أحداث الاثنين 13 تشرين الثاني 2017
الكرملين لا يقبل «تأويل» واشنطن لتهدئة الجنوب
لندن – «الحياة»
رفضت الرئاسة الروسية ما اعتبرته «تأويلاً خاطئاً» من واشنطن لمضمون اتفاق «خفض التوتر» في الجنوب السوري الذي تم التوافق عليه بين الأردن وروسيا وأميركا، معتبرة «أنه لا محل للتفسير والتأويل… ولا بد من الاستناد إلى نص المذكرة الصحيح». وجاءت اعتراضات الكرملين عقب قول مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية إن التفاهم الثلاثي بين موسكو وواشنطن وعمان لإنشاء منطقة «خفض توتر» جنوب سورية قرب الحدود مع إسرائيل، «ينص على جلاء جميع القوات الأجنبية عن جنوب غربي سورية بما فيها القوات الإيرانية والفصائل المسلحة الموالية لها، وأن روسيا وعدت ببحث هذه القضية مع السلطات السورية». ونقل عن المسؤول الأميركي قوله أيضاً إن مذكرة عمّان «تضمن بقاء جنوب غربي سورية تحت سيطرة فصائل المعارضة حتى إتمام التسوية السياسية».
وقال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي، إن إسرائيل ستبقي على ضرباتها العسكرية عبر الحدود مع سورية، لمنع أي انتهاكات من جانب إيران و «حزب الله».
ودعا الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، واشنطن إلى الكف عن محاولات تأويل نص المذكرة الروسية – الأميركية- الأردنية المبرمة في عمّان في الثامن من الشهر الجاري حول منطقة «خفض التوتر» في جنوب غربي سورية.
وفي حديث إلى الصحافيين أمس، قال بيسكوف: «لا محل لأي تفسير أو تأويل، ولا بد قبل كل شيء من الاطلاع على نص المذكرة وقراءته. من غير المقبول هنا التفسير المزدوج، ولا بد من الاستناد إلى نص المذكرة الصريح».
وأضاف: «المذكرة قبل الإعلان عنها، خضعت للبحث والمشاورات على مستوى الخبراء، وتم الاتفاق على صيغتها في دانانغ خلال قمة آبيك الأخيرة من وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ريكس تيلرسون، قبل أن ترفع إلى الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب اللذين أقرّاها في شكل نهائي».
وشدد على رفض موسكو تصريحات مسؤولين أميركيين مفادها أن تفاهم «خفض التوتر» جنوب سورية يتضمن إجلاء ميليشيات حليفة للنظام السوري وإبقاء المنطقة تحت سيطرة فصائل معارضة.
تزامناً، أفادت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» بأن قافلة محملة مساعدات إنسانية دخلت منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة من القوات النظامية قرب دمشق.
وكانت الأمم المتحدة حذرت أخيراً من تردي الأوضاع الإنسانية في الغوطة الشرقية، حيث يعاني حوالى 400 ألف شخص من نقص حاد في الأدوية والمواد الغذائية بسبب الحصار المحكم الذي تفرضه القوات النظامية عليها منذ عام 2013.
وذكرت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» أن قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 24 شاحنة دخلت بالتعاون مع منظمة «الهلال الأحمر العربي السوري» والأمم المتحدة أمس، إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية الواقعة شرق العاصمة.
وتشمل المساعدات مواد غذائية وأدوية تكفي لحوالى 21500 محتاج، وفق ما أوضحت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر آنجي صدقي.
وكانت قافلة المساعدات الأخيرة دخلت دوما في 17 آب (أغسطس)، كما دخلت قافلة تضم عشرات الشاحنات المحملة مساعدات إنسانية تكفي 40 ألف شخص إلى بلدات في الغوطة الشرقية نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
ووصف يان إيغلاند رئيس مجموعة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، الغوطة الشرقية بأنها «قلب المعاناة».
وطالبت الأمم المتحدة خلال الأيام الأخيرة مرات عدة بإجلاء حوالى 400 شخص، موضحة أن 29 منهم، بينهم 18 طفلاً، «سيموتون في حال عدم إجلائهم».
وحذرت «منظمة الصحة العالمية» في بيان أمس، من «الوضع الحرج» في الغوطة، «حيث إن حياة مئات الأشخاص، بينهم العديد من الأطفال، معرضة للخطر»، وعبّرت عن أسفها لعدم حصولها على التصاريح اللازمة لعمليات الإجلاء الطبي.
ميدانياً، تمكنت القوات النظامية السورية من القضاء على عدد كبير من عناصر «داعش»، بينهم قياديون، خلال عمليات متواصلة في ريف دير الزور.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الطيران الحربي نفذ عشرات الغارات على تجمعات ونقاط تحصين التنظيم في الريف الغربي للبوكمال، ما أسفر عن تدمير آليات وأسلحة وعتاد. وأضافت أن من بين قتلى التنظيم عدداً من قيادييه، منهم هاني الثلجي وأبو منذر الشيشاني وأبو محمد الصافي.
انسحاب مفاجئ للقوات السورية من منازل رستم غزالي
دبي – «الحياة»
قالت مصادر ميدانية في محافظة درعا (جنوب سورية)، إن قوات النظام انسحبت ليلة أمس (السبت) من منازل المسؤول السابق في النظام السوري اللواء رستم غزالي، في بلدة قرفا شمال المحافظة.
وكان عناصر فرع الأمن العسكري يسيطرون على منازل الضابط الذي شغل مناصب مهمة في استخبارات النظام وجيشه في سورية ولبنان، قبل ان يلقى حتفه في ظروف غامضة في 2015، واتخذوا منها مقرات للفرع.
ونقلت جريدة «زمان الوصل» عن المصادر تأكيدها أن هذا القرار صدر الأربعاء الماضي وبدأت قوات النظام بالانسحاب ليل أمس، بأوامر من فرع الأمن العسكري بعدما تحولت منازله مفارز أمنية تابعة للأمن ولعناصر ميليشيا «حزب الله» في المنطقة الشمالية من درعا.
ووفق ناشطين في المحافظة فإن الانسحاب المفاجئ «جاء بعد الإعلان عن تشكيل ميليشيات جديدة في المنطقة الشمالية في درعا تحت اسم اللواء 313 التابع للحرس الثوري الإيراني في سورية في شكل مباشر».
وأشار الناشطون إلى أن المنازل التي انسحبت منها قوات النظام كانت متاخمة لطريق دمشق- درعا وهي ذات موقع استراتيجي، ومن المتوقع تسليمها لميليشيا «الحرس الثوري» الإيراني المشكلة حديثاً في درعا، والتي يسعى الأخير إلى إعادة تجميع مقاتلي الميليشيات الموالية لإيران فيها ضمن هذا التشكيل.
وقتل اللواء غزالي في نيسان (أبريل) 2015، بعدما جرد من رتبته ومنصبه، واختلطت الروايات التي شاعت عن ظروف وتوقيت تعيينه وإقالته ومقتله، والتي ساهم النظام بنشر بعضها للتغطية على السبب الرئيس لاغتياله.
قذائف عدة تسقط على أطراف العاصمة السورية
دبي – «الحياة»
سقطت قذائف هاون عدة اليوم (الأحد)، على مناطق في سوق الهال في منطقة الزبلطاني شرق العاصمة السورية دمشق، ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص وأوقع أضرار مادية.
وذكرت «وكالة الأنباء السورية» (سانا) أن «المجموعات المسلحة جددت خرق اتفاق منطقة تخفيف التوتر في الغوطة الشرقية عبر استهدافها بقذيفتي هاون منطقة الزبلطاني في دمشق».
ونقلت «سانا» عن قيادة شرطة دمشق قولها إن «المجموعات المسلحة اعتدت صباح اليوم بقذيفتي هاون على منطقة الزبلطاني ما تسبب بإصابة شخص بجروح ووقوع أضرار مادية بالممتلكات العامة والخاصة».
وأصيب الثلثاء الماضي 13 شخصاً بجروح متفاوتة الخطورة جراء «استهداف المجموعات المسلحة المنتشرة في الغوطة الشرقية بقذائف الهاون شارع 29 أيار وحي الشاغور ومنطقة العباسيين السكنية»، وفق الوكالة.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ذكر أمس، أنه سمع دوي انفجارات في أطراف دمشق ناجمة عن سقوط قذائف استهدفت أماكن في منطقتي الدويلعة وكباس، ما تسبب بوقوع أضرار مادية.
وأضاف «المرصد» أن قذائف سقطت على أماكن في منطقة الروضة في ضاحية جرمانا (جنوب دمشق)، ما تسبب بمقتل طفل وإصابة خمسة آخرين، ولا يزال عدد الضحايا مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة.
وفي دير الزور، اتهمت دمشق طيران «التحالف الدولي» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بقيادة الولايات المتحدة، بارتكاب «مجزرة جديدة» ليلة أمس، راح ضحيتها عشر مدنيين وبعض المسعفين في منطقة تل الشاير في ريف دير الزور عند الحدود السورية – العراقية.
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية قولها إن «طيران التحالف الأميركي قصف مواقع سكنية في منطقة تل الشاير وقرية الدعيجي في ريف دير الزور ما تسبب باستشهاد أكثر من 10 مدنيين وعدد من المسعفين الذين حاولوا نقل الجرحى ووقوع أضرار مادية كبيرة بممتلكات الأهالي ومنازلهم».
وبيّنت المصادر، بحسب الوكالة، أن «طائرات مسيرة لتحالف واشنطن استهدفت سيارة تقل عدداً من المسعفين برفقة عدد من الجرحى، ما أسفر عن تدمير السيارة واستشهاد من بداخلها».
وطالبت وزارة الخارجية السورية مجلس الأمن والأمم المتحدة بالعمل على «حل التحالف الدولي ووضع حد لعدوانه ومجازره بحق المدنيين في سورية، وإلزام كل الدول بتطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب».
معارك عنيفة حول البوكمال والطيران السوري يشن عشرات الغارات
لندن – «الحياة»
ما زالت الاشتباكات متواصلة بين القوات النظامية السورية وحلفائها من جهة و «داعش» من جهة آخرى حول محيط البوكمال، أحد آخر جيوب التنظيم في شرق سورية. في موازاة ذلك، قتل أكثر من 10 مدنيين بقصف لطائرات «التحالف الدولي» في منطقة تل الشاير في قرية الدعيجي في ريف الحسكة على الحدود السورية العراقية. وأفاد شهود عيان بأن طيران التحالف قام بقصف مواقع سكنية في المنطقة، ما تسبب بوقوع قتلى وأضرار مادية كبيرة في ممتلكات المدنيين ومنازلهم. وقالت مصادر محلية إن طائرات مسيرة للتحالف، استهدفت سيارة تقل عدداً من المسعفين برفقة عدد من الجرحى، ما أسفر عن تدمير السيارة ومقتل من في داخلها.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن الطيران الحربي النظامي نفذ عشرات الغارات على تجمعات ونقاط تحصين تنظيم «داعش» في الريف الغربي لمدينة البوكمال ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم وتدمير آليات وأسلحة وعتاد.
وأضافت «سانا» أن وحدات القوات النظامية تتابع تقدمها في ملاحقة عناصر «داعش» داخل منطقة حويجة. وأكدت مصادر من الريف الشرقي لمدينة دير الزور فرار مجموعات جديدة من «داعش» من بين أخطر أفراد التنظيم في قرية الزور. ومع احتدام القتال حول البوكمال، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «داعش» استعاد السيطرة علي المدينة ليل أول من أمس ما أدى إلى تجدد المواجهات العنيفة مع القوات النظامية.
وأعلن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن «سيطرة داعش على مدينة البوكمال في شكل كامل، وقوات النظام (السوري) والمقاتلون الموالون باتوا في محيط المدينة على بعد كيلومتر او كيلومترين من أطراف المدينة»، مضيفاً ان ذلك تم «نتيجة الكمائن والهجمات بالعربات والعبوات المفخخة».
وتقع البوكمال على الجانب السوري من الحدود مع العراق وتشكل آخر معقل مهم لتنظيم «داعش» في سورية.
وكانت القوات النظامية أعلنت الخميس استعادة كامل مدينة البوكمال إلا أن التنظيم المتطرف شن الجمعة هجوماً مضاداً واستعاد السيطرة على نحو نصف مساحتها.
كما أعلن «المرصد» مقتل 26 مدنياً على الأقل بينهم تسعة أطفال في قصف مدفعي وغارات جوية روسية استهدفت مخيمين للنازحين وقرى في شرق سورية ليل أول من أمس.
وأوضح «المرصد» أن المناطق المستهدفة في ريف مدينة البوكمال شرق محافظة دير الزور شملت قرى ومخيمين اثنين، اكتظت بالنازحين الفارين من المعارك في المدينة.
أردوغان: على من لا يرون حلاً عسكرياً في سورية سحب قواتهم
أنقرة – رويترز
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الاثنين)، إن من لا يعتقدون بجدوى الحل العسكري للصراع في سورية عليهم أن يسحبوا قواتهم، بعدما قال الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين أول من أمس ان «لا حل عسكرياً في سورية».
وقال أردوغان للصحافيين قبل أن يتوجه إلى روسيا: «لدي مشكلة في فهم هذه التصريحات. إذا كان الحل العسكري خارج الحسابات فعلى من يقولون ذلك أن يسحبوا قواتهم».
وذكر أنه سيناقش المسألة مع الرئيس الروسي. وسيبحث معه أيضاً الحل السياسي في سورية والتحركات المشتركة مع روسيا في منطقة عفرين السورية، وتفاصيل صفقة شراء نظام «إس-400» للدفاع الصاروخي.
وسيبحث أردوغان خلال الزيارة أيضاً «مؤتمر شعوب سورية» للحوار الذي ترعاه موسكو مع بوتين.
وقال ناطق باسم أردوغان الأسبوع الماضي إن المؤتمر المقرر عقده برعاية روسيا في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، تم تأجيله وإن الفصيل الكردي – السوري الرئيس لن يتلقى دعوة للحضور إذا عقد المؤتمر لاحقاً بعد اعتراض تركيا.
الدفاع المدني السوري : 100 شخص بين قتيل وجريح في قصف روسي لسوق بريف حلب
حلب – (د ب أ): أفاد مسؤول بالدفاع المدني السوري الاثنين، بسقوط أكثر من مئة شخص بين قتيل وجريح جراء قصف طائرات روسية لسوق في مدينة الاتارب بريف حلب الغربي .
وقال علي عبيد من الدفاع المدني في مدينة الاتارب، إن ” أكثر من مئة شخص سقطوا بين قتيل وجريح ظهر اليوم في استهداف طائرات روسية لسوق الاتارب بثلاثة صواريخ متتالية ما أدى لدمار السوق”.
وأضاف أن مستشفى الاتارب أغلق ولم يعد يستقبل المصابين بسبب أعدادهم الكبيرة ، لافتاً إلى أن سبب ارتفاع عدد الضحايا يعود للقصف المتتالي على السوق .
وأشار إلى أن ” السوق دمر بشكل كامل ، وأن عدداً كبيراً من الجثث والجرحى لا تزال تحت الانقاض “.
سوريا: غارات روسية تقتل عشرات الأطفال… واحتدام المعارك حول البوكمال
خلاف بين الكرملين وواشنطن حول تفسير «المذكرة الثلاثية»
Nov 13, 2017
حلب ـ موسكو ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان ووكالات: قتل العشرات بقصف مدفعي وغارات جوية روسية استهدفت مخيمين للنازحين وقرى في شرقي سوريا، حسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح أن القصف استهدف مناطق على ضفاف نهر الفرات، إضافة إلى قرى في ريف مدينة البوكمال شرقي محافظة دير الزور ومخيمين، اكتظت بالنازحين الفارين من المعارك في المدينة التي استعاد تنظيم الدولة السيطرة عليها بالكامل السبت.
وأكد المرصد أن القصف المستمر منذ ليل الجمعة على محافظة دير الزور أدى الى مقتل 50 مدنياً، بينهم 20 طفلاً. وكان المرصد ومقره بريطانيا أعلن السبت حصيلة للقصف والغارات بلغت 26 قتيلاً.
وعلى جبهة مدينة البوكمال الحدودية مع العراق كثفت قوات النظام السوري قصفها للمدينة وجرت معارك عنيفة حولها بعد أن أعلن الخميس استعادة كامل مدينة البوكمال، إلا أن تنظيم الدولة شن الجمعة هجوماً مضاداً وأفاد المرصد مساء السبت أن تنظيم الدولة استعاد السيطرة عليها بشكل كامل.
من جهة أخرى دعا دميتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين واشنطن إلى الكف عن محاولات تأويل نص المذكرة الروسية – الأمريكية – الأردنية المبرمة في عمّان في الثامن من الشهر الجاري حول جنوب غربي سوريا. وفي حديث للصحافيين، قال بيسكوف إنه «لا محل بهذا الشأن لأي تفسير أو تأويل، ولا بد قبل كل شيء من الاطلاع على نص المذكرة وقراءته. من غير المقبول هنا التفسير المزدوج، ولا بد من الاستناد إلى نص المذكرة الصريح».
وأضاف بيسكوف: «المذكرة قبل الإعلان عنها، خضعت للبحث والمشاورات على مستوى الخبراء، وتم الاتفاق على صيغتها في دانانغ خلال قمة «آبيك» الأخيرة من قبل وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والأمريكي ريكس تيليرسون، قبل أن ترفع للرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب اللذين أقرّاها بشكل نهائي».
يذكر أنه سبق لمسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية أن زعم أن المذكرة الثلاثية المشار إليها «نصت على جلاء جميع القوات الأجنبية عن جنوب غربي سوريا بما فيها القوات الإيرانية والفصائل المسلحة الموالية لها، وأن روسيا وعدت ببحث هذه القضية مع السلطات السورية». وعلاوة على ذلك، أضاف المسؤول الأمريكي أن مذكرة عمّان «تضمن بقاء جنوب غربي سوريا تحت سيطرة المعارضة السورية حتى إتمام التسوية السياسية لأزمة السوريين».
نتنياهو يلمح إلى أن إسرائيل ستتصرف بحرية في سوريا
القدس – (رويترز): قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين، إنه أبلغ الولايات المتحدة وروسيا بأن إسرائيل ستواصل التحرك عبر الحدود السورية وفق احتياجاتها الأمنية حتى في الوقت الذي تسعى فيه القوتان التوصل لهدنة.
وقال نتنياهو في تصريحات علنية لأعضاء من حزبه ليكود في البرلمان “نسيطر على حدودنا ونحمي بلادنا وسنواصل القيام بذلك”.
وأضاف “أبلغت أيضاً أصدقاءنا، أولاً في واشنطن وكذلك أصدقاءنا في موسكو، بأن إسرائيل ستتصرف في سوريا بما في ذلك جنوب سوريا وفقاً لفهمنا ووفقاً لاحتياجاتنا الأمنية”.
بعد تهديدات مخابرات الأسد… المعارضة المسلحة تغلق أبرز المعابر جنوبي دمشق
هبة محمد:
دمشق ـ «القدس العربي»: أغلقت المعارضة السورية المسلحة جنوبي العاصمة السورية دمشق، أبرز المعابر الإنسانية الفاصلة بين مخيم اليرموك ومنطقة «يلدا»، بعد تهديدات تلقتها من أحد أبرز الأذرع الأمنية للنظام السوري في المنطقة.
ووفق المعلومات والتفاصيل التي حصلت عليها «القدس العربي» من مصادر خاصة، فإن رئيس شعبة المخابرات العسكرية في نظام الأسد، اللواء محمد محلا، هدد المعارضة السورية بإغلاق حاجز «ببيلا- سيدي مقداد» الرابط بين مناطق المعارضة والنظام، في حال لم تقم الفصائل بإغلاق حاجز «العروبة» الفاصل بين مخيم اليرموك ويلدا، «معبر العروبة يفصل بين مناطق تنظيم الدولة ومناطق المصالحات».
وفي رواية أخرى، فإن اللواء «محلا» قال لوفد المصالحة الممثل لبلدات جنوبي دمشق: «إما أن يغلق حاجز العروبة، أو سنعتبر يلدا «منطقة مصالحة»، كمخيم اليرموك تابعة لداعش».
مكاتب المعارضة الأمنية نفذت القرار
إغلاق المعبر تم وفق المصادر، عبر «المكاتب الأمنية» التابعة لمجالس المعارضة المحلية، وذلك بتوجيه من لجان المصالحة، حيث أن هذه المكاتب نفذت عملية إغلاق المعبر بموافقة ضمنية من فصائل المعارضة السورية، وهي «جيش الإسلام – شام الرسول – جيش الابابيل» التي تسيطر على المعبر المغلق منذ يوم السبت.
من جهة أخرى يتم الحديث عن أن إغلاق المعبر يأتي ضمن إطار تنفيذ بنود المصالحة 46 والتي تشمل بنوداً عدة أهمها إغلاق الطرق باتجاه المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة»، وحصر، واحصاء السلاح الموجود لدى فصائل المعارضة وتشكيل مجموعات لقتال التنظيم بدعم وإشراف مباشر من قبل النظام السوري.
8 آلاف عائلة محاصرة
ويعتبر معبر «العروبة» الشريان الرئيسي لأكثر من ثمانية آلاف عائلة سورية وفلسطينية تقطن داخل «مخيم اليرموك، التضامن، الحجر الأسود، العسالي، والقدم»، لا سيما بعد إغلاق النظام السوري لمعبر «العسالي» على خلفية ضبطه لشحنة أسلحة متوجهة نحو جنوبي دمشق أواخر شهر أيلول/سبتمبر الفائت.
من جهة أخرى، سُجل حصول حالات قنص لمدنيين من قبل تنظيم «الدولة»، ووقوع اشتباكات مع المعارضة السورية على معبر «العروبة»، وفق ما قاله الناشط الإعلامي «أحمد مصطفى» لـ «القدس العربي».
وأضاف الناشط، ازدادت الأوضاع الإنسانية سوءاً خصوصاً بعد إغلاق معبر «العسالي» في حي «القدم» الفاصل بين مناطق النظام ومناطق سيطرة التنظيم، لتشهد المنطقة بعد ذلك اتفاقاً بين المعارضة السورية وتنظيم «الدولة» على فتح معبر «العروبة»، بهدف تحييد المدنيين عن الصراع، وفق شروط، أهمها، السماح للطلاب القاطنين في مخيم اليرموك والتضامن والحج بالتوجه إلى مدارسهم في يلدا، بعد منعهم من قبل حواجز التنظيم.
إغلاق معبر «العروبة – يلدا» خلال تلك الفترة تسبب بحدوث عشرات الوفيات بسبب انعدام الرعاية الطبية، بالإضافة إلى فقدان أدنى المواد الغذائية وارتفاع جنوني في الأسعار أنذر بعودة شبح الحصار الذي تسبب بوفاة أكثر من 300 مدني في مناطق «مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن» ليعود من جديد إغلاق المعبر مؤخراً بأوامر من نظام الأسد ووفق اتفاق ضمني يجمعه مع فصائل المعارضة السورية.
شبح الجوع يطارد المدنيين
وأطلقت العديد من الفعاليات المدنية، والناشطون جنوبي دمشق، مناشدات إنسانية خلال الآونة الأخيرة لرفع الحصار عن آلاف العائلات المحاصرة، والسماح بدخول المواد الغذائية لهم، وتحييدهم عن الصراعات والحروب والاتفاقيات. كما تستمر قوات النظام السوري ومجموعات القيادة العامة والفصائل الفلسطينية الموالية للنظام بفرض حصارها على مخيم اليرموك لأكثر من 1570 يوماً على التوالي. مما فتح باب معاناة كبيرة على الأهالي في المخيم، حيث تم قطع الماء والكهرباء ومُنع على إثره ادخال المواد الغذائية والطبية وغيرها، ويُحظر على الأهالي الخروج أو الدخول من مداخل المخيم الرئيسية والتي تسيطر عليها مجموعات من الأمن السوري والمجموعات الفلسطينية الموالية لها، مما أدى إلى قضاء 197 لاجئاً غالبيتهم من الفلسطينيين السوريين بسبب الجوع ونق الرعاية الطبية.
وأشارت فاعليات مدنية جنوبي دمشق أواخر شهر أيلول الفائت عبر مناشدتها للمجتمع الدولي، أن عدد العائلات المتبقية في المخيم تزيد عن ثلاثة آلاف عائلة، يعيشون في ظروف غير إنسانية، مشيرين إلى أن من بينهم 35 عائلة يحاصرها تنظيم الدولة منذ أكثر من شهر في منطقة غرب اليرموك الواقعة تحت سيطرة جبهة النصرة ولا يُعرف مصيرهم.
أردوغان يلتقي بوتين في سوتشي لبحث الأزمة السورية
إسطنبول ــ باسم دباغ
يتوجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود، للقاء نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، للمرة الخامسة هذا العام، لمناقشة العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية.
وتم الاتفاق على الاجتماع بين الزعيمين خلال مكالمة هاتفية في 29 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، جرى خلالها مناقشة التعاون في مجال الطاقة، وكذلك الجهود المبذولة للوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وياتي اللقاء في إطار الجهود المبذولة لتثبيت مناطق خفض التصعيد بين النظام السوري والمعارضة السورية، بموجب محادثات أستانة، والتي كان آخرها الاتفاق على منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب، التي يسيطر على أجزاء واسعة منها تنظيم “هيئة تحرير الشام”، المصنف على قوائم الإرهاب العالمية، لصلته بتنظيم “القاعدة”، إذ تم بموجب الاتفاق دخول القوات التركية إلى المحافظة، ووضعت، بحسب بيان الأركان التركية، نقطتي مراقبة على الجبهات مع مليشيات “قوات الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السوري للعمال الكردستاني) في منطقة عفرين التابعة لحلب، بينما تعمل على وضع باقي نقاط المراقبة في المحافظة، والتي من المقدر أن يصل عددها بين 14 إلى عشرين نقطة في مختلف الجهات، لمراقبة وقف إطلاق النار.
ويأتي اللقاء بعد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، والتقى خلالها بنائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، حيث قالت مصادر تركية مطلعة لـ”العربي الجديد” بأن اللقاء كان أفضل من المتوقع بكثير.
وتسعى الإدارة التركية إلى تعزيز التعاون مع موسكو، وبالذات في ما يخص طرد “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، التي يشكل “الاتحاد الديمقراطي” عمودها الفقري، من مناطق ريف حلب الشمالي، في كل من تل رفعت ومطار منغ، وصولًا إلى محاصرتها في مدينة عفرين، وذلك بينما يستمر التشاور بين الجانبين في ما يخص الخطوات المقبلة التي سيتم اتخاذها في محافظة إدلب، وسط قضم بطيء ومستمر يقوم به النظام على جبهات ريف حماة الشمالي مع “هيئة تحرير الشام”.
كما من المنتظر أن يناقش الجانبان تطورات صفقة منظومة صواريخ “إس 400” روسية الصنع، التي أكّد وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، إتمامها قبل أيام، بما في ذلك الاتفاق على تصنيع جزء من البطاريات في الأراضي التركية، وسط تضارب الأنباء حول موافقة موسكو على توطين جزء من تكنولوجيا المنظومة في تركيا.
ومن المتوقع أيضًا أن يناقش الجانبان فكرة موسكو بعقد مؤتمر الحوار الوطني، أو “مؤتمر شعوب سورية” في مدينة سوتشي، والذي يبدو متعثرًا، وسط رفض المعارضة السورية المشاركة فيها، وكذلك وسط رفض تركي لمشاركة “قوات الاتحاد الديمقراطي” في المؤتمر.
وتم تطبيع العلاقات التركية الروسية بشكل كامل، الشهر الماضي، إثر سماح موسكو باستيراد الطماطم التركية، وذلك بعدما شهدت العلاقات بين الجانبين أزمة كبيرة عام 2015، إثر قيام سلاح الجو التركي بإسقاط مقاتلة روسية اخترقت الأجواء التركية، رغم التحذيرات المتكررة.
ويتجه الرئيس التركي، بعد زيارة سوتشي، إلى كل من الكويت وقطر، لمناقشة الأزمة الخليجية، في ظل الحصار الذي تفرضه كل من السعودية والإمارات والبحرين على دولة قطر، والتصعيد الكبير بين كل من الرياض وطهران في لبنان واليمن، والذي أعقب استقالة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الدين الحريري، المفاجئة، وإطلاق الحوثيين صاروخًا باليستيًا على العاصمة السعودية الرياض.
افتتاح”معبر مورك” بين النظام والمعارضة… للتجارة فقط
فتحت قوات النظام و”هيئة تحرير الشام”، الأحد، طريق دمشق–حلب الدولي، من الجهة الغربية لمدينة صوران الواقعة تحت سيطرة النظام، وصولاً إلى موّرك الخاضعة لسيطرة “الهيئة”. واستؤنفت الحركة التجارية فقط، من دون حركة المدنيين، بعد إغلاق الطريق لأكثر من ثلاث سنوات، بحسب مراسل “المدن” هارون الأسود.
وعبرت بشكل رسمي، أول قافلة تجارية من مناطق سيطرة النظام في مدينة حماة، نحو المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، الأحد، مؤلفة من 25 شاحنة مقطورة محملة بمواد غذائية لم تحدد نوعيتها. كما خرجت 7 شاحنات معظمها محملة بالخضار من مناطق سيطرة المعارضة نحو مناطق النظام.
وأُطلق على الطريق اسم “معبر موّرك”، كون الأوتوستراد الدولي كان معطلاً عند مدينة مورك المحاذية له ومغلقاً بشكل شبه تام، لتعرضه إلى قصف مستمر عطلت الحركة عليه خلال السنوات الماضية، هذا عدا عن السواتر الترابية المقامة عليه.
وقال مصدر لـ”المدن”، إن “هيئة تحرير الشام” قامت بإزلة السواتر الترابية عن الأوتوستراد الدولي، صباح الأحد، وأضاف أن هنالك اتفاقيات مشتركة تنص على منع استهداف الطريق من كل الأطراف، وتحييده عن العمليات العسكرية، كونه يشكل شريان حياة للمناطق المحررة شمالي سوريا، وله أهمية بالغة لدى النظام.
وجاءت عملية فتح الأوتوستراد من جهة مورك، عقب سيطرة “هيئة تحرير الشام” مطلع تشرين الأول/أكتوبر، على قرية أبو دالي شمال شرقي حماة، التي كانت بمثابة معبر بين النظام والمعارضة وخط تهريب رئيسي. وتحاول قوات النظام فتح الطريق الدولي دمشق–حلب، من معبر مدينة الرستن الخاضعة لسيطرة المعارضة شمالي حمص. وتجري مفاوضات بواسطة الوفد الروسي مع فصائل المعارضة الرافضة للأمر، كونها تربطه بملف المعتقلين البالغ عددهم نحو 12 ألفاً.
وتبدو العمليات التجارية التي بدأت في معبر موّرك جريئة، لا تشابه الحركة التجارية في معبر أبو دالي سابقاً، أو منفذ قلعة المضيق ذي الطريق الوعر الذي يصعب عبور الشاحنات الكبيرة من خلاله.
ويعوّل ناشطون على أن تشكل الاتفاقيات المبرمة حول “معبر موّرك” ضمانة تهدأ من بعدها حدة القصف الجوي على بلدة موّرك، وتفضي إلى عودة أهلها، خاصة بعد خلوها من المدنيين بشكل شبه تام، عقب عمليات عسكرية عنيفة أدت إلى تدميرها بنسبة 90 في المائة وجعلت منها منطقة غير مأهولة. وكانت قوات النظام قد أنشأت في بلدة موّرك أواخر العام 2013 تحويلة سير إلى شرقي الأوتوستراد نحو شمال مدينة معرة النعمان، مروراً بقرى التمانعة وتلمنس، خلال سيطرتها على معسكري الحامدية ووادي الضيف، واتخذت الطريق الدولي كخط إمداد لمعسكر الخزانات فقط.
الطريق انقطع بشكل نهائي خلال معركة موّرك في العام 2014 التي عرفت باسم “مقبرة الأرتال” وأفضت إلى سيطرة المعارضة على المنطقة، قبل أن تستعيدها قوات النظام بعد شهور من حملة عسكرية بغطاء جوي روسي. وتمكن الثوار من إستعادة السيطرة على مورك مرة أخرى عقب معارك عنيفة أواخر العام 2015، كبدت قوات النظام خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
لماذا فشلت “تحرير الشام” في القضاء على “الزنكي”؟
خالد الخطيب
فشلت “هيئة تحرير الشام” في تحقيق أهداف المعركة التي بدأتها، قبل أسبوع، ضد “حركة نور الدين الزنكي” في ريف حلب الغربي، وتكبدت خسائر بشرية كبيرة في صفوفها زادت عن 40 عنصراً بين قتيل وجريح. وجرت المعارك الأعنف بين الطرفين، السبت والأحد، واشتبك الطرفان على أطراف مدينة دارة عزة، واستمر القتال والقصف المتبادل بالأسلحة المتوسطة والدبابات لساعات.
“الحركة” باشرت الهجوم هذه المرة، وتمكنت من السيطرة على حاجز الكنج، ودخلت بعض أحياء المدينة الهامشية واشتبكت مع عناصر “الهيئة” فيها، قبل أن تضطر للانسحاب، بعد استحالة سيطرتها على المدينة الكبيرة. وأسفر القتال في دارة عزة عن مقتل ثلاثة مدنيين وجرح آخرين. وقتل خلال المعركة قاضي محكمة دارة عزة، مصري الجنسية وأحد الشخصيات البارزة في “الهيئة” أبو مجاهد المصري.
وعلى خلفية المعارك العنيفة التي شهدتها دارة عزة، أصدر المجلس المحلي للمدينة بياناً، طالب فيه الطرفين بتحييدها عن القتال مؤكداً خلو المدينة من أيّ مقر عسكري أو جهة عسكرية مسيطرة على أيّ مرفق عام فيها، وهذا ما شككت “الزنكي” في صحته معتبرة أن المدينة ما تزال تشهد انتشار عناصر “الهيئة”.
وامتدت المعارك التي شهدتها دارة عزة إلى أورم الكبرى وجمعية الكهرباء و”الفوج 111″ وتقاد التي سيطرت عليها “الحركة” فجر الأحد، بعد معارك عنيفة مع “الهيئة” التي خسرت أكثر من 15 عنصراً بين قتيل وجريح. وعاودت “الهيئة” محاولة اقتحام بلدة كفرناها بعد ساعات على انسحابها من تقاد، ولم تكن النتيجة أفضل حالاً، وهُزمت “الهيئة” وخسرت مزيداً من عناصرها. في المقابل، خسرت “الزنكي” القائد العسكري فيها زكريا صوان.
طيلة الأيام الستة من المعارك مع “الهيئة”، كانت “الزنكي” مدافعة ومهاجمة، بشكل ناجح، إذ حافظت على مواقعها التقليدية التي تتمتع فيها بأرضية شعبية كبيرة؛ قبتان الجبل وما حولها، وتصدت لـ”الهيئة” حيناً، وهاجمتها أحياناً لاستعادة مواقع وبلدات خسرتها خلال ساعات القتال الأولى. في الوقت ذاته، كانت خسارة “الزنكي” البشرية أقل بكثير من خسائر “الهيئة”. وربما كان ذلك بمثابة انتصار لـ”الزنكي”، وكسر لشوكة “الهيئة”، الأمر الذي لم تتمكن من تحقيقه باقي فصائل المعارضة.
شعور الانتصار ظهر في خطاب “الزنكي” التصعيدي ضد “الهيئة”، وخروج عدد من قادتها وممثلي مكاتبها الإعلامية والسياسية عن صمتهم الذي ساد خلال الأيام الأولى من القتال. وانعكس ذلك أيضاً على التعامل مع المبادرات والمناشدات المحلية والعشائرية لوقف القتال. وأبرز المبادرات التي عرضت على الطرفين، السبت، مبادرة “سمعنا وأطعنا” المشتركة بين شرعيين سابقين في الهيئة، بينهم السعودي عبدالله المحيسني، وعبدالرزاق المهدي، و”تكتل العشائر العربية” واللجنة الشرعية في “فيلق الشام”. وفشلت هذه المبادرة لاختلاف الطرفين على مكان عقد الاجتماع. كل طرف أراد عقد الاجتماع على أرضه.
وكثفت “الزنكي” هجمتها الإعلامية ضد “الهيئة” بموازاة نجاحاتها العسكرية على الأرض، وراحت تلوح بولادة ائتلاف عسكري يضم “أحرار الشام” و”جيش الأحرار” لقتال “الهيئة”. وأربكت هذه التلميحات “الهيئة” التي أنشأت مزيداً من الحواجز العسكرية، وقطعت طرقاً أخرى بين المدن والبلدات في ريفي ادلب وحلب الغربي والجنوبي. وهاجمت “الزنكي” “فيلق الشام” متهمة إياه بالتواطؤ مع “الهيئة”، وردّ “الفيلق” بالنفي، مؤكداً أن غايته إصلاح ذات البين والوصول إلى وقف لإطلاق النار.
في الطرف المقابل، لم تنجح دعاية “الهيئة” هذه المرة في إقناع جماهير مؤيديها والشارع بشكل عام بمشروعية حربها. الرسائل بدت مكررة تشبه إلى حد ما تلك التي رافقت حملتها ضد “أحرار الشام” و”جيش المجاهدين”. وتمحورت الرسائل حول مظلوميتها، وكرهها للقتال الذي أجبرت عليه. وادعت “الهيئة” أن “الزنكي” اعتقلت عوائل عناصر لديها مهاجرين ومحليين، بينهم نساء وأطفال، لتحرض مقاتليها على القتال. كذلك ادعت “الهيئة” عبر منصتها الإعلامية “وكالة إباء” أن هناك علاقة وتنسيقاً مباشراً بين “الزنكي” و”جيش الثوار” في عفرين من أجل المعركة ضدها، وهذه اتهامات لطالما حرص تنظيم “الدولة” على بثها لإقناع مقاتليه بقتال فصائل المعارضة. كل الاتهامات التي أطلقها منظرو “الهيئة” وشرعيوها نفتها “الزنكي”.
عوامل عديدة كانت سبباً في خسارة الجولة الأولى من المعركة ضد “الزنكي”، والتي من المحتمل أن تتوقف حتى موعد آخر تقرره “الهيئة” ريثما تعيد حساباتها وخطط معركتها التي بدت عشوائية لا كسابقاتها من المعارك. وربما لن تسمح “الزنكي” بتوقف المعركة التي بدا الاستمرار فيها مغرياً.
واعتمدت “الهيئة” بشكل كبير على “قاطع البادية” في قتالها “الزنكي”. ومعظم مقاتلي القاطع ليسوا على معرفة بجغرافية ريف حلب الغربي ذي الطبيعة الجبلية الوعرة، والتي تؤمن لمن هو في موقع المدافع حصانة ورصداً، ونصباً لكمائن للقوات المهاجمة. والمعارك التي جرت بين الطرفين أثبتت أهمية العامل المكاني في القتال.
قسم كبير من المهاجرين في صفوف “الهيئة” اعتزلوا القتال منذ بدايته، والقلة التي شاركت اقتصرت على بعض الشرعيين وصغار العناصر. وهذا عامل مهم يؤثر على معنويات عناصر “الهيئة” الآخرين الذين شكك قسم كبير منهم في مشروعية القتال ضد “الزنكي”. وتأتي مجموعة الانشقاقات التي حصلت في صفوف “الهيئة”، على قلتها، كسبب وجيه لضعف أدائها. ومن بين الكتائب المنشقة؛ “كتيبة الشهيد فراس أبو أيمن” و”كتيبة الشهيد محمد ياسين نجار” و”شهداء الوسطاني” و”الفاروق” و”أسود الرحمن”. وأكبر هذه المجموعات المنشقة كان “قاطع الملاحم العسكري”.
“الزنكي” ومن موقعها كمتحصن ومدافع عن المواقع والقرى والبلدات التي تسيطر عليها، كان بإمكانها استخدام الأسلحة الثقيلة ضد حشود “الهيئة” وأرتالها العسكرية في الأطراف الخالية من السكان. وكان محرجاً استخدام “الهيئة” الأسلحة الثقيلة في أكثر من معركة، وعلى الرغم من ذلك استخدمتها “الهيئة” في أكثر من واقعة، وتسبب القصف بمقتل وجرح مدنيين، وجلب لها المزيد من السخط الشعبي.
ولعل العامل الأهم في نجاح “الزنكي” هو الاستنفار الشعبي الذي حصل في القرى والبلدات التي تعرضت لهجوم “الهيئة”، إذ حمل المئات السلاح للدفاع عن قراهم ومدنهم. وكان “الاتحاد الشعبي”، أحد التشكيلات الشعبية التي تشكلت قبل مدة بمساعدة “الزنكي”، جزءاً من الحراك الشعبي المسلح الذي وقف في وجه “الهيئة”. ويمكن القول إن المعركة ضد “الهيئة”، كانت شعبية، وما تعتبره “الزنكي” انتصاراً، لم يكن ليتحقق لولا الاستنفار الشعبي في مناطق ريف حلب الغربي، وهو ما حسبت “الهيئة” حسابه قبل كل شيء، وربما ما سيدفعها للقبول بهدنة.
“الهيئة العامة الثورية في مدينة الآتارب”، أطلقت مبادرة، الأحد، وافق الطرفان عليها بشكل مبدئي، وتقول بوقف إطلاق النار من الساعة التاسعة مساءً. “الهيئة” لبّت الدعوة وحضر عنها قائد “قاطع حلب” أبو إبراهيم سلامة، والشرعي فيها أبو ماريا القحطاني، ولم يحضر عن “الزنكي” شخصيات معروفة. وتم توقيع البيان الأول، ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المعتقلين، وتشكيل لجنة للعمل على جمع الطرفين وتحكيم الشريعة بينهما، وتقرر عقد لقاء آخر خلال الساعات القادمة لتثبيت وقف إطلاق النار.
ولم يلتزم الطرفان بشكل كامل بوقف إطلاق النار، وسمعت اشتباكات متفرقة في مناطق ريف حلب الغربي، فجر الاثنين، وليس معروفاً بعد إن كان الاتفاق سيصمد أم أنه استراحة محارب ليعود الطرفان من جديد للاشتباك العنيف حتى النهاية.
الناطق الرسمي باسم “حركة الزنكي” النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، أكد لـ”المدن” أن “الحركة” أبدت تجاوباً مع مختلف المبادرات التي طرحت بشأن وقف الاقتتال، وكان موقفها جدياً تجاه مبادرة “أهل العلم”، فقد وافقت “الحركة” فوراً على الاسراع في وقف القتال، لكنها طلبت إعادة الحقوق، وشروط آخرى منطقية، لكن الطرف الاخر لم يعطِ أي رد. وأضاف عبدالرزاق، أن هناك كثير من المبادرات طرحت بتوجيه من “الهيئة”، وافتقرت لمقومات المبادرة الحقيقية، وكان معظمها شفهياً بلا آلية تنفيذ.
وبخصوص مبادرة “الهيئة العامة الثورية في الآتارب”، قال عبدالرزاق، إن “الحركة” وافقت بشكل مبدئي عليها، ومن المقرر أن تتم لقاءات أخرى يمكن من خلالها أن تتضح قابلية هذه المبادرة للعيش أم أنها ستكون كسابقاتها.
“وحدات الحماية” تُسلّم موسكو أسرى روس من “داعش“
سلّم حزب “الاتحاد الديموقراطي”، إلى وفد روسي، في القامشلي، عصر الأحد، 13 إمرأة و29 طفلاً من روسيا والشيشان وداغستان وكازاخستان، كان قد تم اعتقالهم في مدينة الرقة من قبل “قوات سوريا الديموقراطية” خلال حملة تحرير الرقة التي استكملت في 16 تشرين الأول/أكتوبر، بحسب ما نقله مراسل “المدن” سعيد قاسم.
وجرى التسليم في مؤتمر صحافي في مقر العلاقات الخارجية لـ”وحدات حماية الشعب” في مدينة القامشلي، وحضره من الجانب الروسي رئيس “هيئة العلاقات الخارجية” في مجلس الشيوخ الروسي، ممثل الرئيس الشيشاني زياد سبسي، وممثل وزارة الدفاع الروسية الجنرال الكساندر كيم، ومن جانب “الاتحاد الديموقراطي” حضر كل من الناطق الرسمي باسم “وحدات حماية الشعب” نوري محمود، ورئيس هيئة العلاقات الخارجية لـ”الإدارة الذاتية” عبدالكريم عمر.
وقال الناطق باسم “الوحدات” خلال المؤتمر إنهم يتبعون القوانين الدولية بخصوص الأسرى، فيما رد سبسي على سؤال الصحافيين بخصوص موقف روسيا الحالي من “الادارة الذاتية” بأنهم يدعمون الطرح الكردي للحلّ في سوريا، ومستعدون لبناء علاقات جيدة، لا على المستوى العسكري، بل السياسي فقط.
وكان ممثل الرئيس الشيشاني قد وصل القامشلي في 19 تشرين الأول/أكتوبر في زيارة مفاجئة، والتقى مع قيادات في “وحدات حماية الشعب” بهدف الكشف عن مصير شيشانيين في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ولم تكشف “وحدات الحماية” إذا ما كانت قد تلقت شيئاً في المقابل من موسكو، إلا أن ” قسد” كانت قد أعلنت قبل أيام عن عثورها على مخازن لأسلحة روسية قي الرقة، من بينها 800 صاروخ. ويعتقد بأن تكون لتلك الأسلحة علاقة بصفقة الأسرى.
الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف، كان قد قال في وقت سابق، إن مواطنين موالين لموسكو، اخترقوا تنظيم “داعش” ويجمعون معلومات سرية تستخدمها القوات الجوية الروسية في تحديد أهداف الطيران الحربي.
“داعش” يقاتل خارج الأسوار..فهل تطول معركة البوكمال؟
محمد حسان
فشلت قوات النظام، والمليشيات العراقية والإيرانية المساندة لها، حتى اللحظة، في أحراز أي تقدم في مدينة البوكمال شرقي محافظة ديرالزور، رغم إعلان وسائل إعلام تابعة للنظام وأخرى محلية وعربية عن سيطرة المليشيات على المدينة، بعد انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” منها.
ولا تزال المدينة، ومعظم ريفها، تحت سيطرة التنظيم، بشكل كامل، رغم الهجوم الواسع الذي تشنه قوات النظام والمليشيات المساندة لها. ويُسخّرُ التنظيم جميع إمكانياته العسكرية للدفاع عن المدينة، التي تُعد أهم وآخر معاقله الرئيسية في سوريا والعراق.
هجوم مليشيات النظام يستهدف المدينة من ثلاثة محاور؛ الأول من الجهة الشرقية وتتولى مهمة التقدم فيه مليشيات “الحشد الشعبي” العراقية و”حركة النجباء” و”الحرس الثوري” الإيرانية، أما المحور الثاني والثالث فمن جهتي البادية الجنوبية والغربية، وتتكفل بهما قوات النظام ومليشيا “حزب الله” اللبنانية.
وتعتبر سيطرة القوات المهاجمة على بلدة الهري شرقي المدينة، أهم انجاز عسكري حققته منذ انطلاق المعركة، بالإضافة طبعاً للسيطرة على بعض المساحات الجغرافية في البادية جنوبي وجنوب غربي المدينة.
وتهدف مليشيات النظام إلى السيطرة على المناطق الريفية المحيطة بالبوكمال، خاصة قرية السويعية شرقاً، وبلدة السكرية ومطار الحمدان غربي وجنوب غربي المدينة، من أجل حصار التنظيم داخل البوكمال، وقطع طريق إمداده البري الوحيد في الجهة الغربية، الذي يصله بمناطق سيطرته في مدينتي العشارة والقورية في الريف الشرقي.
وتُظهر معركة البوكمال تكتيكاً عسكرياً جديداً يتبعه التنظيم، ويتمثل بأسلوب القتال خارج الأسوار. ويحاول التنظيم إبقاء المعركة في المنطقة الريفية المحيطة بالبوكمال وعدم نقلها إلى داخل المدينة. ويأتي ذلك بعكس معاركه السابقة، التي انسحب فيها من المناطق المفتوحة غير الكثيفة عمرانياً، إلى مراكز المدن، للتحصن فيها وخوض حرب شوارع داخلها، مستفيداً من الكتل السكنية المتلاصقة لتحييد سلاح الجو، الذي تعتمد عليه القوات المهاجمة في معاركها.
التنظيم قام خلال الأيام الماضية بإرسال قوى عسكرية كبيرة للتصدي لهجوم المليشيات في أبعد نقاط ممكنة عن المدينة. في الجهة الشرقية يحاول التنظيم جعل قرية الهري خط الدفاع الأول يليها قرية السويعية، والتي يجب على القوات المهاجمة السيطرة عليها لتتمكن من الوصول إلى الأطراف الشرقية من البوكمال. ومن الجنوب والجنوب الغربي، لا زال التنظيم مبادراً في الهجوم على نقاط القوات المتقدمة من محور محطة “T-2″، البعيدة عن المدينة بما يقارب 15 كيلومتراً.
التكتيك العسكري الجديد الذي اتبعه التنظيم في البوكمال، استمر مع بعض الأساليب القديمة التي أثبتت فعاليتها، كالهجمات الليلية وتحت غطاء الضباب والعواصف الغبارية، وكذلك بمجموعات صغيرة سهلة الحركة ذات قدرة على المناورة والتسلل إلى خطوط العدو الخلفية.
معركة البوكمال، قد تطول مقارنة ببقية المعارك التي خاضها التنظيم في محافظة ديرالزور، خلال الشهور الماضية، سواء ضد قوات النظام أو “قوات سوريا الديموقراطية” لأسباب متعددة، أولها توافر العنصر البشري والسلاح النوعي لدى التنظيم. فالمدينة باتت نقطة تجمع لأغلب عناصر التنظيم المنسحبين من المناطق التي انحسر منها في الرقة وريف ديرالزور الغربي والشرقي والمناطق العراقية المجاورة للمدينة، ونقل التنظيم الكثير من أسلحته النوعية، خاصة مضادات الدروع، إلى المدينة.
السبب الثاني يتمثل بنوعية المقاتلين المتبقين لدى التنظيم، ففي الشهور الأخيرة التي عانى فيها من انهيار وخسارته لما يقارب 90 في المائة من مناطق سيطرته، شهد تنظيم “الدولة” عمليات هروب الكثير من عناصره إلى الشمال السوري، ولم يبقَ معه إلا المؤمنين به وبمشروعه، وهؤلاء سيكونون عاملاً مهماً في إطالة المعركة، والذين تقتصر أهدافهم على الموت أو القتال حتى تحقيق النصر. وتجمع معظم هؤلاء المقاتلين في البوكمال والمناطق المحيطة بها.
حصار التنظيم في البوكمال، ووجوده ضمن محيط معادٍ من “الحشد الشعبي” والمليشيات الإيرانية واللبنانية وقوات النظام، و”قوات سوريا الديموقراطية”، وغياب أي طريق للانسحاب، يجعله أمام خيارين لا ثالث لهما؛ القتال حتى آخر رجل وهو المتوقع، أو تسليم أنفسهم للقوى المعادية وهذا أمر مستبعد في الوقت الراهن. كما أن احتمال وجود زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، أو غيره من كبار القادة في البوكمال، سيكون عاملاً معنوياً مهماً لتعزيز الروح القتالية لدى العناصر.
ويضاف إلى ذلك، التخبط الذي تعيشه القوات المهاجمة، التي تغيب عنها مركزية القرار، وسط عدم وجود غرفة عمليات تدير المعركة وتتولى التنسيق بين أطرافها. المليشيات العراقية والإيرانية المتقدمة من العراق تهاجم بشكل مرتجل، من دون التنسيق مع قوات النظام، والعكس صحيح. هذا بالإضافة إلى ما يشاع عن عدم جدية الروس في توفير الغطاء الجوي للقوى المهاجمة، بسبب خلاف روسي-إيراني على النفوذ.
تلك الأسباب مجتمعة قد تجعل من معركة البوكمال طويلة نسبياً، وستكلف القوات المهاجمة خسائر توازي حجم خسائرها في بقية معارك محافظة ديرالزور.
الحشد والنظام ينتقمان لخسارتهما البوكمال..باستهداف المدنيين
شنّ النظام السوري والمليشيات المقاتلة إلى جانبه حملة قصف عنيف استهدفت البوكمال، مع نجاح تنظيم “الدولة الإسلامية” في استعادتها بعد كمين محكم نصبه للنظام ومليشياته أدى إلى انسحابه من المنطقة.
وقتل نحو 50 شخصاً في عمليات القصف الانتقامي، المستمر منذ 36 ساعة. وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن من ضمن القتلى 20 طفلاً. ونقل عن مصادر قولها، إن القصف الأبرز كان مصدره الحشد الشعبي العراقي، الذي استهدف مخيماً لنازحي البوكمال في منطقة السكرية.
وأضاف “المرصد” أن القصف الجوي والمدفعي أوقع عشرات الجرحى، وأن “أعداد الشهداء قابلة للازدياد بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، إضافة لوجود مفقودين لا يعلم مصيرهم”.
من جهة ثانية، تسبب قصف جوي على ريف الحسكة الجنوبي بمقتل 12 شخصاً، ورجّحت مصادر أن تكون الغارات من تنفيذ التحالف الدولي، حيث تم استهداف سيارات لمدنيين أثناء انتقالهم من قرية دعيجة في منطقة تل الشاير الواقعة في ريف الشدادي.
وأوضح “المرصد” أنه “عند إسعاف الجرحى نحو مدينة الحسكة، استهدفت الطائرات السيارة المسعفة للجرحى، ما أوقع مزيداً من الشهداء، ولا يزال عدد الشهداء قابلاً للازدياد بسبب وجود جرحى بحالات خطرة.
في السياق، دخلت قافلة مساعدات إلى غوطة دمشق الشرقية، بعدما كانت متوقفة في منطقة مخيم الوافدين المحاذي لمنطقة دوما على أطراف الغوطة دمشق الشرقية. وتتألف القافلة من 22 شاحنة.
وقال “المرصد” إن القافلة دخلت إلى مدينة دوما، معقل “جيش الإسلام”، بعد قصف شنّه النظام، صباح الأحد، على أطراف العاصمة والغوطة الشرقية. وطال القصف بلدة بيت نايم الخاضعة لسيطرة “جيش الإسلام” في منطقة المرج، ومنطقة في مدينة عربين بقذيفة واحدة، في حين استهدفت الطائرات الحربية مناطق في مدينة زملكا التي تعد معقل “فيلق الرحمن” في الغوطة الشرقية. كما شهد حي جوبر، في محيط العاصمة دمشق، 5 غارات على الأقل، من دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
نظام الأسد يَمون على وكالات الأنباء الأجنبية؟
يعمد بعض صحافيي النظام إلى التقرب من بعض القياديين مثل “النمر” والتركيز على أعمالهم ومنحهم
بعد اسابيع على منع قوات النظام لوسائل الاعلام المحلية نشر اسماء قادتها العسكريين في الاعلام، أصدرت وزارة الإعلام السورية تعميماً يمنع ذكر أسماء القادة العسكريين والتشكيلات المقاتلة الى جانب القوات النظامية، في المؤسسات الإعلامية العربية والأجنبية.
وجاء في التعميم الذي تداولته وسائل الإعلام، توجيهاً لـ”وكالات الأنباء العربية والأجنبية المرخصة في سوريا”، يمنع ذكر أسماء الضباط أو المجموعات المقاتلة وقادتها، والاكتفاء بعبارة “قوات الجيش العربي السوري والمجموعات الرديفة”.
وصدر التعميم عن وزارة الإعلام في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، ووقعه وزير الإعلام محمد رامز ترجمان.
وكانت وزارة الدفاع أصدرت تعميماً مشابهاً الشهر الماضي، تمنع من خلاله وسائل الإعلام السورية من تناول أسماء القادة والميليشيات التي تقاتل في صفوف قوات الأسد، واستبدالها بـ”الجيش العربي السوري والقوات الرديفة”.
وتتداول وسائل إعلام النظام ألقاباً مختلفة لقياديي قوات الأسد مثل “النمر” لسهيل الحسن، كما يعمد بعض صحافيي النظام إلى التقرب من بعض القياديين والتركيز على أعمالهم ومنحهم ألقاباً مختلفة تعبر عن السلطة والقوة.
المصور السوري كرم المصري يتسلم جائزة “نايت” للصحافة الدولية
تسلّم الناشط الإعلامي والمصور الفوتوغرافي السوري كرم المصري، جائزة “نايت” للصحافة الدولية التي يقدمها “المركز الدولي للصحافيين” سنوياً، خلال حفل عشاء أقيم في العاصمة الأميركية واشنطن.
وكان “المركز الدولي للصحافيين” أعلن في مطلع حزيران/يونيو الماضي فوز المصري بالجائزة التي تقدم سنوياً لأكثر الصحافيين تأثيراً حول العالم، فيما نقلت “رابطة الصحافيين السوريين” وهي هيئة مستقلة معنية بحرية التعبير والإعلام في سوريا، عن المصري، أن “هذه الجائزة تؤكد أن عمله وصل للناس” موضحاً أن “المركز الدولي يمنح لقب الفارس لصحافيين اثنين من أصل 4 صحافيين يفوزون بالجائزة، تقديراً لعملهم طوال العام الذي يسبق الإعلان عن الجائزة”.
وعمل المصري (25 عاماً) في المجال الإعلامي منذ انطلاق الثورة السورية العام 2011 بشكل مستقل في القسم الشرقي من مدينة حلب، وصور عبر عدسة هاتفه الخليوي المظاهرات المناهضة للنظام السوري، قبل أن يتمكن من شراء كاميرا احترافية لالتقاط صور أفضل ترصد المعاناة التي تسببها الحرب، ويتجه للعمل بشكل احترافي مع وكالة “فرانس برس” للأنباء كمصور مستقل العام 2013، وبقي في حلب إلى أن تمت عملية التهجير القسري من القسم الشرقي بنهاية عام 2016 ، ليقدم بعدها طلب لجوء إلى فرنسا حيث يتواجد الآن.
وهذه ليست الجائزة الأولى التي حصل عليها المصري، إذ نال جوائز بارزة العام 2016 مثل جائزة “Days japan” و”Istanbul photo awards” في التصوير الصحافي، وجائزة “فارين” الفرنسية للصحافة عن أفضل تقرير لفئة “صحافة الفيديو”.
امنستي: استراتيجية الحصار في سوريا “جريمة ضد الإنسانية“
بي. بي. سي.
قالت منظمة العفو الدولية (امنستي انترناشونال) إن القوات الموالية للحكومة السورية ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، وذلك في ما وصفته باستراتيجية “الاستسلام أو الموت جوعا” في المناطق المحاصرة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
وفحصت المنظمة الدولية أربع اتفاقيات وصفت بأنها “اتفاقيات مصالحة” في سوريا بين الحكومة والمعارضة، اضطر بموجبها آلاف المدنيين للنزوح عن ديارهم.
وتتهم منظمة العفو جميع الأطراف في سوريا بانتهاك القانون الدولي. لكنها قالت إن استراتيجية الحكومة بمنع وصول الإمدادات الغذائية والطبية إلى المناطق التي يسكنها المدنيون وحملات القصف التي استهدفتها تبلغ حد الجرائم ضد الإنسانية.
واتهمت منظمة العفو الدولية في أوائل السنة الجارية الحكومة السورية بأنها أعدمت حوالي 13 ألف سجين في سجن تابع للنظام السوري بالقرب من العاصمة دمشق في ظرف خمس سنوات.
واتهمت المنظمة النظام السوري بانتهاج “سياسة الإبادة” في تقرير صادر عنها بعنوان “مسلخ بشري: شنق جماعي وابادة في سجن صيدنايا”.
واستند التقرير على شهادات 84 شخصا أجرت معهم المنظمة مقابلات، من بينهم حراس وسجناء سابقين، وقضاة.
وكشف التقرير أنه في الفترة من 2011 و2015، كانت تؤخذ مجموعات لا تقل عن خمسين من نزلاء سجن صيدنايا كل أسبوع إلى خارج الزنزانات ويُضربون ثم يُشنقون في منتصف الليل، في “سرية تامة”.
ونفت الحكومة السورية ما ورد في التقرير وتقول إن التعذيب في سوريا محرم وفقا للقوانين النافذة.
كمائن ومفخخات تسقط البوكمال بيد داعش.. وروسيا تنفي
العربية.نت- وكالات
قبل يومين أعلن المرصد السوري عن استعادة تنظيم داعش مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور شرق سوريا، آخر معاقله في البلاد وأكثرها استراتيجية من قوات النظام السوري وحلفائها التي كانت دخلتها الجمعة معلنة انتصارها. وجاءت تصريحات عدد من زعماء العشائر والسكان المحليين في المدينة لتؤكد الواقع على الأرض.
في المقابل، تمسكت روسيا بخبر يوم الجمعة مؤكدة أن النظام السوري وحلفاءه لم ينسحبوا من المنطقة، وأن كل ما يشاع “محض افتراء”
من جهته، نقل المرصد عن زعماء عشائر وسكان قولهم إن مقاتلي داعش استعادوا السيطرة على مدينة البوكمال بعد نصب كمين لفصائل مدعومة من إيران على رأسها #حزب_الله، كانت قد سيطرت على المدينة قبل بضعة أيام وإجبارها على الانسحاب. وأضافوا أن مقاتلي التنظيم الذين كانوا يختبئون في أنفاق في قلب مدينة البوكمال باغتوا مقاتلين حزب الله اللبناني الذين وحدوا الصف مع مقاتلين شيعة عراقيين كانوا قد دخلوا إلى سوريا عبر الحدود.
وكان المقاتلون الشيعة قد شنوا هجوما بريا على المدينة الواقعة في محافظة دير الزور بشرق سوريا بعد قصف روسي مكثف ضد المدينة أدى إلى سقوط عشرات القتلى من المدنيين ووقوع دمار على نطاق واسع.
عناصر من قوات النظام السوري والميليشيات المقاتلة إلى جانبها
كمين وخدعة داعشية
وعن طريقة استعادة المدينة من قبل داعش، قال قحطان غانم العلي وهو زعيم قبلي على اتصال بأقارب إن مقاتلي التنظيم بدأوا هجوما مباغتا بمفجرين انتحاريين وهجمات صاروخية بعد خداع الفصائل الإيرانية بأن التنظيم غادر المدينة.
وكانت قوات النظام السوري أعلنت يوم الخميس الانتصار على التنظيم. وقالت إنها قتل متشددين كثيرين في الوقت الذي استسلم فيه عشرات منهم. كما أعلنت أن السيطرة على البوكمال تمثل انهيار سيطرة التنظيم الذي استمر ثلاث سنوات في المنطقة.
يذكر أن البوكمال تمثل مركز إمداد واتصالات رئيسي للمتطرفين بين سوريا والعراق وتمثل جائزة كبيرة للفصائل المدعومة من إيران.
وقال المرصد وسكان إن طائرات يُعتقد أنها روسية كثفت يوم الأحد قصفها لليوم الثالث لمدينة البوكمال وضواحيها مع سقوط ما لا يقل عن 50 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال قتلى منذ يوم الجمعة. وأضاف أنه ردا على خسائرها قامت الفصائل الإيرانية التي اضطرت للانسحاب بقصف قرى شرقي المدينة كانت مئات الأسر الفارة من البوكمال قد وجدت ملجأ مؤقتا فيها.
وفي إحدى الغارات الجوية على بلدة السكرية الواقعة شرقي المدينة قُتل ما لا يقل عن 30 شخصا معظمهم من النساء والأطفال من ثلاث عائلات وذلك حسبما قال اثنان من السكان السابقين للمدينة على اتصال بأقارب لهم.
روسيا تنفي: ما يشاع محض افتراء
في المقابل، نفى قائد المجموعة العسكرية الروسية في سوريا الأحد أنباء انسحاب قوات النظام من البوكمال الحدودية مع العراق بعد سيطرتها عليها الجمعة.
وقال المسؤول العسكري الروسي من سوريا لوكالة “نوفوستي” الروسية: “كل ما أعلن عن الانسحاب لمواقع خلفية بعيدا عن المدينة عبارة عن أقاويل لا أساس لها من الصحة. المدينة تسيطر عليها قوات النظام السوري بالكامل وبدعم من حلفائها منذ يوم الجمعة”.
وأضاف المتحدث العسكري الروسي: “في الوقت الراهن تشارف عملية تمشيط المدينة ومحيطها على الانتهاء، ويقوم أفراد الجيش بالقضاء على بؤر الإرهابيين المبعثرة في مناطق متباعدة حول المدينة، ويطاردون إرهابيين قطعت بهم السبل وأصبحوا وحيدين وبشكل فردي وجها لوجه مع الجيش السوري، وبعد ذلك سنشرع في عملية تنظيف المنطقة من الألغام والعبوات الناسفة التي يتركها مسلحو “داعش” عادة وراءهم بعد هزيمتهم”.
مقتل مدنيين بغارات “مجهولة” على سوق شمالي سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل 21 مدنيا على الأقل، من بينهم خمسة أطفال، الاثنين، من جراء غارات شنتها طائرات لم يعرف إذا كانت سورية أم روسية على بلدة الأتارب شمالي سوريا، المشمولة باتفاق خفض التوتر، وفق ما أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس: “قتل 21 مدنيا، من بينهم خمسة أطفال من جراء ثلاث غارات نفذتها طائرات حربية لم يعرف إذا كانت سورية أم روسية على سوق بلدة الأتارب”.
وأدت الغارات وفق المرصد، إلى إصابة عدد من الجرحى وفقدان آخرين. كما ألحقت دمارا كبيرا بالسوق.
وتقع الأتارب، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في ريف حلب الغربي، الذي يشكل مع محافظة إدلب المجاورة، شمال غربي البلاد، وأجزاء من محافظتي حماة في الوسط واللاذقية في الغرب، إحدى مناطق خفض التوتر في سوريا.
وتوصلت روسيا وإيران، أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة، في مايو، في إطار محادثات أستانة، إلى اتفاق لإقامة أربع مناطق خفض توتر في سوريا. وبدأ سريانه عمليا في إدلب ومحيطها في شهر سبتمبر.