أحداث الاثنين 10 كانون الأول 2012
محادثات جنيف ترى «حلا سياسيا ممكنا»
الدوحة – محمد المكي أحمد
دمشق، جنيف، موسكو -»الحياة»، أ ف ب، رويترز – رسخت المعارضة السورية سيطرتها على منطقتي ريف إدلب وريف حلب أمس، بعدما دخل مقاتلون معارضون «قاعدة الشيخ سليمان العسكرية» بريف حلب الغربي، والتي يحاصرونها منذ أسابيع واستولوا على ثلاث سرايا ومركز القيادة في الفوج 111، فيما فر 140 جنديا نظاميا. وتعتبر القاعدة آخر مقر مهم للقوات النظامية غرب حلب في منطقة على تماس مع إدلب وتقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة.
في موازاة ذلك، قال الوسيط الدولي – العربي للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي، بعد محادثات أجراها مع مسؤولين أميركيين وروس في جنيف، إنهم اتفقوا على أن السعي من أجل حل سياسي للأزمة السورية «ما زال ممكنا»، موضحا في بيان صدر في ختام المحادثات ان «الاجتماع كان بناء وجرى بروح التعاون. بحثنا في سبل المضي قدما نحو عملية سلمية وتعبئة تحرك دولي أكبر من أجل حل سياسي للأزمة السورية». وأفادت الأمم المتحدة من ناحيتها في بيان عقب المحادثات أن «الاجتماع كان بناء وعقد في جو من التعاون». وسعى المشاركون فيه إلى العمل على «دفع عملية السلام وحشد المزيد من العمل الدولي لصالح حل سياسي للازمة السورية».
وأضاف البيان أن الاطراف الثلاثة «اكدوا مجددا» أن «الوضع في سورية سيء ويستمر في التفاقم».
وتمثلت روسيا بنائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف والولايات المتحدة بمساعد وزيرة الخارجية وليام بيرنز.
وفي الدوحة توقع كل من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري الشيخ حمد بن جاسم والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي حصول تقارب في المواقف بين الولايات المتحدة وروسيا ازاء الازمة السورية خلال محادثات جنيف. وقال العربي حول تلك المحادثات «معلوماتي ان الهدف منها هو البناء على ما جاء في البيان الختامي في اجتماع جنيف في 30 حزيران (يونيو) الماضي في بدء مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة لها صلاحيات كاملة». وتابع: «الهدف (من اجتماع جنيف) اعداد قرار يصدر عن مجلس الامن… ما ان يصدر القرار ستكون رسالة واضحة للنظام بان الحماية سقطت».
واعتبر العربي ان المعارضة السورية «يمكن ان تشكل بديلا لتولي النظام في الوقت المناسب». ودعا جميع الدول التي لها علاقات بفئات المعارضة إلى «اقناعها بالتكاتف في هذه المرحلة الحاسمة لأن الموضوع دخل إلى دمشق» في اشارة الى وصول المعارك الى قلب العاصمة السورية. وخلص العربي الى القول «بدون مبالغة دخلنا في المراحل النهائية» للازمة السورية.
من ناحيته، أعرب الشيخ حمد عن أمله «أن يحتكم القائمون في سورية للعقل والمنطق، ومحاولة وقف ما يجري فورا والدخول في عملية انتقالية واضحة تضع حدا لحمام الدم في سورية… وبعد كل هذا الدمار والدماء التي سالت يجب ان نقف ونقول كفى ويجب ان يكون هناك انتقال للسلطة».
وأعلنت اللجنة الوزارية في ختام اجتماعها أنها «تدارست تطورات الأوضاع الخطيرة ومجريات الأحداث الدامية التي تصاعدت وتيرتها في مختلف المدن والمناطق السورية، بما فيها العاصمة دمشق». وحثت الرئيس السوري مجددا على التنحي «لتسهيل عملية بدء مرحلة الانتقال للسلطة ووقف سفك الدماء والتدمير بعد أن وصل شلال الدم والدمار إلى ذروته وأصبح هذا التدهور المستمر للأوضاع يهدد بأفدح العواقب والتداعيات الخطيرة على مستقبل سورية وشعبها وسلامتها الإقليمية وأمن واستقرار المنطقة». وأكدت «الدعم الكامل لمهمة السيد الإبراهيمي في التوصل إلى صيغة تضمن التوصل إلى توافق بين أعضاء مجلس الأمن لاستصدار قرار يُفضي إلى انتقال السلطة وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية تتولى مقاليد إدارة البلاد لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والتغيير وإقامة نظام ديمقراطي تعددي تتوفر فيه الحقوق المتساوية لجميع أبناء الشعب السوري بكافة أطيافه، وتضمن وحدة نسيجه الاجتماعي دون تفرقة أو تمييز ديني أو طائفي أو عرقي، وبما يضمن استقلال سورية وسيادتها ووحدتها وسلامتها الإقليمية واستقرارها».
كما دعت الأمانة العامة للجامعة إلى التحضير من أجل إعداد مؤتمر عام لإعادة الإعمار في سورية وذلك من منطلق الحرص على مساعدة الشعب السوري على النهوض مجدداً بسورية قوية موحدة ومستقرة.
وافاد البيان عن تحفظات جزائرية وعراقية بخصوص مطالب التنحي «إذ أن ذلك لا يندرج ضمن صلاحيات اللجنة بل يبقى من حيث المبدأ قراراً سيادياً للشعب السوري الشقيق». كما تحفظت الجزائر على «الفقرة الرابعة وبالتحديد على جملة الترحيب بإنشاء قيادة عسكرية موحدة لقوى الثورة السورية».
ميدانيا، سيطر مقاتلون معارضون ينتمون إلى مجموعات اسلامية على جزء كبير من «قاعدة الشيخ سليمان العسكرية» في شمال غربي سورية التي يحاصرونها منذ أسابيع. واوفدت وكالة «فرانس برس» ان مراسلها رأى العلم الاسود للكتائب الاسلامية يرفرف فوق أحد الأبنية التي تم الاستيلاء عليها، ولاحظ أن عددا كبيرا من المقاتلين الموجودين في الجزء الذي سقط من القاعدة هم عرب أو من القوقاز بقيادة رجل اوزبكي. وقال قيادي في «الجيش السوري الحر» للوكالة إن «الاسلاميين هاجموا من دون استشارتنا القاعدة اعتبارا من مساء السبت». وأعتبر سفير «الائتلاف الوطني السوري» في فرنسا منذر ماخوس الذي سيلتقي غدا برلمانيين اوروبيين في ستراسبورغ أن «لا مبالاة» المجتمع الدولي حيال النزاع السوري «شجعت صعود» الجهاديين.
فابيوس: المعلومات عن الاسلحة الكيماوية في سورية يجب أخذها على محمل الجد
باريس- ا ف ب
اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان المعلومات حول احتمال لجوء النظام السوري برئاسة الرئيس بشار الاسد الى الاسلحة الكيماوية يجب ان “تؤخذ على محمل الجد” وستكون “فظاعة تضاف الى الفظائع”.
وقال فابيوس في برنامج ل”آر تي ال-لوفيغاور-ال سي آي” انه “سرت معلومات في هذا المعنى. لم تتاكد بوضوح لكن يجب على اي حال ان تؤخذ على محمل الجد لانه من الصحيح ان سورية تملك اسلحة كيميائية. يجري الحديث عن 31 موقعا والف طن، ويجري الحديث عن غاز السارين وعناصر اخرى خطيرة للغاية”.
واضاف فابيوس ان “فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا حذرت بشار الاسد قائلة له ولا في اي حال!. نحن متيقظون جدا. وتسمحون لي بان لا ادخل في التفاصيل حول الاجراءات التقنية التي نتخذها لكن من الواضح ان استخدام هذه الاسلحة سيكون فظاعة تضاف الى الفظائع”.
ونفى الوزير الفرنسي رسميا تواجد قوات خاصة فرنسية في سورية. وقال “لا توجد قوات خاصة فرنسية وهي ليست مستعدة للتدخل”.
اما بالنسبة الى احتمال شحن اسلحة دفاعية الى المعارضين المسلحين، فقال ان الحظر الاوروبي على الاسلحة لم يتم تجديده في بداية كانون الاول/ديسمبر الا لمدة ثلاثة اشهر وان المسالة ستبحث مجددا الاثنين في بروكسل اثناء اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي.
الإبرهيمي أجرى محادثات “بنّاءة” مع بيرنز وبوغدانوف
لافروف: روسيا لم تغيّر موقفها من الأزمة السورية
(و ص ف، أ ب، رويترز)
أجرى ديبلوماسيان اميركي وروسي والممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي جولة من المحادثات “البناءة” في جنيف في شأن السبل الكفيلة بحل الازمة السورية التي مضى عليها اكثر من 21 شهراً، بينما قالت موسكو ان واشنطن مخطئة اذا ما اعتقدت ان روسيا بدأت تغير موقفها من المسألة وكررت انها لن تجري محادثات مع أي جهة في شأن مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال الابرهيمي في بيان بعد محادثات استمرت طوال اليوم بين نائب وزيرة الخارجية الاميركية وليم بيرنز ونظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف : “الاجتماع كان بناء وجرى بروح التعاون. بحثنا في سبل المضي نحو عملية سلمية وتعبئة تحرك دولي أكبر من أجل حل سياسي للأزمة السورية”. وأضاف: “أكد الأطراف الثلاثة من جديد تقديرهم المشترك أن الوضع في سوريا سيئ ويزداد سوءاً. وشددوا على أن تدشين عملية سياسية لإنهاء الأزمة في سوريا ضروري ولا يزال ممكناً”. واوضح أن الأطراف الثلاثة اتفقوا على أن يقوم أي حل سياسي على العناصر الأساسية للبيان الختامي الذي أصدرته قوى كبرى وإقليمية بعد اجتماع في جنيف يوم 30 حزيران برئاسة الوسيط الدولي السابق كوفي انان. واشار الى إن المسؤولين الروسي والأميركي اتفقا على لقائه مجدداً “في المستقبل القريب”.
وقال مصدر ديبلوماسي: “اتفق الجميع على أن الوضع بلغ حداً من السوء يستدعي القيام بشيء. واتفق الأطراف على أن هذا الاجتماع خطوة أولى في تنفيذ بيان 30 حزيران… لم يكن هناك أي انفراج، مجرد مناقشات”.
وجاء اللقاء الثلاثي بعد محادثات أجراها الإبرهيمي الأسبوع الماضي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وكانت القوى الدولية اتفقت في 30 حزيران بجنيف على ضرورة تأليف حكومة انتقالية في سوريا لوقف إراقة الدماء، لكنها لم تتعرض للدور الذي قد يضطلع به الرئيس السوري بشار الأسد في هذه العملية.
وأمس، صرح لافروف بانه بعدما وافق مع كلينتون على عقد لقاءات روسية – اميركية عن سوريا، بدأ الاميركيون يوحون بأن موسكو بدأت تضفي مرونة على موقفها. واضاف: “لكن ذلك لم يحدث… لم نغير موقفنا”. وحض الاسرة الدولية على التحدث “بصوت واحد” في المطالبة بوقف للنار وعودة مراقبي الامم المتحدة باعداد اكبر والبدء بحوار سياسي. وكرر ان روسيا ليست متمسكة بالاسد وإنما تعتقد ان من حق السوريين اختيار زعمائهم بانفسهم. واعلن ان الحكومة السورية قطعت تعهدات لموسكو بانها لن تستخدم الاسلحة الكيميائية. وحذر من ان الخطر الاكبر هو ان تقع هذه الاسلحة في ايدي المتشددين.
اللجنة الوزارية العربية
وفي الدوحة، دعت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري في ختام اجتماع لها الاسد الى التنحي لتسهيل بدء مرحلة انتقال السلطة، كما أكدت دعمها لمهمة الابرهيمي.
واعتبر حمد بن جاسم أن مهمة الابرهيمي في التوصل الى حل مع الحكومة السورية لمعالجة الأزمة قد انتهت بعدما قتل النظام السوري أكثر من 50 ألفاً من شعبه ودمر بلده.
وجاء في الفقرة الاولى من البيان الختامي لاجتماع اللجنة انها تطلق “النداء مجدداً بمطالبة الرئيس بشار الاسد بالاستجابة لقرار مجلس جامعة الدول العربية القاضي بتنحي الرئيس عن السلطة لتسهيل عملية بدء مرحلة الانتقال للسلطة ووقف سفك الدماء والتدمير”.
وذيّل البيان بتحفظات أبدتها كل من الجزائر والعراق.
وفي المؤتمر الصحافي الذي “أعقب الاجتماع” قال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني انه “من الواضح اننا في المراحل النهائية لسقوط النظام” السوري.
وكان كل من الشيخ حمد والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي توقعا في مستهل الاجتماع حصول تقارب في المواقف بين الولايات المتحدة وروسيا من الازمة السورية، وذلك خلال المحادثات التي تجري بين البلدين حالياً في جنيف بمشاركة الابرهيمي.
الإبراهيمي: توافق أميركي ـ روسي على حل سياسي لافـروف يؤكّـد أن الأولويـة لوقـف القتـال وليـس بحـث مصيـر الأسـد
ظهرت مؤشرات إضافية على تقارب أميركي – روسي حول الأزمة السورية في الاجتماع الثالث الذي يضم الطرفين خلال ايام، حيث اعلن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، عن توافق تجلى في لقاء جنيف أمس على أن الحل السياسي للأزمة ما زال ممكناً، وأنه يجب أن يكون بناء على «اتفاق جنيف» في 30 حزيران الماضي.
في هذا الوقت، دعت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري، في ختام اجتماعها في الدوحة، الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي لتسهيل بدء مرحلة الانتقال للسلطة، مؤكدة دعمها لمهمة الإبراهيمي.
وتواصلت الاشتباكات بين القوات السورية والمسلحين في ريف دمشق، فيما قال صحافي في وكالة «فرانس برس» إن عدداً كبيراً من المسلحين الموجودين في الجزء الذي سقط من قاعدة الشيخ سليمان في ريف حلب هم عرب أو من القوقاز بقيادة أوزبكي. (تفاصيل صفحة 13)
وأعلن الإبراهيمي، في بيان بعد محادثات أجراها مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزير خارجية أميركا وليام بيرنز في جنيف، أنهم اتفقوا على أن السعي من اجل حل سياسي للأزمة السورية ما زال ممكناً، موضحاً ان المشاركين في الاجتماع سعوا إلى العمل على «دفع عملية السلام وحشد المزيد من العمل الدولي لصالح حل سياسي للأزمة السورية».
وهذا اللقاء يأتي إثر الاجتماع الثلاثي الذي عقد في السادس من كانون الأول الحالي في دبلن بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف والإبراهيمي. وكان سبقه بيوم اجتماع آخر بين كلينتون ولافروف تناول أيضاً الأزمة السورية.
وقال الإبراهيمي إن «الاجتماع كان بنّاء وجرى بروح التعاون. بحثنا سبل المضي قدماً نحو عملية سلمية وتعبئة تحرك دولي أكبر من أجل حل سياسي للأزمة السورية».
وأضاف الإبراهيمي «كرر الأطراف الثلاثة تأكيدهم أن الوضع في سوريا سيئ ويستمر في التفاقم. لقد شددوا على أن تدشين عملية سياسية لإنهاء الأزمة في سوريا ضروري ولا يزال ممكناً». وأضاف إن الأطراف الثلاثة اتفقوا على أن يقوم أي حل سياسي على العناصر الأساسية للبيان الختامي لاجتماع جنيف في 30 حزيران الماضي. وأعلن أن الديبلوماسيين الروس والأميركيين اتفقوا على الاجتماع معه مجدداً «في القريب العاجل».
وكانت القوى العالمية اتفقت في جنيف على ضرورة تشكيل «حكومة انتقالية» في سوريا لوقف إراقة الدماء، لكنها اختلفت على تفسير ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد سيشارك فيها أم لا. وقال مصدر ديبلوماسي غربي، لوكالة «رويترز» في جنيف، «اتفق الجميع على أن الوضع بلغ حداً من السوء يستدعي القيام بشيء. واتفقت الأطراف على أن هذا الاجتماع خطوة أولى في تنفيذ بيان 30 حزيران». وأضاف «لم يكن هناك أي انفراج.. مجرد مناقشات».
لافروف
وقال لافروف، خلال طاولة مستديرة بعنوان «روسيا والعالم المتغير» في موسكو، إن روسيا لا تجري محادثات بشأن مستقبل الأسد، نافياً بذلك تكهنات بأنها تعدّ لخروج محتمل له من السلطة.
وأعلن أن موسكو وافقت على عقد اجتماع مع مسؤولين أميركيين والإبراهيمي في جنيف على قاعدة عدم وجود أي شروط مسبقة، خاصة تنحي الأسد، موضحاً «لا نجري محادثات عن مصير الأسد»، مضيفاً «كل محاولات تصوير الموقف بشكل مختلف مضللة، حتى على صعيد ديبلوماسية تلك الدول التي يعرف عنها تشويه الحقائق لصالحها».
وشدد لافروف على أن «الأولوية هي لوقف القتال في سوريا وليس بحث مصير رجل واحد»، موضحاً «موقفنا من سوريا معروف».
وتابع لافروف «موسكو لا تتمسك بالأسد أو بشخص آخر في المشهد السياسي السوري»، مؤكداً معارضة روسيا لتكرار ما حدث في ليبيا حيث «أساء زملاؤنا في حلف شمال الأطلسي بشدة استغلال التفويض الذي منحه لهم قرار مجلس الأمن، وشن القتال على السلطة القائمة». وتابع أن «روسيا تجد من الضروري أن يُجبر الأطراف في النزاع السوري على إلقاء السلاح والجلوس حول طاولة المفاوضات، وليس الحديث إلى ما لا نهاية عن رحيل الأسد على حساب أرواح السوريين».
وأعلن أن «المعطيات المتوفرة لدى موسكو تشير إلى أن الحكومة السورية لا تخطط لاستخدام السلاح الكيميائي»، مضيفاً إن «الخطر الأكبر الناجم عن السلاح الكيميائي يتمثل في احتمال وقوعه في أيدي المسلحين»، مشيراً إلى انه «تنشط في سوريا منظمات على صلة بتنظيم القاعدة».
الدوحة
وكررت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري، في بيان ختامي لاجتماعها برئاسة رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في الدوحة، «النداء مجدداً بمطالبة الأسد الاستجابة لقرار مجلس جامعة الدول العربية القاضي بتنحيه عن السلطة لتسهيل عملية بدء مرحلة الانتقال للسلطة ووقف سفك الدماء والتدمير».
وأكد البيان «الدعم الكامل لمهمة الإبراهيمي في التوصل إلى صيغة تضمن التوصل إلى توافق بين أعضاء مجلس الأمن لاستصدار قرار يفضي إلى انتقال السلطة وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية».
ورحب البيان الختامي «بما تم إنجازه في اجتماعات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، ودعا «جميع الدول والمنظمات العربية والدولية إلى تكثيف جهودها لإعداد خطة شاملة لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة وإدخالها للمناطق المنكوبة في سوريا وللنازحين داخل الأراضي السورية واللاجئين السوريين في دول الجوار». وتحفظ العراق والجزائر على البيان.
وكان حمد والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي توقعا، في افتتاح الاجتماع، حصول تقارب في المواقف بين واشنطن وموسكو إزاء الأزمة السورية. وقال العربي «هناك محادثات تجري بين الولايات المتحدة وروسيا بمشاركة الممثل المشترك (الإبراهيمي)، وهذه المحادثات مستمرة في جنيف، ومعلوماتي أن الهدف منها هو البناء على ما جاء في البيان الختامي في اجتماع جنيف في بدء مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة لها صلاحيات كاملة». واعتبر أن «الهدف (من المباحثات) إعداد قرار يصدر عن مجلس الأمن»، مضيفاً «ما إن يصدر (القرار) ستكون رسالة واضحة للنظام بأن الحماية، سقطت».
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
اشتباكات في طرابلس اللبنانية مع عودة جثث مسلحين من سوريا
طرابلس- (رويترز): قال رجال دين محليون إن السلطات اللبنانية تسلمت الأحد أول ثلاث من بين جثث 14 مسلحا لبنانيا وفلسطينيا قتلوا في سوريا وفي الوقت نفسه هز القتال الذي فجره مقتلهم مدينة طرابلس في شمال البلاد.
وقال مراسل لرويترز في المنطقة إن الاشتباكات بالأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية أودت بحياة ثلاثة أشخاص على الاقل اليوم الأحد وارتفع بذلك عدد القتلى إلى أكثر من 14 قتيلا في أسبوع فضلا عن سقوط أكثر من 150 مصابا. ومن بين المصابين جنديان كانا يشاركان في دورية بالمدينة واصابتهما قنبلة.
وتصاعد التوتر في شمال لبنان منذ أن قتلت قوات الأمن السورية قبل أسبوع في بلدة سورية حدودية 14 على الأقل من اللبنانيين والفلسطينيين السنة من المنطقة. وكان هؤلاء الرجال انضموا فيما يبدو إلى التمرد المسلح على الرئيس بشار الأسد.
ويشتبه منذ فترة طويلة في تسلل اسلاميين متشددين من شمال لبنان إلى سوريا غير أن مقتل المسلحين أدى إلى اشتداد التوتر في طرابلس.
ولم يؤد الصراع في سوريا إلى إثارة اقتتال طائفي بين سكانها بل وأحيا كذلك الاشتباكات الطائفية في مدينة طرابلس التي تتشابه تركيبتها السكانية مع سوريا. وتؤيد الأغلبية السنية في طرابلس الانتفاضة السورية وأغلب المشاركين فيها من السنة في حين أن معظم أفراد الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد تؤيد الرئيس السوري.
وبث التلفزيون السوري لقطات للقتلى اللبنانيين الذين غطت الدماء جثثهم فيما ظهرت آثار الأعيرة النارية على الجثث. وتظاهر أهالي القتلى الأسبوع الماضي للمطالبة باستعادة الجثث فيما تواصلت المصادمات في طرابلس.
وتم التوصل إلى اتفاق في نهاية المطاف بين المسؤولين السوريين واللبنانيين لنقل الجثث على دفعات وتم تسليم ثلاث جثث اليوم.
ونقلت بعض السيارات الجثث إلى منطقة الحدود الشمالية للبنان فيما تولت قوات الأمن والسلطات الدينية المحلية تسلمها.
فابيوس: المعلومات عن الأسلحة الكيميائية في سوريا يجب أن تؤخذ على محمل الجد
باريس- (ا ف ب): اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأحد أن المعلومات حول احتمال لجوء النظام السوري برئاسة الرئيس بشار الأسد إلى الاسلحة الكيميائيه يجب أن “تؤخذ على محمل الجد” وستكون “فظاعة تضاف إلى الفظائع”.
وقال فابيوس في برنامج لـ(آر تي ال-لوفيغاور-ال سي آي) انه “سرت معلومات في هذا المعنى. لم تتأكد بوضوح لكن يجب على أي حال أن تؤخذ على محمل الجد لانه من الصحيح ان سوريا تملك اسلحة كيميائية. يجري الحديث عن 31 موقعا والف طن، ويجري الحديث عن غاز السارين وعناصر اخرى خطيرة للغاية”.
واضاف فابيوس ان “فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا حذرت بشار قائلة له: ولا في أي حال!. نحن متيقظون جدا. وتسمحون لي بان لا ادخل في التفاصيل حول الاجراءات التقنية التي نتخذها لكن من الواضح ان استخدام هذه الاسلحة سيكون فظاعة تضاف الى الفظائع”.
ونفى الوزير الفرنسي رسميا تواجد قوات خاصة فرنسية في سوريا. وقال “لا توجد قوات خاصة فرنسية وهي ليست مستعدة للتدخل”.
اما بالنسبة الى احتمال شحن اسلحة دفاعية الى المعارضين المسلحين، فقال ان الحظر الاوروبي على الاسلحة لم يتم تجديده في بداية كانون الاول/ ديسمبر الا لمدة ثلاثة اشهر وان المسالة ستبحث مجددا الاثنين في بروكسل اثناء اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي.
الإبراهيمي: حل الأزمة السورية ما زال ممكناً
نيويورك- (يو بي اي): اعتبر المبعوث العربي والأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أن حل الأزمة السورية ما زال ممكناً، مشيراً إلى وجود اتفاق أمريكي ـ روسي على هذا الأمر وعلى ضرورة أن يقوم أي حل سياسي على بنود “إعلان جنيف”.
وأفادت الأمم المتحدة ان الإبراهيمي التقى في جنيف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونائب وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز.
وقال الإبراهيمي في بيان إن الاجتماع “كان بناء وعقد بروح التعاون”. وأشار إلى أن البحث تطرق إلى سبل المضي قدماً بعملية سياسية وحشد المزيد من العمل الدولي بغية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية”.
وأضاف البيان ان “الأطراف الثلاثة جددت تقييمها لأن الوضع في سوريا سيء ويزداد سوءاً، وشددوا على عملية سياسية لإنهاء الأزمة في سوريا ضرورية وما زالت ممكنة”.
واتفق المجتمعون على انه لا بد أن يقوم أي حل سياسي على بنود البيان الذي أصدرته مجموعة العمل التي التقت في جنيف في 30 حزيران/ يونيو الماضي، وعلى الاجتماع من جديد في المستقبل القريب.
وصدر (إعلان جنيف) خلال اجتماع مجموعة العمل، التي ضمت أمين عام الأمم المتحدة وأمين عام جامعة الدول العربية والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا) ووزير الخارية التركي والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية العراق والكويت وقطر، في جنيف وينص على إنشاء هيئة حكومية انتقالية تمثل فيها المعارضة والسلطات السورية.
وكان الإبراهيمي التقى في العاصمة الإيرلندية دبلن الأسبوع الماضي كلاً من وزيري الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والروسي سيرغي لافروف واتفقوا على الحاجة الماسة لبدء عملية سياسية تساعد في حل النزاع بسوريا.
اللجنة الوزارية العربية تطالب الأسد بالتنحي.. ومحادثات «بناءة» في جنيف
مقاتلون اسلاميون يسيطرون على قاعدة عسكرية بين حلب وادلب
امريكا تسلح المعارضة سرا.. وقوات اسرائيلية داخل سورية بحثاً عن «كيميائي»
دمشق ـ بيروت ـ الدوحة ـ لندن ـ جنيف ـ وكالات: استولت مجموعات مسلحة اسلامية الاحد على جزء كبير من قاعدة عسكرية في شمال غرب سورية، في خطوة من شأنها ان ترسخ سيطرة المقاتلين المعارضين على هذه المنطقة من البلاد.
جاء ذلك فيما ذكرت صحيفة «صندي تايمز» الأحد أن الولايات المتحدة أطلقت عملية سرية لإرسال الأسلحة لمن وصفتهم بالمتمردين السوريين للمرة الأولى، في طار تكثيف جهودها الرامية للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة سترسل مدافع هاون وراجمات صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات عن طريق دول حليفة في منطقة الشرق الأوسط تقوم بتزويد المتمردين بالأسلحة، وفقاً لمصادر دبلوماسية مطّلعة.
من جهة اخرى ذكرت الصحيفة أن قوات خاصة إسرائيلية تعمل داخل سورية بحثاً عن أسلحة كيميائية، وقد تنسّق مع الولايات المتحدة لغزو بري إذا ما تم إثبات استخدام نظامها للأسلحة الكيميائية.
وقالت الصحيفة «إن مهمة جيش الدفاع الإسرائيلي عبر الحدود هي جزء من عمليات سرية جديدة لتحديد مواقع الأسلحة غير التقليدية في سورية وتخريبها بهدف منع استخدامها». في الوقت نفسه، تواصلت الاشتباكات في دمشق ومحيطها حيث تجري منذ اسابيع عمليات عسكرية يسعى من خلالها المقاتلون المعارضون الى التقدم نحو دمشق، بينما يركز النظام قواته في العاصمة لحمايتها والسيطرة على شريط آمن من حولها.
وذكر صحافي في وكالة فرانس برس ان مقاتلين ينتمون الى مجموعات اسلامية سيطروا الاحد على جزء كبير من قاعدة الشيخ سليمان العسكرية في شمال غرب سورية التي يحاصرونها منذ اسابيع.
ورأى الصحافي العلم الاسود للكتائب الاسلامية يرفرف فوق احد الابنية التي تم الاستيلاء عليها، في وقت كانت الاشتباكات مستمرة بالاسلحة الرشاشة الخفيفة للاستيلاء على ما تبقى من القاعدة الواقعة على تلة صخرية على بعد حوالى 12 كيلومترا شمال غرب مدينة حلب.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد في وقت سابق عن سيطرة مقاتلين ينتمون الى كتائب عدة ذات توجه اسلامي على «ثلاث سرايا ومركز القيادة في الفوج 111 في منطقة الشيخ سليمان بريف حلب الغربي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ مساء السبت وحتى الفجر» قتل فيها مقاتلان معارضان وجندي نظامي.
دبلوماسيا، دعت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري مساء الاحد في ختام اجتماعها في الدوحة الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي لتسهيل بدء مرحلة الانتقال للسلطة، كما اكدت دعمها لمهمة المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي. وفي المؤتمر الصحافي الذي اعقب الاجتماع قال رئيس الحكومة القطرية ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني انه «من الواضح اننا في المراحل النهائية لسقوط النظام» السوري.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس لم يستبعد الشيخ حمد استخدام النظام السوري للاسلحة الكيميائية في المعارك الدائرة حاليا. وقال «لا استبعد استخدامهم اي اسلحة لانه متى نزعت الرحمة والعدالة من قلب اي انسان يستطيع ان يفعل ما يريد».
وحول محادثات جنيف قالت الامم المتحدة في بيان صدر مساء الاحد ان محادثات «بناءة» حول سورية جرت الاحد في جنيف بين الابراهيمي، وممثلين عن روسيا والولايات المتحدة.
وتمثلت روسيا بنائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف والولايات المتحدة بمساعد وزيرة الخارجية وليام بيرنز.
واخيرا، اضاف البيان ان الاطراف الثلاثة «اكدوا مجددا» ان «الوضع في سورية سيىء ويستمر في التفاقم».
ورأى الاطراف «ان عملية سياسية لوضع حد للازمة في سورية امر ضروري ولا يزال ممكنا».
في باريس، اعتبر سفير الائتلاف الوطني السوري المعارض منذر ماخوس في حديث مع صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» نشر الاحد ان لا مبالاة المجتمع الدولي حيال النزاع السوري «شجعت صعود» الجهاديين.
من جهة ثانية، غادر سفير رومانيا في سورية دمشق متوجها الى بيروت بسبب «التدهور الكبير في الوضع الامني» في العاصمة السورية، كما اعلنت وزارة الخارجية الرومانية الاحد.
في الجزائر، اعلن السفير السوري نمير الغانم الاحد ان المعلومات التي نشرتها بعض وسائل الاعلام العربية وشبكات اجتماعية عن انشقاقه وتوجهه الى فرنسا «خاطئة تماما».
وقال في اتصال مع فرانس برس «ما زلت اؤيد حكومتي، ما زلت اؤيد رئيسي بشار الاسد وانا موافق تماما على سياسته».
في تداعيات الازمة السورية في لبنان المجاور، قتل ستة اشخاص وجرح حوالى اربعين اخرين منذ مساء السبت في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، في اشتباكات بين سنة وعلويين على خلفية مقتل اكثر من عشرين لبنانيا اسلاميا الاسبوع الماضي على ايدي القوات النظامية في سورية، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.
وبدأ التوتر في المدينة بعد ورود خبر مقتل 22 مقاتلا سنيا (21 لبنانيا وفلسطيني، بحسب مصادر محلية) في 30 تشرين الثاني/نوفمبر في منطقة تلكلخ في محافظة حمص في وسط سوريا في كمين للقوات النظامية. وكان هؤلاء في طريقهم للقتال الى جانب المعارضة المسلحة ضد النظام.
ووافقت السلطات السورية على طلب من وزارة الخارجية اللبنانية بتسليم جثث المقاتلين، وقامت الاحد بتسليم ثلاث منها.
الأدوية.. أحدث البضائع في السوق السوداء بسورية
بيروت ـ من أوليفر هولمز ـ (رويترز) – إلى جانب البنادق وأقراص الفيديو المدمجة المقرصنة والعملات الأجنبية ظهر نوع جديد من البضائع في السوق السوداء المنتعشة بسوريا التي تمزقها الحرب.. الا وهو الامدادات الطبية المسروقة.
كانت منظومة الرعاية الصحية الحكومية الضخمة التي تفتقر للتمويل تعاني بالفعل عندما بدأت الاحتجاجات للمطالبة بالحقوق الديمقراطية في مارس آذار 2011. ودفع الرئيس السوري بشار الأسد وهو طبيب عيون بقوات لسحق الثورة المستمرة منذ 20 شهرا والتي خلفت 40 ألف قتيل.
وتقول الحكومة إن أكثر من نصف المستشفيات السورية أصابه الدمار حاليا ونحو 25 بالمئة منها لا يعمل.
ويقول أطباء أن المقاتلين والميليشيات الموالية للأسد نهبت الامدادات الطبية من المستشفيات لاستخدامها في ساحات المعارك بينما سرق مجرمون معدات لبيعها.
وذكرت ممرضة تبلغ من العمر 30 عاما من حي السيدة زينب في دمشق “في أحيان كثيرة اضطر أنا وأطباء آخرون إلى أن نساهم بأموالنا لشراء معدات للمستشفى لأنها سرقت.” وطلبت مثل غيرها من العاملين في المجال الصحي الذين قابلتهم رويترز لاعداد هذه القصة عدم نشر اسمها لدواع أمنية.
وتقول الممرضة إن حي السيدة زينب يخضع ظاهريا لسيطرة الحكومة لكن قوات الأمن أنهكت بسبب المعارك مع قوات المعارضة في مواقع أخرى وانتهزت الجماعات المسلحة هشاشة الوجود الأمني لتنهب المستشفيات عدة مرات.
وأضافت “لا يمكن أن نشتري الأدوية بأنفسنا للأبد.”
ولا تبيع الكثير من الصيدليات سوى عقاقير محدودة مثل مسكنات الألم الشائعة والاسعافات الأولية الأساسية. وتسبب الصراع في صعوبة السفر في أنحاء البلاد ما يعوق حصول الصيدليات على ما ينقصها من الأدوية.
يقول سكان إنهم يلجأون إلى السوق السوداء لتوفير احتياجات أكثر تحديدا.
وقال أطباء التقت بهم رويترز في حلب ودير الزور وضواحي دمشق وجميعها ساحات للقتال إن بعض المرضى اشتروا ما يحتاجونه مثل أسطوانات الأكسجين والتخدير.
وأضافوا أن المرضى اليائسين يمكن أن يشتروا أي شيء من القفازات الجراحية إلى أجهزة الأشعة السينية والغسيل الكلوي بأسعار مرتفعة من السوق السوداء.
والحصول على الرعاية الصحية في وسط دمشق وهي منطقة نجحت قوات الحكومة حتى الآن في حمايتها من زحف المعارضة المسلحة أفضل مقارنة بأحياء يهيمن عليها المقاتلون أو يتنازعون السيطرة عليها مع القوات الحكومية مثل حي السيدة زينب.
وذكر طبيب في مستشفى حكومي في ضاحية المزة بوسط دمشق أن هناك نقصا لكن يمكن التغلب عليه.
وقال لرويترز “هناك نقص في المضادات الحيوية وأدوية الحالات المزمنة.” مضيفا أن الأدوية التي تنتهي صلاحيتها يصعب أحيانا إعادة تخزينها.
وتابع “بالطبع أشعر بالقلق إزاء الموقف لأنه يصعب التنبؤ به. لا تعرف ما هو النقص الذي ستواجهه من شهر لآخر.” وذكر أن المستشفى يغطي بالكاد احتياجاته الشهرية.
واستطرد أن تدهور الموقف أو تحسنه يتوقف على قدرة شركات الأدوية السورية التي تنتج 90 في المئة من احتياجات السوق المحلية من الأدوية والعقاقير على الاستمرار في نشاطها.
لكن الأمر لا يبدو مبشرا.
يقول الطبيب إن 70 في المئة من انتاج الأدوية توقف في حلب بعد أن اجتاح المقاتلون المدينة في يوليو تموز ما أدى إلى اندلاع قتال عنيف.
وفي أغسطس قالت منظمة الصحة العالمية أن معظم شركات الأدوية السورية أغلقت أبوابها.
وذكر طبيب من حلب لرويترز أن نقص الامدادات شديد في بعض المستشفيات لدرجة أن الأطباء يضطرون أحيانا لاجراء عمليات جراحية دون توافر المعدات الضرورية.
وأضاف “بعض المعدات باهظة الثمن بحيث لا يمكن أن نشتريها مرة أخرى. لا يمكن أن نعثر على بديل بسعر معقول لجهاز الأشعة السينية.”
في دمشق.. شائعات ومبالغات.. ليست محاصرة لكن الذئب وصل الباب ولن يغادر
تركيا لم تحدد طبيعة دورها في المرحلة القادمة.. الاسد كالقط في الزاوية سيرحل في الصيف اسير امه اما ماهر فمقعد يدير المعركة
لندن ـ ‘القدس العربي’: يتركز الحديث في الموضوع السوري الآن على المرحلة القادمة بعد سقوط نظام بشار الاسد، يضاف الى الحديث عن اسلحة الاسد الكيماوية، وخيارات المعارضة والعامل التركي المرتبط بالدور الكردي واثر الحرب الاهلية في سورية على الجارة لبنان في ظل تزايد المواجهات بين السنة والعلويين في طرابلس واخيرا المخاوف من التيار الجهادي ومحاولة الولايات المتحدة عزله لتقوية ائتلافها الذي ساعدت على تشكيله في العاصمة القطرية الدوحة. ولعل اهم تطور في هذا السياق خطوة الخارجية الامريكية تصنيف جبهة النصرة لاهل الشام وهي الجماعة التي يعتقد ان لها ارتباطات بتنظيم القاعدة كمنظمة ارهابية.
دور رئيسي
وتنظيم الجبهة هو واحد من الجماعات الجهادية التي تلعب دورا رئيسيا ومهما في المعركة ضد بشار الاسد، فهذه الجماعات التي ترتبط بالقاعدة عقائديا او تتلقى اوامر منها اصبحت العنصر الابرز في معركتي حلب ودمشق، والكثير من الانجازات التي تحققت جاءت بسبب جهود مقاتليها ممن لهم الخبرة في حروب العراق وافغانستان وغيرها. وتتلقى التنظيمات الجهادية هذه اموالا من الخارج، ومع ان عدد مقاتليها قليل مقارنة مع الفصائل الاخرى الا ان جرأة مقاتليها وشدتهم تجعلهم في المقدمة، فكلما حققوا انجازات كلما جمعوا اسلحة من جيش النظام وكلما زاد عدد المنضمين اليهم.
وتشير صحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان الجبهة تلقت دعما من قاعدة العراق، وذلك بحسب مسؤولين عراقيين ومحاربين في القاعدة. وقال احدهم والذي لعب دورا في تعزيز جهود النصرة في سورية ان هذه محاولة لرد الجميل ‘لاخواننا السوريين الذين قاتلوا الى جانبنا في العراق’. وتقول الصحيفة ان تنظيم القاعدة في العراق اسهم بشكل كبير في تأسيس جبهة النصرة حيث زودها بالمقاتلين والخبرات والمال، حسبما نقلت عن فيصل العيساوي المسؤول الامني العراقي الذي يراقب نشاطات الجماعات الجهادية.
ويحذر المراقبون من آثار الخطوة الامريكية السلبية على الحرب في سورية، مما سيؤثر على مصالح واشنطن في سورية، خاصة ان جماعات المقاتلين التابعة للجيش الحر وان خالفت اساليب الجبهة واخواتها الا انها معجبة بشجاعة مقاتليها وانضباطهم. ويعبر الجيش الحر الذي ظل يدعو الغرب لدعمه عن مخاوفه من الخطوة الامريكية لانها سaتجعل من حليف لهم ومهم في الحرب جماعة ارهابية.
ونقلت الصحيفة عن احد قادة المعارضة قوله ان جبهة النصرة تدافع عن المدنيين فيما لم تفعل الولايات المتحدة اي شيء من اجلهم. واضاف ان الولايات المتحدة تقف متفرجة، تراقب الدم والجريمة ثم تقرر بعد ذلك تقول ان جبهة النصرة ارهابية. واضاف القيادي ان امريكا تبحث عن عذر للتدخل في سورية بعد الثورة.
وتتعلل الولايات المتحدة بعدم تسليح المعارضة خشية وقوع الاسلحة في يد الجماعات المعادية للغرب كما حصل في افغانستان واخيرا في ليبيا حيث ذهبت الاسلحة التي ارسلتها قطر وبموافقة امريكية لجماعات معادية للغرب.
ويرى نقاد الادارة ان هذا عذر لا يمكن الدفاع عنه لان تلكؤ امريكا وحلفاءها عن دعم المعارضة كان سببا في تزايد قوة الجهاديين الذين يحصلون على المال والسلاح من الخارج.
جهادي ويحب جوني وولكر
ونظرا لتطور العامل الاسلامي وتأثيره وضعف التمويل والتسليح للجماعات التي تقاتل تحت راية الجيش الحر، فقد قام عدد من المقاتلين وبطريقة براغماتية باعتناق بعض الافكار الاسلامية وتبنوا شعاراتها وزيها من اجل الحصول على المال والدعم الذي يأتي لها من دول الخليج.
ونقلت الصحيفة عن احد المقاتلين قوله ان صديقا له اطلق لحيته على الرغم من حبه للشراب خاصة ماركة ‘جوني وولكر’. وتظل جبهة النصرة واخواتها من الجماعات المتطرفة والتي تعتنق فكرة الجهاد العالمي لكن هناك تنوعات جهادية اخرى معتدلة وسلفية الطابع او اخوانية. والجبهة هي التنظيم السوري الوحيد الذي يحظى بدعم رسمي من القاعدة وذلك على مواقع الانترنت.
ومعظم مقاتلي الجبهة من السوريين ومن العراق، حيث يقول مقاتلون سابقون ان عددا من القيادات تقاتل الى جنب السوريين، حيث يدخلون سورية عبر كردستان وتركيا. وعلى الرغم من مخاوف السكان من ايديولوجية الجهاديين الطامحين لبناء دول اسلامية الا ان محللين يقولون ان الجبهة تعلمت من دروس القاعدة في العراق واخطائها التي لعبت على الوتر الطائفي وارتكبت فظائع وقطعت رؤوسا. وحتى الآن تجنبت النصرة استهداف طوائف وعرقيات اخرى باستثناء مواجهات مع الاكراد في الشمال حيث يعتقد ان بعض الفصائل الكردية هذه تدعم النظام.
اللحظة اقتربت
وميدانيا يشعر المقاتلون الذين يحاصرون دمشق انهم الآن امام منعطف مهم والسيطرة على العاصمة. فالمؤسسة الامنية والقصر الجمهوري عماد الحكم في سورية اصبحا في مرمى بصرهم، ولكن السيطرة على العاصمة امر وما سيفعلونه امر اخر. وتنقل صحيفة ‘اوبزيرفر’ عن مقاتل من داريا مع المقاتلين قرب العاصمة قوله ان النظام فقد المبادرة حيث قال ‘هذه المرة بخلاف تموز الماضي فالنظام لم يعد يقاتل كما كان في السابق’، مضيفا ان الجيش السوري يكتفي بالقصف من الجبال والطائرات ويبدو حذرا مما يعني ‘اننا من يملي شروط الحرب’. واصبحت الضواحي الجنوبية في يد المقاتلين، حيث اصبح المطار هدفهم الثمين الذي يريدون السيطرة عليه وبالتالي عزل النظام وقطع رأسه. ونقل عن قيادي قوله ان المطار هو موقع استراتيجي وتجب السيطرة عليه ومن اجل ذلك ‘علينا البحث عن افكار كبيرة’. وما يعرفه المقاتلون ان تحولا في ميزان القوة قد انحرف لصالحهم وبدلا من البحث في اثار ضربات النظام عليهم فهم يبحثون في كيفية التعامل مع فوضى ما بعد المعركة الحاسمة.
تركيا تجهز نفسها
ويشير التقرير ان التحضيرات بدأت في تركيا حيث المعارضة، ويقول محللون اتراك نقلت عنهم ان الاسد سيذهب بحلول الصيف، وانهم لا يتصورون بقاءه في السلطة في هذا الوقت من العام المقبل. ويتحدث التقرير عن الموقف التركي حيث ان كل الادلة تشير الى ان تركيا تبحث عن دور في سورية ما بعد الاسد، وهذا واضح من التشوش في التصرفات فعلى الرغم من نشر من منظومة باتريوت على الحدود مع سورية ووصول 400 جندي الماني معها للاشراف عليها، وخطابات النخبة السياسية البلاغية ضد النظام في دمشق الا ان المناطق الحدودية بين البلدين ستكون من القضايا المهمة بعد انهيار النظام، وكل هذا مرتبط بالدور الذي سيلعبه الاكراد، اضافة الى مصير الترسانة الكيماوية السورية، حيث يقدر الاتراك ان النظام يملك 700 صاروخ منها صواريخ بعيدة المدى مثل ‘سكود’ التي تخشى ان تستخدم ضد مدنها. وقال احمد داوود اوغلو ان تركيا تعرف مواقع الصواريخ والاسلحة الكيماوية وتقوم بمراقبتها، واضاف ان الاتراك لديهم معرفة دقيقة بالبرنامج الكيماوي السوري. ويقول المسؤولون في انقرة انهم يحصدون الان ثمرة علاقتهم الخاصة مع المسؤولين السوريين عندما كان الاتراك يحاولون جذب سورية لفلكهم والتعاون الذي تم بين البلدين على اعلى المستويات.
الاسد ابن ابيه وامه
ويقول مسؤولون الآن ان محاولات طيب ر
جب اردوغان ان يكون الاستاذ لبشار كان خطأ لانها لم تؤد الا لاضفاء شرعية على التلميذ، فهو في النهاية لم يكن الا ابن والده حافظ الاسد، وكل ما كان يريده هو الظهور بمظهر المرن دون ان يظهر استعدادا للاصلاح، حسب مسؤول تركي بارز.
وفي الوضع الحالي، فالاعتقاد السائد الان داخل القيادة التركية وبعد خمسة اعوام من التعاون الثنائي مع الاسد ان الاخير بات معزولا ومتشوشا ولا يعرف طريقا للخروج من الازمة وقيادة نظامه. وقال مسؤول تعامل مع الاسد حتى العام الماضي ان والدة الاسد تمارس تأثيرا كبيرا عليه ولو كانت خارج الصورة لحلت مشاكله. ويقول معارضون انشقوا عن الاسد ومسؤولون اتراك ان انيسة مخلوف ظلت شخصية قوية ولكن غير ظاهرة، فهي شخصية لا تحبذ التنازل امام المعارضة وتؤمن بلغة القوة. ويقول مسؤول تركي ان ‘انيسة هي اذن ابنها، فهو يستمع اليها اكثر من اي شخص اخر’. وتقول مصادر في انقرة وبيروت وموسكو ان ماهر شقيق بشار قائد الفرقة الرابعة لا يزال يلعب دورا مهما في ادارة المعركة الذي فقد رجله في تفجير قيادة الامن القومي والتي قتل فيها اركان النظام منهم اصف شوكت صهر الرئيس. ويقول المسؤول التركي ان ماهر ‘مقعد لكنه لا يزال نشيطا’.
اعطينا والده مخرجا مشرفا
وفي الوقت الذي تقترب فيه المعركة الاخيرة، تبني تركيا على دروس مواجهاتها مع جارتها الجنوبية في الماضي، حيث يقول المسؤول التركي ‘اعطينا والده خروجا مشرفا’ وذلك في اشارة للتهديدات حول اقامة عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني، ولكن الابن بشار الان ‘مثل القطة المحشورة في الزاوية، ولا يعرف كيف سيتصرف، كل شيء ممكن ويجب ان نتصرف بحكمة ولا نتصرف بناء على الدوافع لان هناك الكثير من الامور على المحك’.
شوارع مقفرة ومبالغات
وما دام القط في الزاوية فالذئب على الباب حيث تنتشر في دمشق حرب الشائعات والخوف، ومظاهر الطوارىء. وفي تقرير خاصة لصحيفة ‘اندبندنت’ كتب باتريك كوكبيرن قائلا ان العاصمة فيها حس من العزلة، وسكانها يعيشون الخوف من القادم، نقص في المواد الغذائية والكهرباء والماء. ويقول ان الوضع فيها تغير منذ ان زارها في الصيف، ففي ذلك الوقت كان اهلها لديهم الوقت للتنزه على جبل قاسيون خاصة ان الحرب كانت بعيدة عنهم، وتدور في حمص وحماة، اما الآن فالمطاعم مغلقة ولا يجد شرطي المرور قرب محطة الحجاز التاريخية من السيارات ما يوجه حركته. ولان هناك حربا دعائية تدور بين الجانبين فهناك مبالغة في التقارير عما يحدث والحقيقة غائبة، احيانا تتحدث التقارير عن انفجار هائل وعندما يزور الصحافي الموقع لا يرى الا اضرارا بسيطة تسببتها قنبلة زرعت تحت سيارة بي ام دبليو من اجل قتل مسؤول امني فقتلت سائقه بدلا عنه. ويعترف كوكبيرن ان الرحلة من بيروت الى دمشق كانت تستغرق بضع ساعات اما الآن فتستغرق مدة اطول بسبب نقاط التفتيش، وينقل عن شخص مسيحي يعرفه ، يقول ان المعارضة تزعم انها تنتصر والحكومة كذلك وهو لا يصدق ايا منهم ولهذا فهو الوحيد الباقي من عائلته ممن لم يغادر. ويزعم ان 15 بالمئة مع المعارضة و15 مع الحكومة والـ 70 بالمئة من السوريين خائفون ولهذا لا يخرجون من بيوتهم الا ان كانوا مضطرين، ففي النهار تبدو المدينة مزدحمة باللاجئين ما بين السادسة والسابعة تبدو مقفرة من المارة.
ويقول كوكبيرن ان دمشق ليست محاصرة بالكامل كما يقول المقاتلون ولكن الحكومة اغلقت كل الشوارع امام الداخلين والخارجين وبحسب دبلوماسي غربي فالحكومة تحاول التحكم بدمشق وحلب والطريق الواصل بينهما. ويعترف ان الضغط يتزايد على الحكومة ولكن هنا احيانا رغبة بالحديث عن النقطة الحرجة بين الحكومة والمعارضة ‘ولكني اعتقد اننا لم نصل لتلك المرحلة بعد’، ويضيف قائلا ان ‘الشعور الذي يسود في دمشق ان الذئب واقف على الباب ولن يتركه’. وفي الوقت الحالي فالشائعات هي التي تسيطر على الحياة، اضافة الى ذلك ان الصراع اليومي ومتطلبات الحياة هي ما تشغل الناس، وكل الحديث عن الاسلحة الكيماوية وامكانية استخدام النظام لها تظل نظرية، فالسلاح التقليدي في يد النظام والمعارضة كاف لزرع الخوف واطالة امد المذابح.
لافروف يؤكد ان بلاده غير متمسكة بالأسد ويتهم واشنطن بعرقلة اجتماع للرباعية
موسكو ـ رويترز: قالت روسيا الأحد إنها لا تجري محادثات بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد نافية بذلك تكهنات بأنها تعد لخروج محتمل لحليفها من السلطة.
وطالبت الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي برحيل الأسد في إطار مساع لإنهاء العنف في سورية لكن روسيا والصين منعت أي خطوة ضد الرئيس السوري في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات حول سورية مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي يوم الخميس لكن لافروف نفى تلميحات بأن هذا يعني أن موسكو غيرت موقفها.
ونقلت وكالة إيتار تاس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي قوله خلال اجتماع امس ‘لا نجري محادثات عن مصير الأسد’.
وأضاف ‘كل محاولات تصوير الموقف بشكل مختلف مضللة حتى على صعيد دبلوماسية تلك الدول التي يعرف عنها تشويه الحقائق لصالحها’.
وأضاف أن الأولوية هي لإنهاء القتال في سورية وليس بحث مصير رجل واحد.
ومضى يقول ‘موقفنا من سورية معروف’. وفي تكرار للموقف الذي أعلنه مسؤولون روس مرارا قال ‘موسكو لا تتمسك بالأسد أو بشخص آخر في المشهد السياسي السوري’.
وأكد مجددا معارضة روسيا لتكرار ما حدث في ليبيا حيث ‘أساء زملاؤنا في حلف شمال الأطلسي بشدة استغلال التفويض الذي منحه لهم قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة… وشن القتال على السلطة القائمة’. وتابع أن الدول التي تنتقد روسيا والصين لاستخدامهما حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مجلس الأمن بشأن سورية ‘غير أمينة’.
واسؤنفت المحادثات الأمريكية والروسية مع الإبراهيمي في جنيف امس لكن لافروف لم يذكر تفاصيل بخلاف تكرار أن روسيا ليس لديها شروط مسبقة للمحادثات. وقال لافروف ‘التقينا مع (وزيرة الخارجية الأمريكية) هيلاري كلينتون في دبلن منذ ثلاثة أيام حيث كان المبعوث الإبراهيمي الذي يعمل وسيطاً في الأزمة السورية.. وعرضوا علينا إقامة لقاء خاص للخبراء على مستوى نواب وزراء الخارجية لإجراء مناقشات مكثفة. ولقد قلنا نحن جاهزون في حال أضحى إعلان جنيف قاعدة لهذه المناقشات بدون إنذارات وشروط مسبقة كرحيل الرئيس الأسد’. وأوضح لافروف أن هذا ‘اللقاء يفتتح اليوم في جنيف’ ويستمر إلى الاثنين.
وكان الإبراهيمي أعلن في أعقاب لقائه مع لافروف وكلينتون الخميس أعلن انه اتفق مع الوزيرين على مواصلة العمل المشترك مع اجل إيجاد سبل للخروج من الأزمة السورية.
وقال لافروف يومها ‘اتفقنا مع الأمريكيين على أن خبراءنا سيجتمعون في الأيام المقبلة مع الإبراهيمي. وسنطرح ببساطة الأفكار المتضمنة في اتفاقيات جنيف على الطاولة’، مشيراً إلى أن الإبراهيمي يأمل في أن تدعم موسكو وواشنطن جهوده في تنظيم إجراء حوار مع النظام السوري والمعارضة للتوصل إلى ما يمكن تنفيذه عمليا استنادا إلى اتفاقيات جنيف.
السفير السوري في الجزائر ينفي انشقاقه وطلبه اللجوء السياسي في فرنسا
الجزائر ـ ‘القدس العربي’ ـ من كمال زايت: نفى أمس الأحد السفير السوري في الجزائر ما تناقلته وسائل إعلام فرنسية بخصوص انشقاقه وطلبه اللجوء السياسي في فرنسا، مؤكدا على أن الخبر كاذب وعار من الصحة، وأن ما يتردد حول هذا الموضوع هو مجرد إشاعات مغرضة.
وأضاف السفير نمير وهيب الغانم في اتصال مع ‘القدس العربي’ من مكتبه بالسفارة السورية بأعالي العاصمة الجزائر أنه لا يزال يمارس مهامه بشكل عادي كسفير للجمهورية السورية، وأنه سيظل في خدمة الشعب والوطن وسيظل مدافعا عن سوريا، وأن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الأجنبية هي إشاعات مغرضة، هدفها النيل من سورية ومن الشرفاء الذين يدافعون عنها أمام المخططات الأجنبية.
وأشار إلى أن ما قيل عن تهريب أفراد عائلته إلى فرنسا غير صحيح، موضحا أن زوجته وهي دبلوماسية تشغل منصب مديرة المركز الثقافي في باريس، وأنه هو شخصيا حاصل على الجنسية الفرنسية، ولا حاجة له بطلب اللجوء السياسي في فرنسا. وكان ناشطون سوريون قد أكدوا أمس على أن السفير السوري بالجزائر قد طلب اللجوء السياسي في فرنسا، وأنه قام بتهريب كل أفراد عائلته، سواء الموجودين بالجزائر أو بسورية إلى باريس، وأن مكان وجود السفير يبقى مجهولا.
«رحلة الفجر» لإعادة الجثامين الثلاثة
رضوان مرتضى
عندما انطلق موكب دار الفتوى، لم يكن الفجر قد بزغ بعد. سبع سيارات، تقلُّ مشايخ ومسعفين ومرافقين، اتّجهت من بيروت شمالاً نحو الوجهة المحددة، مركز الأمن العام عند معبر العريضة. هناك ستسلّم جثث ثلاثة لبنانيين قُتلوا في كمين تلكلخ يوم 30 تشرين الثاني الماضي. وبالتزامن مع انطلاق موكب الإفتاء، سار موكب موازٍ من المديرية العامة للأمن العام. أكثر من 14 سيارة سارت جنباً إلى جنب متجهة شمالاً.
الفجر المزدحم لم يكن أكثر ضجيجاً من سابقه. كثافة الاتصالات في دار الفتوى كانت أشبه بدويّ خلية نحل. الكل يُهيّئ للحظة تسلّم الجثامين. غرفة العمليات هذه كانت سرية في البداية، فلم يكن أحد قد علم بعد بالخبر اليقين حتى حين تسريبه لوسائل الإعلام، علماً بأنّ مدير العلاقات العامة في دار الفتوى الشيخ شادي المصري لعب دور المنسّق الأوحد بين دار الإفتاء والمديرية العامة للأمن العام.
المحطة الأولى كانت في ساحة النور في طرابلس. جنود الجيش كانوا بعتادهم القتالي الكامل ودروعهم بآليات معززة. عشر دقائق كانت كفيلة بتوضيح الصورة. هناك حرب حقيقية قائمة. أصوات القذائف ومدافع الهاون والرصاص كانت تخرق هدوء الصباح بين دقيقة وأخرى.
كان الموكب ينتظر وصول أمين الفتوى في طرابلس الشيخ محمد إمام الذي لم يتأخر. انتقل بعدها الوفد إلى السرايا. هناك تقابل المشايخ مع ضباط قوى الأمن الداخلي والأمن العام، تصافحوا ثم انطلقوا. استغرقت الطريق ساعتين ونيّف، وصل خلالها الموكب باتجاه وجهته عند معبر العريضة. دخل الموكب مقر الأمن العام برفقة ضابط برتية نقيب، كان أحد الذين أحضرهم اللواء عباس إبراهيم معه من الجيش. بدأ نقاش حول هوية الجثث التي سيتم تسلّمها. لم تكن المسألة واضحة وكذلك الأسماء، ولا سيما في ظل عدم وجود صور رسمية للمفقودين والقتلى، فضلاً عن غياب آلية التحديد. هنا تولى المشايخ إبلاغ أهالي ثلاث عائلات بأن جثث أبنائهم ستصل خلال ساعات. وقد اختار هؤلاء العوائل الثلاث، استناداً إلى الأسماء التي سُرّبت في الإعلام الليلة السابقة وهي: عبد الحميد الآغا، خضر علم الدين ومالك زياد الحاج ديب.
أُرجئ موعد التسليم ساعة عن الموعد المحدد. دخلت سيارة إسعاف واحدة ترافقها سيارتان عسكريتان، وتبعتها سيارتا إسعاف إضافية. لم تمكث السيارات الثلاث أكثر من عشر دقائق في الداخل السوري، نُقلت خلالها الجثامين الثلاثة إليها ثم عادت أدراجها. كان كلّ شيء مرتّباً سابقاً، علماً بأن المدير العام للأمن العام كان يتابع العملية لحظة بلحظة.
دخلت الجثث، فألقى المشايخ نظرة عليها. قرأوا سورة الفاتحة، ثم صرّح أمين الفتوى في لبنان الشيخ أمين الكردي بكلام مقتضب شكر فيه الجهات التي أنجحت العملية، متمنياً عودة الباقين بأسرع وقت، علماً بأنه كان يفترض أن يكون مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار هو الحاضر، لكن وجوده خارج البلاد لضرورات أمنية حال دون ذلك. وقد صعد بعدها شيخ مع كل سيارة إسعاف وتوجّهوا إلى منازل ذوي الضحايا. عملية تسليم الجثامين تمّت أيضاً بالتنسيق بين ضباط الأمن العام ودار الفتوى. فسُلّمت جثة عبد الحميد الآغا في محلة القبة. وفي المنية، تم تسليم جثة خضر مصطفى علم الدين، فيما جرى تسليم جثة مالك زياد الحاج ديب في المنكوبين. ولم تكد العائلة الأخيرة تتسلّم الجثمان، حتى أعلن والده أنّ الجثة لا تعود لابنه، باعتبار أن ابنه لا تنبت له لحية، فيما الجثة التي بحوزتهم تعود لرجل ملتحٍ. التباسٌ لم يستمر سوى ساعات قليلة، إذ اتّضح لاحقاً أن الجثة تعود للقتيل محمد المير الذي تعرفت عليه عائلته.
عقب انتهاء المرحلة الأولى من العملية التي لم تُحدد نهايتها بعد، سرت تساؤلات حول هوية «عرّاب» الصفقة. غصة بقيت في قلب مشايخ شماليين منافسين لدار الفتوى: لماذا مُنحت دار الفتوى هذا الشرف على طبقٍ من ذهب؟
أما حول مصير الباقين، فتؤكد مصادر الدار أن الاتصالات جارية، لافتة إلى أن العقبة لوجستية. وهنا تكشف المصادر أن الجثث المتبقية غير محددة الهوية. ليس هذا فحسب، فالجانب السوري حائر في جنسية أصحابها، إذ لا يوجد ما يُميّز بين كونهم سوريين أو لبنانيين. كذلك تشير المصادر إلى أنه جرى تأمين صور لمطابقتها، ثم إخضاعهم لفحوصات الحمض النووي الذي لم يتم بعد. تجدر الإشارة إلى أن الجانب السوري يتحدث عن 14 جثة لديه، علماً بأن المعلومات الأمنية تُرجح أن يكون عدد الجثث أكبر.
الأسد في أيامه الاخيرة: مؤشرات تدق المسمار الأخير في نعش النظام
محمد نعيم
أكدت دوائر سياسية اقتراب سقوط النظام السوري، مشيرة إلى 6 أسباب رأت أنها تمثل المسمار الأخير في نعشه، ومنها التقارب بين تركيا وروسيا، وتمركز دفاع النظام السوري في دمشق، وإخلاء سوريا من كوادر الأمم المتحدة، وتشكيل مجلسين سوريين هما الاهم في آليات الاطاحة بالأسد.
أكدت شواهد سياسية وأمنية أن أيام الرئيس السوري بشار الاسد في الحكم باتت معدودة، وفي حين لا يُعد هذا الكلام جديداً، إلا انه بدت خلال الاسابيع القليلة الماضية مؤشرات غير مسبوقة، تؤكد دنو اجل النظام السوري واقترابه من السقوط بحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت احرونوت العبرية، التي تشير معطياته الى ان تلك الشواهد.
شواهد السقوط الستة
الشواهد التي يدور الحديث عنها هى: تقدم المعارضة السورية المسلحة وتنظيم صفوفها بشكل جعلها تصيب اهدافاً حيوية وإستراتيجية قريبة جداً من مقر النظام الاسدي في دمشق، وتصاعد التصريحات الاقليمية والدولية حول الاسلحة الكيماوية التي يعتزم بشار الاسد استخدامها، الامر الذي يؤكد اقتراب مشهد النهاية لزعيم حزب البعث، بالإضافة الى تقديرات موثقة جاءت على لسان خبراء ومراقبين دوليين، تؤكد ان المعارضة المسلحة للنظام السوري، اضحت قادرة اكثر من اي وقت مضى على اسقاط الاسد، وان هذا السقوط بات قاب قوسين او ادنى من الخروج الى حيز التنفيذ.
ووفقاً للمحلل والخبير الاميركي “جوزيف هوليداي” الباحث في معهد ابحاث الحروب، فلم تعد للاسد القوة الكافية للسيطرة على جميع الاراضي السورية، فإعادة سيطرة النظام على مناطق معينة من سوريا اضحت مستحيلة، ولعل ذلك تؤكده العديد من الشواهد على ارض الواقع”.
وأوضح الخبير الاميركي في حديث لشبكة سي ان ان الاخبارية، ان اول شواهد اقتراب سقوط نظام الاسد هو السلاح الكيماوي، فالسلاح الذي يدور الحديث حوله، يمتلكه الاسد منذ فترة طويلة للغاية، إلا انه خلال الاسابيع القليلة الماضية تزايدت التقارير الصحافية التي تؤكد ان الاسد شرع في الاعداد لاستخدام هذا السلاح القاتل لقمع المعارضة المسلحة ضده، وعلى خلفية تلك المعلومات، بعث الرئيس الاميركي باراك اوباما رسالة تحذير مباشرة الى الرئيس السوري، تلتها رسائل من قائد حلف الناتو “اندروس فوغ رسموسن”.
وجاء في رسائل التحذير: “ان العالم سيتدخل اذا توجه السلاح غير التقليدي لمدنيين”، بينما ردت دمشق على ذلك بشكل واضح: “لم ولن نستخدم السلاح الكيماوي ضد السوريين”، إلا ان تقارير تقدير الموقف الامني والعسكري في مختلف دول العالم شككت في التزام الاسد، خاصة عندما تناقلت وسائل الاعلام تقارير تؤكد استخدام السلاح الكيماوي في مدينة السفيرة التابعة لحلب السورية، والتي تم العثور فيها على مستودعات للأسلحة الكيماوية.
توجيهات مباشرة من الأسد
وقالت محافل سياسية اميركية رسمية لوسائل اعلام مختلفة، ان الجيش السوري كلف عدد كبير من الكيميائيين السوريين بإعداد كميات كبيرة من الاسلحة الكيماوية، خاصة تلك التي تحتوي على غاز الاعصاب المميت “سارين”، وتجهيز الطائرات الحربية التي من المنتظر ان تحمل تلك الأسلحة، انتظاراً لتوجيهات وأوامر مباشرة من الرئيس السوري، إلا ان اي من هذه المحافل لم يحدد اية شواهد على صحة معلوماته، وربما يدخل ذلك بحسب تقدير صحيفة يديعوت احرونوت في اطار الحرب الدعائية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الاسد، لردعه عن استخدام الاسلحة الكيماوية ضد السوريين، او اهداف اخرى خارجية في اسرائيل على سبيل المثال او الاردن او تركيا، فضلاً عن احتمالات استباق الولايات المتحدة وحلفائها التدخل العسكري في سوريا، بوابل من التقارير التي تدينه وتبرر العمل المسلح ضده.
الى ذلك تشير تقديرات امنية، ان من بين ما يؤكد اقتراب نهاية الاسد انه بسبب “الوضع الامني”، اعلنت الامم المتحدة الاسبوع الماضي اخلاء معظم كوادرها غير الحيوية في سوريا، كما تم الغاء زيارة جميع وفود المنظمة الاممية الى سوريا، وتعليق كافة انشطة الامم المتحدة في هذا البلد، ووفقاً لتقديرات المراقبين، تعد هذه الخطوة تمهيداً لإخلاء كوادر الامم المتحدة تماماً من سوريا، واكد المراقبون ان هذه الخطوة تم التنسيق حولها مع مختلف دول العالم، واستبقتها دول بعينها عندما اخلت سفرائها من دمشق او استدعتهم للتشاور، وكانت رومانيا اخر الدول التي اخلت سفيرها الاحد الماضي من دمشق، ولا تزال تستضيف السفير السوري في بوخارست.
ثالث شواهد اقتراب سقوط نظام الاسد هو نجاح المعارضين السوريين المسلحين الاسبوع الماضي في خلق هيئة سياسية تمثلهم، واعتبروها حكومة بديلة لنظام بشار الاسد، وكانت الدول الخليجية اول الدول التي اعترفت بتلك الحكومة المعروفة بـ “المجلس الوطني السوري”، الذي يترأسه احمد الخطيب، كما كانت فرنسا اول الدول الغربية التي اعترفت بالمجلس كممثل عن الشعب السوري، واعتبر المراقبون ان هذا التطور تطوراً عسكرياً اكثر منه سياسياً.
وفي حين يعمل المعارضون المسلحون السوريون تحت لواء ما يُعرف بالجيش السوري الحر، إلا انهم في مضمونهم العام لا يعتبرون جيشاً نظامياً، وإنما يتألفون من مجموعات لكل منها هدف مختلف، وتقوم تلك المجموعات بالسيطرة على مناطق بعينها دونما تنسيق، وفي نهاية الاسبوع الماضي التقى 500 عنصر من تلك المجموعات، وانتخبوا مجلساً عسكرياً اعلى يضم ثلاثين عضواً، وانتخبوا سليم ادريس ليكون قائداً للمجلس العسكري، وادريس كان ضابطاً برتبة عميد في الجيش السوري قبل الانشقاق عنه، واعتبر المراقبون ان تشكيل المجلسين اللذان يدور الحديث عنهما، يعد خطوة ايجابية على سبيل اتحاد المعارضة السورية، وفرصة غير مسبوقة لمضاعفة دعمهما بالسلاح والعتاد للإطاحة بنظام الاسد.
تدخل عسكري اكثر نجاعة
اما رابع الاسباب التي تنذر باقتراب دنو نظام الاسد، فتشير معطيات عبرية الى انه تم استقرائها منذ ما يقرب من اسبوع، حينما نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً تحت عنوان “الولايات المتحدة تدرس التدخل العسكري الاكثر نجاعة في سوريا”.
وقال التقرير الذي اعتمد على مصادر رسمية في واشنطن، ان الادارة الاميركية لم تتخذ قراراً نهائياً بذلك، وإنما تدرس عدة بدائل من بينها تزويد المعارضين السوريين بالسلاح بشكل مباشر، غير ان الصحيفة العبرية قالت تعليقاً على التقرير: “ليس بالضرورة ان يكون هذا التوجه هو ما تدرسه الولايات المتحدة، وإنما قد يكون ذلك في اطار الحرب الدعائية، التي تشنها واشنطن وحكومات غربية اخرى ضد النظام السوري، وربما يكون ذلك استشعاراً من البيت الابيض بدنو اجل نظام بشار الاسد”.
الموقف التركي يعد السبب الخامس في اقتراب سقوط الاسد، فبعد ان فشلت مساعي انقرة الرامية الى التهدئة والإصلاح بداية اندلاع الثورة السورية، تحول الموقف التركي سريعاً ليناهض نظام الاسد، واصبح رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في صدارة المتحدثين ضد الرئيس السوري.
في المقابل وقفت روسيا وإيران الى جوار الاسد، لكنه يبدو ان ميزان العلاقات تغير تماماً، فخلال الاسبوع الماضي التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول رئيس الوزراء التركي اردوغان، وبحث الجانبان العلاقات الاقتصادية، ووافقت موسكو مزود تركيا الاول بالغاز على بناء محطة نووية، غير ان الزعيمين ناقشا كذلك الازمة السورية، كما حصلت انقرة على دعم من قبل الناتو يتمثل في وضع بطاريات صواريخ من طراز باتريوت على الاراضي التركية، للدفاع عنها من الصواريخ السورية، لكن الحديث بحسب الصحيفة العبرية يدور حول منظومة دفاع فقط، ويحمل ذلك رسالة للنظام السوري مفادها: أن تركيا ليست بمفردها من يقف ضد دمشق.
مقر إقامة رأس النظام
وإلى سادس أسباب اقتراب سقوط النظام السوري، إذ تشير المعطيات الى ان اجزاءاً واسعة من الاراضي السورية سقطت في قبضة المعارضة المسلحة، وان قواتها تتقدم باتجاه دمشق مقر اقامة راس النظام، وأعلنت المعارضة المسلحة قبل ايام انها تدير معارك ضارية على مشارف العاصمة السورية ضد قوات الاسد، وان الطرق المؤدية الى ميناء دمشق الجوي اصبحت منطقة عسكرية تدور فيها رحى الحرب، مما ادى الى عودة احدى طائرات الركاب المصرية الى القاهرة، حينما كانت في طريقها الى مطار دمشق الدولي.
واعلن رئيس اجهزة الاستخبارات الفيدرالية في المانيا “غرهارد شلدنر” ان نظام الاسد بات في مرحلة الاحتضار، وانه لم يعد يتبقى له في الحكم سوى اشهر قليلة وربما ايام، واضاف: “المعارضة السورية المسلحة منظمة جيداً، ولذلك فإن معاركها المسلحة ضد قوات الاسد مفيدة للغاية وتحقق اهدافها اكثر من اي وقت مضى، صحيح انهم لم يصلوا الى الانتصار التام، إلا انهم يسيطرون اليوم تلو الاخر على مناطق واسعة من الاراضي السورية، بينما يتمركز الاسد في الدفاع عن دمشق والقواعد العسكرية”.
ونقلت شبكة سي ان ان الاخبارية عن سوريين في العاصمة دمشق الاسبوع الماضي شعورهم بأن فصول نهاية النظام اقتربت من الحسم، وقالت لينا (30 عاماً) وهى مدرسة سابقة: “ان النظام السوري بات يشعر بالتهديد، ونحن خائفون من ان يخيم التوتر والسجال العسكري بين المعارضة والنظام على مدينة دمشق خلال الايام القليلة المقبلة، فالمروحيات العسكرية تحلق بكثافة في سماء العاصمة، بالاضافة الى شدة الازدحام المروري في الطرق المؤدية للقصر الجمهوري، كما ارتفعت اسعار الوقود لدرجة كبيرة جداً، خاصة بعد نجاح المعارضة المسلحة في السيطرة على عدد من آبار النفط”.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779032.html
المعارضة ترسخ سيطرتها… وجيش النظام: لا مفر من الهرب
وكالات
رسخت المعارضة السورية الأحد سيطرتها على ريف حلب وريف إدلب بعد الاستيلاء على قاعدة “الشيخ سليمان” التي فر منها حوالي 140 جنديًا نظاميًا. واليوم يستقبل الإتحاد الأوروبي رئيس الائتلاف السوري لبحث المساعدة الواجب تقديمها للثوار.
بيروت: استولت مجموعات مسلحة إسلامية الأحد على جزء كبير من قاعدة عسكرية في شمال غرب سوريا، في خطوة من شأنها أن ترسخ سيطرة المقاتلين المعارضين على هذه المنطقة من البلاد.
في الوقت نفسه، تواصلت الاشتباكات في دمشق ومحيطها حيث تجري منذ اسابيع عمليات عسكرية يسعى من خلالها المقاتلون المعارضون الى التقدم نحو دمشق، بينما يركز النظام قواته في العاصمة لحمايتها والسيطرة على شريط آمن من حولها.
وسيطر مقاتلون ينتمون الى مجموعات اسلامية الاحد على جزء كبير من قاعدة الشيخ سليمان العسكرية في شمال غرب سوريا التي يحاصرونها منذ اسابيع. وتعتبر القاعدة الممتدة على مسافة كيلومترين تقريبا آخر مقر مهم للقوات النظامية في منطقة على تماس مع محافظتي حلب وادلب تقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد في وقت سابق عن سيطرة مقاتلين ينتمون الى كتائب عدة ذات توجه اسلامي على “ثلاث سرايا ومركز القيادة في الفوج 111 في منطقة الشيخ سليمان بريف حلب الغربي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ مساء امس وحتى الفجر” قتل فيها مقاتلان معارضان وجندي نظامي.
جيش النظام يفر
وقال إن المسلحين المعارضين لم يجدوا جنودًا في المراكز التي استولوا عليها، بعد فرار حوالى 140 جنديًا من المراكز وتجمعهم في مركز البحوث العلمية الموجود داخل القاعدة.
الإتحاد الأوروبي يجتمع مع الخطيب
دبلوماسيًا، يستقبل وزراء الخارجية الاوروبيين الـ27 اليوم الاثنين في بروكسل رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب. واعترفت دول اوروبية عدة في مقدمها بريطانيا وفرنسا بالائتلاف المعارض كممثل شرعي للشعب السوري وترغب في تقديم مزيد من الدعم اليه في مواجهة نظام الرئيس بشار الاسد.
في المقابل، اكتفى الاتحاد الاوروبي بالاعتراف بالائتلاف ك”ممثل شرعي لتطلعات الشعب السوري”. وكان الخطيب زار باريس ولندن الشهر الفائت، لكن دبلوماسيا اوروبيا اعتبر ان هذا اللقاء مع وزراء الخارجية الاوروبيين “يتخذ بعدا رمزيا اكبر”.
وسيبحث الخطيب ووزراء الخارجية المساعدة الواجب تقديمها الى المعارضة السورية وخصوصا بعدما اعلنت بريطانيا الخميس انها ستمارس ضغوطا الاثنين على شركائها الاوروبيين لتعديل الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على الاسلحة في سوريا بهدف افساح المجال لتزويد المقاتلين المعارضين بالاسلحة.
العرب للأسد: تنحى
ودعت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري مساء الأحد في ختام اجتماعها في الدوحة الرئيس السوري بشار الأسد الى التنحي لتسهيل بدء مرحلة الانتقال للسلطة، كما اكدت دعمها لمهمة المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي.
وجاء في الفقرة الاولى من البيان الختامي لاجتماع اللجنة انها تطلق “النداء مجددا بمطالبة الرئيس بشار الاسد الاستجابة لقرار مجلس جامعة الدول العربية القاضي بتنحي الرئيس عن السلطة لتسهيل عملية بدء مرحلة الانتقال للسلطة ووقف سفك الدماء والتدمير”.
كما اكد البيان “الدعم الكامل لمهمة السيد الابراهيمي في التوصل الى صيغة تضمن التوصل الى توافق بين اعضاء مجلس الامن لاستصدار قرار يفضي الى انتقال السلطة وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية”.
محادثات جنيف
وحول محادثات جنيف قالت الامم المتحدة في بيان صدر مساء الاحد ان محادثات “بناءة” حول سوريا جرت الاحد في جنيف بين الابراهيمي، وممثلين عن روسيا والولايات المتحدة. وتمثلت روسيا بنائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف والولايات المتحدة بمساعد وزيرة الخارجية وليام بيرنز.
وهذا اللقاء ياتي اثر الاجتماع الثلاثي الذي عقد في السادس من كانون الاول/ديسمبر في دبلن بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والابراهيمي. وقال بيان الامم المتحدة ان “الاجتماع كان بناء وعقد في جو من التعاون”.
وسعى المشاركون فيه الى العمل على “دفع عملية السلام وحشد المزيد من العمل الدولي لصالح حل سياسي للازمة السورية”. واخيرا، اضاف البيان ان الاطراف الثلاثة “اكدوا مجددا” ان “الوضع في سوريا سيء ويستمر في التفاقم”. وراى الاطراف “ان عملية سياسية لوضع حد للازمة في سوريا امر ضروري ولا يزال ممكنا”.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779030.html
لونا الشبل تخلف جهاد مقدسي في مهمة الدفاع عن نظام الأسد
وكالات
ستتولى الإعلامية لونا الشبل مهمة الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، خلفا لجهاد مقدسي الذي انشق عن النظام في ظروف لا زالت غامضة.
ذكرت عدة مصادر نبأ تعيين الإعلامية لونا الشبل في منصب المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، وفقا لما ذكره موقع “سكاي نيوز” بالعربية” وبذلك تحل الشبل خلفا للمتحدث باسم الخارجية السورية المنشق جهاد مقدسي.
وتشغل الشبل منصب المسؤولة الإعلامية في الرئاسة السورية الحالية. وكانت الشبل قدمت استقالتها من الجزيرة مع بدايات الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد في سوريا قبل نحو عامين.
وعزت الشبل استقالتها الى اسباب لم يكن منها طريقة تعاطي الجزيرة مع تغطية الاحداث في سوريا. ولكن مطلعين اكدوا ان اعتراضها على هذه التغطية التي اعتبرتها منحازة ضد النظام السوري كانت السبب في الاستقالة.
ولا زالت الأنباء متضاربة حول البلد الذي توجه إليه مقدسي الذي لم يخرج بأي تصريحات بعد انشقاقه، وكانت صحيفة صحيفة القدس العربي نقلت أول أمس عن مصادر دبلوماسية قولها أن جهاد مقدسي «قد باع منزله الكائن بمشروع دمر في العاصمة دمشق بمبلغ يزيد عن 180 ألف دولار وأن السلطات السورية كانت تعلم بعملية البيع».
وحسب ما أفادت معلومات الصحيفة فإن «مقدسي كان يتحدث في جلساته مع الأصدقاء خارج العمل بأنه يفضل الانتقال إلى العمل الأكاديمي والتدريس في إحدى الجامعات الغربية لا سيما وأنه يحمل شهادة دكتوراه في الإعلام».
وترجح المصادر أن يكون جهاد مقدسي «ينوي التوجه إلى باريس كترانزيت لينتقل منها إلى الولايات المتحدة»، كما ترجح تلك المصادر «ألا تتفاعل المعارضة معه لكونها تعتبره واحداً من “رموز النظام” المقتنعين بفكره السياسي تجاه الأزمة السورية».
ونقلت الصحيفة عمن وصفتهم بالمراقبين ان «مقدسي ومنذ قدومه إلى وزارة الخارجية السورية، شغل منصبا شاغرا أو مغيّباً، حيث لم يكن موجوداً بالمعنى العملي في وزارة الخارجية السورية وبعد اندلاع الأزمة السورية اعتاد الجميع على مؤتمرات صحافية يعقدها وليد المعلم وزير الخارجية وقبله بثيه شعبان مستشارة الرئيس الأسد، ليأتي جهاد مقدسي الذي يعبّر عن جيل جديد شاب من الدبلوماسية السورية، ناطق رسمي اعتاد التحدث بمنطق مقنع وبمفردات هادئة لقيت آذانا صاغية إلى حدٍ ما».
ولا زال انشقاق مقدسي يمثل لغزاً بالغ الأهمية، بالنسبة للكثيرين، خاصة أن مقدسي صعد نجمه بشكل مفاجئ بعد الثورة بعدة شهور، ومن ثم انشق عن النظام بصورة مفاجئة بعد شهور قليلة على توليه منصبه. أما قبل ذلك فكان لسنوات طويلة مجرد موظف دبلوماسي في السفارة السورية بلندن.
مقدسي الذي تأكدت مغادرته سوريا عبر مطار بيروت الدولي، قالت جريدة “الغارديان” البريطانية قبل أيام إنه توجّه إلى الولايات المتحدة، وليس إلى لندن التي أقام فيها لعدة سنوات قبل الثورة، وعمل فيها ناطقاً باسم السفارة السورية وقنصلاً عاماً لفترة من الزمن.
فيما نقل موقع قناة العربية أن مقدسي هرب من دمشق إثر خلافات مع رموز النظام، بمن فيهم الرئيس ذاته ووزير خارجيته وليد المعلم. وأن هذه الخلافات ليست وليدة اللحظة وإنما يعود تاريخها إلى عدة شهور مضت عندما قال في يوليو/تموز الماضي إن “الأسلحة الكيماوية مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية”، وإنه “لن يتم استخدامها إلا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي”. وهذا الأمر شكل أول اعتراف رسمي في تاريخ سوريا بامتلاكها أسلحة كيماوية، وهي أسلحة محرمة دولياً وتسببت قبل عدة سنوات بغزو العراق.
وتشير المصادر إلى أن تصريحات مقدسي أغضبت الأسد ووليد المعلم وباقي رموز النظام، حيث ساد الاعتقاد بأن مقدسي هو الذي ورّطهم وقدم للعالم اعترافاً رسمياً وعلنياً وواضحاً بوجود هذه الأسلحة.
وقال المصدر الذي تحدث لـ”العربية.نت” إن فكرة هروب المقدسي لم تكن جديدة، وإنما كان يخطط لذلك منذ أكثر من شهر، إلا أنه كان في انتظار تأمين الترتيبات التي تضمن خروجه بشكل آمن من سوريا، وكذلك ضمان مغادرته بيروت، وليس اعتقاله هناك وإعادة تسليمه إلى دمشق.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/778993.html
الائتلاف السوري المعارض يرجئ تشكيل حكومة مؤقتة
وكالة الأناضول للأنباء
القاهرة: أرجأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الأحد مناقشة تشكيل الحكومة السورية المؤقتة والمجلس السياسي للائتلاف الوطني إلى ما بعد مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده بمدينة مراكش المغربية 12 كانون الأول (ديسمبر) الجاري.
وجاء ذلك في ختام اجتماع الائتلاف مساء الأحد بأحد فنادق القاهرة. ودعا قادة الائتلاف بشكل طارىء لعقد هذا الاجتماع لحسم قضية الحكومة المؤقتة قبل مؤتمر مراكش، وتشكيل المجلس السياسي للائتلاف غير أن تصويتا جري بين الأعضاء حسم خيار التأجيل لما بعد المؤتمر.
وتزعم خيار التأجيل كتلة المجلس الوطني السوري داخل الائتلاف، والتي رأت أن الحكومة المؤقتة تحتاج لمقرات آمنة بالداخل السوري ودعم مادي، وقبل ذلك اعتراف دولي كامل، وهو ما يمكن الحصول عليه في مؤتمر مراكش. وقرر أعضاء الائتلاف اختيار جورج صبرا نائبًا لرئيس الائتلاف، ليصبح النائب الثالث بعد رياض سيف وسهير الأتاسي.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779035.html
تقارير عن وجود وحدات إسرائيلية في سوريا للبحث عن الأسلحة الكيماوية
أخبار عن توجه أميركي لتزويد المعارضة بأسلحة
تل أبيب – لندن: «الشرق الأوسط»
رفضت مصادر أمنية إسرائيلية تأكيد أو نفي ما نشرته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، أمس، من أن «وحدات كوماندوز إسرائيلية» خاصة تعمل في قلب الأراضي السورية بحثا عن مستودعات الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، وإن كان النظام السوري يستخدمها فعلا في حربه ضد معارضيه، أو إن كان بعض هذه الأسلحة تسرب لقوى المعارضة، أم لا.
لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية نشرت هذا التقرير بإسهاب، وأضاف التلفزيون الإسرائيلي عليه: أن «إسرائيل تمتلك خريطة دقيقة لمخازن الأسلحة الكيماوية في سوريا، وتراقب عن كثب كل ما يجري فيها وفي محيطها، وتتابع إن كان النظام السوري يستخدمها أم لا، وتلاحظ أنه استخدمها فعلا». وقال إن هناك إشارات كثيرة تدل على أن نظام بشار الأسد يقترب بسرعة من نهايته، وهذا يزيد من القلق على مصير السلاح الكيماوي.
وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، أن مصدرا إسرائيليا قال للصحيفة البريطانية إنه «خلال سنوات كنا نعرف مواقع تخزين الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية، لكن المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها خلال الأسبوع الأخير تشير إلى أن النظام السوري نقل الأسلحة الكيماوية إلى مواقع جديدة». ونقلت الصحيفة أن وكالات الاستخبارات الغربية راقبت مشاريع التسلح السوري منذ مطلع الثمانينات، مشيرة إلى أن برنامج السلاح الكيماوي السوري تمت إدارته من قبل العالم الروسي أناتولي كونسوفياتش الذي مات خلال رحلة طيران من روسيا إلى دمشق عام 2003، في حين أن روسيا آخر يدعى يوري إيفانوف، وهو نائب رئيس جهاز الاستخبارات التابع للجيش الروسي «GRU»، مات في سوريا في ظروف غامضة عام 2010 ويبدو أن للموساد ضلعا في موت الاثنين.
وذكرت «صنداي تايمز» أن البرنامج السوري كان هدفا إسرائيليا منذ سنوات. ففي عام 2007 تعرض موقع عسكري في منطقة السفير الواقعة جنوب شرقي حلب لانفجار، في وقت كان فيه خبراء إيرانيون وروس يركبون رأسا حربيا لغاز الأعصاب على صاروخ «سكود». وقد أدى الانفجار إلى تسرب غازات سامة وإلى موت 15 شخصا سوريا وعشرة إيرانيين أيضا. لكن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها في وقت أثبت فيه تحقيق سوري أن الانفجار كان «حادث عمل»، بينما وصف مسؤول إسرائيلي الحادث بالرائع.
ورفض موشي يعلون، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس التعليق على تلك الأنباء إلا أنه اعتبر أن بلاده لا ترى خطرا فوريا من الأسلحة الكيماوية السورية، وقال لـ«راديو إسرائيل»: «في هذه المسائل علينا أن نكون مستعدين لحماية أنفسنا بأنفسنا.. في هذا الوقت لا نرى مؤشرا على أن هذه الأسلحة موجهة إلينا». ويعلون هو القائد السابق لقوات الدفاع الإسرائيلية، وهو الآن مسؤول عن الشؤون الاستراتيجية في الحكومة.
وأبدى بعض المسؤولين الإسرائيليين قلقهم من أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يهاجم الدولة اليهودية بأسلحة كيماوية كملاذ أخير ليحصل على الدعم من العالم العربي. وكانت صحيفة «صنداي تايمز» كشفت أيضا عن أن الحكومة الأميركية اتخذت قرارا بالبدء في توريدات سرية للأسلحة إلى وحدات وفصائل المعارضة السورية.
وأفادت بأن واشنطن تقوم حاليا وللمرة الأولى بتسليم أسلحة إلى المعارضين السوريين بهدف تفعيل الجهود الرامية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وسيتم إرسال قاذفات الهاون ومنظومات الصواريخ المحمولة ومضادات الصواريخ عبر الدول الشرق أوسطية الصديقة التي تمد المعارضة بالفعل بالأسلحة. ووفقا للصحيفة فإن واشنطن اشترت هذه الأسلحة من ليبيا من ترسانة أسلحة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
طرابلس على مفترق خطر.. وسلفيو «باب التبانة» يقسمونها جناحين
استمرار الاشتباكات.. وسكانها يستنجدون: المدينة على شفير هاوية
بيروت: سوسن الأبطح
«طرابلس على شفير هاوية. ونحن نستغيث ونناشد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، أن يتدخلا بحزم لوضع حد للحرب الدائرة في طرابلس، لأنها إن بقيت على تصاعدها، ستنتقل شرارتها إلى عكار والقلمون والضنية وتشعل الشمال اللبناني بأكمله». هذا ما قاله بالأمس لـ«الشرق الأوسط» الشيخ وليد طبوش، وهو أحد المشايخ النافذين في منطقة باب التبانة، وإمام وخطيب مسجد خالد بن الوليد.
ويأتي كلام الشيخ بعد ما يقارب الأسبوع من المعارك العنيفة، التي لا تزال تشهدها الضواحي الشمالية لطرابلس (جبل محسن – باب التبانة) أودت بحياة ما يقارب عشرين قتيلا، وأوقعت أكثر من 100 جريح. ووصل القصف العشوائي بالقذائف الصاروخية والهاون، ليلة السبت – الأحد إلى عمق المدينة، في حين انتشر رصاص القنص الحركة في شوارع كثيرة، ويقطع الطريق الرئيسي الذي يربط طرابلس بالشمال وصولا إلى الحدود السورية.
وتبدو الحكومة اللبنانية أمام تحد كبير، بعد أن انتهت زيارة وزير الداخلية مروان شربل للمدينة السبت، بفشل وبقصف تعرضت له المدينة اعتبر الأعنف من نوعه.
وعقد بالأمس اجتماع لمجلس الدفاع الأعلى، بحث الوضع الأمني المتفجر في طرابلس، وأعطيت التوجيهات اللازمة للوزارات المعنية في ما بقيت القرارات المتخذة سرية. وهو ما طرح السؤال حول مدى نجاعة هذه القرارات وهل هي عسكرية بحت، أم أن هناك تدابير أخرى لم يكشف عنها.
وإذ اندلعت الاشتباكات في طرابلس، الاثنين الماضي، بسبب الغضب الذي اجتاح المدينة بعد وصول خبر مقتل نحو 16 شخصا غالبيتهم من طرابلس في كمين بتلكلخ السورية، فإن جثامين ثلاثة من هؤلاء وصلت صباح أمس إلى نقطة العريضة على الحدود اللبنانية – السورية. وإذ سلمت الجثث على اعتبار أنها للقتلى خضر علم الدين وعبد الحميد الآغا ومالك زياد الحاج ديب، تبين أن الجثة الثالثة ليست لهذا الأخير وإنما لقتيل آخر هو محمد المير، حيث ووريت الجثامين الثرى، في ما باقي الأهالي لا يزالون ينتظرون جثث أولادهم. واستمرت الاشتباكات في طرابلس أمس على وتيرتها، وتعرض مركز للجيش اللبناني في جبل محسن إلى الإصابة برمانة بندقية، مما أدى إلى إصابة عسكريين اثنين وأحد المدنيين بجروح مختلفة. كما فككت القوى الأمنية عبوة معدة للتفجير في منطقة التل، وسط طرابلس، كانت تستهدف مقهى صاحبه من الطائفة العلوية.
وبعد ليلة السبت – الأحد، التي تعرضت خلالها طرابلس لقصف شديد لطرابلس، نفى المسؤول الإعلامي للحزب العربي الديمقراطي في جبل محسن (غالبية علوية)، أن يكون الحزب قصف طرابلس وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هناك طابور ثالث، كان يقصف على طرابلس وجبل محسن معا، لإشعال الفتنة. واتهم تيار المستقبل بأنه يحتضن تيارات موتورة، تعيث فسادا، وأفراد بينهم عائدون من سوريا، ومتطرفون من جنسيات مختلفة». وأضاف صالح: «لقد اعتقل الجيش خلال الجولة السابقة من المعارك ما يقارب 100 شخص أكثر من نصفهم من السوريين، لقد بتنا الآن نقاتل أفغانا ومصريين وأصوليين من جنسيات مختلفة، إضافة إلى الذين يأتون من مناطق لبنانية وهؤلاء باتت أعدادهم كبيرة».
ويؤكد الأهالي في باب التبانة، وهي المنطقة التي تقاتل جبل محسن ذات الغالبية العلوية، وتعتبر أنها تدافع عن أهل السنة، أن المنطقة أصبحت منقسمة إلى جناحين كبيرين، وهو ما يجعلها مشتتة ويضعفها. نصف التبانة من جامع حربا (أي وسطها) وصولا إلى سوق الخضار بايع مؤخرا حسام الصباغ أميرا، وصار يقاتل معه، في الوقت الحالي، ما يقارب 400 شخص، في حين اعترض النصف الآخر من أهالي باب التبانة على هذه المبايعة وهم الموجودون في منطقة تمتد من جامع حربا وحتى الملولة على الأوتوستراد العريض الذي يصل طرابلس ببقية الشمال، وهؤلاء ينتمون إلى أحزاب وزعامات مختلفة في المدينة. وحسام الصباغ الذي أصبح أميرا على نصف باب التبانة، هو سلفي مطلوب بعدة مذكرات توقيف، اتهم بأنه شارك في معارك نهر البارد (دارت لمدة ثلاثة أشهر، بين سلفيين جهاديين والجيش اللبناني عام 2007)، ولم يتم إلقاء القبض عليه حينها، وهرب إلى أستراليا قبل أن يعود إلى باب التبانة ليقاتل فيها ويتحول إلى قائد مجموعة.
محادثات «بناءة» وتقارب بين واشنطن وموسكو والإبراهيمي في جنيف
العربي: بوادر اتفاق على مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة > لافروف: لا محادثات عن مصير الأسد
جنيف – لندن: «الشرق الأوسط» موسكو: سامي عمارة
بينما عادت موسكو مجددا أمس لتؤكد أنها لا تتمسك ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد على رأس السلطة في سوريا، وأنها «لا تجري أي مباحثات حول مصير الأسد»، أعلنت الأمم المتحدة في بيان أن محادثات «بناءة» حول الأزمة السورية جرت أمس في جنيف بين الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وممثلين عن روسيا والولايات المتحدة.
وتمثلت روسيا بنائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف والولايات المتحدة بمساعد وزيرة الخارجية ويليام بيرنز.
وهذا اللقاء جاء إثر الاجتماع الثلاثي الذي عقد في السادس من ديسمبر (كانون الأول) في دبلن بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإبراهيمي.
وقال بيان للإبراهيمي إن «الاجتماع كان بناء وعقد في جو من التعاون».
وسعى المشاركون فيه إلى العمل على «دفع عملية السلام وحشد المزيد من العمل الدولي لصالح حل سياسي للأزمة السورية». وأخيرا، أضاف البيان أن الأطراف الثلاثة «أكدوا مجددا» أن «الوضع في سوريا سيئ ويستمر في التفاقم».
ورأى الأطراف أن «عملية سياسية لوضع حد للأزمة في سوريا أمر ضروري ولا يزال ممكنا».
وجاء ذلك بينما توقع كل من رئيس وزراء قطر والأمين العام للجامعة العربية حصول تقارب في المواقف بين واشنطن وموسكو إزاء الأزمة السورية، وذلك خلال محادثات جنيف الحالية.
وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من الدوحة إن «هناك محادثات تجري بين الولايات المتحدة وروسيا بمشاركة الممثل المشترك (الإبراهيمي)، وهذه المحادثات مستمرة اليوم (أمس) في جنيف، ومعلوماتي أن الهدف منها هو البناء على ما جاء في البيان الختامي في اجتماع جنيف في 30 يونيو (حزيران) الماضي في بدء مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة لها صلاحيات كاملة»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال العربي إن «الهدف (من هذه المباحثات) إعداد قرار يصدر عن مجلس الأمن»، مضيفا أنه «ما إن يصدر (القرار) ستكون رسالة واضحة للنظام بأن الحماية سقطت».
واعتبر العربي أن المعارضة السورية «يمكن أن تشكل بديلا لتولي النظام في الوقت المناسب»، ودعا جميع الدول التي لها علاقات بفئات المعارضة إلى «إقناعها بالتكاتف في هذه المرحلة الحاسمة لأن الموضوع دخل إلى دمشق»، في إشارة إلى وصول المعارك إلى قلب العاصمة السورية.
وخلص العربي إلى القول «من دون مبالغة دخلنا في المراحل النهائية» للأزمة السورية.
من جهته، قال رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لدى افتتاحه أمس في الدوحة اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري التي يترأسها: «نأمل من الاجتماعات التي تقوم في الوقت الحاضر بين الولايات المتحدة وروسيا التوصل إلى فهم مشترك لما يجري في سوريا حتى يقوم مجلس الأمن بمسؤولياته حسب ما تتطلبه الظروف في سوريا»، وأضاف «نأمل إن شاء الله إن كانت هناك حكمة وبقية صواب، أن يحتكم القائمون في سوريا للعقل والمنطق، ومحاولة وقف ما يجري فورا والدخول في عملية انتقالية واضحة تضع حدا لحمام الدم في سوريا».
وقال الشيخ حمد أيضا إنه «منذ بدأت الأحداث والاجتماعات في الدوحة كنا نتمنى أن ينحل الموضوع بالود، لكن بعد كل هذا الدمار والدماء التي سالت يجب أن نقف ونقول كفى ويجب أن يكون هناك انتقال للسلطة»، وتابع «نحن نثق بالمبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمي ونتمنى أن يتوصل مع الدول الخمس الدائمة العضوية إلى فهم مشترك لتطبيق القرارات العربية والدولية والاتفاق على رحيل النظام وتشكيل حكومة وحدة وطنية».
وجاءت تطورات أمس بعد ساعات من تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول أن بلاده لا تتمسك ببقاء الأسد على رأس السلطة في سوريا. وقال لافروف في التصريحات التي أدلى بها على هامش الطاولة المستديرة التي عقدت تحت عنوان «روسيا والعالم المتغير» أمس إن بلاده «ليست متمسكة بالأسد أو بأي شخصية أخرى». وأكد الوزير الروسي أن «موسكو لا تجري أي مباحثات حول مصير الأسد»، نافيا بذلك تكهنات عن أن موسكو تعد لخروج محتمل لحليفها من السلطة. بينما وصف جميع المحاولات لتصوير هذه القضية بشكل مغاير بأنها «محاولات غير نظيفة» حتى بالنسبة لدبلوماسية البلدان التي «من المعروف سعيها لتشويه الحقائق»، على حد تعبيره.
وأشار لافروف إلى أنه من الضروري حاليا إرغام أطراف النزاع في سوريا على «إلقاء السلاح والجلوس إلى طاولة الحوار»، وليس «الحديث إلى ما لا نهاية عن رحيل الأسد بثمن الأرواح البشرية».
وكشف الوزير الروسي عن اتفاقه مع نظيرته الأميركية كلينتون خلال لقائهما الأخير في دبلن عن عقد لقاء مباحثات مكثفة على مستوى الخبراء لبحث مختلف جوانب المسألة شريطة الانطلاق في هذه المباحثات من اتفاقيات جنيف التي جرى التوصل إليها في نهاية يونيو الماضي ومن دون أي شروط مسبقة على غرار التمسك برحيل الأسد. وقال إن اللقاء بدأ أمس في جنيف ومن المقرر أن يستمر حتى اليوم (الاثنين).
وفي سياق متصل، كشف نيكولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية، عن أن الحكومة السورية تعهدت للجانب الروسي بعدم السماح بانتشار السلاح الكيماوي الذي تمتلكه. وقال باتروشيف «نحن نعلم بوجود السلاح الكيماوي لدى سوريا، ولكن الحكومة السورية تعهدت لنا بأنها لن تسمح بانتشاره».
الثوار يسيطرون على معظم قاعدة الشيخ سليمان شمالاً وباريس ترى تهديدات الكيميائي “جدية”
واشنطن تطلق عملية سرّية لتسليح المعارضة
أطلقت الولايات المتحدة عملية سرّية لتسليح المعارضة السورية براجمات صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات وما قد يشمل صواريخ “سام 7” المضادة للطائرات، من طريق دول حليفة في منطقة الشرق الأوسط، في وقت رسخ الثوار سيطرتهم الميدانية على جزء كبير من مناطق شمال غرب سوريا حين استولوا أمس، على جزء كبير من قاعدة الشيخ سليمان العسكرية المحاصرة منذ أسابيع غرب مدينة حلب.
وفي جديد التحذيرات التي أطلقها الغرب حول تجهيز نظام بشار الأسد رؤوساً كيميائية لاستعمالها ضد قوات الجيش السوري الحر التي تشدّد الطوق العسكري حول دمشق، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، أن تلك المعلومات يجب أن “تؤخذ على محمل الجد” وستكون “فظاعة تضاف الى الفظائع” التي يرتكبها النظام السوري.
ديبلوماسياً، قالت الأمم المتحدة في بيان إن محادثات “بناءة” حول سوريا جرت أمس في جنيف بين الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي، مع نائب وزير خارجية موسكو ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز.
وفي اجتماع لها في الدوحة مساء، دعت اللجنة الوزارية العربية الرئيس السوري الى التنحي لتسهيل بدء مرحلة انتقال السلطة، وقال رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مؤتمر صحافي أعقب اجتماع الأمس، “من الواضح اننا في المراحل النهائية لسقوط النظام” السوري.
دولياً، ذكرت صحيفة “صندي تايمز” أمس، أن الولايات المتحدة أطلقت عملية سرية لإرسال الأسلحة لمن وصفتهم بالمتمردين السوريين للمرة الأولى، في اطار تكثيف جهودها الرامية لإطاحة نظام الأسد.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة سترسل مدافع هاون وراجمات صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات عن طريق دول حليفة في منطقة الشرق الأوسط تقوم بتزويد المتمردين بالأسلحة، وفقاً لمصادر ديبلوماسية مطّلعة.
وأضافت أن الأميركيين اشتروا قسماً من هذه الأسلحة من مخزونات نظام الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي الذي قُتل في العام الماضي، وتشمل صواريخ “سام 7” التي يمكن استخدامها لإسقاط مقاتلات النظام السوري التي تقصف التجمعات المدنية في مختلف المناطق السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية على اتصال منتظم بالقادة الميدانيين لقوات المعارضة السورية المسلحة ويتحدثون معهم كل يوم عبر “سكايب”، وطلب الثوار منهم مراراً وتكراراً مدهم بالمزيد من الأسلحة.
وقالت إن الرئيس باراك أوباما صدق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) على القيام بعملية سرية لدعم قوات المعارضة في وقت سابق من هذا العام، فيما تعمل قوات خاصة وضباط استخبارات على الأرض في سوريا منذ مدة.
وأضافت الصحيفة أن العملية السرية ساعدت في تقديم الخدمات اللوجستية والاتصالات للجيش السوري الحر، لكنها لم تزوده بالأسلحة وقدمت له مساعدات غير فتّاكة، مثل المعونات الإنسانية.
ولفتت إلى أن قرار الولايات المتحدة تزويد المتمردين بالأسلحة يأتي في أعقاب الكشف عن تحركات في مواقع الأسلحة الكيميائية في سوريا، مما جعل البيت الأبيض يحرص بصورة متزايدة على تعجيل إنهاء النظام السوري وضمان أن يكون للولايات المتحدة تأثير مع أي حكومة سورية خلال مرحلة ما بعد نظام الأسد.
وقالت “صندي تايمز” إن الولايات المتحدة “سترسل المزيد من المستشارين لتقديم المشورة الإستراتيجية وإدارة إمدادات السلاح” للمعارضة المسلحة في سوريا.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، ان المعلومات حول احتمال لجوء النظام السوري برئاسة الرئيس بشار الاسد الى الاسلحة الكيميائية يجب ان “تؤخذ على محمل الجد” وستكون “فظاعة تضاف الى الفظائع”.
وقال فابيوس في برنامج لـ”آر تي ال-لوفيغاور-ال سي آي” انه “سرت معلومات في هذا المعنى. لم تتأكد بوضوح لكن يجب على اي حال ان تؤخذ على محمل الجد لانه من الصحيح ان سوريا تملك اسلحة كيميائية. يجري الحديث عن 31 موقعاً وألف طن، ويجري الحديث عن غاز السارين وعناصر اخرى خطيرة للغاية”.
وأضاف فابيوس أن “فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا حذرت بشار قائلة له “ولا في أي حال!”. نحن متيقظون جداً. وتسمحون لي بأن لا ادخل في التفاصيل حول الاجراءات التقنية التي نتخذها، لكن من الواضح ان استخدام هذه الاسلحة سيكون فظاعة تضاف الى الفظائع”.
ونفى الوزير الفرنسي رسمياً وجود قوات خاصة فرنسية في سوريا. وقال “لا توجد قوات خاصة فرنسية وهي ليست مستعدة للتدخل”.
اما بالنسبة الى احتمال شحن اسلحة دفاعية الى المعارضين المسلحين، فقال ان الحظر الاوروبي على الاسلحة لم يتم تجديده في بداية كانون الاول الا لمدة ثلاثة اشهر، والمسألة ستبحث اليوم مجددا في بروكسل اثناء اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي حيث يستقبل الوزراء الأوروبيون رسمياً، رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب.
وقالت الامم المتحدة في بيان أمس ان محادثات “بناءة” حول سوريا جرت أمس في جنيف بين الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي، وممثلين عن روسيا والولايات المتحدة.
وتمثلت روسيا بنائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف والولايات المتحدة بمساعد وزيرة الخارجية وليام بيرنز.
وهذا اللقاء يأتي اثر الاجتماع الثلاثي الذي عقد في السادس من كانون الاول في دبلن بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والابراهيمي.
وقال بيان الامم المتحدة ان “الاجتماع كان بناء وعقد في جو من التعاون”.
وسعى المشاركون فيه الى العمل على “دفع عملية السلام وحشد المزيد من العمل الدولي لحل سياسي للازمة السورية”.
واخيرا، اضاف البيان ان الاطراف الثلاثة “اكدوا مجددا” ان “الوضع في سوريا سيئ ويستمر في التفاقم”. وراى الاطراف “ان عملية سياسية لوضع حد للازمة في سوريا امر ضروري ولا يزال ممكنا”.
واوضح متحدث باسم الامم المتحدة ان اجتماع الأمس عقد وسط تكتم شديد وفي شكل مغلق.
ويتوقع عقد اجتماع اخر من دون تحديد موعده او مكانه.
وفي الدوحة، دعت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري مساء في بيان صدر في ختام اجتماع لها الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي لتسهيل بدء مرحلة الانتقال للسلطة، كما اكدت دعمها لمهمة الابراهيمي.
وفي المؤتمر الصحافي الذي اعقب اجتماع اللجنة قال رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني انه “من الواضح اننا في المراحل النهائية لسقوط النظام” السوري.
وكان كل من الشيخ حمد والامين العام للجامعة العربية نبيل عمرو توقعا في مستهل الاجتماع حصول تقارب في المواقف بين الولايات المتحدة وروسيا ازاء الازمة السورية، وذلك خلال المحادثات التي جرت بين البلدين في جنيف بمشاركة الابراهيمي.
ميدانياً، استولت مجموعات مسلحة اسلامية أمس على جزء كبير من قاعدة عسكرية في شمال غربي سوريا، في خطوة من شأنها ان ترسخ سيطرة المقاتلين المعارضين على هذه المنطقة من البلاد.
في الوقت نفسه، تواصلت الاشتباكات في دمشق ومحيطها حيث تجري منذ اسابيع عمليات عسكرية يسعى من خلالها المقاتلون المعارضون الى التقدم نحو دمشق، بينما يركز النظام قواته في العاصمة لحمايتها والسيطرة على شريط آمن من حولها.
وذكر صحافي في وكالة “فرانس برس” ان مقاتلين ينتمون الى مجموعات اسلامية سيطروا أمس على جزء كبير من قاعدة الشيخ سليمان العسكرية في شمال غربي سوريا التي يحاصرونها منذ اسابيع.
ورأى الصحافي العلم الاسود للكتائب الاسلامية يرفرف فوق احد الابنية التي تم الاستيلاء عليها، في وقت كانت الاشتباكات مستمرة بالاسلحة الرشاشة الخفيفة للاستيلاء على ما بقي من القاعدة الواقعة على تلة صخرية على بعد نحو 12 كيلومترا شمال غربي مدينة حلب.
وتعتبر القاعدة الممتدة على مسافة كيلومترين تقريبا آخر مقر مهم للقوات النظامية في منطقة على تماس مع محافظتي حلب وادلب تقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة.
وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاحد 61 شخصا، بينهم عشرة مدنيين في قصف مصدره القوات النظامية على بلدة مرعيان بريف ادلب (شمال غرب)، بحسب ما ذكر المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المندوبين والناشطين في كل انحاء البلاد وعلى مصادر طبية.
وافاد المرصد في بيان مساء عن اشتباكات في مدينتي المعضمية وحرستا وبلدتي بيت سحم وعقربا في ريف دمشق وقصف على مدن داريا وحرستا والمعضمية وبلدات مديرا وخيارة دنون وبيبلا وعين ترما وحوش عرب ويلدا.
وادت هذه الحوادث الى مقتل 18 شخصا هم ستة مقاتلين معارضين وخمسة عناصر من قوات النظام وثمانية مدنيين، كما قتل رجلان في قصف على حيي العسالي والحجر الاسود في جنوب دمشق وثالث برصاص قناص في حي دف الشوك القريب. واشار المرصد الى تجدد القصف مساء على احياء دمشق الجنوبية، مع تمدد الاشتباكات من حي القدم في جنوب العاصمة الى حي التضامن.
وفي باريس، اعتبر سفير الائتلاف الوطني السوري المعارض منذر ماخوس في حديث مع صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” نشر أمس ان لا مبالاة المجتمع الدولي حيال النزاع السوري “شجعت صعود” الجهاديين.
وغادر سفير رومانيا في سوريا دمشق متوجهاً الى بيروت بسبب “التدهور الكبير في الوضع الامني” في العاصمة السورية، كما اعلنت وزارة الخارجية الرومانية أمس.
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي)
الوضع الأمني الى انزلاق ووزراء المدينة “ينأون” بأنفسهم عن أوضاعها
ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات في طرابلس الى 15 قتيلاً و100 جريح
طرابلس ـ “المستقبل”
تدهور الوضع الامني بشكل خطير في مدينة طرابلس أمس وليل أول من أمس، وسط صمت مطبق لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزراء طرابلس الاربعة، الذين “نأوا” بأنفسهم عن كل ما يدور في قلب طرابلس التي بدت أمس وكأنه ممنوع التجول فيها جراء نزوح المئات من عائلاتها، والتزام من بقي منهم منازلهم خشية أن يتدهور الوضع أكثر، في ظل ما يتردد في أجواء المدينة من أزير رصاص ودويّ انفجارات يصل صداها الى القرى المجاورة والبعيدة، وبعد أن تعدت المواجهات والاشتباكات خطوط التماس التقليدية في باب التبانة ومحيطها، وطالت القذائف الصاروخية التي أطلقها مسلّحو الحزب “العربي الديموقراطي” الموالي للنظام السوري من بعل محسن قلب المدينة من شارع المئتين الى شارع الثقافة وصولاً الى شارع نديم الجسر، حيث استقرت احداها في منزل رضوان ياسين مخلفة أضراراً جسيمة، وصولاً الى منطقة القبة وابي سمراء.
والخطير في انزلاق الوضع أمس ليس ما دار من اشتباكات عنيفة والتحضيرات التي سبقت فحسب، بل اقدام مسلحين على اطلاق النيران من رشاشات داخل سياراتهم في أماكن متعددة من المدينة، والشائعات التي رافقت ذلك، وتزامنت مع الضحايا الخمس الذين سقطوا ليل اول من أمس، وهم: الشيخ جمال اليافي سقط في المنكوبين، سمير نافع سقط أمام براد البيسار في باب التبانة، محمد شما المعروف بـ “أبو بلال” قضى في باب التبانة، وغسان محفوض ومقداد ضرغام، اضافة الى سقوط أكثر من ثلاثين جريحاً أمس، الامر الذي رفع أعداد الضحايا على مدى الاسبوع الماضي الى خمسة عشر قتيلاً وأكثر من مئة جريح.
والاجواء السوداء التي تخيم فوق مدينة طرابلس يتخوف ابناء المدينة من أن تؤدي الى انزلاق الوضع أكثر، جراء حال التشنج التي تعانيها محاور القتال كافة، وغياب أي قيادة سياسية لتدارك الامور، وعدم الجدية في معالجة الاوضاع وخصوصاً بعد ادخال “الحزب العربي” أنواعاً جديدة من القذائف “هاون 120” ملم أمطر بها امس المدينة، سبقها استخدام قذائف الـ “ب 10” والـ “ب7”. واستمر الجيش اللبناني في عملية تصديه للقناصة ولمطلقي النار والرد على مصادر النيران بضراوة، لا سيما بعد تعرض بعض مراكزه في التبانة لاستهداف مباشر بالقذائف.
وعلى صعيد الاضرار المادية، فالكل يتحدث وقبل انقشاع غبار القذائف، عن دمار كبير لا يقارن بما مرت به احياء النزاع من قبل في جولات “الملاكمة الامنية” الثلاث عشرة والتي كانت أقل في الزمان وحجم الدمار، ما يشير الى تحول نوعي في طبيعة المواجهة (اقتحامات متبادلة واستعمال كثيف شبه متواصل للاسلحة الصاروخية والمدفعية) مع كلام ومطالب لم تظهر من قبل تعكس حجم الهوة السياسية والنفسية بين بعل محسن وجيرانه في التبانة والقبة والمنكوبين والحارة البرانية وغيرها، وتؤكد في الوقت نفسه فشل المعالجات السابقة في ايجاد مخرج من نفق الاشتباكات الدورية التي تأتي على الاخضر واليابس، في مدينة تعاني اصلاً ازمة اقتصادية وانمائية خانقة، وتسجل أعلى نسبة بطالة وفقر وكثافة سكانية في الكيلومتر المربع.
على صعيد آخر، بقي الوضع التربوي مشلولاً مع قرارات من ادارات المدارس بالاستمرار في تعليق الدروس حتى استتباب الوضع الامني، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات على تحصيل البرامج التعليمية كما يفترض من منهاج وزارة التربية.
اقتصادياً، لا حركة تذكر، بل تسوق غذائي وبالحد الادنى مع حركة سير قليلة جدا وانعدام لحركة المارة وغياب شبه تام للمتسوقين من خارج طرابلس. فالمواصلات ما زالت مقطوعة عبر الطريق الدولية طرابلس ـ البداوي ـ المنية ـ عكار ـ الحدود مع سوريا، مع تسجيل اصابة مواطنين حاولوا سلوكها ولو بسرعة فائقة لأن رصاص القنص كان أسرع في التقاطهم، الامر الذي يدفع بالاكثرية من المتوجهين عبر طرابلس الى بيروت ذهاباً واياباً الى سلوك طريق البداوي ـ القبة صعوداً ومن ثم نزولاً عبر ابي سمراء وصولاً الى البحصاص فالطريق الدولية الى بيروت.
وسط هذا “الدوي”، يجدد المجلس الوطني لمدينة طرابلس خلال الاعتصام الذي دعا اليه عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم امام سرايا طرابلس، رفضه لكل المحاولات الجارية لاخضاع المدينة، وقهر أبنائها بقوة السلاح، ويطالب بسحب السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف، فهل يصمد المجتمع المدني في نداءاته المتكرره أمام الجنون الذي يصيب المدينة من كل حدب وصوب؟.
مواقف
[ لفت عضو كتلة “المستقبل” النائب نضال طعمة في تصريح، إلى أنه “رغم الحراك العربي الكبير، العنيف هنا، والدّيموقراطيّ هناك، مع ما يمكن أن تعكسه تلك الأحداث على مصير البلد، يبقى لطرابلس، ولما يجري في طرابلس، الواقع المحوريّ اليوم”، متسائلاً “كيف وصلت كل هذه الأسلحة إلى أيدي المقاتلين، وكيف يستطيع طرف محلي صغير، هنا أو هناك، أن يتحدّث عن حسم، ويذهب بتفجير الوضع إلى النّهاية؟”. وقال: “سمعنا أن الاجهزة الأمنية رصدت تعليمات ترسل للمقاتلين تحثّ على التّصعيد، وقد يكون هذا مقدّمة لمخطّط يرمي إلى عزل لبنان عن التّأثّر الإيجابي بصحوة العرب، وإن لم تكن هذه الصحوة قد نضجت في مختلف مفاصلها بعد، ليدخل البلد في أتون جديد يتمكّن من خلاله من ضرب الاستحقاقات، وأهمها الانتخابات النّيابيّة”.
وناشد أهل طرابلس “ضرورة التّبصّر، فالبندقيّة الذاتية لا تجلب سوى الخراب، وتجربة الحرب اللّبنانيّة خير شاهد على ذلك، فلنتعلم منها، ولنراهن على البندقية الشرعية، فالرهان على غيرها خاسر ومهلك أينما كان وكيفما حصل”.
[ اعتبر عضو الكتلة النائب بدر ونوس في حديث الى إذاعة “صوت لبنان”، ان “صوت السلاح هو الاقوى اليوم في طرابلس”، داعياً الجيش الى “التدخل بحزم وقوة والضرب بيد من حديد وتكثيف جهوده نظراً الى خطورة الاوضاع في المدينة”. وأكد أنه “لا يمكن للجيش اللبناني السيطرة على الامن في طرابلس، في ظل وجود وانتشار السلاح سواء اكان في جبل محسن او باب التبانة”.
[ رأى النائب السابق مصباح الأحدب في بيان، ان “ما يحدث في طرابلس من قتل وجرح وتهجير وترويع للآمنين وضرب لاقتصاد ومعيشة نصف مليون لبناني جريمة لم تعد مقبولة”، لافتاً إلى أن “من هو موجود في موقع المسؤولية سيحمله التاريخ ثقل هذه الجريمة بحق المدينة وأبنائها”. وأشار إلى أن “المعيب ان يدعى الى اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع بعد أسبوع من اندلاع المعارك العبثية في طرابلس وسقوط أكثر من مئة مواطن بين قتيل وجريح، ومن المخزي ان يصدر عن هذا المجلس قرارات وصفت بالسرية وبقيت غامضة، بدل انعقاد مجلس الوزراء الذي يضم خمسة من اعضائه من مدينة يذبح ابناؤها على مرأى ومسمع وزرائها، وكأنهم من كوكب أخر”.
أضاف: “يا وزراء طرابلس مدينتكم تستحق اجتماعاً لمجلس الوزراء فيها للتأكيد انها على الخارطة اللبنانية وليست خارجها، وللتأكيد ان أحداً في طرابلس لا يقبل باستمراركم تغطية سلاح يفتخر من يملكه بأنه لاحمدي نجاد وبشار الاسد، ولان الجميع في طرابلس يعلم بان مجلس الوزراء هو من يعطي التعليمات السياسية للمؤسسات العسكرية وليس العكس. فكفى تحميلكم لهذه المؤسسات مسؤولية تخاذلكم وعجزكم عن اتخاذ القرارات، وكل أهل طرابلس يقولون لكم بان استمراركم بمواقفكم الضبابية لا يفهم الا عجزاً وفشلاً او مشاركة في الجريمة وتغطية للمجرم وعليكم حينها الرحيل”.
وتابع: “ان لم تعطوا الغطاء للجيش اللبناني للتعامل مع ما يحدث في المدينة بحزم وعدالة بين كل المناطق من دون تفرقة وبداية بالفريق الاقليمي المحمي من حزب الله، فأنتم تخدمون ما تبقى من نظام الاسد على حساب دماء وقوت ابناء مدينتكم ومؤسسات الدولة، لا سيما الجيش اللبناني الذي يجب ان تبقوه على المسافة نفسها من جميع مكونات الوطن، وعليه حماية السواد الاعظم من اللبنانيين الامنين غير المسلحين لاي طائفة انتموا”.
*دان الحزب “العربي الديموقراطي”، في بيان، “بشدة، استهداف الجيش اللبناني من قبل بعض المجموعات المرتزقة التي تحاول ليل نهار توجيه ضربات تطال الجيش اللبناني في مدينة طرابلس، وآخرها إستهداف موقع عسكري في طلعة العمري”، مؤكدا “أن الجيش هو صمام الامان ودرع الوطن، واستهدافه محاولة لجر البلاد الى أتون الفتنة، وإلهائه عن دوره الأساسي في ضبط الأمن وحماية المواطنين والسلم الأهلي”.
ودعا الجميعا الى مؤازرة الجيش بالخطاب السياسي، “لأنه يقوم بدوره على أكمل وجه”، وطالبه “بالضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن مدينة طرابلس وأمن الوطن”.
[ دعت هيئة “علماء المسلمين”، الى “وقف المعارك بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن فورا، وتحميل الجيش اللبناني مسؤولية استمرار الوضع على ما هو عليه، وتحميله مسؤولية محاسبة المعتدين والمستفزين، ومثيري النعرات والفتن”، مشددة على “ضرورة عدم وقوفه طرفاً”.
وطالبت في بيان صدر بعد إجتماع طارئ عقدته في طرابلس، بـ “توقيف العصابة المسلحة المزروعة في جبل محسن، التي تدين بالولاء للنظام السوري، وسحب السلاح المنظم منها، وإحالة مسؤوليها والمتورطين إلى القضاء المختص، حفاظاً على العيش المشترك، وعلى الطائفة العلوية تحديداً، منبهة على أنه “في حال تأخر الدولة عن القيام بواجبها، فسنحملها كامل مسؤولية ما سيترتب عن هذا التخاذل المتعمد والممنهج، من نتائج لخيارات أخرى قد تكون كارثية”.
وأملت من الدولة “صرف التعويضات على المتضررين من أهالي طرابلس، وخصوصا أهالي باب التبانة، ودعوة الموسرين من المسلمين إلى مساعدة إخوانهم”.
[ اعتبرت جمعية “بوزار للتنمية والثقافة” في بيان، أن طرابلس تدفع ثمن الأزمات المتنوعة مضاعفاً، ولطالما اعتبرتها تتعرض للحرمان والتشويه والإستباحة، ولطالما اعتبرت جميع القوى والفئات والفعاليات السياسية وغير السياسية مسؤولة (مباشرة أو مداورة أو استنكافاً أو تردداً) عن هذا الواقع، ولطالما اعتبرت سيادة مؤسسات الدولة الحازمة والعادلة والتي لا تكيل بمكيالين مدخلاً وحيداً لمعالجة البؤس والفوضى والتوتر.
[ رأت “حركة المسار اللبناني” في بيان بعد إجتماعها الإستثنائي في مقرها في طرابلس برئاسة نبيل الأيوبي، أن “لا نية لدى المسؤولين السياسيين لحل المشكلة في طرابلس ووقف التضحية بالمواطن الطرابلسي”، معتبرة أن “الحديث عن إعلان طرابلس منطقة عسكرية هو نهج جديد له أبعاده، تتبعه القوى المسلحة الحزبية بعدما فشلت في إحكام قبضتها على المناطق والهيمنة على مقدراتها، كما تسيطر على العديد من المناطق والقوى الفاشلة التي تقبض ثمن كرامتها أموالاً، ولا يمكنها أن تكون ناكرة للجميل، ولو على حساب كرامتها”.
وأكدت أن “طرابلس ليست كما يصفها البعض من السفهاء السياسيين في قوى الثامن من آذار، كما أنها ليست مرتعاً للإرهاب، ولا للمجموعات المتطرفة، وهي لم ولن تكون تابعة لما يسمى بقوى الممانعة المخادعة، بل هي مدينة العيش المشترك بكل معنى الكلمة، وطرح فكرة المنطقة العسكرية غير مقبول، وليست هكذا تكون الحلول، خصوصاً في وضع حرج تعيشه المنطقة”.
معارضون سوريون يؤكدون استخدام نظام الأسد أسلحة كيميائية في حمص
ومأمون الحمصي ينتقد في حديث إلى “المستقبل” تقاعس المجتمع الدولي
بغداد ـ علي البغدادي ووكالات
أكد معارضون أن القوات التابعة لنظام بشار الأسد استخدمت فعلاً السلاح الكيميائي في منطقة حمص، وسجلوا حالات يشتبه إصابتها بأسلحة غير تقليدية في مناطق يسيطر عليها الثوار، فيما انتقد المعارض السوري البارز مأمون الحمصي في حديث إلى “المستقبل” تهاون المجتمع الدولي حيال ما يجري في سوريا من إبادة جماعية ضد السوريين من قبل نظام بشار الأسد وحلفائه كاشفاً عن أن عدد القتلى منذ بدء الانتفاضة قد تجاوز 150 ألف قتيل.
السلاح الكيميائي
فقد كشفت مصادر سورية معارضة عن تسجيل إصابات غريبة في أوساط المدنيين السوريين من أهالي مدينة حمص.
وأفادت المصادر في تصريح لصحيفة (المستقبل) أن “معلومات مؤكدة من شهود عيان تفيد بأن هناك عدداً من المدنيين ومن بينهم أطفال مصابون بحروق غريبة بسبب قنابل استخدمت بقصف مناطقهم قبل عدة أسابيع”، مشيرة إلى أن “المصابين نقلوا من مدينة حمص إلى عدة مستشفيات بدمشق ويتم علاجهم تحت حراسة مشددة”.
وأوضحت المصادر أن “شهود العيان أكدوا أن الاصابات قد تكون ناتجة عن استخدام قنابل محملة بمواد كيمياوية مخففة مما أدى الى إصابتهم بتلك الجروح”.
وتكرر الولايات المتحدة والدول الغربية من تحذيراتها من إمكانية استخدام الأسد أسلحة كيميائية في صراعه مع المعارضين السوريين في حين هدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نظام الأسد من مواجهة العدالة إذا ما استخدم السلاح الكيمياوي.
وقد أعلن مسؤول روسي أمس أن بلاده تعلم بوجود السلاح الكيميائي في سوريا، لكنه قال إن دمشق تعهدت لموسكو بعدم انتشاره.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف قوله للصحافيين، نحن نعلم بوجود السلاح الكيميائي لدى سوريا، ولكن الحكومة السورية تعهدت لنا بأنها لن تسمح بانتشاره. وأضاف لا توجد لدينا معطيات عن احتمال حصول مشاكل مع هذا السلاح، معتبراً أنه من المهم ألا يتم تصدير هذه المشاكل من الخارج.
ووجهت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة تحذيرات لسوريا من مغبة استخدام الأسلحة الكيميائية وهو ما ردّت عليه وزارة الخارجية السورية بأن هذه الأسلحة لن تستخدم إذا وجدت في أي ظرف كان.
وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ السبت إن بريطانيا والولايات المتحدة رأتا أدلة على أن سوريا تستعد لاستخدام الأسلحة الكيميائية، علماً بأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال قبل أيام إنه ليس لدى المنظمة الدولية تقارير مؤكدة على أن دمشق تستعد لاستخدام أسلحة كيميائية.
وكان المندوب الروسي لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ألكسندر غروشكو، قال منذ يومين، إن موسكو لا تملك معطيات حول نية السلطات السورية استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المعارضة في البلاد.
وخلافاً للتقديرات الغربية، قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشي يعلون أمس إن اسرائيل لا ترى خطراً فورياً من الأسلحة الكيماوية السورية بعد أن حذرت قوى غربية من أن دمشق من الممكن أن تستخدم تلك الأسلحة أو تفقدها في ظل الفوضى التي تشهدها البلاد.
وأبلغ يعلون الإذاعة الإسرائيلية أنه “في هذه المسائل علينا أن نكون مستعدين لحماية أنفسنا بأنفسنا… في هذا الوقت لا نرى مؤشراً على أن هذه الأسلحة موجهة إلينا”.
الحمصي
وقال محمد مأمون الحمصي عضو مجلس الشعب السوري السابق في تصريح لصحيفة (المستقبل) إن “موقف المجتمع الدولي مخزٍ حيال ما يجري في سوريا من إبادة”, مشيراً إلى أن “الحرص المعلن منهم على عدم استخدام غاز الأعصاب بحق الشعب السوري يمثل مسرحية “, مبيناً أن “الترويج لاستخدام الأسلحة الكيمياوية يمثل المشهد الأخير للحرب على الشعب السوري ومحاولة إبادته”.
وشدد الحمصي على أن “الثوار السوريين سيواصلوا كفاحهم في سبيل الحرية وإسقاط نظام بشار الأسد مهما قدم له الروس والايرانيون من مساعدات”. موضحاً أن “الثورة السورية لن تموت بكل الأسلحة الفتاكة ولو كان آخرها الغازات السامة”.
وبين المعارض السوري البارز أن” الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد أوقعت أكثر من 150 الف شهيد, فالأسماء والأرقام التي يتم إعلانها لا تدل على حقيقة الواقع لهذه الحرب المتوحشة منذ عامين”، لافتاً إلى أن “هذه الأرقام وبهذه الطريقة تصلح لمانيفست رحلة طيران وليس لحرب إبادة تتم عبر جسور جوية وبحرية روسية ـ إيرانية على مدار عامين”.
الائتلاف الوطني
وفي انتقاد آخر لموقف المجتمع الدولي، اعتبر سفير الائتلاف الوطني السوري المعارض في فرنسا منذر ماخوس الذي سيلتقي غداً برلمانيين أوروبيين في ستراسبورغ، في حديث نشرته صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” أمس أن لا مبالاة المجتمع الدولي حيال النزاع السوري “شجعت صعود” الجهاديين.
وماخوس الذي سيزور ستراسبورغ مع وجوه أخرى من المعارضة على متن “قطار من أجل حرية الشعب السوري”، يريد أن “يقنع بعض الدول التي لا تزال متحفظة على الاعتراف بالائتلاف كممثل شرعي وحيد للشعب السوري”. واضاف: “نحن بحاجة الى ملايين الدولارات لمساعدة النازحين في الداخل. ينبغي أيضاً رفع الحظر على الأسلحة الذي صوت عليه الاتحاد الأوروبي حتى ولو أن هذا الملف معقد”.
وتابع ماخوس أن “المجتمع الدولي ينبغي أن يفهم أن لا مبالاته تشجع صعود “الاسلاميين الأصوليين في سوريا”، لكنه قال إن تواجدهم على الأرض “مبالغ فيه”.
وقال ممثل الائتلاف الوطني السوري المعارض في فرنسا إن “الائتلاف يعمل على تشكيل مجلس عسكري أعلى للسيطرة على الوضع في الداخل”. وأضاف: “لقد عقدنا اجتماعات مع قادة الجيش السوري الحر”.
ورداً على سؤال حول الخشية من استخدام أسلحة كيميائية من قبل نظام الرئيس بشار الأسد، أبدى منذر ماخوس “شكه” في أن يجازف النظام بذلك “في الوضع الحالي للأمور”. وقال إن “الأميركيين والأوروبيين كانوا واضحين جداً. سيتدخلون إذا استخدم بشار الأسد هذه الأسلحة. ستكون نهايته عندئذ”.
الثوار يتقدمون
ميدانياً، تقدم الثوار أمس داخل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية في شمال غربي سوريا التي يحاصرونها منذ اسابيع واستولوا على أربعة مراكز عسكرية، فيما فر عشرات الجنود الذين كانوا في هذه المراكز إلى مركز للبحوث العلمية قريب.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” في بيان إن مقاتلين ينتمون الى كتائب عدة ذات توجه إسلامي “سيطروا على ثلاث سرايا ومركز القيادة في الفوج 111 في منطقة الشيخ سليمان بريف حلب الغربي”، وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ مساء أول من أمس وحتى فجر أمس وقتل فيها مقاتلان معارضان وجندي نظامي.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن رداً على سؤال لوكالة “فرانس برس” أن المقاتلين المعارضين تمكنوا من أسر خمسة جنود خلال العملية، مشيراً إلى أن الهجوم بدأ صباحاً بعد أربع ساعات على توقف الاشتباكات.
وقال إن الثوار لم يجدوا جنوداً في المراكز التي استولوا عليها، وأن الاسرى أفادوا أن نحو 140 جندياً فروا من هذه المراكز وتجمعوا في مركز البحوث العلمية الموجود داخل القاعدة أيضاً.
وأكد مقاتلون في 24 تشرين الثاني الماضي أن الاستيلاء على قاعدة الشيخ سليمان التي تضم كتيبة للدفاع الجوي هو “مسألة أيام”، وذلك بعد معارك ضارية في محيط القاعدة الواقعة على تلة صخرية.
وقال قائد احدى المجموعات المقاتلة في بشقاتين القريبة من القاعدة إن قراراً اتخذ بعدم قصف المكان المحاصر بالسلاح الثقيل بحجة الخشية من وجود أسلحة كيميائية فيها، ما قد يسبب أضراراً بالغة في حال إصابة هذه الأسلحة.
وتعتبر القاعدة آخر مقر مهم للقوات النظامية غرب مدينة حلب في منطقة على تماس مع محافظة إدلب وتقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة.
كما تواصلات الاشتباكات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في دمشق ومحيطها. وأفاد المرصد بـ”اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في حي القدم في (جنوب) مدينة دمشق”، مشيراً الى تعرض أحياء أخرى جنوبية للقصف من قوات النظام.
ويحاول الثوار التقدم في اتجاه دمشق، الا أن النظام يركز قواته في المدينة لمنع تمدد المعارك اليها.
ونشر ناشطون شريط فيديو على موقع يوتيوب الالكتروني يظهر فيه اندلاع حريق كبير في منطقة بور سعيد في حي القدم، بحسب ما يقول المصور الذي يضيف أن “الجيش الحر يضرب الحواجز في حي القدم”. وتسمع في الوقت نفسه أصوات رشقات رشاشة كثيفة.
وسجل، بحسب المرصد، قصف من القوات النظامية على مدينتي داريا والمعضمية وبلدتي بيت سحم وعين ترما في ريف دمشق، بالتزامن مع اشتباكات تدور في المنطقة.
السفير الروماني
وكان لافتاً أمس مغادرة سفير رومانيا في سوريا دمشق إلى بيروت بسبب “التدهور الكبير في الوضع الأمني” في العاصمة السورية، كما أعلنت وزارة الخارجية الرومانية أمس.
وقال بيان إن “وزارة الخارجية دعت مجدداً المواطنين الرومانيين الى مغادرة الأراضي السورية في أسرع وقت بواسطة وسائل النقل التجارية التي لا تزال تعمل”.
ورومانيا هي إحدى الدول الغربية النادرة التي أبقت سفيراً في سوريا حتى الآن.
وكان آلاف الرومانيين وغالبيتهم من المتزوجين من سوريين أو سوريات أو هم أطفال لأزواج من الجنسيتين، وقعوا في شرك أعمال العنف الدامية في سوريا.
وأوضحت الوزارة أن “الجهاز القنصلي في السفارة الرومانية في دمشق سيبقى طالما سمح الوضع الأمني لضمان حماية ومساعدة المواطنين الرومانيين الذين لا يزالون في سوريا”.
باتريوت
في أنقرة، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي فولكان بوزكير أمس، إن نشر صواريخ باتريوت على الحدود مع سوريا سيكون رادعاً لأي خطر محتمل من سوريا.
ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية عن بوزكير، قوله للصحافيين، إن نشر صواريخ باتريوت سيكون بمثابة رادع فعّال يمنع سوريا من إرسال طائراتها إلى المناطق القريبة من الحدود مع تركيا.
واعتبر أن روسيا كانت بلداً أساسياً في حل الأزمة السورية، مشيراً إلى أن روسيا تملك مصالح مهمة في سوريا.
وكانت الحكومة الألمانية، وافقت الخميس الماضي، على إرسال صواريخ باتريوت بالإضافة إلى 400 جندي إلى تركيا، بعد إعلان حلف شمال الأطلسي (الناتو) الثلاثاء الماضي، الموافقة على نشر منظومة بطاريات صواريخ باتريوت على الحدود التركية ـ السورية، مؤكدة أنه لن يتم استخدامها لإنشاء منطقة حظر جوي أو لشن أي هجوم على سوريا.
ويذكر بأن لجنة الناتو زارت عدداً من المواقع في تركيا استعداداً لنشر الصواريخ، التي يمكن استخدامها لاسقاط أي صواريخ أو طائرات حربية سورية تعبر الحدود.
وكانت تركيا طلبت من (الناتو) نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا، في ظلّ تصاعد التوتر على الحدود التركية ـ السورية بعد تسجيل إصابات في تركيا نتيجة قذائف مصدرها الجانب السوري، في وقت أبدت فيه روسيا قلقها من نشر هذه الصواريخ.
روسيا
وفي موسكو وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الاتهامات الموجهة لروسيا والصين بإطالة أمد الأزمة السورية عبر استخدام حق النقض (الفيتو) بأنها معيبة.
ورفض لافروف اتهام روسيا والصين باستخدام “الفيتو” لمصادرة قرارات مجلس الأمن الدولي حول سوريا وإطالة أمد الأزمة السورية بأنها “اتهامات معيبة وغير شريفة”.
وشدد على أن “حق النقض الفيتو ليس نزوة، بل جزء من القانون الدولي، تم إقراره بمبادرة من الولايات المتحدة”. وأضاف أن “أولئك الذين كتبوا ميثاق الأمم المتحدة، وعوا جيداً أنه إذا لم يتم وضع صمام الأمان هذا، وتبني القرارات بالمخالفة لإرادة إحدى القوى الخمس، فإن هذه القرارات لن تنفذ، ما سيؤدي إلى عواقب وخيمة. إن تطبيق حق الفيتو هو تنفيذ للمسؤولية على مصير النظام العالمي”. وذكر لافروف أنه “ظهرت في هذا البلد في ذلك الحين مشاكل خطيرة، فالشعب أراد حقوقاً أكبر وتعب من نظام حكم الحزب الواحد، وقد آن الأوان فعلاً للإصلاحات، والحكومة من جانبها لم تقم بهذه الإصلاحات، ما استتبع بدء المظاهرات والاحتجاجات”.
ولفت إلى أنه “يمكن الاختلاف طويلاً الآن حول من المذنب، بالطبع، ومما لا شك فيه أن الأسد ارتكب أخطاء كثيرة، والإصلاحات جاءت متأخرة كثيراً، لكن الجرائم تأتي حالياً من هذا الطرف ومن الطرف الآخر أيضاً”.
وقال لافروف إن بلاده غير متمسكة بالرئيس السوري بشار الأسد ولا تجري مباحثات مع أي جهة حول مصيره. وأعلن خلال طاولة مستديرة في موسكو بعنوان روسيا والعالم المتغير: “نحن لسنا متمسكين بالأسد أو بأي شخصية أخرى، مضيفاً نحن لا نجري أي مباحثات حول مصير الأسد.. وجميع المحاولات لتصوير الوضع بشكل مغاير هي غير نظيفة.. حتى بالنسبة لدبلوماسية تلك البلدان التي من المعروف سعيها لتشويه الحقائق”.
غير أنه قال: “إن روسيا تجد من الضروري أن يجبر الأطراف في النزاع السوري على إلقاء السلاح والجلوس إلى طاولة المفاوضات، وليس الحديث إلى ما لا نهاية عن رحيل الأسد على حساب أرواح السوريين”.
اجتماع جنيف
لافروف أعلن أمس أن لقاء في جنيف سيجرى اليوم على مستوى نواب وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة بمشاركة المبعوث العربي والأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
وقال لافروف “التقينا مع (وزيرة الخارجية الأميركية) هيلاري كلينتون في دبلن منذ ثلاثة أيام حيث كان المبعوث الإبراهيمي الذي يعمل وسيطاً في الأزمة السورية.. وعرضوا علينا إقامة لقاء خاص للخبراء على مستوى نواب وزراء الخارجية لإجراء مناقشات مكثفة. ولقد قلنا نحن جاهزون في حال أضحى إعلان جنيف قاعدة لهذه المناقشات من دون إنذارات وشروط مسبقة كرحيل الرئيس الأسد”.
وكان الإبراهيمي أعلن في أعقاب لقائه مع لافروف وكلينتون الخميس انه اتفق مع الوزيرين على مواصلة العمل المشترك مع أجل إيجاد سبل للخروج من الأزمة السورية.
وقال لافروف يومها اتفقنا مع الأميركيين على أن خبراءنا سيجتمعون في الأيام المقبلة مع الإبراهيمي. وسنطرح ببساطة الأفكار المتضمنة في اتفاقيات جنيف على الطاولة، مشيراً إلى أن الإبراهيمي يأمل في أن تدعم موسكو وواشنطن جهوده في تنظيم إجراء حوار مع النظام السوري والمعارضة للتوصل إلى ما يمكن تنفيذه عملياً استناداً إلى اتفاقيات جنيف.
قطر والجامعة العربية
وفي الدوحة توقع كل من رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل ثاني والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي حصول تقارب في المواقف بين الولايات المتحدة وروسيا ازاء الازمة السورية، وذلك خلال المحادثات التي تجرى بين البلدين حالياً في جنيف بمشاركة المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي.
وقال العربي من الدوحة “هناك محادثات تجرى بين الولايات المتحدة وروسيا بمشاركة الممثل المشترك (الابراهيمي) وهذه المحادثات مستمرة اليوم في جنيف، ومعلوماتي ان الهدف منها هو البناء على ما جاء في البيان الختامي في اجتماع جنيف في 30 حزيران الماضي في بدء مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة لها صلاحيات كاملة”. واضاف أن “الهدف (من هذه المباحثات) إعداد قرار يصدر عن مجلس الأمن”, مضيفاً “ما إن يصدر (القرار) ستكون رسالة واضحة للنظام بأن الحماية سقطت”.
واعتبر العربي أن المعارضة السورية “يمكن ان تشكل بديلاً لتولي النظام في الوقت المناسب”، ودعا جميع الدول التي لها علاقات بفئات المعارضة الى “اقناعها بالتكاتف في هذه المرحلة الحاسمة لان الموضوع دخل الى دمشق” في اشارة الى وصول المعارك الى قلب العاصمة السورية.
وخلص العربي الى القول “من دون مبالغة دخلنا في المراحل النهائية” للأزمة السورية.
وقال رئيس وزراء قطر لدى افتتاحه أمس في الدوحة اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري التي يتراسها “نأمل من الاجتماعات التي تقوم في الوقت الحاضر بين الولايات المتحدة وروسيا التوصل الى فهم مشترك لما يجري في سوريا حتى يقوم مجلس الأمن بمسؤولياته بحسب ما تتطلبه الظروف في سوريا”.
“الشيوعي العراقي”
وفي سياق المواقف العراقية حيال ما يجري في سوريا فقد أبدى الحزب الشيوعي العراقي دعمه لتحول ديموقراطي شامل في سوريا، محذراً في الوقت ذاته من مخاطر اندلاع صراع طائفي قد يشعل دول المنطقة ومن بينها العراق.
وقال سكرتير الحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى لـ”المستقبل” إن “الحزب يقف بقوة مع الشعب السوري في طموحه للوصول إلى الديمقراطية وتحقيق إرادته كما يقف ضد التدخلات الخارجية وضد العنف الحاصل في سوريا.
وتابع موسى أن “الحزب الشيوعي يساند إتاحة الفرصة للشعب السوري في ظل أجواء مناسبة وصحية وديموقراطية لاختيار من يناسبه في الحكم “، محذراً من أن “هناك من يرغب بتحويل المشهد السوري الى صراع طائفي لن يسلم أي بلد من البلدان المجاورة من لهيب النار المشتعلة في سوريا ومن ضمنها العراق”.
وطالب سكرتير الحزب الشيوعي العراقي “الحكومة والمعارضة بالحوار والرجوع الى السلم ونبذ العنف وإيقاف الدمار الذي يحل في سوريا والابتعاد عن التدخلات الخارجية التي لا تضمر الخير لسوريا”، مشدداً على ضرورة “اعتماد المصلحة الوطنية لحل المشكلة السورية وتأمين الديمقراطية للشعب السوري وتمكينه من أن يحكم نفسه بنفسه.”
عودة عراقيين
في غضون ذلك أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة عن عودة 1389 عراقياً إلى بلادهم بسبب تفاقم الوضع في سوريا نتيجة الصراع الدائر منذ أشهر عدة.
وقالت المنظمة الدولية في بيان صحافي أمس إنها “سجلت عودة 1389 لاجئاً عراقياً من سوريا بين 29 تشرين الثاني والخامس من الشهر الجاري”.
وبحسب المنظمة فإن “عدد اللاجئين العراقيين الذين سجلت عودتهم منذ يوليو/تموز الماضي من سوريا الى العراق اصبح 58 ألفاً و213 بينهم ستة آلاف عادوا جوا”.
وكانت سوريا قبل اندلاع النزاع فيها تضم أكبر عدد من اللاجئين العراقيين الذين فروا من بلادهم إبان اندلاع العنف الطائفي عامي 2006 و2007.
دعم عربي لحكومة انتقالية كاملة الصلاحيات
أوروبا تناقش سوريا ومحاكمة الأسد
يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين في بروكسل لمناقشة الوضع في سوريا، بمشاركة رسمية لائتلاف المعارضة السورية الجديد، بينما أكدت اللجنة الوزارية العربية دعمها لتوافق دولي يفضي لانتقال السلطة وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية في سوريا، وسط رفض روسي لـ”فرض حلول خارجية”.
وقال دبلوماسيون أوروبيون إن الوزراء سيبحثون مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب سبل الدعم السياسي للمعارضة، وما إذا كان من الممكن إقامة دعوى قضائية ضد الرئيس بشار الأسد أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
من جانبها قالت روسيا اليوم إنها تعارض وضع أي شروط مسبقة لإجراء محادثات بين الحكومة
السورية والمعارضة، وإن التخطيط لمستقبل سوريا السياسي يجب ألا يفرض عليها من الخارج.
وكررت وزارة الخارجية دعوات بإنهاء القتال وبدء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة، وقالت إن روسيا ترفض “محاولات فرض حلول معدة للتطورات الاجتماعية والسياسية” في سوريا.
وجاء هذا الموقف بعد ساعات من تجديد اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية مطالبتها للرئيس السوري بالتنحي لتسهيل عملية بدء مرحلة انتقال السلطة.
دعم عربي للإبراهيمي
وأكدت اللجنة الوزارية المعنية بالوضع في سوريا، في بيان لها عقب اجتماعها بالدوحة، دعمها الكامل لمهمة المبعوث الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي إلى جنيف للتوصل مع أميركا وروسيا إلى صيغة تضمن تحقيق توافق بين أعضاء مجلس الأمن لاستصدار قرار يفضي إلى انتقال السلطة وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية.
وفي مؤتمر صحفي عقب الاجتماع قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن الهدف من هذه المحادثات إعداد قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي بناء على ما جاء في البيان الختامي في اجتماع جنيف في 30 يونيو/حزيران الماضي في بدء مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة لها صلاحيات كاملة، مشيرا إلى أن صدور القرار سيكون رسالة واضحة للنظام السوري بأن الحماية سقطت عنه.
واعتبر العربي أن المعارضة السورية “يمكن أن تشكل بديلا لتولي النظام في الوقت المناسب” ودعا جميع الدول التي لها علاقات بفئات المعارضة إلى “إقناعها بالتكاتف في هذه المرحلة الحاسمة لأن الموضوع دخل إلى دمشق” في إشارة إلى وصول المعارك إلى قلب العاصمة السورية.
وفي جنيف قالت الأمم المتحدة في بيان إن محادثات “بناءة” حول سوريا جرت الأحد بين الإبراهيمي وممثلين عن روسيا والولايات المتحدة.
وأضاف البيان أن المشاركين في الاجتماع بحثوا سبل المضي قدما نحو عملية سلمية وتعبئة تحرك دولي أكبر من أجل حل سياسي للأزمة السورية، وأكدوا مجددا أن الوضع في سوريا سيئ ويستمر في التفاقم.
ووفق البيان، رأت الأطراف الثلاثة أن عملية سياسية لوضع حد للأزمة في سوريا أمر ضروري ولا يزال ممكنا.
حكومة مؤقتة
وفي القاهرة بدأت المعارضة السورية اجتماعا مغلقا، أمس وعلى مدى يومين في القاهرة، لبحث تسمية رئيس حكومة مؤقتة.
وطبقا لمصادر بالمعارضة السورية، يهدف اجتماع القاهرة أيضا إلى استكمال الهيكل السياسي للائتلاف قبيل اجتماعات أصدقاء سوريا في مراكش المقرر في 12 من الشهر الجاري.
وقالت الناشطة السياسية فرح الأتاسي للجزيرة إنه تم اختيار رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا نائبا ثالثا لرئيس الائتلاف المعارض، مشيرة إلى أنه لم يتم بعد اختيار شخصية معينة لرئاسة الحكومة المؤقتة.
قتلى بسوريا وسيطرة على قاعدة بحلب
مع تواصل القصف والاشتباكات وتفجير بدمشق
قال ناشطون سوريون إن عدة كتائب من الجيش السوري الحر نجحت أمس الأحد في السيطرة على ثلاث سرايا وعلى مركز القيادة في الفوج 111 بمنطقة الشيخ سليمان في حلب، بينما وثق ناشطون مقتل 72 شخصا معظمهم في درعا ودمشق وريفها، مع تواصل القصف والاشتباكات بمناطق عدة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مقاتلين من جبهة النصرة وكتائب البتار والمهاجرين ومهاجري الشام، سيطروا على ثلاث سرايا وعلى مركز القيادة في الفوج 111 بمنطقة الشيخ سليمان بريف حلب الغربي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ مساء أمس السبت.
وأضاف المرصد أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل اثنين من مقاتلي المعارضة وجندي من القوات النظامية، وأسر خمسة آخرين، وفرار نحو 140 جنديا مع الضباط إلى مركز البحوث العسكري.
وكان الثوار الذين يحاصرون قاعدة الشيخ سليمان قد أوقفوا القصف عليها خشية وجود أسلحة كيميائية في مخازنها.
وصرح أحد القادة لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق اليوم بأن مقاتليه لن يستخدموا أسلحة ثقيلة، ويفضلون المحاصرة بدلا من الهجوم، لكن الثوار سيطروا على الموقع بعد ساعات وأعلنوا السيطرة على آخر قاعدة للجيش النظامي في هذه المنطقة الواقعة على تماس محافظتي إدلب وحلب.
وفي غضون ذلك، تتواصل المعارك في دمشق وريفها لتطويق العاصمة من قبل كتائب الثوار، إذ شهد حي القدم معارك عنيفة أسفرت عن تدمير أربع دبابات وقتل العديد من جنود النظام والشبيحة، بينما يستمر القتال في بلدتي داريا وعقربا، وفقا لشبكة شام.
كما تتواصل المعارك في مناطق عدة، مثل حي العامرية في حلب، وبلدة محجة في درعا، وبلدة بسنقول بإدلب، وحي الجبيلة وأحياء عدة بدير الزور.
وقد أحصى المركز السوري الوطني للتوثيق عدد الانشقاقات العسكرية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ليصل إلى 1301 منشق، وقال إن 44 منهم قد تم إعدامهم من قبل الجيش النظامي أثناء محاولتهم الانشقاق.
انفجارات وقصف
وعلى صعيد آخر، أفاد ناشطون أن سيارة مفخخة انفجرت صباحا قرب حديقة الطلائع في منطقة الفحامة بدمشق، وقالوا إن قوات الأمن ضربت طوقا أمنيا فيما سمعت أصوات سيارات الإسعاف.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن 72 شخصا قتلوا أمس في قصف متواصل على مناطق عدة في سوريا، فقد أكدت شبكة شام تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على أحياء الحجر الأسود والقدم والعسالي في العاصمة.
وأضافت أن القصف مستمر على بلدات عقربا وعين ترما وعربين وزملكا وداريا ومعضمية الشام وحوش عرب وسهل رنكوس ومناطق في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وأحصت الشبكة مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة جراء قصف صاروخي على بلدة إحسم بريف إدلب، بينما يتواصل القصف على معرة النعمان وقرى جبل الزاوية.
وبث ناشطون صورا للدمار والحرائق في حي الموظفين بدير الزور، وقالوا إن القصف مستمر على قرى عين عيسى والطويلعة وتل السمن في الرقة.
وتشهد محافظة اللاذقية حملة دهم واعتقالات عشوائية بحي الصليبة وفقا لناشطين، بينما تقصف المروحيات والراجمات قرى الكبير والحلوة والريحانية وناحية ربيعة وناحية كنسبا.
كما شهدت حماة اقتحاما في حي الأربعين نتج عنه اعتقال الكثيرين، بينما وثق ناشطون قصفا على أحياء جوبر والسلطانية ودير بعلبة ومعظم قرى مدينة القصير بحمص.
وفي درعا، تجدد القصف على مدن وبلدات طفس والمزيريب وكحيل والنعيمة والكرك الشرقي، كما اقتحم جيش النظام بلدات خراب الشحم ومحجة، وشن حملات دهم وحرق للمنازل، وفقا لناشطين.
جرحى الجيش الحر والبحث عن العلاج
أحمد دعدوش-الجزيرة نت
مع استمرار القصف واحتدام المعارك في مناطق عدة بشمال سوريا، يتدفق يوميا الكثير من اللاجئين والجرحى إلى الأراضي التركية بحثا عن الدواء والعلاج والاستشفاء. وبالرغم مما تقدمه الحكومة التركية من خدمات مجانية، فإن تزايد الطلب ونشوء بعض حالات الرفض والتضييق على اللاجئين من قبل فئات من السكان الأتراك المعارضين للثورة، دفع بالناشطين السوريين للبحث عن حلول عاجلة.
من مدينة كيليس التركية الحدودية، تحدث للجزيرة نت المتطوع عمر بلكش الذي يشرف على أوضاع اللاجئين بالمدينة، عن ازدحام مشفى كيليس الحكومي بعشرات الجرحى الذين يفدون إليه يوميا، مشيرا إلى أن المشفى لا يستقبل سوى الحالات الخطرة التي لا يتمكن المسعفون الميدانيون من معالجتها.
ويقول بلكش إن المشفى يسارع إلى إخراج الجرحى قبل تعافيهم لضيق المكان، مما اضطره لإيوائهم في ساحات المشفى تحت إشرافه ريثما يستعيدون قدرتهم على الحركة.
ومع تزايد أعدادهم، أسس بلكش مركزا للاستشفاء بالمدينة ليوفر لهم الدواء والراحة حتى استعادة عافيتهم، وقد أشار إلى صعوبة تدبير متطلبات المركز التي قد تصل إلى خمسة آلاف دولار شهريا.
وممن يوجدون في المركز المكون من طابقين، أبو يزن (18 سنة) الذي كان يقاتل مع الجيش السوري الحر في حلب، حيث اضطر للقفز من سطح بناء حاصرته قوات النظام مفضلا الموت على الوقوع في قبضتهم، وهو يتلقى العلاج من كسور في ظهره وقدمه، ويؤكد أنه سيعود للقتال بعد شفائه.
أما عمار الشيخ فيحكي عن قصة إصابته برصاصة في ذراعه أثناء هجوم على حاجز بيانون العسكري في حلب، وبالرغم من كونه معيلا لأربعة أطفال فقد أكد أيضا رغبته في العودة للقتال فور تعافيه.
عمليات جراحية
الطبيب حمدي عثمان وهو مسؤول في الجمعية السورية الإنسانية للإغاثة والتنمية، تحدث مطولا عن عمليات احتيال قام بها البعض بالتقاط صور للجرحى وترويجها بين متبرعين في دول عدة لاستجلاب مبالغ طائلة بذريعة علاجهم.
وأوضح أن وزارة الصحة التركية سارعت لقطع الطريق على هذه التصرفات، فعقدت قبل نحو أربعة أشهر مؤتمرا صحفيا أكدت فيه استعدادها لاستقبال الجرحى واللاجئين.
وقال عثمان إن مستشفيات أنطاكيا الحكومية أجرت مجانا نحو ستة آلاف عملية، كما تلقى أكثر من 150 ألف مريض خدمات علاجية، وذلك فضلا عن الخدمات المتاحة في المخيمات.
وأضاف أن المستشفيات الحكومية ازدحمت بنحو ثلاثة أضعاف طاقتها الاستيعابية، فقرر ناشطون سوريون إنشاء مستشفى خيري بمدينة الريحانية التركية لاستيعاب المزيد من الجرحى، واستقطاب الأطباء السوريين المقيمين في المنفى ممن يتمتعون بخبرات عالية، على أن يتخصص المستشفى في العمليات الجراحية الخطيرة التي قد لا تتوفر في المستشفيات الحكومية التركية أو الميدانية بداخل سوريا.
وكشف عثمان عن بدء العمل بالفعل لتجهيز المبنى الذي يبنى بجدران مسبقة الصنع لاختصار الوقت، حيث سيضم غرفتي عمليات وخمس عيادات للطوارئ، إضافة لغرف تستوعب 25 سريرا وعشرة للعناية المكثفة.
وبحسب القائمين على المستشفى التخصصي فإنه سيقدم خدماته مجانا لكل اللاجئين والجرحى، كما يسعى لاستقطاب الأطباء السوريين من المنفى بشكل دوري بحيث يتم استبدالهم على دفعات بما يتناسب مع إجازاتهم السنوية في عياداتهم بالدول التي يعملون فيها.
تضاؤل الخيارات أمام الأسد
أبرزها انسحابه للساحل
أشارت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إلى الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا، وقالت إنه بينما بدأ الثوار يضيقون الخناق على دمشق، فإنه لم يعد أمام الرئيس السوري بشار الأسد الكثير من الخيارات، ولكن المرجح هو انسحابه إلى الجبال التي يسيطر عليها العلويون.
وأضافت الصحيفة أن المناظر الخلابة المقابلة للقصر الرئاسي المقام على جبل قاسيون بالعاصمة دمشق لم تعد توفر المزيد من الطمأنينة هذه الأيام للرئيس المحاصر.
وقالت إن أعمدة الدخان تتصاعد منذ أسابيع عبر السماء في شمالي وشرقي وجنوبي موقع القصر الرئاسي، وذلك في ظل تواصل قوات الأسد في قصف المناطق هناك بالمدفعية والطائرات، في محاولة من جانبها لمنع مقاتلي الجيش السوري الحر الساعي لإسقاط النظام من الزحف والاقتراب من القصر الرئاسي.
وأوضحت أن قبضة الأسد على السلطة أصبحت واهية، وأن عشرين شهرا من مواجهة قواته للثورة لم تترك أمامه وأمام نظامه سوى القليل من الخيارات، ونسبت إلى دبلوماسي غربي قوله إنه ما من شك أن قدرة النظام تتضاءل وإن قوة الجيش السوري الحر مستمرة بالتعاظم والانتظام.
أسير نظامه
وأضافت الصحيفة أن حالة النظام السوري غير واضحة، وأنه ليس من الواضح ما إذا كان الأسد نفسه لا يزال يمسك بزمام الأمور في البلاد، مشيرة إلى أن الأسد ربما أصبح أسيرا لنظامه، وأنه لم يعد يلعب أي دور قيادي، ولكنه منعزل في قصره.
وقالت إن ثمة مجلسا أمنيا في سوريا مكونا من خمسين إلى مائة شخصية من النظام ومن الجيش تم انتقاؤهم من الطائفة العلوية، وإن هذا المجلس هو الذي يدير العمليات العسكرية ضد الثوار.
وأوضحت أن الثوار بدؤوا بتطويق دمشق، وتضييق الخناق على الأسد الذي لم يتبق أمامه من خيارات سوى أن يبقى في القصر الرئاسي حتى يلقى نهاية دموية محققا وعده الذي أطلقه أثناء مقابلة مع التلفزيون الروسي الشهر الماضي.
وأما الخيار الثاني أمام الأسد فيتمثل في أن ينجو بجلده هو وأسرته ويغادر دمشق ويطلب حق اللجوء السياسي في بلد ثالث مثل إيران أو فنزويلا اللتين ساندت حكومتاهما النظام السوري في العلن.
وأشارت الصحيفة إلى أن فيصل مقدادي نائب وزير الخارجية السوري زار كلا من فنزويلا وكوبا والإكوادور مؤخرا، وأن الأخيرة أعلنت لاحقا أنها لا ترحب بفكرة منح حق اللجوء السياسي للأسد.
وأضافت ساينس مونيتور أن الخيار الأرجح أمام الأسد يتمثل في احتمال تراجعه هو والقوات المسلحة والأمنية التابعة له إلى الجبال التي يسكنها العلويون والمطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، موضحة أن الجيش الحر لا يعترض طريق الآليات العسكرية التابعة للأسد والمتجه إلى الشمال من دمشق.
وقالت إن مقاتلي الحر ربما يقصدون من وراء عدم اعتراضهم لقوات الأسد المنسحبة على الطريق شمالي دمشق باتجاه طرطوس، تجنب معارك دموية محتملة عند انقضاض الثوار الأخير على دمشق.
ريهانلي مدينة تركية ترحب بالسوريين
في مخيم للاجئين بقضاء ريهانلي جنوبي تركيا، يجري تجهيز غرف العمليات ووحدات العناية المكثفة بإحدى مباني الجمارك المهجورة لاستقبال الفارين من جحيم المعارك في سوريا عن طريق معبر باب الهوى الذي يسيطر عليه الثوار.
وفي كل يوم يصل إلى ذلك المخيم مقاتلون من الثوار ومدنيون أثخنتهم جراحهم طلبا لعلاج هم في أمس الحاجة إليه.
وغير بعيد عن المخيم، تنهمر القنابل من المقاتلات السورية، حتى إن أجهزة مخابرات دولية حذرت من أن النظام السوري قد يعمد إلى حشو تلك القنابل برؤوس حربية كيماوية. ورغم ذلك يقول طبيب أمراض باطنية سوري يُدعى منذر يازجي وأطباء آخرون، إنهم عازمون على افتتاح مشفى يضم 60 سريرا في القريب العاجل.
“نحن في آخر مراحل سقوط النظام، وعلينا أن نكون على أهبة الاستعداد من الآن”، يقول يازجي الذي أقام في الولايات المتحدة زهاء 20 عاما ويدير حاليا منظمة طبية خيرية تتخذ من تركيا مقرا لها.
ويضيف قائلا إن المشفى سيتبرأ من كل ما كان نظام دمشق يقوم به، فهو سيعالج أفراد قوات الأمن السورية المعتقلين ممن قاتلوا الثوار دعما لحكومة الأسد التي ما انفكت تعتقل وتعذب وتقتل الأطباء الذين قدموا مساعدات طبية للمتظاهرين ومقاتلي المعارضة طوال أشهر الانتفاضة الشعبية.
ومدينة ريهانلي التركية تتنازعها أجواء حرب وسلام، فهي تكتظ بأناس يحلمون ببناء مشافٍ ومجالس بلدية ومحاكم مدنية ومراكز شرطة جديدة، بل وحتى إقامة حظائر لجمع النفايات في المناطق التي يسيطر عليها الثوار شمال غربي سوريا.
بيد أن ريهانلي من جانب آخر مكان يرزح في آلامه وأوجاعه، فالجرحى السوريون الذين عبروا الحدود بالمئات بحاجة إلى رعاية طبية متخصصة لا تتوفر لهم في الوقت الراهن.
وسكان ريهانلي البالغ تعدادهم 60 ألف نسمة وغالبيتهم من العرب السنة، يرتبطون بوشائج قربى مع السوريين الذين يعيشون على الجانب الآخر من الجبل وراء حاجز من الأسلاك يفصل بين الدولتين، ولذلك رحبوا باللاجئين السوريين الذين ناهز عددهم 15 ألفا.
وعلى النقيض من ترحيب ريهانلي بالسوريين، خرجت من مدن تركية أخرى يغلب على سكانها الانتماء إلى الطائفة العلوية، مظاهرات مؤيدة للرئيس الأسد.
ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، جنى بعض سكان المدينة أموالا من هؤلاء اللاجئين، فقد رفع أرباب العقارات أسعارها إلى خمسة أضعاف، ووضع التجار لافتات باللغة العربية لجذب اللاجئين الذين بالكاد يملكون أموالا لإنفاقها.
وتأتي معظم المساعدات الإنسانية في ريهانلي من تبرعات أثرياء سوريين في المهجر، فإحدى المشافي الصغيرة، مثلا موّلها مالك قناة أورينت التلفزيونية، وهو شخصية سورية معارضة تبث شبكته الإعلامية من دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
100 قتيل سوري.. وقاعدة عسكرية بيد الحر
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت لجان التنسيق المحلية إن 100 سوري قتلوا الأحد في مدن سورية عدة، بينهم 10 أطفال و4 سيدات. فقد سقط في دمشق وريفها 30 شخصا، و24 في حلب، و22 في إدلب بينهم سبعة من عائلة واحدة، و7 في حمص، ومثلهم في درعا، و5 في دير الزور.
إلى ذلك، استولت مجموعات مسلحة تابعة للجيش السوري الحر، الأحد، على جزء كبير من قاعدة الشيخ سليمان العسكرية شمال غربي سوريا، في خطوة من شأنها أن تعزز سيطرة المقاتلين المعارضين على هذه المنطقة من البلاد.
في الوقت نفسه، تواصلت الاشتباكات في دمشق ومحيطها حيث تجري منذ أسابيع عمليات عسكرية يسعى من خلالها المقاتلون المعارضون إلى التقدم نحو دمشق، بينما يركز النظام قواته في العاصمة لحمايتها والسيطرة على شريط آمن من حولها.
وشوهد علم أسود للمقاتلين يرفرف فوق أحد الأبنية التي تم الاستيلاء عليها، في وقت كانت الاشتباكات مستمرة بالأسلحة الرشاشة الخفيفة للاستيلاء على ما تبقى من القاعدة الواقعة على تلة صخرية على بعد حوالى 12 كيلومترا شمال غربي مدينة حلب.
وتعتبر القاعدة الممتدة على مسافة كيلومترين تقريبا آخر مقر مهم للقوات النظامية في منطقة على تماس مع محافظتي حلب وإدلب تقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد في وقت سابق عن سيطرة مقاتلين ينتمون إلى كتائب عدة على “ثلاث سرايا ومركز القيادة في الفوج 111 في منطقة الشيخ سليمان بريف حلب الغربي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة” قتل فيها مقاتلان معارضان وجندي نظامي.
وأفاد المرصد في بيان عن اشتباكات في مدينتي المعضمية وحرستا وبلدتي بيت سحم وعقربا في ريف دمشق، وقصف على مدن داريا وحرستا والمعضمية وبلدات مديرا وخيارة دنون وبيبلا وعين ترما وحوش عرب ويلدا.
العرب يدعون الأسد للتنحي
دبلوماسيا دعت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري، الأحد، في ختام اجتماعها في الدوحة، الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي لتسهيل بدء مرحلة الانتقال للسلطة، كما أكدت دعمها لمهمة المبعوث الدولي الأخضر الأبراهيمي.
وجاء في الفقرة الأولى من البيان الختامي لاجتماع اللجنة أنها تطلق “النداء مجددا بمطالبة الرئيس بشار الأسد الاستجابة لقرار مجلس جامعة الدول العربية القاضي بتنحي الرئيس عن السلطة لتسهيل عملية بدء مرحلة الانتقال للسلطة ووقف سفك الدماء والتدمير”.
كما أكد البيان “الدعم الكامل لمهمة السيد الإبراهيمي في التوصل إلى صيغة تضمن التوصل إلى توافق بين أعضاء مجلس الأمن لاستصدار قرار يفضي إلى انتقال السلطة وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية”.
وفي المؤتمر الصحافي الذي اعقب الاجتماع قال رئيس الحكومة القطرية ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إنه “من الواضح أننا في المراحل النهائية لسقوط النظام” السوري.
ورحب البيان الختامي “بما تم إنجازه في اجتماعات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، ودعا “جميع الدول والمنظمات العربية والدولية الى تكثيف جهودها لإعداد خطة شاملة لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة وإدخالها للمناطق المنكوبة في سوريا وللنازحين داخل الأراضي السورية واللاجئين السوريين في دول الجوار”.
الائتلاف السوري يؤجل تشكيل الحكومة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال مصدر سوري إن “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية قرر تأجيل تشكيل الحكومة الانتقالية إلى ما بعد مؤتمر أصدقاء سورية المقرر عقده في المغرب” في 12 ديسمبر الجاري، مشيرا إلى أن “ذلك التأجيل جاء إلى حين استكمال الاعتراف الدولي بالائتلاف”.
واتخذ قرار التأجيل في ختام اجتماع الائتلاف مساء الأحد بأحد فنادق القاهرة.
ودعا قادة الائتلاف بشكل طارئ لعقد هذا الاجتماع لحسم قضية الحكومة المؤقتة قبل مؤتمر مراكش، وتشكيل المجلس السياسي للائتلاف غير أن تصويتًا جرى بين الأعضاء حسم خيار التأجيل لما بعد المؤتمر.
وتزعم خيار التأجيل كتلة المجلس الوطني السوري داخل الائتلاف، التي رأت أن الحكومة المؤقتة تحتاج لمقرات آمنة بالداخل السوري ودعم مادي، وقبل ذلك اعتراف دولي كامل، وهو ما يمكن الحصول عليه في مؤتمر مراكش؟، وذلك حسبما نقلت وكالة أنباء الأناضول.
وقرر أعضاء الائتلاف اختيار جورج صبرا نائبًا لرئيس الائتلاف، ليصبح النائب الثالث بعد رياض سيف وسهير الأتاسي.
وكان عضو الائتلاف الوطني، عبد الباسط سيدا، كشف في وقت سابق أن التوجه العام لتشكيل الحكومة الانتقالية ينحو لأن تكون مصغرة، وتقتصر على الوزارات السيادية والضرورية للشعب السوري.
سلاح الخبز يصيب السوريين بأزمة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
يتحول الخبز شيئا فشيئا إلى مادة نادرة في غالبية المناطق السورية، ما يحرم السكان من القوت الأساسي في غذائهم ويغرقهم أكثر فأكثر في أزمة إنسانية صعبة، بحسب ما يقول بعض هؤلاء وعدد من الناشطين.
وفي خطوة تمثل إقرارا بوجود هذه المشكلة، أقدمت الحكومة السورية على تشكيل لجنة رسمية لمتابعة تأمين هذه المادة والحفاظ على أسعارها الرسمية.
في الأحياء القديمة في مدينة حمص (وسط) التي تخضع لحصار من القوات النظامية منذ نحو ستة أشهر، يبدو أن الوضع هو الأكثر سوءا.
ويقول ناشط في المدينة قدم نفسه باسم “أبو خالد” (30 عاما) “نضطر إلى استخدام طحين منتهي الصلاحية. رمينا نحو ثلث الكمية لأن الدود كان ينخرها، كما أننا نفتقد للخميرة. أما بالنسبة إلى الماء، علينا تكرير المياه غير الصالحة للاستهلاك لأن مياه الشقة مقطوعة”.
وبحسب ما يقول أبو بكر المقيم أيضا في حمص “أسوأ ما في الأمر هو أن الذين يعانون مشاكل صحية، مثل السكري أو القصور الكلوي لا يمكنهم الاستمرار على قيد الحياة مع تغذية مماثلة”.
يضيف “إنهم يأكلون البرغل والطماطم المجففة، لكن إلى متى؟ حتى كمية الغذاء التي نجدها في المنازل التي هجرها أهلها، بدأت تنفد”.
في مدينة داريا بريف دمشق الذي يشهد في الفترة الأخيرة عمليات عسكرية واسعة، يحاول السكان إنقاذ مخزونهم من الطحين. ويقول “أبو كنان: “الأربعاء أخدنا الطحين من الفرن الآلي الذي كان النظام يقيم حاجزا إلى جانبه، ولم يكن في إمكان أحد الاقتراب منه”.
وأشار إلى أن ذلك تم “بعد تراجع النظام من المنطقة”، وأن الناشطين أخذوا الطحين “قبل أن يعود (النظام) ويحرقه كالعادة”.
وفي ضاحية جرمانا جنوب شرق دمشق التي تقطنها غالبية موالية للحكومة، يؤكد محمد، وهو سائق سيارة أجرة، أنه يضطر “للانتظار ساعتين أو ثلاث أمام المخبز”. ويوضح “أقف في الصف خلال الليل لئلا أخسر ساعات العمل خلال النهار”.
يضيف “أبتاع ربطة من 15 رغيفا بسعر 15 ليرة سورية (16 سنتا أميركيا في السوق السوداء). لكن البعض يشترون الربطات لإعادة بيعها أمام الفرن بسعر 50 ليرة سورية”.
في محافظة الرقة الشمالية على الحدود مع تركيا، “الأوضاع الإنسانية لم تعد تطاق”، بحسب ما قال ناشط من المحافظة قدم نفسه باسم ثائر الرقي.
ويشير إلى أن “ربطة الخبز صار ثمنها دولارين إن وجدت. هناك نقص حاد في مادة الخبز” يؤثر على سكان المحافظة والذين نزحوا إليها من المناطق المجاورة.
في حلب كبرى مدن شمال البلاد ومحيطها، بات السكان يواجهون صعوبة في العثور على الخبز للمرة الأولى منذ بدء المعارك اليومية في المدينة منذ أكثر من أربعة اشهر.
ويقول داود وهو شاب في العقد الثاني من العمر من سكان حي السريان القديم وسط المدينة إن “الفرنين الموجودين في الحي لم يعملا منذ السبت بسبب عدم توافر الطحين والوقود لتشغيل الفرن ما زاد من معاناة قاطني الحي المكتظ بالسكان والوافدين كونه يعتبر من الأحياء الآمنة في المدينة”.
ويشير داود الذي يقطن مع والدته إلى أن نقص الخبر لم يؤثر عليه كثيرا “نحن شخصان في المنزل ويمكننا تدارك المشكلة إذا لم تطل مدتها، ولكن هناك الكثير من العائلات الكبيرة التي يفوق عدد أفرادها العشرة وتعتمد على الخبر كمادة أساسية للغذاء. لن يكون الأمر سهلا بالنسبة اليهم”.
ويقول مصطفى وهو أب لخمسة أولاد ويقيم في منطقة الجميلية في وسط حلب “هناك فرن حكومي واحد قريب من منزلي ما زال ينتج الخبز، لكن الحصول عليه مستحيل في ظل طوابير طويلة من المصطفين والمنتظرين”، متحدثا عن “مشاكل وشجارات ترافق الانتظار”.
وأدى النقص في المادة إلى ارتفاع أسعار الخبز في غالبية أحياء حلب والمناطق المحيطة بها. ويقول مصطفى إن “توقف الأفران عن العمل ترك السكان تحت رحمة عدد قليل جدا من أفران المعجنات المصنعة لمادة الخبز أيضا، حيث تجاوز سعر ربطة الخبز فيها المئتي ليرة سورية رغم أن سعرها الرسمي 15 ليرة”.
وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) الثلاثاء الماضي عن قرار رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي تشكيل لجنة رسمية مهمتها “متابعة كل الموضوعات المتعلقة بتأمين مادة الخبز من كل النواحي”، واتخاذ “كل الإجراءات الكفيلة لضمان توفير المادة للمواطنين وبالأسعار الرسمية”.
نظام الأسد يخسر آخر مواقعه الاستراتيجية في ريف حلب
بعد اشتباكات مع الجيش الحر أسفرت عن مقتل العديد من جنود بشار وأسر بعضهم
دبي – قناة العربية
سيطر لواء أحرار دارة عزة جند الله، التابع للجيش الحر على ثلاث سرايا في الفوج مئة وأحد عشر في منطقة الشيخ سليمان، في ريف حلب الغربي آخر معقل للنظام في المنطقة.
وقال اللواء في بيان له إن عناصره استولوا على السرايا الثلاث بينها الدفاع الجوي، ومستودعات البحوث العلمية، إثر اشتباكات عنيفة أسفرت عن مصادرة أسلحة ثقيلة وخفيفة وقتل وأسر عدد من جنود النظام أثناء معركة التحرير.
وفي آخر التطورات الميدانية، أفادت شبكة شام الإخبارية بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام بحي الصالحية في العاصمة دمشق، تلاها حملة اعتقلات في المنطقة والمناطق المجاورة وسط انتشار أمني كثيف.
كما قصف الطيران الحربي وراجمات الصواريخ مدن داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق بالتزامن مع قصف مدينة زملكا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية.
وإلى ريف حمص تعرضت مدينة الحولة لطلقات المدفعية والدبابات المرابطة خلف حواجز جيش النظام.
وأضافت شبكة شام أن قوات النظام شنت حملة دهم للمنازل واعتقالات عشوائية في حيي الجورة وطب الجورة في محافظة دير الزور. كما داهمت القوات النظامية أحياء الصليبة ومرتقلا وشارع 8 آذار في اللاذقية وسط انتشار أمني.
معاذ الخطيب: نجري مشاورات لتشكيل حكومة انتقالية
أكد أن الائتلاف سيحل تلقائياً بعد إجراء أول انتخابات حرة في سوريا
العربية.نت
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب إجراء مشاورات مع أطياف المعارضة لتشكيل حكومة انتقالية.
ودعا الخطيب في خطاب مصور، جميع أطياف الشعب السوري إلى التوحد، قائلاً إن النظام المتوحش فرض حالات معقدة على الجميع وجر الشعب السوري إلى محرقة، ودمر البلاد والجيش.
كما شدد على أن الائتلاف لا يسعى إلى مناصب أو توزيع حصص، وأنه سيحل تلقائياً بعد إجراء أول انتخابات حرة في سوريا.
ولفت إلى أن الائتلاف يسعى إلى الحصول على اعتراف أكبر عدد من الدول، من أجل إدارة المرحلة القادمة عبر إنشاء حكومة انتقالية.
إلى ذلك، أكد أن هناك مساع حثيثة من أجل بناء هيئة قضائية لكي لا يعم الفراغ. وأضاف أن هناك العديد من الهيئات القضائية والشرعية في العديد من المناطق المحررة من أجل منع انتشار الفوضى.
وحيا الجيش الحر وعناصره، مؤكداً أن الثورة مستمرة وهي سلمية، إلا أن النظام وحده هو من دفع الناس إلى حمل السلاح.
وأشار إلى أن الجيش الحر يضم العديد من الفئات والمجموعات، وأن واجبها الحفاظ على وحدة التراب السوري، مشدداً على أن الشعب السوري سيتصدى لأي محاولة لتقسيم البلاد من أي جهة أتت.
وختم حديثه إلى كافة أطياف الشعب السوري من مسلمين ومسيحيين وعلويين ودروز، داعياً إياهم إلى التوحد.
انفجار سيارة مفخخة في دمشق.. ومعارك على طريق المطار
1300 منشق عن نظام بشار الأسد خلال نوفمبر ضمنهم ضباط كبار ودبلوماسيون
دبي – قناة العربية
أفادت شبكة شام، الأحد، بانفجار سيارة مفخخة في منطقة الفحامة في دمشق، حيث عمدت قوات النظام إلى إغلاق المنطقة، وهُرِعت سيارات الإسعاف إلى المكان.
ومن جهتها، قالت شبكة سانا الثورة إن الجيش الحر اقتحم مركزاً للحرس الجمهوري في منطقة البياض على طريق مطار دمشق الدولي، وتم تحرير عدد من المعتقلين وتكبيد قوات بشار الأسد خسائر في الأرواح.
وأفاد المجلس العسكري الثوري أن الجيش الحر سيطر على بلدة خناصر في حلب، وقطع خطوط الإمداد البري للنظام في المنطقة.
كما أفادت لجان التنسيق بأن الجيش الحر سيطر على حاجز حي تشرين في دمشق.
ومن ناحية أخرى، أحصى المركز السوري الوطني للتوثيق 1300 منشق عن النظام السوري خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
وتضم قائمة المنشقين ضباطاً كباراً وصف ضباط ومجندين وعدداً من الدبلوماسيين بالإضافة إلى أفراد من أكبر العشائر في سوريا.
وإلى ذلك، تعقد اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالأزمة السورية اجتماعاً لها في الدوحة، الأحد.
مصادر معارضة سورية: اجتماع في روما برعاية سانت أيجيديو لبحث آفاق حل الأزمة
باريس (8 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر معارضة سورية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن شخصيات سورية معارضة ستجتمع في العاصمة الإيطالية روما في السابع عشر من الشهر الجاري في مؤتمر حول الأزمة في سورية تنظمه جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر يومين شخصيات سورية معارضة مستقلة وأخرى تنتمي لهيئات وتكتلات مُعارضة لكنها لن تمثّل كتلها، منها الإسلامية المعتدلة واليسارية والقومية والكردية، من داخل وخارج سورية، وسيناقش وفقاً لهذه المصادر سبل وقف تهميش الحلول السياسية وتصاعد العنف في سورية، وملامح سورية في مرحلة انتقال السلطة وما بعدها
وكانت شخصيات من تيارات سياسية سورية معارضة مختلفة قد اجتمعت في روما في تموز/ يوليو الماضي في مقر جماعة سانت إيجيديو، وتوصل المجتمعون إلى نداء لوقف العنف ووضع مقدمات الحل السياسي للمرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية فيها، أُطلق عليه اسم “إعلان روما” حينها
من أهم ما جاء في هذا الإعلان وقتها أن الأزمة التي تعيشها سورية “ناتجة عن الحل الأمني العسكري في مواجهة الانتفاضة الشعبية المطالبة بالحرية والكرامة”، وهو الذي أدى إلى “تعميم العنف وتصاعد كبير في الخسائر البشرية والدمار العام”، وأن المعارضة السورية “تناضل من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الإنسان. وحث النداء حينها على العمل من أجل “وقف دوامة العنف، ودعم كل أشكال النضال السياسي السلمي والمقاومة المدنية بمختلف تعبيراتها”، ودعا “الجيش السوري الحر وكل من حمل السلاح للمشاركة في عملية سياسية تؤدي إلى سورية سلمية آمنة وديمقراطية”، وطالب المجتمع الدولي “بتحقيق توافق دولي يؤسس لمخرج سياسي من الأوضاع المأساوية الراهنة، يقوم على فرض فوري لوقف إطلاق النار، وسحب المظاهر المسلحة وإطلاق سراح المعتقلين والإغاثة العاجلة للمنكوبين وعودة المهجرين وصولاً إلى مفاوضات شاملة لا تستثني أحداً تستكمل بمصالحة وطنية أصيلة تستند إلى قواعد العدالة والإنصاف”.
ومن أهم الشخصيات التي حضرت اجتماع جماعة سانت إيجيديو الأول أمل نصر، عبد السلام أحمد، عبد العزيز الخير، سمير عيطة، رجاء الناصر، رياض درار، ميشيل كيلو، صدى حمزة، أنس جودة، أيهم حداد، فائق حويجة، هيثم مناع، علي رحمون، ريم تركماني، فايز سارة وعقاب أبو سويد
قوى معارضة سورية تسعى لعقد مؤتمر (القاهرة 2) وروسيا تريد (جنيف 2)
روما (7 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر في المعارضة السورية إنها تسعى لعقد مؤتمر جديد في العاصمة المصرية يضم كافة القوى والتيارات المعارضة استكمالاً لمؤتمر القاهرة الذي في عُقد في تموز/يوليو الماضي ووقّعت في نهايته تيارات المعارضة المختلفة على وثيقتي “العهد الوطني” التي تحدد شكل الدولة بعد سقوط النظام و”مشروع المرحلة الانتقالية” الذي يؤكد على رحيل النظام وحواشيه ونقل السلطة بعملية سياسية
وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن عدداً من القوى السياسية السورية لا تمانع من عقد مثل هذا المؤتمر استمراراً واستكمالاً للمؤتمر السابق، وسيجري التواصل مع القوى الأخرى الأساسية للتنسيق بهذا الشأن لجعل الفكرة واقعاً، دون أن توضح المصادر رأي الائتلاف المعارض الجديد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بهذا الاقتراح
وشارك بمؤتمر القاهرة بشكل أساسي المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق وتيارات وقوى سياسية وشخصيات معارضة أخرى وكان برعاية الجامعة العربية
وتنص وثائق مؤتمر القاهرة على ضرورة استعادة الشرعية لسلطة الشعب وبناء الدولة الجديدة على قاعدة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، والعمل على ترسيخ دعم الشعب السوري الواحد، لبناء دولة مدنيّة ديموقراطية تعددية تؤسس لجمهورية ثانية، وتدعو إلى وضع آلية إلزامية لحماية المدنيين، مع جدول زمني لتنفيذ فوري لكامل قرارات مجلس الأمن وجامعة الدول العربية من أجل إقامة نظام بديل تعددي تداولي ديمقراطي تبدأ بإسقاط النظام بكافة مرتكزاته ورموزه
إلى ذلك قالت مصادر دبلوماسية روسية إن موسكو ا ستسعى لعقد مؤتمر (جنيف 2) حول مجموعة العمل الدولية لسورية، وأن يتم توسيع قاعدة الدول المشاركة فيه
ورغم استبعادها قبول الولايات المتحدة وأوربا لمثل هذا الاقتراح، إلا أنها أشارت إلى أن روسيا ستسعى لذلك وتشترط عقد مثل هذا المؤتمر للاتفاق على قواعد وأسس يمكن أن يتم نقلها لاحقاً إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرارات جامعة حول الأزمة السورية
معارضون سوريون يسيطرون على مركز قيادة للجيش بمساعدة جهاديين
بيروت (رويترز) – قال نشطاء يوم الأحد إن مقاتلي المعارضة يدعمهم إسلاميون متشددون سيطروا على مركز قيادة أحد أفواج الجيش السوري في شمال البلاد في الوقت الذي نفت فيه روسيا تكهنات بأنها تعد لاحتمال رحيل حليفها عن السلطة.
وهاجمت قوات الرئيس بشار الأسد وحدات من المعارضين على مشارف دمشق لصد مقاتلي المعارضة الذين يسعون إلى التقدم نحو وسط المدينة.
وحقق المعارضون مكاسب كبيرة في الأسابيع الماضية وهو ما يرجع لأسباب منها حصولهم على مساعدة متشددين مثل جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في العراق والتي استبعدت من قيادة عسكرية للمعارضة جرى تشكيلها حديثا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جبهة النصرة التي دعت إلى إقامة دولة إسلامية في سوريا شاركت في السيطرة على مركز قيادة الفوج 111 بالجيش في شمال البلاد.
وأضاف أنه تم أسر نحو خمسة جنود بينما فر قائد الفوج وحوالي 140 من رجاله إلى موقع آخر قريب تابع للجيش.
ونفت روسيا مورد الأسلحة الرئيسي لسوريا تلميحات من بعض المراقبين بأن دعمها للأسد قد يتراجع.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعد اجتماع مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون والمبعوث الدولي الخاص للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي “لا نجري محادثات عن مصير الأسد.”
ونقلت وكالة إيتار تاس للأنباء عن لافروف قوله “كل محاولات تصوير الموقف بشكل مختلف مضللة.”
وتطالب واشنطن وحلفاؤها في دول حلف شمال الأطلسي – وهي دول تساند المعارضة – برحيل الأسد لإنهاء الصراع في سوريا الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص.
وعرقلت روسيا والصين صدور قرارات من الأمم المتحدة ضد الأسد وقالتا إنهما تعارضان التدخل الأجنبي في الصراع.
ورغم ذلك أشار مسؤولون غربيون مؤخرا إلى تقارير مخابرات تفيد بأن الأسد قد يلجأ إلى استخدام أسلحة كيماوية.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج يوم السبت “رأينا أدلة كافية لنعرف أنهم يحتاجون إلى تحذير وقد تلقوا تحذيرا وأتمنى أن ينتبهوا لذلك.”
ونفت سوريا كثيرا هذه الاتهامات واتهمت الغرب باختلاق الذرائع للتدخل الأجنبي.
وسيطر المعارضون على عدة قواعد عسكرية في الأسابيع القليلة الماضية رغم أن بعض النشطاء يقولون إنه ليس هناك أي مؤشرات على اقترابهم من الإطاحة بالأسد.
ورغم ذلك تعكس سيطرة المعارضين على مركز قيادة الفوج في منطقة الشيخ سليمان بمحافظة حلب التعاون المتزايد مع الإسلاميين المتشددين بل وموالاتهم حيث أثبتوا أنهم من أكثر المقاتلين فعالية.
ولم يتضح بعد مدى تأثير استبعاد جبهة النصرة من القيادة العسكرية الجديدة للمعارضة في سوريا – وهي خطوة دعمها مسؤولون أمنيون من تركيا ودول عربية وغربية – على الجهود الرامية لتوحيد صفوف المعارضة وزيادة الدعم المالي لها.
ويغلب الإسلاميون أيضا على القيادة الجديدة التي يترأسها العميد سليم إدريس رغم أنها حظيت بتأييد الكثير من الدول الغربية التي أبدت معارضتها لدعم مقاتلي المعارضة بسبب وجود المتشددين.
والجماعات المتشددة مثل جبهة النصرة صغيرة نسبيا إذا ما قورنت بالفصائل الأخرى لكن نفوذها زاد في الأشهر الماضية بفضل عملياتها الناجحة. ويعتقد بعض السكان والمعارضين أن المتشددين أكثر انضباطا من بعض المعارضين الذين اتهموا بالنهب والخطف.
وتحولت دمشق إلى نقطة محورية للمعارك خلال الأسابيع الماضية في الوقت الذي أغلق فيه مقاتلو المعارضة المطار الدولي باشتباكهم مع قوات الأسد هناك.
وجرى تعليق الرحلات الجوية فيما يقول سكان إن طريق المطار مغلق.
ونشر معارضون وصفوا حملتهم بأنها “عملية فتح الطريق إلى دمشق” يوم الأحد مقطعا مصورا على الإنترنت يظهر معارك عنيفة وانفجارات تهز عدة بلدات ريفية حول العاصمة. وأظهر التسجيل المصور أيضا مقاتلين من المعارضة يطلقون النيران من دبابة استولوا عليها من الجيش.
وقال تقرير بثه التلفزيون السوري إن القوات السورية في داريا دمرت بعض “الأوكار الإرهابية” التي يستخدمها تنظيم القاعدة لتخزين الأسلحة و”أدوات إجرامية”. وعادة ما يصف التلفزيون السوري المعارضين بأنهم “إرهابيون”.
وأضاف التلفزيون أن الكثير من “الإرهابيين” لقوا حتفهم.
وذكرت قناة العالم الإيرانية التي تبث بالعربية إن الجنود السوريين حرروا دبلوماسيا إيرانيا اختطف في ضواحي دمشق يوم السبت. وكان معارضون اختطفوا الملحق الثقافي بالسفارة الإيرانية في دمشق في حي السيدة زينب.
ويستهدف مقاتلو المعارضة الإيرانيين في سوريا حيث يتهمون الكثير منهم بالانتماء لقوات الأمن الإيرانية. وإيران هي الممول والداعم الرئيسي للأسد في المنطقة. ويحتجز المعارضون أيضا 48 إيرانيا تقول طهران إنهم زوار.
(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
من إريكا سولومون
اللجنة الوزارية العربية تطلق نداءها للأسد: اترك منصبك الآن
اطلقت اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري نداءً جديدا للرئيس السوري بشار الأسد بضرورة التنحي، فيما لم تستبعد قطر أن يلجأ النظام السوري للأسحة الكيميائية ضد الشعب.
الدوحة:ا ف ب
دعت اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري مساء الاحد في ختام اجتماعها في الدوحة الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي لتسهيل بدء مرحلة الانتقال للسلطة، كما اكدت دعمها لمهمة المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي.
وجاء في الفقرة الاولى من البيان الختامي لاجتماع اللجنة انها تطلق “النداء مجددا بمطالبة الرئيس بشار الاسد الاستجابة لقرار مجلس جامعة الدول العربية القاضي بتنحي الرئيس عن السلطة لتسهيل عملية بدء مرحلة الانتقال للسلطة ووقف سفك الدماء والتدمير”.
كما اكد البيان “الدعم الكامل لمهمة السيد الابراهيمي في التوصل الى صيغة تضمن التوصل الى توافق بين اعضاء مجلس الامن لاستصدار قرار يفضي الى انتقال السلطة وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية”.
وفي المؤتمر الصحافي الذي اعقب الاجتماع قال رئيس الحكومة القطرية ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني انه “من الواضح اننا في المراحل النهائية لسقوط النظام” السوري.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس لم يستبعد الشيخ حمد استخدام النظام السوري للاسلحة الكيميائية في المعارك الدائرة حاليا. وقال “لا استبعد استخدامهم اي اسلحة لانه متى نزعت الرحمة والعدالة من قلب فان اي انسان يستطيع ان يفعل ما يريد”.
ورحب البيان الختامي “بما تم انجازه في اجتماعات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” ودعا “جميع الدول والمنظمات العربية والدولية الى تكثيف جهودها لاعداد خطة شاملة لتوفير المساعدات الانسانية العاجلة وادخالها للمناطق المنكوبة في سوريا وللنازحين داخل الاراضي السورية واللاجئين السوريين في دول الجوار”.
كما طلب المجتمعون “من الامانة العامة للجامعة العربية عقد مؤتمر للمنظمات والهيئات العربية المعنية في مجال تقديم المساعدات الانسانية وذلك لتنسيق جهود الاغاثة”، كما طلبوا منها “التحضير من اجل اعداد مؤتمر عام لاعادة الاعمار في سوريا”.
وتم تذييل البيان بتحفظات ابدتها كل من الجزائر والعراق.
وكان كل من الشيخ حمد والامين العام للجامعة العربية نبيل عمرو توقعا في مستهل الاجتماع حصول تقارب في المواقف بين الولايات المتحدة وروسيا ازاء الازمة السورية، وذلك خلال المحادثات التي تجري بين البلدين حاليا في جنيف بمشاركة المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي.
وقال العربي من الدوحة “هناك محادثات تجري بين الولايات المتحدة وروسيا بمشاركة الممثل المشترك (الابراهيمي) وهذه المحادثات مستمرة اليوم في جنيف، ومعلوماتي ان الهدف منها هو البناء على ما جاء في البيان الختامي في اجتماع جنيف في 30 حزيران/يونيو الماضي في بدء مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة لها صلاحيات كاملة”.
وقال العربي ان “الهدف (من هذه المباحثات) اعداد قرار يصدر عن مجلس الامن” مضيفا “ما ان يصدر (القرار) ستكون رسالة واضحة للنظام بان الحماية سقطت”.
وكان الشيخ حمد قال لدى افتتاحه اجتماع هذه اللجنة التي يترأسها “نأمل من الاجتماعات التي تقوم في الوقت الحاضر بين الولايات المتحدة وروسيا التوصل الى فهم مشترك لما يجري في سوريا حتى يقوم مجلس الامن بمسؤولياته حسب ما تتطلبه الظروف في سوريا”.
واضاف المسؤول القطري “نأمل ان شاء الله ان كانت هناك حكمة وبقية صواب، ان يحتكم القائمون في سوريا للعقل والمنطق، ومحاولة وقف ما يجري فورا والدخول في عملية انتقالية واضحة تضع حدا لحمام الدم في سوريا”.
وقال الشيخ حمد ايضا “منذ بدأت الاحداث والاجتماعات في الدوحة كنا نتمنى ان ينحل الموضوع بالود، لكن بعد كل هذا الدمار والدماء التي سالت يجب ان نقف ونقول كفى ويجب ان يكون هناك انتقال للسلطة”.
واضاف “نحن نثق بالمبعوث الخاص الاخضر الابراهيمي ونتمنى ان يتوصل مع الدول الخمس الدائمة العضوية الى فهم مشترك لتطبيق القرارات العربية والدولية والاتفاق على رحيل النظام وتشكيل حكومة وحدة وطنية”.
وحول محادثات جنيف قالت الامم المتحدة في بيان صدر مساء الاحد ان محادثات “بناءة” حول سوريا جرت الاحد في جنيف بين الابراهيمي، وممثلين عن روسيا والولايات المتحدة.
وتمثلت روسيا بنائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف والولايات المتحدة بمساعد وزيرة الخارجية وليام بيرنز.
وهذا اللقاء ياتي اثر الاجتماع الثلاثي الذي عقد في السادس من كانون الاول/ديسمبر في دبلن بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والابراهيمي.
وقال بيان الامم المتحدة ان “الاجتماع كان بناء وعقد في جو من التعاون”.
وسعى المشاركون فيه الى العمل على “دفع عملية السلام وحشد المزيد من العمل الدولي لصالح حل سياسي للازمة السورية”.
واخيرا، اضاف البيان ان الاطراف الثلاثة “اكدوا مجددا” ان “الوضع في سوريا سيء ويستمر في التفاقم”.
وراى الاطراف “ان عملية سياسية لوضع حد للازمة في سوريا امر ضروري ولا يزال ممكنا”.