أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 02 شباط 2015

قطع «شرايين النظام» مع بغداد وطهران

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز –

قُتل وجرح حوالي ثلاثين شخصاً في تفجير حافلة تقل لبنانيين الى مزار شيعي وسط دمشق، في وقت واصل مقاتلو المعارضة قطع الطريق بين العاصمة وبغداد الذي يشكل «احد شرايين الحياة» للنظام لتوفير الأسلحة والميليشيا من العراق وإيران، بالتزامن مع إلقاء المروحيات 27 «برميلاً» على شمال دمشق وغارات على حلب شمالاً.

 

وأفاد مسؤول في المكتب اللبناني الذي نظم رحلة الزوار إلى دمشق بأن الانفجار وقع قرب مزار السيدة رقية في آخر سوق الحميدية التجاري المكتظ بالزبائن، فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان الحافلة تحمل لوحة لبنانية وكانت تقل «ركاباً من الطائفة الشيعية في زيارة لمقامات دينية»، موضحاً ان «تسعة قتلوا بينهم ستة زوار شيعة لبنانيين، وثلاثة مجهولو الهوية، أحدهم تحولت جثته الى أشلاء، ولا يعلم حتى اللحظة، ما إذا كان التفجير ناجماً من تفجير رجل لنفسه بحزام ناسف أو تفجير عبوة ناسفة عند باب الحافلة».

 

وأعلن حساب على «تويتر» لمناصري «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» مسؤولية الجبهة عن الهجوم، لكن الموقع الرسمي لها على الإنترنت لم يُعلن ذلك حتى مساء أمس.

 

وأوردت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) أنه تم تفجير «عبوة ناسفة يقدر وزنها بخمسة كيلوغرامات من المتفجرات وضعت في مقدمة الحافلة». وأضافت أن عناصر الهندسة في الشرطة «أبطلوا مفعول عبوة ثانية يبلغ وزنها خمسة كيلوغرامات كانت موضوعة داخل حقيبة في منتصف الحافلة».

 

وتعود الحافلة إلى «حملة عشاق الحسين لزيارة العتبات المقدسة»، ومقرها في منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال فادي خير الدين من إدارة الحملة إن «جميع ركاب الحافلة كانوا من اللبنانيين»، مشيراً إلى أنها تتسع لـ 52 زائراً، اضافة إلى شخصين من الحملة.

 

وانطلقت الرحلة من بيروت صباح أمس، وتوجهت إلى مقام السيدة رقية، و»كانت تستعد للانطلاق إلى مقام السيدة زينب» عندما وقع الانفجار، وفق خير الدين. وأكد أن الحملة لم توقف رحلات الزيارة إلى دمشق، على رغم الوضع الأمني في سورية، وهي تنظم هذه الرحلة أسبوعياً إلى مقامَي السيدة رقية والسيدة زينب «كل أحد، ونسلك الطريق نفسه، ونقوم بالبرنامج نفسه، ونعود في النهار نفسه إلى لبنان».

 

وأوضح القيمون على الحملة في بيان، أن «حصيلة تفجير الباص هي ستة شهداء، بينهم ثلاثة لبنانيين و22 جريحاً. واعتبر الرئيس السابق للجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، أن «اليد الإرهابية التي ضربت في منطقة العريش في سيناء وأوقعت عشرات الشهداء العسكريين، هي نفسها التي تضرب في مختلف الدول العربية واستهدفت مدنيين لبنانيين»، مؤكداً أن «الإرهاب عدو الجميع ومواجهته مسؤولية مشتركة لدحره نهائياً».

 

ووصف رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة التفجير بأنه «عمل إجرامي وإرهابي موصوف وضد الإنسانية، ومن خطط له ونفذه إرهابي مجرم ويخدم مصالح النظام السوري وأعداء سورية وأعداء الإسلام والعرب». وطالب «بمعالجة شاملة لملف الإرهاب والإرهابيين، هذا الملف الذي يجب معالجته في شكل شامل بما يؤدي إلى القضاء عليه وعلى مسبباته».

 

إلى ذلك، نقلت «الهيئة السورية للإعلام» عن أحد قادة المعارضة السورية العقيد بكور سليم أن «الثوار رفضوا محاولات النظام لفتح طريق دمشق – بغداد حيث حاول النظام التفاوض لفتح الطريق بعد فشله الذريع بإعادة السيطرة عليه من خلال المعارك»، لافتاً الى أن «رفض الثوار جاء على خلفية عدم استجابة النظام طلبات الثوار وأهمها إخراج المعتقلات من سجونه». وتابع ان هذا الطريق هو «الشريان الأساسي للنظام لاستقدام الأسلحة والذخائر وعناصر الميليشيا من العراق وإن قطع الطريق أجبر النظام على تحويل خط سيره الى طريق حمص» في وسط البلاد.

 

وتجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف والفصائل الإسلامية والفصائل المقاتلة من طرف آخر في الجبل الغربي لمدينة الزبداني، في وقت ألقى الطيران المروحي 27 «برميلاً متفجراً» بعد يوم من مقتل اربعة عناصر بينهم ضابط من القوات الحكومية، جراء هجوم مفاجئ شنته المعارضة، وفق «المرصد».

 

وبث «مركز حلب للإعلام» فيديو أظهر انتشال «قوات الدفاع المدني» طفلين من تحت الأنقاض بعد غارة على حي بعيدين في حلب شمال البلاد. وأشار «المرصد» الى ان «2683 شخصاً قتلوا خلال الشهر الماضي» ما يشكل اخفض رقم منذ 31 شهراً، لافتاً الى ان بين القتلى «750 مدنياً بينهم 50 طفلاً و61 مواطناً بينهم طفل استشهدوا تحت التعذيب في معتقلات النظام الأمنية».

 

مقاتلو «الدولة الإسلامية» ينسحبون من أطراف كوباني السورية

بيروت – رويترز

 

قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم (الإثنين) إن مقاتلي “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) ينسحبون من مناطق في محيط مدينة كوباني السورية، ولم يجد المقاتلون الأكراد والعرب مقاومة تذكر وهم يحتلون مناطق جديدة خلال الليل.

 

وأجبرت القوات البرية الكردية مدعومة بضربات جوية تقودها الولايات المتحدة والحلفاء الدوليون مقاتلي “الدولة الإسلامية” على الخروج من البلدة الحدودية السورية الأسبوع الماضي.

 

وأوضح المسؤول عن “المرصد” رامي عبد الرحمن أن “مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية احتلوا 13 قرية منذ ليل الأحد، ولم يجدوا مقاومة كبيرة”.

 

وأضاف أن مقاتلي “الدولة الإسلامية”، الذين كانوا يوم الأحد على بعد أربعة أو خمسة كيلومترات عن البلدة، “باتوا الآن على بعد لا يقل عن عشرة كيلومترات”.

 

الأردن يتابع الاتصالات بـ»داعش» لإطلاق طياره الأسير الكساسبة

عمّان – تامر الصمادي

 

طوكيو، لندن – رويترز، أ ف ب – كرّرت عمّان أمس، استعدادها لتسليم تنظيم «داعش» السجينة العراقية ساجدة الريشاوي، إذا أطلق الطيار الأردني معاذ الكساسبة المُحتجز لديه، بعد إعدام التنظيم الرهينة الياباني الثاني، فيما تعهدت طوكيو «ألا تغفر للإرهابيين».

 

وعلمت «الحياة» من مصادر أردنية بارزة أن عمّان لم تُغلق قنوات الاتصال مع «داعش» لإطلاق الكساسبة، مشيرة إلى أن وفداً أمنياً أردنياً يرأسه مسؤول بارز، ما زال في تركيا لإدارة ملف المفاوضات. وعُلِم أن الوسيط التركي يبذل جهوداً متواصلة، كما أن وسطاء من العشائر التركية تبذل مساعي مشابهة.

 

وأبلغت «الحياة» مصادر سياسية بارزة أن عمّان حريصة على إبقاء المفاوضات وقنوات الاتصال مع «داعش»، على رغم أن التيار الأوسع في خلية الأزمة المعنية بملف الكساسبة، يبدي شكوكاً لامتناع التنظيم عن بثّ تسجيل يؤكد سلامته، معتبراً أن إعدام الرهينة الياباني كينجي غوتو قبل الكساسبة، قد يؤشر إلى وفاة الأخير. لكن تياراً آخر في الخلية يتمسك بخيط رفيع، ويرى ضرورة متابعة المفاوضات، طالما أن لا دليل قاطعاً على مقتل الطيار.

 

وأعرب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، عن «إدانة شديدة لعملٍ إجرامي جبان ترفضه كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية»، كما «لا يمت للإسلام وتعاليمه السمحة النبيلة بأي صلة»، مؤكداً «أهمية تكاتف الجهود الدولية في مواجهة الإرهاب والتطرف».

 

وأعلن الديوان الملكي الأردني أن آبي أعرب خلال الاتصال عن «شكر» حكومته و»تقديرها» جهود عمان و»التنسيق الوثيق مع الحكومة الأردنية والأجهزة الأمنية، في ما يتعلق بمحاولات وجهود إطلاق الرهينة الياباني كينجي غوتو الذي قتله تنظيم داعش الإرهابي بدم بارد من دون مبرر».

 

وأعرب آبي عن «تمنيات صادقة بعودة الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة إلى وطنه وأهله سالماً»، فيما أكد الملك عبدالله الثاني أن «جهود الجميع في الأردن مُسخّرة لإطلاق الطيار البطل معاذ الكساسبة».

 

وكان الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني دان قتل الرهينة الياباني، مؤكداً أن «الأردن لم يدخر جهداً في سبيل الحفاظ على حياته وإطلاقه، وكان على تواصل وتنسيق مستمرَّين مع الحكومة اليابانية الصديقة للتعاون في هذا الشأن». ولفت إلى أن «تنظيم داعش رفض كل محاولات الأجهزة المختصة من أجل الإفراج عن الرهينة الياباني».

 

وأبلغ المومني «الحياة» أن «خلية إدارة الأزمة المعنية بمتابعة قضية الطيار، منعقدة منذ اليوم الأول لاعتقاله»، وزاد: «ما زالت الدولة الأردنية تنتظر إثباتاً على سلامة معاذ، ولا مانع لدينا من تسليم المحكومة بالإعدام ساجدة الريشاوي، في مقابل عودته إلى أهله ووطنه».

 

أما صافي الكساسبة، والد الطيار الأردني، فأعرب عن أمله بأن يكون ابنه «حياً»، مبدياً «تعاطفاً إنسانياً مع عائلة» غوتو و»بلده».

 

وكان غوتو محتجزاً مع الكساسبة، لكن لم يرِدْ ذكر للطيار الأردني في شريط فيديو بثّه «داعش» على حساب «الفرقان» التابع لمجموعات جهادية، على موقع «تويتر»، لإعدام الرهينة الياباني، علماً أن التنظيم يطالب في مقابل إطلاق الكساسبة، بالإفراج عن الريشاوي المسجونة في الأردن بعد إدانتها في هجوم انتحاري أوقع 60 قتيلاً في عمّان عام 2005. واعتبر الجلاد في الفيديو أن قتل غوتو هو ردّ على «المشاركة الطائشة» لليابان في «حرب عقيمة» على «داعش»، وزاد: «هذه السكين لن تذبح كينجي فحسب، بل ستستمر وتنفذ مجازر حيثما وجدنا قومك. ليبدأ كابوس اليابان». وأسِفت جونكو ايشيدو، والدة الرهينة، لإعدامه، قائلة: «رحل كينجي، لا يمكنني أن أجد كلمات إزاء هذا الموت المؤلم. كنت أتمنى أن يعود حياً، ولكن هذا لا يمكن أن يحصل».

 

وأكد الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا أن الشخص الذي قُتل في الشريط هو غوتو، مرجحاً أن يكون الفيديو صحيحاً. وأعرب عن «استياء شديد» إزاء «تكرار هذا العمل الإرهابي الشائن الذي يثير اشمئزازاً»، علماً أن حكومة آبي كانت أعلنت أن شريط قتل هارونا يوكاوا، صديق غوتو، هو صحيح، بعد رفض طوكيو دفع فدية قيمتها 200 مليون دولار لإنقاذهما.

 

وقال آبي إنه «لا يجد كلمات لوصف الألم الذي يمكن أن تشعر به عائلة» غوتو، مستدركاً أن «الحكومة فعلت ما في وسعها لإدارة هذه الأزمة». وأضاف: «لن نغفر أبداً للإرهابيين. اليابان عازمة على تحمّل مسؤولياتها بالتعاون مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب» ومحاكمة المسؤولين عنه.

 

قتلى بتفجير حافلة تحمل لبنانيين… وغارات قرب دمشق

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –

 

قتل سبعة أشخاص وأصيب عشرون آخرون بجروح في انفجار حافلة تقل زواراً من الشيعة في دمشق، في وقت واصل الطيران قصفه مناطق في ريف دمشق وسط اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة أسفرت عن مقتل عدد من القوات الحكومية بينهم ضابط في شمال دمشق قرب حدود لبنان.

 

وأشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى مقتل ستة أشخاص جراء «تفجير إرهابي» نتج من عبوة ناسفة، فيما أفاد مسؤول في المكتب اللبناني الذي نظم رحلة الزوار إلى دمشق وكالة «فرانس برس» أن الانفجار وقع قرب مقام السيدة رقية، وأن الحافلة كانت تقل أكثر من خمسين راكباً جميعهم من اللبنانيين. ولم يتضح بعد ما إذا كان القتلى جميعهم من الركاب.

 

وذكر مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن أن الحافلة تحمل لوحة لبنانية وكانت تقل «أشخاصاً من الطائفة الشيعية في زيارة لمقامات دينية».

 

وأوردت «سانا: نقلاً عن مصدر في الشرطة أن «إرهابيين فجروا عبوة ناسفة يقدر وزنها بخمسة كيلوغرامات من المتفجرات وضعوها في مقدمة الحافلة، ما أدى إلى استشهاد ستة أشخاص وإصابة 19 آخرين»، بينهم طفل في الثالثة من عمره. وأضاف المصدر أن عناصر الهندسة في الشرطة «أبطلوا مفعول عبوة ناسفة ثانية يبلغ وزنها خمسة كيلوغرامات من المتفجرات كانت موضوعة داخل حقيبة في منتصف الحافلة قبل تفجيرها».

 

وتعود الحافلة إلى «حملة عشاق الحسين لزيارة العتبات المقدسة»، ومقرها في منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

وقال فادي خير الدين من إدارة الحملة لوكالة «فرانس برس» إن «جميع ركاب الحافلة كانوا من اللبنانيين»، مشيراً إلى أنها تتسع لـ 52 زائراً، بالإضافة إلى شخصين من الحملة هما السائق ومدير الحملة علي ماضي» الذي أصيب في الانفجار.

 

وانطلقت الرحلة من بيروت الساعة الخامسة والنصف (3،30 ت غ) من صباح أمس، وتوجهت إلى مقام السيدة رقية، و»كانت تستعد للانطلاق إلى مقام السيدة زينب» عندما وقع الانفجار، بحسب خير الدين. وأكد أن الحملة لم توقف رحلات الزيارة إلى دمشق، على رغم الوضع الأمني في سورية، وهي تنظم هذه الرحلة أسبوعياً إلى مقامي السيدة رقية والسيدة زينب «كل أحد، ونسلك الطريق نفسه، ونقوم بالبرنامج نفسه، ونعود في النهار نفسه إلى لبنان».

 

وتقع منطقة الكلاسة عند مدخل سوق الحميدية الذي يعج عادة بالناس.

 

وبث تلفزيون «الإخبارية السورية» صوراً لعدد من الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفيات وبينهم امرأتان على الأقل، وقد بدت آثار الدماء في أماكن مختلفة من أجسادهم.

 

كما بثت صوراً من مكان الانفجار الذي منعت القوى الأمنية السورية الصحافيين من الاقتراب منه. وبدت الحافلة الزرقاء والصفراء مدمرة تماماً، مع بقايا طعام وأمتعة كان رجال بلباس عسكري يقومون بجمعها. كما شوهدت برك دماء داخل الحافلة وبقربها على الطريق.

 

وفي حي جوبر قرب سوق الحميدية، دارت بعد منتصف ليل السبت- الأحد «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر حزب الله اللبناني من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة من طرف آخر، في حي جوبر، ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق في الحي»، بحسب «المرصد» الذي أشار إلى اشتباكات أخرى «في جرود القلمون، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

 

وتابع «المرصد» أن الطيران المروحي ألقى «البراميل المتفجرة على أماكن قرب منطقة ضهور الوردة بالقرب من كفير يابوس، في حين قصف الطيران المروحي صباح بما لا يقل عن 16 برميلاً متفجراً مناطق في مدينة الزبداني ومحيطها»، لافتاً إلى أن «أربعة عناصر من قوات النظام أحدهم ضابط برتبة عقيد قتلوا إثر استهدافهم من قبل مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية في منطقة الزبداني».

 

وفي الريف الغربي لدمشق، أشار «المرصد» إلى أن قوات النظام قصفت أماكن في منطقة الطيبة، في حين «سقط عدد من الجرحى إثر إصابتهم في قصف بقذائف الهاون من قبل قوات النظام على مناطق في مدينة دوما، في حين استشهد رجل جراء إصابته برصاص قناص في مدينة دوما».

 

بين دمشق والأردن، قال «المرصد» إن «قوات النظام فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الجهة الجنوبية لبلدة عتمان في ريف درعا، فيما نفذ الطيران الحربي نحو 9 غارات على مناطق في بلدة صيدا، ما أدى إلى استشهاد سيدتين وسقوط عدد من الجرحى. وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة انخل وبلدة الفقيع، ما أدى إلى سقوط جرحى، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة النعيمة، كما استشهد رجل من بلدة الشيخ مسكين برصاص قناص في مزارع بلدة السحيلية».

 

في شمال البلاد، اعتقلت قوات النظام عدداً من الشبان على حاجز لها في حي الجميلية في حلب واقتادتهم إلى جهة مجهولة، بحسب «المرصد» الذي أشار إلى أن «الطيران المروحي ألقى عدداً من البراميل المتفجرة على مناطق في حي بعيدين ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين على الأقل بينهم طفل، وسقوط جرحى بينهم نساء وأطفال». واندلعت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة أخرى في أطراف حي الأشرفية، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة كفرناها بريف حلب الغربي، بينما استشهد 3 مواطنين على الأقل، وسقط عدد من الجرحى اثر سقوط عدة قذائف على مناطق في حي سيف الدولة بمدينة حلب».

 

وسقط صاروخان من نوع أرض-أرض، بعد منتصف ليل السبت – الأحد على مناطق في حي العامرية وقرب حي جمعية الزهراء، بحسب «المرصد» الذي أشار إلى «اشتباكات عند منتصف ليل أمس بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجيش المهاجرين والأنصار التابع لجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من طرف آخر، في منطقة البريج».

 

في شمال شرقي البلاد، أبلغت مصادر موثوقة نشطاء «المرصد» بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) اعتقل 8 رجال وشبان من بلدة عياش بالريف الغربي لمدينة دير الزور، بتهمة «إخفاء السلاح وعدم تسليمه للدولة الإسلامية»، واقتادهم التنظيم إلى أحد مقاره.

 

“النصرة” تردّ على”حزب الله” بتفجير أبرياء برّي: نصرالله لم يذكر خرق الـ1701

تتعدد الجبهات والنتيجة واحدة. ارهاب يوقع مزيداً من الضحايا، وانتقام من ابرياء قصدوا الاماكن المقدسة في دمشق، ردا على اقحام “حزب الله” نفسه في الحرب السورية. فبعد تفجيرات طاولت اماكن لبنانية عدة سابقا، تحول اللبنانيون الشيعة من زوار العتبات المقدسة في سوريا، هدفا للتنظيمات الارهابية، اذ تبنت “جبهة النصرة” أمس تفجير الحافلة التي كانت تنقل نحو 52 لبنانياً متوجهين الى مقام السيدة زينب. والحصيلة 6 ضحايا ونحو 20 جريحاً، حال اثنين منهم حرجة أبقيا في العاصمة السورية. وقالت “النصرة” إن “العملية رد على اعتداءات حزب ايران على اهلنا”.

وحصل التفجير في منطقة الكلاسة قرب سوق الحميدية في وسط دمشق. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر في الشرطة ان “ارهابيين فجروا عبوة ناسفة يقدر وزنها بخمسة كيلوغرامات من المتفجرات وضعوها فى مقدم الحافلة”، وان عناصر الهندسة في الشرطة “أبطلوا مفعول عبوة ناسفة ثانية يبلغ وزنها خمسة كيلوغرامات من المتفجرات كانت موضوعة داخل حقيبة في منتصف الحافلة قبل تفجيرها”.

ورأى الرئيس تمام سلام ان “الجريمة التي ارتكبت بحق لبنانيين مدنيين يقومون بزيارة دينية في دمشق هي عمل ساقط بكل المعايير الانسانية والاخلاقية ولا يمت بصلة الى الدين الاسلامي”.

وندَّد “حزب الله” في بيان بـ”التفجير الإرهابي الذي نفذه المجرمون التكفيريون في العاصمة السورية”. واعتبر ان التفجير “حلقة من سلسلة تفجيرات استهدفت الزوار في سوريا والمدنيين في العراق والمصلين في باكستان وراح ضحيتها العشرات من الشهداء”، وهو دليل “على مدى الهمجية التي تعتمل في نفوس هؤلاء الإرهابيين الذين يخدمون في أعمالهم الإجرامية الكيان الصهيوني ويحققون مشروعه التفتيتي لأمتنا وشعوبها”.

هذا التفجير الارهابي، حجب عن الحزب مزيدا من الانتقادات للكلام الاخير لامينه العام السيد حسن نصرالله الذي اعلن عن اسقاط “قواعد الاشتباك ” مع اسرائيل الذي تحكمه بنود القرار 1701. لكن الرئيس نبيه بري سارع أمس الى توضيح الموقف وقال: ” قابلت عدداً من السفراء والديبلوماسيين بعد خطاب نصرالله وسمعت منهم التفسير نفسه الذي أقدمه، لكن البعض يريد ان يفسر كلامه في شكل مغلوط ومنقوص. فهو لم يأت على ذكر خرق الـ1701″.

واكد بري ان “كل المواقف لن تؤثر على مسار الحوار، لان عجلته مستمرة بسبب ايمان “تيار المستقبل” و”حزب الله” وتصميمهما على هذه الطريق. واتفقنا منذ البداية على حصر المواضيع التي سيناقشانها والتطرق اليها ، وتحييد المسائل الخلافية بينهما مثل سلاح المقاومة ومشاركة الحزب في سوريا والمحكمة الدولية”.

ويعود بري الى الحوار الذي سيعقد جلسته الرابعة غداً الثلثاء في عين التينة، فيؤكد ان اللبنانيين “سيشهدون خلال هذا الاسبوع بيروت نظيفة من الرايات الحزبية والشعارات، وستقوم وزارة الداخلية والبلديات بتنفيذ هذه المهمة”. ومن المقرر ان تشمل هذه الحملة طرابلس وصيدا ايضاً.

الحكومة

سياسيا، أبلغت مصادر وزارية “النهار” ان الوضع الحكومي بعد التطورات الاخيرة لا يزال محكوما بسقف الحفاظ على الحكومة مع مراعاة تنوّع الآراء الذي يتيح لكل فريق تسجيل المواقف التي يراها مناسبة. وقالت المصادر “إن وتيرة الحوار بين المستقبل والحزب يمكن ان ترسم معالم الطريق للحكومة، خصوصاً ان جلسة الحوار ستكون عشية موعد جلسة مجلس الوزراء”.

 

جيرو

وفي ما يتعلق بزيارة رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو للبنان اليوم ولقائه عدداً من المسؤولين غدا والاربعاء، قالت المصادر إن محادثاته ستولي إهتماماً للقرار الدولي الرقم 1701 باعتبار ان فرنسا كانت عرّابة أساسية لولادة القرار عام 2006، إضافة الى أنه في ظل المخاطر التي ظهرت أخيراً فإن سقوط جندي إسباني من “اليونيفيل” ضحية في التصعيد الاخير يمكن ان يعني امكان سقوط أي جندي آخر من هذه القوة بمن فيهم الجنود الفرنسيون. ولفتت الى ان الانتخابات الرئاسية التي تمثل عنوانا أساسيا في مهمة جيرو، باتت الآن في واقع أصعب بعد الاحداث الاخيرة في ظل مواقف إيرانية متشددة.

في المقابل، تساءل وزير البيئة محمد المشنوق عبر “النهار” عن المتغيرات في لبنان والمنطقة، وفي المواقف من الاستحقاق، التي تجعل مهمة جيرو ممكنة حاليا.

 

«داعش» بعد عين العرب: تباين في تقديرات «الهزيمة»

عبد الله سليمان علي

برز خلال الأسبوع الماضي تباين كبير بين التقدير الأميركي لنسبة الخسارة الجغرافية التي مُني بها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» وبين التقدير العراقي.

واعتبر الأميركيون أن «داعش» خسر واحداً في المئة فقط من الأراضي التي كان يسيطر عليها، بينما رفع العراقيون النسبة إلى ما يتجاوز الأربعين في المئة.

وبالرغم من أن الهوة الشاسعة بين التقديرين تطرح الكثير من التساؤلات عن سبب هذا الاختلاف الهائل، وعما إذا كان يتعلق بسوء التقدير، أم يتعداه إلى سوء النيات، إلا أنّها تؤكد أمراً مهماً، وهو أن تقييم نتائج الحرب ضد «داعش» ما زال مبكراً، لاسيما أن التجارب في الفترة الماضية بيّنت أن سياق الأحداث لا يخلو أحياناً من مفاجآت غير متوقعة.

واستحوذت تغطية الحرب في مدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا، برغم مساحتها الصغيرة نسبياً التي لا تتعدى خمسة كيلومترات مربعة، على اهتمام إعلامي غير مسبوق. ووصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس الأول، انسحاب «داعش» منها بـ «الأمر الحاسم»، مشيراً إلى رمزيّتها وأهميّتها الاستراتيجية لدى التنظيم المتشدد.

ويعتبر كثيرون، غيره، أن هزيمة «داعش» في عين العرب هي نقطة فاصلة في تاريخ الحرب ضده، وأن العدّ التنازلي للقضاء عليه قد بدأ بالفعل. وما عزّز من ذلك أن هزيمة عين العرب تزامنت مع إعلان الجيش العراقي تطهير كامل محافظة ديالى من أي تواجد لـ «داعش» الأمر الذي رفع منسوب التفاؤل لدى هؤلاء.

ومما لا شك فيه أن ما حدث هو هزيمة لـ «الدولة الإسلامية» الذي فشل في السيطرة على مدينة عين العرب، وخسر العشرات من مقاتليه الأجانب من بينهم قيادات كبيرة مثل السعوديين عثمان آل نازح وسلطان الحربي، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: ما مدى هذه الهزيمة وما تأثيرها على مسار الحرب ضد التنظيم المتشدد؟

ثمة معطيات عديدة في معركة عين العرب يمكن من خلال استقرائها الحصول على إشارات مهمة للإجابة على التساؤل السابق. وأهم هذه المعطيات، والتي يجري تجاهلها عمداً، خصوصاً من قبل الأميركي، أن الهجوم على المدينة لم يبدأ إلا بعد تشكيل التحالف الدولي، أي أن «داعش» تمكن من الاقتراب منها، ومن ثم اقتحام أحيائها على مرأى من طائرات التحالف التي فشلت في إنقاذها، ومن أن تكون طوال الأربعة أشهر السابقة مسرحاً لمعركة عنيفة أدت إلى تدميرها بشكل شبه كامل. وهذا يعني أن التحالف الدولي لا يمكنه منع «داعش» من الدخول إلى أي مدينة يخطط لاقتحامها (وهذا ما عزّزه الهجوم الأخير على كركوك)، وإن كانت طائراته تساهم بعد ذلك في طرده من المدينة التي يدخلها، بعد أن تكون استحالت خراباً ودماراً.

والمعطى الثاني، أن «داعش» كان يقاتل في أرض لا يعرفها، ولم يتمكن من الاستقرار عليها، بل كان يتقدم فيها ويقضم أجزاء منها مستكشفاً لها على وقع قصف الطائرات لعناصره، في وقت كانت وحدات حماية الشعب الكردية تقاتل على أرضها التي تعرف كل جزء، وكل حبة تراب منها.

ومع ذلك استغرق طرد «داعش» من الأحياء التي سيطر عليها مدة أربعة أشهر من القتال العنيف، الذي شارك فيه سلاح الجو التابع للتحالف إلى جانب وحدات حماية الشعب وقوات من البشمركة التي جاءت من كردستان العراق وبعض الفصائل من «الجيش الحر».

وهذا يطرح تساؤلات مشروعة بشأن المدّة التي سيستغرقها طرد «داعش» من بعض المدن السورية أو العراقية، كالرقة والموصل، التي يسيطر عليها منذ أشهر عدة، وبات يعرفها بشكل جيد، والأهم أنّه تمكن من إقامة تحصينات خاصة به فيها، بالإضافة إلى أنه في هذه المدن الواقعة تحت سيطرته سيكون في وضعية المدافع، وليس المهاجم؟ فكم سيحتاج طرده منها إلى وقت وتدمير، خصوصاً بعد الخبرة الكبيرة التي أكسبته إياها معركة عين العرب في حرب المدن وحرب الشوارع التي لم يسبق له خوضها من قبل.

المعطى الأخير، هو أن انسحاب «داعش» من عين العرب لم يكن عشوائياً، ولم نر أي مشاهد تشير إلى انهيار معنويات مقاتليه أو فرارهم خوفاً، بل لم نر حتى أي صورة من داخل عين العرب بعد طرده منها من شأنها أن ترمز إلى هزيمته، وهو ما أفقد الانتصار عليه في هذه البقعة الكثير من بريقه، خلافاً لما يحاول البعض التسويق له من أنه «نصر حاسم». علاوة على أن «داعش» ما زال يسيطر على حوالي 350 قرية، تشكل النسبة الأكبر من مساحة منطقة عين العرب، وهو على ما يبدو لن يتخلى عنها من دون قتال.

هذه المعطيات تضع علامات استفهام كثيرة حول نتيجة المعركة في عين العرب، وعما إذا كانت تشكل بالفعل نصراً، فضلاً عن نصر حاسم، هذا من دون الدخول في متاهات لمن سيُحتسب هذا النصر ومن سيستفيد منه ويقطف ثماره، خاصة أن معركة عين العرب كانت تعتبر في بداياتها بؤرة صراع إقليمي ودولي تتعارك فيها إرادات ذوي المصلحة، سواء الأميركي أو التركي أو السوري أو الروسي أو السعودي، وبالتالي لا يمكن اختزال نتيجتها بالنصر أو الهزيمة، لأن هذا الصراع سيجد بؤراً أخرى يتمدد إليها ويتفجر فيها طالما أن الأزمة مستمرة.

لكن، وبعيداً عن الأبعاد الإقليمية والدولية لهذا الصراع، وفي ظل ما بات يمثله «الدولة الإسلامية» من ظاهرة معقدة ومركبة، يتداخل فيها الديني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والعسكري، وعلى ضوء تعدد الدول التي يتواجد فيها التنظيم، سواء في مصر أو ليبيا أو اليمن أو الجزائر أو خراسان أو القوقاز بالإضافة إلى سوريا والعراق وغيرها، هل يكفي لتقييم نتيجة المعركة ضده الاعتماد على العامل الجغرافي وحده، بحيث إذا خسر مساحة من الأرض يحكم عليه أنه هُزم؟ وفي هذا السياق لا يمكن إغفال أن ما اعتُبر هزيمة لـ «داعش» في عين العرب لم يمنعه في اليوم التالي من تنفيذ عمليات نوعية ضخمة في سيناء المصرية، أو الهجوم على كركوك، كما أن عملياته في ليبيا تأخذ منحى تصاعدياً، بالإضافة إلى قدرته على ممارسة ضغوط على بعض الدول ومنعها من الانجرار بعيداً في الحرب ضده، مستخدماً في ذلك ورقة الرهائن، كما هو الحال مع الأردن واليابان.

ثم أليس من قبيل التناقض أن التسويق للعامل الجغرافي يأتي في سياق الإصرار على أن الحرب هي ضد مجرد «تنظيم»؟ فمنذ متى تحتاج التنظيمات إلى أراضٍ تسيطر عليها كي لا تفقد فاعليتها وقوتها؟ بمعنى هل الغاية من الحرب تقتصر على استعادة الأراضي من سيطرة «داعش» لمنعه من توطيد «دولته»، بغض النظر بعد ذلك عن إمكانية استمراره كتنظيم يملك الكثير من مقوّمات القوة والقدرة على تنفيذ عمليات في دول العالم، كان من بينها مؤخراً فرنسا وبلجيكا.

ويعزّز أهمية السؤال أن «داعش» كان قد طرد في العام 2010 من غالبية الأراضي العراقية التي كان يسيطر عليها، لكن ذلك لم يؤد إلى القضاء عليه، لأنه استطاع بعد عام واحد من التمدد إلى سوريا والسيطرة على مساحات شاسعة فيها، قبل أن يعلن «دولة الخلافة» ويصبح له فروع في سبع دول عربية خلال أقل من عام.

هنا نجد البعد الإقليمي والدولي يفرض نفسه علينا من جديد، لأن الاهتمام بالجغرافيا فقط في مواجهة تنظيم لا يحتاج أصلاً إلى جغرافيا، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن حرباً أخرى سرية تجري في موازاة الحرب المعلنة ضد «داعش»، وأن أهداف الحرب السرية هي التي تظهر في تصريحات بعض المسؤولين الغربيين، وإن كانوا يدلون بها في سياق الحديث عن الحرب المعلنة، وهذا ما قد يوضح لنا سبب الهوة الشاسعة بين التقديرات المختلفة حول نتيجة الحرب على «داعش».

 

مقاتلو الدولة الإسلامية ينسحبون من أطراف كوباني السورية

بيروت- (رويترز): قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ينسحبون من مناطق في محيط مدينة كوباني السورية ولم يجد المقاتلون الأكراد والعرب مقاومة تذكر وهم يحتلون مناطق جديدة خلال الليل.

 

وأجبرت القوات البرية الكردية مدعومة بضربات جوية تقودها الولايات المتحدة والحلفاء الدوليون مقاتلي الدولة الإسلامية على الخروج من البلدة الحدودية السورية الأسبوع الماضي. وقال المرصد السوري الذي يتابع الحرب في سوريا إن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية احتلوا 13 قرية منذ ليل الأحد.

 

وقال رامي عبد الرحمن الذي يدير المرصد إنه لم تكن هناك مقاومة على نطاق واسع.

 

وأضاف أن مقاتلي الدولة الإسلامية الذي كانوا يوم الأحد على بعد أربعة أو خمسة كيلومترات عن البلدة باتوا الآن على بعد لا يقل عن عشرة كيلومترات.

 

مقاتلون سوريون معارضون يتعرضون للاغواء عبر الانترنت لسرقة خططهم العسكرية

بيروت- (أ ف ب): تمكن قراصنة على الانترنت من سرقة معلومات حساسة من مقاتلين في المعارضة السورية، بما فيها خطط عسكرية واسماء جنود منشقين، عبر نساء مفترضات قمن باغوائهم، بحسب ما جاء في تقرير نشرته الاثنين شركة امريكية متخصصة في الشؤون الأمنية.

 

ووصف التقرير الذي وضعته شركة “فاير آي” المتخصصة بامن الشبكة الالكترونية كيف استهدفت عمليات قرصنة مقاتلين سوريين معارضين وناشطين اعلاميين وعاملين انسانيين على مدى اكثر من سنة.

 

واشار التقرير إلى انه لم يتضح ما اذا كانت المعلومات وصلت الى الحكومة السورية ومن هم القراصنة أو لحساب أي جهة يعملون.

 

وذكرت الشركة ان بين المعلومات التي تمت سرقتها خطة وضعها مقاتلو المعارضة للاستيلاء على بلدة خربة غزالة في محافظة درعا في جنوب سوريا.

 

وتمكن “القراصنة من الدخول الى موقع لحفظ المعلومات يضم وثائق سرية ومحادثات تمت عبر سكايب، وفيها استراتيجية المعارضة السورية للمعركة والتموين، بالاضافة الى معلومات اخرى كثيرة حول الاشخاص”.

 

وأعطت هذه القرصنة بالنسبة الى مسالة خربة غزالة بالتحديد “معلومات عسكرية محددة من شانها ان تمنح من يحصل عليها افضلية في المعركة”.

 

ويقول التقرير إن المعلومات التي تمت سرقتها هي من النوع الذي “يقدم تفاصيل تسمح بقطع طرق تموين او تنفيذ كمائن او التعرف على شخصيات مهمة” في المعارضة.

 

والى جانب الوسائل التقنية المتقدمة، لجأ القراصنة الى “الاغواء” كوسيلة لجذب الاشخاص المستهدفين في الحملة.

 

فقد تم الاتصال بهؤلاء عن طريق الانترنت عبر محادثات هاتفية او الكومبيوتر. وقدم القراصنة انفسهم على انهم نساء مؤيدات للمعارضة السورية.

 

وكانت النساء المفترضات يطرحن على من يحدثنه سؤالا عما اذا كان يستخدم هاتفا ذكيا او حاسوبا. بعد ذلك، ترسل الفتاة صورة تقول انها لها وتحمل برمجيات ضارة تتيح للقرصان الدخول الى الملفات الشخصية للضحايا وسرقة المعلومات.

 

ويستخدم المعارضون السوريون اجهزة الكومبيوتر والمحادثات عبر سكايب وغيرها من المواقع على نطاق واسع. وبالتالي، فان الطريقة التي تم استخدامها للوصول الى اجهزة عدد منهم تتيح ايضا الحصول على معلومات عن شبكة واسعة من الاشخاص الاخرين الذين يتواصل معهم المستهدفون.

 

وتعود المعلومات التي تمت سرقتها الى الفترة الممتدة بين ايار/ مايو وكانون الاول/ ديسمبر 2013، الا ان بعض المعلومات على سكايب تعود الى 2012، وبعضها الآخر الى كانون الثاني/ يناير 2014.

 

كما لجا القراصنة، بحسب التقرير، الى خدع اخرى مثل انشاء حسابات مزوّرة او مواقع الكترونية مزورة تحث الزائرين على تسجيل أنفسهم، وعبر هذا التسجيل، يمكن الوصول الى المعلومات المطلوبة.

 

واشار التقرير إلى أن مزوّدي الخدمة التي عمل عليها القراصنة موجودون خارج سوريا، وان القراصنة استخدموا وسائل وتقنيات مختلفة عن قراصنة سوريين على الشبكة عرفوا من قبل، مثل الجيش الالكتروني السوري.

 

وتلعب الانترنت دورا بارزا في النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار/ مارس 2011، لا سيما بسبب تعذر الوصول الى العديد من المناطق السورية، اما بسبب حصارات عسكرية او بسبب وجود تنظيمات جهادية.

 

مقتل 15 شخصا في غارات لطائرات النظام في جنوب سوريا

بيروت – (أ ف ب) – قتل 15 شخصا واصيب 25 آخرون بجروح الاثنين في غارات نفذتها طائرات النظام السوري على ريف درعا في جنوب سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال المرصد في بريد الكتروني “استشهد 15 مواطناً على الأقل وأصيب ما لا يقل عن 25 آخرين بجروح، إثر تنفيذ طائرات النظام الحربية اربع غارات على مناطق في بلدة جاسم في ريف درعا”.

 

كما افاد المرصد عن قصف الطيران الحربي مدينة انخل وبلدة سملين، والقاء طائرات مروحية براميل متفجرة على مدينة درعا وقرية الدلي في المحافظة نفسها.

 

وتأتي هذه الغارات في وقت تستمر العمليات العسكرية عنيفة في عدد من مناطق محافظة درعا منذ اشهر نتيجة هجوم بدأه مقاتلو المعارضة وحققوا خلاله تقدما ملموسا على الارض في عدد من مناطق الجنوب.

 

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن “كالعادة، يقوم النظام بقصف مناطق مأهولة لدفع السكان المؤيدين للمقاتلين الى الانقلاب عليهم”.

 

واوضح ان “مقاتلي المعارضة يتقدمون ببطء لكن بثبات في محافظة درعا، واصبح الريف الغربي للمحافظة حيث توجد بلدة جاسم، بغالبيته خارج سيطرة القوات الحكومية”.

 

واشار الى ان مقاتلي المعارضة يحصلون على الامدادات عبر خط مفتوح على الاردن المجاور.

 

وتشارك في العمليات العسكرية ضد قوات النظام فصائل عدة في المعارضة المسلحة الى جانب جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.

 

وقتل في النزاع السوري المستمر منذ اربع سنوات تقريبا اكثر من مئتي الف شخص، بحسب المرصد السوري.

 

نيابة ستوكهولم تتهم معارضا سوريا بضرب واساءة معاملة جندي سوري

ستوكهولم – (أ ف ب) – وجهت نيابة ستوكهولم الاثنين الى سوري معارض مقيم في السويد تهمة ضرب واساءة معاملة جندي سوري في 2012 في اول قضية من نوعها في السويد.

 

وقال النائب العام هنريك سودرمان “انها على علمي اول قضية من هذا النوع″. والمعارض المنتمي الى الجيش السوري الحر مقيم في السويد منذ ايلول/سبتمبر 2013 ومتهم في جريمة تعتبر انتهاكا للقانون الدولي ولاتفاقيات جنيف وبتهمة استخدام العنف بشكل متعمد.

 

وقالت مصادر قضائية ان الرجل البالغ من العمر 28 عاما “ضايق رجلا لم تحدد هويته على علاقة بالقوات المسلحة السورية (…) بطريقة تشبه التعذيب” في 31 تموز/يوليو 2012.

 

وبدا الضحية في شريط الفيديو الذي وضعه المتهم على حسابه على فيسبوك مقيد اليدين والرجلين وجريحا وهو يتعرض للضرب بعصا وسوط من قبل المتهم واخرين.

 

وقال المتهم انه ارغم على القيام بذلك، وهو محتجز منذ تشرين الاول/اكتوبر.

 

لم يحدد موعد المحاكمة بعد وقالت النيابة انها ستطلب طرد المتهم مع منعه من العودة الى السويد.

 

سوريا: قتلى وجرحى في تفجير حافلة لزوار شيعة

العائدون هتفوا «لبيك يا زينب»… و«حزب الله» اعتبره خدمة لإسرائيل

بيروت ـ «القدس العربي» من سعد الياس:هزّ انفجار العاصمة السورية دمشق، مستهدفاً باصاً يقلّ زواراً شيعة لبنانيين عند مدخل سوق الحميدية الذي عادة ما يكون مكتظاً، وسط العاصمة، ما أوقع 7 قتلى بينهم 3 لبنانيين ونحو 22 جريحاً بينهم اثنان بحال الخطر.

وكشفت حملة «عشاق الحسين» عن أسماء شهداء تفجير دمشق وهم: محمد أحمد المقداد ومحمد يوسف المقداد وقاسم حاطوم وعلي عباس بلوق وشادي حوماني ومحمد حسن أيوب.

وفور تبلغهم نبأ الانفجار توجّه عدد من منظمي الحملة المستهدفة الى دمشق لمتابعة الأوضاع عن قرب، في وقت وصل أحد الباصات من ضمن الحملة إلى الضاحية الجنوبية حيث هتف الشبان على متنه «لبيك يا زينب».

وكانت الحافلة تقل زواراً من الشيعة في منطقة الكلاسة في وسط دمشق وهي تابعة لحملة «عشاق الحسين».

وفي وقت ذكرت معلومات أن «جبهة النصرة « تبنت العملية تداولت حسابات قريبة من «جبهة النصرة» صورة عبر «تويتر» قالت إنها لمنفذ العملية ضد الحافلة التي تقل لبنانيين في دمشق. وذكرت هذه الصفحات أن المنفذ يدعى «أبو العز الأنصاري».

وقال شهود أن انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً استهدف الزوار اللبنانيين، حيث صعد الى الباص وفجّر نفسه وبقيت بعض الأشلاء من جسده.

فيما أكدت قناة «المنار» «أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة كانت ملصقة بمقدمة الحافلة بزنة تبلغ 5 كلغ وليس عن انتحاري»، ولفتت إلى «أن الأجهزة المختصة فككت عبوة ناسفة ثانية كانت مزروعة قرب الباص المستهدف في دمشق».

وقد أدان «حزب الله»، في بيان، «التفجير الإرهابي الذي نفذه المجرمون التكفيريون في العاصمة السورية دمشق، والذي استهدف زوار حفيدة رسول الله صلى الله عليه وآله السيدة رقيّة عليها السلام، والذي أدى إلى استشهاد وجرح عدد كبير من الزوار «. ورأى أن «هذا التفجير هو حلقة من سلسلة تفجيرات استهدفت الزوار في سوريا والمدنيين في العراق والمصلين في باكستان وراح ضحيتها العشرات من الشهداء».

وأضاف «ويمثل هذا التفجير الآثم دليلاً على مدى الهمجية التي تعتمل في نفوس هؤلاء الإرهابيين الذين يخدمون في أعمالهم الإجرامية الكيان الصهيوني ويحققون مشروعه التفتيتي لأمتنا وشعوبها».

وتابع «أن ما يقوم به هؤلاء المجرمون في أنحاء العالم من تفجيرات وقطع للرؤوس وتدمير للمقدسات وانتهاك للحرمات، يجب أن يكون حافزاً لجميع القوى العاقلة والحية في الأمة وفي العالم لتركيز الجهود على محاربتهم والقضاء عليهم، بعدما أصبحوا أداة إجرامية في يد الكيان الصهيوني».

ودان الرئيس السابق ميشال سليمان، «العمل الإرهابي الذي امتدت يده على حافلة تقل مدنيين لبنانيين في دمشق»، واعتبر «أن اليد الإرهابية التي ضربت في منطقة العريش في سيناء وأوقعت عشرات الشهداء العسكريين، هي نفسها التي تضرب في مختلف الدول العربية وأخيراً استهدفت مدنيين لبنانيين في العاصمة السورية»، مؤكداً أن «الإرهاب عدو الجميع ومواجهته مسؤولية مشتركة لدحره نهائياً».

واعتبر رئيس «كتلة المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة، أن «التفجير الذي استهدف حافلة تقل لبنانيين في دمشق هو عمل إجرامي وإرهابي موصوف وضد الإنسانية ومن خطط له ونفذه إرهابي مجرم ويخدم مصالح النظام السوري وأعداء سوريا وأعداء الإسلام والعرب». وتوجّه بالتعزية إلى الشعب اللبناني وعائلات الشهداء نتيجة هذا المصاب الجلل والأليم. وطالب « بمعالجة شاملة لملف الإرهاب والإرهابيين بشكل شامل بما يؤدي الى القضاء عليه وعلى مسبباته».

وقال رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي عبر «تويتر»: «كم بات محزناً وضع أمة يستهدف فيها أبرياء يقومون بزيارة مقام حفيدة رسول الله صَلى الله عليه وسلم».

وكانت الحدود اللبنانية السورية شهدت الأحد وضعاً غير مستقر وسط معلومات عن أن الطيران الحربي السوري شنّ غارات على كافة المعابر بدءاً من جرود بعلبك وحتى جرود عرسال الحدودية.

 

عندما يسكن الرئيس الأسد الوهم… يخترع الأكاذيب ويصدقها والخلاص من تنظيم الدولة ثمنه الخلاص من عين العرب… مدينة مفخخات وجثث متعفنة… لا ماء ولا كهرباء

في الأردن تحولت قضية الطيار الكساسبة إلى حركة ضد الحرب.. والحكومة موزعة بين القبيلة ومطالب التحالف

إبراهيم درويش

لندن – «القدس العربي»: سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على عناوين الأخبار مرة أخرى. نسي الناس خروجه من مدينة عين العرب ـ كوباني التي تقول مراسلة «أوبزيرفر» إيما غراهام- هاريسون إنها «مدمرة، مليئة بالقنابل غير المتفجرة، بلا طاقة كهربائية ولا مياه صالحة للشرب».

فبإعلانه عن قتل الرهينة الياباني كينجي غوتو في شريط بطريقته المعهودة أكد التنظيم على سيادته الدعائية، مع انه حاول التغطية على خروجه من البلدة الحدودية بشريط دعائي أظهر مقاتلا يقف على مشارفها قال فيه إن المقاتلين خرجوا بسبب القصف الأمريكي المكثف لها.

وتقول هاريسون إن خروج تنظيم الدولة يعتبر نصرا دعائيا كبيرا للأكراد «لكن جبال الدمار، والقنابل والمفخخات التي لم تنفجر والجثث المتعفنة ونظام المياه المتحطم يعني أنه تم تحرير المدينة لكن لم يبق منها غير اسمها، فالخلاص من تنظيم الدولة جاء بثمن تدمير كوباني نفسها».

وتنقل عن شمسة شاهينزادة، وهي مهندسة معمارية فرت من المدينة «لا يمكن التعبير بالكلمات بعد العودة إلى مدينة كانت بيتك».

وأشارت إلى الساحة العامة التي كان الناس يتجمعون فيها مطالبين بالحرية. ويقول مسؤولون في البلدة إنه تم تدمير نصفها، وتم تسوية بنايات كاملة بالتراب وكأن زلزالا ضربها، ولم تنج ولا بناية أو بيت من الرصاص والقصف، والبيوت الباقية تهشمت نوافذها وسقطت أبوابها وخسرت بعض جدرانها.

وهناك بعض الأشياء التي نجت بدون ضرر، مثل صواني من المواد الغذائية التي لم تبع في دكان، وتبدو مثل مواد محفوظة في متحف وحولها الأسلاك المعوجة وتلال من الردم وسيارات انبعجت أجزاؤها.

و «حتى في الشوارع التي لا تزال على حالها هناك شعور بالصمت لا يقطعه سوى صوت لعلعة القنابل من بعيد».

وتنقل عن أنور مسلم، المحامي السابق ورئيس الحكومة في كوباني قوله «المعركة لم تنته» وقال «نحن، هنا في كوباني على خطوط القتال نقاتل ضد الإرهابيين نيابة عن كل الناس في العالم.. وترين هنا الثمن الذي ندفعه من أجل الحرية».

ويعني الدمار أن عودة اللاجئين الموزعين على المخيمات في تركيا والذين احتفلوا بخروج تنظيم الدولة من البلدة لن يعودوا لأنه لم يعد هناك بيوت يعودون إليها، ولأن البلدة لا تزال خطيرة ولعدم وجود خدمات وبسبب الجثث المتعفنة التي تؤدي لانتشار أمراض.

وبالتأكيد فالانتصار لم يكتمل كما تقول الصحافية مع تدفق الجرحى من خطوط القتال حول البلدة للمستشفى الميداني. ويقول مقاتلون أكراد إنهم فرحون كمن يريد القفز في الهواء ولكنهم يشعرون بالحزن بسبب ما فقده من رفاق.

وبالنسبة لتنظيم الدولة فقد خسر 1.000 مقاتل. وأظهر تقرير لصحيفة «إندبندنت أون صاندي» الصورة نفسها ، وكيف أن النصر في بلدة كوباني/عين العرب غير ناجز نظرا لاستمرار سيطرة الجهاديين على عدد كبير من القرى المحيطة بالبلدة وعددها 300 قرية. وأكد بعض المسؤولين الأكراد على أهمية عودة الشباب لتنظيف المدينة من الأنقاض لكن المهمة أكبر من مجموعات شبابية.

وحال البلدة لم تكن لتختلف عن الحال التي ستتركها القوات السورية التابعة للنظام السوري لو دخلتها، حيث انتقد الرئيس السوري في مقابلته مع «فورين أفيرز» الطريقة التي يقوم فيها التحالف الدولي بقيادة أمريكا التعامل مع بلدة كوباني/عين العرب. وقال إن قواته «حررت» مدنا عانت الوضع نفسه في أسابيع.

 

رئيس واهم

 

وفي هذا السياق علق جوناثان تيبرمان مدير مجلة «فورين أفيرز» والذي أجرى مقابلة مع الرئيس الأسد على المقابلة بمقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» إن الرئيس الأسد يعيش في الوهم.

وعلق في بداية المقال على تغيير الحكومات الغربية موقفها من النظام في دمشق حيث لم تعد هذه وإدارة الرئيس باراك أوباما تطالب برحيله، وتدعم الآن مبادرات للحل السياسي قد تسمح للأسد أن يكون جزءا من صفقة انتقالية.

ويقترح المدخل اعتقادا من البيت الأبيض وحلفاء الولايات المتحدة أن الرئيس السوري قد يكون يبدي ليونة وتنازلات تعمل على وقف الحرب التي مضى عليها أربعة أعوام تقريبا. لكن تيبرمان يقول «لقد قابلت الأسد في 20 كانون الثاني/يناير وهو أول لقاء له مع صحافي أمريكي منذ عام 2013 .

والشيء الواضح من اللقاء الذي يمكن أن يقرأ بكامله على «فورين أفيرز» هو ان هذه الآمال تعتبر فانتازيا».

والسبب هو أن الأسد قال أشياء تبدو على السطح تصالحية وأبدى رغبة للتعاون مع الحكومات الغربية لقتال الإرهاب الإسلامي، ولكن في العمق لا يزال الأسد غير نادم وغير مرن، كما كان منذ بداية الحرب الأهلية قبل أربعة أعوام».

ولاحظ تيبرمان أن الأسد «ليست لديه فكرة حول المسار السيئ الذي وصلت إليه الحرب، وكيف تبدو مقترحاته غير عملية وأن ما يطرحه من مبادرات لا قيمة لها».

وهذا يعني ان نهاية الحرب التي يتمناها الغرب قد تنتهي بهزيمة الأسد للمعارضة أو هزيمته على يدها.

ويقول إن زيارة سوريا اليوم هي تجربة غريبة وغير مريحة، فآثار الحرب في كل مكان. فالعاصمة دمشق يحيط بها جبل تكسوه الثلوج ودوائر مركزة من نقاط التفتيش التي يديرها جنود مضطربون لم يعرفوا كيفية التصرف عندما شاهدوا أمريكيا يصل لوحده، فقد سافرت بدون حراسة أمنية واستأجرت سائقا محليا.

ويصف تيبرمان ردة فعلهم «بعضهم لم يهتم وأبدى آخرون مواقف عدائية، فيما أمسك أحدهم بذراعي وقال «الجيش العربي السوري يحب الصحافة الأمريكية».

وفي دمشق شاهد الصحافي الحراسات الأمنية على البنايات وفوهات البنادق التي تظهر فوق تقاطعات الشوارع وصور بشار الأسد بزيه العسكري معلقة فوق أعمدة الكهرباء. ويملأ موظفو الأمم المتحدة الفنادق في العاصمة ويسمع صوت القذائف المدفعية وقنابل الهاون عن بعد أميال.

ورغم حس الحرب إلا أن المقاهي والمطاعم مليئة بالحركة والحياة، وتعج الشوارع بالعائلات التي خرجت للتسوق والطلاب الذاهبين إلى مدارسهم واللاجئين الذين ضاعفوا من عدد سكان المدينة منذ بداية الحرب.

ولكن مبعث الغرابة والتنافر هو الرجل المسؤول عن كل هذا بشار الأسد «ففي اللحظة التي سلمت فيها عليه دخلت عالم «نيفرلاند» (عالم بيتر بان) من خيال الديكتاتور». فمع أن بلده يحترق لكن كل المنغصات تختفي عند باب فيلته التي تطل من التلة على المدينة.

ولاحظ الصحافي الرفاه والبذخ في تصميم ومحتويات الفيلا حيث تم تصميم كل شيء فيها لإعطاء حس من المدنية وحتى الرجل نفسه كان «مرحا ومؤدبا ومرتاحا». ومما يبعث على القلق، كما يقول الكاتب، أن الأسد كان جيدا في تقديم نفسه كرجل عقلاني، فانتقاده للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، يشاركه فيه الكثير من أعضاء اليسار في الغرب. «فقد أخبرني أن دور الولايات المتحدة يجب أن يتركز على حفظ السلام في المنطقة وقتال الإرهاب ونشر العلمانية ودعم هذه المنطقة اقتصاديا وليس شن حروب، فشن الحروب لن يجعلك قوة عظمى».

ولغة كهذه تعطي صورة عن رجل مخادع لنفسه وواهم ولا يمكن تخيل أنه يوما سيقوم بالتفاوض لتحقيق حل عادل للحرب الأهلية السورية.

ويصف الكاتب الأسد بأنه متحدث ماكر ويطغى بحديثه على من يستمع إليه ويغمره بسيل من اللغة التي تجمع ما بين البلاغة العادية والأكاذيب، وعادة في جملة واحدة. مشيرا لحديثه عن الحرب كوسيلة للسياسة وهو ما عبر عنه المنظر العسكري كلاوفيتز.

وكما أن حديثه عن وحدة سوريا وقدرة الجيش السوري على المواجهة لم يكن صحيحا إن أخذنا بعين الاعتبار حجم الهاربين من الجيش والإحتجاجات في حمص وطرطوس تقترح أن الطائفة العلوية نفسها تتحول ضده. كما أن رفض الأسد سوريا الحالية المقسمة وتأكيده على قدرة جيشه مضاد للواقع، خاصة أن قواته تحاول السيطرة على حلب منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

ويعتقد تيبرمان أن خلط الأسد بين العقلانية والغرابة هو حيلة بلاغية يؤشر أن الأسد إما مخترع أقاصيص وبهذه الحالة فهو مريض، أو أنه يصدق أكاذيبه وبهذه المثابة فهو شخص خطير، أي مضطرب عقليا وواهم»، فشعوره بأنه يربح الحرب لن يدفعه للتفاوض وعقد صفقة.

ويعلق الكاتب أيضا على ملمح آخر في شخصية الأسد وهو شعوره بأنه فعل الصواب، ولا حاجة للاعتذار «رغم أنه مسؤول عن نزاع وحشي التهم بلده، وقتل ما يزيد عن 200.000 شخص وشرد 7 ملايين وأدى لتقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات طائفية صغيرة» ورغم كل هذا «فهو يؤكد أنه لا يتذكر أنه فعل أي خطأ».

ويعلق الكاتب «هذا الرجل المسؤول عن تعذيب جماعي واستخدم السلاح الكيماوي واستخدم البراميل المتفجرة ضد المدنيين ويؤكد ان هذا لم يحدث»، «كلها اتهامات بدون أدلة»،»مولتها قطر». ويعود الكاتب إلى مظاهر التناقض في حديث الأسد حول المفاوضات فهو من جهة يريد التحدث لكل طرف بدون شروط ومن جهة أخرى يتساءل عن شرعية الأطراف ويرفض المعارضة بشكل كامل.

ويشير تيبرمان أن الأسد وافق على اللقاء الشهر الماضي مع أن المجلة طلبت منه عام 2013 نتيجة لهجمات باريس التي يقول إنها أعطته الفرصة من جديد للدفع برواية حكومته التي تدعو إليها منذ سنوات وهي أنه والغرب يقاتلون عدوا واحدا، أي التطرف الإسلامي، ومن هنا فعلى الحلفاء الطبيعيين العمل معا.

ويختم الكاتب بالقول مع كل الكلام عن المصالح المشتركة والالتزامات فقد أظهر الأسد أنه غير مستعد لتقديم تنازلات من أجل جلب الأطراف معا «في نهاية اليوم، يمكن للطاغية تخيل مسار واحد لنهاية النزاع. وعلى كل أعدائه في المنطقة والغرب فهم وتحليل نقاشه المعوج. وبدون هذا فسيواصل القتل».

وكان الأسد قد انتقد الحملة الأمريكية ضد تنظيم الدولة ووصفها بالعاجزة، ولم يمانع التعاون في الحرب ضد تنظيم الدولة.

ويعتبر الأسد عاملا في ظهور تنظيم الدولة حيث أراد أن يشوه صورة المعارضة السورية. ولكن الغرب لم يلتفت إلى خطورة التنظيم إلا متأخرا، كما يناقش باتريك كوكبيرن في مقالة له عن الظروف التي كتب فيها كتابه «عودة الجهاد» وتنبأ فيها بصعود تنظيم الدولة، ويذكر في مقالته بإندبندنت أون صاندي كيف شارك بمؤتمر في العاصمة الأردنية عمان حيث تحدث فيه عن قدرة التنظيم على شن هجمات في أجزاء واسعة من سوريا والعراق ولم يصدقه أحد سوى البرفسور غاريث ستانسفيلد من جامعة إكستر. وما دام الحديث عن عمان فقد تفاعلت قضية الطيار الأردني معاذ الكساسبة وتحولت جهود الإفراج عنه لحركة شعبية معادية للحرب على تنظيم الدولة.

 

ضد الحرب

 

وقالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أن الدراما المستمرة حول مصير الطيار الأردني إن لدى تنظيم الدولة الإسلامية تعزز من المشاعر المعادية للحرب على التنظيم وتخلق أزمة سياسية للملك عبدالله الثاني الذي يعتبر من حلفاء الولايات المتحدة في التحالف ضده. وقال تايلور لاك مراسل الصحيفة إن الأردنيين يتابعون قضية الطيار الذي تحطمت طائرته في 24 كانون الثاني/ديسمبر.

وكان التنظيم قد أمهل الأردن 24 ساعة لإطلاق سراح ساجدة الريشاوي المعتقلة منذ عام 2005 لمشاركتها في تفجيرات الفنادق التي نفذها تنظيم القاعدة في العاصمة عمان. ولاحظت الصحيفة أن الرأي العام بدلا من شجب فعل الدولة الإسلامية تحول ضد الحكومة، ونظم الأردنيون التظاهرات وحملوا الحكومة مسؤولية تعريض حياة الأردنيين للخطر بالمشاركة في الحرب.

وأدى توجيه إصبع الإتهام لولادة حركة معادية للحرب كما يقول لاك. فقد تحولت تظاهرات التضامن مع الكساسبة إلى احتجاجات ضد التحالف الدولي، حيث شجب المتظاهرون الولايات المتحدة وحلفاءها ووصفوهم بالجبناء والذين استخدموا دماء الأردن في الحرب ضد تنظيم الدولة.

ووصلت التظاهرات إلى قصر الملك عبدالله الثاني نفسه، وانتعشت الحركة المعادية للحرب على الإنترنت واجتمع الناشطون تحت هاشتاغ «ليست حربنا» ودعوا الأردن إلى الانسحاب من التحالف ضد تنظيم الدولة. ولكن التحدي الأكبر الذي يواجه الأردن ودوره في الحرب جاء من عائلة الكساسبة نفسها والتي دعت الحكومة إلى الإنسحاب من التحالف وطرحت أسئلة حول ظروف تحطم الطائرة التي كان يقودها الكساسبة.

وتنبع أهمية تحدي العائلة من الروابط القبلية التي تربط عشائر شرق الأردن بالحكم، حيث تعتبر عصب النظام والجيش. وفي حالة قررت عشائر الكرك حيث تنتمي عائلة الكساسبة لواحدة منها سحب أبنائها من الجيش، فسيؤثر على قدرة الجيش ودوره في التحالف الدولي حسب الصحيفة.

وهو دور لا يقتصر على المشاركة بالطلعات الجوية بل وسمح الأردن للتحالف باستخدام قواعده الجوية للإنطلاق منها إلى سوريا، وتعتمد الولايات المتحدة وبشكل كبير على المخابرات الأردنية في عمان التي تنتزع المعلومات من المقاتلين العائدين من سوريا، حيث أصبحت المخابرات كما يقول مسؤولون «مصدرا مهما» لعمليات التحالف.

ورغم الاحتجاجات الشديدة إلا أن الحكومة الأردنية لم تظهر إشارات للخروج من التحالف، فالمقاتلات الأردنية تواصل طلعاتها وقصفها لمناطق تنظيم الدولة. وأكد الملك عبدالله الثاني على استمرار مشاركة الأردن في التحالف، ففي لقاءين منفصلين مع عشائر الوسط والجنوب حاول الملك إقناع زعمائها بأن الحرب ضد تنظيم الدولة هي بالضرورة «حربنا»، وتدخل الملك شخصيا وأكد لعائلة الكساسبة أن الحكومة تعمل من أجل الإفراج عن ابنها. وترى صحيفة «نيويورك تايمز» أن الولاءات القبلية هي التي تدفع جهود الإفراج عن معاذ الكساسبة، مذكرة بالمقولة «في المملكة الأردنية الهاشمية، كل السياسة قبلية»، وهذا يفسر كما تقول رد الأردنيين على أزمة الرهينة الكساسبة بما في ذلك عرض الأردن تحرير متطرفين وعدم التحرك عندما هاجم المتظاهرون الملك في أثناء اجتماعه مع قادة الأجهزة الأمنية.

وترى أن الأمر لا يتعلق بحملة على وسائل التواصل الإجتماعي بل لأنه من قبيلة مؤثرة سياسيا.

ونقل عن صافي الكساسبة والد الطيار «البناء الاجتماعي في الأردن هو قبلي وليس قائما على مؤسسات»، وأضاف «الانسجام مهم ولكننا نشعر الآن أن كل عنصر في القبيلة يلقى دعما من كل قبيلة في الأردن».

وتشير الصحيفة للطريقة التي قامت بها الدولة بدمج القبائل الأردنية في بنية الدولة بحيث جعلت البلد مقسما بين أبناء شرق الأردن و «الضفاويين» من أصول فلسطينية. وعادة ما ينظر لأبناء القبائل على أنهم موالون للدولة.

ولهذا السبب سارع الملك عبدالله الثاني إلى منزل عائلة الكساسبة في الكرك بعد أسر معاذ وطمأنها بإنه سيعمل على تأمين عودته سالما. كما وضغطت قبيلة البرارشة التي تنحدر منها عائلة الكساسبة على الحكومة للإفراج عن الريشاوي.

وتشير الصحيفة إلى مخاطر فشل الإفراج عن الطيار على المؤسسة الحاكمة وإمكانية اندلاع تظاهرات.

وكيف أن الأردن تجنب الحديث عن الياباني غوتو الذي قتل يوم السبت خشية أن لا يتم الربط بينه وبين الطيار الأسير، رغم أن اليابان من الدول المانحة المهمة للأردن ووجود المسؤولين اليابانيين الذين عملوا على مدار الساعة للإفراج عن غوتو بدون نجاح.

 

«قناص» كردي يستعرض إنجازاته محاطا بجثث مسلحين إسلاميين في عين العرب

عين العرب (سوريا) ـ ا ف ب: قال موسى وهو يقف وسط انقاض مدينة عين العرب (كوباني) المحررة حديثا، بفخر أمام قتلاه من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، «هذا قتلته برصاصة في الرأس حين كان يحاول الفرار. وكان الأمر أسهل بالنسبة للباقين فلم يكن بإمكانهم الركض بسرعة».

وصفف المقاتل الكردي تسع جثث لمسلحي التنظيم على حافة طريق في قرية كامليجي على بعد بضعة كيلومترات جنوب وسط عين العرب.

وأكد موسى لصحافيي وكالة فرانس برس الذين استطاعوا دخول المدينة، انه قتل هؤلاء المسلحين في آخر ساعات المعركة حين كانوا يولون الأدبار أمام الميليشيات الكردية في وحدات حماية الشعب.

واستعاد المقاتلون الأكراد السيطرة على عين العرب الاثنين بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك الضارية التي أوقعت، بحسب متابعين، 1800 قتيل على الاقل بينهم نحو 1200 في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف موسى وهو يعرض بفخر بندقيته الدقيقة «قناص» روسية الصنع التي لا تفارقه «لقد أصبتهم من بعد 400 متر (..) كانوا يحاولون الفرار مكشوفين للالتحاق برفاقهم، لكنهم لم ينجحوا».

ولم يبخل هذا المقاتل الكردي (25 عاما) ذي الأصول الإيرانية الذي يضع قلنسوة على رأسه وتغطي وجهه لحية سوداء كثة، بتفاصيل انجازاته الحربية.

وروى بلغة تركية متقنة تعلمها حين كان يمارس التهريب بين تركيا وإيران، كيف ان الهاتف الجوال لأحد أعدائه من الإسلاميين وهو تركي من مانيسا (غرب)، رن بعد ساعات من مقتله. وكان المتصل أسرة القتيل التي كانت تسال عن أخباره.

وأضاف موسى «قلنا لهم ان ابنهم موجود هنا لكنه قتل (..) فرجونا ان نحتفظ بالجثة لدفنها على الأقل في البلد في تركيا. ولهذا السبب لا تزال الجثث هنا».

وتابع إنه في العادة يتم سريعا حرق جثث المتطرفين الإسلاميين منعا لانتشار الامراض.

وموسى استقر منذ ثلاث سنوات بمنطقة روجافا السورية ذات الأغلبية الكردية، وانضم إلى قتال تنظيم الدولة منذ بداية المعارك وعايش أربعة أشهر من المعارك المتواصلة ليلا نهارا مع عدو لا يستهان به.

وأضاف موسى «لم تكن حربا عادية.. ففي الحرب هناك اخلاقيات وثقافة وحتى قواعد. لكن داعش لا يحترم أي قاعدة (..) هم فقط مهووسون بفكرة الشهادة للذهاب إلى الجنة»، كما يعتقدون.

وتوقف موسى عن الكلام. فقد حان وقت العودة إلى وسط المدينة الأكثر أمانا فخارج الضواحي لا يزال المسلحون الإسلاميون يحومون.

وعند مدخل مدينة عين العرب، يقوم مقاتلو وحدات حماية الشعب بالحراسة ويطلبون بعض الدفء حول موقد وسط جو بارد وتساقط المطر على المباني المدمرة. في الأثناء تمر قائدتهم وتحيي الصحافيين في لباسها المرقط معيدة تصفيف شعرها بسرعة في حركة انثوية خفية لازمة بعد قعقعة السلاح. وطلب منها موسى ان تروي «معركتها» لكنها رفضت بإصرار قائلة «لدي عمل أقوم به».

حينها استمر رفيق سلاحها موسى ، دون حتى ان يطلب منه، في رواية قصته. قال «كانت حربا بالغة الشدة لكننا انتصرنا على عدو استثنائي لا يتوقف عن إعدام المدنيين والمقاتلين».

ومن حوله يسود الصمت والخراب. وبدت الشوارع المحاطة بمبان مدمرة وقد تناثر فيها الركام والعربات المحترقة. وعلى بعد بعض الطلقات المتقطعة تخترق الصمت.

وانضم إلى موسى مقاتل آخر هو ديوان غيفر (20 عاما). وتحدث بدوره عن ضرواة المعارك واندفاع الأعداء وقال «نقتلهم فيعودون في كل مرة بأعداد أكبر». لكنه واثق من النصر المحقق والنهائي متوقعا «تحرير القرى المجاورة قريبا».

لكن ديوان بدا أقل وثوقا حين سئل هل سيعود السكان المئتي ألف سريعا إلى المدينة بعد ان غادروها إلى تركيا؟. واكتفى بالرد «سيعودون ذات يوم».

ويدرك موسى هو الآخر، ان عملية التنظيف وإعادة البناء ستحتاج وقتا. ولا تزال قذائف هاون لم تنفجر متناثرة في الطرقات.

لكنه أكد «سيحصل ذلك (..) نحتاج بعض الوقت لاستعادة الأنفاس بعد أشهر من الحرب».

 

عشرات المقاتلين الشيشان والروس ينضمون إلى معسكرات تدريبية مغلقة في ريف اللاذقية في سوريا

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» وجدوا في جبال الساحل بيئة ملائمة لهم فبدأوا يتوافدون إلى المنطقة من بداية العالم 2013 إنهم المقاتلون القادمون من جمهورية الشيشان ومن روسيا الاتحادية حتى من أوكرانيا، وأسسوا كتائب مستقلة لا تتبع أي جهة من بين هذه الكتائب كتيبة «جنود الشام» التي يقودها الأمير مسلم الشيشاني الذي كان مع القيادي الجهادي خطاب في الشيشان وانتقل إلى سوريا في مطلع العام 2013 .

معسكرات تدريبية خاصة ومغلقة لا يسمح لأي كان الاقتراب من المكان لا تتوقف منذ انتهاء معركة كسب في شهر حزيران/ يونيو من العام المنصرم، ينتشرون في جبل الأكراد والتركمان لكنهم قليلو الاختلاط ببقية الفصائل او حتى المدنيين، كثيرا ما يشاهدون في الطرق الجبلية الوعرة يمشون على جانبي الطريق فيما يسمى «المسير» وينتشر خلفهم المدرب ويتكلم معهم ويوجههم باللغة الروسية .

يبلغ عدد مقاتلي الكتيبة التي يترأسها مسلم الشيشاني أكثر من 300 مقاتل وفق شهادة أحد المقاتلين الذين حاولوا الانضمام اليهم فضل عدم ذكر اسمه، وقال المقاتل «ان هناك كثرا من المقاتلين انضموا إلينا للمساعدة وكان هؤلاء المقاتلون من أفضل الفصائل».

هم ليس الفصيل الوحيد الذي يمثل المقاتلين الشيشان بل هناك أيضا فصيل يقوده الأمير أبو موسى الشيشاني الذي يتكلم اللغة العربية بطلاقة ويحب السوريين بشكل عام كونهم من بلاد الشام، كنت قد سألتهم لماذا أتيتم إلى سوريا؟ كانت اجابتهم بلغة عربية مكسرة «أخي بلاد الشام الله باسط رحمته عليها وعلى أهلها».

وجدوا لهم طريقا إلى قلوب الناس في المناطق المحررة عبدوا العديد من الطرقات، وقاموا بصيانة الاتوستراد الدولي الذي يفصل بين جبلي التركمان والأكراد، في نهاية الطريق يضعون لافتة صغيرة مكتوب عليها «إحذر الطرق المؤدية للنظام السوري» وفي أسفل اللافتة مكتوب «جنود الشام».

ولكن العامل الأكثر الذي جعلهم محببين لقلوب سكان المنطقة حسن خلقهم ووسامتهم بشعرهم الطويل الأشقر والكلمة الوحيدة على السنتهم هي كلمة «أخي»، شاركو في العديد من المعارك الهامة في الساحل السوري من بينها معركة تحرير كسب في أواخر آذار/مارس من العام المنصرم حيث ظهر مسلم الشيشاني من على قمة المرصد 45 معلنا تحريره، كما شارك الأمير الآخر أبو موسى بعملية اقتحام المدينة .

أيضا لم يكن حضورهم في الساحل فقط بل في معركة سجن حلب المركزي حيث توفي قائد العملية «أبو تراب الشيشاني» الذي كان في مقدمة المقاتلين الا ان مقتله أدى إلى توقف العملية.

وكان موقفهم واضحا من تنظيم داعش فقد رفضوا الانضمام إليهم وحاولوا منعهم مرات عدة من الاعتداء على بقية الفصائل في الساحل إلا ان سطوة التنظيم وعنجهيته جعلتهم هدفا لهم حيث قتل اثنان من المقاتلين الشيشان في شهرتشرين الأول من العام 2013 على يد مقاتيلي التنظيم .

قال أحد قيادي الجيش الحر «أبو رحال» في تصريح خاص ان الأمير مسلم قد تعهد بمحاربة تنظيم الدولة في مطلع العام الحالي .

لم يبد السكان المحليون أي كره لهم بل على العكس تماما حتى انهم بدأوا يتعاملون معهم في الفترة الحالية بكل ود ولطف، حتى انهم بدأوا يسمحون لهم بالسكن بينهم، كما لوحظ ذلك في كل قرية شحرورة المحاذية للشريط مع تركيا .

 

حملات مداهمة لصالات لعب القمار يملكها متنفذون في دمشق

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي» ـ: قال مصدر جنائي سوري لـ «القدس العربي» إن وحدات تابعة لفرع الأمن الجنائي في العاصمة دمشق داهمت خلال الأسبوعين الماضيين عدداً من المنازل التي حولها أصحابها لصالات للعب القمار واعتقلت العشرات من مريديها ومديريها في أكثر من حي من أحياء العاصمة ومنها في حي المهاجرين، وأن بعض تلك الصالات أو المنازل تعود لأشخاص متنفذين في الدولة. وأضاف المصدر أن هذه المداهمات تأتي في إطار حملة تهدف لضبط ومنع انتشار صالات لعب القمار في ظل الأزمة الطاحنة التي تعيشها البلاد منذ أربع سنوات.

وينص قانون العقوبات السوري على أن يعاقَب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين كل مَن تولى محلاً للمقامرة أو نظّم ألعاب مقامرة في محل عام أو مباح للجمهور أو في منزل خاص اتخذ لهذه الغاية.

وكانت الحكومة السورية قد سمحت أواخر العام 2010 بافتتاح «كازينو دمشق» قرب مطار دمشق الدولي بإدارة شركة «أوشن كلوب» وهو أول ناد يرخص للعب «القمار» في سورية وتم حينها افتتاح الكازينو بحضور «نخب مهتمة» ومن دون صخب أو احتفال رسمي لكن الحكومة السورية أقفلت الكازينو في أبريل/نيسان من العام 2011 بعد موجة اعتراضات وانتقادات من بعض الشخصيات الدينية السورية.

 

بلدة «الدار الكبيرة» في ريف حمص: هدنة أوهن من بيت العنكبوت… وتجار لا يرحمون

سلامي محمد

ريف حمص ـ «القدس العربي» تستمر المعاناة اليومية لأهالي بلدة «الدار الكبيرة» بريف حمص الشمالي، رغم توقعيهم على اتفاقية هدنة مع جيش النظام منذ قرابة خمسة أشهر، ليلقى قاطنوها، والنازحون الموجودون فيها صعوبة جمة في تأمين مستلزمات الحياة اليومية من مواد غذائية وتموينية، وخاصة «الخبز»، بسبب تقاسم النظام والتجار سياسة الترغيب والترهيب لإرضاخ أبنائها للسيادة أو المال.

هذه المعاناة تراكمت نتيجة لأسباب متعددة أهمها ارتفاع الأسعار بشكل كبير يفوق قدرة الأهالي على دفع أثمانها، وتحكم بعض التجار بالأسواق، وعدم توفر المواد، بسبب الحصار المفروض من قبل جيش النظام على الريف الشمالي لمدينة حمص، ككل، من قبل الحواجز المحيطة بالريف، والتي تشرف على المداخل الرئيسية.

ويقول مسؤول في المركز الإعلامي بحمص «دخلت الهدنة في البلدة حيز التنفيذ الرسمي منذ قرابة 150 يوماً، ولكن ذلك لم يجبر جيش النظام على فتح الممرات الإغاثية، ومنذ قرابة الشهر وحتى تاريخ اليوم يمنع دخول المواد الغذائية والطحين منعا باتا، وذلك للتضييق على المدنيين وتنفيذ خطة الحصار المفروضة على الريف الشمالي، ليطالبهم بخروج مقاتلي الحر من مكان رباطهم حتى يسمح لهم بإدخال لقمة العيش لداخلها».

ويضيف المصدر «خمسة أشهر مرت على عقد الهدنة في البلدة لم يتوقف الموت فيها، ولكن تغير أسلوبه وأدواته، من البراميل والقذائف إلى الحصار والتحكم في لقمة العيش، ناهيك أصلاً عن خروقات تحدث هنا وهناك من قصفها بالهاون بين فينة وأخرى، ومنع ادخــال المحروقات إليها، ليبقى قاطنوا الدار الكبير مجرد حقل تجارب لأدوات الأسد وأساليبه المتنوعة الفتاكة».

كما وثقت البلدة وفاة ثلاثة أطفال من العائلات التي نزحت إلى «الدار الكبيرة» بسبب البرد والجوع، ولم تقدم المنظمات الإنسانية إلى الآن أي معونات للأهالي، ناهيك عن فقر الجمعيات الخيرية فيها، بسبب نقص التمويل والدعم.

ويبلغ تعداد سكان الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي ما يزيد عن 3000 عائلة، إضافة إلى 2000 عائلة تقريباً نزحت إليها من مناطق القتال طلباً للأمن، جميع هؤلاء يعيشون تحت رحمة ثلة من التجار، الذين باتوا على شاكلة شبكات مافيا، يتحكمون بالأسعار بشكل مزاجي، ويضعون الأسعار التي يريدون، تاركين للمدنيين حرية الشراء ومن أراد الشراء فعليه الرضوخ لأسعارهم النارية.

أبو أحمد أحد أبنائها، وهو أب لخمسة أطفال يقول «التجار باتوا كالبورصة والمواد الغذائية أشبه بالأسهم، فإن حالفك الحظ مرة ودفعت ثمن إحدى المواد الغذائية بضعفين عن سعرها الغالي أصلاً فأنت رجل محظوظ لدرجة لا توصف، فتجار الهدنة ليسوا بأرحم من براميل الأسد، وكلاهما يريد قتلنا ولو اختلفت الوسيلة».

ويضيف «الأهالي هنا نعم عائشون، ولكن كيف.. هذا لا يعلمه الا الله، تراهم في البـــرد القارص يوقدون الأحذية والمواد البلاستيكية لرد البرد عن أطفالهم، وجيـــش النظام محاصرنا رغم الهدنة، والطريق الوحيد المؤدي لحمص عليه حواجز للجيش، ومن المستحيل على أهالي البلدة ان يجتازوه، بسبب الاعتقالات، والتي ربما تصل للتصفية الميدانية في أوقات أخرى».

 

 

استهداف الزوار اللبنانيين: “النصرة” أيضاً تغيّر قواعد الإشتباك

يشكّل استهداف حافلة لزوار لبنانيين إلى العتبات المقدسة في سوريا رسالة أكبر من حجم العملية الإرهابية. هو أكثر مما يعتبر الخرق الأمني الأول فعلياً في دمشق. هذا الإختراق لإجراءات الجيش السوري في العاصمة، وتحديداً في أحيائها القديمة، حصل، خصوصاً بعدما بقيت المنطقة بمنأى عن أي عمل عسكري طوال فترة الأحداث. لكن، في ما يتعدى الخرق، تحمل الضربة رسائل بأوجه متعددة. يقول المخططون والمنفذون، للمستهدفين: “دمشق ليست آمنة لكم، ولا تقتصر معاركنا معكم على الجرود أو محاور الإشتباك”.

 

وفي قراءة لخلفيات إستهداف المدنيين في عمق دمشق “الهادئة نسبياً”، يبرز الإستنتاج بأن العنف يستولد عنفاً، وإن على العُزَّل. وهناك من يقرأ الحادثة من منظور آخر. فقد كسر حزب الله الحدود باتجاه سوريا، سمح لقوافل مقاتليه استباحة الأراضي السورية، قاتل أبناءها وهجّرهم من قراهم ومنازلهم. في المقابل، تأتي الحكومة اللبنانية لتتخذ إجراءات لمنع السوريين من الدخول إلى لبنان والتضييق على المقيمين فيه. الرسالة واضحة، وإن دموية. بالنسبة إلى هؤلاء، لا يمكن منع السوريين من الدخول إلى لبنان، فيما جمهور الحزب يسرح ويمرح داخل سوريا من دون مساءلة، يمارس طقوسه الدينية في أوج حرب مذهبية مستعرة لا تبقي ولا تذر. يضاف إلى ذلك أن بيئة حزب الله على عداء مع الشعب السوري المعارض للنظام.

 

بالنسبة إلى الجهات المعارضة في سوريا، فإن هذه الضربة هي استهداف مباشر لبيئة الحزب، بهدف التخفيف من وهج الضربة التي وجهها الحزب إلى العدو الإسرائيلي في مزارع شبعا، وللتذكير بأن الحزب يقاتل في سوريا وليس على الجبهة مع إسرائيل. وبتوضيح أكثر، قد يقول قائل إن حزب الله، بُعيد الغارة الإسرائيلية على القنيطرة والرد عليها من شبعا، تحدث أمين عام الحزب عن فك قواعد الإشتباك وتغيير قواعد اللعبة. تماماً كما دعا سابقاً، مَن يريد قتاله، إلى المبارزة في سوريا. وفي هذا التفجير، ترد جبهة النصرة على كلام نصر الله، بالنار والدم، بمعنى “نحن أيضاً نتحكّم بقواعد اللعبة ومكان القتال”… في خرق أمني بدمشق، كما في مهاجمة المجموعات السورية المسلحة للأراضي اللبنانية من السلسلة الشرقية. النتيجة واحدة: القتال على الجبهات كافة.

 

وبمعزل عن كل القراءات التحليلية، وأخذ الأبعاد والخلفيات لهذه العملية، لدى الأهالي من جمهور الحزب أسئلة متفاقمة حول الجدوى من هذه الزيارات. لا يخفي أبناء الطائفة الشيعية توقهم وتقديسهم لزيارات المقامات الدينية، لكن استهدافهم هذه المرّة بالدم وفي مرّة سابقة عبر خطف زوار آخرين في أعزاز السورية، يدفع البعض إلى إستغراب الازدواجية القرارات. إذ كيف يتخذ حزب الله إجراءات أمنية مشددة في مناطق نفوذه، خوفاً من هجمات المسلحين السوريين، ويسمح لجمهوره بزيارة الأراضي السورية الملتهبة؟

 

قد يكون هذا الإستهداف شكلاً جديداً للمواجهة المفتوحة بين الحزب، والمسلحين المعارضين، تجاوز قواعد الإشتباك، ما يعني الإنتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهة، والتي قد يكون المدنيون الأكثر عرضة لها.

 

داعش يُصعّد في ريف حلب.. بعد خسارته كوباني

خالد الخطيب

شهدت الأيام الماضية، التي تلت خسارة تنظيم الدولة الإسلامية لمدينة كوباني “عين العرب”، ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة الاشتباكات بين التنظيم والمعارضة في ريف حلب الشمالي، تخللتها عشرات محاولات التسلل، من قبل التنظيم، إلى القرى والبلدات التي تعتبر المعقل الأكبر للمعارضة في حلب.

 

وكانت حالة من الهدوء النسبي، قد سادت طيلة الأشهر الأربعة الماضية، على جبهات القتال بين التنظيم والمعارضة المسلحة، والممتدة من أطراف المنطقة الصناعية شمالي حلب إلى الحدود التركية. وذلك بالتزامن مع خوض التنظيم لمعارك طاحنة مع وحدات حماية الشعب الكردية، في كوباني ومحيطها.

 

ويبدو تنظيم الدولة الإسلامية اليوم أكثر تعطشاً لتحقيق تقدم على الأرض لتعويض الخسارة الفادحة التي مني بها مؤخراً، وليرفع من معنويات مقاتليه المنهارة. لذا قرر التوجه إلى ريف حلب الشمالي، المنهمك أصلاً بصد هجمات قوات النظام، الذي يحاول حصار المدينة وفصلها عن ضواحيها الشمالية.

 

في السياق ذاته، عززت “الجبهة الشامية” صفوف مقاتليها بالأسلحة الثقيلة في مارع، التي يحاول التنظيم السيطرة عليها بشتى السبل، لما تتمتع به المدينة من قيمة رمزية للمعارضة في حلب، وشملت التعزيزات بلدة صوران التي تمثل خط الدفاع الأول عن معبر باب السلامة، المنفذ الوحيد المفتوح المتبقي للمعارضة في حلب باتجاه تركيا.

 

وفي ظل الصخب الذي تشهده حلب، والتي تنام والمعارضة تتقدم على قوات النظام في إحدى الجبهات لتصحو على اقتتال فتاك بين فصائلها، يميل التنظيم إلى استغلال هذه الحالة، حيث يروّج لانسحاب وشيك لقواته من الريف الشمالي إلى مدينة الباب شرقي حلب.

 

أحد أعيان منطقة أخترين، الواقعة تحت سيطرة التنظيم، في ريف حلب الشمالي، محمد خليل، يؤكد هذه الرواية لـ”المدن”، ويقول بإن التنظيم بدأ تفكيك بعض الدوائر العامة، والمرافق الخدمية كالأفران، وتفريغ صوامع الحبوب في المناطق التي يسيطر عليها في أخترين، ليتم نقلها إلى الرقة ومنبج، أكبر معاقله في سوريا. بالإضافة إلى تداول أخبار انسحاب التنظيم بين مقاتليه، الذين يعلنون ذلك أمام العامة، وينوهون إلى أن هذا الإجراء سيتبعه التنظيم كتكتيك دفاعي في مواجهة الضغوط المتزايدة عليه في سوريا والعراق. وبحسب خليل، يعتبر هذا كافياً كدليل على نية التنظيم الانسحاب إلى الشرق، باتجاه الباب ومنبج.

 

إلا أن القائد العسكري في الجبهة الشامية أبو هريرة، في حديثه لـ”المدن”، يؤكد أن التنظيم استفاد من الدعاية ونشر الشائعات، بشكل جيد، في حربه مع المعارضة السورية. وترويجه الانسحاب إلى خطوط خلفية، ما هو إلا تكرار لسيناريو سابق، أذاع أنه ليس براغب في التقدم إلى ريف حلب الشمالي، وأنه يكتفي بمدينة الباب وما يجاورها باعتبارها حاضنة مهمة له ويتمتع فيها بتأييد كبير، ولا رغبة لديه بالسيطرة على مناطق لا يمتلك فيها أي مؤيدين. التنظيم قام في ما بعد، وخلال 24 ساعة، بشن هجوم مباغت سيطر فيه على 14 بلدة في ريف حلب الشمالي، ما شكّل صدمة للمعارضة، التي صدّقت دعاية التنظيم، وأمنت جانبه.

 

بغض النظر عن روايات التنظيم وحملاته الدعائية، يبدو بأنه لا خيار للمعارضة في حلب؛ فهي مضطرة للاستعداد لأسوأ الاحتمالات، وتوزيع مقاتليها بين جبهات القتال مع قوات النظام، ومع تنظيم الدولة الإسلامية، والعمل على تضميد جراحها التي تنزف في أكثر من مكان، بسبب الصراع الحالي على الخلفية الإيديولوجية، بين مكوناتها المختلفة.

 

 

هيمنة الحرس الثوري وحزب الله.. سبب لتذمر ضباط الأسد  

عمر أبو خليل-غازي عنتاب

“لن أقبل أن يستمر الوضع على ما هو عليه، أنا عميد في الجيش السوري ولست مجندا في الجيش الإيراني أو عنصرا عند حسن نصر الله”، هذا جزء من حديث طويل التقطه ثوار ريف اللاذقية، جرى بين ضابطين في جيش النظام على محور قمة النبي يونس.

 

وأكد القائد الميداني أبو أحمد -الذي استمع للمكالمة- أن العميد أبدى حسرته على أيام قيادة حافظ الأسد الذي كان يتحكم بإيران -بحسب رأيه- وشتم بشار “لضعفه الشديد وخنوعه للضغوط الإيرانية”.

 

ليست هذه المرة الأولى التي يبدي فيها ضباط النظام غضبهم من قيادة بشار الأسد، حيث سبق للثوار أن التقطوا مكالمات لضباط في مناطق عدة من سوريا، استمعوا فيها لاحتجاج هؤلاء على قيادتهم، وسخريتهم من التبعية العمياء لأوامر القيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

 

سلطة ضائعة

ويرى حسين -وهو معارض علوي مقيم في غازي عنتاب- أن تذمر الضباط العلويين بدأ مع تولي عنصر من حزب الله قيادة معركة القصير في حمص، وتصاعدت حالة التذمر بتكرار تكليف حزب الله بقيادة معارك القلمون وريف دمشق.

 

وأضاف حسين للجزيرة نت أن ضباط حزب الله يتعاملون مع ضباط الجيش السوري بفوقية وعنجهية، رفعت منسوب الغضب ووترت العلاقة حتى وصلت حد المواجهة المسلحة، كما حصل في محيط مقام السيدة زينب بدمشق العام الماضي.

 

ولفت حسين إلى أن “ضباط الأسد الذين مارسوا خلال أربعين عاما سلطة غير محدودة، أُرغموا على التخلي عنها لصالح مليشيات شيعية قادمة من خارج الحدود”، وأشار إلى أن ذلك أوجد حقدا غير معلن، جعلهم يتعمدون التهاون في المعارك، لإفشال قيادات حزب الله، وأكد أن تهاونهم تسبب في مقتل العديد من عناصر الحزب.

 

إشراف إيراني

ومع خسارة حزب الله وجيش النظام للعديد من المعارك مع فصائل المعارضة ولا سيما في القلمون والقنيطرة ودرعا، دفعت إيران للإشراف على الكثير من العمليات الحربية وقيادتها بشكل مباشر، عبر ضباط من الحرس الثوري برئاسة قاسم سليماني.

 

وذكر العقيد أبو يعرب -وهو قيادي في الجيش الحر بحلب- أن “سليماني أشرف على معارك خناصر والسفيرة شرقي حلب، وأنه اعتمد في محاولته إحكام حصار مدينة حلب على مليشيات شيعية أفغانية وباكستانية وعراقية”، وأكد أنه رفض مشاركة ضباط وعناصر سوريين لعدم ثقته بولائهم وإخلاصهم.

 

وأشار أبو يعرب إلى أن ضابطا سوريا أسره الجيش الحر اعترف بأن النظام السوري لا يستطيع التحكم بالمليشيات الشيعية الأجنبية، وأن سليماني يسمي قادتها ويقرر معاركها، وأكد الضابط الأسير أن لتلك المليشيات أجندات خاصة، لا تعلم القيادة السورية عنها شيئا.

 

مليشيات عدة

ولفت إلى أن “الكثير من ضباط الأسد يتعاملون مع المخابرات الإسرائيلية، ويطلبون منها ضرب فصائل المعارضة تارة، ويزودونها بإحداثيات لمواقع مليشيات حزب الله ومستودعات صواريخه تارة أخرى”.

 

وأكد النعيمي، وهو قائد ميداني في الجيش السوري الحر في درعا على وجود خلافات بين قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معها، وأشار إلى أن ذلك يتجلى ميدانيا في استقلالية المليشيات في المعارك وعدم مشاركتها ضمن قوات النظام.

 

وقال للجزيرة نت، “نحن نقاتل ثلاثة جيوش، لكل منها قيادته وعملياته وأهدافه الخاصة، جيش النظام، ومليشيا حزب الله، والمليشيات الشيعية العراقية والأفغانية والإيرانية وغيرها، وهذه يقودها ضباط إيرانيون من الحرس الثوري”.

 

أكراد سوريا: داعش قد تفتح جبهات جديدة بالشمال الشرقي

بيروت – رويترز

قالت الميليشيات الكردية السورية التي طردت متشددي تنظيم داعش من كوباني بمساعدة ضربات جوية قادتها الولايات المتحدة إن التنظيم المتشدد قد يفتح جبهات جديدة ضدهم في شمال شرق سوريا.

 

وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية اليوم الاثنين إن قوات داعش تنهار حول كوباني الواقعة على الحدود مع تركيا، وهي بلدة أصبحت نقطة محورية للحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم في سوريا.

 

وأضاف مستخدماً الاختصار العربي لاسم داعش “نحن نعتقد أن داعش في كوباني تلقى ضربة قاسية وكبيرة جداً، ولكن من عادات المنظمات الإرهابية كداعش لا بد أنها ستقوم بفتح جبهة أخرى في منطقة أخرى لإعادة ما تبقى من هيبتها أو ما تبقى من قواتها”.

 

وتابع أن اشتباكات تقع بصورة يومية وستزيد وتيرتها خاصة في منطقة الجزيرة، لأن التنظيم المتطرف سيتحول إلى مناطق أخرى لاستعادة ما تبقى من هيبته، والجزيرة هو الاسم الكردي لشمال شرق سوريا.

 

ناشط سوري: كوادر طبية إيرانية لريف حمص والنظام يضع المشافي بتصرفهم

روما (2 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت مصادر أهلية من محافظة حمص على “تدفّق أطباء وكوادر طبية إيرانية إلى ريف حمص لمعالجة جرحى ميليشيات النظام السوري ومقاتلي حزب الله اللبناني”، وقالت إن النظام “وضع كل مشافي ريف المدينة تحت تصرفهم”، على حد وصفها

 

وفي هذا السياق قال الناشط السوري خضير خشفة من حمص (وسط سورية) لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “ليست المرة الأولى التي تُرسل فيها إيران وحزب الله كوادر طبية وأدوية لمداوات ومعالجة جرحاهم في سورية، بل سبقها الكثير من المرات، ولكن هذه المرة اضطرت إيران أن ترسل الكوادر إلى ريف حمص الشرقي، وبالتحديد إلى مدينة تدمر، لما يشهده الريف الشرقي من مواجهات بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين الشبيحة، وتأتي يومياً سيارات الإسعاف إلى مشفى تدمر الأقرب إلى ساحة الاشتباكات محملة بجثث الشبيحة والجرحى على خلفية هذه المعارك”، على حد وصفه

 

وحول وجود صور أو إثباتات لهذه الخطوة الإيرانية، قال خشفة “لم نتمكن من الحصول على صور أو مقاطع فيديو، لأن مدينة تدمر تقع تحت سيطرة النظام السوري الذي يقوم بالتشديد على المنطقة الشرقية بكثرة، ومراقبة المشتبه بهم، ونحن لا نغامر بحياة الناشطين في المدينة ونكتفي حالياً بالمعلومات الأساسية عما يجري في المدينة، وبالتأكيد قام الناشطون بتوثيقها بطرق عدة”، وفق تعبيره

 

وقالت مصادر من المدينة إنها ليست المرة الأولى التي يُرسل فيها الإيرانيون كوادر طبّية، لكنها المرة الأولى التي يصلون فيها بكميات كبيرة لمناطق بالعمق السوري، وشددت على أن العديد منهم مختصون بالجراحة العامة والإسعافية والطوارئ، وأن السلطات السورية زوّدت مشافي المنطقة بمعدات جديدة حديثة ووضعتها تحت تصرف الإيرانيين، على حد وصفها

 

ويتواجد في حمص “عدد كبير من مقاتلي حزب الله اللبناني”، حسب أهالي المدينة الذين يقولون إن من بينهم “مقاتلون من إيران”، ويؤكدون على وجود “عدد غير قليل منهم” في مدينة تدمر الأثرية وسط سورية بمهمات قتالية لحماية الجهة الشرقية من حمص

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى