أحداث الاثنين 04 كانون الأول 2017
الأكراد يشكرون روسيا بعد انتصاراتهم في دير الزور
لندن – «الحياة»
أعلنت «وحدات حماية الشعب الكردية»، العمود الفقري لـ «قوات سورية الديموقراطية»، سيطرتها أمس بشكل كامل على ريف دير الزور الشرقي، وطرد تنظيم «داعش» من منطقة شرق الفرات بمساعدة روسيا وأميركا. وكان لافتاً توجيه «وحدات حماية الشعب» الشكر إلى روسيا خلال بيان تلاه الناطق الرسمي باسم «الوحدات» نوري محمود بحضور الجنرال الروسي ألكسي كيم، نائب قاعدة حميميم العسكرية، أشاد فيه بـ «القيادة العسكرية الروسية في حميميم لتقديمها الدعم الجوي واللوجيستي والاستشارة والتنسيق على الأرض». وفي إشارة إلى تعزيز محتمل للتنسيق العسكري، أعرب نوري محمود عن استعداد «وحدات حماية الشعب» لتشكيل «هيئة أركان» و «غرفة عمليات مشتركة» لمحاربة «داعش» بهدف رفع وتيرة التنسيق و «إنهاء الحرب بالكامل» وفق قوله.
وجاء هذا التقدم الميداني بعد يوم من إعلان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن بلاده بصدد إجراء تغييرات استراتيجية في ما يتعلق بالتعاون مع «قوات سورية الديموقراطية» التي تتشكل في غالبيتها من عناصر كردية. وأوضح ماتيس أنه مع دخول القتال ضد «داعش» مراحله النهائية يتوقع أن ينتقل التركيز إلى السيطرة على الأرض وتدريب ودعم قوات شرطة محلية كردية، بدلاً من تقديم أسلحة متقدمة إلى «سورية الديموقراطية». في موازاة ذلك، وعلى الضفة الغربية لنهر الفرات، شنت قوات النظام، مدعومة من حلفائها هجمات على بقايا «داعش» في المنطقة. وذكرت مصادر متطابقة أن قوات النظام استعادت قرى وبلدات على محور الميادين- البوكمال في ريف دير الزور. ويشكل الهجومان المنفصلان للأكراد وقوات النظام، وفي اتجاهين متقابلين، «كماشة» ضد «داعش» على جانبي نهر الفرات.
وأفادت «وحدات حماية الشعب» بأنها تمكنت بالتعاون مع العشائر العربية من أبناء المنطقة من تحرير ريف دير الزور الشرقي بدعم من روسيا و «التحالف الدولي» بقيادة أميركا من قبضة «داعش» بشكل كامل، موضحة أنها بصدد تشكيل مجالس إدارة مدنية تضم رؤساء العشائر والوجهاء والشخصيات الاعتبارية للتمثيل المباشر للعرب والأكراد وبقية المكونات العرقية والدينية في المنطقة وفق مبدأ «الديموقراطية والإدارة الذاتية». وتابعت أن ذلك «يضمن أن تكون المناطق المحررة جزءاً من سورية ديموقراطية بنظام ديموقراطي يكفل الحريات الأساسية لكل مكونات الشعب السوري». كما شددت على أنه «مع نهاية الحرب ضد الإرهاب، فالمهمة الأساسية والاستراتيجية الآن هي تأسيس حياة سلمية وبنى تحتية لتستعيد سورية عافيتها». وطالبت «وحدات حماية الشعب الكردية» القوى الدولية العاملة، وعلى رأسها روسيا والولايات المتحدة، لتكون قوى ضامنة للحلول السلمية والديموقراطية في «سورية المستقبل».
وعلى رغم ثناء «وحدات الحماية» على القبائل العربية وشكرها روسيا، من المبكر الحديث عن تغيير في طبيعة العلاقة التنافسية بين الأكراد من ناحية والقبائل وروسيا والحكومة السورية من ناحية أخرى، إذ تسيطر «وحدات حماية الشعب» حالياً على نحو 25 في المئة من الأراضي السورية، وهو أكبر جزء من الأراضي خارج نطاق سيطرة الحكومة. وقد تنافس الطرفان بضراوة للسيطرة على الرقة ودير الزور. كما أن الأراضي التي سيطر عليها الأكراد في شرق سورية، فيها أهم حقول نفط وغاز في الشرق السوري وتسعى السلطات السورية لاستعادتها.
إلى ذلك، أسفرت غارات للطيران السوري على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق أمس عن مقتل 19 شخصاً وجرح عشرات آخرين. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الهجمات الأكثر دموية استهدفت بلدة حمورية حيث قتل 13 مدنياً بينهم خمسة أطفال.
«وحدات حماية الشعب» تسيطر على ريف دير الزور بدعم روسي – أميركي
بيروت، دبي ـ رويترز، «الحياة»
أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية اليوم (الأحد) أنها سيطرت بشكل كامل على ريف دير الزور الشرقي من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بمساعدة روسيا والتحالف بقيادة أميركا.
وأكدت الوحدات، أقوى فصيل في «قوات سورية الديموقراطية» أنها هزمت متشددي التنظيم بـ «التعاون مع العشائر العربية».
وقالت في بيانها إن «التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والقوات الروسية في سورية قدمت الدعم الجوي واللوجيستي والاستشارة والتنسيق على الأرض، كما ونأمل في زيادة هذا الدعم وتأمين الحماية الجوية والتغطية اللازمة».
وذكر البيان أن الناطق باسم الوحدات نوري محمود أعلن النصر في قرية بدير الزور بوجود نائب قائد قاعدة حميميم الروسية في سورية الجنرال ألكس كيم .
ونقلت وكالة «أهوار» الكردية عن الوحدات الكردية في بيان من قرية الصالحية على الضفة الشرقية للفرات أنها «بالتعاون مع العشائر العربية من أبناء المنطقة. حررت منطقة ريف دير الزور شرق الفرات من الإرهاب بالكامل»، متوجه بالشكر «للقوى الدولية والتحالف الدولي، وقوات روسية على تقديم الدعم الجوي واللوجيستي والاستشارة والتنسيق على الأرض».
وأشار كيم إلى أنه «تحت قيادة العمليات المشتركة والتنسيق من قبل قاعدة حميميم لأركان التجمع الروسي في سورية، يكملون عملية لتدمير كامل مواقع مرتزقة داعش في شرق محافظة دير الزور».
وأضاف «أن تجمع القوات الفدائية الروسية قدم الدعم لصالح الدفاع الوطني للعشائر الشرقية لنهر الفرات ووحدات حماية الشعب لتحرير كافة المنطقة الشرقية من داعش».
وأكد أنه خلال عملية تحرير الريف الشرقي شارك الطيران الروسي بتنفيذ 672 ضربة، وأصابت خلالها 1450 هدفاً لـ «داعش».
وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قال في وقت سابق إنه مع دخول القتال ضد «داعش» مراحله النهائية يتوقع أن ينتقل التركيز إلى السيطرة على الأرض بدلاً من تسليح المقاتلين من أكراد سورية.
وأثار دعم واشنطن للوحدات غضب تركيا التي ترى النفوذ المتزايد للقوات الكردية على حدودها تهديدا أمنيا لها. وتعتبر أنقرة «وحدات حماية الشعب» امتدادا لـ «حزب العمال الكردستاني» المحظور الذي يشن حملة مسلحة منذ عقود داخل الأراضي التركية.
19 قتيلاً في تصعيد للغارات على الغوطة الشرقية
لندن – «الحياة»
وثّق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، سقوط المزيد من الضحايا نتيجة عمليات القصف التي نفذتها طائرات حربية نظامية استهدفت مدينة حمورية في غوطة دمشق الشرقية. وارتفع عدد الضحايا إلى 19 بينهم 7 أطفال ومواطنتان، قضوا جراء قصف الطائرات الحربية في غوطة دمشق الشرقية.
وتصاعدت وتيرة القصف خلال الأيام الماضية. ووثق «المرصد السوري» أنه منذ 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي سقط 185 قتيلاً بينهم 42 طفلاً دون سن الثامنة عشر و20 مواطنة فوق سن الـ18 و4 من عناصر الدفاع المدني.
وعن غارات أمس، ذكر»المرصد» أن الضحايا قضوا خلال عمليات استهدفت مدن حمورية وعربين ومسراباً وبيت سوى في الغوطة. كما وثّق «المرصد السوري» مقتل 11 مواطناً، بينهم 3 مواطنات أول من أمس، خلال عمليات استهدفت مدينة عربين ومدينة حرستا.
وتشهد الغوطة الشرقية المشمولة باتفاق خفض التوتر، تصعيداً لافتاً من جانب قوات النظام والمقاتلات الروسية منذ منتصف الشهر الماضي، وهو ما فاقم سوء الأوضاع الإنسانية المتردية أصلاً بسبب الحصار وشح المواد الغذائية والطبية.
في موازاة ذلك، شنّت القوات النظامية هجوماً ضد مواقع للمعارضة السورية المسلحة في ريف حلب الجنوبي، وسيطرت خلال الهجوم على «خِربة هويش» والتلال المحيطة بها، وعلى قرية الرشادية.
في المقابل، شن عناصر المعارضة المسلحة هجوماً معاكساً تمكنوا خلاله من استعادة غالبية المناطق التي تقدمت إليها قوات النظام، علماً أن المنطقة مشمولة أيضاً باتفاق خفض التوتر.
وذكرت مصادر متطابقة أن قوات النظام قصفت بلدة حربنفسه (جنوبي حماة)، وقريتي البليل وأم خزيم بريف إدلب، بينما استهدفت غارات روسية محيط قريتي أبو دالي والشطيب (جنوب إدلب) وبلدة التمانعة بريف حماة، مضيفة أن المعارضة ردت بقصف مواقع النظام في جبهة السطحيات في إدلب.
محادثات السلام السورية تُستأنف غداً ودمشق تدرس «جدوى» المشاركة
جنيف – أ ف ب
تستأنف بدءاً من غد (الثلثاء) الجولة الثامنة من محادثات السلام السورية تحت إشراف الأمم المتحدة، بعد توقف لثلاثة أيام، في وقت تدرس فيه دمشق «جدوى» عودة وفدها إلى جنيف، وفق ما قال مصدر سوري.
وأعلن المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحافي عقده الخميس الماضي، أنه يأمل عودة الوفدين إلى جنيف بدءاً من الثلثاء، لاستكمال النقاشات.
إلا أن مصدراً سورياً قال اليوم «ليس هناك قرار نهائي حتى الآن، دمشق ما زالت تدرس جدوى المشاركة»، وأضاف «عندما يُتخذ القرار، سيبلغ وفق الطرق الديبلوماسية المعتادة».
وكان رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري قال للصحافيين في جنيف إن دمشق هي التي ستقرر عودة الوفد إلى المحادثات، حاملاً بشدة على خطاب المعارضة لناحية تمسكها بمطلب تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.
في المقابل، أبدت المعارضة جهوزيتها لاستكمال المحادثات، إذ ما زال عدد من أعضائها موجودين في جنيف.
وقال الناطق الرسمي باسم الوفد يحيى العريضي إن «رئيس الوفد المعارض نصر الحريري سيصل مساء اليوم إلى جنيف مع بقية الأعضاء». ولفت إلى أن هناك اجتماعاً مقرراً مع المبعوث الخاص غداً في الأمم المتحدة وأن موعده التقريبي محدد.
وقال العريضي، إن قرار مفاوضي حكومة الأسد الانسحاب من المحادثات الأسبوع الماضي كان إحراجاً لروسيا التي تسعى إلى التوصل سريعاً لحل للنزاع في سورية.
ولم تعلن الأمم المتحدة الموعد الدقيق لاستئناف الجولة الثامنة التي تركز بشكل خاص على سلتي الدستور والانتخابات.
واصطدمت المرحلة الأولى من هذه الجولة، على غرار الجولات السابقة، بتمسك المعارضة بشرط تنحي الأسد، الأمر الذي اعتبره الوفد الحكومي «استفزازياً» وبمثابة «شرط مسبق».
وقال الجعفري الجمعة الماضي إن بيان الرياض، الصادر عن اجتماع موسع عقدته المعارضة قبل أسبوعين وطالب بتنحي الأسد مع بدء مرحلة الانتقال السياسي، «مرفوض جملة وتفصيلاً».
وكانت الأمم المتحدة تأمل بإطلاق مفاوضات مباشرة بين الطرفين في هذه الجولة.
ونشر مكتب دي ميستورا الجمعة الماضي ورقة من 12 بنداً، قال إنه طرحها على وفدي الحكومة والمعارضة الخميس. وطلب منهما تزويده بردودهما عليها، تزامناً مع نقاش جدول الأعمال.
وتتضمن الورقة مبادئ أساسية أبرزها «الاحترام والالتزام الكامل بسيادة سورية»، وأن «يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديموقراطية ومن طريق صناديق الاقتراع» إضافة إلى «بناء جيش قوي وموحد».
الإعدام والمؤبد لخمسة سوريين استهدفوا الجيش الأردني
عمان – أ ف ب
أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية اليوم (الإثنين) أحكاماً راوحت بين السجن عامين والإعدام شنقاً في حق خمسة سوريين على خلفية «هجوم الركبان» صيف العام 2016 على الحدود مع سورية، والذي أدى إلى مقتل سبعة عسكريين أردنيين.
وحكمت المحكمة على المتهم الرئيس في القضية نجم العمور (21 عاماً) بالإعدام شنقاً بعد إدانته بـ «القيام بأعمال إرهابية أفضت إلى موت إنسان وهدم بناء»، بحسب ما أفادت مراسلة وكالة «فرانس برس» من قاعة المحكمة.
وأصدرت أيضاً أحكاماً بالإعدام شنقاً على المدانين أحمد البدور (20 عاماً) وفادي العمور (21 عاماً) وخليف الغياث (26 عاماً) قبل أن تقرر خفضها إلى السجن المؤبد بعد «الأخذ بالأسباب المخففة التقديرية».
ونال المدان أحمد العلي (23 عاماً) عقوبة السجن عامين بعد إدانته بـ «دخول المملكة بطريقة غير مشروعة». والمدانون الخمسة كانوا يقطنون مخيم «الركبان» على الحدود السورية – الأردنية.
وأدى الهجوم بسيارة مفخخة على موقع عسكري أردني في منطقة الركبان كان يقدم خدمات لحوالى 60 ألف سوري عالقين في المنطقة المحايدة، إلى مقتل سبعة عسكريين وإصابة 13 في 21 حزيران (يونيو) 2016.
وكانت المحكمة باشرت محاكمة المتهمين في آذار (مارس) الماضي.
وتفيد لائحة الاتهام أن نجم العمور، وهو من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، أرسل إلى مخيم «الركبان» في شباط (فبراير) 2016 لتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل الأردني ضد قوات حرس الحدود المقابلة لفتحة المخيم.
وجند المدانين الآخرين لتصوير المنطقة وجمع معلومات عن الجيش الأردني وأماكن وجود أفراده والوقت المناسب لتنفيذ عملية تفجير داخل السرية الأردنية.
وأشارت اللائحة إلى أن العمور كان يرسل الصور إلى «داعش» في الرقة ويتلقى تعليمات وتمويل من شخص يدعى أبو محمد المهاجر وينقل الأوامر إلى باقي المتهمين ويمولهم.
وأكدت أنه بعد اكتمال جمع المعلومات أرسل أبو محمد المهاجر شاحنة «هايلوكس» بيضاء مصفحة ومجهزة بالمواد المتفجرة يقودها منفذ العملية المدعو أبو ماجد التونسي الذي اجتمع بالعمور ليرشده إلى الموقع قبل الهجوم.
وأدى الهجوم، الذي أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه، إلى مقتل سبعة عسكريين وإصابة 13. وأعلن الجيش مباشرة عقب الهجوم أن حدود المملكة مع سورية ومع العراق منطقة عسكرية مغلقة.
النظام السوري يستغل الوقت المستقطع من محادثات جنيف في ارتكاب المجازر في الغوطة الشرقية
ارتفاع عدد الضحايا إلى 22 قتيلاً أغلبهم مدنيون
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي»: في الوقت الضائع من المرحلة التفاوضية، التي انتهت جولتها الثامنة من محادثات جنيف دون احراز أي تقدم يذكر على جميع المستويات والاصعدة، يأخذ وفد النظام إجازة في دمشق بعد ان اظهر عدم جدية خلال المفاوضات ليعمل بعدها على كسب مزيد من الوقت في ظل خمول دولي، حيث ينشغل النظام السوري وحليفه الروسي في تعميق نزيف المحاصرين، ورفع وتيرة الحملة المتواصلة منذ منتصف الشهر الفائت على بلدات ريف العاصمة دمشق في الغوطة الشرقية.
فقد ارتكبت قوات النظام السوري أمس الأحد مجازر راح ضحيتها أكثر من 22 بينهم 17 مدنياً وعشرات الجرحى، جراء قصف الطائرات الحربية مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وشنت عشرات الغارات على كل من بلدة حمورية التي قضى فيها عشرات القتلى والجرحى المدنيين، وتسببت بوجود عالقين تحت الأنقاض، وفي مدينة عربين التي قضى فيها 3 مدنيين، وأصيب عدد آخر بجروح، بالتزامن مع قصف بلدة مسرابا و»بيت سوى» حيث قتل شخص وجرح آخرون.
18 غارة جوية
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 22 شخصاً على الأقل من بينهم 17 مدنياً قتلوا أمس الأحد في سلسلة من الضربات الجوية للطائرات الحربية الحكومية الروسية على معقل محاصر لمقاتلي المعارضة بالقرب من العاصمة دمشق. وأضاف المرصد أن منطقة الغوطة الشرقية المعقل الرئيسي الأخير للمعارضة على مشارف دمشق تعرض لما لا يقل عن 18 غارة جوية منذ صباح امس الأحد.
وأوضح «أن الغارات التى أسقطت العدد الأكبر من القتلى استهدفت بلدة حمورية في الغوطة الشرقية ما أسفر عن مقتل 11 مدنياً من بينهم ثلاثة أطفال» وحسب المرصد ، ارتفـع عدد القتلى إلى نحو 180 مدنياً جراء تصاعد القصـف على الغوطـة الشـرقية مـنذ 14 تشـرين الثاني/ نوفـمبر الماـضي .وتتـعرض الغـوطة الـشرقية لحصـار من قـوات النظـام منذ أربعـة أعـوام.
ويكرس النظام السوري سياسة الأرض المحروقة من خلال تدمير البنية التحتية والمباني الحيوية والمشافي والمراكز الطبية والخدمية، وفي هذا الإطار حمّل المجلس المحلي في بيان رسمي له، القوى الدولية والدول الضامنة لمنطقة «تخفيف التوتر» في الغـوطة الشـرقية، مسؤولية استمرار النظام السوري باسـتهدافه لمـدن وبلـدات الغـوطة الشـرقية.
وذكر المجلس ان الهجمة العسكرية التي تنفذها قوات الأسد والميلشيات التابعة لها على الغوطة الشرقية، تستهدف المدنيين والفرق الطبية والمؤسسات المحلية والاغاثية، بعيدًا عن أي وجود عسكري لفصائل المعارضة داخل المدن.
ووفقاً لمصادر أهلية لـ»القدس العربي» فإن مدن وبلدات الغوطة الشرقية استهدفت خلال نهار يوم الاحد بـ 28 غارة جوية إضافة إلى 50 قذيفة هاون، خلّفت 17 قتيلاً من المدنيين وأكثر من 60 جريحاً عدا عن المفقودين تحت الأنقاض.
الناشط الحقوقي محمد عجلون قال في اتصال مع «القدس العربي» ان حركة النزوح الداخلية ازدات خلال الأيام الفائتة بشكل ملحوظ، على الرغم من دخول الغوطة الشرقية ضمن اتفاق خفض التصعيد، فقد وثقت الجهات المعنية المنتشرة في كافة مدن وبلدت الريف المحاصر، نزوح أكثر من 2300 عائلة من بلدات حرستا ومديرا، فضلا عن المعاناة المضاعفة بسبب التنقل المتكرر نتجية عدم وجود أمكان آمنة، وعدم توفر المنازل المؤهلة للسكن في ظل الدمار الكبير، حيث تشهد الغوطة، منذ مطلع شهر تشرين الثاني الفائت، قصفًا جويًا كثيفًا، الأمر الذي ألحق دماراً شاملاً في الأبنية السكنية في المنطقة.
النظام يقصف قواته
وقصف سلاح الجو بالخطأ تجمعات لقوات النظام في مركز إدارة المركبات في مدينة حرستا بريف دمشق، ووفقاً لمصادر ميدانية لـ «القدس العربي» فإن الغارة الجوية استهدفت قوات للنظام داخل رحبة الدبابات، وقال مصدر مسؤول من المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية في اتصال مع «القدس العربي» ان «غارة جوية من الطيران الحربي قصفت بالخطأ مواقع ميليشيات الأسد داخل رحبة الدبابات وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات».
اعتقال 40 شاباً في 24 ساعة
واعتقلت الشرطة العسكرية وقوات النظام السوري يوم امس نحو أربعين شاباً من أبناء مدينة التل -11 كم شمال العاصمة دمشق – التي كانت قد عقدت مصالحة مع النظام السوري، وساقتهم إلى الخدمة العسكرية حيث شنت قوات النظام حملة دهم واعتقال احتجزت خلالها الشبان من الشوارع الرئيسية عبر حواجز عسكرية متنقلة.
ووثق ناشطون اعتقال نحو 40 شاباً وسط حملة «مكثفة» للبحث عن المطلوبين للخدمة بهدف تعبئتهم في صفوف قوات النظام، وتخوف من حملات مشابهة لكل من هو قادر على حمل السلاح بغض النظر عن وضعه.
سبعة خطوط حمر إسرائيلية في سوريا وترجيحات بأنها لن ترد على الغارة الجديدة
وديع عواودة:
الناصرة – «القدس العربي»: لم تعلق إسرائيل رسميا حيال الهجمة الجوية التي نسبت لها في سوريا، فيما يؤكد المحللون البارزون فيها أنها أوصلت رسالة واضحة بذلك لإيران تحمل خطا أحمر مفاده أنها لن تقبل ببنائها قواعد على الأراضي السورية الى جانب زيادة ثلاثة خطوط حمر جديدة.
يشار الى أن مصادر استخباراتية غربية أعلنت، خلال الشهر الماضي، أن ايران تقيم قاعدة عسكرية ثابتة في سوريا، ويظهر في الصور التي تم التقاطها للموقع بواسطة الأقمار الصناعية، انه تم في الموقع الذي يبعد 14 كيلومترا عن دمشق، و50 كيلومترا عن هضبة الجولان، بناء اكثر من 24 بناية. وحسب تقرير نشرته شبكة البي بي سي الإخبارية البريطانية، فقد ظهرت بعض المباني في الأشهر الأخيرة فقط. وقالت جهات الاستخبارات إن ايران انشأت القاعدة في موقع كان يستخدمه الجيش السوري في السابق، بالقرب من بلدة الكسوة. وقدر خبراء أنه يمكن أن يرابط في هذا الموقع 500 جندي. وحسب التقارير فإن القاعدة ستخدم، كما يبدو، القوات الشيعية الموالية لإيران.
ونقلت صحيفة « يديعوت أحرونوت « عن مصادر اسرائيلية أن الايرانيين يمتلكون العقارات في سوريا بهدف إنشاء مصانع أسلحة، ومن ثم قواعد عسكرية لـ» الميليشيات الشيعية «. ويسود التقدير بأن الرسالة التي بعثت بها اسرائيل من خلال الهجوم المنسوب إليها على قاعدة ايرانية في سوريا، هو أن اسرائيل لن تسلم بإقامة مطار وميناء بحري لإيران في سوريا.
ويرجح أن إسرائيل قد بعثت برسالة واضحة إلى اجهزة الأمن السورية وايران بعد نشر الصور التي التقطها القمر الصناعي للقاعدة التي تبنيها إيران قرب دمشق. وشارك رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، افيغدور ليبرمان، الشهر الماضي بتوضيح الرسالة بقولهما إن اسرائيل لن تسمح بأي نوع من الوجود العسكري الايراني الراسخ، الذي من شأنه تهديد أمنها، على الأراضي السورية.
والى جانب الصمت الرسمي اكتفى نتنياهو هذه المرة بنشر شريط مصور بعد الهجوم، قال فيه دون التوجه مباشرة للهجوم المذكور إن السياسية الاسرائيلية «لن تسمح للنظام الإيراني بترسخ وجوده في سوريا، كما يريد، بهدف القضاء على دولتنا». وأضاف: «لن نسمح لنظام لا هم له إلا التهديد بإبادة دولة اليهود، بالحصول على سلاح نووي».
وجاءت تصريحات نتنياهو هذه في خطاب مسجل سيتم بثه في منتدى صبان المنعقد هذه الأيام في واشنطن.
سوريا لن ترد
وقال عضو لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، الجنرال (احتياط) أيال بن رؤوبين (المعسكر الصهيوني) إن «احتمال الرد السوري متدن لأن السوريين منشغلون بتشكيل سوريا بعد الحرب الاهلية». وأضاف «إذا وقع مثل هذا الهجوم الإسرائيلي فإن الرسالة واضحة جدا للإيرانيين والسوريين والروس والأمريكيين – وهي أن اسرائيل ستعمل ولن تسمح بالتوطيد الإيراني في سورية بعد الحرب الأهلية».
وهذا ما أجمع عليه معلقون إسرائيليون بارزون أمس، مؤكدين أن الهجوم جاء من أجل تمرير «رسالة سياسية واضحة وشديدة، مفادها أنه لن يتم إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية دائمة في الأراضي السورية، حتى لو كلف ذلك تصعيدا عسكريا».
ونوهت القناة الإسرائيلية العاشرة أنه سبق هذه الغارة تحذير إسرائيلي، من خلال تسريب صور للقاعدة العسكرية التي استهدفت إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وتم بثها قبل ثلاثة أسابيع، ومن خلال تهديدات أطلقها نتنياهو وليبرمان، ورئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، (في مقابلة لموقع «إيلاف» السعودي) وقالوا إن إسرائيل لن تسمح بإنشاء قاعدتين عسكريتين، جوية وبحرية، في سوريا.
ويعتبر المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، ان إسرائيل انتقلت بهذا الهجوم من مرحلة التهديدات والتحذيرات للإيرانيين والسوريين إلى المرحلة العملياتية. ويشير فيشمان الى ان هذه الغارة «هي أسلوب إسرائيل بالتوضيح إلى جميع الأطراف أنه إذا لم يأخذوا مصالح إسرائيل في الحسبان وسمحوا لإيران بالاستقرار في الأراضي السورية كقوة عسكرية كبيرة، فإنه سيكون لذلك ثمن عسكري. وتابع «الآن يتعين على جميع الأطراف الضالعة في عملية التسوية في سوريا، السوريين والإيرانيين والروس والأتراك والأمريكيين والأوروبيين، أن يتعاملوا مع إسرائيل كجهة أساسية لديها قدرة على تشويش أية تسوية بصورة عسكرية».
وكشف فيشمان أن «القاعدة العسكرية المستهدفة موجودة في مجال المراقبة من الحدود الإسرائيلية (في الجولان المحتل)». وأشار إلى أن توقيت الغارة لم يكن صدفة، إذ أنها نُفذت فيما لا تزال هذه القاعدة العسكرية خالية من الجنود، وأن الرسالة التي توجهها إسرائيل هي أنه «أفعل ذلك قبل أن تدشن هذه القاعدة وترفع فيها أعلام إيرانية».
رسالة إلى روسيا أيضا
من جهته يوضح المحلل للشؤون الاستراتيجية في صحيفة «معاريف»، يوسي ميلمان، أن هذه الغارة هي «بمثابة محاولة إسرائيلية قوية لتمرير رسالة إلى روسيا ليس أقل من توجيهها إلى الرئيس بشار الأسد وإيران. والرسالة برأي ميلمان هي أن إسرائيل جدية عندما تقول إنها لن تسمح بإنشاء قواعد عسكرية إيرانية في سورية. ويتفق ميلمان مع قول ابن رؤوفين إن إسرائيل مطمئنة إلى عدم رد النظام السوري على العدوان الإسرائيلي، وكتب أن «الأسد لا يمكنه السماح لنفسه بالرد على خرق السيادة من جانب إسرائيل أكثر من إطلاق صواريخ غير ناجعة من منظومة دفاعاته الجوية، لأن إسرائيل سترد بقوة أكبر، وهو آخر شيء يريده في هذه المرحلة أن يفتح جبهة ضدها. كما يوضح ميلمان أن إسرائيل وسّعت «الخطوط الحمراء» التي وضعتها بالنسبة لسوريا، منوها انه على مدار السنوات الماضية وضعت إسرائيل أربعة خطوط كهذه: عدم التدخل في الحرب الأهلية، والحفاظ على الهدوء عند «الحدود» في الجولان المحتل، ورد فعل مدروس على أي نيران طائشة، واستغلال فرص لاستهداف شحنات أسلحة تُنقل إلى حزب الله في لبنان. لكن في الأشهر الستة الأخيرة أضافت إسرائيل ثلاثة «خطوط حمراء» أخرى: منع اقتراب قوة عسكرية إيرانية أو لحزب الله أو «الميليشيات الشيعية الدولية» من الحدود في الجولان المحتل إلى مسافة تقل عن 40 كلم؛ إحباط بناء ميناء وقواعد جوية في سوريا لصالح إيران؛ منع استهداف تنظيمات مسلحة للدروز.
عدم استيعاب الرسالة
لكن ميلمان يعتقد أن هذه الغارة الإسرائيلية لن تمنع إيران من مواصلة السعي لتحقيق غاياتها الإستراتيجية، بما في ذلك وجود عسكري في سوريا، وأنها «لن تتنازل عن مكاسبها الحربية في سوريا». ويتفق معه حول ذلك المحلل العسكري في «هآرتس»، عاموس هرئيل مؤكدا أن الغارة عبارة عن رسالة موجهة إلى إيران والنظام السوري والدول العظمى أيضا. ويرى هرئيل أن السؤال الأهم هو كيف ستتصرف إيران في المدى البعيد وما إذا كانت ستزيد من جهودها للاستقرار في سوريا. ويوضح أن لإيران هدفا استراتيجيا واضحا وهو تفعيل «ممر بري» يريط بينها وبين العراق وسوريا وحزب الله في لبنان. مرجحا أن تصعيدا عسكريا مسبقا مع إسرائيل لا يخدمها لكن من الواضح أن كلا الجانبين يسيران على الحافة، الإيرانيون بمواصلة استقرارهم العسكري وإسرائيل بالغارات المنسوبة لها.
ويعتبر المحلل العسكري، في صحيفة «يسرائيل هيوم» يواف ليمور ان الضربة الجوية تعني انتقال اسرائيل من مرحلة الحديث إلى مرحلة العمل بشأن الوجود الإيراني في سوريا، معتبرا هو الآخر ان الهجوم المنسوب إلى سلاح الجو الاسرائيلي حدد خطا أحمر واضحا، يقول إن إسرائيل جادة بشأن نواياها بعدم السماح لإيران وأذرعها بترسيخ وجودهم في المنطقة. وللتدليل على رؤيته يقول ان الهجوم المنسوب إلى اسرائيل وقع بعد أشهر عديدة اوضحت خلالها انها لن تجلس مكتوفة الأيدي في ضوء الجهود الإيرانية الرامية إلى اقامة قواعد دائمة في سوريا. وكشف انه تم نقل هذه الرسائل بطرق دبلوماسية إلى زعماء الغرب والمنطقة، بل أعلن نتنياهو وليبرمان هذا الموقف على الملأ. ويرجح ليمور أن الجانب الآخر لم يستوعب الرسالة المطلوبة، فايران لم تقم بوقف عملية إنشاء موقع لها في قاعدة الكسوة، لا بل قامت بتسريع العمل.
تصعيد النظام في الغوطة: رسالة للسعودية؟
تواصل المقاتلات الحربية الروسية وتلك التابعة لقوات النظام، منذ 3 أسابيع، قصفها مدن وبلدات الغوطة الشرقية. وإذا توقف القصف بشكل مؤقت، أثناء انعقاد “جنيف-8” فقد عاد بوتيرة مكثفة، الأحد والإثنين، ما تسبب بمقتل عشرات المدنيين في الغوطة الشرقية المُحاصرة منذ 3 سنوات.
وقال الدفاع المدني إن ما لا يقل عن 17 شخصاً قتلوا في بلدة حمورية، في ضربة جوية على سوق شعبي ومنطقة سكنية، بعدما استهدفها الطيران بنحو 30 غارة، في الساعات الـ24 الماضية. وقال الدفاع المدني إن 4 أشخاص قتلوا أيضاً في مدينة عربين، بينما قتل آخرون في مسرابا وحرستا.
“المرصد السوري لحقوق الإنسان” قال إن عدد القتلى، الأحد، كان الأكبر في يوم واحد منذ بدأت الضربات الكثيفة قبل 20 يوماً. وقال المرصد إن نحو 200 مدني، بينهم كثير من النساء والأطفال، قتلوا في الضربات والقصف خلال تلك الفترة.
بعض الصحف العربية قالت إن الشرطة العسكرية الروسية بدأت بالانسحاب من نقاط لها في مخيم الوافدين وجسرين وحرزما. وانتشار الشرطة العسكرية الروسية في تلك النقاط تمّ بعد الاتفاق عليها مع “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، في إطار توقيعهما مذكرتي “خفض تصعيد” تشمل معظم مناطق الغوطة الشرقية.
ورغم أن مصادر “المدن” نفت حدوث انسحاب للشرطة العسكرية الروسية من نقاطها في محيط الغوطة، إلا أن تسريب تلك الأنباء يُشير إلى احتمال بدء عملية عسكرية واسعة لمليشيات النظام في الغوطة الشرقية. الأمر يتوافق مع ما أكدته “قناة العالم” الإيرانية من أن “قراراً عسكرياً تم اتخاذه من أعلى المستويات العسكرية، باستعادة كامل الغوطة الشرقية لدمشق”، وذلك “بعد أن خرقت تلك الفصائل اتفاقية خفض التصعيد المتوافق عليها في أستانة”. وبحسب “العالم” فإن “أولوية العملية العسكرية ستكون باتجاه حي جوبر وبعدها توسيع نطاق السيطرة باتجاه عمق الغوطة، من دون توضيح موعد انطلاق العملية العسكرية التي لن تتوقف حتى انهاء الوجود المسلح بالكامل داخل الغوطة الشرقية”.
خرق المعارضة لاتفاق “خفض التصعيد” في الغوطة الشرقية، يبدو ذريعة واهية لتبرير عمل عسكري مقبل لمليشيات النظام ضد المنطقة شديدة الاكتظاظ السكاني. فمليشيات النظام لم تتوقف عن الخرق المباشر للاتفاق منذ لحظة توقيعه، بكل الوسائل العسكرية والأمنية، إن كان بالقصف الجوي المكثّف أو بإحكام الحصار ضمن سياسة “التجويع والتركيع”.
وتكثّف القصف على الغوطة الشرقية بعد هجوم لـ”أحرار الشام” في حرستا على “إدارة المركبات العسكرية” التي طالما استخدمتها قوات النظام كقاعدة لقصف مناطق سيطرة المعارضة. وفشلت قوات النظام حتى اللحظة في استعادة كامل “إدارة المركبات” على الرغم من كثافة التعزيزات من “الفرقة الرابعة” و”الحرس الجمهوري” التي وصلت إلى المنطقة.
إلا أن “جيش الإسلام” المسيطر على قطاع دوما، و”فيلق الرحمن” المسيطر على القطاع الأوسط، لم يُشاركا “أحرار الشام” في عملية “إدارة المركبات”. ما يجعل من الأنباء عن سحب الشرطة العسكرية الروسية، والتهديد بعملية عسكرية لمليشيات النظام ضد الغوطة ككل، أشبه بالعقاب الجماعي، يستهدف المعارضة بشكل عام، و”الهيئة العليا للمفاوضات” بشكل خاص، بعدما رفضت خفض سقف بيانها الصادر عن “مؤتمر الرياض-2” في مفاوضات “جنيف-8”.
وهنا يقرأ البعض أن رسائل التصعيد ضد الغوطة موجهة من روسيا بشكل رئيسي للسعودية، بعدما عبّر النظام مراراً عن “استيائه” من نتائج “مؤتمر الرياض-2″، رغم المحاولة الروسية لتفجيره من الداخل بحقن ممثلي “منصة موسكو” ضمن وفد “الهيئة العليا للمفاوضات”.
الأمم المتحدة كانت قد قالت إن نحو 400 ألف مدني في المنطقة المحاصرة يواجهون “كارثة شاملة” بسبب عدم وصول المساعدات وعدم السماح لمئات الأشخاص الذي يحتاجون إلى إجلاء طبي عاجل بمغادرة المنطقة.
وكالة رويترز” نقلت عن التاجر من حمورية صادق إبراهيم، قوله عبر الهاتف: “عم يستهدفوا المدنيين. الطيران قصفنا لا في ثوار أو معسكرات أو نقاط تفتيش”. في حين قال عبدالله خليل، الذي فقد أفراد عائلته في غارة جوية على عربين: “الله ينتقم من النظام وروسيا”.
ريف حماة: المعارضة تستعيد الرهجان
استعادت فصائل المعارضة المسلحة و”هيئة تحرير الشام”، قرية الرهجان وعدداً من المواقع قرب قريتي أم ميال والشاكوسية في ناحية السعن، في ريف حماة الشمالي الشرقي، الأحد، بعد معارك عنيفة خاضتها ضد مليشيات النظام المتقدمة في المنطقة. المليشيات خسرت أكثر من 20 عنصراً بينهم ضباط، بالإضافة الى عدد من العربات المدرعة خلال هجوم المعارضة المعاكس لاستعادة مواقعها التي كانت قد خسرتها في الصباح، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
وكانت مليشيات النظام قد تمكنت من السيطرة على الرهجان ومواقع في محيطها القريب بعدما شنّت هجوماً برياً هو الأعنف على المنطقة، وهاجمت مواقع المعارضة المسلحة من ثلاثة محاور؛ الأول انطلق من قرية المستريحة باتجاه الرهجان، والثاني نحو قرية الشاكوسية شمال شرقي الرهجان، والثالث نحو قرية أم ميال جنوب غربي الرهجان.
مليشيات النظام مهدت لتقدمها بقصف مدفعي وصاروخي عنيف استهدف مواقع المعارضة المسلحة في الرهجان والبلدات القريبة منها. وبدأ التمهيد الناري للمليشيات، فجر الأحد، قبل ثلاث ساعات من الهجوم البري. واستفادت المليشيات من الغارات الجوية التي رافقت الهجوم، إذ شنّت الطائرات الحربية أكثر من 100 غارة جوية، نالت الرهجان وأم ميال الحصة الأكبر منها. وطالت الغارات أيضاً مواقع المعارضة الأمامية، وخطوط امدادها، ما تسبب بمقتل عدد من عناصرها ومن “تحرير الشام” التي خسرت قادة ميدانيين.
وعلى الرغم من الدعم الناري الكبير الذي تميزت به مليشيات النظام، براً وجواً، إلا أنها لم تتمكن من تثبيت مواقعها داخل القرية ومحيطها. ويرجع ذلك لسببين؛ الأول، المليشيات فشلت في السيطرة على أم ميال والشاكوسية اللتين تعتبران مرابض مهمة لنيران المعارضة و”تحرير الشام” ومنهما انطلقت الهجمات المعاكسة، والسبب الثاني يعود لطبيعة المنطقة السهلية وتخوف المليشيات من استخدام المدرعات بكثافة عالية خوفاً من صواريخ المعارضة المضادة للدروع والتي حصدت عشرات الآليات الثقيلة التابعة للمليشيات خلال المعارك المستمرة.
وما من قيمة استراتيجية لقرية الرهجان التي تحاول مليشيات النظام السيطرة عليها، وليس في محيطها تلال راصدة، ولا تعتبر موقعاً مهماً من الناحية العسكرية. وربما يعود اهتمام المليشيات بالقرية وابرازها كموقع مهم من الناحية الرمزية باعتبارها مسقط رأس وزير دفاع قوات النظام فهد جاسم الفريج.
وفي موازاة المعارك العنيفة التي شهدها محور الرهجان، شهد المحور الثاني الذي تحاول المليشيات التقدم فيه في ناحية الحمراء والمتجه نحو أبو دالة، معارك عنيفة لم تكن أقل ضراوة. واستطاعت المعارضة التصدي للهجمات في قرى التريكية والظافرية والبليل وأم خزيم والشطيب. وقالت المعارضة إنها تمكنت من قتل مجموعة كاملة من عناصر المليشيات، من بينهم قادة بارزين بعدما استهدفت موقعاً متقدماً لهم في قرية ربدة الواقعة بين قريتي قصر علي في الشمال وقصر شاوي جنوباً.
واشنطن وموسكو تمنعان إيران من الاستفراد بحدود سوريا والعراق
أمر واقع
دمشق – أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، الأحد طرد تنظيم الدولة الإسلامية من شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق بدعم روسي وأميركي على حد سواء.
ويعزز إعلان الوحدات الكردية عن وجود تنسيق أميركي روسي معها في شرق دير الزور، المؤشرات على توصل القوتين المتنافستين إلى اتفاق يقضي بدعم الأكراد ميدانيا بما يمنع الميليشيات الإيرانية من الاستفراد بالمنطقة الحدودية مع العراق، وأيضا لفرض إشراكهم في العملية السياسية، وهو ما ترفضه تركيا.
وأعلنت الوحدات الكردية في بيان الأحد من قرية الصالحية على الضفة الشرقية للفرات أنها “وبالتعاون مع العشائر العربية من أبناء المنطقة (…) حررت منطقة ريف دير الزور شرق الفرات من الإرهاب بالكامل”، وفقا لما جاء في البيان الذي تلاه المتحدث باسمها نوري محمود بحضور وفد عسكري روسي على ما نقلت وكالة أنباء “هاور” الكردية.
وتوجهت الوحدات الكردية بالشكر “للقوى الدولية والتحالف الدولي، وقوات روسية على تقديم الدعم الجوي واللوجيستي والاستشارة والتنسيق على الأرض”.
وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها الوحدات عن دعم روسي لها في المواجهة مع تنظيم داعش في شرق سوريا، ويقول متابعون إن هذا الإعلان في هذا التوقيت بالذات يحمل أكثر من مغزى.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أكدت إثر إعلانها بدء حملة “عاصفة الجزيرة” في التاسع من سبتمبر في شرق الفرات عدم وجود اي تنسيق مع الجيش السوري وحليفته روسيا اللذين سبقاها في إعلان عملية عسكرية غربي النهر. كما اتهمت القوات في منتصف سبتمبر الطيران الروسي باستهداف مقاتلين لها في ريف دير الزور الشرقي، الأمر الذي نفته موسكو. وأعلنت الوحدات الأحد استعدادها “لتشكيل أركان وغرف عمليات مشتركة مع شركائنا في الحرب ضد داعش لرفع وتيرة هذا التنسيق وإنهاء الإرهاب بالكامل”.
ويرى مراقبون أن ما يحدث اليوم في الشرق السوري يعكس أن المفاوضات التي تتم خلف الأبواب المغلقة بين الولايات المتحدة وروسيا حول شرق سوريا قطعت أشواطا مهمة، بعد أن تأكد للولايات المتحدة أنها لن تستطيع تحقيق أي خرق في تلك الجهة، وخاصة في مواجهة إيران دون الدعم الروسي، وهو ما أشار إليه أيضا الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية المنشق طلال سلو في حوار نشر الأحد.
وقال سلو “حينما بدأت الحملة في باقي مناطق الجزيرة وشمال الفرات ضد داعش لم يكن لدينا أو لتنظيم وحدات حماية الشعب القدرة على إطلاقها، فهذه الحملة بدأت بإرادة الولايات المتحدة، والهدف لم يكن النفط أبداً، إنما الوصول إلى مدينة البوكمال والميادين قبل قوات النظام السوري. والهدف من الوصول إلى البوكمال والميادين، هو إنشاء حاجز بين سوريا والعراق.
وأضاف سلو “واشنطن حاولت مساعدة قوات سوريا الديمقراطية في البداية لكنها فشلت، لأننا تعرضنا منذ البداية لمضايقات روسية، حتّى أنّ البعض من العناصر قُتِلوا في هجمات للنظام السوري وروسيا، الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية كانتا تقاتلان جنبا إلى جنب، وكانت قوات النظام بعيدة، لكن عندما رأت واشنطن سرعة تقدم النظام باتجاه تلك المنطقة، قامت بتحريك قوات سوريا الديمقراطية، وهناك أمر لا يعلمه الكثيرون، وهو أنّ العديد من النقاط التي تمت السيطرة عليها تُركت للروس، ومنها منشأة كونكو للغاز، وحقول النفط الموجودة في أطرافها، وعندما تمّ تسليمهم هذه الحقول، توقفت قوات النظام عن التقدم”.
تصريحات سلو وإعلان الوحدات عن نجاحها في السيطرة على شرقي نهر الفرات بفضل الدعم الروسي والأميركي معا، يؤكدان أن روسيا والولايات المتحدة باتتا تعملان معا في شرق سوريا لتعزيز تقدم الأكراد في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا للحيلولة دون إطباق الميليشيات الإيرانية سيطرتها الكاملة على الجهة. وتعتبر إيران الحدود السورية العراقية نقطة محورية في مشروع حزامها الأمني الذي تسعى لتشييده ويبدأ من العراق فسوريا وصولا إلى لبنان، وهذا ما يفسر تولي الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني قيادة معركة البوكمال بنفسه.
والبوكمال هي إحدى أكبر المدن في محافظة دير الزور وقد كانت أحد المعاقل الرئيسية لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية حيث ينتقلون عبرها بين العراق وسوريا.
طلال سلو: العديد من النقاط التي تمت السيطرة عليها تركت للروس، ومنها منشأة كونكو
وهذه المطامع الإيرانية تعتبر أحد الاسباب الرئيسية في عدم التوصل إلى تسوية للنزاع السوري الذي بلغ عمره سبع سنوات، والذي تسارع اليوم روسيا لإنهائه.
ويقول محللون إن روسيا رغم حاجتها إلى دعم إيران في الحرب السورية، بيد أن لديها الكثير من التحفظات على التمشي الإيراني الذي لا يتوافق وأجندتها، وقد يتحول إلى مشكل بالنسبة لها في المستقبل القريب.
ويشير المراقبون إلى أن التعاون الروسي الأميركي مع الوحدات الكردية في شرق سوريا لا يستهدف على ما يبدو فقط إيران بل وأيضا تركيا التي تعارض بشكل كبير وحدات حماية الشعب وتعتبرها تنظيما إرهابيا يتبع حزب العمال الكردستاني الذي يسعى منذ عقود لانفصال جنوب شرقي تركيا.
ويلفت هؤلاء إلى أن دعم روسيا والولايات المتحدة للأكراد شرقي دير الزور ربما من بين أهدافه هو تعزيز حظوظ مشاركتهم في العملية السياسية، حيث أن تركيا كما إيران لن تجدا القدرة على رفض وجود هذا المكون الذي يسيطر على ربع المساحة السورية في المسار التسووي.
ويذكر المراقبون بالدعوة التى أرسلتها موسكو إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الذراع السياسية للوحدات قبل فترة لحضور مؤتمر الحوار الوطني السوري (لم يتم تحديد موعد انعقاده حتى اليوم) الأمر الذي أثار غضب أنقرة.
وكانت تسريبات قد تحدثت، الأسبوع الماضي أن مسؤولين أميركيين حاولوا الضغط على وفد المعارضة السورية لإشراك الاتحاد الديمقراطي في المفاوضات، وذلك على هامش اجتماعات جنيف8 التي تم إيقافها الجمعة على أن تستأنف الثلاثاء وتتواصل إلى حدود 15 ديسمبر الجاري.
وفيما تذهب التحليلات باتجاه أن الدعم الروسي الأميركي للأكراد يتم بعيدا عن تركيا وإيران للضغط عليهما يرى البعض أن ما يحصل خلاف ذلك وأن هناك توافقا بين جميع هذه الأطراف على الدور الكردي مستقبلا. ويبني هؤلاء رؤيتهم للمسألة على لقاء القمة الثلاثية الذي جرى الشهر الماضي وجمع في سوتشي كلّا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وركز في أحد جوانبه على الملف الكردي.
وسبق هذا اللقاء اتصالات أجراها الرئيس الروسي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ويرجح المراقبون أن يكون بوتين نجح في إقناع أردوغان بأنه لا مناص من إشراك الأكراد في العملية السياسية، وأنه لا بد من أخذ مطالبهم بعين الاعتبار مع التشديد على أن كل ذلك سيتم تحت كنف السلطة المركزية في دمشق.
ويلفت هؤلاء إلى أن تعهد ترامب بوقف إرسال المزيد من الأسلحة إلى قوات سوريا الديمقراطية يهدف إلى تشجيع تركيا وحثها على وقف مطالباتها بإقصاء الأكراد.
ولوحظ في الفترة الأخيرة تراجع تهديدات أنقرة باجتياح مدينة عفرين في ريف حلب التي تسيطر عليها الوحدات، بعد أن كان المسؤولون الأتراك لا يتركون فرصة إلا ويهددون فيها بتنفيذ هذه الخطوة.
نيويورك تايمز: هكذا حوَّل الأسد سوريا إلى أطلال.. فمن يُعمّرها؟
ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين
تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير لها، أوضاع سوريا وما آلت إليه مدنها الرافضة لحكم بشار الأسد وانضمت إلى صفوف الثورة ضده منذ بدايتها في عام 2011، مشيرة إلى أنه استخدم سياسة الأرض المحروقة ضدهم.
حي الوعر في مدينة حمص، الشاهد الباقي على بشاعة تلك الحملة العسكرية التي شنها الأسد على أحيائها منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام، كان آخر الأحياء التي تمكنت قوات الأسد من استعادتها من يد المعارضة المسلحة.
ومنذ ثلاثة أعوام ونصف العام، حاصرت قوات النظام السوري هذا الحي وقصفته بشكل متواصل، وتتبين آثار ذلك من جولة في الحي، فلا يبدو شارع أو بيت إلا وعليه أثر من آثار ذلك القصف، الذي حطم المستشفى الوحيد في المدينة ولم يتبقَّ سوى طابقين من طوابقه العشرة يمكن استخدامها.
التحدي الأكبر الآن أمام رئيس النظام السوري بشار الأسد، هو إعادة إعمار تلك المدن التي دُمرت بفعل الحرب، فهل يمكن أن يسهم منتقدوه من الغربيين في إعادة إعمار هذه المدن؟ أو هل يمكن للغرب أن يتخلى عن الشعب السوري ويتركه يعيش في بيوت مدمرة؟
السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر، يقول إن مساعدة السكان السوريين المحتاجين من دون توطيد سلطة الأسد يعتبر معادلة صعبة، “لا بد من طريق ضيق، يجب أن نجده”.
الحكومات الغربية لها مصلحة كبيرة في إعادة النازحين السوريين وتوطينهم في بلادهم، على الأقل سيسهم هذا الأمر في عدم تدفق اللاجئين إلى أوروبا، كما أنه سيسهم في دخول الشركات الغربية إلى سوريا للإعمار والاستثمار، تقول الصحيفة.
وبحسب المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي مستورا، فإن إعادة إعمار سوريا ستتكلف 250 مليار دولار.
في حين قال البنك الدولي إن ما يقرب من خُمس المباني السكنية في سوريا تضررت، وقالت الأمم المتحدة إن كل مدرسة من ثلاث مدارس تضررت ودُمرت، وأقل من نصف المرافق الصحية في البلاد لا تعمل.
في حلب، ثاني أكبر مدينة سورية والتي استعادتها قوات النظام قبل عام، لا تزال إمدادات المياه تعاني مشاكل كبيرة، ما يضطر اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى نقل المياه بشاحنات، وهي عملية مكلفة، في حين لا تزال مدينة حمص التاريخية التي استعادها النظام عام 2014، بعد حصار مدمر، عبارة عن ركام.
لقد أثبتت استراتيجية الأسد أن الحصار والتجويع أفضل وسيلة لقتل المدنيين والمدن، فحتى مع انتهاء الحرب في العديد من المدن ما زال النظام يستخدم تلك الوسيلة رغم ما تخلفه من عواقب إنسانية وخيمة.
في الغوطة الشرقية، المنطقة الزراعية الغنية التي كانت تحت سيطرة المعارضة في ضواحي دمشق، أدى الحصار الذي فرضه النظام السوري إلى ارتفاع معدلات الجوع إلى أعلى مستوياته فيها، حيث أصيب نحو 12% من الأطفال بسوء التغذية الحاد.
وبحسب فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فإن المساعدات وإعادة الإعمار هي آخر الأوراق التي ما زالت بيد الغرب من أجل التأثير في مستقبل سوريا السياسي.
وأعربت موغيريني عن تأييدها فكرة إعادة بناء سوريا في المستقبل، “إلا أنه يتعين على الدول الغربية أن توضح طبيعة مشاركتها والتي لن تُعرف إلا بعد أن يتم الانتقال السياسي، في جنيف”.
لاريجاني: الوجود الأميركي بسوريا غير قانوني
وصف رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الوجود الأميركي في سوريا بأنه غير قانوني ويعرقل التسوية. وأشار لاريجاني إلى أن التعاون بين موسكو وطهران في مواجهة ما سمّاه الإرهاب في سوريا تقدم بشكل جيد وحقق إنجازات هامة.
وأكد لاريجاني خلال لقائه رئيس مجلس الدوما الروسي (البرلمان) فيتشيسلاف فولودين في موسكو اليوم، عزم الجانبين الروسي والإيراني على مواصلة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وكشفت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أنه في 30 سبتمبر/أيلول الماضي كان لديها 1720 جنديا منتشرين في سوريا.
وبعد هذا الإعلان بيومين، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن في المجلس الاتحادي الروسي فيكتور بونداريوف في تعليقه على بقاء قوات أميركية في سوريا، إن موسكو “تعي تماما أن سحب سلاح الطيران الروسي من سوريا سيمنح الأميركيين سيطرة كاملة لا على أجواء سوريا فقط بل على أجواء المنطقة كلها”.
وسبق أن أعربت موسكو عن قلقها إزاء ما وصفتها بمحاولات الولايات المتحدة تعزيز وجودها في سوريا، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إن لدى موسكو هواجس حقيقية من رغبة واشنطن في الاستقرار في بيت غريب يبدو واضحا أنها لن تجلب له الهدوء والسلام.
وفي سياق التوتر الأميركي الروسي في سوريا، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الشهر الماضي الولايات المتحدة بدعم إرهابيين منضوين في جماعات مسلحة في سوريا.
وقال إن ربط واشنطن سحب قواتها من سوريا بإحراز تقدم في المسار السياسي هناك مخالفٌ لاتفاقات جنيف، مؤكدا من جهة أخرى أن بلاده لم تعِد بضمان انسحاب القوات الموالية لإيران من سوريا.
وجاء تصريح لافروف بعد تصريح لوزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قال فيه إن بلاده ستحافظ على وجودها العسكري في سوريا حتى تؤدي مفاوضات جنيف إلى اتفاق، كما ستواصل محاربة تنظيم الدولة طالما ظل يقاتل.
كما اتهمت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء التحالف الدولي الذي تقوده أميركا بدعم تنظيم الدولة بصورة مباشرة في البوكمال (التابعة لمحافظة دير الزور شرقي سوريا)، مشيرة إلى أن العملية التي قامت بها قوات النظام السوري لاستعادة السيطرة على البوكمال فضحت حالات من التفاعل المباشر من جانب التحالف الدولي مع التنظيم.
وأشارت الوزارة إلى أن الولايات المتحدة رفضت توجيه ضربات لمقاتلي تنظيم الدولة عند خروجهم من البوكمال.
من جهته يعتبر النظام السوري أن وجود قوات أميركية على أراضيها من دون موافقته هو “عدوان” و”اعتداء”، مطالبا في مرات عدة بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات الأميركية من أراضيه.
وتوجد القوات الأميركية مع قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية والتي تسيطر على مساحات واسعة شمالي شرقي سوريا، كما قامت القوات الأميركية ببناء عدد من القواعد لها في شمال شرق سوريا.
المصدر : الجزيرة