أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 10 آب، 2012


حرب استنزاف في حلب ودمار كامل في صلاح الدين

نيويورك – راغدة درغام؛ دمشق، بيروت، طهران، اسطنبول – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

دخلت المعركة التي يخوضها الجيش السوري للسيطرة على حي صلاح الدين في حلب مرحلة حرب استنزاف مع اعلان مقاتلي «الجيش السوري الحر» انسحابهم امس من اجزاء من الحي واعادة تنظيم صفوفهم لشن هجوم مضاد، وذلك بعد ليلة من القصف العنيف بمختلف انواع القذائف اضافة الى استخدام المروحيات. ووصف «لجيش الحر» بانه «تكتيكي» سببه «القصف العنيف والعشوائي والتدمير الكامل».

واكد «الجيش الحر» في وقت لاحق مساء امس ان قواته تنتشر على مداخل حي صلاح الدين وان اشتباكات عنيفة تدور مع الجيش النظامي في هذه المنطقة. وذكر انه قتل احد قادة الجيش النظامي المسؤولين عن الهجوم على حلب العميد عصام زهر الدين، وقال مصدر في المعارضة لـ «الحياة» ان زهر الدين كان مسؤولاً عن اجتياح حي بابا عمرو في حمص وعن المعارك التي خاضتها قوات النظام مع المعارضة في كل من دوما والزبداني.

في هذا الوقت اعلن في دمشق ان الرئيس بشار الأسد عين وائل الحلقي رئيسا جديدا للوزراء خلفاً لرياض حجاب الذي اعلن انشقاقه عن النظام وهرب الى الاردن. والحلقي سني من محافظة درعا وسبق ان كان اميناً لفرع حزب البعث في درعا ونقيباً للاطباء كما كان وزيراً للصحة في حكومتي عادل سفر ورياض حجاب.

واستخدم الجيش السوري للمرة الاولى امس طائرة حربية في قصف قرية تل رفعت التي تبعد 35 كلم الى الشمال من حلب، والتي يقول النظام ان معظم المقاتلين في حلب قدموا منها.

واشار مصدر امني في دمشق الى ان المعركة المقبلة الكبيرة ستكون في حي السكري جنوب شرقي حلب بعد ان اخذت قوات النظام تتقدم بسرعة من حي صلاح الدين باتجاه سيف الدولة، ولفت الى ان الجيش النظامي استخدم في معركة صلاح الدين 10 في المئة فقط من التعزيزات التي حشدها في حلب.

وكانت مصادر امنية في دمشق ذكرت ان حشود الجيش السوري في حلب بلغت نحو 20 الفا، في مقابل ما بين ستة الى ثمانية آلاف من المقاتلين المعارضين.

من جهة اخرى، دعا وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في افتتاح مؤتمر تشاوري حول سورية عقد في طهران إلى اجراء محادثات «جادة وشاملة» بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة. وقال ان ايران على استعداد لاستضافة مثل هذا الحوار الهادف الى «استعادة الهدوء والامن» في سورية. واضاف ان ايران «ترفض اي تدخل اجنبي وعسكري في سورية وتدعم وتؤيد جهود الامم المتحدة لحل الازمة».

وحضر المؤتمر ممثلون عن 29 دولة، بينهم وزراء خارجية العراق وباكستان وزيمبابوي، اضافة الى موفدين من الاردن والسودان وسلطنة عمان وتونس وروسيا والصين وباكستان وافغانستان والهند وكوبا وفنزويلا. وحضر المؤتمر كذلك المنسق المقيم للامم المتحدة في طهران كونسوالو فيدال بروس الذي قرأ بيانا من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. ويرى المراقبون ان انخفاض مستوى التمثيل وغياب الدول الغربية والاقليمية المعنية مباشرة بالازمة السورية لا يسمح بتوقع نتائج مهمة من هذا المؤتمر.

واتهم وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو الرئيس بشار الاسد بتسليح متمردي «حزب العمال الكردستاني» الذين يقاتلون الدولة التركية منذ عقود. وقال أن الاسد أعطى أسلحة الى هذا الحزب الذي رسخ وجوده في بلدتي كوباني وعفرين شمال سورية. ونقلت مواقع اخبارية على الانترنت عن الوزير التركي قوله ان «الاسد قدم لهم دعما وزودهم بأسلحة. نعم، هذا ليس خيالا. انه حقيقة. واتخذنا الاجراءات اللازمة في مواجهة هذا التهديد». ولم يرد تعقيب من دمشق على هذه الاتهامات التركية. وكان اشخاص يشتبه في انهم من متشددي الحزب قاموا امس بنصب كمين لحافلة عسكرية تركية في اقليم إزمير الغربي وقتلوا جنديا وأصابوا 11 شخصا آخرين على الاقل. وتشعر أنقرة بالقلق من ان «حزب العمال الكردستاني» يستغل الفوضى في سورية لتوسيع نفوذه.

وفي نيويورك، قللت السفيرة الأميركية سوزان رايس من احتمال فرض منطقة حظر للطيران في سورية، مشيرة الى أن «هذا الاقتراح نوقش ولكنه لن يكون خياراً بسيطاً لأن تطبيقه يعني نشر جنود على الأرض فيما تملك سورية دفاعات جوية من بين الأكثر تطوراً في العالم». وقالت أن «الزخم ميدانياً يتحول الى صالح المعارضة فيما تزداد عزلة نظام الأسد سياسياً». وأضافت أن الولايات المتحدة ستواصل ضغوطها على النظام السوري. وأكدت أن الولايات المتحدة «ستواصل ما بدأته لجهة تقوية المعارضة ومدها بالدعم المادي وبمعدات بينها أجهزة اتصالات، وهو ما أثبت فعاليته على الأرض، وسنواصل زيادة الضغط على نظام الأسد حتى يرحل».

وقالت رايس إن رحيل الأسد هو في مصلحة الشعب السوري والولايات المتحدة، خصوصاً «بعدما رأينا الأسد و(الامين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد) جليلي أخيراً في دمشق يتحدثان عن محور المقاومة الذي يشمل حزب الله».

وعن الاحتمالات لمرحلة ما بعد الأسد، قالت رايس «إن ما قد ينشأ هو وضع من الصعب توقعه ولكن المهم أن لا تتقوض هيكلية الدولة»، مؤكدة دعم الولايات المتحدة «عملية انتقال سياسي تشمل إنشاء حكومة وحدة وطنية على أن تعمل القوى الديموقراطية معاً على إعادة كتابة الدستور وإجراء انتخابات على أسس غير طائفية بمشاركة الجميع».

وفي شأن مستقبل بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية (أنسميس) قالت رايس إن «العوامل التي يتطلبها بقاء البعثة في سورية لا يبدو أنها ستتوفر لتجديد ولايتها» بحلول موعد انتهاء هذه الولاية في ١٩ الشهر الحالي، مشيرة الى أن «الحكومة تستخدم السلاح الثقيل بكثافة وعنف بما يجعل البعثة عاجزة عن أداء ولايتها». وقالت إن الأمين العام للأمم المتحدة سيقترح خيارات على مجلس الأمن حول وجود الأمم المتحدة «وربما يكون بينها اقتراحات لوجود سياسي وهو ما سنبحثه عند الاطلاع على المقترحات».

وتوقعت مصادر ديبلوماسية أن يعلن بان اليوم إسم خلف كوفي أنان في منصب المبعوث الخاص المشترك الى سورية. وأكدت مصادر مطلعة أن المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي اعتذر عن عدم قبول المهمة. وبقي إسم الأخضر الإبراهيمي الديبلوماسي الجزائري والوسيط الدولي المخضرم مطروحاً الى جانب كل من خافيير سولانا، المفوض الأوروبي السابق للشؤون الخارجية، وميغيل أنخيل موراتينوس وزير الخارجية الإسباني السابق.

وفي جدة قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، إن قمة التضامن الإسلامي، التي ستعقد في مكة المكرمة، «ستناقش مستجدات الأزمة وسيبحث مجلس وزراء الخارجية قرار تجميد عضوية سورية».

إيران: سقوط مفاجئ للأسد سيكون «كارثياً» وندعم أن يقرر السوريون مصيرهم

طهران – رويترز – أ ف ب

حذرت إيران من إن نهاية حكم الرئيس السوري بشار الأسد بشكل مفاجئ ستكون لها تبعات كارثية على سورية، مجددة دعوتها إلى إجراء محادثات بين النظام والمعارضة من اجل إيجاد حل سياسي للأزمة وذلك خلال استضافتها اجتماعاً ديبلوماسياً في طهران أمس لبحث الأزمة.

وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في بداية المؤتمر أمس: «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن تماماً بأنه لا يمكن حل الأزمة السورية إلا من خلال محادثات جادة وشاملة بين الحكومة وجماعات المعارضة التي تتمتع بدعم شعبي في سورية».

كما شدد في كلمته التي بثها التلفزيون الإيراني على أن إيران «ترفض أي تدخل خارجي وعسكري في سورية وتؤيد وتدعم جهود الأمم المتحدة لحل الأزمة».

وكان صالحي قال في مقال للرأي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عشية المؤتمر إن سقوط الأسد سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات. وأوضح «المجتمع السوري فسيفساء بديعة من الأعراق والعقائد والثقافات وسيتفتت إلى قطع صغيرة إذا سقط الرئيس بشار الأسد بشكل مفاجئ».

وأضاف صالحي أن إيران تسعى لحل «يصب في مصلحة الجميع».

وأكد تمسك طهران بخطة الوسيط الدولي كوفي أنان الخاصة بتسوية الأزمة السورية، على الرغم من تخلي أنان عن منصبه بعد إفشال جهوده الرامية لإيجاد حل سلمي في سورية. ودعا المجتمع الدولي إلى الإقدام على 3 خطوات عاجلة لمعالجة القضية السورية وهي ضمان وقف إطلاق النار من أجل وضع حد لإراقة الدماء، وإرسال مساعدات إنسانية للسوريين، وتمهيد الطريق لحوار يسمح بحل الأزمة.

وشدد صالحي على أن إيران تدعم إجراء إصلاحات سياسية في سورية، ستسمح للسوريين بتقرير مصيرهم بأنفسهم، بما فيه ضمان حق السوريين في المشاركة بانتخابات رئاسية حرة ونزيهة تجري تحت إشراف دولي.

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن العالم بأكمله شهد على مدى السنوات العشر الماضية أن إيران ساهمت في استعادة الاستقرار في العراق وأفغانستان وبعض الدول الإسلامية الأخرى التي عانت من اضطرابات.

ووصف صالحي الفكرة القائلة إن رحيل الرئيس الأسد سيؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة في سورية بـ «الوهم».

ودعا صالحي إلى استنتاج العبر من التاريخ، مشيراً في هذا السياق إلى الحرب الأهلية في لبنان التي استمرت لمدة 15 سنة. وأضاف أن بلاده تسعى لإيجاد حل للأزمة يصب في مصالح جميع الأطراف في سورية.

ورفضت إيران اتفاقاً بشأن سورية ينص على تنحي الأسد في إطار أي انتقال سياسي. ولم يظهر أي مؤشر إلى استعداد طهران لتبني نهج جديد بشأن سورية رغم انتكاسات تعرض لها الأسد من بينها انشقاق رئيس وزرائه هذا الأسبوع.

وكان صالحي قال إن «اللقاء التشاوري» في طهران سيعقد بحضور 12 أو 13 بلداً من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، موضحاً أن طهران دعت الدول التي تتبنى «مواقف واقعية» من الأزمة السورية. وأضاف «حجتنا الرئيسية هي نبذ العنف وإجراء حوار وطني» مؤكداً أن «إيران ترغب في إنهاء العنف في اقرب فرصة في سورية».

ووصف ديبلوماسيون غربيون مؤتمر طهران بأنه محاولة لصرف الانتباه عن الأحداث الدامية على الأرض والحفاظ على حكم الأسد.

وقال ديبلوماسي غربي مقيم في طهران إن دعم إيران لنظام الأسد لا يكشف عن محاولة صادقة للمصالحة بين الأطراف المتصارعة. وقال آخر إن طهران تحاول توسيع قاعدة التأييد للأسد.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن السفير الروسي في إيران ليفان جاجاريان سيمثل روسيا في المحادثات.

وأفاد البيان «بطبيعة الحال ننوي المضي بثبات في طريقنا (الدعوة) للوقف الفوري لإراقة الدماء ومعاناة السكان المدنيين بالإضافة إلى التوصل إلى حل سلمي يصب في مصلحة كل السوريين من خلال حوار سياسي واسع». كما مثل الصين سفيرها في طهران، فيما قال مصدر في وزارة الخارجية السورية إن دمشق لن تمثل في الاجتماع.

وأعلن لبنان المجاور لسورية والكويت انهما لن يرسلا ممثلين لهما إلى اللقاء. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي لا يمكنه حضور الاجتماع بسبب «برنامجه المثقل» لكن سيرسل نائبه لتمثيله.

وجاء مؤتمر طهران قبل أيام من اجتماع مقرر لمنظمة التعاون الإسلامي في مكة يركز على سورية.

دبلوماسيون يتوقعون أن يحل الأخضر الإبراهيمي محل أنان مبعوثاً بشأن سورية

واشنطن -رويترز – قال دبلوماسيون انه من المتوقع اختيار الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي ليحل محل كوفي انان مبعوثا خاصا للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن الأزمة السورية ما لم يحدث تغير في اللحظة الاخيرة.

وقال الدبلوماسيون الذين طلبوا عدم نشر اسمائهم ان اعلانا قد يصدر بحلول منتصف الاسبوع لكنهم حذروا أيضا من ان تغيرات تحدث احيانا في اللحظات الاخيرة اذا كانت لدى حكومة اساسية بواعث قلق بشأن هذا التعيين او كان لدى المرشح نفسه اي شكوك.وكان انان قال الاسبوع الماضي انه سيستقيل من عمله مبعوثا خاصا بشأن سورية لأنه عجز عن أداء مهمته في ظل الطريق المسدود الذي وصل إليه مجلس الأمن الدولي بشأن سورية بسبب حقوق النقض (الفيتو) للأعضاء الدائمين للمجلس.

وكان الإبراهيمي البالغ من العمر 78 عاما وزيرا سابقا للخارجية في الجزائر وعمل لعقود وسيطا دبلوماسيا لحل المشاكل وكان مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في أفغانستان والعراق وهايتي وجنوب أفريقيا.

الصليب الأحمر أدخل معونات غذائية وطبية إلى حلب

جنيف – رويترز – اعلن متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المنظمة وردت إمدادات غذائية وطبية حيوية إلى حلب اليوم الخميس في أول مرة تنجح فيها إحدى قوافل المساعدات التابعة لها في دخول المدينة السورية المحاصرة منذ تصاعدت حدة القتال بها قبل أسابيع.

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أن قافلة من الشاحنات أوصلت إمدادات غذائية تكفي لإطعام 12500 شخص لمدة شهر ومواد لتضميد جروح ما يصل إلى 1000 مصاب تبعا لخطورة الإصابات.

وقال هشام حسن المتحدث باسم الصليب الأحمر “رغم الظروف الأمنية الصعبة نجحت القافلة في دخول المدينة. المساعدات وصلت إلى داخل المدينة وسيوصلها الهلال الأحمر العربي السوري الذي يعمل لمساعدة آلاف الأشخاص الذين يقيمون في 80 مدرسة بأنحاء حلب.”

وتجمعت عائلات نزحت من ديارها داخل أماكن للإيواء مكتظة بالسكان في حلب المدينة التجارية الكبيرة بشمال سورية التي يقول معارضون لنظام الحكم إن قوات الحكومة تقصفها بالمدفعية وطائرات الهليكوبتر.

وأجلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعض موظفيها الأجانب من سورية قبل أسبوعين ولا يزال معظم موظفي الإغاثة التابعين لها في البلاد والبالغ عددهم 50 شخصا في العاصمة دمشق منذ تصاعد الصراع في اواخر يوليو تموز.

وقال حسن إن الصليب الأحمر لم ينجح قبل اليوم في إرسال إمدادات إلى حلب حيث لم يتوفر الحد الأدنى من ظروف السلامة التي يشترطها وذلك رغم تزايد الحاجة إلى المعونات الإنسانية.

وأضاف “المعونات تذهب إلى المدنيين في كل المناطق التي تستطيع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري الوصول إليها بدون تمييز.”

وعين الرئيس السوري بشار الأسد رئيسا جديدا للحكومة اليوم الخميس ليحل محل أكبر مسؤول سوري انشق على النظام الحاكم في حين ابعدت قواته المعارضين من حي صلاح الدين في حلب.

وقالت ماريان جاسر رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية إن الهلال الأحمر العربي السوري اضطر لتعليق معظم أنشطته في حلب قبل أسبوعين لظروف “بالغة الخطورة على الأرض” لكن عشرات المتطوعين فيه يواصلون العمل في ظروف صعبة.

وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن ثمة احتياجات كبيرة في مناطق أخرى في سورية منها مدينة حمص التي لجأ آلاف النازحين فيها إلى مدارس ومبان عامة أخرى التماسا للأمان.

وورد الصليب الأحمر إمدادات غذائية تكفي لإطعام 20 ألف شخص لمدة شهر في حمص الأسبوع الماضي علاوة على مولد للكهرباء لزيادة طاقة محطة مياه الشرب التي توفر 80 في المئة من احتياجات 800 الف شخص من السكان والنازحين في المدينة.

وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء إن العديد من مصانع الدواء في سورية توقف عن العمل الأمر الذي أدى إلى نقص خطير في الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض المزمنة والأعداد المتزايدة من الجرحى.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم “يواجه العديد من منشآت الرعاية الصحية تحديات متزايدة في علاج المصابين حيث عطلت أعمال العنف خدماتها وأصبحت المواد الطبية نادرة”.

توقيف الرمز البارز للأسد يثير الذهول

سماحة متهم بالتخطيط لتفجير زيارة الراعي

مصادر التحقيق: الوزير السابق اعترف بضلوعه في نقل عبوات لتفجيرها في عكار

التعليق الأول لـ”حزب الله”: لن نسكت عن الفبركات الأمنية

ماذا بعد المفاجأة الضخمة التي تمثلت في توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة؟ وماذا بعد الذهول الذي أثارته صدمة المعلومات المسرّبة عن اعترافاته في التحقيق الاولي معه؟

بدا من الصعوبة استباق مسلسل المفاجآت الناشئة عن هذا التطوّر الأمني – السياسي الاستثنائي الذي شكل واقعياً ضربة موجعة، لعلها الاولى بهذا الحجم، لاحد ابرز الرموز اللصيقين بالنظام السوري في لبنان، الى حد وصفه برجل النظام نظراً الى كون سماحة اضطلع بأدوار شخصية الى جانب الرئيس السوري بشار الاسد مباشرة. واذا كان بعض الاجتهادات ذهب في اتجاه التساؤل عما اذا كانت جهات خارجية اضطلعت بدور خفي في كشف “اول الخيط” الامني الذي ادى الى تكوين المضبطة الاتهامية التي مكّنت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي من توقيف سماحة والشروع في التحقيق معه، فإن التداعيات السياسية للحدث لاحت ليل امس مع خروج “حزب الله” عن صمته على توقيف الوزير السابق، علماً ان سائر القوى السياسية لزمت الصمت والحذر في التعامل مع الحدث في انتظار استكمال التحقيق والخطوة القضائية اللاحقة. وجاء موقف الحزب على لسان رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الذي قال: “ان ما حصل اليوم (امس) لن نسكت عنه وسنتريث قليلاً”، لكنه اضاف ان “هذه الفبركات الامنية اختبرناها طويلاً وبعض القضاة مرتبطون بأجهزة أمنية مشبوهة”.

واكتسب هذا الموقف دلالة في ظل ما أدلت به مصادر مواكبة لهذا التطوّر من انه سجلت اتصالات اجراها الرئيس الاسد شخصياً ابتداء من الاولى بعد ظهر امس مع عدد من المسؤولين الكبار في الدولة من اجل الافراج عن سماحة.

وفي حين تواصل التحقيق مع الوزير السابق في مقر شعبة المعلومات في المقر المركزي لقوى الامن الداخلي حتى ساعات الليل المتقدمة، كشف مواكبون لملف التحقيق لـ”النهار” ان عملية توقيفه كانت “عملية مخابراتية بوسائل تقليدية”. واوضحوا “ان تعقّب سماحة انطلق منذ اسبوعين بناء على معلومات استخبارية، من اجل تكوين ملف التوقيف واعتمدت طريقة احترافية عالية المستوى جرى خلالها تسجيل تحركات سماحة بالصوت والصورة لاثبات الاتهامات الموجهة اليه، وهي تحضير عبوات وتوزيع اموال”. واضافوا انه “لدى اكتمال المعطيات جرى اطلاع المدعي العام التمييزي بالوكالة القاضي سمير حمود صباح امس على وثائق الملف وادلته الثبوتية، فسطّر حمود انابة بتوقيفه”.

ومن ثم أطلعت المراجع السياسية على هذا الملف. ودهمت دورية من شعبة المعلومات منزل سماحة في جوار الخنشارة في السابعة صباحاً واقتادته من سريره الى مقر قوى الامن الداخلي في الاشرفية للتحقيق معه. كما دهمت قوّة اخرى من الشعبة منزله في الاشرفية حيث صادرت القوتان اجهزة كومبيوتر واقراصاً مدمجة ومستندات، كما صادرت سيارته واوقفت سائقه فارس بركات وسكرتيرته غلاديس عواضة.

وأفادت مصادر التحقيق ان سماحة اعترف بالاتهامات المسندة اليه وهي نقل عبوات ناسفة كبيرة وصغيرة تراوح احجامها بين 20 كيلوغراماً وكيلوغرامين من المواد الشديدة الانفجار من سوريا الى لبنان بقصد زرعها في مناطق شمالية وخصوصا في عكار، بمعنى التخطيط والاعداد لعمليات ارهابية بغية اشعال فتنة طائفية. وقالت ان توقيت زرع العبوات وتفجيرها يتزامن مع الزيارة التي يقوم بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لعكار ابتداء من 13 آب الجاري، مما جعله هدفا رئيسيا الى جانب افطارات وشخصيات سياسية مهمة ورموز للمعارضة السورية في الشمال. ولفتت الى مناشير وزعت في عكار قبل مدة وربط توزيعها بزيارة البطريرك.

وقالت مصادر التحقيق ان المدة الطبيعية لتوقيف سماحة لدى فرع المعلومات هي 48 ساعة وستمدد 48 ساعة اضافية بطلب من المدعي العام التمييزي. وقد جرت تخلية مرافق سماحة علي ملاح وسائقه فارس بركات وسكرتيرته غلاديس عواضة ليلا، فيما تحدثت مصادر التحقيق عن تورط شخص من آل كفوري في التحضير لتفجير العبوات التي امكن العثور عليها في مكان خارج منزلي سماحة. كما تحدثت عن تعاون احد الذين كان  يجري التحضير معهم لزرع العبوات مع قوى الامن سراً. لكن سائق سماحة نفى بعد اطلاقه ان يكون نقل بسيارة سماحة أي اسلحة او متفجرات من سوريا وقال انه اطلق لانه لم يعرف لماذا اقتيد الى التحقيق.

وفي سياق متصل علمت “النهار” ان كل المراجع الرسمية، الى “حزب الله”، تلقوا معلومات التحقيق عن ملف توقيف سماحة والمخطط الذي اعترف بالضلوع فيه وهو يهدف الى اثارة الفتنة.

“الجيش السوري الحر” انسحب من صلاح الدين

واشنطن: سنظل نضغط حتى انهيار الأسد

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

بعد معارك عنيفة، انسحب “الجيش السوري الحر” تماماً من حي صلاح الدين في مدينة حلب، لكنه تعهد  شن هجوم مضاد لاستعادة الحي الذي يعتبر نقطة ارتكاز اساسية من اجل السيطرة على العاصمة الاقتصادية للبلاد. واعلن الرئيس بشار الاسد تعيين وزير الصحة وائل نادر الحلقي رئيساً للوزراء خلفاً لرياض حجاب الذي انشق عن النظام مطلع الاسبوع. ص11 ووقت دعت ايران التي استضافت مؤتمراً تشاورياً بمشاركة 30 بلداً حول سوريا الى  حوار وطني للخروج من الازمة المستمرة منذ اكثر من 17 شهراً، نددت واشنطن بما وصفته بالدور “السيئ” لطهران.

وصرحت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة سوزان رايس لشبكة “ان بي سي” الاميركية للتلفزيون ردا على سؤال عن مؤتمر طهران :”لا شك في ان ايران تؤدي دوراً سيئاً، ليس فقط في سوريا بل في المنطقة، لدعمها الكثيف لنظام الاسد”.

واذ اعتبرت ان ايران و”حزب الله” اللبناني ودمشق شكلت “محور مقاومة”، قالت ان “هذا التحالف سيئ ليس فقط لايران بل ايضا للمنطقة ولمصالحنا”. وأضافت ان الوضع الميداني في سوريا “يتطور بوضوح لمصلحة المعارضة”، مذكرة بان “الانشقاقات تتوالى والضغط الاقتصادي يزداد والعزلة السياسية للاسد تتضاعف”. وأعلنت ان الولايات المتحدة ستواصل “دعم المعارضة السورية ومساعدتها سياسياً ومادياً” عبر تزويدها وسائل اتصال او مساعدة انسانية، قائلة “سنواصل ممارسة الضغط على نظام الاسد حتى ينهار”.

وسئلت عن امكان اعلان منطقة حظر طيران في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا،  فأجابت بأن هذا الامر قد يؤدي الى تدخل عسكري بري، لافتة الى ان نظام الدفاع الجوي السوري “يعتبر من الاكثر تطورا في العالم”.

وكان كبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون مكافحة الارهاب جون برينان قال رداً على سؤال في مجلس العلاقات الخارجية الاربعاء عن احتمال اللجوء الى اقامة منطقة حظر طيران فوق سوريا:”لا اذكر ان الرئيس (باراك اوباما) قد قال ان أي خيار غير مطروح على الطاولة”.

من جهة أخرى أكدت رايس إن واشنطن لن تسمح بتمديد مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا “انسميس” بعد انتهاء تفويضها في 9 آب الجاري. وقالت ان “انسميس” لم تتمكن من العمل كما كان يأمل مجلس الامن و”هذا لن يستمر”، ولكن “بالتأكيد سنتجاوب مع مفاهيم اخرى لوجود الامم المتحدة” في سوريا، متحدثة عن وجود انساني دولي “وربما كانت هناك توصيات من الامين العام (للأمم المتحدة).

ذات طبيعة أكثر سياسية يمكننا أن نؤيدها… من الصعب تصور تلبية الظروف المحددة في القرار 2059 لاستمرار أنسميس”. وأضافت أن “استخدام الحكومة الكثيف للعنف والأسلحة الثقيلة لا يسمح لمراقبي أنسميس… بالقيام بالعمل الذي أرسلوا من أجل القيام به”.

وعلمت “النهار” من مصادر دولية عدة أن الديبلوماسي الجزائري الأخضر الابرهيمي (78 سنة) متردد في قبول تعيينه مبعوثاً خاصاً مشتركاً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا خلفاً لكوفي أنان الذي طلب عدم تجديد مهمته التي تنتهي في 31 آب الجاري. وأفاد ديبلوماسي رفيع في مجلس الأمن أن “الإسم تقرر تقريباً” بين الأمينين العامين للأمم المتحدة بان كي – مون وجامعة الدول العربية نبيل العربي، وأن “الإسم سيعلن الإثنين أو الثلثاء المقبلين” في حال موافقة الابرهيمي على تولي هذه المهمة.

وكشف ديبلوماسي آخر أن “عدم اعلان الإسم متعلق بتردد الابرهيمي في قبول هذه المهمة الصعبة”، مذكراً بأن الديبلوماسي الجزائري المخضرم “رفض سابقاً تولي مهمة دولية في العراق”. ولم يستبعد أن يرفض الابرهيمي هذا التعيين.

وكان المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين رفض ضمناً تعيين الرئيس الفنلندي سابقاً مارتي آهتيساري، قائلاً إن الأخير “متقاعد بعمق”، في إشارة الى رفض موسكو اختياره خلفاً لأنان.

طهران

¶ في طهران،  صرح وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي في ختام المؤتمر التشاوري ان “قسما كبيرا من المعارضة أبدى استعداده للتفاوض مع الحكومة السورية في طهران من دون شروط مسبقة”.

ولم يدل بتفاصيل عن المبادرة عدا ان ايران ستنسق قريبا مع الحكومة السورية الخطوة المقبلة. وقال ان المحادثات تركزت على وقف النار وايصال المساعدات الانسانية والتمهيد لحوار وطني. واتفق المشاركون على تشكيل مجموعة اتصال حول سوريا ستعقد اجتماعا آخر يتفق على مكانه وزمانه.

وأوضح صالحي أنه “نريد منهم (المعارضة) ان يجلسوا مع الحكومة السورية وان يتعاونوا من اجل الاسراع في تطبيق الاصلاحات والمساعدة على وقف العنف… من الخطأ الاعتقاد انه بابقاء الضغوط سيتغير النظام السوري”.

 وأفاد ان طهران على اتصال مع بعض اطراف المعارضة السورية منذ ما يقارب السنة، لكنه لم يذكر أي طرف على استعداد للتفاوض مع الحكومة السورية.

وشارك في المؤتمر الذي استمر أربع ساعات ممثلون لروسيا والصين وكوبا والعراق وفنزويلا، وهي دول صديقة لايران، الى ممثلين لست دول عربية اخرى هي الجزائر والاردن وموريتانيا وعمان والسودان وتونس. كما شاركت افغانستان وباكستان والهند واندونيسيا وباكستان وزيمبابوي. وشارك ممثل للامم المتحدة هو مندوب مكتب الامم المتحدة في طهران ممثلا للامين العام بان كي- مون.

حـلــب: المعــركــة المقـبـلـة فــي حــي السـكــري

أجبرت القوات النظامية السورية، أمس، المسلحين على الانسحاب من حي صلاح الدين في حلب، في حين أشار مصدر امني في دمشق إلى أن المعركة المقبلة الكبيرة ستكون في حي السكري جنوب شرق المدينة.

وأكد المتحدث باسم «القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل» قاسم سعد الدين انسحاب المسلحين من حي صلاح الدين في حلب. وقال «صحيح حصل انسحاب للجيش السوري الحر من صلاح الدين»، مشيرا إلى أن «الانسحاب تكتيكي». وعزا سبب الانسحاب إلى «القصف العنيف والعشوائي ولأن التدمير كان كاملا».

وشدد على أن «الانسحاب يقتصر على صلاح الدين، لكننا باقون في مدينة حلب»، موضحا أن «الجيش الحر لديه خططا عسكرية للمدينة لا استطيع الكشف عنها».

وفي هذا السياق، قال مصدر امني في دمشق، لوكالة «فرانس برس»، إن قوات النظام «تتقدم بسرعة من حي صلاح الدين باتجاه سيف الدولة»، مشيرا إلى أن «المعركة الكبيرة المقبلة ستكون في حي السكري. وأشار إلى أن الجيش النظامي «استخدم في معركة صلاح الدين 10 في المئة فقط من التعزيزات التي حشدها في حلب».

وكانت مصادر أمنية في دمشق قالت إن حشود الجيش السوري في حلب بلغت نحو 20 ألفا، مقابل ما بين ستة إلى ثمانية آلاف مسلح.

وكان «قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش الحر» النقيب حسام أبو محمد اعلن أن «الجيش الحر نفذ انسحابا تكتيكيا كاملا» من حي صلاح الدين الى الشوارع المحيطة بالحي، متهما الجيش السوري باستخدام «قذائف فراغية» في عمليات القصف، مشيرا الى ان «الحي بات خاليا تماما من الثوار»، موضحا ان «الجيش (النظامي) يتقدم داخل الحي».

وكان حي صلاح الدين شهد أمس الأول معارك وصفت بأنها «الأعنف» منذ ثلاثة أسابيع، حين سيطر المسلحون على أحياء من حلب.

وكان «المرصد السوري لحقوق الانسان» ذكر، في بيان، ان احياء عدة يسيطر عليها المسلحون في حلب تتعرض لعمليات قصف شديد من قبل القوات النظامية، خصوصا «احياء باب الحديد والشعار والصاخور والسيد علي وصلاح الدين والميسر وقاضي عسكر».

واضاف ان «تعزيزات، تضم ثلاث دبابات وناقلات جند مدرعة ومئات الجنود، وصلت الى محيط نادي الضباط قرب ساحة سعدالله الجابري» وسط حلب. واشار الى ان مسلحين سيطروا على قسم الشرطة في قرية الحاضر بريف حلب الجنوبي.

واعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيان، «مقتل 27 شخصا، هم 21 مدنيا، بالاضافة الى ستة من المقاتلين المعارضين بينهم ثلاثة مقاتلين معارضين خلال الاشتباكات في حي صلاح الدين، بالاضافة الى مقاتلين اثنين قتلا جراء اصابتهما بقذيفة في بلدة كفركمين بريف حلب».

وذكر المرصد ان «محافظة ريف دمشق تشهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومسلحين في بلدتي التل وعين منين بعد قصف عنيف تعرضتا له». ولفت الى ان «اشتباكات وصفت بالأعنف تدور بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في بلدة كفرنبل في ادلب».

واضاف «نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في احياء الاربعين والفيحاء وطريق حلب بمدينة حماه. وتعرضت بلدات النعيمة وام المياذين وحيط وبصر الحرير وطيبة بريف درعا للقصف من قبل القوات النظامية».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «عناصر حرس الحدود أحبطوا محاولة مجموعة مسلحة التسلل من الأراضي اللبنانية إلى سوريا في ريف تلكلخ بمحافظة حمص». ونقلت عن مصدر في المحافظة قوله إن «عناصر حرس الحدود اشتبكوا مع المجموعة المسلحة، وأوقعوا إصابات مباشرة في صفوفها فيما لاذ بقية المسلحين بالفرار إلى داخل الأراضي اللبنانية».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

اجتماع طهران «التشاوري» حول سوريا يجمع 28 دولة: دعوة إلى حوار بين المعارضة والنظام

دعا وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، لدى افتتاحه اجتماعا «تشاوريا» حول سوريا في طهران تشارك فيه 28 دولة، إلى بدء حوار وطني في سوريا، مؤكدا أن «عدم الاستقرار في سوريا يؤدي إلى عدم استقرار المنطقة والعالم».

وقال صالحي، في افتتاح الاجتماع في طهران قبل أن يستقبل الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد المشاركين فيه، إن «إيران كانت في السنوات السابقة على الدوام جزءا من الحلول السلمية للازمات الإقليمية، وقامت بدور ايجابي ومؤثر في قضايا أفغانستان والعراق ولبنان في إطار إرساء الاستقرار، وخدمة لمصالح الشعوب من خلال تأكيدها على أهمية الحوار والحلول السياسية».

وتابع إن «إيران تعتقد اعتقادا راسخا ان السبيل الوحيد لحل أزمة سوريا يكمن في إجراء الحوار الجاد والوطني الشامل بين المعارضين، الذين لديهم قاعدة شعبية، والحكومة السورية، من خلال تهيئة الأرضية لإحلال الهدوء والاستقرار في هذا البلد. وفي هذا السياق فان طهران على استعداد لاستضافة الحوار بين المعارضين والحكومة السورية من اجل المضي بالعملية الديموقراطية وتحقيق المطالب السياسية للشعب».

وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن «العقوبات الدولية لا تخدم مصالح الشعب السوري، وإنما ستؤدي إلى زيادة معاناته». وقال إن «إيران بإرسالها المساعدات الإنسانية، ومن بينها المساعدات الطبية وسيارات الإسعاف والمتطلبات الضرورية إلى الشعب السوري تحاول التقليل من محنته».

واعتبر أن «عدم الاستقرار في سوريا سيؤدي إلى اتساع نطاق عدم استقرار المنطقة والعالم»، مضيفا إن «تصعيد الأزمة في سوريا وتسليح الجماعات المسلحة سيوفران الأرضية للجماعات المتطرفة، ومن بينها تنظيم القاعدة، ولن يساعدا على حل الأزمة، وإنما سيؤديان إلى تشديد الأزمة وانتقالها إلى بقية دول المنطقة». وتابع إن «الجماعات المسلحة في سوريا تمضي في إجرامها بحق الشعب السوري بدعم وتمويل خارجيين». وأكد أن طهران تعارض «أي تدخل أجنبي وأي تدخل عسكري لحل الأزمة السورية».

وأعلن أن «إيران بذلت خلال فترة مهمة (المبعوث الدولي المستقيل) كوفي انان قصارى جهودها لإنجاح مهمته، كما أنها أيدت نتائج مؤتمر جنيف في دعم خطة انان بشكل تام بالرغم من عدم دعوتها إلى هذا المؤتمر»، معربا عن أسفه لاستقالة انان من مهمته كمبعوث دولي إلى سوريا. وكرر «دعم إيران لإجراءات الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين مندوب في سوريا»، معتبرا أن «تمديد مهمة المراقبين يشكل الحد الأدنى من التطلع لحل الأزمة السورية».

ولم تدع طهران الى هذا الاجتماع البلدان الغربية وبعض الدول العربية التي تتهمها إيران بتقديم دعم عسكري للمسلحين. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن وزراء خارجية العراق وباكستان وزيمبابوي حضروا الاجتماع. ومثلت الدول الباقية بمستوى ادنى، واغلبها مثلها سفراؤها. وقال صالحي ان هذه الدول هي الأردن والجزائر وموريتانيا والسودان وتونس وسلطنة عمان وروسيا والصين والهند وأفغانستان وأرمينيا وبنين وبيلاروسيا وكوبا والإكوادور وجورجيا واندونيسيا وكازاخستان وقرغيزستان والمالديف ونيكاراغوا وسريلانكا وطاجكستان وتركمانستان وفنزويلا. وشارك في الاجتماع ممثل للأمم المتحدة. ودعي لبنان والكويت إلى الاجتماع غير أن البلدين أعلنا عدم مشاركتهما.

وكان مساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان أعلن أن أحد أهداف الاجتماع هو إحياء خطة المبعوث الدولي المستقيل إلى سوريا كوفي أنان «باعتبارها سبيلا مناسبا للحل ونبذ العنف الذي يتصاعد كثيرا، وكذلك وقف التدخل الأجنبي من قبل دول المنطقة أو خارجها». وقال لقناة «العالم»، على هامش الاجتماع، «نحن والمشاركون في الاجتماع نسعى إلى نبذ العنف في سوريا ووقفه، وبدء الحوار الوطني والخيار السياسي، وهذا يشكل المحور الأساسي للجهود الإقليمية والدولية».

إلى ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في رسالة الى الاجتماع تلاها ممثله كونسويلو فيدال، أن النزاع في سوريا يهدد النسيج الاجتماعي في هذا البلد. وأضاف «رغم قبولهما بالبنود الستة (لخطة أنان) إلا أن الحكومة والمعارضين في سوريا فضّلوا استخدام النزاع كحل بدلاً من الديبلوماسية، ما يثير المخاوف من نشوب حرب داخلية تترك تأثيرات سلبية للغاية على المنطقة برمتها».

واعتبر انه «من أجل إنهاء العنف والاعتراف بحقوق كافة المواطنين في سوريا فإنه يلزم تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة». وأضاف إن «الشعب السوري يحتاج الى خطوات عملية، لأن آلامه عميقة، واتخاذ خطوات عسكرية يؤدي الى تأزيم الأوضاع فقط».

(«مهر»، «ارنا»، ا ف ب،

رويترز، ا ب)

مشاهدات من ثورة فقراء ريف حلب

ثائر غندور *

في اللحظة التي تطأ فيها قدم الزائر الريف السوري، يكتشف أنه دخل مكاناً مختلفاً عن ذلك الذي كان في ذهنه. في العقل صورةٌ عن الفقر. وفي العقل صورة عن الاضطهاد والظلم، وصورة عن الإصرار. لكن الصورة التي يُمكن رؤيتها فعلاً، تتجاوز كلّ التخيلات.

لون الأرض أحمر. الجواب حاضر: لا يوجد مياه لري الأرض. هذا ما يقوله أبناء ريف حلب. وهذا ما يمنعهم من العمل في أرضهم، فيتحولون عمالاً يوميين داخل سوريا وخارجها. وبحسب الأرقام الرسمية السورية الصادرة عن غرفة الصناعة في حلب، فإن 221 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في حلب مروية من أصل مليون و228 الف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، وهي ليست كلها مزروعة. وليس كل المروي مزروع.

هذا في شكل الأرض، أمّا في شكل الإنسان، فالصدمة أقصى. يبدأ السؤال عن الأعمار. في كل مرة يكون التقدير أعلى بكثير من العمر الحقيقي لأي شاب. إنه العمل الشاق الذي يقوم به هؤلاء منذ سني مراهقتهم الأولى، بل منذ الطفولة. مهنتهم الأساسية هي تفتيت الصخر. تدمير الجبال وبيعها صخوراً معدَّة لإنتاج الحجر الصخري بشكلٍ رئيسي. إنه الانطباع الأول الذي يتكون عن ريف حلب بعد ساعات من التنقل بين القرى.

تحول الفقر غضباً. يتحدّث سكان الريف عن منظومة الفساد التي تحكّمت بهم طوال سنوات. يقول رئيس البلدية السابق لبلدة “قبتان الجبل” إن البلدية كانت تضطر لرشوة شركة الكهرباء أو المياه، أو غيرها من مؤسسات الدولة، عندما كانت تريد إنجاز أي تصليحات أو تطوير في بلدته التي تقع في محافظة حلب. وهذه الاخيرة تبلغ مساحتها 18500 كيلومتر مربع، أي ما يوازي 10 في المئة من مساحة سوريا. كل أوجه الحياة تحتاج إلى الرشاوى هنا، حتى استثمار الأراضي الخاصة. والرشاوى لم تكن تذهب الى جهة واحدة. الجميع طمع. جميع فروع الأجهزة الأمنية كانت تريد حصّتها. الفاكهة واللحوم رفاهيّة قد يُمكن شراؤها مرّة في الشهر، حتى لمن حالفه القدر بعمل في غير قلع الصخور. مدير المدرسة في إحدى البلدات يتقاضى معاشاً شهرياً يعادل 220 دولارا، والمدرس غير المثبت يعمل بالساعة التي تبلغ أجرها أقل من دولارين. بينما كيلو اللحم بألف ليرة سورية، أي بأكثر من 20 دولاراً.

وبمقدار ما يستفيض الناس في شرح الأسباب الاقتصاديّة ــ الاجتماعية لانتفاضتهم، تغيب عنهم أثناء الشرح الأسباب السياسية. يقولون عن أنفسهم أنهم إسلاميون، “يتبعون السلف الصالح”. لكن اللافت في هذه البلدات، أن أغلب الشبان يقولون انهم بدأوا ممارسة شعائرهم الدينية، من صوم وصلاة، منذ بدأت الثورة فحسب. قبل ذلك “كنا طايشين” يقول أحدهم. فقد تصدّر الإسلاميون الصورة منذ اللحظة الأولى في الريف. خرج رجال الدين في التظاهرات، ضُربوا واعتقلوا واضطهدوا واكتسبوا ثقة الناس. وهم من تولّى تنظيم المجموعات المقاتلة لاحقاً. قام هؤلاء بملء فراغ كبير، فنالوا مواقع الصدارة. ولكن إسلامهم سمح، وأغلب من يُناقشك بالسلف الصالح، لا يملك أجوبة جدية أثناء النقاش. هم يثقون بقادتهم الميدانيين، الذين هم قادتهم الدينيون في آن.

المفارقة الأولى أن الانتفاضة هنا ريفية بامتياز. ومدينة حلب تنبذ أبناء الريف. والشرخ كبير بين من ينتمي إلى المدينة العريقة والتجارية، ومن يقلع الصخور ليعيش. وكالعادة في مثل هذه المنظومات، يصبح زواج الريفي من حلبية مشكل غير قابل للتجاوز. المفارقة الأخرى، هو أن الثورة شبابية بامتياز. مَن يجُل في قرى ريف حلب، يكتشف أنها باتت فارغة. كبار السن (والمقصود من تجاوز الأربعين!) والنساء والأطفال لاجئون في تركيا، والشباب يُغازلون بنادقهم. في الأصل، موقف كبار السن سلبي من الثورة. حاولوا منع أبنائهم من التظاهر. يروي أحد الشبان كيف استمر التحضير في قرية قبتان الجبل لأسابيع قبل الخروج في تظاهرة في قلب القرية. اعتُبر الأمر تحدياً لكبارها. يشرح من بقي صامداً من كبار السن، سبب معارضتهم للثورة: ستنهزم، مثلما هُزمت حماه في الثمانينيات. الأمر راسخ في أذهانهم. لا يُمكن أن يتخيلوا سوريا من دون آل الأسد. مثل ذلك الضابط المنشق الذي ختم بيان انضمامه إلى “الجيش الحر” بزلّة لسان: “تحيا سوريا الأسد”.

الأكيد في أذهان هؤلاء الشبان، أن خروجهم بالسلاح، يعني أنه لا مجال للعودة إلى المنازل إلا منتصرين، أو فالعودة ستكون إلى المقابر. والأكيد أيضاً، أنهم يعون أن مرحلة ما بعد الأسد أخطر وأصعب بكثير من مرحلة إسقاطه.

* صحافي من لبنان، قام بجولة على منطقة ريف حلب الغربي في الفترة ما بين 20 و28 تموز/يوليو

أنقرة لا تعارض «حكماً ذاتياً» للأكراد السوريين .. والحلقي رئيساً للحكومة

طهران تملأ الفراغ السياسي حول سوريا والجيش يسترد صلاح الدين

استفادت إيران أمس، من الفراغ السياسي حول الأزمة السورية، في وقت تحوّل فيه معظم اللاعبين الاقليميين والدوليين إلى التركيز على المواجهة الميدانية التي اتخذت منحى «الانسحاب التكتيكي» لمسلحي «الجيش الحر» مرة جديدة في حلب، وبالتحديد من حي صلاح الدين بعد مواجهات حسمها اقتحام الجيش السوري للحي.

ومن طهران، أعلن وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي تمسك بلاده بخطة المبعوث الدولي المستقيل كوفي أنان، فيما حذر من أن استمرار «التدخل الخارجي» في سوريا سيؤدي إلى انتشار التطرف في المنطقة. وأكد مؤازراً بمشاركة فاقت التوقعات في اجتماع طهران، أن دمشق وافقت على الاجتماع بالمعارضة في طهران، وعينت محاورا باسمها.

وفي هذا الوقت، عين الرئيس بشار الاسد وائل نادر الحلقي رئيسا للحكومة بعد إقالة رئيس الوزراء رياض حجاب الذي اعلن انشقاقه عن السلطة.

في المقابل، انصبّ التركيز التركي على الورقة الكردية، حيث أكدت أنقرة أن النظام السوري يسلح حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا، معتبرة أنها لا تمانع حكماً ذاتياً للأكراد في سوريا، إذا جاء بتوافق داخلي بين مختلف الأطراف. أما واشنطن، فاستبعدت إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، مشيرة إلى قوة الدفاعات الجوية السورية، ونددت بدور ايران «السيئ» في سوريا، كما أعربت عن استعدادها للنظر في وجود بديل للأمم المتحدة بعد انتهاء تفويض بعثة المراقبين الدوليين في 19 آب الحالي.

وفي اختتام اجتماع طهران التشاوري حول سوريا الذي شاركت فيه حوالى 30 دولة، أعلن صالحي أنه «يمكن عقد اجتماع تشاوري ثان حول سوريا على هامش اجتماعات دول عدم الانحياز في حال توفر الظروف الملائمة». كما أشار إلى أن «إيران مستعدة لاستضافة اجتماع بين الحكومة السورية والمعارضة وقد وافقت الحكومة وعينت مبعوثاً لذلك». وأكد أن «سبب استمرار الأزمة في سوريا هو التدخل في شؤون هذا البلد من قبل بعض الدول».

وأعرب صالحي عن أمله «بحل سريع للأزمة السورية منعاً لانتشار العنف والتطرف»، لافتاً إلى أن «بعض الدول لا تريد حل الأزمة السورية بل تسعى وراء مصالحها الخاصة». واعتبر صالحي أنه «إذا استمرت الأزمة السورية على هذا النحو فإن الأرضية ستتوفر لتنمية التطرف في المنطقة»، مؤكداً أن «مستقبل الأزمة السورية يعتمد على كيفية تعامل دول الجوار والدول الغربية مع هذه الأزمة».

وفي هذا الإطار، قال الوزير الايراني إنه «إذا استمر تعاطي دول الجوار والدول الغربية مع الأزمة السورية على هذا النحو فالمستقبل سيكون مظلماً». ومن جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني أن «خطة أنان لا تتوقف برحيله بل هي باقية وسيتابعها المبعوث الدولي الجديد».

وشارك في الاجتماع 28 دولة أهمها الصين، روسيا، الأردن، تونس، فنزويلا، ودول عربية وآسيوية ولاتينية أخرى، كما شارك في الاجتماع ممثل للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وصرحت المندوبة الأميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس لشبكة «ان بي سي» الاميركية ردا على سؤال عن اجتماع طهران «لا شك في ان ايران تؤدي دورا سيئا، ليس فقط في سوريا بل في المنطقة، لدعمها الكثيف لنظام (الرئيس السوري بشار) الاسد». واذ اعتبرت ان ايران و«حزب الله» ودمشق شكلت «محور مقاومة»، اكدت ان «هذا التحالف سيئ ليس فقط لايران بل ايضا للمنطقة ولمصالحنا».

واكدت رايس ان الوضع الميداني في سوريا «يتطور بوضوح لمصلحة المعارضة»، وتابعت قائلة إن «الانشقاقات تتوالى والضغط الاقتصادي يزداد والعزلة السياسية للاسد تتضاعف». وشددت على ان الولايات المتحدة ستواصل «دعم المعارضة السورية ومساعدتها سياسيا وماديا» عبر تزويدها وسائل اتصال او مساعدة انسانية. وقالت ايضا «سنواصل ممارسة الضغط على نظام الاسد حتى ينهار».

وردا على سؤال عن امكان اعلان منطقة حظر جوي في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا، قالت رايس ان هذا الامر قد يؤدي الى تدخل عسكري بري لافتة الى ان نظام الدفاع الجوي السوري «يعتبر من الاكثر تطورا في العالم».

وقالت رايس إن بعثة المراقبين الدوليين «يجب أن تغادر سوريا مع انتهاء تفويضها في 19 آب الحالي»، وأضافت «سنكون مستعدين بالتأكيد للنظر في طبيعة أخرى لتواجد الامم المتحدة… فريق محلي، مساعدة انسانية، وربما ستكون هناك توصيات أكثر سياسية بطبيعتها قد ننظر إليها ايجابيا».

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو من على متن طائرته خلال توجهه إلى ميانمار، إن «الواقع الوحيد هو أن مسلحي حزب العمال الكردستاني هناك (في شمال سوريا). الأسد يدعم مدينتي عفرين وكوباني عبر تزويدهم بالسلاح. هذا ليس خيالا، بل تهديد حقيقي ضدنا. نأخذه كتهديد ونأخذ احتياطاتنا. الأمر الخيالي الوحيد هو تلك الخريطة. من القامشلي إلى اللاذقية منطقة شمال سوريا ليست فقط كردية».

وفي ما يبدو محاولة لاستمالة الاكراد السوريين، قال داود اوغلو «نحن لسنا ضد أكراد سوريا. ما لا نريده هو التهديد الإرهابي. أولا يجب أن تكون هناك انتخابات، تشمل الأكراد والعرب والتركمان. وبعد التوصل إلى توافق، يمكن اتخاذ قرار حول منح حكم ذاتي».

أما في حلب، فقد اضطر «الجيش السوري الحر» الى الاعلان عن انسحاب كامل من حي صلاح الدين الى الشوارع المحيطة به بعد سقوط عشرات القتلى في صفوفه، متعهدا شن «هجوم مضاد».

وصرح قائد كتيبة «درع الشهباء» في «الجيش الحر» النقيب حسام ابو محمد ان «الحي (صلاح الدين) بات خاليا تماما من الثوار»، مشيرا الى ان «الجيش (النظامي) يتقدم داخل الحي». وقال قائد كتيبة «نور الحق» النقيب واصل ايوب ان «كتائب الجيش الحر في الحي تنسحب باتجاه خط السكري والمشهد (شرق جنوب) وبستان القصر حيث نعزز قواتنا هناك». وشدد على ان «سقوط صلاح الدين لا يعني سقوط حلب وانتهاء المعركة»، مضيفا «قريبا سيكون لنا هجوم مضاد وتقدم جديد في صلاح الدين».

واعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان وحدات من الجيش النظامي هاجمت «مجموعات ارهابية» في مناطق مختلفة من حلب خصوصا بالقرب من فندق الكارلتون وقامت «بتطهير منطقتي اصيلة وباب النصر من المجموعات الارهابية المسلحة». واضافت الوكالة ان القوات النظامية «واصلت ملاحقة فلول المجموعات الارهابية المسلحة في عدد من احياء مدينة حلب… واشتبكت مع مجموعة ارهابية مسلحة في منطقة هنانو بحلب واوقعت فى صفوفها عشرات القتلى والجرحى بينما رمى الباقون اسلحتهم ولاذوا بالفرار».

(«السفير»، أ ف ب،

رويترز، أ ب، أ ش ا)

الاخضر الابراهيمي مبعوثا جديدا للامم المتحدة الى سوريا

اختير الدبلوماسي الجزائري المخضرم الاخضر الابراهيمي لخلافة كوفي انان كمبعوث للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا، بحسب ما افاد دبلوماسيون.

وقال الدبلوماسيون طالبين عدم ذكر اسمائهم ان تعيين الابراهيمي (78 عاما)، وزير الخارجية الجزائري الاسبق، سيعلن عنه رسميا مطلع الاسبوع المقبل، مشيرين الى ان المفاوضات حول اختياره ما زالت متواصلة.

وقال دبلوماسي في الامم المتحدة “انه خيار الامين العام (للامم المتحدة بان كي مون) وسوف يتم الاعلان عن تعيينه اذا لم يقرر التخلي” عن المهمة.

وسبق للابراهيمي (78 عاما) ان عين مبعوثا خاصا للامم المتحدة الى العديد من المناطق الملتهبة في العالم كما عين وسيطا لحل العديد من النزاعات.

وقال دبلوماسي في الامم المتحدة فضل عدم الكشف عن هويته ان الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي قد يضطران لاعادة النظر في خطة السلام التي اعدها موفد الامم المتحدة الى سوريا كوفي انان.

واضاف “حتى الان هذا كل ما لدينا ولكن هذا لا يعني انه لا يمكن اعادة النظر بالخطة. هناك عناصر اصبحت زائدة وقد يصار الى وضع صيغة جديدة مع تسمية جديدة”.

( ا ف ب)

المرصد السوري: اشتباكات عنيفة وقصف في أنحاء متفرقة من سورية

دمشق- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن بلدتي “معربة” و”بصرى الشام” بمحافظة درعا جنوبي سورية تعرضتا لقصف من قبل القوات النظامية الجمعة إثر اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية.

وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الجمعة، أن “بلدة كفرزيتا بريف حماة وسط سورية تعرضت لقصف عنيف اليوم من قبل القوات النظامية”.

وأسفر قصف “كفرزيتا” عن سقوط عدد من الجرحى بينما سمعت أصوات اطلاق نار في بلدة طيبة الامام ولم ترد أنباء عن اصابات.

وأضاف أن اشتباكات عنيفة دارت في أحياء الموظفين والجبيلة والبعاجين وشارع بورسعيد وبالقرب من فرع أمن الدولة في مدينة دير الزور شرقي البلاد، صباح اليوم بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة بينما تعرض حي الجبيلة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية.

وأوضح المرصد أن بلدة حيش في إدلب تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية بعد منتصف ليل الخميس/ الجمعة فيما دارت اشتباكات وصفت بالعنيفة بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة في بلدة كفرنبل رافقها قصف على البلدة مما أدى لوقع عدد من الجرحى في صفوف الكتائب المقاتلة.

وأفاد المرصد بأن عدد السوريين الذين قتلوا الخميس على يد القوات النظامية بلغ 121 مواطنا.

طول أمد معركة حلب يشير إلى ضغوط على الجيش السوري

حلب- (رويترز): ربما كانت لدى قوات الجيش السوري التي تقصف مقاتلي المعارضة المسلحة في حلب اسبابا قوية لتأخير المرحلة الثانية من حملتها لاستعادة اكبر مدن سوريا والتي تتمثل في تقدم لقوات المشاة سيكون اختبارا للروح المعنوية للجنود في الخطوط الأمامية.

لكن بينما تحقق قوات الرئيس السوري بشار الأسد السيادة الجوية وتملك تفوقا هائلا على قوات المعارضة في المدرعات والمدفعية وعدد الجنود إلا أن تدني الروح المعنوية قد يؤدي إلى اضعاف تأثير هذا التفوق.

وقال ابو فرات الجرابلسي احد قادة المعارضة المسلحة لرويترز خارج حلب “اعرف هؤلاء الناس فقد عملت معهم. انهم جبناء ولا قلب لهم”.

وربما لم يكن ذلك سوى امنيات دعمتها سلسلة انشقاقات عن الجيش ساهمت في رفع الروح المعنوية للمعارضة المسلحة خلال الاسابيع الاخيرة.

واقر الجرابلسي بعوامل اخرى قد تكون وراء تأخير الهجوم البري على حي صلاح الدين في حلب وقال ان السبب في ذلك ربما يكون “انهم يحاولون ارهاقنا او استنزاف ذخيرتنا” من خلال استمرار القصف.

ومن شأن قصف المدينة وتدمير بناياتها إثارة موجة غضب عالمي خاصة وأن القلعة القديمة في حلب من مواقع التراث العالمي وهو ما من شأنه ان يؤدي إلى اقتراب التدخل الخارجي اكثر فاكثر.

فضلا عن ذلك فإن القتال المتلاحم الذي يجب ان يعقب اي هجوم بالمدفعية سيكون اكثر صعوبة في مدينة يغلق الحطام شوارعها الضيقة بينما تحتاج المدرعات إلى شوارع واسعة.

لكن مع مرور الايام دون وقوع هذا الهجوم البري الكبير تتزايد الشكوك بين السكان في منطقة حلب إلى جانب بعض المحللين في الغرب في ان يكون لدى الجيش قوات مدربة بما يكفي ولديها الدوافع القوية لتنفيذ المهمة الموكولة اليها.

ومما يدعم هذا التصور ما يجري على الارض بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة من مواجهة ربما لن تكون لها نهاية اذا اقتصرت على جولات من الهجمات والاكمنة التي تنصبها قوات المعارضة في مقابل قصف متكرر من جانب القوات الحكومية للمدينة والقرى المحيطة بها.

وقال جيفري وايت الباحث الامني في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى لرويترز “الجيش يواجه بعض المشكلات التكتيكية مع اقترابه من المعارضة المسلحة في حلب.

“اذا كنت ستستولي على مدينة فأنت بحاجة لعدد كبير من الجنود لأنه ستكون هناك دائما اماكن كثيرة للعدو يتحرك فيها فيمكنهم ان يتحركوا بين البنايات ويمكنهم ان يتحركوا تحت الارض .. لذا لا يدهشني ان يكون الموقف بهذه السيولة.”

وقصفت القوات الحكومية المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة في حي صلاح الدين – البوابة الجنوبية لحلب – دون الدفع بقوات برية للاشتباك مع قوات المعارضة المسلحة.

والمخاطر عالية في هذه المعركة. إذ لا يحتمل الاسد -الذي تهيمن على حكومته اقلية علوية- خسارة حلب اذا كان يريد البقاء رئيسا ذا مصداقية.

ومع انتشاره بشكل واسع في العديد من مناطق التمرد اضطر الجيش -الذي يشكل السنة عماده- إلى التخلي عن اراض في سبيل سعيه لحشد القوات من اجل السيطرة على حلب.

ويقول محللون ان التأخير في الهجوم البري من الممكن ان يكون سببه حسابات متعددة. فمن الممكن ان يكون الجيش في انتظار التعزيزات او ربما كان تقديره هو الحاجة إلى مزيد من الوقت لاضعاف مواقع المعارضة المسلحة.

وربما كان الجيش السوري يحاول تفادي حمام دم محتمل من الممكن ان يثير تدخلا عسكريا اجنبيا. ومن الممكن ايضا ان يكون المقصود بالقصف المستمر الذي يأتي اغلبه عشوائيا هو اضعاف معنويات المعارضة المسلحة بما يدفعها إلى استخدام مخزوناتها من الذخيرة وهو ما يمكن ان يؤدي بدوره إلى نزوح مزيد من السكان المدنيين.

واضطر مقاتلو المعارضة المسلحة اليوم الخميس الى اخلاء موقع سيطروا عليه لنحو اسبوعين بعد نفاد ذخيرتهم والانسحاب بعيدا عن خط الجبهة.

لكن هذا التأخير من الممكن ان يعكس ايضا قلق القوات الحكومية من امكانية انشقاق اي قوات ترسلها إلى القتال في حي صلاح الدين.

وقال ديفيد هارتفيل المحلل المتخصص في شؤون الشرق الاوسط في مركز اي.اتش.اس جينز “نظريا تبلغ قوة الجيش السوري 200 الف جندي.

“لكن 170 الفا منهم مجندون. من الممكن ان يكونوا بين المطرقة والسندان حيث لا يمكنهم الانشقاق ولا يرغبون في القتال — وربما يكون نظام الاسد غير راغب في المخاطرة بالاستعانة بهم.”

ويقول جنود انشقوا عن الجيش ان خط المواجهة دائما ما يضم جنودا من السنة الذين ربما يعانون من ازمة اخلاقية تتعلق باطلاقهم النار على اهلهم من السنة.

وقال مقاتلون معارضون ايضا لرويترز انهم استطاعوا اختراق ارسال الجيش والاستماع إلى القادة وهم يتحدثون إلى قادتهم واحدهم يقول “ارسلتم لي نساء. انهم لا يتقدمون. احتاج إلى رجال”.

ولم يتسن التحقق من هذه الرواية. لكن شاشانك جوشي الباحث في معهد رويال يونايتد سيرفيسيز للدراسات الامنية قال إن أي فكرة عن ان حلب ستكون معركة حاسمة لا محل لها حتى الان.

وقال “ليس هناك ما يمكن اعتباره حاسما مطلقا في هذا الامر … ما يدهشني انها معركة شديدة السيولة مع المتمردين الذين يسيطرون على المساحة الاكبر من الارض لكن بشكل ضعيف للغاية”.

ويقول سكان انهم يعتقدون ان الجيش يحاول ارهاب الأسر كي تغادر المنطقة حتى يستطيع مواجهة المعارضة المسلحة فضلا عن قصف القرى المجاورة حيث يعيش اقارب المقاتلين المعارضين.

وقال الشيخ توفيق قائد كتيبة نور الدين زنكي التي تتمركز في شارع 15 في صلاح الدين ان الفكرة هي الضغط على أسر المقاتلين كي يطلبوا ابناءهم على خط المواجهة ويقنعوهم بالعودة إلى ديارهم.

وقال في مقابلة مؤخرا “الجيش السوري يرسل رسالة إلى الأسر في حلب مفادها: اضغطوا على ابنائكم الذين يقاتلون مع الجيش السوري الحر للانسحاب حتى يمكننا الدخول والا اقتحمناها وقمنا بمذبحة.

“كما هو الحال الان نحن نعاني من كثير من الاصابات — امس فقط (يوم الاثنين) اصيب 30 من رجالي من بينهم انا فقد اصبت في ظهري. نحن نحاول دائما تشجيع المزيد من الشبان على الانضمام إلى صفوفنا. عدت لتوي من رحلة إلى الريف لتجنيد مزيد من الرجال”.

وتبدو آثار القصف على المناطق المحيطة جلية لا تحتاج إلى دليل.

ونشرت منظمة العفو الدولية صورا بالأقمار الصناعية توضح نطاق القصف المدفعي في حلب منذ 23 يوليو تموز إلى اول اغسطس آب وظهر فيها اكثر من 600 حفرة خلفتها قذائف المدفعية على الارجح في مناطق في محيط حلب.

وقال كريستوف كويتل من منظمة العفو الدولية بالولايات المتحدة “ما يمكننا ان نراه من الصور من نهاية يوليو هو نحو 58 دبابة و45 عربة مدرعة اخرى داخل وحول حلب ونحو 50 قطعة مدفعية نشرت خلال هذا الوقت في مواقع الجيش السوري”.

وحتى الاسلحة الثقيلة مثل قاذفات الصواريخ المتعددة والصواريخ ذاتية الدفع من الممكن ان تستخدم في هذه المنطقة.

لكن التفوق في التسليح الذي يتمتع به الجيش يبدو انه يتوازن بالروح المعنوية المرتفعة للمعارضة المسلحة كما يقول الشيخ توفيق.

“على خط المواجهة في شارع 10 نحن في المواجهة مع الجيش ويمكننا الاستماع إلى محادثاتهم عبر جهاز اللاسلكي — نسمع قادتهم يعطون الاوامر للجنود بالتقدم ويواصلون حثهم لكن الجنود لا يتقدمون ويجبنون.

“لقد انتزع القادة الهواتف المحمولة من الجنود حتى لا نتمكن من الاتصال بهم والحث على المزيد من الانشقاقات”.

تركيا تتهم النظام السوري بتزويد المتمردين الأكراد بالسلاح

الجيش الحرّ ينسحب من حي صلاح الدين ويتعهد بهجوم مضاد في حلب

طهران تدعو لحوار بين النظام والمعارضة وتحذر من السقوط المفاجئ للأسد

دمشق ـ حلب ـ بيروت ـ وكالات: نفذ الجيش السوري الحر الخميس انسحابا كاملا من حي صلاح الدين في حلب الى الشوارع المحيطة به متعهدا شن ‘هجوم مضاد’، فيما جددت طهران دعوتها الى حوار بين النظام السوري والمعارضة، في يوم شهد مقتل 78 شخصا معظمهم من المدنيين في مختلف انحاء سورية.

من جهته، عين الرئيس بشار الاسد وائل نادر الحلقي رئيسا للحكومة بعد اقالة رئيس الوزراء رياض حجاب الذي اعلن انشقاقه عن السلطة.

وقال التلفزيون ان’الرئيس الاسد اصدر مرسوما يقضي بتسمية الدكتور وائل نادر الحلقي رئيسا لمجلس الوزراء’، بعد ايام على تكليف النائب الاول لرئيس الحكومة عمر غلاونجي بتسيير شؤون الحكومة.

ودعا وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي لدى افتتاحه امس الخميس اجتماعا ‘تشاوريا’ في طهران حول سورية شارك فيه 29 بلدا، الى بدء حوار وطني.

وافتتح الوزير الايراني الذي تعد بلاده حليفا لسورية، الاجتماع بالدعوة الى ‘حوار وطني بين المعارضة التي تحظى بدعم شعبي، والحكومة السورية من اجل احلال الهدوء والامن’ في البلد المضطرب، بحسب ما اورد التلفزيون الايراني الرسمي.

واضاف ان ايران على استعداد لاستضافة مثل هذا الحوار.

ولم تدع ايران الى هذا الاجتماع البلدان الغربية وبعض الدول العربية التي تتهمها طهران بتقديم دعم عسكري للمعارضين المسلحين الذين يخوضون تمردا منذ نحو 17 شهرا للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.

كما حذر صالحي في مقال للرأي نشرته صحيفة ‘واشنطن بوست’ الأمريكية الأربعاء من أن سقوط الأسد سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات. وقال ‘المجتمع السوري فسيفساء بديعة من الأعراق والعقائد والثقافات وسيتفتت إلى قطع صغيرة إذا سقط الرئيس بشار الأسد بشكل مفاجئ’.

ومن جهته صرح قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش الحر النقيب حسام ابو محمد لوكالة فرانس برس ان ‘الحي (صلاح الدين) بات خاليا تماما من الثوار’، مشيرا الى ان ‘الجيش (النظامي) يتقدم داخل الحي’.

وكان الجيش السوري الحر اعلن اولا عن انسحاب جزئي من صلاح الدين وسط استمرار القصف العنيف والاشتباكات الضارية مع القوات النظامية للسيطرة على الحي.

وتحدث قائد كتيبة درع الشهباء في صلاح الدين النقيب حسام ابو محمد لفرانس برس عن ان’كتائب الجيش السوري الحر التي نفذت انسحابا من شارعي 10 و15 في صلاح الدين باتجاه حي السكري (جنوب) تمهيدا لشن هجوم مضاد التفافي’.

ولفت الى ان ‘الجيش (السوري النظامي) يقصف منذ صباح (الخميس) بالقنابل الفراغية شارعي 10 و15 ما ادى الى تسوية نحو اربعين مبنى بالارض ومقتل اكثر من 40 مقاتلا واعداد كبيرة من المدنيين’.

وقال قائد كتيبة درع الشهباء الموجود في سيف الدولة حاليا ان ‘الجيش الحر يقاوم واذا اضطر لانسحابات اخرى فسيعمد الى فتح جبهة ثانية’.

من جانبه، اكد قائد كتيبة نور الحق النقيب واصل ايوب في اتصال مع وكالة فرانس برس من حلب انه ‘بعدما سيطرنا (الجيش الحر) على صلاح الدين بشكل كامل خلال الليل افقنا صباحا على قصف عنيف على شارع 15 وانهيار كامل لبعض الابنية’.

واتهم وزير خارجية تركيا الرئيس السوري بشار الاسد بتسليح متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتلون الدولة التركية منذ عقود وهو ما قد يفاقم الصراع الذي قتل فيه أكثر من 40 الف شخص.

واكد المفوض الاعلى لحقوق الانسان في الامم المتحدة في بيان ان انتهاكات حقوق الانسان والقوانين الانسانية ادت الى ‘نزوح كبير للسكان في سورية’.

وقال شالوكا بياني المقرر الخاص للامم المتحدة حول حقوق النازحين داخل بلدانهم ان ‘عددا متزايدا من الاشخاص يجبرون كل يوم على الفرار من منازلهم جراء تصاعد العنف واللجوء لدى عائلات اخرى او مدارس او ملاجىء’.

مشروع يقبل بتقليص دولة ‘بشار الأسد’إذا تعثر إسقاطها،، وتركيز خليجي أردني أمريكي على التحكم بجنوب سورية

بسام البدارين

عمان ـ ‘القدس العربي’ عدة أسباب تدفع للإعتقاد بأن المحطات التي سيتوقف عندها العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني خلال الأيام القليلة المقبلة سيكون لها ‘بصمة أساسية’ في تغليف وتحديد مسار الإستراتيجية الأردنية الفعلية في التعاطي مع الملف السوري وتحديدا في الزاوية المتعلقة بمشروع إسقاط الرئيس بشار الأسد .

هنا حصريا يقف غالبية المسئولين الأردنيين تحت إنطباع بأن بلادهم تفقد ميزة التحكم بإنطباعات الوقت ولم يعد بمقدورها ‘ملاعبة’ جميع الأطراف فيما يتعلق بملف الرئيس بشار الأسد .

لذلك يؤكد مسؤول سابق ومهم في الدولة الأردنية تحدثت له القدس العربي على هامش حفلة إفطار أقامها الأربعاء مركز حماية وحريات الصحفيين بأن الإطلالة التي يقوم بها الملك حاليا وسيواصل حتى الأحد المقبل خطوة مفيدة وضرروية .

وهي كذلك ليس فقط على صعيد الإستماع لتصورات وإتجاهات منظومة الخليج تجاه الملف السوري ولكن أيضا وهو الأهم على صعيد معرفة طبيعة الكلفة التي ستدفعها عمان أو الثمن الذي ستحصل عليه إذا ما جازفت لاحقا وأصبحت طرفا في مشروع عزل بشار الأسد أو حتى إستهداف تقليص دولته .

المسؤول نفسه يتصور أنه من المبكر الحكم على إتجاهات البوصلة الأردنية من الأن فمسألة رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب مؤشر حيوي على أن عمان تختبر كل الإحتمالات فالرجل حضر وخصصت له حماية لكنه قد لا يبقى في عمان والجو العام داخل الأردن لا يحتمل مجازفات وكثيرون وسط النخبة السياسية والإعلامية يحذرون القصر الملكي مباشرة من الغرق في الوحل السوري المقبل.

في إتجاه آخر يمكن ببساطة ملاحظة حديث الخبرة الأردنية عن إحتمالات ومخاطر سعي الرئيس بشار للإحتماء بجيب دولة علوية في الشمال بالتوازي مع مشاريع في الكونجرس الأمريكي تضغط لفرض حظر طيران على جنوب سوريا لحماية سيطرة الجيش السوري الحر على الجنوب.

هذه السيطرة على مناطق واسعة في محيط درعا المحاذية للأردن جنوب سوريا يعتبرها الأمريكيون ‘منجزا يتيما’ حتى الأن للثورة السورية يمكن تعزيزه والبناء عليه ما دام بشار الأسد يخوض حربه الشرسة في الشمال والساحل .

عليه يسرب سياسيون بأن عزل منطقة درعا جنوب سوريا قد يكون هدفا تكتيكيا مهما تسعى إله دول مثل السعودية وقطر تظهر إستعدادا كبيرا لدعم الأردن إذا ما سمح بإستثمار وتوظيف ضعف وجود وسطوة الجيش النظامي في هذه المناطق المحاذية لعمان.

الأردن يجول بين عواصم الخليج قريبا حتى يفهم التصور الإستراتيجي بخصوص الجزء المتعلق بشماله وجنوب سوريا لكن عمان تخشى بأن يكرس هذا الأمر تقسيم سوريا في مخاوف عبر عنها العاهل الأردني علنا .

وفي الواقع الميداني يتعامل الأردن عسكريا وأمنيا ولوجستيا مع جيش الثورة السورية في مناطق التماس الحدودي ولا يتعامل مع الجيش السوري النظامي الذي يقول فنيون أردنيون انه وضع منصات مراقبة وإستحكام فقط وترك السيطرة الميدانية .

سيناريو التقسيم يرعب الأردنيين لكنهم مستعدون كما قال رئيس الوزراء فايز الطراونه لكل الإحتمالات دون أن يوضحها أما التعاطي الناعم الهاديء مع قصة المنشق رياض حجاب فيظهر سعي عمان لتخفيف حضور صورتها في صدارة أي حدث إعلامي يستفز الرئيس بشار الأسد أو يخاصمه علنا .

بكل الأحوال لدى الأردنيين أسئلة محورية يرغبون بطرحها على معسكر صقور الخليج وهو أمر من المرجح أن يحصل على هامش وقفة العاهل الأردني المنجزة اليوم الخميس في الإمارات والتي ستعقبها وقفة عميقة قليلا في الدوحة تمهد للوقفة الأكثرعمقا في كواليس اللقاء الدولي الذي تنظمه وتعقده الرياض.

.. الإجابات والشروحات والنوضيحات خلال هذه المشاورات ستجيب على حزمة متكاملة من التساؤلات حول سقف الدور الأردني المتوقع في سيناريو سوريا الجديدة التي قد تكون مقسمة وهي تساؤلات لا يتردد صداها في الواقع بالقصر الملكي الأردني فحسب بل في العواصم العربية التي تدعي أن لديها الأجوبة أيضا وفي عمق الشارع الأردني وهذا الأهم.

ميشال سماحة متهم بنقل متفجرات بسيارته من سورية تحضيرا لعمليات ارهابية في شمال لبنان

بيروت – ‘القدس العربي’ من سعد الياس: فوجىء اللبنانيون امس بخبر توقيف وزير الاعلام الاسبق ميشال سماحة الذي حاز كلَّ الألقاب وآخرها لقب رجل بشار الاسد ليُضافَ إليها اليوم لقب ‘الموقوف’، وفي يد رئيس فرع المعلومات وسام الحسن.

وتفيد المعلومات المتوافرة أن توقيفه جاء بناء على أدلة ثابتة وتسجيلات تؤكِّد تورط الوزير السابق في التحضير لعمليات أمنيّة، مع آخرين ومن بينهم أحد الأشخاص من آل ‘كفوري’. وتضيف المعلومات أن الوزير سماحة نقل العبوات الناسفة بسيارته من سورية إلى لبنان، وبأنه تسلَّم هذه العبوات في زيارته الاخيرة لدمشق وبعدما كان في مكتب اللواء علي مملوك، وبأنه ضالعٌ في التحضير لزرعها في إفطارات كانت ستُقام في شمالي لبنان ولتخويف المسيحيين في عكار تزامناً مع زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بهدف خلق فتنة سنية مسيحية. وقد اطلعت المراجع الرسمية على هذه المعطيات والاعترافات تباعاً أمس.

وبحسب المعلومات التي توافرت مساء فإن الوزير والنائب السابق ميشال سماحة إعترف بالتحضير لعمليات ارهابية في شمالي لبنان، وقد جاءت اعترافاته بعد اعتراف سائقه

وفي هذا السياق، أكدت مصادر أمنية أن الادلة كانت كاملة وقد بدأ جمعها منذ نحو أسبوعين.

وكشفت أن أحد الاشخاص الذين حاول سماحة تجنيدهم تعاون مع القوى الامنية للتوصل الى النتيجة التي تم التوصل اليها اليوم.

وذكرت قناة ‘المنار’ التابعة لحزب الله ليلاً أنه تم الافراج عن مرافقي الوزير سماحة علي الملاح وفارس بركات وسكرتيرته غلاديس عواضة. ونقلت ‘المنار’ عن مرافق سماحة أنه نفى ما نُسب اليه من اعترافات.

وسبق عملية الافراج حديث عن ضغوط يمارسها النظام السوري وحلفاؤه في لبنان على رئيس الجمهورية والقضاء للافراج عن سماحة.

وكانت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي قد غادرت منزل سماحة في حي الجوار في بلدة الخنشارة بعد عملية دهم وتفتيش دقيقة، وأخذت مجموعة من الملفات وأجهزة كومبيوتر وأشرطة فيديو، ثم اقتادته إلى التحقيق إلى مبنى فرع المعلومات في الأشرفية، كما اوقفت سائقه فارس بركات واثنين من مرافقيه وسكرتيرته.

وروت غلاديس سماحة زوجة الوزير السابق سماحة انهما كانا لا يزالان في السرير عندما دهمت القوى الأمنية المنزل، وطلبت الاطلاع على الاستنابة القضائية فأجابها الضابط المسؤول بأنه لا يستطيع اطلاعها عليها ولكنها بحوزته.

ولفتت سماحة إلى ان فرع المعلومات أخذ 17 غرضاً من المنزل وهو وجد كلاشينكوف قديما في الخزانة، معتبرة ان القضية سياسية لأنه يمثل فريقاً معيناً في البلد وأن على هذا الفريق التحرك.

وفي هذا الاطار، أشارت مصادر أمنية إلى ان عدداً من المسؤولين كانوا على علم بعملية التوقيف ولاسيما وزير الداخلية مروان شربل.

كما استبعدت المصادر ان يكون توقيف سماحة له علاقة بالتعامل مع اسرائيل أو قضية قدح وذم كما تردّد لدى تسريب خبر التوقيف.

وبعد عملية التوقيف طرحت تساؤلات عما إذا كان الغطاء السياسي رفع عن ميشال سماحة ومَن أوقَع به؟ هل هي عملية تعقُّب أم معلومة من جهاز مخابراتي خارجي وجدَ ان التوقيت ملائم ليتخلّص منه؟

تجدر الاشارة الى أن تاريخ ميشال سماحة السياسي بدأ كرئيس لمصلحة الطلاب في حزب الكتائب اللبنانية، ثم رافق بشير الجميّل فإيلي حبيقة، ثم عيّن مستشاراً إعلامياً لأمين الجميّل في بداية ولايته الرئاسية قبل أن يكلفه الجميل رئاسة مجلس إدارة تلفزيون لبنان.

ومن حزب ‘الله الوطن العائلة’، انتقل سماحة إلى المقلب الآخر، فشاهدناه رفيقاً لإيلي حبيقة خلال التحضير للاتفاق الثلاثي عام 1985. ومع سقوط الاتفاق أبعد عن المنطقة الشرقية ليعود إليها بعد دخول دبابات الجيش السوري إلى بعبدا، محصّناً بعلاقات سياسية وأمنية مع سورية وفرنسا حيث قسّم إقامته.

تعيين الحلقي رئيساً للوزراء… والشعار يؤكد المضي في «إحباط المؤامرة»

الجيش يسيطر على صلاح الدين وينقل المعركة إلى السكري

سيطر الجيش النظامي على حيّ صلاح الدين بعد انسحاب «الجيش الحر» منه، فيما «المعركة الكبيرة المقبلة ستكون في حيّ السكري»، في وقت، عيّن فيه الرئيس السوري بشار الأسد، وزير الصحة وائل الحلقي، رئيساً لمجلس الوزراء

أكد الناطق باسم «الجيش السوري الحر»، في الداخل، انسحاب عناصره من حيّ صلاح الدين في مدينة حلب، في حين أشار مصدر أمني في دمشق الى أنّ المعركة المقبلة الكبيرة ستكون في حيّ السكري جنوب شرق المدينة. وقال الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل، العقيد قاسم سعد الدين، «حصل انسحاب للجيش السوري الحر من صلاح الدين»، مشيراً الى أنّ «الانسحاب تكتيكي». ورد سبب الانسحاب الى «القصف العنيف والعشوائي ولأن التدمير كان كاملاً». وشدد على أن «الانسحاب يقتصر على صلاح الدين لكننا باقون في مدينة حلب»، موضحاً أنّ «الجيش الحر لديه خطط عسكرية للمدينة لا أستطيع الكشف عنها».

وفي السياق، أوضح قائد «كتيبة نور الحق»، النقيب واصل ايوب، أنّ «هناك خمس كتائب ما تزال تقاوم في صلاح الدين لتأمين انسحاب آمن»، مشيراً الى أن «كتائب الجيش الحر في الحيّ تنسحب باتجاه خط السكري والمشهد وبستان القصر حيث نعزز قواتنا هناك». وأشار الى أنّ الجيش النظامي «لم يدخل الى كل الاحياء التي انسحب منها الجيش الحر»، مضيفاً أنّ هذه القوات تتمركز بشكل خاص «من جهة الملعب البلدي شمال صلاح الدين بالقرب من الاعظمية وفي شوارع صلاح الدين المقابلة لاستاد الحمدانية». وشدّد على أنّ «سقوط صلاح الدين لا يعني سقوط حلب وانتهاء المعركة»، مضيفاً «قريباً سيكون لنا هجوم مضاد وتقدم جديد في صلاح الدين».

بدوره، أفاد مصدر امني في دمشق أنّ قوات النظام «تتقدم بسرعة من حي صلاح الدين باتجاه سيف الدولة»، مشيرا الى أن «المعركة الكبيرة المقبلة ستكون في حيّ السكري»، جنوب شرق المدينة. ولفت الى أن الجيش النظامي «استخدم في معركة صلاح الدين 10 بالمئة فقط من التعزيزات التي حشدها في حلب».

وتستمر الاشتباكات والقصف العنيف في أحياء مدينة حلب، رغم انسحاب «الجيش السوري الحر» من حيّ صلاح الدين. ولفت «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الى اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حيّ باب الحديد، مضيفاً أن القصف «تجدد من قبل القوات النظامية على كل من الصاخور، وطريق الباب ونجم عنه تدمير عدد كبير من المنازل». وتحدث عن «موجة نزوح كبيرة للسكان من منطقة العقبة، القريبة من باب انطاكية بسبب القصف العشوائي». كما أفاد المرصد عن «تعزيزات تضمّ ثلاث دبابات، وناقلات جند مدرعة، ومئات الجنود وصلت الى محيط نادي الضباط قرب ساحة سعد الله الجابري» وسط حلب.

من جهتها، أعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» أن وحدات من الجيش النظامي هاجمت «مجموعات ارهابية» في مناطق مختلفة من حلب، وخصوصاً بالقرب من فندق الكارلتون، وقامت «بتطهير منطقتي أصيلة وباب النصر من المجموعات الارهابية المسلحة». وأضافت الوكالة أن القوات النظامية «واصلت ملاحقة فلول المجموعات الارهابية المسلحة في عدد من أحياء مدينة حلب، واشتبكت مع مجموعة ارهابية مسلحة في منطقة هنانو، وأوقعت فى صفوفها عشرات القتلى والجرحى، بينما رمى الباقون أسلحتهم ولاذوا بالفرار».

وفي محافظة ادلب، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بلدة كفرومة، كما أشار المرصد الى تعرض مدينة اريحا للقصف من قبل القوات النظامية. وفي دير الزور، تعرض حيّ العرفي للقصف من القوات النظامية، بينما دارت اشتباكات عنيفة عند دوار حمود العبد، وحاجز الجسر المعلق في حيّ الحويقة.

وحصدت أعمال العنف في سوريا، أمس الخميس، 78 قتيلاً، هم 35 مدنياً و18 مقاتلاً معارضاً، بالاضافة الى 25 عنصراً من القوات النظامية، حسب المرصد. إلى ذلك، عبر زهاء 2200 لاجئ سوري الحدود التركية، هرباً من العنف في بلادهم ليبلغ عددهم الاجمالي في تركيا 50 الف شخص، على ما أكدت مديرية حالات الطوارئ التركية، أمس.

سياسياً، أصدر الرئيس بشار الأسد مرسوماً قضى بتسمية وائل الحلقي رئيساً لمجلس الوزراء. والحلقي من مواليد درعا، شغل منصب مدير الرعاية الصحية الأولية في مدينة جاسم 1997-2000، وأمين فرع درعا لحزب البعث العربي الاشتراكي من 2000-2004، ونقيب لأطباء سوريا من عام 2010، وشغل منصب وزير الصحة في الحكومتين الحالية والسابقة.

من ناحيته، أكد وزير الداخلية محمد الشعار أن بلاده ماضية في مكافحة الإرهاب. وذكرت وكالة «سانا» أن الشعار قال، خلال لقائه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأمن والسلام غريغوري ستار في دمشق، إن «سوريا ماضية في إحباط المؤامرة التي تتعرّض لها، وإنها لن تتهاون أبداً في سبيل تحقيق هذا الهدف وإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل أراضيها». وأضاف «نحن ماضون في ملاحقة فلول الإرهابيين أينما وجدوا على كل الأراضي السورية حتى إعادة الأمن والاستقرار، ونحن كدولة ملزمون بحماية شعبنا من هؤلاء القتلة المجرمين الذين يرتكبون أعمال القتل والخطف والسلب بحق المواطنين والتخريب للمنشآت والممتلكات العامة والخاصة».

وأكد الشعار أن سوريا «مع كل مبادرة خيّرة تهدف إلى تحقيق أمنها واستقرارها، وأنها ملتزمة بمبادرة مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان في الوقت الذي ما زالت فيه بعض الدول المجاورة والعربية والأخرى التي تدعي محاربتها للإرهاب تدعم الإرهابيين وتموّلهم وتقدّم السلاح لهم ليعبثوا بأمن واستقرار البلاد». واعتبر أن «مَن يدعمون الإرهاب في سوريا لا يريدون الخير ولا السلام لها ولشعبها»، موضحاً أنه «منذ بدء عمل بعثة الأمم المتحدة تم تسجيل آلاف الخروقات التي قامت بها المجموعات الإرهابية المسلّحة وتم تزويد الأمين العام للأمم المتحدة بها».

بدوره، أعرب ستار، عن أمله أن تستعيد سوريا أمنها واستقرارها بأقرب وقت ممكن. وقال «أنا متفهّم للوضع الحالي ولوجود عناصر إجرامية تعبث بأمن البلاد وترتكب أعمالاً تقود إلى الأزمات»، وعبّر عن «تقديرنا الكبير للجهود المبذولة في تقديم كل التسهيلات الممكنة لعملنا على الأرض وخاصة في ظل هذه الأزمة». وأشار إلى أن التعاون البنّاء من الحكومة السورية ساهم في تأمين الأمن والحماية لمكاتب الأمم المتحدة في سوريا، مشيراً الى أن هناك دراسة لجمع هذه المكاتب في مقر واحد بما يساعد على تعزيز أمنها وأدائها للدور المنوط بها بالشكل الأفضل.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

ميشال سماحة في قبضة «المعلومات»

رضوان مرتضى

أوقف فرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وزير الإعلام الأسبق ميشال سماحة بشبهة الإعداد لتفجيرات. اقتيد سماحة من منزله في الخنشارة بملابس النوم فجراً. سُحب من السرير بعد خلع باب المنزل. وقع الصدمة كان شديداً. لم يُصدّق أحد الخبر. قيل إن العملية الأمنية «مفبركة». لكن التسريبات الغزيرة لـ«المصادر الأمنية» أشارت الى أن الوزير السابق «متورط في التحضير لعمليات إرهابية». هذا في الشكل. أما في التفاصيل، فتكشف مصادر أمنية أن «ضبط فرع المعلومات متفجرات كان مقرراً أن تتجه من بيروت نحو الشمال سبق دهم منزلي ميشال سماحة ومكتبه».

وأشارت إلى أن «سماحة قصد شاباً يعمل مع الاستخبارات السورية في لبنان، طالباً منه اغتيال شخصيات في منطقة الشمال تنتمي إلى المعارضة السورية، أو تساعد هذه المعارضة». ولفتت مصادر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إلى أن «الشاب الذي طلب منه سماحة تنفيذ عمليات تفجير أبلغ فرع المعلومات بما حصل. وجنّد الفرع الشاب لتصوير سماحة عندما يطلب منه تنفيذ العمليات، وهو ما تم، فضلاً عن تصويره وهو يسلّمه المتفجرات قبل أيام قليلة». وأوضحت أن فرع المعلومات «صادر المتفجرات، التي تتألف من 25 عبوة ناسفة، إضافة إلى صواعق وأجهزة تفجير عن بعد. ثم عرض التسجيلات على النائب العام التمييزي سمير حمود الذي منح الإذن بتوقيف» سماحة ومرافقين له وسكرتيرته لأخذ إفاداتهم «كشهود»، على حد قول مرجع أمني رفيع المستوى.

وأكدت مصادر فرع المعلومات أن «سماحة اعترف بالتحضير لعمليات إرهابية كانت ستنفذ خلال إفطارات في شمال لبنان، تستهدف شخصيات من المعارضة السورية، ولبنانيين يدعمون هذه المعارضة». وأشارت إلى أنه «نقل متفجرات من سوريا إلى لبنان بسيارته»، لافتة إلى أنه «اعترف بالشبهات المنسوبة إليه خلال التحقيق معه (اليوم) أمس». وقال ضابط رفيع المستوى إن التحقيق «يدلّ على دور لمسؤول أمني سوري كبير طلب من سماحة تنفيذ هذه العمليات».

كل ذلك على ذمة رواية الأمن الداخلي، التي تؤكد مصادرها أن «ضبط هذه العملية أدى إلى وقف مشروع كان سيؤدي إلى فتنة مذهبية في عكار، ولم يكن مضموناً أنها ستقتصر على الشمال وحسب، بل كانت لتشمل لبنان كله».

النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي سمير حمود قال إن «الموقوف قدّم إفادته بكامل إرادته. ولم يكن منهاراً». وأبلغ «الأخبار» أنه أعطى الموافقة لفرع المعلومات على دهم منزلَي سماحة ومكتبه، «بناءً على ما عُرض من أدلة لدى القوى الأمنية». وقال إن التحقيقات مع الوزير السابق تتمّ تحت اشرافه، موضحاً أن التحقيق لم ينته بعد، علماً بأن الأخير كان قد انتقل إلى مكتب فرع المعلومات، حيث قابل سماحة.

وشدد حمود على أن سماحة في صحة جيدة ولم يتعرّض لأي ضغوط أو مضايقات، مشيراً إلى أنه عيّن طبيباً شرعياً وطبيباً تابعاً لقوى الأمن الداخلي عايناه وكتبا تقريرهما.

أمس، انشغل الرأي العام والسياسيون والأمنيون وأهل الإعلام بخبر توقيف الوزير الأسبق. في الأشرفية، لم يكن المشهد معتاداً. غصّ المبنى الذي يقطن فيه سماحة، عند ساحة ساسين، بعشرات من ضباط فرع المعلومات وعناصره ببزاتهم البنية. وتوزّع هؤلاء على مداخل المبنى وفي محيطه، مانعين أيّاً كان من الدخول. فيما كانت بنات سماحة الثلاث في المنزل، من دون أن يتضح ما إذا كان ذلك بإرادتهن. وفي الخارج، احتشد الإعلاميون بكاميراتهم. وبين حين وآخر، كان يخرج عنصر من المعلومات يحمل «صناديق كرتونية» مُلئت بالملفات قبل أن يعود بصناديق فارغة الى المبنى. المشهد لم يكن مختلفاً على بعد عشرات الأمتار، حيث يقع مكتب الوزير. العناصر الأمنية كانت موجودة، فارضة طوقاً أمنياً. هكذا مرّت ساعات شمس الظهيرة طويلة وحارقة.

في موازاة ذلك، كان أقارب الوزير الأسبق وأصدقاؤه يُعربون عن صدمتهم مما يحصل، رافضين تصديق كل ما يجري، إذ «كيف يُمكن للرجل الذي لم يفعلها أيام الميليشيات، أن يدخل اليوم في هذه الزواريب الضيّقة؟». يستنكر أحدهم توقيت التوقيف. يسأل: «إذا كان مراقباً منذ وقت طويل، فلماذا لم يُقبض عليه متلبّساً أثناء نقله متفجرات؟». استنكارٌ آخر، «لماذا الغزارة في تسريبات التحقيق لوسائل الإعلام؟». اعتبر بعضهم التهمة سياسية، فيما فضّل آخرون التريّث وانتظار انتهاء التحقيق.

ومساء امس، أُخلي سبيل مرافقي سماحة علي ملاح وفارس بركات وسكرتيرته غلاديس عواضة، لكن الوزير السابق بقي موقوفاً. والتحقيقات لا تزال جارية.

 رجل سوريا الأول في لبنان

غسان سعود

في مكتبه في السوديكو، تختبئ الجدران كما الطاولات وحتى الكراسي خلف مئات الكتب المتعددة اللغات والمواضيع. لا يجيب ميشال سماحة الصحافيّ الذي يهاتفه إلا حين يحتاج إليه. وفي حال إجابته من يتهرب منهم، سيدّعي أنه مرافقه وسيُعلم معاليه باتصالهم حين يلتقيه. لكن سرعان ما ينسي انهمار قبلاته الزائر عتبه، ويأخذه سماحة بين ذراعيه الكتائبيتين حتى يصدق أنه من أهل البيت. في البيت ثلاثة حواسيب على الأقل، يتنقل سماحة برشاقة بينها، مغيّراً بين الواحد والآخر نظاراته السميكة. فيما تلون خطوط صفراء صفحات بعض الكتب التي لم يشبع سماحة بعد نهم استشهاده بها.

أعطاه (مواليد 1948) حزب الكتائب بطاقته الحزبية الأولى عام 1964، فلم يطل الانتظار في الخنشارة، جارة بكفيا، حتى يرأس دائرة الثانويين في مصلحة طلاب الكتائب، التي كان يرأسها الوزير السابق كريم بقرادوني. ولم يكد بقرادوني يترقى، حتى حل سماحة عام 1971 محله رئيساً لمصلحة الطلاب في الكتائب. وعلى غرار بقرادوني، لم يحمل سماحة سلاحاً ولم يدخل يوماً دهاليز الكتائب الأمنية. هو أساساً كان ـــ بحكم متنيّته ربما ـــ أقرب إلى الرئيس أمين الجميل منه إلى شقيقه بشير. وبموازاة انشغال كريم بإعلام بشير، عيّنه أمين مسؤوله الإعلامي، ولاحقاً رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون لبنان.

إبداعه في التنظير السياسي شجّع القيادة الكتائبية على ضمه لبقرادوني وجوزف أبو شرف في زياراتهما المكثفة لدمشق. أولى علاقاته الوطيدة هناك كانت مع العميد السوريّ محمد الخولي. لاحقاً، انقلب سماحة على الجميّل، منحازاً إلى الأمني الأول في القوات اللبنانية إيلي حبيقة. وبحكم علاقات الأخير الأمنية المتشعبة، يقول أحد المطلعين على أسرار تلك المرحلة، بدأ سماحة تواصلاً جدياً مع بعض عناصر الاستخبارات الفرنسية. تحديداً منذ عام 1985، بات للرجل دوران: الأول سياسي لبناني. والثاني استخباري سوري ـــ فرنسي. وعشية الاتفاق الثلاثي، تكفّل سماحة بتسويقه، فنفي مع حبيقة في 15 كانون الثاني 1986 إلى خارج مناطق نفوذ القوات اللبنانية. وحتى عند وفاة والدته، رفضت قوات جعجع أن تسمح له بدخول الأشرفية ليودعها. في تلك المرحلة، توطدت علاقته بالاستخبارات الفرنسية أكثر، ولا سيما أنه كان يقضي في باريس، حيث عائلته، وقتاً أطول مما يمضيه في دمشق.

فرنسياً، كبر نفوذ سماحة كجزء من نفوذ أصدقائه في الإدارة الفرنسية الذين تطوروا في مواقعهم هم أيضاً، حتى بات أحد أصدقائه (كلود غيان) مديراً للإليزيه. وسورياً أيضاً، بلغ سماحة موقعاً متقدماً في النظام بحكم تقدم صديقته السيدة بثينة شعبان، حتى انتقل الإعلام السوريّ من وصفه بـ«معاون مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان» إلى «مستشار الرئيس السوري للشؤون الفرنسية». لم يزر وفد فرنسي الرئيس السوري، حافظ الأسد، بعد عام 1990 أو الرئيس السوري، بشار الأسد، حتى انقطاع علاقته العلنية بالفرنسيين إلا كان سماحة في استقباله.

لكن علاقة سماحة الوطيدة بالنظام السوريّ لم تنعكس محلياً. فبعد فوزه بما يشبه التعيين بالمقعد الكاثوليكي في المتن الشمالي عام 1992، خسره عامي 1996 و2000 على مرأى من الاستخبارات السورية ومسمعها لمصلحة مرشح النائب ميشال المر النائب السابق أنطوان حداد. استفاد محلياً أكثر من بلوغ صديقه الياس الهراوي رئاسة الجمهورية، فدخل سماحة عصره الذهبي، إذ عينه الهراوي وزيراً للإعلام، فوزيراً للسياحة ستة أشهر، ثم وزيراً للإعلام مجدداً من عام 1992 حتى عام 1995. ولم يلبث الحريري أن أعاده إلى وزارة الإعلام في آخر حكوماته خلال عهد الرئيس إميل لحود. وسماحة كان صديق الحريري في الشكل، أما فعلياً فلم يحب أحدهما الآخر، بسبب محاولات الحريري الدائمة اللعب بملعب سماحة الفرنسي ـــ السوري، مقدماً نفسه كعراب التسويات بين النظام السوريّ والغرب.

بعيداً عن الزعامات والمواقع الرسمية وبعض الأحزاب، يصف أحد المطلعين سماحة برجل سوريا الأول في لبنان. والأكيد أن سماحة في السنوات الخمس الماضية، كان أكثر المطلعين على ما يطبخ في قصر المهاجرين. لكن حامل الجنسية الكندية غالباً ما بالغ في استعراض معلوماته، مسوّقاً السيناريوات التي تعجب المشاهدين وتسحرهم. في مكتبه، المعلومات قليلة والتحليلات كثيرة. أما في براد، التي كان سماحة عراب حج العماد ميشال عون إليها، فالكلام قليل والعمل كثير. لا يكاد الرجل يودع ضيفاً في بهو الشيراتون الدمشقي حتى يستقبل آخر: سوريين ولبنانيين وصحافيين أجانب. حتى بعد اندلاع الأزمة السورية، هو كان الممر الجديّ الوحيد لروايات النظام بشأن المسلحين وإسلامية الثورة إلى الإعلام الأجنبي. أهم ما في سماحة، قدرته على الحديث عن كل قضايا العالم وشؤونه، باستثناء القضية التي يعمل بالفعل عليها. قوى 14 آذار وخصوصاً القوات اللبنانية والرئيس أمين الجميل والنائب وليد جنبلاط وحتى جاره النائب ميشال المر يمقتونه جداً، فيما لا يمكن وصف كارهيه ضمن قوى 8 آذار بالأقلية.

صباح القبض على الوزير السابق

فراس الشوفي

الجوار ليست طرابلس. لم يكن ميشال سماحة ينتظر هبةً من مكتب وزير حين كمن له جهازٌ أمني ليلقي القبض عليه. كان في سريره حين اقتحم أكثر من 40 عنصراً من «القوّة الضاربة» في فرع المعلومات بيته. بقايا الخشب المتناثر والقفل المخلوع على أرض المدخل. حطّم الأمنيون الباب الرّئيسي. لم يلتفتوا إلى أنّ جينا، مدبّرة البيت، قد فتحت باب المطبخ المطلّ على الحديقة، قبل أن تشرق الشّمس. غلاديس، لم تسقِ ورودها صباح أمس. بقيت مذهولة، مذ هدّدها ضابطٌ بأن يضعها في السّيارة ويكمّ فمها، حسب قولها، إن هي اعترضت على تفتيش الغرف والزوايا وخزائن الملابس الداخليّة، و«كرافاتات» زوجها، وصولاً إلى قوارير العصير والنبيذ.

الثامنة إلا عشر دقائق، حضر المختار جورج سماحة ليأخذ سيّارة الوزير السابق ويحضر إخراج قيد عائليّ من دائرة النّفوس. الثامنة وعشر دقائق، كانت البنادق الآليّة والعناصر العالية التدريب توجّه الفوّهات إلى وجه ميشال. نهض ميشال من نومه. طلب أن يغيّر ثيابه، ثمّ تفرغ رجال الأمن لملء صناديق الأدلّة الجنائيّة الأربعة التي أحضروها بأغراض سماحة. جمعوا الهواتف النّقالة (حتى تلفون جينا)؛ جهازي تشغيل الـ«d.v.d»؛ جهازي استقبال للصحون اللاقطة وأجهزة التحكّم بها عن بعد؛ بضع أوراق كتب عليها سماحة بخطّ يده؛ بضعة كتب ورشّاش كلاشنيكوف قديم يقبع في أسفل «خزانة الصّرامي» منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

كان سماحة ينوي قضاء الصيف في بلدته. عاد وعائلته من باريس قبل أسبوعين. هو وغلاديس في الجوار، وبناته في الأشرفيّة. بيت الأشرفيّة دُهِم أيضاً. غلاديس انتظرت طويلاً حتى تمكّنت من سماع صوت بناتها. منعها الأمنيّون من التواصل معهنّ. رنّ هاتف المختار عند الثامنة، قال له أحد أبناء القرية، «عجّل، العسكر مطوّق بيت الوزير». جاء المختار على عجل. كان الوزير قد رحل. يعود المختار بذاكرته إلى عام 1979، حين جاء عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي لاعتقال سماحة، الذي كان يومها عضواً في المكتب السياسي لحزب الكتائب وعريساً جديداً. دقّ القوميّون باب البيت. خرجت والدته، هزّأت القوميين ولم ينبس أحدهم ببنت شفة. لم يرحلوا، قال لها ميشال «ما بيأثّر يا أمي، سأذهب لساعات ثمّ أعود». يذكر المختار كيف حاول ضابط المعلومات إقناعه بأن يوقّع على إفادة بأن الباب لم يُخلع، وأن التوقيف تمّ بحضوره. يسرد المختار القصّتين ليقارن: بين من «يقولون عنهم ميليشيات» وبين «ولاد الدّولة». يسمع أحد الأقارب قصّة المختار. يضحك، يهزأ، ثمّ يخبّر عن «الـ 12 دبّابة ميركافا» التي صادرها فرع المعلومات من القبو. الأقارب لا يصدّقون كلمة ممّا قيل في الإعلام، لو أن فرع المعلومات أخبرهم بأن ميشال سماحة هو ابن بلدة الجوار لكذّبوه. وسط زحمة التعليقات، يهرع المختار «والجواريّون» لاستقبال المدير العام الأسبق للأمن العام اللواء جميل السيّد. يدخل السيّد الصالون، يواسي غلاديس، ثمّ يتنقّل بين بثّ مباشر وآخر. أقلّ كلمة يقولها «زعران»، يلعن الرئيس سعد الحريري والقاضي سعيد ميرزا والعميد وسام الحسن. كلّما ارتفع صوته أمام الميكروفون، صفّق له المتنيّون. عند الباب، ينصح غلاديس بالانتقال إلى بيروت، «الشغل تحت أحسن، هونيك الإعلام أقرب عليكِ». تسأله عن توقعاته بشأن مدة التوقيف، يقول أحدهم إن مصادر قالت قبل قليل بأنّها ساعات، يردّ السيّد «نحن قالوا لنا ساعات وأيام، وبقينا أربع سنين».

حتى كتائبيّو الجوار لم يصدّقوا أن ميشال سماحة موقوف. بين هؤلاء وبضعة من شباب المتن من يهمس: لو كان سماحة إرهابيّاً لقطع مناصروه الطرقات واعتصموا في الساحات العامّة، بغضّ النظر عن براءته أو تورّطه. لو لم يكن سماحة «مسيحيّاً حيطه واطي» لما تجرّأ أحدٌ على توقيفه.

الأزمتان السورية والليبية مختلفتان كثيرًا لكي يكون حلهما متشابهًا

أ. ف. ب.

أثار الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي جدلاً بحديثه عن “اوجه شبه كثيرة” بين الازمة في سوريا وتلك التي شهدتها ليبيا في 2011، والتي كان خلالها رأس حربة التدخل العسكري الدولي ضد نظام معمر القذافي، غير أن تحليله هذا لا يوافقه فيه خبراء يؤكدون عدم وجود أي قاسم مشترك بين الحالتين.

باريس: بعد ثلاثة اشهر فقط من هزيمته في الانتخابات الرئاسية خرج الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عن صمته منتقدًا ضمنًا موقف خلفه فرانسوا هولاند من الازمة السورية.

وتحادث ساركوزي مطولاً مع عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري (الهيئة الرئيسية في المعارضة السورية) واعلن الاثنان انهما يتفقان في التحليل “حول خطورة الازمة السورية وضرورة تحرك سريع من المجتمع الدولي لتفادي وقوع مجازر”.

وتحدث ساركوزي وسيدا عن “اوجه شبه كبيرة مع الازمة الليبية”، التي شهدت تدخلاً عسكرياً دوليًا في 2011 كانت فرنسا في مقدمته، ملمحين الى احتمال أن يكون التدخل العسكري ضروريًا ايضا في سوريا.

ولكن الخبير في الشؤون الجيوسياسية باسكال بونيفاس يقول لوكالة فرانس برس إن “المقارنة السهلة بين بلدين عربيين يقودهما دكتاتوران ما هي الا خبطة اعلامية لا تدعمها أي حقيقة استراتيجية”.

في الثورة الليبية شكلت بنغازي عاصمة للثوار ونقطة انطلاق لامتداد الانتفاضة الى بقية المناطق، وذلك بسبب خروجها سريعًا عن سيطرة نظام معمر القذافي. لكن في سوريا الامر مختلف تمامًا، فبعد سنة ونصف تقريبًا على اندلاع الانتفاضة ضد الاسد لم يتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على أي من المدن الكبرى

ويضيف مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية أن “تكرار ما جرى في ليبيا في 2011 في سوريا اليوم هو امر مستحيل، نظرًا الى أن الامم المتحدة ترفض اصدار تفويض لهكذا تدخل، ونظرًا الى ميزان القوة العسكرية في سوريا ونظرًا الى المحيط الجيوسياسي لهذا البلد”.

بدوره يشدد كريم اميل البيطار الخبير الفرنسي في شؤون الشرق الاوسط على الطابع المتفجر للوضع السوري، مؤكدًا أن سوريا بسكانها الـ22 مليونًا عبارة عن “قطعة فسيفساء اثنية ودينية حقيقية”، في حين أنه “في ليبيا كنا امام ستة الى سبعة ملايين نسمة متجانسين”.

وفي الثورة الليبية شكلت بنغازي، كبرى مدن شرق البلاد ومهد الثورة، عاصمة للثوار ونقطة انطلاق لامتداد الانتفاضة الى بقية المناطق، وذلك بسبب خروجها سريعًا عن سيطرة نظام معمر القذافي. لكن في سوريا الامر مختلف تمامًا، فبعد سنة ونصف تقريبًا على اندلاع الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد في آذار/مارس 2011 لم يتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على أي من المدن الكبرى أو حتى على مساحات واسعة من الاراضي.

ويقول بيطار إن “الاكثرية الساحقة من الليبيين طالبت بتدخل خارجي في حين أنه في سوريا فإن 50% على الاقل من السوريين يرفضون هكذا تدخل لخوفهم مما جرى في العراق” إثر الغزو الاميركي في 2003.

ومن وجهة نظر استراتيجية بحتة يقول الخبراء إن الانتصار عسكريًا على الجيش الليبي كان سهلاً نسبيًا، حتى وإن دامت الحرب سبعة أشهر، في حين أنه في الحالة السورية الامر اكثر صعوبة بكثير نظرًا الى أن الجيش السوري افضل بكثير عديدًا وعتادًا، ناهيك عن امتلاكه اسلحة كيميائية.

ويقول المصري عمر عاشور مدير برنامج دراسات الشرق الاوسط في جامعة اكستر البريطانية إن “احد الاختلافات الرئيسية هو المستوى المتطور للقوات المسلحة السورية والدعم الذي تحصل عليه دمشق من ايران وروسيا وبمقدار اقل من الصين”.

ويقول البيطار إن نظام القذافي كان معزولاً في حين أن “روسيا هي التي تمتلك مفاتيح الازمة السورية”، وبالتالي “يتعين القيام بمقايضة مع الروس تتعدى الاطار السوري”.

ويجمع هؤلاء الخبراء على أنه مهما حصل فإن التدخل عسكريًا من دون تفويض من الامم المتحدة امر مستحيل.

ويذكر بونيفاس بأن “القرار الذي اصدره مجلس الامن (في 2011) لمنح اطار شرعي للتدخل في ليبيا طبق للمرة الاولى مبدأ مسؤولية حماية السكان”.

ويضيف: “خلال التطبيق جرى تغيير طبيعة التدخل اذ إن الدول التي شاركت في التدخل العسكري راحت تقول: يجب الاطاحة بالقذافي. من هنا، فإن الروس والصينيين شعروا بأنهم خدعوا وهم لا يريدون تكرار الامر مجددًا”.

وما يزيد احتمال التدخل العسكري في سوريا تعقيدًا هو وقوع هذا البلد الى جوار كل من لبنان واسرائيل والعراق، وهو واقع يلخصه بونيفاس بالقول إنه “بالاضافة الى ثورة مشروعة ضد نظام استبدادي جاء ليضاف بعد آخر هو الحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وحلفائها العرب، السعوديين والقطريين، من جهة وايران من الجهة الاخرى”.

ويشدد عاشور على أن “العامل الاسرائيلي يمثل قلقاً كبيرًا للولايات المتحدة والقادة الاوروبيين”، مشيرًا الى أنه “في حال انهيار سوريا وتعذر قيام حكومة مركزية ديموقراطية مستقرة في هذا البلد، فالارجح أن يتعرض امن اسرائيل للتهديد بهجمات”.

الانشقاقات تتوالى داخل النظام السوري لكن النواة الصلبة لم تتأثر

أ. ف. ب.

يرى محللون أن ما يمكن أن يحدث تغييرًا حقيقيًا في سوريا هو انشقاق ألوية أو فرق كاملة في الجيش وليس مجرد أفراد، مؤكدين أن الانشقاقات الأخيرة خاصة تخلي رئيس الوزراء رياض حجاب عن الرئيس بشار الأسد، تعتبر ضربة قوية لكنها لم تؤثر في النواة الصلبة للنظام.

 بيروت: شكل انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب ضربة قوية لنظام الرئيس بشار الاسد، لكن النواة الصلبة لهذا النظام المكونة خصوصًا من الجيش واجهزة الاستخبارات لا تزال صلبة وفق محللين.

 واعتبر واين وايت الخبير في معهد الشرق الاوسط الذي مقره في واشنطن أن انشقاق لواء أو فرقة داخل الجيش من شأنه قلب الموازين لمصلحة المعارضة، وليس مجرد انشقاقات فردية.

 واضاف “في حال اعلنت فرقة عسكرية انشقاقها فذلك سيوفر للمعارضة المزيد من المعدات، اضافة الى هرمية قيادية وامكان القتال في شكل منظم باستخدام سلاح ثقيل”.

 لكن عدم حصول انشقاقات كبرى داخل الجيش يظهر أن “كثيرًا من السنة لا يزالون يربطون مصيرهم بالنظام، لأن ثلثي الضباط دون رتبة عقيد ليسوا علويين”، وفق المحلل.

 ورأى وايت أن النظام يحتاج الى “أن يبقى ما بين عشرين وثلاثين في المئة من هؤلاء (السنة) اولياء له للاحتفاظ بالجيش والقيادة، واعتقد أن هذا الامر ما زال متوافراً”.

 واذا كان انشقاق الحرس الجمهوري أو الفرقة الرابعة المدرعة امرًا غير وارد، فإن اللافت أن اي تمرد لم يسجل في صفوف الألوية النظامية “ذات الغالبية السنية”.

 وعلق وايت “الفرقة مؤلفة من ألوية عدة. لم يسجل أي انشقاق في صفوف تلك الألوية والولايات المتحدة وتركيا تتساءلان عن اسباب استمرار الامر على هذا النحو”.

 واللافت ايضًا أنه بعد 17 شهراً من الحركة الاحتجاجية، ظلت قيادة البلاد في منأى عن أي تغيير، أي عائلة الرئيس والاجهزة الامنية والهيكلية العسكرية العليا.

 ويستغرب دبلوماسي عربي في الخليج هذا الامر وخصوصاً أن السعودية وقطر والكويت رصدت مليارات الدولارات لتشجيع الانشقاقات وتسهيلها.

 واوضح مسؤول امني لبناني أن في سوريا نحو 1200 عميد لم ينشق منهم سوى أربعين. كما أن ايًا من قادة الألوية المئة لم يعلن انشقاقه.

 اما بالنسبة الى الحكومة، فإن انشقاق رئيس الوزراء السني رياض حجاب لم يشكل “ضربة قاصمة” على قول الوزير اللبناني السابق مروان حمادة.

 واكد وايت أن عدد المسؤولين السنة الكبار “ينحصر ببضعة اسماء في مقدمهم وزير الخارجية وليد المعلم الذي لم يضطلع يومًا بدور رئيسي داخل النظام، فيما رئاسة الوزراء ليست سوى منصب فخري يسند الى شخصية سنية”.

           مقاتلو الجيش الحر بعضهم أنشق عن النظام

في المقابل، فإن العلويين هم الطائفة الغالبة داخل الاجهزة الامنية. واوضح حمادة أنه لم يبقَ سوى سنيين اثنين في المناصب العليا هما علي مملوك مدير الامن الوطني الذي يشكل مظلة لكل الاجهزة الامنية، ورستم غزالي الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية في لبنان و”المتورط في جرائم عدة”.

 واضاف “في اي حال، فإن مصيرهما قاتم لأن لا مكان لهما في سوريا الجديدة”.

 وقال وايت: “ما يمكن أن يزعج النظام فعلاً هو أنه على كل مستويات الجهاز الرسمي، يستطيع مسؤولون التواصل مع المعارضة في حال اتخذوا قرار الانشقاق”.

 واكد أن “هذا الامر قد يؤدي الى تهالك النظام من الداخل”.

 من جهته، قال ارام نيرغيزيان المحلل لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: “هناك اليوم بلبلة فعلية والمزيد من الرقابة للحؤول دون اي انشقاق يقوم به مسؤولون كبار”.

 واضاف أن “النظام لا يزال يعول على نواة سنية صلبة، وكون هذا النزاع يتخذ طابعًا طائفيًا اكبر هو عامل ضعف وقوة في الوقت نفسه”.

 وتابع “أنه عامل قوة لأنها معركة وجود بالنسبة الى النظام والطائفة العلوية، وهو عامل ضعف لأنه يؤجج مشاعر العداء بين النظام وغالبية السوريين السنة، وهذا يشكل خطرًا على استقرار البلاد على المدى البعيد”.

المتمردون الاسلاميون في سوريا يثقون بمستقبلهم في فترة ما بعد الاسد

أ. ف. ب.

 باب الهوى: ممددا على فرشته، يحاول محمد السنساوي الاستعانة بعصاه لتوضيح جمله. ويقول هذا المتمرد السوري الذي احاط به مقاتلون اسلاميون وحفنة من الاجانب “اترون ، انا اطلق اللحية وليس الشاربين وهذا طبيعي فانا سلفي”.

 سيطر هؤلاء المسلحون منذ تموز/يوليو على باب الهوى، المركز الحدودي بين سوريا وتركيا. ويتعرض هؤلاء وهم بالعشرات الى القصف بانتظام من قوات الجيش السوري.

 ويرفعون علمهم الاسود الذي تكتب فيه الشهادة باللون الابيض، على معسكرهم.

 وظهر 15 رجلا معظمهم من السوريين بعدما كانوا نياما او يلهون ببنادقهم. وظهر آخرون في جانب اخر وبدوا كانهم ليسوا من ابناء البلد.

 وقال السنساوي “سنقيم دولة اسلامية حتى لبنان حيث البغايا والكازينوهات”. مدرب السباحة السابق هذا قاتل في دمشق. وهو يسب الغرب والجيش السوري والمثليين “الايرانيين” مقلدا حركاتهم.

 وداخل المركز الحدودي تناثرت بقايا قوارير الويسكي المهشمة قرب السوق الحرة التي نهبها الثوار وكتب على احد الحيطان “الاسلام هو الحل”.

 واضاف المسلح السلفي “حين ننتصر سيطبق مبدا العين بالعين. من يستسلم سنعفو عنه والبقية سيقتلون”.

 ويقول المسلحون انهم ينتمون الى كتائب تحت قيادة واحدة.

 واوضح محمد “نقوم احيانا بعمليات مشتركة مع +الجيش السوري الحر+” المشكل من منشقين ومدنيين حملوا السلاح.

 ويقود المسلحون المسيطرون على المركز الحدودي، طبيب اسنان سوري سابق اسمه محمد فراس وهو رئيس “مجلس الشورى الوطني” الذي يقول انه يضم عشرة آلاف مقاتل.

 يقلل من اهمية الجيش الحر ويقول انه “مجموعة من المجموعات” ملمحا الى صراع مقبل على السلطة. ويضيف “سنرى بعد سقوط النظام من الاقوى على الميدان ومن يمكنه ان يحكم البلاد”.

 وتابع “نحن لا نمثل القاعدة في سوريا ونقوم بعمليات في ادلب وحمص وحماه وحلب ودمشق. هدفنا هو نشر نمط عيشنا وقتال الجيش”.

 منذ اسابيع عدة تشير وسائل الاعلام الغربية الى تنامي حضور المقاتلين الاسلاميين. لكن المقاتلين الاجانب قلة كما ان معظم المجموعات المسلحة لا تتشكل من اسلاميين.

 في المقابل فان التنافس على اشده بين الاخوان المسلمين والسلفيين. وقال مقاتلون ان سلفيين غاضبين من عدم تلقي سلاح من لواء التوحيد الذي يسيطر عليه الاخوان المسلمون، انسحبوا مساء الاربعاء من معارك حلب وعادوا الى الشمال.

 وظهرت رايات تشير الى القاعدة لكن ذلك لا يعني ان الاسلام السياسي هو الايديولوجية المهيمنة على حركة التمرد.

 وفي انادان غرب حلب، يقول ضابط كبير منشق انه “ضد الاسلاميين”.

 واوضح اللواء عبد الناصر فرزات “لا اريد ان يستولي الاسلاميون على الثورة”. في هذه الاثناء يسوي ابنه عصبة سوداء وضعها مثل العديد من المقاتلين المتطرفين على جبينه. ويقول الوالد “هذا لا علاقة له بالاسلاميين في رايي”.

 وفي القرى المحيطة بحلب قرب الحدود مع تركيا تتكرر الرموز الاسلامية ذاتها والرايات واطلاق اللحى والاشارة احيانا الى دولة اسلامية جامعة.

لكن العقيد جابر العقيدي قائد المجلس العسكري للمتمردين في حلب يقلل من اهمية الامر ويقول “هناك ما بين 50 و100 يملكون برنامجا اسلاميا متشددا من 4 الى 5 آلاف ثائر في حلب”.

ويرى بيتر هارلينغ المحلل لدى مجموعات الازمات الدولية “انترناشونال كرايسيز غروب” ان “شبح (الخطر) يراوح من التمرد التقليدي الى الجماعات الجهادية المتشددة التي تعتمد خطاب ورموز القاعدة”.

واضاف ان “المجموعات الجهادية كسبت لجهة حضورها ووزنها ولكنها عسكريا تقوم بدور ثانوي”.

 واتهم الطبيب عبد القادر محمد من حماه في اتصال معه عبر سكايب النظام بانه قام ب “كل شيء” حتى تظهر هذه المجموعات المتطرفة داخل حركة التمرد عليه “لان من مصلحته ان تنمو هذه القوى كونها تثير الخوف في الخارج وفي صفوف الشعب السوري”.

 وقد ظهرت مجموعات مثل النصرة وجند الله التي لم تكن معروفة حتى الان، في سوريا. واختطف صحافيون هولنديون وبريطانيون لدى متطرفين اجانب قرب الحدود التركية قبل ان يفرج عنهم “الجيش السوري الحر”.

 ونشرت مواقع اسلامية متطرفة عدة نداءات لاسلاميين اجانب للالتحاق بالثورة.

 ويذكر حسن ابو هنية خبير المجموعات الاسلامية في عمان بانه “بين 2003 و2006 كان معظم الجهاديين الذين يسافرون الى العراق لقتال الجنود الاميركيين، ياتون الى سوريا”. وهذه المجموعات كانت تديرها لفترة اجهزة المخابرات السورية لكنها عادت واستقلت عنها.

 واضاف المحلل “كل الشروط اجتمعت لتتجذر القاعدة والسلفيون في سوريا، والنظام فقد قطاعات كاملة من البلاد وطبعا تتمركز القاعدة حيث لا توجد دولة”.

الجيش الحر السوري «ينسحب تكتيكيا» من حي صلاح الدين ويتمترس في سيف الدولة

اشتباكات في إدلب وريف دمشق وقصف عنيف على درعا

بيروت: بولا أسطيح

بينما تفاوتت المعطيات من الداخل السوري حول تنفيذ الجيش السوري الحر انسحابا تكتيكيا من حي صلاح الدين في مدينة حلب، وصفه قادة ميدانيون منشقون بأنه يندرج في إطار عمليات الكر والفر، استكمل الجيش السوري عملياته العسكرية والأمنية في معظم المحافظات السورية، مما أدى، وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى سقوط ما يزيد على 75 قتيلا.

وظلت حلب بالأمس محط الأنظار، مع اشتداد الهجمة العسكرية لقوات النظام على كامل أحيائها، وبالتحديد على حي صلاح الدين. وقد أبلغ نائب قائد «الجيش الحر» العقيد مالك الكردي بالأمس «الشرق الأوسط» بانسحاب عناصر «الجيش الحر» من المناطق الأساسية من الحي وبتمترسهم عند الأطراف، متحدثا عن قصف مركّز وعنيف بالطيران والمدفعية، وبالتحديد بدبابات الـ«تي 82» التي يجد عناصر «الجيش الحر» صعوبة في مواجهتها.

كما أعلن الجيش السوري الحر عن مقتل العميد عصام زهر الدين قائد قوات النظام في حي صلاح الدين بحلب. حسب موقع قناة «العربية» مساء أمس, وإذ أكد الكردي انتشار الكتائب المسلحة وبكثافة في الأحياء المحيطة بصلاح الدين، جدد استهجانه لتخلي المجتمع الدولي عن الثوار الذين لا يمتلكون أبسط أنواع الأسلحة للدفاع عن أنفسهم وعن المدنيين. ومن داخل حي صلاح الدين، تحدث محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب، عن تراجع عناصر «الجيش الحر» وبشكل جزئي من بعض شوارع صلاح الدين، لافتا إلى أن الحي يقصف ومنذ 36 ساعة بشكل متواصل من خلال الطيران الحربي ودبابات الـ«تي 72» و«تي 82». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «القدرة العسكرية لـ(الجيش الحر) لا تزال كبيرة، وهو دمر 4 دبابات للنظام وأسقط طائرة».

وأوضح الحلبي الذي يجول في شوارع المدينة أن «الجيش الحر» يتمترس في حي سيف الدولة منفذا انتشارا واسعا مع تكثيف عدد الحواجز. وأضاف: «الثوار يفتشون السيارات التي تدخل إلى الحي وبشكل دقيق خوفا من تسلل قناصة إلى داخله كما حصل سابقا».

وأشار الحلبي إلى أن النظام يستهدف كل أحياء حلب دون استثناء انطلاقا من الجهة الشمالية للمدينة وبالتحديد من حي الحمدانية الذي تم تحويله لثكنة عسكرية حقيقية.

وكان قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش السوري الحر، النقيب حسام أبو محمد، كشف بالأمس عن أن «الجيش الحر» نفذ «انسحابا تكتيكيا كاملا من حي صلاح الدين في حلب شمال سوريا إلى الشوارع المحيطة»، لافتا إلى أن «الحي بات خاليا تماما من الثوار وأن الجيش النظامي يتقدم داخل الحي».

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن أبو محمد قوله إن «كتائب الجيش السوري الحر نفذت انسحابا من شارعي 10 و15 في صلاح الدين باتجاه حي السكري (جنوب مدينة حلب) تمهيدا لشن هجوم مضاد»، وذلك بعد قصف مدفعي عنيف من قبل القوات النظامية أدى إلى مقتل أكثر من أربعين من المقاتلين المعارضين. ولفت إلى أن «الجيش السوري النظامي يقصف منذ الصباح بالقنابل الفراغية شارعي 10 و15، مما أدى إلى تسوية نحو أربعين مبنى بالأرض ومقتل أكثر من 40 مقاتلا وأعداد كبيرة من المدنيين»، مشيرا إلى أن «(الجيش الحر) يقاوم، وإذا اضطر لانسحابات أخرى فيعمد إلى فتح جبهة ثانية».

من جهته، أكد قائد كتيبة «نور الحق»، النقيب واصل أيوب، أن «كتائب (الجيش الحر) تنفذ انسحابا تكتيكيا من صلاح الدين وتتراجع إلى جبهة جديدة في حيي سيف الدولة والمشهد (شرق صلاح الدين)».

بدوره، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن أحياء عدة من مدينة حلب، يسيطر عليها الثوار السوريون، تشهد منذ فجر يوم أمس عمليات قصف شديد من قبل القوات النظامية. وأوضح المرصد أنه عند الساعة الرابعة (1.00 تغ) تقريبا من فجر يوم الخميس «تعرضت أحياء الصاخور وسيف الدولة والشعار والحيدرية ومساكن هنانو في مدينة حلب، لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى»، بينما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن القصف على مدينة حلب فجرا طال «أحياء السكري والأنصاري الشرقي والمشهد وجسر الحج».

وكشف المرصد عن «تعزيزات تضم ثلاث دبابات وناقلات جند مدرعة ومئات الجنود وصلت إلى محيط نادي الضباط قرب ساحة سعد الله الجابري» وسط مدينة حلب.

أما في الريف الحلبي، فذكر المرصد أن مقاتلين معارضين سيطروا على قسم الشرطة في قرية الحاضر بريف حلب الجنوبي، متحدثا عن مقتل خمسة مدنيين في مدينة الباب وبلدة حريتان وقرية كفر حلب. وبالتزامن، تواصل القصف على بلدة الزبداني في ريف دمشق، وقال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بلدة عين ترما وبلدة التل التي تحاول القوات النظامية اقتحامها. وبينما أفيد بتعرض بلدات النعيمة وأم المياذين وحيط وبصر الحرير وطيبة بريف درعا للقصف من قبل القوات النظامية، تحدث المرصد عن اشتباكات وصفها بـ«الأعنف» تدور بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في بلدة كفرنبل في إدلب.

وفي حماه، نفذت القوات النظامية صباح الخميس حملة مداهمات واعتقالات في أحياء الأربعين والفيحاء وطريق حلب بمدينة حماه، تزامنا مع قيامها باقتحام حي غويران في الحسكة تخلله قطع للاتصالات وحملات دهم واعتقالات، بحسب المرصد.

أما لجهة الانشقاقات، فأفيد أمس بانشقاق العقيد الطيار حسن محمد الحكيم والعقيد الطيار علي محمد الحبول وانضمامهم إلى كتيبة مجاهدي أبو بكر الصديق في ريف حماه، كما بانشقاق العقيد محمد غازي جميل من مرتبات الجيش الشعبي في حلب والعقيد خالد عيسى العيسى من مرتبات الدفاع الجوي في حلب، والنقيب مؤيد محمد ديب آغا من مرتبات الدفاع الجوي اللواء 98 حمص، والملازم أول أيمن إبراهيم الحسين من مرتبات القوى الجوية وتشكيلهم للواء «درع» جنوب حلب.

أما بما خص جديد حالة النزوح إلى تركيا، فقالت السلطات التركية إن أكثر من ألفي سوري فروا من العنف ووصلوا إلى الأراضي التركية خلال اليومين الماضيين ليرتفع بذلك عدد السوريين اللاجئين إلى تركيا إلى أكثر من خمسين ألفا.

وأوضحت إدارة الكوارث والطوارئ التركية أن 2200 شخص عبروا إلى تركيا يومي الثامن والتاسع من أغسطس (آب) الحالي.

تركيا تتهم الأسد بتزويد المتمردين الأكراد بالسلاح

عدد اللاجئين السوريين في تركيا يفوق الـ50 ألفا

لندن: «الشرق الأوسط»

اتهم وزير خارجية تركيا الرئيس السوري بشار الأسد بتسليح متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتلون الدولة التركية منذ عقود وهو ما قد يفاقم الصراع الذي قتل فيه أكثر من 40 ألف شخص.

وقام أشخاص يشتبه في أنهم من متشددي الحزب أمس بنصب كمين لحافلة عسكرية تركية في إقليم أزمير الغربي وقتلوا جنديا وأصابوا 11 شخصا آخرين على الأقل.

وقال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو لوسائل الإعلام التركية أثناء سفره إلى ميانمار في الليلة قبل الماضية إن الأسد أعطى أسلحة إلى حزب العمال الكردستاني الذي رسخ وجوده في بلدتي كوباني وعفرين شمال سوريا.

ونقلت مواقع إخبارية على الإنترنت عن الوزير التركي قوله إن «الأسد قدم لهم دعما وزودهم بأسلحة. نعم، هذا ليس خيالا. إنه حقيقة. واتخذنا الإجراءات اللازمة في مواجهة هذا التهديد».

وتضمنت تصريحات داود أوغلو مزاعم سابقة أدلى بها مسؤولون أتراك أقل مستوى. وتشتبه تركيا في أن حركة كردية سورية هي حزب الوحدة الديمقراطي الكردي له صلات بحزب العمال الكردستاني. ويعتقد محللون أتراك أن الأسد سمح لحزب الوحدة الديمقراطي بالسيطرة على الأمن في بعض البلدات في شمال سوريا لمنع السكان المحليين من الانضمام إلى الجيش السوري الحر المعارض.

وقالت مصادر خليجية لـ«رويترز» إن منشقين عسكريين سوريين أقاموا قواعد للجيش السوري الحر في جنوب تركيا وحصل بعضهم على تدريب من جانب ضباط أتراك وقطريين وسعوديين يعملون من قاعدة سرية قرب مدينة أضنة. ورفض داود أوغلو مهندس سياسة حسن الجوار التركية التي لم تعد قائمة انتقادات بأن تركيا لم تكن مستعدة للوضع في شمال سوريا. وقال: «يوجد ذعر ليس له مبرر. نؤكد أننا توقعنا كل هذا.. قوة تركيا على التأثير في سوريا لم تضعف في أي مكان أو في أي حادث».

وعندما سئل داود أوغلو بشأن النفوذ المتنامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي، قال: «إنهم يأملون انتهاز الفرصة في حالة رحيل الأسد وحدوث فراغ (في السلطة) لكنهم لن ينجحوا».

وقال إن قضية منح حكم ذاتي لأي إقليم يجب أن تبحث بعد انتخاب برلمان جديد. وأضاف: «لكن إذا حققت جماعة مسلحة السيطرة على مكان قبل أن ينتخب الناس برلمانا فإنه يمكن لجماعة مسلحة أخرى السيطرة على مكان آخر. وهذا ما لا نريد أن نراه» وفي سياق آخر، قالت السلطات التركية أمس إن أكثر من 2000 شخص فروا من أعمال العنف في سوريا ووصلوا إلى تركيا خلال اليومين الماضيين ليرتفع بذلك عدد السوريين اللاجئين إلى تركيا إلى أكثر من 50 ألفا.

وارتفع معدل تدفق اللاجئين السوريين وهناك مخاوف من احتمال نزوح جماعي من مدينة حلب حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي المعارضة.

وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية في بيان إن عدد اللاجئين السوريين حتى اليوم الخميس وصل إلى 50227 لاجئا بعد أن عبر الحدود 2219 شخصا يومي الثامن والتاسع من أغسطس (آب) وتم إيواء اللاجئين في تسعة مخيمات في أربعة أقاليم تركية على الحدود مع سوريا.

الأسد يعين نادر الحلقي رئيسا للحكومة السورية.. والمعارضة تدعوه للانشقاق عنه

سرميني لـ«الشرق الأوسط»: تعيينه قد يكون رسالة لقطع الطريق على انضمامه للثورة

بيروت: ليال أبو رحال

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما (رقم 298) يقضي بتعيين الدكتور وائل نادر الحلقي رئيسا لمجلس الوزراء، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، خلفا لرئيس الوزراء المنشق رياض حجاب، بعد أيام من تكليف النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء عمر غلاونجي بتسيير شؤون الحكومة، ليكون الحلقي رئيس مجلس الوزراء السوري الرابع منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظام الأسد منذ منتصف شهر مارس (آذار) 2011.

وسارعت المعارضة السورية إلى دعوة رئيس الحكومة الجديد للانشقاق عن نظام الأسد، وقال عضو المجلس الوطني السوري ومدير المكتب الإعلامي فيه محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط»: «ندعوه للانشقاق وأن يحذو حذو رئيس مجلس الوزراء السابق». وأشار إلى أن «تعيينه ربما يكون رسالة لقطع الطريق أمام إمكانية انضمامه للمعارضة السورية بعدما تناقلت أخبار أن الحلقي، وزير الصحة في حكومة حجاب، كان من بين الوزراء الراغبين في الانشقاق».

وأعرب سرميني عن اعتقاده بأنه «لم يكن للحلقي دور مباشر في قمع المتظاهرين السوريين باعتباره وزيرا للصحة»، موضحا بأنه «يتردد أنه كان متعاونا لا سيما في ما يتعلق باستقبال الجرحى في المستشفيات»، لكنه لفت في الوقت عينه إلى أن «أجهزة الأمن وليس وزارة الصحة هي من كانت تعمم على المستشفيات عدم استقبال الجرحى أو الإبلاغ عنهم ولم يصدر أي قرار من وزارة الصحة بهذا الشأن».

والحلقي من مواليد درعا عام 1964، وسبق أن شغل منصب وزير الصحة في حكومة حجاب وهو نقيب لأطباء سوريا منذ العام 2010. كما شغل منصب مدير الرعاية الصحية الأولية في مدينة جاسم، ريف درعا، بين عامي 1997 و2000، وأمين فرع درعا لحزب البعث العربي الاشتراكي بين عامي 2000 و2004.

ويجمل الحلقي إجازة في الطب البشري من جامعة دمشق عام 1987 وماجستير دراسات عليا في الجراحة النسائية والتوليد من جامعة دمشق عام 1991، وهو متزوج ولديه 4 أولاد، بنت و3 أبناء.

ويعد الحلقي رئيس وزراء الحكومة الرابع منذ بدء الثورة السورية، حيث اندلعت الاحتجاجات في عهد رئيس الحكومة السوري السابق محمد ناجي العطري الذي استقال من رئاسة الحكومة في 29 مارس (آذار) 2011 بعدما تبوأ منصبه منذ 10 سبتمبر (أيلول) 2003. وكلف الأسد عادل سفر بتشكيل حكومة خلفا للعطري في 4 أبريل (نيسان) 2011 ثم أقاله وحكومته بعد إجراء الانتخابات البرلمانية في مايو (أيار) الماضي. وفي السادس من يونيو (حزيران) الفائت، كلف الأسد حجاب بتشكيل الحكومة الإصلاحية لينشق عنه بعد شهرين.

الخارجية الأميركية: كلينتون ستقابل غدا المعارضة السورية بالتنسيق مع تركيا

البيت الأبيض يوضح أنه غير مهتم بتعيين خليفة لكوفي أنان * رايس تندد بـ«الدور السيئ» لإيران في الأزمة السورية

واشنطن: محمد علي صالح

قالت الخارجية الأميركية إن اجتماع الوزيرة هيلاري كلينتون غدا السبت في تركيا مع المسؤولين الأتراك ومع قادة المعارضة السورية الهدف منه «ضمان انتقال سياسي في سوريا، بقيادة الشعب السوري، وبدعم المجتمع الدولي، كأفضل ضمان لسوريا المستقبل، ولمرحلة انتقالية مستقرة وديمقراطية».

ومن جانبها، نددت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أمس بـ«الدور السيئ» لإيران في الأزمة السورية، وذلك في وقت استضافت فيه طهران اجتماعا خصص لهذه الأزمة بمشاركة ثلاثين بلدا.

وصرحت رايس لشبكة «إن بي سي» الأميركية ردا على سؤال عن اجتماع طهران «لا شك في أن إيران تؤدي دورا سيئا، ليس فقط في سوريا بل في المنطقة، لدعمها الكثيف لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد». وإذ اعتبرت أن إيران وحزب الله الشيعي اللبناني ودمشق شكلت «محور مقاومة»، أكدت أن «هذا التحالف سيئ ليس فقط لإيران بل أيضا للمنطقة ولمصالحنا».

وأكدت رايس أن الوضع الميداني في سوريا «يتطور بوضوح لمصلحة المعارضة»، وتابعت «الانشقاقات تتوالى والضغط الاقتصادي يزداد والعزلة السياسية للأسد تتضاعف». وشددت على أن الولايات المتحدة ستواصل «دعم المعارضة السورية ومساعدتها سياسيا وماديا» عبر تزويدها وسائل اتصال أو مساعدة إنسانية. وقالت أيضا «سنواصل ممارسة الضغط على نظام الأسد حتى ينهار».

وردا على سؤال بشأن إمكانية إعلان منطقة حظر جوي في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا، قالت رايس إن هذا الأمر قد يؤدي إلى تدخل عسكري بري، لافتة إلى أن نظام الدفاع الجوي السوري «يعتبر من الأكثر تطورا في العالم». وعن دور تركيا، قال بيان أصدرته الخارجية الأميركية «نعتقد أنه من المهم أن نكون على اتصال مع الدول المجاورة لسوريا. وواضح أن تركيا لها مصلحة قوية في ما يحدث في سوريا. واضح ومهم جدا أن تتشاور مع هذا الحليف الوثيق». وأضاف البيان «تبقى الوزيرة نشطة جدا وهي تبدأ زيارتها غدا. ونحن نمد أيدينا إلى شرائح عديدة من المجتمع السوري. ونواصل العمل من أجل تعزيز المعارضة. ونواصل تقديم المساعدة الإنسانية، والمساعدات الميدانية غير القاتلة».

وكانت تقارير إخبارية قالت إن كلينتون قررت، خلال الأسبوع الماضي، زيارة تركيا خلال جولتها في أفريقيا. وأمس، وصلت كلينتون إلى نيجيريا في آخر مرحلة أفريقية قبل التوجه إلى تركيا.

وكان باتريك فينتريل، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، رفض الحديث عن تفاصيل فئات المعارضة السورية التي ستقابلها كلينتون في تركيا غدا، غير أنه قال إن المعارضة «تستمر في التوسع، وفي تطوير خطط للمرحلة السورية الانتقالية القادمة». وقال «هناك معلومات جديدة (عن المعارضة). لكن، هؤلاء هم نفس الناس الذين ظللنا نعمل معهم لشهور.. ونحن نعتقد أن العديد منهم يمثلون مجموعة واسعة ومتنوعة من السوريين المعارضين، ويمثلون قطاعات مختلفة من المجتمع السوري تؤمن بالمبادئ العريضة لسوريا الجديدة، الحرة، الديمقراطية، التي تحترم حقوق جميع السوريين». ورفض فينتريل تصنيف رياض حجاب، رئيس وزراء سوريا الذي انشق ولجأ إلى الأردن. ورفض أن يحدد إذا كانت الحكومة الأميركية تقدر على العمل معه، أم لا. وقال إن الحكومة الأميركية تؤيد ما يجمع عليه السوريون وهم في طريقهم للتخلص من نظام بشار الأسد، وتأسيس حكومة ديمقراطية وحرة. وأيضا، رفض أن يحدد المنشقين السوريين الذين يمكن التعاون معهم، وإذا كان هناك خط فاصل بين المنشقين «الوطنيين» و«غير الوطنيين».

وعن الإيرانيين الذين اعتقلوا في سوريا، والاتهامات الإيرانية بأن الاستخبارات الأميركية وراء اعتقالهم، قال فينتريل إن الولايات المتحدة ليست لها أي صلة بالموضوع. وأضاف «نحن نختلف مع الأسس التي اعتمدت عليها هذه الاتهامات (ضد الولايات المتحدة)». غير أنه دعا إلى معاملة المعتقلين، وأي معتقلين، معاملة إنسانية. ورفض أن يؤكد تقارير إخبارية بأن بعض المعتقلين الإيرانيين ينتمون إلى فيلق القدس وإلى الحرس الثوري الإيراني. غير أن فينتريل قال إن الحكومة الأميركية تظل تشك في نوايا الحكومة الإيرانية، وإنها تعارض أي تدخل إيراني في سوريا، خاصة دعم نظام الأسد. في الوقت نفسه، أوضح البيت الأبيض أنه ليس مهتما بتعيين خليفة لكوفي أنان، مندوب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا، الذي أعلن استقالته الأسبوع الماضي. وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، متحاشيا إجابة مباشرة عن تعيين خليفة لأنان «ببساطة، نحن نعمل مع شركائنا، سواء في الأمم المتحدة، أو على نطاق أوسع، بما في ذلك مجموعة أصدقاء سوريا، على بذل جهود متضافرة للضغط على نظام الأسد، ولدعم الشعب السوري، ولتقديم مساعدات إنسانية للشعب السوري، ولتقديم المساعدات غير القاتلة للمعارضة، ولمساعدة المعارضة في جهودها الرامية إلى توحيد صفوفها، وعلى نطاق واسع، للتحضير لليوم الذي سيكون فيه الأسد خارج السلطة في سوريا». وأضاف كارني أن الحكومة الأميركية أصيبت بخيبة أمل بسبب فشل كوفي أنان في مهمته، وفشل مجلس الأمن في «إجازة قرارات هادفة ضد الرئيس الأسد».

في الوقت نفسه، قال خبراء أميركيون مهتمون بأحداث الشرق الأوسط إن الحرب في سوريا لم تعد مواجهة بين المعارضة والنظام، لكن تقسيمات عرقية ضد وحدات عسكرية تنتمي إلى الطائفة العلوية، وإنه لا بد من وضع اعتبار لحقيقة أن رئيس الوزراء الذي انشق وعدد كبير من الذين أيضا انشقوا ينتمون إلى الطائفة السنية، وإن الأكراد السوريين يبدو أنهم يريدون تأسيس كيان منفصل مثل إخوانهم الأكراد في العراق. وقال تقرير أصدرته مجموعة «إنترناشيونال كرايسيس» (الأزمات الدولية) إن «النظام صار أساسا فصيلا متماسكا من المتشددين الذين يركزون على القتال، في صراع متزايد، مرير، وشرس، بهدف البقاء على قيد الحياة الجماعية، وغير مبال بالضغوط عليه، وغير قادر على التفاوض». وأضاف التقرير أن المعارضة نفسها أصبحت «بصورة متزايدة ضد العلويين»، وأن «الأصولية الآيديولوجية الإسلامية تزيد باستمرار»، بالإضافة إلى «فقدان الإيمان بالغرب».

وقالت تقارير أخرى إن مئات المقاتلين من تنظيم القاعدة تسللوا إلى سوريا، ويعملون على التغلغل وسط قوات المعارضة، ولكن لتحقيق أهداف إرهابية خاصة بهم، وإن هذا يعقد الوضع أكثر في سوريا، خاصة بسبب عداء «القاعدة» للشيعة وللعلويين.

جدل في فرنسا بين رئيسي الجمهورية الحالي والسابق حول سوريا

ساركوزي يريد تدخلا من خارج مجلس الأمن.. والحكومة اليسارية تنتقد «خفته»

باريس: ميشال أبو نجم

لم يكن رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا يتوقع أن يكون الاتصال الهاتفي، الذي حصل بينه وبين الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، يوم الثلاثاء الماضي، والبيان الصحافي الذي صدر عقبه، سيثيران هذه الضجة السياسية والإعلامية في فرنسا ويتحولان إلى مادة للجدال بين العهد الاشتراكي والمعارضة اليمينية. والأسوأ من ذلك، بالنسبة لسيدا أنه قد يكون «استخدم» رغما عنه في حرب اليمين واليسار التي لم تهدأ على الرغم من مرور أكثر من ثلاثة أشهر على انتهاء الانتخابات الرئاسية التي خسرها ساركوزي.

من حيث المبدأ، لا شيء يمنع ساركوزي من الإدلاء برأيه بشأن الملفات الدولية. كذلك، فإن البيان المشترك «بريء» في ظاهره إذ يقول إن ساركوزي وسيدا تحادثا هاتفيا «لأكثر من أربعين دقيقة»، وإن تحليلاتهما «كانت متطابقة إزاء خطورة الأزمة السورية والحاجة لعمل سريع من قبل الأسرة الدولية لتلافي حصول مجازر». وبحسب البيان، فقد توافق ساركوزي وسيدا على «وجود أوجه شبه بين الأزمتين السورية والليبية».

وهذا البيان جاء بعد تسريبات نقلت عن ساركوزي، وفيها ينتقد خليفته في قصر الإليزيه بسبب «بطئه» في التعاطي مع الأزمة السورية، وافتقاد السياسة الفرنسية «للحزم» إزاء النظام السوري، بل غياب أي مبادرة فرنسية ذات معنى. ونقلت تسريبات أخرى أن ساركوزي قال إن هناك «إمكانية» للعمل خارج إطار مجلس الأمن الدولي لوقف المجازر والعنف بحق السوريين. وتبعت هذه «التسريبات» انتقادات عنيفة للمفكر الفرنسي برنار هنري ليفي الذي عبر عن «خيبة أمله» لمواقف الرئيس فرنسوا هولاند من التطورات السورية، ومقارنة «غيابه» مع «حضور» ساركوزي ومبادراته في الملف الليبي.

وجدير بالذكر أن ليفي دفع ساركوزي للوقوف بحزم إلى جانب الثوار الليبيين ودفع الأسرة الدولية للتدخل العسكري بعد تصويت مجلس الأمن على قرار يطلب «حماية المدنيين» في بنغازي من دبابات العقيد القذافي، الذي وعد بتطهير هذه المدينة من الثوار «زنقة زنقة». ما جاء في البيان الذي غاب عنه أي ذكر لهولاند أو للحكومة الفرنسية يشي بانتقادات عنيفة. فالحديث عن «الحاجة» لتدخل الأسرة الدولية يعني أن هذه الأخيرة لم تقم بشيء لوقف المجازر. والإشارة إلى «التشابه» بين ليبيا وسوريا غرضه انتقاد ميوعة الموقف الدولي والدفع باتجاه عمل عسكري. والحال أن الحكومة الفرنسية تكرر بمناسبة وبغير مناسبة أن الحالتين «غير متشابهتين»، وهو ما أكده وزير الخارجية لوران فابيوس الذي كلف الرد على ساركوزي.

وانتقد فابيوس «خفة» ساركوزي في التعامل مع ملف معقد، مبديا دهشته من أن شخصا «تحمل أرفع المسؤوليات» في بلاده يمكن أن تكون له تحليلات من هذا النوع. ولم ينس وزير الخارجية أن يذكر الرئيس السابق بأنه فرش السجاد الأحمر تحت قدمي الرئيس السوري الذي استقبله عام 2008، وكان من بين ضيوف الشرف للعرض العسكري بمناسبة العيد الوطني الفرنسي. ومثل فابيوس، فقد انبرى وزير الدفاع ومسؤولون اشتراكيون للرد على ساركوزي ولدعوته للوقوف إلى جانب الدبلوماسية الفرنسية، التي تحاول أن تفعل شيئا ما داخل مجلس الأمن وخارجه. وسبق لليمين أن عاب على الحكومة انتظار ترؤس باريس لمجلس الأمن من أجل دعوته إلى اجتماع على المستوى الوزاري. وكانت فرنسا ترغب في أن يلتئم الاجتماع بداية أغسطس (آب). إلا أنه لن يعقد إلا في 30 من الشهر الحالي، حيث سيكرس بشكل أساسي، كما جاء في بيان للخارجية أول من أمس «للمسائل الإنسانية». وكدليل على اهتمامه بالموضوع، سيقوم فابيوس بناء على طلب الرئيس هولاند بجولة من ثلاثة أيام (من 15 إلى 17 الحالي) تشمل الأردن ولبنان وتركيا، وسيسبقها إرسال مستشفى ميداني وجراحي إلى الحدود الأردنية – السورية لمساعدة اللاجئين السوريين، فضلا عن أن فابيوس سيزور خلال جولته مخيمين للاجئين في الأردن وتركيا.

وما لم يقله ساركوزي علنا، تبرع بقوله وزراء ومعاونون سابقون أخذوا على الرئيس الحالي استمراره في عطلته الاستجمامية تحت شمس الساحل المتوسطي، بينما العنف والقتل مستمران في سوريا. وقارنت الوزيرة السابقة نادين مورانو بين «تصرف» الرئيسين؛ إذ إن ساركوزي قطع عطلته عام 2008 لوقف الحرب بين روسيا وأذربيجان، بينما هولاند لم يتحرك في الملف السوري.

وبعيدا عن الجدل والتوظيفات السياسية الداخلية، فإن من الإنصاف القول إن هولاند استمر على الخط الذي رسمه ساركوزي ووزير خارجيته ألان جوبيه للسياسة الفرنسية في سوريا. ويقوم هذا الخط على ربط أي تحرك عسكري بقرار من مجلس الأمن الدولي وهو ما كرره هولاند أكثر من مرة، عندما كان مرشحا رئاسيا، وبعد أن أصبح رئيسا. كذلك، فإن التدخل العسكري في ليبيا ما كان ليتم لو لم يصوت مجلس الأمن الدولي على القرارين 1970 و1973 في شهري فبراير (شباط) ومارس (آذار) 2011، اللذين فتحا الباب أمام التدخل العسكري. وليس سرا أن معارضة ليبيا الجذرية في مجلس الأمن لأي قرار يخص سوريا، تحت الفصل السابع، سببه أنها تعتبر أن الغرب قد «خدعها»، إذ استغل القرارين المذكورين ليس «لحماية المدنيين» كما جاء في القرار الثاني بل لإسقاط نظام القذافي. ويتساءل دبلوماسي فرنسي سابق في الشرق الأوسط، عن الأسباب التي منعت ساركوزي من التحرك من خارج مجلس الأمن طيلة الأشهر التي عايش فيها الأزمة السورية وهو رئيس للجمهورية، أي طيلة 14 شهرا.

معارك بإدلب والحر يسيطر على أحياء بحلب

أفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن اشتباكات متفرقة تدور في حي صلاح الدين بالمدينة، وأن الجيش السوري الحر سيطر على ثلاثة أحياء في المدينة هي الجندول وعين التل وبستان الباشا، فيما تدور معارك عنيفة في كفر نبل بإدلب بين الجيشين الحر والنظامي، وذلك بعد قيام قوات النظام بقصف المدينة بالطائرات الحربية والدبابات.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 140 شخصاً قتلوا أمس الخميس بنيران الجيش النظامي، معظمهم في حلب ودمشق وريفها وإدلب.

ونقل مراسل الجزيرة في حلب عن قائد عسكري في الجيش الحر أن اللواء أسير عبود، قائد الفرقة السابعة عشرة في جيش النظام السوري قُتل في تفجير سيارته بعبوة ناسفة في مدينة الرقة.

وقال القيادي في الجيش السوري الحر بمحافظة حلب أبو عمر الحلبي إن مقاتلي الجيش اتخذوا مواقع جديدة في منطقة السكري، حيث يعدون لهجوم مضاد لقوات النظام. وأوضح أن المقاتلين قتلوا قائد العمليات العسكرية للحكومة في حلب العميد عصام زهر الدين.

ومن جانبه، أكد قائد كتيبة نور الحق النقيب واصل أيوب أن هناك خمس كتائب لا تزال تقاوم في حي صلاح الدين، وأشار إلى أن جيش النظام لم يدخل إلى كل الأحياء التي اضطر الجيش الحر للانسحاب تكتيكيا منها والانتشار في الأحياء المجاورة إثر نفاد الذخيرة.

وكان الجيش الحر أعلن أولا انسحابا جزئيا من حي صلاح الدين وسط استمرار القصف العنيف والاشتباكات الضارية مع القوات النظامية التي تقصفه منذ صباح الخميس بالقنابل الفراغية، مما أدى -بحسب ناشطين- إلى تسوية أربعين مبنى بالأرض ومقتل أعداد كبيرة من المدنيين.

اشتباكات بإدلب

وفي كفر نبل بإدلب، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن سلسلة انفجارات وقعت، فيما تدور معارك بين الجيشين الحر والنظامي هي الأعنف من نوعها، وذلك بعد قيام قوات النظام بقصف المدينة بالطائرات الحربية والدبابات.

وقال ناشطون سوريون إن عناصر الجيش الحر قاموا بتدمير عدد من الدبابات والآليات العسكرية، وسيطروا على أغلب الحواجز الموجودة في المدينة, وأضاف الناشطون أن كتائب للجيش الحر من معظم مناطق جبل الزاوية وريف محافظة حماة شاركت في العملية.

وكانت وكالة رويترز قالت إن الجيش النظامي انسحب من معظم مناطق ريف إدلب باستثناء كفر نبل ومعرة النعمان.

وقال ناشطون إن نحو عشرين شخصا قتلوا في قصف مستمر حاليا للجيش النظامي السوري على مدينة التل بريف دمشق، كما سقط قتلى وجرحى في قصف مدفعي على كفر زيتا بريف حماة.

وفي دير الزور، قال ناشطون إن الجيش النظامي قصف المدينة وبلدات مجاورة بطائرات ميغ الحربية، وأضاف الناشطون أن قوات النظام حاولت اقتحام أحياء العرضي والعريفي وشارع بورسعيد. وأحرقت عدداً من المنازل، في حين قالت لجان التنسيق المحلية إن قتلى وجرحى سقطوا لدى قصف قوات النظام بلدات خشام وموحسن.

ومن ناحية أخرى، قال ناشطون سوريون إن قوات النظام قصفت بالهاون مظاهرة مسائية خرجت في دوما بريف دمشق، الأمر الذي أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين.

وفي الوقت نفسه، خرجت مظاهرات مماثلة في محافظات حماة ودمشق وحلب والحسكة, رفعت فيها شعارات تنادي بالحرية، وهتف المتظاهرون فيها بنصرة الجيش الحر، وطالبوا بتقديم الدعم له ولثورة الشعب في سوريا.

توقعات بتعيين الإبراهيمي محل أنان

واشنطن تنتقد إيران وتتعهد بإسقاط الأسد

                                            نددت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس الخميس بـ”الدور السيئ” لإيران في الأزمة السورية، وقالت إن بلادها ستواصل ممارسة الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد حتى ينهار، وذلك في الوقت الذي استضافت فيه طهران اجتماعا خصص للأزمة السورية بمشاركة نحو ثلاثين دولة.

وصرحت رايس لشبكة “أن بي سي” الأميركية -ردا على سؤال عن اجتماع طهران- “لا شك في أن إيران تؤدي دورا سيئا، ليس فقط في سوريا بل في المنطقة، لدعمها الكثيف لنظام الأسد”.

وأكدت أن الوضع الميداني في سوريا “يتطور بوضوح لمصلحة المعارضة”، مشيرة إلى أن “الانشقاقات تتوالى والضغط الاقتصادي يزداد والعزلة السياسية للأسد تتضاعف”، وشددت على أن الولايات المتحدة ستواصل دعم المعارضة السورية ومساعدتها سياسيا وماديا عبر تزويدها بوسائل اتصال أو مساعدة إنسانية.

وردا على سؤال عن إمكان إعلان منطقة حظر جوي في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا، قالت رايس إن هذا الأمر قد يؤدي إلى تدخل عسكري بري، لافتة إلى أن نظام الدفاع الجوي السوري “يعتبر من الأكثر تطورا في العالم”.

من ناحية أخرى، قالت رايس إن المراقبين غير المسلحين التابعين للأمم المتحدة يجب ألا يبقوا في سوريا بعد الموعد النهائي في 19 أغسطس/آب الجاري، لكنها أكدت أن بلادها مستعدة لبحث وجود بديل للمنظمة الدولية هناك للتعامل مع الصراع المستمر منذ 17 شهرا.

خليفة أنان

وذكرت رايس أنها تنظر “بعقل مفتوح” إلى استبدال كوفي أنان الوسيط الذي عينته الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في الأزمة، وأشادت بجهود أنان في الأزمة التي وصفتها بأنها “بالغة الصعوبة”.

وتوقع دبلوماسيون اختيار الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي ليحل محل أنان، ما لم يحدث تغيير في اللحظة الأخيرة.

ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن خليفة أنان ينبغي أن يكون شخصا بنفس منزلته، وكشف عدة دبلوماسيين أن من المرشحين الذين يتم تداول أسمائهم حاليا داخل المنظمة إضافة إلى الإبراهيمي، وزير الخارجية الإسباني الأسبق ميغيل أنخيل موراتينوس ومواطنه خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية السابق في الاتحاد الأوروبي، كما تحدث دبلوماسيون عن مرشح ماليزي محتمل وآخر إسكندنافي، وتردد اسم الرئيس الفنلندي السابق ماتي أهتيساري.

وكان أنان قد أعلن أنه سيتنحى عن المهمة في 31 أغسطس/آب لأنه لا يستطيع أداء عمله في ظل خلاف لا أمل في إنهائه بين القوى التي تتمتع بحق النفض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي.

ورغم موافقة المجلس في أبريل/نيسان على نشر 300 مراقب لمتابعة اتفاق لوقف إطلاق النار كان مصيره الفشل في إطار خطة أنان للسلام، استخدمت روسيا والصين حق النقض لمنع صدور ثلاثة قرارات تنتقد دمشق وتهدد بفرض عقوبات عليها.

ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن مصير بعثة الأمم المتحدة في السادس عشر من الشهر الجاري، قبل ثلاثة أيام من انتهاء مدة تفويضها.

مؤتمر إيران

وتأتي الانتقادات الأميركية للدور الإيراني في الأزمة السورية فيما افتتح في طهران الخميس مؤتمر للدول الصديقة لسوريا بحضور 28 دولة، ولم تكن من ضمن حاضريه الدول التي تدعم المعارضة السورية أو طالبت الرئيس السوري بالتنحي.

وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في الجلسة الافتتاحية -التي بثها التلفزيون الحكومي- “نعتقد بقوة أن الأزمة السورية لا يمكن أن تُحل إلا من خلال محادثات جادة وشاملة بين الحكومة وجماعات المعارضة”، وأضاف أن بلاده “ترفض أي تدخل أجنبي وعسكري في سوريا، وتدعم وتؤيد جهود الأمم المتحدة لحل الأزمة”.

وحضر المؤتمر كذلك المنسق المقيم للأمم المتحدة في طهران كونسوالو فيدال بروس الذي قرأ بيانا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استنكر فيه اعتماد الحكومة والمعارضة على السلاح لتحقيق أهدافها.

وقال في البيان “لن يكون هناك فائز في سوريا. الآن نواجه الاحتمال القوي لحرب أهلية طويلة تدمر نسيج المجتمع المتماسك، لا يمكننا أن ندع هذا التصور يحدث”.

ومن بين الدول المشاركة في الاجتماع أفغانستان والجزائر والعراق وباكستان وأرمينيا وبنين وروسيا البيضاء والصين وكوبا والهند والأردن وروسيا وتونس وموريتانيا وسلطنة عمان والسودان وفنزويلا وجورجيا والإكوادور، كما يشارك مندوب عن الأمم المتحدة.

وكان الكويت ولبنان قد صرحا بأنهما لن يبعثا ممثلين عنهما لحضور الاجتماع رغم دعوتهما.

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن دولا غربية وخليجية لم تتلق دعوة من إيران لحضور الاجتماع.

وإلى جانب روسيا والصين، تقف إيران إلى جوار الأسد الذي تسعى قواته لسحق الاحتجاجات المناهضة للحكومة والقضاء على جماعات المعارضة المسلحة منذ اندلاع الانتفاضة على حكمه، وترفض طهران أي اتفاق بشأن سوريا ينص على تنحي الأسد في إطار أي انتقال سياسي.

23 قتيلا بجمعة “مضادات الطيران”

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بسقوط 23 قتيلا في مدن سورية عدة بنيران القوات الحكومية في يوم الجمعة الذي دعا فيه الناشطون إلى تظاهرات تحت شعار “سلحونا بمضادات الطيران”.

يأتي ذلك في ظل استمرار الاشبتاكات العنيفة بين مقاتلي الجيش السوري الحر والنظامي في عدة أحياء من مدينة حلب، بعد انسحاب مقاتلي المعارضة من منطقة صلاح الدين التي سيطروا عليها نحو 20 يوما.

وأفاد ناشطون إن الطائرات الحربية قصفت منذ صباح الجمعة مناطق في حلب دير الزور ودرعا.

وقالت شبكة شام الإخبارية إن عائلة كاملة مؤلفة من 6 أفراد قتلت في كفرنبل بريف إدلب جراء استهداف منزلها بنيران المقاتلات الحربية.

وأظهر شريط فيديو بثه الناشطون على الإنترنت قصفا مدفعيا بالهاون على أحياء حمص القديمة وخاصة جورة الشياح.

قيادي بالمجلس الوطني السوري: مؤتمر إيران يفتقر لشروط النجاح وهدفه تضليل الرأي العام

روما (9 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى رئيس مكتب التخطيط والسياسات في المجلس الوطني السوري المعارض أن مؤتمر إيران حول الأزمة السورية والذي يُعقد اليوم في طهران “يفتقر لأبسط شروط النجاح”، وذلك بإعتبار أن إيران “ليست مؤهلة” لقيادة العمل الدبلوماسي في الشأن السوري

وقال لؤي صافي عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن إيران وروسيا في مقدمة الدول الداعمة لنظام الأسد، بل لا نبالغ إذا قلنا بأنهما اليوم الركيزتان الأساسيتان للنظام السوري، وبإمكان هاتين الدولتين إذا شاءتا تغيير طبيعة وتوجه الصراع الداخلي السوري، فهما تقدمان الدعم السياسي والعسكري والاستخباراتي والفني والمالي لنظام الأسد، وكل التحركات والتصريحات الإيرانية والروسية خلال عام ونيف صبت في مصلحة النظام، بل إن إعلام البلدين لا زال يروج لرواية النظام في إنه يواجه حملة إرهابية ومؤامرة كونية”

وتابع “إن دخول الثورة السورية في سنتها الثانية وقدرتها على كشف النظام إعلامياً، ثم تمكنها من السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد جعلت القيادة الإيرانية والروسية في حالة تخبط وارتباك، وتجلى ذلك في التصريحات المتضاربة والنشاط الدبلوماسي المحموم للامساك بزمام المبادرات السياسية، والتي تهدف في تقديري إلى تغطية العمليات العسكرية للنظام المدعومة إيرانياً وروسياً وكسب الوقت اعتقاداً منهما بأن النظام قادر على حسم الصراع عسكرياً، وهذا برأيي خطأ كبير وسوء تقدير لعزيمة الشعب السوري وقدرات المعارضة المتزايدة”، على حد تعبيره

وتستضيف إيران “مؤتمراً تشاوريا” تقول إن هدفه إنهاء الصراع المتصاعد في سورية بطرق سياسية بدلاً من الطرق العسكرية، ودعت إليه الدول “ذات المواقف الصحيحة والواقعية” في الصراع السوري، في إشارة إلى أن الدول التي تؤيد تنحي الأسد لن تحضر

وحول فرص نجاح المؤتمر، قال المعارض السوري صافي “لا أرى أية مؤشرات على إمكان نجاحه لأن إيران ليست مؤهلة لقيادة العمل الدبلوماسي نظراً لتماهي مواقفها ومواقف النظام السوري، كما أنها لم تعمل على التواصل مع المعارضة السورية بل هاجمتها بطريقة تحاكي طريقة نظام الأسد، وكذلك لم تستجب روسيا لكل المحاولات التطمينية التي بذلتها المعارضة ودعواتها للقادة الإيرانيين والروس للوقوف إلى جانب الشعب السوري، إن القيادات الإيرانية والروسية لا تزال تراهن على النظام رغم كل ممارساته الإجرامية بحق الشعب السوري” حسب قوله

وأضاف صافي “المؤتمر مصيره إلى الإخفاق الذي لن يقتصر على حجم وطبيعة المشاركة، بل سينجم نتيجة فقدانه لأبسط شروط النجاح، فإيران تعلم قبل غيرها أن النظام غير راغب في حل سياسي، لأن أي حل سياسي سيؤدي إلى زواله، وأنه يعول لذلك على الحل الأمني، الخطوة الأولى نحو تحقيق حل سياسي تتمثل أولاً بالضغط على النظام لإيقاف العمليات العسكرية، ومن ثم إقناع بشار الأسد ومعاونيه الأمنيين بضرورة التنحي لبدء العملية السياسية الانتقالية نحو نظام يحترم إرادة الشعب” وفق تأكيده.

وفيما إن كان المؤتمر رد استباقي على أي تدخل عسكري في سورية من خارج مجلس الأمن، قال القيادي في المجلس الوطني السوري المعارض “لا شك أن كسب الوقت في مقدمة أهداف المؤتمر، ولعل من أهدافه أيضاً العمل على تضليل الرأي العام المحلي والعالمي ومحاولة إقناعه بأن إيران وروسيا تبذلان الجهود لحل الأزمة سياسياً، وبالتالي إخفاء الدور الحقيقي لهاتين الدولتين اللتين وضعتا مصالحهما القومية فوق كرامة الشعب السوري وحقه في إقامة نظام يحفظ له حرياته ويعبر عن إرادته” حسب قناعته.

وفيما إن كانت المعارضة السورية قد عملت سابقاً لتفكيك الارتباط الإيراني ـ الروسي، قال صافي “العلاقة الإيرانية الروسية نابعة من طبيعة الاصطفافات الدولية وحاجة هاتين الدولتين للتعاون لمنع هيمنة الدول الغربية على النظام العالمي، ولكن هذا الاصطفاف يعكس رؤية خاطئة للمعارضة السورية وهو ناجم عن التشكيك بالموقف الوطني للمعارضة”. وأوضح “المعارضة السورية حاولت التواصل مع كل القوى الإقليمية والدولية ولكن ضعفها التنظيمي من جهة وشدة الصراع الدولي في المنطقة قللا من تأثيرها، لكنها تستعيد اليوم زمام المبادرة بعد أن تمكنت من التصدي لقوات النظام على الأرض السورية وتحقيقها مكاسب مهمة، وتزايد النشاط الدبلوماسي لإيران مؤخراً وإعلان القيادة الإيرانية قبل يومين على لسان أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الاستعداد للتواصل مع المعارضة ما هو إلا انعكاس لتزايد قوة المعارضة السورية وتأثيرها”، وشدد أخيراً على أن المطلوب من إيران اليوم هو “أن تُثبت حسن نيتها من خلال إدانة قصف المدن السورية والضغط على النظام لإيقاف عمليات القمع والقتل والترويع”، حسب قوله

الاخوان السوريون للابراهيمي: يعز علينا أن تتحمل مسؤولية هذه المهمة القذرة

روما (10 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اعتبرت جماعة الاخوان المسلمين في سورية أن “إصرار المجتمع الدولي على التمسك بمشروع المبادرة الميتة، تهرّبا عمليا من تحمل المسؤولية السياسية والإنسانية، إزاء ما ينفذه بشار الأسد على الأرض السورية من حرب إبادة، وما يرتكبه من جرائم ضد الإنسانية تطال البنيان والإنسان” وفق تصريح صادر عنها

وقال الناطق الرسمي باسم الجماعة زهير سالم ” نرى في استرسال المجتمع الدولي في التواري وراء هذه المبادرة العبثية، التي غطت – حتى الآن – ما يزيد على عشرة آلاف من الضحايا الأبرياء، استهتارا لا حدود له بالدم السوري، وإصرارا على إعطاء المستبدّ القاتل، الفرصة المفتوحة لتنفيذ مخططه في إهلاك الحرث والنسل، لإعادة السيطرة على المجتمع السوري، الذي يبدو أن مشروع تحرّره يُقلقُ كلّ أدعياء الدفاع عن الحرية وعن حقوق الإنسان” حسب تعبيره

ووجه الخطاب إلى “السيد الأخضر الإبراهيمي” بالقول “إنه ليعزّ علينا وأنت رجل من رجال الأمة، يُكنّ له الشعب السوري كلّ الاحترام والتقدير، أن تتحمل مسؤولية هذه المهمة القذرة، فيكون رجل في مثل مقامك، ورقة توت تستر عورة المجتمع الدوليّ، وتتحمل وزر تخاذله” وأضاف “لقد خرج سلفك (كوفي أنان) من هذه الكوميديا السوداء، وضميره ينوء بدماء عشرة آلاف إنسان سوري، بينهم أكثر من ألف طفل. لقد رضيَ أن يضع نفسه في طريق الشعب السوري، وسيظل إثم الضحايا يلاحقه إلى يوم الدين” على حد قوله

وخلص إلى القول “إنه من المهم أن نُنهيَ إليكم من موقع الاحترام لشخصكم الكريم، أنكم إذ تقبلون بتحمّل هذه المسؤولية، ستصيرون إلى أن تضعوا يدكم في يد معتوه، قال عنه كلّ من تعامل معه: إنه كذاب ومجرم وقاتل. وتؤكد الوقائع الموثقة على الأرض السورية أنه قاتل أطفال، ومغتصب نساء” حسب تعبيره

مؤرخ بلجيكي عائد من حلب: مخاوف من تدمير الجيش النظامي للمدينة

بروكسل (9 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عبر المؤرخ البلجيكي بيير بيتشنيني، العائد من مدينة حلب السورية بعد عدة أيام قضاها مع قوات المعارضة المسلحة هناك، عن خشيته من إمكانية تدمير المدينة على يد الجيش النظامي

وأشار المؤرخ في ملاحظاته التي نشرتها اليوم صحيفة لوسوار البلجيكية، إلى أن الجيش النظامي لا يمتلك الكثير من الخيارات، “فهو يواجه حرب شوارع، فإما أن يستمر في قصف عدة مناطق في المدينة كما يفعل الآن، وهذا سيؤدي إلى دمار كبير، أو أن يستمر في ملاحقة عناصر المعارضة المسلحة في أزقة وشوارع المدينة”، وفق كلامه

ونوه بأن ما يحدث في حلب حالياً من مواجهات بين الجيش النظامي السوري ومسلحي المعارضة من الجيش الحر وكل من يقاتل تحت رايته “يذكر بما حدث في بيروت وسراييفو” قبل عقود. وأعرب عن اعتقاده أن الجيش النظامي السوري “لم يستخدم كل إمكانياته بعد في حلب”، وأن الأيام القادمة قد تكشف عن استراتيجيات جديدة في التعامل مع الموقف من قبل كافة الأطراف

ولم يبد بيتشنيني الكثير من التفاؤل بإمكانية أن يحتفظ مقاتلو المعارضة المسلحة بمواقعهم في حلب لفترة طويلة، وقال “رأينا سابقاً كيف أن مقاتلي الجيش الحر عجزوا عن المحافظة على مكتسباتهم في المدن الكبرى، عكس

ما حصل في الأرياف والبلدات الصغيرة التي نجحوا في السيطرة عليها، خاصة في شمال البلاد”

وحول مسألة تسليح وتنظيم المسلحين ، أكد المؤرخ البلجيكي، الذي كانت له عدة زيارات سابقة لعدد من المناطق السورية خلال فترة الأزمة، أن المسلحين المعارضين أصبحوا أكثر تنظيماً وتنسيقاً فيما بينهم، فـ”هم أصبحوا يمتلكون قدرات جيدة على صعيد الاتصالات والخدمات الطبية، أما الأسلحة، فلم يصل إلا القليل منها من الخارج، وجل ما يستخدمونه من سلاح يأتي عبر ما يكسبونه من هجماتهم على الجيش النظامي”، على حد قوله

وتطرق المؤرخ البلجيكي إلى لقاءاته مع بعض قيادات الجيش السوري الحر، فأشار إلى أنهم “يعترفون بوجود عناصر سلفية بعضها على صلة بتنظيم القاعدة، ولكنها ليست إلا قلة قليلة موجودة تحت سيطرة الجيش الحر”، حسبما نقل عنهم

ويذكر أن المؤرخ بيتشنيني قد تعرض للإعتقال على يد قوات الأمن أكثر من مرة في سورية خلال

زياراته السابقة للمناطق المتمردة ولقاءاته مع المعارضين المدنيين والعسكريين

مجلس ثورة دمشق: حكاية حج الايرانيين ضعيفة ومكشوفة

روما (9 آب/ أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اعتبر المتحدث باسم المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في دمشق أن “حكاية الحج ضعيفة ومكشوفة” فيما يتعلق بالايرانيين الذين خطفهم مقاتلو المعارضة في سورية الاسبوع الماضي

وأوضح نور بيطار في تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء أن “دعمهم لمن يمارس القتل يدينهم” أي الحكومة الايرانية “وليس مهما ما نقول عن مصيرهم، بل ما يقوله الذين أرسلوا بهم لإنقاذهم” حسب تعبيره

وكان مصدر إعلامي إيراني بدمشق قال السبت إن مسلحين اختطفوا حافلة قادمة من مطار دمشق الدولي تقل ثمانية وأربعين حاجاً ايرانياً وهي في طريقها الى منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق

وحول تواجد المقاتلين التابعين للمعارضة في العاصمة السورية، قال المتحدث “يتحسن وضع الجيش الحر يوما بعد يوم، ويزداد قدرة على حماية المدنيين وعلى الإسهام في تحرير الوطن مشيراً إلى أن ” الوضع المعيشي شديد الصعوبة، والشعب أشد صبرا، والتراجع بسبب الوضع المعيشي مستحيل، لأن النتيجة آنذاك أخطر بكثير” على حد قوله

وفيما يتعلق بالشائعات المتعلقة بمكان تواجد الرئيس السوري بشار الأسد في الوقت الراهن، قال “لا يهم أين الاسد فحيثما كان ستصل الثورة إليه” حسب تعبيره

وتعليقاً على امكانية انشقاق المزيد من المسؤولين السوريين الكبار، أوضح بيطار “أما حجاب فليس آخر المنشقين، وكل عاقل لا يبقى على سفينة الإجرام الغارقة منتظرا أن يغرق معها” على حد قوله

سوريا: “الجيش الحر” ينسحب من “صلاح الدين” وقوات الحكومة تتوعد بمعركة في” السكري

نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناطق باسم الجيش الحر في الداخل نبأ انسحاب الجيش الحر من حي صلاح الدين في مدينة حلب شمال سوريا، في حين اشار مصدر امني في دمشق الى ان المعركة المقبلة الكبيرة ستكون في حي السكري جنوب شرق المدينة.

وقال الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين “صحيح” حصل انسحاب للجيش السوري الحر من صلاح الدين، مشيرا الى ان “الانسحاب تكتيكي”.

ورد سبب الانسحاب الى ان “القصف العنيف والعشوائي ولان التدمير كان كاملا”.

وشدد على ان “الانسحاب يقتصر على صلاح الدين لككنا باقون في مدينة حلب”، موضحا ان “الجيش الحر لديه خطط عسكرية للمدينة لا استطيع الكشف عنها”.

وفي دمشق افاد مصدر امني أن قوات النظام “تتقدم بسرعة من حي صلاح الدين باتجاه سيف الدولة”، مشيرا الى ان “المعركة الكبيرة المقبلة ستكون في حي السكري.

ولفت الى ان الجيش النظامي “استخدم في معركة صلاح الدين 10 في المئة فقط من التعزيزات التي حشدها في حلب”.

وكانت مصادر امنية في دمشق قد ذكرت ان حشود الجيش السوري في حلب بلغت نحو 20 الفا، مقابل ما بين ستة الى ثمانية آلاف من المقاتلين المعارضين.

واكد قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش الحر النقيب حسام ابو محمد لفرانس برس في وقت سابق اليوم ان الجيش السوري الحر نفذ “انسحابا تكتيكيا كاملا” من حي صلاح الدين الى الشوارع المحيطة بالحي، متهما الجيش السوري باستخدام “قذائف فراغية” في عمليات القصف.

ولفت الى ان “الحي بات خاليا تماما من الثوار”، موضحا ان “الجيش النظامي يتقدم داخل الحي”.

واضاف ان مقاتلي الجيش الحر “انسحبوا من صلاح الدين الى الشوارع المحيطة به في سيف الدولة والمشهد” شرق صلاح الدين.

وارجع سبب الانسحاب الى “القصف المدفعي الهائل الذي استخدمت فيه القنابل الفراغية مستهدفا المناطق السكنية في الحي من جهة الحمدانية”، حيث “سيطر الجيش النظامي من بعدها على شارع 10 وشارع 15”.

وقال ان “سحابة بيضاء من الغبار تغطي صلاح الدين نتيحة عنف القصف وهذا ادى الى تسوية نحو اربعين مبنى بالارض ومقتل اكثر من 40 مقاتلا واعداد كبيرة من المدنيين”.

وكان قائد كتيبة نور الحق النقيب واصل ايوب افاد من حلب بان “كتائب الجيش الحر تنفذ انسحابا تكتيكيا من صلاح الدين وتتراجع الى جبهه جديدة في حيي سيف الدولة والمشهد”.

وشهد صلاح الدين امس الاربعاء معارك وصفت بانها “الاعنف” منذ ثلاثة اسابيع حين سيطر مقاتلون معارضون على احياء من مدينة حلب، حيث تبادل الجيش النظامي والجيش الحر السيطرة على صلاح الدين.

رئيس حكومة جديد

من جهة اخرى، عين الرئيس بشار الاسد رئيسا جديدا للوزراء الخميس ليحل محل اكبر مسؤول حكومي ينشق عن نظامه.

وعين الاسد وائل الحلقي، وهو سُني من محافظة درعا حيث اندلعت الانتفاضة منذ 17 شهرا، ليرأس الحكومة بعد ان فر رياض حجاب يوم الاثنين عقب توليه المنصب بشهرين.

وسدد فرار حجاب عبر الحدود الى الاردن ضربة اخرى لسلطة الاسد التي اهتزت بالفعل بسبب اغتيال اربعة من كبار مسؤوليه الامنيين الشهر الماضي وتحقيق المعارضة مكاسب في دمشق وحلب واجزاء من ريف سوريا.

لكن الاسد الذي يتجاهل هذه الانتكاسات يبدو محاصرا في منافسة محتدمة مع معارضيه الذين يغلب عليهم السنة سعيا لانهاء نصف قرن من الحكم البعثي واسقاط نظام يهيمن عليه حاليا افراد من الاقلية العلوية التي ينتمي لها الرئيس.

BBC © 2012

احتمال تعيين الأخضر الابراهيمي مبعوثا لسوريا وبريطانيا تمنح المعارضة 5 ملايين جنيه استرليني

قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة الخميس إنه من المحتمل تعيين وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الابراهيمي مبعوثا جديدا للسلام في سوريا خلفا للمبعوث المستقيل كوفي عنان.

من ناحية أخرى قررت بريطانيا زيادة دعمها المالي للمعارضة السورية بمقدار 5 ملايين جنيه استرليني إضافي لتمويل شراء معدات اتصال ومواد طبية، وسيذهب معظم هذا المبلغ إلى الجيش السوري الحر.

وستتضمن المساعدات معدات اتصال بالاقمار الاصطناعية ومولدات كهربائية ولن تتضمن أية أسلحة.

وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في مقال كتبه في صحيفة التايمز ان عدم التعاون مع السوريين الذين يرغبون في إقامة نظام حكم ديمقراطي سيسهل تحقيق أهداف تنظيم القاعدة بتحويل مسار النزاع.

وقال هيغ إن خطر نشوء فراغ سياسي كبير بحيث يتطلب من بريطانيا أن تكثف اتصالاتها بما أسماه “العناصر السياسية للمعارضة”.

وطالبت بريطانيا المعارضة السورية بالالتزام بمعايير حقوق الإنسان.

“تعيين وشيك”

وباءت خطة عنان التي تتألف من ست نقاط بالفشل، وتصاعدت أعمال العنف في سوريا.

وقد يتم الإعلان عن تعيين الإبراهيمي رسميا الأسبوع المقبل على أقرب تقدير في حال عدم حدوث اعتراضات في اللحظة الأخيرة من جانب حكومات، حسبما ذكرت مصادر دبلوماسية وصحفية.

وكان الإبراهيمي مبعوثا سابقا للأمم المتحدة إلى أفغانستان والعراق واليمن وهايتي وجنوب إفريقيا وزائير، وأوكلت إليه المنظمة الدولية مساعي حل تفاوضي في العديد من بؤر التوتر، وتكلل العديد منها بالنجاح.

انسحاب

من جهة أخرى، أكد مسؤول في الجيش السوري الحر نبأ انسحاب الجيش الحر من حي صلاح الدين في مدينة حلب شمالي سوريا، في حين اشار مصدر أمني في دمشق الى ان المعركة المقبلة الكبيرة ستكون في حي السكري جنوب شرقي المدينة.

وقال الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدينفي في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية “صحيح” حصل انسحاب للجيش السوري الحر من صلاح الدين، مشيرا الى ان “الانسحاب تكتيكي”.

ورد سبب الانسحاب الى ان “القصف العنيف والعشوائي ولان التدمير كان كاملا”.

وشدد على ان “الانسحاب يقتصر على حي صلاح الدين لككنا باقون في مدينة حلب”، موضحا ان “الجيش الحر لديه خطط عسكرية للمدينة لا استطيع الكشف عنها”.

وفي دمشق افاد مصدر امني سوري أن قوات النظام “تتقدم بسرعة من حي صلاح الدين باتجاه سيف الدولة”، مشيرا الى ان “المعركة الكبيرة المقبلة ستكون في حي السكري.

ولفت الى ان الجيش النظامي “استخدم في معركة صلاح الدين 10 في المئة فقط من التعزيزات التي حشدها في حلب”.

وكانت مصادر امنية في دمشق قد ذكرت ان حشود الجيش السوري في حلب بلغت نحو 20 الفا، مقابل ما بين ستة الى ثمانية آلاف من المسلحين المعارضين.

لبنان اعتقال

اعتقلت السلطات اللبنانية الوزير والنائب السابق ميشال سماحة بناء على أمر من النيابة العامة.

وأشارت مصادر إعلامية لمراسلة بي بي سي في بيروت إلى أن التوقيف جاء على خلفية أمنية دون توضيح طبيعة التهمة.

يذكر أن سماحة من الشخصيات المقربة جدا من حزب الله ومن النظام السوري.

وقد ذكر تلفزيون “إم تي في” اللبناني أن القوى الأمنية دهمت منزلي سماحة في بيروت وفي الخنشارة في قضاء المتن شمال شرقي بيروت.

BBC © 2012

مقاتلو المعارضة ينسحبون من حلب والامم المتحدة لا ترى منتصرا

حلب (سوريا) (رويترز) – أخرجت القوات السورية مقاتلي المعارضة من حي استراتيجي في حلب لكن المناوشات استمرت في أكبر مدينة سورية وقالت الامم المتحدة ان الصراع الناشب في البلاد لن يخرج منه طرف منتصر.

وقال دبلوماسيون لرويترز ان من المتوقع اختيار الدبلوماسي الجزائري المخضرم الاخضر الابراهيمي الاسبوع القادم ليحل محل كوفي عنان كمبعوث خاص للامم المتحدة والجامعة العربية في سوريا والذي استقال بعد ان فقد الامل في الخروج من المأزق الدولي الراهن حول كيفية انهاء الصراع.

لكنهم نبهوا الى ان تغييرا قد يحدث في اللحظة الاخيرة اذا كان لاحدى الحكومات الرئيسة تحفظات او غير المرشح رأيه.

وعين الرئيس السوري بشار الأسد المنخرط في معارك طاحنة مع معارضيه وغالبيتهم من السنة رئيسا جديدا للوزراء يوم الخميس ليحل محل رئيس الوزراء السابق رياض حجاب وهو اكبر مسؤول حكومي ينشق عن النظام منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الاسد قبل 17 شهرا.

وعين الاسد وائل الحلقي وهو سني من محافظة درعا حيث بدأت الانتفاضة ليرأس الحكومة بعد أن فر حجاب الى الاردن يوم الاثنين عقب توليه المنصب بشهرين.

وسدد فرار حجاب ضربة اخرى لسلطة الاسد التي اهتزت بالفعل بسبب اغتيال اربعة من كبار مسؤوليه الأمنيين الشهر الماضي وتحقيق المعارضة مكاسب في دمشق وحلب واجزاء من ريف سوريا.

لكن الأسد صمد رغم الانتكاسات ومضى قدما في حملته على معارضيه الذين يغلب عليهم السنة ويسعون لإنهاء نصف قرن من الحكم البعثي وإسقاط نظام يهيمن عليه حاليا افراد من الاقلية العلوية التي ينتمي لها الرئيس.

وركز الاسد هجومه العسكري المضاد على المدينتين الرئيسيتين بسوريا وأعاد تأكيد سيطرته على معظم دمشق قبل أن ينتقل القتال الى العاصمة التجارية بشمال البلاد.

وقال مقاتلون من المعارضة يقاتلون في منطقة صلاح الدين بحلب وهي بوابة جنوبية للمدينة إنهم اضطروا للانسحاب من بعض المواقع على الخط الامامي يوم الخميس بسبب القصف الذي حول المباني الى أنقاض.

وقال المقاتل المعارض ابو علي “انسحب مقاتلو الجيش السوري الحر من أجزاء من صلاح الدين” مضيفا أن مقاتلي المعارضة يعيدون تنظيم صفوفهم لشن هجوم مضاد.

وقال آخرون ان خطوط الجبهة الرئيسية في المنطقة التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة لأكثر من اسبوع أصبحت مهجورة الان.

وكان وسط المنطقة القريب من مسجد صلاح الدين مهجورا عندما زاره صحفيون من رويترز يوم الخميس. وكان الصوت الوحيد هو دوي قذائف المدفعية. ولم يكن يوجد معارضون أو قوات أمن لكن قلة من السكان كانوا يجمعون حاجياتهم ويغادرون مع تجنب نيران قناصة الجيش.

وقال قائد ميداني للمعارضة طلب عدم نشر اسمه ان 250 شخصا قتلوا في صلاح الدين في الايام الثلاثة الماضية معظمهم نتيجة للقصف والهجمات الجوية.

وقال مقاتلو المعارضة ان الاشتباكات المتفرقة مستمرة في حي صلاح الدين وانه على الرغم من ان قوات الحكومة لديها ما لا يقل عن 80 دبابة متمركزة في مناطق متفرقة من حلب الا انها تبدو عازفة عن الالتحام مفضلة استخدام طائرات الهليكوبتر الحربية والمقاتلات النفاثة.

وقال الشيخ توفيق قائد كتيبة نور الدين زنكي المتمركزة في الشارع 15 بصلاح الدين ان التسلح المتفوق للجيش يقابله فيما يبدو انهيار الروح المعنوية لجنوده.

وقال “في الشارع 10 وهو خط مواجهة نقف وجها لوجه مع الجيش ونستطيع سماعهم وهم يصدرون الاوامر عبر أجهزة اللاسلكي..نسمع القادة يصدرون أوامرهم للجنود بالتقدم ويحثونهم على ذلك لكن الجنود لا يفعلون وهم مترددون.

“بل ان القادة أخذوا الهواتف المحمولة من الجنود حتى لا يكون أمامنا فرصة للاتصال بهم واحداث مزيد من الانشقاقات.”

وفيما اشتدت المعركة للسيطرة على حلب استضافت ايران الداعمة الرئيسية للأسد وزراء من دول تشاركها نفس الموقف لإجراء محادثات بشأن كيفية إنهاء الصراع.

ودعا وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي الى محادثات “جادة وشاملة” بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة. وقال الاسد مرارا انه مستعد للحوار لكنه تعهد بسحق المعارضين المسلحين الذين يقول أنهم ارهابيون.

ويقول معارضو الاسد انه يجب ان يتنحى قبل ان يدخلوا في محادثات وان المحادثات لن يكون لها مغزى مادامت اراقة الدماء مستمرة.

ودعت ايران الى محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة بعد ان استضافت في طهران يوم الخميس وزراء خارجية دول تتبنى نفس موقفها من الازمة السورية ولم تشارك فيها دول غربية ودول شرق اوسطية طالبت بانهاء حكم اسرة الاسد الذي استمر 40 عاما.

وتكشفت في الازمة السورية بالفعل عناصر حرب بالوكالة بين السنة والشيعة.

وحضر مؤتمر طهران كذلك المنسق المقيم للامم المتحدة في طهران كونسوالو فيدال بروس الذي قرأ بيانا من الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون استنكر فيه اعتماد الحكومة والمعارضة على السلاح لتحقيق أهدافهما من خلال العنف.

وقال بان في البيان “لن يكون هناك فائز في سوريا. الان نواجه الاحتمال القوي لحرب أهلية طويلة تدمر نسيج المجتمع المتماسك… ينبغي ألا ندع هذا التصور يحدث.”

وفي إطار حملة أوسع نطاقا للجيش هاجمت قوات الأسد مقاتلي المعارضة على عدة جبهات منها حي قرب المطار في جنوب شرق حلب وعدة مناطق شرقية وبلدة على المشارف الشمالية الغربية لحلب.

ورغم العنف نقل الصليب الاحمر امدادات غذائية وطبية الى حلب في المرة الاولى التي تتمكن فيها قافلة مساعدات من دخول المدينة منذ عدة اسابيع.

ورأى مراسلون لرويترز في تل رفعت على بعد 35 كيلومترا شمالي حلب طائرة تابعة للقوات الجوية السورية تحلق على ارتفاع منخفض وتطلق الصواريخ مما دفع القرويين الى الفرار مذعورين.

ورغم تعاطفها مع مقاتلي المعارضة فإن القوى الغربية وتركيا والدول العربية لم تتدخل عسكريا. ودعمت روسيا والصين الأسد دبلوماسيا اذ عرقلتا قيام الأمم المتحدة بتحرك ضده بينما تحاول طهران مساندة الزعيم السوري في العالم العربي الذي ينظر كثيرون فيه الى ايران الشيعية كمصدر خطر.

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير سامح الخطيب)

من هديل الشالجي وسليمان الخالدي

ايران مذعورة من سقوط مفاجئ للنظام السوري !

طهران – رويترز – أ ف ب

حذرت إيران من إن نهاية حكم الرئيس السوري بشار الأسد بشكل مفاجئ ستكون لها تبعات كارثية على سورية، مجددة دعوتها إلى إجراء محادثات بين النظام والمعارضة من اجل إيجاد حل سياسي للأزمة وذلك خلال استضافتها اجتماعاً ديبلوماسياً في طهران أمس لبحث الأزمة.

وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في بداية المؤتمر أمس: «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن تماماً بأنه لا يمكن حل الأزمة السورية إلا من خلال محادثات جادة وشاملة بين الحكومة وجماعات المعارضة التي تتمتع بدعم شعبي في سورية».

كما شدد في كلمته التي بثها التلفزيون الإيراني على أن إيران «ترفض أي تدخل خارجي وعسكري في سورية وتؤيد وتدعم جهود الأمم المتحدة لحل الأزمة».

وكان صالحي قال في مقال للرأي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عشية المؤتمر إن سقوط الأسد سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات. وأوضح «المجتمع السوري فسيفساء بديعة من الأعراق والعقائد والثقافات وسيتفتت إلى قطع صغيرة إذا سقط الرئيس بشار الأسد بشكل مفاجئ».

وأضاف صالحي أن إيران تسعى لحل «يصب في مصلحة الجميع».

وأكد تمسك طهران بخطة الوسيط الدولي كوفي أنان الخاصة بتسوية الأزمة السورية، على الرغم من تخلي أنان عن منصبه بعد إفشال جهوده الرامية لإيجاد حل سلمي في سورية. ودعا المجتمع الدولي إلى الإقدام على 3 خطوات عاجلة لمعالجة القضية السورية وهي ضمان وقف إطلاق النار من أجل وضع حد لإراقة الدماء، وإرسال مساعدات إنسانية للسوريين، وتمهيد الطريق لحوار يسمح بحل الأزمة.

وشدد صالحي على أن إيران تدعم إجراء إصلاحات سياسية في سورية، ستسمح للسوريين بتقرير مصيرهم بأنفسهم، بما فيه ضمان حق السوريين في المشاركة بانتخابات رئاسية حرة ونزيهة تجري تحت إشراف دولي.

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن العالم بأكمله شهد على مدى السنوات العشر الماضية أن إيران ساهمت في استعادة الاستقرار في العراق وأفغانستان وبعض الدول الإسلامية الأخرى التي عانت من اضطرابات.

ووصف صالحي الفكرة القائلة إن رحيل الرئيس الأسد سيؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة في سورية بـ «الوهم».

ودعا صالحي إلى استنتاج العبر من التاريخ، مشيراً في هذا السياق إلى الحرب الأهلية في لبنان التي استمرت لمدة 15 سنة. وأضاف أن بلاده تسعى لإيجاد حل للأزمة يصب في مصالح جميع الأطراف في سورية.

ورفضت إيران اتفاقاً بشأن سورية ينص على تنحي الأسد في إطار أي انتقال سياسي. ولم يظهر أي مؤشر إلى استعداد طهران لتبني نهج جديد بشأن سورية رغم انتكاسات تعرض لها الأسد من بينها انشقاق رئيس وزرائه هذا الأسبوع.

وكان صالحي قال إن «اللقاء التشاوري» في طهران سيعقد بحضور 12 أو 13 بلداً من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، موضحاً أن طهران دعت الدول التي تتبنى «مواقف واقعية» من الأزمة السورية. وأضاف «حجتنا الرئيسية هي نبذ العنف وإجراء حوار وطني» مؤكداً أن «إيران ترغب في إنهاء العنف في اقرب فرصة في سورية».

ووصف ديبلوماسيون غربيون مؤتمر طهران بأنه محاولة لصرف الانتباه عن الأحداث الدامية على الأرض والحفاظ على حكم الأسد.

وقال ديبلوماسي غربي مقيم في طهران إن دعم إيران لنظام الأسد لا يكشف عن محاولة صادقة للمصالحة بين الأطراف المتصارعة. وقال آخر إن طهران تحاول توسيع قاعدة التأييد للأسد.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن السفير الروسي في إيران ليفان جاجاريان سيمثل روسيا في المحادثات.

وأفاد البيان «بطبيعة الحال ننوي المضي بثبات في طريقنا (الدعوة) للوقف الفوري لإراقة الدماء ومعاناة السكان المدنيين بالإضافة إلى التوصل إلى حل سلمي يصب في مصلحة كل السوريين من خلال حوار سياسي واسع». كما مثل الصين سفيرها في طهران، فيما قال مصدر في وزارة الخارجية السورية إن دمشق لن تمثل في الاجتماع.

وأعلن لبنان المجاور لسورية والكويت انهما لن يرسلا ممثلين لهما إلى اللقاء. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي لا يمكنه حضور الاجتماع بسبب «برنامجه المثقل» لكن سيرسل نائبه لتمثيله.

وجاء مؤتمر طهران قبل أيام من اجتماع مقرر لمنظمة التعاون الإسلامي في مكة يركز على سورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى