أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 31 كانون الثاني 2015

المعارضة تسعى لعزل حلب عن الساحل

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –

شن مقاتلو المعارضة السورية هجوماً مفاجئاً على مواقع النظام للسيطرة على جبل الاربعين في شمال غربي البلاد وقطع الطريق بين حلب شمالاً واللاذقية معقل النظام غرباً، في وقت أفيد عن انهيار عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أمام تقدم المقاتلين الأكراد في ريف عين العرب (كوباني) وسيطرتهم على 16 قرية في شمال البلاد وقرب حدود تركيا.

 

وقال نشطاء معارضون و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «ألوية صقور الشام» العاملة ضمن «الجبهة الإسلامية» بدأت امس «عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير قمة جبل الأربعين المحاذي لمدينة أريحا، ودشنت الهجوم بتفجير القصر الأصفر بنفق وهو من أهم النقاط العسكرية لقوات النظام في قمة جبل الأربعين، نظراً لارتفاعه وضخامة حجمه ومتانة بنائه».

 

وقالت شبكة «شام» المعارضة، إن المعارضة «قصفت حواجز النظام في الجبل، بينها قصر الفنار وكوع الحطب وسيرياتيل والحواجز في مدينة أريحا، وسط اشتباكات عنيفة للسيطرة على حواجز النظام في القمة تمهيداً لتحرير مدينة أريحا».

 

من جهة أخرى، أفاد «المرصد» بأن الاشتباكات أدت إلى مقتل ما لا يقل عن ستة من عناصر «الكتائب الإسلامية»، مشيراً إلى «تقدم للكتائب الإسلامية في منطقة أبنية البرادات في جبل الأربعين، ترافق مع استهداف الفصائل الإسلامية بقذائف الهاون لمعسكر المسطومة وحاجز القرميد وأنباء عن تدمير آلية لقوات النظام في معسكر المسطومة» بين أريحا ومدينة إدلب التي تسيطر عليها القوات النظامية.

 

وفي حال السيطرة على جبل الأربعين ومدينة أريحا، التي استعادتها قوات النظام العام الماضي، ستقطع المعارضة خطوط الإمداد بين حلب حيث تدور مواجهات عنيفة واللاذقية معقل النظام في الساحل السوري.

 

في شمال البلاد، قال «المرصد» إن «وحدات حماية الشعب الكردي تقدمت مجدداً في الريف الغربي لمدينة عين العرب عقب اشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتمكنت الوحدات الكردية والكتائب (التابعة للمعارضة) من السيطرة على 14 قرية خلال الأيام الثلاثة الماضية في الأرياف الغربية والجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية»، لافتاً إلى «انهيار» في صفوف «داعش»، وأكد أن المقاتلين المعارضين لتنظيم «الدولة» تقدموا مسافة لا تقل عن 10 كيلومترات في الريف الغربي لعين العرب «ليرتفع بذلك إلى 16 عدد القرى التي سيطرت عليها وحدات الحماية (الكردية) مدعمة بالكتائب المقاتلة في محيط المدينة منذ 24 كانون الثاني (يناير) تاريخ سيطرة وحدات الحماية على أول قرية في محيط عين العرب» من أصل 360 قرية في ريف المدينة. ولفت «المرصد» أيضاً إلى «استمرار الاشتباكات بين الطرفين في محاولة من الوحدات الكردية والكتائب التقدم في ريف المدينة، بالتزامن مع قصف لمقاتلات التحالف الدولي- العربي على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية».

 

في غضون ذلك، أورد «المرصد» أنباء عن أن مقاتلة تابعة للنظام سقطت الليلة قبل الماضية في ريف دمشق بعد استهدافها بنيران مضادات للطيران أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية»، ما أدى الى مقتل قائدها.

 

حسن نصر الله: لا نريد الحرب مع إسرائيل… ولا نخشاها

بيروت – رويترز

 

أوضح الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله أن حزبه لا يريد الحرب، لكنه لا يخشاها، وعلى استعداد لخوضها إذا ما فُرضت عليه، وأن له الحق في الرد على العدوان الإسرائيلي في أي مكان وزمان.

 

وقال نصر الله “نحن لا نريد الحرب ولكن لا نخشاها. الإسرائيلي يجب أن يعرف جيداً أننا رجالها وأننا مجاهدوها وأننا صناع نصرها”.

 

ومضى يقول إن “حزب الله سيحمّل من الآن فصاعداً إسرائيل المسؤولية الكاملة عن اغتيال أي من كوادر الحزب أو مقاتليه”.

 

خطاب نصرالله يُثير المخاوف على الـ1701 إسقاط “قواعد الاشتباك”… برعاية إيران

قد لا ترقى الكلمة التي ألقاها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله امس في الاحتفال الحاشد الذي أقامه الحزب إحياء لـ”شهداء القنيطرة” الى مستوى “خطاب النصر الالهي” الذي ألقاه غداة انتهاء حرب تموز 2006. لكن الاجواء التي واكبت هذه الكلمة الى بعض مضامين المواقف التي أعلنها نصرالله بدت الاقرب الى استعادة ذلك الخطاب ومناخاته.

ولعل العامل الشكلي والسياسي الذي أضفى على احتفال الحزب وكلمة أمينه العام مزيدا من الدلالات الاقليمية التي تجاوزت البعد الداخلي تمثل في الحضور والرعاية الايرانيين المباشرين للمناسبة مما عكس “تعبئة” معنوية وديبلوماسية ايرانية الى جانب الحزب كرسالة شديدة الوضوح في شأن “وحدة المحور الثلاثي” الذي يضم ايران والحزب والنظام السوري، علما ان السيد نصرالله تناول هذا البعد بحديثه عن “تمازج الدم” اللبناني والايراني على أرض سورية في عملية القنيطرة.

وبعد يومين من العملية التي نفذها الحزب ضد قافلة عسكرية اسرائيلية في منطقة مزارع شبعا ردا على عملية القنيطرة تقدم وفد ايراني رفيع المستوى برئاسة رئيس لجنة الامن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي الحضور في مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية، حيث رفعت صور الكوادر الستة من “حزب الله” وأحد الجنرالات في الحرس الثوري الايراني الذين قتلوا في عملية القنيطرة. وعلى وقع زخات كثيفة من الرصاص التي أطلقت في مناطق عدة من الضاحية وبيروت مواكبة الاحتفال، القى السيد نصرالله كلمته التي اتسمت بنبرة المنتصر مهددا اسرائيل بأن الحزب سيرد على أي اعتداء في المستقبل “في أي مكان وزمان” من دون التزام ساحات المواجهة الحالية معلنا ان المقاومة لا تخشى الحرب وان كانت لا تريدها. وقال: “اذا كان العدو يحسب حسابا ان المقاومة مردوعة وانها تخشى الحرب، أنا أقول له اليوم في ذكرى شهداء القنيطرة وبعد عملية مزارع شبعا النوعية، نحن لا نخاف الحرب ولا نخشاها ولا نتردد في مواجهتها وسنواجهها اذا فرضت علينا وسننتصر فيها ان شاء الله”. واضاف ان “اسرائيل التي هزمناها هي أوهن من بيت العنكبوت وان المقاومة في كامل عافيتها وجهوزيتها وحضورها”. وتوجه الى الاسرائيليين قائلا: “جربتمونا فلا تجربونا مرة اخرى”.

أما أبرز المواقف التي عبّر عنها نصرالله، فتمثل في اعلانه اسقاط قواعد الاشتباك مع اسرائيل الامر الذي أثار تساؤلات وشكوكا ومخاوف ايضا من ان يشكل ذلك تحللا ضمنيا من الحزب من التزام القرار 1701 وما يمكن ان يستتبعه هذا التطور من تداعيات. وقال نصرالله في هذا السياق: “لم يعد يعنينا أي شيء اسمه قواعد الاشتباك ولا نعترف بقواعد الاشتباك. لم نعد نؤمن بتفكيك الساحات والميادين، ومن حقنا الشرعي والاخلاقي والانساني والقانوني ان نرد في أي مكان وفي أي زمان وكيفما كان (…)إن اي شاب من شباب حزب الله يقتل غيلة سنحمل الاسرائيلي المسؤولية وسنعتبر ان من حقنا الرد في أي مكان وزمان وبالطريقة التي نراها مناسبة”. ورأى ان “هذه الثلة من الشهداء في القنيطرة تعبر من خلال مزج الدم اللبناني والايراني على الارض السورية عن وحدة القضية والمصير ووحدة المعركة”.

 

الحكومة

وفي المقابل، علمت “النهار” أن أطرافا في الحكومة تلقوا امس بعد خطاب نصرالله إتصالات ديبلوماسية من الجانبين الاميركي والفرنسي للإستفسار عن موقف الحكومة من هذا الخطاب. وقالت مصادر وزارية ان الموقف المعتدل الذي اتخذه رئيس الوزراء تمام سلام في مجلس الوزراء اول من امس، كان يفترض مبادلته بالمثل فإذا بالخطاب يأخذ الامور الى مزيد من التصعيد، مما يشير الى ان التطمينات الى انتهاء المخاطر ليست سوى تطمينات مرحلية.

وأفادت مصادر معنية ان عددا من المرجعيات تلقى تحذيرا من جهات دولية في الساعات الاخيرة من مغبة جرّ لبنان الى مواجهات ستكون نتائجها كارثية ليس فقط على المستوى الامني، بل أيضا على الصعيد الاقتصادي. وفي هذا السياق قالت الجهات نفسها إن اليونان في أزمتها الاقتصادية لم تلق من يهتم بأمرها فكيف بلبنان الذي لم يجتز إستحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية والذي يواجه أخطاراً أمنية في ظل أزمة أسعار نفط متدنية؟ وفي تقدير هذه الجهات ان الامين العام لـ”حزب الله” يستفيد من فترة إنتقالية في شباط المقبل تفصل عن آذار حيث هناك إستحقاق المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران وإستحقاق الانتخابات الاسرائيلية وكلا الطرفين الايراني والاسرائيلي لا يريد تعكير صفو الإستحقاق الخاص به مما يسمح لنصرالله بإتخاذ مواقف متشددة.

 

مكاري

ورأى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في تصريح لـ”النهار” أن حديث نصرالله عن رفض تفكيك الساحات “يعني ربط لبنان بكل أزمات المنطقة ومشاكلها”. وقالت: “بدلاً من أن نحاول جميعاً تحصين لبنان وفصله عن حرائق المنطقة، ها هو السيد نصرالله يقحمنا في مزيد من المشاكل والتوترات، ويستورد لنا مصادر جديدة للخطر”.

واضاف: “السيد نصرالله بكلامه عن تفكيك الساحات، يساهم أكثر فأكثر في تفخيخ استقرار لبنان”. ووصف “الحديث عن وحدة مصير بعد امتزاج الدم اللبناني بالدم الإيراني على الأرض السورية”، بأنه “معادلة ثلاثية جديدة أسوأ بكثير من المعادلة الثلاثية المنتهية الصلاحية”.

وإذ لاحظ أن “هذا التوجه ينسجم تماماً مع المشروع الاستراتيجي لحزب الله وهو مشروع أبعد من حدود لبنان”، خلص الى أن “حزب الله ينفي بذلك كونه مقاومة لبنانية ويعلن بوضوح أنه جزء من محور إقليمي”.

 

ريفي

واسترعى الانتباه في هذا السياق ان وزير العدل اللواء اشرف ريفي سارع مساء أمس الى الطلب من النيابة العامة التمييزية تكليف الاجهزة الامنية تحديد هوية مطلقي النار والقذائف الصاروخية في بيروت وبعض المناطق وملاحقتهم. وأصدر بياناً جاء فيه ان “تكرار مشهد اطلاق النار يضرب عرض الحائط الحد الادنى مما تبقى من هيبة الدولة وان ما حصل اليوم مؤشر لمدى استهانة من يقومون بهذا العمل بكل القيم الاخلاقية والوطنية حيث تستباح هيبة الدولة في عاصمتها وتنتهك حياة الناس تحت وقع ممارسات الاستكبار والتحدي”.

وصرّح ريفي لـ”النهار” بأنه “بعد مشهد إطلاق النار والقذائف الصاروخية في العاصمة بيروت وبعض المناطق شعرت كمواطن ان الآمال قد تبددت في الدولة والحوار والحكومة الأئتلافية والاجهزة الامنية والقضائية وكأن هناك صيفاً وشتاء على سطح واحد… إنه أمر أخجلني فعلاً”.

 

اللقاءات السورية في موسكو تُعاوَد في غضون شهر تقريباً

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

صرح المعارض السوري قدري جميل الذي شارك في المحادثات السورية التي أجريت في موسكو هذا الأسبوع بأن الاجتماع المقبل بين بعض شخصيات المعارضة السورية وحكومة دمشق سيعقد في غضون شهر تقريبا.

وعلى رغم ان محادثات موسكو التي انتهت الخميس لم تحرز تقدما يذكر، اذ لم يشارك فيها معارضون كبار ولم تنضم اليها جماعات المعارضة المسلحة الرئيسية التي تقاتل في سوريا، رأى جميل في مؤتمر صحافي بموسكو، أن المهم هو أن العملية بدأت تتحرك.

الى ذلك، قال عضو هيئة التنسيق الوطنية المعارضة ماجد حبو في المؤتمر الصحافي نفسه إن المشاركين كانوا يأملون في تحقيق نتائج افضل من تلك التي تم التوصل اليها في النهاية. واعتبر أن المحادثات مهمة لأنها توفر ظروفا افضل لمواصلة عملية جنيف.

 

وأعلن رئيس المنبر الديموقراطي السوري المعارض سمير العيطة في المؤتمر الصحافي، أن الحكومة السورية رفضت مناقشة المسائل الإنسانية مع المعارضة بشكل مباشر، واوكلت الى روسيا القيام بدور الوسيط. وقال: “كانت النتيجة الرئيسية للمحادثات السورية – السورية هي موافقة الجانب الروسي على لعب دور الوسيط في مختلف القضايا السياسية (من سيشارك، جدول الأعمال، مواضيع النقاش)، وكذلك موافقة روسيا على لعب دور الوسيط في القضايا الإنسانية… نحن، المعارضة، سنسلم روسيا كل البيانات الموجودة لدينا حول المعتقلين، والأسرى، والحكومة السورية سترسل إجابتها عبر روسيا”.

ورفض معارضون سوريون حضور اجتماع موسكو باعتباره محاولة لدعم الرئيس بشار الأسد وقالوا إن دعم روسيا للرئيس السوري هو السبب الرئيسي. ويتفق من حضروا على أن محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وغيره من الجماعات الإسلامية المتطرفة داخل سوريا يأتي أولا وأن القرار في شأن مصير الأسد يمكن أن يتخذ بعد ذلك.

وصرح المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين بأن روسيا لا ترى مشكلة كبيرة في غياب بعض ممثلي المعارضة عن المشاورات السورية – السورية في موسكو. ونقلت عنه وكالة “تاس” الروسية الرسمية: “لم يتمكن كل ممثلي المعارضة المدعوين للمشاركة في المشاورات من الحضور، ولا نرى مشكلة كبيرة في ذلك”، مؤكداً أن الجهود الرامية إلى دفع الحوار الوطني السوري قدما “ستتواصل”.

ويذكر أن رد فعل الأمانة العامة للأمم المتحدة على المشاورات السورية – السورية في موسكو كان متحفظاً. وقال مصدر في الأمانة إن الأمم المتحدة ستواصل متابعة سير المفاوضات. وصرح ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون: “كما يبدو، انتهت المحادثات في موسكو من دون تحقيق أية نتائج ملحوظة”.

 

الوضع الميداني

ميدانياً، هاجمت “جبهة النصرة” الفرع السوري لتنظيم “القاعدة” مواقع لحركة “حزم” المعارضة المدعومة من الغرب في ريف حلب وشمال محافظة ادلب في محاولة للسيطرة على مناطق جديدة في الشمال السوري.

وأعلنت “حزم” في بيان ان “النصرة” “قامت… بمهاجمة مقار الحركة وحواجزها” و”اننا في حركة حزم سندافع عن انفسنا حتى آخر قطرة من دمائنا”. وتحكم “النصرة” منذ مطلع تشرين الثاني 2014 سيطرتها على القرى والبلدات الواقعة في ريف مدينة ادلب بعدما تمكنت من طرد مجموعة “جبهة ثوار سوريا” المعارضة المعتدلة من المنطقة.

وفي مناطق اخرى في ادلب، فجر مقاتلون اسلاميون نفقا تحت مقر للقوات النظامية السورية في جبل الاربعين جنوب ادلب، مما أدى الى مقتل جندي واصابة 24 آخرين على الاقل.

في غضون ذلك، واصلت “وحدات حماية الشعب” الكردية تقدمها في الريف الغربي لمدينة عين العرب (كوباني بالكردية) على الحدود السورية – التركية عقب اشتباكات مع تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، إذ تمكنت من السيطرة على 14 قرية خلال الايام الثلاثة الأخيرة في الارياف الغربية والجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية.

وكان المقاتلون الاكراد نجحوا الاثنين في طرد “داعش” من عين العرب، بعد اكثر من اربعة اشهر من المعارك فيها اثر هجوم التنظيم عليها. لكن هذا التنظيم الجهادي المتطرف لا يزال يسيطر على مئات القرى في ضواحي المدينة.

 

المعارك بين “النصرة” و”حزم” تمتد من حلب إلى إدلب “المرصد” يتحدّث عن انهيار كامل لـ”داعش” غرب كوباني

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

اتسع نطاق المعارك بين “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” في سوريا وحركة “حزم” المدعومة من الغرب من محافظة حلب الى محافظة ادلب، بينما قال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) يعاني انهياراً كاملاً في الريف الغربي لمدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية على الحدود مع تركيا.

أفاد مسؤول من حركة “حزم” في اتصال هاتفي أن الاشتباكات امتدت إلى إدلب وان حركته استعادت بعض المناطق التي سيطرت عليها “النصرة” سابقا. وأضاف: “يدور قتال الآن في إدلب في منطقة جبل الزاوية”، موضحاً ان الجماعتين تتقاتلان أيضا في مدينة أتارب الواقعة في محافظة حلب على مسافة 20 كيلومترا من الحدود مع تركيا.

وقال المرصد ان قتالا عنيفا دار خلال الليل غرب حلب وفي مناطق متداخلة بين حلب ومحافظة إدلب حيث أخرجت “جبهة النصرة” فصائل معارضة من أجزاء عدة في تشرين الأول 2014. وأشار أن “حزم” استعادت بعض النقاط الصغيرة في إدلب.

وقال محلل شؤون سوريا في مجموعة الأزمات الدولية نوح بونسي: “من الدقة على الأرجح النظر إلى هذا على أنه في إطار سعي النصرة إلى توسيع المناطق التي تهيمن عليها في إدلب وحلب على حساب الفصائل التي يدعمها الغرب والتي تسعى (الجبهة) إلى طردها تدريجا من الشمال”.

ودعت حركة “أحرار الشام” الإسلامية التي عملت مع الجانبين إلى وقف الاشتباكات وإلى حسم الخلافات أمام محكمة شرعية مستقلة. وقالت في بيان بث على الإنترنت: “تدعو حركة أحرار الشام كلا من جبهة ثوار سوريا وجبهة النصرة إلى الوقف الفوري للاقتتال الحاصل والاحتكام لقضاء شرعي مستقل”. وابدت استعدادها لإعادة حقوق مقاتلي “جبهة النصرة” التي يقولون إن “حزم” أخذتها.

وتحارب كل من “جبهة النصرة” و”حزم” التابعة لـ”الجيش السوري الحر” القوات السورية النظامية. وحصلت “حزم” على ما تقول إنه مساعدات عسكرية ضئيلة من دول أجنبية معارضة للرئيس السوري بشار الاسد، بينها صواريخ مضادة للدبابات أميركية الصنع. وخسرت الحركة أراضي لمصلحة الجهاديين الأفضل تسليحا وتدريبا.

واعلن المرصد أن “جبهة النصرة” وفصائل إسلامية أخرى قاتلت القوات السورية في غرب إدلب أمس.

لكن الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” نقلت عن مصدر عسكري ان “قوات من الجيش السوري أحبطت هجوما شنه مسلحون على نقاط عسكرية في منطقة جبل الأربعين بريف إدلب”، و”إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة السورية أسقطت عددا كبيرا من المسلحين قتلى ومصابين، كما دمرت لهم عربات مزودة رشاشات ثقيلة وآلية مدرعة وجرافة”.

في غضون ذلك، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن هناك انهيارا كاملا لتنظيم “داعش” في الريف الغربي لمدينة كوباني. وأوضح انه “في خلال ايام عدة تمكنت وحدات حماية الشعب الكردية مدعمة بفصائل مقاتلة سورية، من استعادة السيطرة على 16 قرية في محيط كوباني وتحديدا في الريف الغربي لمدينة كوباني”. واضاف: “يبتعد الآن تنظيم داعش من الناحية الغربية عشرة كيلومترات عن مدينة كوباني”. وأكد انهيار “داعش” في كوباني قائلا: “من يخسر ألف مقاتل خلال 112 يوما في كوباني ولا يتمكن من التقدم من الغرب من وسط المدينة، لن يستطيع العودة”، مشددا على ان “داعش” انهار انهيارا كاملا في المدينة “وغاص في رمال كوباني المتحركة”.

ولاحظ ان “انهيار التنظيم في كوباني له اثر سلبي كبير جدا على صفوف داعش وعلى حلفائه في الخارج، الذين راهنوا على استيلاء داعش على المدينة والسيطرة عليها”. وقال إن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان “غير سعيد باستعادة وحدات حماية الشعب الكردي السيطرة على مدينة كوباني”.

من جهة اخرى، تحدث المرصد عن سقوط طائرة حربية تابعة للنظام السوري في ريف دمشق بعد استهدافها بنيران مضادات للطائرات اطلقها تنظيم “الدولة الاسلامية”، مما ادى الى مقتل قائدها.

واوردت حسابات لجهاديين في مواقع التواصل الاجتماعي ان “داعش” اسقط الطائرة ونشر صورا قال إنها لجثة قائد الطائرة ولبطاقته العسكرية.

وهذه ليست المرة الاولى تسقط طائرة للنظام على ايدي جهاديين او فصائل في المعارضة السورية المسلحة. وغالبا ما يقتل قائدها او يؤسر اذا بقي حيا.

وقال المرصد السوري في بريد الكتروني: “سقطت طائرة في منطقة بئر قصب في ريف دمشق الجنوبي الشرقي، مما ادى الى مقتل الطيار”. واوضح ان تنظيم “الدولة الاسلامية” كان استهدف الطائرة بنيران من اسلحة مضادة للطيران بينما كانت تقوم بقصف مناطق في ريف دمشق، وان الطائرة سقطت في منطقة يسيطر عليها التنظيم المتطرف.

وفي حسابات معروفة لجهاديين مؤيدين او منتمين الى تنظيم “الدولة الاسلامية”، نشرت اربع صور احداها لسحابة دخان اسود في الفضاء، مع اشارة الى انها ناتجة من “انفجار الطائرة في الفضاء”، والاخرى لجثة مدماة على مستوى الوجه واسفل البطن، قالت إنها للطيار مع صورة لبطاقته العسكرية.

وقال عدد من الحسابات ان “اسود الخلافة يسقطون طائرة للجيش النصيري في بئر قصب في ولاية دمشق ومقتل طيارها ولله الحمد”. وينتشر تنظيم “الدولة الاسلامية” في مناطق عدة من اطراف ريف دمشق وخصوصا في القلمون.

 

الاستخبارات الأوروبية تستنفر: كل دقيقة بطء يستغلها الإرهابيون!

وسيم ابراهيم

إذا صدقت النيات المعلنة، كان سيناريو أمس، كالتالي: أجهزة هواتف 28 رئيس استخبارات ترن على نحو مستعجل. المتصلون هم وزراء داخلية التكتل الأوروبي، بعدما عادوا للتو من اجتماع مكثف حول مراجعة استراتيجية مكافحة الإرهاب المشتركة.

كان الاجتماع غير الرسمي مفتوحاً للتشاور والعصف الذهني، استضافته على مدار يومين مدينة ريغا، وهي عاصمة لاتفيا التي تتولى الآن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. أما المطلوب من رؤساء أجهزة الاستخبارات فهو التخلي عن عقلية الشك وانعدام الثقة المستحكمين، والهدف هو السماح بضخ المعلومات حول «الجهاديين»، وكل ما يتصل بالتهديد الإرهابي، إلى وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول».

بدأت القضية مع الاستعجال الذي طرحته هجمات باريس، وقبل ذلك أوجه القصور التي كشفتها بعدما فشلت الأجهزة الفرنسية في إيقاف اعتداء كانت على معرفة بمنفذيه وبالهدف الذي تلقى تهديدات مسبقة. بناءً على ذلك، صمم المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف، مقترحاً مفصلاً، الغاية منه إنشاء «المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب».

هذه الهيئة الجديدة يفترض أن تأتي لتتوج الاستنفار الأوروبي بالنسبة إلى التهديد الإرهابي، على أن يكون في صلب عملها تخزين وتحليل المعلومات المتصلة بـ «الجهاديين» الأوروبيين. لكن التحدي الرئيس هو «عدم وجود الثقة» اللازمة لضخ المعلومات الاستخبارية، من الدول الأوروبية إلى «يوروبول». كل ذلك طبعاً يغلفه تمسك تلك الأجهزة بعقلية لا تتساهل أبداً مع تشارك المعلومات، خصوصاً مع أجهزة من خارج بيئة الاستخبارات. القضية اختبار للثقة بالتعاون الأوروبي المشترك، فتعاون كهذا سيعني تقليصاً للصلاحيات، ووضعه سلطة القرار الحساس في يد جهاز فوق وطني.

نتيجة مداولات وزراء الداخلية حققت تقدماً في هذا الإطار، كما أكد منسق مكافحة الإرهاب الذي بدا مرتاحاً للأصداء التي تركها مقترحه. قال دو كيرشوف إن «هناك إجماعاً متزايداً أكثر من أي وقت مضى حول جعل يوروبول مركزاً لتبادل المعلومات، فهذه فكرة ممتازة». وبين أن ما تبقى الآن هو ترجمة العزيمة التي رآها إلى أفعال، لافتاً إلى أن «الوزراء عبّروا عن إرادة قوية»، قبل أن يضيف «هذا أمر لا يقرر جماعياً، بل يرجع إلى كل وزير حينما يعود إلى بلده كي يعطي التعليمات الضرورية للاستخبارات ولوكالات تطبيق القانون كي تفعل ذلك».

جرى كل هذا من دون أن يكشف أحد، لا منسق مكافحة الإرهاب ولا الوزراء، أن كل ذلك يتمحور حول إنشاء مركز مكافحة الإرهاب. فالحديث عن الهيئة الجديدة، وتفصيلات المقترح، لا يزال غير متاح للنشر، بل ورد في تقرير داخلي تسلمه الوزراء من منسق مكافحة الإرهاب، وكانت «السفير» قد اطلعت عليه ونشرت أبرز خلاصاته قبل أيام.

وزير الداخلية الألماني توماس دو مايزر كان من بين المتحمسين لذلك. قال متحدثاً عن التحديات الحالية إن «المشكلة أننا لا نعرف إلا قبل فترة وجيزة أن شخصاً ما هو إرهابي»، مشدداً على أنه «علينا إلقاء الضوء على الشبكات، وكذلك مسارات الاتصالات وهياكل التمويل».

المقترحات التي قدمها دو كيرشوف تعطي أيضا «يوروبول» دوراً أساسياً في جمع وتخزين المعلومات حول «الجهاديين»، خصوصاً أنه أنشأ قبل أشهر «نقطة اتصال» خاصة لذلك. أكثر التعليقات التي رددها المسؤولون الأوروبيون هي أن الحلول تكمن في استخدام «الأدوات الموجودة» إلى الحد الأقصى. كلامهم هذا له مناسبته طبعاً، إذ جاء بعدما قرأوا في التقرير الذي وصلهم كيف يستفظع منسق مكافحة الإرهاب التقصير الأوروبي. أخبرهم أن 2 في المئة فقط من السجلات التي أرسلتها العواصم الأوروبية إلى «يوروبول» متصلة بالإرهاب.

واقع التقصير أقرّ به وزراء دول أوروبية تقول إنها الأكثر تعرّضاً للتهديد الإرهابي. هذا ما اعترف به الوزير الفرنسي برنار كازنوف قائلاً: «كان تحركنا بطيئاً للغاية»، قبل أن يبين أن «التهديد قويّ، وكل دقيقة ضائعة هي فرصة يمكن أن يستغلها الإرهابيون للتحرك».

نظيره البلجيكي يان يامبون لا يمكنه أن يكون أقل اكتراثاً. عدد «الجهاديين» البلجيكيين يتجاوز 400 شخص، وهو ما يجعلها الدولة الأوروبية الأكثر عرضة للظاهرة نسبة لعدد سكانها، وفي شوارعها تنتشر فرق من الجيش لمساعدة الشرطة في حماية الأماكن الحساسة.

قال يانبون معلقاً على ما يحصل: «أعتقد أن علينا الإسراع»، لافتاً إلى أن «السؤال لم يعد حول إن كان هناك شيء ما سيحدث، بل متى وأين». تكثيف العمل المطلوب يحتاج برأيه إلى كلمة رددها كثيرون، وهي «الإرادة»، في إشارة مكررة الى الحاجة لقرارات سياسية حول عمل الاستخبارات.

كل هذا فرض حالة من الاستعجال لبلورة مقترحات دائرة مكافحة الإرهاب. تسريع ذلك يحتاجه أيضاً زعماء دول الاتحاد الأوروبي، فهم أعلنوا مسبقاً أن قمتهم بعد أسبوعين ستناقش الرد على التهديد الإرهابي. هنا سيكون الزعماء أمام تحدي تحويل صورة تكاتفهم في باريس، في تظاهرة التضامن مع فرنسا، إلى تلك المشاريع الجريئة التي يقترحها منسق مكافحة الإرهاب.

المدافعون عن فكرة إنشاء المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب لفتوا إلى تجربة الولايات المتحدة، التي أنشأت مركزاً شبيهاً عقب هجمات 11 أيلول. طمأنوا بأن موظفي الجهاز سيتم اختيارهم اختياراً «ملائماً»، من أجهزة الاستخبارات والشرطة في دول الاتحاد. هؤلاء سيقودون عمل شبكة أوروبية من نقاط مكافحة الإرهاب، مبتدئين بالعمل على حالات «أقل حساسية» بهدف بناء الثقة مع أجهزة الاستخبارات الأوروبية.

أحد المشاريع اللافتة التي يقترحها التقرير الداخلي الأوروبي أيضاً هو «إنشاء شبكة أوروبية لمكافحة الجرائم الالكترونية»، على أن تشمل «إنشاء منصة للمدعين العامين للإرهاب الإلكتروني».

الهدف من ذلك وضع حداً للجدل والثغرات التي ظهرت من ملاحقة «الجهاديين» قضائياً. فبرغم وجود نحو خمسة آلاف جهادي، الادعاء التقليدي لم يتمكن سوى من تحريك دعاوى ضد 700 شخص. المشكلة الجوهرية هي في انعدام الأدلة، وبالتالي الحاجة إلى إدخال مقاطع الفيديو، ومحتوى مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون بمثابة «أدلة جنائية» تساق ضد المشتبه فيهم.

سبق للمعنيين أن لفتوا مراراً إلى واقع أن الحرب السورية هي «أول حرب يوتيوب»، وكذلك أول حرب «تويتر»، في إشارة إلى كثافة استخدام هذه الوسائل فيها.

وفي تأكيده هذه النقطة، قال دو كيرشوف إن «الأمر ليس كما في أفغانستان، حيث كانت لدينا قوات على الأرض»، قبل أن يضيف: «نحن لسنا حاضرين في سوريا، ولا نتعاون بالطبع مع (الرئيس السوري بشار) الأسد».

 

سقوط طائرة للنظام السوري ومقتل قائدها بعد استهدافها من تنظيم «الدولة الإسلامية»

اتساع الصراع بين حركة «حزم» و»جبهة النصرة»

ريف حلب ـ «القدس العربي» من ياسين رائد الحلبي وحازم داكل: سقطت طائرة حربية تابعة للنظام السوري الليلة قبل الماضية في ريف دمشق بعد استهدافها بنيران مضادات للطيران أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية»، ما أدى إلى مقتل قائدها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما هددت حركة «حزم» التي تقاتل تحت مظلة الجيش السوري الحر بالانسحاب من الجبهات في مدينة حلب بهدف الدفاع عن عناصرها من أي غدر باغ من قبل «جبهة النصرة»، وذلك بعد أن شنت الأخيرة هجوما على مقرات الحركة في وقت سابق، ما أدى إلى حصول اشتباكات بين الطرفين، فيما بررت «النصرة» هجومها على مقرات الحركة باحتجازها اثنين من عناصر النصرة أثناء عودتهما من الرباط على إحدى جبهات القتال في حلب.

وأكدت حسابات لجهاديين على مواقع التواصل الاجتماعي ان تنظيم «الدولة الإسلامية» أسقط الطائرة. ونشرت صورا قالت إنها لجثة قائد الطائرة ولبطاقته العسكرية.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إسقاط طائرة للنظام على أيدي جهاديين أو فصائل في المعارضة السورية المسلحة. وغالبا ما يقتل قائدها أو يتم أسره إذا بقي حيا.

وقال المرصد السوري «سقطت طائرة في منطقة بئر قصب في ريف دمشق الجنوبي الشرقي، ما أدى إلى مقتل الطيار».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان تنظيم الدولة الإسلامية كان استهدف الطائرة بنيران من أسلحة مضادة للطيران، بينما كانت تقوم بقصف مناطق في ريف دمشق، وأن الطائرة سقطت في منطقة يسيطر عليها التنظيم المتطرف.

وعلى حسابات معروفة لجهاديين مؤيدين أو منتمين إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، نشرت أربع صور إحداها لسحابة دخان أسود في الفضاء، مع إشارة إلى أنها ناتجة عن «انفجار الطائرة في الفضاء»، والأخرى لجثة مدماة على مستوى الوجه وأسفل البطن، قالت إنها للطيار مع صورة لبطاقته العسكرية.

وأورد عدد من الحسابات ان «أسود الخلافة يسقطون طائرة للجيش النصيري في بئر قصب في ولاية دمشق ومقتل طيارها ولله الحمد».

الى ذلك هاجمت قوات «جبهة النصرة» مواقع لحركة «حزم» المعارضة في ريف حلب وشمال محافظة ادلب في محاولة للسيطرة على مناطق جديدة في الشمال السوري.

ودارت أمس معارك بين مقاتلي حركة حزم من طرف ومقاتلي جبهة النصرة من طرف آخر في محيط قرية كفرنوران في ريف حلب الغربي اثر هجوم الأخير على القرية.

كما دارت اشتباكات أيضا في ريف المهندسين الغربي ومنطقة الشيخ علي في ريف حلب، قبل ان تمتد لتشمل مناطق تقع شمال محافطة إدلب.

وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن، بدأت هذه الاشتباكات الخميس حين هاجمت جبهة النصرة مقرا لحركة حزم المدعومة من الولايات المتحدة في مقر الفوج 111 في ريف حلب، وهو عبارة عن ثكنة عسكرية سابقة خسرها الجيش السوري نهاية 2012، فسيطرت على المقر وأسرت عددا من مقاتلي حركة حزم.

من جهتها، أعلنت حزم في بيان أن جبهة النصرة «قامت (…) بمهاجمة مقرات الحركة وحواجزها»، مضيفة «أننا في حركة حزم سندافع عن أنفسنا حتى آخر قطرة من دمائنا». وتحكم جبهة النصرة منذ بداية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي سيطرتها على القرى والبلدات الواقعة في ريف مدينة إدلب بعدما تمكنت من طرد مجموعة جبهة ثوار سوريا المعارضة المعتدلة من المنطقة.

 

سكان عين العرب يتوافدون على أكبر مخيم للنازحين في تركيا… ومقتل 3710 من عناصر «داعش» في المدينة

عواصم ـ وكالات: قالت شبكة «سوريا مباشر» إن الفصائل والميليشيات العسكرية التي واجهت تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدينة عين العرب (كوباني)، كشفت عن مقتل 3710 من مقاتلي التنظيم، مقابل مقتل 408 عناصر من مقاتلي وحدات الحماية الشعبية YPG، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي .PYD

وأوضحت الشبكة في بريد إلكتروني، أن الفصائل المقاتلة لتنظيم داعش، أصدرت بياناً كشفت فيه عن حصيلة أربعة أشهر ونصف، من المعارك والاشتباكات التي شهدتها المدينة في ريف حلب، حيث قرأ البيان الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب شورش حسن، في مؤتمر صحافي.

وأوضح المتحدث أن «التنظيم فقد 3710 مقاتلين وجثث 316 منهم بقيت لدى الوحدات، في المقابل قتل 408 من عناصر الأخيرة، فيما قُتل من الجيش الحر 13 مقاتلا هم من لواء «ثوار الرقة» وقتيلان من كتائب «شمس الشمال» إضافة لقتيلين من قوات اليسار الكردية (جبهة الأكراد)، وقتيل من قوات البيشمركة الكردية من إقليم شمال العراق».

من جهة ثانية، بين البيان أن «عدد السيارات المفخخة التي استخدمها التنظيم في المعارك بلغت 37 سيارة، إضافة لتنفيذه 19 عملية انتحارية فردية، فيما بلغت خسائر التنظيم من الآليات 87 عربة عسكرية، و16 دبابة، و5 مركبات همر، و8 عربات دوشكا، ومدرعتين».

وأضاف البيان أيضا بحسب الشبكة، حجم العتاد العسكري والأسلحة والذخائر التي استولت عليها القوات المشتركة من التنظيم، ولكنها لم تذكر هذا الحجم».

وبينت الشبكة أن «قراءة البيان جاء في مؤتمر صحافي عقد في مدينة عين العرب بحضور القائد العام لوحدات حماية الشعب (محمود برخدان)، والعقيد كاوا ميروي الناطق الرسمي باسم قوات البيشمركة في المدينة، وقيادات الجيش الحر المنضوية تحت غرفة عمليات بركان الفرات، وهم كتائب (ثوار الرقة)، وكتائب (شمس الشمال) التابعة لألوية فجر الحرية، وجبهة الأكراد، بالإضافة لحضور العديد من الوسائل الإعلامية.

وكان الناطق باسم وحدات حماية الشعب الكردي، بولات جان، قال الاثنين الفائت، «إن وحدات الحماية، بغطاء مدفعية قوات البيشمركة (قوات من إقليم شمال العراق) وبإسناد فصائل من الجيش السوري الحر، تمكنت من تحرير حيي «كاني كوردا» و «مكتلة»، في مدينة عين العرب»، اللذين كانا آخر معاقل التنظيم في المدينة، فيما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية، نجاح القوات المحاربة لتنظيم «داعش» في منطقة عين العرب في السيطرة على 90٪ من المدينة.

بعد تحرير بلدتهم التي لحق بها دمار كبير في المعارك لطرد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية، يتوافد الآلاف من سكان كوباني (عين العرب) على أحدث مخيمات النازحين في تركيا لفترة إقامة غير محددة.

والمخيم الذي افتتح الأحد ويبعد بضعة كيلومترات عن الحدود السورية قرب بلدة سوروتش، يعد أكبر مخيم للنازحين حتى الآن في تركيا. وقد بدأ باستقبال دفعات من الأهالي الذين فروا من كوباني ويقدر عددهم بنحو 20 ألفا، بعد ان تعرضت بلدتهم لهجوم الجهاديين في أيلول/ سبتمبر الماضي.

وفي المخيم 7 آلاف خيمة تستوعب 35 ألف شخص. وأكد مدير المخيم محمدان أوزدمير لوكالة فرانس برس استقبال نحو ألف لاجئ يوميا.

لكن نظرا للعدد الكبير من النازحين التائهين في جنوب تركيا وشمال سوريا، فإن المخيم لن يكون قادرا سوى على استيعاب جزء صغير من سكان كوباني.

ورغم ان مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية هزموا في المدينة الحدودية على يد قوات كردية، إلا انهم لا يزالون ناشطين في الأرياف وقد حذرت السلطات المواطنين من خطر العودة حتى يتم ضمان أمن المنطقة بالكامل.

وقد أدت أشهر من حرب الشوارع والضربات الجوية العنيفة ضد مسلحي التنظيم المتطرف إلى تسوية أجزاء كبيرة من كوباني بالأرض، وتسببت في نزوح للأهالي واللجوء إلى المخيم التركي.

وقالت عديلة حسن، وهي أم (33 عاما) «يقولون لنا ان كوباني لم تعد موجودة». وكانت تعمل على تنظيف سجادة في المخيم الجديد تحت أنظار زوجها.

وأضافت «لا نعلم كم من الوقت سنبقى هنا. سنرجع بعد إعادة بناء البلدة (لكن) هذا لن يحصل في وقت قريب».

ويوافقها الرأي أنور وهو مدرس (34 عاما) يقيم في خيمة قريبة «سنعود، أجل، ولكن ليس في المستقبل القريب».

لكن ليس جميع النازحين الوافدين يزعجهم احتمال الإقامة المطولة في المخيم الذي يقدر بعضهم ان يكون قد كلف بناؤه تركيا عشرات ملاييين الدولارات.

ويمتد المخيم على مساحة ألف هكتار ويضم خيما مجهزة بأثاث وثلاجة صغيرة وحمامات ومساجد عدة ومطابخ توفر ثلاث وجبات يوميا، إضافة إلى ملاعب.

ومخيم سوروتش يمثل جزءا من الجهد الذي تقوم به تركيا بكلفة 5 مليارات دولار لإيواء 1.7 مليون لاجئ تقريبا جاءوا من سوريا. ويقدم المخيم أيضا «لكل لاجئ مهما كان عمره بطاقة ائتمان بـ85 ليرة تركية (32 يورو) شهريا» لشراء حاجات خاصة.

ويقول العامل اليدوي إيدام محمد (55 عاما) وهو يرافق ابنه البالغ من العمر خمس سنوات إلى «الحي» الجديد في المخيم «ستكون معيشتنا هنا أفضل بكثير ولن ينقصنا شيء».

ويضيف «بارك الله بتركيا لما فعلته من أجلنا». ويأمل محمد في تشجيع البعض من جيرانه في كوباني للإقامة في الخيم المجاورة والتجمع في «كوباني أخرى» حتى يتمكنوا جميعا من العودة.

ولكن مع قيام القوات التركية باإغلاق الحدود لمنع سكان كوباني من العودة حتى بسط الأمن فيها، لم يتبق أمامهم بديلا عن السكن في مخيمات ســوروتش أو غيرها في المنطقة.

وحتى مع إعطاء الضوء الأخضر لذلك، قد يعتبر عدد كبير من أهالي كوباني ان حجم الدمار يجعل العودة الوشيكة غير مجدية.

ويقول جميل حسن (36 عاما) «ببساطة، لا يمكن تصور العودة إلى الديار في ظل الأوضاع الراهنة». ويضيف «بصراحة سأكون فرحا اذا استطعنا العودة إلى الديار خلال سنة وأتفاءل في قول ذلك لأنه يتحتم علينا إعادة بناء كل شيء».

ولا يرى مدير المخيم أوزديمير أي مشكلة اذا اضطر أهالي كوباني الانتظار كل تلك الفترة للعودة.

ويقول «يمكن لضيوفنا البقاء للمدة التي يريدونها» مضيفا ان المخيم تم تشييده مع الأخذ بعين الاعتبار الإقامة لفترة أطول. ويؤكد «هم على الرحب والسعة هنا».

 

قوات النظام السوري تفجر الجزء الشرقي للجامع الأموي في حلب القديمة… والمعارضة تقول إنها كانت تحميه

ياسين رائد الحلبي

حلب ـ «القدس العربي» فجرت قوات النظام في حلب الجزء الشرقي للجامع الأموي في حلب القديمة، أو ما يسمى الجامع الكبير في حلب، وذلك عبر حفر نفق تحت قسم مصلى النساء من المسجد وجزء من المكتبة الوقفية، ومن ثم قامت بتفجير النفق بغية الدخول إلى المسجد.

يقول عضو المكتب الإعلامي لـ «الجبهة الشامية» ياسر الأحمد إننا: «وضعنا نقاط رصد داخل المسجد الأموي لحمايته، ولم نقم بأي عملية هجومية على النظام داخل المسجد، ولكن خلال عملية تصدينا لمحاولات النظام للتقدم، تدمرت أجزاء من المسجد».

يتابع: «نقوم ما بوسعنا لحماية المسجد الأثري، والذي يعود عهده للعصر الأموي، والمقاتلون المتواجدون في محيط المسجد حريصون على سلامة المسجد، لكن النظام هو من يقتحم ويفجر ويقصف».

وكان النظام قصف في وقت سابق المسجد الكبير، ما أدى لاحتراق أجزاء كبيرة منه، كما قام بحرق المكتبة الوقفية، والتي تحتوي على مخطوطات أثرية تعود الى العصر الأموي.

وانهارت مئذنة الجامع الكبير في عام 2013، والتي تعد من أجمل آثار مدينة حلب عاصمة الثقافة الإسلامية سابقا، وتبادل حينها النظام والمعارضة الاتهامات حول من قام بقصف المأذنة، والتي انهارت بشكل كامل.

وفي السياق ذاته، قامت محافظة حلب الحرة التابعة للمعارضة بفك منبر المسجد التاريخي، ونقله إلى مكان آمن خوفا عليه من الاحتراق أو الدمار أو السرقة.

وتدور اشتباكات عنيفة منذ عام 2012 في حلب القديمة الأثرية بين النظام وقوات المعارضة السورية، ما أدى لاحتراق أسواقها القديمة ودمار الكثير من المباني الأثرية وسرقة الكثير من القطع الأثرية وتهريبها.

فيما دعا ناشطون إلى الكف عن حفر الأنفاق تحت المناطق الأثرية، وطالبوا المنظمات الأممية الى التدخل بحماية ما تبقى من حلب القديمة وإبعاد المناطق الأثرية عن مناطق الاشتباك، كما حملوا النظام السوري المسؤولية عن معظم الدمار الذي حل بحلب القديمة.

وتتمركز قوات النظام الآن في قلعة حلب، وتقوم باستغلال ارتفاع القلعة للقنص والقصف، فيما بينت قوات المعارضة أنها لا ترد على النظام بالقصف حفاظا على القلعة التاريخية، كما جاء على لسان قادة الفصائل العسكرية. وتعتبر قلعة حلب والجامع الكبير أحد أهم المناطق الاستراتيجية، والتي يمكن من خلالها السيطرة على مداخل المدينة القديمة، لأن الموقعين يتوسطان حلب القديمة، حيث تفضي كل شوارع المدينة الرئيسية إليهما.

وفي السياق ذاته ، صنفت منظمات دولية حلب من أكثر المدن تضررا من الحرب في سورية، هذه المدينة التي كانت عاصمة الاقتصاد السوري فيما سبق وعاصمة للثقافة الإسلامية، والتي دخلت المعارضة المسلحة شوارعها أواخر عام 2012.

 

الملك سلمان يعزز قبضته على السلطة.. وينهي حياة بندر في مجلس الأمن القومي ويوسع صلاحيات ابنه

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي» لم يكد يمضي أسبوع على تولي الملك سلمان بن عبد العزيز عرش المملكة العربية السعودية إلا وأصدر سلسلة من القرارات المهمة التي أعفى فيها أمراء ومسؤولين، وحل مؤسسات وغيّر أخرى، وأعفى مسؤول الأمن القومي من منصبه، أي الأمير بندر بن سلطان، المسؤول المؤثر على إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، ومدير المخابرات السابق ومسؤول ملف سوريا قبل سحبه منه وتسليمه لولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية الحالي. وبهذه الطريقة عزز الملك من سلطاته.

ولم يمنع تراجع أسعار النفط الملك سلمان من زيادة النفقات العامة حيث أصدر أمرا بصرف راتب شهرين للموظفين والطلاب والمتقاعدين كلفتة تعبر عن رعاية الملك لمواطنيه.

وترى صحيفة «نيويورك تايمز» أن التغيير الحاسم والسريع لمؤسسات الدولة هو محاولة لتعزيز قوته وسلطته في البلاد. ونقلت الصحيفة عن أف غريغوري غوس المحاضر في شؤون الحكم بجامعة تكساس إي أند أم «هذه قرارات خطيرة».

ولم يغير الملك وزير النفط المخضرم علي النعيمي ولا وزارتي الداخلية التي يقودها الأمير محمد بن نايف أو وزارة الخارجية التي يديرها منذ أكثر من 40 عاما الأمير سعود الفيصل وكذا وزارة المالية والعمل وغيرها.

وكل القرارات طالت مؤسسات ومجالس تراقب التعليم والنفط. وأهم قرار اتخذه هو إلغاء مجلس الأمن القومي. واستبدل الملك كل هذه المؤسسات بمجلسين للاقتصاد والأمن. ومنح الملك الأمير محمد بن نايف سلطة جديدة إضافة لمهامه كنائب لولي العهد حيث عينه نائبا ثانيا لرئيس الحكومة ورئيسا لمجلس الشؤون السياسية والأمنية.

وعين ابنه محمد بن سلمان وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي رئيسا لمجلس شؤون الاقتصاد والتطوير.

وقالت الصحيفة إن دبلوماسيين ومحللين تحدثوا عن دهشتهم لمستوى التغييرات التي أحدثها الملك، خاصة أنه منح ابنه الشاب سلطات واسعة أكثر من أي أمير في البلاد. رغم عدم ارتياح الكثير من السعوديين للصعود السريع للأمير محمد بن سلمان.

واستبدل الملك مدير الاستخبارات خالد بن بندر وأعفى نجلي الملك الراحل من مهامهما كأميرين على مكة والرياض، ولكن الأمير متعب نجل الملك الراحل حافظ على منصبه كرئيس للحرس الوطني.

وترى الصحيفة أن العلاوات التي منحها الملك تظهر أنه غير مهتم لأثر انخفاض سعر النفط على عائدات الدولة منه. ويعلق غوس أن الهدية تقول للسعوديين «في وقت عندما تفكر وتقول «علينا أن نشد الأحزمة» هذه هدية كبيرة» من الملك.

وتأتي التغييرات في مؤسسات الدولة والتخلص من الحرس القديم، في إطار مسالة نقل السلطة التي تقول مجلة «إيكونوميست» البريطانية أنها جاءت سريعة وحاسمة.

وعلقت أن حكام السعودية أبدوا «رشاقة» عالية حيث تحرك ولي العهد سلمان بن عبدالعزيز بعد وفاة الملك عبدالله وبسرعة «وحل أهم مشكلة في حكمه: من سيكون الملك ومن سيخلفه وبهذه الطريقة فقد أنجز سلمان 90% من عمله كما علق أحد السعوديين ضاحكا».

وتشير المجلة لأهمية مسألة الحكم وتداوله في السعودية منذ وفاة مؤسس المملكة عبدالعزيز بن سعود عام 1953 حيث انحصرت الخلافة في أبنائه البالغ عددهم 37 أميرا.

ولم يحكم البلاد سوى ستة منهم وهم سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله. والملك سلمان هو السادس من أبنائه. لكن البقية من الأبناء إما مات أو كبر في العمر.

ومن هنا جاءت أهمية الخلافة لعبدالله أنها تعلم كما تقول المجلة مرحلة نقل السلطة للأحفاد، فالملك سلمان يبلغ من العمر 79 عاما ولهذا قرر تعيين الأمير مقرن وليا للعهد، وهو الذي اختاره الملك عبدالله قبل رحيله، ونقل العرش بعده إلى الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية الذي يعتبر من الدعاة الأقوياء لقتال تنظيم القاعدة في السعودية. وتعرض لمحاولة اغتيال منها عام 2009 عندما حاول انتحاري تفجير قنبلة كانت مزروعة في سراوله.

وترى المجلة ان الانتقال السلس للسلطة جاء على خلاف الرأي الذي انتشر خارج السعودية من أن المملكة ستنهار حتما نظرا بسبب تناقضاتها الواسعة.

وأشارت إلى جانب من التناقض الذي يتبدى في البلد، فسكانه هم الأكثر إقبالا بين أبناء العالم العربي على استخدام وسائل التواصل الإجتماعي وفي بلد يرسل أبناءه للدراسة للخارج وبأعداد كبيرة، ولكنه لا يزال يتبع نموذجا محافظا يضع قيودا على حرية المرأة ويمنعها من السفر إلى الخارج بدون محرم.

وربطت الصحيفة عمليات نقل السلطة بالاضطرابات التي يشهدها العالم العربي بعد ثورات «الربيع العربي» عام 2011 وهذا مرتبط كما تقول بمركزين وهما النفط، فهي أكبر مصدر ومنتج له في العالم، والثاني هو الإسلام فهي مركز الحرمين الشريفين في مكة والمدينة. وتقول المجلة إن المملكة استخدمت عائدات النفط لنشر نموذجها المتشدد عن الإسلام.

 

التحالف القديم

 

وترى المجلة أن عملية نقل السلطة تمت بهذه السهولة، مما يعني استمرار حكم آل سعود كانت نتيجة لعاملين مرتبطين بتاريخ المملكة الأول هو التحالف القديم بين آل سعود وقادة الدعوة الوهابية حيث منح أل سعود الحماية لهم مقابل تقديمهم الشرعية الدينية. أما العامل الثاني الذي ساعد السعوديين فهو النفط الذي أعطى السعوديين الفرصة لبناء دولة مستقرة والإنفاق بكرم على المواطنين وخلق فرص عمل وتوفير قروض سكن لهم بالإضافة للتعليم وخدمات الصحة المجانية.

وهناك اليوم أكثر من 100.000 سعودي وسعودية يدرسون في الخارج، وتملك السعودية احتياطا نقديا بقيمة 740 مليار دولار وهو مبلغ كاف لتوفير السيولة النقدية للحكومة والأمراء والمؤسسة الدينية.

وتعتقد المجلة أن أبناء العائلة يفضلون مصلحة العائلة على مصلحتهم الفردية عندما يتعلق بمصيرها.

وترى أن انتخاب «هيئة البيعة» للأمير محمد بن نايف قد تكون لحظة ديمقراطية نادرة إن صحت. وترى أن من تم تجاوزهم مثل متعب نجل الملك عبدالله يبدو أنهم غلبوا فكرة النجاة الجماعية للعائلة الحاكمة بدلا من البحث عن النجاة الشخصية.

وتعتقد المجلة أن السعوديين وإن فضلوا تقاليد اجتماعية أخف وعبروا عن انزعاجهم من سلطة المؤسسة الدينية إلا أنهم لا يزالون محافظين رغم مظاهر «تحرر» محدودة في المدن البعيدة عن نجد.

وكان الملك عبدالله قد حاول الحد من ممارسات الشرطة الدينية المفرطة إلا أن السعوديين عموما يفضلون الاستقرار.

وتشير المجلة لما تحقق من إنجازات منذ ولادة الدولة السعودية الثالثة. فقبل إنشائها كانت الحروب القبلية أمرا دائما، وكانت الأمراض منتشرة ومتوسط العمر متدنيا. أنهى الملك ابن سعود كل هذا وفرض حكمه عبر الحرب والزواج والمعاهدات مع العائلات الأخرى.

ولهذا يفهم قلق السعوديين وخوفهم من خسارتهم ويفهم السبب الذي يجعل من الأصوات الداعية للإصلاح الاجتماعي أعلى من تلك التي تدعو لللإصلاح السياسي. ورغم مظاهر الإصلاح المحدودة التي بدأها الملك عبدالله إلا أن الليبراليين أو دعاة الإصلاح لم يشكلوا يوما تهديدا للدولة مثلما هدد المتدينون وجود العائلة.

وتشير هنا إلى عام 1979 عندما قامت جماعة جهيمان العتيبي بالسيطرة على الحرم المكي ولأسابيع وإلى مشائخ الصحوة في التسعينات من القرن الماضي والقاعدة بعد هجمات أيلول (سبتمبر) 2001. وترى المجلة أن اللوم على السعودية يأتي من الخارج: إيران واليمن والدولة الإسبلامية في العراق وسوريا.

وقد نجحت السعودية كما تقول المجلة بتعزيز فكرة الطاقة وربطت الإرهاب بجماعات من الخارج مثل الإخوان المسلمين التي يقول السعوديون إنها نتاج للصراع الإستعماري على مصر.

ولكن هذا لا يعني أن الإخوان ليسوا تيارا معتدلا، فهناك تيارات ليبرالية فيهم تقبل بالديمقراطية. كما أن أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية تستلهم كثيرا من التعاليم الوهابية. مما يعني أن العالم الخارجي سيظل مراقبا لحكام السعودية والتعاليم التي ينشرها مشائخ الوهابية كما تقول المجلة.

 

جهود الداخل

 

صحيح نجحت السعودية بسحق الجهاديين في الداخل من خلال سياسة العصا والجزرة وإنشاء مراكزلإعادة تأهيل الجهاديين السابقين.

ولكن هناك تحديات أكبر فالسعوديون أمام تحديات تتعلق بأثر تراجع سعر النفط بنسبة 80% على عائداته، وزيادة الفوارق الإجتماعية خاصة في مستويات الدخول السنوية، فالمستوى الحالي هو 26.000 دولار في السنة وهو أقل من مستوى الدخل العام للفرد في الإمارات 43.000 دولار في العام.

وهناك مشكلة أخرى تتعلق باستخدام السعوديين المفرط للطاقة وهذا سيؤثر سلبا على قدرات البلد تصدير النفط في العقود المقبلة. فبدون سياسة تستجيب لحاجات السكان الشباب: تنويع الاقتصاد، فتح فرص عمل جديدة فالدولة السعودية ستواجه مشاكل في المستقبل، خاصة في ظل إعلام التواصل الاجتماعي وزيادة مظاهر النقد للفساد وعودة المتعلمين والمتعلمات من الخارج وتقول المجلة إن «نجاة المملكة قد تأتي من الأصوات التي درست في الخارج وهي كثيرة حيث تعود من الغرب وتجرب أفكارها التي تعلمتها ولن تتقبل الفتيات المتخرجات من الغرب استمرار القيود الشديدة وللأبد».

 

تخلوا عن السياسة المزدوجة

 

ومن هنا يفهم الطريقة التي تعاملت فيها الإدارة الأمريكية مع التغيير في السعودية، فقد غلبت الإدارة الاستقرار على حقوق الإنسان وفي افتتاحيتها انتقدت صحيفة «واشنطن بوست» تعامل إدارة اوباما مع مصر وبالضرروة السعودية.

وذكرته بما قاله عندما تحدث عن تغييره موقفه من كوبا «عندما لم ينفع مدخل جرب لنصف قرن فيجب التخلي عنه» وتساءلت لماذا عاد ودعم أنظمة ديكتاتورية في الشرق الأوسط تدعمها أمريكا منذ 70 عاما. وفي هذا السياق دعت صحيفة «فايننشال تايمز» واشنطن الحديث بصراحة مع السعوديين.

وانتقدت الطريقة المبالغ فيها التي قام بها أوباما وديفيد كاميرون بتقديم العزاء للملك الجديد. وقالت إنها تثير التساؤل إن كانت «مبالغة في التملق اذا اعتبرنا دور السعودية في تصدير الإسلام المتطرف وسجلها في حقوق الإنسان».

وأِشارت لزيارة أوباما يوم الثلاثاء وقرار تنكيس العلم البريطاني الذي أثار ضجة حيث قالت إن كثيرا من الناس في الولايات المتحدة وبريطانيا «يجدون في مثل هذه اللفتات مبعثا على الغثيان إذا علمنا بأن السعودية بدأت في جلد مدون ألف جلدة لأنه انتقد النظام، كما أن النظام قام بقطع رأس امراة متهمة بالقتل في مكة».

وتقول الصحيفة إن تبرير القادة الأمريكيين والبريطانيين بأنهم لا يستطيعون تغيير التوجهات الأخلاقية في الشرق الأوسط ليس كافيا.

وتحدثت عن الدور السعودي القيادي في انتاج النفط ومقاومة تهديد القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة ومن هنا فسقوط آل سعود سيترك فراغا في السلطة قد يؤدي لسيطرة المتطرفين على الثروة النفطية.

وتتهم الصحيفة بريطانيا وأمريكا بالكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان فبينما عبرت بلدان عدة عن تأييدها لحرية التعبير بعد أحداث القتل في تشارلي ايبدو بباريس كانتا متحفظتين في موضوع الجلد الوحشي الذي تعرض له المدون رائف بدوي.

وتضيف أن السعودية ليست حليفا يعتمد عليه في الحرب على الجهادية فقد تمتدح بريطانيا وأمريكا النظام لدوره الهام في محاربة القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وتستخدمها لتبرير بيع الأسلحة للرياض ولكن الزعماء الغربيين يتعمدون التقليل من أهمية الطريقة التي يقوم بها رجال الدين السعوديين بتصدير الوهابية على مستوى العالم لإضعاف الإسلام المعتدل كما تقول. وحتى يتم علاج هذه المشكلة سيبقى الإرهابيون الذين يقتلون باسم الدين يجدون تبريرا لأفعالهم في أقوال رجال الدين السعوديين كما تقول.

وتضيف أن السعودية ليست وحدها في المنطقة التي يتم التعامل معها بمكيالين، فالغرب يغمض عينيه عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر ودول الخليج. مع هذا يبقى أهم هدف في إدارة أوباما هو الحفاظ على دور أمريكا في الشرق الأوسط وتحاول كبح الصراع على النفوذ بين السعودية وإيران والذي يمزق المنطقة، وهذا يعني أن على واشنطن الإبقاء على علاقات جيدة مع الرياض وفي الوقت نفسه الاستمرار في التقارب مع إيران وهذه معادلة صعبة.

كل هذا لا يمنع كما تقول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أن تقول للملك الجديد وبصراحة أنه بحاجة لمراقبة الطريقة التي يتم فيها تصدير الإسلام المحافظ وانتهاك حقوق الإنسان، فمشاعر عامة الناس في الغرب تجاه المملكة لا تزال عدائية وستصبح العلاقات الدبلوماسية الودية قريبا مستحيلة ما لم تقم السعودية بالتغيير.

 

سورية: معركة خطوط الإمداد تنتقل إلى ريف إدلب

حلب ــ رامي سويد

نقلت قوات المعارضة السورية معركة خطوط الإمداد في الشمال السوري، من ريف مدينة حلب إلى ريف مدينة إدلب. فبعد أن تمكنت قوات المعارضة من إفشال مخططات النظام السوري، الهادفة لفرض حصار على مناطقها في حلب، من خلال فصلها عن مناطق سيطرتها في ريفها الشمالي، انتقلت لمهاجمة خط إمداد قوات النظام الرئيسي، الذي يصل مناطق سيطرتها في الساحل بمدينة إدلب في الوقت الذي تحتفظ فيه المعارضة و”جبهة النصرة” بالسيطرة على معظم مناطق ريفها.

 

وبدأت قوات المعارضة، فجر أمس الجمعة، هجوماً واسعاً على حواجز ونقاط قوات النظام، في جبل الأربعين، جنوب إدلب، والذي يتمتع بأهمية استراتيجية عالية، نظراً لإشرافه على أكبر معسكرين باقيين، للنظام في ريف إدلب، وهما معسكرا المسطومة، الواقع جنوب إدلب على طريق أريحا، ومعسكر القرميد الواقع شرق إدلب على طريق سرمين.

 

كما توجد مدينة أريحا، ذات الأهمية الاستراتيجية العالية في جبل الأربعين أيضاً، والتي تكمن أهميتها، لكونها أكبر المدن التي يسيطر عليها النظام في ريف إدلب، ولوجود أكبر نقاط تواجده على طريق الإمداد الذي يصل الساحل بمدينة إدلب.

 

وأفاد الناشط الإعلامي، إبراهيم ريحاوي، في حديث لـ”العربي الجديد”، بـ”قيام قوات المعارضة السورية، ممثلة بقوات صقور الشام وقوات جيش الإسلام، التابعتين للجبهة الإسلامية، وقوات فيلق الشام ومجموعات الجيش الحرّ، بقصف حواجز قوات النظام في جبل الأربعين ومعسكري المسطومة والقرميد، بمختلف أنواع قذائف الهاون وصواريخ الغراد والصواريخ محلية الصنع”.

 

وأضاف: “بعد ذلك، شنّت قوات المعارضة هجوماً على هذه الحواجز، لتتمكن بعد ذلك، من تفجير نفق كانت قد حفرته في وقت سابق، أسفل حاجز الأصفري، المعروف باسم حاجز قصر السعودي، لتتمكن من تدمير المبنى والسيطرة على الحاجز. كما أن قوات المعارضة تمكنت بشكل متزامن، من تدمير حاجز تل السودا وحاجز الفنار في جبل الأربعين أيضاً، ليبقى عدد قليل من عناصر قوات النظام، محاصرين في مبنى مدمّر في حاجز الفنار، من قبل قوات المعارضة التي تقدمت للسيطرة على الحاجز”.

 

ولم تجد قوات النظام، من سبيل للردّ على تقدم المعارضة في جبل الأربعين، سوى بقصف المناطق السكنية في بلدتي البارة وأحسم، القريبتين، بالبراميل المتفجرة. كما ألقى الطيران المروحي التابع للنظام، براميل متفجرة عدة، على البلدتين، مما أدى لحصول دمار كبير فيهما، وسقوط عدد من الجرحى، كما قامت مدفعية النظام المتمركزة في معسكر القرميد، بقصف قريتي بليون وقميناس.

وعلمت “العربي الجديد”، من مصادر مقربة من قوات المعارضة في المنطقة، بنيّتها السيطرة على سبعة حواجز أساسية لقوات النظام في جبل الأربعين، بهدف جعل معسكري القرميد والمسطومة، في مرماها.

 

كما تهدف قوات المعارضة من تقدمها الأخير في الجبل، إلى السيطرة على مدينة أريحا. الأمر الذي سيعني حصار قوات النظام المتواجدة في مدينة إدلب بشكل كامل، من خلال فصلها عن مناطق الساحل، التي تسيطر عليها قوات النظام، وتستخدم خط إمداد طويل، يمرّ بمناطق جسر الشغور وبسنقول ومحمبل وأريحا، لإيصال الإمدادات لقواتها في مدينة إدلب.

 

وسبق أن شنّت قوات المعارضة هجوماً على معسكري القرميد والمسطومة، بشكل متزامن، مع هجومها على حواجز قوات النظام في جبل الأربعين، وذلك بهدف إشغال عناصر المعسكرين، وإجبارهم على إيقاف القصف المستمر منهما، على مناطق سيطرة قوات المعارضة في جبل الأربعين.

 

وكانت قوات المعارضة قد تمكنت، في وقت سابق، من حصار قوات النظام في إدلب أكثر من مرة، من خلال سيطرتها على نقاط استراتيجية على خط إمداداتها، وتمكنت من السيطرة على مدينة أريحا وعلى الحواجز التابعة لقوات النظام في محيط المدينة، وفي جبل الأربعين، وذلك في شهر أغسطس/آب من عام 2013، قبل أن تتمكن قوات النظام من استعادة السيطرة على المدينة، بعد غارات عنيفة شنّتها طائرات النظام المروحية والنفاثة بالبراميل المتفجرة والصواريخ الموجهة والفراغية، الأمر الذي أدى إلى مقتل عدد كبير من سكان المدينة ووقوع دمار كبير فيها، مما اضطر قوات المعارضة على الانسحاب منها.

وكانت قوات المعارضة قد استبقت حينها السيطرة على مدينة أريحا بمهاجمة بلدة بسنقول، الواقعة على خط إمداد قوات النظام أيضاً والسيطرة عليها، الأمر الذي مكنها حينها من منع وصول أية إمدادات لقوات النظام السوري المتمركزة في أريحا والجبل.

 

إلا أن قوات المعارضة استخدمت هذه المرة استراتيجية مختلفة، نظراً لوضعها الميداني المتقدم في ريف إدلب، وذلك بمحاولتها السيطرة على قمم جبل الأربعين الشاهقة، الأمر الذي سيمكنها من فرض السيطرة النارية على المعسكرات والحواجز المتبقية للنظام في ريف إدلب، من دون الحاجة لمهاجمة جميع هذه المعسكرات والحواجز.

 

وأصبحت قوات المعارضة في ريف إدلب في وضع ميداني ممتاز، منذ تمكنها من السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية الواقعين في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي على التوالي، وذلك بعد انسحاب ما تبقى من عناصر قوات النظام في المعسكرين نحو مدينة مورك، التي يسيطر عليها النظام في ريف حماة الشمالي. ووضعت قوات المعارضة يدها على مناطق ريف إدلب الشمالي والشرقي والجنوبية بالكامل، لتسعى إلى مهاجمة آخر معاقل النظام في المنطقة.

 

تركيا تحاول تعقب الراغبين في القتال في سوريا

أ. ف. ب.

اسطنبول: يقف رجلا شرطة بزيهما المدني في مطار تركي كبير في نهاية الممر المؤدي الى الطائرة القادمة من بلد شرق اوسطي للتدقيق في الركاب الراغبين في التوجه الى سوريا للقتال هناك.

ومنذ اشهر عدة، تواجه الحكومة الاسلامية المحافظة انتقادات شديدة من حلفائها الذين ياخذون عليها رقتها لكي لا يقال تواطؤها، في محاربة الشبكات التي تزود تنظيم الدولة الاسلامية بالمقاتلين.

لكن انقرة ترد قائلة انها تبذل “اقصى” جهودها لاعتراض الاجانب المتوجهين الى سوريا. ونظرا للانتقادات الحادة، فتحت الباب جزئيا امام وكالة فرانس برس بشكل استثنائي وبموجب شروط، لتدخل عالم استعداداتها الامنية.

واليوم، فان الهدف هو طائرة بمحركين وصلت مباشرة من بلد عربي. ولفت نظر الشرطة اثنين من الركاب الذكور.

وبدات الاسئلة الاولى. لديهم بطاقات للعودة وسيتوجهان الى اضنة غير البعيدة عن الحدود مع سوريا وتم اقتياد “المشتبه بهما” الى المركز بمرافقة امنية.

ويتوجه غالبية الذين يتم تجنيدهم الى سوريا عبر تركيا التي تتشارك حدودا طولها 1300 كم مع العراق وسوريا. ويصل هؤلاء الى اسطنبول ثم يستقلون الطائرة او حافلة ركاب الى احدى مدن الجنوب للانتقال الى سوريا بشكل غير شرعي.

ومع انه ينفي ذلك بشدة، يتهم النظام التركي بغض النظر عن تدفق الجهاديين وبانه يدعم تنظيم الدولة الاسلامية منذ وقت طويل اقتناعا منه بانه قادر على اسقاط عدوه اللدود الرئيس السوري بشار الاسد.

لكن الاميركيين والاوروبيين عبروا عن انزعاجهم من الحكومة التركية التي بدات الخريف الماضي تشديد الرقابة على الحدود.

وفي المنافذ الحدودية الرئيسية، اقامت السلطات التركية “مراكز تحليل المخاطر” المكلفة رصد الاسلاميين الراغبين في رفع راية الجهاد السوداء.

والى مركز مماثل، تم اقتياد المشتبه بهما.

وقال ضابط شرطة مشترطا عدم ذكر اسمه “نلاحظ +الزبائن+ منذ وصولهم وندقق في هوياتهم واذا كان ذلك ضروريا نقودهم الى مركز تحليل المخاطر”.

وسمحت هذه المراكز منذ بدء العمل بها بعزل نحو 1500 من المشتبه بهم وتم ابعاد ثلثهم الى بلادهم، وفقا للمصدر.

وبالاضافة الى هذه الرقابة العشوائية، تؤكد اجهزة الامن التركية ان بحوزتها لوائح تتضمن عشرة الاف شخص من جهاديين مفترضين يعتبرون اشخاصا غير مرغوب فيهم، بحسب الارقام التي اعلنها الاسبوع الحالي المتحدث باسم وزارة الخارجية تانجو بيلييغش.

ورغم تضييق الخناق، ما تزال هناك فجوات تسمح بعبور بعض الاشخاص الخطرين على غرار حياة بو مدين رفيقة احد منفذي الاعتداءات التي اوقت 17 قتيلا في باريس.

فقد تمكنت من التوجه الى سوريا في الثامن من الشهر الحالي عبر الحدود التركية من دون ادنى قلق.

ورغم ان باريس ابلغت عنها في وقت لاحق، لكن ما حدث ادى الى احراج انقرة التي دافعت عن نفسها عازية النقص في التعاون الى اجهزة الامن الفرنسية.

واضاف الضابط التركي “في السابق، كان تقاسم المعلومات مع فرنسا ضعيفا” ورغم ان الاعتداءات في باريس اعطت دفعا لذلك “الا انه ما يزال غير كاف”.

ولمن يتهمونها بعدم الالتزام بشكل كاف في مكافحة الشبكات الجهادية، ترد السلطات التركية قائلة ان المسؤولية الرئيسية في هذه المعركة تقع على عاتق الدول “المصدرة” للجهاديين.

وقد اعلن وزير الخارجية التركي مولود شاوش اوغلو قبل ايام ان “التدقيق في جوازات السفر والاجراءات المتخدة في مطاراتهم ليست كافية” مؤكدا ان “هذه الدول يحب ان تفعل المزيد”.

ولا يتوانى الضابط التركي عن الكشف عن بعض النمادج من الاخطاء التي يرتكبها نظراؤه الغربيون مثل الفرنسي الذي تم اعتراضه في حزيران/يونيو في اسطنبول مع حقائب مليئة بكتب دينية، وكذلك النروجي الذي سافر مصطحبا معه مناظير ومخازن اسلحة.

ويتساءل الضابط في اجهزة الامن بغضب “كيف بامكان من يحمل موادا عسكرية ويريد الالتحاق بداعش المرور بشكل طبيعي في مطار بلاده قبل المغادرة؟ فالعثور على حل من مسؤولية هذا البلد”.

وعلى غرار 1150 اخرين، وفقا لاخر احصائية تركية تم ابعاد هذا النروجي الى بلاده في اول طائرة.

ورغم الاسئلة الملحة التي وجهتها فرانس برس، رفضت السلطات التركية توضيح مصير المشتبه بهما اللذين تم توقيفهما الخميس.

 

النصرة” تهاجم مواقع للمعارضة شمالي سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اتسع نطاق المعارك الدائرة بين “جبهة النصرة” التابعة للقاعدة وحركة حزم المدعومة من الغرب في شمال سوريا، الجمعة، وامتدت الاشتباكات من محافظة حلب إلى إدلب المجاورة، حسبما ذكرت مصادر معارضة.

 

وكانت الاشتباكات بدأت، الخميس، عندما سيطرت جبهة النصرة على مواقع تهيمن عليها حركة حزم إلى الغرب من حلب لتهدد بذلك واحدا من الجيوب القليلة المتبقية للحركة.

 

وقالت جبهة النصرة إنها اضطرت إلى التحرك بعد أن احتجزت حركة حزم اثنين من مقاتليها واستولت على أسلحة ومكاتب تابعة لها.

 

وذكر مسؤول من حركة حزم لرويترز أن الاشتباكات امتدت إلى إدلب، وأن حركته استعادت بعض المناطق التي سبق وأن سيطرت عليها النصرة.

 

وأضاف “تدور اشتباكات الآن في إدلب في منطقة جبل الزاوية.” ومضى قائلا إن الجماعتين تتقاتلان أيضا في مدينة الأتارب الواقعة في محافظة حلب على بعد 20 كيلومترا من الحدود مع تركيا.

 

كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قتالا عنيفا دار خلال الليل في غرب حلب ومناطق متداخلة بين حلب ومحافظة إدلب، حيث طردت جبهة النصرة فصائل “جبهة ثوار سوريا” المعارضة من أجزاء كثيرة في أكتوبر.

 

وتعد حركة حزم واحدة من عدد قليل من جماعات المعارضة التي توصف بالمعتدلة وتحارب الرئيس السوري بشار الأسد في شمال سوريا، الذي تسيطر على معظمه جبهة النصرة وتنظيم الدولة.

 

المرصد السوري:مقاتلو معارضة يدعمهم الغرب ينضمون للجبهة الشامية

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت إن مجموعة مقاتلي معارضة يدعمها الغرب في شمال سوريا تتعرض لضغوط من جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في البلاد انضمت لتحالف مؤلف بالأساس من فصائل إسلامية في حلب.

 

وقال المرصد نقلا عن بيان من الجبهة الشامية إن حركة حزم التي يدعمها الغرب انضمت للجبهة التي تشكلت في ديسمبر كانون الأول في شمال سوريا وتضم عددا من الفصائل.

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد الذي يتابع أخبار الحرب في سوريا باستخدام شبكة من المصادر على الأرض إن حزم تتعرض لضغوط لانها رفضت من قبل الانضمام للجبهة الشامية لكنها الآن قبلت ذلك.

 

كان تشكيل الجبهة الشامية محاولة للوحدة بين الفصائل في سوريا التي كثيرا ما تقتتل فيما بينها بالإضافة للقتال مع الجيش السوري والجماعات الجهادية المتشددة الأمر الذي يقوض الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد.

 

ويضم التحالف الجبهة الإسلامية وهي ائتلاف يضم مقاتلين تدعمهم السعودية وفصائل أخرى.

 

وقال البيان “نهيب بإخواننا في كل الفصائل حل خلافاتها مع الحركة عن طريق قيادة الجبهة الشامية ومكتبها القضائي بالاحتكام لشرع الله فض أي نزاع بروح من الأخوة وتوجيه السلاح للعدو الصائل الذي يسوم اهلنا سوء العذاب.”

 

وحزم واحدة من أواخر جماعات المعارضة غير المتشددة المتبقية التي تعارض الأسد في شمال سوريا. وتتعرض لهجوم من جبهة النصرة في محافظتي حلب وأدلب.

 

بدأت الاشتباكات يوم الخميس عندما استولت جبهة النصرة على مواقع من حزم غربي حلب. ويهيمن على شمال سوريا جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية.

 

وتلقت حزم ما تصفه بكميات صغيرة من المساعدات العسكرية من دول أجنبية تعارض الأسد بما في ذلك صواريخ أمريكية مضادة للدبابات.

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

 

الدمار في مدينة كوباني السورية يقلص من آمال عودة سكانها

من عثمان أورسال

 

كوباني (سوريا) (رويترز) – الملاءات التي كان السكان يختبئون وراءها من أعين القناصة ما زالت معلقة في شوارع مدينة كوباني الحدودية السورية التي توحي مبانيها المحطمة وطرقها ذات الحفر بأن من فروا من المدينة لن يعودوا على الأرجح إليها سريعا.

 

وقالت القوات الكردية الأسبوع الماضي إنها سيطرت تماما على مدينة كوباني التي تقطنها أغلبية كردية والواقعة قرب الحدود مع تركيا بعد شهور من قصف تنظيم الدولة الإسلامية لها.

 

وباعلان القوات الكردية انتصارها برفع الأعلام الكردية لتحل محل رايات تنظيم الدولة الإسلامية بلونها الأسود عمت الاحتفالات وسط أكثر من 200 ألف لاجئ فروا إلى تركيا منذ بدء الهجوم على البلدة في سبتمبر أيلول.

 

وولدت برودة الجو والفقر والجوع رغبة لدى الكثيرين للعودة إلى ديارهم ومحاولة استعادة حياتهم المعيشية.

 

لكن شهورا من المعارك دمرت البلدة. تقف سيارات محطمة بجوار مبان تحولت إلى ركام كما أن الطرق مليئة بحفر عميقة.

 

وتجوب دوريات المقاتلين الأكراد ممن يشعرون بالارهاق والتوتر الشوارع كما ان خطر وجود عبوات ناسفة لم تنفجر يشعر المدنيين بالخوف من المكان الذي يمكن أن تطأه أقدامهم.

 

وقال مقاتل من وحدات حماية الشعب الكردية وهو يمسك بسلاحه الآلي ويقف أمام أنقاض مبنى “العودة إلى كوباني ستكون أصعب من مغادرتها”.

 

وأضاف وهو يشير إلى كومة من الأنقاض بنفس ارتفاع المبنى المؤلف من طابق واحد المجاور لها “تحتاج المدينة إلى أن يعاد بناؤها من البداية.”

 

وأصبحت كوباني الواقعة وسط التلال ولا يفصلها عن تركيا سوى خط مهجور للسكك الحديدية نقطة محورية للصراع الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية ويرجع ذلك جزئيا للأسلحة الثقيلة وعدد المقاتلين الذين دفع بهم التنظيم إلى ساحة القتال.

 

وبمساعدة الضربات الجوية اليومية التي توجهها القوات بقيادة الولايات المتحدة وابرار الأسلحة والذخيرة ووصول مقاتلين من إقليم كردستان العراق شبه المستقل تمكن المدافعون عن كوباني من صد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية واعلان تحقيق انتصار مبدئي يوم الاثنين.

 

ولوح مقاتلون من وحدات حماية الشعب بعلامة النصر أمام مجموعة من الصحفيين كانوا يرافقونهم في كوباني لكن وراء الشعور بزهوة الانتصار ما زالت أجواء التوتر تخيم على البلدة.

 

قال مقاتل يحرس ميدانا في الوقت الذي تقوم فيه مجموعة من زملائه بدوريات في الشوارع المحيطة على دراجات نارية “ما زالت قذائف المورتر تسقط هنا. لا تتجولوا في المنطقة فالوضع خطير.”

 

واستمرت المعارك في القرى إلى الجنوب الشرقي والجنوب الغربي من كوباني منذ أن أعلن الأكراد انتصارهم.

 

قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الاثنين إن المعركة من أجل السيطرة على البلدة لم تنته بعد وصرح مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية بأن الوقت ما زال مبكرا لاعلان أن “المهمة أنجزت”.

 

وقالت صحيفة راديكال التركية إن تنظيم الدولة الإسلامية أطلق قذيفة سقطت قرب الحدود التركية داخل كوباني يوم الخميس ما أسفر عن إصابة أربعة مدنيين.

 

ونفى مؤيدو الدولة الإسلامية أن يكون جرى طرد التنظيم.

 

وتساءل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشأن ما الذي يجب الاحتفال به. ويشعر اردوغان بالقلق من دعم الأكراد السوريين وسط مخاوف من أن يعطي ذلك دفعة لمساعي الحكم الذاتي الكردي في شمال سوريا.

 

وقال في اجتماع لمسؤولين حكوميين محليين في قصره في أنقرة “عندما يتعلق الأمر بكوباني يقف العالم كله ويتعاون… اليوم يرقصون في فرح. ماذا حدث؟”

 

وتساءل “خروج (الدولة الإسلامية) من هناك رائع. لكن من سيصلح كل هذه المواقع التي قصفت؟ هل سيتمكن من فروا من كوباني ومجموعهم 200 ألف من العودة؟ وعندما يعودون أين سيعيشون؟”

 

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى