أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين، 06 آب 2012


 

إيران توسط تركيا وقطر للإفراج عن محتجزيها في سورية

دمشق، بيروت، طهران، أسطنبول – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أب

طلبت طهران من تركيا وقطر التوسط لتأمين الإفراج عن الايرانيين الـ 48 الذين خطفوا في دمشق أول من أمس، وسط تباين روايات حول هوياتهم. وجاء الطلب الإيراني متزامنا مع تهديدات من مقاتلي «الجيش السوري الحر» المعارض بـ «بضرب كل الأهداف الإيرانية الموجودة في سورية». في موازة ذلك، استكمل الجيش السوري تعزيزاته وحشوده حول مدينة حلب شمال البلاد، وبات جاهزا بانتظار الاوامر لشن هجوم حاسم على حلب لإستعادة السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وفيما تترقب حلب بدء «المعركة الكبرى»، واصل الجيش»معاقبة» مراكز المعارضين في حمص بقصف أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء حمص القديمة، بالاضافة إلى قصف عنيف تعرضت له بلدات وقرى إدلب، فيما استمرت الاشتباكات والاقتحامات في دمشق وريفها.

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإٍسلامية الإيرانية (ارنا) أمس إن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ونظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وافقا على المساعدة في السعي من أجل الإفراج عن الإيرانيين خلال مكالمتين هاتفيتين منفصلتين مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي.

من ناحيته، قال النقيب عبد الناصر شمير قائد «كتيبة البراء» التابعة لـ»الجيش الحر»، والتي أعلنت مسؤوليتها عن الخطف، في مقابلة مع «قناة العربية» إن المفاوضات مع الأطراف المعنية داخل أو خارج سورية لم تبدأ بعد. وأذيعت المقابلة بعد بث تسجيل فيديو يظهر مقاتلين مسلحين، وهم يتحققون من بطاقات الهوية الخاصة بالإيرانيين المخطوفين. وقال شمير إن «الجيش الحر» تلقى معلومات في شأن الإيرانيين وبدأ في تعقبهم زهاء شهرين. وأضاف: «أثناء التحقيق معهم تبين وجود ضباط إيرانيين عاملين في الحرس الثوري الإيراني». وتوعد إيران «بضرب كل الأهداف (الإيرانية) الموجودة في سورية».

ووسط مؤشرات على اقتراب معركة الحسم في حلب، قال مصدر أمني سوري رفيع المستوى إن القوات النظامية اكملت انتشارها. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المصدر ان «كل التعزيزات وصلت وهي تحيط بالمدينة… وان الجيش بات جاهزا لشن الهجوم لكنه ينتظر الاوامر».

واشار المصدر إلى انه «يبدو ان هذه الحرب ستكون طويلة»، عازيا السبب إلى ان الهجوم الذي ستشنه قوات النظام في المدينة «سيشهد حرب شوارع من اجل القضاء على الارهابيين»، في اشارة الى مقاتلي المعارضة.

وقصفت القوات النظامية حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون مستخدمة الطيران الحربي، في يوم سجل مقتل 44 شخصا على الاقل حتى المساء، بحسب المرصد السوري.

وقال ضابط كان انشق عن الجيش النظامي قبل ثمانية اشهر ويقود مئات المسلحين إن السيطرة على الاحياء لا تكفي للسيطرة على حلب طالما ان طيران الجيش النظامي يسيطر على اجواء المدينة. وأضاف: «نحن بحاجة إلى اسلحة مضادة للطيران وأسلحة مضادة للدبابات، لكنني اعرف انه لا الاوروبيين ولا قطر ستعطينا اياها». وأضاف «نحن نشتري اسلحة من مهربين».

وفي دمشق، أشار المرصد السوري إلى أن القوات النظامية نفذت حملة مداهمات في حي القابون. وأضاف أن القوات النظامية وضعت حواجز اسمنتية في منطقة ركن الدين، وذلك بعد الاشتباكات التي دارت في أحياء ركن والصالحية والمهاجرين.

في موازة ذلك، قال المصور البريطاني جون كانتلي الذي احتجز في معسكر في سورية لاسبوع مع زميل له هولندي، ان قسما من خاطفيه اتوا من بريطانيا. وكتب كانتلي في صحيفة «صنداي تايمز» أمس «كانوا نحو ثلاثين شخصا، 12 منهم يتكلمون الانكليزية وتسعة ينطقون لهجة لندن». واعلنت الخارجية البريطانية انها «تتعامل بجدية مع التأكيدات والمعلومات التي افادت بوجود بريطانيين بين المقاتلين الاجانب في سورية».

إلى ذلك، ذكرت وكالة انباء الاناضول ان محمد احمد فارس الطيار في سلاح الجو الذي اصبح اول رائد فضاء سوري، فرّ الى تركيا امس بعد ان اعلن انشقاقه عن النظام. وأضافت الوكالة انه قبل عبوره الى تركيا توقف فارس في المقر العام لـ «الجيش الحر» في حلب تضامناً مع مقاتلي المعارضة.

وفي الرياض، أوضحت الأمانة العامة لـ «الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية»، التي يشرف عليها وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز، أن الحملة تواصل استقبال التبرعات النقدية لدى حسابها في المصرف الأهلي التجاري، مشيرة الى أن الرصيد النقدي للحملة حتى الساعة الرابعة والنصف من عصر أمس (الأحد)، بلغ نحو 501 مليون ريال.

الجيش السوري الحر: انشقاق العقيد يعرب الشرع رئيس فرع المعلومات بالأمن السياسي

بيروت – ا ف ب

اعلن العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل الاحد انشقاق رئيس فرع المعلومات بالامن السياسي في دمشق العقيد يعرب محمد الشرع وهو ابن عم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.

وقال العقيد سعد الدين ان “العقيد يعرب محمد الشرع رئيس فرع المعلومات بالامن السياسي في دمشق وشقيقه الملازم اول كنان محمد الشرع من الفرع نفسه انشقا وانتقلا الى الاردن”. وأوضح الضابط في الجيش السوري الحر ان العقيد ياسر الحاج علي من الفرع نفسه انشق وانتقل ايضا الى الاردن.

وتوالت خلال الفترة الاخيرة الانشقاقات داخل الجيش السوري وابرزها انشقاق العميد مناف طلاس نجل وزير الدفاع السوري الاسبق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي. وهو اهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011.

طهران تتهم الدوحة وأنقرة بإعطاء الضوء الأخضر .. وتنذر إسرائيل

سوريا: خطف الزوّار الإيرانيين يُشعل الصراع الإقليمي

حذّرت ايران أمس، من التدخل الاجنبي في سوريا وتوقعت أن تنتقل «النار» المشتعلة في سوريا إلى إسرائيل، فيما حمّلت كلاً من تركيا والسعودية وقطر المسؤولية عن حياة مواطنيها الـ48 المختطفين في سوريا، نافية الأنباء عن كون هؤلاء ينتمون لأي أجهزة عسكرية إيرانية.

من جانب آخر، تتجه وزيرة الخارجية الأميركية السبت المقبل إلى تركيا لإجراء محادثات حول الأوضاع في سوريا، في حين أعلنت مصادر أمنية سورية أن الجيش استكمل حشوده العسكرية حول حلب، في انتظار أمر شنّ هجوم كبير على معاقل المعارضة المسلحة المنتشرة في أحياء عديدة من الشهباء.

وحذر رئيس مجلس الشورى الإسلامي الايراني علي لاريجاني من التدخل الأجنبي في سوريا، مهدداً بأن الصراع قد يشمل اسرائيل ايضاً. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الرسمية عن لاريجاني قوله «إن النار التي أشعلت في سوريا ستلتهم أيضاً أولئك الخائفين الإسرائيليين وتزيلهم من الوجود».

واتهم لاريجاني الولايات المتحدة ودولاً في المنطقة لم يسمّها، بتقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة السورية، متسائلاً «ما الذي يسمح لهذه البلدان بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا؟». كما خفف لاريجاني من أهمية التهديدات الإسرائيلية الأخيرة قائلاً: «اطلقت اليوم تصريحات لا تتناسب مع حجمهم الطبيعي ضد إيران و«حزب الله»، ونرى من خلال هذه التهديدات الفارغة مدى ارتباكهم من التطورات المتسارعة في المنطقة».

الى ذلك، نقلت الوكالة الايرانية عن النائب غلام علي حداد عادل، وهو حليف رئيسي للمرشد الاعلى آية الله علي خامنئي وحمو نجله مجتبي نجل، قوله إن الشعب السوري يجب الا يسمح للولايات المتحدة وإسرائيل بكسر «جبهة المقاومة». وقال «بما ان الاميركيين والاسرائيليين لا يريدون حل المشكلة السورية،  فإنهم يواصلون العمل على تقويض أمن المنطقة».

وعن المخطوفين الايرانيين الـ48 في سوريا، قال المستشار الدولي لرئيس مجلس الشورى الايراني حسين شيخ الاسلام:

«هناك مجموعة مسلحة خارج دمشق قامت باختطاف هؤلاء الزوار، وقد اعلن المسؤولون الامنيون انهم يعلمون بمكان اختفاء هؤلاء المسلحين. إنهم مدنيون وكانوا في زيارة لمرقد السيدة زينب في دمشق. واتهم السعودية وحلفاءها بفبركة هذه الاتهامات لهؤلاء الزوار لتبرير اختطافهم».

وحول طلب وزير الخارجية الايراني من نظيريه التركي والقطري التدخل للإفراج عن المختطفين الإيرانيين، قال شيخ الإسلام إن «ذلك يجب ان يصل الى نتيجة، لأن قطر هي التي تؤمن المال لهذا الجيش، وكذلك تركيا التي وضعت قواعد في أراضيها تحت تصرف هؤلاء المسلحين وتقدم لهم التدريب العسكري»، معتبراً «ان المسلحين ما كانوا ليجرؤوا على مثل هذه الخطوة لولا الضوء الأخضر من أنقرة والدوحة».

وأكد شيخ الإسلام ان «السعودية وقطر وتركيا تتحمل مسؤولية مباشرة عن كل الجرائم التي ترتكبها المجموعات المسلحة في سوريا، وكذلك المسؤولية عن حياة الزوار الإيرانيين المختطفين».

وفي المقابل، قالت وكالة أنباء الجمهورية الإٍسلامية الإيرانية إن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ونظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وافقا على المساعدة في السعي من أجل الإفراج عن الإيرانيين خلال مكالمتين هاتفيتين منفصلتين مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي.

من جهته، قال مسؤول في المعارضة السورية إن جماعة «جند الله» المتطرفة هي الجهة الخاطفة، وإن هذه الجماعة مسؤولة كذلك عن مقتل الأشخاص الذين وجدت جثثهم في بلدة يلدا المجاورة لحي التضامن الدمشقي امس الأول. واوضح المعارض ان «كتيبة البراء» التي اعلنت مسؤوليتها عن الخطف ليست هي من قام بذلك، مشيراً الى ان قائد الكتيبة النقيب عبد الناصر شمير «لم يكن سوى تغطية لهذه العملية كي لا تظهر أنها عملية خطف من جماعة متطرفة سنية ضد شيعة إيرانيين»، ومؤكداً أن المخطوفين من الزوار لمرقد السيدة زينب.

وعرضت قناة «العربية» شريطاً مصوراً يظهر الايرانيين المختطفين في سوريا في قبضة «الجيش السوري الحر»، الذي اكد ان الرهائن «شبيحة» وبينهم ضباط في الحرس الثوري الإيراني. وفي اتصال مع قناة «العربية»، قال شمير الذي عرّف عن نفسه بأنه قائد «لواء البراء» في الجيش السوري الحر، إن مترجماً افغانياً محتجزاً ايضاً مع الايرانيين الـ48، مؤكداً ان المختطفين ليسوا زواراً بل كانوا في «مهمة استطلاعية».

وأفاد مراسل وكالة «مهر» الايرانية للانباء بأن مصدراً مطلعاً في وزارة الخارجية الايرانية نفى «المزاعم حول انتماء الزوار الإيرانيين الذين تمّ اختطافهم في سوريا الى جهة عسكرية»، وأضاف إن «استخدام مثل هذا الاسلوب في قضية إيقاف حافلة الزوار واختطاف المؤمنين وزوار مراقد اهل البيت يفتقد الى المسوّغات القانونية وناتج عن عدم التزام ومسؤولية وسائل الإعلام هذه».

في المقابل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستسافر إلى تركيا السبت المقبل لإجراء محادثات مع الحكومة التركية بشأن سوريا. وأضافت في بيان للصحافيين إن وزيرة الخارجية «كلينتون ستتجه إلى اسطنبول لإجراء مشاورات ثنائية مع الحكومة التركية بشأن سوريا وكذلك قضايا أخرى».

واستبعد وزير الدفاع الالماني توماس دي ميزيير مرة اخرى احتمال التدخل العسكري في سوريا، وقال إن فشل الجهود الديبلوماسية لوقف العنف الدموي في سوريا يجب أن لا يؤدي الى اتخاذ قرار بالتدخل العسكري.  إلا أن الوزير قال إن على المانيا تقديم المساعدة بطرق أخرى من بينها تقديم المساعدة الانسانية للسوريين والدعم اللوجستي لعناصر المعارضة السورية الذين يتبنون فكراً ديموقراطياً.

أما في حلب، فقد قصفت القوات النظامية السورية حي صلاح الدين الذي يتحصّن فيه المقاتلون المعارضون، مستخدمة الطيران الحربي. كما حاولت اقتحام حي الخالدية في حمص من دون تحقيق تقدّم، في يوم سجل مقتل 44 شخصاً في سوريا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان».

وافاد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن «القوات النظامية قصفت  بطائرة حربية حيّي صلاح الدين والصاخور»، مشيراً الى ان  «الحي شهد محاولة اقتحام حوالي الساعة التاسعة صباحاً لكن الثوار تمكنوا من صدها»، فيما أعلن مصدر أمني سوري أن الجيش قد استكمل حشوده حول مدينة حلب وأصبح «جاهزاً» في انتظار أمر الهجوم على المدينة. وقال المصدر إن «المعركة ستكون طويلة». (التفاصيل ص 13ـ14)

 («السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، أ ش ا)

أعداء مستقبل سوريا يغتالون عقولها: اتهامات متبادلة… والمحصلة واحدة

طارق العبد

أنت مواطن سوري إذاً أنت مستهدَف بالرصاص، ولا يهم مصدره فالنتيجة واحدة. لكن إن كنت شخصية علمية أو اقتصادية أو إعلامية، فأنت بالتحديد هدف لعمليات الاغتيال المجهولة المصدر. وقد يسبق عملية القتل اختطافك من قبل المسلحين، وعندها تغرق شبكات التواصل والمحيطون بك باتهامات متبادلة بين مناصري النظام والمعارضة ليحمل كل منهم الآخر المسؤولية عن الاختطاف أو القتل.

وبالطبع، ستطفو الحساسيات المناطقية والطائفية بسرعة مذهلة، وفي النهاية المحصلة واحدة: ستفقد سوريا شخصية من كوادرها العلمية أو الاجتماعية وسيضطر رفاق هذه الشخصية، لاتخاذ إجراءات احترازية بدءاً من تغيير عناوين الاتصال مروراً بالتخفي وتبديل السيارات، وربما الهجرة إلى مكان آخر يحتضن السوريين ريثما تنتهي قسوة الدم والحديد والنار اليومية.

مشهد يذكر ببلاد الرافدين إثر سقوط نظام صدام حسين، يوم غادر العراق مئات العلماء والمبدعين إلى بلاد أخرى أولها سوريا، بينما غادر كثيرون غيرهم لكن إلى السماء بعيداً عن بلاد شبعت من الموت. وها هو المشهد يتكرر في الشام مع سلسلة عمليات خطف واغتيال استهدفت العديد من الكوادر العلمية والاجتماعية، تبادل معها النظام والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية من دون أن يتوقف شلال الموت إن لم يتزايد بشكل مستمر.

وبالعودة إلى ابرز الشخصيات المستهدفة منذ سنة ونصف السنة تقريبا، فإن معظم من تم اغتيالهم هم شخصيات علمية بالدرجة الأولى كالباحث في الهندسة النووية أوس عبد الكريم خليل والدكتور حسن عيد والأستاذ الجامعي محمد علي عقيل نائب عميد كلية الهندسة المعمارية، والعميد الركن نائل الدخيل الأستاذ في قسم الهندسة الكيميائية، وآخرهم الدكتور المهندس نبيل إبراهيم زغيب الذي يعتبر العقل الأول في البرنامج الصاروخي السوري، وقد سقط معه كل من زوجته وولديه.

وفي المقابل، استهدف الاغتيال سارية حسون نجل مفتي الجمهورية وكذلك اسماعيل حيدر نجل وزير شؤون المصالحة الوطنية والإعلامي محمد السعيد وسبقه لاعب كرة السلة باسل ريا، بينما نجحت المفاوضات بالإفراج عن رجل الأعمال سليم دعبول.

ولم تتوقف ساحة الاتهامات بين النظام والمعارضة حول مسؤولية احد الطرفين عن عمليات الاغتيال. فمن جهة، يعتبر فيه النظام أن المعارضة المسلحة هي من تقوم باستهداف أي شخصية تتعامل مع السلطة وخاصة في المجال العسكري أو أبناء الشخصيات المهمة في الدولة، وهو ما من شأنه دفع هؤلاء المسؤولين للانشقاق.

ويشير كثير من المقربين من هذه الشخصيات الى أن سيلاً من التهديدات قد تلقوها قبيل قتلهم وطال بعضها أفراد أسرهم، بينما لا تتردد بعض المجموعات المسلحة من المعارضة بالإعلان جهاراً عن مسؤوليتها عن القتل تماماً كما فعلت «جبهة النصرة» بتبنيها قتل الاعلامي في التلفزيون السوري محمد السعيد.

ويستشهد ناشطون موالون للسلطة بآراء معارضين اعتبروا أن كل من يعمل مع النظام هو هدف لرصاص المسلحين، بينما أعطي آخرون مهلاً للانشقاق وإلا فهم أهداف لـ«الجيش الحر»، كما تزخر بذلك بيانات عدة للمجموعات المسلحة.

أضف إلى ذلك، ربط ما يحصل خاصة مع الكوادر العلمية بما سبق وجرى في العراق يوم سقط عشرات العلماء ضحية الرصاص في سبيل عرقلة أي تطور للعمل التقني. على أن الأكثر خطورة من كل هذا هو الخشية من ربط هذه العمليات بدوافع طائفية، وخاصة أن معظم من تم اغتيالهم هم من الأقليات، وربما في ذلك رسالة تحذير للتوقف عن دعم النظام وهو ما يخشاه بعض الناشطين.

في المقابل، تشير المعارضة بأصابع الاتهام إلى النظام بالمسؤولية عن مقتل الكوادر العلمية والعسكرية، معتبرة أن من مصلحة الدولة التخلص ممن يعرفون أسرار البرامج العسكرية خشية أن تصل المعلومات التي بحوزتهم للغرب، أو لـ«الجيش الحر».

ويشير آخرون إلى أن بعض هذه الشخصيات قد قتلت في أماكن تعتبر شديدة الحراسة، كالباحث في الهندسة النووية أوس عبد الكريم الذي سقط على بعد أمتار من حاجز عسكري في حمص، أو كالمهندس نبيل إبراهيم زغيب الذي قتل في منطقة باب توما، التي لم يسبق لـ«الجيش الحر» أن انتشر بها، بل على العكس تماماً فهي إحدى أكثر المناطق أمناً في العاصمة.

ويشير ناشطون إلى أن بعض هذه الشخصيات كانت معارضة للنظام وبالتالي لا مصلحة لـ«الجيش الحر» بقتلها، ويضرب الناشطون مثالاُ بطالب كلية الطب البشري إسماعيل حيدر نجل وزير المصالحة علي حيدر، إذ ان الشاب ناشط ميداني في منطقته وكان معروفاً في المحيط بكونه مناهضاً للسلطة، وعضواً في عدد من «التنسيقيات».

ولعل استهدافه من قبل النظام هو رسالة ضغط على والده رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي.

لكن في مقابل كل هذا، تزخر شبكات التواصل الاجتماعي بالتأكيد على استهداف «الجيش الحر»، شخصيات يتهمها المعارضون بالمشاركة في قتل المتظاهرين أو الإبلاغ عنهم. وهو ما ينفيه آخرون. على أن اللافت هو تبني «الجيش الحر» اغتيال عشرات الضباط برتب عالية، واختطاف آخرين والتحقيق معهم ثم قتلهم. وقد تم توثيق ذلك بسلسلة من مقاطع الفيديو التي يعلنون فيها مسؤوليتهم عن هذه العمليات تحت راية أن هؤلاء الضباط مسؤولون عن قتل المتظاهرين والتعذيب في المعتقلات. ويعزز هذا فرضية النظام بأن المعارضة المسلحة قد تكون مسؤولة عن الاغتيالات.

وبين اتهامات النظام ورد المعارضة عليها، تبقى الصورة الحقيقية غائبة، يبينما المحصلة أن عشرات ممن سيساهمون في تقدم سوريا علمياً وتقنياً واجتماعياً سواء سقط النظام أو لم يسقط، لن يشاركوا بقية أبناء الشعب في إعادة بناء الدولة. ولعل زملاء لهم سيخشون أن يلقوا المصير نفسه قرروا المغادرة إلى بلاد أخرى قد تكون أكثر أمناً لتخسر سوريا مزيداً من الأسماء اللامعة، تنضم إلى أكثر من عشرين ألف قتيل سقطوا ضحايا لرصاص يصر على خنق الحياة.

معارض سوري يؤكد أن الإيرانيين زوّار ويتهم «جند الله» بخطفهم

طهران تحمّل تركيا وقطر والسعودية المسؤولية عن مخطوفيها

حمل مسؤول ايراني بارز أمس، تركيا والسعودية وقطر المسؤولية عن حياة الايرانيين الـ48 المختطفين في سوريا، والذين أكد «مسؤول بارز» في المعارضة السورية أنهم محتجزون لدى جماعة «جند الله» المتطرفة وأنهم من زوار مرقد السيدة زينب في دمشق لا من «الحرس الثوري» كما قال «الجيش الحر» عنهم.

وقال المستشار الدولي لرئيس مجلس الشورى الايراني حسين شيخ الاسلام في تصريح لقناة «العالم» الايرانية الاخبارية: «هناك مجموعة مسلحة في خارج دمشق قامت باختطاف هؤلاء الزوار، وقد اعلن المسؤولون الامنيون انهم يعلمون بمكان اختفاء هؤلاء المسلحين. انهم مدنيون وكانوا في زيارة لمرقد السيدة زينب في دمشق. واتهم السعودية وحلفاءها بفبركة هذه الاتهامات لهؤلاء الزوار لتبرير اختطافهم».

وحول طلب وزير الخارجية الايراني من نظيريه التركي والقطري التدخل للافراج عن المختطفين الايرانيين، قال شيخ الاسلام ان «ذلك يجب ان يصل الى نتيجة لأن قطر هي التي تؤمن المال لهذا الجيش وكذلك تركيا التي وضعت قواعد في اراضيها تحت تصرف هؤلاء المسلحين وتقدم لهم التدريب العسكري»، معتبرا «ان المسلحين ما كانوا ليجرؤوا على مثل هذه الخطوة لولا الضوء الاخضر من انقرة والدوحة».

واكد شيخ الاسلام ان «السعودية وقطر وتركيا تتحمل مسؤولية مباشرة عن كل الجرائم التي ترتكبها المجموعات المسلحة في سوريا، وكذلك المسؤولية عن حياة الزوار الايرانيين المختطفين».

وفي المقابل، قالت وكالة أنباء الجمهورية الإٍسلامية الإيرانية ان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ونظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وافقا على المساعدة في السعي من أجل الافراج عن الإيرانيين خلال مكالمتين هاتفيتين منفصلتين مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي.

من جهته، افاد مسؤول في المعارضة السورية وكالة «فرانس برس» بأن «جند الله» هي الجهة الخاطفة، وان هذه الجماعة مسؤولة كذلك عن مقتل الاشخاص الذين وجدت جثثهم في بلدة يلدا المجاورة لحي التضامن الدمشقي امس الأول. واوضح المعارض ان «كتيبة البراء» التي اعلنت مسؤوليتها عن الخطف ليست هي من قام بذلك، مشيرا الى ان قائد الكتيبة النقيب عبد الناصر شمير «لم يكن سوى تغطية لهذه العملية كي لا تظهر انها عملية خطف من جماعة متطرفة سنية ضد شيعة ايرانيين».

وعرضت قناة «العربية» شريطا مصورا يظهر الايرانيين المختطفين في سوريا في قبضة «الجيش السوري الحر» الذي اكد ان الرهائن «شبيحة» وبينهم ضباط في الحرس الثوري الايراني. وفي اتصال مع قناة «العربية»، قال شمير الذي عرف عن نفسه بانه قائد «لواء البراء» في الجيش السوري الحر، ان مترجما افغانيا محتجز ايضا مع الايرانيين الـ48، مؤكدا ان المختطفين ليسوا زوارا بل كانوا في «مهمة استطلاعية».

وسخر المسؤول السوري المعارض من فكرة ان يكون الايرانيون المخطفون من الحرس الثوري. وتساءل «اذا كانوا (الايرانيون المختطفون) من الحرس الثوري الايراني، فكيف يتنقلون في حافلة على طريق المطار من دون حماية وفي مناطق يسيطر عليها مسلحون معارضون؟». واكد ان هؤلاء «حجاج ايرانيون»، موضحا ان «قدومهم للحج على الرغم من الوضع الامني نابع من عقيدتهم الدينية التي تؤمن بقدسية هذه المزارات حتى لو تطلب ذلك تعريض حياتهم للخطر».

ولفت المسؤول المعارض الى ان جماعة «جند الله» اختطفت على مراحل «شيعة وعلويين وجنودا نظاميين»، مشيرا الى ان هذه الجثث تعود الى بعض هؤلاء المختطفين. وقال ان «جند الله» «جماعة اسلامية متطرفة خطابها ديني يقوم على التحريض ضد الشيعة والعلويين»، مضيفا ان «لهذه الجماعة اجندة طائفية سنية دينية وليست ديموقراطية واستغلت الثورة لتحقيقها».

وأشار الى ان «جند الله» هي الجماعة الابرز والانشط في «مناطق في ريف دمشق الملاصقة لجنوب شرق العاصمة مثل يلدا والسبينة والسيدة زينب وببيلا ويلدا، وهي مناطق يشرف بعضها على طريق المطار». وقال انها «تتكون في غالبيتها من اسلاميين سوريين بعضهم من نازحي القنيطرة، بالاضافة الى فلسطينيين». ولفت الى ان هناك «العديد من المجموعات الدينية المتطرفة في سوريا مثل «جند الله» تنفذ اجندتها الدينية المتطرفة تحت مسمى الجيش السوري الحر من دون ان يكون لها اي علاقة تنظيمية به». واوضح ان «جند الله السورية لا ترتبط بجند الله الايرانية الا بالتسمية».

(أ ف ب، رويترز، أ ب)

«مقبلات» القصف تتركز على صلاح الدين قبل «طبق» الاقتحام

حلب: الجيش يستكمل حشوده وينتظر أمر الهجوم

استكمل الجيش السوري النظامي أمس، حشوده العسكرية حول مدينة حلب، وبات جاهزا في انتظار الاوامر لشن «الهجوم» على أحياء المدينة التي يسيطر عليها مقاتلو «الجيش السوري الحر». أما في دمشق، فأعلنت السلطات السيطرة على كل الأحياء بعد ما أسمته «تطهير» حي التضامن من المسلحين المعارضين.

واوضح المصدر الأمني السوري ان «كل التعزيزات وصلت وهي تحيط بالمدينة (حلب)»، لافتا الى ان «الجيش بات جاهزا لشن الهجوم لكنه ينتظر الاوامر». واشار الى انه «يبدو ان هذه الحرب ستكون طويلة»، عازيا السبب الى ان الهجوم الذي ستشنه قوات النظام في المدينة «سيشهد حرب شوارع من اجل القضاء على الارهابيين» في اشارة الى مقاتلي المعارضة.

وافاد مسؤول امني في دمشق بأن «معركة حلب لم تبدأ، وما يجري حاليا ليس الا المقبلات». واضاف «الطبق الرئيسي سيأتي لاحقا». واوضح المسؤول ان التعزيزات العسكرية ما زالت تصل مؤكدا وجود 20 الف جندي على الاقل على الارض. وقال «الطرف الاخر كذلك يرسل تعزيزات» في اشارة الى المعارضين المسلحين.

وقال شهود إن دبابات الجيش السوري قصفت حلب وامطرت مروحية حربية مواقع مقاتلي المعارضة بوابل من نيران الرشاشات. ورأى مراسل من وكالة «رويترز» في حلب معركة ضارية في شوارع حي صلاح الدين وهو مدخل للمدينة التي يسكنها 2,5 مليون نسمة. وقصفت الدبابات الأزقة التي احتمى بها مقاتلو المعارضة وسقطت قذيفة على مبنى قرب المراسل مما أدى إلى تساقط الركام في الشارع وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان.

وكست واجهات المباني قرب الجبهة آثار قذائف الدبابات وتحولت المنازل إلى مواقع للمراقبة وللقناصة بالنسبة لمقاتلي المعارضة. وتستخدم كتل كبيرة من الخرسانة كحواجز لإغلاق شوارع ويمتزج دوي الأعيرة النارية مع رائحة القمامة المتعفنة. وهناك أعمدة إنارة ملقاة على الأرض بعد أن سقطت بسبب القصف وأصبحت أسلاكها تتدلى في الهواء.

وفي أحد شوارع صلاح الدين قاد مقاتل للمعارضة شاحنة ثبت عليها سلاح مضاد للطائرات وهي واحدة بين 15 حافلة قال المقاتلون إنهم صادروها خلال قتال في الأسبوع الماضي. لكن لا يمكن تصويب هذه الأسلحة إلى السماء ولم تطلق النار وظلت متوقفة في شارع جانبي. وقال أبو فرات الجرابلسي وهو ضابط جيش منشق «لدينا 200 قذيفة فقط لكل سلاح… لابد أن نكون متأكدين تماما من أننا سنسقط طائرة عندما نطلق النار عليها وإلا فلن نتمكن من استعادة ما استخدمناه».

من جهته، افاد الناشط الاعلامي محمد الحسن من حي صلاح الدين ان «طيرانا حربيا ومروحيا يقصف صلاح الدين اليوم ويحوم فوق المنطقة»، مشيرا الى «اشتباكات لا عمليات اقتحام». ولفت الى ان الحي «شبه خال من السكان»، مضيفا ان «اكوام النفايات تملأ الطرقات والكهرباء مقطوعة بالكامل وكذلك الخطوط الهاتفية الارضية والخلوية». وذكر ان «هناك دمارا كبيرا يطال الابنية والحي مدمر»، ووصفه بانه «بابا عمرو حلبي».

لكنه قال ان المياه متوفرة، موضحا ان «الحي ليس محاصرا حيث انه بعد تحرير احياء سيف الدولة والمشهد والانصاري هناك حرية في الدخول والخروج منه (صلاح الدين)».

وفي مدينة حلب كذلك، اشار المرصد الى «اشتباكات عنيفة تدور منذ الصباح بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة ومسلحين موالين للنظام في منطقة السيد علي». واضاف «منطقة القصر العدلي في حلب القديمة تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية» حيث تسمع اصوات انفجارات في احياء يسيطر عليها مقاتلون معارضون.

من جهتها، نقلت صحيفة «الوطن» السورية الخاصة القريبة من النظام عن «مصادر مطلعة داخل مدينة حلب» قولها إن «الاهالي وخصوصا المتحدرين من اصول عشائرية في بعض الأحياء الشعبية شرقي المدينة، دخلوا على خط المقاومة الشعبية في وجه المسلحين الذين ارتكبوا مجزرة بحق وجهاء منهم في اللجان الشعبية»، معتبرا ان ذلك «قد يحسن ويغير في مجريات المعركة التي يستعد الجيش لخوضها».

وفي الأثناء، اكد مصدر عسكري ان القوات السورية النظامية باتت تسيطر في شكل كامل على احياء دمشق بعد «تطهير» حي التضامن. وقال المصدر العسكري متحدثا الى الصحافيين اثر انتهاء العمليات العسكرية في حي التضامن «لقد طهرنا جميع احياء دمشق من الميدان الى بساتين الرازي في المزة والحجر الاسود والقدم والسبينة ودف الشوك ويلدا وببيلا والتضامن». واضاف «ان الوضع في دمشق ممتاز ومستقر».

واوضح المصدر ان «لا وجود للمسلحين الا في حالات فردية يتنقلون الى اماكن مختلفة لاثبات الوجود، وغدا ستسمعون انهم انسحبوا انسحابا تكتيكيا للتغطية على هزيمتهم امام اسود الجيش العربي السوري».

وقالت الناشطة السورية المعارضة لينا الشامي ان «الجيش السوري الحر انسحب من التضامن لكن عناصره موجودون في كل انحاء العاصمة حيث يشنون هجمات محددة الاهداف ثم يتوارون». واضافت ان «الجيش السوري الحر لا يستطيع ولا يريد السيطرة على احياء في دمشق».(أ ف ب، رويترز، أ ب)

تزايد الانقسامات في صفوف المعارضة السورية مع ظهور بوادر النصر

بيروت ـ من يارا بيومي ـ (رويترز) – طرحت ثلاث جماعات سورية معارضة اقتراحات منفصلة لتشكيل حكومة انتقالية خلال الاسبوع الماضي في مؤشر على ازدياد عمق الخلافات بين معارضي الرئيس السوري بشار الاسد حتى مع اقتراب بشائر النصر.

ومع وصول القتال إلى دمشق وحلب خلال الشهر الماضي تأمل الدول الغربية أن تتفق هذه الجماعات المعارضة المختلفة على خطة مقبولة للحكومة الانتقالية في حالة سقوط الأسد.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري -وهو جماعة معارضة تجمع تحت مظلتها جماعات متعددة- ان محادثات ستجرى خلال اسابيع لتشكيل حكومة انتقالية.

وفي اليوم التالي طرح الجيش السوري الحر -الذي يضم جماعات مسلحة تقاتل ضد قوات الاسد- عرضا يدعو إلى تشكيل مجلس اعلى للدفاع يضم شخصيات عسكرية ومدنية.

وبعد يوم واحد اعلنت جماعة من النشطاء السوريين المعارضين الذين انشقوا على المجلس الوطني السوري تشكيل تحالف جديد يهدف ايضا إلى تشكيل حكومة انتقالية.

وظهور المعارضة السورية منقسمة ليس خبرا جديدا ولا يشكل أي مفاجأة.

فخصوم الاسد يتنوعون ما بين اسلاميين وعلمانيين وبين اكراد وعرب وبين مسلمين سنة وابناء اقليات دينية وبين منشقين عن الجيش ونشطاء سياسيين كانوا يوما مطاردين وبين منفيين في الخارج ومسلحين يقاتلون على الارض.

وتعرض المجلس الوطني السوري الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له لانتقادات شديدة لابتعاده عن المقاتلين على الارض في سوريا نفسها. وقال العقيد رياض الاسعد? ?قائد الجيش السوري الحر ان المجلس الوطني يضم مجموعة من الانتهازيين الذين يريدون “ركوب ثورتنا والاتجار في دماء شهدائنا.”

وانشق هيثم المالح القاضي السابق عن المجلس الوطني السوري ليعلن قيام “مجلس الثورة السورية”.

وقال لرويترز انه لا خلاف بين مجلسه والمجلس الوطني السوري بشأن رؤيته لكن بشأن اساليبه وان الخلاف بين الاثنين هو انه يعمل على الارض بينما المجلس الوطني مجرد مجموعة من المنظرين.

وقال الامين العام السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون ان الانباء عن الخطط الجديدة الخاصة بتشكيل المجلس لحكومة انتقالية خلقت آلية تنافسية بين هؤلاء الذين يبحثون عن دور.

وقال لرويترز انه يعتقد ان المعارضة السورية ستكون قادرة على تجاوز هذا الخلاف وانه يعتقد ان خطوة المالح لم تكن صحيحة وانها يجب ان تصلح دون ضجة ودون اعطائها اهمية.

لكن اكثر ما يزعج الغرب هو وجود مقاتلين اسلاميين داخل سوريا بينهم مقاتلون يتبنون نهج القاعدة الطائفي.

كما لا يخفي المعارضون العلمانيون واعضاء الاقليات الدينية قلقهم.

وقال تقرير مجموعة الازمات الدولية “تبنى العديد من جماعات المعارضة توجها وسلوكا اصوليين وهو مسار يعكس تحول الصراع تدريجيا إلى صراع اكثر قتلا واكثر اقرارا بذلك إلى جانب فقدان الثقة في الغرب.”

وتخشى الدول الغربية ان يؤدي العنف الطائفي إلى صعوبة في انهاء القتال حتى بعد سقوط الاسد ومن الممكن ان يؤدي إلى اعمال قتل واسعة على غرار ما حدث في العراق بعد الاطاحة بصدام حسين.

ومن بين الاسباب التي تؤدي إلى انقسام المعارضة دور الضباط الكبار المنشقين عن الجيش مثل العماد مناف طلاس العضو السابق في الدائرة الضيقة المحيطة بالاسد الذي فر من سوريا وتستضيفه منذ ذلك الحين تركيا والسعودية المعاديتين للاسد.

ويقول كثير من نشطاء المعارضة ان طلاس له تاريخ ملوث بخدمته الطويلة مع الاسد ويخشون ان يفرض عليهم كقائد في المستقبل. وقال غليون انه يتوقع قيام طلاس بدور عسكري مع غيره من الضباط المنشقين لاستعادة السيطرة على الجيش واعادة بناء الامن في البلاد. بينما استبعد المالح الفكرة تماما.

وقال المالح انه لا يعتقد ان طلاس سيكون له دور في المستقبل كزعيم وقال انه كان عليه ان يعلن انشقاقه عندما غادر سوريا ويعلن انضمامه إلى الجيش السوري الحر وانه سيقاتل في صفوفه.

لكن بعض الخبراء يقولون ان تشرذم المعارضة له جانب ايجابي لأنه يشير إلى التعددية بعد عقود من القمع تحت حكم البعث واسرة الاسد.

وقال نديم شهادي مسؤول برنامج الشرق الاوسط في مركز تشاتام هاوس في لندن “هذا مجتمع سياسي يتشكل تقريبا من العدم لذا فان التنوع في هذه الحالة طبيعي وصحي.”

وأضاف قائلا “هذا الجدل بشأن عدم تناغم جماعات المعارضة وان المعارضة لا تمثل بديلا للنظام كان يستخدم في السابق تكئة لعدم القيام بأي شيء.”

الأردن وسوريا: منشقون بعباءة لاجئين يتدفقون ومنظومة إتصال مشفرة توتر الحدود

عمان- القدس العربي: تحجب السلطات الأردنية المعلومات عن عشرات الضباط والأفراد الذين هربوا فعلا للأردن من جيش النظام السوري والذين يتسبب فرارهم من حيث المبدأ بالتوتر العسكري والأمني الذي تعيشه الحدود بين البلدين.

وتعلن محطات تلفزة عربية أو مراكز إعلام تابعة للثورة السورية بين الحين والأخر عن وصول منشقين عسكريين من رتب رفيعة لكن الجانب الأردني يخفي تماما معطيات المعلومات ولا يكشفها للرأي العام بسبب الطبيعة الحساسة لبعض المنشقين كما علمت (القدس العربي).

ويعيد مسئولون مظاهر الإشتباك بالنار بين الجيشين الأردني والسوري بصفة متقطعة منذ نحو أسبوعين إلى معركة خلفية تحت عنوان المنشقين حيث تطالب الحكومة السورية عبر سفيرها في عمان الجنرال بهجت سليمان بإغلاق الحدود الأردنية أمام حركة اللاجئين من سوريا منعا للمزيد من حالات الإنشقاق فيما تقول الأردنية بأنها ستواصل فتح حدودها أمام اللاجئين لأسباب إنسانية.

وأمس الأول أعلن الناطق بإسم الحكومة الأردنية وزير الإتصال سميح المعايطة ولأول مرة بأن حالات الإنشقاق لعسكريين سوريين ترصد أحيانا عبر دخول بعض هؤلاء بصفة لاجئين.

ونقلت تقارير محلية عن المعايطة قوله بأن السلطات لا تستطيع التدقيق بهويات اللاجئين ولا تعرف بوجود منشقين إلا عندما يعترفون بوضعهم العسكري ملمحا لوجود عشرات الحالات.

وشكل ذلك إعتراف ضمني من عمان بأنها تستقبل المزيد من المنشقين العسكريين الذين ينتحلون عمليا صفة لاجئين حتى يتمكنوا من عبور الحدود إألى الأردن تحت حماية الجيش الأردني الذي أطلق النار عدة مرات بالهواء بهدف تأمين إنتقال اللاجئين.

وكانت (القدس العربي) قد تحدثت قبل ثلاثة أيام عن إستعدادات في الجانب الأردني لإستقبال (شخصيات مهمة) قيل أنها ستنشق عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لكن محطة العربية أعلنت وصول منشق وصف بأنه شخصية رفعية المستوى إلى الأردن.

وتحدثت أنباء الجيش السوري الحر عن وصول العقيد يعرب الشرع الموصوف بإعتباره رئيس شعبة المعلومات في الأمن السياسي السوري وهو شخصية مهمة في جهاز أمني مهم للغاية لديه الكثير من معطيات المعلومات.

وقالت الأنباء أن ضابطا برتبة عميد وصل أيضا برفقة الشرع وإسمه علي الحاج فيما علم بأن الحاج والشرع تخفيا فعلا بإعتبارهما لاجئين ودخلا الحدود الأردنية على هذا الأساس قبل الكشف عن هويتهما.

وتحتفظ السلطات الأردنية بملفات عن عشرة ضباط من الجيش والأمن السوري إنشقوا فعلا عن بشار الأسد ولم يتم الإعلان عنهم بعد في إطار تدفق للمنشقين سببه فيما يبدو حسب الجيش السوري الحر وجود أجهزة متطورة جدا تمكنت من تأمين إتصالات (مشفرة) ولا يمكن رصدها مع نخبة واسعة من ضباط النظام السوري وهي أجهزة يبدو أنها موضوعة بين يدي ضباط إتصال من الجيش الحر وساهمت في وصول العديد من الكفاءات المنشقة.

وتحدثت مصادر القدس العربي عن وصول ثلاثة منشقين من الأجهزة الأمنية السورية فعلا إلى الجانب الأردني فيما لا زالت الفرصة متاحة أمام إنشقاق شخصيات دسمة أمنيا في المستقبل القريب مما يؤشر على نجاح منظومة الإتصال المستخدمة في تعزيز وتأمين عمليات الإنشقاق حيث يتولى الإتصال الجيش الحر ويؤمن عملية الإنتقال فيما يوفر الأردن الحماية العسكرية على الحدود في إطار معركة لوجستية وأمنية بدأت تتسبب بإيقاع خشن في العلاقات الأردنية السورية يزيد معه منسوب التوتر الحدودي.

الطيران يقصف حلب.. والفلسطينيون يفرون للبنان واسرائيل تخشى هجوما من’القاعدة’ يشعل الحرب

الجيش الحر يعلن أسر 48 إيرانيا.. وطهران تطلب وساطة تركية قطرية لاطلاقهم

بيروت ـ دمشق ـ حلب ـ انقرة ـ وكالات: تواصلت المعارك الاحد في مدينة حلب مع تزايد الحديث عن استعداد القوات النظامية لشن هجوم واسع عليها، وتدخل الطيران الحربي وقصف حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون، فيما سجل مقتل 44 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقصفت القوات النظامية السورية حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون في حلب شمالي البلاد مستخدمة الطيران الحربي، كما حاولت اقتحام حي الخالدية في حمص.

وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان ‘القوات النظامية قصفت الاحد بطائرة حربية حيي صلاح الدين والصاخور’، مشيرا الى ان ‘الحي شهد محاولة اقتحام حوالى الساعة التاسعة (السادسة تغ) صباح الاحد لكن الثوار تمكنوا من صدها’.

وافاد المرصد في بيان ان ‘اشتباكات تدور عند مداخل حي صلاح الدين الذي يتعرض للقصف’.

من جهته، افاد الناشط الاعلامي محمد الحسن من حي صلاح الدين ان ‘طيرانا حربيا ومروحيا يقصف صلاح الدين اليوم (امس) ويحوم فوق المنطقة’، لافتا الى ان الحي ‘شبه خال من السكان’، مضيفا ان ‘اكوام النفايات تملا الطرقات والكهرباء مقطوعة بالكامل وكذلك الخطوط الهاتفية الارضية والخليوية’.

وذكر ان ‘هناك دمارا كبيرا يطال الابنية والحي مدمر’، ووصفه بأنه ‘بابا عمرو حلبي’.

الى ذلك ذكرت وكالة انباء الاناضول ان محمد احمد فارس الطيار في سلاح الجو الذي اصبح اول رائد فضاء سوري، فرّ الى تركيا الاحد بعد ان اعلن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الاسد.

واضافت الوكالة انه قبل عبوره الى تركيا توقف فارس في المقر العام للجيش السوري الحر في حلب تضامنا مع مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الجيش السوري في هذه المدينة.

من جهة اخرى، طلبت ايران من تركيا وقطر اللتين تدعمان التمرد في سورية، التدخل للافراج عن 48 من زوارها خطفوا السبت بينما كانوا متوجهين الى مطار دمشق، كما ذكر القنصل الايراني مجيد كامجو.

وقد عرضت قناة ‘العربية’ الاحد شريطا مصورا يظهر هؤلاء الايرانيين في قبضة الجيش السوري الحر الذي اكد ان الرهائن ‘شبيحة’ وبينهم ضباط في الحرس الثوري الايراني.

وقال احد ضباط الجيش الحر في الشريط ان ‘كتيبة’ من القوات المنشقة ‘قامت بالقبض على 48 من شبيحة ايران’ كانوا في مهمة ‘استطلاع ميدانية’ في دمشق. واضاف ‘اثناء التحقيق معهم تبين وجود ضباط ايرانيين عاملين في الحرس الثوري الايراني’.

وقال موقع القناة العامة للتلفزيون الايراني ان ‘وزير الخارجية علي اكبر صالحي طلب خلال محادثات هاتفية مع (نظيره التركي) احمد داود اوغلو تدخل تركيا فورا للافراج عن زوار ايرانيين اخذوا رهينة في سورية’.

جاء ذلك فيما ذكرت تقارير إسرائيلية الأحد أن المخاوف تتزايد بين المسؤولين الأمنيين في إسرائيل من احتمال قيام خلايا مرتبطة بتنظيم القاعدة بهجمات ضد إسرائيل انطلاقا من سورية.

وذكرت صحيفة ‘هآرتس’ الإسرائيلية أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية لوحظ تزايد مشاركة نشطاء القاعدة في العمليات التي تستهدف الجيش النظامي السوري.

وأوضحت أن عدد ‘الإسلاميين المتطرفين’ المرتبطين بمختلف فصائل حركة الجهاد العالمي بما في ذلك القاعدة وصل إلى الآلاف في أنحاء سورية وأنهم يشاركون في الاشتباكات التي تدور هناك.

وأشارت إلى أن بعضهم يتعاون بصورة كاملة مع الجيش السوري الحر المعارض ، فيما يرى بعض أفراد الجيش الحر أن انتشار الناشطين الإسلاميين قد يضر بمستقبل سورية ما بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وذكرت الصحيفة أن أحد السيناريوهات التي يدرسها المسؤولون الأمنيون في إسرائيل هو أن يحاول هؤلاء الناشطون القيام بعمل ضد إسرائيل في المستقبل القريب حتى يجروا الأسد إلى مواجهة مع إسرائيل. وأوضحت أن هناك خوفا أكبر وهو أن يستغل نشطاء الجهاد العالمي الفراغ الأمني في سورية بعد سقوط الأسد لتحويل سورية إلى قاعدة عالمية للجهاد وزيادة الهجمات ضد إسرائيل.

والى ذلك دخل لبنان نحو 600 من عائلات اللاجئين الفلسطينيين في سورية خلال الايام الثلاثة الماضية معظمهم من مخيم اليرموك الدمشقي، كما افاد الاحد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال لوكالة فرانس برس.

وشهد مخيم اليرموك الخميس الماضي، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، مقتل 21 شخصا نتيجة قصف تعرض له المخيم المتاخم لحيي التضامن والحجر الاسود الدمشقيين اللذين شهدا معارك عنيفة مع الجيش النظامي السوري.

واوضح عبد العال ان ‘الجزء الاكبر من هذه العائلات لجأ الى مخيمي الجليل وتعلبايا للاجئين الفلسطينيين في البقاع (شرق لبنان)، مضيفا ان ’50 عائلة اخرى لجأت الى مخيم نهر البارد و28 الى مخيم البداوي شمال لبنان، بينما تركز الباقون في مخيم عين الحلوة بالقرب من مدينة صيدا جنوب لبنان’.

مصور بريطاني يؤكد انه خطف بايدي ‘جهاديين’ بسورية

لندن ـ ا ف ب: اكد المصور البريطاني جون كانتلي الذي احتجز في معسكر ‘جهادي’ في سورية لاسبوع مع زميل له هولندي، الاحد ان قسما من خاطفيه وفدوا من بريطانيا.

وكتب كانتلي في صحيفة ‘صنداي تايمز ‘كانوا نحو ثلاثين شخصا، 12 منهم يتكلمون الانكليزية وتسعة ينطقون لهجة لندن’.

وخطف البريطاني في 19 تموز (يوليو) مع المصور الهولندي جيرون اورليمانز في شمال سورية، وافرج الجيش السوري الحر عنهما في 26 منه.

وبعيد الافراج عنه، اوضح اورليمانز ان المعسكر الجهادي الذي كانا فيه ‘خلا من اي سوري’.

وصرح جون كانتلي للبي بي سي ‘كانوا من باكستان وبنغلادش وبريطانيا والشيشان’، لافتا الى ان بعض خاطفيه البريطانيين كان سلوكهم ‘انتقاميا’.

واعلنت الخارجية البريطانية انها ‘تتعامل بجدية مع التأكيدات والمعلومات التي افادت بوجود بريطانيين بين المقاتلين الاجانب في سورية’، وقال متحدث باسم الخارجية ‘نراقب الوضع من كثب’.

واضاف ان ‘تدهور الوضع الامني في سورية يترك مساحة خطيرة (…) يكمن الحل في تحرك دولي قوي لمعالجة الازمة’.

وقد اصيب المصور البريطاني في ذراعه برصاص الخاطفين لدى محاولته الفرار فيما اصيب زميله الهولندي في وركه. واوضح انه تم الافراج عنه بعد تدخل اربعة عناصر من الجيش السوري الحر.

وروى كانتلي ايضا انه كان معصوب العينين وانه تلقى مرارا تهديدات بالقتل، واضاف للبي بي سي ان الخاطفين ‘بدأوا في لحظة ما بشحذ سكاكين، كان الموقف مرعبا’.

حمام الدم في سوريا.. اطلقوا النار عليهم

صحف عبرية

منذ اندلاع موجة الاضطرابات التي سميت في البداية ‘الربيع العربي’، امتلأت البلاد بمشورات المستشرقين، المستعربين والخبراء على انواعهم، التي السطر الاخير فيها واحد: يجب البدء في التفكير من خارج العلبة. ينبغي الفهم انه في العصر الراهن عصر الشبكات الاجتماعية، يجب ‘مد اليد للعرب من فوق رؤوس زعمائهم وأنظمتهم’. لا يوجد أي سبب، كما يقول الخبراء، الا يقيم العرب والاسرائيليون اتصالا في مجال الانترنت؛ لا يوجد سبب يمنعهم من أن يرووا للجماهير العطشى خلف الحدود بانه يوجد هنا ‘في نطاق الكيان الصهيوني’ بشر لا يريدون أن يتناولوهم على وجبة الصباح، بل ويمكنهم أن ينفعوهم هنا وهناك.

من الحلم، الى الواقع: أمس أطلقت قوة من الجيش الاسرائيلي فأصابت مواطنا سوريا اقترب من الجدار الحدودي في هضبة الجولان. وهذه ليست حالة اولى من نوعها. التخوف في اسرائيل هو أنه في حمام الدماء في سورية، الذي انتقل منذ زمن بعيد الى محيط هضبة الجولان، ستحطم الجماهير الجدران: لاجئين فروا للنجاة بارواحهم او لمجرد سعيهم للوصول الى مكان آمن نسبيا الى أن يمر الغضب. أما اسرائيل فانها ترد بالطبع مثلما هي مبرمجة لان ترد. بفزع، بعصبية، بـ’النار على الارجل’ وبتهديدات صريحة بان كل من يقترب الى الجدار، دمه في رقبته. اسرائيل هي كلب بافلوف الذي يسيل لعابه تلقائيا ما أن يسمع رنين الجرس إذ هكذا عودوه. عرب يقتربون من الجدار؟ اطلقوا النار عليهم. أما أنا بالذات فيخيل لي أن التاريخ وفر لنا فرصة لا تتكرر لعمل شيء آخر، لتحطيم الجمود الفكري المتمثل بجدار واحد عال عرب في الجانب اياه، يهود مسلحون وخائبون في هذا الجانب. تخيلوا ان اسرائيل فتحت الجدار، اعلنت عن أنها مستعدة لان تستوعب لاجئي حرب، اقامت ‘ممرا آمنا’ متحكما به وأقامت مخيم لاجئين صغيرا، متواضعا ومتماثلا في طرفنا، في هضبة الجولان. الارض لا تنقص هنا. ولا توجد مشكلة في حراسة مثل هذا المكان منعا للتسرب منه الى داخل البلاد. تخيلوا أنهم في ‘الجزيرة’ سيرفعون تقارير عن اللاجئين السوريين الذين فروا للنجاة بارواحهم يستقبلون بالترحاب في مخيم في الطرف الاسرائيلي من هضبة الجولان. ستكون هناك، في مخيمنا، خيام مرتبة ومستشفى ميداني، وغداء، ومساعدة نفسية، بل وطواقم تساعد على ترفيه الاطفال. نطعمهم ونسقيهم ونحافظ عليهم ونعالجهم.

لماذا لا نفعل؟ نبعث بسياسيين لالتقاط الصور معهم ونجتهد الا نرفع علما اسرائيليا أكثر مما ينبغي امام وجوههم. ببساطة نسير مع التيار. أفترض أن هذا المخيم سيصبح مكانا تلتقط فيه الصور اكثر من أي مكان آخر في الشرق الاوسط، على الاقل على مدى اسبوع على التوالي. محظور ان تكون هناك رسالة سياسية. محظور ان تكون هناك رسالة وطنية. يجب الاجتهاد، خلافا لعادتنا، الا نجعل هذا مهرجانا للربت على كتفنا نحن انفسنا. يجب ببساطة تقديم المساعدة لبني البشر في الطرف الاخر ليس من أجل الحصول على مقابل ما، بل لمجرد أن هذا صحيح وهذا أخلاقي وهذا محق. وعندما تنتهي المعارك، ينبغي تسريحهم عائدين الى سورية، وانهاء كل هذا الامر.

ماذا سيخرج لنا من كل هذا؟ محظور أن نحصي هذا بمقاييس الاملاك او المردودات الفورية. ما سيخرج لنا هو صورة اخرى، مختلفة، تحطم المعادلة التي اعتادت المنطقة عليها منذ عصور. صورة للمدى المتوسط أو البعيد يمكنها أن تساهم في شيء ما في تغيير الفكرة، المفهوم، النموذج الذي نعيشه هم ونحن. ولما كان الملايين سيرون هذا المخيم، حيث يعالج اطباء اسرائيليون (صهاينة!) الاف اللاجئين السوريين، افترض بان من سيرون هذه المشاهد في التلفزيون سيبدأ الشك بالثوران. ويحتمل أن يواصلوا الاهتمام حقا بما يجري هنا، في اسرائيل. توجد وسائل بسيطة للاستيضاح ماذا يجري هنا، وكله على مسافة نقرة سريعة على الانترنت. لا حاجة الا لان يرغب المرء، وان يصدق فقط. هكذا نبدأ باحداث التغيير. هذا لا يعني أنني اؤمن بانه في اعقاب هذا الفعل سيعي مئات ملايين العرب ويقعون على اكتافنا بالدموع. حقا لا. ولكن دوما يجب مواصلة المحاولة، ولا سيما عندما يكون هذا جد بسيط، جد مطلوب وجد صحيح، وبثمن زهيد.

بن كاسبيت

معاريف 5/8/2012

حلب معركة طويلة… مقاتلون واثقون وجيش يدكّ.. والتراث التاريخي السوري مهدد بالخطر

ميليشيا اخوانية… صواريخ ورشاشات من السعودية

لندن ـ ‘القدس العربي’: لم تنته معركتا حلب ودمشق ولا يعرف ماذا ستنجلي عنه المعركة ومن سيخرج من غبارها منتصرا، لكن هذا الوضع لم يمنع وزارتا الخارجية و(البنتاغون) الامريكية من وضع خطط والتحضير لمرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الاسد.

وتشمل الخطط التي تعد بهدوء على اجراءات لمواجهة تدفق اللاجئين، والحفاظ على الخدمات الصحية والبلدية الرئيسية واعادة عجلة الاقتصاد المدمر وتجنب حدوث فراغ امني حالة سقوط الاسد. وتشير صحيفة ‘نيويورك تايمز’ الى ان الدافع وراء هذه الخطط هو تجنب درس العراق عام 2003 وعليه قامت كلتا الوزارتين بانشاء خلايا لرسم خطط لمواجهة ما يتوقع مسؤولون عن وضع عنيف وفوضى في مرحلة ما بعد الاسد، على الرغم من ان المسؤولين لم يكونوا قادرين على التكهن بان مصير الاسد سيتقرر بعد اسابيع او اشهر.

وتضيف الصحيفة ان الخارجية تدرس ارسال مواد غذائية وطبية للمنطقة، كما وتدرس طرقا لالغاء سلسلة من العقوبات التي فرضها الامريكيون والاوروبيون على سورية من اجل السماح بعودة الاستثمار وعودة الحياة التجارية بسرعة. كما تقوم بالضغط على المعارضة بتجنب العمليات الانتقامية ضد الجيش والشرطة والوكالات الامنية والبلدية التي كانت تابعة للنظام السابق، مما سيؤدي لفراغ في السلطة وانهيار في الخدمات وعمليات نهب وسرقة. ونقلت عن مسؤول لم يكشف عن اسمه قوله ‘لا نريد منهم حل المؤسسات الموجودة’. وتضيف قائلة انه على الرغم من استبعاد البيت الابيض للخيارالعسكري الا ان البنتاغون تقوم بوضع خطط طارئة لمواجهة تدفق اللاجئين مع حلف الناتو وحلفائها الاقليميين وكذلك حماية ترسانة الاسلحة الكيماوية التي يملكها النظام.

وتقول ان جهود الادارة مدفوعة بالمخاوف التي يشترك فيها معظم المسؤولين، من ان سقوط الاسد سيترك اثارا كبيرة ويفتح الباب امام عنف لا يمكن التكهن بطبيعته في بلد مكون من تنوعات قبلية وعرقية ودينية. ويقول مسؤول اخر ان اهم سؤال تحاول الادارة الاجابة عليه، هو طبيعة اللعبة بعد انهيار نظام الاسد، ويتحدث المسؤول عن ثلاثة فصول: الاول وهو رحيل الاسد ـ الثاني تنصيب حكومة انتقالية اما الثالث فهو غير معروف ومخيف.

وتضيف الصحيفة ان الادارة لا تريد الظهور بمظهر من يتدخل في العملية الانتقالية، ومرحلة ما بعد الاسد، مع انها ستتورط في المرحلة المتقلبة التي ستتبع انهيار النظام. ويقوم ويليام بارنز نائب وزيرة الخارجية بتنسيق الخطط من خلال خلايا عمل تقوم بدراسة ملامح المرحلة القادمة في سورية ـ الاقتصادية والسياسية والامنية واسلحة الدمار الشامل ومصيرها والجهود الانسانية. فيما يقود السفير الامريكي في دمشق روبرت فورد خلية الانتقال السياسي الذي التقى الاسبوع الماضي بـ250 سوريا للتوصل لخطة تقوم من خلالها المعارضة بتشكيل حكومة انتقالية.

فيما قامت وزارة الدفاع مع القيادة المركزية بانشاء نفس الخلايا التي سمتها ‘فرق الازمة’ تركز على اعداد خطط طارئة قد تؤدي الى تدخل الجيش الامريكي حسب مسؤول. ومع ذلك فان الخطط هذه تحمل مخاطر من اهمها حماية السلاح الكيماوي، حيث قال مسؤول ان عملية تأمينه ستكون عسكرية الطابع حسب مسؤول نقلت عنه.

كما قدمت البنتاغون دعما لكل من الاردن وتركيا للدفاع عن حدودهما وللتصدي لموجات اللاجئين وتأمين وصول المواد الاغاثية. وتأتي هذه الجهود الحثيثة بعد النقد الذي وجه للادارة بعدم تكريسها الوقت الكافي لدعم المعارضة خاصة تلك الموجودة داخل سورية. ونقلت عن مسؤول في شبكة من الناشطين السوريين في امريكا قوله ان المنخرطين في عمليات الاطاحة بالاسد لا تهمهم الخطط الانتقالية التي تعدها اطراف اجنبية. مضيفا ان ما يريدون تجنبه هو عدم الانزلاق في فوضى شاملة كما حصل في العراق. وتضيف الصحيفة ان الادارة وان اعلنت انها لن تسلح المعارضة الا انها قدمت 25 مليون دولار في مساعدات غير قتالية، اجهزة اتصالات ودعم استخباراتي، حيث تقوم وحدة صغيرة من ضباط سي اي ايه بالعمل مع المعارضة ومراقبة تدفق السلاح السعودي والقطري لداخل سورية وبدعم تركي. وكان الرئيس باراك اوباما قد اعلن عن 12 مليون دولار من اجل الاغراض الانسانية توزع عبر منظمات الاغاثة الدولية وبرنامج الغذاء العالمي.

ميليشيا للاخوان

واشارت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ في تقرير لها يوم السبت ان جماعة الاخوان المسلمين السورية قد انشأت ميليشيا خاصة بها. وقالت ان الفرقة اسمها ‘مقاتلو الاخوان المسلمين’ ولديها تواجد في دمشق وكذا في حمص وادلب. ونقلت عن احد المسؤولين واسمه ابو حمزة قوله ان الفرقة انشئت بالتعاون مع مسؤول في المجلس الوطني السوري، حيث قال انهم وجدوا اعدادا كبيرة من المدنيين يحملون اسلحة ولهذا قرروا التعاون معهم ووضعهم تحت مظلة واحدة. ونقلت عن حسام الذي كان والده عضوا في الاخوان المسلمين في الخمسينات من القرن الماضي انه قام بجمع ما بين 40 ـ 50 الف دولار امريكي شهريا لتوفير السلاح للمقاتلين في حمص. ويقول ان الجماعة التي يدعمها ليست تابعة للجيش الحر. وقال ان هدف المجموعة هو انشاء مجتمع مدني بقاعدة اسلامية’ نعمل على نشر الوعي عن الاسلام والجهاد’ كما قال. واشار التقرير الى انقسام داخل الفصائل، التي يتعاون بعضهما مع الجيش الحر، اضافة لبروز جماعات جهادية تنسق عملياتها بنفسها. ونقلت عن قائد ميداني في كتيبة ابو عمارة الاسلامية في حلب قوله ‘توجه لي اهانة عندما تصفني بانني عضو في الجيش الحر’. وقال التقرير ان ناشطا اخبر الصحيفة انه كان يتعاون مع سياسي لبناني لشراء اسلحة للمقاتلين وباموال سعودية. فيما قال عضو في قيادة الجيش الحر في تركيا انهم تلقوا الاسبوع الماضي شحنة اسلحة من صواريخ مضادة للطائرات ورشاشات ودخيرة تم شراؤها باموال سعودية وقطرية، حيث يتلقى مركز القيادة شهريا 3 ملايين دولار. ويقول الناشط ان الوضع الان تغير و’لم نعد نعمل مع القطريين لانهم ارتكبوا اخطاء ودعموا جماعات اخرى’. ويخشى ان يؤدي تشرذم الجماعات المسلحة الى تحول سورية الى ساحة حرب في مرحلة ما بعد الاسد.

حرب شوارع وحرب دبابات

وفي ضوء المعركة المستعرة في حلب والقصف الشديد على مواقع المقاتلين في الاحياء التي يسيطرون عليها ينظر الى سقوط المدينة بمثابة سقوط العاصمة التجارية للبلاد وستكون بداية الزحف نحو دمشق كما يقول محللون، الذين قالوا ان المعارضة تطمح لتحويلها الى بنغازي اسوة بما فعلته المعارضة الليبية التي اطاحت بمعمر القذافي وبدعم دولي ومن الناتو.

ولكن الخيار في الوقت الحالي ليس مطروحا لان الحكومة ارسلت رسائل انها لا تريد حدوثه، فالقوة التي يستخدمها الجيش في مواجهة المسلحين لا يمكنهم مماثلتها، حيث يستخدم الجيش اسلحة ثقيلة ومروحيات ومقاتلات تقصف لاول مرة الاحياء التي يوجدون فيها. وقد ادى القصف والمواجهات الى هروب اكثر من 200 الف لاجئ وبدت الاحياء المأهولة منذ الالاف السنين مهجورة، ومن بقي فيها يواجهون الجوع ونقص في الطعام، ويصف ناشطون الوضع في المدينة بانه يشبه الجحيم. ومع ان السكان عبروا عن استغرابهم لتطور الاحداث فمن وضع شبه طبيعي قبل اسبوعين الى حرب شاملة يرى فيها المقاتلون مسألة حياة او موت لكلا الطرفين، المعارضة والنظام.

ويرى المقاتلون انهم اقوى من الجيش فهم قادرون على اشعال حرب شوارع لا يستطيع الجيش القيام بها. ونقل تقرير لصحيفة ‘صندي تلغراف’ عن مقاتلين اقاموا نقاط تفتيش قريبا من القلعة التاريخية في المدينة قولهم انهم يسيطرون على 55 بالمئة منها فيما يسيطر الجيش على الجزء الباقي.

وينقل التقرير شهادات قيادات في الجيش الحر في المدينة قولهم ان الجيش احضر تعزيزات من دمشق ولكن الفرق بين الطرفين انهم يقاتلون بقلوبهم، اما الجيش فهو خائف من نشر قواته في الشوارع خشية هروبهم. ويعلق الصحافي قائلا ان هذا صحيح فعندما ‘يتم عرض الامال على انها حقائق فالجيش الحر دعائي مثل تلفزيون النظام’. ويقول انه مع كل الحديث الا ان المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد. ويضيف الكاتب انه على الرغم من تلكؤ المجتمع الدولي لمساعدة اهالي حلب الا ان رحلة في داخلها قام بها الاسبوع الماضي تظهر انها لن تكون سبرينتشا العالم العربي كما يتوقع الكثيرون، مشيرا الى ان رحلة بالسيارة الى حلب تظهر المناطق الشاسعة التي لم تعد تحت سيطرة الحكومة التي لا يذكر بوجودها سوى ثكنة عسكرية معزولة، وفيها جنود منقطعون عن قيادتهم. ويقول ان تقارير تشير الى ان الجيش الذي لا يزال يملك القوة العسكرية الضاربة بدأ يترنح بسبب الضغط المستمر، خاصة ان هذه الاسلحة المتقدمة التي يملكها تحتاج لصيانة ولا يمكن استخدامها لمدة طويلة، كما ان عودة المعارك الى دمشق تجعل الكثير من المحللين يتوقعون مظاهر الاجهاد الكامل على الجيش.

ويقدم التقرير حسا من التفاؤل بين المقاتلين واحساسهم بانهم يتنشقون الحرية بعد 40 عاما من حكم البعث كما ينقل عنهم. ويشير الى ان هذا الشعور قد لا يكون شعور الجميع، فمنذ بداية الاحداث توقفت الحياة والعمل في المدينة وينقل عن سيدة اشتكت من قلة الطعام وانقطاع الكهرباء والغاز، مشيرة الى ان المقاتلين وعدوهم بالطعام والشراب ولم يحصلوا منه على شيء. ويرى تقرير في صحيفة ‘اوبزيرفر ان بعض المقاتلين يتوقعون معركة طويلة على حلب حيث نقلت عن عسكري انشق عن الجيش قوله ان الوصول الى قلب المدينة قد يحتاج الى ستة اشهر. ونقل عن اخر قوله ان الشبيحة هم من يديرون نقاط التفتيش ويبحثون الان عن انتقام لمقتل افراد عشيرة بري الذين اعدموا امام الكاميرات الاسبوع الماضي.

آثارسورية في خطر

وفي تقرير خاص لصحيفة ‘اندبندنت اون صاندي’ كتبه روبرت فيسك تحدث فيه عن تدمير معالم سورية التاريخية، التي قال انها وقعت في يد مقاتلين وشبيحة قاموا بنهبها، مشيرا الى ان المقتنيات في المتاحف التي لا تقدر بثمن كانت من ضحايا الحرب. وفي الوقت الذي تم فيه تجنيب المعالم التاريخية ومقتنيات المتاحف في كل من دمشق وحلب الا ان تقارير من بقية انحاء البلاد تشير الى نهب منظم وتدمير لم تسلم منه القلاع التاريخية خاصة قلعة الحصن التي وصفها لورنس العرب بانها اجمل قلعة باقية في العالم حيث قصفها الجيش السوري ودمر بعض اجزائها. ويحذر خبراء اثار من تكرار تجربة العراق التي نهب فيها المتحف الوطني وحرقت فيه المكتبة الوطنية وغيرها من المؤسسات التي تؤكد الهوية القومية.

ويقول خبراء غربيون ان معبدا يعود للعصر الاشوري في تل الشيخ حمد قد دمر وقلاع اخرى، حيث يقول التقرير ان المقاتلين التجأوا الى جدرانها القوية ليقوم الجيش بملاحقتهم وقصفهم. ونقل التقرير عن باحثة لبنانية قولها ان وضع التراث السوري في حالة كارثية. وتقول الباحثة ان مشكلة التراث السوري تنبع من ان النظام السوري اقام قبل عشرة اعوام 25 متحفا لتشجيع السياحة، حيث تم عرض نصب تاريخية امام وداخل المتاحف لاظهار قدرة النظام على حمايتها. وتشير الى ان متحف حمص قد تعرض للنهب ولا احد يعرف من قام بالعمل المقاتلون، الجيش ام الشبيحة؟ مشيرة الى ان تجار الاثار يقولون ان السوق في تركيا والاردن مغمور بقطع الاثار السورية. ويقول فيسك ان الحديث عن حماية الاثار التاريخية يطرح سؤالا اخلاقيا خاصة ان حياة الالاف الذين قتلوا في الحرب تعادل قيمة اية قطعة اثرية، لكن تدمير التراث السوري يحرم الاجيال من تاريخهم، خاصة ان سورية تعرف دائما بانها ارض الحضارات، فدمشق وحلب تعتبران من اقدم التجمعات الحضرية في العالم. ويضيف ان الاثاريين السوريين يقومون الآن بتسجيل وتوثيق الدمار على مواقع بلدهم التاريخية التي اختبأ فيها المقاتلون، مثل مدينة بصرى التي يوجد فيها اجمل المسارح الرومانية التي تم حفظها. ويقدم التقرير جردا باسماء المواقع الاثرية التي تعرضت للقصف والنهب او التشويه بما فيها المسجد العمري التاريخي في درعا.

واشار الى ما قاله وزير الاثار السوري بسام جاموس الذي اتهم ‘الارهابيين’ باستهداف المواقع الاثرية في تدمر وبصرى وحلب ودمشق وقلعة صلاح الدين.

ويقول التقرير ان الحكومة السورية قالت ان تمثالا ذهبيا لاله ارامي يعود للقرن الثامن قبل الميلاد وتم الحديث عن سرقات في متاحف دير الزور والرقة ومعرة النعمان. وقامت الحكومة السورية بنقل عدد من القطع المهمة من متحف حلب الى خزنة البنك المركزي في دمشق للحفاظ عليها. ونقل عن مجموعة من الخبراء السوريين قولهم ان التراث الاثاري السوري في خطر وهم يقومون برصد الدمار على المواقع الاثرية ووضعه على الانترنت واشاروا الى ان رئيس الحكومة السورية قد كتب العام الماضي للوزراء رسالة قال فيها ان التراث السوري معرض للتهديدات من جماعات اجرامية مزودة باجهزة حديثة لسرقة ونهب المتاحف.

ويقول الباحثون ان الرسالة غريبة لان عمليات السرقة لم تكن قد بدأت مما يقترح ان المسؤولين يحضرون لسرقة واعادة بيع المقتنيات الاثرية وقد حدث امر مثل هذا تحت حكم الاب حافظ الاسد.

انطلاق أول قافلة مساعدات من رام الله إلى سورية

الرئيس الفلسطيني: الأوضاع في سورية مأساوية

رام الله ـ يو بي آي: انطلقت الأحد أول قافلة مساعدات من رام الله متّجهة إلى سورية عبر الأراضي الأردنية في إطار حملة ‘إغاثة أهلنا في سورية’، وهي تضم 16 شاحنة محملة بالأدوية والطحين والمواد الغذائية.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ‘وفا’ أن الرئيس محمود عباس، أطلق من مقر الرئاسة بمدينة رام الله الدفعة الأولى من المساعدات، بحضور عدد كبير من أعضاء القيادة الفلسطينية.

وقال عباس ‘اليوم تذهب القافلة الأولى من هنا من الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية إلى سورية، وستكون هناك قوافل أخرى أيضاً من الأرض الفلسطينية، وكذلك من الفلسطينيين المتواجدين في كل أماكن العالم، والذين هبوا لنصرة إخواننا في سورية، الفلسطينيين والسوريين المتواجدين على أرض سورية’.

وأكد الرئيس الفلسطيني أن المساعدات ستوزع على الفلسطينيين المتواجدين في سورية، وكذلك على السوريين.

بدوره، قال رئيس الحملة محمد اشتية، إن هذه القافلة هي الأولى، وتضم 16 شاحنة محملة بالأدوية والطحين والمواد الغذائية، بمعدل شاحنة أدوية، و3 شاحنات طحين، و13 شاحنة مواد غذائية، وكل شاحنة تضم 1600 طرد غذائي.

وأوضح أن السفارة الفلسطينية في الأردن ستستلم الشاحنات قبل توجهها إلى الأراضي السورية حيث تم التنسيق مع الجهات هناك بتوجيه من عباس وبجهود السفارة الفلسطينية في دمشق، حيث ستسلم إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ‘الأونروا’.

وقال اشتية إن الرئيس تبرع بمبلغ 280 ألف دولار لصالح الحملة، كما تبرع موظفو السلطة الفلسطينية بقيمة 1 بالمئة من رواتبهم لصالح الحملة وكذلك رجال أعمال فلسطينيين بينهم منيب المصري بالإضافة إلى مؤسسات رسمية وخاصة. وانطلقت حملة ‘إغاثة أهلنا في سورية’ رسمياً يوم 11 تموز (يوليو).

وقال اشتية إن الحكومة دعمت الحملة، عبر تقديم الدعم المالي والمعنوي، وإعفاء المواد من الضرائب، مشيراً إلى أن الدفعة الثانية من الحملة ستنطلق فور الانتهاء من الترتيبات بعد 11 من الشهر الجاري.

600 عائلة فلسطينية هربت من سورية الى لبنان الاسبوع الماضي

بيروت ـ ا ف ب: دخل لبنان نحو 600 من عائلات اللاجئين الفلسطينيين في سورية الاسبوع الماضي معظمها من مخيم اليرموك الدمشقي، كما افاد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال وكالة فرانس برس.

واكد عبد العال ‘دخول نحو 600 عائلة من فلسطينيي سورية إلى مخيمات لبنان خلال الأسبوع الماضي’، مضيفا ان ‘معظم العائلات هي من مخيم اليرموك في دمشق’.

واوضح ان ‘الجزء الاكبر من هذه العائلات لجات الى مخيمي الجليل وتعلبايا للاجئين الفلسطينيين في البقاع (شرق لبنان)، مضيفا ان ’50 عائلة اخرى لجات الى مخيم نهر البارد و28 الى مخيم البداوي شمال لبنان، بينما تركز الباقون في مخيم عين الحلوة بالقرب من مدينة صيدا جنوب لبنان’.

واشار الى ان ‘حركة النزوح بدأت بعد قصف مخيم اليرموك حيث وفد العدد الأكبر من اللاجئين عبر الحدود الرسمية’، مضيفا ان حركة اللجوء ‘تواصلت على مدار الأسبوع الماضي وبينهم عائلات من مخيمات في حمص ودرعا، كانت نزحت سابقا الى مخيم اليرموك قبل ان تضطر إلى النزوح مجددا الى لبنان’.

وعبر عبد العال عن مخاوفه من ‘ارتفاع العدد في الأيام المقبلة مع تزايد اعمال العنف واقتراب المواجهات العسكرية من المخيمات الفلسطينية في سورية’.

ولفت الى ان ‘هناك عائلات لا تزال على الحدود اللبنانية ـ السورية عند نقطة المصنع بانتظار السماح لها من الجانب اللبناني بالدخول نظرا لعدم حصولها على اذونات خروج رسمية سورية’، مشيرا الى ان هؤلاء لم يحصلوا على اذونات مغادرة من السلطات السورية بسبب الوضع الامني ‘لكن العمل جار لايجاد مخرج لهذه المسالة مع الجهات الرسمية اللبنانية’.

وشرح ان ‘هناك إشكالية قانونية تواجه هذه العائلات النازحة حيث ان الفلسطيني ـ السوري يحصل على اذن دخول الى لبنان مدته أسبوع فقط وفي حال تجاوز هذه الفترة تعتبر اقامته مخالفة’.

ولفت الى ان الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والانروا عقدت اجتماعات مع مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم حيث يدور البحث حول اعطائهم اقامة لمدة ثلاثة اشهر’.

وشهد مخيم اليرموك الخميس الماضي مقتل 21 شخصا نتيجة قصف تعرض له المخيم المتاخم لحيي التضامن والجر الاسود الدمشقيين اللذين شهدا معارك عنيفة مع الجيش النظامي السوري.

وتضم سجلات وكالة الانروا في لبنان اكثر من 450 الف فلسطيني يعيش معظمهم في المخيمات وسط ظروف معيشية صعبة.

موسم عودة «الجهاديّين» من سوريا إلى عين الحلوة

عاد أربعة من «الجهاديين» إلى مخيم عين الحلوة، بعدما قضوا نحو ثلاثة أشهر في هجرتهم السورية. ليل أول من أمس، زغرد الرصاص في سماء صيدا احتفاءً بالعائدين، لكن أسباب العودة لا تزال غامضة. هنا مقتطف روايات عن الرحلة إلى سوريا، وحكاية مشروعٍ قيد الإنشاء

رضوان مرتضى

في الأسابيع الأولى من شهر أيار الماضي، غادر قادة إسلاميون جهاديون مخيم عين الحلوة متجهين صوب سوريا. يومها اخترق «المجاهدون» حواجز الجيش اللبناني بـ«قدرة قادر» توقاً إلى الالتحاق بركب «الجهاد في سوريا». ومنذ ذلك الحين، شحّت المعلومات الواردة عنهم. اقتصرت على اتصالات معدودة أجراها هؤلاء بزوجاتهم وبأفرادٍ من عائلاتهم لطمأنتهم عن أحوالهم. آنذاك، ولدى انتشار الخبر، طالت لائحة أسماء المهاجرين لتُضمّن أسماء أشخاصٍ تبيّن أنهم لم يتركوا المخيم أساساً. وكان الشيخ توفيق طه المعروف بـ«أبو محمد» والشيخ ماجد الماجد الملقّب بـ«أبو عبدالله الجزراوي» اللذان اتّضح أنهما لا يزالان معاً في المخيم أبرز هؤلاء، فضلاً عن وجود «جهادي خليجي» ثالث معهما، علماً بأن الماجد (سعودي الجنسية) كان قد بويع أخيراً أميراً لـ«كتائب عبد الله عزام» في بلاد الشام. كذلك رُصِدَت عودة آخرين، أبرزهم كان هيثم الشعبي الذي شوهد بعد أكثر من أسبوع يتنقّل في أرجاء المخيم، حيث تبيّن أنه واحد من العائدين من هجرة أرض الجهاد، وصولاً إلى عودة كل من محمد الدوخي الملقب بـ«خردق»، ومحمد العارفي وزياد أبو النعاج وأسامة الشهابي قبل أيام.

وفي هذا السياق، يتناقل قاطنون في المخيم الفلسطيني رواية خروج ثلاثة من القادة الإسلاميين الأصوليين. يتداولون أن إحدى المجموعات المهاجرة كانت تضم ثلاثة أشخاص هم: هيثم الشعبي وأسامة الشهابي ومحمد العارفي. هذه المجموعة الثلاثية التي تولى سائق عمومي نقلها إلى الشمال، أمّرت عليها الشهابي. وتُفيد الرواية، التي يجري تداولها نقلاً عن لسان الشعبي، بأنه لدى وصولهم إلى بيروت فوجئوا بحاجزٍ للجيش اللبناني. حينها صرخ الشعبي متوجّهاً بالقول للشهابي: «خلّينا نرجع يا شيخ»، فما كان من الأخير إلّا أن انفجر ضاحكاً. يقول إنهم كانوا قاب قوسين أو أدنى من أن يُعتقلوا. إثر ذلك، استدار السائق فجأةً ليُغيّر اتجاه سيره ليطول المسير، قبل أن ينتهي بهم المطاف في إحدى بلدات الشمال تمهيداً لتهريبهم إلى سوريا. يُنقل أنهم تعرّضوا لإطلاق نار قبل وصولهم إلى سوريا، فيذكر الشعبي أنهم ركضوا مسافة طويلة للنجاة بحياتهم. ويروي أن أولاداً في سن المراهقة تولّوا نقلهم على متن دراجات نارية من وادي خالد إلى الداخل السوري.

ولادة فكرة «الهجرة الجهادية نحو سوريا» من مخيم عين الحلوة، كانت على يد رجلٍ يدعى «أبو علي السوري». وأبو علي هذا من إدلب، قدِم إلى مخيم عين الحلوة في عام 2007 بعد صراعٍ قديم مع النظام السوري. يُعرف أيضاً باسم «أبو عائشة». وبحسب المعلومات المتداولة في المخيم، وفي بعض الأوساط الأمنية، كان أول شخص خرج من عين الحلوة ليُمهّد الطريق للباقين قبل الالتحاق به، علماً بأنه كان مقرّباً جداً من أسامة الشهابي. وهو يعتقد باستحالة نجاح أي مشروع إسلامي في لبنان، وكان منخرطاً في مشروع الإمارة الإسلامية في سوريا الذي كان يقوده أبو مصعب الزرقاوي قبل القضاء على ذلك المشروع منذ 7 سنوات. كان «أبو علي» مقرّباً من حسن نبعة المعروف بـ«مؤيّد»، الذي تولى إمارة «القاعدة» في بلاد الشام، قبل أن يوقفه فرع المعلومات التابع للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي في الأيام الأولى من عام 2006.

خلال فترة وجوده في المخيم، كان يقول إن أرضية مشروع الدولة الإسلامية لا تزال ضعيفة، علماً بأن عائلته كانت موجودة تحت الإقامة الجبرية في سوريا.

الانعطافة كانت مع بدء الأحداث في بلاده. إذ بنتيجة اتصالاته وعلاقاته، قرر العودة إلى إدلب باعتبار أن هناك قاعدة قوية للجهاديين. فكان خروجه قبل نحو تسعة أشهر. وهكذا، اتُّفق على أن يلتحق به القادة الباقون في وقت لاحق. وأثناء وجوده في عين الحلوة، كان على تواصل مع مجموعات جهادية عديدة، علماً بأنه كان ناشطاً على المواقع الجهادية. وبعد أشهرٍ قليلة، جاءت إشارة اللحاق به، علماً بأنه كان يُفترض بهم الرحيل قبل ذلك الوقت بكثير. وعلمت «الأخبار» أن وجهتهم كانت إدلب، إلا أن المعلومات المتوافرة رجّحت أنهم استطاعوا الخروج من بلدة القصير السورية، لكنهم مكثوا إما في ريف دمشق أو ريف حمص. وهناك معلومات ترددت عن إصابة محمد العارفي، فيما نُقل أن الاستقبال الذي حظي بها أسامة الشهابي في سوريا كان يفوق الوصف.

قبل يومين، عاد أسامة الشهابي مجدداً إلى منزله الصغير في مخيم عين الحلوة. استُقبل ورفاقه استقبال الأبطال. أُطلق الرصاص ابتهاجاً بالعائدين، حتى إن أحدهم لم يتمالك نفسه، فرمى قذائف إنيرغا فرحاً. لا يُشبه «الشيخ أسامة» غيره من «الجهاديين». يختلف عن الصورة النمطية المخيفة بشخصية محببة يُبرزها وجهه الدائم الابتسام. ينجح الرجل سريعاً في كسر الحواجز بينه وبين من يلتقيهم. يستقبل قاصديه في منزله من دون تردد. لا يعتمد إجراءات أمنية معقّدة، رغم أنه تعرّض لمحاولة اغتيال في منزله، علماً بأنه عفا حينها عن الرجل الذي حاول قتله. قليل الكلام، وإذا تحدّث يجادل بمنطق. واسع الاطلاع، يتحدث بثقة. لا يتردد في إعلان ارتباطه بـ«مشروع الجهاد العالمي» الذي يتبنّاه تنظيم «القاعدة». لا بل يُعرب عن «شوق متجذر في أعماقي للجهاد». يرفض تكفير الآخرين كيفما اتّفق ومن دون مبرر، ورغم ذلك، يُعد الشهابي في عرف الأجهزة الامنية خطراً، إلا أن خطورته تكمن في جاذبية يستخدمها لاستقطاب جيل جديد من الجهاديين.

تجدر الإشارة إلى تردد معلومات تُفيد بأن محمد الدوسري المعروف بـ«أبو طلحة الكويتي»، الذي فرّ من سجن رومية المركزي العام الماضي، قُتل على الحدود اللبنانية السورية أثناء محاولته العبور، علماً بأن المواقع الجهادية لم تنعَه بعد. وتُشير المعلومات إلى أن قياديَّين جهاديين آخرين كانا برفقة أبو طلحة، قتلا في كمين نصبه لهم الجيش السوري.

تواصل الاشتباكات… وقوات بريطانية تتسلّل من الأردن

دمشق: معركة حلب لم تبدأ

تواصلت المعارك في أحياء حلب، في حين يواصل الجيش السوري تعزيزاته «بانتظار الأوامر لشنّ الهجوم الحاسم»، فيما كشفت صحيفة «ميل أون صندي»، أنّ القوات الخاصة البريطانية «تتسلل إلى سوريا من قواعد لها في الأردن»

استكمل الجيش السوري النظامي حشوده حول مدينة حلب، وبات جاهزاً بانتظار الأوامر لشنّ الهجوم الحاسم للسيطرة على أحياء المدينة المتمردة، بحسب ما أفاد مصدر أمني سوري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ «كل التعزيزات وصلت وهي تحيط بالمدينة»، لافتاً الى أنّ «الجيش بات جاهزاً لشنّ الهجوم، لكنه ينتظر الأوامر». وأشار الى أنّه «يبدو أنّ هذه الحرب ستكون طويلة»، عازياً السبب الى أنّ الهجوم الذي ستشنّه قوات النظام في المدينة «سيشهد حرب شوارع من أجل القضاء على الإرهابيين». وأفاد مسؤول أمني في دمشق، أول من أمس، بأنّ «معركة حلب لم تبدأ، وما يجري حالياً ليس إلا المقبلات».

وأضاف «الطبق الرئيسي سيأتي لاحقاً». وأوضح المسؤول أنّ التعزيزات العسكرية ما زالت تصل، مؤكداً وجود 20 ألف جندي على الأقل على الأرض. وقال «الطرف الآخر كذلك يرسل تعزيزات».

وفي السياق، قصفت القوات النظامية السورية، أمس، حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون في حلب، في حين تتواصل المعارك في أحياء أخرى من المدينة التي يسعى الطرفان للسيطرة عليها، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأشار المرصد، في بيان، إلى «اشتباكات عنيفة دارت في منطقة السيد علي»، وأضاف «منطقة القصر العدلي في حلب القديمة تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، حيث تسمع أصوات انفجارات في أحياء يسيطر عليها مقاتلون معارضون».

من جهتها، نقلت صحيفة «الوطن» السورية، أمس، عن «مصادر مطّلعة داخل مدينة حلب» قولها إنّ «معركة الجيش لم تبدأ بعد، وأنّ مهمته حالياً تنحصر في توجيه ضربات موجعة للإرهابيين وأوكارهم ومحاصرة المدينة من جميع جهاتها منعاً لهروب أي من الإرهابيين». وأوضح أنّ «الأهالي، خصوصاً المنحدرين من أصول عشائرية في بعض الأحياء الشعبية شرق المدينة، دخلوا على خط المقاومة الشعبية في وجه المسلحين الذين ارتكبوا مجزرة بحق وجهاء منهم في اللجان الشعبية»، معتبراً أن ذلك «قد يحسّن ويغيّر في مجريات المعركة التي يستعد الجيش لخوضها».

وفي دمشق، أشار المرصد إلى أن القوات النظامية نفذت حملة دهم في حي القابون، صباح أمس، أدّت إلى اعتقال عدد من المواطنين. وأضاف أن منطقة ركن الدين شهدت نشر القوات النظامية حواجز أسمنتية، وذلك بعد الاشتباكات التي دارت، أول من أمس، في أحياء ركن الدين والصالحية والمهاجرين.

وفي محافظة ريف دمشق، قتل مدني بسبب القصف على زملكا، بحسب المرصد الذي لفت الى اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بلدة كفربطنا، ترافق مع قصف أدى إلى تهدم في سبعة منازل. وفي محافظة إدلب، تعرضت بلدات وقرى حنتوتين، وكفر سجنة، والركايا، ومدايا، ومعر دبسة، لـ«قصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، ما أدى إلى مقتل مدني في بلدة كفر سجنة».

وأفاد مصدر رسمي لوكالة الأنباء السورية «سانا» عن «انفجار مستودع للأسلحة تستخدمه المجموعات الإرهابية المسلحة، قرب جامع الفتح بحي جورة الشياح، يحتوي ذخيرة وعبوات ناسفة، وأدى انفجاره إلى مقتل وإصابة عشرات الإرهابيين وتضرر في بعض الأبنية المجاورة. وأضاف المصدر أن «الجهات المختصة تصدّت لمجموعات إرهابية مسلحة حاولت الاعتداء على قوات حفظ النظام في مدينة القصير بريف حمص.

من ناحيته، اتهم مسؤول في المعارضة السورية، أمس، جماعة «جند الله» المتطرفة بالمسؤولية عن مقتل الأشخاص الذين وجدت جثثهم في بلدة يلدا المجاورة لحي التضامن الدمشقي، يوم السبت. وأوضح المعارض أن هناك «العديد من المجموعات الدينية المتطرفة في سوريا مثل «جند الله» تنفّذ أجندتها الدينية المتطرفة، تحت مسمّى الجيش السوري الحر من دون أن يكون لها أي علاقة تنظيمية به».

من جهة أخرى، كشفت صحيفة «ميل أون صندي»، أمس، أن بريطانيا تُزوّد من وصفتهم بالمتمردين السوريين أحدث هواتف الأقمار الاصطناعية. وقالت الصحيفة إن توفير أحدث جيل من الهواتف النقالة، المقاومة للماء والصدمات والغبار والمصممة للعمل في بيئات صعبة، والذي تستخدمه وزارة الدفاع البريطانية، هو جزء من مهمة وزارة الخارجية البريطانية لتحويل الميليشيات المسلحة السورية إلى ائتلاف قادر على حكم البلاد. وأضافت أن مصادر في الحكومة البريطانية أكدت أيضاً أن وزارة الخارجية البريطانية «تدرّب قادة المعارضة السورية على مهارات التفاوض والاستقرار، وتقدم لهم المشورة بشأن كيفية التعامل مع الشعب السوري والجمهور الدولي». وأشارت الصحيفة إلى أن المهمة تعقّدت جراء توسع نطاق الصراع إلى جميع المدن السورية الكبرى.

وقالت الصحيفة، نقلاً عن خبراء عسكريين، إن وجود مسؤولي وزارة الخارجية البريطانية وتوفير التدريب والمعدات للمعارضة «يرجّحان احتمال أن تكون القوات الخاصة البريطانية تنشط داخل سوريا». وتحدثت عن وحدات من القوات الخاصة البريطانية «يُعتقد أنها تتسلل إلى سوريا من قواعد لها في الأردن».

في سياق آخر، اتهم المجلس الوطني السوري القوات النظامية السورية بقصف المباني الحكومية، وبعضها ذو قيمة تاريخية وأثرية في مدينة حلب، معتبراً أنّ ما تقوم به هذه القوات يشبه «تصرّف المحتلين والغزاة». وطالب المجتمع الدولي ودول الجوار بـ«التعامل بجدية مع تهديد النظام لوجود سوريا والأمن والسلام الدوليين» من خلال «تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه».

إلى ذلك، قال تلفزيون العربية إن ضابطاً كبيراً في الاستخبارات السورية انشق وهرب الى الأردن. وأوضحت القناة الإخبارية أن العقيد يعرب الشرع كان رئيس فرع الأمن السياسي في دمشق.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

تأمين العملة الصعبة لضمان الاستيراد لصالح سوريا

تحديات الأخ الأصغر

لبنان يستورد لاقتصادين. منذ آذار 2011، تاريخ بدء الاضطرابات في جاره (الوحيد)، والحركة التجارية بين البلدين تتصاعد. حركة تعني ازدهار الأعمال للتجار المحليين، وإطفاءً لعطش السوق السورية. بيد أن الاستيراد بهذا الحجم يحتاج إلى مزيد من العملات الصعبة، ما يمثل تحدياً للأخ الأصغر، صاحب الاقتصاد المفتوح الجاذب للرساميل

حسن شقراني

العجز التجاري يرتفع على نحو مفاجئ. في النصف الأول من العام الجاري بلغ 8.7 مليارات دولار. هذا يعني أن البلاد تستورد أكثر مما تصدّر بما معدّله ثلث الناتج المحلي الإجمالي تقريباً. غرابة هذا المؤشر هي أنّه لا يُترجم نمواً بالدرجة نفسها في الاستهلاك المحلي، نظراً الى أن محركات الاقتصاد لا تزال عند المستوى نفسه من النشاط، أي إن السلع التي تُستورد ليست لإشباع طلب في الداخل؛ إنه الاستيراد للتصدير إلى سوريا.

يتحدّث معنيون في شؤون التأمين على التجارة والنقل، عن أنّ مستوى استيراد التجار اللبنانيين لبعض السلع الاستهلاكية ارتفع إلى 5 أضعاف خلال الآونة الأخيرة، مقارنة بما كان عليه في الفترة المقابلة من عام 2011.

وبالفعل، فإنّ حجم واردات السلع الاستهلاكية نما بنسبة 31.4% خلال النصف الأول. وفي المقابل لم تنمُ الواردات من الآلات والمعدات الاستثمارية إلا بنسبة 1.2%.

«ليس هناك تفسير آخر لهذا النمط، أي الارتفاع المفاجئ في مستوى الاستيراد، سوى أنّ لبنان يستورد لاقتصادين لا لاقتصاد واحد» يوضح رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية في بنك بيبلوس، نسيب غبريل. «طبعاً نحن لا نستورد كلّ ما تحتاج إليه سوريا بل جزءاً منه، وهذا الجزء هو ما يرفع عجز ميزان المدفوعات إلى هذا الحدّ».

يأتي هذا التحليل ليدحض نظرية أنّ ارتفاع العجز التجاري، بنسبة كبيرة بلغت 22.6%، هو بسبب استيراد المحروقات، «أوّلاً، أسعار المحروقات تراجعت نسبياً هذا العام، وثانياً ليس هناك أيّ مبرر منطقي لزيادة استهلاك الوقود».

هذه الحال تضعف وضع لبنان مع الخارج، في رأي المحللين الاقتصاديين في بنك «عودة». فزيادة العجز التجاري تعني حاجة إضافية إلى تدفق الأموال إلى البلاد ــــ تحديداً العملات الصعبة ــــ لتغطية الهوة التي يخلقها هذا العجز مع الخارج. غير أنّ هذا النمو لا يتحقق بالقدر المطلوب.

يؤكّد الأمين العام لجمعية المصارف في لبنان، مكرم صادر، أنّ «نمط تدفق الرساميل عموماً لا يزال ضعيفاً ولا يغطي خروجها، لذا فإن ميزان المدفوعات يبقى سلبياً».

وتتدفق الأموال على شكل استثمارات أجنبية مباشرة، وتحويلات وودائع مصرفية. المؤشر الأول يبقى ضعيفاً بسبب حالة عدم اليقين التي تسيطر على المستثمرين، خوفاً من تدفق الأزمات الإقليمية، ومن استفحال الأزمة المحلية، فيما الودائع في القطاع المصرفي تُظهر ضُعفاً مقارنة بالفترات المقابلة من الأعوام السابقة. ففي أيار الماضي الماضي زادت الودائع بقيمة 100 مليون دولار فقط، «فيما الحدّ الأدنى للنمو لكي يكون فعالاً هو 400 مليون دولار شهرياً» يوضح نسيب غبريل. ما يعني أنّ نمو الودائع هو عند ربع الحد الأدنى المطلوب.

وقد سجّل عدد لا بأس به من المصارف اللبنانية تراجعاً في الأرباح؛ لا شكّ أن مجموعة منها شهدت نمواً في إيراداتها، وإن بمعدلات ضئيلة، غير أنّ طيف التراجع يسيطر على القطاع. وحتى أيار الماضي نمت الودائع في القطاع المصرفي بنسبة 2.7% فقط، وهي دون نصف المعدل المطلوب لكي تستمر المصارف في أداء دورها التقليدي في الاقتصاد؛ وبحسب مصرف لبنان فإن الحد الأدنى المطلوب لنمو الودائع هو 6%.

وبالانتقال إلى تحويلات المغتربين، تبرز المعضلة الكبرى. فالمشكلة هي أنّه «ليست هناك إحصاءات رسمية عن هذا المؤشر» يُعلق مكرم صادر. وبالفعل فمنذ عام 2009 توقف البنك الدولي عن إحصاء تحويلات المغتربين إلى لبنان. وتُقدّر هذه المؤسسة الدولية قيمة ما يحوله المغتربون اللبنانيون في الخارج بنحو 7.5 مليارات دولار (بثبات منذ 3 سنوات!).

ويعود هذا الأمر إلى أنّه لا إحصاءات دقيقة لدى الجانب اللبناني بشأن التعامل مع الخارج. فعلى سبيل المثال، توضح بيانات المصرف المركزي أن التحويلات الصافية إلى لبنان ــــ من دون احتساب تحويلات العمال السوريين ــــ كانت 1.3 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2011 (مقارنةً بـ1.6 مليار دولار في الفترة نفسها من عام 2010)، «لكن منذ ذلك الحين لا نعرف كيف تطور النمط»، يتابع المحلل في بنك «بيبلوس».

«البلاد لا تعرف بدقة ما يتدفق إليها من تحويلات الأشخاص، نظراً الى أن جزءاً كبيراً من تلك الأموال لا يمر عبر القنوات الرسمية» يشرح صادر، لكن في الإجمال «يبدو أنّ هناك ثباتاً في البلدان التي تُعدّ ثقلاً في انتشار اللبنانيين، وبالتالي ثباتاً في التحويلات».

وإذا رصدنا حالة السعودية ــــ أكبر اقتصاد عربي ومعقل أساسي لعمل اللبنانيين وتحويلاتهم وفقاً لصندوق النقد الدولي ــــ فإنّ الأموال الإجمالية التي حوّلها المغتربون من كلّ الجنسيات في المملكة بلغت 27 مليار دولار في عام 2011، وفقاً للسلطات النقدية السعودية. وهو رقم قياسي جديد يسجّله أكثر من 8 ملايين مغترب في البلد الخليجي.

هكذا يبدو وضع لبنان ثابتاً إلى حدّ في ما يتعلق بالتحويلات (إلا إذا تكرّرت تجربة المغتربين اللبنانيين في الإمارات العربية المتحدة على نطاق أوسع، وهي مسألة مستبعدة). وتلك الأموال تُمثّل إحدى الروافع الأساسية له لضمان استقرار نظامه المرعي، وخصوصاً في ظلّ الأزمة السورية.

ويبدو أن لبنان يُكرس نفسه مجدداً حلقة محوريّة في ثالوث شبه مقدّس: لتغطية طلب متزايد من سوريا ــــ التي يصعب عليها الاستيراد بسبب العقوبات المفروضة عليها، وضيق مساحة العملات الصعبة المتاحة لها (راجع التقرير إلى الأسفل) ــــ يستورد سلعاً استهلاكية من الغرب، وشريكه الأول في هذا المجال هو الولايات المتّحدة التي يستورد منها 15% تقريباً من مجمل وارداته، تليها البلدان الكبرى في منطقة اليورو. ولضمان قدرته على الاستيراد عند هذا المستوى يعتمد الاقتصاد اللبناني على تحويلات مغتربيه في بلدان الخليج العربي تحديداً. ووفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي فإنّ 60% من إجمالي تحويلات المغتربين مصدرها البلدان النفطية في الخليج (مع العلم أن الصندوق يخالف البنك الدولي في تقدير التحويلات، حيث يقول إنّها بلغت 6.7 مليارات دولار عام 2010، معظمها يتدفق من بلدان مجلس التعاون الخليجي الستة).

لكن إلى أي مدى يستطيع لبنان أن يؤدي هذا الدور؟ «خلاصة حركة الأموال مع الخارج لا تزال سلبية، وهو وضع مستمر منذ عام 2011»، يُجيب صادر. وفي رأيه، فإنّ الاقتصاد يبقى يعاني «الممارسات السلبية» التي تُمارسها السلطة.

35.04 مليار دولار

الاحتياطات الأجنبية باستثناء الذهب لدى مصرف لبنان في منتصف تموز الماضي ثابتة عند هذا المستوى القياسي، وتمثّل وسادة مهمة للاستيراد

10.9 مليار دولار

قيمة الواردات في النصف الأول من عام 2012، بزيادة نسبتها 18% تقريباً مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2011، وبنسبة 27% قياساً بـ2010

النفط واللعبة اللبنانية

تؤدي أسعار النفط دوراً مهماً في ضمان استقرار اللعبة اللبنانية الحالية. فرغم أنّ ارتفاعها يؤذي المستهلكين اللبنانيين، ويرفع فاتورة الاستيراد، إلا أنّ كلّ زيادة بنسبة 1% في مدخول البلدان النفطية الخليجية، حيث الانتشار اللبناني مصدر التحويلات، تؤدّي إلى زيادة التحويلات إلى لبنان، بواقع 40 مليون دولار وفقاً لصندوق النقد الدولي.

المعارك الدامية في سوريا تستمر وبعض الأحياء باتت خالية من السكان

عشرات من القتلى يوميا وجيش النظام مستعد لشن هجوم واسع على حلب

وكالات

شهدت مدينة حلب معارك دامية حيث تواصلت المعارك الاحد فيها، دون توقف مع تزايد الكلام عن استعداد القوات النظامية لشن هجوم واسع عليها، وتدخل الطيران الحربي وقصف حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون، فيما سجل مقتل 79 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس ان “القوات النظامية قصفت الاحد بطائرة حربية حيي صلاح الدين والصاخور”، مشيرا الى ان “الحي شهد محاولة اقتحام حوالى الساعة التاسعة (السادسة ت غ) صباح الاحد لكن الثوار تمكنوا من صدها”.

وافاد المرصد في بيان ان “اشتباكات تدور عند مداخل حي صلاح الدين الذي يتعرض للقصف”.

من جهته، افاد الناشط الاعلامي محمد الحسن من حي صلاح الدين فرانس برس ان “طيرانا حربيا ومروحيا قصف حي صلاح الدين الاحد” لافتا الى ان الحي “شبه خال من السكان”، مضيفا ان “اكوام النفايات تملأ الطرقات والكهرباء مقطوعة بالكامل وكذلك الخطوط الهاتفية الارضية والخلوية”.

وقال بشير الحاج، الناطق باسم إحدى كتائب الجيش الحر في مدينة حلب لـCNN: “صوت الطائرات الحربية لا يتوقف، ولكننا مع ذلك باشرنا التقدم من الأحياء الشرقية، وبعون الله فإن القتال سينتهي قريباً ونحقق النصر.”

وفي مدينة حلب كذلك، اشار المرصد الى “اشتباكات عنيفة” دارت الاحد بين مقاتلي المعارضة ومسلحين موالين للنظام في منطقة السيد علي.

واضاف ان “منطقة القصر العدلي في حلب القديمة تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية” حيث كانت تسمع اصوات انفجارات في احياء يسيطر عليها مقاتلون معارضون.

في المقابل افاد مصدر امني سوري رفيع وكالة فرانس برس ان الجيش السوري النظامي “بات جاهزا بانتظار الاوامر لشن الهجوم الحاسم للسيطرة على احياء المدينة المتمردة”، موضحا “ان “كل التعزيزات وصلت وهي تحيط بالمدينة”.

وقال المصدر “يبدو ان هذه الحرب ستكون طويلة”، عازيا ذلك الى ان الهجوم الذي ستشنه قوات النظام في المدينة “سيشهد حرب شوارع من اجل القضاء على الارهابيين” في اشارة الى مقاتلي المعارضة.

وفي مدينة حمص (وسط)، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي حاولت اقتحام حي الخالدية، بحسب المرصد.

ولفت عبد الرحمن الى ان “عناصر من الشبيحة شاركوا في محاولة اقتحام الخالدية الى جانب القوات النظامية لكن من دون تحقيق اي تقدم”، معتبرا ان الهجوم على حمص “يأتي في سياق رفع معنويات جيش النظام وجمهور النظام للايحاء بان الجيش ما يزال قويا ومتماسكا وقادرا على الهجوم في كل الاماكن دفعة واحدة”.

وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة الرستن لقصف عنيف من قبل القوات النظامية حيث “سقطت أكثر من 60 قذيفة على المدينة بمعدل اربع الى خمس قذائف في الدقيقة”.

وفي ريف دمشق ايضا اشار المرصد الى قصف زملكا، بالاضافة الى اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بلدة كفربطنا ترافق مع قصف اسفر عن تهدم في سبعة منازل.

وفي دمشق، اشار المرصد الى ان القوات النظامية نفذت حملة مداهمات في حي القابون الاحد.

واضاف ان منطقة ركن الدين شهدت نشر القوات النظامية حواجز اسمنتية، وذلك بعد الاشتباكات التي دارت السبت في احياء ركن الدين والصالحية والمهاجرين.

وفي حماة (وسط)، تعرضت بلدة حربنفسه للقصف من قبل القوات النظامية.

وحصدت اعمال العنف في سوريا الاحد 79 قتيلا هم 42 مدنيا نصفهم تقريبا في ادلب وريف دمشق، وثمانية من المقاتلين المعارضين، و29 من القوات النظامية، بحسب المرصد.

ويضاف الى هؤلاء 23 شخصا توفوا الاحد متأثرين بجروح اصيبوا بها سابقا او تم العثور على جثثهم الاحد من دون ان يعرف متى وكيف قتلوا. ومن بين هؤلاء “15 مواطنا استشهدوا في مدينة عربين متأثرين بجراح اصيبوا بها يوم امس (السبت) خلال العملية العسكرية التي شنتها القوات النظامية في هذه البلدة الواقعة في ريف دمشق، بحسب المرصد.

وعلى صعيد المواقف الدولية استبعد وزير الدفاع الالماني توماس دي ميزيير مرة اخرى الاحد احتمال التدخل العسكري في سوريا، وقال ان فشل الجهود الدبلوماسية لوقف العنف الدموي في سوريا يجب ان لا يؤدي الى اتخاذ قرار بالتدخل العسكري.

وفي ليلونغوي عاصمة ملاوي اعلنت متحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ان الوزيرة هيلاري كلينتون ستتوجه السبت المقبل الى تركيا للبحث في الازمة السورية.

من جانبه، أصدر المجلس الوطني بياناً قال فيه إن قوات النظام السوري تتصرف “كما يتصرف المحتلون الغزاة،” مضيفا: “مع فشله في إخضاع مدينة حلب العاصمة الاقتصادية والسكانية السورية شمال سوريا، بدأت عصابات النظام السوري باستهداف المؤسسات والمباني الحكومية التي بنيت بعرق ودم السوريين، وبعضها يحمل قيمة تاريخية وأثرية مثل مبنى مديرية الأوقاف.”

وأضاف البيان أن النظام “لم يتردد في قصف هذه المؤسسات كالمبنى التاريخي للإذاعة والتلفزيون في مدينة حلب بالطائرات المقاتلة، الأمر الذي اضطر الثوار للابتعاد عنه، احتراماً لتعهد الثورة بحماية ممتلكات الشعب السوري وتراثه الحضاري والتاريخي.”

ولفت البيان إلى وجود 800 عائلة “مهددة بالفناء” في أحياء حمص القديمة، وكذلك في بلدة بصر الحرير في أقصى الجنوب.”

وجدد المجلس الوطني السوري طلبه من جميع السوريين “العمل على فك الحصار المفروض على حمص وبصر الحرير، وإعاقة تقدم قوات القتل والإجرام الأسدي نحو مدينة حلب، ويطالب المجتمع الدولي ودول الجوار التعامل بجدية مع تهديد النظام لوجود سوريا والأمن والسلام الدوليين،” وفق تعبيره.

من جهة اخرى، طلبت ايران من تركيا وقطر اللتين تدعمان التمرد في سوريا، التدخل للافراج عن 48 من زوارها خطفوا السبت بينما كانوا متوجهين الى مطار دمشق، كما ذكر القنصل الايراني مجيد كامجو.

القصف يستمر على حلب بشكل يومي

وقد عرضت قناة العربية الاحد شريطا مصورا يظهر هؤلاء الايرانيين في قبضة الجيش السوري الحر الذي اكد ان الرهائن “شبيحة” وبينهم ضباط في الحرس الثوري الايراني.

وقال احد ضباط الجيش الحر في الشريط ان “كتيبة” من القوات المنشقة “قامت بالقبض على 48 من شبيحة ايران” كانوا في مهمة “استطلاع ميدانية” في دمشق. واضاف “اثناء التحقيق معهم تبين وجود ضباط ايرانيين عاملين في الحرس الثوري الايراني”.

وقال موقع القناة العامة للتلفزيون الايراني ان “وزير الخارجية علي اكبر صالحي طلب خلال محادثات هاتفية مع (نظيره التركي) احمد داود اوغلو تدخل تركيا فورا للافراج عن زوار ايرانيين اخذوا رهينة في سوريا”.

واضافت ان صالحي اتصل ايضا مساء السبت بوزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني طالبا مساعدة قطر.

الا ان مسؤولا في المعارضة السورية اتهم الاحد جماعة “جند الله” الدينية السنية المتطرفة بخطف الايرانيين، مؤكدا ان هؤلاء “حجاج دينيون ولا ينتمون الى الحرس الثوري الايراني”.

وفي بيروت اكد مروان عبد العال المسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان نحو 600 من عائلات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا معظمهم من مخيم اليرموك الدمشقي، دخلوا الاراضي اللبنانية هربا من القصف وتوزعوا على عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان.

ونقلت وكالة انباء الاناضول التركية ان محمد احمد فارس الطيار في سلاح الجو الذي اصبح اول رائد فضاء سوري، فر الى تركيا الاحد بعد ان اعلن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الاسد.

ومن لندن اكد المصور البريطاني جون كانتلي انه احتجز في معسكر جهادي في سوريا لمدة اسبوع مع زميل له هولندي، موضحا ان قسما من خاطفيه وفدوا من بريطانيا.

وكتب كانتلي في صحيفة صنداي تايمز ان المعسكر الجهادي الذي كانا فيه “خلا من اي سوري وكانوا من باكستان وبنغلادش وبريطانيا والشيشان”.

وتواصلت الانشقاقات في صفوف القوات النظامية. فقد اعلن العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل الاحد انشقاق رئيس فرع المعلومات بالامن السياسي في دمشق العقيد يعرب محمد الشرع وهو ابن عم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.

وقال العقيد سعد الدين في اتصال مع فرانس برس ان “العقيد يعرب محمد الشرع رئيس فرع المعلومات بالامن السياسي في دمشق وشقيقه الملازم اول كنان محمد الشرع من الفرع نفسه انشقا وانتقلا الى الاردن”.

كما اوضح الضابط في الجيش السوري الحر ان العقيد ياسر الحاج علي من الفرع نفسه انشق وانتقل ايضا الى الاردن.

وتوالت خلال الفترة الاخيرة الانشقاقات داخل الجيش السوري وابرزها انشقاق العميد مناف طلاس نجل وزير الدفاع السوري الاسبق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي. وهو اهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011.

مستشفيات تركيا تعالج جروح مقاتلي سوريا المعارضين

لميس فرحات

تقدم المستشفيات العامة في أنطاكيا التركية الرعاية الصحية إلى ثوار سوريا، الذين يعودون من المعارك بإصابات عديدة. أحد هؤلاء المرضى، اسمه ياسر، يتعافى حالياً من آثار طلقات نارية، ويقول إنه يريد العودة إلى القتال، لكن فقط بعد أن يخرج عائلته من سوريا.

المتمردون السوريون يعرفون عن المستشفى العام في مدينة أنطاكية التركية أكثر من المهنيين الصحيين

لميس فرحات: في هذه الأيام، يبدو أن المتمردين السوريين يعرفون عن المستشفى العام في مدينة أنطاكيا التركية، أكثر من المهنيين الصحيين العاملين فيها. كما إن الأطباء والممرضات ورؤساء الأقسام لا يعرفون عدد السوريين الذين تتم معالجتهم حالياً في المستشفى.

لكن ياسر يعرف العدد الصحيح، إذ يقول: “لدينا حالياً نحو 50 مقاتلاً من الجيش السوري الحر، الذين يتلقون العلاج في المستشفى، وثلاثة منهم في قسم العظام، والقسم الأكبر في غرفة الطوارئ التي تفيض بالمرضى”.

في هذا السياق، أشارت صححيفة “دير شبيغل” إلى أن الشيء الوحيد الذي يظهر أن ياسر مقاتل جريح هو الضمادة السميكة على قدمه اليسرى، فالقميص من ماركة “أديداس”، وقبعة البيسبول والصندل المفتوح، الذي ينتعله، يجعله أقرب إلى السائح من المقاتل.

إضافة إلى ذلك، ياسر (30 عاماً) يبدو ضعيفاً وواهناً للغاية، لكنه قبل شهرين فقط كان يحمل رشاش AK-47، واستخدمه للمرة الأولى لإطلاق النار ضد جنود تابعين للرئيس السوري بشار الأسد.

يقول ياسر: “بيتي كان تحت التهديد. لذلك أنا أمسك سلاحي. اضطررت لحماية عائلتي”، مشيراً إلى أنه من بلدة الحفة، التي تصدرت العناوين الدولية في حزيران/يونيو، عندما قام الجيش السوري بتنفيذ هجوم بطائرات الهليكوبتر المقاتلة والمدفعية.

الثوار الجرحى يتعرضون للتهديد بالقتل أو الإعتقال

هربت زوجة ياسر مع ابنته، التي لم يتعد عمرها السنتين، واضطرتا لقطع مسافة عشرات الكيلومترات شمال منطقة جبل الأقرع، حيث ما زالتا حتى الآن في الانتظار برفقة لاجئين آخرين.

أما ياسر فبقي مع مجموعة من 35 متمرداً قرب المدينة، حيث كانوا يشاركون في معارك مع الجنود السوريين والميليشيات المتحالفة مع النظام. استمر الأمر على هذا الحال حتى 9 يوليو/تموز. في ذلك اليوم انتاب ياسر شعور سيء. يقول: “شعرت بأن شيئاً سيئاً سيحدث يوم الاثنين. بعد ظهر ذلك اليوم، أصبت برصاصتين في قدمي، وتهشمت عظام مشط القدم”.

بعد هذه الإصابة، عانى ياسر رحلة خطرة، فالثوار الجرحى لا يسعون إلى العلاج في المستشفيات السورية، لأن جروحهم ستشي على الفور بأنهم من معارضي النظام. وإذا ألقي القبض عليهم، سيكون مصيرهم الإعتقال أو الموت.

بدلاً من ذلك، وضع الثوار شبكة خفية من العيادات المؤقتة، لكنها ليست آمنة تماماً بالنسبة إلى المصابين. فإذا تمكنت القوات الحكومية من تحديد هذه المرافق الطبية، سرعان ما ستكون هدفاً للهجوم.

بناء على معرفتهم بالمخاطر التي يفرضها العلاج داخل سوريا، اضطر الثوار إلى وضع ياسر المصاب في سيارة، واقتادوه إلى مكان بالقرب من الحدود التركية. بعد ذلك، حملوه مسافة الكيلومتر الأخير، حتى لا يتم رصده واكتشافه من قبل حرس الحدود السوري.

بعد هذه الرحلة الطويلة، وضع الثوار ياسر على الأرض في الجانب الآخر من الحدود، واتصلوا بالمستشفى العام في أنطاكيا، التي أرسلت سيارة إسعاف لنقله.

“أريد أن أعود في أسرع وقت ممكن”

يقول ياسر إنه يشعر بالأمان في أنطاكيا، كما إنه يتلقى العلاج اللازم لرجله، إذ وضع الأطباء قضيبين من الفولاذ 2 في قدمه من أجل السماح للعظام المحطمة بالنمو مرة أخرى.

كل ليلة، تغادر سيارات الإسعاف أنطاكيا إلى الحدود التركية السورية لالتقاط الجرحى، الذين يتلقون العلاج مجاناً في 3 مستشفيات في المدينة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجرحى يحصلون أيضاً على أماكن للسكن في مخيمات اللاجئين القريبة، ويتم نقلهم إلى المستشفيات في حافلات.

“ما تقوم به الحكومة التركية بالنسبة إلينا جيد للغاية”، يقول ياسر. لكنه يريد جلب عائلته إلى تركيا للانضمام إليه. “فعلى الرغم من أن الحياة في مخيم اللاجئين قد لا تكون جيدة، لكن ليس في اليد حيلة. فهذا المكان آمن على الأقل”.

وأشارت “شبيغل” إلى أن غالبية الجرحى السوريين الذين ينتظرون العلاج في مستشفيات أنطاكيا تأتي من المنطقة الساحلية الشمالية في سوريا، حيث يشتبك المسلمون السنة مع العلويين.

لكن عددًا قليلاً من الجرحى يأتون من محافظة ادلب، إذ يبدو أن الثوار هناك تمكنوا من السيطرة على النقطة، التي أصبحت الآن قادرة على تقديم العلاج إلى المصابين هناك. ويقول أحد الثوار: “لم يعد للنظام شيء في إدلب”. من جانبه، لا يرغب ياسر في البقاء في أنطاكيا. ويقول: “أريد أن أعود في أسرع وقت ممكن، من أجل القتال”.

طهران تحذر من التدخل الأجنبي في سوريا وتلوح بأن الصراع هناك قد يشمل إسرائيل

المعارضة تنتقد تهديد وزير الدفاع الإيراني بشأن تسليحها

بيروت: ليال أبو رحال

انتقد قياديون في المعارضة السورية و«الجيش السوري الحر» تحذيرات إيرانية من أن «تسليح المعارضين السوريين ستكون له عواقب وخيمة في المنطقة»، وأن «النار التي أشعلت في سوريا ستلتهم أيضا أولئك الخائفين الإسرائيليين».

واتهم علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني الولايات المتحدة ودولا بالمنطقة (لم يسمها) بتقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن لاريجاني قوله: «ما الذي يسمح لهذه البلدان بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا؟».. و«إن النار التي أشعلت في سوريا ستلتهم أيضا أولئك الخائفين الإسرائيليين».

كما نقلت الوكالة عن حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية الإيراني، قوله يوم الجمعة بعد زيارته لموسكو لمناقشة الأزمة السورية إن «جماعات إرهابية تعمل في دمشق وحلب بدعم من قوى أجنبية»، وأضاف أنه لا يعتقد أن سوريا ستتعرض لهجوم من قوى أجنبية، لكن إذا حدث ذلك فإن «سوريا مستعدة منذ سنوات للرد على أي هجوم عسكري من إسرائيل أو أي دولة أخرى، ويمكنها الرد بقوة على أي عمل عسكري بنفسها وباستعداد تام».

وفي السياق ذاته توعد وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، في تصريح نقله موقع التلفزيون الإيراني على الإنترنت، بأن «تشهد المنطقة أزمة كبرى إذا دخلت قوات أجنبية موجودة حاليا سرا في سوريا على الساحة وتدخلت عسكريا»، ورأى أنه «من البغيض أن بعض الدول أغرقت سوريا بالأسلحة لتجهيز مجموعات إرهابية»، مشددا على أنه «ستكون لذلك عواقب وخيمة على المنطقة»، وأن «الخاسرين في هذه الأزمة سيكونون الغربيين والدول المؤيدة للصهيونية».

وتأتي مواقف وحيدي غداة إعلان «الجيش الحر» عن أسره 48 إيرانيا في دمشق، قال إن بينهم ضباطا في «الحرس الثوري الإيراني»، وبعد يومين على إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الأزمة السورية باتت «حربا بالوكالة يعمد فيها لاعبون إقليميون ومحليون إلى تسليح هذا الطرف أو ذاك».وفي سياق متصل، اتهم عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي المسؤولين الإيرانيين بـ«الكذب»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لم تتوقف إيران منذ بدء الثورة السورية عن دعم نظام الأسد عسكريا ولوجيستيا وبالخبراء الذين يوجودون في مقر السفارة الإيرانية وأكثر من منطقة تحت تسميات مختلفة»، مذكرا بأن «المعارضة السورية بدأت سلمية، لكن الدعم الإيراني للنظام السوري وشراكتها معه في قتل السوريين هو ما دفع الشعب إلى حمل السلاح للدفاع عن نفسه».

وكان وزير الدفاع الإيراني قد أشار إلى أن بلاده «ليست لديها قوات مسلحة في سوريا والحكومة السورية لم تقدم طلبا كهذا»، لافتا إلى أنه «لدى سوريا جيش قوي ودعم شعبي والسوريون قادرون على التعامل مع المغامرات التي بدأها أجانب على أراضيهم».

وتعليقا على اعتبار وحيدي أن «العدو يريد إقامة توازن قوى جديد بين النظام الصهيوني ودول إسلامية في المنطقة عبر استبعاد سوريا من جبهة مقاومة (إسرائيل)، لكن هذا لن يحصل»، قال الشيشكلي: «لا يوجد مقاومة في سوريا منذ أكثر من 40 عاما وكل ما يدعيه النظام السوري وحلفاؤه هو محض كذب، علما بأن سوريا كانت جبهة متقدمة على أعدائها، لكن نظام الأسد هو ما أضعفها».

وشدد الشيشكلي على أن «الأزمة الحقيقية في المنطقة تتمثل في وجود إيران ودعمها لأطراف مثل حزب الله وعملائها في العراق»، معتبرا أن «الأزمة موجودة من طرف واحد ووجب الرد عليها»، مؤكدا أن «الشعب السوري لن يتراجع في مواجهته حتى لو كانت سوريا اليوم تقف وحيدة في مواجهة المد الفارسي الطائفي».

وفي سياق متصل، شدد القيادي في «الجيش الحر» المقدم المظلي المنشق خالد الحمود لـ«الشرق الأوسط» على أنه «من الممنوع لأي إيراني من الآن فصاعدا دخول سوريا، وسنقص لهم أرجلهم، أيا كانت التسمية التي يدخلون بها سواء أكانوا مقاتلين أم حجاجا». وقال: «الإيرانيون في نظر الشعب السوري هم خائنون، من أصغرهم حتى أكبرهم».

وأكد الحمود أن «المجموعة الإيرانية المحتجزة لدينا جاءت لتقاتل إلى جانب نظام الأسد»، لافتا إلى أنها «ليست المرة الأولى التي يتم فيها توقيف إيرانيين في سوريا لكنها المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن الموضوع». وأوضح أن «الجيش الحر لن يقف ساكتا بعد اليوم وسيستمر في الدفاع عن الشعب السوري بما لديه من سلاح يسعى إلى زيادته»، معتبرا أن «مواقف وزير الدفاع الإيراني ليست إلا تعبيرا عن الغضب لأسر المجموعة الإيرانية، وما يقوله عن رفض تسليح المعارضة سبق أن قاله حلفاء إيران في العراق ولبنان».

العالم يستعد بخطط «ما بعد الأسد»

أميركا تسعى لتفادي «أخطاء العراق».. وإيران تبحث عن استمرار نفوذها

في ظل احتدام الأزمة السورية المندلعة منذ أكثر من 17 شهرا، تتناحر الأطراف الدولية حاليا حول حتمية رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة من عدمه.. لكن الجميع – بمن فيهم أقرب حلفاء النظام السوري – أصبح يتسابق لوضع خطط مستقبلية لمرحلة ما بعد رحيل الأسد، رغم أنه لا أحد من أطراف الصراع يعرف يقينا متى تحين هذه اللحظة.

ويأتي إعلان فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في بيان صحافي أمس عن زيارة الوزيرة هيلاري كلينتون إلى تركيا يوم السبت المقبل للتباحث حول الوضع السوري نقطة مهمة في خطط المعسكر الرافض لبقاء الأسد في السلطة، الذي تقوده الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مع مجموعة من الدول العربية، إلى جانب تركيا التي تعتبر إحدى أهم منصات ذلك التوجه ولاعبا بارزا في هذا المجال.. لأنها ملاصقة لسوريا، ويمكن أن تكون عنصرا مهما سواء في حال تطبيق منطقة معزولة، أو ممر آمن لتمرير السلاح والعتاد إلى ثوار سوريا، أو في حال الذهاب إلى أبعد من ذلك وتنفيذ ضربات جوية أو عسكرية ضد النظام السوري؛ وهو الأمر الذي تحاول تلك الدول تجنبه قدر المستطاع.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن الاجتماع سوف يشكل جزءا من تجديد الجهود الدولية الرامية إلى معالجة الأزمة المتصاعدة في سوريا. وإن التوقعات إزاء إمكانية التوصل إلى حل عن طريق التفاوض منذ استقالة كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، قد أصابها الشلل. وأيضا، بسبب فشل مجلس الأمن في حل المشكلة.

وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها أول من أمس إلى أن وزارتي الخارجية والدفاع (البنتاغون) الأميركيتين بدأتا التنسيق في ما بينهما بالفعل لـ«مرحلة ما بعد الأسد»، موضحة أن الوزارتين تضعان نصب أعينهما ما نتج عن الغزو الأميركي للعراق عام 2003 من فوضى وعنف؛ بصفته مثالا واضحا لأخطاء يجب تجنبها في مستقبل سوريا.

وتحاول الإدارة الأميركية أن تحافظ على مؤسسات الدولة بعد سقوط الأسد، وأن لا تقوم المعارضة باستهداف تلك المؤسسات و«إذابتها»، بحسب قول مسؤول رسمي طلب عدم تعريفه مقابل إماطة اللثام عن جزء من تلك الخطط المستقبلية.

وعلى الرغم من أن البيت الأبيض استبعد القيام بأي تدخل عسكري في سوريا، فإن وزارة الدفاع الأميركية تعكف على صياغة خطط طوارئ لعمليات مع حلفائها من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أو حلفائها الإقليميين، لإدارة تدفق عدد كبير من اللاجئين على الحدود السورية والحفاظ على ترسانة البلاد من الأسلحة الكيميائية.. خاصة عقب تلاشي الأمل في تسوية الأزمة من خلال المسالك الدولية بعد إصرار روسيا والصين على استخدام «الفيتو» للمرة الثالثة في مجلس الأمن أمام أي محاولات لإدانة نظام الأسد.

ومع توقع الإدارة الأميركية حدوث توتر ضخم في سوريا عقب سقوط الأسد، مما قد يشمل أحداث عنف عرقية وطائفية ربما تفوق ما حدث بالعراق، فإن هناك مرحلة من «الغموض المرعب» قد تلي سقوط الأسد، بحسب تعبير المسؤول الأميركي.. خاصة أن الإدارة الأميركية لا تريد أن تبدو في شكل «المتدخل» في الشؤون السورية، أو تشكيل حكومة انتقالية في المستقبل، رغم أن واشنطن ستتأثر لا محالة في حال حدوث أي اضطرابات في تلك المرحلة.

لكن جهود البنتاغون في التخطيط للمستقبل ازدادت مؤخرا، وذلك بالتزامن مع إعلان الإدارة الأميركية – وغيرها من الدول – توسيع المساعدات العلنية والسرية للمعارضة السورية. وفي حين أن الإدارة الأميركية استبعدت أن تقوم بتسليح المعارضة بشكل مباشر، قالت الصحيفة إن مجموعة صغيرة من ضباط إدارة الاستخبارات (سي آي إيه) تقوم بالتنسيق مع دول أخرى تمد المعارضة بالسلاح، وذلك لتبين الجهات التي تحصل على تلك الأسلحة، إلى جانب محاولة العمل على توحيد المعارضة السورية في كيان يمكن الاعتماد عليه مستقبلا ويمنع انهيار الدولة عقب سقوط الأسد.

ويجري تنسيق جهود المساعدات من قبل نائب وزيرة الخارجية ويليام بيرنز، الذي كان يعمل في مكتب شؤون الشرق الأدنى أثناء التخطيط للغزو الأميركي للعراق في عام 2003. وقامت وزارة الخارجية بإنشاء عدد من «الخلايا» المنفصلة، تقوم على دراسة الأوضاع في «سوريا ما بعد الأسد»، سواء الاقتصادية أو الإنسانية أو الأمنية، أو حتى كيفية التعامل مع الأسلحة الكيماوية، والتحول السياسي، ووضع الخطط لمواجهة الانهيار المحتمل. وفي ما يخص جزئية التحول السياسي، فإن السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد يقود هذا التوجه، حيث التقى الأسبوع الماضي مع أكثر من 250 معارضا سوريا في القاهرة، في محاولة لتوحيد صفوف المعارضة وتشكيل حكومة انتقالية. كما قام البنتاغون أيضا، بمعاونة القيادة المركزية، بإنشاء مجموعة مماثلة من خلايا التخطيط، والمعروفة باسم «فرق عمل الأزمة»، التي تركز على الحالات الطارئة التي يمكن أن يتعرض لها الجيش الأميركي. لكن مسؤولين كبار رفضوا إعطاء مزيد من التفاصيل حول عملها.. وبطبيعة الحال، يأتي «الحفاظ على مخزونات الأسلحة الكيماوية، وهي مهمة عسكرية بحتة» على رأس تلك الحالات، بحسب أحد المسؤولين.

وعلى الجانب الآخر، يوضح خبراء أن إيران، حليفة الأسد الوثيقة التي لم تغير من خطابها الرافض لمناقشة مسألة سقوط الأسد، تدرس من وراء الكواليس خطة بديلة في حال سقوطه من أجل الحفاظ على نفوذها في سوريا.

ويوضح بيرم سينكايا، خبير السياسات الإيرانية ومحاضر في قسم العلاقات الدولية بجامعة يلدرم بايزيد في أنقرة، لصحيفة «توادي زمان» التركية، أن طهران على الأرجح ستستغل التنافس العرقي والديني والسياسي من أجل تأجيج الفرقة الداخلية سعيا للحفظ على نفوذها بعد الأسد.. موضحا أن «الفرقاء سيلجأون حتما وقتها للحصول على الدعم الإيراني، وإيران بالتأكيد لن تخذلهم في ذلك». ويقول سينكايا إن ما يظهر حتى الآن من خلافات حادة بين أطراف المعارضة السورية، يمكن أن تستغله إيران لدعم بقايا النظام البعثي وإيجاد موطئ قدم للحفاظ على مصالحها.

ويستند سينكايا في رأيه إلى أن إيران لها تاريخ سابق في «الحروب بالوكالة» في عدة دول، ومنها أفغانستان والصومال ولبنان.. كما أنها ساهمت في زعزعة الاستقرار في دول مثل الصومال واليمن والعراق.

من جهة أخرى، أكدت سوزان مالوني، الباحثة في معهد «بروكنغز» المتخصصة في شؤون إيران، أن طهران تستغل الأزمة السورية «وسيلة لصرف تركيز المجتمع الدولي عن توجيه ضربات عسكرية لها جراء الخلاف على برنامجها النووي المثير للجدل»، مما قد يسفر – بحسب مراقبين – عن تخطيط إيران لاستمرار التوتر في سوريا، مع المحافظة على نفوذها هناك، في مرحلة «ما بعد الأسد».

الجيش الحر ينفي رفضه انضمام العلويين.. ويقول إنه مستعد لمنع إقامة دولة انفصالية على الساحل

الدادة لـ«الشرق الأوسط»: الاتهام صنيعة مخابراتية ونحن نمارس سياسة احتواء الجميع

بيروت: نذير رضا

نفى الجيش السوري الحر، على لسان مستشاره السياسي بسام الدادة، ما أوردته جريدة «واشنطن تايمز» الأميركية أن الجيش الحر يرفض انضمام العلويين إلى صفوفه، فيما حذرت مصادر قيادية من الجيش الحر، في حديث مع «الشرق الأوسط» من «تحضير نظام الرئيس السوري بشار الأسد لإقامة دولة انفصالية علوية في الساحل السوري والجبال المتاخمة للمنطقة الساحلية».

وأشارت «واشنطن تايمز» إلى مخاوف من اندلاع صراع ديني بين الشيعة العلويين والسنة – غالبية السكان – في سوريا على جانبي الحدود السورية – التركية. زعمت الصحيفة أن هناك بعضا من العلويين يحاولون الانضمام إلى الجيش السوري الحر ومحاربة الرئيس السوري بشار الأسد؛ «إلا أن الجيش السوري الحر يرفض انضمامهم بسبب مذهبهم».

وقالت الصحيفة إن ثائر عبود هو «متطوع سوري حاول الانضمام إلى الجيش السوري الحر ولكن رفض قبوله بسبب انتمائه للطائفة العلوية». ونقلت عنه قوله: «أنا كنت أريد الانضمام إلى مجموعات القتال.. ولكن رد علي أحد الثوار قائلا نحن لسنا في حاجة إلى علوي معنا.. فقلت في نفسي اذهبوا إلى الجحيم فهذه ليست ثورة».

وأفادت الصحيفة نقلا عن عبود قوله: إن «الثورة أصبحت إسلامية الطابع»، مؤكدا أنه يدعم المعارضة بقوة رغم رفض المعارضة له.

في هذا الإطار، نفى المستشار السياسي للجيش السوري الحر بسام الدادة الاتهامات «نفيا قاطعا»، مشددا في حديث لـ«الشرق الأوسط» على «أننا نحاول استقطاب العلويين بشتى الوسائل». وقال: «قلنا لأبناء الطائفة العلوية الكريمة إن الجيش الحر هو جيشكم، وأنتم أهلنا وناسنا»، مشيرا إلى «أننا نمارس سياسة الاحتواء، ونتواصل معهم على الدوام، ولم يسبق أن رفضنا أحدا من مختلف الطوائف التي تشكل النسيج الاجتماعي السوري».

وعن الدليل، أكد الدادة وجود «ضباط علويين في الجيش السوري الحر، أحدهم أعلن انشقاقه عن النظام وظهر في مقطع فيديو موجود على يوتيوب يعلن فيه انشقاقه»، لافتا إلى أن «كتائب الجيش السوري غير مقسمة طائفيا، ونحن لسنا طائفيين»، مؤكدا وجود مقاتلين علويين ضمن المعارضة المسلحة.

وحمل الدادة النظام السوري مسؤولية التفرقة المذهبية في الداخل إذ «يعمل على إذكاء حالة الرعب في نفوس العلويين من الطوائف الأخرى»، مشيرا إلى أن النظام «يخوف العلويين من الطوائف الأخرى لكسب ولائهم وتأييدهم»، معتبرا أن ما ورد في الصحيفة الأميركية «هو صنيعة مخابراتية بهدف تخويف العلويين». ورأى أن هذه الخطوة «يريد منها النظام التحضير لإقامة دولة علوية مستقلة على الساحل»، معربا عن اعتقاده أن إقامة هذه الدولة الطائفية «ستتم بمساعدة الحشود العسكرية الروسية القادمة إلى الساحل السوري».

وكان مصدر قيادي في الجيش السوري الحر أعلن في حديث مع «الشرق الأوسط» أن «القيادة العسكرية في الجيش السوري الحر تتطلع إلى معركة باتت شبه محسومة بعدما تبين أن النظام سيفشل في استعادة حلب»، وهي «معركة انفصال الساحل السوري عن سائر المدن السورية».

وقال المصدر المقيم في تركيا «إننا نتحضر لمنع انفصال دويلة داخل الدولة السورية، بغية الحفاظ على أرضنا ضمن حدودها كاملة»، مشيرا إلى أن «استراتيجية النظام تقوم على الاستماتة في القتال في دمشق وحلب، وإذا فشل في السيطرة عليهما، فإنه سيلجأ إلى إعلان دولة انفصالية على الساحل السوري، يرتب لها».

وقال المصدر إن «معلوماتنا تؤكد تحضير النظام لهذه الدويلة بعد فشله في السيطرة على دمشق وحلب وسائر المحافظات»، مشيرا إلى أن «المعركة التي بدأناها الآن لن تنتهي، إذ سننتقل للقتال في معركة وطنية مهمة في مواجهة الدولة الانفصالية التي يعد لها النظام في الساحل السوري، أسوة بالمخطط الذي كان سيقوم بعد الحرب العالمية الأولى»، معتبرا أن «هذه المعركة وطنية لأننا نرفض التقسيم، ونرفض قيام دويلات طائفية تتشابه مع دولة إسرائيل».

ويقصد بالدولة الانفصالية على الساحل السوري، الدولة العلوية، إذ يتوزع معظم أبناء هذه الطائفة في الجبال الساحلية السورية، وهي الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.

وتعتبر الطائفة العلوية في سوريا ثاني أكبر طائفة، بعد الطائفة السنية، ويشكلون ما نسبته 9% من عدد السكان السوريين.

اشتباكات حول مطار حلب الدولي.. والجيش النظامي ينتظر أوامر الهجوم والمعارضة تعتبرها «حربا نفسية»

عضو في مجلس قيادة الثورة لـ «الشرق الأوسط» : القصف بدأ يستهدف مناطق النازحين ونتخوف من مجازر

بيروت: كارولين عاكوم

لا تزال حلب حيث تدور «أم المعارك» السورية في مرمى استهداف قوات النظام الذي يحاول منذ أسبوع استعادتها من دون جدوى، بحسب ما أكد ياسر النجار، عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية في حلب لـ«الشرق الأوسط». وفي حين أعلن المجلس الوطني السوري عن اشتباكات دارت أمس حول مطار حلب الدولي، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري قوله إن «الجيش السوري النظامي حشد قواته حول حلب وإنه ينتظر الأوامر لشن الهجوم الحاسم للسيطرة على أحياء المدينة المتمردة».. معتبرا أن المعركة المقبلة ستكون طويلة واصفا إياها بأنها «حرب شوارع من أجل القضاء على الإرهابيين».

ولكن النجار أكد أن ما يقوم به النظام ليس إلا حربا نفسية بهدف التأثير على الشعب السوري والثوار، مضيفا: «منذ أسبوع وهو يحاول عاجزا استعادة المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر، وذلك نظرا إلى التعاون الذي يتم بين ثوار حلب وثوار المناطق والمحافظات المحيطة، إضافة إلى الكمائن التي تنصب لأرتال الدبابات والكتائب التي يحاول النظام استقدامها إلى حلب».

ويعتبر النجار «أن حلب أكبر من أن يسيطر عليها الجيش الحر.. ولا يمكن مقارنتها بحمص نظرا إلى سيطرة المعارضين على ريفها بشكل كامل، الأمر الذي يقف حاجزا أمام تقدم قوات النظام التي تدخل في حرب استنزاف مع الجيش الحر». وأكد النجار أن الجيش الحر يسجل يوميا تقدما ملحوظا في حلب، وهو بات اليوم يسيطر على 50% من المدينة القديمة كما أنه نجح أمس في الوصول إلى قلعة حلب، وبالتالي فإن وجوده في هذا الموقع يجعله قادرا على السيطرة على أسواق المدينة وزواريبها حيث لا وجود أيضا لقوات النظام. ورأى أن عمليات النظام في حلب تهدف إلى تدمير البنية التحتية بأسلحة الدمار والطيران الحربي، وخير دليل على ذلك أن القصف استهدف أمس منطقة الشيخ نجار الصناعية.

ويشير النجار إلى أنه وبعد محاصرة الجيش الحر لمطار «منغ» الأسبوع الماضي، بات النظام يعتمد على الطيران المقاتل الذي يستخدم في حرب الدول ويعرف بقوته التدميرية وعدم قدرته على إصابة الأهداف، لافتا إلى أن قوات النظام أصبحت تستهدف المناطق التي لجأ إليها النازحون على اعتبار أنها مناطق آمنة؛ محذرا من مجازر قد يرتكبها النظام بحق هؤلاء عقابا لهم على وقوفهم مع المعارضة ودعمهم الجيش الحر.

وميدانيا أيضا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية السورية قصفت حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون في حلب شمال البلاد، في حين تواصلت المعارك في أحياء أخرى من المدينة التي يسعى الطرفان للسيطرة عليها.

وأشار المرصد، في بيان، إلى «اشتباكات في أحياء الحمدانية السكري والأنصاري»، وذكر أن اشتباكات أمس أدت إلى مقتل مقاتلين معارضين اثنين في حي جمعية الزهراء حيث مقر المخابرات الجوية.

كما أعلن فجرا عن «سقوط قذائف عدة على حيي الحيدرية ومساكن هنانو»، مضيفا أن «اشتباكات دارت في حي الميرديان قرب إدارة الهجرة والجوازات»، لافتا إلى «خروج مظاهرات فجرا في أحياء الميسر والشعار وجمعية الزهراء».

كما دارت اشتباكات عنيفة في منطقة السيد علي وتعرضت منطقة القصر العدلي بحلب القديمة لقصف عنيف من قبل القوات النظام وسمعت أصوات انفجارات في أحياء يسيطر عليها الجيش الحر، بحسب المرصد، كما أعلن الجيش الحر سيطرته على عدد من الأحياء في مدينة حلب القديمة وهو ما نفاه التلفزيون الرسمي السوري.

وأظهرت صور خاصة بـ«الجزيرة» قصفا للجيش النظامي على أحياء السكري وصلاح الدين وهنانو في مدينة حلب. وقال مراسل «الجزيرة» في حلب إن الطائرات الحربية تقصف المحاصرين في حي هنانو.

وقال مدير العمليات التابع للجيش الحر إن قواته تحاول السيطرة على القلعة التي تطل على مدينة حلب. وأفاد مراسل «الجزيرة» في حلب – الذي تمكن من دخول أحياء بالمدينة – إنه شاهد عددا كبيرا من الجثث لقتلى من الجيش النظامي سقطوا خلال المعارك في الأيام الماضية.

وأفاد شهود عيان لوكالة «رويترز» أن مقاتلات وطائرة هليكوبتر ومدفعية تابعة للجيش السوري قصفت مواقع مقاتلي الجيش الحر في حلب. وقال شاهد من رويترز إنه «توجد طائرة هليكوبتر واحدة، ونسمع دوي انفجارين في كل دقيقة». بينما قال قائد محلي للمعارضة المسلحة إن مقاتليه ينتظرون «هجوما قويا» من جانب قوات الجيش السوري على المدينة.

من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «قواتنا المسلحة الباسلة واصلت وبالتعاون مع الأهالي ملاحقة فلول الميليشيات الخليجية التركية في أحياء عدة في حلب».

ونقلت الوكالة عن مصدر من المحافظة قوله: «إن أهالي منطقة السيد علي يتصدون للميليشيات الإرهابية ويطردونهم من الحي»، مضيفا «أن قواتنا المسلحة الباسلة تصدت للمسلحين الذين كانوا يتمركزون في منطقة كلية العلوم من بينهم أفغان وتم تصفيتهم».

وتابعت الوكالة: «أما في منطقة حديقة الكواكبي فقد نفذت قواتنا الباسلة عملية نوعية وتابعت الميليشيات الخليجية التركية وقتلت عددا كبيرا منهم كما تم في منطقة سوق سيف الدولة وبالتعاون مع الأهالي تصفية الإرهابيين الموجودين فيها»، مشيرة نقلا عن المصدر إلى «وجود جثث لأشخاص أتراك جاءوا إلى سوريا».

أكثر من 90 قتيلا في سوريا.. والجيش الحر: ادعاءات النظام بسيطرته على أحياء دمشق «كاذبة»

المروحيات ترمي المنشورات للتحذير من إيواء «الإرهابيين».. ومعارك حمص تتجدد

بيروت: نذير رضا

بينما ينشغل العالم بالتطورات الميدانية في مدينة حلب، تعرضت مدينة حمص أمس، لحملة عسكرية عنيفة على أكثر من محور، إذ تكثف القصف المدفعي على أحياء القصير، فيما حاولت القوات النظامية اقتحام حي الخالدية من جهة حي كرم شمشم، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر الذي حاول صد الهجوم. وأتت تلك التطورات بعدما شهدت دمشق، ودرعا، ودير الزور، اشتباكات بين الجيشين «الحر» و«النظامي»، وتعرضت أحياء من حمص، ودمشق وريفها، ودرعا، واللاذقية لقصف عنيف، أسفر عن سقوط أكثر من 90 قتيلا – كما أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا – بينهم خمسة أطفال وسيدتان، ومعظمهم في دمشق وريفها، وإدلب، ودرعا.

ميدانيا، وخلافا لما أعلنه الجيش النظامي السوري عن سيطرته على أحياء العاصمة دمشق، أفاد ناشطون بوقوع اشتباكات متقطعة شهدتها المدينة من صباح أمس بين الجيشين «النظامي» و«الحر». وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية نفذت حملة مداهمات في حي القابون، أسفرت عن اعتقال عدد من المواطنين بينهم سيدة وطفلها البالغ من العمر 12 عاما. وأضاف أن منطقة ركن الدين شهدت نشر القوات النظامية حواجز إسمنتية، وذلك بعد الاشتباكات التي دارت السبت في أحياء ركن والصالحية والمهاجرين. كما لفت إلى العثور على جثث 3 مواطنين في حي التضامن، بالإضافة إلى وجود جثث لمواطنين في الحي يصعب انتشالها بسبب انتشار القناصة.

من جهتها، أعلنت لجان التنسيق المحلية سقوط 34 قتيلا في دمشق وريفها، بينهم عشرون في مجزرة عربين، فيما ذكرت شبكة «شام» أن قوات الجيش النظامي أعدمت 12 شخصا في حي التضامن. وأفاد ناشطون عن قصف عنيف تعرضت له أحياء جوبر وركن الدين والصالحية من على جبل قاسيون.

وردا على ما أعلنته القوات النظامية أنها «طهرت دمشق من المسلحين»، قال مسؤول بارز في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي الجيش السوري الحر ما زالوا في دمشق، لكنهم يتخذون إجراءات احتياطية كون القصف على الأحياء لم يتوقف »، نافيا أن يكون المسلحون المعارضون انسحبوا من أحياء دمشق. وأكد أن السيطرة التي يتحدث عنها النظام غير قائمة، لكنه يمارس حربا نفسيا ضد المعارضين بالإيحاء بأنه مسيطر، لكن الواقع الميداني يؤكد عكس ذلك.

وشدد المسؤول على أن المعركة في دمشق لم تنته، كاشفا أن «اشتباكات وقعت فجر اليوم (أمس) مما اضطر الجيش النظامي إلى الاستعانة بسلاح المدفعية وقصف الأحياء، لأنه لم يتمكن من دخول بعض الزوايا فيها». وأشار إلى أن القوات النظامية تتفوق بسلاح المدفعية الثقيلة وبطائراتها وحواماتها، لكنها عاجزة عن مقارعة الجيش الحر في مواجهات مباشرة.

في المقابل، كان الجيش السوري قد أعلن أنه استعاد السيطرة على آخر مواقع المتمردين القوية. وأكد مصدر عسكري أن القوات السورية النظامية باتت تسيطر، وبشكل كامل على أحياء دمشق بعد «تطهير» حي التضامن، واصفا الوضع في العاصمة السورية بأنه «ممتاز ومستقر». وقال المصدر، متحدثا إلى الصحافيين: «لقد طهرنا جميع أحياء دمشق من الميدان إلى بساتين الرازي في المزة والحجر الأسود والقدم والسبينة ودف الشوك ويلدا وببيلا والتضامن».

وليس بعيدا عن العاصمة السورية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أحياء في محافظة ريف دمشق شهدت اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، وتركزت في حرستا التي سقط فيها 8 قتلى. وشهدت بلدة كفر بطنا اشتباكات ترافقت مع قصف أسفر عن تهدم في 7 منازل، كما تعرضت للقصف منطقتا زملكا، وحي ركن الدين اللذين سقط فيه 6 قتلى. فيما أظهرت صور بثها ناشطون قصفا يستهدف المباني السكنية في مدينة الزبداني بريف دمشق.

وفي مدينة حمص، اشتد القتال من جديد. وقالت لجان التنسيق المحلية المحلية إن اشتباكات شهدتها المدينة بعدما حاولت القوات النظامية اقتحام حي الخالدية من جهة حي كرم شمشم، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر الذي حاول صد الهجوم.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مدنيا قتل في الخالدية إثر تعرض منزله للقصف، مشيرا إلى أن القصف طال أحياء جورة الشياح، وأحياء حمص القديمة. ووثقت اللجان سقوط 5 قتلى في محافظة حمص. وأفاد ناشطون عن تجدد القصف المدفعي على مدن الحولة، والقصير، وتلبيسة، والرستن.

وجاءت تلك التطورات بعدما أفادت قناة «العالم» عن أن الجيش السوري أحكم سيطرته عل حمص وفرض طوقا أمنيا على من تبقى من المسلحين.

ونفى مصدر ميداني لـ«الشرق الأوسط» هذا الخبر، معتبرا أنه «مضلل». وقال إن الاشتباكات تجددت أمس على أكثر من محور، أهمه محور الخالدية الذي شهد معارك مباشرة مع الجيش الحر، بالإضافة إلى اشتباكات في منطقة قلعة الحصن.

في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أنه «في مدينة حمص انفجر فجر أمس مستودع للأسلحة تستخدمه المجموعات الإرهابية المسلحة قرب جامع الفتح بحي جورة الشياح». ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي قوله «إن المستودع كان يحتوي ذخيرة وعبوات ناسفة وأدى انفجاره إلى مقتل وإصابة عشرات الإرهابيين وتضرر في بعض الأبنية المجاورة».

وعن منطقة ريف حمص، أكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن مناطق القصير، وتلكلخ والحصن معرضة للقصف على مدى 24 ساعة، مشيرا إلى أن القصف يتم من مطار الضبعة العسكري في ريف القصير، ومن مربض الدبابات في هيت، الذي يقصف منطقة الناعم في القصير.

وأشار المصدر إلى أن الطائرات المروحية النظامية أدخلت إلى مهماتها مهمة جديدة، هي رمي المناشير (المنشورات). وقال إن اليومين الماضيين شهدا تحليقا كثيفا للطيران المروحي النظامي الذي رمى مناشير على القرى، يدعو فيها السكان إلى الإبلاغ عن الإرهابيين، والمجموعات المسلحة لأقرب مركز عسكري، وقال إنها تضمنت تحذيرا للمواطنين من خطر المجموعات المسلحة والتحذير من إيوائهم، داعية إياهم إلى تبليغ أقرب مركز عسكري بوجودهم.

وفي محافظة اللاذقية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن خمسة من قادة الكتائب الثائرة المقاتلة أصيبوا بجراح إثر قصف تعرض له مبنى في جبل الأكراد فجر اليوم (أمس).

أما في محافظة إدلب، أعلنت لجان التنسيق المحلية عن سقوط 11 قتيلا بقصف استهدف القرى المناطق المعارضة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بلدات وقرى حنتوتين، وكفر سجنة، والركايا، ومدايا، ومعر دبسة، تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية فجر أمس، مما أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة العشرات بجراح في حصيلة أولية. وأفاد المرصد أن مدينة معرة النعمان تعرضت لقصف عشوائي.

وأعلن ناشطون أن عشرات المباني السكنية انهارت في مدينة أريحا بإدلب بسبب القصف العنيف للقوات النظامية.

من جهة ثانية، أشارت مواقع الثورة السورية على الإنترنت إلى وقوع اشتباكات في حي الحاضر في حماه، بعد وصول تعزيزات عسكرية لجيش النظام إلى حي القصور واقتحامه من جهة البساتين وشارع الثلاثين. وأعلنت لجان التنسيق المحلية مقتل 3 أشخاص في حماه.

وفي شرق سوريا، شهد حي الميادين في دير الزور اشتباكات عنيفة بالقرب من مقر الأمن العسكري، وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل، بينما أفاد ناشطون عن استمرار المعارك في أكثر من حي أحياء المدينة.

وفي درعا، شنت قوات النظام حملات دهم واعتقالات في بلدة نمر، ونفذت قصفا عنيفا على مناطق الحراك وناحتة والكرك الشرقي بدرعا مع قطع جميع الاتصالات الهاتفية وخدمة الإنترنت. وقالت لجان التنسيق في درعا إن منازل في منطقة بصرى الشام من المحافظة تعرضت لقصف بالدبابات.

في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية: «اشتبكت الجهات المختصة خلال ملاحقتها فلول الإرهابيين في بلدة اليادودة ومزارعها في ريف درعا اليوم مع مجموعة إرهابية مسلحة كانت تقوم بترويع الأهالي وارتكاب أعمال تخريب وقتل». ونقلت الوكالة عن مصدر قوله: «إن الاشتباك أسفر عن مقتل وجرح عدد من الإرهابيين وإلقاء القبض على آخرين».

ورغم الحملات العسكرية والقصف والاعتقالات والاشتباكات، سجل يوم أمس خروج مظاهرات ليلية في أكثر من مكان، منها حلب. وأفاد ناشطون على «فيس بوك» أن المظاهرات خرجت بعد صلاة التراويح تطالب بإسقاط النظام ووضع حد للمجازر، معلنة تضامنها مع مدينة حلب.

وفي ريف إدلب خرجت مظاهرات ليلية تطالب بوقف «المجازر» التي يرتكبها النظام ضد المدنيين العزل. وقد تركزت المظاهرات في مناطق بنش وكنصفرة بجبل الزاوية وفي مدينة حماه وريفها، وخرجت مظاهرات في أحياء طريق حلب والكرامة والبياض وكفر زيتا، منددة بما يرتكبه النظام من مجازر بحق المدنيين.

وفي حفايا تحول تشييع قتلى مجزرة «زور الحيصة» إلى مظاهرة ليلية منددة بعمليات القتل التي تنفذها قوات النظام.

تواصل القصف والاشتباكات في حلب وسقوط 28 قتيلا في سوريا اليوم

أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن عمليات القصف والاشتباكات تواصلت اليوم في مدينة حلب، شمال سوريا، والتي حصدت اليوم تسعة قتلى، ما يرفع عدد ضحايا العنف في سوريا هذا الصباح إلى 28 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين.

وأوضح المرصد في بيان أن تسعة أشخاص قتلوا في مدينة حلب، بينهم قائد كتيبة من صفوف الثوار “سقط خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي صلاح الدين”، بالاضافة الى خمسة مدنيين جراء القصف على مبنى القصر العدلي وحيي الشعار والمرجة.

وأضاف المرصد أن أعمال القنص في حي سيف الدولة أدت إلى مقتل شاب، بالإضافة إلى مدني من حي باب النيرب بنيران القوات النظامية خلال إسعافه الجرحى، ومدني ثامن في حي الحمدانية بظروف مجهولة.

وفي محافظة حماة (وسط)، قتل 8 مدنيين، بينهم طفلان إثر اطلاق نار وقصف رافق اقتحام قرية حربنفسه، بالإضافة الى مدني تاسع قتل برصاص قناص في حي الصابونية في مدينة حماة.

وفي مدينة دير الزور (شرق)، قتل ثلاثة مدنيين بينهم سيدة في القصف على حي الصناعة، بالاضافة إلى رقيب منشق في اشتباكات شهدتها المدينة، فيما قتل مواطن إثر إصابته بشظايا جراء القصف على مدينة معرة النعمان في ريف إدلب.

(أ.ف. ب.)

130 قتيلا بسوريا وأنباء عن مجزرة جديدة

                                            قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 130 شخصا قتلوا أمس الأحد، معظمهم في دمشق وريفها ودير الزور وإدلب، في وقت تحدث فيه ناشطون عن مجزرة ببلدة حربنفسه التي تعرضت لقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة والصواريخ.

وفي حلب، أفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش السوري الحر يسيطر على ستة أحياء في حلب القديمة، وأنه يحاول السيطرة على ثكنة هنانو العسكرية بالمدينة، في حين تشهد المنطقة اشتباكات عنيفة وقصفا بالطيران. وقال ناشطون إن الجيش النظامي يستهدف المنازل والمساجد والمخابز وسيارات الإسعاف.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن الطيران الحربي استهدف مبنى محاكم الصلح والبداية في حي المواصلات القديمة في المدينة، مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة خمسين آخرين.

وقال ناشطون إن حي المرديان بحلب تعرض لقصف عنيف بالدبابات، ودارت اشتباكات عنيفة بالحي بين الجيش النظامي المتمركز بجانب نادي الضباط والجيش الحر الذي يحاصر مبنى قيادة الشرطة والهجرة والجوازات.

كما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية بأن “القوات النظامية قصفت الأحد بطائرة حربية حييْ صلاح الدين والصاخور”، مشيرا إلى أن “الحي شهد محاولة اقتحام حوالي الساعة التاسعة صباح الأحد لكن الثوار تمكنوا من صدها”.

مجزرة جديدة

من جهة أخرى، أفاد ناشطون بأن عددا من القتلى سقطوا في قصف عنيف للجيش النظامي السوري على بلدة حربنفسه في ريف حماة.

وقال عضو اتحاد ثوار سوريا في حماة ثائر الحموي -في اتصال مع الجزيرة- إن قوات الجيش النظامي والشبيحة ارتكبوا مجزرة ببلدة حربنفسه التي تعرضت لقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة والصواريخ لأكثر من خمس ساعات.

وأضاف الحموي أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا جراء القصف وذلك وفقا لشهادات سكان تمكنوا من الهروب من البلدة. وأفاد السكان بأن الجثث ملقاة في الشوارع وأن الجيش النظامي والشبيحة أطلقوا نيرانهم على السكان الفارين، مما تسبب في سقوط مزيد من الضحايا.

وفي دمشق, أبلغ ناشطون عن قصف عنيف بمدافع الهاون ورشاشات وصواريخ الطائرات على بلدة يلدا بريف دمشق والحجر الأسود بدمشق من قبل آليات ومروحيات الجيش النظامي السوري. كما تعرضت بلدة ببيلا لقصف مروحي عشوائي مما أدى إلى نشوب حرائق في بعض مزارعها.

وقال الناشطون إن قذائف مدفعية من قاسيون هزت العاصمة دمشق وتردد صداها بقوة في أحياء التجارة والعدوي والقابون.

وقد خرجت مظاهرات ليلية في عدة أحياء بينها الكرامة وباب قبلي والفيحاء وطريق حلب وبلدات كفرزيتا والسلمية واللطامنة والحويز. أما في محافظة الحسكة فقد شهدت عدة مناطق من بينها مدينة القامشلي مظاهرات رُفعت خلالها شعارات الحرية، كما طالبوا بدعم الجيش الحر وإسقاط نظام الرئيس الأسد.

وفي دمشق، خرج سكان أحياء باب سريجة بالقرب من قسم قيادة الشرطة وشارع خالد بن الوليد في مظاهرات، كما خرجت مظاهرة أخرى من مسجد زيد بن ثابت وحي ركن الدين, وفي ريف دمشق خرجت مظاهرات في دوما وحرستا وداريّا طالب فيها المتظاهرون بوقف الحملة العسكرية التي يقوم بها جيش النظام على أحياء التضامن واليرموك.

انشقاق عقيد وقاض

من جانب آخر، انشق العقيد يعرب محمد الشرع عن النظام السوري، وأشارت مصادر مختلفة إلى وجوده في الأردن.

ويشغل العقيد يعرب الشرع منصب رئيس فرع المعلومات بدائرة الأمن السياسي في ساحة الميسات بدمشق.

والعقيد المنشق من بلدة اسمها خربة غزالة في محافظة درعا، ويبلغ من العمر 45 عاما. وقد درس وتخرج من كلية الحقوق بالعاصمة السورية دمشق.

وفي نفس السياق، أعلن القاضي محمد أنور مجني قاضي محكمتيْ جنديرس ورادو في حلب انشقاقه عن النظام السوري الذي وصفه بأنه يستخدم القضاء لقمع الشعب.

وأضاف مجني -في حديث للجزيرة- أن النظام ارتكب الخيانة العظمى عبر تسليمه لأراضي منطقة عفرين الكردية لحزب العمال الكردستاني.

طهران تناشد أنقرة التوسط للإفراج عن مواطنيها

حذرت إيران من التدخل الأجنبي في سوريا وقالت إن الصراع هناك قد يمتد لإسرائيل، وناشدت تركيا التوسط للإفراج عن 48 إيرانيا اختطفوا في سوريا، في حين استبعدت ألمانيا تدخلا عسكريا في سوريا حتى بعد استقالة المبعوث الأممي والعربي كوفي أنان من مهمته.

واتهم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الولايات المتحدة ودولا بالمنطقة -لم يسمها- بتقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وتتهم دمشق تركيا وقطر والسعودية بـ”دعم المعارضين في سوريا وإذكاء العنف” هناك، وتدعم إيران جهود الأسد لسحق الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية عن لاريجاني قوله “النار التي أُشعلت في سوريا ستلتهم أيضا أولئك الخائفين”، وتساءل “ما الذي يسمح لهذه البلدان بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا؟”.

كما نقلت الوكالة عن غلام علي حداد عادل -وهو حليف رئيسي للمرشد الأعلى علي خامنئي- قوله إن الشعب السوري يجب ألا يسمح للولايات المتحدة وإسرائيل بكسر “جبهة المقاومة”، وأضاف “بما أن الأميركيين والإسرائيليين لا يريدون حل المشكلة السورية فإنهم يواصلون العمل على تقويض أمن المنطقة”.

وتدعم إيران وروسيا خطة النقاط الست لحل الأزمة التي قدمها المبعوث الأممي والعربي للسلام في سوريا كوفي أنان، والذي استقال من المهمة الأسبوع الماضي، وأنحى باللائمة في ذلك على تبادل الاتهامات والسباب داخل مجلس الأمن، فيما ألقت إيران باللائمة في فشل خطة أنان على الولايات المتحدة ودول بالمنطقة.

مساعدة تركية

من ناحية أخرى، طالب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أنقرة بالتدخل لتأمين إطلاق سراح 48 إيرانيا اختطفوا في سوريا.

وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن صالحي طالب أنقرة خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو، ببذل كل ما بوسعها من جهود لإطلاق سراح الإيرانيين “الذين ذهبوا بشكل منفرد بغية زيارة مقام السيدة زينب”، على حد قوله.

من جانبه، وعد وزير الخارجية التركي بدراسة الموضوع في أسرع وقت ممكن وأكد أنه سيبذل كل ما بوسعه “كما في المرات السابقة” لإطلاق سراحهم.

كان الجيش السوري الحر قد أعلن في وقت سابق اليوم الأحد مسؤوليته عن خطف المجموعة، وأشار إلى أن من بينهم “ضباط بالحرس الثوري الإيراني كان هدفهم استطلاع الأوضاع في دمشق”.

ومن المقرر أن تتوجه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى تركيا السبت المقبل لبحث الأزمة السورية، بحسب ما أعلنته متحدثة باسمها اليوم الأحد.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اتفقا في نهاية يوليو/تموز على تسريع التغيير السياسي في سوريا بما في ذلك رحيل الأسد عن السلطة.

تدخل عسكري

في سياق متصل، استبعد وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير أن يحدث تدخل عسكري في سوريا حتى بعد استقالة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان من مهمته.

وفي مقابلة مع صحيفة “فيلت آم زونتاج” الألمانية الصادرة اليوم الأحد قال دي ميزير إن “فشل الدبلوماسية لا يجب أن يؤدي تلقائيا إلى الشروع في العمل العسكري”.

وكان أنان دعا يوم الخميس الماضي إلى عدم تجديد تفويضه الذي ينتهي في 31 أغسطس/آب الجاري معترفا بفشل مهمته الخاصة بوقف إطلاق النار بين قوات الرئيس بشار الأسد والمعارضة.

وأضاف الوزير الألماني “بلا شك فإن من الأمور المريرة والمحبطة أن تضطر لمشاهدة هذا القتل دون أن تتمكن من القيام بشيء مباشر ضده”.

ودعا دي ميزير حكومة بلاده إلى الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية وتقديم الدعم اللوجيستي لفصائل المعارضة “لكن ليس بأكثر من ذلك” مشيرا إلى المخاطر التي ينطوي عليها التدخل العسكري الخارجي في سوريا.

إصابات بانفجار في مقر التلفزيون السوري

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الاثنين إن الهجوم الذي استهدف الطابق الثالث من مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بدمشق بعبوة ناسفة أسفر عن إصابات خفيفة وأضرار مادية كبيرة، وأشار إلى أن جميع أفراد طاقم التلفزيون بخير، في حين أشارت مصادر صحفية لسكاي نيوز عربية أن الانفجار أسفر عن عدد من القتلى.

واتهم الزعبي من سماهم “الإرهابيين” بالهجوم على مبنى التلفزيون السوري لمنعه من إيصال الحقيقة، وأكد أن بث المحطات السورية سيستمر مهما كانت التهديدات.

وفي نهاية يونيو الماضي تعرض مبنى الإخبارية السورية في دمشق لهجوم أسفر عن مقتل 7 من العاملين في القناة واختطف آخرون.

من جهة أخرى اتهمت المعارضة السورية الاثنين القوات النظامية بارتكاب “مجزرة” بحق نحو 40  من سكان بلدة حربنفسه  في ريف حماه وسط البلاد، معتبرا أنها تاتي في إطار “سياسة تهجير طائفي” واضحة، في الوقت الذي قتل فيه 22 شخصا في مدن سورية عدة.

واتهم المجلس الوطني السوري المعارض وهو أحد أكبر فصائل المعارضة السورية في الخارج، “القوات الحكومية السورية بارتكاب مجزرة في بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي غير بعيد عن منطقة الحولة في ريف حمص”، والتي كانت شهدت مجزرة في مايو الماضي ذهب ضحيتها 108 أشخاص بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ولفت البيان إلى أن قوات النظام “قامت بقصف البلدة التي لا يزيد عدد سكانها عن 8  آلاف نسمة بالدبابات والأسلحة الثقيلة طوال خمس ساعات متواصلة”، قبل أن تقوم هذه القوات “باقتحام البلدة ما أدى إلى إصابة أعداد كبيرة من المدنيين أحصي منهم حتى اللحظة أكثر من 40  قتيلا و120 جريحا كثير منهم في حالة خطرة”.

وأضاف المجلس أن “الإجرام والرغبة الجامحة بالقتل والترهيب بلغا حد قيام القوات الأمنية والعسكرية وعصابات الشبيحة القادمة من قرى مجاورة موالية للنظام، بمطاردة الأهالي الفارين من البلدة واستهدافهم بالرصاص الحي وبالأسلحة البيضاء”.

ولفت إلى أن هذه العملية “ما تزال متواصلة وممتدة للعديد من القرى والبلدات في تلك المنطقة”.

وأدان المجلس “هذه المذبحة الوحشية”، مؤكدا أنها “تأتي في إطار سياسة تهجير طائفي واضحة المعالم”.

وحمل المجلس “رأس النظام السوري وأعوانه المسؤولية الكاملة عن تنفيذ سياسة إبادة بحق الشعب السوري”، محذرا أفراد القوات النظامية الذين يشاركون في هذه الأعمال بأنهم يرتكبون جرائم “لا تسقط بمرور الوقت ولا بالعفو ولا بحجة تنفيذ الأوامر العسكرية”.

سوريا: انفجار في مبنى التليفزيون في دمشق وتصعيد الهجمات على حلب

أفاد مراسلنا في دمشق، عساف عبود، بانفجار عبوة في الطابق الثالث في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري في ساحة الأمويين.

وأدى الانفجار إلى تدمير كبير في مكاتب الإدارة في الطابق وإصابة ثلاثة أشخاص، ولم يؤد ذلك إلى قطع بث التلفزيون السوري بقنواته الثلاث حتى الآن.

ونقل التليفزيون السوري عن وزير الإعلام قوله “جميع العاملين في الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون بخير، ونحن نعرف من يقف وراء هذه الأعمال الجبانة البائسة واليائسة وهناك إصابات طفيفة”.

وكان هجوما غير مسبوق قد استهدف في 27 حزيران/يونيو الماضي مبنى قناة “الإخبارية السورية” الرسمية في ريف دمشق وأدى إلى مقتل ثلاثة صحفيين وأربعة من حراس مبنى القناة.

وهاجم مقاتلون معارضون قبل يومين مبنى الإذاعة والتلفزيون في حلب شمال البلاد وفجروا عبوات ناسفة حول المبنى بعدما اضطروا للانسحاب بسبب قصف الجيش النظامي على المبنى.

وتبنت “جبهة النصرة” السبت الماضي مقتل محمد السعيد المذيع في التلفزيون السوري الرسمي الذي خطف منتصف تموز/يوليو الماضي.

وأفادت الأنباء بأن قوات الحكومة السورية قد صعّدت هجومها على مدينة حلب، بقصفها بشدة مواقع المتمردين في أحياء المدينة.

ويقول مراسل لبي بي سي في المنطقة إن وتيرة الهجمات التي تشنها القوات الحكومية باستخدام الدبابات والمدفعية والطائرات قد زادت حدتها.

وبث نشطاء المعارضة صورا تظهر مدى الأضرار التي تعرضت لها المباني في المدينة التي يقولون إنها تعرضت للقصف بالطائرات المقاتلة.

حماة

وعلى صعيد آخر اتهم المجلس الوطني السوري المعارض في بيان صباح الاثنين القوات النظامية بارتكاب “مجزرة” بحق نحو 40 من سكان بلدة حربنفسه في ريف حماه وسط البلاد، معتبرا أنها تأتي في إطار “سياسة تهجير طائفي” واضحة.

وأشار البيان إلى أن قوات النظام “قامت بقصف البلدة التي لا يزيد عدد سكانها عن 8 آلاف نسمة بالدبابات والأسلحة الثقيلة طوال خمس ساعات متواصلة”، قبل أن تقوم هذه القوات “باقتحام البلدة وأدى هذا إلى إصابة أعداد كبيرة من المدنيين.

BBC © 2012

رياض حجاب.. رئيس الوزراء المنشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

لم يمكث رياض حجاب في منصبه وزيرا للزراعة أكثر من شهرين ثم أصبح رئيسا لوزراء سوريا في يونيو الماضي بعد انتخابات شكلية تجاهلت الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

لكن الرجل المنتمي للطائفة السنية والمنحدر من محافظة دير الزور التي شهدت قمعا دمويا للاحتجاجات في مربع الأحداث الفارقة في الأزمة السورية، اتخذ قرار بالانشقاق عن النظام السوري في غمرة انتفاضة شعبية اخذت منحى عنيفا ضد حكم بشار الأسد.

وأعلن التلفزيون السوري إقالة حجاب من منصبه بشكل مفاجئ الاثنين 6 أغسطس 2012  فيما أكدت المعارضة السورية عن انشقاق الرجل مع ثلاثة ضباط كبار، ليشكل ذلك ضربة كبيرة لنظام الرئيس السوري الذي يسعى لإظهار التماسك والسيطرة على مقاليد الأمور بينما تدور المعارك الشرسة مع المعارضة المسلحة على الأرض في مدن عدة.

وتوجه حجاب إلى الأردن برفقة عائلته والضباط المنشقين، تحت حماية الجيش السوري الحر الذي يقاتل من أجل إسقاط نظام الأسد.

وولد رياض فريد حجاب عام 1966 في دير الزور شرقي سوريا، وكان يشغل منصب وزير الزراعة في حكومة عادل سفر التي عينت في أبريل الماضي.

حجاب متزوج وله أربعة أولاد، وحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية، وكان رئيسا لفرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بدير الزور بين عامي 1989 و1998.

كما شغل كذلك منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور بين عامي 2004 و2008.

وكان حجاب محافظا لمحافظة القنيطرة من عام 2008 حتى فبراير 2011، ومحافظا لمحافظة اللاذقية من عام 2011 إلى تاريخ تعيينه رئيسا للحكومة 6 يونيو 2012 خلفا لعادل سفر الذي شكل حكومته بعد شهر من بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري.

المنشق وأسرته إلى الأردن

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

نقلت رويترز عن مسؤول رسمي أردني أن رئيس الوزراء السوري المنشق رياض فريد حجاب وصل مع عائلته إلى الأردن، وجاء ذلك بعد أن أعلن التلفزيون السوري إقالته من منصبه بعد أقل من شهرين على تعيينه رئيسا للحكومة، وتم تعيين عمر غلاونجي رئيسا للحكومة المؤقتة.

وعين الرئيس بشار الأسد حجاب الذي كان وزيرا للزراعة رئيسا للوزراء في يونيو 2012 بعد انتخابات برلمانية أجريت في مايو قالت السلطات إنها خطوة نحو الإصلاح السياسي لكن المعارضين رفضوها.

وأكدت المعارضة السورية انشقاق حجاب مع وزيرين و3 ضباط كبار، ليشكل ذلك ضربة كبيرة لنظام الرئيس السوري الذي يسعى لإظهار التماسك والسيطرة على مقاليد الأمور بينما تدور المعارك الشرسة مع المعارضة المسلحة على الأرض في مدن عدة.

وولد رياض حجاب عام 1966 في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وكان يشغل منصب وزير الزراعة في حكومة عادل سفر التي عينت في أبريل الماضي.

حجاب  متزوج وله أربعة أولاد، وحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية، وكان رئيسا لفرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بدير الزور بين عامي 1989 و1998.

كما شغل كذلك منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور بين عامي 2004 و2008.

كما كان محافظا لمحافظة القنيطرة من عام 2008 حتى فبراير 2011، ومحافظا لمحافظة اللاذقية من عام 2011 إلى تاريخ تعيينه رئيسا للحكومة 6 يونيو 2012.

غلاونجي.. المكلف بأعمال الحكومة السورية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تسلم المهندس عمر إبراهيم غلاونجي تكليفا لتسيير أعمال الحكومة مؤقتا بعد انشقاق رئيس الحكومة السورية رياض حجاب وتوجهه إلى الأردن.

كان يشغل منصب وزير الإدارة المحلية في حكومة حجاب.

ولد غلاونجي في مدينة طرطوس 1954، يحمل إجازة في الهندسة المدنية من جامعة تشرين 1978.

شغل منصب مدير لعدد من مديريات وفروع مؤسسة الإسكان العسكري بين عامي 1978-2000.

كما شغل منصب نائب رئيس مجلس مدينة اللاذقية بين عامي 1997-2000، ومدير عام المؤسسة العامة للإسكان، وعضو اللجنة الاستشارية لمجلس وزراء الإسكان العرب، وعضو مجلس إدارة شركة الاتحاد العربي للمقاولات.

وشغل منصب وزير للإسكان والتعمير في الحكومة السابقة تحت رئاسة رئيس مجلس الوزراء السابق محمد ناجي العطري.

وغلاونجي متزوج وله 4 أولاد 3 بنات وابن واحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى