أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 24 نيسان 2014

 

 

 

دول غربية تضغط للتحقيق في استخدام الكلور

لندن، نيويورك، باريس – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» أمس، إن دولاً غربية تحقق في مزاعم استخدام النظام السوري غازات سامة في مناطق مختلفة في البلاد في الأيام الأخيرة، في وقت قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن استخدامها «سيكون بالتأكيد عملاً إجرامياً يتعارض مع التعهدات الدولية للدول المعنية».

وبحث مجلس الأمن «التقارير الأخيرة عن استخدام أسلحة كيماوية في سورية» في جلسة مغلقة بحضور منسقة بعثة التفتيش الدولية عن الأسلحة الكيماوية في سورية سيغرد كاغ. وقال ديبلوماسيون إن «مندوبي الدول الغربية أثاروا مسألة استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية جديدة»، خلال الجلسة التي عقدت من خارج جدول الأعمال بناء على طلب الولايات المتحدة.

وأوضحوا أنه كان مقرراً أن يثير أعضاء في المجلس أسئلة وجهتها المعارضة السورية إلى مجلس الأمن تتعلق بتفتيش اللجنة الدولية «المركز السوري للدراسات» في جمرايا قرب دمشق، الذي كان له دور أساسي في إنتاج الأسلحة الكيماوية وتخزينها ونشرها، وفق رسالة وجهها «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا.

وأكد «الائتلاف» في الرسالة «التزام الجيش الحر عدم مهاجمة قوافل نقل الأسلحة الكيماوية على الطرق المستخدمة»، مطالباً بأن «تحسن اللجنة أساليب التواصل مع المعارضة، ما يساعد الجيش الحر على ضمان سلامة القوافل». كما طالب بأن «توافي اللجنة الائتلاف والجيش الحر بمعلومات دقيقة عن الجداول الزمنية المقررة والطرق التي تسلكها عبر الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة».

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية إنها تحقق في تقارير بأن أسطوانة كلور عليها اسم الصين ظهرت في تقارير تلفزيونية يعتقد بأنها توثّق هجوماً بالغاز وقع في سورية.

إلى ذلك، قال السفير البريطاني في الأمم المتحدة مارك ليال غرانت، إن كاغ أبلغت مجلس الأمن أن «نسبة الأسلحة الكيماوية التي نقلت أو دمرت وصلت إلى ٨٨ في المئة». وأضاف أنها «أبدت تفاؤلاً بأن المخزون السوري من الأسلحة الكيماوية سيتم تدميره ضمن المهلة المتفق عليها التي تنتهي في ٢٧ الشهر الحالي». وقال غرانت إنه أثار في الجلسة ضرورة التحقيق في التقارير الأخيرة عن استخدام أسلحة كيماوية جديدة في سورية».

في موازاة ذلك، دافعت الأمم المتحدة عن «حيادية» الممثل الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي. ورداً على اتهام وزارة الخارجية السورية للأمم المتحدة والإبراهيمي بـ «المسؤولية عن عرقلة» مسار المفاوضات في «جنيف 2»، قال نائب الناطق باسم الأمين العام فرحان حق، إن الإبراهيمي «طالما عمل مع كل الأطراف، بمن فيهم الحكومة السورية والمعارضة، إضافة إلى مشاوراته مع كل الدول المعنية في المنطقة وروسيا والولايات المتحدة». واكد أن الأمين العام بان كي مون والإبراهيمي «أعربا بوضوح عن القلق من إجراء الانتخابات الرئاسية السورية وتأثيرها على استمرار المفاوضات، وهما لا يزالان على موقفهما، ونحن نعارض كل الخطوات التي يمكن أن تقوض مسار المفاوضات».

وفي وقت ينتظر مجلس الأمن تلقي تقرير الأمين العام حول تطبيق القرار ٢١٣٩ المعني بإيصال المساعدات الإنسانية الى سورية، أطلقت هيئات الأمم المتحدة مجتمعة مناشدة تدعو إلى إيصال المساعدات من دون قيد أو شرط عبر خطوط القتال داخل سورية وعبر الحدود مع الدول المجاورة.

وتستعد الدول الغربية لتفعيل تحركها داخل مجلس الأمن «حيث يبقى أحد الخيارات المرجحة طرح مشروع قرار يضع خطوات عملية لتطبيق القرار ٢١٣٩ موضع التطبيق»، وفق ديبلوماسيين في مجلس الأمن.

ميدانياً، أفادت شبكة «سمارت» المعارضة، بأن «المجلس المحلي في الزبداني» أعلن عن هدنة مدتها ستة أيام قابلة للتمديد لاستكمال مفاوضات بدأت منذ أسبوع بين «الجيش الحر» وقوات النظام، بعدما هددت قوات النظام و «حزب الله» بـ «حسم عسكري» بعد سيطرتها على منطقتي رنكوس ومعلولا المجاورتين، ما دفع وجهاء الزبداني إلى التوسّط بين الجانبين المتحاربين لتجنب «اقتحام» النظام وموالين للمدينة.

من هو ماهر حجّار المرشح في وجه الأسد إلى رئاسة سورية؟

بيروت ـ “الحياة”

في خطوة مفاجئة، لكن من غير المتوقّع أن تؤثر في النتائج الرئاسية المقبلة في سورية، أعلن عضو في مجلس الشعب السوري ترشحه لمنصب الرئيس السوري ليكون أول مرشح في انتخابات يرجح أن يفوز فيها الرئيس بشار الأسد لولاية ثالثة.

وقبل أن يعلن الأسد رسمياً ترشحه للانتخابات، تقدّم عضو مجلس الشعب ماهر عبد الحفيظ حجّار (46 عاماً) الذي ينتمي إلى ما يعرف بـ”المعارضة الداخلية”، بطلب إلى المحكمة الدستورية العليا للتشرح إلى منصب رئيس الجمهورية.

وعلى الرغم من أن دستور العام 2012 (الذي جرى استفتاء شعبي حوله) نصّ على إجراء انتخابات رئاسية تعددية، إلاّ أن قانون الانتخابات الرئاسية الذي أقرّه مجلس الشعب في 14 آذار (مارس) أغلق الباب عملياً على احتمال ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج، إذ يشترط ان يكون المرشح الى الانتخابات مقيماً في سورية في شكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية.

ومن الشروط الأخرى للترشّح في القانون الجديد، أن يكون المرشح حاصلاً على تأييد خطي من 35 عضواً من مجلس الشعب السوري.

ونشرت وكالة الأنباء السورية (سانا) نبذة عن حجار، ذكرت فيها أنه انتسب في سن مبكر عام 1984 إلى “الحزب الشيوعي السوري”، ثم أصبح سكرتيراً للمكتب الفكري في حلب، وانشق عن الحزب عام 2000 وشكل قيادة مؤقتة للشيوعيين في حلب.

وأشارت إلى أنه أسس في العام 2003 مع عدد من القيادات الشيوعية “اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين” وكان أحد قادتها.

وخاض حجّار انتخابات مجلس الشعب عن مدينة حلب عام 2007 ولم ينجح واحتج رسمياً على النتائج، وفي خضم الأزمة في سورية خاض انتخابات مجلس الشعب في العام 2012 عن مدينة حلب ضمن قائمة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير ليفوز محققاً المرتبة الثانية في عدد الأصوات بين مستقلي المدينة.

وحجّار متزوّج وله ابنة واحدة وهو من مواليد حلب عام 1968، حاصل على دبلوم دراسات لغوية عليا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة حلب، وولد في حي البياضة، أحد أحياء حلب القديمة لأسرة حلبية اشتهرت بتاريخها العريق في الإفتاء والتأليف في العلوم الدينية والشرعية وتدريسها.

لكن من غير المرجح أن يشكل حجار تحدياً حقيقياً للأسد الذي من المتوقّع أن يفوز في الانتخابات التي ستجري في الثالث من حزيران (يونيو) المقبل.

بلير يدعو إلى تسوية مع الأسد

بريطانيا – يو بي أي

دعا رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى تسوية مع الرئيس السوري بشار الأسد.

ونسبت صحيفة “دايلي ميل”، اليوم الخميس إلى بلير قوله في مقابلة إذاعية “نحن الآن في وضع يمثّل فيه بقاء الرئيس الأسد وتولي المعارضة السلطة خيارات سيئة، فالأول مسؤول عن خلق الوضع الراهن في سوريا.. وحقيقة أن هناك الكثير من التشققات والمشاكل داخل المعارضة جعلت الناس يشعرون بالقلق الآن من أي حل يمثّل انتصاراً صريحاً لكلا الجانبين”. واعتبر بلير أن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو “التوصل إلى أفضل اتفاق ممكن حتى لو كان ذلك يعني بقاء الأسد في الحكم لفترة موقتة”. واضاف “في حال لم تكن هذه التسوية مقبولة من الأسد، يتعين علينا عندها النظر في اتخاذ تدابير فاعلة لمساعدة المعارضة وإجباره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، بما في ذلك فرض مناطق حظر جوي ووقف دعم الجماعات المتطرفة في سورية من قبل دول الجوار”. وفيما حذّر بلير من أن بريطانيا “ستدفع ثمناً باهظاً جراء عدم تدخلها في سورية”، أقرّ بأنه “يفهم تماماً الأسباب التي تجعل الناس في بريطانيا يعارضون هذا التدخل”. وقال إنه “يؤيد شخصياً التدخل في سورية ولكن ليس على نطاق واسع يقتضي نشر قوات بريطانية على الأرض أو أي شيء من هذا القبيل”، ويرى أنه “كان بالإمكان خلق وضع قبل عامين يؤدي إلى حل متفائل وممكن في سورية”. وأضاف “نواجه الآن وضعاً يملي علينا واحداً من خيارين سيئين للغاية، بقاء الأسد في السلطة ودعم معارضة منقسمة”.

المرصد السوري: مقتل 21 شخصاً في قصف جوي شمال سورية

بيروت – أ ف ب

قتل 21 شخصاً على الاقل من بينهم ثلاثة أطفال اليوم الخميس في غارة جوية استهدفت بلدة تقع في ريف حلب، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتندرج هذه الغارات في اطار سلسلة العمليات المستمرة التي ينفذها السلاح الجوي للقوات النظامية منذ 15 كانون الاول (ديسمبر)، وتشمل مساحات شاسعة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب وريفها. واسفرت هذه الغارات، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل المئات، معظمهم من المدنيين، كما أجبرت آلاف الأسر على النزوح من منازلهم. وقال المرصد اليوم الخميس “بلغ عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطيران الحربي صباح اليوم منطقة السوق في بلدة الاتارب، 21 شخصا من بينهم ثلاثة اطفال”، مشيرا الى ان “العدد مرشح للارتفاع لوجود جرحى إصاباتهم خطيرة”.

كما قصف الطيران المروحي “بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة تل رفعت” القريبة، وفق المرصد نفسه. وبث ناشطون اشرطة فيديو تبين مشاهد الفوضى بعد القصف، وتظهر فيها جثث وسط أكوام من الحطام. كما اظهرت لقطات اخرى، امرأة ترتدي سترة جلدية سوداء وحجاباً أبيض تصرخ وهي تنحني فوق جثة أحد أقاربها. ووزع نشطاء في محافظة حلب صورا لرجل ينظر إلى طفل بترت ساقه، ولا يستطيع التأكد ما إذا كان الطفل حيا أو ميتا. وعزا احد الناشطين من مدينة حلب واسمه ابو عمر “ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين لأن القصف استهدف السوق” الذي عادة ما يكون مكتظا. واضاف ان القوات النظامية تستهدف المدنيين “الذين يؤيدون الثورة” ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وتشهد احياء مدينة حلب منذ صيف العام 2012، معارك يومية بين نظام الرئيس بشار الاسد ومقاتلي المعارضة. ويتقاسم الطرفان السيطرة على المدينة التي كانت العاصمة الاقتصادية للبلاد قبل اندلاع النزاع منذ ثلاثة اعوام، بينما يسيطر مقاتلو المعارضة على الجزء الاكبر من ريف المحافظة. ونددت منظمات دولية عدة بحملة القصف الجوي على حلب والتي تؤدي إلى مقتل مدنيين. يذكر أن حركة احتجاجية ضد النظام السوري بدأت في منتصف آذار (مارس ) 2011 بتظاهرات سلمية ومطالبة بإصلاحات، ثم بتغيير النظام. وما لبثت ان تطورت، تحت وطأة القمع الذي ووجهت به، الى نزاع مسلح أودى بحياة اكثر من 150 الف شخص.

مرشح ثان الى الانتخابات الرئاسية في سورية

دمشق – أ ف ب

تقدم وزير سابق وعضو سابق في مجلس الشعب السوري اليوم الخميس بطلب ترشحه الى الانتخابات الرئاسية، في وقت تجري التحضيرات على قدم وساق للعملية الانتخابية المقررة في الثالث من حزيران (يونيو).

واعلن رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام في جلسة علنية بث وقائعها التلفزيون الرسمي انه تبلغ “من المحكمة الدستورية العليا طلباً من السيد حسان ابن عبد الله النوري، من مواليد دمشق 1960 بتاريخ 24 نيسان (ابريل)2014 اعلن فيه ترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية مع الوثائق المرفقة به”، مشيراً الى ان “طلبه قيد لدينا في السجل الخاص تحت الرقم 2 تاريخ 24 نيسان (ابريل) 2014”. واضاف اللحام نقلاً عن الطلب “استناداً لاحكام دستور الجمهورية العربية السورية وقانون المحكمة الدستورية العليا وقانون الانتخابات العامة، نعلمكم بواقعة ترشيح السيد حسان ابن عبد الله النوري نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية العربية السورية ليتسنى للسادة اعضاء مجلس الشعب اخذ العلم بذلك وممارسة حقهم الدستوري اذا رغبوا بتاييد المرشح المذكور”. وتقضي الفقرة الثالثة من المادة الخامسة والثمانين من الدستور الذي تم الاستفتاء عليه في شباط (فبراير) 2012 بأن “لا يقبل طلب الترشيح إلا إذا كان طالب الترشيح حاصلاً على تأييد خطي لترشيحه من خمسة وثلاثين عضواً على الأقل من أعضاء مجلس الشعب، ولا يجوز لعضو مجلس الشعب أن يمنح تأييده إلا لمرشح واحد”. واشار التلفزيون السوري الى ان النوري شغل منصب وزير دولة لشؤون التنمية الادارية من عام 2000 ولغاية 2002، وكان امين سر غرفة صناعة دمشق. ثم انتخب عضواً في مجلس الشعب. ويرأس النوري “المبادرة الوطنية للارادة والتغيير”، وهو تشكيل من المعارضة السورية في الداخل المقبولة من النظام. وهو طلب الترشح الثاني بعد طلب عضو مجلس الشعب السوري ماهر حجار الاربعاء الذي سجل كاول طلب ترشح الى الانتخابات الرئاسية. وانتخب حجار عضواً في مجلس الشعب في الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 2012 ضمن قائمة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير المعارضة (المقبولة من النظام) والممثلة في الحكومة السورية.

تدمير 88% من الترسانة الكيميائية السورية ومطالب بالتحقيق في استخدام غاز الكلور

نيويورك – علي بردى

طالب أعضاء مجلس الأمن أمس بإجراء تحقيق في الإدعاءات عن استخدام غاز الكلور في بلدات سورية، علماً أن دمشق أنجزت تدمير أكثر من 88 في المئة من ترسانتها من الأسلحة والمواد الكيميائية.

وعقب جلسة لمجلس الأمن استمع خلالها الى احاطة من المنسقة الخاصة للمهمة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيغريد القاق عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، أفادت رئيسة المجلس للشهر الجاري المندوبة النيجيرية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة جوي أوغوو أن “القاق وصفت تجدد وتيرة نقل المواد الكيميائية بأنه أمر إيجابي وضروري لضمان احراز التقدم للوفاء بالموعد النهائي المحدد في حزيران 2014”. وأضافت أن “الحفاظ على الزخم الحالي قد يمكن سوريا من إتمام عملية التخلص من مواد الأسلحة الكيميائية خلال الأيام المقبلة”. وقالت: “شجع أعضاء مجلس الأمن المهمة المشتركة على مواصلة الانخراط مع السلطات السورية للحفاظ على الزخم لإكمال عملية التخلص من تلك المواد”. وأبدوا “تفاؤلاً بإمكان إتمام المهمات المحددة للتخلص من المواد الكيميائية بحلول 27 نيسان الجاري”. غير أنهم أبدوا “قلقاً بالغاً من التقارير التي تدعي استخدام غاز الكلور في بعض البلدات، مما أدى الى سقوط قتلى ومصابين. ودعوا الى إجراء تحقيق في تلك الحادثة”.

ورداً على سؤال عما إذا كان المجلس سيتخذ إجراء ما حيال استخدام غاز الكلور، قالت إن “مجلس الأمن لا يزال في انتظار التحقق من صحة تلك التقارير”.

وقال المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري إن “الحكومة السورية تنفي نفياً قاطعاً استخدام الجيش السوري أو قوى الأمن السورية غاز الكلور… نحن عضو كامل العضوية في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. ونحن نعمل بجدية فائقة وتعاون جدي مع الأمم المتحدة لتدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية في سوريا”. وأضاف أن “هدف هذه الإدعاءات الصادرة عن واشنطن وغيرها هو التغطية على التحضيرات الناجحة لإجراء الإنتخابات الرئاسية في سوريا”. وأكد أن الحكومة السورية لم توجه أي اتهام الى أي شخص باستخدام غاز الكلور.

عشرات الضحايا بالهاون على دمشق.. وغارات جوية على المليحة

باريس تتحرّك ضد “الجهاديين” و”النصرة” تصنّع أسلحتها

سقط المزيد من الضحايا بسبب قذائف الهاون التي تساقطت على دمشق ومحيطها، فيما شن طيران الجيش السوري غارات جوية مكثفة على بلدة المليحة في الغوطة الشرقية. وفيما اعلنت “جبهة النصرة” إنشاء مؤسسة للتصنيع الحربي، كانت باريس تتناقض مع سياستها السورية، اذ اعلنت امس عن إجراءات لمواجهة عودة “الجهاديين” الفرنسيين الذين يقاتلون في سوريا، على الرغم من أنها احد ابرز الدول الداعمة للمسلحين و”الائتلاف الوطني” المعارض الذي كان رئيسه احمد الجربا يُنهي زيارة إلى جدة طلب خلالها من المسؤولين السعوديين تزويد المقاتلين بأسلحة “نوعية”.

واستمر تساقط قذائف الهاون على دمشق وريفها حاصدة المزيد من القتلى والجرحى. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن ستة قتلى، بينهم اطفال، الى جانب 32 جريحاً، سقطوا في قصف بالهاون على جرمانا في ريف دمشق. كما أصيب 8 مواطنين بقذائف هاون سقطت على باب توما والقصاع ومخيم اليرموك.

وأشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إلى أن “القوات السورية قصفت بلدة المليحة، فيما شن الطيران الحربي 10 غارات على المنطقة، التي تدور فيها اشتباكات ضارية بين القوات السورية ومسلحين من جبهة النصرة وكتائب إسلامية”.

ولم يكد مجلس الشعب (البرلمان) السوري يعلن فتح باب الترشح إلى الانتخابات الرئاسية في 3 حزيران المقبل، حتى تقدم النائب ماهر عبد الحفيظ حجار بطلب ترشحه إلى الانتخابات، فيما حمّلت وزارة الخارجية السورية الأمم المتحدة ومبعوثها الأخضر الإبراهيمي مسؤولية عرقلة مفاوضات “جنيف 2” بين الحكومة و”الائتلاف”، ورفضت تدخل أي “جهة خارجية” في إجراء الانتخابات الرئاسية مؤكدة أنه “قرار سيادي”.

وفي باريس، كشف وزير الداخلية الفرنسي برنار كازانوف بشكل مفصل عن مجموعة إجراءات لمنع الفرنسيين من الانضمام إلى المقاتلين في سوريا. وتقدر باريس أعداد الفرنسيين الضالعين، بشكل مباشر أو غير مباشر، في الحرب السورية بحوالي 700 مقاتل.

وقال كازانوف، بعد اجتماع لمجلس الوزراء، “هناك عناصر قمعية تهدف إلى تفكيك الشبكات التي تجعل بلدنا في خطر، كما أن هناك عملاً وقائياً”، مضيفاً أن الإجراءات الجديدة قد تصل إلى حد تجريد فرنسيين من الجنسية. وسيجري تشجيع أولياء الأمور على الإبلاغ عن أي سلوك مريب لأبنائهم، وعدم السماح للقصّر بمغادرة البلاد من دون موافقة أولياء أمورهم، وإرسال أسماء الذين يكتشف أنهم يسافرون للقتال إلى باقي دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى توجيه اتهامات جنائية بالانتماء إلى منظمة إرهابية للعائدين من القتال في سوريا. كما سيتم تعزيز مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي التي تجنّد المقاتلين وتجميد أصول من يقفون وراءها.

وحذرت السلطات الهولندية من أن المتشددين العائدين من سوريا يمثلون تهديداً أمنياً لأوروبا، مشيرة إلى أن حوالى 100 هولندي انضموا إلى “النصرة” وتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش). وقال وزير الداخلية رونالد بلاستيرك إن “هولندياً واحداً سافر من سوريا إلى العراق قبل أن ينفذ هجوماً انتحارياً، ونفذ آخر تفجيراً انتحارياً بسيارة في سوريا”.

وأعلن حساب “النصرة”، على “تويتر”، عن اسم إنشاء ما أسمته “مؤسسة بأس للتصنيع والتطوير الحربي”. واعتبر مصدر مقرّب من الجبهة أن المؤسسة تشكل “نقلة نوعية في مجال التطوير والإنتاج الحربي القائم على أسس علمية مؤسسية لم تشهدها الساحات من قبل”. (تفاصيل صفحة 10)

وفي أيلول الماضي كشفت “النصرة” عن وجود مؤسسة للصناعات الحربية، حيث أشار مسؤول في الجبهة إلى أنها “تعمل على قدم وساق لإنتاج ما يلزم من السلاح والذخائر لإمداد المعركة المستعرة، وحتى تستمر عجلة الجهاد على أرض الشام”. وتتمثل فائدة هذه الصناعات في أنها تقلل من حجم “النصرة” على الدعم الخارجي، وخشية من انقطاع الدعم الخارجي، وعدم ثقتها بالفصائل “الجهادية” التي تتحالف معها اليوم.

(“السفير”، ا ف ب، ا ب، رويترز)

النصرة” تعزز قدراتها في سوريا: مؤسسة للتصنيع والتطوير الحربي!

عبد الله سليمان علي

في خطوة تشير إلى تنامي قدراتها وخبراتها من جهة، وتعكس تخوفها من عدم ديمومة الدعم الخارجي من جهة أخرى، أعلنت “جبهة النصرة” إنشاء ما أسمته “مؤسسة بأس للتصنيع والتطوير الحربي”.

ومن المتوقع أن تزيد خطوة “النصرة” من تدهور الوضع الأمني في سوريا، كما أنها قد تحوّل البلاد إلى حقل تجارب لها، سيكون المدنيون أكثر المتضررين منه.

وأعلن حساب “جبهة النصرة”، على “تويتر”، عن اسم “بأس”، مشيراً إلى أن عمل المؤسسة وتفاصيله سينشران قريباً، إلا أن مصدراً مقرباً من “جبهة النصرة” قال، لـ “السفير”، إن مؤسسة “بأس” تشكل “نقلة نوعية في مجال التطوير والإنتاج الحربي القائم على أسس علمية مؤسسية لم تشهدها الساحات من قبل”، مشيراً إلى أن هذا العمل “بعيد كل البعد عن ورش الصبغ والتلوين” التي تقوم بها بعض الورش التابعة لفصائل أخرى، مدّعية أنها تقوم بالصناعة والتطوير.

وتأتي مؤسسة “بأس” ضمن مشروع بدأت به “جبهة النصرة” منتصف العام الماضي تقريباً، وتضمن صناعة بعض أنواع الأسلحة والذخائر اعتماداً على آلات ومعدات استولت عليها من المصانع والمعامل في مناطق سيطرتها.

وفي أيلول الماضي كشفت “النصرة” عن وجود مؤسسة للصناعات الحربية باسم “مؤسسة التصنيع والتطوير الحربي”، حيث أشار مسؤول في الجبهة إلى أن “مؤسسة التصنيع والتطوير الحربي تعمل على قدم وساق لإنتاج ما يلزم من السلاح والذخائر لإمداد المعركة المستعرة، وحتى تستمر عجلة الجهاد على أرض الشام”.

وأضاف المسؤول، في حديث مع “مؤسسة المنارة”، الذراع الإعلامية لـ “النصرة”، أن “المؤسسة تنتج اليوم الكثير من مدافع الهاون بعياراتٍ مختلفة مع قذائفها، إلى الكواتم وقطع غيار لبعض الأسلحة، وقواعد بعض المدافع الرشاشة إلى مخازن كلاشينكوف والعبوات والصواعق وغيرها، هذا بالإضافة إلى الصواريخ وعلى رأسها صواريخ فيصل 1″.

تجدر الإشارة إلى أن أول استخدام لـ”صواريخ فيصل” كان في القصف على العديد من قرى ريف اللاذقية ضمن غزوة “العين بالعين” التي أطلقها زعيم “النصرة” أبو محمد الجولاني، وقال إنها رد على قصف الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية.

ومن المتوقع أن تكون “النصرة” قد استطاعت إدخال تعديلات جديدة على القذائف والصواريخ التي تقوم بصناعتها، سواء من حيث المدى أو من الفاعلية، لاسيما أنها طوّرت خلال الفترة الماضية “فيصل 1” ليصبح “فيصل 2” مع مدى جديد بلغ أكثر من 10 كيلومترات.

ولكن أيّاً تكن القدرات والخبرات التي استحصلت عليها “جبهة النصرة” في مجال التصنيع الحربي، فهي تبقى قدرات وخبرات محدودة لا تمكنها من إحداث قفزة نوعية في ترسانة الأسلحة التي تمتلكها. لكن فائدة هذه الصناعات، التي تحرص “النصرة” على القيام بها، تتمثل في أنها تقلل من حجم اعتمادها على الدعم الخارجي، خصوصاً ما يتعلق بالذخائر البسيطة، مثل طلقات البنادق والرشاشات وبعض القذائف الصاروخية.

ولا يستبعد أن يكون حرص “جبهة النصرة” على تطوير مقدراتها في الصناعة الحربية نابعاً من خشيتها أولاً من انقطاع الدعم الخارجي، لاسيما بعد قرار السعودية اعتبارها تنظيماً إرهابياً، وهو قرار من شأنه، في حال تنفيذه بجدية، أن يحرم “النصرة” من نسبة كبيرة من تدفق الدعم المالي والعسكري الذي كانت تحظى به خلال الفترة الماضية، وثانياً عدم ثقتها بالفصائل “الجهادية” التي تتحالف معها اليوم، مثل “أحرار الشام” و”جيش الإسلام”، خصوصاً في ظل توقعات بأنه سيكون لإعفاء الأمير بندر بن سلطان من منصبه كرئيس للاستخبارات السعودية تداعيات على خريطة التحالفات القائمة بين هذه الفصائل، وبالتالي تدرك “النصرة” أن الكثير من طرق الإمداد ومصادر التمويل والدعم قد تغلق أمامها في مقبل الأيام، لذلك تحاول استباق ذلك من خلال تأسيس بنية تحتية تتيح لها، على الأقل، صناعة الحد الأدنى من الذخائر والأسلحة التي تحتاج إليها.

الأسد يتهم الغرب بمحاولة فصل العروبة عن الإسلام ويدعو إلى مواجهة التطرف بالاعتدال

دمشق- (يو بي اي): اتهم الرئيس السوري بشار الأسد الغرب بمحاولة فصل العروبة عن الاسلام ودعا الى مواجهة الارهاب والتطرف بالاعتدال.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الخميس عن الأسد قوله خلال استقباله مجموعة من رجال الدين الأربعاء “أن لرجال الدين دورا أساسيا في تكريس المفاهيم الصحيحة في مواجهة المصطلحات الخاطئة لأن من أخطر ما تتعرض له منطقتنا والعالم الإسلامي عموما محاولات الغرب ضرب العقيدة والايديولوجيا في مجتمعنا من خلال التغيير التدريجي للمصطلحات”.

وأضاف “أهم مثال على ذلك محاولة فصل العروبة بمفهومها الإنساني والحضاري لا العرقي عن الإسلام ما من شأنه أن يخلق حالة من عدم الاستقرار على المستويين السياسي والاجتماعي”.

وقال الأسد إن “الآفة التي أصابت العالم الإسلامي هي آفة الإسلام السياسي وسقوطه أعاد الإسلام إلى دوره الطبيعي”.

وقال “أن مواجهة التطرف والإرهاب لا يكون فقط عبر إدانتهما وتفنيدهما بل من خلال ترسيخ مبادئ الدين الصحيح المعتدل القائم على الأخلاق والفهم العميق للإسلام ومن خلال تجديد الفكر الديني بما يتماشى مع تطور المجتمع عبر استخدام العقل والمنطق والحوار المنفتح على الآخر والمبني على أساس الإقناع لا التخويف”.

الصين تحقق في تقارير عن استخدام كلور صيني في هجوم

سوريا: نائب شيوعي سيتنافس مع الاسد وبوادر خلاف بين ‘النصرة’ و’الحر’

عواصم ـ وكالات ـ ‘القدس العربي’: تقدم عضو في مجلس الشعب السوري بأول طلب للترشح الى الانتخابات الرئاسية السورية المزمع اجراؤها في الثالث من حزيران/يونيو، حسبما ذكر رئيس المجلس محمد جهاد اللحام.

وذكر اللحام في بث مباشر نقله التلفزيون الرسمي ‘ورد من المحكمة الدستورية استنادا لطلب من عضو مجلس الشعب ماهر عبد الحفيظ حجار من مواليد حلب عام 1968 اعلن فيه عن ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية العربية السورية مع الوثائق المرفقة له وقيد طلبه لدينا في السجل الخاص تحت رقم-1 بتاريخ 22 نيسان/ابريل 2014′.

وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن حجار عضو سابق بالحزب الشيوعي السوري وانتخب لعضوية مجلس الشعب عن مدينة حلب في شمال البلاد في عام 2012 ضمن قائمة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، التي يرأسها الوزير السابق قدري جميل، الذي ينادي بالتغيير تحت ادارة الرئيس السوري بشار الأسد.

جاء ذلك فيما قال ناشطون معارضون للنظام السوري، امس الأربعاء، إن بوادر شقاق جديد بدأت بين الجيش الحر وحليفته جبهة ‘النصرة’، مشابهة للتي وقعت مؤخراً بين الاثنين من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ على الجهة المقابلة.

وقال الناشط الإعلامي محمد الديري من مدينة دير الزور شرقي سوريا، وهو اسم وهمي اختاره خوفاً من ملاحقة ‘النصرة’ له، إن جبهة ‘النصرة’ اعتقلت، أمس الثلاثاء، 4 ناشطين مناهضين للأسد ‘على خلفية انتقادهم للتضييق الذي تمارسه الفصائل الإسلامية على سكان المناطق التي تتواجد فيها’.

وأشار الديري إلى أن اعتقال الناشطين الأربعة جاء بالتزامن مع قيام ‘النصرة’ باعتقال عدد من الرجال والنساء بســــبب مشاركتهم في عرس جماعي مختلط (يضم رجالاً ونساء) فـــي المديــــنة، تحت بند أن ذلك يتنافى مع التعاليم الدينية والإيقـــاع الذي يعمل التنظيم على فرضه في المناطق الــتي يوجد فيها.

من جهته، حذّر أمجد حمادة وهو ناشط إعلامي آخر من مدينة دير الزور، من أن المعطيات التي حصلت بالأمس مشابهة للتي سبقت اندلاع الاشتباكات بين الحر وكتائب إسلامية أخرى ضد ‘داعش’ نهاية العام الماضي، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى من الطرفين وطرد الأخير من معظم مناطق دير الزور التي كانت تعد معقلاً أساسياً له.

الى ذلك قالت وزارة الخارجية الصينية امس الأربعاء إنها تحقق في تقارير بأن اسطوانة كلور عليها اسم الصين ظهرت في تقارير تلفزيونية يعتقد أنها توثق هجوما بالغاز وقع في سوريا في وقت سابق هذا الشهر.

وتحمل الهجمات التي وقعت في عدة مناطق في سوريا هذا الشهر سمات مشتركة قادت محللين للاعتقاد أن هناك حملة منسقة للقصف باستخدام الكلور وذلك في وجود أدلة متزايدة على أن الجانب الحكومي هو الذي يستخدم هذه الأسلحة.

ورفع نشطاء معارضون فيديو على الإنترنت لأشخاص يختنقون وتوضع لهم أنابيب أوكسجين للتنفس عقب ما قالوا إنه إلقاء لقنابل من طائرات هليكوبتر في 11 و12 نيسان/ أبريل في قرية كفر زيتا الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين غانغ في افادة صحافية دورية ‘نعارض إنتاج واستخدام الأسلحة الكيمياوية. وفي هذا الأمر نحن حريصون ومسؤولون. وعلى المستوى المحلي لدينا قوانين وقواعد تخص هذا الأمر. ولدينا نظام إشراف.’

جبهة النصرة’ اشتبكت مع مجموعة لـ’داعش’ لمنعها من تحطيم تمثال السيدة العذراء في معلولا

وائل عصام ومحمد الزهوري

حلب ـ انطاكيا ـ ‘القدس العربي’ نفى قيادي إسلامي لإحدى مجموعات المعارضة التي قاتلت في معلولا الإتهامات التي وجهتها راهبة مسيحية في إذاعة الفاتيكان لمجموعات إسلامية بصلب مسيحيين اثنين لرفضهما نطق الشهادة في معلولا.

وقال القيادي لـ’القدس العربي’، ‘أول اقتحام معلولا كان في تقريبا 30 مدني معظمهم من كبار السن، ونزحوا على قرية ‘جب عدين’ المجاورة، وكل الشباب ما شافوا غير الراهابات’.

وقال إنه وقعت في معلولا بعض أعمال التخريب في بعض دور العبادة المسيحية من طرف بعض المجموعات المرتبطة بداعش لكن المقاتلين المنتمين لمدينة معلولا من المنضوين في جبهة النصرة وكتائب القلمون وضعوا حدا لهذه الممارسات.

وتوجد في معلولا نسبة من السكان المسلمين السنة الذين انتمى بعض شبابهم الى المجموعات الإسلامية التي شاركت في اقتحام معلولا، وكان لهؤلاء الدور الأبرز في منع التعديات على المواقع الدينية المسيحية في مدينتهم إذ تربطهم بالسكان المسيحيين علاقة جوار، كما أنهم تكفلوا برعاية الراهبات اللاتي احتجزن قبل إطلاقهم في صفقة تبادل.

ومن ضمن الإعتداءات التي أقر ناشطون بوقوعها تحطيم تماثيل صغيرة بلغ عددها خمسة في أنحاء متفرقة في معلولا، ولكن القيادي أكد أن جبهة النصرة ومجموعات من مقاتلي القلمون منعوا مجموعة مرتبطة بداعش من تدمير التمثالين الرئيسيين في معلولا،

وأضاف القيادي كاشفا تفاصيل المواجهات مع داعش في معلولا، ‘لقد وقعت صدامات بين جبهة النصرة ومقاتلين معتدلين من جهة وبين مجموعة مرتبطة بداعش ينتمي معظمهم للمغرب العربي،عندما حاولت مجموعة داعش تحطيم تمثال السيدة العذراء الكبير المطل على مدخل معلولا عند فندق السفير، وصعدوا إليه حاملين معهم المعاول والفؤوس لهدم التمثال، وسرعان ما لحقتهم مجموعة من النصرة وكتائب القلمون لتمنعهم، قبل أن يتطور الأمر الى مشادات كلامية حيث أصرت مجموعة داعش على (تحطيم أوثان الكافرين)’.

بينما أصر مقاتلو القلمون على أن ‘حماية دور العبادة المسيحية هو واجب شرعي وهو من حقوق أهل الكتاب’ وضربوا مثلا عمر بن الخطاب عندما أعطى العهدة العمرية وغيرها.

ولكن عناصر داعش أصروا على موقفهم مما أدى الى اشتباك بالأيدي ثم إطلاق نار بالهواء لإبعاد مقاتلي داعش، وفي اليوم التالي عاد مقاتلو داعش لتدمير التمثال الآخر الكبير في معلولا للسيد المسيح ولكن تكرر نفس الأمر وتم منعهم من تحطيمه.

وبعد هذين الحادثين اتفقت الكتائب على منع مقاتلي داعش من دخول المدينة تجنبا لمحاولات جديدة منهم للإعتداء على المواقع المسيحية، وتم إبلاغهم بالتواجد فقط على أطراف معلولا قبل مدخل المدينة الرئيسي

وفعلا خرجت مجموعة المقاتلين التابعة لداعش ولكن قبل خروجها بساعات قامت بالهجوم على محلات بيع الخمور والبارات وتحطيمها وتكسير زجاجات المشروبات الكحولية، قبل أن يتوجهوا الى محلات بيع آلات الموسيقية الخاصة بالكشافة ‘كشافة شبيبة البعث’ وحطمت الطبول والآلات الموسيقية، وعلق أحد المقاتلين الإسلاميين من معلولا ‘لقد حطم جزءا من ذاكرتنا أثناء الطفولة عندما كنا نحتفل في عيد كشافة كل عام، جيد أنهم غادروا المدينة قبل أن نشتبك معهم أكثر من ذلك’.

وهذه ليست الحادثة الأولى التي تقع فيها مواجهة بين داعش والنصرة بسبب حماية مواقع مسيحية، ففي الرقة وقبل سيطرة داعش الكاملة عليها وقعت مصادمة بين مجموعة تابعة لجبهة النصرة يقودها أميرها الحضرمي ومجموعة من داعش اشتكى بعض سكان الرقة أنها تنوي اقتحام كنيسة الشهداء وسط الرقة، ونجحت مجموعة النصرة في إبعاد المجموعة وقال الحضرمي قائد النصرة وقتها إن الأماكن المقدسة للمسيحيين هي ‘أمانة يجب حمايتها’، ولم تمض أسابيع حتى سيطرت داعش على الرقة وحولت كنيسة الشهداء الى مكتب دعوي، قبل أن تقوم بقتل زعيم النصرة أبو سعد الحضرمي في مواجهات وقعت في دير الزور قبل أيام، ويؤكد الصحافي عمر الهويدي من الرقة أن الحضرمي سبق أن اعتقل عند داعش لانتقاده ممارساتها ومنها الإعتداء على الكنائس.

وكانت راهبة تدعى رغد قالت في باريس إن مسيحيين في سوريا تعرضوا لأعمال قتل وساقت تلك الحادثة، لكن منظمة ‘سوريون مسيحيون’ المعارضة للنظام أصدرت بيانا كذبت فيه الراهبة بل وشككت في هويتها وانتمائها الى ‘الرهبنة’، واتهمتها بأنها تعمل وفق أجندة النظام لتخويف الأقليات وفق البيان الذي جاء فيه أيضا ‘تدعي رغد أنها كانت تدير المدرسة البطريركية في دمشق دون أن تذكر في أي عام كانت تدير هذه المدرسة، وهل هذه المدرسة موجودة فعلا؟، هذه السيدة هي كفاديا اللحام (أغنيس مريم) مرتبطة بشكل أو بآخر بدوائر المخابرات السورية التي تحاول تحويل المسيحيين من مواطنين الى سلعة يتاجرون بها’.

وأضافت منظمة ‘مسيحيون سوريون’، ‘أنه من المؤسف حقا أن بعض وكالات الأنباء صدقت هذه السيدة ورددت روايتها في وسائل الإعلام’.

عائلة امرأة شيعية تمنعها من العودة إلى زوجها السني في ريف حلب الشمالي

ياسين رائد الحلبي

عندان ـ ريف حلب ـ ‘القدس العربي’ الطائفية في سوريا وصلت آثارها إلى البيت العائلي الواحد فقد دخلت الأزمة السورية عامها الرابع، وما يزال النزاع الطائفي يتسع مع تقدم أحداث الثورة السورية.

نبل والزهراء مدينتيين شيعيتين تقعان في الريف الشمالي في حلب ويقع بمحطيهما عشرات القرى السنية بالإضافة الى القرى الكردية التي وقفت من الثورة على الحياد.

مدينتي نبل والزهراء مثال على الإقتتال الطائفي في سوريا فقد كانت قبل الثورة العلاقة بين هاتين المدينتين ومحيطهما من القرى السنية علاقة الشعب الواحد، وما أن بدأت الثورة حتى اختلفت العلاقات رأساً على عقب.

أحد المواطنين من بلدة حيان في الريف الشمالي والذي رفض أن يعطي إسمه وفضل أن يقال عنه ‘أبو محمد’، يقول ‘قبل أحداث الثورة تزوجت من مدينة نبل وكانت امرأتي شيعية، ولم تكن لدينا أي مشكلة في ذلك الإختلاف وأنجبنا أطفال وكانت علاقتنا ممتازة كأي زوج وزوجة دون وجود أي اختلافات، ولكن مع بداية الثورة السورية بدأ النظام السوري بإشعال الفتيل الطائفي والقتل الممنهج والقصف المركز على المدن السنية دون العلوية والشيعية والإعتقالات والمجازر بحق السنة’.

ومع بروز الدور المؤيد وانخراط المدن الشيعية والعلوية مع النظام السوري ضمن الصراع القائم في سوريا فقد أصبح العداء الطائفي بين القرى السنية والشيعية بارزاً في غالب القرى وأولها في حمص وريف حماة.

أما في حلب فقد كانت الأوضاع مختلفة فكان هناك هدوء حذر بين القرى السنية وبين نبل والزهراء، وبعد محاولة النظام اقتحام الريف الشمالي وقطع المدينتين الطريق الرئيسي أمام الثوار وحوادث الخطف المتبادلة فقد بدأ اشتباك مسلح في محيط المدينتين بين الآونة والأخرى لكن دون انقطاع تام في العلاقات.

في أحد الأيام قررت زوجة أبو محمد زيارة أهلها فى مدينة نبل وذهبت مع طفلها الصغير ولم تعد لأكثر من يومين، يتابع أبو محمد رواية القصة ‘وعند اتصالي بها أبلغني أهلها أنها لن تعود الى بلدة تعمها الإرهابيين’ ويبتسم أبو محمد ويقول يقصدون الثوار، وبقيت زوجتي لديهم منذ أشهر، من هو الطائفي؟ ‘يقولها أبو محمد والعبوس على وجهه ‘ ‘الطائفي من يثور على الظلم ؟ ومن يثور للحرية ؟ أم الطائفي من يمنع امرأة من زوجها وطفل من أبيه لأنه سني!’.

قصة أبو محمد هي إحدى القصص الكثيرة في المجتمع السوري والتي فككت عائلات بأكملها وقسمت المجتمع الى مجتمعات كثيرة منها الكردي والسني والشيعي والمسيحي والدرزي والعلوي والمؤيد والمحايد والمعارض.

نبل والزهراء تحولت الى مدن تحيط بها جبهات قتال وتقع على الطرف السني نقاط المعارضة وعلى الطرف الشيعي نقاط تركز الشبيحة وعناصر من حزب الله اللبناني، ومن الجهة الغربية لتلك المدينتين تقع نقاط الأكراد التي يقتصر دورها على منع تسلل أي جهة للأخرى عبر الأراضي الكردية.

المشهد في محيط المدينتين شبيه بالمشهد السوري بشكل عام بين شيعي وسني وكردي، وأبو محمد حالة من مئات الحالات في المجتمع السوري.

الطائرات المروحية بدورها تقوم كل شهر بإلقاء دواليب سيارات تحتوي داخلها ذخيرة للشبيحة المتواجدين داخل المدينتين بالإضافة الى ذلك يلقي الطيران مع بدء الشهر الجديد ثلاث مظلات تحتوي على أموال لتوزع رواتب للشبيحة وعناصر حزب الله الذين تم تجنيدهم داخل المدينتين.

أهالي نبل والزهراء والقرى السنية لم تكن عندهم يوماً أي مشكلة في التعامل فيما بينهم، وفي إنشاء علاقات عائلية وصداقات مع أبناء الطوائف الأخرى في المجتمع السوري، ولكن مجريات الأحداث في الثورة السورية أخرجت الوجه الطائفي وأبعدت الوجه الإجتماعي عن المشهد السوري،

وما يزال الطرفان يحمل المسؤولية للآخر عن ما وصلت إليه سوريا من بعد الإقتتال الطائفي.

الأسد يحاول تعزيز شرعيته بـ”البلطجة والوحشية”..

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: وصفت صحيفة “التايمز″ البريطانية خطة الحكومة السورية عقد انتخابات في الثالث من حزيران/يونيو المقبل بأنها عملية اقتراع المزور. وقالت إن الإنتخابات ما هي إلا محاولة لتعزيز “موقع حاكم وحش وغير شرعي”.

وأشارت الصحيفة لرد الحكومات الغربية والولايات المتحدة على الإعلان بأنه سخرية من الديمقراطية. فالتصويت ليس إلا صورة عن ممارسات الحكام الشموليين الذين يبحثون عن مظهر من مظاهر الشرعية عبر التزوير والبلطجة.

وتعتبر إهانة للشعب السوري الذي قضى بشار الأسد السنوات الثلاث الماضية وهو يقوم بذبحه وإجباره على الخنوع.

وتضيف أنه منذ بداية التظاهرات السلمية قتل أكثر من 150.000 وتشرد الملايين في بلادهم والمنافي، “وأيا كان سبب ما حدث فالأسد يتحمل المسؤولية لأنه لجأ إلى القمع والقتل الجماعي وفضلهما على التفاوض، ومن هنا فالإنتخابات ليست إلا وسيلة لتعزيز النظام غير الشرعي عبر الإستفزاز والتهديد”.

وتضيف “كما كان متوقعا فقد انهارت المحادثات في جنيف التي عقدت في شباط /فبراير، وكانت الأطراف المشاركة مختلفة فيما بينها، ومنها حول مسألة استمرار الأسد في السلطة، ومرة أخرى فاللوم يقع وبشكل كامل على الأسد الذي وقف بعناد ضد أية ترتيبات لتشكيل حكومة انتقالية”.

مهزلة

وتشير أيضا إلى قرار الحكومة السورية الشهر الماضي عندما مررت قانونا اشترط على أي مرشح أن يكون ممن الذين يقيمون في سوريا منذ 10 أعوام. وعليه يستبعد هذا القانون المعارضة السورية في الخارج والمرشحين الذين هربوا من بلادهم نتيجة للقمع “ببساطة فلا يمكن عقد انتخابات حرة ونزيهة في وقت يقوم فيه النظام بطرد وقتل الناخبين، وعليه يمكن أن نصفها بالمهزلة التي تبدو كوميديا سوداء، وكما تبدو فهي شفافة ولكنها مقرفة”.

وصل بالتزوير

وتذكر الصحيفة بالطريقة التي وصل بها الأسد للسلطة من خلال حكم عائلته، بعد وفاة والده عام 2000 حيث قامت النخبة الحاكمة بتأمين وصوله. وأمن انتخابه مرة أخرى عام 2007 بنسبة 98′ .

ومع أن الأسد لم يعلن عن نيته الترشح لولاية ثالثة في التمثيلية الإنتخابية ولكن لا يوجد ما يشكك في عدم ترشحه.

و”حتى لو كانت هناك إمكانية لعقد انتخابات في مناطق تعرضت للقصف والتدمير، فسيكون من العبث أن تتم عملية انتخابية شرد فيها أكثر من 6 ملايين قد تحقق انتخابات حرة وتؤدي لنتيجة نزيهة، ولن يكون هناك أي مرشح جاد يواجه الأسد غير المرشحين الوهميين.

وتختم بالقول إن النزاع السوري عادة ما يشار إليه بالحرب الأهلية ولكنه في الحقيقة “يشبه الحرب في البوسنة في تسعينيات القرن الماضي حيث تم الهجوم على الناس من خلال نظام آبق، ولكن المخاطر لا تزال كبيرة، من ناحية الدور البارز الذي يلعبه المتشددون الإسلاميون في النزاع والثمن الإنساني الباهظ من خلال استخدام الأسلحة الكيميائية وغاز الأعصاب وواحد من هذه الهجمات يعتقد أنه غاز الكلورين والذي تم هذا الشهر على قرية بيد المتمردين قرب حماة، وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أيضا عن وجود أدلة ولكن لا يوجد دليل قاطع عن استخدام الأسلحة” مضيفة أن “الأسد قد فشل في الإلتزام بالمواعيد للتخلي عن ترسانته الكيميائية وهو قادر على استخدامها مرة أخرى، ويعرف انه لن يعاقب خاصة أن من يواجهه غرب ضعيف ويلقى دعما من روسيا” ومن هنا “فالإنتخابات هي جزء من حملة عدوان”.

سياسة فاشلة

وفي نفس السياق تقول صحيفة “واشنطن بوست” إن الأسد يشعر بنوع من الثقة ولهذا قام بتحديد موعد الإنتخابات التي ستجري بعد 6 أسابيع من الآن والتي ستمدد ولايته في الحكم لمدة 7 أعوام، ولماذا لا؟ تقول الصحيفة “فبعد ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية، تواصل القوات التابعة للحكومة تحقيق مكتسبات نوعية ضد جماعات المقاتلين على الأرض، وفي هذا الإسبوع تحدثت تقارير عن اقتراب القوات الحكومية من السيطرة على مدينة حمص، التي كانت تعتبر معقل الثورة، وعاد النظام لاستخدام الأسلحة الكيميائية بدون خشية من المحاسبة” في إشارة للهجوم على كفر زيتا وضربها بغاز الكلورين.

ومع أن الاسد يقوم بعرقلة وصول المواد الإنسانية لـ 4 ملايين مدني في تحد واضح لقرار مجلس الأمن الدولي لكن لا يوجد أي رد فعلي عليه. وترى الصحيفة أن الحكومة الأمريكية، القوة الوحيدة التي تملك الوسائل لإنهاء جرائم الأسد ضد الإنسانية التي تعبد الطريق أمام إعادة انتخاب الأسد للرئاسة لم يعد لديها استراتيجية واضحة، ففي 26 آذار/مارس الماضي ردت مساعدة وزير الخارجية آن باترسون على سؤال من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ حول سياسة الإدارة واعدة بتقديم شهادة سرية أمامهم، كما ووعد وزير الخارجية جون كيري بالأمر نفسه عندما طالبه النواب من الحزبين تقديم إجابات حول سوريا وذلك في 8 نيسان/إبريل.

ندرس الوضع

فيما اعترفت المتحدثة باسم الخارجية جينفر بساكي أن إعادة ترشيح الأسد نفسه يعتبر مخالفة للمحادثات المدعومة دوليا بين المعارضة والحكومة، وعندما سئلت عن هذه المحادثات إن كانت لا تزال حية أم لا؟ أجابت ” لا نزال نعمل من أجل تحديد الخطوات القادمة”.

وتحدثت عن “إشارات” استخدام النظام لغاز الكلورين، ولكنها ردت عندما سئلت عن الكيفية التي سترد فيها الولايات المتحدة قال “لا نزال نعمل على تحديد أحسن الآليات من أجل الوصول إلى الحقائق”.

وتضيف الصحيفة “من الصعوبة بمكان فهم بطء الإدارة في التحقيق في تقارير حول استخدام الأسلحة الكيميائية، فالحادث يقوض الإنجاز الوحيد للرئيس أوباما الذي يدعيه فيما يتعلق بسوريا أي تسليم وتدميرالعوامل الكيميائية التي يملكها النظام، وقد تم تدمير نسبة 80′ من الأسلحة، ويتوقع الخبراء أن يتجاوز النظام موعد 27 نيسان/إبريل ونقل ما تبقى من الأسلحة لخارج البلاد، ويضاف لهذا فغاز الكلورين ليس مشمولا بالإتفاق مع أن ميثاق حظر الأسلحة الكيميائية يمنع استخدامه في الحرب”.

ومع ذلك لم تكن الإدارة وبشكل كامل جامدة، ففي الأشهر القليلة الماضية وبضغط من السعودية وحلفائها في المنطقة قامت بزيادة وإن متواضعة للدعم العسكري السري الذي تقدمه للمقاتلين. وكانت مراسلة الصحيفة كارين يانغ قد أشارت لوصول صواريخ مضادة للدبابات واستخدمها المقاتلون، لكن الرئيس أوباما لا يزال يعارض إرسال صواريخ مضادة للطائرات كي يستخدمها المقاتلون لمنع الطائرات السورية من رمي البراميل المتفجرة على المناطق السكنية.

وفي المحصلة فزيادة الدعم العسكري لن يكون كاف لحرف ميزان الحرب لصالح المقاتلين، ولا لتحقيق هدف أوباما بإزاحة الأسد عن السلطة. وعندما سئلت بساكي إن كانت “أيام الأسد باتت معدودة”، أجابت بالتأكيد”نعتقد ذلك”، و”ربما تعول الإدارة على أن يقوم الأسد بالتنحي عن السلطة بعد إكماله فترته الرئاسية الثالثة- السبع سنوات القادمة”.

من حمص البداية

واللافت للإنتباه أو من المفارقات أن يبدأ الأسد “حملته الإنتخابية” في مدينة حمص التي جوعها كما تقول “التايمز″، حيث انتشرت فيها الملصقات التي علقت على البنايات المدمرة وتحمل صورته وعبارات “يدا بيد نبني سوريا الغد، مع القائد بشار الأسد”.

وتقدم الحكومة الإنتخابات باعتبارها الحل الوحيد للحرب الأهلية، وتقول إنها أي الإنتخابات قد تعزز شرعيته أو قد تعبد الطريق أمام رحيله إن خسر.

ونظرا لعدم وجود تاريخ للإنتخابات الديمقراطية في سوريا، يقول مراقبون إن الأسد قد يستخدم الإنتخابات لتعزيز شرعيته وأنه عاد للسيطرة على الحكم في البلاد التي خرج معظمها عن سيطرته. كما وتعطي الحملات الإنتخابية دفعة للحكومة كي تتقدم وتعيد السيطرة على ما تبقى من حمص وحلب. ويتوقع ناشطون داخل مدينة حمص أن تسقط البلدة القديمة بيد القوات الحكومية في غضون أيام، إن أخذنا حجم الهجوم وضراوة القصف على المئات من المقاتلين الذين ظلوا داخلها ومنذ أكثر من 18 شهرا.

وتعتقد مراسلة صحيفة “نيويورك تايمز″ أن مدينة حمص تبرز وكأنها نقطة تحول في تشكيل مستقبل سوريا. وتقدم الكاتبة مظهرا عن المدينة التي يواجه فيها المقاتلون المعارضون للنظام معركتهم الأخيرة “فقد استعادت الحكومة حي باب السباع من المقاتلين قبل عام تقريبا، لكن قلة من سكانه وهم مزيج من المسيحيين والمسلمين السنة عادوا إليه، ويقول مؤيدو الحكومة همسا إن المقاتلين قد يعودون ثانية، أما المعارضين للنظام فيفضلون البقاء في المناطق المضطربة رغم القصف بدلا من العيش بين نقاط التفتيش حيث ينعم الجنود النظر من خلف شرفات حولت إلى نقاط عسكرية”.

وتشير الصحيفة إن المعركة الجديدة على البلدة القديمة ليست الأولى حيث أخرجت القوات السورية المقاتلين من بابا عمرو عام 2012 تجعل من حمص نقطة تحول مهم لسوريا “ففي حالة حققت الحكومة انتصارا هنا فستسيطر على فضاء واسع مدمر، ومدينة مقسمة فعليا واجتماعيا حيث تم تدمير العلاقات المجتمعية وليس البيوت”.

تحديات

وتضيف أن انتصار الحكومة في حمص سيكشف عن التحدي الشائك الذي يواجه كل السوريين بعد ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية وهو “كيف سيتم ربط البلد وتخييطها معا”. وتشير الصحيفة إلى أهمية حمص نظرا لموقعها في وسط البلاد وتقع على مفترق طرق كان يعيش فيها قبل الحرب تنوع سكاني وصل عددهم مليون نسمة.

وهي بهذه المثابة مهمة لمستقبل سوريا. وتأمل الحكومة السورية بأن تكون حمص مثالا للكيفية التي يمكن فيها بناء المصالحة الوطنية، فيما تقول المعارضة في المنفى والتي شجبت الهجوم واستمرار الحصار على البلدة القديمة إن حمص هي “مفتاح للحل الديمقراطي لسوريا الموحدة”.

ويظل تحقيق هذا تحد للجميع خاصة في ظل وجود أعداد كبيرة من المهجرين واللاجئين في داخل وخارج سوريا، ويقوم المحظوظون منهم ممن يستخدمون الإنترنت بنشر قصص نوستالجية عن دعابة وعناد البلدة. أما من بقوا فيها فهم منتشرون على جزر معزولة، منفصلة عن بعضها البعض في بعض الأحيان وأخرى لا يمكن التنقل بينها إلا في الليل. وتنبع أهمية حمص لمستقبل سوريا أن ما جرى فيها منذ بداية الثورة والقسوة التي مورست على المتظاهرين وبعد ذلك المقاتلين في بابا عمرو قدم مثالا عما ينتظر بقية البلاد من وحشية. وبعد القتل والتدمير جرب فيها النظام استراتيجية الحصار والتجويع خاصة على البلدة القديمة.

وتقول الصحيفة إن “التحدي ليس تجاوز البنية المحطمة بل والإستياء الذي نتج عن قصف المدنيين وتجويعهم وإجبار السكان على الهروب من المدينة”، مشيرة إلى أن العفو أدى لغضب الكثير من مؤيدي الحكومة لانه سمح للمقاتلين الذين سلموا أسلحتهم بالعودة والتحرك بحرية منذ شباط /فبراير.

ويقول محافظ حمص طلال البرزي “هذا أمر طبيعي”، مضيفا ” في البداية قلنا يجب الإنتقام من الجماعات المسلحة، ولكن إذا كان هناك لديك رؤية حول منافع البلد في المستقبل فالمصالحة أهم من مشاعر فرد واحد ومصالحه”. وفي السياق نفسه فلا تزال السجون في حمص مزدحمة بالمعتقلين ومنذ عامين لاتهامهم بتقديم أدوية وطعام للمتظاهرين. وتشير الصحيفة إلى أن العفو العام أدى لغرس بذور الإنقسام في المجتمع، فمع سقوط القنابل على البلدة القديمة اتهمت امرأة من غادروها ضمن اتفاق شباط/فبراير بأنهم فعلوا ذلك “من أجل ساندويتش شاورما وعلبة لبن”، وتقول المرأة “ظللنا ولعامين يدا واحدة” ولكنهم غادروا “من أجل نارجيلة وعلبة سجائر، يا أسفي عليكم، دم رجال حمص سيلاحقكم حتى يوم القيامة”.

ومن المشاكل التي تواجه المدينة هي الثقة فلا العلوي يثق بالسني والعكس، وتشير الصحيفة إلى سنية متزوجة من علوي، حيث لا تستطيع احضار أقاربها من الذين يعانون من الجوع والحصار لانه لن يتم الترحيب بهم بسبب زيادة الإنقسام الطائفي.

وفي داخل المدينة يلقي كل طرف اللوم على الطرف الآخر من ناحية اشعال نار الطائفية. رغم أنه لم يبق في البلدة القديمة الكثير من سكانها المسيحيين أو المسلمين، وحل محلهم رجال مسلحون على الجانبين كل له مصلحة في استمرار النزاع.

عشرات القتلى والجرحى ببراميل متفجرة بحلب وتقدم للمعارضة بدرعا

قتل عشرون مدنياً، فيما جرح عشرات آخرون، اليوم الخميس، جراء إلقاء الطيران السوري برميلا متفجرا على حي شعبي، في مدينة الأتارب بريف حلب. وفي حين أعلنت فصائل المعارضة المسلحة السيطرة على تل الجابية بريف درعا، شهدت مدينة السويداء مواجهات بين الجيش الحر وقوات النظام.

وقالت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد”، إن البرميل استهدف حياً شعبياً في مدينة الأتارب، ما أدى إلى قتل وجرح العشرات، من بينهم أطفال ونساء. كما خلّف القصف دماراً في المنازل.

وفي قصف مماثل على قرية كفرناها بريف حلب الشمالي، قتلت طفلة وجرح خمسة، بينما سقط جرحى في قصف على مدينة تل رفعت بالريف، وحي الكرامة بمدينة حلب.

وتعتمد قوات النظام على سلاح البراميل المحشوة بمزيج من المواد المتفجرة في قصف مناطق سيطرة المعارضة. وتعد البراميل أرخص تكلفة من غيرها. ويصل وزن البرميل الواحد إلى حوالي 300 كليوغرام تقريباً.

في غضون ذلك، سيطرت فصائل المعارضة المسلحة، اليوم الخميس، على معسكر تل الجابية القريب من مدينة نوى بريف درعا، إثر اشتباكات مع قوات النظام، سقط على إثرها قتلى وجرحى من الطرفين.

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان “الجيش الحر” و”كتائب إسلامية”، بدء معركة أطلق عليها “وبشر الصابرين”، بهدف السيطرة على المعسكر، وفتح طريق باتجاه طريق دمشق.

وأسفرت المواجهات الأولى عن تدمير الفصائل المقاتلة دبابتين وثلاثة مضادات دروع لقوات النظام عبر استخدام صواريخ موجهة.

وكان آخر تقدم للمعارضة في درعا، قبل نحو شهر، اذ سيطر “الجيش الحر” على محطة للغاز وحاجزي الصوامع وقصاد، قبل أن يتمكن بعدها من السيطرة على منطقة غرز التي تحوي سجناً أفرج من خلاله عن عشرات المعتقلين.

أما في ريف السويداء، فشهدت قرية خربا اشتباكات بين قوات النظام و”الجيش الحر”، خلال محاولة الأخير اقتحام منزل لاعتقال أحد عناصر “اللجان الشعبية”. وأفادت المصادر الميدانية عن سقوط أربعة قتلى من أفراد “الجيش الحر”، وتراجع المقاتلين إلى مقراتهم داخل القرية.

وتشهد السويداء في الآونة الأخيرة، توتراً واستنفاراً أمنياً، بعد اشتباكات بين عدد من مشايخ المدينة وعناصر الأمن و”الشبيحة”، جراء احتفالات تقيمها الأخيرة في اطار الاستعدادات لترشح الرئيس السوري، بشار الأسد، لولاية جديدة.

في هذه الأثناء، أكد ناشطون لـ”العربي الجديد” أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” أفرج ليل أمس الأربعاء، عن رتل من القوات التركية كان متجهاً إلى ضريح سليمان شاه قرب مدينة منبج بريف حلب، الذي سبق أن هدد التنظيم بتفجيره.

وبحسب ما أوضح ناشط إعلامي، اشترط عدم ذكر اسمه، احتجز عناصر التنظيم “رتلاً عسكرياً للقوات التركية، مؤلفاً من سبع مصفحات وأربع ناقلات جند ودبابتين، دخل عبر معبر مدينة عين العرب، واتجه إلى ضريح سليمان شاه قرب مدينة منبج”.

وأوضح أنه “عند دخول الرتل إلى المناطق التي يسيطر عليها “تنظيم الدولة”، قام الأخير باحتجاز الرتل، قبل أن يفرج عنه لاحقاً، بعد تحديد الدولة التركية مهلة ثلاث ساعات، للإفراج عنه.

سوريا: بدائل سميّة للترسانة الكيماوية

المدن

في الوقت الذي تتسارع فيه عملية نزع الترسانة الكيمياوية السورية، يستخدم النظام غازات بديلة أقل سمية في هجماته المميتة ضد المناطق الثائرة. وفي حين يعلن المجتمع الدولي عجزه عن إمكانية التوصل إلى حلول سياسية، ضمن سياق العنف المتصاعد، يخرج الأسد محاضراً في القيم الإسلامية، واسقاط الإسلام السياسي.

وكانت منسقةُ البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، سيغريد كاج، قد أبلغت مجلس الأمن الدولي بأن سوريا “نقلت أو دمرت 88 في المائة من مواد الأسلحة الكيمياوية الموجودة لديها”، واصفةً تجدد وتيرة نقل المواد الكيمياوية بأنه “أمر إيجابي وضروري لضمان تحقيق التقدم، للوفاء بالموعد النهائي المحدد في حزيران/يونيو المقبل.” مؤكدة أن الحفاظ على المستوى الحالي من العمليات “قد يمكّن سوريا من إكمال عملية التخلص من مواد الأسلحة الكيميائية خلال الأيام المقبلة”.

تفاؤل كاج، يأتي في الوقت الذي تنشر فيه تقارير، عن استخدام النظام السوري مجدداً لغاز الكلور الصناعي، في هجمات مميتة على المدنيين، ما دفع رئيسة مجلس الأمن الدولي، جوي أوغيو، إلى القول إن أعضاء المجلس “أبدوا قلقهم أثناء المشاورات المغلقة، إزاء تقارير استخدام غاز الكلور في بعض البلدات، ما أدى إلى وقوع قتلى ومصابين. ودعوا إلى إجراء تحقيق في تلك الحادثة”.

من جانب مقابل، نفى المندوب السوري في الأمم المتحدة الإدعاءات الأخيرة حول استخدام غاز الكلور، مؤكداً أن الهدف منها “هو التشويش على الترتيبات الناجحة للانتخابات الرئاسية في سوريا”.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد طالب مجلس الأمن يوم الأربعاء، باتخاذ اجراء بشان انتهاكات للقانون الدولي في سوريا. وأوضح بان في تقرير إلى المجلس أن جميع الأطراف المتحاربة في سوريا، ولا سيما الحكومة، لا تتقيد بمطالب الأمم المتحدة، في ما يتعلق بتسليم المساعدات الإنسانية.

بدورها، قالت منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، فاليري آموس، الأربعاء، إن الآمال في التوصل لإتفاق سياسي ينهي الحرب السورية تتلاشى. وإن توصيل المساعدات لملايين المدنيين المحاصرين والمشردين يزداد صعوبة يوما بعد يوم.

ومن جهة آخرى، دعا الرئيس السوري بشار الأسد، الأربعاء، إلى “إعادة تجديد الفكر الديني بما يتماشى مع تطور المجتمع”. معتبراً أن ما يصيب العالم الإسلامي اليوم هو “آفة الإسلام السياسي”، مفتياً بأن “سقوطه يعيد الإسلام إلى دوره الطبيعي وهو الدعوة”. وحض أيضاً على “ترسيخ مبادئ الدين الصحيح المعتدل القائم على الأخلاق والفهم العميق للإسلام، ومن خلال تجديد الفكر الديني، بما يتماشى مع تطور المجتمع، عبر استخدام العقل والمنطق والحوار”.

تصريحات الأسد جاءت خلال اجتماع مع وفد من رجال الدين الذين “أظهروا شجاعة ووعياً وحساً عاليا بالمسؤولية الوطنية في مواجهة الضغوط الكبيرة التي تعرضوا لها من أجل تغيير مواقفهم والتنازل عن قول كلمة الحق” على حد تعبيره.

ولم يذهب الأسد بعيداً، في نقد العقل والعمل الإسلاميين، حين أكد على: “أهمية مأسسة العمل الديني والابتعاد عن الفردية والمزاجية”. مضيفاُ أن أول خطوة اتخذت في هذا الإتجاه هي “إنشاء فقه الأزمة، بهدف ترسيخ الأسس العقائدية المشتركة لدينا كمسلمين، في مواجهة فتاوى الفتنة التي تعمل على تفتيت مجتمعاتنا”.

دمشق تهاجم الأمم المتحدة.. وتعد انتخابات الرئاسة «شأنا سياديا»

عضو في مجلس الشعب يعلن ترشحه للرئاسة.. وتيار قدري جميل ينفي صلته به

بيروت: «الشرق الأوسط»

رد النظام السوري أمس على المواقف الدولية التي انتقدت خطوته بإعلان فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة في البلاد، محملا «الأمم المتحدة ومبعوثها إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مسؤولية عرقلة مفاوضات (جنيف2)»، وعدت وزارة الخارجية السورية «قرار إجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا قرارا سياديا سوريا بحتا، لا يسمح لأي جهة بالتدخل فيه». تزامن ذلك مع تقديم عضو مجلس الشعب السوري ماهر عبد الحفيظ حجار، وهو شخصية سنية يتحدر من مدينة حلب، أوراق ترشحه لرئاسة الجمهورية.

وأوضحت الخارجية السورية في بيانها أن «فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية في سوريا يرتبط بالدستور السوري ويخضع لإرادة الشعب الذي صوت على هذا الدستور»، وأكدت أن «من رأى في إجراء الانتخابات وفقا للدستور والقوانين المرعية نسفا للجهود الرامية إلى إنجاح مؤتمر جنيف، فإن وزارة الخارجية والمغتربين تعود وتؤكد أن من يتحمل مسؤولية عرقلة (جنيف2) هو الأمم المتحدة ووسيطها الأخضر الإبراهيمي الذي جعل من نفسه طرفا متحيزا لا وسيطا ولا نزيها».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حذر قبل أيام من أن الانتخابات الرئاسية التي أعلنتها سوريا ستعرقل الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للحرب المندلعة في البلاد منذ ثلاث سنوات، إذا أجريت في الثالث من يونيو (حزيران).

وتزامن ذلك مع تقديم عضو مجلس الشعب ماهر عبد الحفيظ حجار أوراق ترشحه لرئاسة الجمهورية. إذ أعلن التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل أن «أول المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية في سوريا هو ماهر عبد الحفيظ حجار»، مشيرا إلى أنه «من مواليد عام 1968 في حلب». ونقلت وكالة «سانا» عن رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام تأكيده أن «المجلس تلقى من المحكمة الدستورية العليا إشعارا بأن السيد ماهر بن عبد الحفيظ حجار، والدته شهدية تولد حلب 1968، قدم للمحكمة طلبا أعلن فيه ترشيح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية العربية السورية مع الوثائق المرفقة به المبينة بالمادة 21 من قانون المحكمة الدستورية العليا».

ويتحدر حجار بأصوله من الطائفة السنية، وهو من مدينة حلب وحاصل على دبلوم دراسات لغوية عليا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة حلب، وانتسب عام 1984 إلى «الحزب الشيوعي السوري». ويعرف عن الحجار أنه من قوى «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» عن حزب «الإرادة الشعبية» التابع لنائب رئيس مجلس الوزراء المقال قدري جميل. لكن حزب «الإرادة الشعبية» سارع إلى نفي أي صلة له بعضو مجلس الشعب ماهر حجار. وقال ناطق رسمي باسم الحزب، في بيان نشرته صحيفة «قاسيون»، إن «عضو مجلس الشعب السيد ماهر حجار ليس عضوا بأي هيئة قيادية أو قاعدية في الحزب الذي لم يحضر مؤتمره العام الأخير الذي انعقد في يونيو 2013 رغم دعوته إليه». وأضاف: «من ثم، لم يعد منذ ذلك التاريخ عضوا في حزب (الإرادة الشعبية) أو في (جبهة التغيير والتحرير)، وإن أي نشاط يقوم به العضو المذكور يمثله شخصيا، هو دون من سواه».

ويعد الحزب المذكور جزءا من «ائتلاف قوى التغيير السلمي» المحسوب على النظام والذي يضم أيضا «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير»، و«الحزب السوري القومي الاجتماعي»، و«التيار الثالث من أجل سوريا»، وكذلك «تيار طريق التغيير السلمي»، و«التجمع الماركسي الديمقراطي»، إضافة إلى لجان شعبية سلمية.

وفي هذا السياق، أكد عضو الائتلاف الوطني المعارض سمير نشار لـ«الشرق الأوسط» أن «ترشيح الحجار جاء بتعليمات من الجهات الأمنية السورية بعد فشل الاتصالات السرية التي جرت بين مستشار في القصر الجمهوري وأحد الشخصيات المعارضة للترشح في مواجهة الأسد وإعطاء الانتخابات شرعية قانونية».

وفي حين رفض نشار الكشف عن الشخصية المعارضة التي تواصلت مع النظام، أكد أن «خطوة البدء بإجراءات الانتخابات الرئاسية تدل على أن السلطة لا تريد حلا سياسيا وإنما تسعى إلى مواصلة سياسة القتل والتدمير».

وسارع الائتلاف الوطني المعارض عبر مكتبه الإعلامي إلى اتهام النظام بالزج بأسماء معارضين سوريين كجزء من مبادرة مقدمة إلى وزير المصالحة الوطنية لدى النظام، متهما الأخير بـ«اعتماد حملة تشويش بالترافق مع انتخاباته الرئاسية».

وكانت مواقع إخبارية مؤيدة للنظام أوردت معلومات عن انعقاد مؤتمر في دمشق بعنوان «قاسيون» بحضور معارضين سوريين، من بينهم رئيس «تيار التغيير الوطني» عمار القربي. ويهدف المؤتمر، الذي يرعاه وزير المصالحة الوطنية في الحكومة السورية علي حيدر، إلى إجراء مباحثات بين قيادات في المعارضة والنظام بالتزامن مع إجراء الانتخابات الرئاسية.

لكن رئيس «تيار التغيير الوطني»، عمار القربي، نفى في اتصال مع «الشرق الأوسط» صحة هذه الأنباء، مؤكدا أنه «جرى فبركتها في أقبية النظام السوري لتلميع صورة النظام قبل انتخاباته الرئاسية الهزلية». كما أصدر «تيار التغيير الوطني» بيانا أكد فيه أن «لا علاقة له بأي مبادرة أو برنامج سياسي واجتماعي يجري تحضيره داخل سوريا»، مؤكدا أن «زج اسم أمينه العام الدكتور عمار قربي إلى جانب أسماء معارضين وطنيين آخرين محاولة مكشوفة من جانب النظام لبث الإشاعات والإحباط بين المعارضين».

وشدد التيار على أنه «عندما يحضر لأي برنامج أو يدعم أي مبادرة سيعلن ذلك صراحة في بياناته ونشراته»، لافتا في الوقت نفسه إلى أن «مواقف التيار مواقف واضحة لا تحتاج إلى تفسير وتأويل».

مصير مطراني حلب «مبهم وغامض» بعد عام كامل على اختطافهما

المجلس الوطني يقول إنهما بقبضة النظام و«المرصد» يتهم المعارضة بتأمين غطاء للخاطفين

بيروت: بولا أسطيح

لا يزال مصير المطرانين، بولس يازجي، مطران حلب للروم الأرثوذكس، ويوحنا إبراهيم، مطران حلب للسريان الأرثوذكس، مجهولا بعد عام كامل على اختطافهما في قرية «داعل» غرب مدينة حلب شمالي سوريا، فيما تتحدث مصادر كنسية في المدينة عن اتجاه الأمور يوما بعد يوم نحو مزيد من الغموض خاصة أن الجهة الخاطفة لم تعلن عن هويتها بعد.

وتتقاطع المعلومات حول أن الخاطفين هم من الشيشان، وهو ما يؤكده رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا، لافتا إلى أن آخر المعلومات التي وردت عن المطرانين تعود لنحو ستة أشهر، إذ سلما إلى النظام السوري في مدينة حلب. وقال صبرا لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كانا بقبضة مجموعة شيشانية وهي عبارة عن فرقة مخابرات روسية تعمل باسم مجاهدي الشيشان، وسلمتهما قبل ستة أشهر للنظام السوري في مدينة حلب».

بدوره، أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى أن «لا شيء واضحا وملموسا يؤكد بعد عام أن المطرانين على قيد الحياة».

وقال عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: «المعارضة السورية متهمة بتأمين الغطاء للخاطفين باعتبار أنها أصرت وبعد أيام على عملية الخطف على أن المخابرات الجوية السورية من اختطفتهما ما دفع الخاطفين بالاستمرار بجريمتهم».

ولفت إلى أن الكتائب الإسلامية التي تسيطر على ريف حلب الغربي مطالبة اليوم بإعطاء معلومات حول مصير المطرانين باعتبارهما اختطفا في تلك المنطقة.

ويجري المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم مساعي في هذا الملف خاصة أنّه كان نجح الشهر الماضي في قيادة وساطة أدّت لإطلاق سراح راهبات معلولا الـ13 وقبلهن بتحرير تسعة لبنانيين اختطفوا في مدينة اعزاز السورية شمال مدينة حلب.

وزار إبراهيم في الأشهر الماضية تركيا وقطر بمحاولة لتحديد مصيرهما، وهو اعتبر في حديث له الشهر الماضي أن ملف المطرانين المخطوفين «معقد أكثر من ملف راهبات دير معلولا ولكنه على الطريق الصحيح»، وقال: «أحتفظ بباقي المعلومات كي لا نفسد الجهود المبذولة، لكني أؤكد أننا نبذل قصارى جهدنا لحل هذا الملف الإنساني». وأكّد رئيس الكنيسة الإنجيلية في حلب القس إبراهيم نصير أن مصير المطرانين لا يزال «غامضا ومبهما». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هناك الكثير من الروايات والأقاويل لكن ما نؤكده أن لا شيء ملموسا يمكن البناء عليه غير أن السلطات السورية لا توفر جهدا لإطلاق سراحهما».

وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاختطافهما، رفعت مطرانيتا السريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس في حلب الصلوات لتحريرهما، وحثّ نصير كل المنظمات الدولية والإنسانية على بذل كل الجهود اللازمة لتحديد مصيرهما. وكان بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي، وهو شقيق المطران بولس يازجي المخطوف، بحث قبل ثلاثة أشهر مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ملف المطرانين، وأكّد الأخير حينها أن بلاده تبذل جهودا مضنية من أجل الإفراج عنهما.

ونقلت معلومات صحافية الصيف الماضي عن مصادر عسكرية في المعارضة السورية، أن الخاطفين قتلوا أحد المطرانين بعد أيام من اختطافه، فيما قُتل الثاني في مايو (أيار) الماضي.

وبملف متصل، نقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء أول من أمس عن قيادي في الجيش السوري الحر أن الكاهن اليسوعي الأب باولو «حي وموجود في أحد سجون دولة العراق والشام (داعش)»، لافتا إلى غياب أي عملية تفاوض للإفراج عنه.

وكان الأب اليسوعي اختفى في مدينة الرقة أواخر يوليو (تموز) 2013، ورجح ناشطون اختطافه من قبل (داعش) باعتباره اشتهر بمعارضته للنظام السوري ومناصرته لقوى المعارضة.

النظام ينفي استخدام الكيماوي.. ومقتل قائد كتائب «البعث» في اللاذقية

احتدام المعارك في حمص

بيروت: «الشرق الأوسط»

مع تصاعد حدة الاتهامات لنظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام أسلحة كيماوية في هجمات نفذها أخيرا في حماه وإدلب، نفى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، خلال لقائه رئيسة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة سيغريد كاغ، أمس، أن تكون القوات السورية استخدمت مواد سامة في أي من مناطق البلاد. وجاء ذلك بينما احتدمت وتيرة المعارك في حمص بين قوات النظام والمعارضة.

وقال المقداد، خلال لقائه كاغ، إن «الحكومة السورية تنفي نفيا قاطعا الادعاءات الأميركية والإسرائيلية والفرنسية باستخدام القوات السورية أي مواد سامة في أي منطقة من مناطق سوريا»، مضيفا أن «هذه الادعاءات عارية عن الصحة تماما»، وفق وكالة الأنباء الرسمية «سانا».

وقال إن «النجاحات الكبيرة في عملية نقل الكيماوي خارج البلاد تأتي بفضل جدية السلطات وتعاونها والتزامها بتعهداتها بما يتعلق بتلك العملية»، لافتا إلى أن «التخلص من الكيماوي السوري يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل».

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أعلنت أنه أزيل حتى الآن أكثر من 86 في المائة من المخزون الكيماوي السوري، بموجب اتفاق أميركي – روسي جنب سوريا ضربة عسكرية.

ميدانيا، سقط عدد من القتلى والجرحى من قوات النظام والعناصر الموالية لها، أمس، في كمين مسلح على أطراف أحياء مدينة حمص، بينما احتدمت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة من جهة ثانية.

وفي اللاذقية، قتل قائد كتائب البعث في المدينة حسام إبراهيم خضرة، الأمر الذي عده المعارضون ضربة نوعية لقوات النظام، بعد شهر على مقتل قائد قوات الدفاع الوطني هلال الأسد في معارك كسب.

وفي ريف اللاذقية دارت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية وقوات المعارضة في محيط قرية السمرا ومنطقة النبعين أسفرت عن سقوط قتلى في صفوف الطرفين، وسط استقدام القوات النظامية تعزيزات عسكرية لها من طرطوس إلى المنطقة، بحسب ما ذكره مكتب أخبار سوريا.

وفي حلب، استمرت الاشتباكات العنيفة في منطقة الليرمون، بين القوات النظامية والمعارضة. واستهدف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في أحياء بعيدين والمعصرانية ومساكن هنانو وبالقرب من دوار الجزماتي. كما قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة كفر حمرة بينما قتل قائد لواء في «حركة إسلامية» مقاتلة جراء قصف الطيران الحربي يوم أول من أمس مناطق في مدينة حلب، بحسب المرصد. وفي ريف حلب قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدتي عندان وحريتان، كما تعرضت مناطق في بلدة دير حافر الواقعة تحت سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام لقصف جوي.

وفي محافظة حماه، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في محيط بلدة مورك، بالتزامن مع قصف من قبل القوات النظامية على مناطق في البلدة والأطراف الجنوبية الغربية لبلدة طيبة الإمام، بينما قصف الطيران الحربي أماكن في مناطق بمسعدة وأبو حنايا وعقيربات وسوحا والمشاتل والمكيمن بريف حماه الشرقي.

«البعث» يؤمن عودة لاجئين سوريين من لبنان إلى بلداتهم في القلمون

350 لاجئا يستعدون للعودة وتسوية أوضاع مطلوبين منهم

بيروت: بولا أسطيح

يستعد نحو 350 لاجئا سوريا موجودين حاليا في بلدة عرسال الحدودية شرق لبنان للعودة إلى بلداتهم في منطقة القلمون بريف دمشق بعد أن بسط الجيش السوري سيطرته على مجمل هذه القرى. ويهتم حزب «البعث العربي الاشتراكي» في لبنان بتنظيم رحلات العودة وتسوية أوضاع بعض النازحين المطلوبين للسلطات السورية.

وأشار النائب عن الحزب عاصم قانصو إلى أن القافلة الأولى التي ستعود بشكل جماعي إلى بلدة فليطا السورية ستضم 350 شخصا بينهم نحو 70 رجلا، 60 امرأة وأكثرية من الأطفال، موضحا أنهم سيغادرون عرسال خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقال قانصو لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نهتم حاليا بتأمين وسائل النقل وترتيب الإجراءات الأمنية بالتنسيق مع السفارة السورية في بيروت كما مع القيادة القطرية للحزب ومحافظ ريف دمشق»، لافتا إلى أن السفارة أجرت مقابلات مع بعض هؤلاء اللاجئين وسوت أوضاع بعض المطلوبين أو الفارين من الجيش السوري.

وأكد قانصو «استعداد حزب البعث» لمساعدة أي سوري يرغب بالعودة إلى بلاده، حتى ولو كان حمل السلاح في وقت سابق، مشيرا إلى أنه يهيئ لأكثر من مصالحة لتأمين عودة أكبر عدد ممكن من اللاجئين إلى سوريا.

وأوضح أن عددا من اللاجئين توجهوا في وقت سابق إلى فليطا لتهيئة الأوضاع لعودة باقي العائلات، لأن هناك عددا من المنازل المدمرة، معربا عن أمله في أن ينجح الحزب في تنظيم رحلات أسبوعية للاجئين سوريين إلى بلداتهم، وأن تبذل وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية جهودا في هذا الإطار.

وكانت نحو 30 عائلة سورية غادرت عرسال في 11 أبريل (نيسان) الحالي عائدة إلى بلداتها في القلمون. ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة في لبنان مليونا و24 ألفا، وتستقبل عرسال أكثر من 120 ألفا منهم.

وأوضح رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أن هناك أعدادا «محدودة» من اللاجئين الموجودين في البلدة غادروا إلى مناطق في القلمون بعد سيطرة النظام السوري على معظمها، نافيا علمه بتنظيم حزب البعث رحلات لإعادة النازحين إلى بلداتهم.

وقال الحجيري لـ«الشرق الأوسط»: «هم هجّروهم، لذلك من واجبهم أن يعيدوهم، ونحن نأمل أن يعود كل اللاجئين إلى سوريا، لأن ذلك سيخفف الكثير من الأعباء عن بلدتنا التي تعد أكبر تجمع للاجئين في المنطقة». وأشار إلى أنه، وفي مقابل ما يسجل من عودة للاجئين إلى سوريا، لا تزال هناك حركة من سوريا باتجاه عرسال، خاصة أن أعدادا كبيرة من النازحين لا يزالون يتمركزون في جرود البلدة وفي المنطقة الحدودية.

وتضم عرسال حاليا ما بين 35 و40 مخيما، بعضها عشوائي وبعضها الآخر منظّم من قبل جمعيات محلية.

ولفت حسن الأحمد (50 عاما)، وهو أحد اللاجئين السوريين في عرسال، إلى أن معظم من عادوا إلى بلداتهم أو من يخططون للعودة «هم من مؤيدي النظام السوري»، مشيرا إلى أنه وعائلته يترددون في العودة خوفا من استهدافهم لأنهم معارضون للنظام. وقال الأحمد لـ«الشرق الأوسط»: «قبل مدة عادت مجموعة من اللاجئين إلى بلدة جراجير واستقرت في إحدى المدارس، لكننا علمنا أن عددا من الشبان اعتقل، مما دفع عددا كبيرا من الذين كانوا يتحضرون للعودة لحسم خيارهم بالبقاء في عرسال».

وأوضحت الناطقة باسم مفوضية شؤون اللاجئين في بيروت جويل عيد أن هناك وبشكل يومي حركة نزوح من سوريا إلى لبنان تقابلها أيضا حركة من لبنان إلى سوريا، لافتة إلى أن بعض العائلات تدخل إلى الأراضي اللبنانية وحين تدرك الصعوبات التي ستواجهها لتأمين مسكن لائق ومقومات الحياة، تفضل العودة إلى الداخل السوري.

وأشارت عيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المفوضية غير مخولة تنظيم رحلات لإعادة اللاجئين إلى سوريا، وقالت: «لا صلاحيات لنا في هذا المجال، وبالتالي نحن لم نؤمن عودة أي منهم».

وأعلنت الأمم المتحدة أخيرا أنه يوجد «نازح جديد كل دقيقة في لبنان؛ أي 50 ألفا كل شهر»، وتعمل الحكومة اللبنانية حاليا على وضع خطة جديدة للتعاطي مع ملف اللاجئين على أن تعتمد فيها إجراءات حازمة وأكثر تشددا في استقبال المزيد منهم.

وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان دعا خلال القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في الكويت إلى «تكريس جهد عربي استثنائي ومتكامل»، لإقناع أكبر عدد ممكن من الدول، بتقاسم أعداد اللاجئين السوريين مع لبنان وتوسيع أطر إيوائهم في مناطق آمنة داخل الأراضي السورية.

مقتل العشرات بحلب وخسائر للنظام بدرعا وحمص  

قتل العشرات وأصيب آخرون بجروح في عمليات للنظام السوري استهدفت عدة مناطق في البلاد اليوم الخميس خاصة في حلب، بينما لقى جنود نظاميون حتفهم في عمليات لحركة أحرار الشام والجيش السوري الحر بدرعا وحمص.

وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 49 شخصا -بينهم خمسة أطفال وسيدتان- في محافظات حلب وإدلب وحمص ودمشق وريفها والقنيطرة.

وقال مراسل الجزيرة في حلب إن 36 شخصا -بينهم نساء وأطفال- قتلوا في بلدات الريف الحلبي، بينهم 24 سقطوا في غارة جوية بالبراميل المتفجرة على بلدة الأتارب.

كما قتل 12 شخصا في قصف بالبراميل المتفجرة أيضا على بلدتي السفيرة ومعرة الأرتيق في ريف حلب، كما ذكر المراسل.

كما أفادت شبكة شام بأن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على حي مساكن هنانو والمدينة الصناعية في الشيخ نجار بحلب، في حين اندلعت اشتباكات بين مسلحي المعارضة والقوات النظامية في حي الشيخ سعيد ومحيط فرع المخابرات الجوية بحي الزهراء.

وفي العاصمة دمشق، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بأن قوات الجيش قصفت حي جوبر بالمدفعية الثقيلة مما أسفر عن سقوط جرحى.

أما بالريف الدمشقي، فقد قالت شبكة شام إن براميل النظام المتفجرة استهدفت بلدة المليحة ومدينة حمورية بالريف الشرقي، كما تعرضت مدن وبلدات المليحة وداريا وعدرا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية لقصف “عنيف” براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.

خسائر النظام

وبالمقابل، تمكن الجيش الحر من استهداف طائرة سوخوي بالمضادات الأرضية ما أدى لاشتعال محركها وإجبارها على الهبوط في مطار الناصرية في القلمون بريف دمشق، وفق اتحاد التنسيقيات.

وفي درعا، قالت شبكة شام إن قصفا بالمدفعية الثقيلة استهدف أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد، بينما شهد ريف المدينة الغربي اشتباكات “عنيفة” على تل الجابية العسكري قرب مدينة نوى، وذلك بعد أن أعلنت حركة أحرار الشام والجيش الحر بدء معركة “وبشر الصابرين”.

وبدوره، أعلن المكتب الإعلامي للحركة عن مقتل أربعين من عناصر جيش النظام -بينهم لبناني الجنسية- خلال المعركة التي انتهت بالسيطرة على تل الجابية الذي يحتضن مقر قيادة اللواء 61 بريف درعا، واستيلاء مقاتلي الحركة على دبابة ومضادات للطائرات.

وبموازاة ذلك، قال مركز صدى الإعلامي في حمص إن عددا من جنود النظام قتلوا وجرح آخرون في كمين نفذه الجيش الحر في أحد أحياء المدينة المحاصرة، وأفاد بتجدد الاشتباكات بين الجيش الحر ومليشيات “جيش الدفاع الوطني” التابعة للنظام في قرية الغاصبية بريف حمص، موضحا أن الجيش الحر سيطر على بضعة حواجز واستولى على أسلحة.

قصف واشتباكات

وبموازاة ذلك، قتلت طفلتان في قصف للطيران الحربي على مدن سرمين وبنش واحسم في ريف إدلب، وفق ما ذكرت شبكة سوريا مباشر.

وفي دير الزور، قالت الشبكة ذاتها إن الطيران الحربي قصف حيي الحويقة والحميدية تزامنا مع قصف بالمدفعية الثقيلة على معظم الخارجة عن سيطرة النظام بالمدينة.

وأضافت الشبكة باستمرار الاشتباكات على أسوار مطار دير الزور العسكري بين الجيش الحر وقوات النظام تزامنا مع قصف مدفعي ومن الطيران الحربي استهدف المناطق المحيطة بالمطار، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين الطرفين.

وفي اللاذقية، قالت شبكة مسار برس إن مروحيات الجيش ألقت البراميل المتفجرة على سد برادون وعدة قرى بجبل الأكراد، لكنها لم تفد بوقوع خسائر.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2014

مقتل قائد “داعش” في الحسكة بانفجار سيارة مفخخة

دبي – قناة العربية

أفادت “مسار برس” بمقتل قائد تنظيم “داعش” في الحسكة و10 من مرافقيه بانفجار سيارة مفخخة في منطقة الشدادي.

وأضافت “مسار برس” أن القتيل هو أبو البراء الليبي والذي تسلم قيادة “داعش” في الحسكة قبل مدة قصيرة.

وتأتي العمليات التي تستهدف قيادات تنظيم “داعش” في أعقاب انضمام العشائر العربية في محافظة الحسكة إلى عشائر دير الزور التي قررت إعلان الحرب ضد التنظيم، معلنة معركة السيطرة على الشدادي ذات الأهمية الخاصة على صعيد طرق الإمداد.

وفي سياق آخر، أكدت الهيئة العامة للثورة تجدد القصف على حمص حيث تعرضت أحياء المدينة المحاصرة لقصف عنيف من قوات النظام بصواريخ أرض أرض وراجمات الصواريخ.

ومن جهتها، شهدت كفرزيتا في ريف حماة سلسلة غارات بالبراميل المتفجرة نفذها الطيران المروحي على المدينة.

من جانبها، أفادت “شبكة شام” بتعرض بلدات صيدا والنعيمة في ريف درعا إلى قصف عنيف بالبراميل المتفجرة، ما أحدث دماراً في المباني السكانية.

وطال القصف أيضاً قرى وبلدات ريف القنيطرة من قبل قوات الأسد المتمركزة في تل الحارة وكتيبة جدية و”اللواء 15″.

محاكمة الأسيرة الشقراء من قبل “أحرار الشام

العربية.نت

أطلقت حركة “أحرار الشام” الجبهة الإسلامية سراح “ياسمين بنشي” بعد 12 يوماً من الاعتقال، وذلك بعد أن برأتها من التهمة المنسوبة إليها بقتل أحد المواطنين السوريين، في محاكمة سُمح لـ”العربية.نت” حضور الجلسة الأخيرة منها.

وكانت قضية “ياسمين”، الأسيرة التي حررها الثوار من سجون النظام في مبادلة “الراهبات”، قد أثارت جدلاً واسعاً بين الناشطين والثوار منذ أن اعتقلها أمن معبر “باب الهوى” الحدودي أثناء هروبها من مناطق النظام نحو تركيا، موجهاً لها تهمة التعامل مع النظام والمساعدة في عملية خطف أحد المواطنين وقتله في مدينة اللاذقية.

وجلست “ياسمين” أمام قضاة المحكمة الشرعية لأحرار الشام، وقد غطت شعرها الأشقر بوشاح، وحبست أنفاسها وكتمت دموعها بانتظار الحكم النهائي، ثم انفجرت بالبكاء فرحاً حينما أعلن رئيس القضاة براءتها، وعانقت أصدقاءها الذين حضروا المحاكمة.

ووضح القضاة للحضور أن الاعتقال جاء على خلفية بلاغٍ ضدّ “ياسمين” بخصوص جريمة جنائية، ثبت لهم عدم تورطها بها، وقالوا إنهم لا يتدخلون في الحياة الشخصية لمعتقليهم ويحترمون الاختلاف، وهو ما أكدت عليه “ياسمين” حينما علّقت على الأمر وقالت: “لم يجبروني على الحجاب إلا في قاعة المحكمة، وأنا وضعته احتراماً لها”.

ياسمين أضربت عن الطعام والماء

وكانت ياسمين قد دخلت إضراباً عن الطعام في الأيام الخمسة الأولى من اعتقالها، وأضربت عن الماء أيضاً لمدة يومين، مما دفع “أحرار الشام” إلى جلب أطباء ميدانيين للتعامل مع حالتها الصحية، ومحاولة إقناعها بالعدول عن قرارها كما روت لـ”العربية.نت”.

وقالت: “كانوا يأتون لي بالطعام”. وأضافت ضاحكة وكأنها تستذكر أيام الاعتقال عند النظام: “لو حدث ذلك في زنزانات النظام، وسبق فعلاً أن حدث، لعذبوا المضرب عن الطعام حتى الموت”.

إعلام النظام أعلن مقتل ياسمين على يد عصابات إرهابية

في المقابل، كانت صفحات إعلامية مؤيدة للنظام قد أعلنت على مواقع التواصل الاجتماعي مقتل ياسمين على يد عصابات إرهابية “لطالما أيدتها” بحسب وصفها، ونشرت صوراً مفبركة تدّعي أن “أحرار الشام” قاموا بقطع رأس ياسمين، وتبنت الخبر عدة مواقع وقنوات تلفزيونية خلال اليومين الأخيرين.

ويستغل إعلام النظام التقارب الظاهري في العقيدة الجهادية بين “الجبهة الإسلامية” بمكوناتها المختلفة – ومنها أحرار الشام – وبين “داعش”، ويجهد في تصويرها على أنها متشابهة في كونها عصابات إرهابية تكفيرية تقتل المواطنين وتمارس الفظائع وتقطع الرؤوس، في حين يميز سكان المناطق المحررة بين هذه الفصائل وبين “داعش”، هذا عدا عن مساهمة تلك الفصائل في طرد “داعش” من مناطق نفوذها.

على الرغم من ذلك، لا يخلو تاريخ فصائل “الجبهة الإسلامية” من الانتهاكات التي مورست بحق الناشطين أو المدنيين، وهي تتهم اليوم بأنها المسؤولة عن اختفاء الناشطة “رزان زيتونة” برفقة “سميرة خليل” و”وائل حمادة” و”ناظم حمادي” من “مركز توثيق الانتهاكات” في دوما، كما تسجل ضدها انتهاكات وثقتها الـ”هيومان رايتس ووتش” في “ريف اللاذقية” بحق القرى العلوية، هذا عدا عن انتهاكات فردية موزعة في أنحاء سوريا، سرعان ما تبادر هذه الفصائل إلى الاعتذار عنها ومعالجتها ومعاقبة المسؤولين عنها حينما يتم تسليط الضوء عليها إعلامياً.

ويبقى السؤال المطروح على أي أساس تم اعتقال ياسمين في الأساس، وهل من حاكمها مخول لذلك، وباسم من وكيف.

عشرات القتلى بحلب وقصف وزارة بدمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر لـ”سكاي نيوز عربية” أن قذيفة هاون سقطت على مبنى وزارة الاقتصاد في منطقة الصالحية وسط دمشق، بينما قتل 22 شخصا على الأقل وأصيب 50 آخرون بجروح جراء سقوط برميل متفجر على بلدة الأتارب بريف حلب.

ويأتي ذلك بعد ساعات من مقتل العشرات ببراميل أخرى طالت أحياء عدة في المدينة، بينما شن الطيران الحربي السوري أكثر من 10 غارات على الغوطة الشرقية بريف دمشق الشرقي.

وطالت الغارات على الغوطة الشرقية بشكل خاص بلدة المليحة، وتزامنت الغارات مع تجدد الاشتباكات في محيط البلدة، بحسب ناشطين أضافوا أن ما يعرف بالجبهة الإسلامية استهدفت مقار الجيش في ضاحية الأسد، ببلدة حرستا المجاورة.

وفي ريف محافظة اللاذقية، ورغم تراجع وتيرة الاشتباكات الدائرة هناك، شن مقاتلو المعارضة هجمات بالصواريخ على مقار الجيش في المرصد 45، ببلدة كسب وفي جبل تشالما.

وبث نشطاء المعارضة أشرطة مصورة للمواجهات في إطار ما تسميها فصائل المعارضة بمعركة الأنفال.

وتحدث ناشطون عن مقتل 11 جنديا من القوات الحكومية في كمين للجيش الحر في مورك بريف حماة.

وشن الطيران الحربي غارة جوية أخرى على بلدة النعيمة في ريف درعا، وقام الجيش الحر بتدمير 3 مدافع 57 للقوات الحكومية في تل الجابية بريف درعا، مستخدما صاروخ كونكورس حراري.

وألقى الطيران المروحي برميل متفجر على منطقة الزوار غربي طيبة في ريف حماة الشمالي.

وانفجرت سيارتين مفخختين في مناطق تل خلف غربا والصناعة شرقي مدينة رأس العين بريف الحسكة، حيث تتمركز فيها قوات حزب العمال الكردستاني.

وشن الطيران السوري غارة جوية على أطراف مدينة المزارع بالغوطة الشرقية، وسقط جريحين حالتهما بسيطة وأضرار مادية، وحرقت بعض الأشجار والمحاصيل .

الأسد: الإسلام عاد إلى دوره الطبيعي.. والفكر الديني بحاجة إلى تجديد

دمشق، سوريا (CNN) — دعا الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى “إعادة تجديد الفكر الديني بما يتماشى مع تطور المجتمع،” وذلك خلال لقاء له مع عدد من رجال الدين المسلمين مساء الأربعاء، اعتبر خلاله أن ما وصفها بـ”الآفة” التي أصابت العالم الإسلامي هي “آفة الإسلام السياسي.”

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن الأسد قوله أثناء اللقاء إن رجال الدين “أظهروا شجاعة ووعيا وحسا عاليا بالمسؤولية الوطنية في مواجهة الضغوط الكبيرة التي تعرضوا لها من أجل تغيير مواقفهم والتنازل عن قول كلمة الحق” على حد تعبيره.

ورأى الأسد أن هناك “محاولات من الغرب لضرب العقيدة والأيديولوجيا في مجتمعنا من خلال التغيير التدريجي للمصطلحات وأهم مثال على ذلك محاولة فصل العروبة بمفهومها الإنساني والحضاري لا العرقي عن الإسلام،” ورأى أن ذلك “من شأنه أن يخلق حالة من عدم الاستقرار على المستويين السياسي والاجتماعي.”

وأشار الأسد إلى أن “الآفة” التي أصابت العالم الإسلامي هي “آفة الإسلام السياسي” على حد قوله، مضيفا أن “سقوطه أعاد الإسلام إلى دوره الطبيعي وهو الدعوة” وحض على “ترسيخ مبادئ الدين الصحيح المعتدل القائم على الأخلاق والفهم العميق للإسلام ومن خلال تجديد الفكر الديني بما يتماشى مع تطور المجتمع عبر استخدام العقل والمنطق والحوار.”

وبرز في كلمة الأسد تأكيده على “أهمية مأسسة العمل الديني والابتعاد عن الفردية والمزاجية” مضيفا أن أول خطوة اتخذت في هذا الاتجاه هي “إنشاء فقه الأزمة بهدف ترسيخ الأسس العقائدية المشتركة لدينا كمسلمين في مواجهة فتاوى الفتنة التي تعمل على تفتيت مجتمعاتنا” بحسب ما نقلت عنه الوكالة.

يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتطرق فيها الأسد إلى القضايا الدينية الإسلامية منذ بدء الأزمة في بلاده، والتي حمّل المسؤولية فيها لجماعات سنية متشددة، وسبق له أن وجه الكثير من الانتقادات لما يصفها بـ”الأفكار الوهابية” معتبرا أن السعودية تقف خلف نشرها في العالم الإسلامي.

مصادر بالمعارضة السورية: استقالة الإبراهيمي تنتظر إيجاد البديل

روما (24 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكدت مصادر في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية نيّة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي الاستقالة من منصبه، وقالت إن ما يؤخر إعلانه عدم الاتفاق على بديل له حتى الآن.

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بات بحكم المؤكد نيّة الإبراهيمي تقديم استقالته بعد الخيبات التي تعرض لها في الملف السوري الذي يُشرف عليه، وما يؤخر تقديمه للاستقالة عدم الاتفاق على بديل عنه”، وأضافت “مازالت الجهود تُبذل لإيجاد بديل مناسب عنه يحظى بتأييد وموافقة دولية”.

وكان الإبراهيمي (80 سنة) قد استلم الملف السوري كممثل للأمين العام للأمم المتحدة وللجامعة العربية منتصف آب/أغسطس 2012 خلفاً للمبعوث السابق المشترك كوفي أنان الذي أعلن عن استقالته بعد فشل مساعيه لتسوية الأزمة السورية سلمياً.

تقرير: مقتل العشرات في غارات جوية سورية على سوق قرب حلب

بيروت (رويترز) – قال نشطاء إن الطائرات السورية أغارت على بلدة تسيطر عليها المعارضة المسلحة قرب حلب يوم الخميس مما أدى الى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص في سوق للخضراوات.

وكثفت قوات الرئيس بشار الأسد غاراتها الجوية على حلب والبلدات المحيطة بها بعد أن حققت مكاسب حول دمشق وفي وسط سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض للأسد ومقره بريطانيا إن طائرات قصفت السوق الموجود في بلدة الأتارب صباح الخميس مما أدى الى مقتل 27 شخصا إضافة الى سقوط كثير من المصابين.

وأظهرت لقطات فيديو التقطت بعد قصف الموقع على بعد 30 كيلومترا الى الغرب من حلب جثثا متفحمة في شارع بين الحطام والركام المشتعل.

(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)

بريطانيا تستعين بالأمهات المسلمات لمنع الشبان من السفر الى سوريا

لندن (رويترز) – قالت الشرطة البريطانية إنها ستطلب من الأمهات المسلمات إثناء الشبان في مجتمعاتهن عن الذهاب للقتال في سوريا وذلك في أحدث أسلوب تنتهجه حكومة أوروبية ينتابها القلق من المخاطر الأمنية التي يشكلها الشبان الذين يتبنون أفكارا أصولية خلال الحرب.

وتشير تقديرات حكومية إلى أن عدة آلاف من الأوروبيين ذهبوا إلى سوريا منذ بدأت الحرب قبل نحو ثلاث سنوات. وقالت هولندا هذا الأسبوع إن العشرات من مواطنيها تبنوا فكرا أصوليا في سوريا كما أعلنت فرنسا إجراءات للتصدي لتلك الظاهرة.

وقالت هيلين بول المنسقة الوطنية لسياسات مكافحة الارهاب في بريطانيا للصحفيين بعد اجتماعها مع 40 امرأة من منظمات مختلفة لدى إطلاق الحملة الجديدة “شعرت بقلق بالغ حقا عندما رأيت عدد الشبان الذين يسافرون إلى سوريا.”

وأضافت أن الهدف هو معرفة كيف يمكن للنساء التصدي لدوافع الشبان وأغلبهم ذكور للذهاب إلى سوريا سواء أكان ذلك للقتال أم لتقديم المساعدات و”احتمال تبنيهم نهجا أصوليا وتحولهم إلى خطر أكبر”.

ومنذ هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 في نيويورك وواشنطن تخشى بريطانيا التي يوجد بها 2.7 مليون مسلم سفر مواطنيها إلى معسكرات لتدريب المتشددين في الخارج ومن ثم يشكلون بعد ذلك خطرا أمنيا محتملا في الداخل.

وزادت بواعث القلق تلك بعدما قتل أربعة إسلاميين بريطانيين شبان – ذهب اثنان منهم إلى معسكرات للقاعدة في باكستان – 52 شخصا في تفجيرات انتحارية في لندن في يوليو تموز 2005.

وفي فبراير شباط نشر مقاتلون إسلاميون تسجيل فيديو لما قالوا إنه هجوم انتحاري نفذه بريطاني على سجن في حلب. وفي الأسبوع الماضي وردت تقارير عن مقتل مراهق من جنوب انجلترا في الحرب.

وقالت ساجدة موجال من منظمة جان تراست الخيرية التي تعني بدعم المسلمات اللاتي يحتجن إلى الرعاية “نعلم أن شبانا مسلمين بالأساس يعتبرون قضية سوريا إحدى مظالمهم. إنها مسألة يشعرون بالرغبة في عمل شيء بشأنها.”

وأضافت موجال التي نجت بالكاد من إصابة خطيرة في تفجيرات لندن في 2005 “الأمهات هن من ينبغي أن يحمين أبناءهن كي لا يسافروا إلى سوريا.”

وقالت بول إن الشرطة تدرك أنه ليس كل من يذهب إلى سوريا يسافر للقتال وإن الحملة تهدف أيضا لمساعدة الناس على كيفية مساعدة المحتاجين في سوريا “بشكل آمن وقانوني”.

لكنها أوضحت أن كل من يشارك في القتال يواجه احتمال القبض عليه في بريطانيا وهو أمر بات شائعا بشكل متزايد.

واعتقل حوالي 40 شخصا في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام – معظمهم للاشتباه في ارتكابهم جرائم تتصل بالإرهاب – مقارنة مع 25 على مدى عام 2013 بكامله.

وأحد أولئك الذين ألقي القبض عليهم هذا العام سجين سابق في جوانتانامو يدعى معظم بيج والذي وجهت إليه اتهامات في مارس اذار بجرائم مرتبطة بالإرهاب رغم أن مؤيديه يقولون إنه كان يقوم فقط بعمل إنساني.

وبناء على ذلك ينظر بعض المسلمين في بريطانيا بدرجة كبيرة من الارتياب إلى أحدث مبادرة تقودها الشرطة برغم أن بول قالت إنها لن تنقل المخاوف التي تعبر عنها الأسر القلقة إلى جهاز المخابرات الداخلية البريطاني إم.آي 5.

وقال عاصم قرشي مدير الأبحاث لدى منظمة كيج الخيرية التي تدافع عن المعتقلين بخصوص تهم تتصل بالإرهاب “نعتبر هذا محاولة تنطوي ع

لى خداع من الشرطة لاستغلال القلق الطبيعي للأمهات في المجتمع المسلم لمساعدتها في عملها في مكافحة الإرهاب.”

من مايكل هولدن

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى