قرار سياسي أم لا؟».

وذكر أن طهران تريد رفع حظر فرضه مجلس الأمن على الأسلحة عام 2007، في إطار عقوبات مرتبطة ببرنامجها النووي. وأضاف: «تُصرّ إيران على حقوقها، وتقول بوجوب رفع كل العقوبات، بما فيها على الصواريخ الباليستية عندما تُرفع عقوبات الأمم المتحدة. الغرب يُصرّ ليس فقط على إبقاء (الصواريخ الباليستية) في نطاق العقوبات، بل أن تجمّد إيران برنامجها أيضاً» في هذا المجال.

ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي غربي بارز تأكيده أن رفع الحظر على الأسلحة «ليس مطروحاً للنقاش»، وزاد: «يريد الإيرانيون رفع العقوبات عن الصواريخ الباليستية، ويقولون إن لا سبب لربطها بالملف النووي، وهذه وجهة نظر يصعب قبولها. لا رغبة في ذلك من جانبنا».

وتعتبر الولايات المتحدة أن رفع حظر الأسلحة قد يتيح لطهران توسيع مساعداتها العسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وللمتمردين الحوثيين في اليمن و «حزب الله» في لبنان. كما أن ذلك سيفاقم المعارضة لأي اتفاق نووي لدى الكونغرس وإسرائيل.

وكانت واشنطن أعلنت بعد إبرام اتفاق لوزان بين إيران والدول الست في نيسان (أبريل) الماضي، أن أي مبادئ توجيهية جديدة تصدرها الأمم المتحدة حول إيران، ستتضمّن «قيوداً مهمة على الأسلحة التقليدية والصواريخ الباليستية».

وكان لافتاً أمس أن موقع «بلومبرغ» الأميركي أفاد بأن «صندوق روكفيلر» أنفق منذ العام 2003، 4.3 مليون دولار للدفع في اتجاه إبرام الولايات المتحدة اتفاقاً مع إيران لتسوية ملفها النووي، وحشد من أجل ذلك مسؤولين أميركيين تواصلوا مع ظريف منذ ذاك العام.

 

«المرصد السوري»: انتحاري من «جبهة النصرة» يهاجم موقعاً للجيش السوري في حلب

عمان – رويترز

قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن انتحاريا ينتمي إلى “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” فجر نفسه في موقع للجيش السوري في منطقة تشهد صراعا للسيطرة عليها في حلب بشمال البلاد وقتل 25 على الأقل من الجنود والمجموعات المتحالفة مع الجيش، وأصاب عشرات غيرهم.

 

وأضاف أن دوي التفجير سمع في أنحاء المدينة، حيث شنت مجموعات عديدة يقودها متشددون أخيراً هجوما لانتزاع السيطرة على الأجزاء الغربية المتبقية من المدينة من أيدي الحكومة.

 

وقالت مواقع تابعة للمعارضة المسلحة إن هناك قصفاً عنيفاً لعدة أجزاء من حي جمعية الزهراء الذي سيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء منه، مما قربهم من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة حلب التي كانت المركز الصناعي والتجاري الرئيس في سورية قبل اندلاع الحرب الأهلية في 2011.

 

مقتل سعودي «قيادي» في صراع «النصرة» و«داعش»

{ الدمام – منيرة الهديب

< حصدت المعارك المستمرة بين تنظيم «داعش» الإرهابي، وتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي (ذراع «القاعدة» في سورية)، قيادياً سعودياً جديداً، قضى خلال الاشتباكات المتواصلة بين الطرفين. وأعلن «جبهة النصرة» أمس مقتل القيادي العسكري فيه عبدالله العيد، المعروف بـ «أبو صالح الجزراوي». ووثق «جبهة النصرة» لحظة مقتل العيد بتصوير مرئي، وظهرت في المقطع المصور الدقائق الأخيرة من حياته، وحتى إصابته بطلقة في رأسه أردته قتيلا. ونعى «جبهة النصرة» القيادي العسكري عبدالله العيد الذي قضى أمس على يد رفاقه من تنظيم «داعش».

فيما أثار مقتل العيد «شماتة» عناصر تنظيم «داعش»، إذ أكد بعضهم عبر تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس، أنهم صحبوه «قبل طمعه في الإمارة، وعدم التزامه طريق الحق» على حد وصفهم، واختلافه معهم على رغم رفقته لبعضهم أثناء ما أسموه بـ «الهجرة».

فيما اتهمه منتمون لـ «داعش»، بـ «الدفاع عن الحدود الإسرائيلية»، مستدلين بصورة التقطت له قرب الحدود السورية الفلسطينية في الجولان المحتل من إسرائيل. وكتب أحدهم « كنتَ بالأمس صديقاً، واليوم ترحل غير مأسوف عليك».

وعُرف العيد بتكفيره تنظيم «داعش» وعناصره، واختلافه مع من أسماهم بـ»الخوارج»، وخصص معرفاته في مواقع التواصل الاجتماعي لتجديد بيعته لتنظيم «القاعدة» والتحريض على قتل المنتمين إلى «داعش». والعيد هو أحد الموقوفين السابقين في السجون السعودية، تولى منذ انضمامه إلى تنظيم «القاعدة» في سورية قبل أعوام، مناصب قيادية عسكرية وشرعية عدة، منها إمارة منطقة درعا، وعُين «شرعياً» لإحدى المناطق، وقدم عدداً من الدورات الشرعية، وظهر في عدد من الإصدارات المرئية للتنظيم.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان في محافظة درعا، أشار إلى بيان أصدرته «دار العدل في حوران»، حول الاشتباكات الدائرة في ريف درعا الغربي بين لواء شهداء اليرموك من طرف، و»جبهة النصرة» وفصائل إسلامية ومقاتلة من طرف آخر. وتناقلت صحف سورية أن تحالف «فتح الشام» سيطر على قرية «نافعة»، وأجزاء من بلدة «عين ذكر» في ريف درعا الغربي (وادي اليرموك)، إثر اشتباكات مع لواء «شهداء اليرموك» المحسوب على تنظيم «داعش». وتسببت الاشتباكات في حال من الهلع بين المدنيين، إذ استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، ونتج منها إحراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في المنطقة.

بينما نشر الحساب الرسمي لـ «لواء شهداء اليرموك»، أسماء 12 مقاتلاً من «جيش الفتح». قال إن عناصره قتلوهم خلال المعارك، بينهم «أبو صالح الجزراوي» المسؤول الأمني في «جبهة النصرة»، والمسؤول العسكري «أبو مصعب كيماوي»، إضافة إلى اثنين من أمراء «جبهة النصرة» في دير الزور، واللذين انتقلا إلى درعا بعد سيطرة تنظيم «داعش» على المنطقة الشرقية.

 

أوباما: الطريق لانهاء الحرب السورية التوحّد ضد “داعش” من دون الأسد

نيويورك – علي بردى

خلال زيارة نادرة لوزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” للاطلاع على مجريات الحرب ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، قال الرئيس باراك أوباما في كلمة له إن الأراضي التي خسرها التنظيم المتطرف اخيراً في سوريا والعراق تظهر أنه سيهزم.

وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل حملتها على العمليات المالية غير المشروعة للتنظيم في أنحاء العالم وستبذل المزيد من الجهد لتدريب جماعات المعارضة التي لا تنتمي الى التيار الجهادي في سوريا وتزويدها العتاد. وأكد انه لا خطط حالياً لإرسال قوات أميركية إضافية الى الخارج. وكرر ان الطريق الوحيد لإنهاء الحرب السورية هو التوحد ضد “داعش” في حكومة من دون الرئيس السوري بشار الأسد. ووعد بالتصدي أكثر للتنظيم الجهادي في سوريا.

ورأى انه “يمكن دحر الدولة الإسلامية حينما يكون لأميركا شريك فعال على الأرض”. لكنه حذر من ان قتال “داعش” لن يحسم سريعا.

الى ذلك، صرح وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر في مؤتمر صحافي مشترك في “البنتاغون” مع وزير الدفاع الفرنسي جان – ايف لودريان، بان الغارات الاميركية في الايام الاخيرة على الرقة بسوريا التي اعلنها “داعش” عاصمة له، تهدف الى دعم تقدم القوات الكردية وليس استهداف قادة معينين في التنظيم الجهادي. واوضح ان هدف الغارات هو الحد من “حرية الحركة لدى تنظيم الدولة الاسلامية وقدرته على وقف تقدم هذه القوات الكردية المقتدرة”. وقال: “ان نجاح الاكراد على الارض” هو الذي يبرر عمليات القصف هذه.

وشدّد على ان “داعش” يمنى بهزيمة قاسية “بوجود قوات محلية فعالة يمكننا مساندتها، وقادرة على السيطرة على اراض والاحتفاظ بها والعمل على اقامة ادارة جيدة بعد ذلك”.

ميدانياً، اقتحم مقاتلو “داعش” بلدة عين عيسى التي كانت “وحدات حماية الشعب” الكردية سيطرت عليها في 23 حزيران الماضي ضمن هجوم امتد إلى محافطة الرقة المعقل الأساسي لـ”الدولة الإسلامية”. كما سيطرت على مدينة تل أبيض الشمالية على الحدود مع تركيا.

وعلى جبهة اخرى، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له رامي عبد الرحمن: “قتل 25 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في تفجير مقاتل من “جبهة النصرة” لنفسه في عربة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات امام مبنى دار الايتام في حي جمعية الزهراء”. واوضح ان قوات النظام كانت تتخذ دار الايتام مقرا لها داخل الحي الاستراتيجي في غرب مدينة حلب.

واضاف: “تبع التفجير الانتحاري هجوم عنيف من مقاتلي “انصار الشريعة” ومقاتلي “فتح حلب”الذين يخوضون اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها”.

 

دو ميستورا

وفي نيويورك، باشر المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا محادثات لإطلاع المسؤولين في الأمانة العامة على خلاصات المرحلة الأولى من المشاورات التي أجراها مع أطراف الأزمة السورية، ومع الجهات الإقليمية والدولية المؤثرة فيها أو ذات النفوذ.

وعلمت “النهار” من مصدر دولي أن دو ميستورا “سيطلع الأمين العام بان – كي مون على نتائج الأسابيع الأخيرة من المشاورات تمهيداً لتقديم تقرير شامل الى مجلس الأمن يلخص المقترحات التي سمعها من الأطراف كافة بغية الإنتقال الى المرحلة التالية من الجهود الديبلوماسية لإعادة اطلاق عملية سياسية ذات جدوى هدفها الرئيسي تفعيل بيان جنيف في 30 حزيران 2012”.

وأكد ديبلوماسي غربي على صلة بالمحادثات الجارية أن “تفعيل بيان جنيف يستوجب تأليف هيئة حكومية انتقالية تحظى بكامل الصلاحيات التنفيذية وبتوافق كل الأطراف، تستبعد الأيادي الملطخة بالدماء، وتشرك جميع السوريين في محاربة الجماعات الإرهابية”. ورأى أنه “لا علاقة زواج بين روسيا و(الرئيس السوري بشار) الأسد”، مشدداً على أن “العمل جار مع الروس لحفظ مصالحهم في سوريا من دون تعريض هذا البلد للتفتت”.

ويجتمع دو ميستورا خلال الأيام القريبة مع رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب النيوزيلندي الدائم لدى الأمم المتحدة جيرار فان بوهيمن والمندوبين الدائمين للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، فضلاً عن نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان.

 

48 ساعة إضافية لمفاوضات فيينا وبروز عقدة الصواريخ آلية رفع العقوبات عن إيران وجدت طريقها إلى الحل

موسى عاصي

هبة ساخنة في مفاوضات فيينا خلال الساعات الـ24 الاخيرة مع دخول المفاوضين في مناقشة تفاصيل التفاصيل في ما يتعلق بآلية رفع العقوبات عن ايران وخصوصاً الجزئية المتعلقة بالعقوبات الدولية على الصواريخ الباليستية التي تعتبرها طهران خارج البرنامج النووي وعليه يجب رفع العقوبات عنها وقت ترفع العقوبات الاقتصادية. لكن الدول الغربية لا ترى المسألة من هذا المنظار “لأن رفع العقوبات بموجب اتفاق لوزان ينحصر فقط بالعقوبات ذات الطابع الاقتصادي دون سواها”.

ونقلت وكالة “رويترز” عن ديبلوماسي غربي أن بعض المسائل المهمة لا تزال دون حل و”يجب ألا نستهين بها ولن يكون هناك اتفاق بأي ثمن، فإذا لم يحصل تحرك في شأن النقاط الحاسمة فليس مستبعداً فشل المحادثات”. وأضاف ان الايرانيين “يريدون رفع العقوبات عن الصواريخ الباليستية، ويقولون إنه لا سبب لربطها بالمسألة النووية وهي وجهة نظر من الصعب قبولها، ولا رغبة من جانبنا في ذلك”.

وتطالب ايران برفع كامل للعقوبات الدولية عنها باستثناء العقوبات المفروضة على البرنامج النووي وترى أن النظام الصاروخي لا علاقة له بالبرنامج النووي. وأفاد مصدر ايراني أن “إيران تصر على حقوقها وتقول إن كل العقوبات بما في ذلك على الصواريخ الباليستية ينبغي أن ترفع عندما ترفع عقوبات الأمم المتحدة”.

وفي اشارة واضحة الى صعوبة المفاوضات في ساعاتها الأخيرة، أعلن البيت الابيض ان أي اتفاق يتم التوصل إليه مع إيران في شأن قدراتها النووية ينبغي أن يتسق والاتفاق الإطار الذي وقعه المفاوضون في نيسان الماضي.

وتحدث وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف عن استمرار وجود خلافات وقال: “اننا نحاول ونعمل بجد وليس هناك شيء واضح حتى الآن”.

ويُستنتج من ظهور العقدة الجديدة المتعلقة بالخلاف على الصواريخ الباليستية أن عقدة آلية رفع العقوبات الاقتصادية وجدت طريقها الى الحل . وفي هذا الاطار قال مصدر ايراني لـ”النهار” إن الجميع مقتنعون برفع العقوبات الدولية من دون اعادة فرضها تلقائياً في حال الاخلال بالتعهدات، وأنه في حال الاخلال بالتعهدات يعود الى الدول (الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة) حق اعادة العقوبات او بفرضها من جديد بقرارات احادية الجانب . وأوضح أن المجموعة الدولية تعرف أن العقوبات الاحادية الجانب التي فرضتها أوروبا وأميركا مؤذية جداً لإيران “لأن أوروبا كانت تعد مستورداً رئيسيا للنفط الايراني”.

وفي هذا الوقت ارتفعت اسهم تمديد المفاوضات ولكن ضمن المهلة المحددة لبدء سريان مفعول عمل الكونغرس أي 9 تموز الجاري، وتطابقت في هذا الشأن معلومات مصدرها أوساط غربية وايرانية عن امكان التمديد 48 ساعة حداً أقصى. وقال البيت الأبيض إن المحادثات يمكن أن تتجاوز المهلة المحددة لها.

وتواصلت اللقاءات بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري وظريف، الى جانب لقاء جمع الوزير الايراني ونظراءه في مجموعة 5+1. وأشارت وسائل اعلام ايرانية الى خلافات داخل المجموعة الدولية اذ “تعارض الصين وروسيا اعادة تلقائية للعقوبات من دون العودة الى مجلس الامن في حال اخلال ايران بتعهداتها”.

وفي طهران، يجري وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات مع كبار المسؤولين الايرانيين من أجل ايجاد تسوية في شأن النشاط النووي الايراني السابق، أي قبل عام 2003، والذي تشكك الوكالة الدولية للطاقة الذرية في استخدامه لأغراض عسكرية.

 

أوباما يرفض مشاركة الأسد في محاربة «داعش»

الزبداني: إحباط هجوم لـ«النصرة»

في الوقت الذي كان فيه الجيش السوري و «حزب الله» يمتصان الهجوم الذي شنته «جبهة النصرة» ومجموعات مسلحة أخرى في الزبداني، حيث يواصلان عملية القضم التدريجي للمناطق التي يسيطر عليها المسلحون، كان عناصر «داعش» يفتحون جبهة جديدة ضد المقاتلين الأكراد، في محاولة لتخفيف الضغط عن الرقة، معقلهم الرئيسي، وقد شنوا هجوماً على مدينة عين عيسى، التي تقع على طريق سريع رئيسي بين الشرق والغرب يمتد من حلب في الغرب وحتى الموصل العراقية.

ووعد الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعد اجتماع مع قيادات عسكرية في البنتاغون أمس، بالتصدي بشكل اكبر لتنظيم «داعش» في سوريا، معتبراً أن «الطريق الوحيد لإنهاء الحرب السورية هو التوحد ضد الدولة الإسلامية في حكومة من دون (الرئيس بشار) الأسد».

ونفى مصدر ميداني، لـ «السفير»، تراجع الجيش أمام هجوم مضاد شنته مجموعات مسلحة في الزبداني. وأوضح أن «جبهة النصرة وأحرار الشام شنتا هجوماً باتجاه نقطة المضيق وقلعة التل وجزء من حي الجمعيات في مدخل المدينة»، مؤكداً «استمرار تقدم القوات السورية في المنطقة، لا سيما من محور الشلاح، وتطويقها تماماً، خاصة من جهة سرغايا، بالتزامن مع قصف مدفعي وغارات جوية على تحصينات المسلحين في الحي الغربي للمدينة والجرود المتصلة ببلودان».

وكانت صفحات و «تنسيقيات» المعارضة قد تحدثت عن عملية عسكرية مضادة، قالت إنها «تهدف إلى منع اقتحام أجزاء المدينة التي ما زالت تحت سيطرتها»، مضيفة أنها «تمكنت من استعادة جزء من حي الجمعيات، بالإضافة إلى صد أكثر من عملية اقتحام لجهة بلودان وسرغايا»، معتبرة أن «سقوط الزبداني سيمثل سقوطاً لكامل القلمون الغربي».

ويشير مصدر من المنطقة إلى أن «الهجوم يمثل استعراضاً لا أكثر، ذلك أن المساحة المتبقية للفصائل المسلحة في الزبداني محدودة للغاية، وتتمثل في الجرود بين رنكوس وشقيف بلودان حيث تعد باقي المواقع تحت السيطرة الفعلية أو النارية للجيش، ما يعني صعوبة التحرك، وقد يكون ذلك في سياق الرد على الحملات التي يطلقها معارضون بهدف التحرك لإنقاذ الزبداني».

وذكرت قناة «المنار» أن «الاشتباكات مستمرة بين الجيش السوري والمقاومين من جهة والمسلحين من جهة أخرى على محاور الزبداني الشرقية والغربية والجنوبية، وسط حال ارتباك بين المسلحين».

وأضافت «استهدف الجيش السوري تجمعات المسلحين في حي النابوع شمال غرب الزبداني، في وقت كان مجاهدو المقاومة يستهدفون بصاروخ موجّه دشمة لمسلحي حركة أحرار الشام في الحي الغربي للزبداني، موقعين قتلى وجرحى في صفوفهم».

وفي ريف الرقة، شن عناصر «داعش» هجوماً مباغتاً على مدينة عين عيسى، التي كان قد طرد منها على أيدي مقاتلين أكراد قبل أكثر من أسبوعين.

وقال المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية ريدور خليل «شن التنظيم هجوماً واسع النطاق، بدءاً من قرية بديع عالية على الطريق الدولي مروراً بقرية شركراك والكنطري وانتهاءً بعين عيسى». وتقع هذه المناطق على خط شرق عين عيسى في ريفي الحسكة والرقة.

وقال خليل «لم يتقدم التنظيم في أي جبهة سوى جبهة عين عيسى»، مشيراً إلى أن «اشتباكات تدور الآن داخل عين عيسى من الجهة الجنوبية (جهة الرقة) لطرد داعش منها». وتقع عين عيسى على طريق سريع رئيسي بين الشرق والغرب يمتد من حلب في الغرب وحتى الموصل العراقية.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن المعارك ترافقت مع غارات لطيران الائتلاف الدولي، بقيادة أميركية، على تجمعات «داعش»، مشيراً إلى أن الغارات والاشتباكات أوقعت «37 قتيلا و46 جريحاً في صفوف التنظيم».

وقال أوباما، في البنتاغون، إن الأراضي التي خسرها «داعش» في الآونة الأخيرة في سوريا والعراق تظهر أن التنظيم سيُهزم. وأضاف أن «الولايات المتحدة ستواصل حملتها على العمليات المالية غير المشروعة للتنظيم في مختلف أنحاء العالم، وستبذل المزيد من الجهد لتدريب جماعات المعارضة التي لا تنتمي للتيار الجهادي في سوريا وتزويدها بالعتاد»، معتبراً انه «يمكن دحر الدولة الإسلامية حينما يكون لأميركا شريك فعال على الأرض، وأن إلحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية يجب أن تقوم به قوات محلية على الأرض»، مكرراً رفضه إرسال أي قوات أميركية على الأرض.

وأكد أن التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، عازم على تكثيف التصدي لتنظيم «داعش» في سوريا، مكرراً أن الحملة على التكفيريين ستستغرق «وقتاً». وقال «نكثف جهودنا ضد قواعد الدولة الإسلامية في سوريا. إن ضرباتنا الجوية ستستمر في استهداف منشآت النفط والغاز التي تمول عدداً من عملياتهم. نستهدف قيادة الدولة الإسلامية في سوريا وبناها التحتية».

واعتبر أوباما أن «الطريق الوحيد لإنهاء الحرب السورية هو التوحد ضد الدولة الإسلامية في حكومة من دون الأسد».

وأعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان في واشنطن، أن الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة حول الرقة قبل يومين استهدفت الحد من قدرة «داعش» على الرد على تقدم القوات الكردية السورية.

وقال كارتر «هذه هي الطريقة التي ستتم بها هزيمة الدولة الإسلامية هزيمة فعلية ودائمة. فعندما توجد قوات محلية فعالة على الأرض نستطيع دعمها وتمكينها حتى يتسنى لها السيطرة على أراض، والاحتفاظ بأراض».

 

خلافات المسلحين وقوة الجيش تفشلان الهجوم

حلب على خطى درعا

عبد الله سليمان علي

منيت «عاصفة الجنوب» في درعا جنوب سوريا بفشل ذريع، كما دخلت معركة «تحرير حلب» على ما يبدو في نفق التعثّر والمراوحة في المكان، لينحسر بذلك «المدّ المعنوي» الهائل الذي فجّره في وقت سابق، التقدم السريع الذي حققه «جيش الفتح» في إدلب، وتنزوي معه أحلام استنساخه في مناطق أخرى.

وتسير حلب وفق السيناريو نفسه الذي سارت عليه درعا قبل حوالي أسبوعين، وأدّى إلى فشل الهجوم الذي شنته عشرات الفصائل المسلحة تحت مسمّى «عاصفة الجنوب».

وقد لعبت عوامل عدة في إفشال الهجوم، أهمها:

أولاً ـ الأهمية الإستراتيجية لمدينة درعا وقربها من العاصمة دمشق، الأمر الذي يجعل الجيش السوري يتعاطى معها بأسلوب مختلف عن تعاطيه مع مناطق أخرى لا تحظى بالأهمية الإستراتيجية نفسها كإدلب مثلاً.

ثانياً ـ قوة الجيش الموجودة في درعا تتألف من وحدات النخبة ذات القدرات القتالية العالية، مستندة في ذلك إلى تدريب حرفي متقن وإلى خبرات اكتسبتها من سنوات تمترسها خلف خطوط التماس في هذه المدينة.

ثالثاً ـ عدم اتفاق الفصائل المسلحة المعادية للجيش السوري على التوحد في ما بينها، وعجزها عن تشكيل «جيش فتح» كما حدث في إدلب، حيث انقسمت الفصائل إلى قسمين: أحدهما تابع إلى «غرفة عمليات الموك» والثاني تابع إلى تنظيم «القاعدة»، مع وجود حساسيات كبيرة لم تسمح بأي مستوى من التنسيق العسكري في الهجوم الأخير بينهما.

رابعاً ـ خلاف الفصائل عكس خلافاً إقليمياً، وهو ما تُرجم على الأرض عملياً بعدم وصول دعم كافٍ إلى الفصائل المسلحة بما فيها تلك التابعة إلى «الموك». بينما كانت نقطة القوة الجوهرية التي أتاحت لـ «جيش الفتح في إدلب» بسط سيطرته على المدينة هي وجود خطوط إمداد مفتوحة وفرت له كل ما يحتاج إليه من تسليح ودعم لوجستي.

وجميع هذه العوامل متوافرة في حالة حلب، لذلك من المرجح أن تكون نتيجة المعركة، التي أطلق عليها اسم «تحرير حلب»، هي الفشل أيضاً. فمدينة حلب تتمتع بأهمية إستراتيجية كبيرة، سواء سياسياً أو عسكرياً أو اقتصادياً، ووحدات الجيش المرابطة فيها هي من قوات النخبة، وأصبحت تمتلك خبرات عالية، بواقع المدينة القتالي ومتطلباته العسكرية وكيفية التعاطي معه بحرفية ومهنية. كما أن الخلافات بين الفصائل أدّت إلى انقسامها بين غرفتي عمليات: «غرفة عمليات فتح حلب»، وتضم حوالي ثلاثين فصيلاً، و «غرفة عمليات أنصار الشريعة» وتضم «جبهة النصرة» وحلفاءها «القاعديين». ومما لا شك فيه أن هذا الانقسام يعكس حالة ارتباك إقليمي ودولي تجاه طريقة التعاطي مع الجبهات السورية الكبيرة، مثل حلب ومن قبلها درعا.

والخلاف بين «غرفة فتح حلب» و «غرفة أنصار الشريعة» ليس خلافاً سطحياً يمكن تجاوزه بسهولة، فهو خلاف منهجي ومصلحي، لا حل له إلا بخضوع أحد الطرفين للآخر، وهو ما يبدو حصوله مستبعداً في هذه المرحلة على الأقل. كما أنه ليس خلافاً جديداً، بل هو خلاف قديم متراكم منذ سنوات عدة. وربما كان ضبط هذا الخلاف وحصره ضمن حدود معينة في الفترة الماضية ممكناً نتيجة التطورات الميدانية التي كانت تستدعي تعاون الفصائل مع بعضها. أما وقد وصل الأمر إلى لحظة «تحرير حلب»، بما يعنيه ذلك من السيطرة على العاصمة الاقتصادية، وبحر الغنائم الذي يمكن أن يقلب الفصائل التي تسيطر عليه من حال إلى حال، فإن ضبط الخلاف لم يعد يقنع أحداً من هذه الفصائل.

واتخذ الخلاف الذي مرّ بمراحل عدة من التطور والتصعيد، صورة الاختلاف على طريقة إدارة المدينة بعد السيطرة عليها. فغرفة «فتح حلب» تسعى إلى «إدارة مدنية» وتسليم المناصب إلى «المجالس المحلية» والكفاءات المعتبرة. وهو ما تتخوف «جبهة النصرة» من أن يكون وسيلة لتسليم المدينة إلى «الائتلاف السوري» المعارض، لذلك لم تخف رغبتها في تسليم إدارة المدينة إلى «الإدارة العامة للخدمات» التي أسستها منذ حوالي سنتين، وحاولت إكسابها شعبية من خلال بعض الأعمال التي كانت تقوم بها.

وقد كان هذا الخلاف هو السبب الرئيسي الذي منع «جبهة النصرة» من الانضمام إلى «غرفة عمليات فتح حلب» رغم المفاوضات الطويلة التي جرت بين الطرفين. ومن الواضح أن تسمية الغرفة، التي انفردت بها مع حلفائها «القاعديين» بـ «غرفة أنصار الشريعة» جاء ردّاً على مطلب «الإدارة المدنية»، وتأكيداً من قبلها بأن المطلب هو تطبيق الشريعة الإسلامية وحسب، وهو ما يؤكد أن الخلاف بين الطرفين عميق لدرجة الاستعصاء، ولا يمكن أن يجد طريقه إلى الحل في القريب العاجل. وقد كان الكمين المحكم الذي تعرض له العشرات من مسلحي الفصائل في أحد مباني جمعية الزهراء، وسقط بسببه عشرات القتلى بينهم قيادات، مؤشراً مهماً إلى أن الخلاف أدّى في ما أدّى إليه إلى انعدام التنسيق العسكري بين غرفتي العمليات، وهو ما عززه تبادل الاتهامات بين الطرفين بالتخاذل والخيانة.

والغريب أن بعض الفصائل مثل «حركة أحرار الشام» تشارك في كلّ من «غرفة فتح حلب» و «غرفة أنصار الشريعة» بالرغم من الاختلاف الجوهري بين الغرفتين، فهل هي محاولة من «أحرار الشام» للعب دور وسيط بين قيادتي الغرفتين في حال تدهورت العلاقة بينهما أكثر مما تتحمله الساحة، أم هي استمرار لحالة الانفصام التي تعاني منها الحركة نتيجة التنافس بين تيارين داخلها: تيار قريب من «القاعدة» وآخر يريد الابتعاد عنها؟

 

«داعش» يباغت الأكراد في عين عيسى

علاء حلبي

في تطور جديد على صعيد الحرب التي تخوضها «قوات حماية الشعب» الكردية، تمكن تنظيم «داعش» من اختراق مدينة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الغربي، وذلك بعد هجوم عنيف استعمل خلاله السيارات المفخخة.

في هذا الوقت، وسع التنظيم دائرة معاركه لتشمل المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية في الشرق والشمال الشرقي من سوريا (المنطقة الممتدة من جنوب عالية في أطراف محافظة الحسكة، وصولاً إلى محيط منطقة صرين في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة عين العرب مروراً بمحافظة الرقة، وحتى رأس العين)، في محاولة منه لكسر انتصارات الوحدات الكردية وزيادة تحصين الرقة التي فقد آخر نقاط الدفاع عنها بعد سقوط عين عيسى بيد الوحدات الكردية.

وأوضح مصدر «جهادي»، خلال حديثه إلى «السفير»، أن التنظيم قام قبل مدة بتغيير «ولاته» في كل من الرقة والحسكة ودير الزور، وبدأ يحشد قواته لمواجهة «الخطر الكردي»، مشيراً إلى أن التنظيم «يهدف من فتح عدة جبهات الى تشتيت القوات الكردية، ما يمكنه من تحقيق اختراقات لكسر انتصارات الأخيرة».

وقال مصدر كردي في الحسكة، لـ «السفير»، إن التنظيم «استقدم تعزيزات من تركيا عبر مدينة جرابلس الحدودية والتي يسيطر عليها قبل بدء الهجوم»، متهماً «الحكومة التركية بدعم التنظيم في حربه ضد الوحدات الكردية».

وقال المتحدث باسم الوحدات الكردية ريدور خليل إن «التنظيم شن فجر اليوم (أمس) هجوماً واسع النطاق، بدءاً من قرية بديع عالية على الطريق الدولي مروراً بقرية شركراك والكنطري وانتهاء بعين عيسى»، موضحاً أن «التنظيم لم يتقدم في أي جبهة سوى جبهة عين عيسى»، مشيراً إلى أن «اشتباكات تدور الآن داخل عين عيسى»، الأمر الذي يؤكد أن مسلحي التنظيم تمكنوا من اختراق المدينة برغم نفي القيادات الكردية ذلك.

وتشكل المدينة نقطة دفاع متقدمة عن مدينة الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» في سوريا، وكانت الوحدات الكردية سيطرت عليها بعد انسحاب مسلحي التنظيم من المدينة قبل نحو أسبوعين، وذلك بعد سيطرتهم على مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا.

وفي السياق ذاته، قال مصدر ميداني أن مسلحي «داعش» قاموا بتفجير سيارة في نقطة تمركز للوحدات الكردية في منطقة المبروكة في ريف رأس العين، نفذها انتحاري لا يتجاوز عمره الـ 15 عاماً، وفق ما بثت صفحات موالية لـ «داعش». وكثف مسلحو التنظيم هجماتهم على مفرق غسان بين تلحميس واليعربية شرق الحسكة، في حين تمكنت الوحدات الكردية من السيطرة على منطقة جسر ابيض على طريق الحسكة ـ الرقة غرب الحسكة.

وبالتزامن مع تكثيف التنظيم هجماته على مواقع الوحدات الكردية، رفع «داعش» من وتيرة الهجمات الانتحارية داخل مدينة الحسكة، حيث فجر انتحاري سيارة قرب محطة الكهرباء جنوب المدينة، في حين فجر الجيش السوري سيارة أخرى يقودها انتحاري في المنطقة ذاتها، قبل أن يعود التنظيم ويرسل انتحارياً بسيارة إلى نقطة دوار البانوراما على طريق تل ابيض، تمكن الجيش السوري من رصدها وتفجيرها قبل وصولها إلى هدفها.

وعزا مصدر ميداني لجوء التنظيم إلى تكثيف هجماته الانتحارية إلى محاولة تعويض النقص في قواته التي قام بسحب بعضها من معارك مدينة الحسكة نحو المعارك المشتعلة مع الوحدات الكردية على عدة محاور، حيث أبقى على قوة تتمركز في كل من النشوة الغربية، النشوة فيلات، النشوة شريعة، ومنطقة الدوائر جنوب المدينة، في وقت تقوم فيه قوات الجيش السوري بتمشيط حي النشوة الشرقية الذي استعادته قبل يومين.

وفي مدينة الحسكة أيضاً، تمكن مسلحون من «داعش» من التسلل إلى عدد من الأحياء التي تسيطر عليها القوات الكردية إضافة إلى قرى المعروف، الحمر، تل ابو عمشة، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة تبعتها عمليات تمشيط قامت بها الوحدات الكردية بحثا عن مسلحي التنظيم الذين انسحبوا أمام الغزارة النارية التي استعملها الأكراد، وبتغطية من سلاح الجو السوري، وفق تأكيد مصدر ميداني.

وعلى الرغم من تعدد الجبهات التي فتحها التنظيم والاستخدام المكثف للانتحاريين والمفخخات، قلل مصدر كردي من «خطر تمدد التنظيم»، موضحاً أن «الخرق الذي حدث في عين عيسى لن يؤثر بشكل كبير على مجريات الأحداث»، معتبراً أن «الوحدات الكردية ستستعيد المدينة في أقرب وقت»، مشدداً على أن «الهجمات الأخيرة هي محاولة تركية لقلب الموازين وخلط الأوراق في المنطقة وسيتم استيعابها».

 

المعارضة السورية تبدأ اقتحام حي جمعية الزهراء غربي حلب

حلب- الأناضول: بدأت الفصائل المسلحة للمعارضة السورية، المنضوية تحت غرفة عمليات أنصار الشريعة، اقتحام حي  جمعية الزهراء، غربي مدينة حلب، بعد تفجير جبهة النصرة سيارة مفخخة استهدفت تحصينات قوات النظام السوري في الحي.

 

وأكدت غرفة عمليات أنصار الشريعة في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، “أنها سيطرت على عدد من المباني داخل الحي بعد العملية”، مشيرة أن “دباباتها تواصل استهداف مقرات النظام”.

 

وفي سياق متصل استهدفت الفصائل المنضوية تحت غرفة عمليات فتح حلب، بصواريخ الغراد، الأكاديمية العسكرية التابعة للنظام،  القريبة من حي الحمدانية غربي حلب، ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف النظام، بحسب مصادر معارضة.

 

وفي جانب آخر، قصف طيران التحالف عددًا من مواقع تنظيم “داعش”، في قرى تلمالد وحوار النهر وسنبل وغزل في ريف حلب الشمالي.

 

وأشار الناشط الإعلامي في المنطقة، “عمر الشمالي”، لمراسل الأناضول، “أن 15 عنصرًا من داعش، بينهم أمير قتلوا، وأصيب 4 آخرين، إثر سلسلة غارات شنها التحالف.

 

وأضاف الشمالي “أن الطيران نفذ عددًا من الغارات عصر الإثنين، وعاد وقصف مواقع للتنظيم مساءً، وهذه المرة الأولى التي يقصف فيها التحالف مواقع داعش بريف حلب الشمالي مرتين في نفس اليوم”، بحسب الناشط الإعلامي.

 

ويشارك في غرفة عمليات فتح حلب نحو 25  ألف مقاتل من المعارضة المسلحة، و35 فصيلًا ينضوون في غرفتين للعمليات وهما “فتح حلب”، و”أنصار الشريعة”، حيث تنسق الغرفتان فيما بينهما في العمليات العسكرية التي تخوضانها والتي تمكنوا فيها حتى الآن من السيطرة على مبنى البحوث العلمية، وعدد من المباني في جمعية الزهراء غرب حلب.

 

أوباما يؤكد تحقيق التحالف تقدمًا كبيرًا في حربه ضد تنظيم الدولة

واشنطن- الأناضول: أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، “أن بلاده حققت تقدمًا كبيرًا في الحرب على تنظيم داعش”، مشيرًا “أن الحرب ستكون طويلة الأمد”.

 

وفي مؤتمر صحفي في البنتاغون، عقب اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن القومي، أوضح أوباما “أن من المهم لدينا أن نُقدر التقدم الذي حققناه، تحالفاتنا نفذت أكثر من 5000 غارو جوية ضد داعش، واستطعنا تدمير الآلاف من المواضع القتالية والدبابات والمركبات ومصانع المتفجرات ومراكز التدريب، وقتلنا آلاف المقاتلين بينهم قادة كبارفي التنظيم”.

 

وأضاف الرئيس الأمريكي قائلًا “باختصار، الخسائر التي لحقت بداعش في العراق وسوريا تؤكد إمكانية هزيمتها بكل تأكيد، نحن نكثف جهودنا ضد داعش في سوريا، وتستمر غاراتنا باستهداف منشآت النفط والغاز التي تمول أكثر عملياتهم”.

 

أوباما أشار إلى أن “الكثير من المتطوعين السنة يتوافدون (إلى مراكز التدريب في العراق)، وتم تدريبهم مقدمًا ويمكن أن يصبحوا قوة جديدة ضد داعش، فيما سنستمر في التسريع بإيصال المعدات الحيوية بما في ذلك مضادات الدروع إلى القوات الأمنية العراقية والبيشمركة ومقاتلي العشائر، ولقد أخبرت فريقي (مجلس الأمن القومي)، بأننا سنفعل المزيد لتدريب وتسليح المعارضة المعتدلة في سوريا”.

 

الرئيس الأمريكي أكد في كلمته على تعزيز الأمن القومي عبر السنين، مشيرًا “أنه بات من الصعب على الإرهابيين تنفيذ عملية واسعة بحجم  11/أيلول (2001) على أرض الوطن، بيد أن تهديد الذئاب المستوحدة أو الخلايا الصغيرة للإرهابيين معقد ومن الصعب جدًا اكتشافها ومن الصعب منعها، فهي واحدة من أصعب التحديات التي نواجهها”.

 

هذا والتقى أوباما الاثنين في وزارة الدفاع بكل من وزير الدفاع “آشتون كارتر”، ورئيس هيئة أركان الجيش “مارتن ديمبسي”، وقائد عمليات المنطقة الوسطى “لويد أوستن”، وكبير موظفي البيت الأبيض “دينيس ماكدونو”، ومستشارة الأمن القومي “سوزان رايس″، ونائب الرئيس “جو بايدن”، الذي تم الاتصال به عبر شبكة مرئية مغلقة بسبب ظروف تواجده في كندا.

 

من جانبه قال “جون كيربي”، متحدث وزارة الخارجية الأمريكية “إن الفكرة التي تقول أن داعش تواصل الاستحواذ على الأراضي خاطئة من الناحية الرياضية، هي ليست صحيحة بالمرة، لقد خسروا ما بين 20-30% من الأراضي التي كانوا يسيطروا عليها قرابة عام”.

 

كيربي الذي تحدث في موجز الوزارة اليومي من واشنطن نفى كذلك أن يكون رفض الولايات المتحدة لفكرة منطقة محظورة في سوريا يسبب “شرخاً هائلاً” في العلاقات بين بلاده وتركيا، واصفًا التقارير التي تتحدث بهذا الأسلوب بأنها “مبالغة”.

 

واستطر قائلاً “أنقرة قامت، مرة أخرى، باستضافة موقع التدريب والتجهيز داخل تركيا، وهم يحملون عبئاً هائلاً برعاية ملايين اللاجئين من سوريا داخل حدودهم”.

 

أكراد سوريا رغم ضربات جوية للتحالف

تقدم لـ«الدولة الإسلامية» على حساب

بيروت – رويترز: اقتحم مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» بلدة سورية سيطر عليها الأكراد بالقرب من مدينة الرقة، أمس الاثنين، في إطار هجوم أشمل يشنونه بعد يومين من استهداف معقلهم بضربات جوية عنيفة لتحالف تقوده الولايات المتحدة.

وقالت قوات حماية الشعب الكردية إنها خاضت قتالا لطرد عناصر من «الدولة الإسلامية» هاجموا بلدة عين عيسى التي سيطروا عليها قبل أسبوعين فقط بدعم من قوات التحالف.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي الدولة الإسلامية استولوا على عين عيسى ومناطق حولها تبعد بنحو 50 كيلومترا إلى الشمال من الرقة. وأفاد المرصد أن القصف الجوي تسبب في مطلع هذا الأسبوع في تدمير سبعة جسور فوق ممرات مائية في المدينة التي يحدها نهر الفرات من الجنوب.

وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب إن الهجوم على عين عيسى جزء من عملية منسقة لمقاتلي الدولة الإسلامية على مواقع هذه القوات الكردية استهدفت أيضا محافظة الحسكة في الشمال الشرقي، والتي تحدها من الشمال تركيا ومن الجنوب العراق.

وحتى الآن مثلت قوات حماية الشعب الشريك الوحيد على الأرض في سوريا للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في سعيها لطرد «الدولة الإسلامية» من سوريا وشمال العراق حيث أعلنت خلافة لحكم عموم المسلمين.

وتقع عين عيسى على طريق سريع رئيسي بين الشرق والغرب يمتد من حلب في الغرب وحتى الموصل العراقية.

وقال ناصر حاج منصور وهو مسؤول كردي في محافظة الحسكة إن مقاتلي «الدولة الإسلامية» هاجموا خلال اليومين الماضيين مواقع لوحدات حماية الشعب بالقرب من الحسكة المقسمة بين مناطق تسيطر عليها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وأخرى يسيطر عليها الأكراد. وأضاف منصور أن تنظيم»الدولة الإسلامية» هاجم أيضا جبل عبد العزيز إلى الجنوب الغربي من المدينة.

وللحسكة أهمية خاصة في المعركة ضد قوات الدولة الإسلامية لأسباب بينها موقعها على الحدود مع أراض يسيطر عليها التنظيم في العراق.

وقال المرصد السوري إن مقاتلي «الدولة الإسلامية» استولوا على قرى من قبضة القوات الكردية في جبل عبد العزيز. وأفاد المرصد أيضا أن هجوم «الدولة الإسلامية» توسع ليمتد من محافظة الحسكة في الشمال الشرقي إلى بلدة صرين بمحافظة حلب في الشمال الغربي.

 

انتقادات لـ «جيش الفتح» جنوب سوريا بعد دخوله في معارك ضد «شهداء اليرموك» أخرت معركة «عاصفة الجنوب» في درعا

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي»: وجه ناشطون من درعا موجة من الانتقادات اللاذعة، على مواقع التواصل الاجتماعي، لـ «جيش الفتح» في الجنوب السوري، الذي أخّر – بحسب ناشطين ـ معركة «عاصفة الجنوب» المرتقبة على مدينة درعا، والتي كان أحد أسباب تأجيلها على حد تعبيرهم، فتحه لمعارك ضد «لواء شهداء اليرموك» الذي يتهمه «جيش الفتح» بمبايعة «تنظيم الدولة الإسلامية»، الامر الذي نفاه «شهداء اليرموك» عبر تسجيلات مصورة لقياداته مرارا وتكرارا.

ولم تقتصر الانتقادات على «جيش الفتح» إنما ألقيت اللائمة على «شهداء اليرموك» أيضا، بعرقلة العمل العسكري نتيجة المعارك الجانبية التي استنزف فيها كلا الطرفين، بينما يبقى المستفيد الأكبر، النظام السوري وميليشياته في درعا، في الوقت الذي تزاد فيه حدة الاشتباكات في الريف الغربي من درعا على أطراف بلدات نافعة وعين ذكر، وسط استخدام مكثف لكافة أنواع الأسلحة من طرفي النزاع دون مراعاة كلا الطرفين لتواجد المدنيين في القرى التي يتم الهجوم عليها.

وأكد أبو سعيد الانصاري، عضو المكتب الإعلامي لـ»حركة أحرار الشام» الإسلامية، والعضو الرئيس في «جيش الفتح»، في حديث خاص مع «القدس العربي» أنه قتل أكثر من 20 من «شهداء اليرموك»، وأربعة جثث منهم ما زالت على السد، على حد تعبيره، وفيما أوضح الأنصاري أن المعارك لا تزال قائمة في عين ذكر، وقتل فيها أربعة أمراء عسكريين بينهم عاصم القديري الأمير العسكري.

وشدّد الانصاري على «عدم وجود أي صيغة للحل نتيجة عدم مبالاة الخال، قائد «لواء شهداء اليرموك»، لنداءات دار العدل للمحاكمة الشرعية وعدم رضوخه للمحاكمة، وذلك رغم توافق كل فصائل حوران على دار العدل، باستثناء الخال وفصيله، بالإضافة إلى عدد من الهدن التي فشلت بسبب تعنته وتكبره، والخروقات المستمرة التي كان يقوم بها والتي كانت واضـحة من خـلال اسـتهدافه لموكب من وجهاء حوران أثناء تـوجه لمنـاطق سيـطرة الـلواء في عـين ذكـر».

بينما يقول العسكريون في «لواء شهداء اليرموك»، انه الأخير كان هو الأسبق بطرح رؤى ومبادرات لفض الاشتباك الحاصل مع «جيش الفتح»، والتي قوبلت جميعها بالتعنت والرفض لا سيما الدعوات الأخيرة التي سبقت وصول الاشتباكات إلى حد لا يمكن التراجع بعدها.

وقال أحمد مارديني في حديث خاص لـ «القدس العربي»، وهو ناشط إعلامي في المنطقة التي تخضع لسيطرة «شهداء اليرموك» أن «اللواء استطاع استعادة نقاط تقدم فيها جيش الفتح، وإرجاعهم لخط الاشتباك الأولي في حاجز العلان، الذي يبعد كيلومترين عن بلدة نافعة ويسيطر عليه «جيش الفتح» حاليا.

وأكد المارديني عدم وجود أي صيغة توافقية في ظل حديث طرفي النزاع عن استئصال بعضهم عن آخرهم، مشيرا إلى ما أسماه «شهداء اليرموك» انتصارا بعد استرجاع مواقعه خصوصا في ظل وقوع قتلى بينهم أمراء في «جبهة النصرة»، وأضاف مارديني في حـديثه لـ «القدس العـربي» أن «قرية نافعة تعيش توترا شديدا يذكرنا بأيام القصـف العنيف من قبل قوات النظام، ومجزرة نافعة التي حصـلت في البلدة، كمـا أن الأهالي في حـالة من الصـدمة لأنهـم لم يتـوقعوا ان جـيش الفتـح يكون بالشـكل هذا»، على حـد قـوله.

هذا ويطبق «جيش الفتح» حصارا على بلدات وقرى حوض اليرموك، ويمنع الدخول والخروج إليها، ويقطن فيها قرابة 40 ألف نسمة، وهم الأكثر تضررا جراء هذه الاقتتال بين فصائل المعارضة المسلحة والذي لم يحسم بعد منذ أشهر.

 

الزبداني بين نيران قوات النخبة المشتركة من «حزب الله» ونظام الأسد وبين استهتار المعارضة الخارجية بها

محمد أصلان

الزبداني ـ «القدس العربي»: شهدت مدينة الزبداني خلال الساعات القليلة الماضية أعنف حملة عسكرية عليها منذ اندلاع الثورة السورية في آذار/مارس 2011، شنتها قوات النخبة المشتركة من النظام السوري وحزب الله اللبناني.

حيث أقدمت قوات النظام على قصف المدينة من القواعد صاروخية المتمركزة بالقرب من الحدود اللبنانية السورية، تزامنا مع القصف المدفعي والصاروخي المُكثف من الجانب السوري، مترافقا مع القصف بعشرات الغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات النظام السورية الحربية، والتي لم تغب عن سماء المدينة منذ ثلاثة أيام، حينما بدأت الحملة العسكرية على المدينة، والتي تسعى إلى بسط السيطرة على أحياء الزبداني بالكامل، إضافة إلى الجبل الشرقي المشرف عليها، وقد أدى ذلك لوقوع أكثر من21 قتيلا من المدنيين إثر استهداف منطقة الجمعيات على المدخل الرئيسي الغربي للمدينة.

وقد أفاد أحد القادة الميدانيين علي برهان خلال اتصال خاص مع «القدس العربي» عن آخر المستجدات «الحملة العسكرية العنيفة التي شنتها قوات النظام بمساندة الميليشيات الأجنبية أوقعت حتى الآن أكثر من أربعة عناصر في صفوفهم بينهم قيادي لبناني بارز في الحزب، على الرغم من ضعف الإمكانات العسكرية المتواجدة لدينا، فنحن لم نقم بأي عمل عسكري بسبب الحصار المطبق الذي تفرضه قوات بشار الأسد على أطراف مدينتنا».

وأضاف: نحن نعلم أن النظام وميليشياته يريدون أن يحققوا انتصارا إعلاميا جديدا في معركةٍ يعتبرونها الفاصلة والمهمة كعادتهم، لكن حقيقتها هي حرب على مدنيين عُزل لا يملكون حتى أسلحة خفيفة أو متوسطة.

وختم حديثه مع «القدس العربي» قائلا «لاننتظر من يقول ان الزبداني سقطت بأيدي النظام بل هي تخضع لسيطرته، والصور التي يعرضونها تؤكد ما أقول، باستثناء بعض الأحياء السكنية التي لا تستطيع قوات الأسد دخولها منذ اندلاع الثورة ونعد ذلك انتصارا».

إذا لا تشارك المعارضة السورية في الرهان على مدينة الزبداني، وتعتبر ما يجري بها انتقاما لانتصارات «جيش الفتح» وتقدمه في حلب وإدلب شمال سوريا، وفقدان النظام لمساحات واسعة أيضا في درعا جنوبا وسقوط آخر أوراق التوت من هيبته أمام مؤيديه.

وتقع الزبداني شمال غربي دمشق وتبعد عنها خمسة وعشرين كيلومترا، وستة كيلومترات عن لبنان، ويمر بها المعبر الرئيسي الوحيد الواصل دمشق ببيروت، كما أنها تعتبر النقطة الأهم للنظام السوري، فإذا فقدها نظام دمشق وجب عليه أن يـؤمن طـريق فراره، كما يقول ناشـطون.

 

مجمّع “البحوث” بوابة المعارضة لتثبيت حلب

رامي سويد

صدّت قوات المعارضة السورية لليوم الثالث على التوالي هجمات قوات النظام السوري الرامية لاستعادة السيطرة على مجمّع “البحوث العلمية” غرب حلب، الذي سقط بيد قوات المعارضة يوم الجمعة الماضي، ويكون بداية خرق حقيقي لدفاعات النظام الأساسية حول مناطق سيطرته بحلب من الجهة الغربية.

وتمكّنت قوات المعارضة السورية المتمركزة في مجمّع البحوث العلمية عند مدخل حلب الغربي، ممثلة بحركة “نور الدين زنكي” و”لواء صقور الجبل” و”لواء الحرية” التابعة للجيش السوري الحرّ من تكبيد قوات حزب الله اللبناني والنظام السوري والمليشيات المحلية الموالية لها مزيداً من الخسائر البشرية في معارك “البحوث العلمية”، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن قوات المعارضة تمكّنت مجدداً من تحقيق المزيد من التقدّم في المنطقة، بالرغم من المحاولات المستمرة من قبل قوات النظام السوري وحزب الله لاستعادة السيطرة على المجمّع.

ووصف القيادي الميداني في قوات المعارضة المتواجدة في المنطقة، أبو أحمد العثمان، محاولات قوات النخبة في حزب الله اللبناني والمليشيات المحلية الموالية للنظام السوري كلواء القدس وقوات “الدفاع الوطني” الرامية لاقتحام مجمع البحوث العلمية، بالمستميتة. وأوضح أنه “أثناء السنوات الثلاث الماضية لم نشهد مثل هذا التهور من قوات النظام السوري وقوات حزب الله. إنهم يرسلون مجنديهم في مناطق مكشوفة من قبلنا وبدون تغطية نارية كافية، الأمر الذي جعل معظمهم صيداً سهلاً لمقاتلينا”، مضيفاً أن “اعتماد النظام في خطته الهجومية على مجمع البحوث على الغطاء الجوي لن يجدي نفعاً، المجمع بالأصل ثكنة عسكرية حصينة للغاية، وقد قامت قوات النظام خلال السنتين الماضيتين بزيادة التحصينات فيها للتصدي لهجماتنا المتكررة عليها قبل أن يسقط المجمع بأكمله بيدنا يوم الجمعة، لنتمكن من الاستفادة من تحصيناته بالدفاع عن نقاط سيطرتنا به”.

وقد استخدمت قوات النظام السوري استراتيجية الأرض المحروقة، في محاولاتها استرجاع المجمّع الاستراتيجي الواقع على بوابة حلب الغربية تماماً على الطريق السريع الذي يصل مناطق سيطرة النظام في أحياء حلب الغربية بريف حلب الغربي، الذي تسيطر عليها المعارضة السورية بالكامل منذ نحو ثلاث سنوات.

وأحصى ناشطون إعلاميون مرافقون لقوات المعارضة في المنطقة قيام طائرات النظام السوري، وسلاح الصواريخ التابع له باستهداف مجمع البحوث العلمية يوم السبت بأربع وخمسين هجمة؛ تنوعت بين غارات جوية بصواريخ فراغية موجهة ألقتها طائرات النظام النفاثة، وبراميل متفجرة ألقتها المروحيات، وصواريخ أرض أرض شديدة التدمير من نوع “فيل” محلية الصنع، في حين بلغ عدد الهجمات المماثلة على المجمّع يوم الأحد أكثر من ستين هجمة جوية وصاروخية، وأربعين هجمة صاروخية وجوية أخرى قبل فجر أمس.

موقع استراتيجي

وتأتي أهمية مجمّع البحوث العلمية العالية بالدرجة الأولى من موقعه الاستراتيجي، إذ يشكل رأس المثلث الذي اعتمد عليه النظام السوري في التصدي لهجمات المعارضة على مناطق سيطرته في حلب خلال السنوات الثلاث الماضية. أما قاعدتا المثلث فهما كتيبة الدفاع الجوي غرب حي الزهراء، والتي زودها النظام السوري بعشرات قطع المدفعية وقواعد الصواريخ أخيراً لقصف مناطق سيطرة المعارضة، وأكاديمية الأسد للعلوم العسكرية غرب حي الحمدانية. وتشكّل هذه المراكز مثلثاً حديدياً فشلت قوات المعارضة في اختراقه مراراً، قبل أن تنجح أخيراً بالسيطرة على رأسه الواقع بين كتيبة الزهراء شمالاً وأكاديمية الأسد جنوباً.

الأهمية العسكرية

وإضافة إلى أهميته الاستراتيجية، يحوز مجمع البحوث العلمية على أهمية عسكرية كبيرة؛ فهو أكثر مراكز الأبحاث التابعة لوزارة الدفاع السورية تطوراً، ويقول مهندس الميكانيك المتقاعد عبد القادر حميدو، الذي كان يعمل في المجمع لـ “العربي الجديد”، إن المجمّع كان يحوي خطوط إنتاج لصناعة صواريخ متوسطة المدى من طراز “إم 302” التي يصل مداها إلى نحو 140 كيلومتراً، كما كان ينتج صواريخ متوسطة المدى من عيار 220 ميليمترا يصل مداها إلى 90 كيلومتراً.

ويوضح حميدو أن أهم الابحاث التي كانت جارية في مركز البحوث العلمية خلال السنوات الماضية كانت باسم المشروع 702، والذي كان يحظى بدرجة عالية من السريّة، ويهدف إلى تطوير صواريخ “قاسيون واحد” و”قاسيون اثنين” السورية البازلتية التي يصل مداها إلى أكثر من 400 كيلومتر لتعمل بالوقود الصلب بدلاً من الوقود السائل، الأمر الذي يزيد سرعة إطلاق هذه الصواريخ البازلتية التي يتم تجميعها في سورية بعد استيراد محركاتها من روسيا، ما سيؤدي إلى زيادة صعوبة اكتشافها على الرادارات مع زيادة سرعة انطلاقها بشكل كبير.

ويشير حميدو إلى أن مركز البحوث العلمية كان يتضمن مشاريع لتصنيع وتطوير رؤوس كيماوية وغازية غير تقليدية، إلا أن نشاطات المجمّع التصنيعية والبحثية توقفت بشكل كامل منذ صيف عام 2013، مع اشتداد هجمات قوات المعارضة عليه وعلى حي الراشدين القريب لتضطر قوات النظام إلى إفراغ المجمّع من خطوط الإنتاج، وتحوله إلى ثكنة عسكرية، قبل أن تسيطر قوات المعارضة على المنطقة بالكامل.

 

هذا الخرق الكبير الذي حققته قوات المعارضة في جبهة حلب، وبشكل مباغت وسريع، مكّنها من وضع حي حلب الجديدة، أكبر أحياء حلب التي يسيطر عليها النظام، في مرمى نيرانها؛ فدوار السلام المعروف في مدخل حلب الغربي على الطريق الذي يصل حي حلب الجديدة ببلدة المنصورة التي تسيطر عليها المعارضة، أصبح في مرمى صواريخ قوات المعارضة المضادة للدروع، وقد تمكنت قوات المعارضة حتى الآن من تدمير مدرعتين في منطقة دوار السلام، وهو أمر غير مسبوق ساهم بإيصال رسالة إلى قيادة قوات النظام في حلب، مفادها بأن قوات المعارضة يمكنها أن تنقل المعركة إلى أرض النظام متى شاءت بمجرد تقدمها نحو خمسمائة متر فقط، حيث ستصبح داخل الأحياء التي يتمترس بها النظام السوري وسط وغرب مدينة حلب.

دفع التقدم الاستثنائي لقوات المعارضة إعلام النظام السوري إلى محاولة لفت الأنظار عن التراجع الكبير لقوات النظام غرب حلب، من خلال عرض مقابلات متعددة مع ستة عناصر من قوات المعارضة، تمكّنت قوات النظام من أسرهم بعد محاصرتهم في حي الزهراء في اليوم السابق لسيطرة قوات المعارضة على مجمع البحوث العلمية.

 

الائتلاف السوري المعارض يحتج على تصريحات العربي

القاهرة ــ العربي الجديد

رفض “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، تصريحات الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، حول استعداده للقاء مسؤولين سوريين، بينهم وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، معتبراً أن تلك التصريحات “غير موفقة”.

وقال رئيس الدائرة القانونية بالائتلاف، هيثم المالح، إنه طلب لقاء العربي اليوم، الثلاثاء، لتقديم مذكرة إلى الأمين العام بشأن تصريحاته الأخيرة في موسكو.

ورداً على سؤال حول أسباب رفضه لقاء الأمين العام مع مسؤولين في النظام السوري، رغم أن المعارضة السورية نفسها عقدت مع النظام مفاوضات عبر جنيف من أجل الحل السياسي، قال: “النظام معلق منذ زمن طويل، منذ أن بدأ يقتل الشعب، وقد علقت عضوية النظام ومقعد الجامعة العربية بقرارات متعددة ومنح للائتلاف، وبالتالي لم يعد النظام موجودا على مقعد الجامعة”، مشيراً إلى أن “العربي قد يرى إمكانية التفاوض مع النظام، لكن نحن لا نرى هذا لأنه يتعارض مع مقررات (جنيف1) التي صاغها، كوفي أنان، المبعوث الأممي الأسبق إلى سورية وتبناها مجلس الأمن الدولي، والدول دائمة العضوية وافقت عليها”.

وأوضح المالح أن “جنيف1 هي عبارة عن تشكيل هيئة انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئيس، أي بدون وجود بشار الأسد، وانتقال السلطة إلى الشعب”.

ولفت إلى “وجود قرارات عديدة من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية، في هذا الشأن ، لذلك فهذا الموضوع محسوم، والإشراف على هذا الموضوع هو عبر الأمم المتحدة وليس عبر دولة واحدة”.

وأضاف “روسيا حاولت أن تختطف اللعبة والكرة من الأمم المتحدة، وعقدت مؤتمرين للمعارضة، وللأسف فشلت في عقد مؤتمر لما يسمى معارضة سورية في موسكو، ولم تنته إلا إلى الفشل”، مرجعا ذلك التعارض المباشر من العمل عبر دولة منفردة، خارج إطار الأمم المتحدة، أو أي تصريح خارج قرارات مجلس الأمن، تبقى في غير محلها.

وشدد على أن “نظام بشار الأسد نظام دمر 70 في المائة من سورية، و18 مليوناً من الشعب السوري في حاجة إلى المساعدات، و12 مليوناً خارج ديارهم، و3 ملايين بيت مدمر، كما دمر ألفي مسجد وأربعين كنيسة، كما دمر المنشآت الصحية والتعليمية، حيث دمر أربعة آلاف مدرسة، وهنالك مليون وثمانمائة طفل خارج التعليم، وهذه كلها أعمال مشينة”.

وأضاف: “عندما تقف دول عربية مع الأسد كائنا ما كانت هذه الدول إلى جانب القاتل، ومَن هو ضد الشعب السوري، فهذا أمر غير مقبول”.

 

عملية لـ”النصرة” بحلب وتضارب حول تقدم “داعش” بريف الرقة

حلب ـ وفا مصطفى

نفى لواء “ثوار الرقة”، أحد فصائل غرفة عمليات “بركان الفرات”، مساء اليوم الإثنين، الأنباء الواردة حول سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، على قرية عين عيسى، في ريف الرقة، في وقت قتل فيه عشرات من عناصر قوات النظام السوري، إثر عملية انتحارية لتنظيم جبهة النصرة (أحد فصائل غرفة عمليات أنصار الشريعة)، في حيّ جمعية الزهراء بحلب.

وأكّد الناطق العسكري الرسمي باسم لواء “ثوار الرقة”، أبو شجاع ، لـ”العربي الجديد” أنّ “القوات المشتركة، المكوّنة من ألوية في الجيش السوري الحرّ ووحدات حماية الشعب الكردية، لا تزال تحافظ على مواقع تمركزها في قرية عين عيسى، في ظل استمرار الاشتباكات بين مقاتليها وعناصر تنظيم الدولة حتى اللحظة”.

وأوضح أنّ “تنظيم الدولة، يسعى لمهاجمة وضرب المناطق الآمنة، أو تلك التي تحاول الاستقرار، فحاول نحو 30 من عناصره اليوم، التسلل إلى قرية عين عيسى، مستغلين عودة الأهالي إلى منازلهم، ليندسوا بينهم ويحاولوا دخول المنطقة، إلّا أنّ مقاتلي بركان الفرات، تصدّوا لهم وقتلوا عدداً منهم، فيما تحصّن آخرون داخل الأبنية السكنية على أطراف المدينة”.

وفي السياق ذاته، نفى المتحدث باسم غرفة عمليات “بركان الفرات”، شرفان درويش، لـ”العربي الجديد”، سيطرة “داعش” على عين عيسى، قائلاً: “ما جرى هو أن عناصر من داعش تسللوا إلى بعض النقاط، وتم التصدي لهم”.

لكن “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أكد أنّ “وحدات حماية الشعب الكردية، استعادت السيطرة على قرية مغار، التي كان تنظيم (الدولة الإسلامية) قد سيطر عليها اليوم، والواقعة على بعد عدة كيلومترات من مدينة عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي، وذلك بعد تمكنهم مدعومين بطائرات التحالف الدولي من قتل عدد من عناصر التنظيم”.

وكانت وكالة أعمال المقرّبة من تنظيم “الدولة” قد أفادت، في وقت سابق، بأنّ التنظيم سيطر بشكل كامل على مدينة عين عيسى وقرية الشركاك، في الريف الشمالي لمدينة الرقة بعد هجوم بسيارة مفخخة نفذه ابو أيوب الأنصاري جنوب مدينة عين عيسى، وهو ما أكّده “المرصد السوري” أيضاً.

وكانت غرفة عمليات “بركان الفرات”قد سيطرت، نهاية الشهر الفائت، على قرية عين عيسى التي تبعد نحو 50 كيلومتراً عن مدينة الرقة، وذلك بعد نحو أسبوع، من سيطرتها على مدينة تل أبيض الحدودية.

في موازاة ذلك، قتل عشرات من عناصر قوات النظام السوري، إثر عملية انتحارية لتنظيم جبهة النصرة (أحد فصائل غرفة عمليات أنصار الشريعة)، في حيّ جمعية الزهراء بحلب.

وقالت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد”، إنّ “مقاتلي غرفتي عمليات (أنصار الشريعة) و(فتح حلب)، اقتحموا مساء اليوم، نقاطاً لقوات النظام والمليشيات الداعمة لها، في حيّ جمعية الزهراء، وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين”.

وأوضحت المصادر أنّ “عملية الاقتحام، جاءت عقب عملية انتحارية بسيارة مفخخة، نفّذها أحد عناصر جبهة النصرة، الملّقب (أبو أسامة الجزراوي)، وأوقعت أكثر من 40 قتيلاً وجريحاً للنظام، نقلوا إلى مشفيي الجامعة والرازي”.

إلى ذلك، شنّ طيران التحالف الدولي غارات، استهدفت مواقع تنظيم الدولة، في قرى التقلي واستبل وتل مالد وحور النهر بريف حلب الشماليّ.

ونقلت شبكة “سوريا مباشر”، عن مصادر محليّة، أنّ 15 قتيلاً لتنظيم الدولة، بينهم قائد ميداني، سقطوا اليوم، جراء استهداف طيران التحالف الدولي، قرية غزل في الريف الشمالي أيضاً.

 

سوريا:معركة الزبداني لم تنته.. وداعش يستعيد عين عيسى

قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن اشتباكات دارت بعد منتصف ليل الأحد-الإثنين، قرب معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا. ورجّح المرصد أن تكون الاشتباكات اندلعت بين مقاتلين من “وحدات حماية الشعب” الكردية وعناصر من الجيش التركي. وتواردت أنباء عن مقتل جندي من الجيش التركي وإصابة أخرين في إطلاق نار عليهم من قبل القوات الكردية، مقابل مدينة تل أبيض في محافظة الرقة، في حين قالت وكالة “مسار برس” إن الاشتباكات اندلعت بين مليشيا العشائر “البدو” التابعة لـ”وحدات الحماية” وبين القوات التركية المتواجدة على الشريط الحدودي قرب قرية العلوة، شرقي البوابة الحدودية في ريف الرقة الشمالي.

وأشارت الوكالة إلى أن “وحدات الحماية” قدمت مساعدات عسكرية لميليشيا العشائر من دون الزج بعناصرها في الاشتباكات.

 

وكانت مصادر عسكرية تركية، قد نفت صحة الإدعاءات القائلة باستدعاء قادة الوحدات الحدودية والكوماندوز “القوات الخاصة” إلى مقر رئاسة الأركان، على خلفية التطورات في الجانب السوري من الحدود. وأكدت المصادر لوكالة “الأناضول”، أن الادعاءات لا تعكس الحقيقة، وأنه لم يجر عقد أي اجتماع مثلما ذكرت الادعاءات، وأنه لا يوجد مخطط بهذا الخصوص.

 

يأتي ذلك، بعد أن قام قائد القوات الخاصة التركية اللواء زكائي أقسقالي، الأحد، بزيارة تفقدية للمنطقة الحدودية مع سوريا، في ولاية كيليس، جنوبي تركيا. وزار أقسقالي والوفد المرافق له موقعاً عسكرياً تابعاً لقيادة قوات فوج الحدود الثاني، حيث اطلع على ملخص لآخر التطورات في المنطقة والإجراءات المتخذة هناك، ومن ثم توجه إلى معبر “أونجوبينار” ومخفر “أونجو” الحدوديين. كما قام بزيارة مخفر “أرديتشلي” الحدودي التابع لمنطقة إلبيلي.

 

وكانت هيئة الأركان التركية للجيش والقوات المسلحة، قد أرسلت دفعة جديدة من البطاريات المضادة للصواريخ والقذائف إلى ولاية كيليس الحدودية. ومن المقرّر أنّ يتم تركيز البطاريات في منطقتي “أونجو بينار” و”ألبيلي” الحدوديتين، وذلك لردع أي اعتداء صاروخي محتمل من الجانب السوري، كما ذكرت وكالة “الأناضول”.

 

من جهة أخرى، استعاد تنظيم “الدولة الإسلامية” السيطرة بشكل كامل على مدينة عين عيسى ومحيطها الشرقي، في الريف الشمالي الغربي لمحافظة الرقة. وجاء ذلك بعد هجوم معاكس بدأه التنظيم على تجمعات لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية، في المنطقة الممتدة من جنوب عالية في أطراف محافظة الحسكة وصولاً إلى محيط منطقة صرين بالريف الجنوبي الشرقي لمدينة عين العرب “كوباني” مروراً بمحافظة الرقة، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

 

وفي الحسكة، تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمليشيات الموالية لها، وعناصر تنظيم “الدولة الاسلامية”، في محيط سجن الأحداث وقرب محطة الكهرباء جنوبي مدينة الحسكة. ويأتي ذلك، وسط قصف لقوات النظام على حي النشوة الذي يسيطر عليه عناصر التنظيم جنوبي المدينة، وبالتزامن مع استقدام قوات النظام لتعزيزات عسكرية من مدينة القامشلي.

 

وكانت اشتباكات قد اندلعت بين “وحدات الحماية” وتنظيم “الدولة” جنوبي الحسكة، وسط قصف لطائرات التحالف الدولي على تجمعات للتنظيم. واسفرت الاشتباكات عن تقدم لمقاتلي “الوحدات” والسيطرة على نقاط كان يسيطر عليها التنظيم. كما دارت اشتباكات بين “وحدات الحماية” يساندها “المجلس العسكري السرياني” و”جيش الصناديد” و”قوات حرس الخابور”، ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” جنوبي منطقة عالية. وكان عنصران من “وحدات حماية الشعب” قتلا وجرح آخران، مساء الأحد، بانفجار سيارة مفخخة في قرية قويلان بريف الحسكة.

 

وفي ريف دمشق، لقي 5 أشخاص مصرعهم، إثر قصف طائرات النظام لبلدة عين ترما بالغوطة الشرقية، ليل الأحد-الإثنين. وأوضح مصدر في “الدفاع المدني” أن طائرات النظام “شنَّت 5 غارات على البلدة المحاذية لمدينة جوبر، وأن أعداد الجرحى والقتلى ما زالت أولية”.

 

وفي العاصمة السورية، سيطرت المعارضة في إطار معركة “أيام بدر” على منطقة كمال مشارقة وحارة الجباوية في حي جوبر الدمشقي. وقالت شبكة “الدرر الشامية” إن “مواجهات عنيفة تدور على جبهة حي جوبر، وسط تقدُّم للثوار حيث تمكنوا من تفجير معمل الصابون الذي تتحصن فيه قوات الأسد وقتل جميع عناصره، إضافةً إلى اقتحام أبنية عديدة تتمركز فيها عناصر النظام وقتل وجرح العديد منهم، فضلاً عن تدمير آليتين وعدد من المدافع والدشم”. وأشارت الشبكة إلى أن “الثوار صدوا هجوماً لقوات الأسد من جهة بلدتَيْ بالا والحتيتة بالغوطة الشرقية في محاولة منها لتخفيف الضغط على قواتها على جبهة جوبر”.

 

وفي الزبداني، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن مسلحي المعارضة استهدفوا تمركزات لـ”حزب الله” في منطقة حاجز الحورات ما أسفر عن سقوط قتلى للحزب. ويسعى “حزب الله” إلى إحكام الحصار على المدينة من الجهة الشرقية عبر الجبال من منطقة بلودان والغربية عبر الجبل الغربي الفاصل مع الحدود اللبنانية، وذلك للتحكم بكامل منطقة القلمون، وتأمين طريق دمشق-بيروت. ويستخدم الحزب صواريخ غراد و”زينب” و”الفيل” لقصف المدينة.

 

وقُتل عدد من عناصر قوات النظام جراء استهداف “أحرار الشام” بصواريخ موجهة، دبابة لقوات النظام ومدفع “فوزديكا”، عند حاجزي قصر السعودي والحورات شمالي المدينة.

 

كما دارت اشتباكات، فجر الإثنين، بين المعارضة المسلحة وقوات النظام، في محيط مساكن الشرطة بالقرب من مدينة معضمية الشام في الغوطة الغربية. وكانت قوات النظام، قد هاجمت الأحد، الأحياء الجنوبية الشرقية من مدينة المعضمية، بأسطوانات متفجرة تحمل مواد كيمياوية.

 

“داعش” يعدم ناشطين إعلاميين اتهمها بتصوير حقول النفط

نشر تنظيم “داعش” التكفيري مساء أمس، مقطع فيديو جديد يظهر إعدام شابين في مدينة الرقة السورية شمال البلاد، رمياً بالرصاص بتهمة التصوير ورصد تحركات التنظيم.

 

والمقطع الجديد الذي يحمل عنوان “هم العدو فاحذروهم”، موجّه ضد الناشطين الإعلاميين في المدينة الخاضعة لسيطرة “داعش” منذ 2013، مع اتهام الضحيتين بشر عبد العظيم السالم (20 سنة) وفيصل حسين الحبيب (21 سنة) بالتواصل مع أعضاء صفحة “الرقة تذبح بصمت” الشهيرة في “فايسبوك”.

 

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” إن التنظيم “أعدم شابين اثنين من مدينة الرقة، بتهمة طباعة أوراق علمانية وتصوير صور وأشرطة مصورة مقابل 400 دولار وتصوير حقول النفط، حيث قام عناصر التنظيم بإلباسهم اللباس البرتقالي، قبل ربطهم إلى جذعي شجرتين، وقام عنصران من التنظيم بإطلاق النار على رأسيهما من مسدسين حربيين”.

 

ويمتلك “داعش” تاريخاً طويلاً من العداء للناشطين الإعلاميين المعارضين له، سواء بالخطف والاعتقال والتصفية والتهديد، وصولاً لعمليات الإعدام الجماعية بحق الناشطين كإعدامه 35 ناشطاً إعلامياً دفعة واحدة مطلع عام 2014.

 

معارض سوري: نقبل بحكومة وحدة وطنية بفترة انتقالية

بهية مارديني

بهية مارديني: أعلن خالد المحاميد، عضو لجنة الحوار المنبثقة عن مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، أن لجنة المتابعة ستلتقي الأسبوع المقبل المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا ووزير الخارجية المصري سامح شكري وعددًا من البعثات الدبلوماسية في القاهرة.

 

وعمّا يتردد حول اقتراح روسي يتضمن حكومة وحدة وطنية ضمن فترة انتقالية تحد من صلاحيات الرئيس السوري بشار الاسد وتنتهي بانتخابات رئاسية جديدة، اعتبر المحاميد في حديثه مع “إيلاف” أنه يمكن قبول ذلك على أن تكون المدة الزمنية للفترة الانتقالية محددة وواضحة وبضمانات دولية وشرط “عدم ترشح الاسد للانتخابات بعد المرحلة الانتقالية”.

 

ولكن مصادر متطابقة كشفت عن رفض النظام السوري لهذا الطرح بشكل كامل، وذلك خلال زيارة وليد المعلم وزير خارجية النظام السوري الى موسكو.

 

وحول لقاءات المعارضة السورية هذه الفترة وإن كانت من الممكن أن تفضي الى اجماع عام، قال المحاميد: “آن الاوان للجميع أن يعيدوا حساباتهم فنحن أمام مفترق طرق و اما فقدان الهوية السورية أو يجب أن نضع، كما يقال، على الجرح ملحا، ونتقبل بعضنا البعض وعلينا التفكير في عيش مشترك”.

 

وأشار الى أن المعارضة ” لم تستطع أن تضع رؤية حل مشترك وتعايش مشترك واستطاع النظام أن يجعل المجتمع الدولي في دوامة وهذا بسبب إطالة عمر الازمة وعدم حلها في الوقت المناسب، لكنّ النظام والمجتمع الدولي ودولاً اقليمية لعبت في الملف السوري حسب مصالحها ولم تكن لمصلحة الشعب السوري”.

 

وأضاف “لقد اجتهدت كثير من معاهد الازمات لإيجاد تصور للحل ونسوا ما هو أهم، فهل هذه الحلول قادرة على التطبيق الفعلي على الارض”.

 

وشدد على أن “ما يحصل اليوم في سوريا ومن هم حملة السلاح ليسوا هؤلاء الأشخاص الذين نعرفهم في بداية الثورة، وانا أزعم أن شرفاء الثورة اما استشه

 

قتلى للنظام وحزب الله بمعارك الزبداني  

قالت المعارضة السورية المسلحة إنها قتلت 19 من جنود النظام السوري وحزب الله اللبناني -بينهم ضباط- أثناء تصديها لهجومهم على مدينة الزبداني في ريف دمشق الغربي، وسط استمرار قصف الطيران الحربي واستغاثات المدنيين للخروج من المدينة.

 

وأعلن مقاتلو المعارضة أن بين القتلى ضابطين برتبة عقيد، وذلك أثناء الاشتباكات التي جرت على محاور طريق مضايا والشلاح وسرغايا في محيط الزبداني بريف دمشق.

 

وقد نعت مواقع مؤيدة للنظام السوري العميد في الجيش النظامي علي عبد الكريم يوسف الذي قالت إنه قتل في هذه الاشتباكات.

 

وكثف النظام القصف على أحياء المدينة تزامنا مع غارات جوية، مما أسفر عن مقتل أربعة أطفال وامرأة وتدمير منازل ومبان وسط استغاثات الأهالي الذين ناشدوا المنظمات الدولية والإنسانية العمل على إجلائهم من المنطقة.

 

وقبل ذلك، قالت مصادر المعارضة إنها تصدت لتقدم قوات النظام ومقاتلي حزب الله في الزبداني المحاصرة بالكامل منذ عام. وأعلنت حركة أحرار الشام تدمير دبابتين لجيش النظام عند حاجزي قصر السعودي والحورات في المدينة.

 

مدينة إستراتيجية

وذكرت مصادر رسمية سورية أن جيش النظام ومقاتلي حزب الله تمكنوا الأحد من السيطرة على حي الجمعيات غرب الزبداني وحي السلطانة شرقها، مشيرة إلى أن هذه القوات تتابع عملياتها بنجاح مع سقوط العديد من مسلحي المعارضة قتلى ومصابين وفقا لوكالة سانا.

 

والزبداني مدينة إستراتيجية تطل على الطريق الذي يصل دمشق ببيروت، وتخضع للمعارضة منذ مطلع العام 2012، وهي من بين آخر معاقلها بجوار الحدود اللبنانية السورية.

 

ويأتي الهجوم على الزبداني ضمن حملة عسكرية أوسع تشنها القوات السورية وحزب الله في منطقة القلمون التي شهدت مؤخرا معارك بين حزب الله والقوات النظامية السورية من جهة، وجيش الفتح السوري المعارض، وسيطر فيه حزب الله على عدد من التلال.

 

هجوم للمعارضة على مواقع للنظام باليرموك  

قالت مصادر محلية للجزيرة في مخيم اليرموك جنوب دمشق إن جبهة النصرة وفصائل في المعارضة المسلحة شنوا هجوما على مواقع للنظام السوري ليل أمس الاثنين، ما أسفر عن سقوط قتلى من الطرفين وعن سيطرة المعارضة على بعض الأبنية.

 

وذكرت المصادر أن الهجوم استهدف مواقع للنظام في الجهة الغربية من مخيم اليرموك، وأنه أسفر عن مقتل ثمانية عناصر من المليشيات الموالية للنظام السوري، بينما قتل عنصر من النصرة وجرح أربعة آخرون.

 

وأضافت المصادر أن النصرة والمعارضة سيطرت على عدة أبنية في أطراف الحي، بينما تحدث ناشطون عن سماع أصوات قصف مدفعي في أرجاء الحي من قبل النظام خلال الليلة الماضية.

 

وشهدت دمشق أمس سقوط قذيفة في حي المزرعة وأخرى في موقف للحافلات دون ورود أنباء عن وقوع إصابات، بينما أصيب عدة مدنيين بينهم أطفال نتيجة سقوط قذائف هاون في شارع الملك فيصل ومنطقة السادات.

 

وكانت المروحيات التابعة للنظام السوري قد ألقت ستة براميل متفجرة الأربعاء الماضي على مخيم اليرموك، مما أدى إلى إصابة العديد من المدنيين بجروح، وألحق دمارا كبيرا في الأبنية والممتلكات.

 

يُذكر أن عدد سكان المخيم كان يبلغ 160 ألفا قبل بدء الأزمة السورية، لكنه انخفض إلى نحو 18 ألفا بعد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومسلحي المعارضة في سبتمبر/أيلول 2012، انتهت بفرض النظام حصارا خانقا على المخيم، ما يزيد من معاناة سكانه في ظل نقص فادح للمواد الغذائية والأدوية.

 

قوات المعارضة تتقدم بأبرز جبهات حلب  

نزار محمد-حلب

قتل العشرات من قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني في معارك مساء الاثنين بالجانب الغربي من مدينة حلب شمالي سوريا، حيث تقترب قوات المعارضة من السيطرة الكلية على حي جمعية الزهراء.

 

وبدأت المعارك بهجوم لمقاتلي “أنصار الشريعة” -التي تضم عددا من فصائل المعارضة- على مواقع قوات النظام بسيارة مفخخة قتل على إثرها عشرات العناصر من قوات النظام.

 

وتلا ذلك هجوم شنته جبهة النصرة وفصائل أخرى على أبنية تتمركز فيها قوات النظام بحي جمعية الزهراء، حيث دارت اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن تقدم فصائل المعارضة في عمق الحي.

 

وقال رئيس المكتب الإعلامي في جبهة النصرة أبو أنس الشامي إنه رغم عدم وجود التنسيق في هذه المعركة مع غرفة عمليات جيش الفتح في حلب فإن خسائر قوات النظام قدرت بأكثر من 35 قتيلا.

 

وأوضح الشامي للجزيرة نت أن غرفة عمليات أنصار الشريعة “تعمل على تحرير كامل حلب وريفها من قبضة جيش النظام وشبيحته المكونين من مليشيا حزب الله اللبناني ومليشيات عراقية”.

 

وتخلل عملية اقتحام الحي من فصائل المعارضة قصف جوي عنيف من طائرات النظام وقصف مدفعي تبادله الطرفان.

 

وعن أهمية السيطرة على حي جمعية الزهراء، قال الصحفي يمان الخطيب إن “الحي يعتبر مفتاحا لدخول مركز حلب من الجهة الغربية، حيث يضع النظام ترسانة عسكرية ضخمة في محاولة منه لتأمين الأحياء التي يسيطر عليها غربي المدينة”.

 

وأضاف الخطيب للجزيرة نت أن الحي يضم كلية المدفعية، وتقع بقربه أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية التي يدير منها النظام عملياته العسكرية في المدينة، مشيرا إلى أنه في حال سيطرت فصائل المعارضة عليه فستكون حلب قاب قوسين أو أدنى من السقوط بأيدي قواتها.

 

يذكر أن قوات المعارضة أعلنت في الشهر الماضي سيطرتها على حي الراشدين الذي يعتبر من أهم النقاط التي كانت تتمركز فيه عناصر النظام.

 

مقتل 25 عنصرا من قوات الأسد بتفجير للنصرة في حلب

بيروت – فرانس برس

قتل 25 عنصرا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها أمس الاثنين في تفجير انتحاري نفذه أحد مقاتلي جبهة النصرة في حي جمعية الزهراء في مدينة حلب بشمال سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “قتل 25 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في تفجير مقاتل من جبهة النصرة لنفسه في عربة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات امام مبنى دار الايتام في حي جمعية الزهراء”.

وأوضح أن قوات النظام كانت تتخذ من دار الأيتام مقرا لها داخل الحي الاستراتيجي في غرب مدينة حلب.

واضاف عبد الرحمن “تبع التفجير الانتحاري هجوم عنيف من مقاتلي أنصار الشريعة ومقاتلي فتح حلب الذين يخوضون اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها”.

وشنت “غرفة عمليات أنصار الشريعة” المؤلفة من جبهة النصرة ومجموعة فصائل أخرى، هجوما الخميس على حي جمعية الزهراء، حيث مقر فرع المخابرات الجوية، وتمكنت من السيطرة على بعض المباني قبل أن تتراجع تحت وطأة القصف الجوي لقوات النظام.

وسيطرت “غرفة عمليات فتح حلب” التي تضم مجموعة فصائل مقاتلة الجمعة على مركز البحوث العلمية، وكان عبارة عن ثكنة عسكرية كبيرة جنوب حي جمعية الزهراء.

وقال المرصد أن “المعارك بين الطرفين تزامنت مع قصف بعشرات القذائف مصدره مواقع الفصائل على حي جمعية الزهراء فيما شنت الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام غارات جوية على تجمعات المقاتلين في الحي ومحيطه”.

 

الجيش السوري: مقتل 50 مسلحا باللاذقية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن مصدر عسكري،الثلاثاء، أن الجيش السوري تمكن من قتل أكثر من 50 مسلحا من فصائل المعارضة بعد استهداف تجمعاتهم في مناطق عدة بريف محافظة اللاذقية الشمالي غرب البلاد.

 

وأوضح المصدر أن قوات الجيش تمكنت أيضا من تدمير عربة مصفحة وآخرى مزودة برشاش ثقيل.

 

بالمقابل، لقي 25 جندياً سورياً مصرعهم في هجوم انتحاري بأحد أحياء مدينة حلب، التي بدأ مسلحو المعارضة المسلحة فيها عملية عسكرية واسعة النطاق بهدف السيطرة على الحي الواقع غربي المدينة.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن انتحارياً فجر نفسه في موقع للجيش السوري في حي جمعية الزهراء بحلب، فقتل 25 عنصراً على الأقل من الجنود وميليشيات متحالفة مع الجيش وأصاب عشرات.

 

وقال المرصد، إن دوي التفجير سمع في أنحاء المدينة حيث شنت بضع مجموعات مسلحة مؤخراً هجوماً لانتزاع السيطرة على الأجزاء الغربية في المدينة، والخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.

 

وقالت مواقع على الإنترنت تابعة للمعارضة المسلحة إن هناك قصفاً شديداً على اجزاء من حي جمعية الزهراء سيطر مقاتلو المعارضة عليها مما قربهم من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب.

 

وقال التلفزيون السوري ان الجيش “أحبط محاولة لمتطرفين لتفجير شاحنة مفخخة كانت متجهة إلى حي جمعية الزهراء وتمكن من تفجيرها قبل وصولها إلى هدفها.

 

وكان مسلحو المعارضة في سوريا بدأوا الاثنين، بمشاركة جبهة النصرة، عملية عسكرية واسعة النطاق بهدف السيطرة على حي جمعية الزهراء، الذي يضم معسكرا للمدفعية.

 

وأفادت مصادرنا أن اشتباكات “عنيفة جداً” وقعت في الحي الذي أعلن الجيش السوري السبت أنه سيطر عليه، بعد قتال عنيف مع جماعات معارضة مسلحة.

 

رئيس حزب كردي: مهام هجومية للقوات التركية على الحدود السورية

روما (6 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد رئيس حزب كردي سوري أن القوات العسكرية التركية على الحدود السورية تمتلك طبيعة ومهام هجومية، وشدد على أن تدخلا عسكريا تركيا في شمال سورية سيخدم تنظيم (الدولة الإسلامية) بشكل مباشر

وقال محي الدين شيخ آلي، سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية (يكيتي)، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، “في الوقت الذي يعاني فيه الشعب السوري بمختلف مكوناته من فظائع شبكات الإرهاب وأخطرها تنظيم (الدولة الإسلامية) من جهة، ولجوء نظام البعث إلى إلقاء البراميل المتفجرة على المناطق الآهلة بالمدنيين من جهةٍ ثانية، واستمرار تعمق الأزمة السورية واتساع نفوذ قوى الإسلام السياسي المتشدد على اختلاف أسمائها والتي تجمعها نزعة العنصرية والتحامل حيال المكوّن الكردي في شمال سورية، وفي الوقت الذي تتواصل فيه المساعي لبلورة خارطة طريق ومخرج لإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة السورية المستفحلة، أقدمت حكومة أنقرة مؤخراً على حشدٍ مكثف لقوات عسكرية ذات طبيعة ومهام هجومية على الحدود السورية والتلويح بتدخل عسكري في الداخل السوري تحت يافطة (حماية الأمن القومي التركي)، ومزاعم التهديد الذي قد يشكله كُرد سورية وقوتهم الدفاعية وحدات حماية الشعب والمرأة، مما يثير قلق السوريين بمختلف انتماءاتهم ويزيد من امتعاضهم حيال هكذا توجه تركي مغامر يضر بمساعي إيجاد حلٍ سياسي سلمي للمسألة السورية ويؤذي كثيراً أواصر التآخي والعيش المشترك بين شعوب المنطقة وحسن الجوار”، وفق قوله

 

وكانت أنقرة قد كثّفت تعزيزاتها العسكرية على طول الحدود السورية وأرسلت فرقة من قوات النخبة، وقالت مصادر تركية إن هذه التعزيزات قد تكون تمهيداً لعملية عسكرية يُخطط لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي السورية بطول 110كلم وعمق 30كلم، لردع الأكراد وغيرهم من القوى العسكرية والتنظيمات الناشطة في سورية من دخول منطقة تعتبرها تركيا خطاً أحمر

 

وحول هذه الخطوة أضاف شيخ آلي “إننا في الوقت الذي نُبدي فيه قلقنا العميق حيال هكذا تحرك عسكري تركي مريب في جوارنا، ونستنكر جملة التصريحات والبرامج التي تضخها بعض وسائل الإعلام التركية والعربية وتلك المحسوبة على أوساط من المعارضة السورية ودوائر الإسلام السياسي المتزمت التي ترمي إلى النيل من مكانة وحدات حماية الشعب وتصوير كُـرد سورية بأنهم انفصاليون، نؤكد بأن أي تدخل عسكري تركي في الداخل السوري يخدم (داعش) وتنظيم القاعدة الإرهابي، ونناشد جميع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومناهضي الحرب في تركيا برفع أصواتهم لترجيح لغة العقل والمنطق ووقف لغة التحريض والتدخل العسكري”، وفق قوله

 

واتهمت بعض قوى المعارضة السورية قوات (الأسايش) العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري بقيامها بعمليات تهجير وتغيير ديمغرافي شمال سورية، فيما نفى الحزب هذه الاتهامات وشدد على عدم وجود أي نوايا تمييزية أو انفصالية في المنطقة التي يسيطر عليها

 

وقال سكرتير حزب (يكيتي) “لقد ضحّى المكوّن الكردي كثيراً وأثبت ميدانياً صدقيته في الدفاع عن وحدة سورية ومواجهة تمدّد (داعش) وإلحاق الهزيمة به في العديد من المناطق، وبقي ولا يزال متمسكاً دون تردد بأواصر وضرورات العمل والعيش المشتركين مع المكونات السورية الأخرى بصرف النظر عن

 

الائتلاف الوطني: على داعمي الحل السياسي وقف براميل الاسد المتفجرة

روما (6 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، هشام مروة أن داعمي الحل السياسي للأزمة السورية، بما فيهم واشنطن وموسكو، مطالبين بوقف براميل الاسد المتفجرة على المدنيين

 

وقال إن “الولايات المتحدة وأصدقاء الشعب السوري، وحتى روسيا، وكل من يدعم حلاً سياسياً في سورية، هو مطالب اليوم بأن يقدم شيئاً ملموساً يدل على جديته في إرادة الحل السياسيى، وأن دعمه للحل السياسي ليس مجرد لازمة تترد على لسانه؛ بينما يراقب، دون أن يحرك ساكناً، الأسد، وهو يمطر السوريين بأكثر من 300 برميل متفجر على حلب ودرعا والزبداني بريف دمشق خلال الأسبوع الفائت فحسب”.

 

وأضاف مروة “نريد من الدول التي تدعم حلاً سياسياً في سورية أن تلجم نظام الأسد عن هذا الإجرام المغرق في السادية، في قصف المدنيين والأطفال والنساء، واستهداف المنازل والمساجد والكنائس والمشافي، نريد منهم مطالبة جادة لهذا النظام بالتوقف عن إلقاء البراميل، وهو نظام جبان كما عهده السوريون ويخشى المطالبات الدولية ذات الرصيد الفعلي لا مجرد مطالبات رفع العتب”، حسبما نقل عنه المكتب الاعلامي للإئتلاف

 

وقال مروة “نحن نعلم أن روسيا من أشد داعمي نظام الأسد ومذخريه بالسلاح والفيتو، ولها عليه يدٌ (موانة لا تخفى)، وهي اليوم تبدي انحيازاً للحل السياسي، ونحن نطالب القيادة الروسية أن تلزم الأسد بوقف البراميل المنهمرة على رؤوس أطفالنا ونسائنا، لإثبات صدقيتها في إيجاد حل سياسي في سورية”.

 

احتمال اختطاف كاهن عراقي شمالي سورية

القدس (6 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت حراسة الأراضي المقدسة انه “تم في ساعات بعد الظهر المتأخرة من يوم السبت الماضي فقدان الاتصال مع الأب ضياء عزيز”، عراقي الجنسية المنتمي إلى الرهبنة الفرنسيسكانية التابعة لحراسة الأراضي المقدسة، وكاهن رعية اليعقوبية في منطقة جسر الشغور التابعة لمحافظة إدلب، بسورية

 

وأضافت في بيان وصل وكالة (أكي) الايطالية للأنباء”لقد قام بعض المسلحين التابعين لكتيبة غير معروفة، التي قد تكون على صلة مع “جبهة النصرة”، بأخذ الأب عزيز لمقابلة (الأمير) في تلك المنطقة. منذ تلك اللحظة لم نسمع من الأب عزيز ولم نستطع اقتفاء أثره حتى هذه اللحظة”. وتابعت “نحن نعمل كل ما هو ممكن لمعرفة مكان اعتقاله ولضمان تحريره.نحن نطلب من الجميع الصلاة لأجله”.

 

وأشارت إلى انه “ولد الأب ضياء عزيز الفرنسيسكاني في مدينة الموصل، نينوى القديمة، في العراق في 10 كانون ثاني 1974. بعد دراسة في المعهد الطبي في مدينته، توجه لحياة الرهبنة، ونذر النذور الأولى في 1 نيسان 2002. في العام 2003 تم نقله إلى مصر حيث بقي لعدة سنوات. في العام 2010 عاد إلى حراسة الأراضي المقدسة وأرسل إلى عمّان (الأردن). بعد ذلك تم نقله إلى اللاذقية في سورية، ومن ثم قدم نفسه لخدمة الجماعة المسيحية في اليعقوبية (في منطقة جسر الشغور التابعة لمحافظة إدلب، سورية)، التي أصبحت تحت خطر كبير منذ وقوعها تحت سيطرة جبهة النصرة”.

 

دي ميستورا يزور القاهرة بعد يومين لبحث الأزمة السورية

روما (6 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر متابعة لعمل مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستافان دي ميستورا إن الأخير سيقوم هذا الأسبوع بزيارة إلى القاهرة يلتقي فيها مسؤولين مصريين رفيعي المستوى من بينهم وزير الخارجية سامح شكري ويبحث معهم الأزمة السورية ويعرض عليهم نتائج المشاورات التي أجراها مع الأطراف السورية وغير السورية التي لها علاقة بالأزمة.

 

وأكّدت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن دي ميستورا سيلتقي كذلك خلال زيارته للقاهرة “معارضين سوريين بارزين”. ووفق المصادر، فإن الأمم المتحدة والولايات المتحدة مهتمتان بأن يقوم المبعوث الأممي بالتنسيق والتواصل اللصيق مع القاهرة بشأن الأزمة السورية قبيل تقديم تقريره الذي يقوم بإعداده، والمُرجّح أن يقدّم خلاصته نهاية الشهر الجاري للأمم المتحدة.

 

وكان دي ميستورا قد بدأ مشاوراته في الخامس من أيار/مايو الماضي، وكان مقرراً أن تستمر ما بين أربعة وستة أسابيع، ثم مددها حتى الشهر الجاري والتقى خلالها بشكل منفصل ممثلين عن النظام السوري وممثلين عن قوى المعارضة السورية وشخصيات في المعارضة وخبراء وممثلين عن المجتمع المدني، فضلاً عن سفراء الأطراف ذات الصلة بالأزمة السورية.

 

اوباما يقول إن أمريكا ستزيد الدعم للمعارضة في سوريا

من جيف ميسون وجوليا إدواردز

واشنطن (رويترز) – تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الاثنين بزيادة دعم بلاده للمعارضة المعتدلة في الحرب الأهلية بسوريا وقال إن الولايات المتحدة تحتاج لفعل المزيد لمنع هجمات تنظيم الدولة الإسلامية وإجهاض مساعيه لتجنيد أتباع.

 

ومتحدثا في مقر وزارة الدفاع (البنتاجون) أشار أوباما إلي صعوبة منع “هجمات فردية” صغيرة داخل الولايات المتحدة على الرغم من النجاح في منع هجمات كبيرة منذ الهجمات التي شنت في نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر أيلول 2001 .

 

وقال إن الولايات المتحدة ستواصل تعقب عمليات التمويل غير المشروعة للدولة الإسلامية في العالم.

 

كما قال إنه لا توجد في الوقت الحالي خطط لإرسال قوات أمريكية إضافية إلى الخارج مضيفا أن القتال ضد هذا التنظيم المتشدد لن يحسم سريعا.

 

وأكد أوباما مجددا أنه بتوفر شريك قوي على الأرض في العراق ستنجح الولايات المتحدة وحلفاؤها في هزيمة الدولة الإسلامية.

 

وقال الرئيس الأمريكي إن تدريب مثل هذه القوات زاد بعد فترة من البطء وإن سقوط الرمادي عاصمة محافطة الأنبار في العراق أصاب الحكومة العراقية بالصدمة.

 

وتابع أوباما “ينخرط المزيد من المتطوعين من السنة. بعضهم تدرب بالفعل وبمقدورهم أن يمثلوا قوة جديدة ضد الدولة الإسلامية. نواصل الإسراع بتقديم المعدات المهمة وبينها أسلحة مضادة للدبابات لقوات الأمن العراقية.”

 

وأضاف قائلا “لقد أوضحت للمساعدين لي أننا سنحتاج لمزيد من التدريب للمعارضة المعتدلة في سوريا وتوفير المعدات لها.”

 

ولم يقدم أوباما تفاصيل عما قد تفعله الولايات المتحدة في هذا الصدد.

 

وأشار إلى تهديدات أصغر حجما في الولايات المتحدة وقال إن هناك حاجة لفعل المزيد لمنع الدولة الإسلامية من تجنيد أتباع في الأراضي الأمريكية.

 

وقال “جهودنا لمكافحة التطرف العنيف يجب ألا تستهدف أي فئة بعينها بسبب عقيدتها أو خلفيتها… وبينهم الأمريكيون المسلمون الوطنيون وهم شركاؤنا في حفظ أمن هذا البلد.”

 

وانتقد الجمهوريون اوباما قائلين انه ليس لديه استراتيجية ناجحة.

 

وقال السناتور توم كوتون “ان عباراته الرنانة لا تتماشى مع الواقع. على مدى العام الماضي قام تنظيم الدولة الاسلامية بتوسيع نطاق عملياته بشكل مطرد ونفوذ الجماعة مازال يتزايد… لن نهزم جيشا جهاديا راديكاليا بمزيد من البيروقراطيين في العاصمة واشنطن وبدون تمويل لجيشنا على خطوط الجبهة.”

 

(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية – وجدي الالفي)

 

ولايتي: خامنئي أمرَنا بالإبقاء على بشار الأسد… والمعارضة السورية معارضة “أموية

رصد: كلنا شركاء

أكد مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للشؤون الخارجية، علي أكبر ولايتي، في حوار مع صحيفة “كيهان” الإيرانية، إن “المرشد الأعلى علي خامنئي أمرنا بالإبقاء على بشار الأسد في الرئاسة السورية والحفاظ عليه”، وإن المعارضة السورية معارضة “أموية”.

وقال علي أكبر ولايتي : “خلال اجتماعنا الأخيرة بين القيادة العراقية والسورية في طهران بحثنا التطورات الإقليمية الهامة والمتسارعة في المنطقة، وركزنا في أغلب اجتماعاتنا المشتركة على محاربة الإرهاب والمنظمات الإرهابية التي تستهدف مصالحنا وأمننا القومي المشترك في المنطقة”.

وأضاف ولايتي  لصحيفة “كيهان”  بأن: “النظام الإيراني يتعامل فقط مع الحكومات الشرعية في المنطقة، وموقفنا الداعم للحكومة العراقية والحكومة السورية نابع عن هذا التوجه المشروع والقانوني، لأن هذين البلدين (سورية والعراق) يشكلان العماد الأساسي لمحور (المقاومة) في المنطقة، ونرى اليوم بأنه يتم إستهداف هذا المحور من قبل الإرهابيين بشكل منظم”.

وأضاف: “بأن المنطقة لم تشهد سابقا تحالفا منسجما كالتحالف الإيراني والعراقي والسوري بالمنطقة”، مشيرا إلى أن “الأهداف المحددة والمشتركة بين محور طهران ـ بغداد ـ دمشق، والمصالح الإستراتيجية والبعيدة المدى المشتركة بيننا جعلت من هذا التحالف يسير على خطى واضحة، وموحدة لمواجهة الإرهاب الذي يضرب المنطقة، ويعاني منه العالم، وسوف تدرك القوى العظمى هذا المنعطف التاريخي الكبير، والمُشكل من هذه الدول بقيادة إيران لمحاربة الإرهاب في المنطقة”.

وقال ولايتي بخصوص بقاء بشار الأسد: “لقد قلنا في إيران قبل عامين بأن بشار الأسد لن يسقط، وتحقق ذلك لأننا طبقنا ما أمرنا به المرشد الإيراني خامنئي، وفشلت كافة الدول التي أرادت من خلال إسقاط بشار الأسد والنظام السوري أن توجه ضربة موجعة للثورة الإيرانية في المنطقة، وتحقق أهدافها المشبوهة وغير المشروعة”.

وتابع ولايتي، “قبل عامين عندما أكدنا دعمنا للنظام السوري وبشار الأسد، قلنا بأن أعداء الإسلام ومحور المقاومة لن يحققوا أهدافهم وأمانيهم وأحلامهم من خلال دعمهم الذي يقدمونه للتيارات الرجعية، والإرهابية في سوريا لإسقاط النظام السوري والرئيس بشار الأسد”.

وكشف قائلا: إن “ذلك كان احتمالا فقط لا غير ولم نكن واثقين من بقاء بشار الأسد على سدة الحكم في سوريا، ولكن نستطيع اليوم وبكل ثقة أن نقول بأن  بشار الأسد باق والنظام السوري أيضا باق بجانبه، ونحن نتحدث عن معطيات داخلية ودولية، ولدينا رؤية كاملة عن كافة الأحداث في المنطقة وسوريا”، كما قال.

ووصف مستشار خامنئي المعارضة السورية بأنها معارضة “أموية”، وهؤلاء يقولونها وبكل بصراحة ووضوح بأنهم ينتمون للأمويين، ومن المدافعين عن بني أمية، وأصبحوا يعملون لإحياء خلافة الأمويين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى