أحداث الاثنين 13 كانون الثاني 2014
اجتماع باريس: استبعاد الأسد… والحل السياسي عبر «جنيف 2»
باريس – رندة تقي الدين وآرليت خوري
أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان «مجموعة اصدقاء سوريا» اقرت بالإجماع دعمها للائتلاف الوطني السوري المعارض برئاسة احمد الجربا، وشددت على «ان الانتقال السياسي في سورية لوضع حد للنظام المتسلط يقدم وحده حلاً حقيقياً ويشكل هدف «جنيف ٢» الذي ينبغي ان يعقد ضمن المهلة المحددة».
واعتبر فابيوس انه «ليس في سورية النظام من جهة والإرهاب من جهة اخرى، بل ان النظام هو الذي يغزي الإرهاب. وللتخلص من الإرهاب يجب التخلص من النظام». جاء ذلك في مؤتمر صحافي في نهاية اجتماع الدول الـ ١١ التي تشكل «مجموعة أصدقاء سوريا» في مبنى وزارة الخارجية الفرنسية.
وأعلن رئيس الائتلاف السوري احمد الجربا، في المؤتمر، ان «اهم ما حصل في الاجتماع هو اننا جميعاً متفقون على انه ليس للأسد وعائلته مستقبل في سورية». وقال «انه تم عرض حقيقة ما يجري على الأرض وما يتعرض له ابناؤنا في الجيش الحر وما يسطرونه من بطولات. كما عرضنا موقفنا من «جنيف ٢»، لجهة سبل انجاحه والأسئلة والهواجس التي تحيط به».
وأكد البيان المشترك المكون من ١٤ فقرة، والصادر في ختام الاجتماع، «تأييد المجتمعين الكامل لحق الشعب السوري في تحديد مصيره والدفاع عن نفسه»، معتبراً «ان «جنيف ٢» الذي يستند الى بيان «جنيف ١» يهدف الى تمكين السوريين من السيطرة على مستقبلهم، وأن يضع حداً للنظام المتسلط عبر انتقال سياسي حقيقي».
ودان البيان «بأقصى حزم الأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام بحق شعبه بدعم من حزب الله ومجموعات اجنبية اخرى». كما «دان بشدة الاستخدام المكثف للبراميل المتفجرة ضد المدنيين في حلب ومناطق اخرى وسياسة التجويع المعتمدة في ضواحي دمشق وحمص القديمة، وهو ما لا يمكن للأسرة الدولية التغاضي عن استمراره».
ودعا البيان روسيا وإيران الى «استخدام كل نفوذهما لحمل النظام على احترام الالتزامات المتضمنة في قرارات مجلس الأمن، خصوصاً لجهة وقف هجماته ضد المدنيين وإطلاق سراح كل المعتقلين اعتباطاً».
وجاء في البيان «ان الدول الـ١١ تجدد قناعتها بأن الحل الوحيد للنزاع هو الانتقال السياسي، استناداً الى التطبيق الكامل لبيان جنيف وصيانة سيادة واستقلال ووحدة سورية». ورحب المجتمعون «بمضمون دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للأطراف الى «جنيف ٢»، لتطبيق بيان «جنيف 1» بالكامل وتشكيل هيئة حاكمة انتقالية مخولة كافة الصلاحيات التنفيذية، معتبرين «ان الدعوة تؤكد بوضوح ان المشاركين في المؤتمر سيلتزمون بهذا الهدف. ودانوا «مواقف النظام السوري المناقضة لبيان جنيف الذي اقره قرار مجلس الأمن الرقم ٢١١٨، والذي ينبغي على النظام الالتزام به»، ملاحظين «ان احتمال ترشح بشار الأسد في انتخابات رئاسية يناقض تماماً مسار «جنيف ٢» وهدفه».
وأكد البيان «التزام المشاركين التام بنص البيان الوزاري للمجموعة الأساسية الذي صدر في لندن، والذي يدعو الى تأليف الهيئة الانتقالية بوساطة الممثل الخاص الأخضر الابراهيمي»، وشدد على «ان «جنيف ٢» ينبغي ان يؤدي الى تحقيق منافع ملموسة وفورية للشعب السوري».
وخلص البيان الى «ادانة وجود مقاتلين اجانب في سورية، سواء كانوا الى جانب النظام مثل حزب الله وغيره ولقوات المدعومة من ايران، او من المقاتلين ضمن مجموعات متطرفة» داعياً الى انسحابهم فوراً من سورية.
وقال مصدر ديبلوماسي غربي لـ «الحياة» ان اجتماع باريس هدف الى مساعدة الائتلاف على التقدم نحو «جنيف ٢» بشكل موحد. ورأى ان اهم نقطة هي تأكيد الجميع ان «جنيف ٢» سيكون مرتكزا الى «جنيف ١» وان لا مستقبل للاسد في سورية. ولفت الى اجتماعات مكثفة مع الجانب الروسي، مؤكدا ان المؤتمر سيلغى اذا لم يحضر اي جانب في موعده المحدد.
ولفت المصدر الى ان وزير الخارجية الاميركي كيري سيعقد لقاءات ثنائية صباح اليوم مع نظيره الروسي سيرغيه لافروف بحضور الابراهيمي، ثم مع وزير خارجية الاردن ناصر جودة ثم مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس التقى وزير الخارجية القطري خالد العطية.
مصدر في وزارة الخارجية السورية: ما صدر عن “أعداء سورية” اقرب الى الأوهام
دمشق – “سانا”
نقلت وكالة “سانا” السورية عن مصدر في وزارة الخارجية السورية أن ما تمخّض من تصريحات عن اجتماع ما وصفته بـ”أعداء الشعب السوري” في باريس، أقرب إلى “الأوهام منها إلى الحقيقة، ولا تصدر إلا عن أشخاص منفصلين عن الواقع”.
وقال المصدر إن دمشق “لا تستغرب ما جرى في باريس من اجتماع لأعداء الشعب السوري وما تمخّض عنه من تصريحات أقرب إلى الأوهام منها إلى الحقيقة، ولا تصدر إلا عن أشخاص منفصلين عن الواقع وبعيدين كل البعد عن أي منطق سياسي مقبول”.
واعتبر المصدر أن “أي تصريح أو موقف أو إعلان قبل مؤتمر جنيف ما هو إلا كلام لا قيمة له ومحاولات يائسة من البعض تزيّن هزائم عصاباتهم على الأرض تحت سقف مؤتمر جنيف”.
وأكّد أن سورية “لا تعير بالاً لكل من يتحدث نيابة عن الشعب السوري في الخارج سواء عرب أو غربيين”، مشيراً إلى أن “الشعب السوري هو المخوّل الوحيد بتقرير ما يريد واختيار قيادته وشكل دولته، وفيما عدا ذلك لا يعدو كونه كلاماً فارغاً لم يعد السوريون يضيّعون وقتاً في سماعه”.
واوضح المصدر إن “سورية تجدد تأكيد موافقتها على حضور مؤتمر “جنيف-2″ من دون شروط مسبقة لأنها أعلنت مراراً أن الحوار بين السوريين هو الحل”.
وأشار الى أن “من يحاول وضع أي شرط مسبق أو تصور أو حلم أو وهم قبل مؤتمر “جنيف-2″ والتعامل معه على أنه أمر واقع، فإنه يحكم على المؤتمر بالفشل قبل بدئه، لأن مثل هذه الأوهام تتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية”.
“الأصدقاء” حضّوا الائتلاف على حضور جنيف 2 700 قتيل في شمال سوريا و”داعش” استعادت مواقع
العواصم الاخرى – الوكالات
باريس – سمير تويني
حضت المجموعة الاساسية لـ”أصدقاء الشعب السوري” التي اجتمعت في باريس امس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” على الاستجابة للدعوة التي تلقاها للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 حول سوريا في 22 كانون الثاني الجاري. ومع تشديد المجموعة على ان لا بديل من الحل السياسي للحرب السورية التي تقترب من سنتها الثالثة، قال رئيس الائتلاف احمد الجربا الذي حضر الاجتماع انه تم الاتفاق على انه لا مكان للرئيس بشار الاسد في مستقبل سوريا.
وبينما كان اجتماع باريس منعقداً، كان الاسد يشارك في احياء ذكرى المولد النبوي الشريف في احد مساجد دمشق كما ظهر في شريط بثه التلفزيون السوري الرسمي. وفي غضون ذلك كان القتال لا يزال مستمراً بين “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) الموالية لتنظيم “القاعدة” وتنظيمات اخرى اسلامية وغير اسلامية في شمال سوريا. واعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له مقتل 697 شخصاً في تسعة ايام من القتال بينهم 351 من فصائل المعارضة و246 من “داعش” ومئة مدني. وتمكن مقاتلو “داعش” من استعادة معظم المواقع التي خسرتها في محافظة الرقة بشمال شرق البلاد.
الجربا
وصرّح الجربا في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في ختام اجتماع “أصدقاء الشعب السوري” في حضور وزراء خارجية 11 دولة داعمة للمعارضة السورية: “اهم ما في هذا الاجتماع اليوم اننا اتفقنا على ان لا مستقبل للاسد ولا لعائلته” في سوريا. واضاف: “ان تنحية الاسد عن اي مشهد من المشهد السوري باتت أمراً محسوماً من دون أي تأويل أو التباس، كما ان عملية تسليم السلطة بكل مؤسساتها باتت موضع اجماع”. ولم يذكر ما اذا كان يعتقد ان الائتلاف سيرسل وفداً الى جنيف 2. وهناك انقسامات عميقة داخل الائتلاف في شأن حضور المؤتمر وسيعلن موقفه في 17 كانون الثاني.
ويبدو ان وزراء الخارجية للدول الـ11 (بريطانيا، المانيا، ايطاليا، فرنسا، المملكة العربية السعودية، دولة الامارات العربية المتحدة، قطر، مصر، الاردن، الولايات المتحدة وتركيا) لم يتمكنوا من اقناع ممثلي الائتلاف باعلان المشاركة في جنيف2.
وأكد فابيوس ان “من المهم ان ينعقد جنيف2. ليس ثمة حل آخر للمأساة السورية سوى الحل السياسي”.
البيان
وجاء في بيان ختامي من 14 نقطة صدر عن الاجتماع: “نطلب فورا من الائتلاف الوطني الرد بالايجاب على الدعوة الى تشكيل وفد المعارضة السورية التي وجهها الامين العام للامم المتحدة”. وأضاف: “ندعوهم الى تشكيل وفد من قوى المعارضة بأسرع ما يمكن لكي يشارك في العملية السياسية… لا بد لجنيف 2 ان يتيح للشعب السوري الامساك بمقدراته وانهاء النظام المستبد الحالي عبر عملية انتقالية سياسية فعلية”. وقال إن المجتمعين كرروا “دعمهم” للائتلاف ونددوا بـ”أشد التعابير حزماً بالفظاعات التي يرتكبها النظام يوميا ضد الشعب بدعم من حزب الله ومجموعات أجنبية أخرى”.
وانتقد البيان “وجود المقاتلين الاجانب سواء اكانوا مقاتلين الى جانب النظام مثل حزب الله وغيره من القوات المدعومة من ايران أم من المقاتلين ضمن المجموعات المتطرفة””. وحض “المجتمع الدولي على التفكير في خطوات سياسية واقتصادية من أجل دفع الجناح العسكري لحزب الله الذي يعتبر منظمة ارهابية وغيره من المجموعات المدعومة من ايران الى الانسحاب من سوريا”. وأعرب “عن دعمنا التام للمجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر وسائر قوى المعارضة الديموقراطية في ما يخص نشاطها ضد منظمة الدولة الاسلامية في العراق والشام، إذ ان المجموعات المتطرفة تصب في صالح النظام، وتمس بصورة قوى المعارضة السورية الديموقراطية والشرعية…”.
كيري
وفي نهاية اجتماع بين كيري ونظرائه العرب للبحث في تطورات المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية ، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مؤتمر صحافي في باريس مع نظيره القطري حمد العطية: “أنا شخصياً واثق من ان المعارضة السورية ستأتي الى جنيف”. وأعتبر ان الحضور “اختبار لصدقية الجميع”. وأضاف: “هذا هو سبب ثقتي بأنهم سيكونون هناك”. واشار الى انه عقد “اجتماعا بناء جدا” مع الجربا.
ويعقد كيري اليوم في باريس اجتماعا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وعلى جدول اعمال الاجتماع احتمال مشاركة ايران في جنيف 2 . ومعلوم ان واشنطن ترفض هذه المشاركة. كما يعقد اجتماع ثلاثي بين كيري ولافروف والممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي.
لافروف والجربا
وللمرة الاولى، التقى لافروف في باريس الجربا. وقال الوزير الروسي خلال اللقاء: “أتفهم أن ما يشغلكم قبل كل شيء، هو مصير وطنكم. نحن أيضا مهتمون بمصير الشعب السوري”. وسيلتقي لافروف كلاً من فابيوس ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة.
وفي دمشق، قالت منسقة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس إن المنظمة الدولية تأمل في أن يجمع مؤتمر للمتبرعين لأغراض الاغاثة في سوريا يعقد في الكويت هذا الاسبوع ما يزيد عن مبلغ 1.5 مليار دولار الذي جمع العام الماضي. واكدت أن الوضع يتدهور. واشارت الى ان الامم المتحدة تتطلع الى جمع 6.5 مليارات دولار على وجه الإجمال هذه السنة لمساعدة منكوبي الحرب هناك.
البقاع: أحداث متنقّلة وخطف ومأساة النازحين
سامر الحسيني
على وقع أيام وساعات من الخوف الأمني الذي طبع مسار حياتهم على مدار الـ365 يوماً، يودّع البقاعيّون سنتهم الحالية. واقع أمني، صاغته الأحداث الجارية على الحدود اللبنانية ـــ السورية وتداعياتها، أثقل البقاع من أقصى شماله الى اقصى غربه مرورا بوسطه وبوابة المصنع، التي حفظت مأساة النزوح السوري ومعاناة الداخل البقاعي الذي لم يعد يتسع لهذا التدفق السوري.
في العام 2013، تراجع العنوان السياسي الى الخلف، فلا مكان للسياسة في أجندة البقاع لـ2013 الذي كان «خافتاً» في أحداثه السياسية، باستثناء الزيارة التاريخية للوفد الروسي الأرثوذكسي إلى زحلة الكاثوليكية التي استقبلته بكثير من الترحاب وتحت غابة من أقواس النصر واليافطات والأعلام الروسية.
وكانت هذه الزيارة، بدعوة من رئيس «الكتلة الشعبية» الوزير السابق الياس سكاف، مناسبة لإعادة زحلة إلى الساحة الاقليمية عبر «البوابة السكافية» من خلال حديث روسي عن سياسة جديدة في المنطقة تحمي المسيحيين.
وإذا كان سكاف قد عرف كيف يطبّق سياسة «النأي بالنفس»، أكثر من غيره، مؤكداً عدم التراجع عن وسطيته، فإن انكسار «الثنائية الزحلية» طبعت في أذهان سكان المنطقة بعد «الانفصال السياسي» بين سكاف والوزير نقولا فتّوش ودخول الكاثوليكي ميشال ضاهر المعترك السياسي والانمائي في زحلة.
في المقابل، لم تخلُ أيام زحلة السياسية من بعض المناوشات التي كان فتوش نجمها الأبرز. وأوّلها تصويب فتّوش سهامه على وزير الماليّة محمّد الصفدي وعدد من موظفي الوزارة في زحلة وعلى مديرية أمن الدولة في البقاع تحت حجة ابتزاز وزارة المالية لأشقائه بعد مطالبة الوزارة بضرائب لم يدفعها شقيقه بيار وما تبعه ذلك من ردود عنيفة من عائلات زحلية رفضت هجوم فتوش على أبنائها.
كما يستحضر أهالي المنطقة سجالاً زحلياً آخر بين فتوش والنائب ايلي ماروني وصفه البعض بـ«السجال الإباحي» لما تخلّله من عبارات تجاوزت «اللغة الزحلية»، ما دفع براعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الكاثوليك المطران عصام درويش إلى المطالبة بوقف هذا السجال.
من جهة ثانية، كان بارزاً هذا العام انفتاح «كتلة نواب زحلة» على سكاف، وتحديداً من قبل النائبين طوني أبو خاطر وعاصم عراجي وما يمثلان من القوى السياسية.
وككلّ عام، حطّ رئيس «تكتل الاصلاح والتغيير» العماد ميشال عون في «عروس البقاع»، التي زارها أيضاً البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي مذكراً بثوابت بكركي.
المشهد السوري
يكتب اليوميات الامنية في البقاع
في المقابل، تقدّمت العناوين الأمنية في البقاع على كلّ ما عداها. وتكفّل المشهد السوري برسم خريطة البقاع الامنية، بدءا من مواكب النازحين إلى الصواريخ الطائشة التي سقطت في القرى الحدودية البقاعية التي تجاور الداخل السوري، وصولا إلى الإعلان الرسمي لـ«حزب الله» عن دخوله معركة القصير، وما تلاها من مواكب لضحاياه توزعوا على مختلف القرى اللبنانية والبقاعية.
بالإضافة إلى العبوات الناسفة التي زرع منها أربع: ثلاث منها على الطريق الممتدة بين تعنايل ومجدل عنجر ورابعة على الاوتوستراد الرئيسي في زحلة، لتستهدف مواكب أمنية وعسكرية تابعة لـ«حزب الله». في حين تمثّل العامل الأخطر باستهداف عمق المناطق التي تعد آمنة وموالية لـ«حزب الله»، كالسيارة المفخخة التي تمّ تفجيرها مع مرور موكب لـ«الحزب» في جرود وادي موسى في اللبوة.
وليس بعيداً عن «حزب الله»، فقد أضاف المشهد السوري على اليوميات البقاعية الكثير من العناوين الاقتصادية والاجتماعية والأمنية بعد تمركز حوالي مليون سوري في قرى البقاع، وما نتج منهم من حركة اقتصادية مالية رفعت من حجمها المساعدات الاغاثية، التي تقدّمها العشرات من الهيئات العربية والدولية التي يقدر حجم مصروفها الشهري في البقاع لمصلحة النازحين بأكثر من 4 ملايين دولار أميركي.
وتعددت الصور المأساوية للنازحين السوريين الذين شكوا من ضعف إمكانياتهم في تأمين الطبابة والمسكن والتعليم والعمل، ما أدى إلى إلى مزاحمتهم لأعمال اللبنانيين.
ولم تقتصر صور النزوح السوري على الأوضاع الاجتماعية، بل سجلت منطقة البقاع حصول حوادث أمنية بين سوريين معارضين من جهة وسوريين موالين من جهة أخرى، أضيف إليها خلال الأشهر القليلة الماضية إشكالات أمنيّة بين لبنانيين وسوريين وترجمت بحرق خيم لعائلات سورية.
والأخطر في هذا النزوح، ما أكدته مصادر أمنية عن ارتفاع أعداد الموقوفين السوريين الذين باتوا يشكلون ما يزيد عن 16% من أعداد المساجين في لبنان.
وقد خيَّم ظل السوريين على كل الإدارات الرسمية البقاعية، بدءا من الحدود في المصنع، إلى مداخل كل الإدارات الرسمية، وخصوصا دوائر الأمن العام، وصولاً إلى قصر العدل في زحلة، حيث يشير قضاة تحقيق إلى حصر عملهم اليومي بمتابعة ملفات لنازحين سوريين.
وفي البقاع أيضاً، أقفلت روزنامة هذا العام على حادثة الصويري التي ذهب ضحيتها 6 أشخاص من عائلتي جانبين وشومان في خلاف بدأ على افضلية المرور، سرعان ما عولجت مع تدخّل مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس.
لا حدود للخوف الامني في البقاع… فهذه الحوادث لم تمنع استمرار ظاهرة الخطف لقاء فدية مالية، مسجلّة أكثر من 70 عملية خطف كان أبرزها خطف الاستونيين السبعة وخطف عدد من السوريين. والأخطر من ذلك مواصلة دفع عناصر الجيش اللبناني ضريبة الدم في الكثير من القرى البقاعية من عرسال إلى مجدل عنجر وصولا إلى بعلبك.
ولم يستثنِ «بنك أهداف» عصابات الخطف أحداً، بدءا من رجال الاعمال السوريين، ان كانوا عابرين للطريق الدولية شتورة ــ بيروت او كانوا قاطنين في شتورة، في حين وجد البعض خاطفين يطرقون أبواب منازلهم.
وتوسّعت عمليات الخطف لتشمل أفرادا من عائلات لبنانية دون أن تقف عند حدود بلدات بريتال او حورتعلا او الدار الواسعة، بل ازدادت رقعتها الجغرافية لتطال عرسال، ويصبح الخطف هو «المهنة الرائجة» في البقاع.
وكما الخطف، كذلك تفاقمت عمليات قطع الطرقات خلال العام 2013 تحت عناوين مختلفة، لا سيما الطريق الدولية في المصنع وتعلبايا وسعدنايل وبعلبك وبريتال. وبقيت طريق المصنع الدولية اسيرة اعتصامات القوى الاسلامية المعارضة للنظام السوري. كذلك لم يستطع اهالي مجدل عنجر تحرير طريقهم او شريانهم الاقتصادي الحيوي الذي ألحق به الضرر الاكبر من جراء هذه الاعتصامات.
وقد تصدّرت عرسال واللبوة المرتبة الاولى في موضوع التفلت الامني، وشهدت البلدتان إشكالات امنية ذهب ضحيتها العشرات من ابنائهما، كما شرّعت الأبواب على عمليات خطف متبادلة بين البلدتين.
في المقابل، تواصلت تضحيات الجيش اللبناني والقوى الامنية في مجدل عنجر والدار الواسعة وعرسال وبعلبك. ففي عرسال استهدف الجيش مرتين فاستشهد ضابط واربعة عسكريين.
واستكمل الجيش مسيرة تضحياته في مجدل عنجر حيث سقط أحد عناصر الجيش شهيداً على يد احد افراد مجموعة ارهابية في سجلها الكثير من الاعتداءات على الجيش اللبناني، وصولا الى الدار الواسعة وبعلبك حيث سقط للجيش ايضا عدد من الشهداء.
في المحصلة، لا يبدو أن البقاعيين متفائلون بالعام 2014، على اعتبار أن «الراحل أفضل من الآتي»، ولعل مسار السنوات الماضية خير دليل على هذه القناعة.
مصادر معارضة ترجح تأجيل المؤتمر الدولي
دمشق: وفد رسمي إلى موسكو تحضيراً لـ«جنيف ـ 2»
زياد حيدر
رجحت مصادر في المعارضة السورية، لـ«السفير»، تأجيل مؤتمر «جنيف 2» شهرا آخر، في حال استمرت حالة الانقسام الحالية في صفوف المعارضة، ولاسيما مع إصرار الجانب الأميركي على حصر مشاركتها في إطار «الائتلاف الوطني السوري» المعارض.
ويبدأ وفد سوري رفيع المستوى زيارة إلى موسكو نهاية الأسبوع الحالي، بشكل متزامن مع إمكانية انعقاد اجتماع ثنائي، هو الثاني من نوعه، بين وفدين من «هيئة التنسيق الوطنية» و«الائتلاف» في القاهرة منتصف كانون الثاني الحالي.
وذكرت صحيفة «الوطن» السورية، المقربة من الحكومة، امس، إن وفدا برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم سيتوجه إلى موسكو نهاية الأسبوع الحالي، لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس.
وتأتي زيارة الوفد تلبية لدعوة روسية وفق ما علمت «السفير»، ويمكن أن تتزامن مع وجود نائب وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان هناك أيضا. ويضم الوفد، وفق المصدر، كلا من المستشارة السياسية والإعلامية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومعاون الوزير أحمد عرنوس. وكان سبق للمقداد أن زار طهران قبل أيام، حيث تم التأكيد مجددا على «ضرورة أن يكون هدف مكافحة الإرهاب هو غاية المؤتمر الرئيسية».
ويلتقي الروس والسوريون والإيرانيون على هذه الإستراتيجية. ويرجح ديبلوماسيون غربيون، تحدثت إليهم «السفير»، أن يكون هذا «موضوع المؤتمر الوحيد»، في حال فشلت المعارضة في تشكيل وفد موحد، تستطيع التفاوض من خلاله، بحيث يعقد «بمن حضر» وهو احتمال ضعيف.
وبات معروفا في هذا السياق أن دمشق ترفض مبدأ الإعلان عن «هيئة انتقالية» جوهرها «تنازل الرئيس السوري عن صلاحياته». ويرى ديبلوماسيون «استحالة تحقيق هذا الهدف في ظل الواقع الميداني الحالي». وتقارب الحكومة السورية مؤتمر جنيف باعتباره «حاجة دولية ورغبة روسية» من جهة، ولكنها تقول صراحة أنها «لن تسلم السلطة لأحد». كما أنها «تعلن عن الحاجة للحوار بين السوريين» في إطار ذات المقاربة، ولكن مع التأكيد على أن أي اتفاق لا يطبق من دون «استفتاء شعبي عليه أولا لن يمر».
من جهته، أكد المتحدث باسم «هيئة التنسيق الوطنية في سوريا» منذر خدام، لـ«السفير»، أن الهيئة لم تتلق اية دعوة بصفتها الرسمية، أو حتى بصفات شخصية لممثليها لحضور «جنيف 2». وذكر بمحاولة السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد إقناع رموز الهيئة، منذ أيام، ولا سيما حسن عبد العظيم وعارف دليلة وغيرهما، بالحضور بأسمائهم الشخصية تحت مظلة «الائتلاف» المعارض، وهو ما رفضوه رفضا قاطعا.
ووفقا لمصادر مشابهة، فإن مهمة تشكيل الوفد المعارض لا زالت على عاتق واشنطن، خصوصا وأن الجانب الروسي تكفل بضمان مشاركة الجانب السوري في «جنيف 2». وتشير ذات المصادر إلى أن مكتب المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي يكتفي بالإعداد اللوجستي، على اعتبار أن التحضير لوفد المعارضة يبقى خارج إمكانية تأثيره.
ورأى خدام أن ثمة آمالا متبقية على أن يفي رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا بوعده بلقاء منتصف الشهر الحالي في القاهرة، والذي يهدف لتشكيل وفد موحد لـ«المعارضة الوطنية»، منوها بأن ثمة مؤشرات على إمكانية أن يحدث اللقاء، ولكن ليس قبل أن تحل مشاكل «الائتلاف»، ولا سيما بعد الانسحابات الأخيرة منه.
وسبق للجربا أن اجتمع في كانون الأول الماضي بممثل هيئة التنسيق في الخارج هيثم مناع وممثلها في الداخل حسن عبد العظيم في القاهرة، في محادثات استمرت 7 ساعات، انتهت إلى الاتفاق على تشكيل وفد موحد إلى المؤتمر الدولي تحت اسم «المعارضة الوطنية»، يضم جميع قوى المعارضة إضافة إلى شخصيات وطنية مستقلة. واتفق على اجتماع تحضيري منتصف الشهر الحالي، بعد انتهاء الانتخابات الداخلية في «الائتلاف»، إلا أن وفد الهيئة لم يتلق أية دعوة للقاء كما هو متفق عليه.
«أصدقاء سوريا» يتبنون شروط «الائتلاف»: لا مكان للأسد بعد «جنيف 2»
انصاعت مجموعة «أصدقاء سوريا»، أمس، لمطالب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض والدول الداعمة له، ووضعت شروطاً، يمكن وصفها بالتعجيزية، أمام النظام السوري والمعارضة الداخلية، بعدما اعتبرت، أمس، أن لا مكان للرئيس بشار الأسد و«الذين تلطخت أيديهم بالدماء» بعد تأليف هيئة الحكم الانتقالية، مشددة على أنه «طالما بقي الأسد في السلطة فلا أمل في إرساء الاستقرار والسلام في سوريا والمنطقة».
ودعا وزراء خارجية المجموعة «الائتلاف»، بوصفه «الممثل الشرعي للشعب السوري» للذهاب إلى مؤتمر «جنيف 2»، وتأليف وفد المعارضة، وهو أمر ترفضه المعارضة الداخلية.
في هذا الوقت، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لرئيس «الائتلاف» احمد الجربا اهتمام روسيا بمصير الشعب السوري. وقال «أتفهم أن ما يشغلكم قبل كل شيء، هو مصير وطنكم. نحن أيضا مهتمون بمصير الشعب السوري».
يشار إلى أن لافروف سيبحث مع نظيره الأميركي جون كيري اليوم احتمال مشاركة إيران في المؤتمر الدولي، قبل أن يعقدا اجتماعا آخر مع المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
ميدانيا، قتل نحو 700 شخص في تسعة أيام من المعارك الدائرة بين عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وفصائل مسلحة. واعتبر «داعش»، في بيان، أن «جيش المجاهدين، ما تشكل أصلا إلا لقتال الدولة الإسلامية والقضاء على نواة الخلافة، واستبدالها بمشروع على مقاسات ترضى عنها أمم الكفر المحتشدة في جنيف 2».
وسيطر مقاتلو «داعش» على مدينة تل ابيض الحدودية مع تركيا، وذلك بعد سيطرتهم شبه الكاملة على الرقة. وقال معارضون إن «داعش» استعاد عدة بلدات ريفية من بينها حريتان وبصراتون في ريف حلب، فيما اشتدت المعارك حول بلدة رتيان قرب حلب وفي اورم الصغرى إلى الشرق. (تفاصيل صفحة 13)
وعقد وزراء خارجية مصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والأردن وقطر والسعودية وتركيا ودولة الإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، اجتماعا في باريس مع وفد «الائتلاف» برئاسة الجربا، الذي أعلن، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس، «أهم ما في هذا الاجتماع أننا اتفقنا أن لا مستقبل للأسد ولا لعائلته» في سوريا، فيما أكد فابيوس انه «لا يوجد حل سياسي آخر. لن يكون هناك حل سياسي لسوريا ما لم تعقد اجتماعات جنيف 2».
ولم يذكر الجربا ما إذا كان يعتقد أن «الائتلاف» سيرسل وفدا إلى مؤتمر «جنيف 2» الذي سيفتح أعماله في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني الحالي، لكن كيري قال «شخصيا أنا واثق من أن المعارضة السورية ستأتي إلى جنيف»، مضيفا انه عقد «اجتماعا بنّاء جدا» مع الجربا. وتابع «انه اختبار لمصداقية الجميع. وانا اعول على قدوم الجانبين معا» الى جنيف.
وشدد كيري على أن «لا حل في سوريا إلا من خلال الحل السلمي»، مشيراً إلى أن «مؤتمر جنيف 2 هو أفضل فرصة لجمع النظام والمعارضة من أجل التفاوض، وعلى السوريين التوصل إلى حل لإنهاء العنف وسفك الدماء، وعلى النظام السماح بمرور المساعدات الإنسانية»، لافتاً إلى أن «المعارضة أبدت استعدادها لتبادل الأسرى مع النظام وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية».
واعتبر أن «حزب الله منظمة إرهابية انخرط في عمليات اغتيال عبر الحدود وأنشطة إرهابية، وهو يشارك في المعارك في سوريا، وشارك في نشاطات في لبنان تساهم في زعزعة الاستقرار».
ودعا وزراء خارجية المجموعة، في بيان، «الائتلاف إلى الرد بالإيجاب على الدعوة إلى تشكيل وفد المعارضة السورية التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة». وأضافوا «ينبغي على الائتلاف، بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري، تأليف وفد يعبّر عن تنوع المجتمع السوري ويحقق تمثيلا متوازنا للنساء والرجال. ونتعهد بتقديم دعمنا الكامل للمعارضة أثناء مؤتمر «جنيف 2».
وأضاف البيان «لا بد لجنيف 2 أن يتيح للشعب السوري الإمساك بمقدراته، وإنهاء النظام المستبد الحالي عبر عملية انتقالية سياسية فعلية». ودانوا «بأشد التعابير حزما الفظاعات التي يرتكبها النظام يوميا ضد الشعب بدعم من حزب الله ومجموعات أجنبية أخرى»، مؤكدين «دعمهم التام للمجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر وسائر قوى المعارضة الديموقراطية في ما يخص نشاطها ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام».
واعتبرت المجموعة أن «فكرة إجراء انتخابات رئاسية ينظمها النظام، ويكون بشّار الأسد مرشحا فيها، تتناقض تناقضا تاما مع مسيرة جنيف 2 وهدفها المتمثل في تنفيذ عملية انتقال ديموقراطية عن طريق التفاوض. وأن إجراء مهزلة عملية اقتراع من هذا النوع بغية إبقاء رجل، تعتبر الأمم المتحدة أنه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، على رأس السلطة ليس من شأنها إلا تأجيج النزاع وتعزيز خطر تقسيم البلاد. وإذا ما جرت هذه الانتخابات فسنعتبرها لاغية وباطلة تماما».
وأضاف البيان «تماشيا مع إعلان جنيف، حالما تُقام الهيئة الحاكمة الانتقالية، التي تسيطر على جميع المؤسسات الحكومية، كما تم تحديده في رسالة الدعوة الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة، ومن ضمنها القوات المسلحة وأجهزة الأمن والاستخبارات، لن يكون لبشار الأسد وشركائه المقرّبين الملطخة أيديهم بالدماء أي دور في سوريا».
وتابع إن «إصرار الأسد على التشبث بالسلطة ووحشية النظام هما السببان الأصليان للتطرف في سوريا. وطالما بقي بشّار الأسد في السلطة فلا أمل في إرساء الاستقرار والسلام في سوريا والمنطقة، ولن يكون هناك أمل في تحقيق السلام والاستقرار في سوريا إلا عندما يتحكم الشعب السوري بمصيره». (نص بيان مجموعة «أصدقاء سوريا» على الموقع الالكتروني لـ«السفير»).
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
كتلة هيئة الأركان العسكرية والكتائب المقاتلة في المعارضة السورية ينسحبون من الائتلاف
اسطنبول ـ د ب أ ـ أعلنت كتلة هيئة الأركان العسكرية والكتائب المقاتلة في المعارضة السورية ضد النظام السوري الاثنين أنها انسحبت من الائتلاف السوري المعارض نتيجة “الفشل في تأسيس جيش وطني وسوء توزيع الأموال وعدم تحصين هيئة الأركان سياسيا”.
وذكر بيان للمجموعة المنسحبة من الائتلاف وصلت نسخة منه إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن “الفشل في تأسيس جيش وطني من القوى الثورية على الأرض (جاء) بسبب اختيار الأدوات والأشخاص الخطأ لهذه المهمة”.
وقال بيان المجموعة المنسحبة من الائتلاف ، الذي يتخذ من تركيا مقرا له ، إن عدم تحصين هيئة الأركان سياسيا وتركها للتعامل مع المجتمع الدولي مباشرة أخضعها للضغوط والإملاءات.
واتهم البيان ، رئيس الائتلاف مباشرة بالقفز فوق هيئة الأركان وسوء توزيع المال السياسي والعسكري.
وقال :”توزيع الأموال من رئيس الائتلاف إلى الكتائب مباشرةً وتجاوز مؤسسة الأركان أفقدها هيبتها مما أدى إلى تراجع العمل العسكري حيث تعرض الجيش الحر لانتكاسات كبيرة”.
وأشار البيان إلى عدم وجود أي لجنة أو مكتب يتابع الأعمال العسكرية أو يقيمها إضافةً لغياب التقارير العسكرية في الائتلاف.
وتابع :” خلال كل اجتماعات الائتلاف في الأشهر الستة الماضية وبعد دخول كتلة الأركان ، استمر تجاهل الواقع الميداني والعسكري ولم يناقش إلا مرة واحدة”
كتيبة اسلامية تعلن أنها قتلت نحو 50 من قوات النظام في سورية
دمشق- (د ب أ): أعلنت كتيبة (أمهات المؤمنين) احدى الكتائب الاسلامية المعارضة في ريف العاصمة السورية دمشق الاثنين أنها قتلت نحو 50 عنصرا من القوات النظامية.
وذكر بيان للكتيبة، وصلت نسخة منه إلى وكالة الأنباء الالمانية: “تم بعون الله تعالى نصب كمين لعصبات الاسد وتم قتل أكثر من 50 شبيحا وعنصرا في كمين محكم بالقرب من بلدة شبعا الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي ويعتقد ان بينهم عناصر من مليشيات حزب الله ومليشيات ابو الفضل العباس″.
وكانت كتيبة (أمهات المؤمنين) تبنت تفجير خط الغاز الذي يغذي احدى محطات توليد الكهرباء بحجة ان المنطقة كانت مركزا لمقاتلي النظام وشبيحته قبل نحو عشرة ايام.
سورية: ما صدر عن اجتماع ‘أصدقاء سورية’ بباريس أقرب إلى الأوهام
دمشق- (د ب أ): اعتبر النظام السوري الاثنين أن ما صدر عن اجتماع (أصدقاء سورية) الذي عقد الأحد في العاصمة الفرنسية باريس “أقرب إلى الأوهام”.
وذكرت وزارة الخارجية السورية أن “من يحاول وضع أي شرط مسبق قبل مؤتمر جنيف2 فإنه يحكم على المؤتمر بالفشل قبل بدايته”.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء الرسمية (سانا) عن مصدر في الخارجية القول “لا تستغرب الجمهورية العربية السورية ما جرى في باريس من اجتماع لأعداء الشعب السوري وما تمخض عنه من تصريحات أقرب إلى الأوهام منها إلى الحقيقة ولا تصدر إلا عن أشخاص منفصلين عن الواقع وبعيدين كل البعد عن أي منطق سياسي مقبول”.
وأضاف المصدر “نحن إذ نعتبر أن أي تصريح أو موقف أو إعلان قبل مؤتمر جنيف ما هو إلا كلام لا قيمة له ومحاولات يائسة من البعض تزين هزائم عصاباتهم على الأرض، تحت سقف مؤتمر جنيف تؤكد الجمهورية العربية السورية أنها لا تعير بالا لكل من يتحدث نيابة عن الشعب السوري في الخارج سواء عرب أو غربيين”.
وتابع “الشعب السوري هو المخول الوحيد بتقرير ما يريد واختيار قيادته وشكل دولته وفيما عدا ذلك لا يعدو كونه كلاما فارغا لم يعد السوريون يضيعون وقتا في سماعه”.
وعقد في باريس الأحد اجتماع لمجموعة (أصدقاء سورية) المصغرة التي تضم 11 دولة مع وفد من الائتلاف المعارض انتهى إلى أنها ستعتبر أية انتخابات رئاسية يجريها النظام ويكون الرئيس بشار الأسد مرشحاً فيها “لاغية وباطلة”، داعية جميع الفصائل الأجنبية المقاتلة في سورية سواء المعارضة أو الموالية للسلطات بالخروج فورا من سورية.
أكثر من عشرين جهاديا بلجيكيا قتلوا في سوريا
بروكسل- (أ ف ب): صرح وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز الاثنين ان “أكثر من عشرين” مواطنا بلجيكيا من اصل مئتين ذهبوا للقتال ضد قوات الرئيس بشار الاسد في سوريا، قتلوا في هذا البلد.
وقال رينديرز لصحيفة ليبر البلجيكية انه “تم او يتم تحديد هوية اكثر من مئتي شخص (…) معظمهم في الجماعات الاكثر تطرفا بما فيها الدولة الاسلامية في العراق والشام”.
واضاف وزير الخارجية البلجيكي ان “اكثر من عشرين من هؤلاء قتلوا في سوريا”، مشيرا إلى أن “همه” هو “معرفة كيفية تتبع اثر هؤلاء الجهاديين لتحديد حجم خطورتهم بعد عودتهم الينا او الى بلدان اخرى”.
وسجلت هذه الظاهرة في عدة دول اوروبية بينها فرنسا، لكن السلطات البلجيكية كانت من اولى الدول التي عبرت علنا عن قلقها ازاء تزايد عدد مواطنيها المتوجهين الى سوريا بمن فيهم قاصرين.
وقال الوزير البلجيكي “لن يصبحوا متشددين في التزامهم فقط بل سيمتلكون تقنيات وتجربة تسمح لهم بفعل اي شىء”.
ولم يتوقف تدفق جهاديين بلجيكيين الى سوريا بينما تعلن وسائل الاعلام باستمرار عن موت بعضهم ويتم اعتقال آخرين عند عودتهم الى بلجيكا.
وتحدثت الصحف البلجيكية الاسبوع الماضي عن شابتين توجهتا الى سوريا وخطفتهما مجموعة منافسة.
وقال رينديرز ان “الشابتين تبلغان من العمر 17 و19 عاما. كانتا عاشقتين لمقاتلين لكننا لا نعرف اين هما الآن. كانتا مع مجموعة متطرفة جدا وربما خطفتهما مجموعة اخرى منافسة، لكن لا تأكيد لذلك”.
السعودية تدعو المجتمع الدولي إلى ضرورة “إنهاء النظام المستبد الحالي” في سورية
الرياض- (د ب أ): وجهت المملكة العربية السعودية الاثنين دعوة جديدة إلى المجتمع الدولي طالبته فيها بضرورة إنهاء “النظام المستبد الحالي” في سورية بقيادة بشار الأسد.
وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة في بيان له عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز “إن المجلس استعرض نتائج اجتماع مجموعة (أصدقاء سورية) الذي عقد أمس الأحد في العاصمة الفرنسية باريس″.
وجدد “دعوة المجتمع الدولي إلى مساعدة الشعب السوري في تقرير مصيره والدفاع عن نفسه ضد القمع″.
وأضاف خوجة أن مجلس الوزراء السعودي طالب المجتمع الدولي ايضا بـ”تمكين (الشعب السوري) من التحكم بمستقبله وإنهاء النظام المستبد الحالي من خلال تنفيذ عملية انتقال سياسي حقيقية”.
وأوضح أن “مجلس الوزراء السعودي رحب بإعلان أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح استضافة الكويت المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية يوم الأربعاء القادم”.
وأعرب عن أمله في “أن يخرج المؤتمر بنتائج تخفف من مصاب الشعب السوري الشقيق وبخاصة النازحين منهم”.
وفي سياق آخر، جدد المجلس “موقف المملكة الثابت من عملية السلام في المنطقة”.
وأكد “أهمية أن تفضي المباحثات إلى تحقيق سلام شامل وعادل يمكن الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه ضمن دولته المستقلة بعاصمتها القدس″.
وندد المجلس “بقرارات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بناء 1400 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، في انتهاك متكرر لقرارات الشرعية الدولية يقوض العملية السلمية برمتها”.
الجربا: لا مستقبل للاسد… وطهران ترفض مشاركة ‘مشروطة’ في جنيف
‘اصدقاء سوريا’: أي انتخابات رئاسية للنظام لاغية
عواصم ـ وكالات: حضت مجموعة ‘اصدقاء سوريا’ الائتلاف الوطني السوري المعارض على المشاركة في مؤتمر جنيف 2 في شأن الازمة السورية المقرر بعد ايام في سويسرا، فيما لا يزال حضوره هذا المؤتمر غير مؤكد، فيما قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الاحد ان بلاده ترفض اي دعوة ‘مشروطة’ للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية، وانها لا تسعى للحصول على دعوة اليه.
ووصل ظريف الأحد الى لبنان حيث عقد مؤتمرا صحافيا قال فيه ‘اذا وجهت لنا دعوة غير مشروطة مسبقا سنشارك في اعمال هذا المؤتمر، لكن في المقابل نحن لا نسعى الى تلقي مثل هذه الدعوة’.
وأضاف ‘الرسالة التي نوجهها الى القيمين على اعمال جنيف 2 الا يفسحوا المجال للرؤى والمواقف السياسية التي من شأنها ان تعقد الآلية المؤديةن الى انضاج الحل السياسي في سوريا’، معتبرا ان هذا الحل ‘هو الوحيد المتاح للأزمة السورية’.
جاء ذلك فيما تواصلت الاشتباكات، امس الاحد بشكل متقطع بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’، وعناصر ‘الجبهة الإسلامية’ في مدينة الرقة، شمالي سوريا.
ولوحظ أن مقاتلي تنظيم ‘الدولة الإسلامية’ أنزلوا امس علم ‘الجبهة الإسلامية’ على معبر تل أبيض الحدودي، بعد’اشتباكات عنيفة دارت السبت بين مقاتلي الطرفين.
وما تزال التدابير الأمنية، التي شددتها السلطات التركية في محيط معبر أقتشا قلعة الحدودي، مستمرة بسبب الاشتباكات الدائرة منذ الأسبوع الفائت على الجانب الآخر من الحدود.’
وقتل نحو 700 شخص في تسعة ايام من المعارك الدائرة بين عناصر ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’ ومقاتلي المعارضة السورية، بحسب ما افاد ‘المرصد السوري لحقوق الانسان’ الاحد.
وقالت الدول الـ11 التي تدعم المعارضة السورية في بيان اثر اجتماع في باريس ‘نطلب فورا من الائتلاف الوطني التعامل بايجابية مع الدعوة الى تشكيل وفد المعارضة السورية التي وجهها الامين العام للامم المتحدة’ وحذرت من أنها ستعتبر أية انتخابات رئاسية ينظمها النظام ويكون الرئيس بشار الأسد مرشحاً فيها، لاغية.
وقالت المجموعة في بيان أعقب الاجتماع الذي عقدته في العاصمة الفرنسية باريس ‘إننا نساند حقي الشعب السوري في تقرير مصيره والدفاع عن نفسه ضد القمع. ويرمي مؤتمر جنيف 2، القائم على أساس التنفيذ الكامل لإعلان جنيف، إلى تمكين الشعب السوري من التحكم بمستقبله وإنهاء النظام المستبد الحالي من خلال تنفيذ عملية انتقال سياسي حقيقية’.
وحثت الائتلاف الوطني السوري على ‘قبول دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لتأليف وفد المعارضة السورية’. ودعته إلى فعل ذلك ‘في أقرب وقت ممكن، للمشاركة في المسيرة السياسية التي ستبدأ في 22 كانون الثاني/يناير’.
وأضافت ‘ ينبغي للائتلاف الوطني السوري، بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري، تشكيل وفد يعبّر عن تنوع المجتمع السوري ويحقق تمثيلا متوازنا للنساء والرجال’. وتعهّدت بتقديم الدعم الكامل للمعارضة في أثناء مؤتمر جنيف 2.
واعتبرت مجموعة ‘أصدقاء سوريا’ أن ‘فكرة إجراء انتخابات رئاسية ينظمها النظام ويكون بشّار الأسد مرشحاً فيها، تعتبر تناقضا تاماً مع مسيرة جنيف 2 وهدفها المتمثل في تنفيذ عملية انتقال ديمقراطية عن طريق التفاوض’.’
ووصفت عملية اقتراع من هذا النوع بـ’المهزلة’ بغية إبقاء رجل في السلطة، تعتبر الأمم المتحدة أنه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ليس من شأنها إلا تأجيج النزاع وتعزيز خطر تقسيم البلاد.
وحذرت من أنه ‘إذا ما جرت هذه الانتخابات فسنعتبرها لاغية وباطلة تماماً’.
كما حثت في البيان جميع المجموعات المسلحة أن تحترم قيم الديمقراطية والتعددية، وتعترف بالسلطة السياسية للائتلاف الوطني، وتوافق على إمكانية إجراء عملية انتقالية ديمقراطية عبر التفاوض في جنيف.’
وأدانت وجود مقاتلين أجانب في سوريا، ‘سواء أكانوا من المقاتلين إلى جانب النظام مثل حزب الله وغيره من القوات المدعومة من إيران، أم من المقاتلين ضمن المجموعات المتطرّفة’.’
وطالبت بانسحاب المقاتلين الأجانب الفوري من سوريا، ودعت المجتمع الدولي الى ‘التفكير في خطوات سياسية واقتصادية من أجل دفع الجناح العسكري لحزب الله، الذي يعتبر منظمة إرهابية، وغيره من المجموعات المدعومة من إيران، إلى الانسحاب من سوريا’.
واعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض الاحد في ختام اجتماع لاصدقاء سوريا عقد في باريس بحضور وزراء خارجية 11 دولة ‘الاتفاق ان لا مستقبل للاسد’ في سوريا.
وقال احمد الجربا في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ‘اهم ما في هذا الاجتماع اليوم اننا اتفقنا ان لا مستقبل للاسد ولا لعائلته’ في سوريا.
واضاف الجربا ‘ان تنحية الاسد عن اي مشهد من المشهد السوري باتت امرا محسوما من دون اي تأويل او التباس كما ان عملية تسليم السلطة بكل مؤسساتها باتت موضع اجماع′.
وتابع رئيس الائتلاف السوري المعارض ‘نقف اليوم امام منعطف تاريخي ومفصلي في اتجاه قرار دولي، ويمكن ان نقول ان انجازا كبيرا على طريق تنحية رأس النظام ومن معه قد تحقق وقد دخلنا مرحلة الحسم التي ندرك صعوبتها’.
ولم يعلن الجربا بشكل واضح ما اذا كان الائتلاف قرر المشاركة في مؤتمر جنيف-2 المقرر عقده في الثاني والعشرين من الشهر الحالي.
من جهته، اعتبر فابيوس ان ‘من المهم ان ينعقد جنيف-2. ليس ثمة حل اخر للمأساة السورية سوى الحل السياسي.
استعراض ‘داعش’ لعضلاتها في حلب والفلوجة خطأ تكتيكي فادح سيقود لهزيمة ‘القاعدة’
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ هل وقع أبو بكر البغدادي زعيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في المحظور نفسه الذي وقع فيه السابقون؟ فهو يقاتل اليوم على ثلاث جبهات وفي ثلاث دول، والسؤال هل ستؤدي هذه الحرب إلى هزيمته أم إلى تغيير في خريطة المنطقة؟ يرى بيتر بيومنت، مراسل صحيفة ‘اوبزيرفر’ للشؤون الخارجية أن احتمال هزيمة ‘داعش’ وارد.
انتهازية المالكي
ويشير الكاتب هنا بالتحديد للأحداث في العراق المتأثرة بسوريا، خاصة ما حدث في 21 كانون الأول / ديسمبر عندما قتل 21 ضابطا عراقيا من بينهم قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي. وقيل إنهم كانوا يلاحقون خلية للقاعدة في الرطبة حسب بعض الروايات.
ولم يتم الإلتفات لهذا الحدث كثيرا لكن جاء بعده خطاب ألقاه نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي الذي حاول في ‘انتهازية’ واضحة التحضير للإنتخابات القادمة في نيسان/إبريل وضرب عصفورين بحجر، فقد أعلن عملية لملاحقة الجهاديين، وكما ظهر لاحقا لم يكن الهجوم على معسكرات القاعدة في غرب الأنبار بل وعلى معسكرات الإعتصام في الرمادي والفلوجة التي أقيمت منذ عام للمطالبة بتحسين أوضاع السنة، ولكن المالكي زعم أن قيادة القاعدة في هذه المخيمات.
ويقول بيومنت إن الهجوم على المخيمات أدى لسلسلة من الأحداث في بلد تعتمد سياسته على البعد الطائفي، وتفاقمت أكثر مع بدء الحرب الأهلية في سوريا. وأدت عملية تفكيك معسكرات المعتصمين بالقوة لعودة مدينة الفلوجة إلى مركز الأحداث من جديد بعد أن احتلت المشهد بعد عام 2003 وهذه المرة حيث قام مقاتلو القاعدة بالسيطرة عليها.
ويرى الكاتب أن الأحداث الأخيرة في هذه المدينة التي كانت هدفا للعنف الأمريكي مرتين ، ستكون لها أبعادها الخطيرة لأن ما جرى فيها هو صورة مصغرة عن الطريقة التي توسعت فيها داعش التي يقودها أبو بكر البغدادي.
ويشير الكاتب إلى أن ‘داعس′ المرتبطة بالقاعدة، وعلى الورق تعتبر من أهم وأنجح تنظيمات القاعدة، فحتى الهجوم عليها في فترة أعياد الميلاد على إثر اختطافها وتعذيبها حتى الموت طبيبا كانت تسيطر على مدن ومساحات واسعة في شمال سوريا وأعلنت مسؤوليتها عن أول تفجير إنتحاري في الضاحية الشيعية في العاصمة اللبنانية.
من المقاومة للقاعدة
ومن هنا فدخول مقاتليها الفلوجة الأسبوع الماضي أضفى عليها سمعة وزاد من الغموض حولها وما تريد تحقيقه. ففي هذه المدينة يكمن مستقبلها ومستقبل المنطقة. ويعود الكاتب إلى الفلوجة أثناء الإحتلال الأمريكي، حيث يشير أن ‘مدينة المساحد’ حتى قبل الهجوم عليها بعد مقتل أربعة متعهدين أمريكيين كانت تخفي وراء علم المقاومة واقعا معقدا. ويتذكر زيارته الأولى للمدينة بعد سقوط صدام حسين التي يصفها بالمحافظة وسكانها بالكرم حيث كان بإمكان الصحافي العمل بحرية وباستقلالية.
وبعد عام أصبحت محلات الحديد فيها تصنع القنابل والمتفجرات وحل محل المقاومة الوطنية وأبناء العشائر مقاتلو القاعدة.
ويذكر الكاتب بتاريخ الفلوجة التي لم تكن تحب الغزاة، ففي العهد العثماني جعلت مركز ولاية كي تستطيع الدولة السيطرة على عشيرة الدليم القوية. وفي ثورة 1920 قتل فيها الرحالة والإداري الإستعماري جيرارد ليتشمان.
ويقول إن المدينة في عهد صدام تحولت إلى مركز قوي لحزب البعث، حيث زودت المؤسسة العسكرية بعدد كبير من الجنود والعاملين في مؤسسات الأمن.
حدثان
وما نسي أو تم تناسيه الآن هو أن المدينة لم يكن قدرها العنف، وأن تصبح جزءا من ما أطلق عليه الأمريكيون ‘المثلث السني’، فبعد دخول الأمريكيين العراق، حافظت المدينة على هدوئها، ولم يصبها ما أصاب مدنا أخرى من نهب وتدمير وعندما دخلها الأمريكيون وجدوا قوات الدفاع المحلية تعمل على حمايتها وعمدة مستعدا للعمل معهم. لكن كل هذا تغير بعد 28 نيسان/إبريل 2003 وكان سببه إطلاق الأمريكيون المرابطون حول المدينة النار بطريقة عشوائية على متظاهرين وقتلوا 17 شخصا، ثم جاء قرار اجتثاث البعث الذي حرم مئات الألوف من الجنود والعاملين في المؤسسات السابقة من وظائفهم ومن المشاركة في الحياة السياسية.
ولا تزال آثار هذين الفعلين واضحة حتى بعد خروج الأمريكيين من العراق عام 2011. وعلى الرغم من الصورة التي رسمها الأمريكيون للمدينة في ذلك الوقت إلا أن المقاومة للإحتلال ليست بالبساطة التي تصور بها، فقد طبع التمرد على الإحتلال بطابع التنافس وتغيير الولاءات، أولا بين البعثيين ضد القاعدة التي أصبحت فيما بعد الدولة الإسلامية في العراق، وبين القادة المحليين المتنافسين على السلطة.
وأدى صعود القاعدة في معركة الفلوجة الثانية لظهور الصحوات في عام 2006 حيث تحالف مقاتلون من العشائر مع الأمريكيين لمواجهة خطر القاعدة. ويشير هنا إلى تحليل بريان فيشمان من مركز مكافحة الإرهاب في أكاديمية ويست بوينت الأمريكية عندما كان يقارن صعود ‘داعش’ السورية والدولة الإسلامية في العراق قبل عقد من الزمن، حيث كتب قائلا إن محاولة القاعدة إنشاء دولة إسلامية يجعلها غريبة عن الكثير من السنة العراقيين الذين يتمسكون بحس وطني حتى مع وضعهم المهمش في ظل الوضع السياسي الحالي. وأدت محاولات القاعدة فرضها على المجتمعات السنية ممارسات لم تكن قد تعودت عليها، إلى عزلتها وأدت إلى مواجهة مستمرة للقاعدة مع المناطق التي كان من المفترض أن تكسب ولاءها.
وفي الإطار نفسه فشلت القاعدة في استفزاز ردود أفعال من الحكومة الشيعية ومحاولة تحدي النظم والممارسات الإجتماعية المتداولة لم تنجح. ويرى الكاتب أن أحداث العام الماضي في الأنبار والإعتصامات جعلت الكثيرين ممن غطوا أحداث العراق أثناء الغزو والكاتب واحد منهم للمقارنة بين حالة أثارها قرار اجتثاث البعث وحالة الإستياء على السكان وبين مخيمات الإعتصام العام الماضي والتي جاءت ردا على تهميش السنة .
فما بدأ كحركة احتجاج سلمية ذات مطالب عادلة انقلب إلى وضع خطير في ظل رفض المالكي التفاوض.
حرب بأبعاد أربعة
ويقول إنه زار العراق في أذار/مارس حيث استمع لتحذيرات كل من السنة والشيعة عن أن غياب فرص الحوار السياسي يعني أن الكثير من شباب السنة باتوا ينجذبون للقاعدة وأخواتها. وما زاد في تعقيد الأمور هي الحرب الدائرة في الجارة سوريا وصعود داعش كلاعب مهم في الحرب.
ويرى بيومنت أن فيشمان كان مخطئا في شيء واحد عن تنظيم القاعدة في العراق وهو قوله إن داعش تعلمت من أخطاء الماضي وما سببه لها أبو مصعب الزرقاوي والذي كان مرشدا لزعيم القاعدة الحالي أبو بكر البغدادي، لأن السجون السرية ومحاكم الشريعة والقتل والإعدامات كانت وراء ردة الفعل الأخيرة.
ونفس الأمر يلاحظ في العراق، ويشير إلى تاريخ البغدادي الشخصي الذي يشير لولادته في سامراء حيث كان مسؤولا عندما انضم للقاعدة عن تهريب المقاتلين الأجانب لسوريا وكان أمير الراوة على الحدود مع سوريا، وقد عرف عن البغدادي الحاصل على شهادة دكتوراة في الشريعة القسوة حيث قام بإعدام من اشتبه بتعاملهم مع الأمريكيين وبصعوده لرأس التنظيم في العراق أولا والعراق وسوريا ثانيا، وقتل الكثير من السنة والشيعة في تفجيرات. وفي سوريا اشتكى المقاتلون من حرص البغدادي على تعزيز مكتسباته في المناطق المحررة أكثر من مواجهة النظام.
ويقول المحللون إن البغدادي ربما ارتكب خطأ فادحا عندما قام بسحب قواته من سوريا للرمادي والفلوجة مما أدى لتوسيع جبهة القتال فوق طاقته. وينقل التقرير عن توبي دودج الباحث في العراق بمدرسة لندن للإقتصاد أن البغدادي مثل غيره في القاعدة يتميزون بالإنتهازية والغطرسة.
ويقول ‘عندما ظهرت القاعدة أول مرة في العراق لم تكن هناك دولة أو جيش عراقي، واليوم هناك 933 ألف جندي ولو قرر المالكي التحرك ضدهم، فهي معركة خاسرة’.
ويعتقد دودج أن ظهور القاعدة في الأنبار مرتبط بمعركة على السلطة من أربعة اتجاهات، الصراع على السلطة في المحافظة وفشل الساسة السنة من الإستفادة من انتخابات عام 2010 وسحق المالكي لمعسكرات الإعتصام، ونجحت القاعدة في الفلوجة خاصة في الضواحي لأسباب تاريخية، ولا تزال الفلوجة تعاني، على خلاف الرمادي التي تتمتع بنظام اجتماعي قادر على التصدي للقاعدة.
ويخالف دودج تحليل حكومة المالكي من أن سوريا هي عامل زعزعة الإستقرار في العراق، وعلى خلاف هذا ‘فالعراق هو الذي لا يزال يصدر العنف والتطرف’، مما يقترح أن معاناة الفلوجة لم تنته بعد، يقول الكاتب.
رجل القاعدة
كولين فريمان في تحليل له نشرته صحيفة ‘صنداي تلغراف’ عن أبو بكر البغدادي الرجل المطلوب الذي تضع الولايات المتحدة 10 ملايين دولار على رأسه وفي العام الماضي احتلت صورته غلاف مجلة ‘تايم’ الأمريكية. ولا توجد للبغدادي إلا الصورة التي التقطها الأمريكيون له عندما كان معتقلا لديهم في كامب بوكا.
وفي الوقت الذي لا يتمتع بقابلية التصوير التي كانت عند زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، لكن البغدادي يتحول شيئا فشيئا إلى ‘رجل الإعلان’ للجماعات الجهادية العالمية، ويصفه الكاتب بالرجل المنظم والقاسي. ويقول فريمان إن حقيقة مواجهة الجيش العراقي لمقاتلي القاعدة ليست مدعاة للراحة، فقد عاد الرئيس باراك أوباما من عطلة أعياد الميلاد الإسبوع الماضي ليواجه بعاصفة من النقد، لأن طموحات البغدادي مثل أستاذه بن لادن لا تتوقف عند سوريا والعراق بل الخلافة العالمية.
مزارع أم ناشط؟
ويحاول فريمان مثل غيره من الصحافيين التعرف على البغدادي وشخصيته، خاصة أن ما تتوفر لدينا من معلومات قليلة، وملفه لدى مكتب التحقيقات الفدرالية (أف بي أي) لا تتعدي صفحة، فهو في الأربعينات من عمره، ومولود في سامراء، ولقبه أبو دعاء.
ويصفه البعض بالمزارع الذي أصبح متشددا، أثناء عمليات الإعتقال الواسعة التي قام بها الأمريكيون عام 2005 حيث اعتقل مع عدد من قادة القاعدة في كامب بوكا. ويذهب البعض الآخر للقول إن تشدده بدأ أثناء فترة صدام وأصبح متشددا بعد الإحتلال الأمريكي لبلده بعد فترة قصيرة.
وبحسب مايكل نايتس من معهد واشنطن، ‘هذا الرجل كان سلفيا، ولا بد من أنه كان تحت الرقابة في عهد صدام’، مضيفا ‘كان أيضا معتقلا لعدة سنوات في كامب بوكا مما يقترح أنه كان يمثل تهديدا حقيقيا’.
وما يسند هذا التحليل تقارير أمنية تعود إلى عام 2005 حيث وصفته برجل القاعدة في بلدة القائم، غرب العراق، وبحسب وثيقة تعود للبنتاغون ‘تورط أبو دعاء باستفزاز وتعذيب وقتل مدنيين محليين في القائم’ ويضيف ‘كان يقوم باختطاف أفراد أو عائلات بكاملها، ويوجه اتهامات لهم ثم يصدر أحكام الموت عليهم ويعدمهم’.
ويتساءل الكاتب عن سبب إطلاق سراح شخص كهذا عام 2009، واحد من التفسيرات أنه ربما كان من ضمن الآلاف ممن صدر عفو عنهم عندما بدأت الولايات المتحدة تخفض من قواتها في العراق، وهناك تفسير آخر يقول إن أبو دعاء كان يتخفى بأكثر من شخصية. وينقل عن الجنرال سبر غريام لامب، القائد السابق في القوات الخاصة ‘قد نكون اعتقلنا أو قتلنا الرجل أكثر من عشرة مرات، فهو مثل الخيال يظهر مرة بعد الأخرى، ولا أعرف كيف نفرق بين الحقيقة والخيال’.
ويضيف أن هناك الكثير من الأشخاص ممن يريدون الترويج لفكرة أن الرجل لا يقهر مع أن هناك من يستخدم نفس اللقب’. ويقارن بين وضع القاعدة عندما أعلن عنه كزعيم للتنظيم في العراق وحالها الآن فقد بدأت حملة من 100عملية والآن فقد تجاوزت هذا الهدف ويقول نايتس ‘يتميز البغدادي بقدرات أكثر من الرجل الذي تسلم المنصب منه’.
ويشير إلى قدرات أخرى وهي تقليد ومحاكاة أي لهجة محلية مما يجعله قادرا على المرور بدون أن يلاحظه أحد، كما يفضل لبس قناع حتى يظل شخصية مجهولة. وعلى خلاف قادة القاعدة السابقين عليه يتجنب العمليات التي تعرض حياة رجاله للخطر. أما أهم انجازاته فهي مداهمات السجون التي جعلته قادرا على تحرير مئات عناصر القاعدة خاصة تلك العملية التي استهدف فيها سجن أبو غريب ذي الحراسة المشددة.
ويعتقد أن معظم هؤلاء انتقلوا لسوريا حيث لعبوا دورا في تأكيد حضور القاعدة. ويتفق الكاتب مع تحليل بيومنت في ‘أوبزيرفر’حول وقوع البغدادي في نفس أخطاء من سبقوه عندما استعرض عضلاته في سوريا والعراق حيث قتل200 من أتباعه في الأسبوع الماضي.
ونقل عن ناشط في حلب قوله إن ’90 ‘ من الناس تحولوا ضد داعش. ويرى دودج ‘قد يكون البغدادي أحسن تنظيم القاعدة’ لكنها ‘عندما سيطرت على المناطق تراجعت شعبيتها’.
حرب من 3 أبعاد
وفي سياق تجربة القاعدة أو داعش في سوريا كتب كيم سينغوبتا مقالا في ‘إندبندنت’ السبت عن الحرب متعددة الإتجاهات هناك حيث قال في الوقت الذي كان الجيش السوري يتقدم نحو حمص كان الجيش السوري الحر منشغلا بمواجهة الجهاديين. فقد هاجم الجيش المدينة القديمة التي كان يحرسها أفضل مقاتلي المعارضة وقتل 50 منهم لكن معظم الضحايا كانوا من بين المدنين.
وأشار إلى اكتشاف 50 جثة أخرى في حلب حيث قيدت أيديهم من الخلف وظهرت على جثث بعضهم آثار التعذيب التي قامت به جماعات مرتبطة بالقاعدة كانت تنسحب بعد هجوم مقاتلي الجيش الحر عليها.
ويقول الكاتب إن الحرب الأهلية في سوريا تترنح من حادثة لأخرى تاركة أثرها على المسلحين والسكان المتعبين ممن يعانون من الجوع والمرض والحصار والقنابل والقصف.
كل هذا يحدث وسط عمليات إعادة رسم الخطوط الجارية قبل مؤتمر جنيف -2 في نهاية الشهر الحالي والذي قد يؤدي لاتفاق بين الأطراف المتصارعة وإن كان جزئيا. وأشار الكاتب إلى الهجوم الذي شنته قوات المعارضة على داعش في حرب داخل حرب يرى أنها ستتواصل، حيث عززت قوات بشار الأسد، الرئيس السوري من هجماتها للإستفادة من الشق داخل قوات المعارضة. فقد قام النظام في الأيام العشر الأخيرة بتعزيز سيطرته على الطريق السريع بين حمص ودمشق والذي أغلق بسبب القتال المتواصل في منطقة القلمون. ويأتي الهجوم على البلدة القديمة في حمص التي بقي فيها 4 ألاف شخص يتعرضون للحصار منذ 18 شهرا في ظل الصراع الداخلي داخل المعارضة.
وعلى الرغم من معاناة الباقين في حمص من الجوع والمرض إلا أن التقرير يرى في السيطرة عليها فعلا رمزيا من النظام مما يعني فتح الطريق بين العاصمة والساحل.
ويشير التقرير إلى اعتقاد الكثيرين في المعارضة عن علاقة النظام بالمتطرفين. ويقول أبو مراد من لواء التوحيد ‘لقد رأينا بشار يهاجم بقية الكتائب إلا داعش فإنه تركها وشانها، لماذا؟ لأن من مصلحته تركها تنتصر، وعندها سيقول إن كل الثوار هم من القاعدة، ولأن النظام لا يريد التخلص من داعش فنحن نقوم بالمهمة.
‘اليرموك’ يحتضر والجهود المبذولة لإدخال الأطعمة والأدوية للمحاصرين تبوء بالفشل ودعوات لطرفي الصراع لسحب المسلحين لإنقاذ الجوعى
وليد عوض وأشرف الهور
رام الله ـ غزة ـ ‘القدس العربي’ ألهبت أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك بسوريا وموتهم جوعا الأوضاع في الأراضي الفلسطينية حيث أغلق العشرات من الناشطين الفلسطينيين أمس الأحد مقر منظمة التحرير الفلسطينية برام الله تنديدا بما وصفوه بتقاعس المنظمة عن وقف الجريمة التي ترتكب بالمخيم من قبل جيش النظام السوري الذي يواصل حصاره للمخيم منذ أكثر من 6 شهور بحجة أن هناك مسلحين من التنظيمات المعارضة للنظام السوري تتحصن داخل المخيم.
وندد الناشطون الذين اغلقوا مقر منظمة التحرير برام الله بموت أكثر من 40 لاجئا في مخيم اليرموك جوعا جراء نفاد المواد الغذائة من داخل المخيم بسبب حصار جيش النظام السوري للمخيم، ورفضه فتح ممرات آمنة للجماعات المسلحة للإنسحاب من داخل المخيم .
وقالت الناشطة الشبابية ريتا أبو غوش ان إغلاق مقر المنظمة عدة ساعات صباح الأحد ومنع الموظفين الرسميين من دخوله كانت بمثابة رسالة احتجاج على تقاعس المنظمة عن إغاثة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك بسوريا، مضيفا ‘أردنا الضغط على المنظمة ووفدها في سوريا لتقاعسه عن تقديم الخدمات وإدخال المساعدات الضرورية والعاجلة لأهلنا في مخيم اليرموك ووضع المنظمة أمام مسؤولياتها’.
ومن ناحيته أكد الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن جهود المنظمة لإنقاذ أهالي مخيم اليرموك متواصلة مع جميع الأطراف السورية سواء النظام أو المسلحين، مشدداً على أن الأوضاع في اليرموك باتت كارثة إنسانية حقيقية تهدد حياة ما تبقى من اللاجئين في المخيم، موضحا بأن وفدا من المنظمة يتواجد حالياً في العاصمة السورية دمشق لبحث حل أزمة مخيم اليرموك وإدخال المساعدات العاجلة لأهالي المخيم، الذين باتت حياتهم مهددة في كل لحظة وخاصة بعد الصور البشعة التي شاهدها العالم أجمع نتيجة نقص الغذاء والدواء والحصار المتواصل على المخيم.
وتعمل الفصائل الفلسطينية المتواجدة في العاصمة السورية دمشق بالتنسيق مع وفد منظمة التحرير الفلسطينية على وضع إجراءات عملية لإنهاء معاناة سكان مخيم اليرموك المحاصرين منذ أكثر من 180 يوما، والذين قضى عدد كبير منهم بسبب الجوع، وذلك بعد أن باءت الجهود الرامية لإدخال قافلة مساعدات للمخيم بالفشل، وسط دعوات لجميع الأطراف (الحكومة وقوات المعارضة) بتجنيب اللاجئين ويلات الحرب والقتال.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني أحد أعضاء وفد المنظمة الذي يبحث في سوريا أزمة حصار اليرموك أن فصائل العمل الوطني الفلسطيني في سوريا تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية على وضع ‘مجموعة من الإجراءات العملية الملموسة’ من أجل إنهاء معاناة أبناء شعبنا داخل المخيمات.
وأشار إلى أنه أكد للوزير السوري محمد الشعار عقب لقاء جمعهما في دمشق على حرص القيادة الفلسطينية على ‘موقف الحياد الإيجابي للفلسطينيين المقيمين في سوريا تجاه الصراع الدائر فيها، وضرورة عدم زجهم في أتون الأزمة السورية الجارية’.
وتلقى المسؤول الفلسطيني الرفيع تطمينات من الوزير الشعار بأن حكومته تعمل على اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لتأمين احتياجات ومتطلبات الفلسطينيين المقيمين داخل المخيمات.
ويعيش مخيم اليرموك أكبر مخيمات اللاجئين في سوريا في حصار محكم من قبل قوات النظام منذ أكثر من 180 يوما بشكل متواصل، ويمنع بسبب الحصار والإشتباكات بين مسلحين تحصنوا في المخيم، وقوات النظام دخول الأطعمة والأدوية للسكان هناك، ما أدى إلى وفاة العشرات منهم بالجوع.
وعرضت صورا لأطفال ورجال ونساء من المخيم قضوا جوعا، وأظهرت الصور نحافة أجسادهم، بسبب نقص الأطعمة، ولم تستطع المؤسسات الإغاثية من الوصول إلى المخيم بالمساعدات.
هذا ودعت فصائل العمل الوطني الفلسطيني الـ14 الموجودة في سوريا إلى انسحاب جميع المسلحين من مخيم اليرموك وإخلائه من السلاح تمهيدا لعودة أبناء الشعب الفلسطيني إلى المخيم بأسرع وقت ممكن.
وأكدت الفصائل في بيان لها أنها توافقت عقب اجتماع عقدته على مجموعة من الإجراءات العملية والملموسة، ودعوة الجهات المعنية للمساعدة بتنفيذ هذه الإجراءات بشكل ‘عاجل وفوري’ لإنهاء معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، من خلال ‘فتح طريق آمن يمكن وكالة الأونروا من إدخال المواد الغذائية والطبية للمخيم والقيام بتوزيعها مرتين على الأقل شهريا’؟
وأشارت إلى ضرورة العمل مع الجهات المعنية السورية لتسوية أوضاع من يرغب من المسلحين والخروج من المخيم.
وطالبت كذلك بإفساح المجال أمام من يرغب من أبناء الشعب الفلسطيني داخل المخيم والحالات الإنسانية والمرضى وأصحاب الاحتياجات الخاصة بالخروج منه، والتعاون مع الجهات المختصة في سوريا، ووكالة ‘الأونروا’، وتوفير مراكز إيواء وتقديم الرعاية والحماية لهم.
ودعت إلى توجيه لجنة المتابعة المكلفة من فصائل العمل الوطني الفلسطيني بالدخول إلى المخيم لـ ‘إدارة حوار مباشر مع جميع المجموعات والفصائل المسلحة للخروج منه’.
وأكدت الفصائل مواصلة جهودها بـ ‘صفوف موحدة لرفع المعاناة عن أبناء شعبنا وضمان استمرارية حيادية موقفهم ودورهم إزاء الأزمة في سوريا’.
من جهتها أكدت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس أن ما يجري في مخيم اليرموك هو ‘جريمة كبرى ترتكب في القرن الـ21′، وقال رئيس قطاع اللاجئين في وزارة الخارجية بحكومة حماس الدكتور يوسف المدلل خلال برنامج ‘لقاء مع مسؤول’ بمقر وزارة الإعلام إن هناك ‘قصورا واضحا تجاه مأساة مخيم اليرموك’، واستنكر منع دخول المساعدات وقوافل الإغاثة.
ودعا الجميع إلى ‘احترام الخصوصية الفلسطينية، واحترام رمزية المخيمات’، وكذلك دعا إلى الحفاظ على ما تبقى من الوجود الفلسطيني هناك.
وفي سياق الحديث عن أزمة المخيم المنكوب، ولاجئي فلسطين في سوريا، فقط أعلنت ‘مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا’ أن 1908 لاجئ فلسطيني استشهدوا جراء الأحداث الدائرة هناك، ومن بينهم 42 قضوا في مخيم اليرموك نتيجة الحصار والجوع.
وذكرت أن الطفلة مريم محمد ’55 يوماً’ قضت نتيجة الجفاف والجوع بسبب الحصار المفروض على مخيم اليرموك، كذلك قضت الشابة أمل حسين شيخو، إثر إصابتها بالجفاف الناتج عن سوء التغذية في المخيم، إضافة إلى السيدة سعدة قيسي رجا، والمسن أكرم سليمان علال، وذكرت أيضا أن الطفل محمد سامر السعدي’10سنوات’ من مخيم خان الشيح، قضى متأثراً بجراح أصيب بها بسبب سقوط القذائف على المخيم قبل عدة أيام. وبحسب ما ذكر التقرير فإن سكان مخيم اليرموك نفذوا اعتصاما احتجاجياً على سياسة ‘العقاب الجماعي والتجويع′ الذي ينتهجها الجيش النظامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة ما أدى إلى ‘كارثة إنسانية حقيقية’.
هذا وأطلق مشفى فلسطين في المخيم نداءات استغاثة لإنقاذ مسنين يحتضران من الجوع، وطالب الكادر الطبي من المنظمات الطبية والحقوقية والإنسانية التدخل لإنقاذ أرواح العديد ممن يرقدون في المشفى ما بين الحياة والموت. وجاء ذلك كله في الوقت الذي باءت فيه الجهود المبذولة لإدخال قافلة المساعدات إلى مخيم اليرموك بالفشل لليوم الثالث على التوالي بسبب تعنت طرفي النزاع.
وتشهد المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة فعاليات جماهيرية تندد بحصار المخيم، وتدعوا إلى فكه وإدخال الأطعمة والأدوية للمحاصرين.
واعتصم شبان من مدينة غزة أمام مقر الصليب الأحمر الدولي بالمدينة، وطالبوا المؤسسات الدولية بسرعة التدخل، وحملوا لافتات احتوت على شعارات تضامنية، وصور للضحايا الجوعى.
وحمل المشاركون لافتات كتب عليها ‘من غزة حتى اليرموك شعب واحد’ و’أطفال اليرموك يموتون جوعا’.
وانتقد المعتصمون الصمت الدولي على ما يحدث في المخيم من مجاعات وموت يستهدف اللاجئين هناك، وطالبوا بتدخل سريع لإنهاء المعاناة.
وفي ظل التحركات الشعبية والرسمية في الأراضي الفلسطينية لإغاثة لاجئي اليرموك أطلقت مجموعة من الأطفال في نابلس شمال الضفة الغربية الأحد، حملة لجمع التبرعات لأطفال اليرموك تحت عنوان ‘صرخة اليرموك’، حيث جمع 14 طفلا في المدينة مدخراتهم وقدموها في صندوق خاص بمقر المحافظة، إيذانا ببدء الحملة.
وقال الطفل حمزة برهم، خلال مؤتمر صحافي نظم في المحافظة، ان حوالي 14 طفلا بدأوا اعتبارا من الأحد بجمع التبرعات من المؤسسات والمحال والشوارع لصالح أهالي مخيم اليرموك، مرحّبا بأي طفل يود الإنضمام إليهم.
وأضاف أن الفكرة بدأت عندما شاهد معاناة أطفال اليرموك، ومرضهم وجوعهم، وقال ‘اقترحت على والدي أن أجمع ما ادخرت وما ادخره أصدقائي لنقدمه تبرعات لأطفال اليرموك’، مطالبا المنظمات الدولية بتنظيم زيارة لمخيم اليرموك والإطلاع على معاناة أطفاله وأهله.
وقال الطفل عاهد ياسر أبو بكر (12 عاما): نحن الأطفال أصحاب الفكرة، عندما شاهدنا أطفال اليرموك مرضى ويأكلون الأعشاب، لم نستطع التحمل، وقررنا جمع ما ادخرناه في حصالاتنا لهم.
ومن جهتها قالت بسملة منصور (10 سنوات): صعب علينا أن يتوفر لنا الغذاء والدواء، وأطفال اليرموك لا يتوفر عندهم شيء من هذا، فكيف نصمت ونحن بإمكاننا أن نقدم لهم ولو الشيء القليل.
وفي ظل تواصل الجهود الشعبية بالأراضي الفلسطينية لإغاثة أهالي اليرموك قدرت مصادر فلسطينية بأن هناك حوالي 20 ألف لاجئ يعيشون في المخيم تحت الحصار الذي يمنع وصول أي إمدادات غذائية أو صحية لهم، علما بأنه كان يعتبر من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينين في سوريا حيث كان يضم أكثر من 250 ألف لاجئ قبل اندلاع الأزمة السورية، إلا أن معظمهم هجروا منه.
تنسيق عملياتي برعاية الأمير سلمان في ليبيا وشمال سوريا والأنبار
الأمير بندر في رحلة ‘علاجية’ لواشنطن يستغلها لانهاء ‘الحرد’ واعادة التنسيق مع امريكا
عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ من بسام البدارين: قد تشكل ‘رحلة علاجية’ وشيكة يفترض أن يقوم بها الأمير السعودي بندر بن سلطان إلى الولايات المتحدة الأمريكية مدخلا مستحدثا لإعادة إنتاج المشهد المتوتر والمأزوم بين السعودية وواشنطن على قواعد عمل وتفاهمات طازجة تؤكد مصادر ‘القدس العربي’ أنها الآن مرحليا تحت الإختبار.
هذه الزيارة وإن كانت لافتتها علاجية تماما ستشكل في حال إنضاجها وإنجازها فرصة لانهاء حالة ‘الحرد’ السعودي ولإعادة الجلوس بعد سلسلة مستجدات على صعيد العلاقة بين البلدين نضجت وبسرعة بعد وقفة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة على المحطة السعودية.
وهذه الوقفة بوضوح كان لها تأثير ملموس وسريع على ثلاثة مسارات أساسية تبدأ بجنيف وتمر بالوضع الميداني لفصائل المعارضة السورية من النمط الجهادي وتنتهي بالإنفراج النسبي الذي تشهده ساحة لبنان.
المسألة لها علاقة بما وصفه وزير الخارجية الأردني في مباحثاته مع مسؤولين فلسطينيين الأسبوع الماضي بعودة محتملة ‘للمبادرة العربية’ للسلام، التي تحمل توقيع واسم المملكة العربية السعودية والتي ستنتقل الرياض عبرها إلى مستوى التأثير في عملية المفاوضات بين تل أبيب والفلسطينيين في سياق ‘مقايضة’ سياسية ودبلوماسية أنجزها كيري خلف الكواليس وفي طريقها للتقدم والنمو بقوة بالواقع السياسي في المنطقة.
ليس سرا في السياق أن الرئيس محمود عباس وكما أوضح الدبلوماسي والقيادي الفلسطيني المعروف الدكتور ربحي حلوم لـ’القدس العربي’ يبحث عن ‘غطاء عربي’ يوفر له مظلة لأية تنازلات محتملة تفترضها مسودة إتفاقية الإطار التي تعتمدها خطة كيري.
عباس تجاهل الإكتفاء بالبحث عن الغطاء العربي لكنه طلب مباشرة من كيري توفير غطاء سعودي وأردني حصريا له وبعد عملية تقييم في غرفة القرار الأردنية تحديدا تم الإتفاق عمليا على أن تشكل المبادرة العربية والتي هي سعودية في واقعها المظلة التي يطلبها عباس مما ساهم في ترتيب اللقاء المتوقع بين الوزير كيري ووزراء خارجية لجنة المتابعة العربية.
الإتجاه واضح في هذا السياق لتفعيل وتنشيط المبادرة العربية كأساس يعيد إنتاج الدور السعودي وفقا لما طلبه عباس فيما تصر أوساط متابعة على أن ‘المال السعودي’ مطلوب في أي مرحلة تدخل فيها خطة كيري حيز النفاذ في الوقت الذي حذر فيه أعضاء بارزون في السلطة الفلسطينية من بينهم القيادي الفتحاوي والوزير السابق نصر يوسف، من خطوات عربية دبلوماسية مكثفة، قد تنتهي باعتماد المبادرة السعودية وخطة كيري كأساس لإعادة صياغة قرارات الشرعية الدولية التي تتضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
بعيدا عن المسار الفلسطيني، من الواضح أن السعودية لها بالتوازي مصلحة في تبديد مظاهر التشنج في علاقتها مع الأمريكيين.
ومن الواضح أن ترتيبات المبادرة وكيري تسمح بهذا الهامش، الأمر الذي يمكن أن يقفز بمتزعم جناح الصقور في عائلة الحكم السعودية الأمير بندر الى واشنطن.
قبل ذلك يبدو أن حصول اتصالات عن بعد بين اسرائيليين وسعوديين لها علاقة تحديدا في الوضع الميداني في سوريا تشكل من جانبها ملامح المقايضة الجديدة مع الإدارة الأمريكية، فالسعودية وتحديدا عبر الحلقة اللوجستية التي يمثلها نائب وزير الدفاع الأمير سلمان بن سلطان مع الأمريكيين لوجستيا ضد تنظيم ‘داعش’ في صحراء الأنبار العراقية.
ومجموعة الأمير سلمان التي تتولى خلية الأزمة تعاونت مع الأمريكيين في ليبيا ويبدو أن المزيد من التعاون ستشهده الأيام القليلة المقبلة بعدما صنف الأمريكيون تنظيم أنصار الشريعة الليبي ضمن قائمة الإرهاب.
أجواء الإنفراج والمقايضة بين الرياض وواشنطن تنشطت نسبيا، بعدما أبلغ الأمريكيون بأن إيران لن تكون طرفا على طاولة جنيف 2، الأمر الذي يعتقد خبراء أنه السبب المباشر للإنفراج البسيط الذي تشهده ساحة لبنان تحت عنوان العمل مع الفرقاء لتشكيل حكومة لبنانية جديدة.
وفي الوقت نفسه يمكن النظر لتشكيل فصيل الجبهة الإسلامية الموحدة المعارضة في سوريا، والتي اشتبكت فعلا ميدانيا مع تنظيمات داعش وجبهة النصرة باعتبارها رسالة من السعودية تفيد بأنها مازالت في الخندق المتصادم مع الإرهاب حتى وفقا للمواصفات الأمريكية المعتمدة خصوصا وأن السعودية مازالت تدعم عملياتيا وبصورة علنية وبقوة، الجيش السوري الحر والإئتلاف الوطني المعارض.
كل ذلك يمهد للأجندة السعودية التي يتصدر أولوياتها بلا منازع الحرص فقط على أن لا يرشح الرئيس بشار الأسد نفسه للإنتخابات الرئاسية القادمة والمقترحة.
الخميس يعلن عن اسم مرفأ إيطالي سينقل إليه الكيميائي السوري
أ. ف. ب.
روما: اعلنت وزارة الخارجية الايطالية الاثنين ان المرفأ الايطالي الذي ستنقل اليه الاسلحة الكيميائية السورية قبل تدميرها سيعلن الخميس، مضيفة ان مؤتمرا انسانيا حول سوريا سيعقد في روما في بداية شباط/فبراير.
جاء في بيان للخارجية الايطالية “سيعلن الخميس اثناء جلسة استماع في البرلمان لممثل منظمة حظر الاسلحة الكيميائية” عن اسم المرفأ الذي تم اختياره لاستقبال الاسلحة الكيميائية المنقولة من سوريا الى السفينة كابي راي الاميركية المكلفة تدمير هذه الاسلحة لاحقا”. واضافت الخارجية الايطالية ان اختيار المرفأ “سيتم على اساس معايير تقنية مطلوبة ومدروسة من قبل وزارة النقل”.
واوردت وسائل الاعلام الايطالية في الايام الاخيرة اوغوستا (صقلية) وجيوا تورو (كالابريا) كمرفأين محتملين لاستقبال عملية نقل الاسلحة الكيميائية السورية هذه. وقد ابدى رئيس بلدية برينديسي (بوليا) ورئيس منطقة سردينيا اعتراضهما علنا على اختيار مرفأي منطقتيهما.
وسيلتقي المدير العام لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية احمد اوزومجو هذا الخميس وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو ثم سيزور البرلمان “ليوضح امام لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ مراحل نقل العناصر الكيميائية من سفينة شحن دنماركية او نروجية الى كابي راي”، وفقا للوزارة.
واضافت الوزارة الايطالية ان العملية “ستجرى في نهاية الشهر بحضور مفتشين من المنظمة سيفحصون المعدات فور نقلها الى السفينة الاميركية”. من جهة اخرى، وفي البيان عينه، اعلنت الوزارة عقد مؤتمر انساني في الثالث من شباط/فبراير في روما برعاية الامم المتحدة بعد اطلاق مفاوضات السلام المتوقعة في جنيف في 22 كانون الثاني/يناير.
واوضحت الوزيرة بونينو في البيان “لقد شددنا على ان لا تكون المسالة الانسانية منفصلة عن العملية السياسية. لا يمكننا الحديث عن مستقبل اذا لم ننجح في تقديم حاضر للشعب السوري”.
وبحسب خطط الامم المتحدة، فان 1290 طنا من الاسلحة الكيميائية السورية وبينها غاز الخردل وغاز السارين، كان يفترض سحبها من سوريا قبل نهاية كانون الاول/ديسمبر لكن سوء الاحوال الجوية في المنطقة ومشاكل امنية اخرت هذه العمليات.
وقد تم نقل شحنة اولى نحو مرفأ اللاذقية السوري على متن سفينة دنماركية في الاسبوع الماضي. وفور تجميعها في اللاذقية، سيتم نقل العناصر الكيميائية الى ايطاليا التي ستنقل منها الى متن السفينة “ام في كابي راي” المجهزة خصيصا لتدميرها في البحر، وعلى الارجح في البحر المتوسط.
«جنيف 2» في موعده لتشكيل حكومة مؤقتة بصلاحيات كاملة
لافروف التقى الجربا.. ومعارك المعارضة و«داعش» توقع 700 قتيل في سوريا
باريس: ميشال أبو نجم
أكدت مجموعة «أصدقاء سوريا» في ختام اجتماع عقدته في باريس، أمس، أن مؤتمر «جنيف2» للسلام سيعقد في موعده المقرر في 22 يناير (كانون الثاني) الحالي، كما حثت الائتلاف الوطني السوري المعارض على المشاركة فيه. وخلص بيان وزراء خارجية الـ 11 دولة إلى أن هدف «جنيف2» هو «إنهاء النظام المستبد الحالي عبر عملية انتقالية سياسية فعلية». وأوضح البيان انه يجب تنفيذ إعلان جنيف الاول كاملا، بما فيه «تأليف هيئة حاكمة انتقالية..لديها كافة الصلاحيات».
لكن يبدو أن وزراء الخارجية المجتمعين في باريس لم يتمكنوا من إقناع ممثلي الائتلاف بإعلان المشاركة في المؤتمر. واكتفى رئيس الائتلاف أحمد الجربا بالتأكيد على أنه تلقى ضمانات من تلك الدول بأن «لا مستقبل» للأسد وعائلته في سوريا.
وفي لقاء لافت، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجربا على هامش اجتماع باريس. وتتجه الأنظار إلى اجتماع سيلتئم صباح اليوم في باريس يضم وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي والمبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي لبحث «جنيف2» .
ميدانيا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل نحو 700 شخص في تسعة أيام من المعارك الدائرة بين عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ومقاتلي المعارضة السورية.
«أصدقاء سوريا» يعلن أن «جنيف2» في موعده ويحث على مشاركة الائتلاف
لافروف يلتقي الجربا.. والأخير يتلقى ضمانات من مجموعة الـ11 بأن لا مستقبل للأسد في سوريا
باريس: ميشال أبو نجم
اعتبرت مصادر دبلوماسية في باريس أن اجتماع المجموعة الأساسية من أصدقاء سوريا أو ما يعرف بـ«مجموعة لندن» في باريس أمس، والذي حضره، إلى جانب رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، كل وزراء خارجية دول «مجموعة لندن» الـ11: «مرحلة مهمة أتاحت إطلاق دينامية سياسية جماعية» وبينت «وحدة الموقف» لجهة التمسك بانعقاد مؤتمر «جنيف2» للسلام في سوريا، وخصوصا «عمل الجميع في الاتجاه نفسه».
وشرحت المصادر المشار إليها معنى الجملة الأخيرة بالقول إن الساعات الثماني والأربعين الأخيرة وفرت الفرصة للتأكيد على التزام جميع الحاضرين إزاء المجموعات المقاتلة ميدانيا «لتوفير المناخ السياسي الذي يتيح للائتلاف الوطني السوري قبول المشاركة في مؤتمر جنيف2».
وفهم من أوساط أحمد الجربا ومن أوساط دبلوماسية أخرى أن «مجموعة من اللقاءات مع القادة الميدانيين ستجري في الساعات القادمة وقبل استحقاق الـ17 من الشهر الجاري حيث يفترض أن يحسم الائتلاف موقفه ويتخذ قرارا لجهة المشاركة من عدمها من أجل (توفير الغطاء) الضروري للذهاب إلى جنيف بحيث لا يكون هناك قطيعة بين الوفد المفاوض ومن هو موجود ميدانيا».
وشددت المصادر المشار إليها على أن «عمل مجموعة الـ11 في الاتجاه نفسه وتسخير قدراتها على التدخل لدى الجهات التي تستمع إليها بالغ الأهمية» الأمر الذي يعني عمليا منع الانشقاقات والمحافظة على وحدة الائتلاف ووجود تناغم بين القوات المقاتلة والممثلين السياسيين للمعارضة. ونقل عن الجربا قوله للوزراء الـ11 إنه «يتعين عليهم التوجه للشعب السوري لإفهامه ما الغرض من جنيف» كما يتعين عليهم أن «يعملوا يدا واحدة وفي الاتجاه نفسه».
وفي كلمته المختصرة عقب انتهاء الاجتماع، لخص وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الموقف العام بقوله: «لا حل للأزمة السورية إلا الحل السياسي ولا إمكانية للحصول على حل سياسي من غير اجتماع جنيف2 الذي يوفر الجواب على تطلعات الشعب السوري المشروعة والتي تتحكم بعودة سوريا إلى الاستقرار والسلام».
وأكملت مصادر قريبة منه بالقول إن كل ذلك مربوط بنجاح الائتلاف السوري الذي تلقى رئيسه رسالة الدعوة في التوافق على موقف إيجابي من المؤتمر الدولي الموعود. وقال فابيوس إن «جنيف2»: «يجب أن يعقد في موعده» وأن تكون غايته «توفير قيام عملية انتقال سياسي تضع حدا للنظام الاستبدادي الحالي وتقوم على تطبيق خريطة الطريق لجنيف1».
ورد الجربا على الوزير الفرنسي بالقول إنه «طرح الهواجس التي تعتري السوريين وعرض المطالب وأوضح حقيقة ما يجري على الأرض»، في إشارة ضمينة إلى الشروط التي طرحها الائتلاف لقبول جنيف2. ووصف الاجتماع بأنه «استثنائي وخرج بقرارات واضحة وهامة» مضيفا أن «تنحية (الرئيس السوري بشار) الأسد من أي مشهد من مستقبل سوريا باتت أمرا محسوما». وأشار الجربا إلى أن «عملية تسليم السلطة بكل مؤسساتها أصبحت موضع إجماع مدون ولا مجال للنقاش فيه». وفي رأيه أن الأزمة السورية «دخلت مرحلة الحسم».
غير أن لا الجربا ولا الوزير الفرنسي ولا المصادر التي تابعت الاتصالات أمس أشار إلى أن رئيس الائتلاف وعد بقبول دعوة أمين عام الأمم المتحدة ما يعني أن خيار المشاركة أو عدم المشاركة ما زالتا قائمتين. وذهبت بعض المصادر إلى القول إنه «لا يمكن الحسم اليوم» وإن «جنيف2» سيرى النور، وإن ما سعت إليه مجموعة الـ11 هو لتوفير الظروف كي يعقد المؤتمر.
وفي لقاء لافت، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجربا على هامش اجتماع باريس. ويعتبر اللقاء الثنائي النادر، الذي لم ترشح عنه أي تفاصيل، مهما لناحية التنسيق قبل اجتماع «جنيف2»، وبمثابة تلبية للدعوة التي تلقاها الائتلاف لزيارة موسكو. وأفادت وزارة الخارجية الروسية على صفحتها عبر «تويتر» أن لافروف أجرى محادثات مع الجربا، أرفقته بصورة أظهرت الجربا ولافروف ومرافقيهما حول طاولة المحادثات.
وشهدت العاصمة الفرنسية اتصالات ومشاورات على كل الخطوط والصعد شارك فيها غالبية الوزراء الموجودين فيها والمبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي. بيد أن الأنظار تتجه إلى الاجتماع الذي سيلتئم صباح اليوم في مقر السفير الأميركي في باريس ويضم وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره لافروف والإبراهيمي.
وتمخض اجتماع الـ11 عن بيان مطول من 14 فقرة أطلق عليه اسم «بيان باريس للمجموعة الأساسية» جرى التفاوض على تفاصيله في اجتماع الخبراء السبت. وتذكر الفقرة الأولى بأن الغرض من «جنيف2» هو «تمكين الشعب السوري من التحكم بمستقبله وإنهاء النظام الاستبدادي الحالي من خلال تنفيذ عميلة انتقال سياسي حقيقية». فيما تندد الفقرة الثانية بـ«فظائع النظام التي يرتكبها ضد شعبه بمساندة حزب الله وغيره من المجموعات الأجنبية»، متوقفة عند استخدام البراميل المتفجرة وسياسة التجويع التي تعتبرها «جريمة حرب» وتدعو المجتمع الدولي لرفض استمرارها.
وتدعو «مجموعة لندن» النظام إلى وقف هجماته العشوائية ضد المدنيين فورا وإطلاق سراح جميع الأشخاص المعتقلين بصورة تعسفية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية. والأهم في الفقرة الثالثة أن البيان «يحث روسيا وإيران على استخدام نفوذهما الكامل على النظام» من أجل الانصياع لهذا الطلب ما يعني عمليا تحميلهما مسؤولية الأعمال التي يرتكبها النظام.
ويخصص البيان فقرة كاملة للتنديد باللعبة المزدوجة التي يلعبها النظام الذي يقول من جانب إنه جاهز للمشاركة في مؤتمر «جنيف2» ومن جهة أخرى يرفض الغرض من التئامه المنصوص عليه في رسالة الدعوة وفي قرار مجلس الأمن رقم 2118 أي إقامة سلطة انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية.
وقالت المصادر الدبلوماسية إن على روسيا «مسؤولية كبرى» لأنها ساهمت في بلورة خريطة الطريق وصوتت لصالح قرار مجلس الأمن وتؤكد أنها تريد حلا سياسيا وبالتالي فإنها لو لم تعمل في هذا الاتجاه فسيعني وجود تناقضات بين ما تقوله وتفعله.
واستبق الـ11 قرارا قد يتخذه النظام لجهة تنظيم انتخابات رئاسية يترشح الأسد لها، إذ أكدت المجموعة أن الانتخابات «في حال تناقض تام» مع عملية «جنيف2» وأنها ستكون بمثابة «مهزلة» من أجل «إبقاء رجل في السلطة تعتبر الأمم المتحدة أنه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». ونبهت إلى أن مجموعة الـ11 ستعتبر انتخابات كهذه باطلة سلفا.
وتريد المجموعة «الفقرة 7» تحديد مهلة زمنية لكي لا تجرجر المحادثات في جنيف إلى ما لا نهاية. بيد أن المصادر الدبلوماسية رفضت تحديد مهل معينة تاركة الأمور للمتفاوضين. لكنها بالمقابل اعتبرت أنه يتعين أن تفضي مسيرة جنيف إلى «تحقيق منافع فورية للشعب السوري» مطالبة «جميع الأطراف» بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة خلال عملية التفاوض والتزام بهدنات إنسانية. وتمثل الفقرة الأخيرة استجابة «جزئية» لمطالب المعارضة التي تتمسك بوقف القصف وإطلاق السجناء قبل المفاوضات. ويشدد الـ11 على أنه «حالما تقام الهيئة الحاكمة الانتقالية التي تسيطر على جميع المؤسسات الحكومية ومن ضمنها القوات المسلحة وأجهزة الأمن والمخابرات لن يكون لبشار الأسد وشركائه المقربين الملطخة أيديهم بالدماء أي دور في سوريا» لا بل إن الفقرة 8 تشدد على محاسبة «جميع المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية».
وفي مسعى لطمأنة الجهات المترددة بدعم أطراف في المعارضة، حث البيان «جميع المجموعات المسلحة (المعارضة) أن تحترم قيم الديمقراطية والتعددية وتعترف بالسلطة السياسية للائتلاف» فيما الفقرة ما قبل الأخيرة أدانت وجود المقاتلين الأجانب في سوريا معددة منهم حزب الله أو القوات المدعومة من إيران أو «المقاتلين ضمن المجموعات المتطرفة» مطالبة بخروجهم من هناك.
«داعش» تستعيد معاقلها في الرقة وتنفذ 16 هجوما انتحاريا
نحو 700 قتيل حصيلة معارك الفصائل السورية المسلحة و«الدولة الإسلامية»
بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»
استعاد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المرتبط بتنظيم القاعدة السيطرة على معظم معاقله في مدينة الرقة في شمال شرقي سوريا أمس، موجها بذلك ضربة لجماعات المعارضة المسلحة التي يقاتلها منذ أيام للقضاء عليها. وجاء ذلك بينما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل نحو 700 شخص في تسعة أيام من المعارك بين عناصر «داعش» ومقاتلي المعارضة السورية.
وقال ناشطون إن جماعة «داعش» خاضت معارك مع المقاتلين المتبقين من الوحدات الإسلامية المنافسة ومن بينها جبهة النصرة المرتبطة أيضا بـ«القاعدة» في عدد من أحياء الرقة. كما استعادت الجماعة بلدة تل أبيض الواقعة على الحدود التركية في بداية الأسبوع.
وقال الناشط أبو خالد الوليد إن كثيرا من مقاتلي أحرار الشام، وهي من أقوى الجماعات الإسلامية المسلحة، اختاروا عدم مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لأن المقاتلين من أهالي المنطقة ولا يناصب بعضهم بعضا العداء. وأضاف لوكالة «رويترز»: «لم يرَ الكثيرون معنى لمقاتلة أقاربهم. والدولة الإسلامية في العراق والشام تسيطر الآن على 95 في المائة من الرقة وريفها. وعادت تل أبيض أيضا إلى سيطرتها». والرقة الواقعة على نهر الفرات على بعد 385 كيلومترا شمال شرقي دمشق هي عاصمة المحافظة الوحيدة التي سقطت في أيدي معارضي الرئيس بشار الأسد منذ بدء الانتفاضة المناهضة لحكمه في مارس (آذار) 2011.
وكان تنظيم «داعش» انسحب من الرقة ومدن أخرى في شمال شرقي سوريا هذا الشهر بعد أن هاجم تحالف لعدد من جماعات المعارضة الإسلامية معاقله، مستغلا الاستياء الشعبي المتزايد من مقاتلي التنظيم الأجانب وحملتهم لفرض تفسيرهم المتشدد للشريعة. وفي محافظة حلب غرب الرقة قال نشطاء إن تنظيم «داعش» استعاد عدة بلدات ريفية، من بينها حريتان وبصراتون، حيث قتل مسلحوه قائدا كبيرا في كتائب نور الدين زنكي، وهي من الوحدات المهمة في جيش المجاهدين الذي شكل أخيرا وكان يقاتل الدولة الإسلامية في العراق والشام في حلب. وقالت المصادر إن القتال اشتد أمس أيضا بين وحدات الجيش السوري الحر حول بلدة رتيان قرب حلب وفي أورم الصغرى إلى الشرق، حيث جعل الاقتتال المدينة عرضة لزحف قوات الأسد عليها.
وفي غضون ذلك نفذ عناصر «داعش» 16 تفجيرا انتحاريا، غالبيتها بسيارات مفخخة خلال الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مقتل عشرات المقاتلين والمدنيين، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتأتي هذه التفجيرات على هامش المعارك المتواصلة بين التنظيم وتشكيلات مقاتلي المعارضة منذ الثالث من يناير (كانون الثاني)، وإثر توعد أحد قادة الدولة الإسلامية المرتبطة بـ«القاعدة» باللجوء إلى السيارات المفخخة في حال واصل مقاتلو المعارضة حملتهم ضد تنظيمه. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: «فجر 16 انتحاريا أنفسهم خلال الأسبوع الماضي، غالبيتهم في سيارات مفخخة، في حين استخدم آخرون أحزمة ناسفة»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن «عشرات الأشخاص لقوا مصرعهم جراء هذا التفجيرات في حلب والرقة (شمال) وإدلب (شمال غرب) وحمص (وسط)»، موضحا أن 39 مقاتلا معارضا قضوا السبت في تفجيرات حلب وإدلب والرقة.
كما أعلن المرصد مقتل نحو 700 شخص في تسعة أيام من المعارك بين عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام ومقاتلي المعارضة السورية.
وقال المرصد إن عدد القتلى ارتفع إلى 697 منذ فجر يوم الجمعة الثالث من الشهر الحالي وحتى منتصف يوم السبت الماضي.
وأشار إلى مقتل 351 مقاتلا معارضا، بينهم 53 مقاتلا أعدمهم الجهاديون. كما قتل 246 مقاتلا من الدولة الإسلامية، بينهم 56 عنصرا على الأقل أعدموا بعد أسرهم من الكتائب المقاتلة في ريف إدلب (شمال غرب). كما أدت المعارك إلى مقتل مائة مدني، بينهم 21 أعدمتهم الدولة الإسلامية في مقرها الرئيس في مدينة حلب (شمال)، بينما قضى الآخرون لإصابتهم بطلقات نارية في الاشتباكات. وتوقع مدير المرصد أن تكون حصيلة القتلى «أكثر من ألف شخص»، مشيرا إلى أن المعارك «عنيفة جدا وثمة تكتم من الطرفين» حول الخسائر البشرية.
وفي غضون ذلك، اعتبرت «الدولة الإسلامية» أن هذه الاشتباكات تهدف إلى «القضاء» عليها تمهيدا لمؤتمر «جنيف2» المقرر عقده هذا الشهر للبحث عن حل للنزاع السوري.
3 شهداء جدد في اليرموك يرفعون عدد ضحايا حصار التجويع إلى 44
أصدقاء سوريا: لا مستقبل للأسد وعلى “حزب الله” الانسحاب
(ا ف ب، رويترز، “المستقبل”)
انتهى اجتماع “أصدقاء سوريا” باتفاق تام أمس بين الدول الـ11 المشاركة في باريس، على وجوب بدء المرحلة الانتقالية بعد عقد مؤتمر جنيف2، مع التشديد على انتهاء دور بشار الاسد في حكم البلاد ووجوب انسحاب “حزب الله” فورا من الاراضي السورية.
وسقط في مخيم اليرموك أمس ثلاثة شهداء جدد من جراء الجوع، ما يرفع عدد الشهداء الذين سقطوا في المخيم الواقع جنوب دمشق إلى 44 شهيداً قضوا فيه بسبب نقص الغذاء والدواء.
فقد أعلنت المعارضة السورية والدول التي تدعمها في ختام اجتماع عقد أمس في باريس ان “لا مستقبل” للرئيس بشار الاسد في سوريا، الا ان الائتلاف المعارض لم يحسم بعد مسألة مشاركته في مؤتمر جنيف2 المقرر في الثاني والعشرين من الشهر الحالي.
وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في ختام اجتماع لمجموعة اصدقاء سوريا بحضور وزراء خارجية 11 دولة داعمة للمعارضة السورية “اهم ما في هذا الاجتماع اليوم (أمس) اننا اتفقنا ان لا مستقبل للاسد ولا لعائلته” في سوريا.
واضاف الجربا “ان تنحية الاسد عن اي مشهد من المشهد السوري باتت امرا محسوما من دون اي تأويل او التباس كما ان عملية تسليم السلطة بكل مؤسساتها باتت موضع اجماع”. وتابع رئيس الائتلاف السوري المعارض “نقف اليوم (أمس) امام منعطف تاريخي ومفصلي في اتجاه قرار دولي، ويمكن ان نقول ان انجازا كبيرا على طريق تنحية رأس النظام ومن معه قد تحقق، وقد دخلنا مرحلة الحسم التي ندرك صعوبتها”.
ويبدو ان وزراء خارجية الدول الـ11 من اصدقاء سوريا (بريطانيا، المانيا، ايطاليا، فرنسا، العربية السعودية، الامارات العربية المتحدة، قطر، مصر، الاردن، الولايات المتحدة وتركيا) لم يتمكنوا من اقناع ممثلي الائتلاف باعلان المشاركة في مؤتمر جنيف2.
وجاء في البيان الختامي الذي صدر عن الاجتماع “نطلب فورا من الائتلاف الوطني الرد بالايجاب على الدعوة الى تشكيل وفد المعارضة السورية التي وجهها الامين العام للامم المتحدة”. وتابع البيان “لا بد لجنيف2 ان يتيح للشعب السوري الامساك بمقدراته وانهاء النظام المستبد الحالي عبر عملية انتقالية سياسية فعلية”.
واضاف البيان ان المجتمعين كرروا “دعمهم” للائتلاف ودانوا بـ”اشد التعابير حزما الفظاعات التي يرتكبها النظام يوميا ضد الشعب بدعم من “حزب الله” ومجموعات اجنبية اخرى”.
وفي السياق نفسه قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في المؤتمر الصحافي أمس “من المهم ان ينعقد جنيف2. ليس ثمة حل اخر للمأساة السورية سوى الحل السياسي”.
كما صرح وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير “شرحنا لممثلي المعارضة مرة اخرى ان عدم المشاركة في المؤتمر سيساهم في فشل المحادثات كما سيحول دون عقدها. آمل ان نكون قد تمكنا من اقناعهم”.
ومساء أمس اعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن “ثقته” في مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر جنيف2 قائلا “شخصيا انا واثق من ان المعارضة السورية ستأتي الى جنيف”. واضاف “انه اختبار لمصداقية الجميع. وانا اعول على قدوم الجانبين معا” الى جنيف.
ولم يتح الاجتماع الذي عقدته المعارضة في اسطنبول طيلة يومين اتخاذ قرار بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف2 او عدم المشاركة. وسيعقد الائتلاف اجتماعا جديدا في السابع عشر من الشهر الحالي لبت هذا الموضوع.
وكان المجتمعون خلال اجتماع جنيف الاول في حزيران 2012 اتفقوا على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية تحظى بموافقة الطرفين على ان تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة. وتطالب المعارضة بضرورة وقف استخدام النظام للاسلحة الثقيلة وانشاء ممرات انسانية قبل بدء المفاوضات.
وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لشبكة سكاي نيوز ان “قرى وعائلات تقصف فيما نتكلم. من الصعوبة (بالنسبة الى المعارضة) الجلوس والتفاوض مع نظام الاسد(..) لكنها الوسيلة الوحيدة لمعالجة الازمة”.
وكان نظام بشار الاسد اعلن في كانون الاول انه سيرسل وفدا الى مؤتمر جنيف2.
وأجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثات مع نظيره القطري خالد العطية والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في السفارة الأميركية بباريس الأحد لبحث محادثات السلام الخاصة بسوريا والمقرر ان تبدأ في سويسرا في 22 كانون الثاني. وجرت المحادثات بعد اجتماع استضافته باريس في وقت سابق لمجموعة اصدقاء سوريا.
وأعرب وزير الخارجية الاميركي أمس عن “ثقته” في مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر السلام المقرر في سويسرا اعتبارا من 22 كانون الثاني، وذلك اثر اجتماع في باريس شارك فيه ممثلون عن 11 دولة تدعم الائتلاف السوري المعارض.
وقال كيري في تصريح صحافي “شخصيا انا واثق من ان المعارضة السورية ستأتي الى جنيف”. واضاف “انه اختبار لمصداقية الجميع. وانا اعول على قدوم الجانبين معا” الى جنيف. واضاف كيري انه عقد “اجتماعا بناء جدا” مع رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا.
ويعقد كيري الاثنين اجتماعا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وعلى جدول اعمال اجتماع وزيري الخارجية الروسي والاميركي احتمال مشاركة ايران التي تدعم نظام دمشق وتتوقع فشل جنيف2 اذا لم تحضره. وتعارض واشنطن مشاركة طهران في المؤتمر.
وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في هذا الاطار أمس ان بلاده ترفض اي دعوة “مشروطة” للمشاركة في مؤتمر جنيف2 ، وانها لا تسعى للحصول على دعوة اليه.
وقال ظريف بعيد وصوله الى بيروت مساء الاحد وردا على سؤال حول مشاركة طهران في المؤتمر الدولي “اذا وجهت لنا دعوة غير مشروطة مسبقا سنشارك في اعمال هذا المؤتمر، لكن في المقابل نحن لا نسعى الى تلقي مثل هذه الدعوة”.
وأعلنت وسائل اعلام ايرانية الاحد ان ظريف سيتوجه الى سوريا خلال الايام القليلة المقبلة.
وأعلنت تنسيقية مخيم اليرموك أمس عن سقوط ثلاثة شهداء جدد السبت في المخيم الواقع في جنوب دمشق، من جراء الجوع، ما يرفع عدد الشهداء الى 44 شهيدا. وكان المرصد السوري قال الجمعة ان 41 شخصا قضوا في المخيم المحاصر بسبب نقص الغذاء والدواء.
ونشرت تنسيقية اليرموك على صفحتها على موقع “فايسبوك” أسماء الشهداء الجدد الذين كانوا قد سقطوا حتى الساعة العاشرة من ليل السبت، وهم: المسن أكرم سليمان العلال؛ السيدة سعدة قيس رجا؛ والشابة أمل حسين سيخو (24 سنة).
ميدانياً، قتل نحو 700 شخص في تسعة ايام من المعارك الدائرة بين “داعش” ومقاتلي المعارضة السورية، حسبما افاد المرصد السوري أمس.
وتوقع مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن “ان تكون حصيلة القتلى اكثر من ألف شخص”، مشيرا الى ان المعارك “عنيفة جدا وثمة تكتم من الطرفين” حول الخسائر البشرية.
واعتبرت “داعش” ان هذه الاشتباكات تهدف الى “القضاء” عليها تمهيدا لمؤتمر جنيف2 المقرر عقده هذا الشهر.
لافروف وكيري يدعوان لوقف إطلاق النار بدءا بحلب
دعا وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف إلى وقفٍ لإطلاق النار بسوريا يبدأ من حلب، وأوضحا أن إنهاء الصراع يجب أن يكون سلميا، وقالا إن مؤتمر جنيف2 يجب أن يخصص لتطبيق مقررات جنيف1، أما دمشق فاعتبرت أن أي شرط مسبق لمؤتمر جنيف2 سيؤدي إلى “فشله”.
وأكد كيري أن إنهاء الصراع في سوريا يجب أن يكون سلمياً، وشدد على أنه لا حل عسكرياً للأزمة.
وقال كيري في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي والمبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في باريس إن واشنطن وموسكو تستخدمان كل إمكاناتهما لتشجيع جميع الأطراف على المشاركة في المفاوضات، والتوصل إلى تسوية لتطبيق جنيف.
وأضاف كيري أن الحديث تمحور اليوم حول تشجيع وقف إطلاق النار، بدءا من حلب وتبادل الأسرى.
وقال “تحدثنا اليوم عن إمكان تشجيع وقف إطلاق النار، ربما كبداية للأمر في حلب، وقد وافقت المعارضة في حال استعداد النظام لإعلان ذلك لتكون أيضا هي جاهزة، وبحثنا مسالة إمكان تبادل الأسرى مع المعارضة التي أكدت استعدادها لوضع قائمة بالأسماء”.
وبخصوص الوضع العسكري، قال كيري إن هناك مجموعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة هي مجموعات إرهابية وستستفيد من الفوضى.
وبخصوص إيران، قال كيري إنه لا يوجد موقف مبدئي من مشاركة إيران، وإنما موقف منطقي وعملي، وأضاف “إذا ساهمت إيران في العمل لحل الأزمة فسنرحب بها”.
أمّا لافروف، فقال إن مؤتمر جنيف2 يجب أن يخصص لتطبيق مقررات إعلان مؤتمر جنيف1، ومنها وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإيصال المعونات. وأضاف في المؤتمر الصحفي مع كيري والإبراهيمي أنه يجب إشراك إيران والسعودية في مؤتمر جنيف2.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد اشترط لمشاركة بلاده في مؤتمر جنيف2 أن توجه لها دعوة غير مشروطة سلفا. وقال ظريف في زيارته لبيروت إن طهران مع ذلك لا تسعى لمثل هذه الدعوة، وينتظر أن يقوم وزير الخارجية الإيراني بزيارة إلى دمشق قريبا.
وأضاف “ننتظر خطوات من المعارضة السورية للتخفيف عن المدنيين وتوصيل المساعدات للمناطق التي تسيطر عليها”، وقال “بحثنا موضوع أسرى الحرب وتبادل السجناء بين الأطراف المتصارعة”.
كما وصف وزير الخارجية الروسي المعارضة السورية بالمنقسمة، وقال إن جماعات إرهابية تعمل داخل سوريا. ودعا لافروف المعارضة السورية إلى مواجهة التطرّف.
المعارضة منقسمة
وقال لافروف إن “المعارضة منقسمة ومشرذمة. وهناك كثير من المجموعات الإرهابية في سوريا مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام والجبهة الإسلامية أيضا فاعلة. وهناك كثير من المسلحين ينضمون إلى من يدفع أكثر. هناك كثير من المرتزقة. أعتقد أنه ينبغي على المعارضة أن تواجه التطرف. وعندما نتحدث عن الحاجة إلى وقف إطلاق النار لفك الحصار عن المدن لتوصيل المساعدات الإنسانية، كل هذه الأمور ينبغي أخذها بعين الاعتبار. لا نريد لوقف إطلاق النار أن يتم استخدامه من قبل المجموعات الإرهابية لأن هذا لن يكون في صالح أحد”.
وفي هذا السياق، يزور ظريف الخميس موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف، وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أعلن السفير الإيراني في موسكو مهدي سنائي.
وقال سنائي إن “محمد جواد ظريف سيتوجه الخميس لموسكو في زيارة ليوم واحد يلتقي فيها نظيره سيرغي لافروف والرئيس فلاديمير بوتين”، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وأضاف أن ظريف “سيبحث مع المسؤولين الروس مسائل إقليمية ودولية وبعض المسائل المرتبطة بالمفاوضات النووية بين إيران ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين وبريطانيا وألمانيا)”.
“رد دمشق
وفي هذا الإطار، اعتبرت دمشق اليوم الاثنين أن أي شرط مسبق لمؤتمر جنيف2 سيؤدي إلى “فشل” المؤتمر المخصص للسعي إلى حل الأزمة والمقرر عقده الأسبوع المقبل، وذلك في تصريحات لمصدر في وزارة الخارجية السورية نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وكان المصدر يعلق على مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد أمس في باريس على مستوى وزراء الخارجية وأكد، بحسب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا، على رفض أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا.
وقال المصدر “من يحاول وضع أي شرط مسبق أو تصور أو حلم أو وهم قبل مؤتمر جنيف2 والتعامل معه على أنه أمر واقع، فإنه يحكم على المؤتمر بالفشل قبل بدئه”.
وأضاف أن دمشق وافقت على المشاركة في المؤتمر “دون شروط مسبقة لأنها أعلنت مرارا أن الحوار بين السوريين هو الحل”.
وقال المصدر السوري، بحسب سانا “لا تستغرب الجمهورية العربية السورية ما جرى في باريس من اجتماع لأعداء الشعب السوري وما تمخض عنه من تصريحات أقرب إلى الأوهام من الحقيقة”.
واعتبر أن هذه التصريحات “لا تصدر إلا عن أشخاص منفصلين عن الواقع وبعيدين كل البعد عن أي منطق سياسي مقبول”.
قتلى بمظاهرة في مخيم اليرموك وحملة تضامنية
أفاد المركز الإعلامي السوري بمقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفل في مخيم اليرموك جنوبي دمشق، جراء استهداف النظام مظاهرة تندد بحصار المخيم الذي يشهد كارثة إنسانية دفعت إلى انطلاق حملات تضامنية في مدن عربية وأوروبية، لإيجاد حل لهذه الكارثة التي وصفتها السلطة الفلسطينية بنكبة أخرى.
وقال المركز الإعلامي إن المظاهرة كانت متوجهة نحو حاجز دوار البطيخة الذي تتمركز عنده قوات النظام، عندما أصابت رصاصات للقناصة ثلاثة مدنيين.
وقد أطلق سكان المخيم المحاصر نداءات استغاثة، بعد أن مات عشرات منهم جوعا وبردا، معظمهم من النساء والأطفال والمسنين.
وكان ناشطون قد بثوا على الإنترنت صورا لجثث أطفال وشيوخ ماتوا نتيجة الجوع، كما بثوا صورا لنساء وأطفال يجمعون الحشائش داخل المخيم للأكل.
نداء استغاثة
وقد دفعت هذه الكارثة الإنسانية إلى حملة إطلاق نداء استغاثة لوقف الكارثة الإنسانية لسكان مخيم اليرموك المحاصر منذ أشهر.
وقال بلال قاسم القيادي بمنظمة التحرير الفلسطينية عضو الوفد الذي وصل إلى دمشق للجزيرة إن الوفد أجرى اتصالات مع الجهات ذات الصلة بالدولة السورية وكافة المنظمات الإقليمية والدولية لوضع حلول يمكن أن تنهي هذه الكارثة.
وأفاد بأنه تقرر إدخال المواد الغذائية إلى المخيم بدءا من اليوم الاثنين، لافتا النظر إلى وجود مشكلات في المواد الطبية والأدوية داخل مستشفيات المخيم.
وقد أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت نداء استغاثة لإنقاذ اللاجئين الفلسطينيين في المخيم الذين وصفهم بأنهم يتعرضون لنكبة أخرى، ودعا إلى مساعدتهم.
كما أطلقت الإذاعات المحلية الفلسطينية بثا مشتركا تضامنا مع اللاجئين المحاصرين في مخيم اليرموك بمشاركة 55 موجة إذاعية من الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث طالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله بتدخل دولي لفتح ممرات إنسانية لإغاثة اللاجئين.
من جهته، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على تحسين عملية وصول المساعدات الإنسانية إلى الموجودين في المناطق المحاصرة بسوريا، وكذلك وضع حد فوري لجميع أعمال العنف.
وتأتي هذه التطورات بعد انطلاق حملة في مدن عربية وأوروبية عدة السبت للضغط على الرأي العام العربي والعالمي، من أجل بذل الجهود لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان مخيم اليرموك.
وتتضمن الحملة -التي تنظم تحت شعار “أنقذوا مخيم اليرموك”- وقفات احتجاجية تشارك فيها حركات ومنظمات المجتمع المدني.
“تنظيم الدولة”يعدم معارضين بحلب بعد مجزرة الرقة
اقتحمت قوات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بلدة الباب في ريف حلب، بعد ساعات من قصفها من قبل القوات النظامية السورية ببراميل متفجرة مما أدى لسقوط قتلى، وشن مقاتلو التنظيم حملة دهم في المدينة، كما قاموا بإعدام عدد من مقاتلي المعارضة المسلحة.
وتأتي هذه الحادثة بعد أن نقلت أمس وكالة رويترز عن ناشطين قولهم إن تنظيم “الدولة الاسلامية” أعدم في الساعات الـ48 الماضية نحو مائة مقاتل من جبهة النصرة ولواء أحرار الشام رميا بالرصاص، وذلك بعد استعادته السيطرة على جزء هام من محافظة الرقة وهي المحافظة الوحيدة التي تسيطر المعارضة المسلحة على عاصمتها.
وأفاد ناشطون بأن اشتباكات دارت في حيي المشلب والرميلة بمدينة الرقة بين مقاتلي المعارضة السورية وتنظيم “الدولة الإسلامية”، وأن المواجهات أدت إلى مقتل قيادي وبعض أفراد التنظيم وأسْر آخرين.
ونقلت رويترز عن نشطاء قولهم إن تنظيم “الدولة الاسلامية” استعاد بلدة تل أبيض الواقعة شمالا على الحدود مع تركيا، وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية (وهو جماعة مراقبة معارضة) إنه نتيجة لذلك أغلقت السلطات التركية معبرا حدوديا قرب البلدة وسحبت الموظفين منه، لكن لم يرد تعليق من المسؤولين الأتراك بمدى صحة ذلك.
وأضاف النشطاء أن التنظيم استعاد عدة بلدات ريفية في محافظة حلب من بينها حريتان وبصراتون، حيث قتل مسلحوه قائدا كبيرا في كتائب نور الدين زنكي، وهي من الوحدات المهمة في جيش المجاهدين الذي شكل أخيرا وكان يقاتل تنظيم “الدولة الإسلامية” في حلب.
وذكر مراسل الجزيرة معن خضر أن تنظيم “الدولة الإسلامية” بات يسيطر على المناطق الرئيسية في الرقة، بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات مع قوات المعارضة أسفرت عن مقتل العشرات من الطرفين.
ونقلت رويترز عن الناشط أبو خالد الوليد قوله إن كثيرا من مقاتلي حركة “أحرار الشام” اختاروا عدم مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية “لأن المقاتلين من أهالي المنطقة ولا يناصبون بعضهم بعضا العداء”.
مقبرة جماعية
وفي حلب، أعلن “جيش المجاهدين” سيطرته على المقر العسكري الرئيسي لتنظيم “الدولة الإسلامية” بالمحافظة، وعثر أهالي المدينة على مقبرة جماعية في أحد مقار التنظيم بحي البريج في الشيخ نجار بالمنطقة الصناعية.
وقال ناشطون إنه عثر داخل الحفرة على عشرات الجثث التي أعدم معظم أصحابها -ومن بينهم مدنيون وعسكريون- بطلقات رصاص في الرأس، وأكد بعضهم وجود نساء وأطفال بين الجثث التي تم التعرف عليهم من خلال ملابسهم، وأوضحوا أنها كانت جميعها مكبلة من الخلف.
ولم يعثر على أي وثائق تدل على هوية أصحاب الجثث التي سلمت إلى مقر الطبابة الشرعية في حلب ليتم التعرف عليها، ومن خلال الفحص المبدئي للجثث تبين أنه قد مضى على بعضها قرابة 15 يوما، في حين ضاعت معالم الوجوه بشكل كامل واستحال التعرف على هوياتها إلا عبر بقايا الملابس.
وفي إدلب، انفجرت سيارة مفخخة استهدفت مقرا للجبهة الإسلامية في بلدة أفس قرب مدينة سراقب بعد الاشتباكات التي دارت بالمدينة بين كتائب من الجبهة الإسلامية وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وجرت اشتباكات عنيفة على أطراف بلدة الدار الكبيرة وقرب بلدة جبورين بريف حمص الشمالي بين الجيش الحر وقوات النظام، في حين استهدفت كتائب من الجبهة الإسلامية بالقذائف تجمعات قوات النظام المتمركزة في قرية الأشرفية جنوب مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 89 شخصا في محافظات مختلفة، بينهم تسعة أطفال و15 سيدة واثنان تحت التعذيب.
أوضاع سيئة
وعلى الصعيد الإنساني، زار وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس مخيم صحنايا بريف دمشق الذي يقطنه عدد من العائلات النازحة من مناطق عدة أبرزها مدينة داريا التي تشهد معارك عنيفة.
وتفقد الوفد مستوصف صحنايا التابع للهلال الأحمر السوري، واطلع على سوء الأوضاع المعيشية التي تواجه العائلات بسبب عدم توفر الكهرباء والتدفئة اللازمة والمياه الصالحة للشرب. ومن المتوقع أن يلتقي الوفد مسؤولين من الحكومة السورية.
ومن جهتها، قالت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة فاليري آموس -خلال زيارتها دمشق- إن على الحكومة ومجموعات المعارضة ضمان عمل فرق الإغاثة وتسهيل تحركاتها في سوريا.
وأشارت آموس إلى حصول منظمتها على “ضمانات” من مجموعات معارضة تتحكم في بعض المناطق بالعمل على سلامة عمال الإغاثة الإنسانية، وقالت إنها تتطلع إلى الحصول على نفس الضمانات من الحكومة التي “التزمت بالشيء ذاته”.
مخيم اليرموك يموت جوعا وصور الضحايا فقط تعبر الحواجز
النظام السوري منع المساعدات اليوم من الدخول إلى المخيم والأهالي حاولوا فك الحصار
دمشق – جفرا بهاء
أعلنت سانا الثورة عن فشل دخول المساعدات إلى مخيم اليرموك، وإن كان الإعلان غير مستهجن، لكن ربما كان ثمة بارقة أمل عند سكان المخيم الذين انتشروا في الشوارع بانتظار تلك المساعدات.
“إنهم يموتون من الجوع”.. هناك في مخيم اليرموك بجنوب دمشق تتضاءل الكثير من الكلمات أمام الموت، لتصبح الصورة التي تتسرب من المخيم لرجال وأطفال ونساء يموتون من الجوع أشبه بالصفعة على وجه العالم.
حتى هذه اللحظة وصل عدد ضحايا الجوع الذي فرضه النظام الأسدي على دمشق الجنوبية عموماً، وعلى مخيم اليرموك خصوصاً إلى 48 شخصاً من المخيم، وكان آخرهم 5 سقطوا اليوم، اثنان منهم جوعاً وثلاثة قنصاً برصاص النظام أيضاً عندما حاول أهالي المخيم فك الحصار.
وتحدث الناشط “ه.ع” وأكد للعربية.نت أنه وحتى هذه اللحظة لم تدخل أي مساعدة للمخيم منذ ما يزيد عن الـ7 أشهر، وأن سيارات الإغاثة التي تحدثت عنها منظمة التحرير الفلسطينية لم تدخل المخيم بعد، رغم أن الأهالي انتشروا في شوارع المخيم بانتظار تلك المساعدات رغم يقينهم الضمني أن المساعدات ستبقى حلماً مع سيطرة النظام على مداخل المخيم.
حاول سكان المخيم اليوم الاثنين فك الحصار بمظاهرة كبيرة تجمعت في ساحة الريجة ليسقط منهم 3 منهم قتلى.
وبدأ كل تشييع بالتحول لمظاهرة للتنديد بترك المخيم لمصيره بهذه الطريقة، وتبدو مظاهرة اليوم كما غيرها، انتهت بخسارة أشخاص آخرين، والمعبر بقي مغلقاً، والناس تنتظر دزرها بالموت.
تقول أم أحمد: “رؤية رجل أو مرأة تسقط على الأرض بالشارع شيء مألوف وعادي، نقول سقط من الجوع، ومشاهدة أطفال في الشوارع يبحثون عن أي شيء قابل للأكل أصبح مشهداً عادياً أيضاً”.
وتتابع أم أحمد أن لا كلام تريد أن توجهه لأحد، ولن يطلبوا من داخل المخيم أي مساعدة، ولن يناشدوا أحداً، فالموت الآن “وصورنا ونحن نتضور جوعاً ونموت ببطء ملأت الإنترنت، وصرخات السوريين ومناشدتهم المجتمع الدولي لفض الحصار عن المخيم لا تجد صدى.. تركونا للموت ليقولوا يوماً ما، المخيم الذي كان حياً”.
دمشق الجنوبية ليست المخيم فقط، فثمة أكثر من 550 ألف مدني محاصرين في يلدا وببيلا وبيت سحم والتضامن والعسالي والحجر الأسود والقدم، وقبل أيام فقط نصبت النظام كميناً لأهل يلدا بإيهامهم بفتح المعبر لخروجهم، وما إن وصلوا إلى ما ظنوه بوابة للخروج حتى ارتكب رجال الأسد مجزرة مروعة على الحاجز بالناس الهاربين من الموت إلى الموت.
فيديو لأم تطعم أطفالها مما وجدته في حاوية القمامة، فيديو لشاب يقنص على معبر اليرموك ليتم إسعافه على دراجة هوائية وسيلة الإسعاف الأسرع في اليرموك هذه الأيام، فيديو لامرأة فلسطينية من ساكني المخيم تنشد أغنية القهر والعذاب، فيديو لناس تتجمع أمام مشفى فلسطين لحظة وصول أحد المصابين الذي تحول لميت سريعاً، فيديو لطفل يموت برصاص القناص..
تكثر الفيديوهات من مخيم اليرموك، وتكبر المعاناة وتزداد، وفلسطينيو سوريا يرون الويلات في مخيمهم، يقصفوا وتحتل بيوتهم، ويحاصروا 7 أشهر ويبادوا جوعاً، والقرن الواحد والعشرين يتفرج على مأساة الناس الذين اختفت ملامحهم من هناك.
حملات كثيرة انطلقت في عدة أماكن في العالم للتضامن مع مخيم اليرموك حملت عنواناً موحداً “هنا مخيم اليرموك”، بدأت بالأراضي الفلسطينية، وشارك بها أجانب وعرب في عديد من العواصم العالمية، وأطلق السوريون نداءات واستغاثات على الشبكة العنكبوتية لمساعدة المخيم، وتضامنت 60 محطة إذاعية فلسطينية مع المخيم، وانتشرت رسوم كاريكاتيرية وصور تعبيرية للتنديد بسياسة التجويع، إلا أن المخيم لا يزال معزولاً عن العالم، ولا يزال الجوع مستمراً، وبقيت سيارات الإغاثة اليوم خارج المخيم، لأن النظام رفض إدخالها، وبكل تلك البساطة انتهت رحلة المساعدات اليوم التي تم الحديث عنها منذ يومين بصخب إعلامي.
مخيم اليرموك هو المنطقة الأولى أو الحي الأول الذي اضطر لأكل الكلاب والقطط لسد الرمق في 14 أكتوبر من العام الماضي، أي قبل حوالي 3 أشهر، وغاب عن المخيم كل ما يمت للحياة بصلة، فالحصار ترافق مع انقطاع تام للكهرباء والاتصالات وعدم دخول المواد الغذائية، مع استمرار القصف وعدم توقفه.
تضامن من أوروبا
مخيما اليرموك وفلسطين اليوم ليسا أكثر من أبنية مدمرة، وناس تجلس في البرد والعراء وجوعى وشبه محاصرين، هذا ما آل إليه حال المخيمين بعد أن كانا حيّان يسكنهما فلسطينيو سوريا، وسوقهما التجاري كان مقصداً لكثير من الناس.
بعد أن أطلق النظام قبل ثلاثة أشهر شعاره للمرحلة المقبلة “الجوع أو الركوع” عرف السوريون أنه لا مجال للركوع ولكن الجوع بدأ يأكلهم ويقتلهم فعلاً.
سعي أميركي روسي لوقف إطلاق النار في سوريا
كيري ولافروف ناقشا مدى استعداد الأسد لفتح ممرات للمساعدات الإنسانية
العربية.نت، باريس – رويترز
أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري عقب لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في باريس أن شرط المعارضة السورية الوحيد للمشاركة في مؤتمر “جنيف 2” هو الاعتراف بمؤتمر “جنيف 1” كأساس للحل، كما دعا كيري ولافروف بعد لقائهما إلى وقف لإطلاق النار قبل عقد مؤتمر جنيف 2 يبدأ من حلب.
كما طالب لافروف بضرورة عقد المؤتمر في موعده بحضور الأطراف كافة، وأكد كيري أن لافروف أطلعه على أن نظام الأسد مستعد لفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة خاصة الغوطة الشرقية.
وأكد كيري أيضاً أن أحداً لا يحق له أن يفرض حلاً على الشعب السوري الذي يحدد مصيره بنفسه، وبحسب لافروف فإن اتفاقاً أُبرم حول ضرورة مبادلة السجناء والأسرى بين أطراف الأزمة.
مسلحون من المعارضة يطلقون صواريخ اثناء الاشتباكات في حلب
وأكد لافروف أن الحكومة السورية أرسلت إلى الجانب الروسي أسماء وفدها المقرر مشاركته في المؤتمر.
وقال كيري في مؤتمر صحافي بعد محادثات أجراها في باريس مع لافروف ولخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي في سوريا: “تحدثنا اليوم عن إمكانية محاولة التشجيع على وقف لإطلاق النار.. ربما يكون وقفاً لإطلاق النار متمركزاً في حلب”.
وقال لافروف الذي تدعم حكومته الأسد إن دمشق أشارت إلى أنها قد تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق محاصرة. وذكر لافروف تحديداً الغوطة الشرقية في دمشق حيث تقول الأمم المتحدة إن 160 ألف شخص محاصرون في المنطقة بسبب القتال، وأضاف: “ننتظر خطوات مماثلة من جانب المعارضة”.
وتدفع الأمم المتحدة باتجاه سلسلة من إجراءات بناء الثقة في الحرب الأهلية السورية التي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 100 ألف شخص، وذلك قبل مؤتمر مقرر للسلام يعقد في سويسرا يوم 22 يناير.
دمشق ترد على “أصدقاء سوريا”: لا نقبل بشروط مسبقة
وزارة الخارجية اعتبرت أن تصريحات المؤتمرين لا تصدر إلا عن أشخاص منفصلين
دمشق – فرانس برس
اعتبرت دمشق، الاثنين، أن أي شرط مسبق لمؤتمر جنيف-2 سيؤدي إلى “فشل” المؤتمر المخصص للسعي الى حل الأزمة والمقرر عقده الأسبوع المقبل، وذلك في تصريحات لمصدر في وزارة الخارجية السورية نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وكان المصدر يعلّق على مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد أمس في باريس على مستوى وزراء الخارجية، وأكد – بحسب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا – رفض أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا.
وقال المصدر: “مَنْ يحاول وضع أي شرط مسبق أو تصوّر أو حلم أو وهم قبل مؤتمر جنيف-2 والتعامل معه على أنه أمر واقع، فإنه يحكم على المؤتمر بالفشل قبل بدئه”.
وأضاف أن دمشق وافقت على المشاركة في المؤتمر “دون شروط مسبقة لأنها أعلنت مراراً أن الحوار بين السوريين هو الحل”.
وقال المصدر السوري، بحسب سانا: “لا تستغرب الجمهورية العربية السورية ما جرى في باريس من اجتماع لأعداء الشعب السوري وما تمخض عنه من تصريحات أقرب الى الأوهام من الحقيقة”.
واعتبر أن هذه التصريحات “لا تصدر إلا عن أشخاص منفصلين عن الواقع وبعيدين كل البعد عن أي منطق سياسي مقبول”.
وتابع أن دمشق “لا تعير بالاً لكل من يتحدث نيابة عن الشعب السوري في الخارج سواء عرب أو غربيين”، مؤكداً أن “الشعب السوري هو المخول الوحيد بتقرير ما يريد واختيار قيادته وشكل دولته، وفي ما عدا ذلك لا يعدو كونه كلاماً فارغاً لم يعد السوريون يضيعون وقتاً في سماعه”.
وأعلن الجربا إثر اجتماع باريس، الاثنين، أن دول مجموعة أصدقاء سوريا متفقة على “ان لا مستقبل للأسد ولا لعائلته”.
وحضت الدول الإحدى عشرة المعارضة السورية على المشاركة في المؤتمر الذي تنطلق أعماله في مدينة مونترو السويسرية في 22 يناير، وتستكمل بعد يومين في جنيف.
وتشدد المعارضة المنقسمة حول المؤتمر على رفض أي دور للرئيس السوري وأركان نظامه في المرحلة الانتقالية، فيما ترفض دمشق مجرد البحث في مصير الأسد الذي تنتهي ولايته في منتصف عام 2014، معتبرة أن القرار في ذلك يعود إلى “الشعب السوري” من خلال صناديق الاقتراع.
ويسعى المؤتمر الذي وجّهت دعوات الى 26 دولة للمشاركة فيه الى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011 الذي أودى بحياة أكثر من 130 ألف شخص.
واعتبر المصدر السوري أن “أي تصريح أو موقف أو إعلان قبل مؤتمر جنيف، ما هو إلا كلام لا قيمة له ومحاولات يائسة من البعض تزين هزائمهم على الأرض تحت سقف” المؤتمر.
فضائية سورية تبث تقريراً لمراسلة تقف بين جثث القتلى
القناة تباهت بعرض صور لجثث القتلى في انتهاك صارخ لحرمة الأموات
دبي – حسين الطود
بثت قناة فضائية سورية مؤيدة لنظام بشار الأسد تقريراً لمراسلة لها في حمص وهي تقف بين جثث قتلى، قالت إنها تعود لمن وصفتهم بالإرهابيين. لكن مشهد وقوف المراسلة بين الجثث أثار صدمة ودهشة لدى الكثيرين لقساوته وعدم مراعاته لمشاعر المشاهدين وانتهاكه لحرمة الموتى.
إعلام النظام السوري يسقط مرة جديدة أخلاقياً بابتعاده عن قواعد السلوك المهنية ومواثيق الشرف.
أن يختم صحافي من ساحة المعركة تقريراً أعده أمر يحسب له، لكن أن يتباهى بعرض صور لجثث القتلى في انتهاك صارخ لحرمة الأموات دلالة على تحوله إلى مجرد أداة إجرامية.
كأن الدنيا قد ضاقت بهذه المراسلة المغمورة فلم تعد تجد غير جثث القتلى لتقف بينها، وهي بكامل أناقتها، في صورة صادمة تعكس واقع الإجرام الذي يُمارس في سوريا.
وما أشبه اليوم بالبارحة، فهذه ليست المرة الأولى التي يمارس فيها إعلاميو نظام بشار الأسد الرذيلة الإعلامية، فقبلها حققت مراسلة سبقاً صحافياً عندما أجرت حواراً مع طفلة جريحة وهي في حضن جثة أمها الميتة.
الصفاقة الإعلامية لم تتوقف يومها عند هذا الحد، فالمراسلة نفسها أصرت على إجراء حوار آخر مع امرأة كانت إصابتها بالغة وتتألم من وجعها.
ويبقى الواقع الافتراضي على شاشات الفضائيات السورية أكثر ما يثير الاستغراب والاستهجان، إذ تعرض قنوات التلفزيون الرسمي برامج صحية وسياحية صباحية وكأن شيئاً لا يحدث في سوريا.
“داعش” يستعيد السيطرة على الرقة ويعدم 100 من النصرة
تركيا أغلقت منفذها الحدودي مع سوريا في منطقة تل أبيض بعد أن سيطر التنظيم عليه
دبي – قناة العربية
قال ناشطون إن تنظيم داعش تمكن من استعادة السيطرة بشكل شبه كامل على مدينة الرقة شمال البلاد، بعد هجوم معاكس شنه على المدينة، وذلك وفي إطار المعركة التي تدور بين الجيش الحر وداعش.
وقال عبد الله فراج عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، وهو من أبناء الرقة، إن مقاتلي المعارضة تمكنوا من طرد الجماعة المرتبطة بالقاعدة من أجزاء من محافظة حلب المجاورة للرقة، لكنه من الصعب فك قبضتها المحكمة على مدينة الرقة.
من جانبها كشفت مصادر في المعارضة أن تنظيم داعش أعدم ميدانياً 100 مقاتل من جبهة النصرة، في نقض لاتفاق تم بين الطرفين (داعش وجبهة النصرة) في الرقة، وأكدت المصادر أن المقاتلين أعدموا بالقرب من مفرق الكنطري أثناء انسحابهم من المدينة، ودفنوا في مقبرة جماعية.
وتمكنت داعش كذلك من استعادة السيطرة على بلدة تل أبيض الواقعة إلى الشمال على الحدود التركية، مما دفع بالسلطات التركية إلى إغلاق المعبر الحدودي إلى أجل غير مسمى، بحسب تنسيقيات الثورة السورية.
وفي مدينة الطبقة قال ناشطون إن اتفاقاً بين داعش وكتائب من الجبهة الإسلامية أنهى القتال بين الطرفين بعد تسليم كتائب الجبهة في المدينة لأسلحتها حقناً للدماء.
قابل تقدم الجيش الحر في حلب وادلب استعادة داعش لسيطرتها على الرقة والطبقة وتل أبيض، وهو ما يضع الجيش الحر أمام معركة حاسمة مع التنظيم في المدينة الوحيدة الخارجة عن سيطرة النظام السوري.
كيري ولافروف والإبراهيمي يبحثون “جنيف 2” بباريس
وزير خارجية قطر دعا إيران إلى التأثير على حزب الله ليسحب قواته من سوريا
باريس – حسين قنيبر
يلتقي في باريس اليوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحضور الأخضر الإبراهيمي لبحث الأزمة السورية ومصير مؤتمر السلام حول سوريا جنيف 2.
ويأتي اللقاء على هامش لقاء أصدقاء سوريا الذي عقد في باريس أمس والذي حثّ الائتلاف بقوة على المشاركة في المؤتمر المرتقب.
ورفعت مجموعة أصدقاء سوريا التي التأمت على مستوى وزراء الخارجية اللهجة ضد النظام السوري وكانت بصمات فرنسا واضحة على نص الإعلان الختامي الذي سبقته تصريحات للوران فابيوس وأحمد الجربا.
والتقى وفد من الائتلاف السوري الذي سيبت الجمعة نهائيا بمشاركته في جنيف ٢ في باريس بسيرغي لافروف الذي أبدى مرونة ظاهرية حيال المعارضة، لكن الموقف الروسي في العمق ما زال على حاله، كما قال قطب سوري معارض.
ويلتقي لافروف الاثنين في باريس نظيره الأميركي بحضور الأخضر الإبراهيمي ثم يستقبله فابيوس وستكون مشاركة إيران في جنيف ٢ في صلب هذه اللقاءات.
وشن وزير الخارجية الأميركي هجوما قاسيا على حزب الله واصفا إياه مرتين بالمنظمة الإرهابية وداعيا إيران إلى وقف تأثيره السلبي على أمن المنطقة إثر انتقاله للقتال في سوريا.
بدوره دعا وزير خارجية قطر خالد العطية إيران إلى التأثير على حزب الله ليسحب قواته من سوريا، وهي دعوة وردت أيضاً في الإعلان الختامي لمجموعة أصدقاء سوريا.
كيري: واثق من مشاركة الائتلاف السوري في “جنيف 2“
طهران ترفض أي دعوة “مشروطة” لحضور المؤتمر وتؤكد عدم سعيها لتلقي دعوة إليه
باريس، بيروت – فرانس برس
أعرب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمس الأحد عن “ثقته” في مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر السلام المقرر في سويسرا اعتبارا من 22 يناير، وذلك إثر اجتماع في باريس شارك فيه ممثلون عن 11 دولة تدعم الائتلاف السوري المعارض.
وقال كيري في تصريح صحافي: “شخصيا أنا واثق من أن المعارضة السورية ستأتي إلى جنيف”، مضيفاً: “إنه اختبار لمصداقية الجميع، وأنا أعول على قدوم الجانبين معا” إلى جنيف.
وكشف كيري أنه عقد “اجتماعا بناء جدا” مع رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا. ومن المقرر أن يصدر الائتلاف قراره بشأن المشاركة في مؤتمر “جنيف 2” في يناير.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس الأحد، إن بلاده ترفض أي دعوة “مشروطة” للمشاركة في مؤتمر “جنيف 2″، وإنها لا تسعى للحصول على دعوة إليه.
ووصل ظريف قرابة الساعة 20,00 من مساء الأحد (1800 تغ) إلى مطار العاصمة اللبنانية، حيث عقد مؤتمراً صحافياً، في مستهل زيارة يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين.
وعقد ظريف مؤتمراً صحافياً في العاصمة اللبنانية بيروت حيث يقوم بجولة رسمية.
وردا على سؤال حول مشاركة طهران في المؤتمر الدولي، قال ظريف: “إذا وجهت لنا دعوة غير مشروطة مسبقا سنشارك في أعمال هذا المؤتمر، لكن في المقابل نحن لا نسعى إلى تلقي مثل هذه الدعوة”.
وأضاف ظريف، بحسب الترجمة المباشرة إلى العربية: “الرسالة التي نوجهها إلى القيمين على أعمال جنيف 2 ألا يفسحوا المجال للرؤى والمواقف السياسية التي من شأنها أن تعقد الآلية المؤيدة إلى إنضاج الحل السياسي في سوريا”، معتبرا أن هذا الحل “هو الوحيد المتاح للأزمة السورية”.
ومن جانب آخر، أعلنت وسائل إعلام إيرانية، أمس الأحد، أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف سيتوجه إلى سوريا خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأفاد تلفزيون “العالم” الإيراني الرسمي الناطق بالعربية أن ظريف الذي وصل إلى بيروت مساء الأحد سيقوم بجولة على عدد من دول المنطقة تشمل، إضافة إلى لبنان، العراق والأردن وسوريا، من دون أن يحدد مواعيد محطات هذه الجولة.
إعاقة دخول قافلة “إنسانية” لمخيم اليرموك
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
فشلت قافلة مساعدات إنسانية، الاثنين، في الدخول إلى مخيم اليرموك بالعاصمة السورية دمشق وسط تبادل الاتهامات بشأن مسؤولية استهداف الشاحنات التي كانت تحمل مواد غذائية.
وقال المتحدث باسم “مجلس قيادة الثورة” في دمشق، فاروق الرفاعي، في اتصال هاتفي مع “سكاي نيوز عربية” إن القوات الحكومية أعاقت وصول القافلة للمخيم الذي يعاني من حصار خانق منذ أشهر.
كما اتهم الرفاعي منظمة التحرير الفلسطينية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة بالتواطؤ مع الحكومة السورية، مؤكدا أن اللاجئين يعانون أوضاعا إنسانية مزرية جراء الحصار.
في المقابل، قال وزير العمل الفلسطيني، أحمد مجدلاني، لـ”سكاي نيوز عربية” إن مجموعات مسلحة لم يسمها حالت دون دخول قافلة المساعدات الإنسانية إلى المخيم حيث قضى العشرات، أغلبهم أطفال، بسبب الجوع.
وأضاف أن السلطات السورية قدمت جميع التسهيلات والحماية لوصول القافلة عند مداخل المخيم، قبل أن تتعرض لهجوم بالقذائف والرشاشات الثقيلة والخفيفة في منطقة الحجر الأسود.
أما وسائل الإعلام السورية فقد اتهمت من وصفتهم بـ”الإرهابيين” بتعطيل وصول المساعدات إلى المخيم الذي يتقاسم السيطرة عليه مسلحون مؤيدون للمعارضة، وعناصر الجبهة الشعبية الموالية للحكومة.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” حاولت إرسال القافلة إلى المخيم، حيث يواجه العديد من سكانه خطر الموت جوعا بسبب الحصار المفروض عليه منذ نحو 8 أشهر.
جدير بالذكر أن المتحدثة الإعلامية لبرنامج الغذاء العالمي في منطقة الشرق الأوسط، عبير عطيفة، أكدت في تصريحات سابقة أن “القتال الضاري بشكل يومي يمنع الشاحنات المحملة بالأغذية من دخول المخيم”.
وطالبت “جميع الأطراف المتصارعة” بالسماح بإيصال المساعدات للعائلات المحاصرة داخل المخيم، معربة عن قلق البرنامج “بشأن الأسر المحاصرة في المخيم”.
وغادر المخيم عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين كان عددهم يقدر بنحو 170 ألفا قبل اندلاع المعارك، إضافة إلى الآلاف من السوريين الذين لجأوا إليه هربا من أعمال العنف في مناطقهم منذ اندلاع الأزمة في البلاد منتصف مارس 2011.
برنامج الغذاء: لم ندخل “اليرموك” منذ 8 أشهر
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت مسؤولة في برنامج الغذاء العالمي إن البرنامج يتعذر عليه إيصال المساعدات الغذائية، للمحاصرين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، منذ أكثر من 8 أشهر.
وأكدت المتحدثة الإعلامية لبرنامج الغذاء العالمي في منطقة الشرق الأوسط عبير عطيفة، لـ”سكاي نيوز عربية”، أنه “رغم وجود نقاط توزيع أغذية قرب المخيم، فإن القتال الضاري بشكل يومي يمنع الشاحنات المحملة بالأغذية من دخوله”.
وطالبت عطيفة “جميع الأطراف المتصارعة” بالسماح بإيصال المساعدات للعائلات المحاصرة داخل المخيم، مضيفة: “نحن قلقون جدا بشأن الأسر المحاصرة في المخيم. نبذل أقصى جهد وننتظر حتى تحين لنا الفرصة لإيصال المساعدات”.
وأشارت المتحدثة إلى أن الأزمة الإنسانية ليست مقصورة على مخيم اليرموك فقط، موضحة: “لا تخلو محافظة سورية من بعض المناطق التي لم تحصل على مساعدات إنسانية منذ فترة طويلة”.
ويعاني أهالي المخيم نفاد جميع أنواع الطعام والأدوية نتيجة الحصار، كما تعرضت عائلات للتسمم نتيجة تناولهم لحوم القطط، وقد نظم أهالي المخيم اعتصاما للمطالبة بفك الحصار وإنهاء أزمة الجوع التي يعيشونها.
وتسبب الجوع في وفاة فلسطينييين اثنين في المخيم بينهما طفلة، الأحد، لبنضما إلى عشرات الوفيات بسبب الجوع منذ سبتمبر الماضي.
ويخضع مخيم اليرموك لحصار شديد، منذ أن سيطر عليه مقاتلو المعارضة قبل أكثر من عام.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن سكان مخيم اليرموك في دمشق يقاسون “معاناة شديدة”، في حين اتهمت وسائل إعلام رسمية سورية “إرهابيين” بتعطيل وصول المساعدات إليهم.
وكان مخيم اليرموك يؤوي سابقا حوالى 170 ألف نسمة، لكن عشرات الآلاف منهم فروا هربا من المعارك.
وتشير أرقام رسمية إلى أن نحو 500 ألف فلسطيني يقيمون في سوريا، لكن نصفهم نزح بسبب الحرب الدائرة منذ نحو 3 أعوام.
الصحة العالمية: خدمات الإسعاف في سوريا خارج الخدمة
الكويت (CNN)– كشفت منظمة الصحة العالمية عن أن ما يقرب من نصف مستشفيات سوريا أصبحت “خارج الخدمة”، بسبب الحرب الأهلية التي تشهدها الدولة العربية منذ نحو ثلاث سنوات، والتي خلفت ما يزيد على 130 ألف قتيل، وفق تقديرات المعارضة السورية.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، رندا سيداني، في تصريحات لـCNN بالعربية الاثنين، إن عدد السوريين الذين بحاجة فعلية إلى مساعدات، ارتفع من 2.4 مليون شخص في يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، إلى حوالي 9.3 مليون هذا العام.
وذكرت المتحدثة باسم المنظمة أن عدد النازحين في الدول المجاورة خارج سوريا، بلغ حوالي 2.3 مليون نازح، وأشارت إلى أن العام الماضي شهد فرار ما يزيد على 2.3 مليون شخص، نصفهم من الأطفال، إلى الدول المجاورة وشمال أفريقيا، حسب آخر إحصائية للمنظمة.
وأضافت سيداني، في تصريحاتها لـCNN بالعربية على هامش مشاركتها في المؤتمر الدولي للمانحين، والذي من المقرر أن يُعقد في العاصمة الكويتية الأربعاء المقبل، أن “الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء المنطقة، هي أكبر من أي وقت مضى.”
وأوضحت أنه منذ بداية الصراع في سوريا، توقفت العديد من المستشفيات عن العمل، مشيرةً إلى أن 64 في المائة من المستشفيات تأثرت نتيجة تلك الأحداث، منها ما تضرر بنسبة 24 في المائة، وبعضها بنسبة 40 في المائة، بينما أصبحت نسبة كبيرة منها “خارج الخدمة.”
وطالت التأثيرات أيضاً خدمة الإسعاف في الدولة العربية، والتي بلغت نسبة تضررها حوالي 62 في المائة من سيارات الإسعاف، بحسب المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، التي أشارت إلى أن الإنتاج المحلي من الأدوية تراجع بنسبة تصل إلى 70 في المائة.
ومن المقرر أن تستضيف الكويت المؤتمر الدولي للمانحين الأربعاء المقبل، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وممثلي عدد من الهيئات والوكالات الدولية، ويسعى المؤتمر إلى جمع تبرعات بحوالي 6.5 مليار دولار، كمساعدات عاجلة للمتضررين من الأزمة السورية.
المقداد: سنذهب لجنيف 2 حاملين توجيهات الأسد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الأحد, أن الوفد السوري سيتوجه إلى “جنيف 2” حاملا “توجيهات الرئيس بشار الأسد والتي سنتقيد بها، ولا كلمة تعلو فوق توجيهاته.”
وأضاف المقداد، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية: “أكدنا منذ البداية أننا مع الحل السلمي لما تمر به سوريا وأن يناقش كل السوريين حاضر ومستقبل بلدهم وكيفية تعزيز دوره وإبعاده عن أن يكون أداة لمن يطمع بتاريخنا وأرضنا ويستهدف سياساتنا في مواجهة إسرائيل.”
وأشار المقداد إلى أن “مصير سوريا بيد أبنائها وأن من يزرع الإرهاب فيها لن يحصد إلا القتل والدمار في بلده ولاسيما الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا ودول أوروبية أخرى “تدعي ظلما وعدوانا أنها تحارب الإرهاب في الوقت الذي تدعمه في سوريا.””
وأوضح أن ما تشهده بلاده من حرب “ليس كما يشيع أعداؤنا المشتركون بأنها حرب من أجل الحرية والديمقراطية وبعض المطالب بل حرب على كل ما تمثله من حضارة وتاريخ وعلاقات ودور مستقل في هذه المنطقة”، طبقا للمصدر.
وتسعى الجهود الدبلوماسية لإنجاح مؤتمر “جنيف 2″، بعد موافقة أطراف الصراع في سوريا على حضوره، مع استمرار الخلاف على وجود دور للأسد في المرحلة الانتقالية المقبلة، بالإضافة لمشاركة إيران بالمؤتمر.
وتعتبر مشاركة الجمهورية الإسلامية في “جنيف 2” أحد النقاط الخلافية، حيث تطالب روسيا والصين بحضور إيران، كـ”دولة إقليمية مؤثرة”، فيما ترفض دول غريبة وأطياف من المعارضة مشاركتها بهذا المؤتمر، بسبب اتهامات موجهة إليها بلعب دور سلبي في هذه الأزمة من خلال دعم النظام السوري.
بونينو: وقف إطلاق النار في سورية قد يسهِّل التفاوض
روما (13 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
قالت وزيرة الخارجية الايطالية إيمّا بونينو إن وقف إطلاق النار في سورية من شأنه أن يسهل المفاوضات، على الرغم من أنه ليس شرطا مسبقا لها
وفي مقابلة مع صحيفة (لا ستامبا) إثر اختتام اجتماع “أصدقاء سورية” الذي الذي عقد أمس في باريس، أكدت الوزيرة بونينو أن “طلب وقف اطلاق النار جاء من قبلنا، لأن جميع أطراف الصراع إن وضعت حدا لاستخدام الأسلحة الثقيلة أثناء المفاوضات، فمن شأن ذلك أن يفسح المجال أمام إمكانية تقديم الدعم للشعب”، فضلا عن حقيقة “أن وقف إطلاق النار بإمكانه أن يعطي اتساقا للمفاوضات نفسها بطبيعة الحال”، لكن “أكرر مرة أخرى أن هذا ليس شرطا مسبقا بل جزء لا يتجزأ من المفاوضات “حسب قولها
وأشارت رئيسة الدبلوماسية الايطالية إلى أن “إلقاء السلاح مهم جدا لأنه يسمح أولا بإنقاذ الأرواح، وقد يسمح أيضا بفتح ممرات لوصول المساعدات الإنسانية للسكان”، وإختتمت بالقول “ربما لا يخطر هذا ببال أحد، لكن الأزمة الإنسانية السورية هي الأكثر درامية والأكبر حجما في عصرنا “على حد تعبيرها
مواد غذائية وطبية في طريقها إلى مخيم اليرموك
رام الله (13 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلن مسؤول فلسطيني أن شاحنات محملة بالمواد الغذائية والأدوية في طريقها إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية، جنوبي العاصمة دمشق
وقال عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، عوني أبو غوش إن “ست شاحنات محملة بالمواد الغذائية والأدوية في طريقها إلى مخيم اليرموك المحاصر عن طريق وكالة الاونروا”، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
واعتبر أن دخول هذه الشاحنات سوف يكون “بداية لحل أزمة المخيم، والتخفيف عن معاناة أبناء شعبنا ، وان مهمة الوفد الفلسطيني قد تنجح في إدخالها إلى المخيم”
ويرأس الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني احمد المجدلاني وفد ومنظمة التحرير الفلسطينية الذي يقوم حاليا بزيارة إلى سورية في محاولة لحل أزمة مخيم اليرموك الذي يعاني من أوضاع صعبة منذ عدة أسابيع
وفي هذا الصدد، فقد ثمن أبو غوش في تصريح صحفي “الجهود التي بذلت من قبل وفد منظمة التحرير الفلسطينية وكذلك الهبة الجماهيرية لأبناء شعبنا التي اثبت وحدة الصف والتلاحم الوطني
القيادة المشتركة للحر: خسائر الجيش السوري النظامي “أكثر من 65 ألف قتيل“
روما (13 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
ذكر تقرير سيصدر خلال أيام عن عسكريين منشقين بالمعارضة أن “عدد قتلى الجيش السوري النظامي بلغ نحو 65 ألفاً، ومثلهم من القتلى من رجال الأمن والاستخبارات والميليشيات غير النظامية التابعة للنظام”، وأن “عدد الضباط من الرتب العالية المنشقين عن النظام بلغ نحو سبعة آلاف ضابط نحو نصفهم أصبحوا خارج سورية”
والتقرير سيصدر عن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري، يختص بـ”خسائر النظام العسكرية والأمنية ويكشف عن أرقام تفوق في بعض جوانبها توقعات المراقبين، وتشير إلى أن الحالة العسكرية للجيش السوري النظامي لامست مستويات الخطر”، بحسب معديه
ويشير التقرير إلى أن “عدد مذكرات البحث لدى جهاز الأمن العسكري التابع للنظام السوري بحق عسكريين منشقين أو متخلفين عن الخدمة أو فارين بلغت 189 ألف مذكرة بحث، أي أكثر من نصف العسكريين النظاميين والاحتياط والجدد في الجيش السوري النظامي هم مطلوبون للأجهزة الأمنية وغير ملتحقين بمهامهم العسكرية”
ووفق التقرير، فإن “عدد الضباط من الرتب العالية المنشقين عن النظام بلغ نحو سبعة آلاف ضابط، منهم ثلاثة آلاف خارج سورية يقيمون في مخيمات خاصة في تركيا والأردن، ونحو 3700 مازالوا داخل سورية، وعدد العسكريين المقاتلين المتبقين لدى النظام ويمكن له أن يعتمد عليهم تماماً نحو 40 ألفاً جلهم من الحرس الجمهوري وقوى النخبة من أبناء الساحل الذي ينحدر منه الرئيس السوري” بشار الاسد
ووفق تقديرات ضباط في الجيش السوري وإحصائيات شبه رسمية، يضم الجيش السوري النظامي نحو 310 آلاف عسكري فيما يبلغ عدد الاحتياطي لهذا الجيش 200 ألفاً، ما يرفع عدد الجيش السوري بشقيه النظامي والاحتياط إلى 510 آلاف عسكري من مختلف الرتب العسكرية
ويشير التقرير إلى أن “عدد المفقودين من العسكريين النظاميين بلغ 60 ألفاً، رجّح مقتل معظمهم خلال الحرب المستمرة، أي ما يقارب 19% من الجيش النظامي”، فيما يفيد بأن “عدد القتلى من الجيش النظامي والحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية مجتمعين يبلغ 135 ألفاً، من بينهم 68 ألفاً من أبناء الساحل، أي أن قتلى المنطقة الساحلية السورية يشكلون 51% من قتلى النظام، عسكريين وميليشيات”
كما أشار التقرير إلى أن “عدد القتلى يومياً من العسكريين تحت التعذيب في السجون والمعتقلات العسكرية والأمنية يبلغ ما بين 40 و50 يومياً، فيما يبلغ عدد الجرحى والمشوهين والمعاقين من الجيش النظامي والحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية واللجان الشعبية والشبيحة نحو 130 ألفاً بينهم مائة ألف من أبناء الساحل، وعلى صعيد المقاتلين غير السوريين الذين يقاتلون إلى جانب النظام فقد أشار إلى أن عددهم يبلغ نحو 40 ألفاً”
أما عن خسائر الجيش النظامي المادية، فقد أشار إلى أن “سورية كانت تمتلك 340 طائرة مقاتلة ومقاتلة قاذفة ومروحية، تبقى منها 85 من كل الأنواع بعضها خارج الخدمة لحاجتها للصيانة، ما يعني دمار نحو 255 طائرة عسكرية من مختلف الأنواع، كما خرج عن الخدمة ستة مطارات عسكرية، فيما تبقى من أصل الـ 3600 دبابة ومدرعة نحو 1400 بعد دما 2200 منها”
الناطق باسم هيئة التنسيق: اتفقنا مع الجربا على أربع قضايا وسننسحب من جنيف إن أبقى النظام
روما (13 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
كشف الناطق باسم هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة، منذر خدام عن اتفاق بين رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا والمنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم على أربعة نقاط تخص وفد المعارضة السورية لمؤتمر جنيف2، وأشار إلى أن الهيئة ستنسحب من المؤتمر فيما لو وجدت أنه سيؤدي إلى بقاء النظام السوري
وحول ما تم التوافق عليه بين الجربا وعبد العظيم في القاهرة منتصف الشهر الماضي ولم يتم الإعلان عنه، قال خدام لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد تم في اللقاء الذي كان ودياً جداً بحث جميع القضايا التي تخص المعارضة السورية وخصوصاً تشكيل وفد موحد لمؤتمر جنيف2 يحمل رؤية سياسية واضحة، ووافق الجربا على أربعة مسائل أساسية طرحها وفد الهيئة وهي: أولاً أن يحمل وفد المعارضة إلى المؤتمر اسم وفد المعارضة الوطنية السورية، وثانياً أن يتشكل بصورة متوازنة من شخصيات تتمتع بكاريزما معينة وذات قدرة كبيرة على التفاوض، وثالثاً أن يتسلح الوفد برؤية سياسية واضحة تحدد خياراته التفاوضية وتكتيكاته، ورابعاً ومن أجل تنفيذ هذه المسائل اقترح وفد الهيئة على السيد الجربا تنظيم لقاء تشاوري لنحو أربعين شخصية معارضة من الائتلاف والهيئة وهيئات المعارضة الأخرى وكذلك الشخصيات المعارضة المستقلة، فوافق السيد الجربا”
وفيما إن تم الاتفاق مع الائتلاف حول حجم ونوع مشاركة الهيئة بالوفد التفاوضي، قال خدام “ننتظر رد الائتلاف للبدء بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ولدينا خشية حقيقة (قياساً لتجارب سابقة) أن يتعرض الائتلاف لضغوطات فيتنكر لما تم الاتفاق عليه خصوصاً وأن الزمن يداهمنا جميعاً”
وحول إمكانية انسحاب المعارضة من جنيف فيما لو كان فيه تعويم للنظام السوري، قال خدام “نعم ينبغي أن تمتلك المعارضة القوة والإرادة لتقول لا للمؤتمر في هذه الحالة، بالنسبة لنا في هيئة التنسيق يظل هدفنا الرئيسي من المؤتمر هو ضمان مستقبل ديمقراطي حقيقي لسورية، فإذا وجدنا أن المؤتمر لن يركز على هذا الهدف الذي هو روح بيان جنيف1، عندئذ تكون كل الخيارات مطروحة ومنها مقاطعة المؤتمر، إن الموافقة على بقاء نظام الاستبداد والفساد يُعدّ خيانة لتضحيات الشعب” وفق تأكيده
وفيما إن كان التفاوض سيكون كاملاً دون نتائج مفروضة مسبقاً من الروس والأمريكيين، قال القيادي في الهيئة “من المعلوم أن مؤتمر جنيف 1 لمجموعة العمل الخاصة بسورية لم يشارك فيه السوريون سواء من النظام أم من المعارضة، مع ذلك الجميع اليوم يعلن تمسكه بالبيان الذي صدر عنه، ويطالب بتطبيقه في جنيف2، وبحسب ما صرح به الأخضر الإبراهيمي لن تجري مفاوضات على بيان جنيف 1، بل على كيفية تطبيقه، من هذا المنطلق لا شك سوف يكون هناك دور مهم للمفاوضين السوريين، وليس مستبعداً أبداً أن تكون هناك مسائل كثيرة قد تم التفاهم عليها أمريكياً وروسيا، وعندما تطرح في المؤتمر سوف ننظر فيها من زاوية مصالح الشعب السوري تحديداً، وبالضبط تجاه هذه المسائل نحن بحاجة إلى وفد معارض قوي يمتلك القوة والإرادة على قول لا لكل ما لا يضمن الانتقال إلى نظام ديمقراطي حقيقي”
وأعرب خدام عن قناعته بأن أي طرف بالمفاوضات لن يستطيع تحقيق كل طموحاته، وقال “من البديهي أن لا يستطيع كل طرف تحقيق كل ما يطمح إليه، وخصوصاً أن المؤتمر يعقد في ظل ظروف صار الجانب الدولي من الأزمة السورية هو المهيمن، وبصورة خاصة ما يتعلق بمحاربة الإرهاب، وتحول سورية إلى ساحة تصفية حسابات دولية، والمهم أن لا تتخلى المعارضة في كل الظروف عن ضمان الانتقال إلى نظام ديمقراطي حقيقي خلال أجل زمني محدد وواضح مع كل الخطوات والإجراءات المؤدية إليه، بقية المسائل يمكن حلها لاحقاً ومنها محاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري”.
ونوّه بأن جنيف2 سيكون “محرقة” للنظام إن أحسنت المعارضة التفاوض، وقال “الجبهة السياسية هي جبهة صراع حقيقة تخاض عليها معارك شرسة عادة، وتمتلك المعارضة في هذه الجبهة عناصر قوة حقيقة على عكس النظام، فطالما كان النظام يخشى هذه الساحة رغم أنه لفظياً وإعلامياً كان يدعو معارضيه للحوار، وينظم مسرحيات حوارية مع أنصاره ومن يدور في فلكه، ومع ذلك لم ينفذ شيئاً مما كان يطرح فيها، لأنه لم يكن جاداً ولا ملزماً بذلك. اليوم ثمة فرصة لضمان تبني الانتقال إلى نظام ديمقراطي حقيقي وإلزام النظام بالتنفيذ من خلال تبني مجلس الأمن لنتائج المفاوضات بقرارات ملزمة، ونعتقد أن مؤتمر جنيف 2 سيكون محرقة للنظام وليس للمعارضة إذا أحسنت التفاوض وركزت أساساً على مسائل الانتقال على النظام الديمقراطي، أما حجة الحاجة الدولية للنظام لمحاربة الإرهاب فالمعارضة ستؤكد على أن بقاء الاستبداد هو الذي يستدعي الإرهاب، والبديل الديمقراطية هو وحده الكفيل بتأمين حاضنة واسعة اجتماعية وسياسية وثقافية إلى جانب العسكرية لمحاربته”
وختم خدام بالقول إنه “لا بديل عن الحل السياسي للأزمة، لقد صارت سورية عبء على نفسها وعلى إقليمها وعلى الوضع الدولي عموماً، ونعتقد أن ثمة مصلحة لكل الأطراف لإيجاد حل لأزمتها، وعلى افتراض فشل المؤتمر سيكون هناك جنيف 3 و4 وهكذا حتى يتم تسوية الأزمة، لكن ستكون الفاتورة باهظة جداً من دماء السوريين وعمرانهم ومصادر رزقهم”، وفق تقديره
واشنطن وموسكو تبحثان وقفاً محدوداً لإطلاق النار في سوريا قبل جنيف-2
قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الفرنسية عقب محادثات اجراها في باريس مع نظيره الروسي سيرغيه لافروف قبيل انعقاد مؤتمر “جنيف 2” حول سوريا في سويسرا الاسبوع المقبل إنهما بحثا امكانية ترتيب اتفاقات محلية لوقف اطلاق النار في اماكن متفرقة من سوريا، كما بحثا استعداد حكومة الرئيس بشار الأسد لفتح منافذ آمنة لايصال الاغاثة الى محتاجيها.
وقال كيري عقب مباحثاته مع لافروف “تحدثنا عن امكانية ترتيب وقف لاطلاق النار، ربما في حلب.”
وقال الوزير الروسي إن الحكومة السورية تدرس امكانية فتح منافذ آمنة لايصال مواد الاغاثة للمناطق المحاصرة التي يسيطر عليها المعارضون.
واضاف المسؤول الامريكي انه بحث مع نظيره الروسي ايضا موضوع اجراء تبادل للسجناء والاسرى في سوريا، قائلا إن المعارضة السورية ابدت استعدادها لاعداد قوائم باسماء هؤلاء.
قال وزير الخارجية الروسي إنه ينبغي إشراك ايران والسعودية في مؤتمر جنيف 2 حول سوريا، كما أكد المبعوث الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي ضرورة حضور ايران المؤتمر.
ميدانيا، قال الاعلام السوري الرسمي وناشطون معارضون إن 19 شخصا على الاقل قتلوا في قصف بالهاونات استهدف حيين من احياء مدينة حمص.
وقالت وكالة سانا السورية الرسمية للانباء في وقت متأخر الاحد إن عدة قذائف هاون سقطت على حيي الغوطة وكرم الشامي المواليين للحكومة.
وحملت الحكومة السورية “ارهابيين” مسؤولية القصف.
من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان الموالي للمعارضة وقوع القصف.
يذكر ان الحرب الدائرة في سوريا اسفرت منذ اندلاعها في مارس / آذار 2011 عن مقتل اكثر من 120 الف شخص.
وعلى صعيد القتال الدائر ما بين الفصائل المعارضة المختلفة الناشطة في الساحة السورية، قال المرصد السوري الاثنين إن مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام (التي اصطلح ان يشار اليها باسم “داعش”) قد استولوا على الجزء الاكبر من بلدة الباب في محافظة حلب بعد قتال عنيف خاضوه ضد مسلحي فصائل اخرى.
وأسفر القتال الذي دار بين الفصائل الجهادية المتطرفة من جهة وتلك الاكثر اعتدالا من جهة اخرى شمالي سوريا في الايام العشرة الاخيرة عن مقتل 700 شخص تقريبا.
ونقلت وكالة فرانس برس عن رامي عبدالرحمن مدير المرصد ومقره بريطانيا قوله “فرضت داعش سيطرتها الكلية تقريبا على بلدة الباب الواقعة شمال شرق حلب، وما زالت اصوات اطلاق النار تسمع في البلدة ولكن لم يتضح ما اذا كانت متأتية عن قتال او عمليات تمشيط.”
يذكر ان القوات السورية الحكومية فقد السيطرة على الباب منذ نحو عام كامل، ولكن البلدة تعرضت لغارات جوية عنيفة في اليومين الماضيين.
وقال المرصد إن الغارات التي نفذها الطيران الحربي السوري اسفر عن مقتل 50 شخصا.
واضاف المرصد ان الفصائل المعارضة المناوءة “لداعش” تحقق تقدما في بلدة جرابلس الحدوجية مع تركيا.
وقال المرصد “تواصل القتال ليلا في جرابلس بين مسلحي داعش من جهة ومسلحي الجبهة الاسلامية وغيرها من جهة اخرى حيث حققت الاخيرة تقدما،” مضيفا ان القتال اندلع في البلدة عقب انقضاء مهلة اعطتها الفصائل المناوءة لداعش لتنسحب من جرابلس دون ان يتقيد بها مسلحوها.
كما اندلعت معارك بين الطرفين المعارضين في محافظة ادلب الشمالية الغربية والرقة.
وكان مسلحو داعش في الرقة قد اصدروا بيانا الاحد اتهموا فيه المعارضين الذين يقاتلوها بمحاولة ارضاء الغرب و”الدول الكافرة” قبيل انعقاد مؤتمر السلام في سويسرا الاسبوع المقبل.
بلجيكا
على صعيد آخر، قال وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرس إن اكثر من 20 من المواطنين البلجيكيين الذين يربو عددهم الـ 200 الذين رحلوا للقتال في سوريا قد قتلوا.
وقال الوزير في مقابلة صحفية “لقد تعرفنا على اكثر من 200 بلجيكي رحلوا للمشاركة في القتال في سوريا، انضم معظمهم الى الفصائل الجهادية المتشددة بما فيها الدولة الاسلامية في العراق والشام. وقد قتل منهم 20 الى الآن.”
وكرر الوزير البلجيكي التعبير عن القلق الذي تشعر به العديد من الحكومات الأوروبية من امكانية انخراط مواطنيها العائدين من سوريا في نشاطات متطرفة لدى عودتهم الى بلدانهم.
وقال “لن يكون هؤلاء متطرفون في نظرتهم للامور فحسب بل ستكون لديهم الخبرة والمعرفة للقيام بشتى انواع العمليات.”
BBC © 2014
أمريكا وروسيا: من الممكن تطبيق وقف لاطلاق النار في مناطق من سوريا
باريس (رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين إن الحكومة السورية وبعض جماعات المعارضة المسلحة قد يكون لديهما استعداد للسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وتطبيق وقف لإطلاق النار في بعض المناطق واتخاذ اجراءات اخرى لبناء الثقة في الصراع المستمر منذ نحو ثلاثة أعوام.
وقال كيري إنه ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف “تحدثا اليوم عن امكانية محاولة التشجيع على وقف لاطلاق النار. ربما يكون وقفا محليا لاطلاق النار يبدأ بحلب. واتفقنا على محاولة العمل لنرى ما اذا كان من الممكن تحقيق ذلك.”
وأضاف كيري ان جماعات المعارضة المسلحة المدعومة من واشنطن وافقت على انه في حالة التزام الحكومة بوقف جزئي لاطلاق النار “فإنها ستلتزم به ايضا.”
ولم يتضح بعد ما إذا كان من الممكن الالتزام بوقف جزئي لاطلاق النار بالنظر إلى عدة محاولات فاشلة في السابق لانهاء الحرب التي حصدت أرواح أكثر من 100 ألف شخص وشردت ملايين اخرين.
ومن غير المرجح ايضا فيما يبدو ان تلتزم به فصائل المعارضة الإسلامية المتشددة والتي يخوض بعضها قتالا ضد كل من دمشق وجماعات المعارضة الاخرى المدعومة من دول غربية وخليجية عربية.
لكن الدبلوماسيين يحاولون اقناع الاطراف المتناحرة بالاتفاق على سلسلة خطوات لتحسين الاجواء من اجل محادثات السلام السورية المقرر اجراؤها في سويسرا في 22 يناير كانون الثاني.
وجاءت تصريحات كيري في مؤتمر صحفي في باريس مع نظيره الروسي سيرجي لافروف والأخضر الإبراهيمي مبعوث الامين العام للأمم المتحدة إلى سوريا.
وقال لافروف الذي تدعم حكومته الأسد إن دمشق أشارت إلى أنها قد تسمح بدخول المساعدات الانسانية إلى مناطق محاصرة. وذكر لافروف تحديدا ضاحية الغوطة الشرقية في دمشق حيث تقول الأمم المتحدة إن 160 ألف شخص محاصرون في المنطقة بسبب القتال.
وأضاف “ننتظر خطوات مماثلة من جانب المعارضة.”
وعبر كيري عن بعض التشكك في احتمال أن تنفذ حكومة الأسد هذا.
وقال “كما نقول فإننا سنحكم على النتائج التي سنراها بأنفسنا… ونرحب بالانباء التي تتحدث عن امكانية تحقيق ذلك.”
وقال كيري انه بحث مع لافروف ايضا إمكانية تبادل الأسرى بين الجانبين.
وتابع ان المعارضة مستعدة لأن تضع قائمة بالأسرى وانها “على استعداد للتفكير في مثل هذا التبادل.”
لكن الخلافات لا تزال كبيرة بين روسيا والولايات المتحدة حول ما إذا كان سيتم توجيه الدعوة لايران وهي طرف كبير في الصراع السوري للمشاركة في محادثات السلام التي ستعقد في مدينة مونترو السويسرية المطلة على بحيرة جنيف.
وقال لافروف “انا مقتنع ان التفكير العملي والبراجماتي … يتطلب توجيه الدعوة لإيران.”
وأضاف انه تم بالفعل توجيه الدعوة لدول اخرى “لا تريد نجاح المؤتمر” في إشارة فيما يبدو إلى الدول الخليجية العربية التي تسلح المعارضة السورية.
وقال الإبراهيمي أيضا إنه يجب مشاركة إيران في المحادثات المقررة. وأضاف اليوم الاثنين أن المناقشات بشأن هذه المسألة مستمرة.
لكن كيري كرر وجهة النظر الأمريكية بأن مشاركة إيران يجب ان تكون مشروطة باستعدادها لقبول الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مؤتمر السلام الذي عقد في جنيف في يونيو حزيران 2012 والذي يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية في دمشق “بالاتفاق المتبادل”.
وتفسر الولايات المتحدة ذلك بانه يقضي برحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة وهو ما تعترض عليه روسيا.
وقال كيري “مشاركة إيران أو عدم مشاركتها ليست مسألة ايديولوجية. انها مسألة تتعلق بالتفكير العملي والمنطق السليم.”
وأضاف “أدعو إيران اليوم للانضمام إلى مجموعة الدول الثلاثين التي ابدت بالفعل استعدادها للحضور وان تكون شريكا ايجابيا من اجل السلام… هذه دعوة.”
ويقول تكتل المعارضة السورية الرئيسي المدعوم من الغرب انه سيحسم يوم الجمعة امر مشاركته في مؤتمر السلام الذي يعرف باسم جنيف 2.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لقناة بي اف ام التلفزيونية “اذا كنا نريد انهاء هذه الحرب فلا يوجد اي حل اخر سوى المحادثات. المحادثات تعني التفاوض. هذا هو الهدف من جنيف 2.”
وأضاف “نأمل في انعقاد جنيف 2 لكن ذلك لم يحسم بعد. بشار (الأسد) والإرهابيون يبذلون اقصى ما في وسعهم لمنع المفاوضات.”
من وارين ستروبيل
(اعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)
البابا يدعو إلى إرادة سياسية متجددة لإنهاء الصراع في سوريا
مدينة الفاتيكان (رويترز) – دعا البابا فرنسيس يوم الاثنين إلى إرادة سياسية متجددة لإنهاء الصراع في سوريا مُعربا عن أسفه إزاء حالة “اللامبالاة العامة” بمحنة اللاجئين في العالم.
وفي أول خطبة يدلي بها فيما يطلق عليه “حالة العالم” أمام الدبلوماسيين المعتمدين من 180 دولة تحدث فرنسيس أيضا عن قلقه إزاء العنف في لبنان والعراق ومصر وأجزاء من افريقيا.
وقال البابا متحدثا عن الحرب الأهلية في سوريا “المطلوب حاليا هو ارادة سياسية متجددة لانهاء الصراع”. وأسفرت هذه الحرب عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص وهروب مليونين آخرين خارج البلاد ونزوح أربعة ملايين داخليا.
وأضاف البابا “في الوقت ذاته ما زال الاحترام الكامل للقانون الانساني أمرا ضروريا. من غير المقبول أن يستهدف المدنيون العزل وخاصة الأطفال.”
وأعرب البابا الذي يرأس الكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1.2 مليار شخص عن أمله في أن يكون مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في 22 يناير كانون الثاني برعاية الامم المتحدة “بداية عملية السلام المرجوة.”
كما أبدى أسفه الشديد إزاء الحياة التي يعيشها الكثيرون في الشرق الاوسط وافريقيا “كلاجئين في المخيمات حيث لم تعد النظرة إليهم على أنهم بشر ولكن كأرقام…”
وقال إن العالم نسي من خاطروا بأرواحهم في الزوارق البدائية سعيا لحياة أفضل في اوروبا.
وفي أكتوبر تشرين الأول لاقى 366 اريتريا حتفهم غرقا في حادث تحطم سفينة قرب جزيرة لامبيدوزا الايطالية. وزادت أعداد من وصلوا إلى ايطاليا قادمين من شمال افريقيا لأكثر من ثلاثة أمثال في عام 2013 بفعل الحرب الأهلية في سوريا والصراع في القرن الافريقي.
وقال البابا “هناك للأسف لامبالاة بشكل عام في مواجهة هذه المآسي وهي علامة مثيرة على فقدان الإحساس بالمسؤولية تجاه إخواننا وأخواتنا الذين يقوم عليهم كل مجتمع مدني.”
من فيليب بوليلا
(اعداد أيمن مسلم للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
كيري ولافروف يدعوان الى وقف اطلاق نار في مناطق محددة في سوريا قبل مؤتمر جنيف-2
باريس (أ ف ب)
دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف الاثنين الى “وقف اطلاق نار في مناطق محددة” في سوريا قبل مؤتمر السلام المرتقب في سويسرا في 22 كانون الثاني/يناير لكنهما لا يزالان مختلفين حول مشاركة ايران.
وخلال مؤتمر صحافي ثلاثي في باريس، دعا لافروف والمبعوث الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي ايضا الى مشاركة ايران في هذا المؤتمر المعروف باسم جنيف-2 وهو ما تعارضه الولايات المتحدة حتى الان.
لكن كيري اعتبر ان ايران ستكون “موضع ترحيب” و”مدعوة” اذا وافقت على مبادئ الانتقال السياسي في سوريا التي حددها مؤتمر جنيف الاول في 30 حزيران/يونيو 2012.
ودعا المسؤولون الثلاثة ايضا الى “تبادل معتقلين” بين مقاتلي المعارضة والنظام السوري وكذلك الى فتح “ممرات انسانية” في سوريا.
وقال كيري “لقد بحثنا اليوم امكانية محاولة تشجيع وقف لاطلاق النار، قد يكون وقفا في مناطق محددة بدءا بحلب (شمال)”.
وبخصوص ايران قال كيري انه على طهران “ان تقرر ما اذا كانت تدعم تطبيق بيان جنيف-1” الصادر في حزيران/يونيو 2012 ونص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تملك كل السلطات.
من جهته اكد لافروف الذي تدعم بلاده النظام السوري انه “من الواضح انه يجب مشاركة ايران والسعودية في المؤتمر” المرتقب عقده في مونترو بسويسرا في 22 كانون الثاني/يناير قبل ان يواصل اعماله في جنيف.
وشدد الابراهيمي الذي وجه دعوة للسعودية لحضور المؤتمر لكن ليس لايران، على “اهمية” الجمهورية الاسلامية في المنطقة واعرب عن رغبته مجددا في ان تحضر طهران المؤتمر.
وكان كيري اعلن الاحد “كما قلت مرارا انا ارحب باي مبادرة تريد ايران ان تتخذها لمحاولة حل الازمة في سوريا، بدءا بالموافقة على بيان جنيف” الذي تم تبنيه في حزيران/يونيو 2012 والذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية.
واكدت ايران الاحد استعدادها للمشاركة لكن دون “شروط مسبقة”.
دبلوماسيا، يزور وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف سوريا في الايام القليلة المقبلة كما افادت وسائل اعلام ايرانية.
كما يتوجه ظريف الخميس الى موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحسب ما اعلن السفير الايراني في موسكو مهدي سنائي.
ويزور وزير الخارجية السوري وليد المعلم روسيا ايضا قبل بدء مؤتمر السلام كما اعلن سفير سوريا في موسكو.
كما يجري الامين العام للامم المتحدة بان كي مون محادثات الاثنين في بغداد مع كبار المسؤولين العراقيين في الوضع في المنطقة وخصوصا الحرب الدائرة في سوريا واعمال العنف في محافظة الانبار العراقية.
وكان وزراء خارجية الدول ال11 المؤيدة للائتلاف السوري المعارض (بريطانيا والمانيا وفرنسا وايطاليا والسعودية والامارات وقطر والاردن والولايات المتحدة وتركيا) جددوا الاحد التزاماتهم لتبديد شكوك المعارضة وخصوصا حول رحيل الاسد من السلطة.
وصرح كيري “شخصيا انا واثق من ان المعارضة السورية ستأتي الى جنيف”.
من جهته اعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا في تصريح مقتضب في ختام اجتماع اصدقاء سوريا ان “اهم ما في هذا الاجتماع اليوم اننا اتفقنا ان لا مستقبل للاسد ولا لعائلته” في سوريا، معبرا عن “مخاوف” و”شكوك”المعارضة.
والهدف من مؤتمر السلام الذي حددته الامم المتحدة التباحث في العملية الانتقالية السياسية.
وقال البيان الختامي الذي تم تبنيه الاحد انه “وبعد اقامة الحكومة الانتقالية وسيطرتها على كل المؤسسات الحكومية (…) لن يعود للاسد ومعاونيه المقربين الملطخة ايديهم بالدماء اي دور في سوريا”.
وردت دمشق الاثنين معتبرة ان اي شرط مسبق لمؤتمر جنيف-2 سيؤدي الى “فشل” المؤتمر المخصص للسعي الى حل الازمة، وذلك في تصريحات لمصدر في وزارة الخارجية السورية نقلتها وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وقال المصدر “من يحاول وضع أي شرط مسبق أو تصور أو حلم أو وهم قبل مؤتمر جنيف-2 والتعامل معه على أنه أمر واقع، فإنه يحكم على المؤتمر بالفشل قبل بدئه”.
واضاف ان دمشق وافقت على المشاركة في المؤتمر “دون شروط مسبقة لانها اعلنت مرارا ان الحوار بين السوريين هو الحل”.
ومن المقرر ان يصدر الائتلاف الذي يعاني من انقسام عميق حول المشاركة في مؤتمر جنيف-2 قراره في 17 كانون الثاني/يناير.
وتشدد المعارضة على رفض اي دور للرئيس السوري وأركان نظامه في المرحلة الانتقالية، فيما ترفض دمشق مجرد البحث في مصير الاسد الذي تنتهي ولايته في منتصف العام 2014، معتبرة ان القرار في ذلك يعود الى “الشعب السوري” من خلال صناديق الاقتراع.
على الصعيد الانساني، يجتمع حوالى ستين بلدا في الكويت الاربعاء بمبادرة من الامم المتحدة التي تسعى الى اكبر عملية تمويل في تاريخها لاغاثة وضع انساني ملح في سوريا حيث يعاني 13 مليون شخص من النزاع الذي يدمر بلادهم.
وتتوقع الامم المتحدة التي تحاول جمع مبلغ 6,5 مليار دولار ان تتجاوز اعداد اللاجئين السوريين اربعة ملايين شخص بحلول نهاية العام 2014.
ميدانيا، سيطر عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام الاثنين “بشكل شبه كامل” على مدينة في ريف حلب في شمال سوريا، بعد معارك عنيفة مع تشكيلات اخرى من المعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويأتي ذلك مع استمرار المعارك العنيفة التي اندلعت في الثالث من كانون الثاني/يناير بين الدولة الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة من جهة، وثلاثة تشكيلات من مقاتلي المعارضة السورية، وأودت بنحو 700 شخص.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “سيطر مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام بشكل شبه كامل على مدينة الباب شمال شرق حلب”، كبرى مدن شمال سوريا.
وكان المقاتلون الجهاديون اقتحموا المدينة الخارجة عن سيطرة النظام السوري منذ اكثر من عام.
وتعرضت مدينة الباب وبلدة تادف المجاورة لها والتي تسيطر عليها الدولة الاسلامية، الاحد لقصف من الطيران الحربي السوري، ادى الى مقتل 21 شخصا على الاقل، بحسب المرصد.
من جانب اخر، اعتقلت قوات الامن السورية صباح اليوم الاثنين الصحافي الكردي السوري بيشوا بهلوي مراسل فضائية رووداو الاخباري الكردية العراقية التي تبث في اربيل كبرى مدن الاقليم.
وادت الحرب المندلعة في سوريا منذ اذار/مارس 2011 الى مقتل اكثر من 130 الف شخص بينهم اكثر من سبعة الاف طفل ونزوح او لجوء ملايين الاشخاص.