أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين، 12 كانون الأول 2011

 سورية: قصف لمعاقل المنشقين في درعا وجبل الزاوية وحمص

دمشق، بغداد، نيقوسيا، برلين – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – تعرضت معاقل المنشقين في سورية إلى هجمات واسعة ومتزامنة في ثلاثة أماكن أمس، كان اعنفها هجوماً واسعاً على منطقة بصري الحرير في محافظة درعا حيث يتمركز عدد كبير من المنشقين عن الجيش النظامي. وقال شهود وناشطون إن ما لا يقل عن 14 مدنيا قتلوا امس، فيما استجابت مدن عدة لدعوات الإضراب العام.

في موازة ذلك وفي موقف لافت، قال رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون إنه لم يتم استنفاد «كافة الوسائل الدبلوماسية» بعد في مساعي حل الازمة الدامية في سورية. وقال إنه يرفض إجراء اى مفاوضات مع النظام، لكنه أوضح انه منفتح على محادثات مع مسؤولين مدنيين وعسكريين لا يمثلون السلطات، بل يمثلون «مؤسسات الدولة».

وقال غليون، في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل»: «لم تعد المعارضة على استعداد للتفاوض مع القتلة»، لكنها «مستعدة للتحدث إلى سلطات مدنية وعسكرية لا تمثل النظام بل تمثل مؤسسات… لا نريد تكرار الاخطاء التي ارتكبت في العراق، نريد الحفاظ على المؤسسات العامة، بما في ذلك اجهزة الامن والسلم الاجتماعي».

وجاءت تصريحات غليون فيما تتزايد حدة المواجهات بين قوى الامن والمنشقين، مع سعي السلطات إلى «تطويق وعزل» اماكن اختباء المنشقين. وقال ناشطون وشهود إن معاقل للمنشقين تعرضت لهجمات، كان اعنفها هجوماً واسعاً على منطقة بصري الحرير في درعا حيث يتمركز عدد كبير من المنشقين. وفي هذه المنطقة التي يقول ناشطون إنها بمثابة «العصب الحي» للمنشقين، توجد تلال وكهوف تساعد المنشقين على الاختباء وممرات سرية يمكن استخدامها للوصول إلى ريف دمشق، وتختبئ فيها العناصر المنشقة حيث تتمكن من مهاجمة خطوط إمداد الجيش. وقال ناشطون إن القوات السورية دفعت بتعزيزات، شملت آليات وجنوداً كانوا متمركزين في بلدتي الإسراء وأزرع على بعد 40 كيلومتراً من الحدود مع الأردن. وأوضح هؤلاء أن مئات من المنشقين اشتبكوا مع القوات الحكومية وأن عدداً كبيراً سقط بين قتيل وجريح.

ويأتي الهجوم على تلك المنطقة في درعا قرب الحدود الأردنية، متزامناً مع هجمات للجيش ضد مواقع المنشقين في جبل الزاوية في إدلب قرب الحدود التركية ومناطق في محافظة حمص قرب الحدود اللبنانية. وقال ناشطون إنه تم حرق خمس آليات تابعة للجيش خلال عمليات أمس.

وتزامن التصعيد الامني مع بدء اضراب عام في سورية. وقال ناشطون وسكان إن المحال التجارية في مدن عدة بقيت مغلقة والطلاب بقوا في بيوتهم أمس تلبية لدعوة الاضراب. ووفق سكان وناشطين فإن من بين المدن التي شاركت في الإضراب العام حمص ودير الزور وحماة ودرعا وإدلب والقامشلي ومدن ريف دمشق، فيما لم يسجل إقبالاً على الإضراب في دمشق أو حلب. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ناشطين على الأرض قولهم إن عناصر من الأمن حاولت «فتح المحال بالقوة»، وشنت حملة «اعتقالات عشوائية»، وهددت المشاركين في الإضراب ان محالهم سوف تهشم إذا ظلت مغلقة.

وعلى صعيد التحركات السياسية، قال مسؤلون عراقيون إن بغداد تنتظر «إشارات ايجابية» من الحكومة السورية والمعارضة لتفعيل الوساطة العراقية في الأزمة السورية. ونفى وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي لـ «الحياة» ان يكون العراق قد ارسل وفداً رسمياً إلى سورية لبحث مبادرة الحوار التي طرحها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، لكنه لم يستبعد ارسال وفد عراقي رفيع الى سورية لبحث تفعيل خطوات المبادرة العراقية. وقال «هناك اتصالات بكل أطراف الازمة ونحن بانتظار اشارات ايجابية من سورية».

وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن قبل ايام رغبة بلاده في التوسط في مبادرة للحوار بين الحكومة السورية واطراف المعارضة. لكن مستشار المالكي للشؤون السياسية ابلغ «الحياة» في وقت سابق ان العراق لم يجر اتصالات رسمية حول مبادرته كما انه تلقى رفضاً اعلامياً من المعارضة السورية حتى قبل ان تتلقى المبادرة رسميا.

وكانت المعارضة السورية اكدت ان العراق ليس وسيطاً محايداً في الازمة كما انها ليست بمعرض فتح حوار مع النظام السوري.

من جانبه اكد القيادي المقرب من المالكي عبد الهادي الحساني لـ»الحياة» ان المبادرة العراقية ستركز على جانبين اساسيين اولهما التوسط لفتح حوار بين المعارضة والحكومة للتوصل الى خريطة طريق لانهاء الازمة. والثانية اقناع الحكومة السورية بابداء مرونة اكبر في ما يخص مبادرة الجامعة العربية.

وقال مسؤول بالجامعة العربية إن وزراء الخارجية العرب سيعقدون جلسة استثنائية حول سورية نهاية الاسبوع في القاهرة في اعقاب اجتماع مجموعة العمل الوزارية.

سوريا: “إضراب الكرامة” ومعارك

الوزراء العرب يناقشون ردّ دمشق السبت

يجتمع وزراء الخارجية العرب السبت في القاهرة للبحث في الرد السوري على بروتوكول ارسال بعثة من المراقبين الى سوريا. وفي انتظار الموقف العربي، لبت مناطق سورية دعوة المعارضة الى “إضراب الكرامة” في إطار حملة ستصل الى العصيان المدني سعياً الى شل النظام. في الوقت عينه اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري ومنشقين عنه في محافظة درعا هي الاعنف منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد في آذار الماضي. وتحدثت لجان التنسيق المحلية المعارضة عن سقوط 18 قتيلاً برصاص الامن في انحاء مختلفة من البلاد أمس. (راجع العرب والعالم)

تفاوتت نسب التقيد بالاضراب بين منطقة واخرى، وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن في بعض الاحياء عند اطراف دمشق اجبرت اصحاب المتاجر على فتحها. واغلقت المحال في حمص وريفها بشكل كبير بسبب الاضراب. وفي مناطق اخرى كان من الصعب قياس اثر الاضراب. وبدا وسط دمشق ووسط مدينة حلب التجارية هادئين على رغم ما ورد عن وجود اضراب في بعض المناطق عند اطراف المدينتين. وفي ظل اجواء التوتر، تجري اليوم في سوريا الانتخابات البلدية.

اجتماع الجامعة العربية

وفي القاهرة، كشف مصدر ديبلوماسي عربي أنه تقرر عقد اجتماعين عاجلين للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية واجتماع غير عادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية برئاسة قطر السبت المقبل في العاصمة المصرية وذلك لمناقشة تطورات الأوضاع على الساحة السورية.

وقال: “إن اجتماع اللجنة الساعة العاشرة من صباح السبت بمقر الجامعة العربية، سيبحث الرد العربي علي الموقف السوري الذي تضمنته رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالموافقة على توقيع اتفاق بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا بشروط”.

وأوضح أن هذه اللجنة سترفع توصياتها الى مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي سيلتئم في الساعة الأولى من بعد ظهر اليوم ذاته، لاتخاذ الإجراءات بما يسهم في إنهاء الأزمة السورية ووضع حد للتوتر القائم وسفك الدماء.

وأشار إلى أن الجامعة العربية وجهت الدعوة أكثر من مرة للمسؤولين السوريين بضرورة التوقيع على اتفاق بعثة المراقبين، واستغلال الفرصة السانحة للدخول في حوار وطني شامل، معرباً عن أمله في أن يتم حل الأزمة السورية عربياً، ومن دون أي تدخل دولي.

باراك

¶ في فيينا، أفادت وكالة الانباء النمسوية ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اعلن خلال مؤتمر، ان سقوط نظام  الاسد سيكون “نعمة” لمنطقة الشرق الاوسط وضربة لـ”محور ايران – حزب الله”.

واضاف ان “اسرة الاسد محكوم عليها ولا احد يعلم ماذا سيحصل لاحقا”.

واستناداً الى بيان لوزارة الدفاع الاسرائيلية، فإن باراك قال: “شهدنا في الايام الماضية معارك بين القوات الموالية لاسرة الاسد والمعارضة”. واضاف “هذا استمرار لافول نجم اسرة الاسد الذي سيؤدي في نهاية المطاف الى سقوط نظامه. لا يمكننا التكهن بما سيحصل (لاحقا). في أي حال ستكون ضربة موجهة الى محور ايران – حزب الله”.

مجموعة سانكور الكندية

¶ في مونتريال،  اعلنت مجموعة “سانكور” الكندية النفطية في بيان انها علقت انشطتها في سوريا وستقوم بسحب موظفيها الاجانب من هذا البلد.

واوقفت “سانكور” تعاونها مع الشركة العامة للنفط (السورية الرسمية) وستضع خطة لاجلاء موظفيها الاجانب مع الاحتفاظ بالموظفين السوريين. وقالت ان “سانكور ستحاول ايجاد حل لمواكبة هؤلاء الموظفين السوريين في افضل صورة ممكنة خلال هذه الفترة البالغة الصعوبة بالنسبة الى بلادهم”.

ويتعلق قرار المجموعة الكندية باستثمار حقل ايبلا الغازي بالشراكة مع الشركة العامة للنفط في وسط البلاد وذلك بقيمة تناهز 1,2 مليار دولار.

وقال رئيس مجلس ادارة المجموعة الكندية ريك جورج: “منذ اشهر عدة نتابع من كثب الوضع في المنطقة وكنا  دوماً واضحين لجهة اننا سنلتزم كل العقوبات المفروضة على البلد”.

الجنوب انعكاس للأزمة السورية

جوبيه يتّهم دمشق بالتفجير

الوزير الفرنسي: “حزب الله” الذراع الأمنية لسوريا

الراعي: على المسؤولين جمع السلاح وحصره بالشرعية

بين مضاعفات ديبلوماسية وأمنية لحادث الاعتداء على الدورية الفرنسية في برج الشمالي الجمعة قد تكون الأخطر في سجل الاعتداءات على قوات “اليونيفيل”، وصورة شديدة الالتباس والسلبية  لفصول عمليات الخطف التي تتولاها عصابات مسلحة خصوصا في البقاع الشمالي، حسمت الاختراقات الأمنية الجوالة كل الاولويات الرسمية والحكومية الاخرى التي تحاصر الحكومة ومجلس النواب عشية أسبوع حافل بثلاث جلسات لمجلس الوزراء وجلسة نيابية جديدة مخصصة للاسئلة والاستجوابات الاربعاء.

ذلك أن الاتهام المباشر الذي وجهه امس وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه الى سوريا بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف جنودا فرنسيين الجمعة قرب صور، عُدَّ بمثابة أخطر تطور متصل بانعكاسات الازمة السورية على لبنان، ومؤشر الى تصعيد فرنسي نوعي لموقف باريس من النظام السوري. الامر الذي كان حذر منه ديبلوماسيون غربيون وجهات لبنانية عقب تفجير برج الشمالي.

ولعل الجانب المثير للاهتمام في هذا السياق يتمثل في ما كشفته مصادر مطلعة معنية بمواكبة المضاعفات التي أثارها التفجير لـ”النهار” من ان الاتهام الفرنسي الذي جاء بعد أكثر من 48 ساعة على حصول الاعتداء انما ارتكز الى الخيوط الأولية التي توصلت اليها التحقيقات الدولية الجارية في الحادث، ولم يستند الى مجرد اتهام سياسي او شبهة سياسية فقط.

وما يزيد هذا الملف خطورة هو أن مسؤولا في الاجهزة الامنية في صور أبلغ الى “وكالة الصحافة الفرنسية” امس ان المحققين يبحثون عن مشبوهين اثنين شوهدا في سيارة مرسيدس قرب موقع الاعتداء قبل ساعة من حصوله. وأضاف ان القنبلة التي كانت مخبأة الى جانب الطريق محشوة بأربعة الى خمسة كيلوغرامات من مادة الـ”تي ان تي” فجرت بجهاز تحكم من بعد قبل وصول سيارة “اليونيفيل” مما أدى الى تدمير قسمها الامامي. وأكد المسؤول الامني ما أوردته “النهار” امس من أنه لو فجرت القنبلة لدى مرور السيارة لم يكن أي من الجنود بقي على قيد الحياة.

ولم تمر ساعات قليلة على اتهام جوبيه لدمشق بحادث التفجير حتى حصل تطور جديد تمثل في اطلاق صاروخ كاتيوشا من وادي القيسية في خراج بلدة مجدل سلم في قضاء مرجعيون سقط خطأ على ما يبدو في بلدة حولا وأصاب منزل عبدالله محمود بشكل غير مباشر. وأدى ذلك الى جرح زوجته نصيرة علي عباس التي نقلت الى مستشفى ميس الجبل الحكومي للمعالجة. وحضرت الى مكان سقوط الصاروخ قوة من الجيش وضربت طوقا أمنيا كما سيرت دوريات كثيفة للجيش وقوات “اليونيفيل” في المنطقة.

جوبيه

وكان جوبيه قد أعلن ان سوريا تقف “على الارجح” وراء التفجير الذي استهدف الجنود الفرنسيين.

وردا على سؤال خلال مقابلة مع قناة “TV5 موند” واذاعة فرنسا الدولية وصحيفة “لوموند” عما اذا كان الاعتداء “رسالة” من سوريا أجاب جوبيه “بلا شك”. وأضاف: “لدينا من الاسباب القوية ما يدفعنا الى الاعتقاد أن هذا الاعتداء جاء من هناك” في اشارة الى سوريا، معتبرا أن دمشق تستخدم “حزب الله” في هذا النوع من الهجمات. إلا أن جوبيه تدارك “ليس لدي أدلة، إلا أنه (حزب الله) ذراعها (سوريا) المسلحة اذا صح القول، وقد دعونا مجددا الحكومة اللبنانية الى حماية قوة “اليونيفيل”. وتابع ان هناك مراجعة استراتيجية تجري حاليا داخل الامم المتحدة لعمل “اليونيفيل” و”نرغب في ان تتولى القوات المسلحة اللبنانية المهمات (الأمنية) بقدر ما تستطيع”، وفي نهاية هذه المراجعة “نرى ما هي العبر التي يجب استخلاصها”، من دون ان يقدم شرحا اضافيا.

الراعي والسلاح

ولم تقتصر مضاعفات الاعتداء على الكتيبة الفرنسية العاملة ضمن “اليونيفيل” على التطور في الموقف الفرنسي وحده، إذ سجل على الصعيد الداخلي موقف تصعيدي لافت للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي من الاعتداء ومسألة السلاح غير الشرعي كلاً. وإذ دان الراعي بشدة الاعتداء على الكتيبة الفرنسية وجه نداء الى المسؤولين اللبنانيين “للعمل الجدي على جمع السلاح وحصره بالقوى الشرعية اللبنانية واخضاع كل المهمات الدفاعية والامنية لقرار السلطة السياسية”. وقال: “لم يعد مقبولا على الاطلاق ان يظل أمن البلاد رهينة في أيدي أحد تحت أي شعار أو ادعاء”.

ولم تخف مصادر سياسية مسؤولة خشيتها من تصاعد المواجهة الفرنسية – السورية على خلفية الاعتداء على الكتيبة الفرنسية، كما لفتت عبر “النهار” الى ان ملف الارباكات الامنية بات يتطلب استنفارا حكوميا تحول دونه الاهتزازات القائمة بين بعض أطراف الحكومة.

واعترفت بأن اطلاق مدير معمل “ليبان لي” أحمد زيدان امس بعد خطفه في البقاع الشمالي لمدة خمسة أيام، عقب حادث خطف مماثل قبل أسبوعين، شكل “اضافة شديدة السلبية” على ملف هذه الظاهرة المقلقة التي غالبا ما تنتهي فصولها بوساطات غامضة وسرية مما يخشى معه تكرار التجربة دون وازع او رادع للعصابات التي تتولى هذا النوع من الارتكابات. ويبدو أن الملف الامني مرشح للقفز الى صدارة الاهتمامات على رغم انهماك الحكومة بجداول أعمال الجلسات الثلاث المتعاقبة التي سيعقدها مجلس الوزراء اليوم وغدا والاربعاء.

اضرابان؟

وفي اطار المعالجات الداخلية، لم يفض اجتماع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي امس مع هيئة التنسيق النقابية الى نتائج حاسمة في صدد قرار تصحيح الاجور على رغم اتفاقهما على عقد اجتماع آخر اليوم بين الهيئة ومستشار ميقاتي للشؤون الادارية.

وفيما أكدت الهيئة تمسكها بقرار الاضراب والتظاهر الخميس المقبل، تضاربت المعلومات لدى الطرفين عن نتائج اجتماعهما أمس. وقالت اوساط الهيئة لـ”النهار” ان ميقاتي بدا منفتحا على مناقشة المطالب وأنه وعد باعادة صوغ مشروع الزيادة وتصحيح الاجور على قاعدة الشطور وتطبيق التراكمية مع خفض النسب وعرض المشروع مجددا على مجلس الوزراء.

غير أن أوساط ميقاتي قالت في المقابل ان رئيس الحكومة لم يعد بأي جديد وشرح للهيئة الظروف التي أدت الى اتخاذ قرار تصحيح الاجور كما صدر في ظل القدرة المتوافرة للحكومة. وأوضح أنه سيرى ما يمكن القيام به ضمن المشروع المتكامل لوزير العمل شربل نحاس الذي تدرسه لجنة وزارية.

وفي المقابل أكد رئيس الاتحاد العمالي غسان غصن أمس لـ”النهار” ان المجلس التنفيذي للاتحاد سيتبنى في اجتماعه اليوم قرار هيئة المكتب بالاضراب على أن يكون موعده بين عيدي الميلاد ورأس السنة.

جميع الحقوق محفوظة – © جريدة النهار 2011

العربي: الشروط السورية ما زالت مرفوضة

كشف أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي أنه “حتى الآن لم يوافق أحد من الوزراء العرب على الشروط السورية”، مشيرا إلى أن مشاوراته مع الوزراء العرب بهذا الخصوص لا يتحدث فيها لأن الأمر سيناقش خلال الاجتماع الوزاري.

واكد العربي لصحيفة “الأنباء” الكويتية، رداً على سؤال عن الوساطة العراقية، أن “العراق لم يحل الأزمة”، كاشفا عن “مساع يقوم بها رؤساء دول ورؤساء حكومات يتصلون بسوريا، ويتوسطون لحل الأزمة”، مضيفا “لا أستطيع أن أقول إن دولة ستحل الأزمة السورية”.

وعن مضمون رسالته إلى النظام السوري التي أرسلها بعد الرد السوري المشروط على توقيع بروتوكول المراقبين قال “رسالتي ببساطة هي: رسالتكم التي فيها شروط جديدة يجب أن تعرض على المجلس الوزاري ولم أستطع البت فيها”.

وأضاف العربي “كما أرجو وليد المعلم وأدعوه للتوقيع لأنه ارسل جوابين احدهما فيه تفويض نائب الوزير للتوقيع والثاني انهم مستعدون للتوقيع، وفي كل مرة شروط جديدة”.

وقال أرجوه أن “يخلص من الموضوع”، مضيفا “إحدى وعشرون دولة عندها اهتمام شديد بالقضية ولا يقبلون ما يحدث في سوريا، وفي الوقت نفسه يرغبون أن يبقى الحل في البيت العربي”.

وأشار إلى انه في حال وافقت سوريا ووقعت خلال 24 ساعة سيكون فيها مراقبون من كل الدول العربية ليشاهدوا بأنفسهم ويكونون ضمانا لتوفير الحماية للشعب.

وعن حديث الأسد الأخير قال “لا تعليق”.

(الأنباء الكويتية)

وزراء الخارجية يجتمعون السبت لبحث رد دمشق على البروتوكول

العراق يقدّم أفكاراً لـ«سد الفجوة» بين الجامعة وسوريا

زياد حيدر

يقوم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بزيارة لدمشق هذا الاسبوع، في مهمة قال دبلوماسيون أنها تستهدف «سد الفجوة» الموجودة حاليا بين الجامعة العربية وسوريا، بعد أن منحت الأولى «تفويضا كاملا» للجانب العراقي، وذلك قبل اجتماعين للجنة الوزارية العربية الخاصة بالأزمة السورية والمجلس الوزاري العربي في القاهرة السبت المقبل لبحث الرد السوري على بروتوكول المراقبين.

وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي طرح «وجهة نظره النقدية الخاصة» حول ما يجري في سوريا والطريقة التي تعاطت اللجنة الوزارية العربية معها، خلال الزيارة التي قام بها الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الى بغداد الأسبوع الماضي، ولاسيما عبر سياسة «لا وقت للتفكير، لا آذان صاغية» تجاه العاصمة السورية، ناهيك عن الاستياء العراقي من «الوصاية التركية» على الاجتماعات الوزارية العربية، وهو ما يعكس «وجهة نظر» أكثر من دولة عربية كما إقليمية عبّر عنها العراق وفقا لتقديرات دبلوماسية.

وقالت المصادر أن العراق طلب «دورا» وبالتالي «تفويضا» يراعي ما جرى بين الطرفين، كما «يأخذ بالاعتبار الهواجس السورية تجاه السيادة، وأن العربي الذي قبل الطلب أجرى استشارة عربية، قبل أن يجيب بالإيجاب لاحقا، على الرغم من رفض بعض دول الخليج، وعلى رأسها قطر، منح وقت إضافي للتحاور مع السلطة في دمشق». وكرر العربي أمام دعاة «إعلان فشل المبادرة» ما سمعه من وزيري خارجية مصر والجزائر كما من المالكي عن ضرورة «استثمار كل

الفرص لمنع التدويل في الموضوع السوري».

وعلى هذا الأساس بدأ الجانب العراقي العمل على «أفكار» لم تتضح أبعادها بخصوص الاتفاق المزمع بين الجامعة العربية وسوريا، على أن يتم بحث هذه الأفكار مع دمشق خلال الزيارة المزمعة آخر الأسبوع الحالي، على أمل التوصل إلى اتفاق يتوج باجتماع القاهرة الوزاري السبت المقبل. ويرى مراقبون أن دخول بغداد على خط الأزمة، يجب أن يوضع في إطاره الإقليمي والدولي وليس عبر النظر للعراق كدولة جوار لسوريا، علما أن العراق أكد رفضه تطبيق العقوبات العربية على دمشق، وعلى رأسها العقوبات الاقتصادية.

وقال مراقبون أن الأفكار العراقية تعتمد التركيز على جوانب المبادرة العربية ككل، وليس فقط على بروتوكول المراقبين، بحيث يكون الحوار خطوة ملحّة بين المعارضة والسلطة في وقت قصير بعد التوقيع على البروتوكول.

وقال مسؤول عربي (ا ف ب، ا ش ا، ا ب، رويترز، د ب ا)، في القاهرة أمس، إنه «تقرر عقد اجتماعين عاجلين للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ومجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية برئاسة قطر السبت المقبل في القاهرة، وذلك لمناقشة تطورات الأوضاع على الساحة السورية».

وأوضح أن «اجتماع اللجنة سيكون الساعة العاشرة من صباح السبت في مقر الجامعة العربية، وسيبحث الرد العربي على الموقف السوري الذي تضمنته رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالموافقة على توقيع اتفاق بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا بشروط».

وأوضح أن «هذه اللجنة سترفع توصياتها لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي سيلتئم في الساعة الواحدة من اليوم ذاته، لاتخاذ الإجراءات اللازمة بما يسهم في إنهاء الأزمة السورية ووضع حد للتوتر القائم وسفك الدماء». وأشار إلى أن «الجامعة العربية وجهت الدعوة أكثر من مرة للمسؤولين السوريين للتوقيع على اتفاق بعثة المراقبين، واستغلال الفرصة السانحة للدخول في حوار وطني شامل»، معربا عن أمله أن «يتم حل الأزمة السورية عربيا، ومن دون أي تدخل دولي».

وقال العربي، في الدوحة، إن «المتفق عليه حتى الآن أن يكون حل الأزمة السورية في الإطار العربي»، رافضا التعليق على الاتجاه إلى التدويل، موضحا أنه «سيسري تطبيق القرارات (العقوبات) بحلول 27 الحالي». وأضاف إن «الجامعة العربية قد تلقت ردين من سوريا بطلب إيضاحات واستفسارات وتعديلات. كان ردنا بصعوبة الرد عليها ورأينا عرضها على الاجتماع الوزاري». وتابع إن «سوريا طلبت اعتبار كافة القرارات التي اتخذت من الجامعة العربية في غيابها لاغية، وهذا أمر يعلمون جيدا انه لا يستطيع أن يقرر فيه إلا الاجتماع الوزاري الذي أصدر هذه القرارات».

وقال رئيس «القائمة العراقية» إياد علاوي، في مقابلة مع قناة «فرانس 24»، إنه أرسل «مبعوثا رفيع المستوى إلى الرئيس السوري بشار الأسد لدعوته للالتزام بالخطة العربية ومحاسبة المسؤولين عن حمامات الدم في البلاد». واعتبر أن «ما يحدث في دول الجوار له انعكاس مباشر على الوضع داخل العراق»، مشددا على «ضرورة وقف حمام الدم في المنطقة»، مشيرا إلى أن «ما يقع في سوريا وإيران له أثر مباشر على الوضع الداخلي في العراق».

السعودية

وكان رئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن، حث في تصريح نشرته صحيفة «الوطن» السعودية امس الاول، الحكومة السورية على التعاون مع جامعة الدول العربية لمعالجة الأزمة قبل أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة.

وحذّر الأمير مقرن «من إضاعة الفرص وعدم التعاون مع الجهود العربية التي لا تستهدف التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا أو التعدي على سيادتها الوطنية بقدر حرصها على حماية أبناء الشعب السوري من القتل».

وقال «نحن لا نريد التدويل، ولا نريد أن تدفعنا دمشق إليه، لأنه سيأخذ الأمور إلى منحى آخر ولن تبقى تحت سيطرة أو اختيار دمشق». وأضاف إن «التدويل ستكون له تبعات قد تعني التدخل العسكري وتكرار التجربة الليبية، فيما يمكن الاستفادة من التجارب التي نجحت فيها الوساطة لإخراج بعض الدول من حالة الفوضى واحتمالات الانقسام والدخول في حرب أهلية» في إشارة الى اليمن.

وفي فيينا، قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إن «سقوط الأسد سيكون نعمة لمنطقة الشرق الأوسط». وأضاف إن «اسرة الاسد محكوم عليها ولا احد يعلم ماذا سيحصل لاحقا». وتابع «شهدنا في الايام الماضية معارك بين القوات الموالية لاسرة الاسد والمعارضة». واضاف «إنه استمرار لافول نجم اسرة الاسد الذي سيؤدي في نهاية المطاف الى سقوط نظامه. لا يمكننا التكهن بما سيحصل (لاحقا). في اي حال ستكون ضربة موجهة الى محور ايران ـ حزب الله».

الانتخابات المحلية

وأكد وزير الداخلية السوري اللواء محمد الشعار، خلال اطلاعه على سير العمل والتدريب في مدرسة الشرطة في حلب، أن «سوريا ستستعيد حالة الأمن والاستقرار وتخرج من الأزمة أقوى مما كانت بفضل وعي شعبها وتمسكه بوحدته الوطنية والتفافه حول قيادة الرئيس بشار الأسد»، موضحا انه «بالرغم من حجم الضغوط التي مورست وتمارس عليها فإنها ماضية في برنامج الإصلاح الذي تم إنجاز العديد من خطواته كرفع حالة الطوارئ وإصدار قوانين الأحزاب السياسية والانتخابات والإدارة المحلية والإعلام وتشكيل لجنة وطنية لإعداد دستور جديد للبلاد وذلك وفق جداول زمنية معلنة».

من جهة أخرى، تبدأ عند الساعة السابعة من صباح اليوم انتخابات المجالس المحلية في مختلف المحافظات، وهي تجرى للمرة الأولى تحت إشراف ومتابعة لجان قضائية فرعية مستقلة لضمان نزاهتها، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا). ويتنافس في هذه الانتخابات 42889 مرشحا على 17588 مقعدا في 1337 وحدة إدارية، منها 154 مدينة، و502 بلدة و681 بلدية، فيما بلغ عدد المراكز الانتخابية 9849 مركزا، يضم كل منها صندوقين للاقتراع حيث ينتخب كل مقترع مرشحيه للوحدة الإدارية التي يتبع لها ولمجلس المحافظة.

وتأتي هذه الانتخابات بعد صدور قانون الإدارة المحلية الجديد وهو قانون قالت المصادر الرسمية إنه «يعطي المجالس المحلية صلاحيـــات واسعة تهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والنهوض بالواقع الخدمي والتنموي».

وأعلنت شركة «سانكور» النفطية الكندية، أمس، أنها بصدد الانسحاب من سوريا امتثالا للعقوبات التي أعلنها الاتحاد الأوروبي. وقالت شركة الطاقة الكندية إنها لن تغير توقعاتها للإنتاج الإجمالي في 2011 ولا 2012 وذلك بفضل ارتفاع إنتاجها في ليبيا.

ميدانيات

قال ناشطون سوريون معارضون إن «العديد من المناطق السورية شهدت إضرابا عاما تلبية لدعوة «إضراب الكرامة» المفتوح»، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «مقتل 12 شخصا برصاص قوات الأمن»، موضحا ان «مدنيين اثنين قتلا في كفر تخاريم في محافظة إدلب قرب الحدود التركية، حيث خاض منشقون معارك عنيفة مع القوات الحكومية». وتحدث عن «إحراق ناقلتي جند مدرعتين» في المنطقة نفسها. وأشار إلى «سقوط قتلى في درعا ودوما في ريف دمشق وحمص».

وقال سكان ونشطاء إن «مئات من المنشقين عن الجيش اشتبكوا مع قوات حكومية مدعومة بدبابات في إحدى أكبر المواجهات» منذ انطلاق الاحتجاجات. وأضافوا «اقتحمت قوات متمركزة في بلدة ازرع، على بعد 40 كيلومترا من الحدود مع الأردن، بلدة بصرى الحرير القريبة». وتابعوا «سمع دوي انفجارات وإطلاق نيران مدافع رشاشة في بصرى الحرير وفي منطقة لجاه وهي منطقة تلال شمال البلدة يختبئ فيها منشقون ويهاجمون خطوط إمداد الجيش».

وقال معارض من بلدة ازرع «لجاه هي أكثر المناطق أمانا لاختباء المنشقين بها، لأن من الصعب على الدبابات والمشاة اختراقها. المنطقة فيها كهوف وممرات سرية وتمتد إلى ريف دمشق».

وذكرت «سانا» إن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت المهندس رئيس محطة أبو رباح للغاز في حمص ماهر غدير أثناء توجهه إلى المحطة على طريق حمص ـ الفرقلس». وأضافت اشتبكت الجهات المختصة مع مجموعات إرهابية مسلحة في خان شيخون (في ادلب) وتمكنت من إلقاء القبض على عدد من الإرهابيين وقتل ثلاثة من أبرز قادة هذه المجموعات».

وذكرت الوكالة أن «الجهات المختصة تمكنت من إلقاء القبض على عدد من المسلحين حاولوا فرض اعتصام إجباري وأطلقوا النار على المارة والسيارات في شوارع حمص». ونقل المرصد عن ناشطين على الأرض إن «الإضراب لقي استجابة كبيرة جدا في محافظة درعا وفي جبل الزاوية في ادلب ودوما وحمص». وقال نشطاء إن «قوات الأمن أمرت التجار المضربين بفتح متاجرهم وإلا حطمتها».

وبدا وسط دمشق ووسط حلب التجارية هادئين، رغم ما ورد عن إضراب في بعض المناطق على أطراف المدينتين. وقالت معلمة في مدرسة بدمشق «لا شيء يحدث… لا شيء يبدو على غير المعتاد».

وكان المرصد قال، في بيان أمس الأول، «قتل 14 مدنيا برصاص قوات الأمن السورية في حمص ودرعا وادلب وريف حماه»، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان باريس «تعرب عن القلق العميق إزاء المعلومات التي تشير الى استعداد قوات الأمن السورية لشن هجوم عسكري على مدينة حمص». ودعا «مجمل المجتمع الدولي إلى التعبئة لإنقاذ الشعب السوري».

لكن دمشق رفضت هذا الوصف. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لوكالة «رويترز» إن القوات السورية موجودة لحماية المدنيين والحفاظ على النظام والأمن الذي ينتهكه أولئك الذين يحملون السلاح ضد الدولة. وأضاف إن رواية سلمية الاحتجاجات لم تعد رواية مقبولة لوصف ما يجري في بعض المناطق، موضحا أن سوريا تحتاج إلى تحول وليس مواجهة مسلحة.

وأعلن ناشط في حمص انه لم ير مؤشرات على وجود هجوم وشيك. وقال «اسمع ذلك منذ أمس (الجمعة). قمت بجولة حول المدينة ولم أر أي شيء غير معتاد. إنها نفس نقاط التفتيش ونفس عدد الجنود».

حمص السورية تتحول لمنطقة حرب والجثث تبقى في الشوارع لساعات

بيروت ـ رويترز: قد تبقى جثث القتلى ملقاة في شوارع مدينة حمص السورية دون التمكن من رفعها إلا بعد ان تسكن حدة اطلاق النيران أو ان يحل الظلام لترفع الجثث تحت جنح الليل. أما في النهار فإن خطر نيران القناصة وزخات الرشاشات الثقيلة قد يحول دون انتشال جثث من قتلوا بالرصاص في الشوارع.

ويقول أناس كانوا في موقع الحدث خلال الايام الماضية وبعضهم اصيب وهرب للخارج إن اطلاق النار كثيف وغالبا ما يكون عشوائيا.

وتشير روايات هؤلاء الاشخاص إلى جانب تسجيل فيديو وزعه ناشطون من المعارضة إلى ان بعض اجزاء المدينة البالغ تعدادها اكثر من مليون شخص تشبه الآن منطقة حرب.

وأصبحت حمص مركز المقاومة خلال اشهر من حملة القمع التي ينفذها الجيش وقوات الأمن التابعة للرئيس السوري بشار الأسد. ويصر الأسد على عدم وجود اوامر باطلاق النار للقتل. وخلال الفترة الماضية انشق عدد من المجندين عن الجيش السوري. ومن بين هؤلاء شخص يدعى محمد (20 عاما) اصيب اثناء اشتباك مسلح في حمص قبل نحو اسبوع وجرى نقله إلى مكان آمن. ويتعافى محمد حاليا في لبنان من جروحه الناجمة عن اصابته بأعيرة نارية.

وقال محمد الذي تحدث شريطة عدم استخدام اسم عائلته ‘ظللت ممددا على الارض لساعات مع اصدقائي. كان خمسة منهم لفظوا انفاسهم. فقدت الوعي في نهاية المطاف ولم افق إلا بعد وقت طويل في تلك الليلة حين توقف اطلاق النار. تمكن اصدقاؤنا من الحضور لحملنا’.

وتابع ‘تظل الجثث ملقاة في الشوارع لساعات إلى ان يتوقف اطلاق النار بما يكفي للخروج إلى الشوارع’.

وتقول الامم المتحدة ان اربعة الاف شخص على الاقل قتلوا في سورية منذ اذار (مارس). وتقول الحكومة ان اكثر من ألف من قواتها الامنية قتلوا.

وتؤكد الحكومة أن قواتها الامنية مستهدفة من ‘مجموعات ارهابية مسلحة’ تتلقى المال والاوامر والاسلحة من الخارج لزعزعة استقرار سورية واثارة تمرد كجزء من مؤامرة خارجية.

ووصل سائق شاحنة تركي يدعى تايفون ساري (38 عاما) من سورية إلى الحدود التركية الاسبوع الماضي وبدا انه لم ينم منذ ايام. ووصف الوضع في سورية بأنه يشبه حالة من الفوضى والخوف.

وقال ‘اذا كان هناك اي شخص يريد انهاء حياته او الانتحار فعليه الذهاب إلى سورية.. انهم يطلقون النار على المدنيين’.

وأضاف ‘رأيت خمسة جنود قتلى على الطريق بعد حمص إلى تركيا ولم يفعل احد شيئا لهم. كانوا ممددين على الطريق.. رأيت دبابات للجيش على الطريق بين حمص وحماة. في حمص يقطع المدنيون الطريق باضرام النيران في الاطارات ويفتح الجيش النار على المحتجين’.

وتابع ‘كانت هناك كثير من فوارغ الطلقات على الطريق وبعض الشاحنات كانت اطاراتها مفرغة من الهواء. وجدت نفسي وسط تبادل لاطلاق النيران ولكن لحسن الحظ لم تصب شاحنتي بأي طلقة. رأيت عربة للجيش السوري محترقة ومنزلا تشتعل به النيران’.

وبعض التسجيلات المصورة التي تنشر يوميا على الانترنت من سورية تصدم المشاهدين حيث تعرض اشخاصا مصابين بجروح غائرة وجثثا مخضبة بالدماء في مشاهد لا تتناسب مع البث العام. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من مصدر هذه المقاطع المصورة القصيرة. ولا يسمح حاليا لمعظم وسائل الاعلام الغربية بالعمل في سورية. وتمثل الصور المهتزة والروايات التي تأتي عبر الهاتف من ناشطين النافذة الوحيدة تقريبا لنقل ما يحدث في سورية بعيدا عن وسائل الاعلام والصحف الرسمية التي تقدم صورة مغايرة تماما. وفي لقطات مصورة لمناطق من حمص يتحدى فيها السكان اوامر بالتوقف عن الاحتجاج تظهر خنادق للجيش وعربات قتالية مدرعة وسيارات محترقة بالكامل وبها اثار طلقات رصاص وواجهات متاجر عليها اثار اعيرة نارية واشخاص يندفعون بسرعة عبر شوارع خالية.

ويوضح تسجيل الفيديو استمرار التحدي للنظام. وتتجمع مظاهرات خاطفة بمشاركة مئات الاشخاص الذين يهتفون ويلوحون بالعلم السوري القديم. وفي لقطات صورت خلال الاسبوع المنصرم تجمع محتجون ورددوا شعارات مناهضة للأسد وتفرقوا حينما بدأ اطلاق النار.

ومع سقوط ربع القتلى من قوات الامن تخرج في كل يوم تقريبا جنازات عسكرية لجنود قتلوا بأيدى من تصفهم السلطات بالارهابيين. ولا يمكن التحقق من تقديرات اعداد القتلى المتفاوتة على نطاق واسع. والروايات الشخصية يمكن الطعن فيها ومناقضتها. ولا يمكن اعتبار كل جزء من تسجيل الفيديو حقيقي او انه التقط حديثا. لكن مئات التسجيلات المصورة التي تأتي من سورية وكثير منها من مصادر معروفة لرويترز ويفحصها صحافيون مستقلون على معرفة بمدينة حمص ومدن اخرى تعرض صورة لا يمكن انكارها لعنف شديد. وعرض مقطع مصور نشر يوم الخميس جثة لشاب ممددة في شارع خال من المارة بجانب متنزه خال وقد تم سحبها بواسطة كابل كان ملفوفا حول كاحله. وجرى سحب الجثة إلى مأوى عبر تقاطع طرق وعبر بركة من الوحل.

وفي مقطع مصور نشر يوم الجمعة كانت طلقات القناصة تصوب نحو واجهات المحال التجارية في شارع خال كلما يحاول اي شخص العبور. وفي تسجيل مصور اخر اطلقت رشاشات ثقيلة مخبأة تحت غطاء خلف تل من القمامة في احد جوانب المدينة دفعات من النيران على الشارع ثم صوبت مباشرة نحو اي شخص يحمل آلة تصوير فيديو. وتحولت الشاشة الى اللون الابيض وسمع صوت يقول ‘الله اكبر’ ثم انقشع الدخان وعادت لقطات الفيديو.

السفارة السورية في عمان تؤكد التعرض لموظفيها

عمان ـ ا ف ب: اكدت السفارة السورية في عمان الاحد ان مجموعة من الاشخاص اقتحموا مقرها وقاموا بضرب بعض العاملين فيها.

وقالت السفارة في بيان ‘اقتحم أكثر من عشرة أشخاص صباح اليوم (امس) مبنى السفارة السورية في عمان ولدى محاولة إخراجهم من قبل عنصر الأمن في السفارة قاموا بمهاجمته وضربه بأدوات كانوا يحملونها’.

واضاف البيان ان ‘هؤلاء الأشخاص كانوا يرتدون معاطف وجاكيتات شتوية قاموا فور دخولهم إلى القنصلية بخلعها داخل صالة الانتظار وكان تحتها علم الاحتلال الفرنسي ثم قاموا بضرب بعض أعضاء السفارة والعاملين فيها (…) مما أدى إلى إصابة المستشار محمد أبو سرية نائب السفير والقنصل تمام غانم ودبلوماسيين وموظفين اخرين’.

وقالت السفارة التي نظمت امام مقرها تظاهرات عدة احتجاجا على قمع نظام بشار الاسد لحركة الاحتجاج على نظامه ان ‘احد المهاجمين احمد بن مصطفى الشريقي احتجز وسيتم تسليمه إلى السلطات الأردنية عبر القنوات الدبلوماسية’.

وتابع البيان ان الشرطة الاردنية اوقفت ثمانية اشخاص وان ‘الحادثة تشكل اعتداء سافرا على حرمة السفارة السورية في الأردن وتطاولا على سورية وعلى العاملين فيها’. ولم تعلق السلطات الاردنية على الحادث حتى الان.

بدء التصويت في انتخابات المجالس المحلية بسورية في ظل تجدد الاحتجاجات

دمشق- (د ب أ): فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في سورية صباح الاثنين لإجراء انتخابات المجالس المحلية وسط إجراءات أمنية مشددة، في ظل تجدد الاشتباكات التي تشهدها البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات المناوئة للرئيس السوري بشار الأسد قبل تسعة أشهر.

وقالت وسائل إعلام رسمية سورية إنه تم استكمال كافة مستلزمات إنجاح العملية الانتخابية للمجالس المحلية في مختلف المحافظات ، ولأول مرة تحت إشراف ومتابعة لجان قضائية فرعية مستقلة لضمان نزاهتها.

وذكرت صحيفة (البعث) السورية، التابعة لحزب البعث الذي يحتكر السلطة في البلاد منذ نحو نصف قرن، إن 42889 مرشحا يتنافسون في هذه الانتخابات على 17588 مقعدا في 1337 وحدة إدارية ، منها 154 مدينة و502 بلدة و681 بلدية، فيما بلغ عدد المراكز الانتخابية 9849 مركزا يضم كل منها صندوقين للاقتراع، حيث ينتخب كل ناخب مرشحيه للوحدة الإدارية التي يتبع لها ولمجلس المحافظة، وتشرف على كل مركز لجنة انتخابية مؤلفة من رئيس وعضوين.

وأضافت الصحيفة أن هذه الانتخابات تأتي بعد صدور قانون الإدارة المحلية الجديد الذي يعطي المجالس المحلية صلاحيات واسعة تهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والنهوض بالواقع الخدمي والتنموي بما يتماشى مع الحراك الإيجابي الذي تشهده عملية الإصلاح ويلبي احتياجات المجتمع الحالية والمستقبلية.

وقالت الصحيفة إن وزارة الداخلية وزعت على المراكز الانتخابية عبوات الحبر السري، مشيرة إلى أن هذا الحبر سيستخدم لأول مرة في الانتخابات.

ونقلت الصحيفة عن وزير الإدارة المحلية السوري عمر غلاونجي دعوته المواطنين إلى المشاركة في انتخابات المجالس وممارسة حقهم الدستوري في اختيار ممثليهم في تلك المجالس بشعور عال من المسؤولية، وذلك للمساهمة في تعميق مسيرة البناء الديمقراطي، على حد وصف الصحيفة.

ويأتي انطلاق العملية الانتخابية في ظل تواصل الاحتجاجات المناوئة للأسد بمحافظة حمص وسط سورية وبعض المناطق المضطربة الأخرى في البلاد.

وقال ناشطون مقيمون في بيروت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن قوات الأمن السورية قصفت مناطق في حمص ومحافظة إدلب، بالقرب من الحدود التركية، مما أسفر عن مقتل شخص.

وفي السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت مبكر من صباح الاثنين إن مواطنا سوريا قتل وأصيب خمسة آخرون إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن خلال حملات مداهمة بمدينة ادلب.

وتابع المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور حاليا بين قوات الأمن السورية ومجموعة منشقة في المدينة.

ومنعت السلطات السورية معظم وسائل الإعلام الأجنبية من دخول البلاد مما يجعل من الصعب التأكد من صحة تقارير بشأن أعمال العنف.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الإجراءات القمعية التي تتخذها الحكومة السورية ضد المتظاهرين المناوئين للنظام أسفرت عن مقتل أكثر من أربعة آلاف شخص منذ بدء الاحتجاجات في آذار/ مارس الماضي.

سوريا تنفي أي علاقة لها بالهجوم على دورية للقوة الفرنسية في جنوب لبنان

دمشق- (ا ف ب): نفت سوريا الاثنين “نفيا قاطعا” أي علاقة لها بالاعتداء الذي استهدف الجمعة في جنوب لبنان دورية فرنسية تابعة لقوات اليونيفيل الدولية.

وقال جهاد مقدسي المتحدث الرسمي باسم الخارجية السورية في بيان “تنفي وزارة الخارجية نفيا قاطعا وجود اية علاقة لسوريا بهذا العمل المدان” منتقدا تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاحد التي “تفتقد إلى أية ادلة” والتي قال فيها ان سوريا تقف “على الارجح” وراء الاعتداء.

واضاف مقدسي “ان مثل هذه التصريحات الصادرة عن وزير خارجية فرنسا وآخرين تفتقد إلى اية ادلة و تندرج في إطار الاتهامات الفرنسية المسبقة التي تفبرك و تزيف الحقائق حول سورية” وتابع “يبدو ان وزير خارجية فرنسا بات يمارس نظرية المؤامرة التي يتهم بها الآخرين”.

وكان جوبيه قال الاحد ان سوريا تقف “على الارجح” وراء التفجير الذي استهدف الجمعة جنودا فرنسيين يشاركون في القوة التابعة للامم المتحدة في جنوب لبنان.

وقال “لدينا من الاسباب القوية ما يدفعنا إلى الاعتقاد ان هذا الاعتداء جاء من هناك” في اشارة الى سوريا، معتبرا ان دمشق تستخدم حزب الله في هذا النوع من الهجمات.

الا ان جوبيه تدارك “ليس لدي ادلة، الا انه (حزب الله) ذراعها (سوريا) المسلحة اذا صح القول، وقد دعونا مجددا الحكومة اللبنانية لحماية قوة اليونيفيل” التابعة للامم المتحدة والتي تنتشر في جنوب لبنان.

وتنشر فرنسا 1300 جندي في جنوب لبنان في اطار قوة اليونيفيل التي يبلغ عدد عناصرها 12100 جندي.

مصادر سورية: لا نستبعد محاولة اغتيال بشار ونيران الفتنة ستغرق المنطقة باكملها

الكويت ـ د ب أ: قالت مصادر قريبة جدا من الرئيس السوري بشار الأسد ‘ألسنة الفتنة لن تحرق سورية فحسب بل لبنان والكويت والعراق والسعودية والبحرين والمنطقة برمتها، وعندها سيكون من الصعب إطفاء الحريق’، غير مستبعدة ‘محاولة اغتيال بشار’.

وقالت المصادر لصحيفة ‘الرأي’ الكويتية في عددها الصادر امس الاحد، إن بشار سيلقي خطابا، وصفته بـ ‘المهم’ قبل عيد الميلاد، يتناول فيه الدور السلبي لدول الجامعة العربية ولبعض الأطراف اللبنانية حيال الأحداث الجارية في سورية.

ونقلت هذه المصادر عن الأسد قوله إن ‘مجازر حقيقية حصلت أخيرا لاسيما في حمص’، متحدثا عن ‘وجود عدد لا يستهان به من المسلحين في أنفاق في حمص ارتكبوا هذه المجازر’.

وقالت المصادر إن ‘الرئيس السوري يخشى انزلاق الأوضاع إلى حرب طائفية، وهو غير مرتاح لدور العلماء المسلمين لمساهمتهم في التحريض، ويعمل على حض علماء السنة والشيعة على التعاون لوأد الفتنة’.

وأشار الأسد، بحسب المصادر القريبة منه، إلى أن ‘ألسنة الفتنة لن تحرق سورية فحسب بل لبنان والكويت والعراق والسعودية والبحرين والمنطقة برمتها، وعندها سيكون من الصعب إطفاء الحريق’.

ولفتت هذه المصادر من العاصمة السورية إلى أن ‘الأسد يقر بأخطاء حصلت في أداء بعض المسؤولين السوريين، وبضعف الإعلام الرسمي غير المهيأ لمجابهة حملة شرسة يشارك فيها اكثر العرب مع الغرب وإسرائيل لإسقاط النظام’.

وقالت المصادر إن ‘الأسد يحرص في مجالسه على التأكيد انه لم يفاجأ كثيرا بحجم المؤامرة ضد سورية، وخصوصا بعد اتهامها من إسرائيل وحلفائها بمساعدة المقاومة خلال حرب الـ33 يوما في تموز (يوليو) 2006، وتوعد سورية بأنها ستدفع الثمن’.

واعتبر الأسد، بحسب تلك المصادر أن ‘دور بعض الدول العربية غير مستغرب، لكونها تقوم بما هو مطلوب منها في الضغط عليه للتنحي’، كاشفا عن دولة بعينها ‘اتصلت بدول عربية عدة شاركت أخيرا بالتصويت ضد سورية لإرغامها على هذا التصويت عبر تهديدها بأن الدور سيأتي إليها إذا لم تقف مع العقوبات ضد سورية’، لافتا إلى أن ‘بعض تلك الدول اتصلت بنا موضحة موقفها الحقيقي، ومعلنة أنها لن تلتزم بقرار العقوبات رغم موافقتها عليها’.

وتحدثت المصادر عن أن الرئيس السوري لن يتهاون مع الدور التركي في المس بأمن بلاده واستقرارها، رغم انه يدرك أن ‘سياسة (رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان) و(وزير خارجيته احمد داود اوغلو) لا تتماشى مع آراء كل السياسيين الاتراك’، لافتا إلى أن ‘تركيا خسرت الساحة الاقتصادية السورية وستخسر قريبا ساحات أخرى مهمة جدا لها بسبب الموقف الموحد لدول الممانعة’.

ونقلت المصادر عن الأسد قوله إن ‘الوضع في سورية لم يخرج عن السيطرة’، من دون أن ينفي وجود ‘تيارات مناوئة للنظام ما زالت تعمل في مدن عدة’، وهو – أي الرئيس السوري – لم يفقد السيطرة على الوضع رغم دعم الغرب للمعارضة في شكل أو آخر من دون التدخل المباشر على الأرض.

غير أن المصادر رأت في دور البعثات الدبلوماسية بعض أوجه الدعم الغربي للتيارات المناوئة للنظام، وأدرجت عودة بعض السفراء الغربيين (الأمريكي والفرنسي) إلى دمشق في إطار تقديم جرعة دعم مستقبلية من ‘الادرينالين’ للمعارضة التي تحتاج وبحسب وجهة نظر الغرب إلى إعادة تنظيم تتيح لها فعالية اكثر على الأرض في إطار خطتها لزعزعة النظام.

ولم تستبعد المصادر القريبة جدا من الأسد لجوء المستفيدين من سقوط النظام السوري إلى اغتيال الرئيس بشار لقلب الأدوار وضعضعة الوضع الداخلي، لكنها تستطرد ، قائلة: ‘بغض النظر عن واقعية هذه الفرضية واحتمالها والإجراءات الاستثنائية التي اتخذت لحماية الأسد، فان فشل مثل هذه العملية أو نجاحها لن يغير من خط سورية ولن يأتي بالمعارضة إلى الحكم’.

وختمت المصادر بقول الرئيس الأسد انه لم يستعمل حتى الآن ما لديه من أوراق ‘كالجولان ولبنان والأكراد والعراق والعلويين الأتراك وكل قوى الممانعة من المحيط إلى الخليج’.

ثلاثون سنة على تطبيق السيادة على الجولان

صحف عبرية

في مثل هذا الاسبوع قبل ثلاثين سنة حدث حادث في اسرائيل. فقد تحولت هضبة الجولان قضائيا وقانونيا لتصبح جزءا لا ينفصل عن دولة اسرائيل. كانت هضبة الجولان جزءا من ارض اسرائيل سنين طويلة لكن الهضبة أصبحت منذ 14 كانون الاول 1981 فقط مكانا ينطبق عليه ‘القانون والقضاء والادارة الاسرائيلية’. بعبارة اخرى أصبحت الهضبة جزءا لا ينفصل عن اسرائيل ذات السيادة.

ان من يقرأ محضر النقاش الآسر الذي تم في الكنيست في ذلك اليوم والنقاش والتصويت على القانون فمن المؤكد انه لن يلاحظ فروقا كثيرة بين الدعاوى التي أُسمعت آنذاك والدعاوى التي تُسمع في جلسة الكنيست اليوم. كانت العداوة بين اليسار واليمين قوية. وفي اثناء النقاش لم يضبط رئيس الحكومة مناحيم بيغن نفسه وهو الذي عرض القانون، وصاح بعضو الكنيست فلنر من المعارضة: ‘ستاليني!’.

ما الذي يمكن ان نتعلمه من ذلك النقاش عن الخطاب العام اليوم بعد ثلاثين سنة بالضبط؟ أولا، وفي شأن ‘الديمقراطية وهدم الديمقراطية’: وضعت حكومة بيغن الثانية القانون على طاولة الكنيست في الصباح وفي أقل من 24 ساعة أُجيز بالقراءات الثلاث! واليوم حينما يُتعجل في الكنيست الثامنة عشرة العمل على القوانين (أي نحاول سنها في غضون اسابيع) يسمون هذا ‘هدم الديمقراطية’ و’الوطء الساحق’. هل تضررت الديمقراطية آنذاك؟ من المؤكد ان لا! ولا اليوم ايضا. وثانيا، وفي شأن ‘نهج مناحيم بيغن’: يستعمل كثيرون اليوم اسم بيغن ويعرضونه بصفته الديمقراطي الأكبر. وهذا صحيح، بيد ان الناس أنفسهم سموه آنذاك ‘الفاشي الأكبر’، و’محرضا’، وبعد اجازة القانون بزمن قصير أضافوا صفة ‘قاتل’ في أعقاب عملية سلامة الجليل. ومن المسلي أو ربما من المحزن ان نراهم اليوم يتحدثون عن ‘نهجه’.

وثالثا، وفي شأن ‘خطوات متطرفة تضر بالسلام’: لم تحجم حكومة اسرائيل آنذاك عن القيام بخطوة قيادية وحادة وعادلة أفضت الى تنديد شديد في العالم. وبُت القرار مع بدء تنفيذ اتفاق السلام مع مصر وقريبا من بدء ولاية رئيس جديد في الولايات المتحدة. وفي رد على قرار الكنيست علق الرئيس ريغان مذكرة التفاهم الاستراتيجي بين الدولتين. ولم يمنع كل هذا اتخاذ القرار. هكذا تعمل القيادة.

ورابعا، وفي شأن مصالحات مؤلمة وتنازلات مناطقية: سُمع آنذاك كما هي الحال اليوم نفس المبدأ المخطوء ونفس التصورات المخطوءة مثل الدعوة الى ‘السلام مقابل اعادة الجولان’. والحقيقة ان رابين في التسعينيات وباراك ايضا في سنة 2000 عرضا على الاسد الأب الجولان مشتملا على بحيرة طبرية. ومما يفرحنا جدا انه رفض. وهكذا نجا مواطنو اسرائيل من وضع كان يمكن فيه ان يجلس سوريون اليوم (لا ممثلون من عائلة الاسد بالضرورة) على شواطيء بحيرة طبرية يطلقون النار على مدن اسرائيل بسهولة كبيرة مع القدرات التي يملكونها اليوم، وماذا يكون لو ان سوريا وقعت في يد الاسلام المتطرف؟ آنذاك ستعوم ايران في بحيرة طبرية!.

ثبت على مر السنين اتفاق وطني واسع حول هضبة الجولان. فالشعب مع الجولان. في ايام عدم يقين في الشرق الاوسط ومسار مقلق لأسلمة في منطقتنا، من المهم ان نذكر اليوم بعد ثلاثين سنة من استقرار الرأي على ضم هضبة الجولان، مبلغ حُسن ان تكون الهضبة في أيدينا.

‘ عضو كنيست من الليكود

اسرائيل اليوم 11/12/2011

هل يصدق الاسد اكاذيبه؟

صحف عبرية

أتعرفون تلك البرامج التي تعد بالاثارة الجنسية على نحو خاص ولكنها تتضح كتافهة ومثيرة للسأم؟ هكذا يمكن القول عن المقابلة الفضائحية التي نجحت الصحفية الامريكية بربارة وولترز باجرائها الاسبوع الماضي مع الرئيس السوري بشار الاسد. الغلاف الخارجي كان أكثر نجاحا من المنتج نفسه. ‘لاول مرة منذ اندلاع الاضطرابات في بلاده، الاسد يتحدث’، هكذا وعدت المقدمات للمقابلة فانتظر الجميع بترقب سماع كيف، بحق الجحيم، سيشرح الوضع.

فماذا خرج من هذا في نهاية المطاف؟ الاسد كذب، أزاح عن نفسه المسؤولية وخدع الجميع. وعلى حد قوله، فانه غير مسؤول عن أفعال الجيش، لا يعرف حالات عنف، ومعظم المواطنين في الدولة بشكل عام يؤيدونه. ‘هو منقطع تماما’، قال مقدمو الاخبار في شبكة اي.بي.سي وكذا وولترز نفسها كانت منذهلة من الارتياح الذي أبداه في الحديث معها ومن النكران التام للواقع من جانبه. فهي لم تنجح حقا في أن تفهم منه ما هي قصته. هل هو حقا يصدق أكاذيبه هو نفسه؟

ولكن في نظرة الى الوراء، اذا ما فكرنا في هذا للحظة، سيتبين لنا بان ما هو اكثر غرابة هو أننا لم نتوقع في أي مرة من المرات من الاسد لشيء آخر. النكران، كما يبدو، أصبح الاداة الاكثر انتشارا في محاولة التصدي للفترة الحالية، الفترة التي تكف فيها القوانين القديمة عن أن تكون ذات صلة ويعاد انتاجها كلما تقدمت اللعبة. وماذا يحصل لمن يصر على مواصلة اللعب حسب القواعد القديمة؟ يفهم بالطريقة الاصعب بان ما نجح أمس، لم يعد ينجح اليوم. ولكن هل يدفع هذا الاخرين ممن يتورطون الى الفهم بان القوانين القديمة لم تعد تنطبق؟ ليس بالضرورة.

مبارك والقذافي دفعا ثمنا باهظا حين ردا على الاحداث حسب القواعد القديمة. بعد نهاية الاسبوع الاخير، يمكن القول بان بوتين ايضا يتذوق طعم الطبخة الجديدة، وفي هذه اللحظة مريح له أن يتهم بكل شيء الولايات المتحدة. ولكن ماذا سيفعل غدا؟ في اليونان، في ايرلندا وفي ايطاليا تغير رؤساء الوزراء بعد أن فهم القدامى بانهم يلعبون الشطرنج على طاولة النرد. هكذا أيضا أعضاء كتلة اليورو المهددين أملوا في أن ‘تتدبر الازمة وحدها’ كيفما اتفق. وعندما اكتشفوا بان هذا لا يحصل حقا، بدأوا بوضع قواعد جديدة ليس واضحا بعد اذا كان بوسع كل دول الكتلة ان تفي بها.

وماذا عندنا؟ زهافيت كوهين من تنوفا، مثلا، حاولت حل أزمتها بالوسائل القديمة واكتشفت بالطريقة الصعبة بان هذا بات متعذرا. كما أن باقي الشركات التجارية لا تعرف بعد كيف تتصرف حيال الروح الاستهلاكية الجديدة التي تهب من اتجاهات غير متوقعة جدا. وبالتالي في هذه الاثناء تتردد اساسا وتنتظر، إذ من يدري، لعل الوضع يعود الى سابق عهده.

وماذا بالنسبة للحكومة؟ أحيانا يخيل أنها استوعبت التغيير، ولكن كلما مر الوقت يتبين أنها وجدت أساسا سبلا جديدة لخداع الجمهور وكسب المزيد من الوقت لنفسها. أزمة المختصين انهيت كيفما اتفق، ولكن من لجنة تريختنبرغ لم يخرج شيء. صحيح ان الاحتجاج الاجتماعي مات في هذه الاثناء، ولكن في موعد ما سيقوم من جديد بطريقة اخرى ويتطلب مواجهة حقيقية من اولئك الذين حاولوا صرف وجهة النار، اتهام الاخرين وبالاساس عدم طرح حلول جديدة.

هكذا بحيث أن النكران هو طريقة انسانية سائدة جدا حين تكون حاجة للتصدي لواقع اشكالي ومتغير. كلنا نصطدم بذلك في مرحلة ما من حياتنا، وننكر الواقع قبل أن نكيف أنفسنا معه. أضيفوا هذا الى حقيقة أن الكثير من الناس لا يسارعون الى التغيير حتى عندما يلقى بالتغيير في وجوههم، وستفهمون بشكل أفضل الاسد أيضا. هل ثمة عجب في أنه يحبذ العيش في الكذب أو تجربة احبولة اعلامية اخرى ما؟ يبدو أن من يعيش كل حياته بطريقة مشوهة، لا يسارع حقا الى أن يقوم فجأة بالعمل السليم. هكذا، حتى عندما يكون واضحا للجميع في المحيط بان الواقع الجديد يفرض نفسه ويتطلب شجاعة لعمل شيء ما عميق ومختلف. مشوق أن نعرف متى سيفهمون هذا عندنا ايضا.

معاريف 11/12/2011

الدستور السوري المرتقب: عودة لعمر 40 عاما لمنصب الرئيس ودينه الإسلام حصرا.. والمادة 8 ملغاة تلقائياً

كامل صقر:

دمشق ـ ‘القدس العربي’ قالت مصادر مطلعة على مداولات لجنة إعداد مشروع الدستور الجديد في سورية ان اللجنة اعتمدت في مسودتها أن يكون دين رئيس الجمهورية هو الدين الإسلامي. وقالت المصادر لـ ‘القدس العربي’ ان عدداً من أعضاء اللجنة ـ بعضهم مسلمون ـ كانوا يميلون لعدم تحديد دين رئيس الجمهورية إلا أن الأغلبية اتجهت لتحديده بالإسلام.

وقالت المصادر أيضاً أنه جرى تحديد المدة الرئاسية بسبع سنوات ومن المرجح أن يعاد العمر المطلوب للترشح إلى رئاسة الجمهورية السورية ليحدد بـ 40 عاماً فما فوق، ولفتت المصادر إلى نقاشات مكثفة جارية بين أعضاء اللجنة تتعلق بالشروط التي يجب إقرارها حول الترشح لمنصب رئيس الجمهورية وأبرز النقاط الخلافية تتصل بمسألة الجنسية من الأبوين وأن يكون والد المرشح مولوداً في سورية أم لا. لا لغة رسمية في سورية غير اللغة العربية بإجماع كل أعضاء اللجنة الدستورية وعددهم 28 عضوا، ولا مواد خاصة بالأقليات أياً كانت تلك الأقليات عرقية أم دينية.

وتُضيف المصادر أن المادة الثامنة من الدستور الحالي والتي تنص على قيادة حزب البعث للدولة ستكون ملغاة تلقائياً بموجب مواد الدستور الجديد إذا أُقر، كونه سينص صراحة على التعددية الحزبية ولن يحتوي أياً من مفاهيم سابقة كنظام أو مفهوم الجبهة الوطنية التقدمية التي تضم حالياً حزب البعث الحاكم وبقية الأحزاب المتحالفة معه.

وتوقعت المصادر أن تنتهي اللجنة من إعداد مسودة الدستور الجديد منتصف الشهر الأول من العام المقبل، على أن تٌرفع المسودة للرئيس السوري بشار الأسد الذي يجيز له الدستور الحالي التعديل على تلك المسودة أو القبول بها كما هي ثم طرح المسودة للاستفتاء العام.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد أصد منتصف تشرين الأول (اكتوبر) الماضي القرار الجمهوري رقم (33) والذي ينص على تشكيل اللجنة الوطنية لإعداد مشروع دستور للجمهورية العربية السورية تمهيداً لإقراره وفق القواعد الدستورية على أن تنهي اللجنة عملها خلال مدة لا تتجاوز أربعة أشهر اعتباراً من تاريخ صدور هذا القرار، كما يحق للجنة أن تستعين بمن تراه مناسباً من الخبرات بهدف إنجاز مهمتها.

الجراح الطائفية تتعمق في حمص والازمة بدأت تدمر العائلات المختلطة

رائد سني ينضم لجيش سورية الحر وزوجته العلوية تختار الرئيس والطائفة

لندن ـ ‘القدس العربي’: مثل الحرب الطائفية في العراق التي قسمت المجتمعات وفرقت بين الزيجات المختلطة بين السنة والشيعة يخشى الآن ان يؤدي استمرار الازمة في سورية الى وضع مماثل خاصة في مدينة حمص التي تحولت الى مركز للانتفاضة السورية التي بدأت في شهر اذار (مارس) الماضي وادت الى مقتل اكثر من اربعة الاف سوري حسب تقديرات الامم المتحدة.

وفي تقرير لصحيفة ‘صندي تلغراف’ البريطانية فان الحرب لم تؤد فقط الى تقسيم طوائف المجتمع السوري بل ادت لتدمير العائلات نفسها.

وتشير الصحيفة الى ان الرائد هيثم احمد الذي كان يحضر نفسه للعودة الى سورية من المكان الذي اختبأ فيه في لبنان لمشاركة رجال المقاومة انه تلقى مكالمة من زوجته التي لم تغادر سورية، ولم تكن زوجته تشجعه في المكالمات على استمرار المقاومة بل تشجب فعلته ورحيله الى لبنان وتركه الاولاد وتهاجم ‘الارهابيين’ الذين يقتلون ابناء الطائفة العلوية، ويعيش هيثم حالة من الصراع الداخلي خاصة انه سني وزوجته علوية. وتنقل عنه الصحيفة قوله ‘تتصل بي كل ساعتين وتشجب المتظاهرين – الارهابيين الذين يقتلون الجنود العلويين. وهيثم هو واحد من الجنود الذين انشقوا عن النظام، في الاربعين من عمره ومتزوج من علوية منذ خمسة عشر عاما. ويحكي قصة زواجه بها انه وقع في حبها لاول مرة شاهدها في حافلة وتزوجها سرا لان افراد عائلتها لم يوافقوا على الزواج من سني واستمر زواجهما بسبب الحب وانجبت له ولدا وبنتا، اعمارهما 14 و11 عاما. وعاشا بسلام في حي العلويين في حمص ولكن مع بداية الانتفاضة بدأت خلافاتهما الطائفية تظهر وتؤثر على زواجهما. وبسبب هذا الوضع فانه يخشى ان لا يرى ابنه وابنته مرة اخرى على الاقل كعائلة متماسكة وتحب بعضها بعضا. ويقول عن زوجته انها تحب الجيش وبشار الاسد وتحزن كلما شاهدت ان جنودا ورجال امن يقتلون كل يوم. وكان يتحدث الجندي المنشق من عكار البلدة التي تقع على الحدود بين لبنان وسورية حيث يختبئ مع عدد من رفاقه. ويقول هيثم ان زوجته تؤمن بما يقوله الجيش وعائلتها وطائفتها.

ويشير الرائد ان كان يخبرها كلما عاد الى البيت عما يحدث على الحواجز التي يقيمها الجيش ويقول لها ان ما يقوم به الشبيحة من قتل للمتظاهرين هو حرام، ولكنها ‘لم تكن تفهم من هم الشبيحة، ولم تكن توافقني، ولم تكن تدري ما تقوله وتكتفي بالقول انها ضد القتل’. ومع تزايد القتل والقمع الذي مارسه الجيش ضد المتظاهرين فان الرائد هيثم وجد نفسه امام خيارين اما اطاعة الاوامر واطلاق النار على المتظاهرين او الانشقاق واختار الاخير حيث هرب وانضم لجيش سورية الحر، ورفضت زوجته اللحاق به لانها لا زالت مقتنعة ان المقاومين ارهابيون. ويقول انه حاول ان يقنع زوجته بالانضمام اليه حيث قال لها انه لا يستطيع تحمل الوضع ولكنها رفضت وقالت ان الوضع ‘آمن هنا’.

وقال الرائد هيثم ان استمرار الوضع كما هو الآن سيدخل البلاد في حرب طائفية. واشار التقرير ان قصص القتل الطائفي والاختطاف الذي يقوم به الطرفان اصبح حديثا عاديا، ويتم رمي جثث المختطفين امام بيوتهم، وهو ما يذكر بما حدث في العراق. ونقلت الصحيفة عن الناشط ابو رامي قوله ان ‘شبيحة النظام يحاولون اشعال الكراهية’، ويقومون بقتل السنة ويلقون اللوم على العلويين مما يؤدي الى عمليات انتقامية. ويصف الرائد هيثم الذي فر من سورية الاسبوع الماضي عبر طرق خطيرة الوضع في مدينة حمص انها تعيش في ظل حرب طائفية. ويقول ان الناس في حيه يعتقدون انه علوي، لانه متزوج من علوية، ويقول ان الانتقال بين الاحياء السنية والعلوية بات مستحيلا حيث هربت العائلات العلوية التي كانت تسكن في الاحياء السنية للاحياء التي تسكن فيها طائفتهم والعكس.

ويضيف انه عندما يريد ان يذهب الى حي سني فعليه ان يسأل 100 سائق حيث يرفض السائقون العلويون الذهاب الى هناك وكذا السنة الذين يرفضون الدخول للاحياء العلوية. ونتيجة لهذا الوضع فقد اصيب بالقرف حيث رأى الناس الذين يعرفهم يوجهون بنادقهم ضد بعضهم البعض. ويقول ان الضابط العلوي يصدر اوامره للجنود كي يذهبوا للاحياء السنية ويطلقوا النار وخلف كل ضابط سني اثنان من الشبيحة حيث يطلقان عليه النار من الخلف حالة رفضه اطاعة الاوامر.

ويصف حادثا مروعا شاهد حيث كانت امرأة محجبة تقترب من نقطة التفتيش وبدون سؤال اطلقوا عليها النار وقتلوها وكان هذا الحادث السبب الذي جعله يقرر الهروب من الجيش. ويضيف ان استهداف المرأة جاء لان العلويات لا يلبسن الحجاب مما دعا الجنود للافتراض ان هذه المرأة هي سنية. ويضيف ان الشبيحة اخذوا باطلاق النار عليها حتى فصلوا رأسها عن جثتها.

ويقول ان الشبيحة اعتبروها ارهابية مع انها كانت تتسوق مع ابنها. وعندما سألهم ضابط عن الذي حدث قالوا انهم اطلقوا النار على هدف ارهابي على الرغم من انه شاهد الحادث وان السبب كان ارتداءها للحجاب. ويأمل الرائد حيث ان تتسارع عمليات الهروب من الجيش من اجل الاطاحة بنظام بشار الاسد، ويقول ان اعداد من ينضمون لجيش سورية الحر في ازدياد يومي وهناك الكثيرون ممن يخاطرون ويهربون الى لبنان، ويقول ان نسبة 80 بالمئة من جنود 3 الاف فرقة في الجيش ينتظرون الفرصة للهروب.

حمص: روايتان تلتقيان على إقصاء الآخر

مع استمرار الأزمة السورية، وجد سكان حمص أنفسهم مضطرين إلى معايشة ظواهر جديدة، بعدما انتشر الخطف كـ«معادلة ردع»، واستعر الصراع المسلح في ساعات من «غيبوبة العقل». كل ذلك يجري من دون وجود رواية موحّدة للأحداث. فلكل شي في حمص روايتان

زياد الرفاعي

أطلق عليها اسم «عاصمة الثورة»، بعد تحول الأنظار نحوها. الإحصاءات المتداولة عن عدد ضحايا الأحداث في سوريا تشير إلى أن ما يقارب ثلثهم تقريباً سقطوا في حمص التي خرج منها عدة رؤساء للجمهورية، وكثيراً ما يردد المعارضون، بنشوة الواثق من إسقاط النظام، أن الرئيس القادم من حمص.

هي المدينة التي بلغ التوتر فيها مستوى جنون الدم، حيث عاشت ساعات من غيبوبة العقل قبل نحو أسبوعين، وسقط عشرات القتلى في حوادث قتل انتقامية عبر الأحياء، فجّرها إعدام أربعة من أهالي حي الزهراء بالقرب من جامع خالد بن الوليد، في الوقت الذي كانت تبث فيه فضائيات عربية أنباءً غير صحيحة عن تعرّضه للقصف.

الجريمة تزامنت مع هجمات على معظم الحواجز الأمنية، ما قطع حركة التنقل بين الأحياء، لتغزو أخبار القتل والخطف النفوس المحتقنة لمن فقدوا أقارب، وتسبّب حالة هياج تشهدها المدينة لأول مرة، بلغت على أثرها حصيلة القتلى 51 ضحية، نصفهم تقريباً سقطوا في حي الزهراء ومحيطه. وهو ما عبّر عنه احد إعلاميي المدينة بالقول «قتل كل من كان موجوداً في الزمان الخطأ، في المكان الخطأ».

روايتان لكل شيء

في حمص روايتان للأحداث تتطابقان في كل شيء ما عدا الأسماء والمسؤولية. فكل طرف اضطر إلى الخطف لتحرير بناته وأبنائه المخطوفين، وكل طرف يرى أن الطرف الآخر هو من يقتل، وكل طرف هو الوطني المتمسك بالوحدة الوطنية وغريمه لا، والقتلى الأبرياء هم أبناء حيّه أو طائفته فقط.

المفارقة أن عميداً في الجيش قتل مع طفليه وطفل شقيقه أثناء مروره في حي ساخن، تختلف الروايتان على انتمائه الطائفي؛ مؤيّدون يرون أنه قُتل على أيدي التكفيريين لأنه من طائفة غير طائفتهم، ومحتجّون يقولون إنه من عائلة التلاوي الحمصية، وقتله الأمن لاتهام المحتجين وتشويه سلميّتهم، ويصل الأمر مع البعض إلى تأكيد أنه قتل بسبب رفضه إطلاق النار على المتظاهرين.

الرواية الثالثة العقلانية تتنحّى في ظل الاستقطاب الحاد. العميد الشهيد قُتل لأن سيارته عسكرية فقط، رغم وجود أطفاله معه، ومن قتله قد لا تعنيه طائفته، بل يعنيه توجيه ضربات موجعة إلى السلطة تستفزّها وتفقدها صوابها، وتستدرج قمعاً أشد، وجرّ الاحتجاج إلى ساحة مختلفة تحت وقع القمع والدم، لكنّ هذا الصوت صارخ في برية لا صدى له في حمص.

في الخالدية

الصور الليلية الزاهية لما يسمّيه المحتجون «مسائيات» حيث الكاميرا ضعيفة الدقة مركّزة على مئات من المحتجين، يتمايلون مع أهازيجهم، لا تشبه البتّة مشهد الحي نهاراً. أكوام القمامة تنتشر في كل مكان، رائحة الخراب والدم، وجدران مرّت عليها ألوان طلاء مختلفة لشعارات وشعارات مضادة، فيما اللون الأسود أخيراً يلقي بثقله على كل كلام في السياسة. مجنّدون بعمر الزهور خلف متاريسهم الرملية أيديهم على الزناد وعيونهم تخشى رصاصة قناص أو قذيفة آر بي جي كثيراً ما تسقط بعيدة عنهم عشرات الأمتار.

الشعارات على جدران الشوارع الرئيسة، وقد طُلي فوقها باللون الأسود، تشي بأنها مناهضة للنظام. وفي الشوارع الفرعية يمكن تلمّس الكثير منها، وهي تتراوح بين الشتائم البذيئة والخطاب السياسي المتّزن.

شبان في مداخل الحارات والشوارع الفرعية يلتقطون كل حركة مريبة. محاولات الحديث معهم فاشلة، «لن يصحّ إلا الصحيح»، و«الله يفعل ما يريد». الشكوك والمخاوف من هوية محدّثهم تدفع إلى إجابات تلقي كلّ شيء على الإرادة الإلهية: «الله معنا ومع الحق ولن يخذلنا».

حسان الذي يملك أهله محلاً في سوق المدينة، ويقارب كل القضايا بفكاهة، اندفع في الحديث «كل ما جرى هو من فعل النظام. كانت التظاهرات سلمية، ومطالبها واضحة، هو استخدم العنف وأحضر شبان الطوائف الأخرى لقمعنا، وهذا الأمر حساس بالنسبة إلينا، ولا يمكن أن نقبل القتل ونسكت، وقد انقلب السحر على الساحر».

لا يقبل حسان الحديث عمّا بعد النظام أو سبب كون ما سمّاه «شباب الطوائف الأخرى» خارج الحراك، وفوق ذلك هم أداة السلطة للقمع وفق تعبيره، «نسقط النظام وبعدها مرحلة انتقالية مثل مصر وتونس»، قبل أن يعود إلى الفكاهة ضاحكاً «والرئيس القادم من حمص حتماً، وبغير ذلك لن نرضى».

يؤكد أحد الناشطين المعارضين، وهو من سكان الحي، أن «الجرائم الطائفية التي ارتكبت في حمص هي من فعل الأمن، لتفجير فتنة بين السنيين والعلويين». ويتابع «فشروا، الثورة السورية السلمية مستمرة، ولن تنجر إلى الفتنة، وسنسقط نظام بشار الأسد بالعصيان المدني، ويوم الجمعة المقبل سيكون إضراب الكرامة شاملاً في حمص». لدى الناشط يقين لا يساوره أدنى شك في أن «جميع من قتلوا في حمص من الطائفة الأخرى سقطوا على أيدي الأمن وعصاباته، من أجل دفع طائفتهم إلى الرد وقتل أبناء طائفته، التي وصف ثوراها بـ«اليقظين لمحاولات جرّهم إلى الفتنة الطائفية».

كلام الناشط يربط لسان أسامة، وهو متخرّج في معهد طبّي مؤيّد للنظام، ثم يردد «الفتنة الطائفية صارت حقيقة منذ قتل تمام المحمود ورفيقيه بعد إجباره على الاعتراف بأنه أحضر قناصة من حزب الله إلى حمص وحماة»، مؤكداً أن «عشرات الجرائم الطائفية منذ بداية الاحتجاج قام بها مسلحون تُعتبر التظاهرات حاضنتهم، وكل المتظاهرين يعرفون أن هؤلاء هم من يقتل الآخرين ويقيم الحواجز ويخطف منذ قتل العميد عبدو التلاوي وأطفاله في نيسان حتى اليوم».

الخطف معادلة ردع

قبل استعار الصراع المسلح لم تحدث حوادث خطف. الخطف تفشّى مع ظهور المسلحين وفرض سيطرتهم على الشوارع، واعتقال الكثير منهم. في الوقت نفسه اكتملت دائرة الخطف بقبول الطرف الآخر المؤيّد للنظام قوانين اللعبة :الخطف مقابل الخطف.

لا أرقام موثوقة عن أعداد المخطوفين، لكنّ قضيتهم هي القضية الرقم واحد في حي الزهراء وتوابعه، وتتراجع أهميتها في بقية أحياء المدينة حيث يغلب المعارضون أو الموالون على حدّ سواء.

يشرح ضابط متقاعد القضية، فيشير إلى أن «المسلحين أرادوا ليّ ذراع السلطة عبر خطف المؤيّدين لها من أحياء طائفة أخرى، بعد فشل حوادث خطف عناصرها والتهديد بقتلهم ثم تنفيذ ذلك، وقتل الكثير من العناصر والجنود». ويضيف «السلطة لن تنصاع لهم حكماً. لا يوجد سلطة تقبل معادلة كهذه، ولو جرى قتل عناصرها، الأمر الذي أدى بالمسلحين إلى خطف مؤيّدين ونساء حتى، من طائفة أخرى». وسيم إبراهيم، شاب خطفت ابنة عمه المقيمة في حي الزهراء، وحُرّرت بعد أقل من يومين. يتحدث بثقة «هل ننتظر الدولة لتعيد لنا بناتنا وشبّاننا وهي لا تستطيع أصلاً حماية عناصرها وتحريرهم؟». ويضيف «ببساطة خطفنا بنتين من حي جب الجندلي فجرى تحريرها، وإذا خطفوا لنا بنتين فسنخطف لهم خمسة، والبادئ أظلم».

حوادث الخطف بما هي وسيلة للضغط ومعادلة «رعب» بين معسكرين، خلقت دوراً رفيعاً لشريحة جديدة، هي «الوجهاء». عبارة تسلّل ذكرها إلى الإعلام الرسمي الذي بات يتحدث عن تحرير مخطوفين بمساعي الجهات المختصة، ويقصد بها أجهزة الأمن والوجهاء.

الإعلام الرسمي تحدث عن تحرير أب وابنيه من عائلة كنيار خطفوا في بابا عمرو خلال حضورهم لتفقّد منزلهم الذي اضطروا إلى مغادرته إثر تفاقم أعمال العنف بعد مساع بين وجهاء حي عكرمة، ووجهاء حي بابا عمرو.

ولا ينكر أحمد، وهو طالب جامعي، أنه يوجد في حيّه المؤيد للنظام من خطفَ وقتلَ مواطنين من الفريق الآخر، ولكنه يعتبر ذلك رداً على القتل، وفي فورة دم أو خطف لتحرير بنات وشباب مخطوفين لدى الجهة الأخرى، مشيراً إلى أنه «عندما لا تحمينا الدولة ونصبح مكسر عصا، فسنحمل السلاح وندافع عن أنفسنا». ويضيف «إذا اعتقلت الدولة مطلوباً من المسلحين أو المعارضة، يخطفون بناتاً وشباناً من طائفتنا للمقايضة بهم. هذه هي الثورة السورية على حقيقتها. مشكلتكم مع النظام نحن ما ذنبنا؟ ثم تعيبون علينا أننا نقف مع النظام».

بابا عمرو

لا يمكن الدخول إلى حي بابا عمرو إلا مع صديق. فشلت محاولة الاستعانة بصديق، ولم يبق سوى الاستعانة بسائق من المنطقة نفسها. لا يمكن إخفاء هوية صحافي عنه. من قَبل موضوع الصحبة إلى بابا عمرو، أعلن عدم مسؤوليته عن أي خطر وهو «محدق بكل غريب». راكان سائق من بابا عمرو نصح بعدم الذهاب دون ضمانة من «الثوار»، وأنكر معرفة أي منهم. وأوضح «نحن نريد الأمان، أمرّ على حاجز للثوار فأقول لهم الله يحميكم وينصركم، ثم أصل إلى حاجز الجيش فأقول لهم الله يحميكم وينصركم، وبغير هذا لا أضمن سلامتي».

ثم يروي السائق قصة جاره الذي اشترى سيارة سياحية من شخص ينتمي إلى طائفة أخرى، وتبيّن أن صاحبها السابق مطلوب لما سمّاه «جهاز أمن الثورة». في المرة الأولى «أوقفه مسلحون، وانهالوا عليه بضرب مبرح، معتقدين أنه المطلوب من الطائفة الأخرى. وسرعان ما أثبت لهم أنه من سكان بابا عمرو، فتركوه». ويضيف راكان «المرة الثانية لم يوقفه أحد ولكن انهمر الرصاص على السيارة التي كان يقودها ابنه في بابا عمرو، الحي الذي يقيم فيه. لم يقتل ولكنه أصيب بعدة رصاصات». يسخر الشاب من الأمر قائلاً «يبدو أن الضحية تعرض لرصاص جهاز أمن ثورة آخر».

ويواصل تبرّمه من الوضع المزري الذي وصلت إليه حمص: «يا أخي نحن إخوة من أين جاءتنا الطائفية؟ طيب، الذي اشترى السيارة ما ذنبه؟ ولو كان الأمر عكس ذلك، ما ذنب شخص من عكرمة اشترى سيارة شخص مطلوب من بابا عمرو». وينهي كلامه «الله يلطف فينا ويخلصها على خير».

نور الدين يعيش في حي جب الجندلي الذي يسيطر عليه المسلحون يقول «لا يمكن رأياً حر أن يستمر هنا. السلمية وحلم التغيير وإنهاء الاستبداد تحوّلت إلى كابوس حملة السلاح الذين قدموا أنفسهم كحماة للتظاهرات». ويضيف «يستهدفون الجيش والأمن، وذات مرة استهدفوا صهريجاً يملأ المازوت للمواطنين من طائفة أخرى، أطلقوا عليه النار وقذيفة آر بي جي أصابت أحد البيوت ولم تصبه. تخيّل لو أنهم أصابوه، كانت حصلت كارثة كبرى». ويضيف «لا أحد يريد أن يصدق قصة المسلحين حتى يقتلوا أحد أبنائه بالخطأ أو قصداً، لقد أصبحت حياتنا جحيماً بسببهم». وينهي كلامه ساخراً «إنهم لا يصيبون شيئاً. اشتهيت أن تصيب قذيفة آر بي جي أي هدف. منذ بداية الأزمة قرأت عن أكثر من 50 هجوماً وإبادة لحاجز دوار الفدعوس القريب من بيتي، وهذا لا يدل على كذبهم فقط ومبالغاتهم، بل على أنهم ليسوا منشقين، بل مجموعة من أرباب السوابق والمغرر بهم».

كلام نور الدين لا يثير سوى امتعاض صديقه المعارض العلماني الآخر ياسر، «الأمن مسؤول عن كل شيء، هو من لعب الورقة الطائفية لمنع التظاهرات من الازدياد، ووجود مسلحين في بداية الأزمة كان يحتّم عليه أن ينصاع لمطالب الشعب». ويشكّك الشاب في الإعلام السوري، «على النظام أن يفتح سوريا للإعلام الحر لنقل ما يجري بدقة، والكف عن اللعب بالحساسيات الطائفية»، لافتاً إلى أن «الحراك تَبِعَ الشيخ العرعور لأنه منذ البداية وقف مع الثورة»، من دون أن يغفل توجيه انتقاد حاد إلى كل وسائل الإعلام التي «تعتّم على نشاط العلمانيين واليساريين، وخصوصاً تجمّع نبض للشباب المدني الذي له دور كبير في حمص، ويشارك في التظاهرات، ويخفف من الاحتقان الطائفي».

أبو خالد من عشيرة البكارة الشهيرة والكبيرة في سوريا، ترك حلب للإقامة في حمص منذ عشرين سنة، وتحديداً في حي البياضة، يقول «ببساطة، هؤلاء زعران لا أكثر ولا أقل، أصبحوا يرفعون لافتات تطالب بالحماية من مقاتلي مقتدى الصدر وأعضاء حزب الشيطان، وأنا اعتذر للكلمة، ولكن هم يصفون حزب الله بحزب الشيطان أو اللات، ويرفعون لافتات تحيّي تيار المستقبل. يبدو أنه تصلهم أموال منه».

ويضيف «أنا أعرف تماماً أن هذا هو محض كذب وافتراء، ولكن هل يجرؤ أحد منا على مناقشتهم؟ هم يرون أن كل ما يقوله عدنان العرعور، ويعرضه لهم من فيديوات مفبركة ومضحكة، هو كلام منزل، مهما كان سوقياً أو عارياً من الصحة». ويتنهّد ثم يقول «أنا إنسان عادي. فرحت لسقوط مبارك لأنه عميل، ولكن بشار إنسان جيد وهو وطني وضد إسرائيل، وعندما يشتمون حسن نصر الله في الحي أنا أحزن وأقول سامحنا يا نصر الله». ثم يقول بلا تردد «أنا مؤيّد للرئيس بشار وأرفض شتمه، لكن عندي أن شتم نصر الله هو من الكبائر، لأنه رجل مختص بمحاربة إسرائيل، ولا يشتمه إلا عميل أو مجنون».

… وللإضراب روايتان

عشية انطلاق إضراب الكرامة الذي دعت إليه التنسيقيات المؤيّدة للاحتجاجات السورية بهدف دفع النظام إلى الاستجابة لعدد من المطالب، قام سكان مدينة حمص بحملة تموين كبيرة نتج منها إفراع المتاجر من السلع الغذائية والضرورية.

وهنا أيضاً تستمر الروايتان بالانفصال والتضاد المطلق، في محاولة لتفسير أسباب الإقبال الكبير لسكان المدينة على تأمين الاحتياجات الغذائية لأسرهم.

معارضون منتشون بحركة الأسواق يوم السبت للدلالة على أن ذلك استعداد من الأهالي للتزوّد بما يلزم، لأن إضراب الكرامة سيكون شاملاً وطويلاً، وخصوصاً أن من بين أهدافهم الطويلة المدى الوصول إلى حالة العصيان المدني.

أما المؤيّدون فيرون أن الإقبال الكبير على شراء السلع ليس سوى استعداد للعملية الأمنية التي تتردد الشائعات القوية عن عزم الجيش القيام بها لتخليص حمص من «المسلحين العراعرة الذين يفرضون الإضرابات بقوة السلاح، ويعيثون فساداً في المدينة».

أوّل انتخابات إدارة محليّة اليوم: لا معارضة ولا حماسة ولا «جبهة» في حلب

 طارق عبد الحي

دمشق | يتوجه السوريون اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجالس المدن والمحافظات، وفق قانون الإدارة المحلية الذي أقرته الحكومة الجديدة في آب المنصرم. لكن المناخ العام في البلاد لا يبدو أنه متحمس كثيراً لإعطاء الناخب صوته في أول انتخابات منذ بداية الحراك في آذار الماضي. هو ما يتضح من حجم الإعلانات الخجولة للمرشحين في العاصمة، مقارنةً بالجنون الذي كان يرافق حملات المرشحين في الدورات الماضية، حيث تصاب المدن بتلوث بصري سمته الأساسية المرشحون وبرامجهم الانتخابية. استحقاق اليوم اليوم سيكون أول دورة انتخابات يشرف عليها القضاء، وأبرز ما فيها هو مقاطعتها من قبل المعارضة ولجان التنسيق المحلية إضافة إلى غياب قائمة «الجبهة الوطنية التقدمية» في حلب مثلاً، ليحل محلها قائمة «الوحدة الوطنية». ووفق القانون الجديد، ينتقل الإشراف على الانتخابات من الهيئة الإدارية للقضاء، كما سمح للمجنسين حديثاً من الأكراد بالترشح ويسمح لمن تجاوز الثامنة عشرة بالانتخاب، الذي سيستخدم فيه الحبر السري للمرة الأولى. وبحسب بيانات اللجنة العليا للانتخابات، فإن 42889 مرشحاً سيتنافسون على 17588 مقعداً موزعةً بين مجالس المحافظات والمدن والبلدات في مختلف أنحاء سوريا.

ويتفاوت المزاج العام في الداخل بين متحمس للانتخاب ومتجاهل له. هكذا يرى محمود، الموظف في شركة للإعلانات بدمشق، أن نسبة الطلب على الإعلان قليلة جداً في قلب دمشق، فما بالك بباقي المدن؟ ويضيف «كان المرشحون سواء لمجلس الشعب أو الإدارة المحلية يتسابقون لحجز مساحاتهم ونشر برامجهم قبل أشهر عديدة قبل الانتخابات، وحتى اللحظة لم نشهد طلبات تتعلق بانتخابات مجلس الشعب، التي ستجرى في شباط المقبل، سوى أعداد قليلة للغاية».

وتابع الشاب المقيم في ريف دمشق «إن الكثيرين في منطقته مثلاً لا يعنيهم الأمر، ربما بسبب العمليات الأمنية التي تشنها الأجهزة بين وقت وآخر، ما يزيح الانتخابات عن أولوياتهم». ويعتبر أنه «كان من الأجدر تأجيل الانتخابات المحلية إلى حين عودة الاستقرار إلى البلاد. وإذا كانت العملية ستتم في دمشق وحلب بهدوء نسبي، فإن حمص وحماه وإدلب والعديد من المناطق التي تتعرض لعمليات أمنية وعسكرية واسعة لن يفكر الناس هناك بالتوجه للاقتراع. فالأولوية هي لعودة الأمن إلى تلك للمناطق».

أما ليلى المدرسة الثانوية، فتشير إلى أنها شاهدت بعض اللافتات في منطقتها لكنها لا تعرف عن المرشحين شيئاً، رغم أنهم مرشحون عن دائرة تقطن بها وهو ما يشاركني به كثيرون، بحسب قولها، قبل أن تضيف «لذا أعتقد أن وصولهم إلى المجالس المحلية سيكون تحصيل حاصل، فلا أحد مهتم بالموضوع».

في مقابل ذلك، يشن العديد من الناشطين حملات ضد الانتخابات. ويشير الناشط المدني سامر إلى أنه لن يشارك في الاقتراع لأن «معظم هؤلاء المرشحين لم يطرحوا برنامجهم في الواقع، فلا سبب يدعوني لانتخابهم، ولا اعتقد أن تشهد الانتخابات إقبالاً كبيراً؛ فالمدن محاصرة، وهناك عمليات قتل مستمرة». ويتساءل «هل انتخاب هؤلاء سيوقف الدم؟».

أما أحد الناشطين ومنظّمي ما يسمى أيام الحرية وإضراب الكرامة، الذي بدأ أمس، فقد وعد بأن تشهد شوارع دمشق صباح اليوم مفاجأة هي الرد الفعلي على الدعوات إلى الانتخابات، فيما يعتبر محمد، الموظف الحكومي، أن الانتخابات المحلية فرصة لإظهار صدقية النظام ومدى قدرته على الإصلاح، وعليه لا يمكن لمن قاطع الانتخابات اليوم أن يحتج على سلوك مجالس المدن والبلديات وهو لم يشارك ولم يوصل من يريد إلى موقع المسؤولية. وتوقع «أن تشهد المدن إقبالاً متفاوتاً تبعاً لحالة الأمن والاستقرار في المناطق».

ورغم أن القانون أقر مشاركة الأحزاب التي ستؤسس في الانتخابات، لكنها ستبقى غائبة في ظل عدم الموافقة على أي من الطلبات المقدمة حتى الآن وفق قانون الأحزاب. وبعيداً عن حجم المشاركة المتوقعة، يبقى أن مراكز الاقتراع ستفتح أبوابها غداً من السابعة صباحاً حتى العاشرة مساء في كل المدن والبلدات والبلديات والوحدات الإدارية التي أعاد قانون الإدارة المحلية والانتخاب هيكلتها لتزداد أكثر، فيما يبقى مصير المدن المحاصرة مجهولاً وسط اهتمام من بقي فيها بتأمين سبل البقاء لأسرهم دون أن تصل إليها حمى الانتخابات الباردة أصلاً والتي تعد بمثابة الاختبار الأول لانتخابات مجلس الشعب في شباط، التي ستطبق ربما وفق الدستور الجديد.

اعتداء على السفارة السوريّة في عمّان

تعرّض مبنى السفارة السورية في العاصمة الأردنية عمّان، أمس، لاقتحام من قبل أكثر من 10 أشخاص معظمهم معارضون سوريون اعتدوا على طاقم موظفي السفارة وعناصر أمن السفارة. ومن بين الموظفين الذين تعرّضوا للضرب، نائب السفير محمد أبو سرية والقنصل تمام غانم والموظفون محمد الأحمد ومحمد رفاعي ومحمد هنيدي.

(أ ف ب، الأخبار)

غليون: مستعدّون للتفاوض مع ممثلّين عن مؤسّسات الدولة

شدّد القيادي الأبرز في «المجلس الوطني السوري» المعارض، برهان غليون، أمس، في مقابلة أجرتها معه مجلة «دير شبيغل» الألمانية، تنشرها اليوم، على أنّ المعارضة السورية «تريد الحفاظ على مؤسسات الدولة حتى لا تتكرر الأخطاء التي وقعت في العراق». وقال غليون: «لم تعد المعارضة على استعداد للتفاوض مع القتلة، لكنها مستعدة للتحدث إلى سلطات مدنية وعسكرية لا تمثل النظام، بل تمثل مؤسسات». وشدّد غليون على أنه «لم تُستنفَد كافة الوسائل الدبلوماسية بعد» في مساعي حل الأزمة في سوريا. وكان غليون قد أوضح، في مؤتمر صحافي أعقب لقاءه مع وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي دي سانتاغاتا في روما أن «حماية الشعب السوري هي مسؤولية الأمم المتحدة»، مناشداً «المجتمع الدولي والجامعة العربية الضغط على روسيا لاستصدار قرار من مجلس الأمن في أسرع وقت ممكن ضد النظام السوري».

(يو بي آي)

باراك: سقوط الأسد سيكون نعمة

جدّد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، موقفه من أن سقوط النظام السوري «سيكون نعمة بالنسبة إلى الشرق الأوسط»، معرباً عن توقعه «إطاحة الرئيس بشار الأسد ومساعديه في غضون أسابيع».

(أ ب)

العرب يرفضون الشروط السورية ومهلة حمص على وشك الانتهاء

دمشق: تخيم أجواء من الخوف والترقب على مدينة “حمص” السورية، مع اقتراب مهلة، قالت مصادر بالمعارضة إن نظام الرئيس بشار الأسد منحها لسكان المدينة “المحاصرة”، حتى مساء الاثنين، لوقف الاحتجاجات المناهضة للنظام، وتسليم الأسلحة، وكذلك تسليم “المنشقين” من عناصر الجيش السوري.

وقال القيادي في “الجيش السوري الحر”، محمد حمدو، في تصريحات لـCNN، في وقت سابق، إن القوات الحكومية منحت سكان حمص مهلة مدتها 72 ساعة، وهددت بشن هجوم شامل على المدينة، وأشار ناشطون في المدينة أن التحذير صدر الجمعة، على أن تنتهي المهلة الممنوحة لسكان المدينة مساء الاثنين.

وتسود مخاوف من أن يؤدي هجوم للقوات الحكومية على حمص إلى حدوث “مجزرة” جديدة في المدينة، التي أصبحت إحدى مراكز الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد، وأصدر “المجلس الوطني السوري”، الذي يقود المعارضة، بياناً حذر فيه مما قال إنها “نية النظام ارتكاب مجزرة في حمص.”

وقال المجلس في بيان له إن الدلائل الواردة عبر التقارير الإخبارية المتوالية، والتسجيلات المصورة، والمعلومات المستقاة من الناشطين على الأرض في حمص، تشير إلى أن النظام “يمهد لارتكاب مجزرة جماعية، بهدف إخماد جذوة الثورة في المدينة، و تأديب باقي المدن السورية” المنتفضة من خلالها.

وفيما لم يصدر أي تعليق من جانب نظام الأسد بشأن المهلة الممنوحة لسكان حمص، التي تتحدث عنها المعارضة، فقد حذرت فرنسا الحكومة السورية من القيام بأي عمل عسكري ضد مدينة حمص وسكانها، وفق لما أكدته وزارة الخارجية الفرنسية في بيان السبت.

إلا أن القيادي في الجيش السوري الحر أكد أن القوات الحكومية تقوم بحفر الخنادق حول حمص، وحذر من أزمة إنسانية وشيكة في المدينة، قائلاً: “لا توجد كهرباء، ولا مياه، كما أن الاتصالات بكافة أشكالها مقطوعة، ويمتد انقطاع الاتصالات حتى قرب الحدود مع تركيا.

ونفت الحكومة السورية، على لسان محافظ حمص غسان عبد العال، انقطاع الاتصالات عن مدينة حمص، وقال إن “هذا الخبر عار عن الصحة تماماً، ويأتي في إطار حملة التضليل والتحريض التي تمارسها بعض القنوات الإعلامية المغرضة، والشريكة في سفك دماء السوريين.”

وتابع المحافظ، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء السورية “سانا”، أن “قنوات الإعلام الكاذب والمغرض مازالت تحاول بث سموم الفتنة وإثارة الفوضى والبلبلة بإذاعة الأخبار الملفقة والكاذبة”، مشيراً إلى أن مثل هذه الأخبار تأتي ضمن سياق المؤامرة التي تتعرض لها سورية.

كما أشارت الوكالة الرسمية إلى قيام من وصفتها بـ”مجموعة إرهابية مسلحة” باغتيال المهندس ماهر غدير، رئيس محطة “أبو رباح” للغاز بحمص، أثناء توجهه إلى المحطة، بعد إطلاق النار على السيارة التي كان يستقلها، وذكرت أن “الإرهابيين” قاموا بسرقة السيارة واقتيادها إلى جهة مجهولة.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من 4000 قتيل في سوريا منذ فبراير/ شباط الماضي، عندما بدأ نظام الأسد حملة عسكرية لقمع أكبر موجة احتجاجات تواجهه، منذ توليه السلطة خلفاً لوالده قبل 11 عاماً.

الجامعة العربية: الشروط السورية مازالت مرفوضة

إلى ذلك، قال أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ان وزراء الخارجية العرب سيجتمعون خلال أيام لمناقشة الرد السوري المشروط على توقيع بروتوكول ارسال مراقبين الى سوريا.

وأكد العربي في حديث خاص لجريدة (الأنباء) الكويتية في عددها اليوم “انه حتى الان لم يوافق أحد من الوزراء العرب على الشروط السورية” مشيرا الى “ان مشاوراته مع الوزراء العرب بهذا الخصوص لن يتحدث عنها لأن الأمر سيناقش خلال الاجتماع الوزاري”.

وعن مضمون رسالته الى النظام السوري التي أرسلها بعد الرد السوري المشروط على توقيع بروتوكول المراقبين قال “رسالتي هي رسالتكم التي فيها شروط جديدة يجب ان تعرض على المجلس الوزاري ولم أستطع البت فيها وأرجو من المعلم وأدعوه الى التوقيع لانه ارسل جوابين احدهما فيه تفويض نائب الوزير للتوقيع والثاني انهم مستعدون للتوقيع”.

وأضاف العربي “ان 21 دولة عندها اهتمام شديد بالقضية لا تقبل ما يحدث في سوريا وفي الوقت نفسه ترغب ان يبقى الحل في البيت العربي وفي حال وافقت سوريا ووقعت خلال 24 ساعة سيكون فيها مراقبون من كل الدول العربية ليشاهدوا بأنفسهم ويكونوا ضمانا لتوفير الحماية للشعب”.

وردا على سؤال عن الوساطة العراقية التي أعلنت خلال زيارته لبغداد بين سوريا والجامعة العربية أكد العربي “ان العراق لم يحل الازمة” كاشفا عن “مساع يقوم بها رؤساء دول ورؤساء حكومات يتصلون بسوريا ويتوسطون لحل الأزمة”.

دمشق: نوافق على الحوار مع الجامعة بشرط رفض التدخل الخارجي

اكد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ان سوريا توافق على الحوار مع الجامعة العربية بشرط رفض التدخل الخارجي وان حل الازمة التي تمر بها البلاد يجب ان يكون سوريا.

وقالت صحيفة الوطن السورية اليوم ان تأكيد الشرع جاء خلال لقاء عقده يوم امس مع السفير الايراني لدى سوريا محمد رضا رؤوف شيباني.

وذكرت الصحيفة ان الشرع قال خلال اللقاء “نحن نوافق على الحوار مع الجامعة العربية لكن يجب عليهم رفض التدخل الخارجي في سوريا”.

وأضاف ان حل الازمة التي تمر بها سوريا “يجب ان يكون سوريا” عبر الحوار بين السلطة والمعارضة التي ترفض التدخل الاجنبي وتعتبر المصلحة الوطنية لسوريا فوق كل اعتبار.

واعرب عن اعتقاده بوجود “مؤامرة كبيرة اليوم ضد العلاقات المتنامية بين سوريا وايران لكن سوريا لن ترضخ ابدا امام الضغوط”.

وأشارت الصحيفة الى تأكيد السفير الايراني خلال اللقاء على دعم ايران لسوريا وعلى اجراء اصلاحات في سوريا تحت اشراف القيادة السورية وترى ان موضوع حقوق الانسان هو ذريعة للتدخل في سوريا.

السوريون ينتخبون ممثليهم في المجالس المحلية

وكالات

السوريون ينتخبون في اول تطبيق عملي للمرسوم التشريعي رقم 101

 توجه الناخبون السوريون منذ الساعة السابعة صباحاً إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثيلهم للمجالس المحلية في اول تطبيق للمرسوم التشريعي رقم 101.

دمشق: بدأ الناخبون السوريون بالتوجه منذ الساعة السابعة من صباح اليوم الاثنين الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم للمجالس المحلية في اول تطبيق عملي للمرسوم التشريعي رقم 101 للعام 2011 الخاص بقانون الانتخابات العامة.

وأصدر الرئيس السوري بشار الاسد هذا المرسوم ضمن قوانين اصدرها في اطار الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تطالب بها الاحتجاجات التي اندلعت منذ مارس الماضي.

ويتنافس 42889 مرشحا على 17588 مقعدا موزعا بين مجالس المحافظات والمدن والبلدان والبلديات في مختلف انحاء سوريا فيما يبلغ عدد المراكز الانتخابية 9849 مركزا في 154 مدينة و502 بلدة و681 بلدية.

وتأتي هذه الانتخابات في ظل قانون الإدارة المحلية الجديد الصادر بالمرسوم 107 في آب الماضي الذي يشكل نقلة نوعية وإطارا جديدا لمفهوم الإدارة المحلية في سورية كونه يتماشى مع الحراك الإيجابي الذي تشهده عملية الإصلاح ويلبي احتياجات المجتمع الحالية والمستقبلية.

سوريات ينتخبن ممثيلهم عن المجالس المحلية ويشارك في هذه الانتخابات لأول مرة مئات الالاف من الاكراد الذين تم منحهم الجنسية السورية بمقتضى مرسوم رئاسي سوري صدر حديثا.

وتبدأ عملية فرز الاصوات فور انتهاء عملية الاقتراع بعد الساعة العاشرة ليلا وسيتم نقلها بالبث المباشر من خلال شاشات كبيرة في الساحات العامة.

في احد مراكز دمشق لوحظ اقبال ضعيف في الصباح حيث وضع 61 ناخبا بطاقاتهم في الصندوق منذ افتتاحه بحسب مسؤول في المكان.

وتجري الانتخابات البلدية بموجب القانون الانتخابي الجديد الصادر مؤخرا من اجل تعزيز مبدأ اللامركزية بحسب السلطات.

في موازاة ذلك تدور اشتباكات منذ الفجر بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة في منطقتي ادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان ان مدنيا قتل واصيب خمسة بجروح برصاص القوات الامنية اثناء عملية مداهمة في منطقة ادلب.

وقد اطلق النشطاء حملة عصيان مدني بدأت الاحد باضراب عام التزم به قسم من السكان خصوصا في حمص (وسط) بهدف تشديد الضغط على نظام الاسد.

ويحاول النظام السوري وقف حركة الاحتجاج في البلاد حيث قتل اربعة الاف شخص على الاقل منذ منتصف اذار/مارس بحسب حصيلة للامم المتحدة.

مع تزايد شعور الأفراد بضرورة حماية أنفسهم وعائلاتهم

تهريب الأسلحة إلى سوريا من العراق وتركيا عبر الحدود الشمالية

لميس فرحات من بيروت

المتمردون السوريون يسعون للحصول على الأسلحة

بعد أن بدأت الثورة السورية بالانزلاق نحو حرب أهلية ومواجهات مسلحة، شعر أفراد المعارضة بحاجتهم إلى حماية أنفسهم وعائلاتهم ما دفع بهم إلى التفتيش عن سبل تحقيق هذه الحماية. واغتنم المهربون هذه الفرصة لبيع الأسلحة والذخيرة المتدفقة من الدول المجاورة للثوار.

بيروت: بعد ثمانية أشهر من حملات القمع الشرسة التي يمارسها نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد المحتجين، بدأت الثورة السورية بالانزلاق نحو حرب أهلية. وبعد أن رأى كثر في المعارضة أصدقاءهم وأفراد عائلاتهم يعتقلون، يعذبون، أو يقتلون على أيدي قوات الأمن السورية، بدأوا اليوم بالبحث عن سبل لمحاربة قوات الأسد وحماية أنفسهم.

استشعر المهربون وجود فرصة عمل تعود عليهم بربح كبير، فسارعوا لاغتنامها بالعرض على الثوار في سوريا أن يؤمنوا لهم السلاح والذخيرة التي تتدفق من تركيا والعراق إلى سوريا عبر الحدود الشمالية.

في هذا السياق، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً من داخل سوريا يتناول عمليات تهريب السلاح من تركيا والعراق الى داخل الأراضي السورية من قبل مهربين. فرافقت عدداً منهم خلال عملية نقل الاسلحة عبر الحدود السورية – التركية في محافظة ادلب شمالي سوريا، برفقة “محيو”، وهو أحد المقاتلين.

عبر محيو برفقة المراسل وثوار آخرين، مسالك ضيقة ووعرة حتى وصلوا إلى بلدة “بنش” في ادلب حيث التقوا بشخص آخر يدعى ابو سليم المكلف بتأمين السلاح للثوار “بأي ثمن”.

يقول ابو سليم الذي يقطع السهول والبراري بحثاً عن اي قطعة سلاح: “في المرة الاخيرة عندما دخل الجيش إلى بلدة “بنش” نصبنا كميناً لباص يقل عناصر أمن وكان لدي مسدس وثماني طلقات، وبعد انتهاء طلقاتي بقيت هناك اراقب العناصر، وحينها عاهدت نفسي بتأمين السلاح لكل رجل في البلدة”.

يعود ابو سليم يومياً بقطعة سلاح واحدة او اثنتين وبأكياس من الذخيرة، فعندما دخل الجيش البلدة في المرة الاخيرة كان في البلدة 30 بندقية “كلاشينكوف”،  أما اليوم، فهناك 600 بندقية، وفقاً لأبو سليم.

يفكر رجال البلدة ببيع مجوهرات زوجاتهم وسياراتهم واحياناً مقتنياتهم كلها من أجل شراء السلاح والذخيرة حيث يفضل الرجال في هذه البلدة النوم مع البندقية بدلا من زوجاتهم، وفقاً للغارديان.

وعندما سُئل ابو سليم عمل إذا كان الثوار يتلقون مساعدة من الخارج، أجاب ضاحكاً: ألا ترى الصعوبة التي نواجهها في الحصول على السلاح؟ سعر الطلقة الواحدة دولاران والكلاشينكوف بألفي دولار.

 يشير المراسل إلى انه حضر اجتماعا لمجلس “قيادة الثورة في البلدة” الذي يقوده احد الجهاديين السابقين في العراق في احدى القرى النائية في المنطقة، بينما كان شاب في مقتبل العمر يقوم بفك الاسلحة قطعة قطعة وينظفها ويعيد تركيبها ليتأكد من صلاحيتها وجاهزيتها. وأضاف ان “المجلس يضم خليطاً من اسلاميين ورجال عشائر وقوميين وفلاحين”.

ونقلت الصحيفة عن عمار احد قادة المجلس قوله: “اشعلنا الثورة لأننا نريد استعادة كرامتنا وانسانيتنا. طيلة حياتي، كنت اعامل كإنسان من الدرجة العاشرة، بينما الأسد وأتباعه هم أسيادنا، نحن أيضا لنا حق في هذا البلد”.

ويعتبر عمار ان “الشباب هم مفجرو الثورة وقادتها، هي ثورة الجيل الذي لم يعش أهوال الثمانينيات من القرن الماضي ولو كان الأمر يعود إلينا، ما كنا فكرنا في الثورة لأننا احترقنا سابقاً، لكن الشبان الشجعان هم من بدأوا الثورة ونحن تبعناهم”.

وسألت الصحيفة “عمار” الذي يعتبر أن الثورة في سوريا مختلفة عما كانت عليه الثورة الليبية، ففي بنغازي كان الثوار يتلقون دعماً مزدوجاً، الدعم السياسي الخارجي من قبل المجتمع الدولي، والدعم الداخلي من الشعب الذي كان يقاتل ويقود الثورة بنشاط.

ويضيف: “لكن الناس في سوريا يشعرون بالخوف، ولا يستطيعون التحدث علناً أو التعريف عن أنفسهم، الشعب السوري خائف لأنه لا يملك ملاذاً آمناً أو حماية”.

أثناء اجتماع مجلس “قيادة الثورة في البلدة”، أشار عمار إلى عدد من المشاركين قائلاً: “انظر إلى هؤلاء الرجال في هذه الغرفة. لم أكن أعرف أياً منهم قبل آذار/ مارس وهم لم يعرفوني من قبل. أنا لا أثق بهم وهم لا يثقون بي، وأنا أعرف أن واحداً منا جاسوس ولذلك نأخذ كل هذه الاحتياطات. نظام بشار الأسد هو نظام شريرحول سوريا الى سجن كبير حيث الجميع جواسيس”.

واضاف: “لا نعول على انشقاق كبير في الجيش لأن جميع القيادات الكبيرة تنتمي إلى الطائفة العلوية، لكن إذا كان هناك ملاذ آمن، كمنطقة محمية أو منطقة حظر الطيران، فمعظم الجنود سينشقون عن الجيش”.

مؤسسات أميركية لها فروع في الخارج تُدار بصورة منفصلة عن الشركة الأمّ

شركات تواصل التعامل مع ايران وسوريا مستغلة ثغرة قانونية

عبدالاله مجيد من لندن

  5

رغم أنّ القانون يمنع الشركات الأميركية من العمل في بلدان مستهدفة بعقوبات اقتصادية كإيران وسوريا وكوبا والسودان، إلا أنّه تمّ اكتشاف ثغرة قانونية تحيل إلى إمكانية تعامل فروع تلك الشركات في الخارج مع تلك الدول، طالما أنها تُدار بصورة منفصلة عن الشركة الأم ولا توظف مواطنين أميركيين.

سوق بالعاصمة السورية دمشق

لندن: طلبت أجهزة الرقابة المالية من 12 شركة على الأقل مسجلة في الولايات المتحدة ان تقدم كشفا بنشاطاتها التجارية في سوريا وايران ودول أخرى مدرجة على لائحة وزارة الخارجية بالدول الراعية للإرهاب، وعن تعاملها مع هذه الدول.

وكتبت لجنة الأوراق المالية والبورصة في الولايات المتحدة الى العديد من الشركات الاميركية في الأشهر القليلة الماضية تسأل لماذا لم تكشف عن تعاملاتها التجارية في سوريا وإيران والسودان وكوبا.

ويأتي هذا الاستفسار في اطار المراجعة التي تجريها اللجنة للمخاطر التي تواجه المستثمرين في الشركات بسبب تعامل بعضها مع دول كهذه.

ومن بين الدول التي تسلمت رسائل من لجنة الاوراق المالية والبورصة سوني وكيتربلار واميركان اكسبريس وايكوم تكنولوجي وايريدكس وفيوليا انفايرنمنت، كما افادت صحيفة فايننشيال تايمز مشيرة الى ان ردود الشركات تبين كيف تناقصت مبيعاتها بعد تشديد العقوبات الدولية وكيف ان بعض الشركات مثل سوني وجدت وسطاء في دبي وبلدان أخرى لإبقاء خطوط الإمداد المحدودة مفتوحة.

وظهرت التفاصيل المتعلقة بالتعاملات التجارية لهذه الشركات بعدما أعلنت شركة هواي تكنولوجيز الصينية لانتاج معدات الاتصالات انها ستخفض نشاطها التجاري في ايران حيث تقدم الشركة خدمات لشركات الاتصالات التي تديرها الحكومة الإيرانية.

وجاء اعلان الشركة الصينية وسط انباء بأن الشرطة الايرانية تستخدم تكنولوجيا شبكات الهاتف الخلوي لتعقب المعارضين واعتقالهم.

وقالت الشركة في بيان على موقعها الالكتروني ان هواي ستحد طواعية من تطوير اعمالها في ايران بالكف عن كسب زبائن جدد وقصر نشاطها التجاري على الزبائن الحاليين.

وأشارت إلى أنها اتخذت هذه الخطوة بسبب الوضع المعقد على نحو متزايد في ايران دون ان تعطي تفاصيل أخرى.

ويركز الكونغرس الأميركي على معالجة ثغرة تتيح لبعض الشركات الفرعية الاميركية ان تعمل في بلدان فُرضت عليها عقوبات.

وتزايد هذا الاهتمام مع استمرار حملة النظام السوري ضد المحتجين والهجوم على السفارة البريطانية في طهران قبل نحو اسبوعين. واتهمت الأمم المتحدة نظام الرئيس بشار الأسد بقتل اكثر من 4000 مدني منذ آذار/مارس.

وقال الزعيم الديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي هاورد بيرمان انه كان يسمع باستمرار أجانب يشيرون الى نشاطات شركات فرعية اميركية لاتهام الولايات المتحدة بعدم الجدية في فرض العقوبات.

وقال بيرمان ان تمكن فرع خارجي تابع لشركة اميركية من العمل في دولة مشمولة بعقوبات اميركية “يقوض جهودنا الرامية الى منع ايران من امتلاك قدرة تسلحية نووية”.

وكثفت أجهزة الرقابة الأميركية نشاطها للتوثق من الالتزام بالعقوبات المفروضة على ايران وملاحقة المخالفين.

ويمنع القانون الأميركي الشركات الاميركية من العمل في هذه البلدان ولكن بمقدور فروعها في الخارج ان تتعامل معها طالما انها تُدار بصورة منفصلة عن الشركة الأم ولا توظف مواطنين اميركيين.

الإضراب يصل دمشق.. وحصار حمص متواصل

مواجهات عنيفة قرب الحدود الأردنية لأول مرة.. وسوريون في عمان يحاولون اقتحام سفارة بلادهم

الاثنيـن 17 محـرم 1433 هـ 12 ديسمبر 2011 العدد 12067

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح عمان: محمد الدعمة

وصل «إضراب الكرامة» الذي دعت إليه المعارضة في سوريا لتعزيز الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلى قلب العاصمة دمشق عندما أغلقت سوق الميدان أبوابها. وقالت قوى الحراك الثوري في الداخل السوري إنها نجحت في شل معظم المدن السورية في أول أيام الإضراب الذي تسعى إلى تتويجه بعصيان مدني نهاية الشهر الحالي.

وقال شاهد عيان إن أغلب المتاجر أغلقت أبوابها في الشارع التجاري الرئيسي بمنطقة الميدان القديمة في قلب العاصمة، حيث كان هناك انتشار كثيف للأمن. ونقلت وكالة «رويترز» عن ناشطة أن نحو 30 في المائة من المتاجر التي اتصلت بها في دمشق شاركت في الإضراب.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن في بعض الأحياء على أطراف العاصمة دمشق أجبروا أصحاب المتاجر على فتح متاجرهم وإلا حطمتها. وفي غضون ذلك، شهدت البلاد اشتباكات هي الأولى من نوعها بين مئات المنشقين والجيش جنوب سوريا بالقرب من الحدود الأردنية، وصفت بانها أكبر المواجهات منذ 9 أشهر. وتأتي هذه التطورات في وقت تزداد فيه المخاوف من «اجتياح» ينفذه النظام لمدينة حمص، التي تشهد احتجاجات متوالية وتحاصرها قوات الأمن. وتحدثت مصادر على الأرض عن حشد للقوات وعناصر «الشبيحة»، فضلا عن آليات، ونصب أكثر من 60 نقطة تفتيش حول المدينة.

وفي الأردن، حاول المئات من السوريين أمس اقتحام سفارة بلادهم في حي عبدون الدبلوماسي في العاصمة عمان، احتجاجا على تعرض سوريين للضرب بداخلها.

«إضراب الكرامة» يصل إلى قلب دمشق.. والأمن يفتح أبواب المحلات بالقوة

السلطات تبعث برسائل نصية وعبر مكبرات الجوامع لحث المضربين على استئناف عملهم

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

قالت قوى الحراك الثوري في الداخل السوري إنها نجحت في شلّ معظم المدن السورية في أول أيام «إضراب الكرامة» الذي تسعى المعارضة السورية إلى تتويجه بعصيان مدني نهاية الشهر الحالي.

وذكر ناشطون سوريون في الداخل أن المحلات التجارية بقيت مغلقة والطلاب لم يغادروا منازلهم أمس في عدد من مناطق سوريا، تلبية لدعوة قوى المعارضة لإضراب عام لتعزيز الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت على صفحات «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» و«اتحاد تنسيقيات الثورة السورية»، وعدد من مقاطع الفيديو التي تم تحميلها عبر موقع «يوتيوب»، محلات مغلقة وشوارع خالية بحمص والزبداني وحلب، بينما لجأ ناشطون إلى استخدام مكبرات الصوت للدعوة إلى الإضراب في خربة غزالة بمحافظة درعا.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ناشطين على الأرض أن الإضراب نفذ «بشكل كبير جدا» في محافظة درعا وفي جبل الزاوية في إدلب قرب الحدود التركية. وفي المدن نفذ الإضراب في «حرستا رغم محاولة الأمن فتح المحلات بالقوة»، حسب الناشطين الذين تحدثوا عن «اعتقالات عشوائية» في هذه المنطقة الواقعة قرب دمشق. وقالوا إن «الإضراب نجح بنسبة كبيرة تبلغ تسعين في المائة» في دوما قرب دمشق أيضا. وقال المرصد إنه «في الأحياء المعارضة في حمص بلغت نسبة نجاح الإضراب تسعين إلى مائة في المائة»، وذكر من هذه الأحياء بابا عمرو ودير بعلبا والخالدية وبياضة وغيرها. وأوضح أن «الطلاب لم يذهبوا إلى المدارس والموظفين لم يذهبوا إلى وظائفهم والمحلات التجارية مغلقة».

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن «حالة أشبه بالعصيان» عمت ريف حماه، حيث امتنع المواطنون عن الالتحاق بأماكن عملهم ولم ينتظم الطلاب في المدارس، في حين أغلق سوق الهال بحمص، وغابت مظاهر الحياة في الحولة.

في المقابل أكدت الهيئة أن قوات الأمن لجأت إلى تكسير أقفال المحلات في دير الزور وجسر الشغور، وذلك بغية ثني أهالي المنطقتين عن الإضراب.

وقال نشطاء إن قوات الأمن أمرت التجار المضربين أمس بفتح متاجرهم وإلا حطمتها في اليوم الأول للإضراب، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن في بعض الأحياء على أطراف العاصمة دمشق أجبروا أصحاب المتاجر على فتح متاجرهم.

وأفاد رامي عبد الرحمن رئيس الجماعة الحقوقية ومقرها بريطانيا أن أصحاب المتاجر أجبروا على الذهاب إلى متاجرهم وأمروا بفتحها، ولما رفضوا حطمت قوات الأمن أبواب المتاجر وفتحتها.

وقال شاهد عيان قام بجولة في دمشق إن أغلب المتاجر أغلقت أبوابها في الشارع التجاري الرئيسي بمنطقة الميدان القديمة في قلب العاصمة، حيث كان هناك انتشار كثيف للأمن، بينما ظلت السوق الرئيسية في دمشق القديمة مفتوحة، حسب ما أوردته وكالة «رويترز».

وفضت قوات الأمن ورجال الميلشيات الموالية للأسد الإضراب في مدينة درعا الجنوبية. وقال شاهد عيان: «بدأوا في جذب مصاريع المتاجر في شارعي حنانو والشهداء الرئيسيين في مدينة درعا لإجبار المحال على الفتح»، ولم تذكر وسائل الإعلام الرسمية السورية شيئا عن الإضراب.

وبدا وسط دمشق ووسط حلب التجارية في حالة هدوء رغم ما ورد عن وجود إضراب في بعض المناطق على أطراف المدينتين. وقالت رولا المعلمة في مدرسة بدمشق: «لا شيء يحدث.. لا شيء يبدو على غير المعتاد».

ويأمل نشطاء أن ينجح الإضراب هذه المرة من خلال البدء أولا بالمتاجر والمشروعات الصغيرة ثم الانتقال إلى المدارس والمواصلات والخدمات العامة.

وقالت ناشطة: «خطوة بخطوة سوف يعتاد الناس»، وقالت إن نحو 30 في المائة من المتاجر التي اتصلت بها في دمشق شاركت في الإضراب. وأضافت «من الممكن أن ينتشر الإضراب تدريجيا في دمشق وحلب. الهدف اليوم فقط هو إقناع بعض المحال بالإغلاق. لم نتوقع أبدا أن تكون هناك استجابة ضخمة اليوم».

لكن بعض السكان في حمص التي شهدت أسوأ أعمال العنف قالوا إنهم لا يملكون خيارا سوى العمل على الرغم من الاشتباكات المسلحة المتفرقة والتقارير الواردة عن أعمال الخطف وفرق الإعدام.

وأفاد رجل في حمص طلب عدم الكشف عن هويته: «أنا خائف على أبي. إنه موظف حكومي. وليس له خيار في الذهاب إلى عمله. سيعتبرونها علامة على أنك ضد النظام وسوف تكون العواقب وخيمة».

وفي بلدة معرة النعمان قرب حلب قال نشطاء إن تحذيرا صدر عبر مكبر صوت فوق مسجد محلي للمواطنين من استمرار إضرابهم. وقال عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان إن السكان تلقوا تحذيرات من أنهم إذا لم يخرجوا فسوف تفتح متاجرهم عنوة.

وذكر بعض سكان دمشق أنهم تلقوا رسائل نصية على هواتفهم الجوالة قيل إنها من وزارة الداخلية تدعو المواطنين إلى عدم الإضراب. وقال أحد السكان: «قالت الرسالة إنه يجب عدم التأثر بدعوات بعض الجماعات لإضراب عام. علينا أن نركز على بناء الوطن لا على تدميره».

إلى ذلك، قال أحمد رمضان، عضو المجلس الوطني السوري المعارض، إن «الالتزام بالإضراب تم وبنسب كبيرة للتأكيد على استمرار سلمية الثورة وتضامن الشعب السوري لمواجهة النظام الذي يقتل من دون رحمة».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، لفت رمضان إلى أن «نجاح اليوم الأول من الإضراب الذي سينتهي أواخر هذا الشهر بعصيان مدني، يؤكد قدرة المعارضة السورية على اتخاذ إجراءات إضافية وبكل الطرق السلمية المتاحة لوضع حد لآلة القتل وللامبالاة التي ينتهجها بشار الأسد وسعيه لتجنب مخاطبة شعبه»، وأضاف: «نحن في المجلس الوطني ندرس حاليا ونسعى لحصول الشعب السوري على جائزة نوبل للسلام لأنه أثبت قدرة لا مثيل لها في الصمود والحفاظ على سلمية ثورته في وجه أبشع مظاهر العنف التي يمارسها النظام بحقه».

وفي السياق عينه قال عضو المجلس الوطني محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط»: «الإضراب الذي بدأ أمس هو عملية استكمال وتصعيد لحركة الثورة السورية وتأكيد على وحدة كل الفئات الاجتماعية. الإضراب هو مطلب التغيير.. وتوجيه رسالة إلى جامعة الدول العربية لحسم موقفها تجاه النظام السوري.. تجاه سياسة القتل الممنهجة التي يمارسها هذا النظام، ورسالة واضحة إلى المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف رادعة وحاسمة من النظام في سوريا، خصوصا على ضوء تقرير مفوضية حقوق الإنسان حول عدد الشهداء خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الذي بلغ 739 شهيدا منهم 57 طفلا.. وذلك خلال مهل الجامعة العربية مع النظام السوري»، وأضاف: «الإضراب اليوم يشكل بداية مميزة للمراحل القادمة، خصوصا أن الإضراب مدته شهر»، لافتا إلى أن مشاركة وتفاعل دمشق وحلب مع الإضراب يؤشر إلى قرب نهاية النظام».

ويندرج «إضراب الكرامة» الذي بدأ أمس في إطار سلسلة فعاليات احتجاجية تمتد حتى نهاية العام الحالي، و«ذلك بغية التأكيد على سلمية الحراك الثوري» وفق الناشطين.

وتشمل المرحلة الأولى من الإضراب إقفال الحارات الفرعية، والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية، وإغلاق الهاتف الجوال، وتتضمن المرحلة الثانية البدء في إضراب المحال التجارية. أما المرحلة الثالثة فتشمل الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. ويسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة. وستستهدف المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة والأخيرة.

مواجهات عنيفة جنوب سوريا.. و«الجيش الحر» يعلن عن تدمير 3 دبابات

حشود من الأمن والشبيحة حول حمص.. ونصب أكثر من 60 نقطة تفتيش

جريدة الشرق الاوسط

اشتبك مئات من المنشقين عن الجيش السوري في جنوب سوريا مع قوات حكومية مدعومة بدبابات، أمس، في إحدى أكبر المواجهات في الانتفاضة الشعبية المندلعة منذ تسعة شهور ضد حكم الرئيس بشار الأسد.

واقتحمت قوات متمركزة في بلدة ازرع، على بعد 40 كيلومترا من الحدود مع الأردن بلدة بصرى الحرير القريبة. وأضاف سكان ونشطاء أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نيران مدافع رشاشة في بصرى الحرير وفي منطقة لجاه وهي منطقة تلال شمالي البلدة يختبئ فيها منشقون ويهاجمون خطوط إمداد الجيش.

وذكر أحد النشطاء قال إن اسمه أبو عمر من بلدة ازرع «لجاه هي أكثر المناطق أمانا لاختباء المنشقين بها، لأنه من الصعب على الدبابات والمشاة اختراقها. المنطقة بها كهوف وممرات سرية وتمتد إلى ريف دمشق».

وقال ناشطون ميدانيون سوريون لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش السوري النظامي اقتحم أمس مدينة بصرى الحرير في جنوب البلاد بعد اشتباكات مع منشقين من «الجيش السوري الحر» المعارض للنظام، في تطور لافت يؤشر إلى انتقال المواجهات العسكرية إلى الجنوب بعد أن كانت تتركز في الوسط والشمال.

وقال ضابط في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن وحدات من «الجيش» نفذت انسحابات تكتيكيا من المدينة التي تبعد عن الحدود الأردنية نحو 40 كيلومترا، والتي تعرضت لحصار شبه محكم من قوات بشار الأسد، مؤكدا أن مجموعة من الضباط المنشقين والجيش الحر واجهت بشراسة الجنود المدعومين بالدبابات والآليات، وأوقعت خسائر فادحة في صفوف ميليشيات الأسد، وتم إحراق 3 دبابات، وإيقاع خسائر فادحة في صفوفهم.

واعترف الضابط بأنه تم احتلال المدينة بالكامل من قبل «الجيش الأسدي وكتائب الأسد المرتزقة»، مشيرا إلى أنباء عن سقوط بعض الجرحى فقط في صفوف الجيش الحر.

إلى ذلك، قتل عدد من السوريين برصاص قوات الأمن في مدن متفرقة، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مدنيين اثنين قتلا برصاص رشاشات ثقيلة في كفر تخاريم بمحافظة إدلب القريبة من الحدود التركية، حيث خاض «منشقون» معارك عنيفة مع القوات الحكومية، وتحدث المرصد عن «إحراق ناقلتي جند مدرعتين» في المنطقة نفسها.

وفي لبنان، قالت مصادر طبية إن شخصا يدعى حسين عمار، 27 عاما، توفي في مستشفى في شمال لبنان متأثرا بطلقة رصاص في رأسه، بعد نقله عبر الحدود لإسعافه.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه المخاوف من «اجتياح» ينفذه النظام لمدينة حمص، التي تشهد احتجاجات متوالية وتحاصرها قوات الأمن. وحذر المجلس الوطني السوري المعارض، فضلا عن نشطاء آخرين من هجوم دام قد تشهده المدينة.

ففي حمص التي تحاصرها القوات الحكومية، تتحدث مصادر على الأرض عن حشد للقوات وعناصر «الشبيحة» الموالية للنظام، فضلا عن آليات، ونصب أكثر من 60 نقطة تفتيش، حسبما قال المجلس السوري.

كما حذر المرصد السوري من مخاوف «السكان من اجتياح واسع للمدينة» في بيان أصدره، أول من أمس. وتحدث المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، في بيان أصدره باللغة الإنجليزية، عن «وصول مئات الآليات إلى مدينة حمص خلال الأسبوعين الأخيرين، وهي (بحسب شهود) أكثر من مائتي آلية».

وحذرت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا دمشق من أي هجوم دام على حمص. وبدورها، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «مجموعة إرهابية مسلحة اليوم (أمس) باغتيال المهندس ماهر غدير، رئيس محطة أبو رباح للغاز بحمص، أثناء توجهه إلى المحطة على طريق حمص الفرقلس».

ونقلت عن مصدر مسؤول في الشركة السورية للغاز أن «المجموعة الإرهابية أطلقت الرصاص على السيارة التي كان يستقلها المهندس غدير، وهي حكومية تابعة للمحطة من نوع (نيسان دبل كبين) قرب مفرق المحطة على الطريق المذكور، مما أدى إلى وفاته مباشرة»، مبينة أن الإرهابيين قاموا بسرقة السيارة واقتيادها إلى جهة مجهولة.

الأردن: سوريون يحاولون اقتحام سفارة بلادهم احتجاجا على احتجاز 5 منهم داخلها

قالوا إن السفارة احتجزتهم لأنهم يرتدون علم الاستقلال.. والأمن الأردني يعتقل 8 أشخاص ويكثف وجوده

جريدة الشرق الاوسط

عمان: محمد الدعمه

حاول المئات من أبناء الجالية السورية أمس اقتحام سفارة بلادهم في حي عبدون الدبلوماسي في العاصمة الأردنية عمان، احتجاجا على تعرض سوريين للضرب داخل السفارة واحتجاز بعضهم.

وعززت قوات الأمن الأردنية من وجودها في محيط السفارة، وتصدت للمعتصمين الموجودين أمامها بعد أن شهد محيطها توترا يعد الأكثر حدة منذ بدء الاعتصامات أمامها احتجاجا على الأحداث في سوريا. وهتف المعتصمون الغاضبون بشعارات استهدفت النظام السوري وشقيق الرئيس السوري ماهر الأسد والسفير السوري في عمان بهجت سليمان الذي طالبه المحتجون بالرحيل من سفارة «الشعب السوري».

وقابلت السفارة السورية المعتصمين بالطريقة ذاتها التي تتبعها منذ بدء الاعتصامات، وذلك بتشغيل الأغاني الوطنية السورية عبر مكبرات للصوت، كما وضع علم «الاستقلال» السوري على مدخل السفارة ليدوس عليه موظفوها خلال دخولهم وخروجهم في محاولة لاستفزاز المعتصمين.

وأكد رئيس الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري علي أبو السكر، من جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، في كلمة ألقاها أمام المعتصمين، أن «هذه السفارة لا تمثل الشعب السوري بل هي امتداد للشبيحة في سوريا ونظام الأسد، وأن الشعب الأردني لن يسمح لشبيحة النظام بأن يعتدوا على أي شخص سوري على الأرض الأردنية». كما طالب أبو السكر الحكومة الأردنية بعدم التزام الصمت تجاه ما فعلته السفارة السورية لما يمثله ذلك من خرق للسيادة الأردنية، حسب تعبيره.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من إخراج الناشط السوري أحمد الشريقي من مبنى السفارة وتحويله إلى مركز أمن البيادر غرب عمان بهدف الحصول على إفادته حيال ما جرى. وأوضح والد أحمد الشريقي أنه تمكن من رؤية ولده في المركز الأمني عقب خروجه، مؤكدا وجود آثار ضرب «قاسية» على جسده وأجساد من رافقوه للسفارة، والذين يوجد اثنان منهم بأحد المستشفيات الخاصة لتلقي العلاج.

وقد رهن المعتصمون إنهاء اعتصامهم بالإفراج عن الشريقي من المركز الأمني، كما كانوا رفضوا مسبقا إنهاء الاعتصام قبل الإفراج عنه من قبل السفارة، وصمموا على البقاء مقابل مبناها لحين رويته طليقا. وقابل الأمن العام الأردني مطالب المعتصمين بأن الشريقي لن يخرج من المركز الأمني إلا بعد فض اعتصامهم، الأمر الذي أجبرهم على فض الاعتصام للاطمئنان عليه. واعتذروا قبل فض اعتصامهم لرجال الأمن الأردني، وأبدوا اعتزازهم الشديد بمهنيتهم في التعامل معهم.

وكان 5 أشخاص يحملون الجنسية السورية قد تعرضوا للضرب داخل سفارة بلادهم في عمان صباح أمس لارتدائهم كوفية للرأس عليها علم «الاستقلال السوري»، أثناء مراجعتهم للسفارة. وبين شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط» أنه تم نقل شخصين منهم إلى المستشفى نتيجة تعرضهم للضرب بواسطة عصي كهربائية من قبل أمن السفارة، فيما نقل آخرون إلى المركز الأمني، وبقي شخص واحد محتجزا داخل السفارة واسمه أحمد الشريقي، سُلم إلى السلطات الأردنية بعد اعتصام الجالية السورية أمام السفارة.

كما قامت الأجهزة الأمنية باعتقال أحد الأشخاص المشاركين في الاعتصام حال نزوله من المركبة التي كانت تقله أمام مبنى السفارة من دون الإفصاح عن السبب. ووزع المشاركون في الاعتصام الحلوى عقب إعلان الإفراج عن كل المحتجزين ابتهاجا بخروجهم.

من جانبها، قالت السفارة السورية في عمان، في بيان لها، إن «مبنى السفارة تعرض الساعة التاسعة صباحا لاقتحام مجموعات من الأشخاص على شكل مراجعين يرتدون معاطف وجاكيتات شتوية، قاموا فور دخولهم إلى القنصلية بخلعها داخل صالة الانتظار (أكثر من عشرة أشخاص بالداخل)، وكانوا يرتدون تحتها علم (الاحتلال الفرنسي)، ولدى محاولة إخراجهم من قبل عنصر الأمن في السفارة قاموا بمهاجمته وضربه بأدوات كانوا يحملونها فأغمي عليه، ثم قاموا بضرب بعض أعضاء السفارة والعاملين فيها لدى التدخل لمحاولة منعهم، مما أدى إلى إصابة المستشار محمد أبو سرية نائب السفير، والقنصل تمام غانم، والموظف المحلي محمد الأحمد، والموظف المحلي محمد رفاعي، والموظف المحلي محمد هنيدي، من العاملين في السفارة، وعدد آخر من الدبلوماسيين والعاملين فيها. وعرف من المهاجمين (أحمد بن مصطفى الشريقي وشقيقه حسين وغالب بن صفوان دركوش وصفوان غالب وشخص يدعى يمان تربطه علاقة قرابة بصفوان)، وتم احتجاز أحد المهاجمين ويدعى أحمد بن مصطفى الشريقي وسيتم تسليمه إلى السلطات الأردنية عبر القنوات الدبلوماسية».

وأضاف البيان أن «الشرطة الأردنية قامت باعتقال عدد من المهاجمين (8 أشخاص تقريبا) ممن كانوا داخل السفارة، وهربت مجموعتا الإسناد اللتان كانتا بالقرب من باب السفارة بعد أن حاول أفرادهما اقتحامها أثناء إغلاق الباب لتأمين خروج من كانوا بالداخل». وأشار البيان إلى «قيام مجموعة من الأشخاص بالتعرض للسادة الدبلوماسيين وسبهم وملاحقتهم بالسيارات خلال الأيام الماضية». واعتبر البيان هذا الأمر يشكل اعتداء سافرا على حرمة السفارة السورية لدى الأردن، وتطاولا على سوريا وعلى العاملين فيها، والعاملين الدبلوماسيين، ويتنافى مع أحكام القانون الأردني واتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 والعلاقات القنصلية لعام 1963. واستنكرت السفارة في بيانها هذه الأعمال الرعناء، وحذرت من مغبة الإقدام عليها مرة أخرى.

يشار إلى أن قوات الأمن الأردنية تشدد الحراسة على السفارة السورية في عمان منذ اندلاع الأحداث في سوريا ومحاولة عدد من أفراد المعارضة السورية اقتحامها الشهر الماضي.

يذكر أن عدد اللاجئين السوريين الذي وصلوا إلى الأردن بلغ أكثر من 5 آلاف لاجئ يعيشون في مدن الرمثا والمقرف وعمان الزرقاء، إضافة إلى وجود أكثر من 30 ألفا معظمهم من جماعة الإخوان المسلمين السوريين من الذين فروا من سوريا بعد عام 1980 على خلفية مجزرة حماه ويعيشون في أحياء الذراع والنزهة وصويلح بعمان والزرقاء ومدن أخرى.

جوبيه: دمشق تقف «بلا شك» وراء الاعتداء على القوة الفرنسية جنوب لبنان

المعارضة السورية تعتبر الانفجار رسالة سورية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، أن سوريا تقف «بلا شك» وراء التفجير الذي استهدف قوة «اليونيفيل»، إلا أنه أوضح أن لا دليل لديه على هذا الأمر.

وردا على سؤال، خلال مقابلة مع قناة «تي في – 5 موند» و«إذاعة فرنسا» الدولية وصحيفة «لوموند»، حول ما إذا كان هذا الاعتداء «رسالة» من سوريا، أجاب جوبيه «بلا شك»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وجاء ذلمك بعد ساعات من اتهام قوى المعارضة اللبنانية النظام السوري بالوقوف وراء التفجير نفسه، معتبرة أن سوريا «وجّهت رسالة قوية إلى فرنسا التي تدعم الحراك الثوري في سوريا».

ورأى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن الانفجار الذي استهدف آلية تابعة للكتيبة الفرنسية العاملة في إطار قوات «اليونيفيل» مجرّد «رسالة سورية»، مبديا أسفه لـ«العنف المتمادي في سوريا، حيث سقط يوم الجمعة ما يزيد على أربعين قتيلا»، سائلا: «كيف يمكن لأي شخص أن يقف إلى جانب النظام السوري؟».

وبينما شدد الحريري على أنّ التاريخ لن يرحم أولئك الذين ساندوا ما وصفه بـ«آلة القتل»، جزم بأنّ «النظام السوري سيسقط عاجلا أم آجلا»، واصفا الموقف العراقي إزاء الملف السوري بـ«المذل والمخزي»، مستغربا صدور موقف من هذا النوع من شعب عانى الأمرّين على مدى تاريخه.

وشدّد الحريري على أن «الشعب السوري ليس بحاجة إلى مساعدة أحد، وسيحقق النصر في نهاية الأمر»، رافضا تشبيه ما يحصل في سوريا بما يحصل في البحرين، «حيث هناك حوار يحصل بين السلطة والمعارضة، بعكس سوريا حيث لا يوجد حوار إلا مع آلات الحرب».

وبينما ثمّن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي يزور لبنان الشهر المقبل، عاليا الموقف اللبناني الرسمي من الاعتداء على «اليونيفيل»، لفت موقف السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون الذي شدّد على «وجوب أن تحدد (اليونيفيل) كيفية الرد على الاعتداء الأخير عليها»، إلى أنه «يجب اتخاذ تدابير أمنية، وهذا يطرح مسألة شروط عمل (اليونيفيل)»، وأضاف: «نحن نأمل أن تكون هناك مراجعة استراتيجية تحت إشراف قسم عمليات حفظ السلام، تتم بالتعاون مع السلطات اللبنانية، وتأخذ بعين الاعتبار التقييم والاستنتاجات التي ستبرز ما حدث وما يحدث في منطقة صور». وأشار بييتون إلى أن تفويض «اليونيفيل» سيبقى على حاله، أي تحت القرار 1701، لافتا إلى وجوب النظر في كيفية العمل على تطبيقه.

واتّهم نائب رئيس كتلة المستقبل النيابية أنطوان أندراوس حزب الله «بتنفيذ عملية تفجير (اليونيفيل) بأمر سوري»، لافتا إلى أنه «وبما أن المنطقة كلها تحت سيطرته فهو الوحيد القادر على تنفيذ عمليات مماثلة». وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» أعتبر أندراوس أن «حزب الله هو الطرف الوحيد الذي يقف وراء كل عمليات الاغتيال التي وقعت في لبنان ووراء كل العمليات الأمنية التي تتم حاليا». وأضاف: «لم يعد مسموحا بأن يقوم النظام السوري وفي آخر أيامه بتهديد أمن لبنان والمنطقة وحتى الأمن العالمي بعد دخول روسيا على الخط»، مطالبا الأمم المتحدة «بتوسيع مهام القوات الدولية في الجنوب للحلول مكان الجيش اللبناني الذي أصبح جزء كبير من ضباطه مرتبطين مباشرة بحزب الله». وأدان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي التفجير الذي استهدف الكتيبة الفرنسية العاملة ضمن قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان، داعيا «الحكّام إلى أن يحزموا أمرهم ويتحملوا مسؤولية أمن المواطنين عامة وقوات حفظ السلام الدولية خاصة».

بالمقابل، استغربت قوى 8 آذار اتهامات قوى المعارضة التي صوّبت مباشرة باتجاه سوريا. وقال عضو كتلة التحرير والتنمية، النائب قاسم هاشم: «المؤسف أن هذا الفريق لديه اتهامات جاهزة، وهي تصب ضمن الاستهداف السياسي».

ورأى عضو الكتلة نفسها النائب عبد المجيد صالح أن «الإصرار على تعطيل الأمن واستدراج إسرائيل لردود فعل، آخرها ما جرى من اعتداء على آلية لقوات (اليونيفيل)، عملية مشبوهة ومدانة، تدخل من باب التسلل تحت جنح الظلام والتآمر على العناوين الثابتة، وعلى مثلث الجيش والشعب والمقاومة، وعلى الاستقرار الأمني وتوازن الرعب مع العدو الإسرائيلي».

انتخابات المجالس المحلية في سوريا اليوم

السلطات تناشد السوريين الاقتراع بكثافة

جريدة الشرق الاوسط

ناشدت السلطات السورية مواطنيها المشاركة بكثافة في انتخابات المجالس المحلية المقررة اليوم في دورتها العاشرة وممارسة حقهم الدستوري في اختيار ممثليهم في تلك المجالس. وتعهدت بإجراء العملية الانتخابية في أجواء «ديمقراطية» بمعزل عن أي ضغط أو إكراه مع الالتزام بأقصى درجات الحياد والموضوعية. غير أن السلطات لم تُشِر إلى كيفية إجراء الانتخابات في المدن الساخنة مثل حمص وإن كانت قد وفرت تعزيزات أمنية لحماية المراكز الانتخابية.

وقال وزير الإدارة المحلية عمر إبراهيم غلاونجي: «إن قانون الانتخابات العامة كفل للناخبين، عبر إشراف قضائي كامل على العملية الانتخابية، حرية ممارسة الحق الانتخابي في أجواء حرة ونزيهة وهادئة»، وأضاف أن «اللجنة العليا للانتخابات ووزارتي الإدارة المحلية والداخلية والمحافظات حرصوا على اتخاذ كل الإجراءات التي تمكن الناخب من ممارسة حقه الانتخابي بكل يسر وسهولة وديمقراطية، كما وفرت له كل أسباب ممارسة هذا الحق بمعزل عن أي ضغط أو إكراه، وأوعزت للجهات المختصة بالالتزام بأقصى درجات الحياد والموضوعية والاهتمام بمعالجة الشكاوى المتعلقة بالانتخاب ليتمكن كل مواطن من اختيار ممثليه بحرية كاملة».

ودعا الوزير «جميع المواطنين إلى القيام بواجبهم الوطني بممارسة حقهم الانتخابي في اختيار أعضاء مجالسهم المحلية بشعور عالٍ من المسؤولية، وذلك للمساهمة في تعميق مسيرة البناء الديمقراطي».

ومن المقرر أن تبدأ صباح اليوم انتخابات المجالس المحلية في سوريا بمختلف المحافظات. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا»، أمس، أن الانتخابات ستتم بعد استكمال تجهيز المراكز الانتخابية وتوفير مستلزماتها كافة لإنجاح الانتخابات التي تجرى لأول مرة «تحت إشراف ومتابعة لجان قضائية فرعية مستقلة لضمان نزاهتها». وأكدت أن المشرفين على الانتخابات أدوا، أول من أمس، القسم الانتخابي للإشراف على سير عملية التصويت.

وأعلنت أن الانتخابات تأتي «بعد صدور قانون الإدارة المحلية الجديد الذي يعطي المجالس المحلية صلاحيات واسعة تهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والنهوض بالواقع الخدمي والتنموي بما يتماشى مع الحراك الإيجابي الذي تشهده عملية الإصلاح ويلبي احتياجات المجتمع الحالية والمستقبلية».

وأضافت أنه لضمان شفافية العملية الانتخابية ومنعا لحدوث التزوير فيها كتكرار اقتراع المواطن لأكثر من مرة وفي أكثر من مركز انتخابي، وزعت وزارة الداخلية على المراكز الانتخابية عبوات الحبر السري؛ حيث سيستخدم هذه الحبر لأول مرة في الانتخابات.

ومن المقرر أن يتنافس في هذه الانتخابات 42889 مرشحا على 17588 مقعدا في 1337 وحدة إدارية منها 154 مدينة و502 بلدة و681 بلدية، بينما بلغ عدد المراكز الانتخابية 9849 مركزا يضم كل منها صندوقين للاقتراع؛ حيث ينتخب كل مقترع مرشحيه للوحدة الإدارية التي يتبع لها ولمجلس المحافظة، ويشرف على كل مركز لجنة انتخابية مؤلفة من رئيس لها وعضوين.

ونقلت «سانا» عن العميد حسن جلالي، معاون وزير الداخلية للشؤون المدنية، أن عملية الانتخاب ستتم بموجب البطاقة الشخصية بحسب المرسوم رقم 125 لعام 2011 لمن أتم الـ18 من عمره قبل يوم من بدء الانتخابات، لافتا إلى أن عدد البطاقات الشخصية الممنوحة في سوريا وصل إلى 15495359 بطاقة.

وحسب «سانا» فقد بلغ عدد المرشحين في مدينة دمشق التي تم تقسيمها إلى 5 دوائر انتخابية 425 مرشحا يتنافسون على 100 مقعد تم تقسيمها بالتساوي بين الفئتين «أ» و«ب»، بينما بلغ عدد المراكز الانتخابية 585 مركزا.

مشروع قرار حول سوريا ينتظر تصويت أعضاء البرلمان الأوروبي

وقفات احتجاجية أمام السفارة العراقية في بروكسل اليوم

جريدة الشرق الاوسط

بروكسل: عبد الله مصطفى

تطورات الوضع في سوريا والتحرك الأوروبي للتعامل مع هذا الملف سيكون هو عنوان المناقشات بين أعضاء البرلمان الأوروبي وكاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية غدا. وحسبما ذكر البرلمان الأوروبي ببروكسل، سيكون هناك مشروع لقرار للبرلمان الأوروبي حول تطورات الأوضاع في سوريا سيتم مناقشته غدا ثم يصوت عليه النواب بعد غد (الأربعاء). وجرى إعداد التقرير من جانب برلمانيين، قاموا بمراقبة التطورات الأخيرة ورصدها.

وبناء على الأحداث التي وقعت في سوريا والتحرك الأوروبي للتعامل مع هذا الملف وكذلك تحرك الجهات الدولية الأخرى والمنظمات الإقليمية والدول الجارة، سيحد مشروع القرار ما يجب أن يسلكه التكتل الأوروبي الموحد خلال المرحلة المقبلة في التعامل مع ملف الأوضاع في سوريا حسب ما ذكرت مصادر برلمانية أوروبية في بروكسل.

وأضافت المصادر «ستتطرق أشتون في مداخلتها أمام جلسة البرلمان لملف العلاقات الأوروبية الروسية وملف حقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان وسيصوت البرلمان الأوروبي، الأربعاء، على مشروع قرار حول التطورات الأخيرة في روسيا».

ومن جهة أخرى، تنظم اليوم مظاهرة أمام سفارة العراق في بروكسل للاحتجاج على سياسة الحكومة العراقية الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، حسبما ذكر المنظمون للمظاهرة. وقال أحدهم ويدعى ربيع شعار «إن السلطات العراقية تسمح لعناصر من جيش المهدي (الميليشيا الموالية لرجل الدين مقتدى الصدر) بالعبور إلى سوريا وقتل المدنيين السوريين المتظاهرين، كما أن الحكومة العراقية الحالية لا تنفذ ما صدر عن الجامعة العربية من قرارات ضد نظام بشار، وأيضا حكومة كردستان تحاول إقناع القيادات الكردية السورية المشاركة في الثورة بقبول وجهة نظر بشار الأسد».

وكانت نفسها الجمعية التي تطلق على نفسها اسم أحرار سوريا، قد نظمت مظاهرة أول من أمس أمام السفارة السورية في بروكسل، وشارك فيها 120 شخصا. وقالت اللجنة المشرفة على المظاهرة في دعوتها للسوريين في بروكسل، إنها اختارت العاشر من شهر ديسمبر (كانون الأول) للوقوف أمام السفارة السورية، في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، للاحتجاج على ما وصفوه بـ«ممارسات النظام الأسدي» الذي ينتهك حقوق الإنسان في سوريا، من خلال أعمال القمع والعنف.

وأضافت جماعة أحرار سوريا، أن في «كل دقيقة تسيل نقطة دم على التراب السوري، وتزهق يوميا أرواح سورية، بفعل قوات الأمن والجيش الأسدي».

وفي مطلع الشهر الحالي وافق الاتحاد الأوروبي على توسيع العقوبات ضد النظام السوري وتشمل قطاعات البنوك والتجارة والطاقة وتشمل كيانات وأشخاصا في النظام ومقربين منه، وقال بيان أوروبي في ختام اجتماعات وزراء الخارجية الأوروبيين آنذاك، إن الاتحاد الأوروبي، سوف يستمر في ممارسة الضغط واتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية طالما استمر القمع في سوريا، وسوف يستمر التكتل الأوروبي الموحد في التنسيق وتوثيق التعاون مع الجامعة العربية والمؤسسات والهيئات الدولية المختلفة، في إطار الجهود الرامية إلى وقف العنف والقمع ضد المدنيين السوريين وتحقيق الاستقرار.

ورحب الاتحاد بالخطوات والقرارات التي اتخذتها الجامعة العربية في الملف السوري، كما رحب الاتحاد الأوروبي بقرار لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الذي تضمن إدانة استخدام السلطات السورية للعنف ضد المشاركين في المظاهرات في إطار الاحتجاجات التي تعرفها البلاد. وأعرب الوزراء عن أملهم أن يمهد لخطوات أخرى في المنظمة الدولية لإدانة العنف في سوريا. وجدد البيان، الموقف الأوروبي الذي يشعر بالقلق العميق إزاء تدهور الأوضاع في سوريا، ودعم الاتحاد الأوروبي القوي للشعب السوري، وإدانته الشديدة لعمليات القمع الوحشية، وانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة على نطاق واسع. ورحب الجانب الأوروبي بالجهود التي تبذلها المعارضة السورية لتأسيس جبهة موحدة والعمل من أجل رؤية موحدة لمستقبل سوريا والانتقال إلى النظام الديمقراطي.

أردوغان: إذا استمر الديكتاتوريون في إطلاق النار على شعوبهم

فلن ينعم الشرق الأوسط بالأمن والاستقرار

حض رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان على وقف نزف الدم والدموع في الشرق الاوسط لاستعادة السلام والامان في المنطقة والعالم بأسره.

وقال في رسالة بعث بها إلى منتدى تحالف الحضارات في الدوحة في قطر امس، “لن تكون هناك بارقة أمل في احلال السلام في الشرق الاوسط طالما تواصل إرهاب الدولة، وتخريب جهود المصالحة وقصف الاطفال الابرياء وعانى المدنيون العزل من العيش في سجون مفتوحة”.

وأشارت وكالة أنباء الاناضول التركية التي نقلت الكلمة امس، إلى أنه كان يفترض أن يحضر اردوغان المنتدى، بيد أنه ألغى زيارته لخضوعه لجراحة بالمنظار في جهازه الهضمي في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ويحضر المنتدى بدلا منه نائبه بشير اطالاي.

وجاء في رسالة اردوغان للمنتدى “وبالمثل ، إذا استمر الديكتاتوريون في إطلاق النار على شعوبهم وقتلهم ولم يستمعوا لصوت العقل والرأي الاخر فلن تنعم منطقة الشرق الاوسط بالامن والاستقرار”.

كما أعرب اردوغان عن أسفه لقرار الولايات المتحدة بقطع التمويل عن منظمة الثقافة والتربية والعلوم (يونسكو) بعد صدور المنظمة الدولية بقبول عضوية فلسطين بها، مشيرا إلى أن مبادرة تحالف الحضارات يعد نتيجة ملموسة عن الامل في السلام والاستقرار والطمأنينة والعدالة في المنطقة.

وفي هذه الاثناء، كشفت مصادر ديبلوماسية لصحيفة “حريت” التركية امس عن اجتماع عقده وزير الخارجية التركية أحمد داود اوغلو ليل الجمعة ـ السبت في مبنى وزارة الخارجية التركية بمشاركة كل من وزير الداخلية ادريس نعيم شاهين ورئيس جهاز الاستخبارات حقان فيدان وقائد قوات الدرك وكبار مسؤولي رئاسة هيئة الكوارث والحالات الطارئة التابعة لرئاسة الوزراء.

وأشارت المصادر الديبلوماسية إلى أن المجتمعين قوّموا زيادة استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الامن السورية ضد شعبها التي بدأت تزداد بشكل ملحوظ يوما بعد يوم، بالإضافة إلى أن هناك معلومات واردة تشير إلى استعداد الجيش السوري للقيام بعمليات عسكرية موسعة النطاق في حمص وضواحيها.

وأضافت المصادر الديبلوماسية “لذا يجب علينا التخطيط لكافة الاحتمالات الواردة واتخاذ التدابير اللازمة ضد موجة الهجرة الجماعية المحتملة من سوريا الى تركيا”، مؤكدة ان “الدولة الجدية تخطط وتناقش التدابير ومن ثم تعد خارطة الطريق ومن ضمن السيناريوات اقامة منطقة عازلة على الحدود”.

وبالامس، نزل مئات الاتراك الى شوارع اسطنبول ونظموا تظاهرات تندد بالرئيس السوري بشار الاسد.

(ا ش ا)

متحدث سوري: مدة الرئاسة في مشروع الدستور الجديد لم تحسم بعد

أعلنت اللجنة الوطنية لإعداد مسودة مشروع دستور جديد لسوريا أن هناك أكثر من سيناريو مطروح بشأن مدة الولايات الرئاسية في مشروع الدستور الجديد وأن هذه المسألة مازالت قيد النقاش.

وقال الناطق الرسمي باسم اللجنة سام دله، في تصريحات امس، إن اللجنة القانونية المصغرة المكلفة من قبل اللجنة العامة ترجمة المبادئ الحاكمة لصياغة الدستور إلى أحكام دستورية انتهت تقريبا من إعداد الجزء الأكبر من المسودة الأولى، وهي تجتمع بشكل يومي تقريبا لاستكمال إعداد المسودة، موضحا أن المسودة معروضة أمام اللجنة بهيئتها العامة لمناقشتها، وإن كانت اللجنة المصغرة انتهت من صياغة مسألة مدة الولايات الرئاسية.

وأشار الناطق إلى أنه سيعقد مؤتمرا صحافيا غدا الثلاثاء أو الأربعاء المقبلين لتوضيح آخر ما توصلت إليه اللجنة ومن بينها ما يتعلق بمدة الولايات الرئاسية.

وكان دله قد اعلن في مؤتمر صحافي عقده أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أن اللجنة الوطنية لإعداد مسودة مشروع دستور جديد لسوريا تعمل على صياغة مشروع يكون فيه نظام الحكم “شبه رئاسي”، وقائما على مبدأ التعددية السياسية بحيث “لا توجد فيه مكانه مميزة لأي حزب”. وتحدث دله حينها عن مدة الولايات الرئاسية في مشروع الدستور، وقال “لم نصل بعد إلى صيغة معينة بالنسبة إلى هذا الموضوع ولكن كل الخيارات متاحة”.

وكان الرئيس السورى بشار الأسد قد أصدر منتصف تشرين الاول (اكتوبر) قرارا جمهوريا ينص على تشكيل اللجنة الوطنية لإعداد مشروع دستور للجمهورية العربية السورية تمهيدا لإقراره وفق القواعد الدستورية على أن تنهي اللجنة عملها خلال مدة لا تتجاوز أربعة أشهر اعتبارا من تاريخ صدور القرار. وتتكون اللجنة من 28 عضوا برئاسة مظهر العنبري، وعضوية عدد من الحقوقيين والقانونيين والمختصين بالقانون الدستوري، وممثلين عن المعارضة. (ا ش ا)

تفاوت” في الإضراب في سوريا و”الوزاري العربي” يجتمع السبت

شهد التجاوب مع الإضراب العام الذي دعا إليه ناشطون سوريون، لوحوا بعصيان مدني، تفاوتاً بين المدن والمناطق السورية، وتبايناً بين ناشطين أكدوا نجاحه ودمشق التي نفت، فيما سقط قتلى جدد في عمليات أمنية وعسكرية واشتباكات مسلحة، عشية انطلاق عمليات الاقتراع في الانتخابات المحلية التي تجرى اليوم الاثنين،في وقت تقرر عقد الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية يوم السبت المقبل بالقاهرة، على أن يسبقه اجتماع اللجنة الوزارية العربية في اليوم نفسه برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري، وذلك لمناقشة تطورات الأوضاع على الساحة السورية .

وفتحت المحالّ في الأسواق الرئيسية بالعاصمة دمشق كالحمراء والصالحية ومدحت باشا أبوابها رغم أن الحركة في الأسواق كانت أقل من المعتاد، بينما تجاوبت بعض الأحياء بشكل أكبر، وكان التجاوب مع الإضراب كبيراً في حمص ودرعا وحماة وإدلب والقامشلي وعامودا وريف دمشق وريف حلب وجبلة، وأوضحت لجان التنسيق المحلية أن خطوات أخرى ستلي الإضراب مثل قطع الطرقات واعتصامات وإضرابات في وسائل النقل وغيرها . لكن السلطات نفت أن تكون الدعوة للإضراب لقيت صدى، أو أن أحداً التزم بها .

وأعلن نشطاء أن 7 أشخاص قتلوا، وقالت لجان التنسيق إن شخصين قتلا في كل من محافظات إدلب (شمال غرب) وحمص وحماة (وسط)، والفتى محمد نور كيوان (16) عاماً في درعا (جنوب)، إضافة إلى عشرات الإصابات خلال إطلاق قوات الأمن والجيش النار على تظاهرات خرجت في يوم “إضراب الكرامة” . وقال سكان ونشطاء إن مئات من “المنشقين” اشتبكوا مع قوات مدعومة بدبابات في إحدى أكبر المواجهات، في بلدة ازرع على بعد 40 كيلومتراً من الحدود مع الأردن قرب بلدة بصرى الحرير التابعة لدرعا .

وأعلن مصدر بالأمانة العامة للجامعة العربية أن اجتماع اللجنة الوزارية سيعقد صباح السبت، وسيركز على بحث الرد العربي على الموقف السوري الذي تضمنته رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالموافقة على توقيع اتفاق بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا بشروط، ولفت إلى أن اللجنة ستقوم برفع توصياتها لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي سيلتئم ظهر اليوم ذاته، لاتخاذ الإجراءات اللازمة بما يسهم في إنهاء الأزمة السورية ووضع حد للتوتر القائم وسفك الدماء .

وأوضح المصدر أن الجامعة العربية وجهت الدعوة أكثر من مرة للمسؤولين السوريين بضرورة التوقيع على اتفاق بعثة المراقبين، واستغلال الفرصة السانحة للدخول في حوار وطني شامل، وأعرب عن أمله بأن يتم حل الأزمة السورية عربياً، بعيداً عن أي تدخل أجنبي .

وكان أمين عام الجامعة العربية قد أعلن في، وقت سابق، أن اجتماعاً على المستوى الوزاري، سيعقد في غضون أسبوع أو عشرة أيام لبحث تطورات الأوضاع في سوريا، لكنه قال “إنه لم تتم الدعوة لاجتماع حتى اليوم (أمس)” .

غليون يؤكد ضرورة الحفاظ على أجهزة الدولة السورية

أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون أن المعارضين للنظام السوري يرغبون في الحفاظ على مؤسسات الدولة حتى لا تتكرر الأخطاء التي وقعت في العراق .

وقال غليون لمجلة “دير شبيغل” الأسبوعية الألمانية نشرت، أمس “لم تعد المعارضة على استعداد للتفاوض مع القتلة”، وأضاف “ولكنها مستعدة للتحدث الى سلطات مدنية وعسكرية لا تمثل النظام بل تمثل مؤسسات”، وتابع “لا نريد تكرار الأخطاء التي ارتكبت في العراق، نريد الحفاظ على المؤسسات العامة، بما في ذلك أجهزة الأمن والسلم الاجتماعي” . (أ .ف .ب)

قتلى واشتباكات مع منشقين بسوريا

قُتل اليوم ستة أشخاص على الأقل برصاص قوات الأمن السورية، وفي وقت تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش وعسكريين منشقين في درعا وإدلب، انطلقت صباح اليوم الانتخابات المحلية وسط إقبال محدود من قبل الناخبين.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن خمسة أشخاص قتلوا اليوم على أيدي قوات الأمن، ولقي ثلاثة من القتلى مصرعهم في محافظة إدلب وثلاثة في حماة وقتيل في حمص.

وتواصلت لليوم الثاني الاشتباكات بين الجيش والمنشقين، فقد اندلعت مواجهات منذ الفجر بين الطرفين في محافظتي إدلب ودرعا، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد، ومقره لندن، إن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد بإدلب استخدمت الأسلحة الثقيلة مستهدفة المنازل الخاصة خلال الاشتباكات التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح اليوم.

وفي درعا هاجمت مجموعة من المنشقين عن الجيش حافلة تقل قوات أمن حكومية اليوم الاثنين مما أدى إلى إصابة عدد منهم، وفقا للمرصد.

إضراب الكرامة

يأتي ذلك موازاة مع اليوم الثاني من “إضراب الكرامة” الذي دعا إليه الناشطون ضمن سلسلة من الخطوات التصعيدية التي ترمي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على النظام السوري.

وأوضحت الهيئة العامة أن ما أسمتها “كتائب الأسد” اقتحمت  منذ الصباح الباكر كلا من داعل وكفر شمس وسحم الجولان  وطيبة الإمام والكرك الشرقي وجاسم وخربة غزالة وابطع واليادودة في محافظة درعا بهدف كسر الإضراب واعتقال كل من يساهم بفعالياته.

وأشارت إلى أن السلطات لجأت إلى إقامة عشرات الحواجز بحمص بهدف منع أهاليها من التجمع في الساحات الكبرى واعتقال الناشطين، إضافة إلى اقتحام الأحياء السكنية التي تخرج فيها المظاهرات.

ويأتي الإضراب في إطار سلسلة فعاليات احتجاجية تمتد إلى نهاية العام الجاري، و”ذلك بغية التأكيد على سلمية الحراك الثوري”، بحسب الناشطين.

وتشمل المرحلة الأولى من “إضراب الكرامة” إقفال الحارات الفرعية، والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية، وإغلاق الهاتف الجوال. وتتضمن المرحلة الثانية البدء في إضراب المحال التجارية.

أما المرحلة الثالثة، فتشمل الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. ويسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة.

وستستهدف المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة الأخيرة.

انتخابات محلية

من جانب آخر قالت وكالة الأنباء السورية إن أكثر من 42 ألف مرشح يتنافسون على أكثر من 17 ألف مقعد في انتخابات مجالس الإدارة المحلية التي تنظم اليوم، وأشارت إلى أن انتخابات اليوم تأتي في إطار قانون الإدارة المحلية الجديد.

وفتحت مراكز التصويت في أول انتخابات منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس/آذار الماضي عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إنها لاحظت إقبالا ضعيفا في أحد مراكز الاقتراع في دمشق حيث وضع 61 ناخبا بطاقاتهم في الصندوق منذ افتتاح المكتب.

في المقابل قلل عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني من أهمية هذه الانتخابات، واعتبر أنها تعبر عن “تخبط” النظام السوري، وأن الشعب السوري عبر عن رأيه بشكل واضح من خلال الإضراب في جميع المحافظات والمدن السورية.

نائب أردني: جهات سورية هددتني بالقتل

محمد النجار-عمّان

قال النائب في البرلمان الأردني علي الخلايلة إنه تعرض لتهديدات بالقتل من قبل جهات قال إنها سورية ردا على انتقادات لاذعة وجهها الخلايلة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد قبل أيام.

وأكد الخلايلة -في اتصال مع الجزيرة نت- أن شخصا اتصل به السبت الماضي من رقم صادر من سوريا وأبلغه بأن رأسه سيتم قطعه خلال أيام.

وأشار الخلايلة إلى أنه طلب من الشخص إبلاغ نظام الرئيس السوري بشار الأسد بضرورة تحضير أوراق دفاعه استعدادا للمحاكمة التي سيواجهها قريبا أمام المحكمة الجنائية الدولية التي ستنظر في جرائمه بحق الشعب السوري، وفق وصفه.

وجاء التهديد للبرلماني الأردني بعد أيام من خطاب ألقاه الخلايلة في البرلمان اعتبر فيه أن إسقاط نظام الأسد مصلحة للشعب السوري وللأردن أيضا.

وقال الخلايلة خلال مناقشات الثقة بحكومة عون الخصاونة الأسبوع الماضي إن النظام السوري الحالي حاول احتلال الأردن عام 1970، مشيرا إلى أن التهديد لن يثنيه عن الدفاع عن الشعب السوري وحقه بالحرية.

وفي السياق، أكد النائب جميل النمري -للجزيرة نت- أنه جرى إبلاغ رئيس مجلس النواب ومن خلاله رئيس الحكومة الأردنية بالتهديد الذي تعرض له النائب الخلايلة.

وأشار النمري إلى أن البرلمان سيتخذ الموقف المناسب من هذا التهديد الذي قال إنه يتعدى على السيادة الأردنية وعلى ممثلي الشعب الأردني.

وقال النمري “لا نستغرب تهديد برلماني أردني من نظام يرتكب كل هذه الجرائم بحق الشعب السوري”.

يذكر أن الشارع الأردني يشهد انقساما حيال الأزمة في سوريا، ففيما يرى مثقفون يساريون وقوميون أن ما تتعرض له دمشق “مؤامرة ضد نظام الممانعة”، فإن الحركة الإسلامية وشرائح أخرى واسعة بينهم علمانيون يرون فيها ثورة ضد الظلم وتستحق الدعم.

أما الموقف الرسمي فقد شاركت عمان في جهود الجامعة العربية لوقف العنف في سوريا لكن السلطات الأردنية طلبت بعض الاستثناءات من حزمة العقوبات التي فرضتها الجامعة على نظام الأسد. وكان الملك الأردني عبد الله الثاني قد قال في لقاء صحفي إنه لو كان مكان الرئيس السوري لاستقال من منصبه.

نفت الحكومة الأردنية بشدة الأنباء التي نشرتها مواقع إخبارية أجنبية عن وجود قوات أميركية أو تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) قرب الحدود الأردنية مع سوريا.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة الأردنية راكان المجالي -للجزيرة نت- إنه لا صحة لهذه الأنباء التي وصفها بالبعيدة عن الحقيقة و”أبعد مما يمكن التفكير فيه على الإطلاق”.

وأشار إلى أن الموضوع السوري بالنسبة للأردن “دقيق وحساس ومتداخل ولا صحة لأي أنباء تتحدث عن وجود قوات أجنبية في الأردن قرب الحدود مع سوريا”، وتابع “هذا الحديث غير وارد على الإطلاق”.

وجاء هذا النفي ردا على ما أوردته مواقع إخبارية بريطانية اليوم عن وجود قوات تابعة للناتو والجيش الأميركي في الأردن قرب الحدود مع سوريا.

وأورد أحد هذه المواقع أنباء عن عدم مغادرة قوات أميركية وصلت من العراق للأراضي الأردنية، في حين قدر محللون في عمان أن هذه القوات في طريقها للمغادرة كون الأردن أحد ممرات القوات الأميركية من وإلى العراق.

ونقل الموقع عن المعارض السوري نزار نيوف في مقابلة مسجلة معه حديثه عن أن القوات الأميركية تعمل على إنشاء مركز للسيطرة في منطقة حوشا القريبة من الحدود الأردنية السورية.

ولم يؤكد سكان مناطق قرب الحدود الأردنية مع سوريا وجود أي قوات غير أردنية في مناطقهم، غير أنهم قالوا إنهم لاحظوا زيادة في تحركات القوات الأردنية الموجودة في القواعد القريبة من سوريا.

إلا أن السكان قالوا إن هذه التحركات زادت مع زيادة تدفق اللاجئين السوريين الهاربين عبر الحدود ممن يسمح لهم الأردن بالدخول لأراضيه لدواع إنسانية بحتة.

وكان الأردن طلب من الجامعة العربية استثناءه من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على سوريا، لا سيما في مجالي الطيران والتجارة، ولم ترد الجامعة حتى الآن على الطلب الأردني.

انتخابات بسوريا مع تواصل القمع

فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها اليوم الاثنين أمام الناخبين السوريين للتصويت في الانتخابات المحلية في ظل استمرار حملة القمع التي تواجه بها السلطات المحتجين والتي أوقعت أمس الأحد 26 قتيلا في مختلف المدن السورية.

وقالت وكالة الأنباء السورية إن أكثر من 42 ألف مرشح يتنافسون على أكثر من 17 ألف مقعد في انتخابات مجالس الإدارة المحلية التي تنظم اليوم، وأشارت إلى أن انتخابات اليوم تأتي في إطار قانون الإدارة المحلية الجديد.

في المقابل قلل عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني من أهمية هذه الانتخابات، واعتبر أنها تعبر عن “تخبط” النظام السوري، وأن الشعب السوري “عبر عن رأيه بشكل واضح من خلال إضراب عام في جميع المحافظات والمدن السورية أمس”.

وتأتي هذه الانتخابات في ظل استمرار الاحتجاجات المطالبة بسقوط النظام، فقد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مواطنا سوريا قتل وأصيب خمسة آخرون إثر إطلاق النار من قبل قوات الأمن خلال حملة مداهمة بمدينة إدلب شمال سوريا، مشيرا إلى أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات الأمن ومنشقين من الجيش السوري.

واقتحمت قوات أغلبها من اللواء 12 المدرع المتمركز في بلدة إزرع -التي تبعد 40 كيلومترا من الحدود الجنوبية مع الأردن- مدينة بصرى الحرير القريبة، وقال ناشطون إن أصوات انفجارات وطلقات للمدافع الآلية سمعت في المدينة وفي اللجاة، وهي منطقة تغطيها التلال الصخرية شمال البلدة حيث يختبئ المنشقون.

حصيلة أمس

وكانت لجان التنسيق  المحلية قد أكدت أن 26 قتيلا سقطوا أمس في أول أيام “إضراب الكرامة”، وأوضحت الهيئة العامة للثورة السورية أن من بين القتلى إمرأة وأربعة أطفال أحدهم عمره سنة ونصف السنة.

وقال ناشطون إن مدينتي مورك وكفر زيتا بريف حماة تعرضتا لاقتحام، وإن عدة أحياء في حماة شهدت إطلاق نار وتكسيرا للمتاجر التي استجاب أصحابها لدعوة الإضراب. وقال مجلس ثوار محافظة حماة إن المدينة شهدت تحليقا مكثفا للطيران.

وفي جامعة دمشق سجل التزام شبه كامل بالإضراب في كليات الطب البشري والهندسة المعلوماتية والاقتصاد. كما شهدت مدن محافظة درعا التزاما كاملا بالإضراب، وكسرت قوات الأمن أبواب المحال التجارية المضربة في محاولة لكسر الإضراب.

وبث ناشطون سوريون معارضون صورا على الإنترنت في مدينة القامشلي تظهر إقفال المحال التجارية في أول أيام الإضراب.

وقال ناشطو الثورة السورية إن عناصر الشبيحة حطمت واجهات المتاجر المشاركة في الإضراب اليوم في مدينة كفر نبل بمحافظة إدلب، حسب صور على الإنترنت.

الوضع بالعاصمة

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أن المحلات في الأسواق الرئيسية بالعاصمة دمشق كالحمراء والصالحية ومدحت باشا قد فتحت أبوابها رغم أن الحركة في الأسواق كانت أقل من المعتاد، وتجاوبت بعض الأحياء بشكل أكبر مثل برزة والقابون.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن في بعض الأحياء على أطراف دمشق أجبرت أصحاب المتاجر على فتح متاجرهم.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد -الذي يتخذ لندن مقرا له- إن أصحاب المتاجر أجبروا على الذهاب إلى متاجرهم وأمروا بفتحها، ولما رفضوا حطمت قوات الأمن أبواب المتاجر وفتحتها.

وذكر بعض سكان دمشق أنهم تلقوا رسائل نصية على هواتفهم المحمولة قيل إنها من وزارة الداخلية تدعو المواطنين إلى عدم الإضراب. وقال أحد السكان “قالت الرسالة إنه يجب عدم التأثر بدعوات بعض الجماعات لإضراب عام علينا أن نركز على بناء الوطن لا على تدميره”.

وحظرت سوريا دخول معظم الصحفيين المستقلين مما يجعل التحقق من مدى المشاركة في الإضراب أمرا صعبا.

وكان ناشطون قد دعوا “الموظفين والعمال في كل مؤسسات الدولة داخل سوريا وخارجها إلى الإضراب”، موضحين أن هذا الإضراب “خطوة باتجاه العصيان المدني لقطع الإمكانات المالية للنظام التي يستخدمها في قتل أطفالنا”.

وأوضحت لجان التنسيق المحلية أن خطوات أخرى ستلي الإضراب مثل قطع الطرقات واعتصامات وإضرابات في وسائل النقل وغيرها.

كاتب: السوريون هم من يسقط النظام

يرى الكاتب مهدي حسن من مجلة نيو ستيتسمان البريطانية من الجناح اليساري أن السوريين بجميع أطيافهم وأعراقهم هم الذين يستطيعون الإطاحة بالنظام، ويعتبر التدخل العسكري الأجنبي في سوريا كارثة.

ويقول حسن في مقال نشرته صحيفة ذي غارديان إن سوريا دولة بوليسية يصدر فيها نظام البعث وعلى رأسه الرئيس بشار الأسد أوامر القتل، خلافا لما أبداه الأسد من “تضليل وإنكار” في مقابلته مع محطة تلفزيونية أميركية.

ويدحض الكاتب ما يعتقده البعض من أن مقابلة الأسد تعتبر دليلا على اتخاذ الموقف الدفاعي وبالتالي فإن أيامه معدودة، مشيرا إلى أن مليشياته الشبيحة “مضت دون رحمة في قتل المتظاهرين وتعذيبهم”.

ويتابع أن النظام السوري أثبت قدرته على المراوغة والتملص من الأزمات، ويدلل على ذلك بأزمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وخروج النظام في سوريا من الأزمة “سالما” بعد تعرضه لضغوط دولية، بل “أكثر قوة من ذي قبل”.

وينقل الكاتب عن فلينت ليفيريت -وهو محرر سابق لشؤون الشرق الأوسط لصالح مجلس الأمن القومي الأميركي ووكالة المخابرات المركزية- قوله “ليس هناك ما يشير إلى أن نظام الأسد سينفجر بالفعل، أو إلى وجود سيناريو مقبول تستطيع (المعارضة) من خلاله أن تتسلم السلطة”.

ويتفق حسن مع ليفيريت في وضع كلمة المعارضة بين قوسين لأنه يعتقد أنه لا توجد حركة معارضة موحدة تقف في وجه الأسد.

ويرى كاتب المقال أن الجماعات المنشقة متنوعة ومنقسمة على نفسها بحكم تعدد الفئات الدينية والعرقية في البلاد، وهو ما يحول دون توافقهم على الأساليب أو الأهداف.

أوجه التوترات

ويستعرض الكاتب ما يراه من توترات بين فئات المعارضة، أكبرها –حسب تعبيره- التوتر بين المعارضة في المنفى والمحتجين في الشارع السوري، الذين يقولون إن عشرات المؤتمرات التي عقدت في الخارج لم تثمر شيئا.

والتوتر الثاني –كما يقول حسن- بين المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر، فبينما يستعبد الطرف الأول اللجوء إلى العنف والتحول إلى المقاومة المسلحة، بدأ الطرف الثاني بشن هجمات على الجنود السوريين.

وهناك أيضا توترات عرقية وطائفية تعصف بالمعارضة السورية التي حاولت جاهدة أن تقلل من شأن حقيقة أنها منبثقة من الأغلبية السنية وترفض أي مزاعم بأنها توجه الاحتجاجات نحو الأقلية العلوية التي تحكم البلاد.

التدخل العسكري

ويعتبر الكاتب أن التدخل العسكري الأجنبي في سوريا سيحدث كارثة، ولا سيما في ظل غياب الاحتمال بإصدار قرار أممي –كما حدث مع ليبيا- أو حتى دعوة عربية للتدخل العسكري.

ومن الناحية اللوجستية، فإن فرض منطقة حظر الطيران لن يحمل قيمة كبيرة في سوريا -من وجهة نظر الكاتب- لأن القوات السورية تنفذ عمليات على نطاق ضيق ضد المدنيين العزل، ولا تشن هجمات واسعة أو ضربات جوية.

وفي الختام يرى الكاتب أن نجاح الاحتجاجات الشعبية مرهون بتكاتف جميع السوريين من كافة الطوائف للإطاحة بنظام الأسد.

باراك: سقوط الأسد نعمة للشرق الأوسط

اجتماعات عربية ودولية حول سوريا

كشف مصدر دبلوماسي عربي يوم الأحد أنه تقرر عقد اجتماعين عاجلين للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية واجتماع غير عادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية برئاسة دولة قطر يوم السبت المقبل بالقاهرة وذلك لمناقشة تطورات الأوضاع على الساحة السورية، في حين يستمع مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين إلى تقرير بشأن تطورات الأوضاع في سوريا.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن المسؤول العربي قوله “إن اجتماع اللجنة سيكون الساعة العاشرة من صباح السبت المقبل بمقر الجامعة العربية، وسيبحث الرد العربي على الموقف السوري الذي تضمنته رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالموافقة على توقيع اتفاق بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا بشروط”.

وأوضح أن هذه اللجنة سترفع توصياتها لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي سيلتئم في الساعة الواحدة من ظهر اليوم نفسه لاتخاذ الإجراءات اللازمة بما يسهم في إنهاء الأزمة السورية ووضع حد للتوتر القائم وسفك الدماء.

وأشار المصدر إلى أن الجامعة العربية وجهت الدعوة أكثر من مرة إلى المسؤولين السوريين بضرورة التوقيع على اتفاق بعثة المراقبين، واستغلال الفرصة السانحة للدخول في حوار وطني شامل، معربا عن أمله في أن يتم حل الأزمة السورية عربيا، ودون أي تدخل دولي.

 وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد قال إن اجتماعا للجامعة سيعقد في غضون أسبوع أو عشرة أيام لبحث تطورات الأوضاع في سوريا، لكنه أضاف أنه “لم تتم الدعوة إلى اجتماع حتى اليوم”.

جاء ذلك في تصريحات صحفية على هامش أعمال المنتدى الرابع للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي بدأ أعماله الأحد بالعاصمة القطرية الدوحة.

وقال العربي إن المتفق عليه حتى الآن هو أن يكون حل الأزمة السورية عربيا وفي الإطار العربي، رافضا التعليق على الاتجاه إلى التدويل، وقال إن القرارات سوف يسري مفعول تطبيقها بحلول 27 من الشهر الجاري.

وأعاد العربي القول إن الجامعة العربية قد تلقت ردين من سوريا بطلب إيضاحات واستفسارات وتعديلات، وأردف قائلا “كان ردنا بصعوبة الرد عليها ورأينا عرضها على الاجتماع الوزاري”.

وأضاف العربي أن سوريا طلبت اعتبار كافة القرارات التي اتخذت من الجامعة العربية في غياب سوريا لاغية، “وهذا أمر يعلمون جيدا أنه لا يستطيع أن يقرر فيه إلا الاجتماع الوزاري الذي أصدر هذه القرارات”.

وتواجه سوريا عقوبات من الدول العربية ردا على حملتها العنيفة على الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد.

ومددت الدول العربية على نحو متكرر المهلة التي منحتها لسوريا للموافقة على الخطة التي تقضي بأن يشرف مراقبون عرب على سحب القوات السورية من المدن التي تشهد الاحتجاجات. وانتهى آخر تمديد في الرابع من الشهر الجاري.

مجلس الأمن

على الصعيد الدولي، يستمع مجلس الأمن الدولي الاثنين إلى تقرير بشأن تطورات الأوضاع في سوريا.

ويتوقع أن يعقد المجلس بطلب فرنسي اجتماعا مغلقا للاستماع إلى مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، لإطلاع المجلس على أحدث التطورات التي تشهدها سوريا، وبالأخص عمليات التصدي العنيف التي تقوم بها السلطات السورية للمتظاهرين.

وكانت بيلاي قد طالبت الرئيس السوري بالسماح لفرق الأمم المتحدة بدخول الأراضي السورية للتحقق من روايته للأحداث.

ويرفض الأسد السماح لمراقبين تابعين لجهتي تحقيق بالأمم المتحدة بدخول سوريا، ويقاوم مطالبات الجامعة العربية له بقبول مراقبين رغم تعرضه لعقوبات إقليمية، إضافة إلى العقوبات الأميركية والأوروبية.

وكانت بيلاي قد قالت إن نحو أربعة آلاف قتيل سقطوا منذ بدء الاحتجاجات في سوريا، في حين يقول ناشطون إن نحو 4600 سوري قتلوا في الاحتجاجات و”القمع” الذي تقوم به الحكومة على مدى تسعة أشهر.

باراك والأسد

على صعيد ذي صلة ذكرت وكالة الأنباء النمساوية أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قال الأحد إن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيكون “نعمة” لمنطقة الشرق الأوسط وضربة لـ”محور إيران -حزب الله”.

وقالت الوكالة إن باراك أعلن خلال مؤتمر في فيينا أن “سقوط الأسد سيكون نعمة لمنطقة الشرق الأوسط”. وأضاف أن “أسرة الأسد محكوم عليها ولا أحد يعلم ماذا سيحصل لاحقا”.

وبحسب بيان نشرته وزارة الدفاع الإسرائيلية قال باراك “شهدنا في الأيام الماضية معارك بين القوات الموالية لأسرة الأسد والمعارضة”.

وأضاف البيان “إنه استمرار لأفول نجم أسرة الأسد الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط نظامه. لا يمكننا التكهن بما سيحصل (لاحقا). في أي حال ستكون ضربة موجهة إلى محور إيران -حزب الله”.

حوار القتلة

من جهته استبعد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون إجراء مفاوضات مع نظام بشار الأسد، وقال إن “المعارضة ليست على استعداد للتفاوض مع القتلة”، لكنه أضاف أنه منفتح على محادثات مع مسؤولين مدنيين وعسكريين لا يمثلون السلطات.

وأوضح “نحن لا نريد تكرار الأخطاء التي ارتكبت في العراق، نحن نريد الاحتفاظ بالمؤسسات العامة، بما في ذلك القانون وأجهزة النظام والسلم الاجتماعي”.

وأكد غليون في مقابلة تنشرها مجلة دير شبيغل الألمانية اليوم الاثنين أن “كل الوسائل الدبلوماسية” لم تستنفد بعد في محاولات حل الأزمة الدامية في سوريا.

حكومة وانتخابات

أما على الصعيد الرسمي، ففي ظل أعمال العنف الدامية تتأهب حكومة الأسد لإجراء انتخابات بلدية الاثنين، وقد ناشدت المواطنين الإقبال بكثافة على الاقتراع وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

باريس تتهم دمشق باستهداف جنودها

اتهمت فرنسا اليوم الأحد سوريا بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف قواتها في لبنان يوم الجمعة الماضي.

وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن باريس تعتقد أن سوريا مسؤولة عن الهجمات على قواتها في لبنان.

وأصيب خمسة جنود فرنسيين بانفجار قنبلة مزروعة استهدف دورية فرنسية تابعة لقوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان (اليونيفيل) في بلدة البرج الشمالي بجنوب لبنان قرب الحدود مع إسرائيل.

وقال جوبيه لراديو فرنسا الدولي اليوم الأحد “لدينا سبب قوي لاعتقاد أن هذه الهجمات جاءت من سوريا”، وأضاف “نعتقد أن هذا هو الأرجح لكن ليس عندي دليل”.

 ولدى سؤاله عن كونه يعتقد أن حزب الله اللبناني نفذ الهجوم نيابة عن دمشق رد جوبيه قائلا “بدون شك إنه الجناح العسكري لسوريا في لبنان”.

وكان جوبيه قد أدان في وقت سابق الهجوم على قوات اليونيفيل وأكد أن “فرنسا مصممة على مواصلة مشاركتها مع قوات اليونيفيل، ولن ترهبها أفعال مثل التفجير الذي استهدف دورية فرنسية”.

وتنتشر اليونيفيل في الجنوب منذ عام 1978، وقد توسعت مهامها وحجمها بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الصادر عام 2006. وتعتبر فرنسا من أكبر المشاركين في اليونيفيل، ويبلغ عدد كتيبتها فيها حاليا 1300 عنصر.

امتثالا للعقوبات الأوروبية

شركة نفط كندية تنسحب من سوريا

أعلنت شركة صنكور إنرجي الكندية أنها بصدد الانسحاب من سوريا امتثالا للعقوبات التي أعلنها الاتحاد الأوروبي في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري.

 وقالت صنكور -التي تتخذ من كالغاري مقرا لها- في بيان إنها تعمل على إجلاء عامليها الأجانب بشكل آمن بينما ستبقي موظفيها السوريين.

 ويجيء قرار صنكور بعد قرار مماثل من شل في الأسبوع الماضي.

 يشار إلى أن صنكور تزود سوريا بـ10% من احتياجاتها من الكهرباء عن طريق محطة إلبا في وسط البلاد.

 وشدد الاتحاد الأوروبي في وقت سابق هذا الشهر عقوباته على قطاع النفط السوري ووضع شركات مملوكة للدولة تشرف على التجارة والتنقيب في القائمة السوداء.

 وتستهدف الإجراءات الجديدة المؤسسة العامة للنفط الحكومية والمؤسسة السورية لتسويق النفط سيترول.

 وتأتي العقوبات في إطار جهود دولية لعزل حكومة الرئيس بشار الأسد.

 ويشكل النفط السوري أقل من 1% من الإنتاج العالمي اليومي لكنه يدر جزءا حيويا من عائدات الحكومة.

مناطق سورية تقاطع الانتخابات.. وبلدة تصوت بعبارات “ارحل” و”إعدام السفاح

موقع معارض: تعليمات أمنية بإجبار الموظفين على المشاركة

العربية.نت

شهد العديد من المناطق في سوريا مقاطعة تامة للانتخابات المحلية، فيما هاجم متظاهرون بعض مراكز الاقتراع في بلداتهم ومدنهم معلنين رفضهم للمشاركة في أي انتخابات يتم إجراؤها في ظل وجود النظام الحالي.

وذكرت مصادر لـ”العربية.نت” أن العديد من المرشحين في انتخابات الإدارة المحلية قد تم اختيارهم بالتزكية في محافظة درعا لعدم وجود العدد الكافي من المرشحين، وأشارت تلك المصادر إلى أن هذا الأمر ينطبق على كافة المناطق المتوترة.

ومن جانبها، ذكرت مواقع المعارضة أن العديد من مراكز الاقتراع تم اقتحامها من قبل المتظاهرين للتعبير عن رفضهم لتلك الانتخابات وخصت بالذكر بلدة مارع في محافظة حلب حيث قام طلبة المدارس بتحطيم صناديق الاقتراع الموجودة في الناحية وبفرع حزب البعث، ومرددين شعارات ترفض تلك “الانتخابات المفبركة جملةً وتفصيلاً”.

وفي بلدة القورية بمحافظة دير الزور، قام الأهالي بوضع أوراق في صناديق الاقتراع تحمل عبارات التأييد لـ”الثورة السورية” وتشيد بالمدن المنتفضة مثل حمص وحماة ودرعا ومن أبرز تلك العبارات “إعدام السفاح”، و”ارحل” و”يسقط”.

كما خرجت مظاهرات تدعو إلى مقاطعة الانتخابات والاستمرار في الإضراب في درعا وريف دمشق وحمص وإدلب وعامودا والقامشلي.

وكان موقع “كلنا شركاء” قال إن تعليمات أمنية صدرت لكل وزارات الدولة ومؤسساتها بإجبار موظفيها على الانتخاب، مشيرا إلى أنه لأول مرة سيجري تفقد للحضور، كما صدر- وفقا للموقع- تعميم لأعضاء حزب البعث بالتوجه لصناديق الانتخاب تحت طائلة المساءلة الحزبية.

وبالمقابل، قال وزير الإعلام السوري عدنان محمود إن تنظيم الانتخابات البلدية في سوريا، يثبت تصميم السلطات على إجراء إصلاحات سياسية.

وقال الوزير لوكالة “فرانس برس”: هذه الانتخابات جرت في توقيتها المحدد وفق البرنامج الزمني الذي وضع لعملية الإصلاح الشامل وتنفيذ القوانين والقرارات المرتبطة بها. وهذا يؤكد تصميم القيادة السورية والشعب السوري على المضي قدما في عملية الإصلاح وإنجازها على الأرض وفق برامجها الزمنية المحددة.

وتابع: “إن توقيت الانتخابات جاء في ظل ظروف وأحداث راهن فيها البعض على قطع الطريق على هذه الانتخابات من خلال الأعمال الإرهابية للمجموعات المسلحة وترويع المواطنين” مضيفا “وكان رهانهم خاسرا ومخيبا لآمالهم بفضل إرادة الشعب وعزمه على المشاركة ودعم عملية الإصلاح بما يحقق طموحاته وتطلعه لمستقبل سوريا المشرق”، على حد قوله.

جنبلاط: إطلاق الصواريخ من لبنان رسالة خطيرة من سوريا على حساب استقرارنا

دمشق تنفي أي علاقة لها بالهجوم على دورية للقوة الفرنسية

العربية.نت

قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان النائب وليد جنبلاط إن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على شمال إسرائيل هو رسالة خطيرة من الجيران (سوريا) قد تكون موجهة إلى فرنسا على حساب الأراضي اللبنانية والاستقرار اللبناني.

وقال جنبلاط في حفل تكريم قدامى الحزب: “هناك من يريد محلياً وإقليميا وعربياً ودولياً أن يخرج اليونيفيل من لبنان كي نعود الى المواجهة وربما إلى حرب جديدة”، وأضاف: “أتمنى على قيادة المقاومة أن تدرك خطورة الوضع وأن تؤكد على أن المصلحة اللبنانية فوق كل شيء”.

وكانت السلطات السورية نفت اليوم الاثنين “نفيا قاطعا” أي علاقة لها بالاعتداء الذي استهدف الجمعة في جنوب لبنان دورية فرنسية تابعة لقوات اليونيفيل الدولية.

وقال جهاد مقدسي المتحدث الرسمي باسم الخارجية السورية في بيان “تنفي وزارة الخارجية نفياً قاطعاً وجود أية علاقة لسوريا بهذا العمل المدان” منتقدا تصريحات وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه الأحد التي “تفتقد إلى أية أدلة” والتي قال فيها إن سوريا تقف “على الأرجح” وراء الاعتداء.

وأضاف مقدسي “إن مثل هذه التصريحات الصادرة عن وزير خارجية فرنسا وآخرين تفتقد إلى أية أدلة و تندرج في إطار الاتهامات الفرنسية المسبقة التي تفبرك وتزيف الحقائق حول سوريا” وتابع: “يبدو أن وزير خارجية فرنسا بات يمارس نظرية المؤامرة التي يتهم بها الآخرين”.

وكان جوبيه قال الأحد إن سوريا تقف “على الأرجح” وراء التفجير الذي استهدف الجمعة جنودا فرنسيين يشاركون في القوة التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.

وقال “لدينا من الأسباب القوية ما يدفعنا الى الاعتقاد أن هذا الاعتداء جاء من هناك” في إشارة الى سوريا، معتبرا أن دمشق تستخدم حزب الله في هذا النوع من الهجمات.

إلا أن جوبيه تدارك “ليست لدي أدلة، إلا أنه (حزب الله) ذراعها (سوريا) المسلحة إذا صح القول، وقد دعونا مجددا الحكومة اللبنانية لحماية قوة اليونيفيل” التابعة للأمم المتحدة والتي تنتشر في جنوب لبنان.

وتنشر فرنسا 1300 جندي في جنوب لبنان في إطار قوة اليونيفيل التي يبلغ عدد عناصرها 12100 جندي.

رئيس إعلان دمشق بالمنفى: على السوريين الجمع بين النضال السلمي والدفاع عن النفس

روما (12 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

شدد معارض سوري بارز على ضرورة “تلازم النضال السلمي للثورة السورية مع النضال المسلح للدفاع عن النفس”، وشدد على “ضرورة دعم الجيش السوري الحر المنشق” عن الجيش النظامي، وأعرب عن قناعته “بعجز النظام عن إشعال حرب أهلية” في سورية

وقال رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر عبد الرزاق عيد، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “قد تطول الأزمة إلى أشهر أخرى إذا ما ظل النظام يعمل على تطييف المواجهة، أي تحويلها إلى حرب طائفية”. ورأى أن ” النظام السوري سيكون الخاسر الطبيعي فيها وفق معادلة حسابية ديموغرافية بسيطة، حيث الحرب الأهلية هي مواجهة متلاحمة بين سكان تُسقط التفوق التقني العسكري ليحل محله التفوق الفيزيولوجي البشري والعدد السكانيط، إلا أنه رأى “أن ذلك سيطيل من عمر الأزمة الوطنية، وسيكلف البلد مزيداً من الضحايا والخسارات البشرية، ولن يستفيد من استطالتها سوى النظام، حتى ولو كانت الخسارة هي النهاية الطبيعية له، لأنه سيسعى لتفجير حرب أهلية تستند على أقلية من السكان لا تتجاوز عشرة في المائة”، على حد تقديره

وعن قوة الاحتجاجات، قال “لا أظن أنها ستخف بعد تسعة أشهر، فكنا قلقين في الشهور الأولى، أما اليوم فبعد هذه الانهدامات والتفككات في بنية الجيش وتحول عشرات الآلاف من الجنود والمتطوعين إلى قوى رادعة فعلية على الأرض، فإنها ستتحول إلى بؤرة التهابية مزمنة قد تطول تفاعلاتها لسنوات إذا لم تجد حلاً سياسياً لها على الأرض، وهو حل فقده نظام المافيا والميليشيات إلى الأبد، حيث يستحيل لهذا النظام أن يستولي من جديد على الوطن، ويستحيل للشعب أن يعود إلى بيت الطاعة، كما ويستحيل أن يسلّم عشرات آلاف المسلحين والمقاتلين سلاحهم ليُشنقوا، هذا عن النسق الداخلي أما عن النسق الدولي فإنه لن يسمح موضوعياً وعالمياً بتكرار تجربة الأسد الأب في إبادة شعبه” وفق تقديره

وعن ثقة النظام السوري بقدرته الكاملة على إحباط الثورة، قال “يستمد النظام هذه الثقة من قناعة راسخة، كقناعة القذافي وصدام حسين، بأنهم لن يتركوا حكم البلد وفيه حجر فوق حجر، ومن اعتقاد راسخ بأنهم لا يستطيعوا العيش إلا كحاكمين وميليشيات لا كمواطنين، وبسبب أوهامهم هذه يضخمون دور العوامل المساعدة كحلفهم الطائفي مع إيران وحزب الله، بالإضافة إلى مراهنتهم على التشدد الروسي الذي باع باع أصدقاء له من قبل” وفق قوله.

وعن الخشية من اشتعال حرب أهلية، قال المعارض السوري الذي يعيش في المنفى “لو استطاع النظام ذلك لقام به منذ تسعة أشهر، راهن كثيراً على هذا البعد لكنه عجز عن ثقب جدار وحدة الوعي الوطني، كما أن بعيدي النظر استشعروا من أن الحرب الأهلية قد تكسبهم معركة مؤقتة لكنها لا تكسبهم حرباً فهي ستهزمهم استراتيجياً، أي يمكن أن يكسبوا معركة لكنهم سيخسرون حرباً مرعبة في درجة نتائجها الإبادية” حسب تعبيره

وحول ضرورة استمرار سلمية المظاهرات، قال عيد “لقد راهن غاندي على النضال السلمي في مواجهة عدو متمدن ـ وفق توضيحه لمعنى خياره السلمي ـ يتأسس على دولة القانون، حيث تحرج العدو سلمياً بوضعه وجهاً لوجه أمام قوانينه التي لا يحترمها، لكن عندما تكون في مواجهة سلطة تقتل شعبها بروح عدائية ثأرية انتقامية تبلغ بها أحقادها أن تقتل الأطفال وبنظام لا يخيف إلا أهله ولا يهزم إلا شعبه ومحيطه من أهل قومه العرب، فإن النضال السلمي ضده لا يفيد لوحده فقط، لأنه ليس له منظومة قانونية أو حقوقية تحرجه مخالفتها، حيث النظام يتأسس بنيوياً على فلسفة الميليشيات والمافيا كما أصبح معروفاً عالمياً”. وأضاف “على هذا فإن النضال السلمي ستكون جدواه بالنسبة لنا في كسب المعركة الأخلاقية تتوقف عند كسب المعركة عالمياً فقط، حيث تضع العالم والمجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية بوصفه مجتمعاً متمدناً يحترم القوانين، ولهذا فإنه من السذاجة بمكان أن لا يجمع الشعب السوري بين النضال السلمي والمسلح للدفاع عن النفس وعن الشعب المتظاهر الأعزل، أي النضال السلمي ذي المردودية الأخلاقية الدولية تجاه نظام خارج على القانون الدولي والوطني ومجموعة عصابات بلا أخلاق ولا قيم ولا ضمير، والعمل المسلح ذي الطبيعة الدفاعية كما هو عليه الجيش الوطني الحر الذي ينبغي دعمه على كل المستويات”. وشدد على أن الجيش الوطني الحر “ليس إلا ظاهرة طبيعية غريزية عبرت عن ردة فعل الجندي الذي يرفض أن يطلق النار على أهله فقرر أن يدافع عن شعبه، وهو نتاج تراكم شهور من الفرار الجماعي من الجيش المتوازي مع الإبادة الجماعي” حسب تأكيده

سورية: انتخابات محلية وتقارير عن استمرار أعمال العنف

الحكومة السورية تقول إن الانتخابات تعد دليلا على تصميم الحكومة على اجراء اصلاحات سياسية

يواصل الناخبون فى سورية الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات المحلية التى تقول السلطات إنها ستكون اكثر ديمقراطية من تلك التي اجريت في الماضي في الوقت الذي دعت فيه المعارضة إلى مقاطعتها وبدء إضراب عام.

وتأتي الانتخابات تزامنا مع ورود تقارير عن تواصل الاشتباكات في عدد من المدن السورية الاثنين بين القوات الحكومية ومنشقين عن الجيش ما أسفر عن سقوط سبعة قتلى حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتواصلت عمليات الاقتراع في المدن والبلدات السورية لاختيار مرشحين في انتخابات لمجالس الإدارة المحلية في ظل قانون الإدارة المحلية الصادر في أغسطس/آب الماضي بهدف تعزيز اللامركزية الإدارية.

ويتنافس في الانتخابات 43 ألف مرشح للفوز بأكثر من 17 ألف مقعد في المجالس المحلية.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا أن وزارة الداخلية السورية وزعت على المقار الانتخابية ” الحبر السري” لمنع وقوع عمليات تزوير وضمان النزاهة.

من جانبه قال وزير الاعلام السوري عدنان محمود إن تنظيم الانتخابات البلدية رغم الاحتجاجات الشعبية يثبت تصميم السلطات على اجراء اصلاحات سياسية.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن قال الوزير لوكالة فرانس برس “هذه الانتخابات جرت في توقيتها المحدد وفق البرنامج الزمني الذي وضع لعملية الاصلاح الشامل”.

وأضاف أن “هذا يؤكد تصميم القيادة السورية والشعب السوري على المضي قدما في عملية الاصلاح وانجازها على الارض وفق برامجها الزمنية المحددة”.

اشتباكات

دعت المعارضة السورية إلى اضراب عام الأحد ومقاطعة الانتخابات المحلية

في غضون ذلك قال ناشطون سوريون إن الحملة الامنية والاشتباكات استمرت الاثنين وتركزت بشكل كبير في مدينة حمص وريف ادلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن السلطات أجبرت السكان في ادلب على التوجه إلى صناديق الاقتراع رغم تواصل أعمال العنف ما أدى إلى مقتل شخصين.

وأضاف المرصد أن أربعة أشخاص آخرين قتلوا في وسط مدينة حمص برصاص قوات الأمن.

وذكرت تقارير أخرى أن اشتباكات ضارية تجري بين قوات الأمن وعشرات الجنود المنشقين في محافظة درعا جنوبي البلاد.

وكان 18 شخصا قتلوا الأحد في عدة مدن سورية بينهم 11 شخصا في مدينة حمص وحدها وفقا لنشطاء سوريين.

تدفق

وذكرت وكالة الأنباء السورية أن الناخبين يتدفقون على مراكز الاقتراع ولكن لا يوجد أي أثر للعملية الانتخابية في المدن التي تشهد معارضة شديدة لنظام الحكم وفقا مراسل بي بي سي في تركيا المجاورة لسورية جوناثان هيد.

وأفادت التقارير بأن معظم المحال التجارية في هذه المدن مازالت مغلقة لليوم الثاني استجابة للاضراب العام الذي دعت إليه المعارضة.

ويقول مراسل بي بي سي إن الانتخابات لن تعني الكثير في الوقت الحالي وذلك لأن معظم الناخبين سيحجمون عن المشاركة في الانتخابات إما تضمانا مع المعارضة التي طالبت بمقاطعة الانتخابات أو خوفا من أعمال العنف.

وأضاف هيد إن مدينة حمص ثالث أكبر مدن سورية تشبه الآن ” منطقة حرب” مع تواصل المعارك المسلحة بين القوات الحكومية ومنشقين عن الجيش السوري.

من جانبه حذر المجلس الوطني الانتقالي السوري المعارض من أن الجيش السوري سيشن حملة عسكرية كبيرة على حمص.

وتمنع السلطات السورية دخول وسائل الإعلام العربية والغربية في البلاد لذا لا يمكن التحقق من صحة التقارير الواردة عن أعمال العنف.

ويواجه الرئيس السوري بشار الأسد ضغوطا دولية كبيرة لإنهاء حملة القمع التي تشنها القوات الحكومية ضد المحتجين على حكمه.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية العرب يوم السبت المقبل لمناقشة الرد السوري على مبادرة الجامعة العربية المقترحة لإنهاء الأزمة في سورية.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

سورية: وقوع احدى اشرس المعارك بين الجيش وجنود منشقين

دمشق نفت الاستعداد لعملية عسكرية ضخمة في حمص

قال ناشطون وسكان محليون ان القوات الحكومية السورية وعشرات جنود منشقين عن الجيش السوري خاضوا معركة عنيفة يعتقد انها واحدة من اقوى المواجهات منذ انطلاق الانتفاضة السورية المستمرة منذ تسعة اشهر.

وقال الناشطون ان قوات من الفرقة المدرعة الثانية عشرة، ومقرها بلدة الاسراء التي تبعد نحو 40 كم من الحدود مع الاردن، اقتحمت بلدة بصر الحرير الاحد، فيما شهدت سورية الاحد اضرابا عاما تلبية لدعوة من المعارضة.

ونقلت وكالة رويترز عن ربة بيت في البلدة، طلبت عدم ذكر اسمها، قولها انها سمعت اصوات اسلحة رشاشة ثقيلة من دبابات، وان اطفالها كانوا يبكون خوفا وذعرا.

وقال ناشطون ان الاضراب الذي دعت اليه المعارضة تسبب في شل الحركة التجارية في انحاء عديدة من العاصمة دمشق ومدن سورية اخرى.

وقالوا انه اكبر اضراب منذ بدأت الانتفاضة في مارس/آذار لاسقاط نظام حكم الرئيس السوري بشار الاسد.

ونقل عن ريما فليحان، العضوة في المجلس الوطني الانتقالي السوري، قولها “انها المرة الاولى التي نرى فيها المحال وقد اغلقت في العديد من ضواحي دمشق، وانتشر الاضراب الى معظم الضواحي والمحافظات الاخرى”.

واضافت ان الهدف “الوصول الى عصيان مدني عام يشمل كافة القطاعات لدفع النظام الى الانهيار”.

وقالت ان “الكلفة ستكون مزيدا من الضحايا، لكنها ستكون اقل من كلفة انتفاضة مسلحة نرى فيها النظام مصرا على البقاء لتدخل البلاد في سيناريو شبيه بليبيا”.

تدمير مدرعات

وتقول مصادر من داخل سورية إن الاشتباكات بين الجيش والمنشقين أسفرت عن احتراق ثلاث مدرعات سورية.

ويعرف عن منطقة بصر الحرير ومنطقة التلال شمالي البلدة انها مخبأ لمنشقين ومنطلق للهجوم على خطوط امداد الجيش السوري، وهي ملجأ آمن لهم نظرا لطبيعتها الجبلية التي تصّعب على الدبابات وقوات المشاة اقتحامها.

إلا أن القوات السورية دفعت بتعزيزات إليها من عناصرها المتمركزة في بلدة الاسراء على بعد 40 كيلومترا من الحدود مع الأردن.

ويوجد في المنطقة كهوف تساعد المنشقين على الاختباء وممرات سرية يمكن استخدامها للوصول إلى ريف دمشق بحسب ما يقول الناشطون.

الحكومة تتوعد

وقالت بعض الانباء ان الحكومة هددت اصحاب المحال المضربين باتلاف محلاتهم ومصادرتها ان هم اصروا على اقفالها.

كما قال عضو المجلس الوطني السوري زيور عمر ان الاضراب يحظى بدعم واسع.

ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن ناشطين قولهم إن دعوة الاضراب قوبلت باستجابة كبيرة في حمص ومحافظة درعا وفي جبل الزاوية في ادلب قرب الحدود التركية، وحرستا ودوما قرب دمشق.

واتهم المرصد قوات الأمن السورية بتنفيذ حملات اعتقال ومحاولة إجبار التجار على فتح محلاتهم في المدن التي اضربت.

حمص

من جهتها أعربت فرنسا عن مخاوفها من أن تشن قوات الأمن هجوما على مدينة حمص.

وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية “تحذر فرنسا الحكومة السورية من انها ستحمل السلطات السورية مسؤولية اي اعمال ضد السكان في حمص”.

ويقول مراقبون إن ذلك يأتي تأكيدا للمخاوف التي تصاعدت في واشنطن ولندن وانقرة تجاه تقارير تحدثت عن استعدادات لعملية عسكرية ضخمة.

كما اتهمت باريس دمشق بانها وراء الهجوم الذي وقع على الاراضي اللبنانية الاسبوع الماضي.

وكانت دورية من خمسة جنود فرنسيين من عناصر القوات الدولية في لبنان (يونيفيل) قد تعرضت الجمعة لتفجير بلغم راضي اسفر عن اصابتهم بجروح متفاوتة.

وقالت مصادر امنية لبنانية ان التفجير، الذي وقع في الجزء الشرقي من صور، كان قويا واصاب سيارة دورية من نوع “جيب” كان يستقلها الجنود الدوليون.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

كيف هبط السوري الى مستوى شبيح؟

بهية مارديني :  كلنا شركاء

سألتني احدى الصحافيات التي تعمل في وكالة أنباء يابانية ماذا تعني كلمة الشبيحة في سوريا ، وما الفرق بينهم وبين البلطجية في مصر؟

أعتقد انه من المبكر جدا دراسة مرحلة التسعة شهور من الثورة السورية ، ولكن حتى لا انسى ساحاول فيما أكتبه ان اذّكر قلمي وعقلي ، وأشارككم ببعض علائم هذه المرحلة المهمة من تاريخ سوريا ؟

كما انه سؤال مهم ، فاصطلاح شبيح ، بحسب رأيي ، اكتشفه السوريون قبل اكتشاف المصريين لمصطلح البلطجية فليس هناك في مصر محافظة اللاذقية وعائلة الأسد وحزب البعث الحاكم للدولة والمجتمع وسيارات “الفور باي فور” بهذه الكثافة والتي يركبها اولاد المسؤولين و” يشفطون” بها في الشوارع وامام مدارس البنات.

لدي صديقة تعيش في اللاذقية في عام 2000 اضطرت الى تغيير منزلها ثلاث مرات خوفا من الشبيحة وهربا من جوار عائلة الاسد وأقاربهم و”كولباتهم” ومرافقتهم ، واعرف سيدة كانت تمشي وبناتها الثلاث الجميلات في خطوات محسوبة وخريطة مدروسة سابقا في شوارع اللاذقية خوفا من الشبيحة .

البلطجية في مصر يمارسون ” عملهم ” من اجل حفنة من الجنيهات وهم غالبا فقراء ، وقد يكون لهم تاريخ مسجل خطر وجهلاء ، أما الشبيحة في سوريا فغالبا هم يمارسون عملهم لحماية مصالحهم مع النظام وقد يكونوا حاصلين على شهادة عليا وليس لهم تاريخ او سجل اجرامي .

الشبيحة في سوريا تكاثروا فجأة ولا يمكن احصاء عددهم ولكنهم بالمقارنة مع بلطجية مصر وباحصائية بسيطة ونسبة وتناسب هم أكثر من بلطجية مصر واكثر اجراما لان بلطجية مصر قد يحملون عصا او “شنتيانة ” او سكين بينما بلطجية سوريا يحملون سلاحا .

كما ان صلاحيات شبيحة سوريا دون حدود ولا أحد يساءلهم فيما يفعلون ويرتكبون من جرائم ولهم “كارت بلانش ” في التحرك بلا حدود ودون رادع ، بينما بلطجية مصر لدى من يدفع لهم نقودا “ريموت كونترول” يحركهم به ويديرهم ولا يمشون الا حسب “الكاتلوك” .

لا اعتقد ان شبيح سوريا لديه وازع اخلاقي او ديني او انساني فهو يغمض عينيه ويقتل ، بينما بلطجي مصر لديه عدة مفاهيم واعتبارات يفتقدها الشبيح السوري.

المشكلة الكبرى أن شبيحة سوريا فلتوا من عقالهم ووصل أغلبهم الى أنه قد يكون اكثر اجراما من عناصر الجيش والامن واصبحت تراهم في كل مكان امام الجامعة والجامع وفي كل شارع يروّعون الناس ويسبقون الامن الى الاماكن الساخنة في محاولة لاثبات ولائهم كل يوم ولا يجب ان ننسى على سبيل المثال ان من يضرب الفتيات في كولبة الجامعة كانوا الشبيحة على مرأى من بعض عناصر الامن وأمن الجامعة .

هناك هم عام لدي لا استطيع تجاوزه أثناء كتابتي ، هو كيف وصل مفهوم التشبيح الى المعارضة السورية ؟ ، الحقيقة لا ادري كيف ولهذا حديث طويل بعد نجاح الثورة، ولكن اي كان يجب الغاء مفهوم التشبيح من حياتنا نحو بناء سوريا دولة الحق والقانون والتعددية والديمقراطية وهذا ليس ببعيد أومستحيل .

وليد المعلم لمسؤول أمني سوري: … «ضحّكتو العالم علينا»!

خاص : الراي الكويتية

نقلت مصادر ديبلوماسية عربية لـ «الراي» عن قريبين من وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان الاخير استاء كثيرا من عرض الشريط المفبرك في مؤتمره الصحافي الذي عقده بتاريخ 28 نوفمبر الماضي وانه قال لمسؤول امني سوري رفيع المستوى «ضحكتو العالم علينا».

واشارت المصادر الى ان عرض هذا النوع من الاشرطة «يعود حصريا الى اجهزة الامن والاستخبارات ولا علاقة لمسؤولي وزارة الخارجية فيه من قريب او بعيد إلا الديبلوماسيين المرتبطين اساسا بهذه الاجهزة او الذين رشحتهم الاجهزة اساسا الى مناصبهم».

وأضافت أن المعلم استفسر قبل المؤتمر الصحافي من بعض معاونيه و«تحديدا المرتبطين بالاجهزة» عن صدقية ما سيعرض فأجابوه بأن المسؤول الامني الكبير «ابو (…) اكد جديته وانه سيعطي قوة داعمة لحجج المعلم في مؤتمره»، ولكن بعدما كشفت التلفزيونات اللبنانية ان الشريط مفبرك ويعود لاحداث حصلت في لبنان قبل سنتين، غضب المعلم واتصل بـ «ابو (…)» وقال له ان العرض «ضحك العالم علينا» شارحا له انه (اي المعلم) يخوض معركة ديبلوماسية واعلامية حقيقية ضد دول بعينها تحرك الجامعة العربية، وانه نجح في شق صفوف الاجماع العربي بالحجة والمنطق اضافة الى ان «المقبل من الأيام يبشر بتحول سورية من الدفاع في ما يتعلق بمبادرة الجامعة الى الهجوم».

وختم حديثه متمنيا بأن يبعدوا عنه كأس «الشغل الامني لأنه ان لم يضرني (وهو اضرني) فإنه لن يفيدني، لأن القنوات التي اعمل من خلالها عربيا ودوليا لا تحتاج الى هذا النوع من الشغل».

وأوضحت المصادر ان استياء المعلم استمر بعد مؤتمره الصحافي خصوصا مع اصرار المدافعين عن النظام على ان الشريط حقيقي خلال اطلالاتهم على الفضائيات إلا انه رأى في الاعتراف الضمني للرئيس بشار الاسد بخلل بث الشريط لدى لقائه وفدا علمانيا لبنانيا «نوعا من التعويض المعنوي».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى