أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 31 آب 2013

الضربة تنتظر قرار أوباما

واشنطن – جويس كرم ، باريس – رندة تقي الدين

حسمت الولايات المتحدة امرها امس وبدأت العد العكسي لتوجيه «ضربة عسكرية محددة الهدف» ضد النظام السوري، بعدما قدمت اثباتات دامغة على استخدام نظام الرئيس بشار الاسد اسلحة كيماوية مرات عدة هذا العام كان آخرها في 21 اب (اغسطس) الحالي. وليلاً أعلن الرئيس أوباما أن الهجوم بأسلحة كيماوية في سورية يمثل تحدياً للعالم ويهدد حلفاء للولايات المتحدة مثل إسرائيل والأردن. وقال إنه لم يتخذ قراراً نهائياً في شأن الرد ويتطلع إلى «تحرك محدود» و«ليس التزاماً مفتوحاً». وشدد على أن استخدام الكيماوي في سورية يهدد مصالح الأمن الوطني الأميركي.

وفي خروج على الاعراف الديبلوماسية وصف وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاسد بانه «سفاح ومجرم» وبأن ما ارتكبه «جريمة ضد الانسانية».

ففي بيان عنيف اللهجة اكد كيري ان هناك «ثقة عالية» بأن النظام «استخدم السلاح الكيماوي»، بما يبرر أي تحرك عسكري قد يأمر به الرئيس باراك أوباما في الساعات القليلة المقبلة، وقال ان «المسألة لم تعد تتعلق بما نعرف بل بماذا سنفعل»، وربط أي تحرك بمبررات أكبر من استهداف مواقع للنظام وبمصالح الولايات المتحدة والأمن الاقليمي والدولي، مشيرا أن القضية تتعلق أيضا «بايران وحزب الله ومبدأ المحاسبة والافلات من العقاب» ومؤكدا ان السكوت عن استخدام السلاح الكيماوي سيكون له انعكاسات جمة على الولايات المتحدة.

وقال كيري انه تم توثيق مقتل 1429 سوريا بينهم 426 طفلا في الهجوم الكيماوي الاخير، وان نظام الاسد هو المسؤول عنه وان مسؤولا كبيرا في الحكومة السورية اقر باستخدام السلاح الكيماوي.

واشار الى ان الولايات المتحدة ستتصرف بناء لجدولها الزمني الخاص وان مفتشي الامم المتحدة سيعلنون فقط اذا كانت اسلحة كيماوية قد استخدمت بدون ان يقولوا من استخدمها لان هذا ليس في تفويضهم، واضاف ان العالم يجب ان يتصرف وان يرد على هذه الجريمة المريعة لمعاقبة النظام السوري وتوجيه رسالة الى كل من ايران و «حزب الله» وكوريا الشمالية.

لكن كيري اوضح ان اي عمل عسكري لن يكون مفتوحا وان اميركا لن تتحمل مسؤولية الحرب الاهلية الدائرة في سورية، وانها ستكون بدون نشر قوات على الارض وان الولايات المتحدة لن تكرر تجربة افغانستان والعراق ولا حتى ليبيا.

واكد كيري ان اميركا ليست وحدها الراغبة في التحرك ضد النظام السوري، واستشهد بموقف الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وتركيا التي ادانت الاسد وحملته المسؤولية عن الهجوم، كما نوه بالادانة الدولية العريضة لاستخدام السلاح الكيماوي.

وبعد بيان كيري توالت الاجتماعات والتحضيرات في البيت الأبيض، مع توقع حصول الضربة في اي وقت قريب وبعد خروج مفتشي الامم المتحدة من سورية، وقبل توجه أوباما الى السويد وروسيا الأسبوع المقبل.

وكانت الادارة الاميركية وزعت امس تقريراً للاستخبارات يؤكد انه يمكن «بقدر عال من الثقة» تحميل النظام السوري مسؤولية الهجوم الكيماوي قبل عشرة ايام قرب دمشق، ويعتبر ان قيام المعارضة بتنفيذ مثل هذا الهجوم «ضعيف الاحتمال».

وافاد التقرير الذي نشره البيت الابيض ان النظام السوري استخدم غاز الاعصاب في الهجوم وانه استند في معلوماته الى مصادر استخباراتية «عدة»، وتضمن معلومات عن توجه مسؤولين من نظام الأسد الى موقع الاعتداء «لاستكشافه» قبل ثلاثة أيام من تنفيذ الضربة، وانه جرى رصد اتصالات بين مسؤولين في النظام يخططون له وتأكيد مسؤول آخر لحصوله بعد وقوع الاعتداء.

وترأس اوباما امس اجتماعا لفريق الامن القومي لمتابعة التشاور حول الملف السوري، واعلن البيت الابيض ان اوباما سيحدد قراره بشأن سورية «وفقا للمصالح الاميركية». وقالت الناطقة باسم مجلس الامن القومي كيتلين هايدن ان الرئيس «سيبني قراره بناء على ما هو افضل لمصلحة الولايات المتحدة. انه يعتقد ان هناك مصالح اساسية للولايات المتحدة على المحك وان الدول التي تنتهك القواعد الدولية المتعلقة بالاسلحة الكيماوية يجب أن تحاسب».

وكان اوباما وضع مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اللمسات الاخيرة لتوجيه ضربة عسكرية، في وقت أكد اكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون انه سيسعى من اجل «رد قوي» على استخدام السلاح الكيماوي، رغم ان بلاده لن تشارك في عمل عسكري محتمل بعد رفض البرلمان.

وقال مصدر فرنسي رفيع لـ «الحياة» ان الرئيس الفرنسي عازم ومصمم على معاقبة نظام الاسد على الهجوم الكيماوي. واضاف: «لا شك في ان انسحاب بريطانيا يمثل مشكلة لان الدعم البريطاني والاوروبي مهم للعمل العسكري وشرعيته. لكن الولايات المتحدة بامكانها ان تتحرك وحدها وهذا يتوقف على قرار اوباما. اذا قرر (توجيه) الضربة سيأخذ هولاند قراره بالمشاركة مع الاميركيين».

من جهته، اكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه بحسب المعلومات التي جمعتها الاستخبارات التركية، ليس هناك ادنى شك في مسؤولية النظام السوري عن الهجوم الكيماوي. وصرح للصحافيين في انقرة: «من وجهة نظرنا، وبالاستناد تماما الى معلومات جمعتها اجهزة استخباراتنا وخبراؤنا الوطنيون (…) ليس هناك شك، من الواضح ان النظام (السوري) مسؤول».

واوضح الوزير التركي ان قوات النظام السوري تملك «انظمة متطورة» يمكنها ان تطلق بدقة صواريخ مزودة رؤوسا كيماوية. ونشرت وكالة انباء الاناضول التركية جزءا من التقرير الاستخباراتي جاء فيه ان الهجوم نفذته قوات النظام باطلاق ما بين 15 و 20 صاروخا حملت رؤوسا كيماوية من مركز اللواء 155 قرب دمشق ومقر الفرقة الرابعة.

في المقابل، اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن لوسائل اعلام دنماركية ان استخدام النظام السوري المفترض للاسلحة الكيماوية يتطلب ردا من المجتمع الدولي، لكنه استبعد مشاركة مباشرة للحلف الاطلسي. وقال: «لا ارى دورا للحلف الاطلسي في رد دولي على النظام» السوري. وكرر ان الاستخدام المفترض للسلاح الكيماوي هو «عمل مرعب وفظيع (…) وجريمة لا يمكن تجاهلها» وان هذا الامر «يتطلب ردا دوليا لعدم تكراره».

ميدانيا، دارت اشتباكات عنيفة امس على محاور معضمية الشام جنوب غربي دمشق التي تحاول قوات نظام الاسد التقدم فيها بالتزامن مع قصف جوي وصاروخي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» وناشطون بأن اشتباكات عنيفة دارت «في الجهتين الشمالية والغربية من معضمية الشام»، مشيراً الى ان الطيران الحربي نفذ غارة على مناطق في المدينة، فيما استهدفها صاروخ ارض-ارض مصدره القوات النظامية.

قلق فلسطيني من حرب على سورية و«حماس» تلتزم الصمت وتنشغل بمصر

غزة – فتحي صبَّاح رام الله – محمد يونس

يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة حالاً من الخوف المشوب بالترقب والحذر من شن الولايات المتحدة ودول أوروبية حرباً على سورية، في وقت شهد الرأي العام في الضفة الغربية أخيراً ما يشبه الانقلاب، وأخذ الجمهور يعبر عن معارضته الشديدة لضرب سورية، وتضامنه الكامل مع الشعب السوري. أما الفصائل الفلسطينية، مثل حركة «الجهاد الإسلامي» والجبهتين «الشعبية» و «الديموقراطية»، فعبرت بوضوح عن رفض «العدوان على سورية»، فيما التزمت حركة «حماس» وحكومتها الصمت، وانشغلت عناصرها بما يجري في مصر.

ورغم أن «الغزيين» في معظمهم يدينون ما يصفونه بـ «جرائم النظام السوري ضد شعبه»، إلا أنهم يعارضون بشدة الحرب على سورية لاعتقاد واسع بأن أي حرب في المنطقة يُمكن أن تنعكس عليهم بشكل خطير من خلال مشاريع تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

ويعتقد كثير من «الغزيين» أن الهدف من الحرب على سورية هو إضعاف جيشها بعد تدمير الجيش العراقي، ويرون أن أميركا تخطط أيضاً لتدمير الجيش المصري، وبذلك تضمن أمن إسرائيل لعشرات السنوات المقبلة. في الوقت نفسه، تتذكر الغالبية ملايين العراقيين والأفغان وغيرهم الذين قتلتهم القوات الأميركية والغربية في مثل هذه الحروب، فضلاً عن مقتل آلاف الفلسطينيين بسلاح أميركي على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وانقسم «الغزيون» على شبكات التواصل الاجتماعي بين مؤيد لضرب النظام ومعارض بشدة، حتى ممن يتعاطفون مع المعارضة المسلحة. وتساءلت تهاني (39 عاماً) وهي ربة بيت: «ألا يكفي ما قتله (الرئيس) بشّار (الأسد) كي تأتي أميركا وتقتل بقية الشعب السوري». وقالت لـ «الحياة» إن «أميركا تصطف إلى جانب اليهود (إسرائيل) وتدافع عن أمنها ولا يهمها الشعب السوري في شيء».

ويعتقد الطالب الجامعي إيهاب وهبة (22 عاماً) أن «ما يجري مؤامرة على العرب والمنطقة لنزع الاستقرار لحماية أمن إسرائيل». وقال لـ «الحياة» إن أكثر ما يخيفه أن «تنتقل غازات سامة مع الرياح إلى غزة، خصوصاً أن سورية وحزب الله يهددان بالرد». ولم يجد الرد المناسب على ماذا سيفعل في حال وصلت الغازات السامة إلى القطاع، فليست هناك كمامات واقية أو غرف محصنة، وليس أمامهم سوى الانتظار والشعور بالقلق والخوف فقط.

أما في الضفة، فحفلت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة بالكثير من الآراء الناقدة بشدة للولايات المتحدة والغرب على التدخل في سورية، ومن قبل ذلك في العراق، في الوقت الذي تترك فيه العنان للاحتلال الإسرائيلي للقيام بكل الممارسات المناهضة للقانون الدولي في الأراضي الفلسطينية، من نهب واستيطان وتهويد وطرد للسكان.

وذهب البعض إلى حد التعبير عن تأييده العلني للرئيس الأسد، وهو أمر نادر الحدوث في التاريخ الفلسطيني المعاصر الذي شهد صدامات سياسية وعسكرية بين الفلسطينيين ونظام الأسد الأب والابن.

وحمل بعض المتظاهرين خلال تظاهرات الجمعة ضد الجدار والاستيطان، أعلاماً سورية. وكتب الصحافي نجيب فراج على موقعه على «فايسبوك»: «رفع العلم السوري يأتي وسط تراجع ملحوظ من المعارضين للنظام السوري بعدما أدركوا أن المطلوب أميركياً هو رأس الجيش العربي السوري».

مع ذلك، ظهرت أصوات ذكّرت بمواقف النظام السوري ضد المصالح الفلسطينية والعربية والويلات التي أذاقها لشعبه، ومنها وقوفه إلى جانب أميركا في الحرب العالمية على العراق عام 1990. وكتب المحلل ماجد كيالي على صفحته على «فايسبوك»: «ما كانت ثمة ضرورة إلى كل ذلك البتة، ولا حتى إلى نقطة من دم، ولا إلى دمعة من أم، فقط لو أن هذا النظام احترم شعبه، أو غالبية شعبه، واكتفى بأربعين عاماً ورحل، وأمّن انتقالاً هادئاً لمرحلة انتقالية».

سوريون هاربون من الضربة الأميركية: ريتهم يقصفون!

المصنع – ا ف ب

بعد حوالى ثلاثين شهراً من الحرب الدامية، جاءت التهديدات الغربية بشن ضربة عسكرية على اهداف للجيش السوري لتفاقم المأساة ولتقنع اعداداً اضافية من السوريين بالمغادرة.

وعند الصباح الباكر، غادر خبراء “الامم المتحدة” حول الاسلحة الكيماوية دمشق، ولحق بهم سيل من السيارات التي تقل عائلات سورية عبرت الحدود اللبنانية في منطقة المصنع هرباً من الضربة العسكرية التي يهدد بها الغرب.

وان كان عدد الواصلين ليس كثيفاً، الا انه منتظم منذ اربعة ايام، كما يقول عناصر في الامن العام. فوحدهم السوريون الذين يملكون وسيلة تنقل ومالاً يستطيعون اتخاذ قرار مغادرة البلاد. وبدت السيارات محملة بالركاب المتجهمي الوجوه والحقائب والامتعة.

ويقول ابو مالك (31 عاما)، الموظف في مصنع المنيوم قرب دمشق، الذي يقود سيارة تقل كل افراد عائلته “سأستأجر منزلاً في مجدل عنجر (منطقة البقاع)، وسننتظر ان تهدأ الامور”.

ويضيف “خرجنا من الشام بسبب الوضع السيء. الناس خائفون كثيرا بصراحة وقرر كثيرون المغادرة بسبب الضرية المرتقبة التي يتم الحديث عنها منذ اسبوع”.

وكان اوقف سيارته على بعد حوالى 300 متر من الحدود قرب مركز منظمة قطرية غير حكومية دخلها وخرج منها حاملاً صندوقاً يحتوي على مساعدات ومواد تموينية. ويستقبل المركز كل اللاجئين السوريين القادمين الى لبنان.

لكن عائشة (60 عاماً) تريد من جهتها العودة الى سورية. وتقول المرأة المحجبة، جالسة عند مدخل احد المحال التجارية في المنطقة مع كنتها، انها وصلت الى لبنان الجمعة لمرافقة حفيدها الذي سافر الى تركيا بحثا عن عمل، مشيرة الى انها تنتظر سيارة لتعيدها الى دمشق.

وتقول “نعم انا خائفة. كلنا خائفون من الهجمات الاميركية، ولكن ماذا يمكننا ان نفعل؟ اتكالنا على الله. نحن لسنا مع اي طرف”.

وتوضح عائشة انها من سكان حي جوبر في دمشق، وقد دمر منزلها في القصف، واضطرت العائلة للنزوح وهي تقطن حاليا لدى اقرباء في منطقة دمشق.

وتقول كنتها ماجدة (33 عاما)  “نتمنى لو نبقى في لبنان، لكن لا مال لدينا ولا مكان نلجا اليه. لا بد من العودة، علما ان هناك مواقع عسكرية قريبة منا”.

منذ سنة، بدأت جمعية “الاصمخ” للاعمال الخيرية بتقديم مساعدات الى اللاجئين السوريين في مركز استقبال مستحدث قرب الحدود. يكفي ان يبرز احدهم بطاقة تعريف سورية ليحصل على مساعدات تتضمن مواد غذائية وبعض الاحتياجات الاساسية.

ويقول مدير البرنامج عمر قويس، ان عدد العائلات النازحة تضاعف منذ بدء التهديدات الاميركية، مشيراً الى ان “الجمعية باتت تستقبل يوميا بين ستين الى سبعين عائلة”.

بين جانبي الحدود، تتنقل باصات تحمل ركاباً من سورية الى لبنان وبالعكس.

وبدا ان معظم الواصلين قبل ظهر السبت من سورية قدموا من مناطق في ريف دمشق.

ويقول عامر عبيد (27 عاما) الذي وصل الى المنطقة الحدودية وهو يقود سيارة فيها امرأتان بدتا متعبتين واطفال، “انا من اضنة في ريف الشام، من اضنة الجريحة التي تبكي. اين العرب؟ الناس كلهم تشردوا والعالم يتفرج”.

ثم يضيف “ان شاء الله سيضرب الاميركيون. اريدهم ان يضربوا، لكن الاميركيين لم يصدقوا يوماً. عساهم يضربون، فيتنبه العرب اخيرا الى الدم الذي يسيل ويتوحدون للدفاع عنا”.

أوباما لـ”عمل محدود وضيق” ضد سوريا: مقتل ألف شخص خطر على أمننا القومي

العواصم الأخرى – الوكالات

واشنطن – هشام ملحم- نيويورك – علي بردى

كرر الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس ان أي ضربة عسكرية توجهها الولايات المتحدة الى النظام السوري سوف تكون “عملا محدودا وضيقا”. وقال لدى استقباله زعماء دول البلطيق: “نحن لا نفكر في التزام مفتوح، ولا نفكر في نشر جنود على الارض”، مشددا في الوقت عينه على انه “لم يتخذ أي قرار” نهائي حتى الآن. واشار الى انه يواصل مشاوراته مع الحلفاء واعضاء الكونغرس. وأضاف: “يقول عدد كبير من الناس يجب عمل شيء ما لكن أحداً لا يريد ان يفعل ذلك”. واعترف بان أميركيين كثيرين “وانا منهم قلقون من الحرب”.

وقبل هذه التصريحات تلا وزير الخارجية جون كيري بيانا يمكن اعتباره باللغة القانونية مرافعة سياسية امام محكمة الرأي العام الاميركي والدولي ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد تتضمن الادلة على ذنبه ومسؤوليته عن استخدام الاسلحة الكيميائية بشكل مكثف أكثر من أي وقت مضى منذ بدء النزاع في سوريا في 21 آب الجاري، في ما اعتبر مؤشراً واضحا للغاية لكون الرئيس اوباما قد اتخذ فعلاً قراره بتوجيه ضربة عسكرية لمعاقبة الاسد ونظامه وان تكن مسألة التوقيت وغيرها لا تزال ربما غير محسومة.

واعترف اوباما، كما فعل كيري ايضاً، بوجود “قلق محدد (من الحرب في البلاد) بسبب افغانستان، وثمة شكوك معينة في أي عمل عسكري منذ حرب العراق، وأنا ادرك ذلك… ومن المهم بالنسبة إلينا ان ندرك انه عندما يقتل اكثر من الف شخص، بينهم مئات الاطفال الابرياء من خلال استخدام سلاح يرى 98 او 99 في المئة من البشرية انه يجب ألا يستخدم حتى في حرب (نظامية)… فاننا نحاول ان نبعث باشارة.. بأن ذلك يشكل خطرا على امننا القومي”. وأكد أن أي عمل يمكن ان تقوم به الولايات المتحدة “لن يكون عملية كبيرة”. وأعرب عن ثقته بأن الكونغرس سوف يحصل على كل المعلومات التي يحتاج اليها، مشيرا الى انه لا يريد ان يتسبب أي عمل تقوم به اميركا “بشلل في العالم…”. واعتبر ان الهجوم بأسلحة كيميائية يهدد اسرائيل والاردن.

وقبل ساعتين من تصريحات اوباما، تحدث كيري عن ادلة “واضحة” و”مقنعة” لدى حكومته على ان نظام الرئيس الاسد استخدم السلاح الكيميائي بما في ذلك غاز السارين صباح 21 آب الجاري في هجوم على مناطق عدة في ضواحي دمشق وادى الى مقتل 1429 شخصا بينهم 426 طفلا، وقت كشفت الحكومة الاميركية بعض المعلومات الاستخبارية المفصلة عن الهجوم والتي تؤكد مسؤولية النظام السوري بما في ذلك الاستعدادات التي قام بها الضباط والخبراء المسؤولون عن الاسلحة الكيميائية في ضواحي منطقة عدرا قبل ثلاثة ايام من شن الهجوم صباح الاربعاء 21 آب، وكيف انهم كانوا يضعون الاقنعة الواقية من الغازات السامة. وقال: “نحن نعلم من اين اطلقت الصواريخ، وفي اي وقت، ونعرف اين سقطت وفي اي وقت، ونعلم ان الصواريخ اطلقت من المناطق التي يسيطر عليها النظام، وانطلقت في اتجاه المناطق التي تسيطر عليها المعارضة او مناطق متنازع عليها”. وأوضح الى ان المعلومات المتوافرة لدى الولايات المتحدة مصدرها رصد الاتصالات للضباط والمسؤولين السوريين، الى الصور التي تلتقطها الاقمار الاصطناعية، والمصادر من المخبرين، فضلاً عن الاطباء والشهود واشرطة الفيديو وغيرها

وأضاف ان “ضابطا كبيرا في النظام كان على علم بالهجوم واكد استخدام الاسلحة الكيميائية فيه، راجع أثر الهجوم، وكان في الواقع قلقا من اكتشافه”.

ورفض تقرير للاستخبارات الأميركية نشره البيت الابيض، الفرضية التي ساقتها دمشق وروسيا باتهام مقاتلي المعارضة السورية بشن هذا الهجوم، وقال: “نخلص الى السيناريو القائل بأن المعارضة ارتكبت هجوم 21 آب مستبعد الى حد كبير”. وأفاد ان “العناصر الاستخبارية التي استخدمت للخروج بهذه الخلاصات تتضمن معلومات عن التحضيرات لهذا الهجوم من النظام وكيفية القيام به”. واشار أيضاً الى “عدد كبير من المصادر الاستخبارية عن الهجوم نفسه وتداعياته، وملاحظاتتنا بعد الهجوم والفارق بين قدرات النظام وتلك التي لدى المعارضة”. وختم بأن “الخلاصة التي خرجنا بها عن قدر عال من الثقة (بأن النظام السوري ارتكب الهجوم) هي الموقف الأكثر حزماً الذي يمكن أن تتخذه مجموعة وكالات الاستخبارات من دون التمكن من تأكيدها”.

الأمم المتحدة

وفي نيويورك ألغى عدد كبير من الديبلوماسيين في نيويورك عطلاتهم في نهاية الأسبوع الجاري تحسباً لجلسة طارئة يتوقع أن يعقدها مجلس الأمن خلال الساعات الـ72 المقبلة، فضلاً عن متابعة الإجتماعات المكثفة التي بدأها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أمس مع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس وأبرزها اليوم مع الممثلة العليا لنزع الأسلحة أنجيلا كاين بمشاركة رئيس مهمة تقصي الحقائق في الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا آكي سالستروم عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من لاهاي.

وصرح الناطق باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي بأن الأمين العام قدم عرضاً للعمل الذي أنجزه سالستروم وفريقه منذ وصولهما الى دمشق في 18 آب. وقال إن فريق المفتشين “أنجز الآن جمع العينات والأدلة المتعلقة بحادث 21 آب في الغوطة وهم يجمعون الآن أغراضهم وسيغادرون دمشق غداً السبت (اليوم) الى لاهاي، مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”. ص 10

دمشق

وفي دمشق، أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية ان “ما قدمه كيري يعتمد على روايات قديمة نشرتها الجماعات المسلحة منذ أكثر من أسبوع بكل ما تحمله من فبركة وكذب وتلفيق”. وقال ان “الأرقام التي قدمها كيري وهمية وعارية من الصحة”. وأضاف ان “زعم اتصال أحد الضباط السوريين بعد الهجوم المفترض أسخف من ان يناقش”.

اردوغان: عملية محدودة لا تكفي

 في انقرة، رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاكتفاء بعملية عسكرية محدودة ضد سوريا، وقال: “ينبغي القيام بتدخل كما حصل في كوسوفو. ان تدخلا ليوم او يومين لن يكون كافيا. يجب ان يكون الهدف اجبار النظام على ترك” السلطة.

واشنطن تبدأ العد التنازلي وتتسلح بفرنسا وإسرائيل وتركيا وبغطاء عربي ــ إسلامي

أوباما: «ضربتنا إنسانية».. ومن أجل الحل السياسي!

                      شرب الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، أمس، من النبع ذاته: الضربة العسكرية المحدودة لسوريا قائمة حتى هذه اللحظة. لسنا بوارد الحرب البرية أو تكرار إحدى تجارب العراق أو أفغانستان أو ليبيا.

كان الفارق الزمني بين كيري وأوباما أقل من ساعة. سبقت تصريحاتهما سلسلة اجتماعات، أبرزها تلك التي جمعت سيد البيت الأبيض بمجلس الأمن القومي وبعض اللجان الأساسية في الكونغرس. بدا البنتاغون مهتماً بإقامة «تحالف دولي»، وهذا ما عبّر عنه وزير الدفاع تشاك هايغل. صُدم الأميركيون بما حصل في مجلس العموم البريطاني. الاعتراض يشمل حلفاء أساسيين، مثل كندا وألمانيا والعديد من الدول الأوروبية باستثناء فرنسا، وثمة تظاهرات احتجاج بدأت تخرج في عواصم دولية وشرق أوسطية… والأهم من ذلك كله، إقفال أبواب مجلس الأمن الدولي بشمع «الفيتو» الروسي ـ الصيني الأحمر.

القاسم المشترك بين أوباما وكيري أنهما عبّرا علناً عن إرباك الإدارة. أرادا مخاطبة الرأي العام الأميركي. حاولا طمأنة تل أبيب عبر توسلهم «الضربة المحدودة». وكان لافتاً الاشارة الواضحة الى إيران و«حزب الله». ولتبرير العدوان على سوريا، تسلح كيري بالدعوات التي أطلقتها الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وتركيا وإسرائيل «لمعاقبة النظام السوري على الهجوم بالأسلحة الكيميائية».

في موازاة ذلك، كان الكل يتصرف في دمشق وتل أبيب وبيروت وطهران على قاعدة أن الضربة العسكرية الأميركية لسوريا حاصلة حتماً، غير أن المعضلة تكمن في كون صاحب العلاقة، أي الإدارة الأميركية، يريد نسخة وحيدة: ضربة تأديبية محدودة وموضعية لا تهدد النظام السوري ولا تغير المعطيات الميدانية وتدفع الجميع للذهاب إلى «جنيف 2».

واعتبر أوباما ان هدف الضربة «إنساني»، لأن «العالم لا يمكنه أن يقبل بتعريض النساء والأطفال للغازات السامة»، مضيفاً أن «العديد من الناس في العالم يفكرون بضرورة فعل أي شيء تجاه الأوضاع في سوريا، ولكن لا أحد يريد أن يقوم بأي خطوة». ولذلك، بالنسبة إليه، ومن موقع الولايات المتحدة «القيادي»، تقع عليها مسؤولية محاسبة الدول إذا انتهكت القوانين الدولية.

وبعد أن انتقد أوباما وكيري مجلس الأمن والأمم المتحدة لعدم التحرك، أعلنا أن هدف واشنطن النهائي هو التوصل إلى حل للأزمة السورية عبر الديبلوماسية وطاولة التفاوض، فيما كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يرفض فكرة الاكتفاء بعملية عسكرية محدودة ضد سوريا، معتبراً أن أي تدخل ينبغي ان يقود الى إسقاط النظام.

غير أن قرار إطلاق الصاروخ الأول بيد الأميركيين، لكن التداعيات اللاحقة ليست

كذلك. السوريون لم يحددوا كيف سيتعاملون مع الضربة المحدودة، لكن إذا صدقت التسريبات التي تلت آخر ضربة عسكرية إسرائيلية وتلك التي بلغت أكثر من عاصمة دولية وإقليمية، فإن السوري سيرد في اللحظة ذاتها، باتجاه عمق إسرائيل.. أما «حزب الله» في لبنان، فقد اختار الصمت بوصفه «السلاح الأكثر قلقاً» للإسرائيليين. لم يترك الأميركيون أو الإسرائيليون صديقاً أو عميلاً إلا وطلبوا منه محاولة الإجابة عن سؤال «كيف سيتصرف حزب الله».. وكانت التقديرات مختلفة، لكنها تتقاطع عند عبارة سحرية تشي بأن كل استعدادات الحزب الميدانية في اليومين الماضيين تشير إلى أنه يستعد لمواجهة إقليمية شاملة غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وضعت سيناريوهاتها وخططها منذ أكثر من سنة، وتحديداً بعد الهجوم الشهير الذي تعرضت له دمشق في مطلع رمضان العام 2012.

إذن، صارت المعادلة مختلفة عن تلك التي يشتهيها الأميركيون. مررت واشنطن إلى طهران وموسكو أن الضربة «رمزية»، والقصد منها توجيه مجرد رسالة. كاد بعض المسؤولين أن يقول إننا في الساعة كذا من تاريخ كذا سنقصف هذا الهدف وذاك.. بأمل اتخاذ كل الإجراءات التي «تطمئن» دمشق وبعض حلفائها الإقليميين. حتى «الرمزية» كانت مرفوضة.

قال الإيرانيون إن كل صاروخ أميركي «سيقابله صاروخ سوري على تل أبيب». «المنطقة برميل بارود قابل للانفجار». تحذيرات متتالية من طهران ومن جارتها موسكو. وبّخ سيد الكرملين فلاديمير بوتين وزير خارجيته سيرغي لافروف وطلب منه تصحيح الموقف. كان الأجدر بلافروف أن يتهرب من السؤال، لأن مضمون جوابه معروف ولكن تظهيره للعلن هو النافر. يصر بوتين على أن يتعامل الأميركيون معه بوصفه «رئيس دولة عظمى». انتهى زمن الأحادية القطبية. وعندما أتى رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان إلى منزل بوتين ورمى تهديداته غير المألوفة في تاريخ تعامل الدول بين بعضها، رد عليه في اليوم التالي بتوقيع قرار منح اللجوء السياسي للموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن.

كانت زيارة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان لطهران منسقة غداة انتخاب الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، وتحديداً في مطلع تموز الماضي، بصفته موفداً من الأمين العام للأمم المتحدة لمناقشة «قضايا حقوق الإنسان في إيران». حددت الخارجية الإيرانية موعداً للمحادثات معه بالتزامن مع تنصيب روحاني، غير أن الديبلوماسي الأميركي المحترف، طلب تخصيص وقت يكون فيه الإيرانيون أقل انشغالا. السبب أنه يريد إجراء «مباحثات معمقة» وأن تأخذ الزيارة مداها… تم الاتفاق على الموعد، غير أن جدول الأعمال سرعان ما تبدل بعد وصوله. تحدث لمستقبليه من الديبلوماسيين الإيرانيين بصفته موفدا أميركيا وليس أمميا وحسب. طمأنهم بأن الضربة ستكون «محدودة وغير مهمة». تمنى عليهم بطريقته أن «يبلعوها»، واعدا بأنها ستشكل قوة دفع للذهاب إلى جنيف، لكن الجواب الإيراني كان سلبيا وغامضا في آن معاً.

ومع كل يوم يمضي، كانت المعطيات تتبدل. من التسريبات الإعلامية التي تولاها البنتاغون محددة يوم الخميس الماضي موعد الضربة، إلى نهاية الأسبوع الحالي، إلى انتظار موعد انتهاء عمل المحققين الدوليين الذين سيغادرون دمشق اليوم، بعدما زاروا، أمس، مستشفى تشرين في العاصمة والتقوا عددا من الضباط والجنود.

اليوم يغادر الخبراء إلى نيويورك عبر بيروت، التي انتقلت إليها ممثلة الأمم المتحدة لنزع الأسلحة أنجيلا كاين، في طريقها إلى اسطنبول ومن ثم الولايات المتحدة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التقى لساعة ونيف سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وناقش معهم كيفية إجراء التحقيق. وقال ديبلوماسي في نيويورك إن «الأمين العام للأمم المتحدة أبلغ الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن أن تحليل العينات التي جمعها خبراء الأسلحة الكيميائية في سوريا قد يستغرق اسبوعين».

صار محسوما، وفق التقارير الاستخبارية التي وردت من أكثر من مصدر غربي، أن السلاح الكيميائي قد استخدم في الغوطتين الشرقية والغربية، حتى أن الروس أكدوا ذلك في مجلس الأمن. نقطة الخلاف تكمن حول الجهة التي استخدمته، هل هي المعارضة أم النظام أم طرف ثالث أراد أن تنزلق الأمور إلى هذا الحد؟

حتى الآن، يتكتم المعارضون على هوية أكثر من ألف مقاتل قتلوا في الغوطة بتاريخ الحادي والعشرين من آب الحالي. بين هؤلاء أكثر من 300 من «النخبة» الذين تولى تدريبهم الأميركيون والسعوديون والأردنيون طيلة سنتين في الأردن، ليكونوا نواة «الجيش الجديد». لم يعرف بعد ما إذا كان بين هؤلاء خبراء من جنسيات غير سورية، وتحديدا بعض الخبراء الغربيين.

يحتاج أمر تحديد الجهة التي قصفت السلاح الكيميائي إلى لجنة تحقيق دولية والى قرار من مجلس الأمن الدولي. الروس موافقون وكذلك الصينيون، غير أن الأميركيين مستعجلون ويعتبرون أن كل يوم يمضي سيزيدهم إحراجا.. ولذلك لا بد من تنفيذ الضربة التنفيسة، وفي الوقت ذاته عينهم على ثلاثة أمور لا تفارق بالهم: أمن إسرائيل، مصادر النفط وخاصة في الخليج.. الرأي العام الأميركي الذي تعب من تجارب الحروب ومراراتها في الخارج.. والأهم من نتائجها الكارثية على الولايات المتحدة.

لم ينم القادة الإسرائيليون في الأيام الأخيرة. الطيران الإسرائيلي يحلق في أجواء لبنان كلها، على مدار الساعة، حتى أن بعض القرى الجنوبية الحدودية لم تنم في الليلتين الماضيتين بسبب أصوات الطيران الإسرائيلي ولا سيما الـ«أم كا» التي أعادت تذكيرهم بأيام حرب تموز العام 2006.

ماذا عن «حزب الله».. الجواب تملكه الصور التي التقطتها الطائرات الإسرائيلية وأجهزة التنصت والرصد المتعددة الألوان في «المتوسط»، وبينها أجهزة تنصت روسية على متن مدمرات ترابط قبالة السواحل السورية.

كيري: مسألة الكيميائي تتخطى سوريا.. وتشمل «حزب الله» وإيران

واشنطن لم تتخذ قرارها.. وتأكيد على ضربة محدودة

خرجت الإدارة الأميركية أمس، لتؤكد اتهامها للنظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية في هجمات 21 آب الماضي التي استهدفت الغوطتين في ضواحي دمشق، وذلك اعتماداً على تقريرها الاستخباري الذي بقي قيد السرية، ولم يعرض منه سوى مقتطفات محدودة. وليس ذلك فقط، فإن الإدارة الأميركية وبناء على تلك المعلومات، أعلنت أمس على لسان رئيسها باراك أوباما ومن قبله وزير خارجيتها جون كيري أن القرار لم يتخذ بعد بشأن الرد، إلا أنه قيد الدراسة، ومن المرجح اللجوء إلى ضربة عسكرية محدودة، لا تشبه تجارب العراق وأفغانستان وليبيا.

بعد وقت قصير من خطاب وزير خارجيته، خرج أوباما ليؤكد موقف إدارته، حيث اكد أنه لم يتخذ بعد «قرارا نهائيا» بشأن سوريا، ولكنه تحدث عن عملية اميركية «محدودة» لمعاقبة النظام السوري، على اعتبار أن تلك الأسلحة تهدد الأمن القومي الأميركي.

وقال الرئيس الأميركي، قبل قمة مصغرة مع رؤساء دول البلطيق، «لا نفكر بأي عمل عسكري يشمل تدخلاً برياً في سوريا»، مشيراً إلى أنه «يتطلع إلى تحرك محدود وليس التزاماً مفتوحاً». وأضاف أن «الهجوم بأسلحة كيميائية في سوريا يمثل تحدياً للعالم ويهدد حلفاء الولايات المتحدة مثل إسرائيل والأردن»، وبالتالي فإن استخدام تلك الأسلحة «يهدد مصالح الأمن القومي الأميركي».

ولفت اوباما إلى أنه كان «يفضل تحرّك المجتمع الدولي كلّه»، مندداً بعجز «مجلس الأمن عن اتخاذ قرار موحد». وأوضح أن «مجلس الأمن أبدى عدم القدرة على التحرك في مواجهة انتهاك صريح للقواعد الدولية في سوريا»، بعدما عطلت روسيا صدور اي قرار مناهض لدمشق، إلا أن العالم لا يمكن أن يبقى «مشلولاً»، بحسب قوله، وذلك غداة رفض البرلمان البريطاني مشاركة بلاده في الهجوم.

ولأنه وصل إلى البيت الأبيض بشعار رافض للحرب، برر أوباما موقفه الجديد بالقول إن ليس هناك أي أحد «سئم من الحرب» أكثر منه، و«لكن على الولايات المتحدة حماية القواعد الدولية»، معتبراً أن «العديد من الناس في العالم يفكرون بضرورة فعل أي شيء تجاه الأوضاع في سوريا، ولكن لا أحد يريد أن يقوم بأي خطوة». ولذلك، بالنسبة إليه، ومن موقع الولايات المتحدة «القيادي»، تقع عليها مسؤولية محاسبة الدول إذا انتهكت القوانين الدولية.

إلا أنه أكد في ذات الوقت دعم واشنطن للحل الديبلوماسي والسياسي في سوريا.

وقبل أوباما، قدم كيري، في مؤتمر صحافي، مبررات أميركا لشن عدوان على سوريا «لاستخدامها أسلحة كيميائية»، عبر عرض التقرير الاستخباري. وقال «أمضى أوباما أياما عديدة يتشاور مع الكونغرس وقادة حول العالم بشأن الوضع في سوريا، والليلة الماضية طلب منا الرئيس التشاور مع قادة لجنة الامن القومي في الكونغرس بشأن ما نعلمه حول الهجوم المروع بأسلحة كيميائية في ضواحي دمشق».

وبحسب كيري فإن «المشاورات في الطريق الصحيح حتى يتخذ الرئيس قرارا بشأن متى وكيف، وما إذا كان سيستخدم القوة العسكرية». وأضاف «من المهم الوصول الى أجوبة قبل القيام بأي تحرك، وليس بعد ذلك. ولهذا فان اصدار تقرير حكومتنا غير السري لما حصل في سوريا مهم جداً، وما توصل اليه واضح».

وكان ملخص التقرير الاستخباري الذي أعلن عنه كيري حمّل كامل المسؤولية للنظام السوري، اعتماداً على أدلة وشهود وصور أقمار اصطناعية واتصالات لمسؤولين سوريين وغيرها. وتطرق كيري إلى تفاصيل التقرير، أو بالأحرى المعلومات التي يريد الكشف عنها فقط، إذ كان قال في بداية خطابه أن التقرير سيبقى سرياً حفاظاً على أمن المصادر والأدلة.

ولكي لا يتهمهم أحد بإعادة السيناريو العراقي، أكد كيري أن واشنطن لن ترتكب الخطأ ذاته، مشيراً إلى أن «اجهزة استخباراتنا اجرت تقييماً متأنياً واعادة تقييم، وسأقول لكم، لقد تم هذا الامر بانتباه كبير مقارنة بتجربة العراق».

وبعد عرض التقرير، قال كيري «لم يعد السؤال ماذا نعرف، ولكن ما سنقوم به»، مضيفاً «كان لخياراتنا تاريخياً نتائج كبيرة، ولخياراتنا اليوم عواقب كبيرة. لقد اتفق العالم المتحضر، بعد حوالي مئة عام على الحرب العالمية الاولى، على عدم استخدام الاسلحة الكيميائية. ولهذا وقع اكثر من 180 دولة، بينها لبنان والعراق وايران، على معاهدة الاسلحة الكيميائية».

وتابع «الموضوع مهم بالنسبة الى امننا وامن الحلفاء واسرائيل. انه امر مهم بالنسبة الى اصدقائنا المقربين، الاردن، تركيا ولبنان. والامر المهم بالنسبة اليهم جميعاً هو اين توجد الاسلحة الكيميائية السورية، وإن لم يتم تفتيشها فقد تؤدي الى سقوط عدد اكبر من القتلى والدمار لأولئك الاصدقاء».

إلى ذلك، فإن «الامر مهم جداَ ايضاَ لمصداقية ومصالح الولايات المتحدة والحلفاء، ولان العديد من الدول الاخرى، التي تتحدى سياستها الاعراف الدولية، تراقب ما اذا كانت الولايات المتحدة واصدقاؤها يعنون ما يقولونه»، بحسب قوله.

وبالطبع، لم تغب إيران عن خطاب وزير الخارجية، حيث اعتبر أنه «امر مهم جدا، وهو يتعدى الحدود السورية. انه عما اذا كانت ايران، وهي كانت ضحية هجمات بأسلحة كيميائية، ستتشجع، في غياب أي عمل، للحصول على اسلحة نووية. انه امر يخص حزب الله وكوريا الشمالية وكل المجموعات الارهابية والديكتاتوريات الذين قد يفكرون باستخدام اسلحة دمار شامل».

وأشار كيري إلى الدعم الذي تملكه واشنطن، وخصوصاً من جامعة الدول العربية. وقال «لسنا وحدنا الذين ندين او وحدنا الذين ندعو الى القيام بعمل ما، العالم يتحدث الان، وهناك العديد من الاصدقاء جاهزون للرد»، مضيفاً «لقد تعهدت الجامعة العربية واقتبس: تحميل النظام السوري بشكل كامل مسؤولية هذه الجريمة. ان منظمة المؤتمر الاسلامي أدانت النظام وقالت اننا نحتاج: تحميل الحكومة السورية مسؤولية قانونية واخلاقية لهذه الجريمة الشائنة. تركيا قالت إنه لا يوجد شك لديها ان النظام يتحمل المسؤولية. وحليفتنا القديمة فرنسا قالت إن النظام: قام بهذه الجريمة الشنيعة».

وبعدما أشاد بالأمم المتحدة وبفريق التحقيق الخاص بها، أشار إلى أنه «كما قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مرارا وتكرارا، ان تحقيق الامم المتحدة لن يشير الى من استخدم الاسلحة الكيميائية، بل إن كان تم استخدامه فقط»، مضيفاً «وبسبب العوائق الروسية للقيام بأي عمل من خلال مجلس الامن، فانه لا يمكن للامم المتحدة حشد العالم للتحرك كما يجب. لهذا فانني سأكون واضحاً، سنواصل التحدث الى الكونغرس والحلفاء والاهم الى الشعب الاميركي. ان الرئيس اوباما سيكون اكيدا من ان تتخذ الولايات المتحدة قرارها الخاص، وفي الوقت الذي تريده بناء على مصالحنا وقيمنا».

وفي كلمة هدفها طمأنة الشعب الأميركي، أكد كيري أنه «ومهما كان القرار الذي سيتخذه حيال سوريا فانه لن يشبه في شيء أفغانستان والعراق أو حتى ليبيا. لن يتم نشر قوات على الأرض»، مشدداً على أن أوباما «كان واضحا أن أي عمل قد يتخذه سيكون محدوداً وهو رد مدروس على استخدام أسلحة كيميائية، وفي النهاية، فاننا ملتزمون، وسنبقى كذلك، بان الهدف الأساسي، هو الوصول الى عملية ديبلوماسية يمكنها ان تحل هذا الامر من خلال المفاوضات، لاننا نعرف انه لا يوجد حل عسكري. يجب ان يكون هناك حل سياسي، وان يتم عبر طاولة المفاوضات. ونحن ملتزمون بهذا الامر».

وسارعت وزارة الخارجية السورية إلى الرد على وزير الخارجية الأميركي جون كيري وتقرير الاستخبارات عن «أدلة» جمعتها الاستخبارات وتثبت استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية بريف دمشق، مؤكدة أنها مجرد ادّعاءات «كاذبة ولا تستند إلى دليل سوى ما قاله الإرهابيون والمعارضة في الخارج».

الخريطة الفرنسية للضربة: الصواريخ تعبر جبال لبنان!

محمد بلوط

صواريخ أميركية «توماهوك» و«كروز» من فوق جبال لبنان في اتجاه دمشق. السيناريو الهجومي الذي ترجحه مصادر عسكرية فرنسية لأهداف سورية، يضع لبنان في مقدمة المشهد الحربي، باحتشاد البوارج الأميركية على الخاصرة الشرقية للمتوسط، لضرب الغرب السوري والوسط، من شعاع يشق جبال لبنان، بحسب جنرال فرنسي.

وتضافرت الإشارات، بحسب مصدر ديبلوماسي فرنسي رفيع إلى افتتاح نافذة لتوجيه ضربة وشيكة، بمجرد إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وضع العملية تحت دواعي الأمن القومي، فيما كانت الولايات المتحدة توعز إلى الأمم المتحدة، بتقليص إقامة خبراء المنظمة الأممية وسحبهم، مفتتحة عداً تنازلياً لتوجيه ضربة صاروخية إلى الأهداف السورية.

وتتضارب التوقعات في الدوائر الفرنسية حول توقيت الضربة المحتملة، وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أعلن أن الضربة الأميركية قد تتحقق قبل حلول يوم الأربعاء المقبل، سابقة بذلك يوماً واحداً «قمة مجموعة العشرين» في سان بطرسبرغ، لتلافي وضع الملف السوري على طاولة المساومات مع قادة «الثمانية»، أو تحويل الرئيس أوباما هدفاً لضغوط روسية أو أممية لتأجيل الضربة، وتشتيت ما تبقى من احتمالات أمام الخيار العسكري.

ويقول خبير أمني فرنسي، إن الأجهزة الفرنسية تعتقد أن أوباما سيكون مجبراً على انتظار انقضاء مؤتمر بطرسبرغ، وعدم الوصول إليه محارباً، ومحملاً بنتائج غير معروفة ومؤكدة مسبقة لعملية عسكرية تنطوي على الكثير من المخاطر الإقليمية وتطال أمن لبنان وسوريا والأردن وإسرائيل.

ويعتقد الأمنيون أن الرئيس الأميركي سيواصل «جرجرة» أقدامه في الطريق نحو المكتب البيضاوي، قبل إعطاء الإشارة الأخيرة لتوجيه الضربة ضد سوريا.

ويغلب على خريطة الأهداف الأميركية في سوريا، خلاف في التقييم بين الأجهزة الأمنية والأركان الفرنسية، ويعكس ذلك الارتباك الذي أحدثه القرار الرئاسي الفرنسي بالانضمام إلى تحالف ضد سوريا، ولد أعرج، إذا ما استثينا الجامعة العربية التي لا تلعب دوراً أكثر من توفير التغطية السياسية، وكان سيستمر على قدم أميركية واحدة، بعد انسحاب بريطانيا، لولا العكازة الفرنسية التي جعلت منه تحالفاً ثنائياً أميركياً فرنسياً ضد دمشق.

ويغلب لدى الأجهزة الأمنية الفرنسية والأركان، سيناريو ضربة سريعة من الغارات الصاروخية مع اختلاف في الكثافة النارية.

ويقول مصدر أمني فرنسي إن الصواريخ الأميركية ستضرب أهدافاً تتراوح بين 30 إلى 50 هدفاً، وأن العملية لن تدوم أكثر من ساعات قليلة، وأن أكثر هذه الأهداف عسكرية سياسية تقع خارج المدن وتشمل مواقع لفرق النخبة، وبعض الثكنات، ومستودعات الذخيرة، والبنى التحتية، والقيادات السياسية والحكومية.

ويشير مصدر أمني فرنسي إلى أن معظم الأهداف التي برمجتها الصواريخ الأميركية، يعلم بها الروس، وقد قاموا بنقل معلوماتهم إلى السوريين عنها، لإخلائها منذ الساعات الأولى.

أما خبراء الأركان الفرنسيين، فيتوقعون عملية صاروخية أوسع قد تشمل أكثر من مئة هدف سوري ثابت. ويقول مصدر عسكري إن معظم هذه الأهداف قد تمت برمجتها في الصواريخ الأميركية منذ بدء الحديث عن العملية العسكرية في سوريا، وقد تدوم أكثر من ليلة. وأضاف المصدر أن العملية ستكون سهلة وسريعة، لأنها لا تتطلب أي تدخل بري، ولن تطال أهدافاً متحركة.

وستضرب الصواريخ الأميركية نوعين من الأهداف:

سياسية رمزية تشمل قصوراً رئاسية ومراكز حكومية، وأخرى عسكرية، من بينها ملاجئ الطائرات المقاتلة وتحصيناتها ومستودعات الذخيرة، وتجمعات الجيش، ومراكز الاتصال، وهيئات الأركان.

ويعكس دخول الرئيس فرانسوا هولاند المفاجئ في التحالف مع الرئيس أوباما، التأثير المستمر لبقايا المحافظين الجدد في الخارجية الفرنسية، وبقاء الفريق الذي وضعه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، في دوائر «كي دورسيه» (وزارة الخارجية)، متمسكاً بقيادة الديبلوماسية الفرنسية التي يديرها لوران فابيوس، خصوصاً فيما يتعلق بالسياسة العربية لفرنسا وإسرائيل.

ودعا هولاند وأوباما المجتمع الدولي أمس، إلى توجيه «رسالة قوية» إلى نظام الأسد، بحسب ما أفادت الرئاسة الفرنسية.

وقال الإليزيه في بيان صدر بعد ساعات على محادثة هاتفية بين هولاند وأوباما، إن «الرئيسين اتفقا على ضرورة عدم تسامح المجتمع الدولي مع استخدام أسلحة كيميائية، وضرورة تحميل النظام السوري المسؤولية وتوجيه رسالة قوية للتنديد باستخدامها».

ويشكل خروج بريطانيا مبكراً من التحالف الدولي ضد سوريا، بسبب سقوط الاقتراح بضربها، أمام مجلس العموم، فرصة تاريخية لفرنسا، للعودة بقوة، إلى دور الحليف الأول للولايات المتحدة في القارة الأوروبية.

ويبدو أن الرهان الرئاسي الآخر في العملية الصاروخية ضد سوريا، يتعلق قبل أي هدف عسكري أو سياسي نفسه، بتحقيق هدف أولي استراتيجي وهو ترميم مصداقية فرنسا في العمل كقوة عظمى في منطقة نفوذها التقليدي تاريخياً.

وعلى الرغم من الضجيج على الساحة الفرنسية، إلا أن المساهمة العسكرية متواضعة، إذ اقتصرت على غواصة نووية بلا صواريخ، وفرقاطة «لو شوفالييه بول» متعددة المهام، الموجودة شرقي المتوسط، وتحمل خمسة صواريخ «سكالب» متوسطة المدى».

وتشير مصادر عسكرية فرنسية، إلى أن الدعم الفرنسي اقتصر على الأمور اللوجيستية والاستخبارية فقط، بسبب تخوف أمني قد يطال القوات الفرنسية المشاركة في اليونيفيل في جنوب لبنان.

وكانت الحيرة الرئاسية الفرنسية تجلت في باحة الإليزيه قبل يومين، أمام رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا، بأن الساعة لم تحن لمحاربة النظام السوري، لأن الائتلاف لا يمثل معارضة جديرة بالثقة.

وقال هولاند «إن الحل السياسي يغدو ممكناً فقط، عندما يصبح بوسع الائتلاف السوري أن يشكل بديلاً عن النظام، وأن يشكل جيشه بديلاً عن الجيش السوري». وبانتظار أن تنضج المعارضة، لا بد من الضربات الصاروخية.

إسرائيل تدّعي الحياد! تعديل في تقدير الرد السوري

حلمي موسى

تدّعي إسرائيل التزام الحياد تجاه ما يجري في سوريا، وأنها ليست طرفاً، ولكنها لا تتوانى عن إطلاق التهديدات لسوريا من ناحية، ومحاولة تهدئة جمهورها من ناحية أخرى. وقد كان ذلك دور رئيس الأركان الجنرال بني غانتس، الذي هدد كل من يفكر بالمساس بإسرائيل وطالب الجمهور بمواصلة حياته الاعتيادية. ولكن الجيش الإسرائيلي، وفي إشارة إلى التوقعات، نشر بطارية «القبة الحديدية» الخامسة في منطقة تل أبيب، وهو يفكر بنشر البطارية السادسة قريباً.

وقد تراجعت أسهم الضربة العسكرية الغربية لسوريا في تقديرات الخبراء العسكريين الإسرائيليين، الذين قالوا إن الضربة التي كانت مقررة نهاية الأسبوع تأجلت إلى مطلع الأسبوع المقبل (الذي يبدأ يهودياً من يوم الأحد) لأسباب تتعلق بمصاعب سياسية، ورغبة أميركية في حشد المزيد من القوات الجوية في المنطقة.

وأدلى السفير الأميركي في تل أبيب دان شابيرو بدلوه إزاء التطورات، مؤكداً أنه «محظور على العالم أن يلتزم الصمت تجاه قتل المدنيين من نساء وأطفال». وشدد على أن «فحص القرائن تشير إلى أن النظام السوري كان خلف ذلك. والمداولات في واشنطن لا تتعلق بسلاح كيميائي استخدمه السوريون، وإنما بمسألة ما ينبغي أن يكون عليه الرد الأميركي، وهو رد سيأتي».

وأشار شابيرو إلى التعاون بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية. وقال إن التعاون الأمني بين الدولتين في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يسبق له مثيل وأنها «بلغت ذرى جديدة».

وطلب الجيش الإسرائيلي من إدارة مستشفى «رمبام» في حيفا الاستعداد لاحتمال التعرض لضربة صاروخية. وبرغم ذلك، فإنه وجه إدارة المستشفى لإعداد طابق بكامله كمستشفى ميداني عسكري ومدني تحسباً لهجمات صاروخية على إسرائيل. ومعروف أن مستشفى «رمبام» يحوي طاقم طوارئ تحت الأرض، لم يكتمل بعد، مصمم لاستيعاب ألفي سرير. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن مستشفى «أيخيلوف» في تل أبيب لم يكمل بعد طابق الطوارئ المفترض أن يحوي 800 سرير، ولكن تبذل جهود مركزة هذه الأيام لإنجاز المهمة.

وكان رئيس الأركان الجنرال بني غانتس قد خرج بأعلى صوت ليهدد سوريا وليطمئن الإسرائيليين، حيث قال إن «توجيه النيران نحونا، كما هو واضح لكل الزعماء سيكلفهم ثمناً باهظاً وخسارة العدو ستكون حازمة وقاسية». وشدد على أن «الجيش الإسرائيلي يواجه أياماً تطفح بالتحديات»، مؤكداً أنه ليس لإسرائيل ضلع في ما يجري في سوريا، وأن «جمع المعلومات، وقوات الهجوم ومنظومات الدفاع في الجو والبر والبحر متأهبة ومجهزة بأفضل جنودنا وقادتنا في القوات النظامية والاحتياطية».

ودعا غانتس الاسرائيليين إلى مواصلة حياتهم الاعتيادية والاستعداد لأعياد تشرين، و«للعلم أن الجيش الإسرائيلي يقف حازماً للدفاع عنهم وهو قوي ومستعد أفضل من أي وقت مضى». وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية قد استبق كلام غانتس بمطالبة الجمهور الإسرائيلي التزام الحياة الاعتيادية والاتكال على قوة جيشهم.

وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أنه برغم تعقيدات الجبهة السياسية الدولية، فإن الاستعدادات لا تزال مستمرة وحالة التأهب عالية لمواجهة التطورات. وواصل الجيش الإسرائيلي منع الإجازات في صفوف قواته في قيادة الجبهة الشمالية إلى أن تنتهي العملية الغربية. وواصلت شعبة الاستخبارات العسكرية العمل بكثافة من أجل إتمام بناء الصورة العامة حول سوريا والدول المجاورة، التي سينضم بعضها إلى التحالف الذي تقوده أميركا. ويبدو أن شعبة الاستخبارات العسكرية غيرت تقديرها بشأن الرد السوري من «احتمال ضئيل» إلى «احتمال غير كبير»، وهو ما يثير الارتباك في صفوف القيادة ويدفعها إلى إطلاق التهديدات.

وكتب المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل ملخصاً الموقف الإسرائيلي بقوله إن القيادة توحي بثقتها أن لا الرئيس السوري ولا حلفاؤه، إيران و«حزب الله»، يخططون للانتقام من إسرائيل رداً على الهجوم المتوقع. ولكن هذه القيادة تتخذ تدابير الحذر وتتعامل بشكل «محدود الضمان» مع التهديدات بحرق إسرائيل. وهي تسمع بشكل أكبر الهمسات من غزة بأن حركة «الجهاد الإسلامي» تهدد بالانضمام إلى المعركة وإطلاق الصواريخ على إسرائيل، رداً على أي خطوة أميركية. وقال إن إسرائيل تجري مداولات أمنية يومية لتقدير الموقف وأن التهديدات التي تصدر تنطلق من هذه التقديرات التي ينتقدها البعض ويرون أنها ضارة.

فقد أشارت «معاريف» إلى أنه «بينما يخلق نتنياهو الانطباع بأنه يؤيد العملية الأميركية، التي ستعيد الرد ضد مجانين الشرق الاوسط، يخيل أن بعضاً من المحافل رفيعة المستوى الى جانبه، أقل حماسة. وبينما لا يترك نتنياهو شيئاً للخيال حين يهدد بالرد على كل نار سورية، يبدو أن بعضاً من زملائه على طاولة المشاورات يعتقدون أنه على إسرائيل أن تصمت وتضبط نفسها. وفي دخيلة نفسه، يفهم نتنياهو بأنه سيتعين عليه أن يفكر جيداً بالرد الإسرائيلي، وذلك لأن سوريا ليست منظمة ارهابية كحماس أو حزب الله، بل دولة عدو بحجم آخر تماماً».

ونشرت «معاريف» و«إسرائيل اليوم» استطلاعين متضاربين حول موقف الجمهور الإسرائيلي من الحرب في سوريا. وفيما أشار استطلاع «معاريف» إلى رفض 77 في المئة من الإسرائيليين تدخل إسرائيل العسكري في سوريا من دون أميركا، أظهر استطلاع «إسرائيل اليوم» تأييد 67 في المئة للهجوم على سوريا.

وأوضح الاستطلاع الثاني أنه خلافاً للرأي العام في أوروبا وأميركا، يؤيد أكثر من 66 في المئة من الإسرائيليين الحرب على سوريا برغم خشيتهم من انجرار إسرائيل إليها. ويرى 73 في المئة من الإسرائيليين أن أميركا ستشن الحرب على سوريا، وأكثر من 57 يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي سيشارك موضعياً فيها.

ملخص التقرير الأميركي حول «الهجوم الكيميائي»

قدرت الولايات المتحدة أن الحكومة السورية شنت اعتداء بالسلاح الكيميائي في ضواحي دمشق في 21 آب العام 2013. كما أن النظام استخدم غاز الأعصاب خلال الاعتداء. وتلك التقديرات مبنية على الضحايا، والمؤشرات، وصور الأقمار الاصطناعية الاستخبارية، فضلاً عن مجموعة من التقارير. لقد تم إعلام الكونغرس الأميركي بالتقديرات السرية، فضلاً عن الحلفاء الدوليين الأساسيين. إلا أنه ولحماية المصادر والوسائل، لا يمكن الكشف عن كافة المعلومات الاستخبارية، وبالتالي ما سيتم تقديمه هو ملخص ما وصلت إليه تحليلات الاستخبارات الأميركية.

وبحسب التقديرات الأميركية الأولية، فإن الاعتداء الكيميائي أسفر عن مقتل 1429 شخصاً، من بينهم 426 طفلاً. وبالنتيجة، يمكن التأكيد وبثقة عالية أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن الاعتداء، وأن سيناريو تنفيذ المعارضة له بعيد الاحتمال.

الخلفية

يملك النظام السوري مخزوناً من مختلف أنواع الأسلحة الكيميائية، ومن بينها «الخردل»، و«السارين»، و«في إكس»، فضلاً عن آلاف أنواع الذخيرة التي من الممكن استخدامها لتحميل الأسلحة الكيميائية.

ومن المعروف أن الرئيس السوري بشار الأسد هو صاحب القرار النهائي في ما يتعلق ببرنامج الأسلحة الكيمائية. أما «المركز السوري للدراسات والأبحاث العلمية»، والمرتبط بوزارة الدفاع السورية، فهو المسؤول عن البرنامج.

وبحسب التقييم، من الممكن القول إن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيميائية بكميات محدودة ضد المعارضة عدة مرات خلال العام الماضي، ومن بينها في ضواحي دمشق. وهذا التقييم يعتمد على مصادر مختلفة، من بينها تقارير حول مخططات المسؤولين السوريين وتنفيذ الاعتداءات الكيميائية والتحليل المخبري للعينات المأخوذة من مجموعة من الأشخاص، والتي تبين تعرضها لغاز «السارين».

ولا يشير التقييم إلى استخدام المعارضة للسلاح الكيميائي، فليس هناك أي مؤشرات تبين أن المعارضة شنت سلسلة من الهجمات الصاروخية أو المدفعية شبيهة بما حصل في 21 آب.

وينظر النظام السوري إلى أسلحته الكيميائية كجزء من ترسانته، بالإضافة إلى القوة الجوية والصواريخ البالستية. وهو فشل في إخراج مقاتلي المعارضة من عشرات الأحياء في دمشق، ومن بينها الأحياء التي تم استهدافها في 21 آب، وذلك بالرغم من اللجوء إلى كافة أسلحته التقليدية. وبالتالي، فإن خيبة النظام، لعدم قدرته على تأمين جزء كبير من دمشق، دفعه إلى اتخاذ القرار باستخدام السلاح الكيميائي في 21 آب.

التحضيرات

تقود المعلومات الاستخبارية إلى أن فرق الأسلحة الكيميائية السورية كانت تحضر ذخائر لاستخدامها في الهجمات. وفي الأيام الثلاثة التي سبقت الهجوم، رصدت إشارات، تدل على نزوح سكاني، فضلاً عن معلومات استخبارية مرتبطة بجغرافيا المناطق تكشف عن أنشطة للنظام يعتقد أنها مرتبطة بالاستعدادات لهجوم كيميائي.

كما أن وحدات الأسلحة الكيميائية التابعة للجيش السوري كانت تعمل في محيط ضاحية عدرا في دمشق، من 18 آب حتى وقت مبكر من نهار 21 آب قرب منطقة يستخدمها النظام من أجل تحضير الأسلحة الكيميائية، ومن ضمنها غاز السارين.

الهجوم

تثبت صور الأقمار الاصطناعية ان هجمات قد شُنت من مناطق واقعة تحت سيطرة النظام على الضواحي، التي استهدفها الهجوم الكيميائي، ومن بينها كفربطنا، وجوبر، وعين ترما، وداريا، والمعضمية.

وتتضمن هذه التقارير رصد عمليات إطلاق صواريخ من مناطق تقع تحت سيطرة النظام، في وقت مبكر من ذلك اليوم، أي قبل حوالي 90 دقيقة من ورود أول التقارير حول حصول الهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتتفق تقارير من «منظمات إنسانية عالية المصداقية»، حول طبيعة الأعراض التي ظهرت على المصابين في المستشفيات، مع أعراض أحد غازات الأعصاب، ويضاف الى ذلك تدفق أعداد كبيرة من المرضى في فترة قصيرة من الزمن، فضلاً عن العوارض التي ظهرت على الطواقم الطبية والإسعافات الأولية. كما وردت تقارير من أفراد يعملون في الخدمات الطبية الدولية والسورية على الأرض. وتم رصد مئات أشرطة الفيديو التي تظهر العوارض والعلامات الجسدية المتناسقة مع هذه التقارير.

إلى ذلك، تم اعتراض اتصالات أحد المسؤولين الكبار يؤكد فيها أن هذه الأسلحة استخدمت من قبل النظام في 21 آب، كما أنه يعبر عن قلقه من احتمال حصول مفتشي الأمم المتحدة على أدلة.

سوريا تحرك قواتها ومفتشو الأمم المتحدة يصلون أوروبا

بيروت- (د ب أ): وصل مفتشو الأسلحة التابعون للأمم المتحدة السبت إلى هولندا ومعهم عينات جمعوها خلال تحقيقاتهم في سوريا وذلك عقب يوم من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه يدرس عملا عسكريا ضد سوريا.

ووفقا لوكالة أنباء (إيه إن بي) الهولندية، فإن الفريق وصل إلى مدينة روتردام على متن طائرة مؤجرة ألمانية. ومن المقرر أن يواصلوا رحلتهم إلى لاهاي حيث يقع مقر منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

وفي غضون ذلك تحركت القوات السورية في دمشق من مواقعها للتمركز في مناطق سكنية اليوم، حسبما ذكر سكان دمشق لوكالة الأنباء الألمانية.

وأفادت أنباء بتحريك جنود موالين للرئيس السوري بشار الأسد لمعدات إلى داخل مبان سكنية ومدارس ومساكن طلاب المدارس والجامعات في العاصمة.

وأضاف السكان أن مسجدا في حي المزة حيث تقع الكثير من السفارات تحول إلى “ثكنات عسكرية”.

وفي وقت سابق قال نشطاء من شبكة الشام المناهضة للنظام إن الحكومة نقلت سجناء المعارضة إلى منشآت حكومية وقواعد عسكرية يمكن أن تستهدف في ضربة محتملة بقيادة الولايات المتحدة.

وقال التلفزيون الحكومي السوري إن سوريا مستعدة لأي هجوم وبدأ في إذاعة أغاني وطنية.

أوباما يطرح مبرراته لتوجيه ضربة لسوريا على الكونغرس

واشنطن- (رويترز): يعرض كبار مستشاري الرئيس باراك اوباما مبرراتهم لتوجيه ضربات عسكرية محدودة لسوريا على مجلس الشيوخ الأمريكي بكامل اعضائه السبت ويقدمون الأدلة على وقوع هجوم بأسلحة كيماوية الأسبوع الماضي يقول البيت الابيض ان أكثر من 1400 سوري قتلوا فيه.

ولدى باراك أوباما صلاحيات قانونية واسعة للقيام بعمل عسكري. وقال انه لم يتخذ قرارا نهائيا لكنه أوضح انه يعتقد ان على الولايات المتحدة ان تفعل شيئا لمعاقبة الحكومة السورية على الهجوم.

لكن المشرعين الامريكيين ألحوا في طلب مزيد من المعلومات بشأن نوايا اوباما بشأن سوريا حيث عبر كثيرون عن تحفظات بشأن تكاليف الضربات المحتملة وآثارها.

وقال مسؤول بالبيت الابيض إن كبار مسؤولي الأمن القومي سيعقدون بعد ظهر السبت مؤتمرات غير سرية عبر الهاتف مع الاعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ وكذلك مع الاعضاء الجمهوريين بالمجلس.

وسيشارك في هذه الاتصالات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاجل بالاضافة الى مدير المخابرات القومية جيمس كلابر وسوزان رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس باراك اباما والاميرال جيمس وينفيلد نائب رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات الامريكية.

تأتي هذه المناقشات بعد يوم من نشر البيت الابيض تقييما غير سري قال ان الحكومة لديها “ثقة كبيرة” في ان الحكومة السورية هي المسؤولة عن هجوم 21 من اغسطس اب باسلحة كيماوية الذي قتل فيه 1429 مدنيا على الاقل ثلثهم من الاطفال.

وقال اوباما وكيري ان الولايات المتحدة لا يمكنها ان تتجاهل الهجوم لكن لم يذكر أي منهما ان كانت ستوجه ضربة أو موعد هذه الضربة.

معارضون سوريون يخططون لهجمات للاستفادة من ضربات الغرب

بيروت- (رويترز): قال قائد بالمعارضة السورية السبت إن مقاتلي المعارضة في أنحاء سوريا يستعدون لشن هجمات للاستفادة من الضربات العسكرية المتوقعة التي ستقودها الولايات المتحدة لكن لا يوجد خطط للتنسيق مع القوات الغربية.

وقالت الولايات المتحدة الجمعة انها تخطط لرد محدود لمعاقبة الرئيس السوري بشار الاسد على هجوم “وحشي وسافر” بالاسلحة الكيماوية تقول انه قتل فيه أكثر من 1400 شخص في دمشق منذ عشرة أيام. ويوجد لواشنطن خمس مدمرات مزودة بصواريخ كروز في المنطقة.

وتنفي الحكومة السورية استخدام أسلحة كيماوية.

وقال قاسم سعد الدين العقيد السابق بالجيش السوري والمتحدث باسم مجلس القيادة العسكرية العليا لقوات المعارضة السورية ان المجلس ارسل لمجموعات من المعارضة تم اختيارها خطة عمل عسكري لاستخدامها اذا وقعت ضربات عسكرية.

وقال لرويترز عبر سكايب انه يأمل في الاستفادة عندما تضعف بعض المناطق نتيجة للضربات وانه أمر بعض المجموعات بالاستعداد في كل محافظة واعداد مقاتليها للوقت الذي تقع فيه الضربات.

واضاف انه تم ارسال خطة عسكرية تشمل استعدادات لمهاجمة بعض الاهداف التي يتوقع ان تضرب اثناء الهجمات الاجنبية وبعض الاهداف الاخرى التي يأملون في مهاجمتها في نفس الوقت.

ومجلس القيادة العسكرية العليا هو الذراع العسكرية المرتبطة بالائتلاف الوطني الذي يعتبر القيادة السياسية للمعارضة في الخارج.

وقال سعد الدين ان الخطط أعدت دون أي مساعدة من قوى أجنبية. وأضاف انه لم تقدم اليهم معلومات من الولايات المتحدة أو أي دولة غربية أخرى مثل فرنسا التي أيدت القيام بضربة ضد الاسد.

وتابع سعد الدين قوله ان الولايات المتحدة تعتبرهم أحد الطرفين اللذين يخوضان حربا أهلية في سوريا وانهم لم يتحدثوا إلى أي قيادة للمعارضة ككل وان كانوا اتصلوا بالزعماء السياسيين في الائتلاف. وقال انه ربما جرت مشاورات مع رئيس المجلس سليم ادريس لكنه لا يمكنه ان يؤكد ذلك.

وقال ناشطون ان صواريخ مزودة بالغاز السام قتلت مئات الاشخاص خارج مناطق دمشق كثيرون منهم أطفال يوم 21 اغسطس اب. وتلقي الحكومة السورية باللوم في الهجوم على مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون للاطاحة بالاسد. لكن واشنطن تقول ان أجهزة مخابراتها أظهرت ان قوات الاسد هي المسؤولة عن الهجوم.

وقال سعد الدين ان قواته أجرت تقييما اشار إلى أن أي هجوم غربي سيحدث في الايام القادمة وسيستمر نحو ثلاثة ايام.

وأضاف ان مقاتلي المعارضة الذين يتصلون بالمجلس أعدوا قائمة بالاهداف المحتملة لاي ضربة.

وقال انهم يعتقدون انها ستشمل مواقع عسكرية مثل مقر القيادة العسكرية والمطارات العسكرية ومناطق تخزين أسلحة معينة أو منصات إطلاق او منشآت للصواريخ الكبيرة مثل سكود.

واضاف سعد الدين ان المواقع الاخرى التي يرى مقاتلو المعارضة انها اهداف محتملة هي تلك التي تتبع قوات النخبة التي ينظر اليها على انها الاكثر ولاء للاسد مثل الفرقة المدرعة الرابعة والحرس الجمهوري.

وقال معارضون اخرون جرى الاتصال بهم ليس من خلال المجلس انهم يحاولون ايضا التحضير لهجوم محتمل لكنهم يواجهون صعوبة في وضع خطة عمل.

مسؤولون أمريكيون: ‘أف بي أي’ زاد التجسس على السوريين في الولايات المتحدة خوفاً من هجمات انتقامية

واشنطن- (يو بي اي): قال مسؤولون أمريكيون كبار إن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) زاد عمليات التجسس على السوريين داخل الولايات المتحدة خوفاً من أن يؤدي هجوم عسكري أمريكي محتمل ضد سوريا إلى هجمات “إرهابية” داخل الأراضي الأميركية أو ضد الحلفاء ومصالحهم.

ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن مسؤولين أمريكيين كبار سابقين وحاليين، أن (أف بي أي) زاد تجسسه على السوريين داخل الولايات المتحدة بسبب الهواجس من أن أي ضربة عسكرية لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن تؤدي إلى هجمات إرهابية هنا أو ضد حلفاء الأمريكيين ومصالحهم في الخارج.

وقال المسؤولون إن الحكومة الأمريكية “اتخذت أيضاً خطوة غير عادية بتحذير الوكالات الفدرالية والشركات الخاصة من أن ضربة عسكرية أمريكية ضد سوريا قد تشعل الهجمات الإلكترونية”.

ولم تصدر مثل هذه التحذيرات قبل عمليات عسكرية سابقة مثل التي وجّهت لليبيا في العام 2011.

وأشار المسؤولون إلى أن السلطات الأمريكية قلقة بشكل خاص لأن إيران، أحد أكثر الحلفاء الوثيقين للرئيس السوري بشار الأسد، قالت إنه سيكون هناك عمليات انتقامية ضد إسرائيل إن هاجمت واشنطن دمشق. وأضافوا أن “الإيرانيين أظهروا أيضاً الاستعداد لرعاية هجمات إرهابية ضد أهداف أميركية”.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين الكبار “إنهم لا يبدأون من الصفر، إن المكاتب الميدانية تعرف ما لديها في ما يخص المصادر والتحقيقات، لكن هذا توجيه لهم لمضاعفة جهودهم والتحقق من فخاخهم”.

وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن مسؤولين أمنيين كبار في مقر “اف بي أي” في واشنطن أخبروا المكاتب الميدانية خلال الأيام الأخيرة بضرورة متابعة المصادر المرتبطة بالسوريين في محاولة للعثور على كلام أو أدلة على ضربة انتقامية”.

وقالت الصحيفة إن وزارة الأمن الوطني ومكتب التحقيقات الفدرالي أرسلا أيضاً نشرة سريّة تحذّر المسؤولين الفدراليين والمسؤولين عن إنفاذ القانون من تهديدات محتملة يخلقها النزاع السوري.

وأضافت أنه من المتوقع أن يحقق عملاء (اف بي أي) مع مئات السوريين خلال الأيام المقبلة.

روسيا ترجئ امدادات الاسلحة لسورية بسبب عدم دفع ثمنها

موسكو- (د ب أ): ذكرت صحيفة (كوميرسانت) الروسية السبت ان روسيا ارجأت تزويد سورية بطائرات مقاتلة ومنظومة الدفاع الجوي الصاروخية “اس-300″ ان دمشق لم تسدد ثمنها.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مصدر لم تمسه في شركة (روسوبورون اكسبورت) الحكومية الروسية المسؤولة عن صادرات الاسلحة، انه لن يتم تسليم 12 طائرة مقاتلة (ميج 29 ام /ام 2) كانت روسيا وافقت على بيعها لسورية قبل 2016-2017.

واضافت الصحيفة، في تقريرها الذي اوردته وكالة (ريا نوفوستي) انه على الرغم من التوقيع على الصفقة في عام2007 ، الا انه تم تأجيل عملية الشحن بسبب امور فنية، ثم تم تعليقها لان سورية سددت فقط 30% من ثمن الطائرات لموسكو.

وكانت تقارير اعلامية ذكرت في وقت سابق انه من المتوقع ان يتم شحن ست من الطائرات الاثنتي عشرة بحلول نهاية العام الحالي.

وتابعت الصحيفة انه تم تجميد اتفاق أبرم في عام 2010 لتزويد دمشق بمنظومات الدفاع الجوي الصاروخية اس 300، في البداية بسبب اعتراضات امريكية واسرائيلية، وانه مازال معلقا لان سورية لم تسدد دفعة مقدمة حتى الان.

ونقلت الصحفية عن مسؤول، لم تسمه، في مجمع التعاون الصناعي العسكري الروسي قوله: “ليس من الوارد تسليم منظومة اس – 300 حتى نرى أموالا حقيقية”.

واوضحت (كوميرسانت) انه كان من المتوقع في البداية تسليم منظومة اس -300 بحلول تموز/ يوليو 2014 ولكن سيتم تأجيل عملية الشحن حتى 2015او 2016 مالم يسدد نظام الرئيس السوري بشار الاسد اموالا قريبا.

كان الرئيس السوري بشار الاسد قال في مقابلة مع صحيفة (ازفستيا) نشرت الاثنين الماضي ان كل العقود التي وقعت عليها سورية مع موسكو في الماضي يتم تنفيذها رغم ضغوط غربية ولكنه لم يوضح وضع اتفاق يقضي بقيام موسكو بتوريد صواريخ متقدمة سطح – جو من طراز اس – 300.

يشار إلى أن روسيا تدعم بقوة سورية في الحرب الدائرة في البلاد ومنعت من خلال حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به في مجلس الامن صدور قرارات تقضي باتخاذ اجراءات صارمة ضد دمشق.

سورية: أوباما يدرس شن ‘عمل محدود’ وليس حربا مفتوحة

هزيمة مدوية لكاميرون في مجلس العموم والرئيس الفرنسي يدعم تشكيل تحالف دولي

سي آي ايه: النظام استخدم أسلحة كيمياوية و 1429 قتلوا بالهجوم الاخير

واشنطن ـ بيروت ـ دمشق ـ لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن ما يتم بحثه هو القيام بتحرّك محدود في سورية، وليس شن حرب مفتوحة تشارك فيها قوات على الأرض.وذكر أوباما أن ما هو قيد البحث هو ‘تحرّك محدود، ولسنا ننظر في أي التزام مفتوح أو مقاربة إرسال أية قوات إلى الأرض’.

وشدد على أنه لم يتخذ بعد أية قرارات بشأن أية تحركات ستتخذها الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن واشنطن تشاورت مع حلفائها ومع الكونغرس.

وقال الرئيس الأمريكي إن الهجوم بأسلحة كيماوية في سورية يهدد إسرائيل والأردن حليفي الولايات المتحدة وأضاف إنه كان يفضل أن يمضي المجتمع الدولي قدما للرد على ذلك.

وقال أوباما للصحفيين اثناء اجتماع مع زعماء يزورون البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ما زالت في عملية التخطيط للرد على استخدام اسلحة كيماوية في سورية.

وقدم وزير الخارجية الأمريكي الجمعة مبررات جمة للقيام بعمل عسكري محدود ضد سورية للاشتباه في استخدامها أسلحة كيمياوية قائلا إنه لا يمكن أن تفلت دمشق من العقاب على ما وصفها ‘بجريمة ضد الإنسانية’.

وأكد كيري أن أي خطوة قد تتخذها الولايات المتحدة ستكون معدة بإحكام ولن تشبه بأي حال الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق أو تدخل واشنطن للمساعدة على الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وكشف تقرير للمخابرات الأمريكية الجمعة أن هناك ‘ثقة عالية’ في أن القوات السورية استخدمت أسلحة كيمياوية عدة مرات في العام الماضي بينها الهجوم الذي وقع يوم 21 آب (أغسطس) على مشارف دمشق. وقال التقرير إن 1429 شخصا قتلوا في الهجوم الكيمياوي بينهم 426 طفلا على الأقل.

ويستغل الرئيس الأمريكي باراك أوباما التقرير لدعم موقفه بشأن الرد على الحكومة السورية.

وقال التقرير الذي جاء في أربع صفحات إن المعلومات التي جمعت شملت اتصالات جرى اعتراضها لمسؤول كبير مطلع بشكل وثيق على الهجوم ومعلومات أخرى اعتمدت على البشر والإشارات والأقمار الصناعية.

وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن أوباما عقد اجتماعا صباح الجمعة مع فريقه للأمن القومي ومن بينهم وزير الخارجية جون كيري وسوزان رايس مستشارة الأمن القومي لبحث الوضع في سورية.

وقال مسؤولون في إدارة أوباما إن الرئيس مستعد لأن يمضي منفردا إذا اقتضت الضرورة ذلك بعد أن صوت البرلمان البريطاني في وقت متأخر الخميس ضد توجيه ضربة عسكرية تستهدف معاقبة الحكومة السورية. وقالت فرنسا الجمعة إنها لا تزال مستعدة لتأييد التحرك في سورية.

وسيجري تأجيل توجيه ضربة عسكرية على ما يبدو على الأقل إلى أن يسلم محققو الأمم المتحدة تقريرهم بالنتائج التي توصلوا إليها بعد مغادرة سورية. وأشار بعض المشرعين البارزين الخميس بعد أن تلقوا تقريرا من الإدارة إلى أنه يتعين على البيت الأبيض إبطاء الاندفاع نحو القيام بعمل.

وتضيف مغادرة أوباما إلى السويد ولحضور قمة لمجموعة العشرين في روسيا يوم الثلاثاء تعقيدات فيما يتعلق بالتوقيت. ومن غير المتوقع أن يصدر أمر بشن الهجوم وهو في السويد أو في روسيا.

وطالب أعضاء الكونغرس بالتشاور معهم في أي ضربة محتملة. ولن يعودوا إلى واشنطن قبل أسبوع.

ومن جهته اعلن الكرملين الجمعة ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يخطط لاجراء مباحثات ثنائية مع نظيره الامريكي باراك اوباما خلال قمة مجموعة العشرين رغم ان هناك احتمالا للقاء غير رسمي.

وقال يوري اوشاكوف مستشار الكرملين للسياسة الخارجية الجمعة ‘ان اجتماعا مع اوباما غير مقرر’.

واضاف ان بوتين يعتزم ‘مصافحة’ اوباما ومسؤولين اخرين عندما يلتقيهم خلال قمة سان بطرسبرغ.

الى ذلك حذرت روسيا الجمعة من ان تدخلا عسكريا في سورية سيوجه ‘ضربة خطيرة’ للنظام العالمي القائم على الدور المركزي للامم المتحدة، مشيدة برفض البرلمان البريطاني مثل هذه العملية.

وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري اوشاكوف للصحافيين ان ‘مثل هذه التحركات التي تتجاوز مجلس الامن الدولي، اذا جرت ستشكل مساسا خطيرا بالنظام القائم على الدور المركزي للامم المتحدة وضربة خطيرة (…) للنظام العالمي’.

وأظهرت استطلاعات للرأي أن الجمهور معارض إلى حد كبير لأي تحرك عسكري أمريكي. وقال بعض المشرعين بعد الاجتماع مع مسؤولي الإدارة إنهم لا يزالون غير مقتنعين بضرورة التحرك العسكري. وتساءل البعض عما إذا كانت وزارة الدفاع (البنتاغون) تتحمل مهاجمة سورية بعد التخفيضات في الإنفاق التي فرضتها الحكومة الاتحادية في وقت سابق هذا العام.

وأيد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الجمعة تدخلا دوليا ضد سورية فيما واصلت الولايات المتحدة جهودها لتشكيل تحالف للتدخل في الدولة التي تمزقها الحرب، على الرغم من رفض واضح من البرلمان البريطاني للتدخل العسكري الليلة قبل الماضية.

وكان البرلمان البريطاني قد صوت بفارق ضئيل ضد مشروع قرار الحكومة لدعم التدخل العسكري في سورية.

وفي هزيمة مخزية للزعيم البريطاني ديفيد كاميرون ربما تبدد آماله في اعادة انتخابه عام 2015 وتضر بالعلاقات الوطيدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا فشل كاميرون وحكومته الائتلافية في الحصول على موافقة البرلمان على اقتراح كان من شأنه ان يجيز من حيث المبدأ عملا عسكريا ضد سورية وجاءت نتيجة الاقتراع 285 ضد 272 صوتا.

ومن ناحية أخرى، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى تشكيل تحالف دولي ضد سورية بدون تفويض من الأمم المتحدة في حالة الضرورة.

وقال هولاند في تصريحات الجمعة لصحيفة ‘لو موند’ الفرنسية :’إذا لم يكن مجلس الأمن قادرا على التصرف فسيتم تشكيل تحالف’.

وذكر هولاند أن ‘كافة الخيارات مطروحة على الطاولة’ لتدخل عسكري محتمل في سورية.

وأعلن هولاند أنه يقوم بمناقشة الأوضاع في سورية بشكل شامل مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وبسؤاله عن رفض البرلمان البريطاني دعم العمل العسكري في سورية قال هولاند إن ‘كل دولة ذات سيادة ويمكن أن تختار ما إذا كانت ستشارك في عملية أم لا.. هذا ينطبق على المملكة المتحدة وفرنسا’.

وقال الرئيس الفرنسي إنه سيواصل البحث مع أوباما حول الطريقة التي ستمضي بها البلدان قدما بدون دعم بريطاني.

ومن جهة أخرى، قالت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل إن بلادها لن تشارك في أي عمل عسكري ضد سورية.

ولا زالت ميركل تأمل في توصل مجلس الأمن الدولي لموقف مشترك تجاه سورية.

الى ذلك قالت مصادر مطلعة الجمعة إن السعودية التي تدعم المعارضة السورية رفعت مستوى التأهب العسكري تحسبا لضربة عسكرية غربية محتملة ضد سورية.

وقال مصدر عسكري سعودي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريح لرويترز إنه تم رفع مستوى الاستعداد الدفاعي بالمملكة إلى ‘الثاني’ من بين خمسة مستويات. والمستوى ‘الأول’ هو أعلى حالات التأهب في السعودية. واضاف المصدر ‘هذا ضروري.. لا أحد يدري ماذا سيحدث.’

وقال المصدر إن دولا أخرى في المنطقة بينها الأردن وتركيا وإسرائيل رفعت على ما يبدو مستوى الاستعداد العسكري لديها. وقال مصدر ثان إنه تم رفع الاستعداد الدفاعي بالمملكة في الاسبوع الماضي. ويؤدي هذا الاجراء إلى إلغاء كل الاجازات بالقوات المسلحة.

سورية.. تدخل عسكري لغاية استراتيجية واسعة وليس عملية عقاب

صحف عبرية

حتى نشر الانباء عن أن جيش الاسد نفذ هجوما واسعا بسلاح كيميائي في ضاحية شرق دمشق، لم تفكر واشنطن بجدية في التدخل العسكري في سورية. في ضوء استنتاجات محافل الاستخبارات الغربية بان الاسد مسؤول عن استخدام السلاح الكيميائي، كما ينعكس من تصريحات وزير الخارجية الامريكي جون كيري ـ بحثت الادارة الامريكية في امكانيات الرد العسكري المناسب. الرد العسكري لا يقف بحد ذاته ويستوجب تعريف ما هي الغاية الاستراتيجية للولايات المتحدة عند استخدامها القوة العسكرية في سورية.

الهدف الامريكي المعلن هو معاقبة الرئيس الاسد على استخدام السلاح الكيميائي، وردعه من استخدام مكثف آخر لهذه الوسيلة. هدف امريكي غير معلن ولكنه مهم بقدر لا يقل عن الاول، وهو العمل على تقليل الاحساس بالامن لدى الرئيس السوري وتغيير فهمه عن قدرته على البقاء، واحلال وقف للمذبحة بما فيها ‘التقليدية’، لابناء بلاده وانهاء الحرب الاهلية فيها.

من أجل تحقيق هذين الهدفين على الرئيس الامريكي ان يعيد بناء قوة الردع الامريكية. الرئيس الامريكي الذي أعلن على الملأ عن ‘خط احمر’ اجتيازه سيجر رد فعل، امتنع عن العمل حتى الان. وعزز كبح الجماح الامريكي احساس الامن لدى الاسد وشجعه على توسيع حجم نشاطه ضد الثوار وضرباته الواسعة للابرياء. كما أن كبح الجماح الامريكي عزز التقدير في موسكو بان دعمها للاسد سيثبت للعالم ولاءها لحلفائها ووقوفها عند مبادئها خلافا للولايات المتحدة، التي تترك حلفاءها لمصيرهم وتتردد في الوقوف عند مبادئها.

مصلحة امريكية مهمة جدا هي اضعاف المحور الراديكالي ايران، سورية وحزب الله لان الانجازات التي سيسجلها لصالحه ستكون علامة سيئة للقيم التي تؤمن بها الولايات المتحدة ومصالحها. فالامتناع الامريكي عن القيام بعمل في سورية، شجع حزب الله على التدخل في ما يجري في سورية، الامر الذي نجح في تغيير الزخم في الحرب الاهلية هناك في صالح الاسد. وسجل المحور الراديكالي انجازا في مواجهة الضعف البارز في المعسكر الغربي المعتدل. وعزز التردد الغربي روسيا التي واصلت الدعم الوثيق لنظام الاسد، والمنظمات الجهادية، التي تعززت كلما امتنعت الولايات المتحدة عن العمل. المنظمات التي بقيت الاضعف، هي بالذات المنظمات العلمانية المؤيدة للغرب، المهمة جدا لمستقبل سورية وقدرتها على اقامة نظام ديمقراطي وليبرالي في اليوم التالي لسقوط الاسد. فمصلحة امريكية هي محاولة تغيير الزخم في صالح هذه المنظمات.

وسيؤدي اضعاف محور طهران دمشق بيروت والمنظمات الجهادية الى تقليص الخوف من هز الاستقرار في الحدود السورية مع تركيا، الاردن واسرائيل حليفات الولايات المتحدة في المنطقة. ومن شأن استمرار ميل عدم الاستقرار الحالي ان يؤدي الى توسيع دائرة العنف الى مزيد من الدول في المنطقة.

ويوجد احيانا توتر بين الالتزام الاخلاقي للدولة ومصالحها، ولكن في الحالة السورية لا يوجد للولايات المتحدة مثل هذا التوتر. فمن الناحية الاخلاقية واضح للجميع بانه لا يمكن المرور مرور الكرام على حقيقة ان جيش الاسد نفذ هجوما كيميائيا واسع النطاق. وليست هذه حالة منعزلة، بل هي استمرار لسياسة لا تتردد في ذبح المواطنين، من خلال استخدام مكثف لسلاح غير دقيق ومدمر وباستخدام السلاح الكيميائي. وقد جبت هذه السياسة حياة اكثر من 110 الاف نسمة حتى الان، وحولت الملايين من المواطنين السوريين الى لاجئين. وازدادت جسارة الاسد كلما انكشف التردد الامريكي في الرد على اعمال الذبح التي ارتكبها. وازدادت جسارة منظمات الثوار ايضا كلما وسع الاسد اعمال الذبح.

في هذا الوقت لا خيار عسكريا يمكنه أن يوقف فورا المذبحة الجارية في سورية، حمل الاسد على الرحيل وضمان نظام معتدل وديمقراطي في الدولة. وعليه فان كل الخيارات القائمة، وعلى رأسها استمرار كبح الجماح الامريكي هي خيارات غير سليمة، بل حتى سيئة. وفي ضوء الفهم بان انعدام الفعل هو الاستراتيجية الاسوأ غير أخلاقية وتمس بالمصالح الامريكية، ثمة حاجة الى فحص امكانية ‘الاستراتيجية السيئة الافضل’.

ان التدخل في الحرب الاهلية في سورية يتعارض والتطلع الامريكي الى وضع حد لحروب العقد الاخير في الشرق الاوسط، وهو يمس بإرث الرئيس اوباما الذي يتبنى ‘اعادة جنودنا الى الديار ويطرح التخوف من حرب اخرى في دولة اسلامية، حرب تشبه تلك الحروب التي انهاها اوباما في العراق وفي افغانستان’.

التخوف الاساس هو ان عملا أمريكيا سيجر ‘آثارا غير متوقعة’ توسع نطاق الحملة العسكرية في سورية ومدتها. فمثلا، حملة عسكرية حيال الاسد كفيلة بان تعزز المنظمات الجهادية. التدخل العسكري من شأنه ان يجلب واشنطن الى مواجهة مباشرة مع موسكو، وكذا من شأنه ان يجر رد فعل من السيد الايراني للاسد ويفتح جبهة اخرى حيال ايران وحزب الله، الذي بات منذ الان مشاركا في القتال في سورية.

نقدر ان ليس لكل هؤلاء اللاعبين مصلحة في تصعيد الازمة، بل في احتوائها والحفاظ على الزخم الذي حصل عليه الاسد بعد الانتصار في القصير. ومع ذلك، لما كان الرأي العام الامريكي يعارض بشدة هجوما بريا واسع النطاق، فاننا على قناعة بان امكانية حملة عسكرية واسعة، بما فيها اجتياح قوات برية ليس مطروحا على طاولة المباحثات في البيت الابيض.

ومع ذلك فان على الطاولة ست استراتيجيات، ليست هجوما شاملا (على نمط العراق 2003). رئيس الاركان الامريكي الجنرال مارتين دامبسي تناول هذه البدائل في رساله الى الكونغرس في 19 آب/اغسطس 2013 قبل يومين من الهجوم الكيميائي في دمشق. وعليه، فمعقول ان تكون هذه البدائل هي الموجودة على الطاولة وتدرس قدرتها على تحقيق الغاية الاستراتيجية حيال المخاطر. وهاكم تحليلا للنتائج المتوقعة لكل بديل والمخاطر التي فيها.

‘ خيار ما كان وما سيكون: تعزيز التدريب والمساعدة بالسلاح للثوار، تدريب قوات الثوار خارج سورية، المساعدة في اقامة سلسلة قيادية ناجعة، وارسال سلاح مهم، في ظل اخذ المخاطرة في أن يصل السلاح المتطور الى منظمات الارهاب في سورية. رغم ان الرئيس الامريكي سبق أن اعلن ان الولايات المتحدة ستسلح الثوار، فان هذه السياسة لم تطبق بكامل حجمها بعد، ولكن ايضا القرار بالتطبيق الكامل للتصريح الرئاسي لن يشكل في هذه المرحلة علامة مقنعة على تغيير السياسة الامريكية وتصميمها على تغيير ميزان القوى في سورية. ورغم أن هذه الاستراتيجية كان بوسعها ان تتناسب والظروف التي سادت حتى ما قبل بضعة اشهر، فانها لا تشكل جوابا مناسبا في هذه النقطة الزمنية.

‘ هجوم ‘عقابي’ موضعي: الهجوم سيوجه بحجم محدود وموضعي وفي وقت قصير ضد الوحدات التي شاركت في الهجوم الكيميائي الاخير او الهجوم على أهداف عسكرية او ذخائر للحكم السوري. ويشكل هذا الخيار تغييرا في السياسة الامريكية، فمع انه سيعزز مصداقية الولايات المتحدة، الا ان فرصه في أن يعيد قوة الردع الامريكية ليست عالية. فالحديث يدور عن فعل عقابي محلي لا يغير الواقع في سورية بشكل ذي مغزى. بوسع هذا الخيار ان يمنع استخداما واسعا للسلاح الكيميائي، مثلما حصل الاسبوع الماضي، ولكن هناك شك كبير في أن يؤثر على اعتبارات الاسد في مواصلة المذبحة بحق شعبه.

‘ الاعلان عن منطقة حظر جوي اNo Fly Zoneب مع امكانية ادخال عناصر من اللاحركة اNo Moveب ضد المدفعية، الدبابات والراجمات السورية: هذا الخيار يبقي الولايات المتحدة في هامش الصراع الداخلي السوري وينقل القرار الى ساحة الاسد ذ هل سيفحص التصميم الامريكي. فالمس بحرية العمل الجوي للاسد كفيل بان يشكل عقبة مهمة في خطته الحربية، لانه يتمتع في هذه الساحة بتفوق مطلق حتى الان.

فالحظر على اطلاق نار المدفعية، الدبابات والراجمات في اماكن معينة كفيل بان يضرب مستوى آخر للاسد فيه تفوق مهم (قوة النار) ويقلص الضرر بالسكان المدنيين السوريين. مناطق حظر الطيران او حظر الحركة تحتاج الى تعزيز على مدى الزمن ذ الامر الذي يتطلب استثمارا كبيرا نسبيا بالمصادر. للولايات المتحدة الجيش الاكبر والاكثر تقدما في العالم. وحتى لو عملت لوحدها فان بوسعها ان تنفذ هذه المهمة بواسطة قواتها في المنطقة فقط. واذا تمكنت من اشراك حلفائها، فان النقيصة الاساس في هذا الخيار ستتقلص جدا.

‘ الاعلان عن مناطق مجردة من السلاح قرب الحدود مع تركيا والاردن وأروقة انسانية: هدف هذا الخيار هو خلق مأوى للسكان المدنيين بهدف تقليص المذبحة في سورية، وامكانية خلق أروقة لتوريد المساعدات الانسانية للعناية بالسكان الذين تضرروا منذ الان.

ومثلما في الخيار السابق، ففي هذا الخيار ايضا مطلوب تعزيز وحماية للمناطق، موضع البحث، كما انه يتطلب ادخال قوات برية. اذا ما تم الاخذ بهذا الخيار ينبغي التأكد من أن القوات التي تنفذ الحماية للمناطق المجردة من السلاح والاروقة الانسانية لن تكون قوات امريكية. فجنود اتراك يحرسون الاروقة بجوار الحدود التركية وجنود اردنيون يحمون المناطق بجوار الحدود الاردنية. كما يمكن تنسيق التعاون مع منظمات معتدلة من الثوار السوريين لحماية المناطق داخل سورية.

‘ هجوم جوي مستمر ضد أهداف عملياتية، تسمح للاسد بادارة القتال ضد الثوار، كالقيادات وقواعد السلام: في سيناريو الهجوم واسع النطاق سيكون ممكنا شن هجوم على قوات برية، جوية وبحرية وعلى السلاح المتطور. هذا خيار حديث وذو مغزى يؤثر على موازين القوى بين الاسد والثوار وينقل رسالة تصميم امريكي، من شأنها ان تغير احساس الامن في اوساط رجال النظام السوري. هذا الخيار يدخل الولايات المتحدة في بشكل مباشر في الحرب الاهلية في سورية، ويضع الاسد في وضع جديد وصعب. في هذا الخيار خطر اجتذاب الولايات المتحدة الى داخل الحرب الاهلية عال نسبيا.

‘ السيطرة والتدمير للسلاح الكيميائي في سورية: هذا الخيار هو الاكثر نجاعة حيال التهديد باستخدام السلاح الكيميائي من جانب الاسد او من جانب الثوار. ولكن السيطرة والتدمير للمخزون الكيماوي الكبير لدى سورية، هي حملة تتطلب استخدام قوات خاصة وادخالها الى سورية لفترة طويلة حتى يتم التدمير لكل المادة الكيميائية. وفي هذا السيناريو ينبغي فحص كم يمكن تقليص استخدام السلاح الكيميائي، من خلال تعزيز قوة الردع الامريكية بواسطة أحد الخيارات الاخرى وايضاح التصميم الامريكي للعمل في حالة استخدام آخر للسلاح الكيميائي.

خلاصة وتوصيات سياسية

تحليل الخيارات ذات الصلة لدى الرئيس اوباما يشير الى الحاجة الى استراتيجية تدمج الخيارات الثالث، الرابع والخامس لتدخل امريكي مباشر وتدريجي.

وستغير هذه الاستراتيجية اقواعد اللعبب في سورية، تتجاوز العقاب والردع للاسد عن استخدام آخر للسلاح الكيميائي. ان استراتيجية التدخل المتداخل والتدريجي ستتضمن هجوما على اهداف استراتيجية منتقاة كفعل عقابي على الهجوم الكيميائي في ضواحي دمشق، والاعلان عن منطقة حظر جوي اNo Fly Zoneب. ويمكن للولايات المتحدة في الخطوة الثانية ايضا ان تعلن عن مناطق مجردة من السلاح وأروقة انسانية وتهاجم ذخائر الحكم اذا ما صعد الاسد ردود أفعاله.

لقد صمم الرئيس اوباما سياسة الامن القومي، التي لا تبادر بالتدخل الا عندما تكون المصلحة القومية العليا في خطر وفي اطار شرعية واسعة قدر الامكان. ويبدو أن التقدير في واشنطن هو أن آخر أعمال الاسد تهدد المصلحة الامريكية العليا. على الادارة ان تحث خطوة عسكرية مشتركة في أوسع اطار ممكن ـ في مجلس الامن، وفي ظل الفيتو الروسي ـ في اطار التعاون مع حلفائها واشراكها في خطواتها في المنطقة: تركيا (التي أعلنت عن تأييدها للخطوة الامريكية)، السعودية، قطر، الاردن واسرائيل مع امكانية اشراك مصر ايضا، من أجل تحسين العلاقات بين الدولتين. وينبغي للتخطيط الامريكي أن يتضمن ايضا ردا سياسيا على الاعتراض الروسي واستعدادا لردع ايران وحزب الله من توسيع ميدان المعركة.

وكما زعم، فان خطوة عسكرية امريكية كهذه لن تحل النزاع السوري، ولكنها البديل الاقل سوء من بين الخيارات السيئة والى جانب مبادرة لتسوية سياسية، يمكنها باحتمالية عالية أن تقدم الى الامام الغاية الاستراتيجية لتغيير نظام الاسد، الحاق هزيمة بالمحور الراديكالي، ترميم الردع والمصداقية الامريكية حيال ايران وتعزيز الاستقرار وتحالفات الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.

عاموس يدلين وافنير غولوب

نظرة عليا 30/8/2013

تناقضات ومفارقات تطارد اوباما في حرب سوريا

أ. ف. ب.

 على الرغم من اقرار الرئيس الاميركي باراك اوباما ان لا احد سئم الحرب اكثر منه، الا انه حذر من ان ذلك يجب الا يقف في وجه مغامرة عسكرية جديدة في الشرق الاوسط.

واشنطن:  تكثر المفارقات فيما يفكر اوباما بشن ضربات جوية اميركية على سوريا وهي عملية ستظهر كيف ان الافكار المبكرة لرئيس دولة حول ممارسة السلطة يمكن ان تغيرها معضلات المهام.

 والمرشح الرئاسي السابق انتقد سلفه الرئيس جورج دبليو بوش لسياسة “رعاة البقر” وتوليه رئاسة “امبراطورية” وابعاد الحلفاء واخذ اميركا الى حرب باستخبارات “مفبركة”.

 ويريد اوباما ان يثق الاميركيون مجددا بالمعلومات الاستخبارية حول اسلحة الدمار الشامل رغم تراجع مصداقية وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) بفشل قضيتها في حرب العراق.

 وبعد ان وعد في السابق بعدم خوض حرب الا بتحالف دولي وبدعم من الكونغرس، يقف اوباما وحيدا تقريبا بعد ان تخلت عنه بريطانيا، اقرب حلفائه ويستخف بالامم المتحدة ويخالف الرأي العام.

 والمدركون للتناقضات قد يشيرون ايضا الى ان الحليف العسكري الرئيسي في المغامرة السورية هي فرنسا التي صب الاميركيون جام غضبهم عليها عندما رفضت دعوة بوش للانضمام الى غزو العراق.

 وحاول اوباما لمدة سنتين الابتعاد عن سوريا وتجنيب الولايات المتحدة مستنقع جديد في الشرق الاوسط — لكنه الان متهم بالتسرع لخوض حرب — بعد ان اعلنت ادارته ان مهمة فريق تحقيق تابع للامم المتحدة في سوريا، لا تستطيع تأكيد الجهة المسؤولة عن هجوم باسلحة كيميائة في 21 آب/اغسطس.

 ومن المفارقات ايضا ان رجل السياسة الذي وصل الى سدة الرئاسة بمعارضته الحرب على العراق، يبذل جهوده للاقناع بعملية عسكرية جديدة يعقدها ذلك النزاع الدامي.

 وقال مساعد سابق لاوباما في شؤون الامن القومي “ان حرب العراق دمرت ثقة الشعب الاميركي في الرئيس عندما يتعلق الامر بالحرب والسلم لدرجة انها تجعل القيام بالشيء الصحيح، بصراحة، اكثر صعوبة”.

 وقال اوباما الجمعة انه يدرك ان الاميركيين ملوا من الحروب الخارجية.

 وقال اوباما الذي منح جائزة نوبل للسلام عام 2009 “لجهوده الاستثنائية لتقوية الدبلوماسية الدولية” الجمعة ان “لا احد سئم الحرب اكثر مني”.

 غير ان وزير خارجيته جون كيري اضاف ان “التعب لا يعفينا من مسؤوليتنا”.

 ويبدو ان تناقضات المشهد السوري وحقيقة انه يريد ان يترك ارث رئيس اخرج اميركا من الحرب لا اقحمها في حروب جديدة، تستنفد اوباما منذ ايام.

واكد مساعدو اوباما تكرارا للصحافيين ان “الرئيس لم يتخذ قرار” ويصفون معاناة الزعيم الرزين عند دراسته الخيارات التي لا تبدو جيدة كثيرا.

 وتفضيل اوباما لمهمة بتفويض من الامم المتحدة لمعاقبة نظام الرئيس بشار الاسد، عرقلته روسيا المشاكسة فيما الموقف الاعتيادي لبريطانيا التي تربطهما “علاقة خاصة” قضى عليه مجلس العموم.

 غير ان اوباما يدرك ان خوض الحرب منفردا مكلف. وقال اوباما في حديث مع شبكة سي.ان.ان “هناك قواعد للقانون الدولي” وتابع “اذا ما هاجمت الولايات المتحدة دولة اخرى دون دليل واضح يمكن تقديمه، تبرز اسئلة حول ما اذا كان القانون الدولي يدعم ذلك”.

 واضاف “هل نملك تحالفا يجعل ذلك ممكنا؟”.

 وبعد اسبوع يبدو ان اوباما حل المعضلة واقر بمحدودية التحرك المتعدد الاطراف.

 وقال اوباما الجمعة “قلت دائما انني افضل تحركا تعدد الاطراف عندما يكون ذلك ممكنا”.

 واضاف ان الولايات المتحدة ربما عليها التحرك بمفردها في حال الضرورة، للحفاظ على مبدأ عدم استخدام الاسلحة الكيميائية بشكل يهدد حلفاء الولايات المتحدة والامن القومي ولدعم المدنيين في جريمة حرب.

 وقال اوباما في البيت الابيض “كثيرون يعتقدون انه ينبغي القيام بشيء ما لكن لا احد يريد القيام به”.

 وقال بنجامين جنسن الباحث في العلوم السياسية في احدى الجامعات الاميركية ان فكرة بناء نظام دبلوماسي واقتصادي دولي وتعددي سيطرت على السياسة الخارجية الاميركية منذ الحرب العالمية الثانية.

 واضاف ان “الرئيس اوباما اكد مرات عدة التزامه بهذه الرؤية الليبرالية العالمية”.

 وتابع “يصبح الموقف حرجا اذا ما قرر المضي قدما (بشأن سويا)”.

 ومصداقية اوباما على المحك لاعلانه ان استخدام الاسد “لمجموعة كبيرة” من الاسلحة الكيميائية في الحرب يعد تجاوزا للخط الاحمر الاميركي.

 واكد جون كيري ضمنا ذلك التوجه الجمعة بقوله ان العالم يراقب تحرك اميركا بشأن سوريا. غير انه اضاف ان اعداء الولايات المتحدة يراقبون رد واشنطن على انتهاكات النظام العالمي.

 وقال “انهم يراقبون لمعرفة ما اذا كانت سوريا ستفلت بفعلتها (…) المسألة تتعلق بايران …. بحزب الله وكوريا الشمالية”.

 وتبقى المفارقة الاكبر في احتمال ان يخوض اوباما حربا في سوريا كي لا يضطر على خوضها في مكان آخر.

اوباما: سنحاسب الأسد بدون تفويض من مجلس الأمن

وكالات

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة ستقوم بعمل عسكري في سوريا وأنها لن تنتظر توافقاً في مجلس الأمن، وأن التنفيذ قد يكون غداً أو الأسبوع المقبل أو بعد شهر.

واشنطن: اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت انه اتخذ القرار المبدئي بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، لكنه طلب من الكونغرس الموافقة على هذه العملية.

وقال اوباما في تصريح في البيت الابيض “قررت وجوب ان تتحرك الولايات المتحدة عسكريا ضد اهداف للنظام السوري”، لافتا الى ان واشنطن “مستعدة لتوجيه ضربة حين نختار” الوقت الملائم.

لكنه حض النواب على تأييد هذه العملية باسم “الامن القومي” للولايات المتحدة.

وقال: “سنستمر بالسعي لحل سياسي في سوريا لكن لا نستطيع أن نغض النظر عما حصل في دمشق”.

وطلب الرئيس الأميركي من أعضاء الكونغرس ان يتناسوا اختلافاتهم السياسية ومناقشة الموضوع السوري وقال: “حان الوقت لكي يرى العالم ان الولايات المتحدة تحترم مسؤولياتها”

وأضاف: “لا يمكننا تربية اطفالنا في عالم لا يحمي مبادئه وعلى من استخدم الاسلحة الكيميائية تحمل مسؤوليته”.

واعتبر أوباما ان ما حدث في ريف دمشق هو أسوأ مجزرة بالسلاح الكيميائي في القرن الـ 21 ارتكبها نظام الأسد.

وأشار أوباما إلى أن أكثر من الف شخص قتلوا في الهجوم، وهذا الهجوم اعتداء على الكرامة الإنسانية.

واعتبر اوباما أن استخدام الكيميائي يجعل المجتمع الدولي مسخرة، ويهدد حلفاء واشنطن، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة استخدام الأسلحة.

وأكد أوباما أن سوريا تشكل خطرا على الدول المجاورة من بينها لبنان واسرائيل.

وأكد أوباما أن الولايات المتحدة قررت القيام بعمل عسكري في سوريا، والضربة قد تكون غداً او الأسبوع المقبل أو بعد شهر.

وبين أوباما أنه سيطلب الضوء الأخضر لإستخدام القوة من الكونغرس. وقال: “ساسعى للحصول على موافقة الكونغرس لاي ضربة نقوم بها.

وأكد الرئيس الأميركي مجدداً أنه لن يكون اي تدخل بري في سوريا. وتابع: “سنحاسب الأسد بدون تفويض من مجلس الأمن”.

وقال: “اوباما كلي قناعة بعدم انتظار قرار من مجلس الأمن الدولي”.

وشدد أوباما على أنه يحترم الأصوات المطالية بالحذر في تنفيذ ضربة عسكرية ضد الأسد. لكنه عاد وجدد على أن الممارسات المروعة بالأسلحة الكيميائية ينبغي مواجهتها.

وفي تطور مفاجىء اعلن البيت الابيض السبت ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيدلي بمداخلة يتحدث فيها عن الملف السوري في الساعة 13,15 (17,15 ت غ)، الا ان مسؤولا اميركيا اكد بعد دقائق على هذا الاعلان ان اوباما لن يعلن بدء العمل العسكري في سوريا في كلمته هذه.

في هذا الوقت اكد النظام السوري انه يتوقع الضربة العسكرية في اي لحظة، وان يد الجيش السوري “على الزناد”، في حين شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حملة على الموقف الاميركي مشككا باستخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي.

وقال البيت الابيض في تعديل للبرنامج اليومي للرئيس الاميركي ان “الرئيس سيدلي ببيان حول سوريا” في حديقة مقره في البيت الابيض.

الا ان مسؤولا كبيرا في البيت الابيض قال لفرانس برس ان اوباما لن يعلن عملية عسكرية وشيكة في سوريا.

واكتفى هذا المسؤول الذي رفض كشف هويته بالاشارة الى ان اوباما سيبلغ مواطنيه بالطريقة التي سيتعامل فيها مع الملف السوري في المرحلة المقبلة.

الصقور ينتقدون اوباما فيما العالم يترقب ضربة على سوريا

فيما يترقب العالم السبت معرفة موعد صدور القرار الاميركي بتوجيه ضربات عسكرية للنظام السوري المتهم بشن هجوم كيميائي يتعرض الرئيس باراك اوباما الى انتقادات في الداخل.

وبينما تشير احدث استطلاعات الرأي الى ان الشعب الاميركي لا يدعم خطة اوباما القيام بعملية “محدودة” يطالب معارضوه الصقور بتحرك اقوى.

ونشر البيت الابيض الجمعة تقريرا استخباراتيا يظهر ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد قتل اكثر من 1400 مدني في هجوم بغاز الاعصاب.

وقال اوباما انه يتعين على الولايات المتحدة الرد غير انه وعد بعملية محدودة فقط للمعاقبة على استخدام الاسلحة المحظورة وليس للاطاحة بحكومة الاسد.

وفيما يجتمع اوباما داخل البيت الابيض مع مستشاريه انتقده منافسه السابق في الانتخابات الرئاسية السناتور جون ماكين على الهواء علنا واصفا خططه “بالمعيبة”.

وقال ماكين على برنامج جاي لينو لشبكة تلفزيون ان.بي.سي ان “الرئيس على ما يبدو يريد القيام بضربة تجميلية، اطلاق بضعة صواريخ ثم يقول: +حسنا، قمنا بالرد+”.

وتابع ماكين “انه الرئيس نفسه الذي كان يقول قبل سنتين ان على بشار الاسد ان يتنحى، وهو الرئيس نفسه الذي قال ان استخدام الاسلحة الكيميائية يعتبر تجاوزا للخط الاحمر”.

واضاف “ربما ان هذا الخط الاحمر رسم بحبر خفي؟ لا اعلم. لكن علينا ان نكون صادقين مثل كلامنا. هل هناك خيارات جيدة؟ لا”.

وقال ماكين انه لو كان قائدا للقوات المسلحة كما كان يأمل بعد انتخابات 2008 التي خسر فيها امام اوباما، لدمر القواعد الجوية للنظام السوري وقام بتسليح مقاتلي المعارضة.

واعتبر انه “من العيب علينا ان لا تصل اي قطعة سلاح من الولايات المتحدة الى ايدي الجنرال ادريس والجيش السوري الحر”.

وفي ايار/مايو الماضي اقدم السناتور ماكين، اسير حرب فيتنام السابق البالغ من العمر 77 عاما، على دخول الاراضي السورية من تركيا والتقى رئيس اركان الجيش السوري الحر سليم ادريس.

ومنذ ذلك الحين اصبح ماكين من اقوى الاصوات الداعية لتدخل اميركي ضد نظام الاسد المدعوم من ايران، ويتحدث باسم فصيل صقور واشنطن الذي يشعر بان حذر اوباما قد اضعف اليد الاميركية.

وينتظر ان يقوم فريق اوباما الذي يضم وزير الخارجية جون كيري ومستشارة الامن القومي سوزان رايس ووزير الدفاع تشاك هيغل باطلاع اعضاء الكونغرس الجمهوريين المتشككين على الوضع السبت، بعد ان فتحت نافذة الضربات.

لكن فيما يعتقد ماكين وحلفاؤه ان الرد “المصمم خصيصا” لاستخدام الاسد الغاز السام على مدنيين سوريين ضعيف بشكل معيب، يرى العديد من النواب وحلفاء الولايات المتحدة انه رد متهور.

وصوت مجلس العموم البريطاني الخميس الماضي ضد خطط الحكومة الانضمام الى تحالف بقيادة اميركية لتنفيذ ضربات على سوريا لتبقى فرنسا الدولة الغربية الوحيدة المرجح مشاركتها في هذا الهجوم.

وبحسب استطلاع للرأي اجرته ان.بي.سي نيوز ونشر الجمعة فان عدد الناخبين الاميركيين المعارضين لتدخل عسكري عسكريا يتراوح بين 50 الى 42 بالمئة.

مسؤول عسكري معارض لـ”إيلاف”: النظام السوري لن يسقط إلا بضربة قوية

بهية مارديني

أكد مسؤول عسكري سوري معارض لـ”إيلاف” أن النظام لن تسقطه إلا ضربات قوية تستهدف بنيته العسكرية والأمنية. في وقت تفاجأ سوريون بمواقف بعض المعارضين كهيثم منّاع الذي رفض ضرب سوريا، لا بل اتهم “النصرة” باستخدام الكيميائي.

بهية مارديني: رأى العقيد الطيار الركن المنشق قاسم محمد سعد الدين رئيس المجلس العسكري أن النظام السوري لن يسقط إلا بتوجيه ضربات قوية إلى مواقعه العسكرية والأمنية. وقال لـ”إيلاف” إن “النظام السوري كان يسوّف ويماطل، ولم يكن جادًا هو وحلفاؤه في الذهاب إلى جنيف 2، وكان كان يريد أن يستمر الوضع الراهن، لأنه لا يريد الحل السياسي، بينما يريد الاستمرار في قتل وقصف الشعب السوري”.

مؤثرة لا قاتلة

أضاف “إن المجتمع الدولي يجمع على ضرورة الضربة العسكرية الموجهة إلى النظام، حتى وإن لم يشارك فيها، باستثناء حلفاء النظام التقليديين، روسيا وإيران والصين، ولكنه توقع ألا تُسقط الضربة العسكرية النظام السوري، إلا أنها ستضعفه حتمًا، وقد تكون هذه الضربة مسارًا إجباريًا للنظام نحو جنيف- 2”.

من جانبه فاجأ هيثم مناع رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر فاجأ السوريين بتصريحاته، الذين أكد بعضهم لـ”إيلاف” أن المعارضين يبدون اليوم وفي هذه الظروف على المحك. وأكدت (ن هـ)، وهي سيدة سورية تعيش في دمشق، أنها لاتستطيع أن تفكر بأنه يمكن لشخص يقدّم نفسه معارضًا أن يدافع اليوم عن النظام السوري، بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبها، وتنوي السيدة مغادرة سوريا خلال منتصف الشهر الحالي.

أكدت هذه السيدة السورية أنها خسرت مشاريع عائلتها، التي طالما بنوها وسط منافسة غير شريفة بين عائلة بشار الأسد وأقاربه.هذا وكان مناع تحدث في تصريحات متطابقة عن رفضه الضربة، واتهم جبهة النصرة باستعمال الكيميائي وارتكاب المجازر في ريف دمشق.

مناع: سيخرج منها أقوى

وقال مناع إنه التقى مسؤولين روس وأميركيين في لاهاي، وأكد أن موسكو لم تغيّر موقفهما من الأزمة السورية، وأنها لن تقف في وجه أية ضربة أميركية محتملة لسورية، لقناعتها بأن هذه الضربة ستكون محدودة، وستقوّي النظام بدلًا من أن تُضعفه.

وأضاف “ما زال الروس يرفضون عقد أي صفقة مع الأميركيين في ما يتعلق بالقضية السورية، ولم يتغيّر موقفهم، ولم يتزحزح”. ورأى أن “لديهم شعور بأن ما ستقوم به الإدارة الأميركية من عمل عسكري ضد النظام السوري سيشكل ورطة لإدارة واشنطن، ويتوقعون أن يخرج النظام السوري بعد هذه الضربة أقوى، وليس أضعف، على عكس ما يتوقعه الأميركيون”.

واعتبر مناع أن “الأمر المهم هو أن الإدارة الأميركية تعتمد على معلومات قديمة، ليست لها قيمة عسكرية حالية”. ورأى” أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو أن يبقى تماسك الجيش، وأن يتفق مع الجيش السوري الحر الوطني، الذي يؤمن بسوريا وطنية مدنية متماسكة، بدون أي تقسيم لأرضها وبدون أي عقلية تكفيرية، وأن تكون معهم المعارضة الوطنية الديمقراطية، ليرسموا خريطة للخروج من الأزمة”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/833332.html

التقييم الاستخباراتي الأميركي: الأسد هو صانع القرار النهائي في الأسلحة الكيماوية

التقرير يؤكد بثقة عالية أن الحكومة السورية هي التي نفذت هجوم الغوطة الشرقية

واشنطن: «الشرق الأوسط»

أصدرت الإدارة الأميركية تقييمها الاستخباراتي حول قيام الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية في الحادي والعشرين من أغسطس (آب) الحالي.

وفي تقرير من أربع صفحات – أشارت أجهزة الاستخبارات الأميركية إلى ثقة عالية في قيام الحكومة السورية بتنفيذ هجوم بالأسلحة الكيماوية في ريف دمشق، وأن النظام استخدم غاز الأعصاب في هذا الهجوم. وقال التقرير إنه يستند إلى معلومات استخبارية بشرية واستخبارات جغرافية، إضافة إلى مجموعة من التقييمات البشرية قدمت إلى أعضاء الكونغرس والشركاء الدوليين مشيرا إلى أنه لحماية المصادر لا يمكن نشر جميع المعلومات الاستخباراتية.

ويركز التقرير على الهجوم بالكيماوي على الغوطة الشرقية في ريف دمشق ويشير إلى معلومات حصلت عليها أجهزة الاستخبارات الأميركية من عاملين في المجال الطبي السوري والدولي وإلى أشرطة فيديو وروايات الشهود إضافة إلى الآلاف من تقارير وسائل الإعلام الاجتماعي والتقارير الصحافية وتقارير منظمات غير حكومية ذات مصداقية عالية.

والتقييم الأولي كما يقول التقرير حول أن الحادث في ريف دمشق أسفر عن مقتل 1429 شخصا بالأسلحة الكيماوية بما في ذلك 426 طفلا. ويقول التقرير: «تقيم بثقة عالية أن الحكومة السورية قامت بتنفيذ هجوم بالأسلحة الكيماوية ضد عناصر المعارضة في ضواحي دمشق في الحادي والعشرين من أغسطس وأن سيناريو قيام المعارضة بشن هذا الهجوم هو مستبعد جدا، اعتمادا على استعدادات النظام لهذا الهجوم والأجهزة المستخدمة ووسائل تنفيذ الهجوم إضافة إلى تيارات متعددة من المعلومات الاستخباراتية حول الهجوم وتأثيره والعينات التي تم تحليلها في المختبرات الفسيولوجية، والاختلاف بين قدرات النظام وقدرات المعارضة».

ويشدد التقرير: «تقييمنا يحظى ثقة عالية وهو أقوى موقف يمكن لمجتمع الاستخبارات الأميركي تأكيده وسوف نستمر في طلب معلومات إضافية لغلق أي ثغرات في فهمنا لما حدث».

ويقول التقرير إن النظام السوري لدية مخزون كبير من المواد الكيماوية يشمل غاز الخردل والسارين وآلاف الذخائر التي يمكن استخدامها في الحرب الكيماوية وأن الرئيس الأسد هو صانع القرار النهائي في برنامج الأسلحة الكيماوية. ويشير إلى مائة شريط فيديو حول الهجوم تظهر أعراض وعلامات جسدية تؤكد التعرض لغاز الأعصاب إضافة إلى تفاصيل الأعراض المبلغ عنها من الضحايا والتي تشمل فقدان الوعي ورغوة من الأنف والفم وسرعة ضربات القلب وصعوبة التنفس، وتظهر أشرطة الفيديو أن كثيرا من الوفيات لا توجد بها إصابات واضحة وما يتسق مع أن الموت تم بالأسلحة الكيماوية ويؤكد التقرير على مجموعة كبيرة من المعلومات تشير إلى تورط ومسؤولية الحكومة السورية في الهجوم لكن تلك المعلومات تم تصنيفها «سرية» حفاظا على المصادر وإخفاء الأساليب التي يتم جمع المعلومات بها.

التقييم الاستخباراتي الأميركي: الأسد هو صانع القرار النهائي في الأسلحة الكيماوية

التقرير يؤكد بثقة عالية أن الحكومة السورية هي التي نفذت هجوم الغوطة الشرقية

واشنطن: «الشرق الأوسط»

وفي تقرير من أربع صفحات – أشارت أجهزة الاستخبارات الأميركية إلى ثقة عالية في قيام الحكومة السورية بتنفيذ هجوم بالأسلحة الكيماوية في ريف دمشق، وأن النظام استخدم غاز الأعصاب في هذا الهجوم. وقال التقرير إنه يستند إلى معلومات استخبارية بشرية واستخبارات جغرافية، إضافة إلى مجموعة من التقييمات البشرية قدمت إلى أعضاء الكونغرس والشركاء الدوليين مشيرا إلى أنه لحماية المصادر لا يمكن نشر جميع المعلومات الاستخباراتية.

ويركز التقرير على الهجوم بالكيماوي على الغوطة الشرقية في ريف دمشق ويشير إلى معلومات حصلت عليها أجهزة الاستخبارات الأميركية من عاملين في المجال الطبي السوري والدولي وإلى أشرطة فيديو وروايات الشهود إضافة إلى الآلاف من تقارير وسائل الإعلام الاجتماعي والتقارير الصحافية وتقارير منظمات غير حكومية ذات مصداقية عالية.

والتقييم الأولي كما يقول التقرير حول أن الحادث في ريف دمشق أسفر عن مقتل 1429 شخصا بالأسلحة الكيماوية بما في ذلك 426 طفلا. ويقول التقرير: «تقيم بثقة عالية أن الحكومة السورية قامت بتنفيذ هجوم بالأسلحة الكيماوية ضد عناصر المعارضة في ضواحي دمشق في الحادي والعشرين من أغسطس وأن سيناريو قيام المعارضة بشن هذا الهجوم هو مستبعد جدا، اعتمادا على استعدادات النظام لهذا الهجوم والأجهزة المستخدمة ووسائل تنفيذ الهجوم إضافة إلى تيارات متعددة من المعلومات الاستخباراتية حول الهجوم وتأثيره والعينات التي تم تحليلها في المختبرات الفسيولوجية، والاختلاف بين قدرات النظام وقدرات المعارضة».

ويشدد التقرير: «تقييمنا يحظى ثقة عالية وهو أقوى موقف يمكن لمجتمع الاستخبارات الأميركي تأكيده وسوف نستمر في طلب معلومات إضافية لغلق أي ثغرات في فهمنا لما حدث».

ويقول التقرير إن النظام السوري لدية مخزون كبير من المواد الكيماوية يشمل غاز الخردل والسارين وآلاف الذخائر التي يمكن استخدامها في الحرب الكيماوية وأن الرئيس الأسد هو صانع القرار النهائي في برنامج الأسلحة الكيماوية. ويشير إلى مائة شريط فيديو حول الهجوم تظهر أعراض وعلامات جسدية تؤكد التعرض لغاز الأعصاب إضافة إلى تفاصيل الأعراض المبلغ عنها من الضحايا والتي تشمل فقدان الوعي ورغوة من الأنف والفم وسرعة ضربات القلب وصعوبة التنفس، وتظهر أشرطة الفيديو أن كثيرا من الوفيات لا توجد بها إصابات واضحة وما يتسق مع أن الموت تم بالأسلحة الكيماوية ويؤكد التقرير على مجموعة كبيرة من المعلومات تشير إلى تورط ومسؤولية الحكومة السورية في الهجوم لكن تلك المعلومات تم تصنيفها «سرية» حفاظا على المصادر وإخفاء الأساليب التي يتم جمع المعلومات بها

تصويت البرلمان ضد التدخل في سوريا يثير جدلا بريطانيا حول الدور الخارجي

كاميرون يأسف ويعتقد أن أوباما سيتفهم.. وخبراء يتوقعون أن تكون قوات خاصة دخلت سوريا

لندن: «الشرق الأوسط»

اعتبر خبراء سياسيون أمس أن رفض النواب البريطانيين المشاركة في عمل عسكري ضد سوريا يشكل استثناء في «العلاقة الخاصة» بين لندن وواشنطن، ويهدد بإضعاف النفوذ البريطاني في العالم، بينما قال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني إنه يأسف لرفض مجلس العموم البريطاني تأييد القيام بعمل عسكري في سوريا، لكنه يأمل أن يتفهم الرئيس الأميركي باراك أوباما الحاجة إلى الاستماع لرغبات الشعب. وأضاف بعد ساعات من تصويت البرلمان رفض اقتراح حكومي بإجازة العمل العسكري في سوريا: «من حيث المبدأ أعتقد أن الجماهير الأميركية والشعب الأميركي والرئيس أوباما سيتفهمون». وقالت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية إن هذا هو أول خلاف بين المعارضة والحكومة حول تدخل عسكري خارجي منذ أزمة السويس في 1956.

وقال كاميرون في مقابلة بثتها قنوات تلفزيونية بريطانية: «لم أتحدث إلى أوباما منذ المناقشة البرلمانية والتصويت، لكنني أتوقع أن أتحدث إليه غدا أو نحو ذلك، ولا أظن أنني مضطر للاعتذار».

وعبر تصويت النواب البريطانيين مساء الخميس ضد المذكرة التي تقدم بها (285 ضد مقابل 272 مع)، مني رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بأسوأ فشل منذ توليه الحكم قبل ثلاثة أعوام.

واعتبر مايكل كلارك مدير معهد «رويال يونايتد سيرفيسز» للأبحاث أن هذا التصويت «يفوت» على بريطانيا «خطوة رمزية تقضي بالمشاركة» في تدخل عسكري في سوريا بعدما كانت في مقدم من دعوا إلى هذا التدخل. لكنه تدارك: «لدينا علاقة وثيقة على صعيد الاستخبارات مع الولايات المتحدة وسيتم استخدام ما نقدمه إلى زملائنا الأميركيين على مستوى التنصت والرصد». وأضاف كلارك: «من المرجح أيضا أن تكون قوات خاصة بريطانية قد أرسلت إلى سوريا للقيام بعمل استخباراتي، ولا أتصور للحظة أن هذا الأمر سيتغير. إذن، في الكواليس، ستواصل بريطانيا التعاون عبر قنوات ستعتبرها الولايات المتحدة مفيدة».

وقال إن من الصعب التكهن بكيفية تعامل الولايات المتحدة مع انسحاب حليفها الرئيسي، وخصوصا أن هذا الأمر لا ينبع من خلاف بين القادة، بل من عجز كاميرون عن إمرار هذا الاتفاق لدى النواب.

وأوضح أنه حتى الآن، أعلنت الولايات المتحدة أنها «ستواصل التشاور مع الحكومة البريطانية»، واصفة إياها بأنها «أحد أقرب الحلفاء والأصدقاء».

وتابع كلارك: «أعتقد أننا سنصلح هذا الأمر سريعا، وأنه لن يعتبر سوى استثناء مزعج بالنسبة إلى بريطانيا. لكن الأمر قد يتفاقم ليصبح بداية خلاف».

من جهته، أبدى ألن مندوزا من معهد «هنري جاكسون سوسايتي» للأبحاث قلقا أكبر، معتبرا أن «هذا التصويت يعني أن بريطانيا ستنضم إلى دول الصف الثالث وستكون محكومة بأن تكون أسيرة الأحداث من دون قدرة على التأثير فيها». والسيناريو نفسه عبر عنه بادي أشداون الزعيم السابق للديمقراطيين الأحرار والعضو السابق في القوات الخاصة، إذ قال للـ«بي بي سي»: «قد أكون مقاتلا عجوزا من الماضي، لكنني أعتقد أن هذا التصويت يضعف بلادنا في شكل كبير».

وأضاف: «نحن الآن في مواجهة مجموعة أناس يريدون الخروج من الاتحاد الأوروبي ودمروا علاقاتنا مع الولايات المتحدة» عبر التصويت الخميس ضد مذكرة الحكومة في شأن التدخل العسكري في سوريا.

وكتب أشداون في السياق نفسه عبر «تويتر» ساخرا: «الرد البريطاني على الفظائع السورية؟ إنها ليست مشكلتنا».

بدوره، اعتبر وزير الدفاع فيليب هاموند الذي اتهم الحزب العمالي بتقديم «نجدة» إلى نظام الرئيس بشار الأسد، أن هذه النتيجة «سترخي بثقلها بالتأكيد على العلاقة الخاصة» بين الولايات المتحدة وبريطانيا. ذلك ما عبر عنه أيضا وزير المال جورج أوزبورن لكنه تدارك أنه «خلال التشاور مع واشنطن منذ هذا التصويت، برز تفهم كبير».

وقال أوزبورن: «أعتقد أنه ستجري قراءة ذاتية على الصعيد الوطني لدورنا في العالم»، مؤكدا أنه يتفهم «حذر» النواب وأمل في ألا «تدير (بريطانيا) ظهرها لكل مشاكل العالم».

أما زعيم حزب العمال العمالي إد ميليباند الذي قاد التيار المعارض لمذكرة الحكومة فرأى أن العلاقة الخاصة بين لندن وواشنطن «لا تزال قوية».

وقال: «أعتقد أن التحالف مع الولايات المتحدة وإقامة علاقة خاصة معهم (الأميركيون) لا يعبر عنه فقط بالقيام بما يتوقعه الرئيس الأميركي منا». وذلك في غمز من قناة رئيس الوزراء الأسبق توني بلير الذي يؤخذ عليه أنه كان يدور في فلك الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وانساق معه من دون تردد في الحرب على العراق.

وفي بروكسل أعلن مكتب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي أمس أنه أخذ علما برفض مجلس العموم البريطاني لعمل عسكري في سوريا على الفور في موقف يطمئن بلجيكا.

وقال سيباستيان برابان الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين أشتون: «أخذنا علما بالمناقشات التي جرت في البرلمان في لندن وبتصريحات رئيس الوزراء (ديفيد) كاميرون». أضاف أمام الصحافيين أنه «لا يعود إلينا أمر التعليق على المناقشات الداخلية التي تجري في الدول الأعضاء». من جهته، صرح وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز بأنه مطمئن بعد تصويت النواب البريطانيين.

وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء البلجيكية (بيلغا) إن «موقف البرلمان البريطاني مطابق لموقف الحكومة البلجيكية التي تطلب براهين قبل أي تدخل في سوريا».

وأضاف الوزير البلجيكي الذي يقوم بزيارة إلى فيلنيوس لحضور اجتماع أوروبي «ننتظر موقف مجلس الأمن الدولي. يجب عدم إحراق المراحل حتى إذا كان الأمر يتعلق بمعاقبة الذين استخدموا أسلحة كيميائية»، مؤكدا أنه «يجب احترام النظام الدولي».

وخلال الاجتماع الأوروبي، اعترف وزير خارجية ليتوانيا التي تترأس حاليا الاتحاد بأنه «لا يوجد حاليا موقف مشترك» بين الدول الأوروبية حول المسألة السورية «لكننا نتشاور باستمرار»، كما قال ليناس لينكيفيسيوس.

وكان مجلس العموم البريطاني رفض في وقت متأخر يوم الخميس السماح للحكومة بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري ردا على استخدامه أسلحة كيميائية، في تصويت طغى عليه هاجس الخوف من تكرار السيناريو العراقي وشكل نكسة كبرى لكاميرون.

وإثر التصويت تعهد كاميرون باحترام إرادة النواب. وقال: «اتضح لي أن البرلمان البريطاني، الذي يمثل آراء الشعب البريطاني، لا يريد تدخلا عسكريا بريطانيا. لقد أخذت علما بهذا الأمر والحكومة ستتصرف بناء عليه»، مؤكدا التزامه «احترام إرادة مجلس العموم» الذي التأم في جلسة استثنائية بدعوة منه لبحث هذا الموضوع.

وأضاف كاميرون على وقع صيحات نواب المعارضة: «أومن بشدة بوجوب أن يكون هناك رد قوي على استخدام أسلحة كيميائية. ولكني أومن أيضا باحترام إرادة مجلس العموم».

ولاحقا أكد متحدث باسم رئاسة الوزراء لوكالة الصحافة الفرنسية أن «بريطانيا لن تشارك في أي عمل عسكري» ضد سوريا، معززا بذلك فرضية تحرك عسكري أميركي أحادي.

ورفض مجلس العموم المذكرة الحكومية بأكثرية ضئيلة، إذ صوت ضدها 285 نائبا مقابل 272 أيدوها. وإذا كان نواب حزب العمال المعارض قد صوتوا ضد المذكرة فإن عددا لا يستهان به من نواب حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء، بلغ 30 نائبا، انضموا إلى هؤلاء وصوتوا ضد المذكرة الحكومية.

وسقطت المذكرة في عملية تصويت اختتمت سبع ساعات من النقاشات الحامية التي طغت عليها ذكريات التدخل العسكري في العراق في 2003 الذي استند يومها إلى مزاعم بامتلاك نظام صدام حسين أسلحة دمار شامل سرعان ما ثبت عدم صحتها. وكانت المعارضة العمالية أعلنت خلال النهار أنها ستصوت ضد المذكرة، مطالبة بالمقابل بـ«أدلة دامغة» على استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيميائية قبل الحديث عن أي تدخل عسكري ضده.

وتعليقا على نتيجة التصويت قال زعيم حزب العمل إد ميليباند: «أعتقد أن مجلس العموم تحدث اليوم باسم الشعب البريطاني الذي قال إنه لا يريد التسرع في الذهاب إلى الحرب».

قراءة واقعية لتوضيح سوء فهم تصويت البرلمان البريطاني حول سوريا

لندن: أمير طاهري

«لقد أعطى البرلمان البريطاني صكا على بياض لبشار الأسد لكي يستخدم الأسلحة الكيماوية».. هذا ما أوحت به لهجة بعض وسائل الإعلام في أعقاب خسارة حكومة رئيس الوزراء البريطاني مساء الخميس التصويت للحصول على موافقة مجلس العموم للتحرك عسكريا ضد سوريا. ولكن، مهلا.. الأمور ليست كذلك بالضرورة. فلدى إمعان النظر قد تتكون لدينا صورة مختلفة.

بداية، لقد وفرت المناقشات في مجلسي العموم واللوردات فرصة نادرة لتأمين وحدة الصف إزاء الأسئلة الرئيسة المطروحة حيال أحدث مراحل المأساة السورية. وكان السؤال الأول هو حول ما إذا كانت الأسلحة الكيماوية قد استخدمت أم لم تستخدم في سوريا.. وكانت الإجابة بالإيجاب في المجلسين شبه إجماعية. وهذا يناقض تماما مزاعم موسكو وإيران، أكبر داعمي الأسد، عن أنها لم تستخدم، وأن المسألة برمتها أشبه بفيلم هوليوودي من إنتاج «أجهزة الاستخبارات الغربية».. بل حتى جورج غالواي، عضو البرلمان الوحيد المتكلم باسم الأسد، اعترف باستخدام أسلحة كيماوية.

السؤال الثاني يتعلق بالمسؤولية عن الهجمات (بالسلاح الكيماوي)، وهنا أتاحت المناقشات للحكومة البريطانية الكشف عن أن الأسد كان وراء استخدام الأسلحة الكيماوية ما لا يقل عن 14 مرة «بصورة لا تترك مجالا للشك». ومجددا، لم يكرر أي مشارك في المناقشات، بمن فيهم غالواي، ادعاءات الحكومة السورية أن الثوار مسؤولون عن الهجمات. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على مستوى عال من الوحدة في الإعراب عن السخط إزاء استراتيجية الأسد للبقاء في السلطة. ولكن هل ستشارك بريطانيا في تحرك يهدف إلى وقف الأسد عند حده؟ الواقع أن رد فعل كاميرون المتسرع بعد المناقشات كان مفاجئا. لقد قال إن البرلمان عبر عن موقفه الرافض لدعم أي تحرك عسكري ضد سوريا، مع أن هذا ما كان مطروحا، وحتى التعديل الذي تقدم به حزب العمال المعارض أخذ في الاعتبار احتمال أن تحركا من هذا النوع قد يكون ضروريا.

 حقا كانت الغاية من المناقشات التفاهم على الجدول الزمني للتحرك وأسلوبه، وليس جوهره أو طبيعته. وما فعله مجلس العموم بتصويته هو رفض الجدول الزمني والأسلوب اللذين طرحهما كاميرون. وبالتالي، من وجهة نظر قانونية، سيكون باستطاعته في أي وقت العودة بمشروع قرار مغاير والحصول على حصيلة مغايرة. ويبدو أن كاميرون أدرك ذلك بعد الحصول على قسط من النوم المريح.. وذلك أنه قال صباح أمس: «أعتقد أنه سيكون من الأهمية بمكان الرد بقوة على استخدام الأسلحة الكيماوية، وهناك سلسلة من الإجراءات التي سنواصل اعتمادها». وأردف: «سنواصل حمل القضية إلى الأمم المتحدة، والعمل مع جميع المنظمات التي ننتمي إليها – مثل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) و(مجموعة الثماني) و(مجموعة العشرين) – لإدانة ما حدث في سوريا. إنه لأمر مهم التأكيد على التحريم الدولي لاستخدام الأسلحة الكيماوية».

هل غدا البرلمان البريطاني انعزاليا؟ لا. البرلمان نفسه أقر التدخل في ليبيا ومدد مهمة القوات العاملة في أفغانستان، ولا تتفاجأوا إذا أيد في فترة لاحقة التدخل في سوريا.

هل سيؤثر التصويت البريطاني سلبا على العلاقات البريطانية – الأميركية؟ ليس بالضرورة، بدليل أن الدولتين الحليفتين لم تقاتلا معا على الدوام في جميع الساحات. فالولايات المتحدة وقفت ضد بريطانيا في «حرب السويس» عام 1960، كما أن بريطانيا لم تشارك في «حرب فيتنام». ثم إن الولايات المتحدة ظلت بعيدة عن المشاركة في الحروب التي خاضتها بريطانيا من الملايو (ماليزيا) إلى جزر الفولكلاندز مرورا بعدن. وفي المقابل، أحجمت بريطانيا عن السير في خطى الولايات المتحدة في فرض الحصار على كوبا أو غزو غرينادا. ومع كل هذا حافظت الحليفتان على التعاون الوثيق عبر القوات المسلحة والاستخبارات على امتداد العالم، وهما تفعلان ذلك حتى في الموضوع السوري اليوم.

بريطانيا والولايات المتحدة عضوان مؤسسان لـ«الناتو»، والحلف يفرض على أعضائه معاونة باقي الدول الأعضاء في المواجهات العسكرية. وبناء عليه، إذا طلبت واشنطن الدعم البريطاني، فإن لندن ستقدمه تلقائيا. غير أن المشكلة هنا أن العملية التي يتصورها الرئيس باراك أوباما لا تشمل حتى الآن تغيير النظام في دمشق، وبالتالي لا تستوجب المشاركة البريطانية الكاملة.

على امتداد 30 شهرا، عاشت المأساة السورية تحولات وتقلبات عديدة، ويوم الخميس الماضي شهدنا أحد هذه التحولات والتقلبات، وإن على مستوى محدود. ولكن على الرغم من ذلك ظل هناك ثابت واحد وسط المتحولات العديدة، هو أن استراتيجية تشبث الأسد بالسلطة عبر القتل والإرهاب محكوم عليها بالفشل.

مفوضة الأمم المتحدة تغادر سوريا والمعلم يرفض أي تقرير جزئي

أجواء قلق في دمشق وحركة نزوح إلى لبنان * قوات الأمن تحول مدارس إلى مقرات بديلة استعدادا لضربة أميركية

لندن: «الشرق الأوسط»

أعلنت دمشق أمس الجمعة رفضها أي «تقرير جزئي» لمفتشي الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيماوية، مشددا على ضرورة انتظار «التحاليل المخبرية» للعينات التي جمعتها البعثة. بينما غادرت دمشق مفوضة الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح أنجيلا كين متوجهة إلى بيروت برا كي تغادر من المطار الدولي في لبنان. على أن يغادر باقي أعضاء فريق التحقيق الدولي صباح اليوم السبت.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم أمس الجمعة أن «سوريا ترفض أي تقرير جزئي يصدر عن الأمانة العامة للأمم المتحدة قبل إنجاز البعثة لمهامها والوقوف على نتائج التحاليل المخبرية التي جرى جمعها من قبل البعثة، والتحقيق في المواقع التي تعرض فيها الجنود السوريون للغازات السامة».

ومع مغادرة فريق التحقيق الدولي الخاص باستخدام الكيماوي في هجوم على الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق الشهر الجاري، ارتفعت احتمالات تلقي قوات النظام ضربة عسكرية وشيكة من الولايات المتحدة ودول غربية ردا تأديبا لاستخدام أسلحة كيماوية.

وتخيم على العاصمة أجواء من القلق والترقب في ظل حركة نزوح جديدة للسكان باتجاه لبنان مع تصاعد التوقعات باقتراب الضربة، وانقسم الشارع السوري المعارض مجددا حول الضربة فريق رافض لها متوقعا أن تؤدي إلى إطالة أمد الصراع إذا لم تسقط النظام وفريق رافض لها خشية على أرواح المدنيين وتدمير دمشق إذا كان هدفها فقط تأديب النظام وفريق مرحب بها وهؤلاء غالبيتهم من المناطق المنكوبة لاعتقادهم أن أي ضربة تضعف النظام ستعجل بنهاية المعاناة السورية، أما المؤيدون للنظام والشبيحة فقد جاء التهديد بتوجيه ضربة للنظام فيحاولون شد الهمم والخروج بمسيرات تأييد سيارة في شوارع العاصمة كنوع من استعراض القوة تشتم أميركا والرئيس الأميركي باراك أوباما وتتحداه إن كانت ضربته ستؤثر بقوة النظام، وخرجت مساء أول من أمس الخميس مسيرات بالسيارات جابت منطقة المزة والبرامكة.

بينما تتواصل عمليات نقل عائلات الضباط العلويين إلى لبنان وقرى الساحل وبعض مدن ريف دمشق حيث تسيطر قوات النظام، وفي وسط العاصمة رصد ناشطون احتلال قوات الأمن لأكثر من اثنتي عشرة مدرسة من قبل الأجهزة الأمنية التي حولتها إلى مقرات بديلة استعدادا لتلقي الضربة الأميركية، من تلك المدارس مدرسة بكري قدورة في المزة ومدرسة الزهراء في المزة ومدارس طلعة الإسكان علما بأن طريق طلعة الإسكان في المزة تم إغلاقه منذ يوم الأربعاء، مع انتشار أمني كثيف، ومدرسة الباسل المتفوقين في البرامكة ومدرسة ساطع الحصري في المالكي القريبة من المقرات الرئاسية، ومدرسة المحدثة للإناث في البرامكة ومدرسة عبد الرحمن الخازن مقابل ملعب تشرين ومدرسة علي مخلوف بدخلة نادي المعلمين ومدرسة دار السلام في الشعلان وهي مدرسة خاصة تابعة لكنيسة الفرنسيسكان وفيها دير للراهبات، ومدرسة نهلة زيدان (زهرة دمشق) في المزة ومدرسة المقدسي في الميدان ومدرسة بهجت البيطار في الميدان. كما قامت قوات الأمن باقتحام عدد من المنازل في تنظيم كفر سوسه وأقامت في المنازل الفارغة والشقق التي ما تزال على العظم.

في المقابل خرجت مظاهرات يوم أمس الجمعة في غالبية المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، تحت شعار «وما النصر إلا من عند الله» ومع أن المتظاهرين السوريين لم يرحبوا صراحة بالضربة العسكرية المحتملة إلا أنهم اعتبروها «عملا جراحيا لا بد من استئصال الورم السرطاني في جسد الوطن» ورفع المتظاهرون في مدينة كفرنبل لافتة كتبوا عليها «سرطان استشرى بجسدنا أربعون سنة مزقه في الأخيرتين لن يضيرنا ألم استئصاله وإن أدى للموت لكننا سنعيش».

ووجه متظاهرون في حي العسالي بدمشق رسالة للجيش الحر للتوحد واغتنام الفرصة وكتبوا «إلى الجيش الحر هبت رياحك فاغتنمها… قيادات العالم اجتمعوا وقادتنا متفرقون» وفي بلدة المليحة خرجت مظاهرة حاشدة حمل فيها أطفال لافتات كتبوا عليها «هنا الغوطة هنا ارتكب بشار الأسد أبشع جرائم القرن الواحد والعشرين».

ورغم حالة الارتباك والقلق فإن قوات النظام استمرت في عملياتها العسكرية، وصعدت حدة القصف يوم أمس على عدة مناطق في ريف دمشق مع محاولات اقتحام جوبر والقابون والمعضمية. وقال ناشطون إن مدينة المعضمية تعرضت لمحاولة اقتحام من كافة المحاور أدت إلى حصول اشتباكات عنيفة جدا بين الجيش الحر وقوات النظام، أشدها كان على الجبهة الشمالية والغربية للمدينة، وكما أغارت طائرات النظام على المعضمية وقصفت أحياء سكنية، فيما قصفت المدينة بالمدفعية من جبال الفرقة الرابعة، أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، وشرقا تعرضت بلدة جوبر المتصلة بحي العباسيين للقصف بقذائف الهاون بشكل كثيف، وعلى المتحلق الجنوبي جرت اشتباكات عنيفة بين مجموعات اللواء أبو موسى الأشعري التابعة للجيش الحر والمرابطة في جوبر وقوات النظام، وأعلن لواء أبو موسى الأشعر تمشيطه مقرات النظام برشاش دوشكا. وجنوب العاصمة قامت قوات النظام بتصعيد القصف على حي العسالي خلال ساعات بعد ظهر يوم أمس الجمعة.

الضربة التأديبية” للنظام السوري لا تلغي قدراته

اجتمع قادة جيوش من عدة دول غربية وعربية لمدة يومين في الأردن لمناقشة الوضع في سوريا. يحاول السياسيون في لندن وواشنطن وباريس التوصل الى قرار بشأن هجوم عسكري وذلك كإجراء تأديبي ضد الاستعمال المعلوم للاسلحة الكيماوية من قبل نظام بشار الأسد الأسبوع الماضي في الغوطة الشرقية، إحدى ضواحي دمشق التي يسيطر عليها الثوار.

وقد تم بالفعل نشر قوات أميركية هي على أهبة الاستعداد في المتوسط، بالاضافة الى الألف جندي اميركي المرابطون منذ شهور على الحدود السورية-الاردنية، جنباً الى جنب مع ألوية عمان القتالية. ونشرت وزارة الدفاع الاميركية بطاريات صواريخ للدفاع الجوي في الأردن، جنباً الى جنب مع طائرات “اف-16″، وذلك للتدريب مع القوات الجوية الأردنية على القيام بدوريات على حدودها ومجالها الجوي. كما ان بضعة مئات من المخططين العسكريين الاميركيين، بما في ذلك خبراء في الاتصالات والدعم اللوجستي، موجودون في البلد. لكن الى الآن لم يتلقَّ أي منهم أوامر للاستعداد لأي نوع من العمل العسكري.

وفيما أعلنت وزارة الخارجية الاميركية منذ يومين أن الولايات المتحدة – في حال اتخذ القرار السياسي – قد تقوم بضربة تأديبية وليس عملية قصف حاسمة من شأنها أن تؤثر بشكل جدي على قدرات النظام، يقول المحللون العسكريون بأنه ليس هناك شيء اسمه “ضربة جراحية”، وأنه لا يمكن أبداً السيطرة على نتائجها.

على الأرض، ليس الهدف من اي ضربة تأديبية تدمير او تقليص قدرات اي فريق، بل هي فقط اشارة تحذيرية. إلا أن التهديد هو ما يجب أن يُعوَّل عليه، إذ لدى الحكومة الاميركية لائحة بالأهداف ذي القيمة العالية التي يجب ضربها من أجل إضعاف أو حتى تدمير قدرات النظام.

لكن ما مدى التأديب الذي يمكن ان تسببه الضربة التأديبية؟

بحسب آخر تحليل لـ”معهد دراسة الحرب” (مقره في واشنطن)، فإن “سفن البحرية الاميركية متموضعة لضربة ضد سوريا، مستعملة صواريخ “توماهوك” طويلة المدى. هكذا هجوم قد يتسبب بدرجات متفاوتة من الاذى المحدود لقدرة نظام الأسد على استعمال مزيد من الاسلحة الكيماوية أو استمراره في شن عمليات نوعية ضد المعارضة. إلا أنه لا يمكنه إلغاء القدرات العسكرية او الكيمياوية للنظام، ولا التسبّب بأكثر من تدهور مؤقت في عمليات النظام”.

وقالت المحللة في “معهد دراسات الحرب” اليزابيث أوباغي لـ”NOW” إنه بالرغم من ان الضربة على الارجح ستستهدف أهدافاً عسكرية، الا ان المشكلة هي ان الولايات المتحدة تستطيع فعل القليل فقط لناحية ضبط قدرات الاسلحة الكيمياوية للنظام. “هذا يعني أنه في حال حصول هجوم، فإنه سيستهدف البنى التحتية للنظام، مثل القدرات العسكرية، بما في ذلك بعض الأسلحة المختلفة ونظم التسليم، لكن للأسف ليس هناك اي طريقة لاستهداف المرافق الفعلية للاسلحة الكيمياوية”، أشارت أوباغي.

بدلاً من ذلك، تدعو أوباغي الى تدخل عسكري شامل من جانب واحد يساعد الثوار ويحدّ من قدرات النظام. “أعتقد ان هناك اعمالاً عسكرية أكثر حسماً يمكن، بل يجب، على الولايات المتحدة، أن تقوم بها، وهي ستقوّي بنحو كبير المعارضة وستساعد في إضعاف القدرات العسكرية للنظام، مثل استهداف بعض البنى التحتية الرئيسية للنظام التي تُستعمل للامدادات الجوية. هذا أمر بالغ الأهمية لأنه سيحدّ من قدرة ايران وروسيا على الارسال المستمر للاسلحة والمعدات والقطع وحتى الجنود”.

خبير أمني لبناني فضّل عدم الكشف عن اسمه لأنه ليس مخولاً التحدث الى الصحافة، قال لـ”NOW” بأنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة مستعدة للذهاب الى الحرب. إلا ان واشنطن، برأيه، مجبرة على القيام بشيء ما لأنها محرجة حيال تجاوز خطها الأحمر في سوريا.

الرئيس باراك اوباما أمضى ست سنوات وهو يخفف من التورط العسكري الاميركي، ويسحب الجنود من العراق وأفغانستان. “الضربة العسكرية ستكون محدودة جداً. وستبعث برسالة: “انتبهوا لأننا نراقبكم”، لكن لا يراد منها تدمير قدرات النظام السوري”، قال الخبير الامني. “حجم الدمار سيصنع الفرق”.

وقال المصدر ايضاً بأن هناك قوى لها مصلحة في دفع الولايات المتحدة الى الحرب السورية. اولاً، التدخل سيزيد موازنة الانفاق العسكري في الولايات المتحدة. بعض البلدان في المنطقة مثل الاردن، ستحصل على مساعدات عسكرية جراء تدخل اميركي في سوريا.

فمثلاً، خلال زيارته عمان في منتصف آب، ناقش رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي المساعدات العسكرية مع الجيش الاردني.

وقال ديمبسي إنه لم يُتخذ اي قرار ، لكن من المرجح جداً ان تزيد الولايات المتحدة من تدريبها لـ “قوات العمليات الاردنية الخاصة”، وذلك لتحسين مهاراتها في مكافحة الارهاب واستعدادها للدفاع ضد اي استعمال للاسلحة الكيمياوية.

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

تم بالفعل نشر قوات أميركية هي على أهبة الاستعداد في المتوسط. (أ.ف.ب.)

“لم يتلقَّ أي منهم أوامر للاستعداد لأي نوع من العمل العسكري”

أوباما يقرر توجيه ضربة عسكرية ضد نظام الأسد

أكد أنه يملك السلطة لاتخاذ هذا القرار دون الرجوع إلى الكونغرس

العربية.نت

قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما، توجيه ضربة عسكرية ضد نظام الأسد، مؤكدا أنه يملك السلطة لاتخاذ هذا القرار دون الرجوع إلى الكونغرس. لكنه أكد أنه طلب من الكونغرس تفويضه باستخدام القوة ضد نظام الأسد.

ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما ما حدث في الغوطة بأنه “أسوأ مجزرة بالسلاح الكيماوي في القرن الـ 21 ارتكبها نظام الأسد”، واصفاً “الأسد بأنه وحش”.

وقال أوباما إن الولايات المتحدة “ستحاسب الأسد بدون تفويض من مجلس الأمن”، وأوضح أوباما بخصوص توقيت الضربة العسكرية أنها قد تكون غدا أو الأسبوع المقبل أو بعد شهر، موضحا أن العمل العسكري الأميركي ضد نظام الأسد لن يتضمن تدخلا بريا.

ولاحظ أوباما أن نظام الأسد يهدد حلفاء واشنطن في المنطقة، وأضاف أنه يحترم آراء من دعوا إلى الحذر في سوريا، ويعتقد أنه يجب على أميركا أن تدرك تكاليف عدم القيام بأي تحرك هناك.

وسجل أوباما أنه يعلم أن الشعب الأميركي سئم من الحرب، وأنه لا يفكر في نشر قوات أميركية على الأرض، لكنه قال “يجب إظهار جدية الولايات المتحدة في تنفيذ التزاماتها”.

وبخصوص الجدل القانوني مع الكونغرس حول مشروعية الضربة العسكرية، كشف أوباما أنه طلب من الكونغرس تفويضه بالضربة العسكرية على أساس الأمن القومي، مؤكدا أن “أمريكا لا يمكنها بل ويجب ألا تغض الطرف عما حدث في دمشق”، وأضاف يقول أوباما “أمريكا مستعدة لتوجيه ضربة في الوقت الذي تختاره”.

القنوات السورية توحد البث وتتحول للأغاني الوطنية

ضيوف لشتم المعارضين والتأكيد على قوة سوريا وقدرتها على الرد

دمشق – جفرا بهاء

وحدت القنوات التلفزيونية السورية الرسمية بثها يوم أمس، بينما حولت الإذاعات دورتها البرامجية لبث الأغاني الوطنية والندوات السياسية حصراً، وذلك بعد تأكيد الضربة الأميركية على سوريا بعد تأكد واشنطن من أن النظام السوري يتحمل مسؤولية إطلاق الصواريخ المحملة بالكيماوي على غوطة دمشق الشرقية.

وبعد أن كانت القنوات السورية غارقة في البرامج البعيدة عن كل ما يحدث في سوريا، قررت فجأة بأن الحرب قادمة وعليها أن تكون مستعدة إعلامياً.

وعلى مدى أكثر من سنتين ونصف من الثورة على نظام الحكم في سوريا، لم تغير تلك القنوات من دوراتها البرامجية بدءاً ببرامج الصباح والفقرات الترفيهية من أبراج ورياضة وبرامج طبخ، وانتهاء ببرامج الأطفال والبرامج الغنائية، إلا أنها أمس اتخذت قرارا بالاندماج “الفضائية السورية، سورية دراما، القناة الأولى، تلاقي” وبدأت الأغاني الوطنية تسيطر على معظم الفواصل، في حين زادت البرامج السياسية والحوارات، ليتحول الإعلام السوري إلى إعلام حرب في ليلة وضحاها.

وإن كانت نشرات الأخبار سابقاً تحمل في كل يوم انتصارات جديدة للجيش السوري، في رسائل موجهة لمؤيدي الأسد، فإن هذه القنوات اليوم انتقلت لبث تصريحات الأسد حول تهديداته للعالم في حال التدخل الأميركي أو الدولي في سوريا، كما تستضيف من يسب ويشتم ويخون المعارضين والعالم برمته، وتبدو الأخبار التي تصر القنوات السورية على تكرارها متمحورة حول تكذيب لجنة التحقيق الأممية التي حققت بضرب الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيماوية، بالإضافة لبث تكذيبات لتصريحات كيري وزير الخارجية الأميركي حول تأكد أميركا من أن النظام السوري هو من ضرب الغوطة بالكيماوي.

الإعلام أعلن نفير الحرب

يقول أحد النشطاء: “بشار الأسد هدم سوريا، وقتل أكثر من 100 ألف سوري، ولم نسمع يوماً من قنوات النظام التلفزيونية ولا آية قرآنية حداداً على أي منهم، وها هو اليوم يعلن نفير الحرب، لأن أميركا قالت إنها ستضعف نظامه وستتدخل عسكرياً”.

كثيرون سخروا من شاشات الإعلام السوري، وكثيرون اعتبروه وكأنه إعلام قادم من عالم آخر وكوكب وردي، ولولا الشريط الإخباري والأخبار العاجلة لما صدق أحد أن هذا التلفزيون يبث من ذلك البلد الذي غطت أخبار موتاه ودماره على فضائيات العالم كله.

وبدأت أخبار تسليم ما يسميهم الإعلام السوري “الإرهابيين” أنفسهم وأسلحتهم تزداد وبقوة.

وأما الشيء الوحيد الذي حافظ عليه التلفزيون السوري فهو الإصرار على إظهار الحياة طبيعية خلف المذيع، بالإضافة لقسم الشاشة معظم الأحيان في البث المباشر وتصوير ساحة الأمويين ومبنى الإذاعة والتلفزيون للدلالة على أن الحياة لم تتوقف في دمشق، بالإضافة لمحاولة استضافة محللين أقل حدة في فترة الصباح.

وإن كان المنطق يستغرب أن يتحول فجأة الإعلام السوري إلى إعلام حربي بامتياز، فإن ذلك يذكر بوزير الإعلام العراقي ما قبل سقوط بغداد، والذي ظل يظهر مؤكداً انتصار العراق إلى اللحظة التي تم الإعلان فيها عن سقوط بغداد رسمياً.

تدخل أميركا بالعالم.. سيناريوهات مختلفة بمقدمات متشابهة

الإطاحة بالأسد ليست على قائمة أهدافها بل ردع النظام من استخدام الأسلحة الكيماوية

واشنطن – منى الشقاقي

تاريخ التدخل العسكري الأميركي في العالم طويل ويشمل أمثلة ناجحة وفاشلة وأخرى لم يحكم الزمن عليها بعد، وما يريد أوباما أن يؤكده اليوم، هو أن ضربة ضد النظام السوري ستكون مختلفة عن التجارب الأخيرة.

‪ ‪إن إحدى الأمثلة التي تدرسها الإدارة الأميركية الآن، ولكن بتصرف، هي “كوسوفو”، موضحا ذلك كريس هارمر من معهد دراسة الحرب، قائلا: “التدخل في كوسوفو في نهاية التسعينيات هو مثل على قيادة أميركية ناجحة عسكريا، ولكن ما أدى إلى نجاح العملية دبلوماسيا ونشر السلام، كان الالتزام الدولي من قبل الأمم المتحدة والنيتو والدول الأوروبية. ففي غياب الحل الدبلوماسي والسياسي فمن الصعب التوصل لحل سلمي.

‪ولم تتمكن الولايات المتحدة من الحصول على تفويضِ مجلس الأمن أثناء أزمة كوسوفو بسبب الرفض الروسي، وهو الأمر الذي يتكرر الآن في قضية سوريا، هذا سياسيا، أما عسكريا، “فكوسوفو” وسوريا تتشابهان، إذ إن الولايات المتحدة لم تضطر إلى القيام بإنزال عسكري في “كوسوفو”، بل كان هدف تدخل الناتو في ذلك الوقت هو لوقف الحرب وإجبار قوات ميلوسوفيتش على الانسحاب وتثبيت قوى حماية دولية.

فهدف الولايات المتحدة هذه المرة أبسط من ذلك، ‪فهو أولا لردع النظام من استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى، فالإطاحة بنظام الأسد ليست على قائمة الأهداف الأميركية من خلال الضربةِ العسكرية على سوريا، وهذا الأمر قد أوضحتـه الإدارة، وبشكل متكرر

الائتلاف يطلق حملة توعية للسوريين لتفادي القصف العسكري

بعدما دعا الرئيسان الفرنسي والأميركي إلى توجيه رسالة قوية لنظام الأسد

دبي – قناة العربية

أطلق الائتلاف الوطني السوري حملة إرشادية عبر مواقع التواصل الاجتماعي للسوريين، قدم فيها تعليمات السلامة للمواطنين في حال بدء العمليات العسكرية ضد نظام الأسد في الأيام القادمة.

ويأتي ذلك بعد أن دعا الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند، والأميركي باراك أوباما، الجمعة، المجتمع الدولي إلى توجيه “رسالة قوية” إلى نظام الرئيس بشار الأسد الذي يحمّلانه “المسؤولية” عن الهجوم الكيماوي المفترض في 21 أغسطس/آب، وفق ما أفادت الرئاسة الفرنسية.

وأكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن بلاده تبحث توجيه ضربة “محدودة” للنظام السوري، معتبراً أن استخدام الأسد للكيماوي تحدٍّ للعالم وتهديد لحلفاء أميركا في المنطقة.

تحركات عسكرية “تطوّق” سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

مع ارتفاع نبرة التهديد الأميركية بشن ضربة عسكرية ضد دمشق، نشطت حركة الآليات العسكرية برا وبحرا وجوا في البلاد المحيطة بسوريا.

وقال مسؤولون أميركيون إن سفينة حربية أميركية سادسة وصلت إلى شرق البحر المتوسط، لتلتحق بـ 5 مدمرات موجودات بالفعل في مياه البحر.

ونقلت مصادر أميركية عن المسؤولين قولهم إن سفينة الإنزال البرمائي “سان أنطونيو” التي تحمل المئات من أفراد المشاة البحرية موجودة في المنطقة، لكنهم نفوا وجود خطة لإنزال مشاة البحرية الأميركية برا في إطار أي عمل عسكري محتمل ضد سوريا.

وفي قاعدة أنجرليك التركية القريبة من الحدود الشمالية لسوريا، نشطت حركة الطائرات المقاتلة حسبما أفادت مراسلة “سكاي نيوز عربية”.

واتجهت الطائرات التركية نحو الحدود السورية في عملية يبدو أنها استطلاعية، لكن خبراء عسكريين أتراك استبعدوا أن تستخدم هذه القاعدة الواقعة في محافظة أضنة جنوب تركيا، في أي عملية محتملة ضد سوريا.

يذكر أن قاعدة أنجرليك تعد أيضا مقرا للوحدة 39 للطائرات المقاتلة الأميركية، وتقوم بتقديم دعم لمواقع عسكرية أميركية.

كما يتمركز نظامان هولنديان لاعتراض الصواريخ في القاعدة التي تقع على بعد نحو 60 كيلومترا من الحدود السورية.

وتمتلك تركيا 6 بطاريات باتريوت على حدودها الجنوبية، اثنان من كل من هولندا وألمانيا والولايات المتحدة.

وفي الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل، لاحظ مراسلنا تحركات “غير تقليدية” لآليات عسكرية إسرائيلية ثقيلة، يبدو أنها إجراءات احترازية بهدف نشر مزيد من بطاريات القبة الحديدية المضادة للصواريخ.

وتريد إسرائيل أن تنأى بنفسها عن الأزمة السورية، لكن تل أبيب حذرت كلا من سوريا وحزب الله اللبناني الداعم لنظام دمشق، من أي رد فعل عسكري ضدها في حال تعرضت سوريا لضربة أميركية.

وفي الأردن، نفت القيادة العسكرية وجود أي قوات غير أردنية على الحدود الشمالية مع سوريا، مشيرة إلى أنها لن تشارك أو تكون منطلقا لأي عملية ضد سوريا.

لكن طائرات “إف16” الأميركية لا تزال في الأردن بعد مناورة في وقت سابق من العام الجاري.

وصول المفتشين الدوليين الى هولندا وتحذيرات من السفر الى لبنان

قال متحدث باسم مطار روتردام في هولندا إن طائرة تقل مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة الذين كانوا يجمعون أدلة وعينات تتعلق بالاستخدام المزعوم لأسلحة كيماوية في سوريا هبطت في المطار اليوم السبت.

وقال متحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إن المفتشين سيعودون إلى مقر المنظمة في لاهاي.

وأضاف انه سيتم توزيع العينات التي جلبها المفتشون معهم على عدة مختبرات لفحصها.

وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن المفتشين غادروا بيروت في وقت مبكر اليوم السبت على متن طائرة قدمتها الحكومة الألمانية.

وغادر خبراء الاسلحة سوريا يوم السبت بعد التحقيق في هجوم بالغاز السام قتل مئات المدنيين. وقالت الولايات المتحدة انها تخطط “لرد محدود لمعاقبة الرئيس السوري بشار الاسد على الهجوم الوحشي والصارخ”.

وقال الرئيس الأمريكي باراك اوباما ان الولايات المتحدة التي لها خمس مدمرات مزودة بصواريخ كروز في المنطقة تخطط لعمل عسكري “ضيق ومحدود” لن يشمل قوات برية على الارض أو مهمة مفتوحة.

وفي علامة على ان الولايات المتحدة ربما تستعد لعمل، قال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الأمريكية ان وزير الخارجية جون كيري تحدث الجمعة الى وزراء خارجية الدول الاوروبية والخليجية الرئيسية والأمين العام للجامعة العربية.

ووصل فريق خبراء الاسلحة التابع للامم المتحدة الى مطار بيروت الدولي يوم السبت بعد عبور الحدود البرية من سوريا الى لبنان في وقت سابق اليوم.

وزار الفريق المكون من 20 شخصا بينهم خبراء في حظر انتشار الاسلحة الكيماوية مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ضاحية الغوطة دمشق ثلاث مرات وأخذوا عينات دماء وأنسجة من الضحايا. كما أخذوا عينات من التربة والملابس وشظايا الصواريخ.

وسترسل العينات الى مختبرات في أوروبا، وعلى الأرجح الى السويد وفنلندا لتحليلها.

ويفحص خبراء الامم المتحدة العينات بحثاً عن غاز السارين وغاز الخردل ومواد سامة اخرى.

ويهدف التحليل إلى إثبات ما اذا كان هجوم كيماوي قد وقع لا ان يحدد الجانب المسؤول عن الهجوم الذي وقع يوم 21 اغسطس اب على ضاحية بدمشق.

لا جدولاً زمنياً

وقال دبلوماسيون إن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أبلغ الدول الاعضاء في مجلس الامن بأن النتائج النهائية قد لا تصبح جاهزة قبل اسبوعين.

ونشرت الولايات المتحدة تقريرها غير السري الذي اعدته المخابرات بشأن الهجوم الذي قال كيري انه قتل 1429 مدنيا سوريا وانه من الواضح ان من قام به هو قوات الاسد.

وقال كيري: “اذا اخترنا ان نعيش في العالم حيث أمكن “لبلطجي وقاتل مثل بشار الأسد أن يقتل الآلاف من أفراد شعبه بالغاز دون أن ينال عقابه” فإن ذلك قد يقدم مثالا سيئا لآخرين يحذون حذوه مثل إيران وحزب الله وكوريا الشمالية.

وتلقي سوريا باللوم في الهجوم على معارضين يقاتلون للاطاحة بالاسد. وتقول روسيا الحليف الرئيسي لسوريا ان أي هجوم على سوريا سيكون غير قانوني ويزيد من اشتعال الحرب الاهلية هناك.

ونفت وزارة الخارجية السورية ان الحكومة استخدمت اسلحة كيماوية ضد شعبها. وقالت الوزارة ان اتهامات كيري “محاولة يائسة” لتبرير ضربة عسكرية.

وكان توجيه ضربة عسكرية أمريكية لسوريا يعد أمراً غير مرجح اثناء وجود خبراء الامم المتحدة هناك. لكن حتى بعد رحيلهم فإن التوقيت الدقيق مازال غير مؤكد.

مجلس الشيوخ

وقال متحدث باسم السناتور ميتش ماكونيل، زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ، ان البيت الابيض سيطلع اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بشأن سوريا في مؤتمر عن طريق الهاتف يوم السبت بناء على طلب من ماكونيل.

وفي تعليقات للصحفيين في البيت الابيض الجمعة لم يحدد أوباما توقيتا زمنيا للعمل العسكري.

وقال: “لا يمكننا ان نقبل عالما يقتل فيه النساء والأطفال والمدنيون الابرياء بالغاز على نطاق مرعب.”

وفي سوريا، استعد ناشطون وسكان في دمشق والمناطق المحيطة بها للضربة العسكرية.

وقال رجل يدعى يوسف كان يحمل كيسا بلاستيكيا ممتلئا بالوثائق “هل أضعها في منزل والدي؟ أم منزل والدي زوجتي ؟ أم اضعها في مكان العمل ؟ لا يمكننا ان نحدد ما هي المنطقة الآمنة ولا أعرف أين أخفيها.”

وقال: “هذه وثيقة زواجي وجواز سفري وسند ملكية المنزل وشهادة التخرج وجميع وثائق زوجتي أيضا. لا يمكننا ان نحدد أين نضعها في مكان آمن”.

تدريبات طبية

وقال أطباء على مشارف العاصمة انهم يدربون مجموعات ويحاولون تأمين شحنات ارسلت من منظمات اغاثة من الاتروبين والاكسجين التي يحتاجون اليهما في معالجة ضحايا الاسلحة الكيماوية.

وقال طبيب يدعى أكرم في عربين التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة: “نشعر بالقلق من وقوع هجوم كيماوي اخر اذا نفذت دول اجنبية الهجوم كنوع من الانتقام أو من يدري ماذ سيحدث.”

وقال معارضون انهم يستعدون لضربة.

وقال مصدر للمعارضة رفض الكشف عن اسمه: “اننا جميعا ننتظر المجهول الان وننتظر سماع نبأ عن التوقيت.”

وأضاف: “المعارضون يحاولون إعداد خطة للاستفادة من أي ضربة لكن هذا أمر صعب لاننا لا نعرف متى أو أين أو كيف ستكون الضربة.”

تحذيرات من السفر الى لبنان

ونصحت عدة دول مواطنيها بعدم السفر الى لبنان. والدول التي اصدرت نصيحة هي البحرين والكويت وبريطانيا وفرنسا بينما أبلغت النمسا مواطنيها بالاتصال بسفارتها في لبنان قبل السفر الى هناك.

وذكرت وكالة الأنباء في كل من البحرين والكويت ان الدولتين حثتا رعاياهما في لبنان على مغادرة ذلك البلد على الفور.

وقال مصدر أمني رفيع في لبنان ان 14 ألف شخص غادروا البلاد يوم الخميس وأن معظمهم أوروبيون.

BBC © 2013

سكان دمشق “يحبسون أنفاسهم” ترقبا للضربة

لينا سنجاب

يقول سكان دمشق إنك إذا تجولت في شوارع العاصمة، فلن تخمِّن أن هذه المدينة على وشك مواجهة ضربة عسكرية أمريكية.

وتقول أمل التي تعيش في وسط دمشق “غريب جدا كيف أن الناس يتدبرون أمورهم في هذه المدينة. لقد تعودنا على الحرب”.

وتضيف قائلة “المحلات تفتح أبوابها، والناس يتجولون في الشوارع ويتناولون البوظة لكنهم يشترون أيضا مزيدا من الطعام والخبز من المحلات لتخزينهما”.

وتواصل قائلة “لم نعد نخشى الموت، نحن ننتظره. كل ما نحتاج إليه هو نهاية لكل الذي يحصل.”

لكن بالرغم من الشعور بأن الأمور عادية، فإن ثمة الكثير من القلق.

يقول صاحب محل تجاري في دمشق “يستطيع الأسد أن يُجنِّب البلد المزيد من العنف ويغادر الآن لكنه لن يفعل وسيحرق البلد عن آخره”.

لقد مرت سنتان ونصف السنة على اندلاع الثورة وقتل أكثر من مئة ألف سوري، يريد العديد من السوريين نهاية للعنف.

وكان العديد من المتعاطفين مع المعارضة يحدوهم الأمل في أن تجبر روسيا وهي الحليف الرئيسي لسوريا، الرئيس السوري، بشار الأسد على مغادرة البلد في ظل اقتراب إمكانية توجيه ضربة أمريكية لسوريا ردا على هجوم كيميائي مزعوم ضد المدنيين يوم 21 أغسطس/آب.

كانوا يأملون في أن تكون روسيا قد دفعت باتجاه حل سياسي سلمي لكن العديد من هؤلاء ينظرون إلى هذا الأمر بوصفه من قبيل الأحلام.

حبس الأنفاس

سوريا

يحقق مفتشو الأمم المتحدة في مزاعم الهجوم الكيميائي يوم 21 أغسطس

يشعر الناس في ضواحي دمشق حيث وقع الهجوم الكيميائي المزعوم برغبة يائسة في إنهاء معاناتهم.

فقد محمد ابنيته الصغيرتين وأمهما. بالنسبة إليه، فإن التدخل الأمريكي سيكون السبيل الوحيد لإيقاف الرئيس الأسد وقواته عن ارتكاب المزيد من العنف.

يقول محمد غاضبا “قتل في هذه الجولة 1000 شخص. في الجولة المقبلة قد يقتل 5000 ألف شخص باستخدام الأسلحة الكيميائية ذاتها. لن يقف عند حد إلا إذا (أرغمته) القوة العسكرية”.

ويضيف قائلا “احتججنا بطريقة سلمية. طالبنا بالحرية والكرامة. وكل ما حصلنا عليه هو القتل والآن الأسلحة الكيميائية. كفى”.

تجد وجهة النظر هذه أصداء لها في عدة مناطق في أرجاء سوريا تعرضت لخسائر بشرية ودمار.

“غزاة”

سوريا

لجأ آلاف السوريين إلى دمشق

لا يحبذ العديد من الناشطين السلميين الذين يؤيدون التوصل إلى حل سياسي للأزمة التدخل العسكري الأجنبي.

وفي هذا الإطار، كتب خالد خليفة وهو روائي سوري على صفحته على موقع الفيسبوك قائلا “الديكتاتوريون يجلبون الغزاة لكن الغزاة لا يجلبون الحرية”.

يحمِّل خليفة النظام السوري مسؤولية التطورات الحاصلة في البلد. لكنه يحمِّل أيضا بعض “السياسيين وتجار الثورة الذين باعوا دماءنا إلى قطر والسعودية” جزءا من المسؤولية.

لكن أنصار الرئيس الأسد لهم وجهة نظر أخرى. إنهم ينظرون إلى التدخل بوصفه اعتداء يقوم به الغزاة.

تعيش ندى في منطقة المزة86 بدمشق وهي منطقة موالية للرئيس الأسد ويعيش فيها إجمالا أفراد الطائفة العلوية الموالية له.

تعتقد ندى أن ثمة مؤامرة ضد سوريا. وفي هذا السياق تقول “إنهم قادمون لقصفنا لأن رئيسنا يعارض إسرائيل. إنهم يستخدمون كذبة الأسلحة الكيميائية لإضعاف دولتنا كما فعلوا مع العراق باستخدام كذبة أسلحة الدمار الشامل”.

يقول بعض أنصار الأسد إن الهجوم الذي حصل في منطقة الغوطة الخاضعة لمقاتلي المعارضة في جنوب دمشق كان مطلوبا بهدف “تطهير المنطقة من الإرهابيين”. لقد نفوا حدوث أي هجوم كيميائي.

يشعر الكثير من السوريين بالقلق الشديد من عواقب الضربة المحتملة.

ويشعر بعض أعضاء المعارضة بأن الضربة إذا لم تكن قوية بما فيه الكفاية، سيصبح النظام أقوى من قبل وبالتالي سيرد الصاع صاعين. ومن ثم، سيندلع المزيد من العنف ويحل المزيد من الدمار.

ويخشى أنصار النظام من أن الضربة المحتملة إذا نجحت في إسقاط النظام، فإن أنصار المعارضة سينتقمون من الموالين للحكومة.

يقول أحد الناشطين المعارضين للتدخل العسكري “إذا حدث هجوم أمريكي، فإننا نحتاج إلى إطلاق عملية سياسية مباشرة بعد ذلك”.

BBC © 2013

رئيس مجلس النواب الأمريكي: سندرس العمل العسكري في سوريا بدءا من 9 سبتمبر

واشنطن (رويترز) – قال رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بينر وزعماء جمهوريون آخرون في بيان إن المجلس سيدرس مشروع قانون بشأن العمل العسكري في سوريا في الأسبوع الذي يبدأ في التاسع من سبتمبر أيلول.

وجاء البيان بعد كلمة ألقاها الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم السبت.

وقال البيان “بعد التشاور مع الرئيس نتوقع أن يدرس المجلس مشروع قانون في الأسبوع الذي يبدأ في التاسع من سبتمبر. ذلك يعطي للرئيس فسحة من الوقت لعرض مبرراته على الكونجرس والشعب الأمريكي.”

(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير محمد عبد العال)

أوباما: على واشنطن أن تضرب سوريا وستطلب إجراء تصويت في الكونجرس

واشنطن (رويترز) – قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم السبت إنه قرر أن الولايات المتحدة يجب أن تضرب أهدافا تابعة للحكومة السورية ردا على الهجوم الكيماوي الدامي الذي وقع في الآونة الأخيرة ولكنه قال إنه سيطلب إجراء تصويت في الكونجرس على أي إجراء عسكري.

وقال أوباما في كلمة ألقاها في البيت الأبيض “لا يمكننا أن نغض الطرف عما حدث في دمشق ولن نغضه.”

(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير محمد عبد العال)

معارضون اسلاميون يختبئون قبل ضرب سوريا

بيروت (رويترز) – لم تدفع الضربة الامريكية المتوقعة لسوريا فحسب القوات الحكومية الى إعلان حالة التأهب القصوى بل انها أثارت القلق بين صفوف مقاتلي المعارضة وخاصة من الجماعات الاسلامية المتصلة بالقاعدة التي تخشى ان تكون هي ايضا هدفا لهذه الضربات.

وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة انها تخطط لرد محدود لمعاقبة الرئيس السوري بشار الاسد على هجومه “الوحشي والسافر” باسلحة كيماوية تقول انها قتلت أكثر من 1400 شخص في دمشق قبل اسبوعين.

لكن المعارضين الاسلاميين يشعرون بالقلق وخاصة المتشددين الاجانب الذين خبروا بأنفسهم من قبل الحملات العسكرية الامريكية والهجمات باستخدام الطائرات بدون طيار ضد مقاتلي القاعدة في انحاء المنطقة.

وقال معارضون ومصادر مقربة من مقاتلين لهم صلة بالقاعدة إن الجماعات الاسلامية أخلت العديد من قواعدها من المقاتلين والعربات والاسلحة.

وقال مقاتل من جماعة لواء الاسلام وهي جماعة اسلامية معتدلة تحدث عبر سكايب من احدى الضواحي خارج العاصمة دمشق “أعطوا للاسد انذارا مدته اسبوعين ليخلي قواعده. نحن نعلم اننا اهداف حقيقية.”

وتتخذ جماعات لها صلة بالقاعدة مثل جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام فيما يبدو اجراءات أكثر شمولا وسرية.

وقال مصدر في لبنان قريب من الجماعات المتصلة بالقاعدة في سوريا “الدولة الاسلامية في العراق والشام أخلت الكثير من مراكزها وبصفة اساسية في شمال وشرق سوريا. شددت من اجراءات الامن على امراء الجماعات وغيرت مواقعها وسياراتها لأنهم يخشون من ان تكون شرائح اتصالات وضعت في سياراتهم.”

وقال تشارلز ليستر المحلل في مركز دراسات الارهاب والتمرد بمؤسسة جينز انه لا يوجد ما يشير الى خطط غربية لمهاجمة مثل هذه الجماعات في سوريا الان.

وقال “لكنهم يتحوطون في رهاناتهم. هناك الكثير الذي سيخسرونه اذا لم يتخذوا اجراءات احترازية.”

وأضاف “سوريا قدمت للجهاديين فرصة قيمة لاقامة موطيء قدم راسخ في قلب الشرق الاوسط.”

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير احمد حسن)

من اريكا سولومون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى