أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 02 تشرين الثاني 2015

 

 

 

 

«داعش» يقترب من فصل دمشق عن حلب… والساحل

باريس – رندة تقي الدين ؛ طهران – محمد صالح صدقيان ؛ بيروت، لندن، واشنطن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

اقترب تنظيم «داعش» مسافة نحو عشرة كيلومترات من الطريق الدولي بين دمشق من جهة وحلب والساحل معقل النظام السوري من جهة أخرى، بعد سيطرته «بسهولة» على بلدة مهين في ريف حمص إثر تفجير سيارتين و «انسحاب» الجيش النظامي من البلدة. في غضون ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» في باريس ان تركيز الطيران الروسي غاراته على المعارضة يؤدي إلى تقدُّم «داعش» على الأرض وليس قوات الجيش السوري، فيما انتقد مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي «ان تجتمع بلدان وتقرر مصير نظام ورئيسه» في إشارة الى بشار الأسد. وأشار وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال لقائه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الى «أهمية» بيان فيينا، مع استغرابه عدم تناول البيان «الإرهاب».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «تنظيم داعش سيطر بسهولة على بلدة مهين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، إثر تفجيرين انتحاريَّين واتفاق مع مسلحين في البلدة شنّوا هجوماً من الداخل» ليخرقوا هدنة مطبّقة منذ نحو سنتين مع قوات النظام. وقال مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس»: «إثر تفجير سيارتين على حواجز للجيش عند المدخلين الشرقي والغربي للبلدة، اندلعت اشتباكات بين الطرفين استمرت ساعتين، بالتزامن مع انسحاب تدريجي للجيش» النظامي.

وتطل بلدة مهين على طريق حمص – تدمر المقطوعة منذ سيطرة «داعش» على تدمر في 21 أيار (مايو). وبعد دخول بلدة مهين «تقدم داعش باتجاه قرية صدد التاريخية ذات الغالبية المسيحية والتي تبعد نحو 14 كيلومتراً من طريق دمشق – حلب الدولي، ودارت في محيطها اشتباكات مع قوات النظام»، وفق «المرصد» الذي أشار لاحقاً إلى دوي انفجار عند أطراف بلدة صدد. وفي حال سيطر «داعش» على هذه المناطق، يعزل دمشق عن حلب ثاني أكبر مدينة في سورية ومدن الساحل السوري، معقل النظام والطائفة العلوية.

 

أقفاص

وأفادت صفحة «المجلس البلدي لمدينة دوما» على «فايسبوك» أمس بأن «الثوار وضعوا الأسرى من الذين وقعوا في أيديهم في عملياتهم السابقة، في أقفاص نشروها في المناطق السكنية التي تتعرض للقصف دائماً، وذلك استجابةً لمطالب أهالي الغوطة» الشرقية لدمشق. وأضافت: «نشر الثوار في الغوطة منذ أمس مئة قفص، في كل منها حوالى 7 أشخاص، والخطة ماضية لصنع ألف قفص ونشرها في الغوطة الشرقية». ونبّهت إلى أن هذه الخطة تلت تعرُّض دوما لقصف عنيف، آخره الجمعة الماضي حين جرح وقتل أكثر من 600 شخص.

في باريس، قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» إن القيادة الروسية تعترف لمحاوريها بأن هدف تدخلها العسكري في سورية هو دعم الأسد وحماية قاعدتها البحرية العسكرية في طرطوس، ومصالحها العسكرية وإعادة دفع نفوذها في الشرق الأوسط. وتابعت ان مشكلة تدخل موسكو أن الروس لا يقاتلون «داعش» بل المعارضة وهذا يؤدي إلى تقدُّم التنظيم على الأرض في سورية، لا تقدُّم قوات الجيش النظامي. وزادت ان من المبكر القول إن الروس باتوا في مستنقع، لكنهم سيصبحون في مأزق عسكري.

في طهران، قال خامنئي بعد يومين على اجتماع فيينا بمشاركة سبعة عشر بلداً وغياب أطراف النزاع السوريين: «ان تجتمع بلدان وتقرر مصير نظام ورئيسه، فهذه سابقة خطرة، أي سلطة في العالم لا تقبل بذلك». وأضاف أن «اجراء انتخابات هو الحل، لذلك يجب وقف المساعدات المالية والعسكرية للمتمردين. فالحرب والاضطراب يجب ان يتوقفا أولاً، حتى يتمكن السوريون من ان يختاروا من يريدون في اجواء هادئة».

إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الوزير المعلم أعرب خلال لقائه دي ميستورا في دمشق عن «أهمية» العديد من النقاط الواردة في بيان فيينا، لكنه أبدى استغرابه لأن البيان «لم يتضمن إلزام الدول المعروفة بدعمها للإرهاب» بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب، كي تصبح جهود مكافحته «فعالة» و «يصبح الحديث عن اي وقف للنار مجدياً».

 

«جيش الاسلام» يستخدم محتجزين دروعاً بشرية

بيروت – أ ف ب

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «جيش الاسلام» استخدم عشرات المحتجزين لديه بينهم مدنيون علويون دروعاً بشرية عبر وضعهم في أقفاص حديدية وزعها في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن «جيش الاسلام وضع اسرى من قوات النظام ومدنيين من الطائفة العلوية في أقفاص حديدية وزعها في ساحات الغوطة الشرقية لدمشق، وخصوصاً في مدينة دوما».

وأوضح عبدالرحمن أن «الفصيل المعارض الأكبر في ريف دمشق، يقول إن الهدف من ذلك هو منع قصف قوات النظام على المنطقة».

وأضاف أنه «جرى استخدام عشرات الأقفاص، وفي داخل كل منها ثلاثة إلى اربعة اشخاص وفي بعض الأحيان سبعة».

وأشار إلى أن «جيش الاسلام يستخدم الاسرى والمختطفين لديه دروعاً بشرية، بينهم عائلات بكاملها».

وأختُطف غالبية المدنيين، وعددهم بالمئات، خلال هجوم قبل عامين على بلدة عدرا العُمالية في الغوطة الشرقية شمال دوما.

ويظهر شريط فيديو تداولته مواقع الكترونية ثلاث شاحنات على الأقل تحمل على متنها أقفاصاً حديدية كبيرة في داخل كل منها حوالى ثمانية اشخاص، تمر في شارع يُحيطه الدمار.

وتُعرب امرأتان من داخل قفص عن أملهما في أن يتوقف القصف على الغوطة الشرقية. وأثناء توقف الشاحنات، يتجمع عدد من الفتيان خارج الأقفاص ويقول أحدهم : «سيبقون موزعين حتى ينتهي القصف في البلد، أو نموت سوياً».

وذكرت منظمة «أطباء بلا حدود»، «قُتل 70 شخصاً وأصيب 550 آخرون بجروح الجمعة الماضية، في قصف اسهف مدينة دوما في ريف دمشق».

وتتعرض دوما ومحيطها باستمرار إلى قصف مدفعي وجوي من قبل قوات النظام، فيما يستهدف مقاتلو الفصائل العاصمة بالقذائف التي يطلقونها من مواقع يتحصنون فيها على أطراف دمشق.

 

أردوغان يستعيد «سلطانه» والأتراك يعاقبون «المتطرفين»

أنقرة – يوسف الشريف

حقّق حزب «العدالة والتنمية» في الانتخابات النيابية التركية المبكرة أمس، مفاجأة فاقت أفضل توقعات قياداته، اذ سجّل نتيجة مقنعة ستُتيح للرئيس رجب طيب أردوغان استعادة «سلطان» التفرّد بالحكم.

ونجح أردوغان في رهانه على إعادة الانتخابات، لمحو صفعة تلقاها في الانتخابات التي نُظِمت في حزيران (يونيو) الماضي وحرمت حزبه من الغالبية البرلمانية، للمرة الأولى منذ تسلّمه الحكم عام 2002.

وغيّر الناخبون توجهاتهم في شكل مفاجئ، مرجّحين الاستقرار الذي اعتادوا عليه خلال حقبة الحزب الواحد، على رغم اتهامات وجّهتها المعارضة للحكومة والرئيس، باستغلال هذا الوضع لتأسيس «ديكتاتورية».

وبدا واضحاً أن الناخب قرر معاقبة «المتطرفين» سياسياً، وعلى رأسهم حزب «الحركة القومية» الذي خسر نحو نصف أصواته، بعد رفضه تشكيل حكومة ائتلافية مع المعارضة، وامتناعه عن التعاون مع المعارضة في انتخاب رئيس للبرلمان، وتعاونه آنذاك مع «العدالة والتنمية».

وحافظ «حزب الشعب الجمهوري» اليساري العلماني على أصواته، فيما تراجعت أصوات «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي، متأثراً بأسوأ موجة عنف تشهدها تركيا منذ سنوات، بعد «حرب» متجددة بين القوات الحكومية و «حزب العمال الكردستاني» أوقعت مئات القتلى، وهجومين انتحاريَّين استهدفا ناشطين أكراداً وأسفرا عن 130 قتيلاً.

وبعد فرز 88 في المئة من الأصوات مساء أمس، نال «العدالة والتنمية» 49.5 في المئة، في مقابل 22 في المئة لـ «حزب الشعب الجمهوري» و11 في المئة لحزب «الحركة القومية»، فيما يُرجّح أن يحصل «حزب الشعوب الديموقراطي» على 10.5 في المئة، وهذه نتيجة ستتيح له دخول البرلمان، لكنها أدنى بنحو ثلاث نقاط من النتيجة التي حققها في انتخابات 7 حزيران.

وتفتح هذه النتائج الباب على تساؤلات كثيرة حول مستقبل العلاقة بين أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، زعيم «العدالة والتنمية». فالأخير سيعتبر هذا الإنجاز نصراً لزعامته وتعويضاً عن خسارة اقتراع حزيران، وانطلاقة متعثرة لحكمه، فيما سيرى الرئيس التركي أنه صاحب الرأي الصائب في الامتناع عن الاستسلام مبكراً لتشكيل حكومة ائتلافية، والاحتكام إلى انتخابات جديدة، في ظروف سياسية مختلفة أوجدتها «الحرب» على «الكردستاني» والهجمات الانتحارية التي تبنّاها تنظيم «داعش».

ويتوقع بعضهم ان يشهد حزب «الحركة القومية» بزعامة دولت بهشلي نقاشات ساخنة بعد هزيمته الكبرى، مع احتمال انقسامه أو استقالة زعيمه.

وإذا تكرّس الفوز المريح لـ «العدالة والتنمية»، ستعود تركيا إلى السياسة الخارجية التي انتهجتها قبل انتخابات حزيران، خصوصاً في ما يتعلق بالحرب السورية، ومواصلة دعمها التيارات الإسلامية في الشرق الأوسط.

ورجّح قيادي في «حزب الشعب الجمهوري» ألا يُشكَّل ائتلاف حكومي بعد الانتخابات، فيما أعرب قيادي في «حزب الشعوب الديموقراطي» عن «خيبة» من نتيجة الاقتراع. لكنه أبدى ثقته بتجاوز نسبة 10 في المئة من الأصوات والتي تتيح للحزب دخول البرلمان.

وأطلقت قوات الأمن غازاً مسيلاً للدموع لتفريق متظاهرين أكراد في مدينة دياربكر جنوب شرقي تركيا، احتجوا على نتائج الانتخابات.

 

مقتل 10 مهاجرين بينهم أطفال بغرق مركب قبالة اليونان

أثينا، برلين – أ ف ب، رويترز

عثر على جثث ما لا يقل عن عشرة مهاجرين، بينهم طفلان وأربعة رضع، قضوا في مقصورة مركبهم عند غرقه قرب سواحل جزيرة ساموس اليونانية، كما افاد خفر السواحل اليوناني امس. وعثر ايضاً على جثة فتاة على شواطئ جزيرة ساموس في شرق بحر ايجه حيث قضى عشرات اللاجئين في الأيام الأخيرة في سلسلة من حوادث الغرق.

وأعلنت السلطات انه عثر على جثث عشرة اشخاص في مقصورة مركب مقبل من السواحل التركية القريبة بعدما غرق على مسافة عشرين متراً فقط من سواحل ساموس، ونجا 15 شخصاً على متنه، فيما فقد مهاجران على الأقل.

وتضاف هذه المأساة الجديدة الى حوالى عشرة حوادث غرق وقعت منذ مطلع الأسبوع الماضي، قبالة سواحل جزيرة ليسبوس اليونانية شمال غرب بحر ايجه، وجزيرتي كاليمنوس ورودس في جنوب شرقي هذا البحر الذي يفصل بين اليونان وتركيا، وأسفرت عن سقوط حوالى ستين قتيلاً بينهم اكثر من 28 طفلاً.

وقضى الجمعة 22 شخصاً بينهم 17 طفلاً خلال عبورهم الأميال البحرية العشرة التي تفصل بين الجزر اليونانية وسواحل غرب تركيا فيما شهد يوم الأربعاء السابق، خمسة حوادث غرق قبالة شواطئ ليسبوس وساموس وأغاثونيسي أوقعت 24 قتيلاً بينهم 11 طفلاً.

ومع تراجع الأحوال الجوية وتهافت المهاجرين لاستباق اغلاق الحدود الأوروبية، ارتفعت حصيلة الضحايا الذين عثر على جثثهم في المياه اليونانية من بحر ايجه الى اكثر من ثمانين قتيلاً معظمهم من الأطفال، وذلك في كانون الأول (اكتوبر) الماضي وحده.

ووصل 580125 مهاجراً بحراً الى اليونان منذ مطلع العام وفق الأرقام المحدثة الصادرة عن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة من اصل 723221 مهاجراً عبروا المتوسط. كما وصل الى ايطاليا 140200 مهاجر. ويأتي ذلك غداة اعلان وزارة الداخلية في بلغاريا السبت العثور على نحو 130 مهاجراً داخل شاحنة مبردة على الحدود البلغارية – التركية.

وأشارت مصادر الوزارة الى ان المهاجرين وهم 38 رجلاً و33 امرأة و58 طفلاً قدموا انفسهم على انهم سوريون، وكانوا مختبئين وراء زجاجات مياه داخل شاحنة مبردة اوقفت على المركز الحدودي البلغاري – التركي الرئيسي المعروف باسم كابيتان اندرييفو. واعتقل سائق الشاحنة التركي الذي كان يريد التوجه الى رومانيا.

على صعيد آخر، انتهى اجتماع بين المستشارة الألمانية انغيلا مركل وشركائها في الائتلاف الحكومي امس، من دون تحقيق تقدم على صعيد حل الخلافات في شأن طريقة التعاطي مع تدفق اللاجئين إلى البلاد.

وتتوقع برلين وصول ما بين 800 ألف ومليون لاجئ إلى ألمانيا هذا العام أي ضعف العدد الذي وصل في العام الماضي، وأكثر بكثير من العدد الذي تتوقع بقية بلدان الاتحاد الأوروبي استقباله.

ووصفت وسائل الإعلام الألمانية اللقاء الذي جمع امس، بين مركل وهرست سيهوفر رئيس «الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري» وهو الحزب الرديف لحزب مركل في ولاية بافاريا وزيغمار غابرييل رئيس «الحزب الديموقراطي الاجتماعي»، بأنه اجتماع أزمة بين الشركاء في الائتلاف الحاكم.

ووصف الناطق باسم الحكومة ستيفن زايبرت المحادثات بأنها «بناءة» وأشار إلى أن رؤساء الأحزاب الثلاثة سيلتقون مرة أخرى يوم الخميس المقبل. وقال زايبرت: «هناك الكثير من النقاط المشتركة وبعض النقاط التي ستبقى مفتوحة للنقاش وتحتاج للحسم.» وأشار إلى أن هذه النقاط تشمل إنشاء مناطق ترانزيت عند المعابر الحدودية للتعامل مع طلبات اللجوء.

ويطالب سيهوفر باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لوقف تدفق اللاجئين. ووجه لمركل سلسلة من الإنذارات في الأسابيع الأخيرة شملت التهديد بمقاضاة الحكومة في شأن سياساتها حيال المهاجرين لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة.

وعبّر أعضاء «الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري» عن رغبتهم في تطبيق إجراءات أكثر صرامة عند الحدود أو إقفالها تماماً في وجه اللاجئين.

وتوقع المسؤولون المحافظون أن يخرج سيهوفر من الاجتماع باتفاق يقضي بإنشاء مناطق ترانزيت للمهاجرين عند المعابر الحدودية، بغية تخفيف التوتر في الائتلاف الحكومي. كما عبر اعضاء في الحزب الاجتماعي الديموقراطي عن رفضهم لإنشاء مثل هذه النقاط .

 

تحذير موسكو من التحالف مع «المحور الشيعي»

موسكو – رائد جبر

في صفوف مسلمي روسيا انقسام لم يحدث أن بلغ هذه الحدّة، بسبب التدخل العسكري لبلادهم في سورية. ولا يخفى الارتباك في التعليقات والمواقف بين فريق يؤيد كل ما يفعله الكرملين، وآخر ينتقد التوجُّه نحو دعم النظام السوري، لكنه لا يعترض على الحملة ضد تنظيم «داعش»… ويحذر فريق ثالث من انخراط روسيا في تحالف مع «المحور الشيعي»، ولا يخفي ميله إلى «قوى الثورة» في سورية، ولو بـ «أضعف الإيمان».

هو مشهد يبدو مثيراً، خصوصاً أنه يحمل بعداً يعتبر سابقة، فهذه هي المرة الأولى التي يغدو فيها النقاش حول ملفٍّ في السياسة الخارجية حاضراً بقوة في أوساط المسلمين الروس، ومصدراً للخلاف بين تياراتهم.

وبين أطراف ترى أن روسيا «تدافع في سورية عن الإسلام» كما قال الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف، أو تصف تدخُّلها بأنه «عملية مشروعة ونبيلة»، وفق رئيس الإدارة الدينية المركزية طلعت تاج الدين، تعكس السجالات المحتدمة قلق كثيرين من مسلمي روسيا. وهو أمر حذّرت من تداعياته أطراف روسية في بداية الحملة العسكرية، و «نصحت» الكرملين بتنشيط السياسة الدعائية الموجهة لإفهام الروس أن موسكو لا تخوض في سورية حرباً ضد مسلمين بل ضد «إرهابيين».

كان اهتمام السلطات منصباً على تداعيات التدخُّل العسكري في سورية، لدى أوساط المتشددين في القوقاز، أو حاضناتهم الاجتماعية، وهو ما برز في عبارة ممثل الرئيس الروسي في منطقة شمال القوقاز سيرغي ميليكوف قبل يومين، حين قال إن العملية العسكرية الروسية زادت أخطار تدهور الوضع في الإقليم الهش.

ولكن، سرعان ما اتضح أن المخاوف لا تقتصر على الخشية من عودة مقاتلين مدرّبين من سورية، أو تجنيد أعداد جديدة من الشبان، فهذه أمور تنبّهت لها السلطات ولوّحت بأنها ستواجهها بكل حزم.

ما لم تحسب له السلطات حساباً، هو انقسام الرأي في أوساط المسلمين الذين يجمعهم النفور من الإرهاب والتطرّف، لكن بعضهم بات يتحدث علناً عن «خطأ كبير» ترتكبه القيادة الروسية بانزلاقها للمشاركة في العمليات الحربية مباشرة في سورية.

وفي مقابل «مباركة» التدخُّل في سورية من جانب الإدارات الدينية لمسلمي روسيا، وهي الهيئات الرسمية القريبة تقليدياً من مركز صنع القرار، لا يخفي كثيرون موقفاً متحفظاً، مثل المفتي نفيع الله عشيروف الذي شكك في أهداف الضربات الروسية، معرباً عن استياء لأنها «موجّهة ضد المعارضة التي اضطرت لحمل السلاح لمواجهة وحشية النظام السوري». أما المفكر أحمد يارليكابوف من مركز قضايا القوقاز والأمن الإقليمي التابع لمعهد العلاقات الدولية في موسكو فنبّه إلى أن موضوع العملية الروسية في سورية» يناقَش على نطاق واسع في أوساط المسلمين، والمزاج العام متحفظ عموماً». وأشار إلى مخاوف لدى الأوساط الإسلامية من أن تمتد مكافحة المتطرفين في سورية إلى «حربٍ تقف روسيا فيها إلى جانب الشيعة ضد السنّة، وهذا بالطبع يقلق المسلمين الروس، ويجب إيلاء هذه المسألة في المستقبل اهتماماً أكبر، للحؤول دون صراعات طائفية».

الناشط سلمان بولغارسكي، المعروف في أوساط مسلمي روسيا باسم إيرات فاخيتوف، ذهب أبعد من التحفّظ في إعلان معارضة صريحة للتدخل العسكري في سورية، مشيراً إلى أن «الخوف يمنع غالبية المسلمين في روسيا من التعبير عن مواقفهم الحقيقية، لذلك يفضّلون الصمت، واللجوء إلى أضعف الإيمان، عبر الدعاء لنصرة الثوار في سورية».

 

مؤشرات لتصاعد القتال في سوريا قبل العودة إلى فيينا

المصدر: (و ص ف، رويترز)

سيطر مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على بلدة مهين في ريف حمص الشرقي واستعرت المعارك بعدها على مشارف بلدة صدد القريبة التي تسكنها غالبية مسيحية، فيما بدت مؤشرات لتصاعد وتيرة القتال على رغم المساعي الديبلوماسية والمحادثات بين خصوم في المنطقة.

وتقع صدد عند منتصف الطريق بين مهين والجزء الخاضع لسيطرة النظام على طريق دمشق – حلب الدولي.

وتربط هذه الطريق بطول 360 كيلومتراً المدن السورية، وتسيطر قوات النظام على الجزء الواقع منها بين دمشق وحمص، فيما سقطت الكيلومترات الـ185 الاخرى تباعاً في أيدي الفصائل المقاتلة.

وقال عدد من الضباط العسكريين الغربيين الذين حضروا اجتماعا أمنيا قبل أيام في البحرين، إنه قبل احراز أي تقدم سياسي وقبل المحادثات الدولية الجديدة المقررة خلال أسبوعين سيتطلع المقاتلون وقوات الحكومة الى تحقيق مكاسب على الأرض وزيادة نفوذهم.

وأفاد مصدر عسكري سوري أن استمرار دعم السعودية وتركيا للمقاتلين يعني أن العنف لن يتراجع. وقال: “المعركة لا تزال طويلة. الدعم للإرهابيين لا يتوقف من دول في المنطقة على رأسها السعودية وتركيا”.

من ناحية أخرى، قال قيادي كبير لجماعة مقاتلة إن المحادثات في فيينا الجمعة لم تسفر عن نتائج تذكر. وحذر ئيس المكتب السياسي لـ”جيش اليرموك” التابع لـ”الجيش السوري الحر” بشار الزعبي من أنه إذا استمر “تعنت” الروس والإيرانيين فإن الوضع يتجه الى التصعيد.

وخلال اجتماعات نادرة في المنطقة في شأن الأمن في المنامة، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الرياض تدرس زيادة الدعم للمقاتلين السوريين المعتدلين بمدهم بأسلحة أشد فتكاً لكنه لم يدل بتفاصيل.

ومع استمرار القتال، حذرت الولايات المتحدة روسيا غريمتها السابقة في الحرب الباردة من أنها قد تتورط في “المستنقع” السوري وتنفر السنة في ظل تحالفها مع الرئيس السوري بشار الأسد وإيران.

 

دو ميستورا التقى المعلم

والتقى المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا في دمشق وزير الخارجية السوري وليد المعلم وقدم له عرضاً عن لقاء فيينا الدولي في شأن الازمة السورية.

وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان دو ميستورا قدم خلال اللقاء “عرضاً مفصلاً عن الاجتماعات التي جرت يومي 29 تشرين الاول و 30 منه في فيينا حول الازمة في سوريا واهم النقاط التي تضمنها البيان المشترك الصادر عن تلك الاجتماعات”. وأضافت ان المعلم اعرب خلال اللقاء “عن أهمية العديد من النقاط الواردة في بيان فيينا، لكنه أبدى استغرابه لأن البيان لم يتضمن الزام الدول المعروفة بدعمها للارهاب بتنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة بمكافحة الارهاب حتى تصبح جهود مكافحة الارهاب فعالة ويصبح الحديث عن أي وقف لاطلاق النار مجديا”. واعتبر “ان أي جهد لمكافحة الارهاب لا يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية هو ابتعاد عن هدف مكافحة الارهاب وانتهاك لمبادئ ومقاصد ميثاق الامم المتحدة”. واكد “استعداد سوريا للتعاون مع المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة في جهوده لمكافحة الارهاب واطلاق الحوار بين السوريين”.

 

“داعش” سيطر على مهين شرق حمص وشنّ هجمات على صدد قوة كردية – عربية تهاجم التنظيم في الحسكة وغارات تركية

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

سيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) على بلدة مهين في ريف حمص الشرقي وقت شنت قوة كردية – عربية مشتركة هجوماً على التنظيم المتشدد في الحسكة بشمال شرق سوريا وأعلنت تركيا ان مقاتلاتها أغارت على مواقع لهذا التنظيم في الشمال السوري.

قال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن “داعش” بدأ الهجوم على مهين في وقت متقدم السبت بتفجير سيارتين مفخختين واستولى بحلول صباح الأحد على البلدة. وأدى الهجوم الى تقدم “داعش” ليصير على مسافة 20 كيلومتراً من الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق بحمص ومدن شمالية أخرى.

وأضاف المرصد أن الهجوم أسفر عن مقتل أو إصابة 50 على الأقل من أفراد القوات الحكومية وأن الاشتباكات استعرت أيضاً على مشارف بلدة صدد القريبة التي تسكنها غالبية من المسيحيين بينما واصل مقاتلو التنظيم تقدمهم.

وأكد بيان للتنظيم حصول الهجوم ووصف البلدة بأنها “ذات أهمية استراتيجية”، مشيراً إلى أن مقاتلي التنظيم سيطروا على مستودعات للأسلحة هناك.

وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الهجوم ربما جاء رداً على الضغوط التي يتعرض لها التنظيم في مناطق أخرى. وأوضح أن التنظيم يتطلع دوماً إلى احراز تقدم على حساب القوات الحكومية بعد اخفاقات في مناطق يسيطر عليها في شمال سوريا، من غير أن يشير إلى معارك محددة في الشمال.

في غضون ذلك، بدأت “قوات سوريا الديموقراطية”، التي تضم مقاتلين عرباً واكراداً وتدعمها الولايات المتحدة، عملية عسكرية ضد “داعش” في ريف الحسكة الجنوبي.

وصرح الناطق باسم لواء “بركان الفرات” المنضوي في اطار هذه القوات شرفان درويش: “هذه الخطوة الأولى لقوات سوريا الديموقراطية… بدأت العملية ليل أمس (الجمعة)، وكل فصائل قوات سوريا الديموقراطية مشاركة فيها”.

واعلن ان العملية ستستهدف “مناطق في ريف الحسكة مثل الشدادي والهول”، و”كل جبهاتنا مفتوحة، ما دام هناك مكان فيه داعش سنستمر في القتال”. وأكد ان المجموعة تتلقى الدعم في عمليتها من طائرات الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن.

وكانت “وحدات حماية الشعب” الكردية ومجموعة من الفصائل المسلحة أعلنت في 12 تشرين الاول توحيد جهودها العسكرية في اطار قوة مشتركة باسم “قوات سوريا الديموقراطية”. وتضم القوة المشتركة “التحالف العربي السوري وجيش الثوار وغرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع الوية الجزيرة” الى “المجلس العسكري السرياني” المسيحي و”وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة”.

واعلن الائتلاف الدولي في بيان في صفحته بموقع “فايسبوك” شن غارتين الجمعة على موقعين لـ”الدولة الاسلامية” قرب بلدة الهول.

على صعيد آخر، قال مسؤول حكومي تركي كبير إن طائرات حربية تركية شنت غارات السبت على أهداف تابعة لـ”داعش” في سوريا. وأضاف أن طائرات أميركية كانت في وضع استعداد لتقديم المساعدة وأن جميع الطائرات المشاركة في العمليات عادت إلى قواعدها سالمة. ويرتبط التنظيم المتطرف بهجوم انتحاري أخيراً على تجمع سلمي حاشد في تركيا قتل فيه أكثر من 100 شخص.

 

“جيش الاسلام”

وتحدث عبد الرحمن عن “وضع جيش الاسلام أسرى من قوات النظام ومدنيين من الطائفة العلوية في اقفاص حديد وزعها في ساحات الغوطة الشرقية لدمشق وخصوصاً مدينة دوما”. وقال إن “جيش الاسلام”، وهو الفصيل المعارض الاكبر في ريف دمشق، “يقول إن هدف ذلك هو منع قصف قوات النظام المنطقة”. وأكد “استخدام عشرات الأقفاص، في كل منها ثلاثة الى أربعة أشخاص وأحياناً سبعة”.

وذكر ان “جيش الاسلام يستخدم الاسرى والمختطفين لديه كدروع بشرية، بينهم عائلات بكاملها”. وكان غالبية المدنيين، وعددهم بالمئات، قد خطفوا خلال هجوم قبل سنتين على بلدة عدرا العمالية في الغوطة الشرقية.

ويظهر شريط فيديو تداولته مواقع الكترونية ثلاث شاحنات على الأقل تحمل أقفاصاً حديداً كبيرة في داخل كل منها نحو ثمانية أشخاص، تمر في شارع يحيط به الدمار. وقتل 70 شخصاً وأصيب 550 آخرون الجمعة في قصف لدوما.

وفي الاردن، اعلن مفوض الاتحاد الاوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستيليانيدس تخصيص مساعدة مالية جديدة من الاتحاد للاردن بقيمة 28 مليون أورو لدعم جهوده في إيواء اللاجئين السوريين.

 

مقتل 104 أشخاص جراء التعذيب في سوريا الشهر الماضي

إسطنبول- الأناضول: قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الإثنين، إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 104 أشخاص، خلال تشرين الأول/ أوكتوبر الماضي، على يد الجهات الرئيسة الفاعلة في سوريا، أغلبهم قتلوا على يد قوات النظام.

 

وأكدت الشبكة في بيان أصدرته الاثنين، ووصل الأناضول نسخة منه، أن “التقرير سجل 104 حالات وفاة، بسبب التعذيب داخل مراكز الاحتجاز، التابعة للنظام وغير النظام، حيث تسبب النظام لوحده بمقتل 99 شخصاً”.

 

وأضافت الشبكة أنها “وثقت حالتي قتل بسبب التعذيب على يد تنظيم “داعش”، فيما وثقت مقتل 3 أشخاص على يد فصائل المعارضة المسلحة”.

 

ووفق التقرير، فإن “محافظة درعا سجلت الإحصائية الأعلى في عدد الضحايا بسبب التعذيب، حيث بلغ عددهم 29 شخصاً، بينما بلغ عدد ضحايا التعذيب في ريف دمشق 20 شخصاً، و14 في حماة، و12 في دير الزور، و11 في حمص، و6 في إدلب، فيما سجلت مقتل 4 في طرطوس، و3 في كل من اللاذقية ودمشق، و2 في الرقة”.

 

وأشار التقرير إلى أنه “من ضمن حالات الموت بسبب التعذيب، 3 طلاب جامعيون، وطبيب، ومحامٍ، ورياضي، و3 صلات قربى”.

 

من جهة أخرى، أشار التقرير إلى أن “السلطات السورية لا تعترف بعمليات الاعتقال، بل تتهم بها (تنظيم) القاعدة، والمجموعات الإرهابية كتنظيم داعش، كما أنها لا تعترف بحالات التعذيب ولا الموت بسبب التعذيب، وجميع المعلومات التي تحصل عليها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، هي إما من معتقلين سابقين أو من الأهالي، ومعظم الأهالي يحصلون على المعلومات عن أقربائهم المحتجزين عبر دفع رشوة إلى المسؤولين الحكوميين”.

 

وبينت أنه “في كثير من الأحيان لا تسلم السلطات السورية الجثث إلى الأهالي، كما أن الأهالي في الغالب يخافون من الذهاب لاستلام جثث أقربائهم، أو حتى أغراضهم الشخصية من المشافي العسكرية، خوفاً من اعتقالهم”.

 

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قد قالت أمس الأحد، إنها وثقت مقتل 1771 شخصاً، على يد الجهات الرئيسة الفاعلة في سوريا، وذلك في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث أقدمت قوات النظام والميليشيات الموالية لها، بقتل 1284 شخصاً لوحدها.

 

ومنذ منتصف مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع البلاد إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.

 

تنظيم «الدولة الإسلامية» يقتحم بلدة في حمص ويتقدم باتجاه الطريق الدولي لدمشق

قوات النظام السوري تهاجم قرى تركمانية بريف اللاذقية… ومقتل 4215 شخصا خلال الشهر الماضي

■ عواصم ـ وكالات: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي «تنظيم الدولة» سيطروا على بلدة مهين في محافظة حمص، أمس الأحد، بعد الهجوم على القوات الحكومية، ليوسع التنظيم وجوده في غرب سوريا رغم حملة القصف التي تشنها الطائرات الروسية والسورية.

وتقع معاقل التنظيم المتشدد في سوريا في الشمال والشرق، لكنه وسع وجوده في محافظة حمص منذ أن استولى على مدينة تدمر التاريخية هذا العام ثم مدينة القريتين التي تقع على بعد 15 كيلومترا شرقي مهين.

وذكر المرصد ومقره بريطانيا أن التنظيم بدأ الهجوم في وقت متأخر السبت بتفجير سيارتين ملغومتين واستولى بحلول صباح أمس الأحد على بلدة مهين.

وأدى الهجوم لتقدم تنظيم «الدولة» ليصبح على بعد 20 كيلومترا من الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق بحمص ومدن شمالية أخرى.

وأضاف المرصد أن الهجوم أسفر عن مقتل وإصابة 50 على الأقل من القوات الحكومية، وأن الاشتباكات استعرت أيضا على مشارف بلدة صدد القريبة التي تسكنها غالبية من المسيحيين، بينما واصل مقاتلو التنظيم تقدمهم.

وأكد بيان للتنظيم وقوع الهجوم ووصف البلدة بأنها «ذات أهمية استراتيجية». وأضاف البيان أن مقاتلي التنظيم سيطروا على مستودعات للأسلحة هناك.

وتشن روسيا والقوات السورية حملة جوية ضد التنظيم في غرب سوريا وشمالها الغربي.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن الهجوم ربما جاء ردا على الضغوط التي يتعرض لها التنظيم في مناطق أخرى. وأضاف أن التنظيم يتطلع دوما لتحقيق تقدم على حساب القوات الحكومية بعد إخفاقات في مناطق يسيطر عليها في شمال سوريا دون أن يشير إلى معارك محددة في الشمال.

وتقصف الطائرات الحكومية والروسية مقاتلي الدولة الإسلامية في محيط قاعدة يحاصرونها منذ فترة طويلة في محافظة حلب.

كما يتعرض التنظيم لضغوط في محافظة الحسكة في شمال شرق البلاد بعد أن شن تحالف جديد من جماعات معارضة مدعومة من الولايات المتحدة هجوما على الدولة الإسلامية قرب الحدود مع العراق.

الى ذلك شنت قوات النظام السوري، أمس الأحد، عملية برية، على قرى تركمانية، في ريف محافظة اللاذقية (غرب سوريا). وأفادت مصادر محلية أن اشتباكات وقعت بين فصائل تركمانية معارضة وقوات النظام، عقب شن الأخيرة عملية برية مدعومة جويا، على قرى تركمانية في محيط «جبل التركمان» (ريف اللاذقية الشمالي) الذي يخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وفي سياق متصل، أشارت المصادر ذاتها، إلى مقتل 15 عنصرا من قوات النظام، جراء انفجار لغم، لدى محاولتهم التسلل إلى قرية «جب الأحمر» في جبل الأكراد (ريف اللاذقية).

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 4215 شخصاً، خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقال المرصد، في بيان صحافي أمس الأحد إن من بين القتلى 960 مدنيا بينهم 191 طفلاً و135 مواطنة .

وأشار إلى أن حصيلة القتلى من مقاتلي الفصائل الإسلامية والفصائل المقاتلة والوحدات الكردية من الجنسية السورية خلال هذا الشهر بلغت 615، فيما بلغت حصيلة قتلى الجانب الحكومي 663 .

ولفت إلى مقتل 594 من عناصر اللجان الشعبية، وقوات الدفاع الوطني، والمخبرين الموالين للحكومة السورية، مشيرا إلى مقتل 16 من مقاتلي حزب الله اللبناني و85 من المقاتلين الموالين للحكومة السورية من جنسيات غير سورية غالبيتهم من الطائفة الشيعية.

وقال المرصد إن حصيلة القتلى من الفصائل الإسلامية المقاتلة وتنظيم»الدولة» و»جبهة النصرة»، (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، وجيش المهاجرين والأنصار من جنسيات غير سورية بلغت 1252 شخصا . وبلغ عدد الضحايا مجهولي الهوية 30 شخصا .

 

إعلاميون سوريون يطالبون السلطات التركية بحمايتهم بعد جريمة ذبح الصحافيين المعارضين لتنظيم «الدولة» في أورفا

محمد الحسين

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أثارت جريمة القتل «ذبحاً»، التي تعرض لها صحافيان وناشطان إعلاميان من سوريا، أحدهما عضو في حملة «الرقة تذبح بصمت»، والتي وقعت صباح الجمعة الماضي في مدينة أورفا، جنوب تركيا، مخاوف لدى بعض الإعلاميين السوريين المقيمين في تركيا، وخاصة ممن تعرضوا لتهديدات سابقة من «تنظيم الدولة»، الذي أشارت أصابع الاتهام لضلوعه بتنفيذ هذه الجريمة.

محمد الصالح، الناطق باسم حملة الرقة تذبح بصمت، يقول في حديث خاص لـ «القدس العربي»: «الحادثة مروعة. لم نكن نتوقع أن ينقل التنظيم ممارساته من داخل سوريا إلى خارجها. فهي أول عملية استهداف لأحد أعضاء حملتنا، ابراهيم عبد القادر، على الأراضي التركية. فقد سبق أن أعدم التنظيم عضو الحملة، معتز بالله الحسن، ووالد عضو آخر وهو حمود الموسى، ولكن في الرقة».

ويضيف: «التطور الخطير هذا كثّف مخاوف أعضاء حملتنا الموجودين في تركيا، حيث يواصل تنظيم الدولة إرسال تهديدات لنا، منذ اطلاق حملتنا في نيسان / ابريل من العام الماضي 2014، سواء عبر رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي من حسابات عناصر منتمين له، أو بشكل مباشر عبر أشخاص إلى أقرباء لأعضاء في حملتنا. وقد أعلن التنظيم عن مبالغ وصلت لأكثر من 50 ألف دولار لمن يقدم معلومات عنا».

ويتابع الصالح: «نحاول حالياً التواصل مع السلطات التركية، لطلب الحماية لنا. كما أننا قمنا بمزيد من الاحتياطات الأمنية بشكل شخصي»، لافتاً إلى وجود مخاوف كثيرة من أعضاء انشقوا عن تنظيم الدولة مؤخراً وهربوا إلى تركيا، وخاصة أن المتهم الأول بالجريمة الأخيرة، كان عنصرا منشقا عن التنظيم وكان يسكن معهما ، وقد اختفى بعد الحادثة.

ويقول أحمد زكريا، وهو إعلامي سوري مقيم في تركيا إن «ما يجري اليوم وانتقال استهداف تنظيم الدولة للإعلاميين والناشطين إلى داخل تركيا، يؤكد وجود نشاط جديد لخلايا نائمة تابعة للتنظيم. وهو أمرمخيف جداً بالنسبة لي، وخاصة أنني تعرضت لتهديدات سابقة من التنظيم، كان آخرها الشهر الماضي حين نشرت صورتي على «تويتر» من قبل حساب، أعتقد أنه تابع لأحد عناصر التنظيم باسم «السيف المسلول»، وأرفق صورتي بتعليق قال فيه (من المرتدين والخونة العملاء ومتعاون مع جهات غربية)».

ويضيف الإعلامي، الذي فضل عدم الكشف عن الوسيلة الإعلامية التي يعمل بها حرصاً على سلامته: «أنا من الأشخاص المطلوبين لتنظيم الدولة وللقصاص بحد السيف. فقد ورد أول تهديد لي بعد مشاركتي في مؤتمر «جنيف 2» الذي انعقد في سويسرا بتاريخ 22 يناير/ كانون الثاني 2014. وقد كانت لي مداخلة فيه حينها ذكرت فيها أن هناك وثائق ستظهر خلال المؤتمر حول ارتباط تنظيم الدولة بنظام الأسد، وهذا ما جعل التنظيم يدرج اسمي من بين 70 اسما في قائمة ضمت معارضين وسياسيين وإعلاميين، والحكم علينا بالقصاص بحد السيف».

ويقول أحمد زكريا: «رغم أن السلطات التركية تعمل جاهدة لملاحقة الخلايا النائمة التابعة لتنظيم الدولة، لكن يبقى الوضع مرعبا، فأنا الآن أعيش في حالة رعب على نفسي وعلى عائلتي البعيدة عني، وأخاف أن يحصل لي ما حصل مع ابراهيم عبد القادر أو الصحافي الأمريكي الذي تم قطع رأسه، لذا أطالب السلطات التركية والمنظمات الدولية المهتمة بحماية الصحافيين، بتأمين حمايتي وحماية كل صحافي مهدد من قبل التنظيم ونظام الأسد».

ويؤكد الإعلامي، عامر هويدي، من أبناء مدينة دير الزور السورية ومقيم في مدينة أورفا، على مطالب زميله زكريا بالحماية، ويشير إلى حالة الذعر التي تنتشر بين الإعلاميين والناشطين المقيمين في تركيا، وخاصة القاطنين في مدينة أورفا التي وقعت فيها الجريمة الأخيرة، والتي يقول إنها تحوي عناصر منشقين عن تنظيم الدولة، ولكن انشقاقهم مشكك به.

ويضيف: «رصدتُ مؤخراً تحركات لعناصر منتمين للتنظيم وأشخاص مقربين منهم وهم في أورفا. وكنت قد تعرضت لعملية خطف من قبلهم قبل خروجي من دير الزور إلى تركيا، و سبق أن تعرضت لهجوم عندما كنت أعمل كمذيع في قناة «السوري الحر» في مدينة الريحانية التركية»، مشيراً إلى أنه نشر صور أحد هؤلاء العناصر، وبث تحذيرات منه على مواقع التواصل الاجتماعي.

واطلع هويدي، المعروف بأبو حسين الديري، «القدس العربي» على وثائق وتسجيلات صوتية تبين التهديدات المتواصلة له من قبل عناصر «تنظيم الدولة»، ومن بينهم أمير تونسي الجنسية في مركز «حسبة الميادين».

وهو يشير إلى تزايد مخاوفه بعد حادثة مقتل الإعلاميين، وأنه لا يستطيع الآن التحرك بحرية في المدينة لأن دمه مهدور، ورأسه مطلوب للتنظيم، على حد قوله.

 

ريف حلب الجنوبي تحت رحمة الجرائم الروسية: قتل ونزوح

أمين محمد

لم تهدأ المعارك في ريف حلب الجنوبي منذ أكثر من أسبوعين، كذلك لم يهدأ قصف الطيران الروسي للجنوب المنكوب الذي تشرّد أهله، وباتوا أسرى النزوح المرّ في مناطق عدة داخل سورية، وفي المخيمات القريبة من الحدود السورية التركية التي استقبلت الآلاف منهم في الأيام القليلة الماضية، على الرغم من ندرة الإمكانات التي تسمح باستقبال هذا العدد الكبير من النازحين الجدد.

وكانت قوات النظام، مدعومة بغطاءٍ جوي روسي، وبمليشيات إيرانية على الأرض، قد بدأت منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجوماً ضد قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي، والتي تُعدّ الأكثر فقراً في سورية.

وتسعى قوات النظام إلى استرجاع السيطرة على هذا الريف، في طريقها لفكّ الحصار عن مطار كويرس العسكري، ولفتح طريق إمداد إلى داخل مدينة حلب، والوصول إلى بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين، من قبل قوات المعارضة السورية، بالقرب من مدينة إدلب، شمالي سورية.

في هذا السياق، يشير العقيد الطيار قاسم سعد الدين، إلى أن “قوات النظام تحاول تأمين (معامل الدفاع) بالقرب من مدينة السفيرة”. ويؤكد في حديثٍ لـ”العربي الجديد” أن “هذه المعامل تحوي أهم مستودعات الأسلحة والذخيرة التابعة للنظام”، من دون أن يستبعد سعد الدين وجود معامل لتصنيع أسلحة كيماوية داخلها.

 

ويُبدي اعتقاده بأن “قوات النظام غير قادرة على استعادة مناطق خسرتها جنوبي حلب، كما أنها غير قادرة على الوصول إلى مطار كويرس المحاصر من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منذ أكثر من عامين”. وقد تسبب قصف الطيران الروسي بالصواريخ الفراغية، والقنابل العنقودية، بالإضافة لقذائف المدفعية والبراميل المتفجرة من طيران النظام على أغلب القرى، بمقتل عشرات النساء، والأطفال، وكبار السنّ، وتشريد أكثر من 120 ألف مدني، وفق منظمات أممية، حملوا ما استطاعوا من بيوتهم من فرش وأغطية وبدأوا رحلة البحث عن سماء لا تمطر عليهم البراميل والصواريخ الفراغية الموجهة.

وتقوم مؤسسات عاملة في الحقل الإغاثي والإنساني بتوثيق مأساة ريف حلب الجنوبي، والتي لم تنته فصولها بعد، بسبب احتدام معارك الكرّ والفرّ، نظراً لحساسية والأهمية الاستراتيجية للمنطقة لكلا الطرفين؛ النظام، والمعارضة. ويُعدّ ريف حلب الجنوبي مفتاح مدينة حلب، ثاني أهم المدن السورية بعد العاصمة دمشق.

 

وتفيد هذه المؤسسات بأن “قصف الطيران الروسي أدى إلى موجة نزوح كبيرة بين المدنيين من الريف الجنوبي إلى مناطق الريف الغربي لمدينة حلب، وإلى ريف إدلب الشمالي. كذلك نزح آلاف آخرون إلى أماكن بعيدة عن خط المواجهات بين قوات النظام والجيش الحرّ في الريف الجنوبي. وافترشوا الأرض بين الأشجار، وسط ظروف إنسانية تقترب من حدود الكارثة”.

وتذكر المؤسسات أسماء البلدات والقرى التي نزح منها سكانها، وهي: بلاس، ومريمين، والحاضر، وتل باجر، والعيس، وبانص، والسابقية، والوضيحي، وخلصة، والزربة، والبرقوم، والهضبة، وخان طومان، والحميرة، وكفرعبيد، وشغيدليه، والعزيزية، بالإضافة لقرى أخرى.

 

وقد اتجه نحو 50 ألف نازح إلى مناطق في ريف حلب الغربي، وخصوصاً إلى: كفرناها، ومزارع كفرناها، وجمعية الكهرباء، وطريق الشام، وريف المهندسين الأول وريف المهندسين الثاني، ومدينة الأتارب، والأبزمو، والجينة، وباتبو، وتقاد، وشاميكو، والقناطر، وكفر حلب، والشيخ علي، وأورم الكبرى، وعويجل، وأبين، وكفرناصح، وبشقاتين، وعنجارة، ومعراته، وكفرنوران، ودارة عزة، وكفركرمين، والتوامة، وكفرعمه، وتديل، وبابكة، وميزناز.

 

واحتضن ريف إدلب نحو 20 ألف نازح، انتشروا في: سراقب، ومعرمصرين، وسلقيين، وحارم، وكللي، وسرمدا، والدانا، وحزانو، وحربنوش، ومخيمات قاح، ومخيمات صلوة. كذلك نزح نحو 30 ألف مدني إلى مدن وبلدات في ريف حلب الشمالي، منها: عندان، وحريتان، ومعارة الارتيق، وكفر حمرة، وبيانون، وحيان، والجمعيات السكنية في الريف الشمالي. واختار آخرون النزوح داخل ريف حلب الجنوبي إلى قرى آمنة، وهي: جزرايا، وكوسناية، وتل باجر، والواسطة، وزمار، وجديدة، وطلافح، وتل حدية، والبوابية، والكسبيبة، وبردة، وعرادة، والعامرية، وهوبر، والبطرانة، وأم الكراميل. وقد أطلقت الحكومة السورية المؤقتة، وناشطون في الحقل الإغاثي نداءات لمساعدة هؤلاء النازحين، مع اقتراب فصل الشتاء، وخصوصاً أن الشتاء الماضي شهد حالات وفاة بين قاطني المخيمات المتهالكة، وبينهم أطفال بسبب البرد، وقلة الرعاية الطبية.

 

كيري في وسط آسيا: المصالح الأميركية أولاً

واشنطن ــ منير الماوري

يختتم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم الإثنين، جولة بدأها يوم السبت، في آسيا الوسطى، والتي تُعتبر منطقة نفوذ روسية مهمة. وتشمل جولة كيري خمس دول كانت جزءاً من جمهوريات الاتحاد السوفييتي قبل انهياره عام 1991، وهي قيرغيزستان وأوزبكستان وكازاخستان وطاجيكستان وتركمانستان. وبهذه الجولة يكون كيري أول وزير خارجية أميركي يزور الدول الخمس في زيارة واحدة. حتى إنه أُطلق على اللقاء الذي ضمّ كيري مع وزراء خارجية الدول الخمس في مدينة سمرقند التاريخية، اسم “منتدى الدول الخمس + 1″.

 

ويبدو توقيت الجولة مناسباً للإدارة الأميركية، بغية توجيه رسائل ضمنية إلى روسيا، تُفيد بقدرة واشنطن على ردّ الصاع صاعين لمحاولات موسكو التغلغل في منطقة الشرق الأوسط. وذلك عبر التمدد الأميركي في الاتجاه المعاكس، تحديداً في المناطق التي كانت، ولا تزال، حيوية بالنسبة لروسيا. وتأمل الولايات المتحدة أن تساعد جولة كيري على فتح نقاش أمني وسياسي مع قادة دول آسيا الوسطى، حول السبل الكفيلة بمنع تحول هذه الدول إلى منابع لتجنيد وتصدير المتطرفين إلى بؤر الصراع الساخنة في العالم.

 

” وبما أن جولة سياسية مهمة كهذه، جرى الإعداد لها منذ فترة طويلة، فلا يبدو أن الغرض منها فقط هو مماحكة روسيا سياسياً، بقدر ما تُشكّل تمهيداً فعلياً لتوجّه أميركي نحو وسط وشرق آسيا، مروراً بإيران، بالتزامن مع بدء رحلة الانكفاء عن العالم العربي ومشاكله المزمنة، والتي كثيراً ما يصعب التعامل معها. كما أن العلاقات الأميركية مع دول آسيا الوسطى سوف تساعد على التعاون الأمني والعسكري، في الحرب الدائرة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وتنظيمات مماثلة على مستوى العالم.

 

وتصف الخارجية الأميركية الزيارة بأنها “تاريخية” كونها تأتي في وقتٍ تمرّ فيه كل دولة من دول آسيا الوسطى، ودول الجوار بحراك ديناميكي، في خضمّ مرحلة تحوّل نحو مستقبل مختلف عن ذي قبل. ويقول مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية، خلال لقاء في واشنطن مع مجموعة من المراسلين الصحافيين، إن “من بين أهم أهداف جولة كيري لآسيا الوسطى هو تخفيف القلق السائد لدى قادة تلك الدول، من أنها في طريقها لأن تفقد أهميتها لدى الولايات المتحدة، بعد الانسحاب النهائي لقواتها من أفغانستان”.

 

ويضيف المسؤول بأن “كيري يسعى من خلال جولته في هذه الدول إلى طمأنتها بأن الولايات المتحدة تتجه إليها، ولا ترغب في الانكفاء عنها، فضلاً عن أن سجل هذه الدول الرديء بما يتعلق بعدم احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان، لن يكون عائقاً أمام تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة، غير أن أي خطوات إيجابية في هذا الاتجاه قد تكون عاملاً محفّزاً ومساعداً، وإن لم يكن شرطاً مسبقاً”. ولم يخفِ المسؤول الأميركي تطلّع بلاده إلى ملئ الفراغ الذي تركته روسيا في آسيا الوسطى، بسبب حالة الانكماش التي تمرّ بها وتراجع عائدات العاملين من أبناء تلك الدول في روسيا.

 

وفي دفاع مسبق عن أي انتقادات محتملة للتوسع في مشاريع تطوير العلاقات مع قرغيزستان، في ظلّ عدم احترامها ديمقراطية حقوق الإنسان، يشير المسؤول إلى أن “قرغيزستان هي الجمهورية الوحيدة في آسيا الوسطى التي لديها برلمان منتخب ديمقراطياً”. مع العلم أن الولايات المتحدة أغلقت قاعدة جوية لها في قرغيزستان العام الماضي، كانت تُستخدم كمحطة ترانزيت للطائرات الأميركية المتجهة إلى أفغانستان. ما زاد من مخاوف دول آسيا الوسطى من أن يكون الأميركيون في طريقهم للرحيل النهائي، ما سيفقد هذه الدول مصالح اقتصادية مهمة.

 

وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت قبل بدء جولة كيري أن الوزير الأميركي سيشارك في افتتاح حرم جديد للجامعة الأميركية في قرغيزستان، وسيتفقد مباني المجمع الجديد للسفارة الأميركية في العاصمة بيشكيك، فضلاً عن تدشين مشاريع أميركية أخرى. وذلك في دلالة على أن خطط تعزيز الوجود الأميركي في آسيا الوسطى بوشر العمل بها منذ فترة وليست وليدة هذه الجولة. يُذكر أن الخارجية الأميركية كانت قد منحت الناشط المسجون أزيمجان عسكروف، جائزة عن حقوق الإنسان العام الماضي، الأمر الذي أغضب الحكومة القرغيزية.

 

وفي تعبير عن الترحيب بالأميركيين، وصل مستوى الاهتمام إلى ذروته، أمس الأحد، في سمرقند بأوزبكستان، وكان الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف، على رأس مستقبلي كيري في المطار. واصطحبه إلى القلعة التاريخية التي كان يؤدي إليها طريق الحرير التاريخي.

 

وتعرّض كيري للانتقاد في محطات التلفزة الأميركية، والتي نقلت بعض مشاهد الاستقبال الباذخ لوزير خارجية أميركا، من قبل من سمته بـ”ديكتاتور يبلغ من العمر 77 عاماً، ويحكم بلاده بقبضة من حديد منذ ما قبل استقلالها عن الاتحاد السوفييتي”.

 

” وكانت الخارجية الأميركية نفسها قد وجّهت انتقادات شديدة العام الماضي لكريموف، بسبب التعذيب والفساد المستشري وتزوير الانتخابات. كما كشفت قبل ذلك برقية دبلوماسية أميركية نُشرت في موقع “ويكيليكس” أن الدبلوماسية الأميركية تصف حكم كريموف بـ”الكابوس ويستشري فيه الفساد، والجريمة المنظمة، والاستغلال والتعذيب”.

 

وسعى كيري لتبديد الهواجس عبر تأكيده “إثارته مع مضيفيه قضايا حقوق الإنسان في بلدانهم”، ولكن ما يأخذه عليه المعلقون الأميركيون أن إثارته هذه القضايا تجري خلف أبواب مغلقة، بينما يتيح ظهوره مع قادة يتصفون بالديكتاتورية المجال لهم لاستغلال ذلك أمام شعوبهم في الإيحاء بأن “لا مجال أمامهم للحصول على مساندة خارجية لتحقيق تطلعاتهم الديمقراطية”.

 

كذلك يعتبر المعلقون أن “المجاملات العلنية المتبادلة تؤكد الرسالة التي تحاول واشنطن إيصالها للحكومات وإخفاءها عن الشعوب، تكمن في استعدادها تطوير علاقات التعاون مع الطغاة، إن كانت المصلحة تقتضي ذلك”.

ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي تحاول دول آسيا الوسطى الحفاظ على التوازن بين علاقاتها مع موسكو، وواشنطن التي تحولت إلى شريك اقتصادي مهم، وخصوصاً خلال حرب أفغانستان.

 

“العدالة والتنمية” فاجأ ذاته!

عبد القادر عبد اللي

غاب مرشحو حزب “العدالة والتنمية” عن الساحة الإعلامية قبيل إعلان نتائج الإنتخابات البرلمانية التركية، التزاماً بالقانون لكي لا يخرق ظهورهم الصمت الانتخابي. لذلك لم نستطع رصد وجوههم لحظة البدء بإعلان النتائج الانتخابية، ولكن من وقع نظره على وجوه بعض المحللين السياسيين القريبين من “العدالة والتنمية” في تلك اللحظات، فقد شاهد تعبيرات يصعب وصفها. ولكن الوصف الأقرب هو الذهول لفترة طالت حتى بعد فتح أكثر من خمسين في المئة من الصناديق.

 

لقد كانت مفاجأة كبرى، ولم يصدقوا ما حدث. هل يمكن لحزب أن يحظى بزيادة تسع نقاط خلال بضعة أشهر؟ إنها حالة تشبه المستحيل. ولم تكن توقعات الرأي العام القريبة من حزب “العدالة والتنمية” تشير إلى غير هذا، فهي بغالبيتها تقول: “إما فوز بسيط على الحدود لحزب العدالة والتنمية، أو تحسين وضعه بنقطتين أو ثلاث!”. بالطبع هناك استطلاعات رأي نشرتها المعارضة التركية قالت إن حزب “العدالة والتنمية” لن يحصل على ثلاثين في المئة.

 

لقد اعتمدت الدعاية الانتخابية لأحزاب المعارضة التركية قبيل الانتخابات الماضية في 7 حزيران/يونيو، على كسر الحاجز النفسي الذي سيطر على الناخب في عموم تركيا، وهو إيمانه بعدم وجود بديل عن حزب “العدالة والتنمية”. وكان الأمل معقوداً على فشل هذا الحزب لتشكيل حكومة بمفرده، وتشكيل حكومة من أحزاب المعارضة مجتمعة، أو الذهاب إلى انتخابات الإعادة بعد كسر هذا الحاجز النفسي في حال عدم التمكن من تشكيل الحكومة. وقد نجحت استراتيجية المعارضة، ودخلت انتخابات الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، بضخ آمالٍ كبرى بأن حول نهاية “العدالة والتنمية”.

 

رافقت هذه الحالة النفسية توقعات رأي عام كانت بمجملها تعطي “العدالة والتنمية” نتيجة مشابهة لما حصل عليه في الدورة السابقة، مع تقدم كبير جداً لحزبي “الشعب الجمهوري” و”الحركة القومية”. وقد ذهب البعض إلى اعتبار الحكومة التركية التي ستظهر صباح 2 تشرين الثاني/نوفمبر هي حكومة ائتلافية من حزب “الشعب الجمهوري” و”الحركة القومية”. بل أن هناك من بحث عن سجن لرجب طيب أردوغان!.

 

في الطرف المقابل ظهرت استراتيجية حزب “العدالة والتنمية” بأنه يريد استهداف الكتلة القومية، وجذبها، وقد كانت أولى الخطوات هي ترشيح الزعيم القومي طغرول توركش على قوائم “العدالة والتنمية”. وعلى الرغم من محاولة “الحركة القومية” إظهار طغرول توركش بأنه مجرد فرد، ولكن الأمر لم يكن مقنعاً، فالرجل ابن مؤسس هذه الحركة، وكان نائباً لرئيسها الحالي وله جمهور واسع. وقد شهدت الأيام التي سبقت الانتخابات انشقاقات عديدة في “الحركة القومية”، وإعلان المنشقين انتسابهم إلى “العدالة والتنمية”. هناك رؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية بين أولئك المنشقين عن “الحركة القومية” والمنتسبين إلى “العدالة والتنمية”، ولكن أعداد هؤلاء لم تتجاوز المئات. أي بما يمكن أن يضيفوا نقطة على الأكثر.

 

كانت قيادات “العدالة والتنمية” في تصريحاتها ومقابلاتها التلفزيونية تقول إنها ستفوز في الانتخابات، ولكنها لم تقدم أرقاماً تزيد عن 45 أو 46 في المئة من الأصوات، وهي الحد الأدنى لتشكيل الحكومة، لأنها تنعكس بـ50 في المئة زائد واحد، من المقاعد البرلمانية.

 

عند صدور النتائج أصيب العالم كله بالجمود. لم تكن هذه النتيجة متوقعة نهائياً، وحتى إن نائب رئيس “العدالة والتنمية” بولند أرينتش، لم يخفِ دهشته، وقال: “لم يحدث أن حسّن حزب سياسي وضعه بما يقارب العشر نقاط في فترة قصيرة كهذه”. بالطبع هي تسع نقط تقريباً، وهذه تعني زيادة بمقدار ربع الأصوات التي حصل عليها الحزب قبل خمسة شهور فقط، وفعلاً هي نسبة مذهلة.

 

لاشك أن ما حققه “العدالة والتنمية” هو نجاح مذهل، وقد ذُهل الناجحون أنفسهم بهذه النتيجة. ولكن ثمة حقيقة جلية وهي أن الدعاية ضد “العدالة والتنمية” قوية وغير مسبوقة، ووسائل الإعلام التركية على الرغم من كل ما يقال، فهي تعمل بغالبيتها ضد “العدالة والتنمية”. ولا يقف الأمر عند هذه الحدود، فكثير من وكالات الأنباء العالمية الكبرى مثل “وكالة الصحافة الفرنسية” و”رويترز” تخلت عن مهنيتها في الشأن التركي، ودفعت ببروبغاندا ضد “العدالة والتنمية”. فما الذي يجعل كل هذه الجهود تبوء بالفشل؟ الجواب على هذا السؤال بسيط، وهو كلمة واحدة: المعارضة.

 

دائماً تجد المعارضة التركية نفسها على حق، وتبحث عما يثبت أنها على حق. عندما سأل أحد الصحافيين رئيس حزب “الشعب الجمهوري” كمال قلتشدار أوغلو، تعليقاً على نتيجة الانتخابات: “هل ستستقيل؟” قال قلتشدار أوغلو: “لقد أعطانا الناخب التركي نقطة زيادة عما حصلنا عليه في السابع من حزيران، وهذا يشير إلى أنه اعتبر موقفنا صحيحاً، ويطالبنا بالاستمرار”.

 

تشير التصريحات التي قدمتها المعارضة التركية إبان ظهور نتائج الانتخابات إلى ثباتها على مواقفها، وهو بمعنى آخر اعتبار الفشل نجاحاً، ولكن هل يعتبر هذا الموقف واعياً؟ إذا كان “العدالة والتنمية” نفسه مذهولاً، وفوجئ بما حققه، أليس من الممكن أن تكون قيادات المعارضة التركية مازالت تحت تأثير هذه الصدمة والذهول؟ من الممكن ألا يتخلى رؤساء الأحزاب عن مواقعهم بسهولة، ولكن هل ستقبل قواعد هذه الأحزاب باستمرار الفشل إلى ما لانهاية؟ لابد أن يكون هناك ممتعضون من أداء أحزابهم، ما يدفعهم للضغط على قياداتهم لإجراء مراجعات، وتجديد هذه الأحزاب. السنة القادمة حبلى بتطورات سياسية داخلية كبرى، وهناك استحقاقات أمام المعارضة التركية، لأن شرط الديموقراطية هو وجود معارضة متوازنة تقدم انتقادات منطقية، وبدائل سياسية مقنعة، وألا تكتفي بالقول “لا”. وإن لم يتحقق هذا سيبقى حزب “العدالة والتنمية” حاكماً.

 

“العدالة والتنمية” المنتصر: لنكتب معاً دستوراً مدنياً ليبرالياً

تمكّن حزب “العدالة والتنمية”، خلافاً لكل التوقعات واستطلاعات الرأي، من استعادة الأغلبية المطلقة في البرلمان التركي، ما سيمكّنه من تشكيل الحكومة منفرداً، بعد حصوله على 49.36 في المئة من أصوات الناخبين بمعدل أكثر من 23 مليون صوت، بعد فرز 99.98 في المئة من الأصوات، يليه حزب “الشعب الجمهوري” بحصوله على 25.43 في المئة، وثالثاً جاء حزب “الحركة القومية” بنسبة 11.96 في المئة، وحلّ رابعاً حزب “الشعوب الديموقرطي” بحصوله على 10.66 في المئة من أصوات الناخبين، وهذه النسبة ستمكّن الحزب من البقاء في البرلمان، بعدما دخله في الانتخابات السابقة قبل نحو 4 أشهر كأول حزب كردي، لكن الجديد هذه المرة أنه خسر نحو مليون صوت مقارنة مع الانتخابات السابقة.

 

رئيس حزب “العدلة والتنمية”، رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، قال أمام حشد من أنصار الحزب في محافظة قونيا، إن “هذا النصر نصر لأمتنا لا نصرنا.. نصر لقونيا.. نصر لجيراننا.. نصر لمواطنينا”. وأضاف “بإذن الله سنخدمكم خلال السنوات الأربع المقبلة، ونلتقي من جديد عام 2019″، وشكر من صوت للحزب قائلاً “بارك الله فيكم لأنكم لم تتخلوا عنا، لأنكم ناديتم بأعلى صوتكم، بارك الله في كل من ساهم في هذا النصر”. وكان قد اكتفى بالتعليق على النتائج الأولية بتغريدة على حسابه الشخصي في تويتر قال فيها “الحمدالله”.

هذه الانتخابات ليس فيها خاسر

وعقب ختام كلمته في قونيا، مسقط رأسه، توجّه داوود أوغلو إلى العاصمة أنقرة، حيث وجّه كلمة مطولة بحضور أنصار “العدالة والتنمية” الذين احتشدوا أمام مكتب الحزب. وقال “نتعهد بمواصلة التقدم بشكل يتناسب مع الآمال والتطلعات التي علقها علينا من انتخبوا حزبنا، وغيرهم ممن لمن ينتخبونا وسنواصل الرقي والاستقرار من أجل رفعة البلاد.. سننأى بتركيا بعيدًا عن كافة أشكال الصراعات والمصادمات”. وأضاف “هذا الانتصار لكافة أبناء الشعب التركي، بموظفيهم ومعلميهم ونسائهم ورجالهم وشيوخهم وأطفالهم، انتصار لـ75 مليون تركي، وليس لأنصار حزب واحد فقط لقد رأيتم بأعينكم الحيل والألاعيب التي حيكت ضد تركيا وها أنتم قد أفسدتم مفعولها، وبتصويتكم للعدالة والتنمية تكونون قد أسدلتم ستاراً على العقلية التركية القديمة، والفوضى، والعنف، والإرهاب، وعدم الاستقرار”.

 

وتابع “لن نتراجع قيد أنملة عن القانون والعدالة والحب والرحمة في ما بيننا، فحقوق الجميع في أيدٍ أمينة، بكل تأكيد سنحافظ على حقوق 78 مليون تركي. تركيا ستكون أكثر قوة وأكثر رحمة، ستتخلص بكل تأكيد من لغة العنف والكراهية، نحن في طريقنا للحرية بما تملكه بلادنا من ديموقراطية (..) هذه الانتخابات ليس فيها خاسر، والفائز هو تركيا وشعبنا وديموقراطيتنا، الفائز هم الفقراء والمظلومون، ومن لا مأوى لهم، النتيجة التي أسفرت عنها الانتخابات، انتصار للسلام والاستقرار والعدالة، وليكن الشعب مطمئناً، فالرسالة التي تلقيناها منه، سيجد أثرها خلال السنوات الأربع القادمة”.

 

وتوجّه داوود أوغلو إلى الأحزاب التركية قائلاً “أناشد كافة الأحزاب السياسية، أن تكون جهودنا وطاقتنا من أجل مصالح تركيا ومستقبل هذا الشعب، النظام الحالي المعمول به في تركيا، بات لا يلبي احتياجات البلاد، فلنشمر عن سواعدنا من أجل تركيا جديدة خالية من العنف والفوضى والاستقطاب، تركيا جديدة يلقي كل فرد فيها التحية على الآخر بحب وسلام”. وأضاف “كما أناشد كافة الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، التكاتف من أجل كتابة دستور قومي جديد، وذلك من أجل نظام انتخابي صحي وسليم، ومن أجل تشكيل حكومة شفافة ونزيهة، أتمنى أن نتعاون معاً لنترك الدساتير الانقلابية، ونكتب معاً دستوراً مدنياً ليبرالياً”.

 

الطموح بنظام رئاسي لن يتحقق

حزب “العدالة والتنمية” حصل على 316 مقعداً في البرلمان، من أصل 550 مقعداً، مضيفاً إلى رصيده 58 مقعداً مقارنة مع نتائج الانتخابات السابقة، فيما حصل حزب “الشعب الجمهوري” على 134 مقعداً بمعدل مقعدين إضافيين عن الانتخابات السابقة، وحزب “الحركة القومية” على 41 مقعداً، وخسر 39 مقعداً مقارنة مع الانتخابات السابقة، في حين نال حزب “الشعوب الديموقراطي” 59 مقعداً، وكذلك خسر 21 مقعداً مقارنة مع نتائج الانتخابات السابقة.

 

 

 

وسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى تحويل نظام الحكم إلى نظام رئاسي، إلا أن عدد المقاعد التي حصل عليها “العدالة والتنمية” لن تمكّنه من ذلك، إذ إنه كان يحتاج إلى 367 صوتاً لإقرار التعديل في البرلمان، و330 صوتاً من أجل طرحه لاستفتاء شعبي.

 

ديار بكر تحتج.. ثم تحتفل

وكانت احتجاجات قد اندلعت في مدينة ديار بكر، ذات الغالبية الكردية، مع بدء فرز الأصوات وحصد “العدالة والتنمية” لمعظمها، ما استدعى تدخلاً لقوات الأمن والشرطة، التي استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المحتجين، إلا أن المواجهات والاحتجاجات الكردية، سرعان ما تحوّلت إلى احتفالات مع الإعلان عن تخطي حزب “الشعوب الديموقراطي” عتبة الـ10 في المئة، التي تؤهله للبقاء في البرلمان.

 

“داعش” يقترب من قطع اوتستراد دمشق-حمص

اقترب تنظيم “الدولة الإسلامية” من قطع اوتستراد دمشق-حمص الدولي، مع تمكّنه من التقدم نحو الأطراف الشرقية إلى بلدة صدد، ذات الأغلبية المسيحية، والتي تبعد عن الاوتستراد 14 كيلومتراً.

 

وتمكن التنظيم من تحقيق هذا التقدم السريع، بعد سيطرته على بلدة مهين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، بعد معارك عنيفة خاضها مع قوات النظام، وأجبرها على الانسحاب، فيما سيطر التنظيم على مستودعات ضخمة من الأسلحة الموجودة في المنطقة.

 

الطيران الحربي لم ينجح في وقف تقدم التنظيم، حيث بدأ هجومه بتفجير عربتين مفخختين عند أطراف بلدة مهين، تبعها اقتحام بري واشتباك مع قوات النظام، ما أدى إلى خسارتها 50 عنصراً، بالإضافة إلى سقوط عدد من القتلى في صفوف التنظيم.

 

ونقلت وكالة “فرنس برس” عن مصدر سوري قوله إن “الجيش السوري يعيد انتشاره في محيط بلدة مهين بعد دخول مسلحي تنظيم داعش إليها”، موضحا أن “مسلحي ووجهاء بلدة مهين (…) أعلنوا مبايعتهم لتنظيم داعش في خرق فاضح للهدنة”. وتخضع المنطقة إلى هدنة أبرمها النظام مع سكان بلدة مهين، والمسلحين فيها، منذ نحو عامين، تقضي بنشر حواجز للنظام حول البلدة، مقابل وقف العمليات العسكرية فيها، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن سيطرة التنظيم على مهين تمت باتفاق مع “المسلحين المحليين”.

 

هذا الخرق البارز للتنظيم يترتب عليه تبعات كثيرة، أبرزها أنه قد يتمكن من قطع الاوتستراد الدولي، ما يعني عزل مناطق الساحل السوري، عن الجزء الجنوبي من البلاد، بما فيه العاصمة دمشق، فضلاً عن وضع مدينة حمص تحت تهديد هو الأكبر منذ إنجاز اتفاق إخلاء أحياء حمص القديمة، العام الماضي. كما أن الخطوة التالية للتنظيم ستكون بلدة صدد المسيحية، حيث قال نشطاء إن “داعش” يحضّر هجوماً كبيراً للسيطرة عليها، وأن اشتباكات متقطعة تدور على أطرافها مع قوات النظام.

 

وكان تنظيم “الدولة” قد سيطر في وقت سابق من شهر آب/أغسطس الماضي، على مدينة القريتين المجاورة لمهين، التي تقطنها أغلبية مسيحية، وتحتوي على دير مسيحي تاريخي.

 

قادة الجيش الحر ينفون زيارتهم الى موسكو

بعدما تحدث بوغدانوف عن زيارات واتصالات

بهية مارديني

اعتبر قادة في الجيش الحر أن روسيا فشلت في تدخلها العسكري في سوريا، لذلك تحاول التغطية على هذا الفشل، كما تعمل على شق صف الجيش الحر، وتشويه الثوار أمام الشعب السوري، بالحديث عن زيارتهم الى موسكو، رغم أن كل قادة الجيش الحر أجمعوا على أنها دولة احتلال وطرف في الحرب، ولا تصلح لأن تكون طرفًا في أية مفاوضات أو حوار.

 

بهية مارديني: نفى أبو الليث الشامي القائد في الجيش الحر عن منطقة القلمون، في تصريح لـ”إيلاف”، ما قيل عن اتصالاته بالجانب الروسي أو الاستعداد لزيارة موسكو. وقال” أنفي هذه الأكاذيب جملة وتفصيلًا”.

 

شائعات ترويجية

وشدد على أن روسيا هي دولة غازية ومحتلة لسوريا، وأكد أنه “لا تواصل بيننا وبين الروس، ولا ننوي التواصل معها على الإطلاق، وهي دولة عدوة للشعب السوري، وتقصف المدنيين، وتدمر سوريا”.

 

وطالب كل وسيلة إعلامية نشرت الخبر نفيه أو تحمل تبعات نقلها للأكاذيب والترويج للروس، ومحاولة إحباط معنويات السوريين. وأكد أن الجيش الحر على الأرض يقاطع روسيا، ورأى أن محاولة إلصاق اسم الثوار الأحرار بموسكو ما هي سوى محاولة فاشلة، لا تكسب تحركاتهم الشرعية، متسائلًا عن سر توقيت نشر هذه الأخبار، ولمصلحة من؟. أضاف” أنا قائد عسكري أدير العمليات على الأرض، ومرجعيتي السياسية هي الجمعية الوطنية السورية، وهي حددت موقفها في بيان واضح من العدوان الروسي”.

 

وأشار إلى أن”هذه التي يسمونها التسريبات هي عبارة عن محض تأليف وتزوير لشق صف الجيش الحر، وفي إطار الحرب عليه، ومحاولة عبثية لتجريده قاعدته الشعبية”، مؤكدًا على مشروعه الوطني، بقوله: “أنا لا أفاوض المحتل”.

 

وفيما قيل إنها تسريبات من مصدر مقرب للخارجية الروسية، نشرت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أن “اتصالات روسية أجريت مع  فصائل الجيش الحر وأن روسيا أرسلت مبعوثًا للتفاوض، ومن أجل اﻻتفاق حول فصائل دمشق وريفها التابعين لغرفة عمليات دمشق وريفها، والتي تضم العديد من الألوية والكتائب، وتعمل تحت مسمى الجيش الحر، لأهمية مواقعهم اللوجستية، فهي ذات أهمية لقلب المعادلة”.

 

تسريبات التواصل

وأضافت هذه الصفحات: “طلبت روسيا من غرفة العمليات لدمشق وريفها تشكيل وفد قيادي للتباحث مع روسيا في العاصمة موسكو حول مستقبل العاصمة دمشق وقبول الأسماء التي طرحتها روسيا للمرحلة اﻻنتقالية، وانضمام تلك الفصائل، والعمل مع الفريق الانتقالي، وورد في اﻻتفاق المبرم بين روسيا وغرفة عمليات دمشق وريفها أن غرفة العمليات الممثلة عن فصائل دمشق وريفها ستوافق على اختيار مجلس عسكري عام لإعادة هيكلة الجيش السوري، وتعهدت روسيا بخروج القادة والسياسيين بطريقة آمنة من دمشق إلى موسكو”.

 

واعتبرت أنه “بحسب التسريبات، فإن أسماء المشاركين في التفاوض هم أبو زهير الشامي القائد العام لغرفة عمليات دمشق وريفها، نغم علي الحافظ نائب قائد العمليات للشؤون الخارجية، أبو الليث القلموني قيادي لغرفة العمليات، وممثل عن فصائل شمال غرب سوريا، أبوعبيدة قيادي في غرفة العمليات، ونائب القائد العام لغرفة العمليات للشؤون الداخلية، وسبعة قادة لفصائل مسيطرة في ريف دمشق، ونايف أحمد المنسق العام لغرفة عمليات دمشق وريفها”.

 

وتوالت تصريحات النفي من قادة في الجيش السوري الحر في الجبهات كافة، بعد تصريحات مسؤولين روس، واعتبروا أن روسيا طرف في الحرب، وليست وسيطًا للحل، وأن “تصريحات موسكو بزيارات يقوم بها ممثلون عن الجيش الحر” هي عبارة عن دعاية بعد الفشل، الذي منيت به في سوريا، وحتى تظهر نفسها وكأنها تسعى إلى حل الأزمة لتغطي على ذلك الفشل”.

 

عملاء للنظام

وقال محمد الغابي القائد العام لجبهة الشام، لوكالة الأناضول، إن “الشرط الأساسي للجيش الحر لأي حوار هو رحيل (رئيس النظام السوري) بشار الأسد ورموز سلطته، الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري”، لافتًا إلى أن مبادئ جنيف1 وآليات تطبيقها تضمن هذا الشيء.

 

ونفى الغابي قائد أحد فصائل الجيش الحر العاملة في ريف حماه، أن يكون أي ممثل عن الجيش الحر في الجبهة الشمالية لسوريا قد زار موسكو، مرجحًا أن يكون الأشخاص المعنيون عملاء للنظام السوري أو أولئك الذين يدعون تمثيلًا للجيش الحر، وهم ليسوا كذلك، هذا إن حدثت الزيارة فعلًا.

 

وقال باسل الأيهم، القيادي العسكري في فرقة صلاح الدين التابعة للجبهة الجنوبية – تشكيل يضم جميع فصائل الجيش الحر في الجنوب، إن الأشخاص الذين شاركوا في اجتماعات مع الروس لا يُمثلّون الجيش الحر، وأنهم لم يشاركوا في اجتماعات مع المسؤولين الروس. وأوضح الأيهم أن “الجبهة الجنوبية أعربت عن موقفها من روسيا باعتبارها طرفًا في الحرب الجارية ضد الشعب السوري، ولم ولن تكون طرفًا للحل أو ساعيًا، لاستمرارها في دعم النظام السوري”.

 

ورفض “تصريحات روسية تقترح التعاون بين الجيش الحر والنظام السوري، والدخول في مرحلة انتقالية، تكون قيادتها أسماء يُمليها الخارج على الشعب السوري”. واعتبر أن روسيا “دولة معتدية ومحتلة، وسوف يتم التعامل معها من قبل الثوار السوريين، كما تتعامل مع جيش نظام الأسد وميليشيا حزب الله والقوات الإيرانية”.

 

شرعية للتدخل

كما قال نافع غزال القيادي الميداني في كتائب الفاروق (العاملة في إدلب شمال سوريا)، إن “الذين التقوا مسؤولين روسيين لا يمثلون فصائل الجيش الحر المقاتلة على الأرض”، معتبرًا أن “هذا النوع من الحوار يعطي شرعية للتدخل الجوي الروسي”.

 

وأكد غزال أن روسيا لا تكتفي بقصف مقار الجيش الحر واستهداف قياداته فحسب، بل إن قصفها يطال المدنيين، والنساء والأطفال، مشيرًا إلى أن الجميع رأى نتائج القصف الروسي والضحايا المدنيين الذين سقطوا من جرائه. وكان وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قال إن وفودًا من الجيش السوري الحر زارت موسكو مرات عدة.

 

وكان سيرجي لافروف وزير الخارجية  الروسي أعرب في تصريحات لقناة “روسيا 1″، السبت قبل الماضي، عن استعداد بلاده لتقديم دعم جوي إلى مقاتلي “الجيش الحر”، والتنسيق مع الولايات المتحدة في مكافحة “الإرهاب”.

 

هواجس اغتيال بشار الأسد تسيطر على أنصاره

تسريبات بأن “بوتين” سينشئ قاعدة صواريخ لحماية مقر الأسد

العربية.نت – عهد فاضل

نشرت مواقع موالية لرئيس النظام السوري، منذ ساعات، أخباراً متداولة في أوساطهم، عن مخاوف جدية من تعرض القصر الجمهوري، في سوريا، والذي يحمل اسم “قصر الشعب” إلى قصف من الجو تقوم به طائرات عسكرية.

وقالت المصادر الموالية إن هناك “أخطارا جدية” بتعرض مقر إقامة الرئيس السوري الى قصف كهذا، نقلاً عن “المخابرات الروسية” كما قالت المصادر الموالية السابقة. وأنه تم تكليف نوع محدد من الطيران الروسي لحماية قصر الأسد، وهي طائرات “سوخوي 34”.

وأضافت المواقع الموالية، وأحدها يعتبر لصيقا جدا بأجهزة الأمن والاستخبارات، أن الطيران العسكري الروسي تلقى تعليمات “بإسقاط” أي طائرة تغير على القصر الجمهوري. من دون “مراجعة أحد أو الاتصال بأحد”.

ونقلت تلك المصادر أن روسيا تعتزم بناء قاعدة صواريخ قصيرة المدى، لحماية مقر الرئيس السوري.

وأكدت المصادر الموالية اللصيقة بأجهزة الأمن السورية، أن هذا الإجراء “اتخذ من قبل الرئيس الروسي بوتين تحديداً” وذلك “كاحتياط أمني” لمنع تغيير “موازين القوى في سوريا عبر اغتيال الرئيس السوري” من خلال “قصف جوي على منزله أو مكتبه” على حد ذكر المصادر السابقة.

 

مذيعة سورية تتراجع بعد فضيحة “طائرة البراميل

العربية.نت – عهد فاضل

حذفت المذيعة السورية صبا منصور، خبر مقتل العقيد حسن الحسن، من صفحتها الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك.

كما قامت بحذف منشور كانت قد أعلنت فيه رغبتها الشديدة بركوب “طائرة البراميل” المتفجرة التي تقصف الأحياء السكنية في سوريا. وقد نشر موقع “العربية.نت” خبرا عن هذه القضية بتاريخ 28 اكتوبر 2015.

وكانت منصور، والتي تعمل في أكثر من وسيلة اعلامية، إحداها فضائية عراقية، قد نشرت نعيا خاصا بمن وصفته بـ”صديقها” وهو العقيد حسن الحسن، حيث اشارت إلى أن مقتله تم من خلال تعرضه لقذيقة “حاقدة” على حد قولها.

إلا أن إعلان رغبتها بركوب الطائرة التي تحمل البراميل المتفجرة التابعة لجيش نظام الأسد، أثار كثيرا من الاستهجان والاستياء لدى طيف واسع من الاعلاميين العرب، الذين استغربوا كيف يمكن لفضائية عربية أن تسمح لإحدى مراسلاتها بأن تعلن وعلى الملأ مساندتها قتل المدنيين، عبر البراميل المتفجرة، الأمر الذي تصفه الأمم المتحدة بأنه من مظاهر جرائم الحرب، وطالبت بإرغام النظام السوري على التوقف عن استخدامه. حتى إن روسيا نفسها قالت إن نظام الأسد لم يعد يستعمل البراميل المتفجرة.

وأضاف إعلاميون عرب وصفوا اعلان رغبتها بمرافقة الطائرات الحاملة لبراميل متفجرة، بـ”الفضيحة” المدوية، بأن إقدام مذيعة على “إشهار” مساندتها لأعمال “وحشية انتقامية لاتميز بين مسلح وأعزل” يجب أن “يطاله القانون”.

مستغربين كيف لم تتخذ الفضائية التي تعمل بها المذيعة السورية، لأي إجراء رادع بحق هذا النوع من الانتهاكات التي تضع “القناة نفسها في حال المساءلة لو لم تصدر توضيحاً ينفي علاقتها بهذا الخرق لميثاق الشرف الاعلامي”.

يذكر أن المذيعة السورية صبا منصور، كانت قد نشرت خبر مقتل العقيد حسن الحسن، منفردة بذلك عن كل مواقع النظام الموالية. فلم تتم الاشارة الى مقتله إلا على صفحتها، والتي على مايبدو “أحرجت النظام” الذي يريد التكتم على مقتل العقيد. فقامت بحذف الخبر من صفحتها، دون أي تعليل يوضح سبب نشره أولا، ثم سبب حذفه ثانياً.

 

70 رضيعاً سورياً غرقوا منذ مأساة الطفل إيلان

دبي – العربية.نت

هزت حادثة غرق الطفل السوري إيلان كردي العالم، وتحولت صورته ميتا على أحد الشواطئ التركية بعدما جرفته الأمواج أيقونة تعبر عن المعاناة التي يعيشها الشعب السوري خلال الأعوام الخمسة الماضية.

وتوقع البعض أن تسهم صورة “إيلان الغريق” في إحداث تغيير بمسار الأحداث، أو على الأقل تخفيف معاناة الأطفال في مواجهة خطر الغرق. لم يحدث أي شيء من ذلك، واستمرت أمواج البحر في ابتلاع دفعات جديدة من أجساد أطفال ذنبهم أنهم هربوا من الموت في بلدانهم.

فبحسب مجلة “ذا ديلي بيست” الأميركية، أكثر من 70 رضيعاً قضوا غرقاً في رحلات تهريب اللاجئين منذ غرق إيلان في شهر سبتمبر الماضي.

ميليسا فليمنج المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، ذكرت في حديث لها مع المجلة المواقف المريعة التي تواجهها بشكل يومي مع قصص غرق الأطفال السوريين.

وفي إشارة إلى عدم الاهتمام العالمي بحوادث الغرق هذه تقول فليمنج: “ما يقتلني أنه حتى أكبر تراجيديا نشهدها تتحول إلى عنوان في الأخبار ليوم واحد”. وتضيف في موضع آخر: “أكثر القصص التي تؤلمني هي لأم أو أب لم يستطيعا إنقاذ ابنهما من الغرق. كأمٍّ أن أخسر ابني بهذه الطريقة أمر لا يمكنني استيعابه”.

وعن الأطفال الذين يتم إنقاذهم تقول: “تحاول أن تطمئن هؤلاء الأطفال وهم يحضنونك وينظرون إليك بنظرة تقول: أحتاج إليك، ولكنهم من جهة أخرى لم يعودوا يثقون بأحد”.

وتنشر فليمنج في حسابها على موقع “تويتر” مقاطع فيديو وصورا مؤلمة تكشف عن المعاناة الكبيرة التي يواجهها الأطفال السوريون في مواجهة أمواج البحر التي لا تعرف الرحمة.

يذكر أن “التراجيديا” السورية تشهد يومياً مأساة غرق مهاجرين فروا من جحيم القتل المستمر في بلدهم، وفي كل مرة يكون للأطفال حصتهم من جرعات الموت هذه. وتمتلئ شاشاتنا بصورهم ووجوههم وأناملهم الصغيرة التي أصابها الازرقاق، ومن ثم تختفي فتنسى، بانتظار مأساة أخرى، وطفل آخر، واسم آخر كـ”إيلان” وغيره العشرات.

 

خلفان: فوز أردوغان لا يعني إلا العمل على تحطيم الأمة العربية واستهداف مصر.. والإخوان “أفسد جماعة” خرجت للناس

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– شن نائب رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، الاثنين، هجوما على جماعة الإخوان المسلمين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد حزب “العدالة والتنمية” الحاكم بالانتخابات البرلمانية التركية، معتبر أنه “لا ينتظر من حزب أردوغان إلا خراب الوطن العربي”.

 

وكتب أردوغان في سلسلة تغريدات عبر حسابه على “تويتر” أن “أكبر داعم للإخلال بالأمن القومي العربي أردوغان”. وقال: “من ضمن مشروع تفتيت الوطن العربي فوز أردوغان لاستكمال هجومه على مصر التي أفشلت المخطط في المرة الأولى لتفتيتها”.

 

وأضاف: “فوز أردوغان من جديد يعني أن مصر لا تزال الهدف لخطة تغيير خارطة الشرق الأوسط الذي قال عنه رئيس الاستخبارات الفرنسية بالأمس إنه لن يعد كما كان”. وتابع: “أردوغان أحد معاقل تفتيت الأمة العربية والشاهد أحداث مصر وتونس وليبيا والعالم العربي كله”.

 

واعتبر خلفان أن “فوز أردوغان لا يعني إلا العمل على تحطيم الأمة العربية”، وقال: “لا ترجون من أردوغان خدمة للعرب”. وأضاف: “لا نعول على اردوغان…وغيره نعول على الله ثم على حكام خليجنا وشعوبنا الواعية لا المرهونة للمرشد السخيف”، في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.

 

وهاجم خلفان الإخوان المسلمين بسلسلة تغريدات قال فيها: “نريد أن يكون الحزب الفائز إسلاميا في تركيا لا إخونجيا”، وأضاف: “بفوز أردوغان تجنن حريم السلطان”. وتابع: توقفت طويلا عن مهاجمة الإخوان.. لكن الظاهر أنهم لا ينشطون إلا بالدعس على سمعتهم القذرة”.

 

ووصف خلفان جماعة الإخوان بأنها “أفسد جماعة أخرجت للناس”، وقال: “الهتم أردوغان خزاكم الله”، وأضاف: “لا بارك الله في خونة الأمة إخونجية الماسون”.

 

الظواهري: يجب التوحد ضد عدوان روسيا وأمريكا وإيران وحزب الله والعلويين.. والإخوان والسلفيون “السيسيون” قادوا شعوبنا لخسارة الدنيا والدين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– دعا زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري إلى الوحدة ضد أمريكا وروسيا، وشن هجمات ضد الغرب وخاصة أمريكا وتكرار هجمات على غرار 11 سبتمبر، كما شن هجوما على جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين في مصر وتونس.

 

وقال الظواهري في تسجيل صوتي تم بثه على الانترنت، الأحد، إن “الأمريكيين والروس والإيرانيين والعلويين وحزب الله ينسقون حربهم ضدنا، فهل عجزنا أن نوقف القتال بيننا حتى نوجه جهدنا كله ضدهم؟”.

 

وأضاف في كلمة بعنوان “لنتحد لتحرير القدس”: “إخواني المجاهدين في كل مكان وفي كل المجموعات يا أهل الجهاد من كل فئات المجاهدين إننا نواجه اليوم عدواناً أمريكياً أوروبياً روسياً رافضياً نصيرياً.. فعلينا أن نقف صفاً واحداً من تركستان الشرقية حتى مغرب الإسلام في وجه الحلف الشيطاني المعتدي على الإسلام وأمته ودياره”.

 

وأشاد الظواهري بعمليات الطعن التي ينفذها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين، وقال إن تحرير القدس يتطلب ضرب الغرب وخاصة أمريكا في عقر دارها ومهاجمة مصالحهم المنتشرة في كل مكان”، مطالبا بشن هجمات مماثلة لهجمات مدريد ولندن و11 سبتمبر.

 

وأضاف: “يجب أن يدفع داعمو إسرائيل من دمهم واقتصادهم ثمن دعمهم لجرائم إسرائيل ضد المسلمين والإسلام”. واعتبر أن “تحرير فلسطين لا بد له من أمرين، الأول هو ضرب الغرب وخاصة أمريكا في عقر دارها، والآخر هو إقامة دولة إسلامية في مصر والشام، لحشد الأمة لتحرير فلسطين، ولا بد في سبيل ذلك من الوحدة، ونبذ الخلاف، وإيقاف القتال بين المجاهدين”.

 

وهاجم الظواهري جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين في مصر وتونس، قائلا إن “معركتنا في الشام ومصر هي معركة واسعة وشاملة لإعادة الخلافة الإسلامية.. وهي أيضا معركة بالجهاد السياسي لنبين لشعوبنا أن هناك من الجماعات المنتسبة للعمل الإسلامي من أمثال الإخوان المسلمين والسلفيين السيسيين والغنوشيين من قادوها لخسارة الدين والدنيا”.

 

وأضاف: “تحالفوا ضدها مع أعداء الإسلام وأعداء الأمة من العسكر العلمانيين والساسة الفاسدين وزينوا صورتهم الشوهاء ومنحوهم الحصانة ومكنوا المجرمين من أمثال السيسي ومحمد إبراهيم والباجي قايد السبسي من التسلط على رقاب المسلمين، والتزموا باتفاقات الاستسلام مع إسرائيل فقد علموا أن ثمن الوصول للسلطة هو قبول الدساتير العلمانية وقبول الاستسلام لإسرائيل”.

 

وطالب زعيم القاعدة من أسماهم “أهل التقوى” والجهاد أن يجنبوا الفلسطينيين “هذه المناهج المنحرفة، ويجمعوهم حول كلمة التوحيد ليكون جهادهم لإعلاء كلمة الله”.

 

وقال: “كيف يتفق القتال لتحرير فلسطين مع الاعتراف بشرعية العلمانيين باعة فلسطين، هل تريدون أن تضحوا بأرواحكم من أجل بيع فلسطين؟ إن هذا لا يقبله حتى الوطنيون والقوميون الذين يقاتلون من أجل الأرض والتراب”.

 

غارات للتحالف على مواقع “داعش” بالعراق وسوريا وبدء معركة “تحرير الحسكة

الحدود العراقية السورية (CNN)– عمود كثيف من الدخان الأسود يخيم على الحدود السورية العراقية بالقرب من بلدة “الشدادي” في محافظة الحسكة السورية، وفوق المنطقة ذيول دائرية من طائرات التحالف.

 

وتقول مصادر عسكرية كردية على الجانب العراقي من الحدود، إن معاقل داعش وحقول النفط، التي يسيطر عليها مسلحو التنظيم في جنوب مدينة الحسكة، هي أبرز أهداف تلك الغارات.

 

وفي الوقت نفسه، أعلن “التحالف الجديد”، الذي تدعمه الولايات المتحدة في سوريا، والقوى الديمقراطية السورية، عن بدأ هجوم جديد لتحرير مناطق محافظة الحسكة التي يحتلها داعش.

 

وتهدف الضربات الجوية للتحالف والهجمات البرية بقيادة القوات الكردية على جانبي الحدود إلى قطع خطوط إمداد داعش، واستعادة السيطرة على الأراضي التي استولى عليها التنظيم لأكثر من سنة والضغط على المدن الهامة مثل دير الزور.

 

أما القوات الكردية على الجانب العراقي من الحدود، بما في ذلك سرية مما يقرب من خمسة آلاف مقاتل أيزيدي، تستعد لما وصفه الضباط بأنه هجوم وشيك للاستيلاء على بلدة “سنجار.”

 

وشهدت المناطق التي يسيطر عليها داعش في المدينة، زيادة في الغارات الجوية، خلال الأيام القليلة الماضية.

 

وإذا خسر داعش سنجار، فإنه سيكون من الصعب عليه تموين مدينة الموصل، وهي أكبر المدن تحت سيطرته.

 

موغيريني: محادثات صعبة ولكن بناءة بشأن سورية

فيينا – بروكسل (30 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وصفت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، بـ”الصعبة” المحادثات التي جرت في فيينا اليوم بشأن الملف السوري.

 

وكانت موغيريني قد حضرت اللقاءات على مستوى وزراء الخارجية والتي شاركت فيها روسيا، الولايات المتحدة، إيران، السعودية، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، مصر، لبنان وأطراف أخرى.

 

وتعد المشاركة الايرانية هي التطور الأهم في العمل الدولي بشأن حلحلة الأزمة السورية. و”دامت المحادثات ثماني ساعات ولدينا مشتركات كافية للبدء عملية سياسية تحت راية الأمم المتحدة”، حسبما جاء في تغريده للمسؤولة الأوروبية على حسابها على توتير.

 

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، قد أكد في تصريحات له في ختام الاجتماع، مفادها أن الخلافات لا تزال مستمرة، خاصة بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وأضاف “لم نتوصل بعد إلى اتفاق كامل حتى في المسائل التي حدث تقدم فيها”، حسب قوله.

 

وذكرت مصادر مطلعة أن الأطراف المجتمعة في فيينا قد اتفقت على معاودة اللقاء بعد أسبوعين

 

أوروبا تسعى لتعزيز شراكتها مع تركيا

بروكسل (2 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب الإتحاد الأوروبي عن عزمه العمل مع الحكومة التركية المقبلة من أجل تعزيز الشراكة بين الطرفين لمصلحة المواطنين.

 

جاء ذلك في بيان مقتضب صدر عن كل من الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني، والمفوض الأوروبي المكلف شؤون الجوار يوهانس هان، غداة الانتخابات التركية، والتي “أظهرت تمسك الشعب التركي القوي بالعملية الديمقراطية”، حسب تعبيرهما.

 

وأشار المسؤولان الأوروبيان أن مؤسسات الاتحاد الأوروبي تتطلع إلى العمل مع الحكومة التركية القادمة لأجل تعزيز التعاون متعدد الأطياف بين بروكسل وأنقرة.

 

وكان حزب العدالة والتنمية، الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، قد فاز، وفق نتائج غير نهائية، بنسبة تصل إلى 49,4%، مستعيداً بذلك الأغلبية التي خسرها في إنتخابات حزيران/يونيو الماضي.

 

وبموجب هذه النتائج، سيتمكن الحزب من تشكيل حكومة بدون الحاجة إلى الدخول في إئتلاف مع الأحزاب الأخرى.

 

هذا ويولي الأوروبيون حالياً أهمية خاصة للتعاون مع أنقرة، فهم يحتاجون لعقد إتفاق معها حول مخطط

 

الانتخابات التركية: إردوغان يعتبر النتيجة تصويتا للاستقرار ورسالة إلى المسلحين الأكراد

حصل حزب العدالة على عدد المقاعد التي تتيح له تشكيل الحكومة منفردا

وصف الرئيس التركي نتائج الانتخابات البرلمانية بأنها تصويت من أجل الاستقرار ورسالة إلى المسلحين الأكراد بأن العنف لا يمكن أن يتعايش مع الديمقراطية.

وقال رجب طيب إردوغان إن الناخبين “أظهروا أنهم يفضلون العمل والتنمية على الجدال والشجار”.

وفاز حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات الحاسمة التي ستحدد التوجهات السياسية للحكومة المقبلة.

واستعاد الحزب الأغلبية التي كان قد خسرها في الانتخابات السابقة في يونيو/حزيران الماضي، مما يمكنه من تشكيل الحكومة منفردا بدون الحاجة إلى الدخول في ائتلافات مع الأحزاب الأخرى.

وبعد فرز كل الأصوات تقريبا، حصل حزب العدالة على 49.4 في المئة من الأصوات في حين حصل حزب الشعب الجمهوري المعارض على 25.4 في المئة من الأصوات.

وقال إردوغان، في بيان عقب تأكد حزبه بالانتخابات، إن الأتراك “قدموا دليلا على رغبتهم القوية في وحدة ونزاهة” تركيا. ودعا العالم إلى احترام الإرادة الوطنية لتركيا.

تجاوز ميديا بلايرمساعدة خاصة بميديا بلايرخارج ميديا بلاير. اضغط ‘enter’ للعودة أو tab للمواصلة.

ورغم أنه ينظر إلى نتيجة الانتخابات على أنها انتصار شخصي للرئيس التركي، فإن عدد مقاعد حزبه في البرلمان لا تكفي لتمكينه من تمرير مشروعه الرامي إلى تغيير الدستور ليتضمن توسيع صلاحيات الرئيس عبر البرلمان.

ومع الانتهاء من فرز كل الأصوات تقريبا، تأكد فوز حزب العدالة والتنمية بـ 316 مقعدا، ما يزيد كثيرا من الـ 276 مقعدا اللازمة لتشكيل الحكومة منفردا.

غير أن عدد المقاعد التي فاز بها تقل بـ 14 مقعدا عن العدد اللازم للدعوة إلى استفتاء بشأن تغيير الدستور وزيادة صلاحيات الرئيس.

ويحتاج الحزب 60 مقعدا إضافيا كي تتمكن حكومته من إدخال التعديلات على الدستور في البرلمان دون إجراء استفتاء؟

ويرى معارضو حزب العدالة والتنمية التصويت فرصة لكبح جماح ما يعتبرونه اتجاهات سلطوية متزايدة لدى إردوغان.

ووصف رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، النتائج بأنها “انتصار لديمقراطيتنا وشعبنا”.

وتمكن حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد من تجاوز عتبة 10 في المئة المطلوبة للحصول على مقاعد في البرلمان.

جاءت النتائج على عكس توقعات بعض المحللين

وسيكون حزب الحركة القومية ممثلا في البرلمان أيضا.

وكانت تقديرات قد ذهبت إلى أن حزب العدالة والتنمية سيحصل على ما بين 40-43 في المئة من الأصوات في هذه الانتخابات تمشيا مع نتائج انتخابات يونيو/حزيران الماضي.

وفشلت محاولات لتشكيل حكومة ائتلافية في أعقاب انتخابات برلمانية في يونيو/ حزيران الماضي.

لكنه لم يحصل على عدد المقاعد البرلمانية التي تتيح له الدعوة إلى استفتاء بشأن تغيير الدستور والتحول إلى النظام الرئاسي بصورة تعزز سلطات الرئيس، رجب طيب إردوغان الذي ساهم في تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وكان خصوم الحزب الحاكم يأملون في أن تؤدي هذه الانتخابات البرلمانية إلى الحد مما يصفوها بالتوجهات السلطوية للرئيس رجب طيب إردوغان الذي ساهم في تأسيس حزب العدالة والتنمية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى