أحداث الاثنين 16 أذار 2015
ميزانية المجلس الوطني السوري: رواتب وطبابة وحراسات
لندن ـ «القدس العربي»: كشف موقع «زمان الوصل» السوري المعارض، عن ملفات مالية مهمة لـ»المجلس الوطني السوري»، مدعمة بالوثائق تزعم وجود فساد مالي في أول مؤسسة معارضة للثورة السورية.
وقال الموقع إن مجموع ما حصل عليه المجلس الوطني هو 40 مليون يورو، منها 15 مليونا صرفت للإغاثة، لكنه وثق منها ما يقارب 22 مليون يورو، منذ تأسيس المجلس في 2 تشرين الاول/اكتوبر2011 وحتى نهاية العام 2012، حيث تم توزيع مصاريف الإغاثة 8.3 مليون يورو عن طريق شخص واحد فقط يتبع لجهة سياسية معينة، فضلا عن جانب بسيط من فواتير عام 2013.
وتكشف الفواتير الخاصة بالمجلس الوطني، أنه ما من أحد يصرف دولارا واحدا حتى يحمل فاتورته بيده ليقدمها إلى محاسب المجلس، ليتقاضى الثمن المقابل، وفي كثير من الأحيان يتم القبض بدون تقديم أي ثبوتيات.
وتشير الوثائق إلى أن جزءاً بسيطاً من فاتورة الاتصال الخاصة بمكتب المجلس الوطني بلغت في العام الأول (سبعة عشر ألفا وخمسمائة وثلاثة وأربعين) يورو، فضلا عن مصاريف الأعضاء الخارجية الذين غالبا ما يدرجون فواتيرها من أجل المحاسبة.
وتكشف كمية الفواتير التي نشرها الموقع عن أن حجم الاتصالات والمواصلات هو الأكبر من بين الفواتير، وأن من يمتلك سيارة خاصة يتكفل المجلس بتغطية مصاريف البنزين والصيانة.
وقال التقرير إن هذه المصاريف تأتي خارج إطار الراتب، ففي سلم الرواتب تبين أن أقل راتب هو 900 ليرة تركي وأعلاه 4200 يورو، علما أن لكل مساعد لهؤلاء الأعضاء راتبا قدره 1200 يورو، وزعم التقرير أن بعض المساعدين هم أقرباء من الدرجة الأولى.
كيري: سنضطر للتفاوض مع الأسد بعد تشديد الضغوط
عمان – تامر الصمادي
بيروت، لندن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اليوم الأول من السنة الخامسة للثورة السورية ان واشنطن تبحث عن وسائل لـ «زيادة الضغط» على الرئيس بشار الأسد من أجل دفعه الى «التفاوض» وتحقيق الانتقال السياسي، في وقت تحدثت أنباء عن سعي عمّان إلى الحصول على أجوبة و «تطمينات» إزاء وجود آلاف المقاتلين من «الحرس الثوري» والميليشيا الشيعية في ثلاثة مواقع جنوب سورية، قرب الحدود مع الأردن (للمزيد).
وقال كيري في مقابلة بثتها قناة «سي بي اس نيوز» إن بلاده ستضطر للتفاوض مع الأسد لتحقيق انتقال سياسي، وتبحث في سبل الضغط عليه لقبول ذلك، من دون ان يكرر الوزير الموقف الأميركي المعتاد من أن الأسد فقد كل شرعية وعليه ان يرحل. وأضاف: «علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دائماً مستعدين للتفاوض في إطار عملية «جنيف ١» التي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة وقبول متبادل من النظام والمعارضة»، لافتاً إلى أن أميركا ودولاً أخرى تبحث في سبل إعادة إطلاق العملية الديبلوماسية لانهاء الصراع في سورية. وتابع كيري: «ما نحاول الدفع من أجله هو جعله (الأسد) يأتي ويفعل هذا (يقبل بالانتقال السياسي) وقد يتطلب ذلك زيادة الضغط عليه بكل الأشكال حتى يفعل هذا. أوضحنا جيداً أننا نبحث زيادة الخطوات التي يمكن أن تساعد في تحقيق هذا الضغط». وأضاف: «لحمل نظام الأسد على التفاوض يجب أن نوضح له أن هناك عزماً من الجميع على السعي إلى هذه النتيجة السياسية وتغيير حساباته في شأن التفاوض. يجري العمل في هذا الصدد الآن، وأنا مقتنع بأن الضغط سيتزايد على الأسد بجهود حلفائنا وجهود آخرين».
على صعيد آخر، أكدت مصادر رفيعة في «الجيش السوري الحر» لـ «الحياة» أمس «تمدد الحرس الثوري الإيراني وقوات تتبع حزب الله اللبناني وميليشيات شيعية متعددة الجنسية داخل المناطق السورية المتاخمة للحدود مع الأردن. وأشارت إلى خشية الأردن من هذا «التمدد». والتزمت الحكومة الأردنية الصمت، لكن تسريبات إعلامية ربطت بين الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية ناصر جودة إلى طهران وهذا التطور الدراماتيكي. وأفادت أنباء بأن الأردن استفسر عن هدف التواجد الإيراني قرب أراضيه ومآلاته، وكان يسعى إلى «تطمينات». وقالت المصادر إن «أعداداً كبيرة من قوات الحرس الثوري الإيراني ومعها قوات تتبع حزب الله وميليشيات شيعية عراقية وأفغانية وطاجكستانية موجودة الآن قرب مناطق متاخمة للحدود السورية – الأردنية، بينها ما يعرف بمثلث الموت الرابط بين غوطة دمشق ودرعا والقنيطرة». وزادت ان هذا «المثلث بات مكاناً لتجمُّع آلاف من المقاتلين الإيرانيين وحلفائهم الشيعة، وأن هؤلاء يتمركزون داخل الفرقة التاسعة التابعة لمنطقة الصنمين في درعا والتي تبعد عن الحدود الأردنية نحو 80 كيلومتراً».
وقدّرت مصادر المعارضة السورية عدد هؤلاء بين 10 آلاف و١٥ ألف مقاتل، مشيرة الى «معارك ضارية» مع مقاتلي المعارضة. كما تحدثت عن «نقطة أخرى تتمركز فيها قوات الحرس الثوري، هي منطقة بصرى الشام التابعة لدرعا، والتي تبعد عن القرى الأردنية نحو 15 كيلومتراً، وتضم 5 آلاف عنصر يتمركزون في قواعد الفرقة الخامسة في محافظة السويداء، وفي مطارات عسكرية منها مطارا السعلة وخلخلة»، إضافة الى «تمركز 3 آلاف عنصر في منطقة أزرع الواقعة وسط ريف درعا على بعد 35 كليومتراً من الأردن».
ميدانياً، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات النظام شنت في اليوم الأول للسنة الخامسة للثورة نحو مئتي غارة، لافتاً الى ان «٢٠ شخصاً على الأقل قتلوا وجرح مئة بينهم أطفال ومواطنات، جراء تنفيذ مقاتلات النظام أربع غارات على مدينة دوما شرق دمشق».
الحرب السورية في سنتها الـ 5: 215 ألف قتيل كيري: ندفع لحمل الأسد على التفاوض
المصدر: العواصم الاخرى – الوكالات
واشنطن – هشام ملحم
مع دخول الحرب السورية سنتها الخامسة، صرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مقابلة مع شبكة “سي بي أس” الاميركية للتلفزيون، بأن بلاده تبذل جهوداً دولية مكثفة لاحياء المساعي الديبلوماسية لانهاء الحرب في سوريا، مؤكداً انه “يجب علينا ان نتفاوض في نهاية المطاف، ونحن دوماً كنا مستعدين للتفاوض في سياق عملية جنيف”. وأضاف: “نحن نعمل بجهد كبير مع اطراف معنيين آخرين لنرى ما اذا كان في الامكان احياء المساعي الديبلوماسية. لماذا؟ لان الجميع يوافقون على انه لا حل عسكرياً”.
وأوضح أنه: “كي نجلب نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد الى المفاوضات، علينا ان نوضح له ان هناك تصميماً من الجميع على السعي الى حل سياسي كي يغير حساباته في شأن المفاوضات… وهذا ما يجري حالياً، وانا مقتنع انه من خلال جهود حلفائنا وغيرهم سوف تكون هناك ضغوط متزايدة على الاسد”. وأكد ان “الاسد لم يرغب في التفاوض… ونحن ندفع من أجل ان يفعل ذلك”.
ولم يذكر كيري الاطراف الآخرين المعنيين بالاسم، وان يكن يعتقد ان بينهم روسيا. واسترعى الانتباه ان كيري لم يكرر العبارة التي كان يكررها المسؤولون الاميركيون في السابق وهي ان مستقبل سوريا يجب ألا يشمل الاسد. ويؤكد المسؤولون الاميركيون في الاشهر الاخيرة، كما فعل كيري في المقابلة مع “السي بي أس”، ان مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) هي في طليعة أولوياتهم الان.
وسارعت نائبة الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف الى نفي وجود تغيير في سياسة واشنطن حيال نظام الاسد. وقالت في تغريدة بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي إن كيري “كرر سياستنا المعروفة بان علينا ايجاد عملية تفاوضية تشمل وجود النظام الى طاولة المفاوضات، ولم يقل إننا سنتفاوض مباشرة مع الاسد”.
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية “السي آي إي” جون برينان، أبلغ قبل يومين مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك إن واشنطن لا تريد انهيار نظام الاسد لان ذلك سيوجد فراغا سوف يملأه “داعش” وغيره من التنظيمات الاسلامية المتطرفة. وقال: “ما لا نريد ان نفعله هو السماح لتلك العناصر المتطرفة مثل داعش وجبهة النصرة والقاعدة بالسيطرة على السلطة في حال انهيار النظام في دمشق… وآخر ما نريد ان نفعله هو السماح لهم بالزحف الى دمشق”، وشدد على ان ذلك يثير “قلقاً شرعياً”.
215 الف قتيل
ومع بدء السنة الخامسة للحرب، أعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، ان الحرب في سوريا أوقعت 215 الف قتيل منذ بدء حركة الاحتجاج على نظام بشار الاسد في 15 آذار 2011.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “احصينا 215 الفاً و518 قتيلاً خلال أربع سنوات من الحرب بينهم 66 الفاً و109 مدنيين”. وأوضح ان أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا في أعمال العنف منذ مطلع شباط الماضي.
وامس، تحدث المرصد عن مقتل 18 مدنياً على الاقل واصابة مئة آخرين بينهم نساء واطفال في غارات جوية للنظام السوري على مدينة دوما التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف دمشق.
برينان يؤكد رفض واشنطن انهيار المؤسسات السورية
كيري: سنضغط على الأسد للتفاوض معه
أقر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، للمرة الاولى أمس، بأنه سيكون على واشنطن أن تتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد من أجل انتقال سياسي وإنهاء الحرب، التي دخلت عامها الخامس، فيما كان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي ايه» جون برينان، سبقه وأعلن أن واشنطن لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها، لأن من شأن هذا الأمر أن يخلي الساحة للجماعات الإسلامية المتطرفة.
وبعد سنوات من التأكيد أن أيام الأسد باتت معدودة، اعتبر كيري، في مقابلة مع قناة «سي بي أس» بثت أمس، أن على واشنطن أن تتفاوض مع الأسد لإنهاء الحرب. كما انه لم يكرر الموقف الأميركي المعتاد أن الأسد «فقد كل شرعية له وعليه أن يرحل».
وقال كيري، في المقابلة التي أجريت معه في شرم الشيخ، «حسناً، علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دائما مستعدين للتفاوض في إطار مؤتمر جنيف 1»، مضيفا أن واشنطن تعمل بكل قوة من أجل «إحياء» الجهود للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب.
واعتبر كيري أن «الأسد لم يكن يريد التفاوض»، موضحاً، رداً على سؤال حول استعداده للتفاوض مع الرئيس السوري، «إذا كان مستعداً للدخول في مفاوضات جدية حول تنفيذ مخرجات جنيف 1، فبالطبع، إذا كان الشعب مستعداً لذلك. وما نضغط من أجله هو أن نحثه على أن يفعل ذلك».
واعتبر كيري أن الحرب السورية «هي واحدة من أسوأ المآسي التي يشهدها أي أحد منا على وجه الأرض». وشدد على انه بالرغم من التحدي الذي يواجهه التحالف الدولي، بقيادة أميركية، ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، فإن واشنطن لا تزال تركز على إنهاء الحرب السورية.
وأشار إلى أن المفاوضات مهمة «لان الجميع متفق على انه ليس هناك حل عسكري، فقط حل سياسي. ولحمل نظام الأسد على التفاوض يجب أن نوضح له أن هناك عزماً من الجميع على السعي لهذه النتيجة السياسية، وتغيير حساباته بشأن التفاوض. يجري العمل في هذا الصدد الآن. وأنا مقتنع بأن الضغط سيتزايد على الأسد بجهود حلفائنا وجهود آخرين».
وقال «إننا نعزز من جهودنا بطريقة فعالة جداً، ونعمل مع المعارضة المعتدلة، ونقوم بما هو أكثر من ذلك بكثير أيضاً. نحن نتابع أيضاً مساراً ديبلوماسياً. وقد أجرينا محادثات مع عدد من اللاعبين الأساسيين في هذه المأساة».
وسارعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف إلى توضيح كلام كيري، نافية حدوث أي تغيير في السياسة الأميركية. وقالت، في تغريدة على موقع «تويتر»، إن كيري «جدد تأكيد سياسة راسخة أننا بحاجة إلى عملية تفاوضية مع وجود النظام على الطاولة، ولم يقل إننا سنتفاوض مباشرة مع الأسد».
وكان مدير الـ «سي آي ايه» جون برينان قد أعلن، أمس الأول، أن الولايات المتحدة لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها، لأن من شأن هذا الأمر أن يخلي الساحة للجماعات الإسلامية المتطرفة، ولا سيما «داعش».
وقال برينان، أمام «مجلس العلاقات الخارجية» وهو مركز أبحاث في نيويورك، «لا أحد منا، لا روسيا ولا الولايات المتحدة ولا التحالف ولا دول المنطقة، يريد انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق». وأضاف أن «عناصر متطرفة»، بينها «الدولة الإسلامية» وناشطون سابقون في تنظيم «القاعدة»، هم «في مرحلة صعود» في بعض مناطق سوريا حالياً، و «آخر ما نريد رؤيته هو السماح لهم بالسير إلى دمشق»، موضحاً «لهذا السبب من المهم دعم قوات المعارضة السورية غير المتطرفة».
وأوضح برينان أن المجتمع الدولي يؤيد حلاً أساسه «حكومة ذات صفة تمثيلية، تعمل على تلبية المطالب في سائر أنحاء البلاد».
إلى ذلك، قال مسؤولون عسكريون أميركيون إن المحللين في وكالات الاستخبارات مختلفون بشأن ما إذا كانت الغارات على «مجموعة خراسان» في سوريا أدت إلى تقليل قدرة المجموعة على شن هجمات ضد أميركا والدول الغربية.
ميدانياً، ذكرت وكالة الأنباء السورية – «سانا» أن الجيش السوري استهدف تجمعا لـ «لواء العز»، التابع إلى «جبهة النصرة»، أمس الأول في السويسة بريف القنيطرة جنوب البلاد، مشيرة إلى أن العشرات قتلوا، من بينهم ثلاثة أعضاء بارزين في الجبهة.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «طوافات عسكرية أسقطت براميل متفجرة وسط القنيطرة» أمس الأول.
وعلى جبهة شمال سوريا، ذكر «المرصد» ومسؤول كردي أن طائرات التحالف أغارت، أمس الأول، على مواقع لتنظيم «داعش». وقال المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية ريدور خليل إن «الضربات الجوية أصابت مناطق قرب بلدة تل تمر» في ريف الحسكة.
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
ناشطون وإعلاميون من المعارضة السورية يتساءلون: فيصل القاسم دكتور وبشار الأسد دكتور؟
ياسين رائد الحلبي
انطاكيا ـ «القدس العربي» يتقابل بعض الناشطين الإعلاميين في حلب وتبدأ سهراتهم بالحديث عن إنجازات الثورة السورية، وما حققه الجيش الحر والفصائل المقاتلة في حلب في الشهر المنصرم، وغالباً ما يكون مجال الحديث الدائم عن الإعلام، وعن كيفية تطوير العمل الإعلامي في الثورة عن طريق البحث في سلبياته وإيجابياته.
الناشطون في مدينة حلب معظمهم طلاب جامعيون ينتسبون إلى كليات مختلفة، فتجد طلاب الحقوق، والآداب، والهندسة، والعلوم والكثير من الكليات عملوا في مجال الإعلام، ونقل الصورة، محاولين تطبيق المهنية، والبحث عن السُبل المثلى في العمل الصحافي، رغم أنك تجد بينهم العديد ممن أوقفت الثورة حياتهم الدراسية، ومنعتهم من إكمال الدراسة الجامعية.
تكون سهرة الشباب مفعمة بالحيوية، والابتسامة تحت أصوات الطائرات الحربية، والدبابات، وقصف المدفعية بين الحين والآخر، وفي كل مرة يتمحور الحديث عن مجال الإعلام يتطرق معظمهم للحديث عن الإعلامي السوري فيصل القاسم، فمنهم يبادر للحديث عن بعض الجمل التي قالها في حلقاته الأخيرة في برنامجه الشهير»الاتجاه المعاكس»، ومنهم من يتطرق للكلمات التي باتت محط إعجاب الناشطين ككلمة «ياراجل»، و «حلو عنا» والجملة الأكثر شيوعاً بين الناشطين وهي «أنا ما قلت هم قالوا»، ويشيرون إلى المنشورات القوية على صفحته على «فيسبوك» وإلى الردود الغاضبة، والانحطاطية لمؤيدي الأسد عليها.
يتكلم الناشطون عن الدكتور فيصل القاسم بروح معنوية كبيرة؛ لأن معظمهم يعتبرونه القدوة المثلى لأي إعلامي حر يتمتع باستقلالية، ويستطيع أن يوصل الفكرة التي يريدها لخصمه ولمتابعيه بكل أريحية مع الابتسامة التي يرسمها الدكتور على وجوههم.
يقول الناشط الإعلامي إسلام شاهين: حاول النظام منذ بداية الثورة بكافة وسائل إعلامه أن يشوّه صورة الإعلامي الكبير فيصل القاسم، إلا إنهم لم يستطيعوا بسبب المهنية والاستقلالية في عمله، ونحن ننظر إلى هذا الرجل كناشطين في الثورة على أنه الإعلامي الحر الذي يقول الحق بغض النظر عن ما يترتب عن رؤيته، ويقول ما يراه حقاً بغض النظر عن أي عواقب، ونحن نحتاج إلى جيل إعلامي من إعلاميي الثورة يقولون الحق بحيادية، وموضوعية وجرأة، والقاسم هو الأقرب لهذا الموضوع، ولا نراه إلا قدوة إعلامية ليس في الثورة فحسب، بل من أبرز وأهم الإعلامين على مستوى الوطن العربي وربما العالم.
محمد الحوراني ابن درعا التي يهتم «القاسم» بشؤونها لمحاذاتها لمحافظته «السويداء» يقول: «الإعلامي فيصل القاسم لديه خبرة عشرين عاما، ولديه الكاريزما الخاصة التي يتمتع بها، بالإضافة إلى أسلوب الاقناع، والذي جعل منه إعلامياً غير عادي برأيي ورأي الجميع».
فيصل القاسم خرج للعالم العربي قبل بدء الثورة بسنين ما جعله معروفاً بجرأته، وقوته الإعلامية، وحرية الكلمة، في الوقت الذي كانت الكلمة مسلوبة في سوريا، وبالرغم من كل العواقب التي تترتب على الحديث على قمع النظام السوري وجرائمه بحق الإنسانية، لم يكن لـ «القاسم» أية مشكلة في أن يتحدى هذا النظام، ويكشفه قبل الثورة وبعدها، ما جعله القدوة الإعلامية الأولى لناشطي الثورة.
وخلال تلك السهرة يصيح ناشط بضحكة ولهفة: «ياجماعة بشرفكم فيصل القاسم دكتور وهاد يلي عنا دكتور!!!»، مشيراً بكلامه إلى بشار الأسد، فيجيبه آخر « يا راجل بشو عم تشبه!» ثم تتعالى الضحكات، وترتسم الابتسامات في جموع الناشطين، ويكملون عملهم الذي انطلقوا به منذ أربع سنوات، ولكل منهم حلمه أن يكون هو «القاسم» في سوريا.
كيري: على واشنطن التفاوض مع الأسد لإنهاء الحرب في سوريا
العميل الذي ساعد بريطانيات على الانضمام «للدولة الإسلامية» كان ينقل مالا للتنظيم
عواصم ـ وكالات: أقرّ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأنه سيكون على الولايات المتحدة ان تتفاوض مع الرئيس السوري بشار الاسد لإنهاء الحرب في سوريا، التي تدخل عامها الخامس.
وقال كيري «حسنا، علينا ان نتفاوض في النهاية. كنا دائما مستعدين للتفاوض في إطار مؤتمر جنيف 1»، مضيفا أن واشنطن تعمل بكل قوة من أجل «إحياء» الجهود للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب.
وقال كيري لمحطة «سي بي اس» إن «الاسد لم يكن يريد التفاوض». وأضاف، ردا على سؤال حول استعداده للتفاوض مع الأسد، «إذا كان مستعدا للدخول في مفاوضات جدية حول تنفيذ مخرجات جنيف 1، فبالطبع، إذا كان الشعب مستعدا لذلك. وما نضغط من أجله هو أن نحثه على ان يفعل ذلك».
وأضاف كيري في مقابلة، سجلت خلال وجوده في شرم الشيخ في مصر، أن الحرب السورية «هي واحدة من اسوأ المآسي التي يشهدها اي أحد منا على وجه الارض».
وشدد على أنه بالرغم من التحدي الذي يواجهه التحالف الدولي بقيادة أمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، فإن واشنطن لا تزال تركز على إنهاء الحرب الأهلية السورية.
وتابع «إننا نعزز من جهودنا بطريقة فعالة جدا، ونعمل مع المعارضة المعتدلة، ونقوم بما هو أكثر من ذلك بكثير أيضا». واوضح «نحن نتابع ايضا مسارا دبلوماسيا. وقد أجرينا محادثات مع عدد من اللاعبين الأساسيين في هذه المأساة».
من جهة أخرى قالت صحف تركية أمس الأحد إن العميل الأجنبي الذي ساعد ثلاث فتيات بريطانيات على الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في 17 شباط/فبراير، كان ينقل اموالا أيضا إلى التنظيم .
وأعلنت تركيا الخميس أنها اوقفت عميل استخبارات يعمل لحساب إحدى دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وأنه يحمل الجنسية السورية.
وكشفت صحيفة «ملييت» التركية أن الرجل هو طبيب أسنان يدعى الدكتور محمد رشيد، وقال اثناء استجوابه من قبل الشرطة التركية إن الأموال التي يسلمها إلى التنظيم الإسلامي المتطرف كانت تصله من الخارج.
وأضافت الصحيفة أن عميل جهاز الاستخبارات الأجنبي قال إنه سحب أموالا أرسلت باسمه عبر خدمة «ويسترن يونيون»، وإنه تولى لاحقا تسليم الأموال إلى صاغة سوريين في شانلي اورفا وهي مدينة تقع جنوب شرق تركيا قرب الحدود السورية.
واتصل الصاغة السوريون بزملائهم داخل سوريا لتسليم الأموال إلى وسيط كان ينبغي ان يأتي اليهم لنقلها.
وأضاف العميل ان شقيقه الذي يسكن في الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، تلقى هو ايضا أموالا من الصاغة ليتولى تسليمها إلى المسلحين الاسلاميين المتطرفين.
ولم تكشف الصحيفة الجهة التي ارسلت المال مكتفية بالإشارة إلى أنها أتت من الخارج.
واظهر فيديو نشر الجمعة عميل جهاز الاستخبارات المعتقل وهو بصدد مساعدة الفتيات البريطانيات الثلاث على الصعود إلى سيارة في شانلي اورفا قبل توجههن إلى سوريا.
صحيفة مقربة من حكومة دمشق تشكك في نوايا جون كيري بشأن التفاوض مع الأسد
دمشق- (د ب أ): وصفت صحيفة (الوطن) المقربة من الحكومة السورية ما تحدث عنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول إجراء مفاوضات مع الرئيس السوري بشار الاسد بـ”الخبيثة”.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر الاثنين إنه “في الذكرى الرابعة لخراب سورية والحرب عليها، أطل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ليقول علنا ما كان يقوله سراً خلال الأشهر الأخيرة عبر مبعوثين أو أطراف ثالثة بأنه/ في نهاية المطاف لا بد من التفاوض مع الرئيس الأسد/”.
وكان كيري قال أمس الأحد, إن الولايات المتحدة ستضطر للتفاوض مع الأسد في النهاية بشأن انتقال سياسي في سورية, مشيرا إلى أن واشنطن تبحث سبل الضغط على الأسد لقبول المحادثات.
ولفتت الصحيفة إلى أن “موقف كيري جاء ليس فقط ليصدم حلفاءه ممن صبوا جم إرهابهم على سورية، بل ليمهد لمرحلة جديدة من التفاوض السياسي قد تأتي بمبعوث أمريكي إلى موسكو في 6 نيسان/ ابريل المقبل للمشاركة في الجهود الروسية لحل الأزمة السورية”.
واعتبرت الصحيفة أن “موقف كيري في الأمس هو اعتراف جديد، فالأول كان في عقد جنيف2، بشرعية الرئيس الأسد ودوره المحوري وجمهوره وصموده وشعبيته وبالتالي ضرورة التفاوض معه لإنهاء الأزمة، وهو كلام يختلف عن تصريحات واشنطن الدائمة بفقدان شرعية الرئيس وضرورة رحيله”.
إلا أن الصحيفة أوضحت أنه “بكل تأكيد لا يمكن لأحد أن يثق في كلام كيري أو أي مسؤول أمريكي، فالمعروف أن لدى الولايات المتحدة مشروعاً يقوم على تفتيت المنطقة وإقامة شرق أوسط جديد تعمل على تنفيذه وماضية فيه ولا شك أن صمود سورية والسوريين قد عرقل تنفيذه، لكن يبقى المشروع قائماً ولم تستسلم بعد واشنطن لرغبة شعوب المنطقة وتمسكهم في تقرير مصيرهم”.
وأردفت الصحيفة أن “كيري يريد التفاوض.. لكن على ماذا؟ هذا هو السؤال الأهم في كلام وزير الخارجية الأمريكي المختلف لكن الخبيث، فإنهاء الأزمة في سورية يتطلب من واشنطن أولاً وقف تدفق الإرهابيين ووقف تمويلهم، والكف عن التدخل في شؤون السوريين، ومن ثم فتح المجال أمام الشعب السوري ليقرر مصيره، فهل هذا ما سيتفاوض عليه كيري؟ نشك في ذلك!”.
لون السواد هو الغالب في اللاذقية… لا احتفالات أو جنازات شعبية لقتلى الطائفة العلوية
لا صورة اليرموك ولا الحولة أو بابا عمرو حركت ضمير العالم.. والبراميل المتفجرة تتساقط والعالم مشغول بتنظيم «الدولة»
إعداد إبراهيم درويش:
لندن – «القدس العربي»: دخلت الحرب السورية عامها الخامس يوم أمس الأحد 15 آذار/ مارس وكما في الأعوام الماضية فلا أخبار جديدة. وفي الوقت الذي تم فيه التركيز على تصريحات مدير الاستخبارات الأمريكية جون برينان حول موقف الإدارة من الوضع في سوريا. فقد تحدث أمام مجلس العلاقات الخارجية وقال إن آخر ما تريده الولايات المتحدة وحلفاؤها هو بسط المتشددين سيطرتهم على الحكم في البلاد. ودعا لتشجيع القوى غير الجهادية ومنع انهيار مؤسسات الدولة.
نظام ضعيف
ورغم تقديرات رئيس المخابرات الأمريكية إلا أن ما تبقى من الدولة في ظل نظام بشار الأسد يتداعى من الداخل. ففي مقالة نشرها كريستوفر فيليبس الزميل الباحث في المعهد الدولي للدراسات الدولية (تشاتام هاوس) قيم فيها الحالة السورية بعد أربعة أعوام حرب قال فيها إن مناطق الشمال والشرق خرجت من يد الحكومة وأصبحت رهن سيطرة الجماعات المعارضة والجهادية مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الآخرى.
وظلت المدن الكبرى والتجمعات الأكثر كثافة من الناحية السكانية الممتدة من دمشق وعبر حمص حتى اللاذقية بيد النظام. ولا تزال الحكومة السورية تواجه معارضة قوية في الجنوب وتحاول تقوية مواقعها هناك.
ويعتقد فيلبيس أن انتصارا مهما كان معناه الآن، سيكون أجوف وسيترك بلدا يواجه أزمات وجودية اجتماعية واقتصادية وأمنية.
فمن الناحية الاقتصادية خسر النظام نسبة 50% من المناطق وثلث السكان وحقول النفط وطرق التجارة مع تركيا والعراق ولم تعد لديه مصادر للدخل القومي ويعتمد بالضرورة على المليارات التي تضخها له كل من إيران وروسيا.
وحتى لو انتهت الحرب لصالح النظام فسيواجه الأسد مشكلة في إعادة إعمار بلد دمرته الحرب ولن تكون لا روسيا أو إيران في وضع مناسب لتقديم الدعم له في ظل تراجع أسعار النفط العالمية.
وكما لاحظ الباحث الاقتصادي السوري جهاد يازجي فكل الدعم المقدم للنظام من هذين البلدين يستخدم في الجهود الحربية لا بناء أو حماية البنى التحتية. بل وخفض النظام من الدعم على المواد الأساسية وزاد من الضرائب كي ينفق على الحرب.
أما في الجانب الأمني فقد تركت الحرب النظام يعتمد بشكل كبير في بقائه على الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني، إضافة للدور الذي يلعبه حزب الله.
وبسبب نقص الجنود قام النظام بتشجيع المقاتلين الأجانب من الشيعة للقتال في صفوفه وأنشأ ميليشيات محلية تتلقى مثل الميليشيات العلوية تدريبا من حزب الله وتعمل بشكل مستقل.
ولن يكون النظام قادرا في زمن السلم على إعادة السيطرة عليها والتحكم بالأمن كما فعل خلال العقود الأربعة الماضية. أما من ناحية التهديد الاجتماعي فيشير فيليبس إلى إمكانية تراجع الدعم في القاعدة الشعبية للأسد وهي الطائفة العلوية التي بدأت تتذمر من استمرار سقوط القتلى، لكن الانفجار في داخلها لن يحدث طالما ظلت تشعر بالتهديد من الجهاديين وتنظيم الدولة وحاجتها لحماية من النظام.
وفي ضوء هذا التحليل فلن يبقى من الدولة حتى في حال «انتصر» النظام وانتهت الحرب إلا مؤسسات ضعيفة ونظام يعاني من الديون والتبعية للقوى التي ساعدته، وبهذا فلن يكون قادرا على ضبط الأمن أو «احتكار» العنف كما في السابق.
لا حل سياسيا
وأهم من كل هذا هو أن الحرب في سوريا بحسب لورد مايكل ويليامز أوف باغلان الزميل الزائر لـ «تشاتام هاوس» قد تفوقت على الحرب في البوسنة في التسعينيات من القرن الماضي وبعدها الحرب في كوسوفو حيث تدخل المجتمع الدولي وقام لاحقا بجلب مجرمي الحرب في يوغسلافيا القديمة إلى محكمة جرائم الحرب الدولية.
وقال إن الكتابة عن الحالة السورية وبعد أربعة أعوام على بدايتها تشي بضآلة الأمل في تدخل دولي. بل ولم تقم الدول الغربية بالالتزام بتعهداتها تجاه الميثاق الدولي للاجئين الصادر عام 1951 واستقبال أعداد كافية من السوريين اللاجئين باستثناء السويد، وهو ما لم يحدث في أي نزاع منذ 100 عام.
ويعتقد أن تلكؤ المجتمع الدولي تجاه السوريين نابع من الحرب الكارثية التي شنت على العراق عام 2003. ولا يستبعد لورد مايكل فقدان الإرادة من الجانب الغربي والعلاقات التي تجمدت بين الشرق والغرب والتي لم ير مثيلا لها منذ الحرب الباردة.
وقد أدى الموقف الغربي لانتصار الأسد و «خلافة» أبو بكر البغدادي، فكلاهما يسيطران على ثلثي سوريا اليوم، بما في ذلك مدنها الكبيرة. أما الخاسرون يقول لورد مايكل «فهم غالبية الشعب السوري والائتلاف الوطني السوري».
ولا يرى الكاتب هنا إمكانية في إرجاع الأمور لصالح الشعب السوري، خاصة أن النزاع مفتوح على تطورات مستمرة.
وهو غير متفائل من إمكانيات التقدم نحو مفاوضات سياسية وحل يرضي كل الأطراف، مع أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قد يتمكن من التوصل لوقف إطلاق للنار في مناطق معينة لتخفيف الكارثة الإنسانية عن الشعب السوري. ويلحظ الكاتب أن النبرة الانتصارية كانت واضحة في لقاءات الرئيس الأسد مع الصحافة الغربية، ولم يغب عن بال الأسد انشغال الغرب بصعود ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. فقد بات هذا التنظيم الشر الأكبر خاصة بعد ذبحه الرهائن الغربيين.
وفي ظل هذا الاهتمام والتعاون الفعلي بين الغرب وإيران في الحرب ضد التنظيم يتوقع لورد مايكل مفاوضات جديدة «جنيف3» بمشاركة إيرانية هذه المرة. ولا يرى الكاتب هنا غرابة في التحالف الأمريكي مع إيران، فقبل 60 عاما جلس وزير الخارجية الأمريكي جون فوستر دالاس مع نظيره من جمهورية الصين الشعبية شو إن لاي التي لم تكن واشنطن تعترف بها للتفاوض حول سبل حل الحرب في الهند الصينية.
وحتى تنعقد الجولة الثالثة من جنيف كما يتوقع، يعيش السوريون الحرب بشكل يومي، براميل متفجرة وحصار وتجويع وقتل وظلام، فمنذ بداية الحرب أظهر تحليل لصور فضائية أجراه الباحث الصيني تشي لي من جامعة ووهان وجامعة ميرلاند أن معظم سوريا تعيش في ظلام دائم بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المدن.
تحولات ثورة
وبين بن هابارد في تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» كيف تحولت الثورة السورية من دعوة للمطالبة بالإصلاح السياسي إلى مواجهات بالسلاح بعد أن أطلق الأسد يد قواته الأمنية وشبيحته ضد المتظاهرين مما دفع المعارضين لحمل السلاح.
ويقول إن ثورة سوريا تدخل عامها الخامس ولا إشارات حول نهاية الحرب قريبا خاصة أن المبعوث الدولي دي ميستورا لم يحقق الكثير منذ اقتراحه «حلب أولا» وفكرة وقف إطلاق النار محلية. وأشار إلى أن الحرب السورية أصبحت في خلفية الأحداث نظرا لاهتمام المجتمع الدولي بقتال المتطرفين.
وتقول منظمات الإغاثة الغربية إن صعود تنظيم الدولة لم يجلب الفقر والبؤس على السكان الذين وقعوا تحت سيطرته بل وحرف انتباه المجتمع الدولي عن الكارثة الإنسانية التي تظهر آثارها من الأعداد الكبيرة من المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط باتجاه أوروبا.
ونشرت منظمات الإغاثة تقارير موسعة عن حجم الكارثة الإنسانية في سوريا. فقد هرب تقريبا نصف سكان سوريا وتحول معظمهم لمشردين داخل بلادهم أو لاجئين في دول الجوار مما يزيد من الأعباء على الدول المضيفة مثل الأردن وتركيا ولبنان.
وأشار تقرير أعده المركز السوري لأبحاث السياسات أن التعليم في سوريا منهار وأن 6% من السوريين قتلوا أو جرحوا في الحرب وأن متوسط العمر قد انخفض 20 عاما منذ عام 2010.
ووصفت مفوضة الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة فاليري آموس الأرقام بالمذهلة. وينقل الصحافي شهادات السكان حول الرحيل المستمر والعيش في ظل الحصار والسكن في المغاور قبل أن يرحلوا باتجاه المخيمات في تركيا حيث يصفون الحياة فيها بالصعبة.
حتى دمشق تعاني
ويقول بن هابارد إن المناطق التي ظلت بعيدة عن الحرب تأثرت حياة سكانها. فقد تعود سكان دمشق على الوقوف في طوابير طويلة حتى يحصلوا على الكاز أو الخبز.
ويقول البعض أن الحرب قد أضرت بالنظام الإجتماعي حيث منحت المسلحين دورا في كل مفاصل الحياة. ويشير الكاتب للكيفية التي تصرفت بها جماعات بلطجية تابعة للنظام قامت بمداهمة مخبز كان المئات ينتظرون أمامه للحصول على حصتهم من الخبز. وأخذ أحدهم يصرخ على صاحب المخبز «نحن أمن، إفتح وإلا كسرنا الباب».
وبعد ذلك خرجوا وأيديهم محملة بأكياس الخبز. وكان مجلس الأمن قبل عامين قد أعطى أملا للسوريين عندما صوت على قرار يسمح بمرور مواد الإغاثة من المعابر الحدودية التي لا تقع تحت سيطرة النظام. ولكن تحالفا من 20 منظمة إغاثية أصدر تقريرا مثيرا للكآبة وتحدث عن فشل التقرير في تغيير الأوضاع.
ونقل عن دانيال غوريفان الذي يتولى شؤون سوريا في منظمة أوكسفام «هناك زيادة في أعداد الوفيات، وتشريد أكثر وزيادة في القيود التي تضعها الدول الجارة وأوضاع بائسة بالنسبة لللاجئين والمشردين في داخل سوريا». وغير تدفق اللاجئين الديمغرافيا في لبنان، فمن بين خمسة في لبنان هناك سوري.
وفي بعض البلدات ضاعف اللاجئون عدد السكان كما في صديانا التي زاد عدد سكانها من 15.000 إلى الضعف. وتحدث أحد أعضاء المجلس المحلي أن البلدة «أصبحت مزدحمة وقذرة»، وقال إن البلدة لم تعد قادرة على مواجهة تدفق اللاجئين. ولم تعد ميزانيتها كافية لتغطية جمع النفايات أو تقديم الخدمات الأخرى. ويعيش السوري على حواف البلدة في خيام مؤقتة أو أكواخ كانت تستخدم للماشية. وبسبب غياب الخشب للتدفئة يعمد السكان في هذه الأوضاع اللاإنسانية إلى حرق النفايات. ولا يأمل الكثير من اللاجئين بعودة سريعة إلى بيوتهم.
ويقول قاسم 29 عاما «قطعت كل الأمل بالعودة». وفي النهاية فقد غيرت الحرب حياة الناس العاديين مثل قاسم وأجبرتهم على اتخاذ قرارات صعبة. وكان من المفترض أن تغير حياة الناس ومعاناتهم المجتمع الدولي إلا أن هذا لم يحدث.
صورة
وفي سياق الثورة السورية لم تعد الصور تحرك مشاعر الناس، حتى صورة مخيم اليرموك في 31 كانون الثاني/ يناير والتي أظهرت حشد من السكان الجائعين في المخيم الفلسطيني قرب دمشق وقد اجتمعوا في انتظار الحصول على مواد غذائية من قافلة للأمم المتحدة دخلت إليه بعد أشهر من الحصار.
لا صورة اليرموك أو تدمير دبابات النظام لحي بابا عمرو في حمص عام 2012 أو جثث 100 طفل وامرأة ذبحتهم عصابات الشبيحة في بلد الحولة ومثلهم في بلدة بانياس في آيار/ مايو 2013 وأكثر من 1000 شخص ماتو في آب/ أغسطس 2013 جراء الغاز السام الذي استخدمه النظام في الغوطة الشرقية.
كانت واحدة من هذه الصور كفيلة لتحرك العالم ووقف كل الفظائع الوحشية ولكنها لم تتوقف ولا يزال النظام يقوم بها دون ملاحظة.
والسبب هو أن الحرب انتقلت إلى العراق وخارجه، أي مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية فيما تستمر الحرب التي بدأت ضد الأسد وهي أصل المشاكل، ولا أحد يهتم بها كما يقول كل من روث شيرلوك وديفيد سبنسر من «صاندي تلغراف» حيث يقولان إن البراميل المتفجرة لا تزال تسقط على حلب ولا يزال في مخيم اليرموك 18.000 من الفلسطينيين والمقاتلين محاصرون.
ويضيف الصحافيان «بعد أربعة أعوام تعيش الحرب حالة من الجمود فلم ينهر النظام كما توقع الكثيرون، ولم يطوق المقاتلون في حلب وينهارون فيها وأعلن تنظيم الدولة عن رسم دولة له، ولكن حيوات الناس تغيرت بطريقة تعجز الكلمات عن وصفها».
وفي هذا يقدمان عددا من الشهادات مثل شهادة محمود المرجة الذي قرر العودة إلى مخيم اليرموك بعد مقتل ابنهما مهند بقذيفة هاون. ليجدا نفسيهما وسط حصار «كأننا نعيش في قرن آخر بعيد» ، «لا كهرباء ولا ماء ومن الصعب الحصول على الطعام أو الدواء، وعندما نعثر عليها فثمنها باهظ».
ويقول إن نصف أدويته لعلاجه من مرض القلب قام جنود النظام بمصادرة نصفها على نقاط التفيش، كما يصل سعر 2 كيلو من السكر 10.000 ليرة سورية (35 جنيها استرلينا).
وكان مهند قد قتل عندما كان يرافق شقيقه على دراجة نارية حيث قضى بعد 3 أيام من الضربة. ومثل بقية السكان راقب المرجة كيف تحولت الإنتفاضة من تظاهرات سلمية إلى فوضى «كل جماعة لديها رؤية حول التغيير» و «أدى التدخل الأجنبي في الانتفاضة لتردي الأوضاع».
وقال إن الأمم المتحدة لم تقف مع الشعب السوري كما فعلت في مناطق أخرى. وقال «كل دولة تدافع عن مصالحها، فقد دعمت إيران وروسيا النظام أم الشعب فلم يكن هناك من يدعمه». وأضاف «لقد سال دم الآلاف من الأبرياء وشرد الملايين ولا أحد يهتم، ولكن عندما يقتل عددمن الأجانب يضج العالم».
الطائفة
من الجانب الآخر ينقل التقرير حكاية أم لجنديين ذبحا على يد تنظيم الدولة. ومن خلالها يشير الكاتبان لحالة الجيش السوري الذي يعتمد الآن على إيران وحزب الله والمقاتلين الشيعة.
وكان حسن ومحمد قد قتلا العام الماضي في تل الشاعر قرب حمص. وهما جزء من قتلى الجيش السوري حيث يقدر عددهم المرصـد السـوري لحقوق الإنسان بحوالي 22.677 جنديا. ونفس الوضع يمكن أن يظهر على الأقلية العلوية، ففي اللاذقية التي ترتدي فيها النساء كافة الأزياء الحديثة أصبـح اللون المميز بعد 4 أعوام هو لون الحداد – الأسود.
ففي هذه المدينة التي تقع في قلب المناطق العلوية يقاتل العلويون إلى جانب النظام لارتباط مصالحهم معه.
ولكن الحرب تركت آثارها عليهم فأعداد القتلى من أبناء الأقلية عالية جدا ويقدر السكان والدبلوماسيين عدد القتلى العلويين بحوالي 70.000 . ولم يعد هناك رجال في البلدات القريبة من اللاذقية فهم إما يقاتلون مع النظام أو في القبور. ويقول عمار «كل يوم يعود 30 شخصا في أكفانهم».
وأضاف «في بداية الحرب كان الناس يحتفلون بهم ويعقدون لهم جنازات كبيرة أما الآن فيتم حملهم بهدوء على متن سيارات بيكآب ويدفنون».
ومع تزايد خسائر النظام قلل الأخير من دعمه للعلويين «فلا رواتب وأحيانا لا نجد الطعام». ويقول عمار «يسألني الكثير من الأصدقاء ماذا نفعل؟ يريد منا النظام أن نصبح جنودا، وسنموت ولكن ليس لدينا المال الكافي للسفر».
وغيرت الحرب الناشطين كما غيرت المواطنين وأصدقاء النظام. فرامي جراح، الذي كان يدير محطة إذاعة من مناطق النظام خيره تنظيم الدولة بين تسليم نفسه والاحتفاظ بمراسل محطته في الرقة، واختار أن يكون «جبانا» ولم يذهب، حيث اختفت أخبار زميله المراسل. ولكن البداية لم تكن كهذا، فقد شارك في التظاهرات وأسهم مع زملاء مثله في تنظيمها عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
أما اليوم فهم أرواح ضائعة هاجر معظمهم من سوريا وهم إما يبحثون عن عمل في تركيا أو الحصول على تأشيرة سفر لأوروبا.
طفلة سورية لاجئة في لبنان تبحث عن «قلب مفتوح» لإنقاذ حياتها
حمزة تكين
البقاع (شرق لبنان) عائشة الدياب، طفلة سورية لاجئة في لبنان، لم تتجاوز سن الرابعة من عمرها، تبحث عن «قلب مفتوح» يساعدها على إنقاذ حياتها، بعد أن نجت من القتل في بلادها، ويخشى والدها أن يفقدها في خيمة اللجوء، فيما تدخل الثورة السورية عامها الخامس.
عائشة، التي بدت خجولة جدا، تعاني من ثقب في قلبها، يستوجب، بطلب كثير من الأطباء الاختصاصيين، إجراء عملية جراحية «قلب مفتوح» باهظة التكلفة.
الطفلة، ابنة محافظة حماة وسط سوريا، تعيش اليوم لاجئة مع عائلتها الصغيرة في أحد المخيمات العشوائية في البقاع، شرقي لبنان، في بيئة سيئة تزيد حالتها الصحية تدهورا يوما بعد آخر.
هي تحتاج إلى 20 ألف دولار أمريكي من أجل إنقاذ حياتها، التي تكاد تفقدها بين يدي والدها العاجز عن تأمين تكاليف إجراء العملية الجراحية، خاصة وأنه تردد، «دون جدوى»، على الجمعيات الخيرية. والد الطفلة، زياد الدياب، لا يطلب طعاما ولا شرابا، طلبه الوحيد هو إجراء العملية الجراحية لابنته، وإنقاذ حياتها. الدياب قال إن ابنته ولدت وهي تعاني من ثقب في القلب، وحالتها تدهورت وأصبحت تعاني أيضا من تصلب في الشرايين بنسبة 85٪. وأوضح الأب أن كل الأطباء الذين فحصوا ابنته طلبوا إجراء عملية جراحية «قلب مفتوح»، مشددا أنه لا يملك تكاليف إجرائها، والتي تتجاوز 20 ألف دولار.
ومضى قائلا إنه قدم أوراق ابنته إلى العديد من الجمعيات الخيرية، «ولكن دون جدوى حتى الآن»، مضيفا: «لا أريد طعاما ولا شرابا… فقط إجراء العملية لابنتي، أو مساعدتها في تأمين الدواء، البالغ تكاليفه حوالي 300 دولار شهريا».
وتابع أن عائشة «بدأت تعاني من بداية شلل بسبب تأخر إجراء العملية الجراحية، إضافة إلى البيئة السيئة التي نعيش فيها».
و «يعيش مليونا طفل سوري تقريبا كلاجئين في لبنان وتركيا والأردن وبلدان أخرى»، بحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة صدر «يونيسف» قبل ثلاثة أيام، بمناسبة الذكرى السنوية للثورة السورية، التي توافق أمس الأحد (15 آذار/ مارس).
ورغم دخول الثورة السورية عامها الخامس، وفقا للتقرير الدولي، «لا يزال أكثر من 5.6 مليون طفل داخل سوريا يواجهون ظروفا بائسة، حيث يعيش مليونا طفل في مناطق معزولة إلى حد كبير عن المساعدات الإنسانية، جراء القتال الدائر، إضافة إلى تغيب نحو 2.6 مليون طفل سوري عن المدرسة».
وانطلقت في سوريا عام 2011 احتجاجات شعبية تطالب بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، ما قابله النظام بقمع أمني أطلق صراعا بين قوات النظام والمعارضة، أوقعت حوالي 220 ألف قتيل، وتسببت في نزوح نحو 10 ملايين سوري عن مساكنهم داخل البلاد وخارجها، بحسب إحصاءات أممية وحقوقية.
(الأناضول)
صور المعتقلين السوريين في سجون النظام تكشف الستار عن المآسي داخل السجون وخارجها
أحمد الدمشقي
ريف دمشق ـ «القدس العربي» الصور المسربة لآلاف الجثث من المعتقلين الذين قتلوا في سجون فروع التحقيق تكفي لتقديم نظام بشارالأسد للمحكمة الجنائية، هذا ماصرح به الحقوقيون الدوليون الذين عملوا سابقا على قضايا إبادات جماعية حول العالم بعدما استعرضوا مجموعة من الصور التي قام المنشق عن صفوف قوات الأسد «سيزر» بتسريبها مطلع العام الفائت، فقد تم نشر عدد بسيط من الصور عبر بعض وكالات الأنباء، في الوقت الذي تم فيه التحفظ على الآلاف يتراوح عددها ما بين 55000 صورة إلى 11000 صورة لمعتقلين قضوا تحت التعذيب في أقبية فروع النظام الأمنية، ومؤخراً تم نشر أعداد كبيرة من هذه الصور على عدد من المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي.
وما إن بدأت الصور بالتدفق حتى باشر النشطاء وصفحات التواصل الاجتماعي إلى تناقل الصور المرعبة ومشاركتها في محاولة منهم للتعرف على أصحابها الذين فقدتهم أسرهم منذ أشهر طويلة أو سنوات دون معرفة أية أخبار عنهم، وفي الوقت نفسه شكل عدد من المجالس المحلية لجاناً خاصة لاستعراض الصور ومحاولة التعرف على أصحابها، بعد أن لحق بهم أذى كبير غير معالم وجوههم وأجسادهم، فيما دعا عدد من الناشطين إلى عدم تداول الصور كالناشطة «إيريس محمد» التي طالبت على صفحتها الشخصية بعدم نشر الصور؛ لأن النظام تعمد إلى تسريب الصور إمعاناً في قهر السوريين وانتقاماً من صبرهم، والتلذذ بتعذيب قلوب أمهاتهم، وحرق قلوب آبائهم، فهو «أي النظام» على دراية كاملة بأنه ولو أحرق عشرين مليون سوري فلن يُحاسب، ودعت «إيريس» إلى اقتصار استخدام الصور للتوثيق فقط، لكن على الجانب الآخر هنالك الآلاف من العائلات والثكالى والأمهات ممن احترقت قلوبهن، واشتعلت أرواحهن شوقاً لخبر يأتي عن المفقودين فلا بد على الأقل من محاولة للتعرف على من يمكن التعرف عليه في ألبومات الصور شديدة القسوة والتأثير.
تقضي «إيمان» من مدينة داريا أيامها في انتظار أخيها المعتقل منذ سنتين، وتنشر له كل يوم على صفحتها الشخصية على الفيسبوك أشواقها ولوعتها، كما تتغنى بذكرياتهما معاً، وكتبت منذ أسبوع «أخي حبيبي أنا واثقة إني رح شوفك عن قريب، يلا تعال شوف ابني يلي عم يستناك»، إلا أنها فوجئت وأثناء تصفحها للصور أن أخاها كان من بين هؤلاء الشهداء، كيف تكذب عيونها، وصور الموت لا تكذب على أحد!؟ يأتي صديق لها ولأخيها يعلق على إحدى المنشورات القديمة لها ويقول: كيف حال حسام وأين هو الآن، فتجيبه في تعليقها: حسام كان معتقلاً، لكنه الآن شهيد. يصف الصحافي «مؤيد اسكيف» حالته أثناء بحثه عن وجوه ستة من أفراد عائلته ممن قضوا تحت التعذيب في سجون النظام فيقول: بعدما عثرت على صورة أحد اقربائي وقد شوهها وغير معالمها هول ما تعرض له من ضرب وتعذيب وتنكيل، لم أتحمل ما رأيته، وكاد ذلك يودي بحياتي، فتم نقلي إلى المشفى وتعرضت لاختلاجات شديدة، وبقيت لفترة في العناية المركزة، وفترة أخرى في المصحات النفسية.
كان لدمشق وريفها النصيب الأكبر من الصور المسربة ففي داريا المحاصرة وحدها تم التعرف على أكثر من 37 صورة لأبناء المدينة، وهم جثث هامدة، عليها آثار تعذيب فظيعة، وكذلك في الهامة، والزبداني، وقطنا، ودمر، وكناكر، ومعضمية الشام، ومناطق جنوب دمشق وغيرها، فأقيمت العشرات من صلوات الغائب على أرواح الشهداء، ونظمت حملة على صفحات التواصل الاجتماعي بعنوان هاشتاغ «مذبحة المعتقلين»، وتحولت أغلب صفحات التواصل الاجتماعي إلى جدران يتم تعليق النعوات والصور عليها.
تروي «تسنيم» ماحدث لها عندما رأت أحد معلميها الذين كانت له يد بيضاء عليها وعلى أبناء مدينتها «داريا» كيف رأته مشوه الجثة، وتقول: «كان من أفاضل الناس، وكان يدور على الفقراء والمحتاجين، كان عندي خيط أمل بأن أراه من جديد، لكني لم أتخيل أن أراه جثة هامدة فقدت روحها جراء التعذيب».
كما افتتحت عدد من الصفحات التي اختصت بنشر جديد هذه الصور على شكل ألبومات مصغرة ومقاطع فيديو من عشرات الأجزاء ليتم وضعها بين يدي من لهم عزيز مفقود، أو معتقل مجهول المصير.
يقول «أحمد نادر»: على الرغم من استلام شهادة وفاة خالي وابنه من فرع الشرطة العسكرية، إلا أنني لا أثق مطلقاً بما يقدمه هذا النظام المجرم من معلومات وشهادات وفاة، ومنذ اليوم الأول لنشر الصور أصبحت على موعد يومي مع جلسات مطولة للبحث والتحري بعمق بتفاصيل كل صورة، علي أستطيع العثور بين مجموع الصور على صورة أحد من أصدقائي، أوأقربائي المفقودين، ويصف «نادر» هذه الحالة بالمأساة الحقيقية والألم العميق الذي يخترق باطن الدماغ من هول المشاهد، وحجم الضرر الذي حل بالجثث.
وفي مبنى الأمم المتحدة في نيويورك نظم معرض لعدد من هذه الصور، بحضور عدد كبير من الدبلوماسيين وممثلي الدول وحقوق الإنسان، لكن اقتصر المعرض على المشاهدة، وباتت صور القتلى تعرض، والجميع يعرف من القاتل إلا أنهم متعامين عن نظام اعتقل منذ اندلاع الثورة ما يزيد عن 300 ألف إنسان، غالبيتهم العظمى مجهولو المصير وما هذه الصور على فظاعتها سوى جزء بسيط مما تخفيه أقبية معتقلات النظام ومشافيه العسكرية التي تحولت إلى مستودعات كبيرة للجثث، كما اعترف مدير مكتب بشار الأسد أثناء تفاوضه مؤخراً مع كتائب في الغوطة لتبادل الأسرى أنه يتم تصفية الأسرى حتى لا يتحول ملفهم إلى ورقة ضغط على النظام، ملمحاً إلى عدم اهتمام النظام بفتح أبواب التفاوض والتبادل على أسرى قوات النظام المتواجدين عند الثوار مقابل إطلاق سراح المعتقلين.
المعارضة تتقدم على “داعش” في ريف حلب
حلب ــ هيا خيطو
تمكّن مقاتلو “الجبهة الشامية” مساء أمس الأحد، من التقدّم في ريف حلب الشمالي، وإحكام السيطرة على قرية قرامل ومزارع غرناطة المجاورة لها، عقب اشتباكات عنيفة مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وسط أنباء عن وقوع قتلى في صفوف التنظيم.
وأفاد عضو المكتب الإعلامي لـ”الجبهة الشامية”، أنس محمود، لـ”العربي الجديد” أنّ “مقاتلي الجبهة أحكموا بعد ساعات من الاشتباكات العنيفة مع (داعش)، سيطرتهم على قرية قرامل ومزارع غرناطة، في الريف الشمالي لحلب، مما أوقع عدداً من القتلى في صفوف التنظيم، في حين تمكّن المهاجمون من تدمير مدفع (23) كذلك”، مشيراً إلى أنّ “أهمية المنطقة تكمن في كونها تقع على خطوط التماس مع مناطق سيطرة التنظيم من جهةٍ، ومناطق النظام من جهةٍ أخرى”.
وتقع قرية قرامل ومزارع غرناطة، في منطقة فافين شمالي سجن حلب المركزي، على بعد 20 كلم جنوبي مدينة مارع، كما تعتبر نقطة وصل بين ريفي حلب الشرقي والشمالي.
بدوره، أوضح مصدر محلي رفض الكشف عن اسمه، لـ”العربي الجديد”، أنّ “قرية قرامل تقع بالقرب من خط إمداد المعارضة، الواصل بين مدينة مارع، والجبهة ضد قوات النظام في سيفات”، لافتاً إلى أنّ “عناصر (داعش) يحاولون بين الحين والآخر التسلل إلى محيط مارع، في حين تعمل قوات المعارضة على صدّهم”.
اقرأ أيضاً: تراجع كبير لـ “داعش” شمالي سورية
ويتمركز “داعش” في معظم مناطق ريف حلب الشرقي، متقاسماً السيطرة عليها مع قوات النظام، ووفقاً للمصدر ذاته، فإنّ “الجبهة هادئة هناك، ولا وجود لأي اشتباكات تذكر”، بينما تشهد مناطق وجود “داعش” في الريف الشمالي، وأبرزها منطقة صوران، اشتباكات متقطّعة مع فصائل المعارضة.
في موازاة ذلك، تتواصل معارك بين قوات النظام و”الجبهة الشامية” في محيط كتيبة الدفاع الجوي، في منطقة حندرات بالريف الشمالي، من دون تسجيل تقدّم لأي من الطرفين.
“عين العرب”: مدينة نصفها أطلال والعائدون بلا مأوى
حلب – رامي سويد
يواصل النازحون من مدينة “عين العرب”، العودة إلى مدينتهم منذ أن تمكنت قوات حماية الشعب الكردية وعناصر من الجيش الحر، والبشمركة بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من طرد مسلحي تنظيم “داعش” منها نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.
ويتفقد العائدون إلى المدينة بيوتهم وممتلكاتهم بعد المعارك العنيفة التي شهدتها شوارع عين العرب لنحو ثلاثة أشهر ونصف، وتظهر صور التقطت من داخل المدينة تعرض أحياء فيها لعمليات تدمير كبيرة بفعل المعارك، كما تظهر انتشار مئات العائلات حول أكوام من الركام والأطلال لمبان كانوا يسكنونها قبل الحرب.
ويؤكد الخبير الاقتصادي مسلم طالاس لـ “العربي الجديد” أن نسب الدمار العالية في المدينة ستبقى عائقاً أمام عودة السكان، فالمدينة بحاجة لمشروع إعادة إعمار متكامل، حيث لا تقل نسبة دمار شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والدمار في المؤسسات التعليمية وغيرها من قطاعات البنية التحتية عن خمسين في المائة في كل قطاع، كما أن نسبة دمار العمران في المدينة لا تقل عن سبعين في المائة من مجمل أبنية المدينة.
ويؤكد الخبير الاقتصادي السوري المتعاون مع هيئة إعادة إعمار المدينة أن نسبة الدمار العالية في مدينة عين العرب منعت حتى الآن سكانها النازحين في تركيا وإقليم كردستان العراق من العودة إليها.
ويذهب إلى أن نسبة العائدين لم تتجاوز، حتى الآن، واحداً في المائة من سكان المدينة، بالإضافة إلى أن بعض العائلات التي تقيم في الأحياء الشمالية والغربية الأقل دماراً من المدينة.
ويوضح طالاس أن معظم العائدين إلى مدينة عين العرب هم أفراد ذهبوا إلى المدينة بهدف تفقد ممتلكاتهم وحراستها، مؤكداً أن الإدارة المدنية للمدينة تعمل على إقامة مخيم بهدف إيواء من دمرت منازلهم، بعد أن قامت بتنظيف بعض الطرقات وتشغيل فرن المدينة الآلي لتأمين الخبز للسكان.
اقرأ أيضا: الإعلام الغربي الذي سحرته نساء عين العرب
ويشير الخبير الاقتصادي إلى أن إمكانات الإدارة المدنية لكوباني (عين العرب) ومواردها محدودة، ولا تستطيع لوحدها تهيئة الظروف الكفيلة بعودة منظمة للسكان، حيث تعترض ذلك مخاطر أمنية كبيرة في المدينة، كالقذائف غير المنفجرة والألغام، كما يعترض ذلك مخاطر صحية تشكلها الجثث الكثيرة التي تتفسخ تحت الأنقاض، بالإضافة إلى غياب البنية التحتية والخدمات الأساسية التي دمرت نسبة كبيرة منها نتيجة القصف والاشتباكات التي شهدتها المدينة.
ويوضح الناشط حسن عبد الرزاق لـ”العربي الجديد” أن الجهود المحلية الرامية لتهيئة الظروف المناسبة لعودة أكبر نسبة ممكنة من السكان ما تزال مستمرة، فقد وصلت في الأيام الأخيرة فرق طوارئ من مدينة آمد في إقليم كردستان العراق للمساعدة في عمليات انتشال جثث مسلحي “داعش” من تحت الأنقاض، للقضاء على ظاهرة الروائح الكريهة في شوارع المدينة المدمرة، وللحد من خطر انتشار الأوبئة والأمراض نتيجة انتشار الجثث المتفسخة.
ويلفت الناشط إلى وصول دفعة جديدة قدمتها حكومة إقليم كردستان العراق من سيارات الإسعاف والتجهيزات الطبية للمساعدة في عملية دعم البنية التحتية المدمرة في المدينة.
ويبدو أن الدمار الذي لحق بـ “عين العرب” لن يتوقف عندها، حيث تشير التقارير إلى انتقال الاشتباكات بين الطرفين خلال الشهر الماضي إلى ريف المدينة الذي بات تحت سيطرة قوات حماية الشعب الكردية بالكامل منذ أيام قليلة مع سيطرتها على بلدات وقرى في ريف المدينة الغربي والجنوبي بعد معارك عنيفة مع مسلحي “داعش”.
محمد توفيق الأسد… “شيخ الشبيحة” يحوّله النظام السوري “شهيداً“
اسطنبول ــ أنس الكردي
تعددّت الروايات والسيناريوهات حيال رجل التهريب الأول في مدينة القرداحة في ريف اللاذقية، وأحد أبناء عم الرئيس السوري بشار الأسد، محمد توفيق الأسد، إلا أن النتيجة بقيت واحدة، وتجسّدت في مقتل الرجل الذي تجاوز الخمسين من العمر، والملقب بـ”شيخ الجبل”.
ومن الواضح أن النظام السوري التزم سياسة الصمت المطبق عبر وسائل الإعلام الرسمية، في حين عمدت المواقع المقربة منه إلى الترويج أن “شيخ الجبل” قد قُتل في المعارك الأخيرة ضد قوات المعارضة السورية في منطقة دورين بريف اللاذقية، كما تجلى ذلك عبر الصور التي تُظهر ورقة نعي محمد توفيق الأسد، والتي تقول إن “الشهيد قضى وهو يؤدي واجبه الوطني يوم الجمعة”.
ويبدو أن النظام السوري حاول تسويق عائلة الأسد على أنها في محور المقاومة والممانعة وعلى رأس الجبهات، لدحض ما شاع من أن فقراء الطائفة العلوية وحدهم من يدفع ثمن زجهم في المعارك التي تجري في طول البلاد وعرضها. لكن تلك السياسة تبدو مغايرة تماماً للواقع، لأن المعروف والمتداول عن محمد الأسد ظهوره في أواخر الثمانينيات، عندما هاجر رفعت الأسد، الشقيق الأصغر للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، إلى فرنسا، وترك “سرايا الدفاع والصاعقة”، الوحدة العسكرية التي كان يقودها، حينها سطع نجم محمد الأسد كرجل عصابة وتهريب، بعدما جمع كل رجال رفعت الأسد وضمهم إلى جانبه، وأطلق على نفسه لقب “شيخ الجبل”.
ويُعرف محمد الأسد بأنه أحد أبرز قادة التهريب في سورية، خصوصاً في مجال الدخان والمخدرات، ويُتهم بقضايا عديدة، منها الاغتصاب والسرقة والاعتداء على ممتلكات أهالي اللاذقية، وقد كان له دور بارز بداية الثورة السورية في قمع التظاهرات، وفي عملات التشبيح ضد المتظاهرين، ويتهمه العديد من أهالي اللاذقية بارتكاب مجازر أودت بحياة أبرياء.
ويروي الناشط الإعلامي زياد الصوفي، الذي يعرف كواليس عائلة الأسد في هذه المرحلة، قصة فتاة في ريعان شبابها تُدعى هلا عاقل، كانت تدرس في مدرسة الثورة في منطقة الزراعة في مدينة اللاذقية، عندما أُعجب بها محمد توفيق الأسد. ولكن نتيجة رفض الفتاة له، قام بخطفها لحظة عودتها من المدرسة، واتصل بأهلها، ليُسمعهم صوت الفتاة لحظة اغتصابها من قِبل شبيحته، إلى حين سماع صوت جارتهم أم اسماعيل، وهي تصرخ، بعدما وجدت الفتاة جثة هامدة أمام مدخل باب البناء الخارجي.
استمر محمد الأسد في عمله في تهريب الآثار والدخان والصيد البحري غير المشروع (باستعمال الديناميت) ومطاردة الفتيات وغيرها من الأعمال الممنوعة، إلى حين تولي الرئيس السوري الحالي بشار الأسد السلطة، عندها عقد الرئيس السوري اجتماعاً مع أبناء عمومته من بيت الأسد، وأخبرهم رغبته في إنهاء الفوضى الدائرة، وسجن “شيخ الجبل” لفترة، قبل أن يطلق سراحه من جديد، بحسب ما تروي مصادر من الطائفة العلوية الموالية للنظام لـ”العربي الجديد”.
وتؤكد المصادر ذاتها، والتي اشترطت عدم ذكر اسمها، بأن “الجميع، كان يخشى محمد الأسد لحظة مروره من منطقة الزراعة التي يتواجد فيها بكثرة، لأنه كان يُرعب الجميع”.
وفي هذا السياق، يؤكد الناشط الإعلامي والحقوقي عروة السوسي لـ”العربي الجديد”، أن “محمد الأسد كان حريصاً على إظهار نفسه بالإنسان المثقف، إذ كان يكتب بشكل دوري في جريدة الوحدة، التي تصدر في اللاذقية، كما كان يُقدّم نفسه على أنه راعٍ للرياضة، وكان يدعم فريق جبلة لكرة القدم، ويهدد الفريق الخصم من مغبة الانتصار عليه”.
وتسرد شخصيات معارضة قصة “حدثت في أوائل التسعينيات، أثناء مباراة بين الاتحاد وجبلة، عندما تم تفتيش كل من يدخل إلى الملعب بشكل غير معهود، حيث كان الملعب حينها شبه خالٍ من الجماهير، ولدى السؤال عما يجري، قيل إن شيخ الجبل مع فريق جبلة، وعند انتهاء المباراة كان استعراض القوة واضحاً، إذ تم إرهاب الجماهير القليلة التي تشاهد المباراة، لأن السيارات السوداء كانت تمشي بهدوء، والأبواب مفتوحة على مصراعيها، بينما يقف عند مدخل كل باب شبيح يرتدي اللباس الأسود والرشاش بيده، وكانت هذه أول مرة يُرى فيها محمد الأسد”.
ويضيف الصحافي المتحدر من مدينة جبلة، أنه “في بداية الثورة السورية، كان يقف مع أحد المحامين من الطائفة العلوية، وعند رؤيتهم لسيارة سوداء من طراز “فان”، متجهة إلى الجنوب، (إما إلى مدينة بانياس أو منطقة عرب الملك)، أخبره هذا الصديق، أن هذه السيارة تابعة لمحمد الأسد، وكان يعمل معه في تهريب السلاح والدخان من العراق”، مؤكداً أنه “كان يستغل الفوضى في سورية، لتهريب السلاح”.
الأسد لم يُقتل في دورين
على أن جميع الروايات تستبعد مقتل محمد الأسد في معركة الساحل، إذ يؤكد محمد باجيكو، قائد العاديات التابعة لـ”الفرقة الساحلية الأولى”، والذي كان أحد قادة المعارك في منطقة دروين، أن “محمد الأسد لم يكن موجوداً في المعركة”، مشيراً في حديث لـ”العربي الجديد” إلى أن النظام يحاول “تصوير محمد الأسد على أنه شخصية بطولية قُتلت في معارك دورين الأخيرة، بينما هو قد قُتل نتيجة خلاف شخصي مع عائلتي بيت شاهين وسلهب بعد صراع على قطعة أثرية نادرة”.
أما الصحافي سليم العمر، فيرجّح في حديث مع “العربي الجديد”، مقتل “شيخ الجبل على يد إيران، لأنه الشخصية الأولى التي تتمتع بنفوذ كبير في الساحل السوري، وبعد سيطرة إيران على مراكز القرار داخل النظام السوري، باتت تخشى من هذه الشخصية التي قد لا تلتزم بالأوامر المكلف بها عناصرها في الساحل السوري من طهران”.
وربما تدعم رواية العمر تفجير السيارة المفخخة قبل نحو شهر في مدينة القرداحة للمرة الأولى منذ انطلاق الثورة السورية منتصف مارس/آذار 2011 والتي أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص، بينهم عضو مجلس محافظة اللاذقية سامي نعمة وقياديان عسكريان، إضافة إلى إصابة عدد آخر.
وعلى الرغم من عدم استبعاد الموت الطبيعي أو الفجائي بحسب مصادر عديدة تواصلت معها “العربي الجديد”، إلا أن رواية المرصد السوري لحقوق الإنسان تصر على وجود خلافات شخصية بين أبناء الطائفة الواحد، وتؤكد أنه “تلقى عدة طلقات نارية في الرأس أثناء إشكال مع أحد الشخصيات النافذة في منطقة القرداحة”.
وتأتي هذه الحادثة، بعد نحو عام على مقتل قائد قوات الدفاع الوطني، وأحد أشهر رجال عائلة الأسد، هلال الأسد في معركة “الأنفال” ضد المعارضة السورية في 23 مارس/آذار في مدينة كسب.
نقل الصراع الدولي إلى العراق للتخفيف عن الأسد
بغداد ــ صفاء عبد الحميد
كشف مسؤول عراقي عن مخطط نقل الصراع الدولي من سورية إلى العراق للتخفيف عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أنّ جهات حكومية عراقيّة عملت على تمرير المخطط بتعاون إقليمي ونجحت في مسعاها.
وقال النائب الكردي السابق وعضو لجنة التفاوض بين بغداد وأربيل، شوان محمد طه، لـ”العربي الجديد”، إنّ “هناك أطرافاً عديدة ومنظومات استخبارية دولية تعمل على تنشيط تنظيم “الدولة الإسلامية”، (داعش)، بغية تحقيق أجندات وخطط بعيدة الأمد بغض النظر عن الأضرار التي تلحق بدول وشعوب المنطقة”.
وأكد طه أنّ “أطرافاً سياسية في الحكومة العراقية ذات اصطفافات إقليمية، عملت بالتعاون مع دول إقليمية على نقل الصراع الدولي من سورية إلى العراق، ليصبح العراق اليوم البلد الرئيس لتصفية الحسابات الدولية على أرضه، الأمر الذي فتح المجال واسعاً أمام عدّة دول للتدخل في البلاد بشكل مباشر وغير مباشر، وكما نرى اليوم تصريحات متباينة ومتضاربة بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين بشأن تواجدهم في العراق”.
ولفت إلى أن “تلك الأطراف نجحت نجاحاً كبيراً بتحقيق هذا الهدف، الذي دفع ثمنه الشعب العراقي من دمه وماله، كما أثّر ذلك على الساحة السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد”.
وأشار إلى أنه “تم تخفيف الضغط عن نظام الأسد، بعدما لم تعد الجبهة السورية هي الجبهة الرئيسية في الصراع الدولي، حتى وإن بقي القتال في سورية قائماً، لكنه ليس كما كان من قبل، الأمر الذي قوّى من نفوذ وسطوة نظام الأسد وزاد من فرص بقائه في الحكم على الرغم من المعارك التي تدور في سورية”.
اقرأ أيضاً: حزب الله اللبناني يرسل 800 مقاتل لقيادة معركة الموصل
من جهته، رأى المحلل السياسي، عبد الغني النعيمي، أنّ “المؤامرات ما زالت تأخذ دورها الكبير في رسم استراتيجيات العراق، وتتحكم بمصيره، بغض النظر عن النتائج”. وأكد النعيمي، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن “المصالح الضيقة والأبعاد الطائفية أصبحت الهدف الأساس لسياسيي وأزلام الحكم في العراق، الأمر الذي دفعهم للتواطؤ مع أنظمة أخرى تتمثل بالنظامين السوري والإيراني، والعمل وفقاً لأجنداتهم التي حطمت العراق أمنياً وسياسياً واقتصادياً”. ورأى أن “استمرار هذه الاستراتيجية المتّبعة في العراق أفقدته سيادته، كما أفقدت الحكومة ثقة الشعب وتركت البلاد تتجه نحو المجهول”.
وشدّد المحلل السياسي العراقي على أن “العراق اليوم بأمسّ الحاجة إلى التغيير، لا تغيير وجوه كما حدث من استبدال حكومة نوري المالكي بحكومة حيدر العبادي، بل نحن بحاجة إلى تغيير جذري بعيداً عن كل هذه الأحزاب في البلاد والمرتبطة بأجندات تعمل على تحطيمه”.
وأشار إلى “أهمية أن يدرك الشعب خطورة ما يدور من حوله، من مستقبل مجهول، واتجاه نحو زرع كل بذور الفتنة والفرقة بين مكونات الشعب، وأن يعمل على تقويضها، فالتغيير بيد الشعب لا الحكومة”.
ويتحدّث المسؤولون العراقيون اليوم، وعلى رأسهم رئيس الحكومة حيدر العبادي، أن العراق يقاتل نيابة عن دول العالم، مطالبين الدول بأن تُقدّم الدعم اللازم له لهزيمة الإرهاب.
احتفالات بذكرى الثورة السورية.. في العواصم الأوربية
تضاءلت مظاهر الاحتفال بذكرى انقضاء 4 أعوام على انطلاق الثورة السورية داخل البلاد، فخلال السنوات الماضية كان السوريون ينهمكون في التحضير للاحتفال بثورتهم. الثورة دخلت عامها الخامس من دون أن تجد أولئك الشبّان، الذين كانوا يصدحون للحرية، ويقارعون آلة الاستبداد بالغناء.
في المخيمات المنتشرة على طول الحدود مع دول الجوار، لا مظاهر للاحتفال، فهؤلاء، صار لهم أربع سنوات داخل خيم لا تحتوي على أدنى مقومات الحياة، ينتظرون حصّصاً غذائية ليصمدوا يوماً آخر من أيام تغريبة طويلة. ومسيرة اللجوء إلى المخيمات الحدودية لم تنقطع، ونظام الأسد يغذّيها كلّما لاح تحوّل يشكّل خطراً عليه، بالبراميل المتفجرة.
أين ذهب متظاهرو سوريا؟ الإجابة صعبة، فمن السلمية إلى العنف، مرت الثورة بأطوار تحول عديدة. وإذ غابت احتفالات الداخل، فهذا يشير إلى ضخامة حجم الكارثة الإنسانية، واستنزاف طاقات السوريين؛ فأكثر من ثلث السكان صاروا نازحين داخل سوريا، وقرابة أربعة ملايين شخص غادروا البلد.
السوريون في أوروبا كانوا في حال أحسن من تلك التي يعيشها أقرانهم في المخيمات، إذ أحيا المئات من الأشخاص، في العاصمة الفرنسية باريس، الذكرى الرابعة لاندلاع الثورة في سوريا، استجابة لدعوة التظاهر التي أطلقها العديد من النشطاء والجمعيات المدنية. وانطلقت التظاهرة من ساحة “الجمهورية” صوب مقر بلدية باريس. وردد المتظاهرون هتافات “لا للأسد” و”كلنا معكم اصمدوا أيها السوريون”، ورفعوا أعلام الثورة السورية، على وقع أغاني الثورة.
وقال سفير الائتلاف الوطني السوري المعارض في باريس منذر ماخوس: “الانتفاضة كانت سلمية تماماً في البداية، إلا أن النظام دفع باتجاه عسكرتها، كما أطلق سراح نحو 900 متطرف كانوا في سجونه انضموا إلى التنظيمات الجهادية لتشويه صورة الانتفاضة”.
وتحت شعار “لا للأسد لا لداعش” جابت العاصمة البريطانية لندن، تظاهرة لأنصار الثورة السورية، حيث احتشد المتظاهرون في حديقة “هايد بارك” رافعين علماً كبيراً للثورة السورية طوله 30 متراً، قبل أن يسيروا في أكبر شوارع العاصمة إلى مقر رئاسة الوزراء البريطانية.
وهتف المتضامنون في التظاهرتين، بـ”الحرية لسوريا” و”الشعب يريد إسقاط النظام”، وحملوا لافتات كتب عليها “الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل”، و”مرت أربع سنوات والسوريون لا يزالون ينشدون الديموقراطية”، كما وزعوا على المارة الزهور إحياء لذكرى من فقدوا حياتهم في سوريا.
وفي ألمانيا، تجمع العشرات من أبناء الجالية السورية في مدينة كولن، مؤكدين على استمرارهم في المطالبة بـ”سوريا تعددية بدون نظام الأسد وزمرته”. التظاهرة التي استمرت لساعتين ألقى فيها بعض المشاركين كلمات أكدوا فيها على “أهمية إسقاط نظام الأسد”.
سوريا: ترسيم خطوط الاشتباك مع تنظيم الدولة
جلال زين
تقدمت قوات “وحدات حماية الشعب” الكردية، بشكل سريع نحو المناطق الغربية من مدينة كوباني “عين العرب”، عقب انسحاب “تنظيم الدولة الإسلامية” منها. وحصل التقدم بمشاركة عدد من فصائل المعارضة السورية المسلحة، وعلى رأسها كتائب “شمس الشمال” التابعة لألوية “فجر الحرية” ومجموعات من “مجاهدي الكرامة” و”فرسان الفرات”. ويُرجع العسكريون التقدم السريع للقوات الكردية إلى فشل التنظيم في بناء جدار دفاعي قوي، وسرعة انسحابه.
لم يعترف التنظيم بخسارته المعركة أمام الأكراد في عين العرب، إذ تحدث التنظيم عن اختلاف تكتيك المعركة من دون انتهائها. يقول عنصر التنظيم أبو محمد: “الطيران الصليبي دفعنا لتغيير أسلوب القتال، والأكراد لم يحرروا عين الإسلام، إنما استلموا بقايا ركام، وحقيقة هم لم يقاتلونا، إذ كانت مهمتهم مقتصرة على تمشيط مناطق مدمرة عقب ضربات التحالف”. وهذه دعاية لرفع المعنويات يرددها التنظيم، فالواقع يشير إلى وصول وحدات الحماية، مدعومة من طيران التحالف الدولي، إلى أطراف مدينة صرين.
وقام تنظيم الدولة بإفراغ الصوامع خوفاً من سيطرة القوات الكردية عليها، يقول أحد النازحي من منطقة صرين: “وصلت القوات الكردية على مشارف القرى العربية التابعة لصرين، وأصبحت هذه القرى على الجبهة مباشرة، وتبعد 8 كيلومترات عن صرين”. وطلب التنظيم من الأهالي “العرب” الدفاع عن دينهم وأرضهم وعرضهم، من القوات الكردية “الملحدة”. ويشير الأهالي النازحون إلى ضعف التسليح الموجود عند قوات التنظيم في هذه المناطق، واقتصاره على السلاح الخفيف والمتوسط.
كما وصل تمدد القوات الكردية، قبل إسبوعين، إلى قريتي الجعدة والقبة، بالقرب من جسر قره قوزاق، وحصلت عمليات نهب وسرقة لبيوت بعض عناصر التنظيم، ثم تمّ حرقها. يقول الناشط عمر من جرابلس بريف حلب: “قامت القوات المشتركة بحرق بيوت تعود للتنظيم وتخوف أهالي المنطقة من ردود فعل القوات المشتركة، ما اضطرهم للنزوح، ولاسيما أن كثيرين من أبناء تلك المناطق انضموا للتنظيم”. وتبع ذلك تقدم للقوات الكردية والمعارضة السورية المسلحة، باتجاه بلدة الشيوخ تحتاني ذات الغالبية الكردية، ما دفع عناصر التنظيم للانسحاب لاحقاً إلى شيوخ فوقاني. وبما أنَّ القرية الأخيرة صغيرة ومكشوفة، ولا تؤمن الحماية والتمويه اللازمين من الطيران، اضطر عناصر التنظيم للانسحاب، وخاصة لأن “جسر الشيوخ” بات في مرمى نيران القوات الكردية. التنظيم فجّر جسر الشيوخ، السبت، تفادياً للحصار، ومنعاً من تواصل التقدم الكردي نحو الغرب.
وقد استثمرت القوات الكردية، إخلاء تنظيم الدولة لكثير من المناطق، أثناء دخول القوات التركية لنقل رفاة سليمان شاه في 21 شباط/فبراير. وما زالت حرب الكمائن مستمرة بين التنظيم والقوات الكردية تساندها المعارضة السورية المسلحة؛ وآخرها كان السبت، في كمين محكم نصبته المعارضة للتنظيم في ريف عين العرب، وسقط فيه 30 عنصراً من التنظيم.
ويتوقع مراقبون أن يتوقف التقدم الكردي عند جسر قره قوزاق، وذلك كي لا يسمح التنظيم للقوات الكردية عبوره نحو الغرب. لذا فقد أقدم التنظيم على نسف الجسر، السبت، مستخدماً براميل لم تنفجر، سبق وأسقطتها حوامات النظام. ويُعتقد أن داعش لغّمت المنطقة الغربية المحاذية للجسر، لتعود الحدود بين الطرفين في المنطقة، كما كانت، قبل معارك عين العرب منذ شهور. وغدا نهر الفرات مرة أخرى، حاجزاً طبيعياً يفصل بين القوتين؛ تنظيم الدولة غربه، والقوات الكردية مع الجيش الحر شرقه. ولا يوجد ممر في المنطقة سوى معبر سد تشرين، وهي نقطة محصنة جداً للتنظيم من حيث الموقع، بالإضافة إلى حساسية المعركة في محيط السد. ويعتقد بأن طيران التحالف لن يتدخل في هذه المنطقة حفاظاً على جسم السد.
كما يعود جزء كبير من تقدم القوات الكردية السريع، نتيجة فقدان التنظيم للحاضنة الشعبية في المناطق التي انسحب منها، بعد أن استعدى الشارع الكردي. وقد بدأ التنظيم منذ فترة، العزف على وتر النعرات العرقية والقومية، خلافاً لعقيدته الدينية. يقول المحامي أبو عبدالله من ريف حلب الشرقي: “لجأ التنظيم لإثارة النعرات كوسيلة لجذب الشارع العربي كله إلى جانبه، ولا سيما أنَّ عدداً من أبناء المنطقة تورطوا بالانتساب للتنظيم”، وخاصة أبناء عشيرتي “الشيوخ والعون”. وأراد التنظيم عبر هؤلاء تحويل النزاع إلى حرب كردية-عربية. وقد شهدت مناطق التماس هجرة العرب الكثيفة نحو منبج التي يسيطر عليها التنظيم، وهذا ما دفع الفصائل الثورية الى توجيه نداء لأهالي “الشيوخ” للعودة لبلدتهم شرط ألا يكونوا متورطين مع التنظيم.
وتقف عوامل عديدة وراء وقوف القوات الكردية عند حدود معينة على الأرض، وأبرزها: فقدان القوات الكردية للحاضنة الشعبية في الوسط العربي باعتبار الاشتباكات وصلت للمناطق ذات الغالبية العربية. فالعرب يفضلون ظلم تنظيم الدولة على تقدم القوات الكردية كما يرى كثيرون من المراقبين. والعامل الثاني يتمثل في افتقار القوات الكردية لقوة عسكرية بشرية قادرة على الامساك بالأرض، فالقوات الكردية بالكاد قادرة على تغطية ريف عين العرب.
فلا يمكن أن يحصل أي تقدم دون مشاركة قوات الجيش الحر، ومساعدة تركية. وتركيا الآن ليست بوارد فتح جبهة مع تنظيم خبير بحرب العصابات وعمليات التسلل، إلا في إطار معالجة شاملة للوضع السوري كله.
ويبقى أن أهم ما انتجته معارك كوباني، هو زوال هيبة التنظيم، وسقوط شعار “باقية وتتمدد”، ولا سيما أنَّ خسائره في سوريا تترافق مع الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها بالعراق. يقول الناشط أبو عدنان من ريف حلب: “دولة البغدادي زائلة، وتتآكل، وقريباً إلى زوال، إنها دولة خارج سياق التاريخ والمنطق”.
أردوغان يحمّل الغرب دم السوريين..والائتلاف يرفض محاورة النظام
أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة خالد الخوجة، السبت، في لقاء مع الإعلاميين والناشطين السوريين بمدينة غازي عنتاب التركية، أن السوريين يواجهون الإحتلال الإيراني لبلدهم، بعدما بدأت ثورتهم ضد الظلم والاستبداد الذي مارسه الأسد.
وقال الخوجة “إن الأميركيين والإيرانيين ربطوا بين الملف السوري والملف النووي الإيراني، ولا توجد إرادة لإنهاء الأزمة في سوريا قبل تسوية شاملة في المنطقة”.
ولفت الخوجة إلى أن رئاسة الائتلاف ناقشت خلال زياراتها الأخيرة لعدد من العواصم، موضوع دعم ومأسسة الجيش الحر، على أن يكون نواة لجيش وطني، يقود المرحلة الانتقالية، ويمكن أن يشمل من لم يتورط بالدماء من جيش النظام.
وأشار إلى أن الاتفاق الأخير بين الائتلاف وهيئة التنسيق الوطنية، يأتي ضمن عملية الحوار السوري – السوري، مع باقي أطياف المعارضة، وأضاف “كانت لنا بداية ناجحة مع هيئة التنسيق كخطوة ضمن حوار سوري- سوري، وهناك حوار مع تيار بناء الدولة لكنه تأخر بسبب سجن المعارض لؤي حسين”. وأشار إلى أن حوار المعارضة يجب أن تدعى إليه مؤسسات وليس الأفراد، وأن هناك محاولات يجريها الائتلاف لعقد اجتماعات متتالية مع بقية أطراف المعارضة في دول “محايدة”، وتابع “سنحاول أن يكون هناك اجتماع مع أطياف من المعارضة في برلين”.
وفيما يخص “منتدى موسكو”، قال خوجة: “لا يمكن أن يكون هناك حوار مع النظام، والروس يدعون لحوار مع النظام، وهذا شيء لا يمكن التفاوض عليه”. وعن موضوع الاتفاق التركي الأميركي لتدريب مقاتلي المعارضة السورية على الأراضي التركية، أكد الخوجة أن عمليات التدريب لم تبدأ بعد، وشدد على أن أي عمليات تدريب مقاتلين يجب أن تكون بالتنسيق مع وزارة الدفاع والأركان. وأشار إلى أن غالبية الدول من أصدقاء سوريا غير راضية عن الطرح الأميركي بأن يكون المقاتلون المدربون هم فقط لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
من جهة أخرى، شنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هجوماً قاسياً على الولايات المتحدة والدول الأوروبية، قائلاً إن أبوابها باتت “كالجدران الموصدة أمام اللاجئين الهاربين من المعارك في سوريا”. وأضاف: “الدول التي تقيم الدنيا ولا تقعدها في حال نزف أنف أحد مواطنيها، ظلوا متفرجين أمام تحول البحر الأبيض المتوسط إلى مقبرة للاجئين السوريين”.
وأضاف أردوغان أن الغرب “مهتم بثلاثة أو خمسة من مواطنيه، الذين انضموا إلى ذلك التنظيم المدعو داعش فقط، في وقت يقوم ذلك التنظيم بارتكاب مجزرة بحق الحضارة بقطعه للرؤوس، وإطلاقه الرصاص بشكل جماعي على الناس، وقيامه بتدمير المساجد والأضرحة، والمكتبات، والمدارس”.
أردوغان قال إن داعش والنظام السوري “وجهان مختلفان لمفهوم ومنطق مشلول واحد، وهم في الأصل رأسان لكماشة واحدة يستخدمها عقل مدبر واحد”. وقارن أردوغان بين ممارسات داعش والنظام قائلاً: “من يخدم هذا التنظيم ولماذا؟ داعش لا يتردد في ارتكاب أبشع المجازر باسم الدين.. وبالمثل أيضاً يستخدم الأسد الأسلحة الكيمياوية، والبراميل المتفجرة، والأسلحة التقليدية ضد شعبه، ويبذل الجهد من أجل تعذيبه واضطهاده، قتل 350 ألف شخص، وتسبب في نزوح ولجوء 6 ملايين شخص آخر”.
وفي السياق، وصفت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنجلينا جولي، تقاعس مجلس الأمن الأممي عن التحرك بشأن سوريا بالأمر المحير والمخجل. وقالت جولي في بيان صادر عنها، السبت، بمناسبة الذكرى الرابعة للثورة السورية: “إنه لمن العار ألا يتم الوفاء حتى بالمطلب الأساسي المتمثل في وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل”. وأضافت “إنه لشيء مثير للاشمئزاز أن الجرائم التي يتم ارتكابها ضد الشعب السوري بشكل يومي تتم دون عقاب”. وتابعت يجب على الحكومات التغلب على خلافاتها من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع في سوريا ومحاسبة منتهكي حقوق الإنسان أمام العدالة.
الثورة في عامها الخامس.. سوريا تنزف
دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الخميس، أمام مجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ “إجراءات حاسمة” تضع حداً للنزاع الذي تشهده سورية منذ أربعة اعوام. وقال مون: إن “الشعب السوري يشعر أكثر فأكثر بأن العالم تخلى عنه في وقت يدخل عاماً خامساً من حرب تدمر البلاد”.
ولا تبدو تصريحات الأمين العام، بعيدة عن الواقع، في وقت تغرق فيه سوريا بظلام دامس، حيث بيّنت دراسة لصور التقطت بالأقمار الاصطناعية؛ أن عدد الأنوار المرئية في سوريا ليلاً قد هبط بنسبة 83 في المئة، منذ آذار/مارس 2011.
ويتضح عمق الأزمة السورية، بمتابعة الأرقام الكارثية للضحايا، بحيث ناهز عدد القتلى 350 ألف شخص، و840 ألف جريح. وتراجع مؤشر الحياة بنسبة 27 في المئة، بحيث تراجع متوسط العمر للإنسان السوري من 75.9 في العام 2010 إلى 55.7 بنهاية العام 2014.
وفي ظل الدعم العسكري الإيراني غير المحدود للنظام السوري، باتت قوات “الحرس الثوري” ومليشيا “حزب الله” اللبناني، تخوض حرب النظام المفتوحة على الشعب السوري. القوات الأجنبية الموالية للنظام، تنتشر اليوم على كامل مساحة الجغرافية السورية، وهي تتحيد بشكل متزايد، الصدام مع تنظيم الدولة الإسلامية، ويكتفي الطرفان بمهاجمة الجيش السوري الحر.
وشكّل العام 2014، مرحلة مهمة، في تحرير معظم أراضي محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سوريا، رغم الهجوم الإيراني المكثف لاستعادة بعض المواقع مطلع العام 2015. كما فشل النظام وحلفاؤه في تطويق وحصار مدينة حلب، وتمكن الثوار من كسر الطوق العسكري المفروض عليهم، واستعادوا قرى حندرات ورتيان وحردتين.
سياسياً:
انهارت مفاوضات جنيف-2 المعقودة في شباط/فبراير 2014، بسبب تعنت وفد النظام، ورفضه مناقشة بنود المفاوضات.
وفي 13 أيار/مايو 2014 استقال الموفد الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي من منصبه.
في حزيران/يونيو أجرى النظام السوري، انتخابات رئاسية، في المناطق التي يسيطر عليها، وأعلن فيها فوز بشار الأسد، لولاية ثالثة، بنسبة 88.7 في المئة، وبلغت نسبة التصويت 73,42 في المئة، بحسب الأرقام الرسمية.
في آب/أغسطس تبنى مجلس الأمن الدولي القرار 2170 المطالب بوقف دعم وتمويل وتسليح تنظيمي “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”.
في أيلول/سبتمبر، تم الإعلان عن تشكيل “تحالف دولي” بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
في تشرين الثاني/نوفمبر، أبدى رئيس النظام السوري استعداده لدراسة المبادرة التي طرحها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا والمتعلقة بتجميد القتال في مدينة حلب. ومازال النظام يماطل في الموافقة على وقف إطلاق النار حتى الآن.
في كانون الثاني/يناير 2015 دعت روسيا إلى اجتماع عُرف بـ”منتدى موسكو” شمل قائمة مختارة من بعض المعارضات السورية، والتي وافق عليها النظام السوري، ولم يضم المنتدى المجموعات المسلحة والسياسية المعارضة الرئيسية.
اقتصادياً:
في آذار 2015، أصدر “المركز السوري لبحوث السياسات” تقريراً بعنوان”سوريا: الإغتراب والعنف”، ركّز فيه على ازدهار اقتصاد العنف خلال العام 2014 مع اشتداد وتيرة المعارك، وإعادة تخصيص الموارد ورأس المال في خدمة آلة الحرب. وترافق ذلك مع توسع الأسواق السوداء، وتراجع في السيادة وحكم القانون، وتزايد في الاعتماد على الدعم الخارجي، وتعمق الانكشاف الإقتصادي وخسارة الأمن الإقتصادي.
وقُدّر حجم الخسائر الاقتصادية منذ بداية النزاع حتى نهاية العام 2014، بمبلغ 202.6 مليار دولار. في حين شكلت خسائر مخزون رأس المال المتضرر 35.5 في المئة. وتعادل الخسائر الاقتصادية الإجمالية 383 في المئة من الناتج المحلي للعام 2010 بالأسعار الثابتة. وقُدّر الحجم الاجمالي للخسائر في الناتج المحلي الاجمالي بمبلغ 119.7 مليار دولار، علماً أن 46.1 مليار دولار هي خسائر العام 2014 وحده.
وازداد عجز الموازنة العامة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي من 35.7 في المئة في العام 2013 إلى 40.5 في المئة في العام 2014، وارتفعت نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي الجاري من 104 في المئة للعام 2013 إلى 147 في المئة بحلول الربع الرابع من العام 2014.
وارتفعت نسبة البطالة في العام 2014 إلى 57.7 في المئة، بواقع 3.72 مليون شخص منهم 2.96 مليون فقدوا عملهم خلال الأزمة. وأصبح أكثر من ثلثي السكان يعيشون في حالة الفقر الشديد. ووصلت نسبة الأطفال غير الملتحقين بالتعليم الأساسي 50.8 في المئة خلال العام الدراسي 2014-2015.
إنسانياً:
في تقرير حديث أصدرته مجموعة من المنظمات الإنسانية، بعنوان “سوريا: فشل الأداء الدولي”، سُجلت بانوراما مريعة للوضع الإنساني في سوريا، بعد أربعة سنوات على اندلاع الثورة فيها. وجاء فيه:
في نهاية شباط/فبراير 2014 دعا مجلس الأمن الدولي في القرار رقم 2139، إلى السعي عاجلاً لايصال المساعدات الإنسانية لعدد أكبر من سكان سوريا. وطالب القرار جميع الأطراف بوقف فوري للهجمات التي تستهدف مدنيين، والكف عن عمليات الاحتجاز التعسفي والخطف والتعذيب ورفع الحصار عن الأماكن المأهولة.
وفي تموز/يوليو وكانون أول/ديسمبر، صدر القراران الرقم 2165 و2191 عن مجلس الأمن، وتضمنا بنوداً سمحت بدخول مساعدات إنسانية للأمم المتحدة إلى سوريا، من الدول المجاورة، وذلك من دون موافقة الحكومة السورية المسبقة.
وعلى أرض الواقع، إزدادت معاناة السوريين، في ظل فشل المجتمع الدولي، في تنفيذ القرارات السابقة، بحيث قتل منذ شباط 2014، ما يقارب 76 ألف سوري، بينهم مئات الأطفال، وسُجل مقتل 140 طفلاً في هجمات لقوات النظام، على مدارس، خلال العام 2014.
وازداد عدد سكان المناطق التي يصعب الوصول إليها في الداخل السوري، إلى نحو 4.8 مليون شخص، وتراجعت المساعدات الغذائية التي تلقاها هؤلاء بنسبة 97 في المئة، في الأشهر التي تلت اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2139. وتراجع بنسبة 63 في المئة، عدد الأشخاص الذين استفادوا من قوافل مشتركة بين الوكالات الاغاثية، بالمقارنة مع العام 2013. في ظل تسجيل زيادة حادة في الحاجات الإنسانية، في السنوات الثلاث الماضية بمقدار 12 مرة، في حين زاد التمويل ثلاث مرات فقط. كما ارتفع عدد اللاجئين اللذين دخلوا دول الجوار إلى 3.3 مليون بحلول نهاية العام 2014.
وأصبح الوضع الإنساني كارثياً في الداخل السوري، بواقع 11.6 مليون سوري بحاجة ماسة إلى مياه نظيفة، و10 ملايين شخص لا يصلهم من يكفي من طعام، و5.6 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية طارئة، و212 ألف شخص محاصر.
ودمر أكثر من مليون منزل جزئياً أو كلياً، في السنة الماضية، وتضرر أكثر من ثلث منشآت المياه. وتراجع توزيع المياه إلى النصف بالمقارنة مع العام 2010.
داعش ينسحب من القلمون وحلب… إلى الموصل
عيدية النظام للثورة: يومان من المجازر في دوما
مروان شلالا
لأن المعركة المصيرية في الموصل وليست في القلمون وعرسال، سحب داعش غالبية عناصره وأسلحته الثقيلة من المنطقة ووجهها إلى الرقة بالعراق، فيما عايد النظام دوما في الذكرى الرابعة للثورة بيومين من المجازر بحق المدنيين.
بيروت: قصفت قوات نظام الأسد مدينة دوما بريف دمشق الأحد بشكل عنيف، كما شن طيرانها الحربي غارات عدة على المدينة، أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين، بسبب استهداف القصف المدفعي والجوي تجمعات سكنية. وقال ناشطون إن عدد القتلى وصل إلى 26 مساء الأحد، إضافة إلى أكثر من 180 جريحًا، لكن هذه الأرقام قد تزيد بسبب وجود عائلات بكاملها تحت أنقاض أبنية سوّتها بالأرض أكثر من 15 غارة جوية، مستخدمة الصواريخ الفراغية.
وطال القصف مدرسة في دوما، بالتزامن مع خروج طلابها، فسقط عشرات الأطفال بين قتيل وجريح. وأكد الناشطون أن الوضع الطبي في دوما حرج، مع ندرة الأدوية وارتفاع عدد الجرحى.
وكانت دوما تعرضت أيضًا لقصف عنيف السبت، خلّف 14 قتيلًا، فيما هناك 3 عائلات تحت الأنقاض، يتعذر انتشال أفرادها، أحياء أو أمواتاً، بسبب تواصل القصف. وقال ناشطون إن هذه الغارات هي عيدية النظام للثورة في عيدها الرابع، خصوصًا في الغوطة الشرقية، بينما يستمر العالم واقفًا يتفرج على السوريين يقتلون كل يوم.
خشية من النصرة
في ريف إدلب، نقلت التقارير عن مصادر في المعارضة هناك أن النظام السوري نقل خلال الاسبوع الماضي دائرة الهجرة والجوازات ومصرف التسليف الشعبي والبنك المركزي من داخل إدلب إلى جسر الشغور، التي يحكم سيطرته عليها، فيما تولى عناصر الأمن وشبيحة النظام تحصين مداخل إدلب ومخارجها، وتعزيز مواقعها بالسواتر الترابية والدبابات والعربات المصفحة على الطريق الذي يربط بين إدلب ونبش، وطريق عرب سعيد إدلب، وطريق سرمين إدلب المغلق، بعدما تواترت روايات عن نية قوات المعارضة الهجوم على إدلب لتحريرها من قبضة النظام.
ويقول ناشطون في إدلب إن النظام يخشى عملية عسكرية كبيرة تنفذها فصائل المعارضة، انطلاقًا من أجزاء واسعة من ريف إدلب تسيطر عليها، خصوصًا بعدما خسر النظام في كانون الأول (ديسمبر) الماضي معسكري وادي الضيف والحامدية الاستراتيجيين بريف إدلب، وبعد تصريح أحد قياديي “جبهة النصرة” في الأسبوع الماضي عن نية الجبهة تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في إدلب قريبًا، بالتعاون مع كتائب إسلامية أخرى، على رأسها حركة “أحرار الشام”.
كلور في حلب
في ريف حلب الشمالي، أعلنت “الجبهة الشامية” الأحد سيطرتها على قرية القرمل ومزارع غرناطة في منطقة فافين، بالقرب من مدرسة المشاة، بعد اشتباكات دامية مع تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). وقال المكتب الإعلامي للجبهة الشامية إن مقاتليها تمكنوا من فرض سيطرتهم على قرية القرمل ومزارع غرناطة في فافين، بعد اشتباكات عنيفة مع داعش، أسفرت عن إعطاب مدفع من عيار 23 ملم، وقتل وجرح عدد من عناصر التنظيم”.
وأسقط طيران النظام الحربي برميلًا متفجرًا يحوي مادة “كلور” في منطقة قبر الإنكليزي بريف حلب الشمالي، بالتزامن مع سقوط ثلاثة جرحى، بينهم طفلان، جراء قصف الطيران الحربي منطقة الكاستيلو شمال مدينة حلب بصاروخ فراغي.
إلى ذلك، نعت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري عضو “لجنة المصالحة الوطنية” الشيخ محمد عزت المطرود، وقالت أنه قتل صباح الأحد في ريف درعا الشمالي، وهو من أبرز مؤيدي النظام في ريف درعا الشمالي، ومن أوائل من تعاونوا مع السلطات الأمنية لإلقاء القبض على الثوار والناشطين.
انتقال إلى الموصل
إلى ذلك، نقلت تقارير أمنية عن لبنانيين يسكنون عرسال وجرودها وعن نازحين سوريين في مخيم عرسال وعن سوريين في جرود القلمون تأكيدهم أن داعش سحب نحو 70 بالمئة من عناصره وغادروا المنطقة نحو الموصل العراقية، بعد هزيمة التنظيم في تكريت والقرى المجاورة لها، وفي المناطق القريبة من كركوك، فحلت عناصر النصرة محلهم.
وينقل هؤلاء عن عناصر في التنظيم قولهم إن غايتهم الوصول إلى الموصل للمشاركة في القتال هناك، فمعركة الموصل فاصلة بوجه تقدم الجيش العراقي والحشد الشعبي والحرس الثوري الايراني والقبائل المشاركة في الهجوم.
وقالت وكالة أنباء اسطنبول إن داعش يخشى خسارة الرقة السورية، مدينته الاستراتيجية، ولا بد أن يحافظ عليها، بعد تخوف التنظيم من أن تؤدي معارك تكريت والموصل إلى ضربها بشكل عنيف في الرقة. ولهذا، يحشد داعش قوته في الرقة والموصل وما تبقى له من تكريت.
وقدرت وكالة ترك برس عدد عناصر داعش التي انسحبت من جرود القلمون وجرود السلسلة الشرقية، على امتداد الجبهة من راس بعلبك الى جرود عرسال، بحوالى 2500 مقاتل مع عتادهم العسكري من مدفعية وناقلات جند مدرعة استولى عليها داعش اثر سقوط مراكز الجيش العراقي وبعض مراكز الجيش السوري.
وذكرت وكالة الاناضول أن داعش انسحب من حلب، وترك الامر هناك لعناصر إسلامية أخرى، لانه يريد التركيز على المحافظات التي يسيطر عليها، في سوريا والعراق.
النزاع السوري يستمر بسبب فشل سياسات اوباما، لم يقدم الدعم اللازم للمعارضة
مع دخول النزاع في سوريا عامه الخامس، وانشغال العالم في محاربة تنظيم (داعش) وفظائعه، وإقرار الولايات المتحدة الأميركية بأنها قد تضطر إلى مفاوضة الأسد لإنهاء الحرب، رأى خبراء في ذلك دليلاً على فشل سياسة اوباما في التعامل مع الملف منذ بدايته.
واشنطن: يرى إليوت أبرامز، الباحث بمجلس العلاقات الخارجية، أن سوريا، ستبقى طويلاً أكبر فشل لسياسات أوباما، بسبب «الثمن الإنساني»، الذي تسببت به سياساته. وقد سبق لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ووزير الدفاع بانيتا، ورئيس وكالة الاستخبارات الأميركية باتريوس، أن طلبوا من الرئيس الأميركي المضي قدمًا بمطلبه، الذي نص على أن «الأسد يجب أن يرحل»، وذلك بتقديم دعم حقيقي للمعارضة. «غير أن أوباما رفض. ومضى الأسد في ذبح شعبه من السنة».
ويضيف أبرامز أنه حتى استخدام الأسد للكيميائي، لم يدفع أوباما إلى اتخاذ الإجراء الذي يحقق تعهده برحيل الأسد.
ويعتقد الباحث جازمًا بأن نظام الأسد آلة لتصنيع الإرهابيين، «لأن السنة في أنحاء العالم سينضمون لـ(النصرة) و(داعش) من أجل محاربة الأسد والدفاع عن السنة». على ذلك، فإن العنف لن يتوقف، طالما أن الأسد في السلطة. ويرى هو أيضا، أن على الولايات المتحدة أن تعمل مع تركيا ودول أخرى، لدعم المعارضة المعتدلة، وإسقاط النظام السوري.
ومن جانبه، قال الدبلوماسي المخضرم والمبعوث الخاص السابق للشرق الأوسط، دينيس روس، لـصحيفة «الشرق الأوسط»، حتى أكون منصفًا، لا توجد هناك استراتيجيات يمكن أن تعدنا بالنجاح، ولكن لا يمكن، في الوقت نفسه، أن ننكر أن سوريا اليوم هي كارثة إنسانية واستراتيجية. ويتابع بقوله: لقد زرت مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، الذي يأوي 85 ألف لاجئ تقريبًا، وشهدت عن كثب تراجيديا هذا الصراع.. الناس يتوقون للعودة إلى عوائلهم وبيوتهم التي ربما لن تكون موجودة مرة أخرى.
ويضيف روس، الذي عمل مع بوش الأب وبوش الابن ومع بيل كلينتون في ملفات كثيرة في المنطقة، أن خوف الإدارة من أن تنجر إلى «ورطة» هو خوف مفهوم. ولكن الشيء الأكيد هو أن الأطراف الوحيدة في المعارضة السورية الذين سيحصلون على المال والسلاح لخوض حرب فرضها النظام على شعبه، ستكون «المتطرفين». ويعتقد أن الأسد نادرًا ما حارب تنظيم داعش، لأنه أراد أن يصور للعالم أن البديل الوحيد له هم المتطرفون. كذلك وجد التنظيم أنه من المناسب له أيضًا أن يحارب الفصائل الأخرى، وليس الأسد. لقد وجد الطرفان أنه من المفيد لهما أن يخلقا واقعًا مزدوجًا. غير أن الخاسرين الوحيدين هنا هم السوريون. ويرى روس أن وجود الأسد يشكل مغناطيسًا جاذبًا للجهاديين من كل أنحاء العالم للمجيء إلى سوريا.
ومع موافقته على ضرورة وجود العملية السياسية، إلا أنه يعتقد أن فكرة مقاتلة تنظيم داعش وترك الأسد في السلطة لا تعني شيئًا.
ويرى دينيس أيضًا أن إقامة منطقة عازلة في الشمال على الحدود التركية – السورية لاستيعاب اللاجئين وتنظيم المعارضة، وكذلك لبناء قدرات المعارضة المعتدلة، قد يوفر مخرجًا، «إذا حافظ الأتراك على الأمن ليضمنوا أنها لا تخترق من قبل (داعش)، وإذا وافق السعوديون والقطريون على تقديم كل الدعم المادي من خلال عنوان واحد ولمجموعة متفق عليها».
وبصرف النظر عن الهدف الإنساني، يرى الدبلوماسي المخضرم وجوب أن يكون الهدف هو تغيير ميزان القوى، وتبليغ الإيرانيين والروس بأن ثمن مساعدتهم للأسد سيزداد كلفة، ما لم يتعاونوا على وضع خطة سياسية لإنهاء الصراع، ووضع ترتيبات انتقالية لحكومة جديدة. كما يقترح وجودًا دوليًا لمساعدة الحكومة الموقتة على بناء نفسها، وعلى لعب دور فعال في حفظ السلام.
ويختتم تصريحه لـصحيفة «الشرق الأوسط» بقوله: «لا توجد هنالك خيارات جيدة، المتوفر فقط خيارات أقل سوءًا. ولكن الاستمرار في الطريق نفسه، هو بالتأكيد ليس الجواب».
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “سي آي ايه”جون برينان اعلن امس ان “الولايات المتحدة لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها، لأن من شأن هذا الامر ان يخلي الساحة للجماعات الاسلامية المتطرفة ولا سيما تنظيم داعش”.
وقال برينان امام مركز ابحاث مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، إن “لا احد منّا، لا روسيا ولا الولايات المتحدة ولا التحالف ضد “داعش” ولا دول المنطقة، يريد انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق”. واضاف أن “عناصر متطرفة، بينها تنظيم داعش وناشطون سابقون في تنظيم القاعدة، هم في مرحلة صعود في بعض مناطق سوريا حاليًا”.
وأكد المسؤول الاميركي أن “آخر ما نريد رؤيته هو السماح لهم بالسير الى دمشق”، مضيفًا لهذا السبب من المهم دعم قوات المعارضة السورية غير المتطرفة. واوضح برينان أن المجتمع الدولي يؤيد حلاً أساسه حكومة ذات صفة تمثيلية تعمل على تلبية المطالب في سائر انحاء البلاد.
لندن تؤكد مجددًا: لا مكان للأسد في مستقبل سوريا
بُعيد إقرار واشنطن أن التفاوض معه “أمر لا مفر منه”
أ. ف. ب.
جددت بريطانيا، الاحد، التأكيد على أن بشار الاسد “ليس له مكان” في مستقبل سوريا، وذلك بعيد إقرار الولايات المتحدة بأن التفاوض مع الرئيس السوري يبدو امرًا لا مفر منه لإنهاء الحرب الاهلية السورية التي دخلت عامها الخامس.
لندن: قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن “الاسد ليس له مكان في مستقبل سوريا”، وذلك رداً على ما كان اعلنه وزير الخارجية الاميركي جون كيري في وقت سابق الاحد بأنه في النهاية سيكون على الولايات المتحدة ان تتفاوض مع الرئيس السوري لايجاد حل للنزاع في سوريا.
واضافت المتحدثة “كما اعلن وزير الخارجية (البريطاني فيليب هاموند) الاسبوع الماضي، فإننا مستمرون في ممارسة الضغوط على هذا النظام عبر العقوبات الى أن يضع حدًا لاعمال العنف ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة”.
وبعد سنوات من التأكيد على ان ايام الاسد باتت معدودة، اعتبر كيري في مقابلة مع شبكة “سي بي اس” الاميركية بثت الاحد أن على واشنطن أن تتفاوض مع الاسد لانهاء الحرب.
وقال كيري في المقابلة التي اجريت السبت، “حسنًا، علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دائما مستعدين للتفاوض في اطار مؤتمر جنيف 1″، مضيفًا أن واشنطن تعمل بكل قوة من اجل “احياء” الجهود للتوصل الى حل سياسي لانهاء الحرب.
وحرص مسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية على التذكير بأن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف نفت أن يكون تصريح كيري يمثل تغييرًا في السياسة الاميركية المتعلقة بسوريا.
وكانت هارف قالت في تغريدة على موقع تويتر إن كيري “جدد التأكيد على سياسة راسخة اننا بحاجة الى عملية تفاوضية مع وجود النظام على الطاولة – ولم يقل اننا سنتفاوض مباشرة مع الاسد”.
واضافت: “سياستنا لا تزال على حالها وهي واضحة: لا مستقبل للاسد في سوريا ونحن نقول هذا الكلام دوما”.
وساهمت الولايات المتحدة في قيادة جهود دولية لاجراء محادثات سلام بين الاسد وقوى المعارضة، اذ جلس الطرفان على طاولة المفاوضات للمرة الاولى في بداية العام الماضي. وبعد جولتين من المباحثات، انهارت المفاوضات من دون أن يتم استئنافها مع ازدياد سقوط الضحايا في هذه الحرب.
وسقط خلال اربع سنوات من الحرب السورية اكثر من 215 الف شخص، ثلثهم من المدنيين، وبينهم اكثر من عشرة آلاف شخص. واتهمت منظمات لحقوق الانسان المجتمع الدولي بالفشل في ايجاد حل للازمة.
معارض سوري: تصريحاتي فسّرت خطأ ولن نقبل بهذا السقف
بقاء الأسد عامين إضافيين مثار جدل بين معارضين سوريين
بهية مارديني
جو من التساؤلات حفلت به أجواء المعارضين والناشطين والصحافيين أخيرًا بعد تصريحات صحافية لمعارض سوري قال فيها إن “مؤتمر القاهرة المقبل سيدرس نقطتين مهمتين، تتعلقان بحل توافقي، يمكن أن يقبل بهما النظام، لطرحهما خلال الحوار مع النظام في موسكو”. وهما بقاء الأسد أو اتفاق على فترة انتقالية أو العودة إلى دستور 1950.
بهية مارديني: في تصريحات لبسام الملك، عضو الائتلاف السوري المقيم في القاهرة، جاء أن “النقطتين المطروحتين للحوار في مؤتمر القاهرة هما بقاء الرئيس السوري بشار الأسد لمدة عامين، مع وجود هيئة حكم انتقالية تدير شؤون الدولة، على أن تتم الدعوة بعد هذين العامين إلى انتخابات رئاسية مبكرة. أما النقطة الثانية فهي تنص على اتفاق على أن تحكم سوريا خلال هذه الفترة بإعلان دستوري انتقالي أو العودة إلى دستور 1950″.
إشكال لغوي
الملك، وإثر حديث لـ”إيلاف”، كان استغرابه واضحًا من الضجة التي أثارتها تصريحاته، حيث أوضح “أنا قلت (يُبحث) في القاهرة، ولم أقل (نبحث)، وهذا خطأ”. وردًا على سؤال “هل سيقبل الائتلاف بهذا السقف؟”، نفى ذلك، قائلًا “حتمًا لا”.
من جانبه، ثمّن عادل الحلواني ممثل الائتلاف في القاهرة في تصريح صحافي “الدور المصري الريادي في حل الخلافات والأزمات الدولية وسعيها إلى تأمين المناخ الملائم لقوى الثورة والمعارضة السورية المختلفة، من أجل التوحد، والوصول إلى حل سياسي يحقن دماء الشعب السوري، ويحافظ على ما تبقى من الدولة السورية”. ونفى ممثل الائتلاف هذا التصريح، واستغرب من نسبه إلى الائتلاف وممثله في القاهرة، رغم عدم واقعيته، وقال “لن ينال هذا التصريح وأمثاله من العلاقات الاستراتيجية والتاريخية التي تربط الشعب السوري بالشعب المصري الشقيق”.
وفي حين علمت “إيلاف” أن الائتلاف سيناقش في اجتماع هيئته العامة المقبل موقفه من اجتماع القاهرة المقبل، قال منذر أقبيق عضو الائتلاف لـ”إيلاف”: “إن مشاركة الائتلاف في لقاء القاهرة الموسع المقبل مهمة، والوصول إلى رؤية مشتركة حول انتقال السلطة في سوريا كحل وحيد لا ثانٍ له أيضًا مهم”. وقال في المقابل “إن الائتلاف يرفض الطرح السابق في حال وجوده”.
عبور للديمقراطية
في الوقت نفسه رأى “أن حلولًا من هذا النوع (بقاء بشار الأسد) لن يكتب لها النجاح، ولن توقف الحرب”. وشدد على أن” النظام مافيوي وعائلي ويستند بشكل كامل إلى العنف، وسوف يستمر في ممارسة العنف طالما هو موجود. بدون رحيل الأسد والنواة الصلبة للنظام حوله لا يمكن الحديث عن حل قابل للحياة، يضع البلاد على طريق إنهاء العنف والتحول الديمقراطي، ويوحد الشعب في مواجهة فوضى السلاح والتطرف. الضمانات المطلوبة من قبل موالي النظام يمكن تحقيقها بدون وجود الأسد، خصوصًا أنهم سوف يكونون حتمًا في حال أفضل في ظل نظام ديمقراطي، يستطيعون أن يعبّروا عن أنفسهم سياسيًا من خلاله، بينما في ظل النظام الحالي لا يستطيعون إلا التصفيق له، والتبعية الكاملة”.
ورأى أيضًا أن “الائتلاف يرفض اجتماع موسكو”، ولكن حول اجتماع القاهرة المقبل قال: “الائتلاف بالمبدأ يوافق، ويرعى جهود إنتاج وثيقة مشتركة لأطياف المعارضة، وكان هناك اجتماع في باريس قبل أيام حول هذا الموضوع”.
الحل داخلي
وقال أقبيق حول كيفية الحل السياسي في ظل هذه الفوضى إنه “حتى لو لم يكن التطبيق الفعلي على الأرض ممكنًا الآن أو خلال فترة قريبة، إلا أن ذلك التوافق هو حجر أساس يوضح صورة الموقف الموحد والحل المنشود لكل القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في المشهد السوري، ويسحب البساط من تحت تلك القوى التي تروّج لحلول أدنى من ذلك الانتقال الكامل للسلطة، بحسب جنيف. وفي ظل انحسار قدرة كل من النظام والمعارضة على تغيير الواقع على الأرض، من الممكن أن تفرض حلول من الخارج، ولكن السؤال هو هل يستطيع الخارج فرض حل على الشعب السوري لا يرتضيه؟.. أظن أن الجواب هو لا، من هنا تكمن أهمية الوثيقة السياسية المشتركة للمعارضة”.
وفي رد على سؤال حول كيف سيتصرف الائتلاف إن كان بالفعل السقف المطروح في أي اجتماع هو بقاء الأسد لعامين، أجاب “السقف لا يأتي مع أي مؤتمر من المجهول، السقف هو ما يتفق عليه المؤتمرون، ولن يحصل طرح عامين، وإن طرح فلن يجد الموافقة”.
تمهيدي ولكن..
وأخيرًا حول رأيه بالبيان الذي صدر من اجتماع القاهرة الأول، الذي انعقد في مطلع العام الحالي، قال إن الاجتماع الأول كان تمهيديًا، و”البيان فيه نقاط جيدة، ولكن لا بأس من التعامل مع الانتقادات حول بعض النقاط الغامضة”، وأضاف: “لدينا في الائتلاف وثيقة أشمل، تم اعتمادها، ويمكن أن تكون أساسًا للمؤتمر”.
وكان قد اتفق من اجتمع في القاهرة على أهمية اتخاذ خطوات عملية مع مختلف أطراف المعارضة السورية على أسس موحدة، أساسها الحفاظ على وحدة سوريا، أرضًا وشعبًا، وتأكيد استقلالها واحترام سيادتها والحفاظ على الدولة السورية بكامل مؤسساتها من خلال تنفيذ (بيان جنيف)، وخاصة البند الخاص بإنشاء هيئة حكم انتقالية مشتركة كاملة الصلاحيات، تكون مهمتها الإشراف على العملية الانتقالية الديمقراطية، ضمن برنامج زمني محدد وبضمانات دولية.
نقاط عشر
وأكدوا على بيان تضمن 10 نقاط هي أن “الأوضاع فى سوريا تتطلب من قوى المعارضة استنهاض قواها ومؤيديها من أجل إعادة برنامج التغيير الديمقراطي إلى مكانته الطبيعية وعلى حصر السلاح في يد الدولة”.
كما تتضمن النقاط العشر “أن الهدف من العملية التفاوضية هو الانتقال إلى نظام ديمقراطي ودولة مدنية ذات سيادة، وأن الحل في سوريا هو حل سياسي وطني، والاتفاق على عقد اجتماع وميثاق وطني مؤسس لدولة ديمقراطية حديثة تؤصل الحريات الأساسية والحقوق المدنية، وتقوم على مبدأ المواطنة والمساواة بين السوريين في الحقوق والواجبات، والمساواة بين الجنسين، وضمان حقوق كامل المكونات القومية للشعب السوري في إطار اللامركزية الإدارية، وأن أي حل سياسي واقعي يحتاج الغطاء الدولي والإقليمي الضروريين، والاحتضان الشعبي الواسع، الذي يتطلب تسوية تاريخية تجسد طموحات الشعب السوري وثورته، وتبنى على أساس بيان جنيف وبضمانات دولية واضحة مع الترحيب بالجهود الدولية المختلفة للتسوية”.
الثورة السورية: «أربع سنين ومكمّلين»
سالم ناصيف ووكالات
«أربع سنين ومكملين» شعار رفعته تظاهرات حلب عشية دخول الثورة السورية عامها الخامس، لينتقل السوريون من حرب ضد نظام بشار الأسد إلى حرب ضد المحتل الإيراني، حسب تعبير رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة الذي رأى أن «وجود المحتل الإيراني في سوريا يعني أن نظام الأسد قد سقط، ونحن الآن في معركة تحرير سوريا».
ففي الذكرى الرابعة لثورتهم، لم يرض السوريون أن تمر تلك الذكرى دون أن يحتفوا بحلمهم الذي ولد في 15 آذار من العام 2011، ذلك الحلم الذي لا يزال حياً يرزق برغم تواطؤ أكثر قيادات دول العالم ضده، وبرغم استمرار الأسد في قتل شعبه بكل ما يمتلك من أسلحة سقط ضحيتها أكثر من 215 ألف قتيل إلى الآن، ومع إبداء واشنطن امس استعدادها للحوار معه «من أجل انتقال سياسي» في البلاد.
فقد عمّ الاحتفاء بالثورة السورية أكثر المناطق السورية الخارجة عن سلطة نظام دمشق، إضافة لعواصم ومدن عالمية لكنهم جميعاً أصروا على رفع علم الثورة وحده دون غيره، في إشارة تحمل رفضهم لكل رايات التطرف التي اقتحمت المشهد السوري بهدف تقويض الثورة.
وكان لافتاً هذا العام أن استبقت معظم المناطق السورية ذكرى الثورة قبل أيام، حيث انطلقت هتافات المتظاهرين لتعم مخيم اليرموك بدمشق وببيلا وسقبا ومناطق أخرى داخل غوطة دمشق.
أما كفرنبل فقد عادت شعاراتها ولافتاتها التي حفرت حروف كلماتها عميقاً في وجدان العالم لتجدد العهد بمتابعة الطريق ولتذكر بالقيم التي خرج السوريون لأجلها «الثورة طريقك إلى حقك. الثورة لا تقتل، لا تهجر، لا تدمر، القاتل نظام الأسد ومن والاه، حتى أصغر وأحقر عميل».
وقدم ناشطو حلب لعيد الثورة هذا العام زخماً إضافياً حين كست ألوان علمها جدران الأحياء المحررة حتى طغت على مشهد الركام فيها، كل ذلك جاء في الاحتفالية التي نظمها اتحاد ثوار حلب وضمت عدداً من الفعاليات الثورية التي تستمر من تاريخ 12 حتى20 من هذا الشهر تحت عنوان «من حوران إلى حلب ثورة شعب».
وذكر جمعة موسى الناطق الرسمي باسم اتحاد ثوار حلب أن أسباب قيام الاحتفالية لأكثر من يوم نابع من الرغبة في تنفيذ أكثر من نشاط ثوري لا يتسع له يوم واحد، وبغية فتح مجال المشاركة لأكثر عدد ممكن من الراغبين، بخاصة أولئك الذين تمنعهم الظروف الأمنية من المشاركة أو الانتقال بين أحياء حلب بسهولة.
وكانت تظاهرات حلب في عيد الثورة قد عمت حي الشعار يوم أمس الأحد وقبلها في حي المشهد ومساكن هنانو، رفع فيها علم الاستقلال واللافتات التي كتب عليها شعارات الثورة الأولى وعبارات جديدة تعكس العمق السياسي والإصرار الثوري «أربع سنين ومكملين»، «من حوران إلى حلب ثورة شعب» كما أصر المتظاهرون على «عادة إحياء الشعارات الأولى للثورة والتذكير بأهازيجها وأغانيها وعباراتها التي ولدت في لحظات تاريخية عاشها السوريون الطامحون بالاستقلال من سلطة الاستبداد وعهد الدكتاتورية.
وكان اللافت في هذا العام الأعداد الضخمة للمشاركين في تظاهرات عيد الثورة خارج سوريا التي حدثت في عواصم كباريس وبرلين ولندن، إضافة لعدد من المدن في أوروبا وأميركا، وهو الأمر الذي رأى فيه عدد من الناشطين دلالات مقلقة تنبئ بتفريغ الداخل السوري من نشطاء الثورة، إلا أن البعض الآخر رأى في ذلك الحجم من المشاركة دلالات إيجابية تبرهن على ازدياد تعاطف المجتمعات الغربية مع الثورة السورية حيث برز هذا العام حجم المشاركة من المواطنين الفرنسيين والبريطانيين والألمان إلى جانب السوريين في احتفاليتهم.
فبعد أربعة أعوام على انطلاق أول هتاف في الثورة من أمام الجامع الأموي بتاريخ 15 آذار2011 وقطع سوق الحميدية بأول هتاف أطلقه أول صوت نادى «الله.. سوريا.. حرية وبس» مسقطين اسم الأسد الذي أملته تعاليم مخابراته من ذلك الهتاف الذي ما زال يعم أرجاء سوريا رغم استمرار الدمار والقتل اليومي والتهجير القسري.
هذا العام لم يتخلف من السوريين عن الاحتفاء بعيد ثورتهم سوى من كان منشغلاً عنها إما نتيجة اعتقاله في داخل سجون الأسد أو من كان محاصراً ضمن مناطق سيطرة النظام أو من كان منهم منشغلاً بالبحث عن مصير بعض المعتقلين في صور الشهداء تحت التعذيب من ضمن الصور المسربة « صور سيزار» التي أعادت التذكير بـ13 ألف شهيد ممن قضوا تحت التعذيب وأكثر من 200 ألف شهيد قضوا في ساحات الحرية.
وأكد رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة أمس، أن «وجود المحتل الإيراني في سوريا يعني أن نظام الأسد قد سقط، ونحن الآن في معركة تحرير سوريا«، وذلك في زيارة له إلى مخيمات اللاجئين على الحدود السورية – التركية، رافقه فيها رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة وعدد من أعضاء الائتلاف والحكومة.
وقال خوجة في احتفالية الذكرى الرابعة للثورة السورية بمخيم نيزيب: «أربع سنوات مرت على الثورة السورية كانت في البداية سلمية تحمل هتافات «كلنا إيد وحدة»، وقوبلت بالقمع والقتل من نظام الأسد، الذي ضيق على السوريين خلال أكثر من خمسين عاماً. وقد استعمل الأسد ترسانته العسكرية بالكامل لقمع حرية الشعب السوري». وأضاف «انتقلت الثورة السورية من ثورة ضد الطغيان إلى ثورة تحرير من الاحتلال الإيراني لسوريا، فنحن لا ندافع عن سوريا وعن شعب سوريا فحسب بل الشعب السوري يدافع عن كرامة الأمة كلها«.
وشدد رئيس الائتلاف أنه بالرغم من التحديات «فنحن نحارب اليوم على ثلاث جبهات ضد داعش ونظام الأسد والاحتلال الإيراني»، مؤكداً ضرورة التكاتف والبقاء صفاً واحداً لتحقيق النصر، وان «الائتلاف هو الممثل السياسي للثورة والجيش السوري الحر وهو حامي الثورة، ومنظمات المجتمع المدني التي تعمل على نهضة الشعب السوري».
وفي نهاية الاحتفالية شكر رئيس الائتلاف والوفد المرافق الدولة التركية والجهود الكبيرة التي تقوم بها وخص بالشكر إدارة مخيم نيزب والجهود الجبارة التي تقوم بها.
وفي موقف لافت أمس، قالت الولايات المتحدة انه سيكون عليها ان تتفاوض مع بشار الاسد في اطار مساعيها لـ«احياء» محادثات السلام في سوريا حيث أدت صواريخ بشار الأسد وحرب ميليشياته ضد الشعب الى سقوط أكثر من 215 الف قتيل وتشريد نحو نصف عدد السكان حسب المرصد السوري.
ولكن رأي وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان على واشنطن ان تتفاوض مع الاسد لانهاء الحرب.
وقال كيري في مقابلة اجريت السبت «حسناً، علينا ان نتفاوض في النهاية. كنا دائما مستعدين للتفاوض في اطار مؤتمر جنيف1»، مضيفاً ان واشنطن تعمل بكل قوة من اجل «احياء» الجهود للتوصل الى حل سياسي لانهاء الحرب.
الا ان المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف نفت حدوث اي تغيير في السياسة الاميركية. وقالت في تغريدة على موقع «تويتر« ان كيري «جدد التأكيد على سياسة راسخة اننا بحاجة الى عملية تفاوضية مع وجود النظام على الطاولة – ولم يقل اننا سنتفاوض مباشرة مع الاسد».
واقر كيري بضرورة ممارسة ضغوط اكبر على الاسد «لكي نوضح له ان الجميع مصممون على السعي الى تحقيق هذه النتيجة السياسية، وان يغير حساباته بشأن التفاوض».
وقال كيري لمحطة «سي بي اس« ان «الاسد لم يكن يريد التفاوض». واضاف، ردا على سؤال حول استعداده للتفاوض مع الاسد، «اذا كان مستعداً للدخول في مفاوضات جدية حول تنفيذ مخرجات جنيف1، فبالطبع، اذا كان الشعب مستعداً لذلك. وما نضغط من اجله هو ان نحثه على ان يفعل ذلك».
واضاف كيري في مقابلة سجلت خلال وجوده في شرم الشيخ في مصر، ان الحرب السورية «هي واحدة من اسوأ المآسي التي يشهدها اي احد منا على وجه الارض». وسارع التلفزيون السوري الى نشر تصريحات كيري.
وتابع كيري «اننا نعزز من جهودنا بطريقة فعالة جدا، ونعمل مع المعارضة المعتدلة، ونقوم بما هو اكثر من ذلك بكثير ايضاً«. واوضح «نحن نتابع ايضا مساراً ديبلوماسياً. وقد اجرينا محادثات مع عدد من اللاعبين الاساسيين في هذه المأساة».
تصريحات كيري تتفاعل والمعارضة تجدد ضرورة رحيل الأسد
تفاعلت تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي أكد فيها ضرورة التفاوض مع نظام الرئيس بشار الأسد لتأمين انتقال سياسي في سوريا، حيث جددت بريطانيا موقفا سابقا يؤكد أن الأسد “ليس له مكان” في مستقبل سوريا، بينما شددت المعارضة السورية على رحيل الأسد عن السلطة ضمن أي تسوية محتملة.
الموقف البريطاني عبرت عنه متحدثة باسم الخارجية قالت فيه إن بلادها ستواصل ممارسة الضغوط على النظام السوري عبر العقوبات إلى أن يضع حدا لأعمال العنف، ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة، كما أعلن وزير الخارجية فيليب هاموند الأسبوع الماضي.
وفي محاولة من لندن لإزالة أي انطباع باختلاف موقفها مع الرؤية الجديدة المفاجئة التي عبر عنها كيري أمس، حرص مسؤولون بالخارجية البريطانية على التذكير بأن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف نفت أن يكون تصريح كيري يمثل تغييرا بالسياسة الأميركية المتعلقة بسوريا.
وكانت هارف قالت في تغريدة على موقع تويتر إن كيري “جدد التأكيد على سياسة راسخة أننا بحاجة إلى عملية تفاوضية مع وجود النظام على الطاولة، ولم يقل إننا سنتفاوض مباشرة مع الأسد”.
وأضافت “سياستنا لا تزال على حالها وهي واضحة: لا مستقبل للأسد في سوريا، ونحن نقول هذا الكلام دوما”.
تصريحات كيري
وكان كيري كشف عن سياسة جديدة في التعامل مع الأزمة السورية, قال خلال مقابلة مسجلة أجراها مع قناة “سي بي إس نيوز” الأميركية وأذيعت أمس قال فيها إن الولايات المتحدة ستضطر “في النهاية” إلى “التفاوض” مع نظام الأسد، من أجل الانتقال السياسي، وذلك بعكس الموقف الذي يتبناه الرئيس باراك أوباما وقادة غربيون آخرون، وكثيرا ما كرروه، وهو أن الأسد فقد شرعيته، ويجب عليه الرحيل.
وأكد الوزير أنه يتعين التفاوض في نهاية المطاف، مشددا على أن بلاده كانت دائما على استعداد للتفاوض في إطار مؤتمر “جنيف 1”. ولفت إلى أن الولايات المتحدة ودولا أخرى (لم يسمها) تقوم حالياً باستطلاع السبل الممكنة للضغط على الأسد من أجل إحياء العملية الدبلوماسية والموافقة على المحادثات.
وأوضح كيري أنه “لجعل نظام الأسد يتفاوض، سنوضح له أن هناك عزما من جانب الجميع على السعي لهذه النتيجة السياسية وتغيير حساباته بشأن التفاوض” مشيرا إلى أنه يجري العمل بهذا الصدد حاليا، قبل أن يوضح “أنا مقتنع بأن جهود حلفائنا والآخرين ستزيد من الضغط على الأسد”.
تصريحات كيري تأتي بعد يومين من تأكيد مدير الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)جون برينان أن واشنطن لا تريد انهيار السلطة بسوريا كي لا يُترك المجال للمنظمات التي توصف بالمتطرفة للاستيلاء على مؤسسات الدولة.
موقف المعارضة
وتعليقا على ذلك، شدد هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض مجددا على رحيل الأسد عن السلطة ضمن أي تسوية محتملة.
من جهته، قال عضو الائتلاف السوري بالقاهرة بسام الملك، في تصريحات لوكالة لأناضول أمس، إن حوار فصائل المعارضة الذي تستضيفه القاهرة خلال الأسابيع المقبلة سيتطرق لمناقشة بقاء الأسد لمدة عامين، مع نقل صلاحياته لهيئة حكم انتقالية، على أن يدعو بنهاية العامين لانتخابات رئاسية مبكرة.
لكن دبلوماسيا مصريا نفى وجود أجندة معدة سلفاً لمؤتمر القاهرة، وقال إنه “لم يتم التطرق لتصور يتعلق بمستقبل أو مصير النظام السوري”.
وينص بيان مؤتمر جنيف الأول الذي عقد بإشراف دولي في يونيو/حزيران 2012، وتصر المعارضة على أن يكون منطلقاً لأي حل سياسي مفترض، على وقف إطلاق النار ووقف العنف، والإفراج عن المعتقلين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وضمان حرية تنقّل الصحفيين، والتظاهر السلمي للمواطنين، وتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.
غير أن الخلاف على مصير الأسد في مستقبل سوريا، وعدم وجود نص صريح ينص على رحيله في بيان جنيف هو ما عطل تنفيذ أي من مقرراته، وأفشل جولتين من مفاوضات “جنيف 2” التي عقدت ما بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، 2014، في التوصل لحل سياسي للأزمة.
الائتلاف السوري المعارض يجدد مطلبه برحيل الأسد
أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوري على موقفه السابق باستبعاد رأس النظام وجهازه الأمني من أي حل سياسي مستقبلي بوصفه مطلبا رئيسيا للثورة وهدفا أساسيا في أي عملية تفاوضية.
وقال الائتلاف في بيانه أمس في الذكرى الرابعة للثورة إن الثورة السورية تدخل عامها الخامس بأكثر من 220 ألف قتيل، ومثلهم من المعتقلين، فضلا عن ملايين المشردين واللاجئين.
وشدد الائتلاف على أن محاولات تعديل مطلب الثورة عن هدف إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وزجها في مسارات الحوار “أثبتت فشلها برفض الشعب لها”.
وأضاف البيان أن أي مبادرة إقليمية أو دولية يجب أن تهدف إلى تطبيق النقاط الست للمبعوث الدولي السابق كوفي أنان والقرارات الدولية ذات الصلة.
ويأتي تأكيد المعارضة السورية بالتزامن مع تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أكد فيها ضرورة التفاوض مع نظام الأسد لتأمين انتقال سلمي سياسي في سوريا.
وجاءت تصريحات كيري بعد يومين من تأكيد مدير الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)جون برينان أن واشنطن لا تريد انهيار السلطة بسوريا كي لا يُترك المجال للمنظمات التي توصف بالمتطرفة للاستيلاء على مؤسسات الدولة.
من جهته شدد هشام مروة نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض مجددا على رحيل الأسد عن السلطة ضمن أي تسوية محتملة.
أما عضو الائتلاف السوري بالقاهرة بسام الملك فقال في تصريحات لوكالة الأناضول أمس إن حوار فصائل المعارضة الذي تستضيفه القاهرة خلال الأسابيع المقبلة سيتطرق لمناقشة بقاء الأسد لمدة عامين، مع نقل صلاحياته لهيئة حكم انتقالية، على أن يدعو بنهاية العامين لانتخابات رئاسية مبكرة.
لكن دبلوماسيا مصريا نفى وجود أجندة معدة سلفاً لمؤتمر القاهرة، وقال إنه “لم يتم التطرق لتصور يتعلق بمستقبل أو مصير النظام السوري”.
وتصر المعارضة السورية على أن يكون بيان مؤتمر جنيف 1 الذي عقد بإشراف دولي في يونيو/حزيران 2012، منطلقا لأي حل سياسي مفترض.
وينص البيان على وقف إطلاق النار ووقف العنف، والإفراج عن المعتقلين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وضمان حرية تنقّل الصحفيين، والتظاهر السلمي للمواطنين، وتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.
غير أن الخلاف على مصير الأسد في مستقبل سوريا، وعدم وجود نص صريح ينص على رحيله في بيان جنيف هو ما عطل تنفيذ أي من مقرراته، وأفشل جولتين من مفاوضات “جنيف 2” -التي عقدت ما بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2014- في التوصل لحل سياسي للأزمة.
مقتل أستاذ جامعي بسوريا تحت التعذيب
ذكرت شبكة سوريا مباشر الإخبارية أن أستاذاً في كلية الشريعة بدمشق قتل في أحد معتقلات المخابرات بعد عامين من اعتقاله.
وأوضحت الشبكة أن صوراً مسربة لآلاف المعتقلين الذين قضوا تعذيباً في أقبية المخابرات، كشفت عن مصير الأستاذ في كلية الشريعة بدمشق الدكتور محمد زكريا نداف بعد اعتقاله مع عائلته قرابة العامين.
وكانت قوات النظام اعتقلت الدكتور نداف مع زوجته وأطفاله في دمشق أواسط العام 2013 بتهمة التحريض على نظام الحكم في سوريا.
وقد أفرج عن زوجته بعد ستة أشهر بموجب صفقة تبادل بين كتائب الثوار وقوات النظام، وبقي مصير الدكتور نداف مجهولاً حتى تسرب خبر مقتله تحت التعذيب، ثم جاءت صور القتلى المسربة لتؤكد الأمر.
واستنكر أقارب نداف وطلابه وزملاؤه تجاهل إدارة كلية الشريعة لما حدث مع أحد أساتذتها، إذ لم تصدر أي بيان أو تصريح ينعي فقيد الكلية وأحد كوادرها العلمية.
كما لم تنعه وزارة الأوقاف بصفته أحد رجال العلم الشرعي. وقال أحد طلابه إن أي مؤسسة حكومية لا يمكن أن يصدر عنها أي تصريح دون المرور على ضباط الأجهزة الأمنية.
والدكتور محمد زكريا نداف من أبناء مدينة الكسوة في ريف دمشق، ومن مواليد عام 1973. وحاز على إجازة في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق، ثم على دبلوم الفقه والأصول من نفس الجامعة، فالدكتوراه في الفلسفة الإسلامية من كلية العلوم بجامعة القاهرة.
وعاد نداف بعدها إلى دمشق ليعمل مدرساً في كلية الشريعة في قسم العقائد والأديان، وألف العديد من الكتب العلمية من أشهرها كتاب “الأخلاق السياسية للدولة الإسلامية في الكتاب والسنة”، وكتاب “المودة بين الصحابة والقرابة”.
كلمة الفصل في النزاع السوري.. أميركية
بهاء الحجار – أبوظبي – سكاي نيوز عربية
سارع التلفزيون السوري إلى نشر تصريحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، التي لوح فيها إلى ضرورة التفاوض مع بشار الأسد، في خطوة أثارت تساؤلات عن تقارب محتمل بين دمشق وواشنطن.
وتشير تصريحات كيري إلى أن واشنطن تعمل من وراء ستار على إبرام اتفاق مع دمشق، ولو بطريقة غير مباشرة، على غرار “تسوية الكيماوي” التي جنبت سوريا ضربة أميركية قبل نحو عامين.
وحرص الوزير الأميركي على انتقاء كلمات ملتبسة، لا تشير بوضوح إلى تغيير جذري في موقف واشنطن إزاء الأسد، في خطوة ربما تهدف إلى إبقاء الباب مواربا، حتى تتضح “معالم الصفقة” مع طهران.
فكيري أطلق تصريحاته من شرم الشيخ في مصر قبل أن يتوجه إلى سويسرا، حيث سيلتقي نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، لبدء جولة حاسمة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.
وبما أن الملف النووي الإيراني بات أكثر ارتباطا بملف الأزمة السورية، إثر هيمنة طهران على القرار بدمشق، تسعى واشنطن إلى وضع صفقة “مستقبل الأسد- نووي إيران” في سلة واحدة، دون الرجوع إلى حلفائها.
فواشنطن، التي ضربت في 2013 بعرض الحائط المطالب الواسعة بتوجيه ضربة لدمشق، إثر اتهام القوات السورية باستخدام الكيماوي، لن تأبه على الأرجح، كما يرى مراقبون، لأي اعتراضات أوروبية بشأن “موقفها الجديد” إزاء الأسد.
فرغم أن معظم الدول الغربية، وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا، كانت تصر على قصف دمشق، ردا على مزاعم استخدام الغاز السام ضد المدنيين، أبرمت واشنطن صفقة مع سوريا برعاية روسية، جنبت نظام بشار الأسد أي ضربة جوية.
وبعد عامين، يبدو أن الولايات المتحدة، التي تعطي الأولوية لمحاربة تنظيم الدولة، ستمضي قدما في خططها للتفاوض مع الأسد، في إطار صفقة بين واشنطن وطهران، مما يعني أن الكلمة الفصل في تلك الحال ستكون أميركية.
ولكن وزارة الخارجية الأميركية لجأت، بعد تصريحات كيري، إلى إرسال إشارات تبدو في سياق مناقض، وذلك من منطلق حرصها على مراعاة حلفائها الذي يصرون أن الأسد فقد الشرعية، وبغية عدم حرق كافة أوراقها في المفاوضات مع طهران.
فالمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارف، نفت أن يكون تصريح كيري يمثل تغييرا في السياسة الأميركية المتعلقة بسوريا، وقالت ” “سياستنا لا تزال على حالها وهي واضحة: لا مستقبل للأسد في سوريا ونحن نقول هذا الكلام دوما”.
26 قتيلا في غارات لطيران النظام السوري على دوما و 7 في السجون
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قتل 26 شخصا في غارة شنها الطيران السوري الأحد، على عدة مناطق في مدينة دوما، بينهم 7 أطفال 3 منهم من عائلة واحدة، قتل والداهم أيضا، بحسب ما أفاد المرصد السوري الذي توقع ارتفاع عدد القتلى بسبب وجود جرحى في حالة خطرة.
وأفاد المرصد أن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في الأراضي الزراعية المحيطة ببلدة بيت جن، ومناطق أخرى في بلدة المغير، كما تعرضت مناطق قرب بلدة سعسع وقرية حسنو بريف دمشق إلى قصف من قبل قوات النظام، التي اطلقت أيضا نيران الرشاشات على مناطق في مدينة الزبداني وصفت بمدافع الهاون مناطق في المدينة وفي ضاحية الأسد.
كما ألقى الطيران المروحي المزيد من البراميل المتفجرة على مناطق في بلدة اللطامنة بريف حماه الشمالي، مناطق في مدينة خان شيخون بريف إدلب ونفذ الطيران الحربي غارات على قرية حمادة عمر في ريف حماه الشرقي، وبلدة معرة مصرين.
وأشار المرصد إلى تنفيذ الطيران الحربي ما لا يقل عن 8 غارات على مناطق في حي جوبر، وسط استمرار الاشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي الكتائب الاسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، ولم يتمكن المرصد من توثيق خسائر بشرية.
وقال المرصد بأنه وثق وفاة رجلين من بلدة جديدة عرطوز وثلاثة من مدينة الزبداني، “داخل المعتقلات الأمنية السورية” بعد فقدانهم على حواجز لقوات النظام وفي ظروف أخرى بوقت سابق، وأشار إلى وفاة خمسة آخرين من بلدة المقيلبية بريف دمشق الغربي، داخل المعتقلات الأمنية السورية بعد فقدانهم على حواجز لقوات النظام وفي ظروف أخرى