أحداث الاثنين 16 كانون الثاني 2017
انهيار «هدنة المياه» يعقّد ترتيبات آستانة
موسكو – رائد جبر ؛ لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
تدهور الوضع الميداني في وادي بردى قرب دمشق بعد ساعات على اغتيال مسؤول ملف المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة، إذ قتل أمس سبعة مدنيين بقصف مدفعي لقوات النظام، في حصيلة هي الأعلى خلال يوم في المنطقة منذ بدء الهدنة قبل اكثر من أسبوعين ما ألقى بظلاله على المحادثات الروسية – التركية لإجراء مفاوضات آستانة في ٢٣ الشهر الجاري. وواصلت أنقرة الضغط على فصائل معارضة لتشكيل وفدها، في وقت حقق تنظيم «داعش» اختراقاً في دير الزور على رغم ١٢٠ غارة. وأكدت موسكو أمس نيتها تعزيز وجودها العسكري في قاعدتي اللاذقية وطرطوس غرب سورية.
وشهدت أمس منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، اندلاع معارك عنيفة بين قوات النظام وعناصر من «حزب الله» اللبناني من جهة وفصائل معارضة من جهة اخرى، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي افاد بمقتل «سبعة مدنيين بقصف مدفعي لقوات النظام على قرية دير قانون في وادي بردى، في حصيلة هي الأعلى خلال يوم في المنطقة منذ بدء الهدنة» على الجبهات الرئيسية في سورية منذ 30 الشهر الماضي بموجب اتفاق روسي – تركي.
وتوتر الوضع الميداني في المنطقة اثر اغتيال رئيس لجنة التفاوض هناك اللواء المتقاعد احمد الغضبان، بعد 24 ساعة على تكليفه الإشراف على تنفيذ اتفاق مصالحة بين السلطات والفصائل، وفق «المرصد». وقتل الغضبان بعد هدوء نسبي اعقب الإعلان الجمعة عن التوصل الى الاتفاق الذي يتيح دخول فرق الصيانة لإصلاح الأضرار اللاحقة بمصادر المياه في بلدة عين الفيجة مقابل وقف العمليات العسكرية وخروج المقاتلين الراغبين في مغادرة الوادي.
وأفاد مصدر في وزارة المصالحة السورية عن «اتصالات ومساع جديدة بالتوازي مع العمل العسكري»، لكن الناطق باسم «الهيئة الإعلامية في وادي بردى» المعارضة عمر الشامي قال ان «الاتفاق يُعتبر ملغى من صباح اليوم (امس) بعدما خرقه النظام مرات خصوصاً بعد مقتل الغضبان». وتبادل طرفا النزاع السبت الاتهامات بالمسؤولية عن مقتل الغضبان الذي يتحدر من وادي بردى. وناشدت «الهيئة الإعلامية» وجمعيات مدنية في بيان فصائل المعارضة «عدم التوجه الى آستانة»، في وقت أبلغت مصادر معارضة ان انقرة واصلت ضغوطها على فصائل المعارضة لتشكيل وفدها و «مناقشة خروق وقف النار في آستانة»، رداً على اشتراط المعارضة التزام وقف النار في وادي بردى قبل بدء المفاوضات.
وحقق «داعش» تقدماً في الأطراف الجنوبية لمدينة دير الزور حيث يشن التنظيم منذ السبت هجوماً هو «الأعنف» منذ عام سعياً للسيطرة على كامل المدينة، وفق «المرصد»، وذلك «على رغم شن قوات النظام اكثر من 120 ضربة جوية» على مواقع التنظيم ومناطق الاشتباكات منذ صباح السبت. وأكد مصدر عسكري سوري في دير الزور ان «داعش حشد قواته لمهاجمة دير الزور بهدف تحقيق خرق ميداني فيها» و «فصل» المدينة عن المطار العسكري.
ونقلت وكالة انباء «انترفاكس» عن مصدر عسكري روسي ان نشاطاً مكثفاً يجري لتعزيز قدرات قاعدتي حميميم وطرطوس والحفاظ على وجود طويل الأمد فيهما. ولفت الى ان روسيا طورت نظام دفاع جوي «فعالاً جداً» في حميميم يستند الى انظمة صاروخية من طرازي «اس- 400» و «بانتسير»، وأن حميميم غدت «قاعدة جوية متكاملة مجهزة بكل المتطلبات اللازمة لأداء عملها في كل الظروف». وزاد المصدر ان عمليات واسعة تجري لتوسيع وتحديث قاعدة طرطوس التي تحولها موسكو من «مركز امداد وصيانة» الى قاعدة بحرية متكاملة.
«داعش» يشن هجوماً شرساً لعزل مطار دير الزور
بيروت ـ رويترز
شن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أشرس هجوم له منذ عام ضد منطقة حكومية محاصرة في مدينة دير الزور في محاولة لعزلها عن قاعدة عسكرية قريبة في معركة أدت إلى سقوط عشرات القتلى.
وذكر مصدر عسكري سوري إن القتال ضار، موضحاً أن «الهجوم هو من أقوى المحاولات التي بدأها داعش على المطار وعلى المنطقة. المعارك عنيفة حتى الآن..المعارك قوية جداً.. يبدو أن داعش حشد قوة كبيرة».
ووصف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» القتال بأنه «الأشرس في المدينة الواقعة في شرق سورية منذ عام وقال إن ما لا يقل عن 82 شخصا قتلوا». وأكد أن «داعش» قطع الطريق الذي يصل القاعدة الجوية ببقية المنطقة التابعة للحكومة وهو ما يعني أن الجيش لن يستطيع تزويد المدينة بالإمدادات إلا من طريق الجو فقط ما يضيق الخناق أيضاً على الأحياء السكنية في المدينة».
وأكد مصدر عسكري سوري أن «تنظيم داعش هاجم مواقع للجيش غرب المطار ما ادى الى انقطاع الطريق الواصلة بين المدينة والمطار» وهو ما اكده التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل.
وذكر ان «وحدات الجيش تشن في هذه الاثناء هجوماً معاكساً على المواقع التي سيطر عليها المسلحون لاستعادتها».
ويسيطر التنظيم منذ العام 2014 على اجزاء كبيرة من محافظة دير الزور النفطية والحدودية مع العراق
موسكو تعزز قاعدتي اللاذقية وطرطوس
موسكو – رائد جبر
أكدت موسكو أن قرار تقليص القوات الروسية في سورية لن ينسحب على الوجود العسكري في قاعدتي حميميم وطرطوس غرب سورية، ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن مصدر عسكري مطلع أن نشاطاً مكثفاً يجرى لتعزيز قدرات القاعدتين والمحافظة على وجود طويل المدى فيهما.
ولفت المصدر إلى أن روسيا طورت نظام دفاع جوي «فعالاً للغاية» في قاعدة حميميم يستند إلى نشر أنظمة صاروخية من طرازي «إس 400» و «بانتسير»، وأن قاعدة حميميم غدت «قاعدة جوية متكاملة مجهزة بكل المتطلبات اللازمة لأداء عملها في كل الظروف». كما تم نشر وحدات من الشرطة العسكرية فيها، مجهزة بـ «تقنيات متطورة للحماية والمراقبة والردع»، مشيراً إلى أن مهمات هذه الوحدات لا تقتصر على القاعدة الجوية وحدها بل تمتد إلى «كل ملحقاتها» من الأراضي والمنشآت التي تخضع لسيطرة عسكرية روسية بموجب اتفاق الوجود العسكري الروسي في سورية.
وزاد المصدر أن عمليات واسعة تجرى حالياً، لتوسيع وتحديث قاعدة طرطوس التي تقوم موسكو بتحويلها من «مركز إمداد وصيانة» إلى قاعدة بحرية متكاملة، بما يلزم ذلك من توسيع الأرصفة لاستقبال السفن الحربية الكبيرة، وإنشاء بنى تحتية متكاملة تحولها إلى مدينة عسكرية بحرية شاملة الإمكانات.
ولفت إلى أن القاعدة البحرية محمية بمظلة دفاع جوية متكاملة وفعالة تستند إلى نشر أنظمة «إس 300» الصاروخية ومجموعات السفن المرابطة على الشاطئ المحملة لنظام «باستيون» وهي صواريخ مجنحة، مشدداً على أن نظام الدفاع في قاعدة طرطوس «قوي جداً ويغطي الجو والبحر».
إلى ذلك، نقل موقع «روسيا اليوم» عن وزارة الدفاع الروسية قولها أن المنظمات الإنسانية الدولية لم تقدم أي مساعدة حقيقية لسكان حلب «على رغم غياب الأخطار التي كانت تهدد حياة العاملين من هذه المؤسسات في المدينة».
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة، اللواء إيغور كوناشينكوف في بيان: «مر شهر على تحرير حلب، لكن لا مساعدة حقيقية للسكان المدنيين من جانب المنظمات الإنسانية الدولية، وذلك في وقت تنبعث الحياة السلمية في المدينة، ويعود السكان إلى بيوتهم مخاطرين بحياتهم».
وأعربت الوزارة عن «دهشة كبيرة من غياب أي مبادرة خاصة بتقديم المساعدة لسكان المدينة»، ذلك بعد «فترة أبدت خلالها المنظمات الإنسانية اهتماماً بالغاً بحلب».
وتساءلت: «هل يعلم الموظفون في مصلحة الأمم المتحدة لشؤون تفكيك المتفجرات ومركز جنيف الدولي للعمليات الإنسانية لتفكيك المتفجرات، أن من الممكن العمل في حلب من دون أي تهديد للحياة منذ أواسط شهر كانون الأول (ديسمبر)، فيما تعد جميع الطرق قرب مداخل المدينة محررة وآمنة تماماً؟ بالطبع، يعلمون ذلك».
وأضاف البيان: «كما يعرف ذلك مسؤولون في منظمة يونيسيف وإدارة تنسيق العمل الإنساني، اللتين تعتبران هيئتين محوريتين في الأمم المتحدة معنيتين بتقديم المساعدات للأطفال والبالغين الذين عانوا من الأعمال القتالية».
وأشار كوناشينكوف إلى أن «المساعدات الأساسية ما زالت تمنح لسكان حلب من جانب المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتنازعة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري»، موضحاً أن هذه المنظمات «تقدم لمواطني حلب في شكل دوري أدوية ومواد غذائية ومياه شرب ومستلزمات صحية وملابس دافئة، كما تقدم لهم مساعدة إنسانية».
تجدد المعارك في وادي بردى و”داعش” يتقدم في دير الزور
المصدر: (و ص ف، رويترز)
تدهور الوضع الميداني أمس في وادي بردى قرب دمشق، حيث قتل سبعة مدنيين على الاقل بقصف مدفعي لقوات النظام، في حصيلة هي الاعلى خلال يوم واحد في المنطقة منذ بدء الهدنة قبل اكثر من اسبوعين.
وفي شرق البلاد، احرز تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) تقدما في الاطراف الجنوبية لمدينة دير الزور، حيث سيطر على عدد من التلال المشرفة على المطار العسكري الذي يحاول احكام قبضته عليه منذ اشهر طويلة.
وشهدت منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، الاحد اندلاع معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من “حزب الله” من جهة والفصائل المعارضة ومقاتلين من “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا) من جهة اخرى.
واحصى المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له مقتل “سبعة مدنيين على الأقل في قصف مدفعي لقوات النظام على قرية دير قانون في وادي بردى، في حصيلة هي الأعلى خلال يوم واحد في المنطقة منذ بدء الهدنة” التي تشهدها الجبهات الرئيسية في سوريا منذ 30 كانون الاول بموجب اتفاق روسي- تركي.
وبحسب الهيئة الإعلامية في وادي بردى، وهي شبكة أنباء محلية معارضة، استهدف القصف مركز تجمع للنازحين في القرية.
وتوتر الوضع الميداني في المنطقة منذ ليل السبت – الاحد اثر اقدام مسلحين مجهولين على اغتيال رئيس لجنة التفاوض في المنطقة اللواء المتقاعد احمد الغضبان، بعد 24 ساعة من تكليفه الاشراف على تنفيذ اتفاق مصالحة بين السلطات والفصائل.
وقال مصدر في وزارة المصالحة السورية انه “على رغم اغتيال المسلحين للواء أحمد الغضبان، لم تنهر التسوية بشكل كامل في وادي بردى”.
وتحدث عن “اتصالات ومساع جديدة بالتوازي مع العمل العسكري الجاري حالياً”.
الا ان الناطق الرسمي باسم “الهيئة الاعلامية في وادي بردى” عمر الشامي قال ان “الاتفاق يُعتبر ملغى من صباح اليوم بعد خرقه من النظام مرات عدة خصوصا بعد مقتل الغضبان”.
وتبادل طرفا النزاع السبت الاتهامات بالمسؤولية عن مقتل الغضبان الذي يتحدر من وادي بردى.
وفي شرق سوريا، حقق “داعش” تقدما على الاطراف الجنوبية لمدينة دير الزور حيث يشن الجهاديون منذ السبت هجوما هو “الاعنف” منذ عام سعيا للسيطرة على كامل المدينة.
وأوضح مدير المرصد عبد الرحمن أن التنظيم الجهادي “تمكن من التقدم في محيط مطار دير الزور العسكري وفي الاطراف الجنوبية للمدينة، حيث سيطر على عدد من التلال المشرفة على المطار”.
وياتي تقدم المقاتلين “رغم شن قوات النظام اكثر من 120 غارة جوية” على مواقعهم ومناطق الاشتباك منذ صباح السبت.
وبدأ المسلحون هجومهم السبت من محاور عدة في مدينة دير الزور التي يسيطر التنظيم المتطرف على اكثر من 60 في المئة من مساحتها ويحاصر مئتي الف من سكانها بشكل مطبق منذ عامين، معتمدا على “تفجير انفاق وارسال انتحاريين”.
تطوير القواعد الروسية
في غضون ذلك، نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية المستقلة عن مصدر لم تسمه أن موسكو تنوي تطوير وتوسيع قواعدها البحرية والجوية في سوريا فيما تسعى موسكو لترسيخ وجودها هناك.
وقال إن روسيا ستبدأ بإصلاح مدرج ثان في قاعدة حميميم الجوية قرب مدينة اللاذقية في حين سيتم تطوير قاعدة طرطوس البحرية لتتمكن من استقبال سفن أكبر مثل الطرادات.
واوضح أن روسيا ستنشر أنظمة صواريخ دفاعية أرض-جو من طراز “إس-300” فضلا عن قاذفات صواريخ “باستيون” في طرطوس.
جبهة الموصل
وعلى الجانب الآخر من الحدود، قال ناطق إن قوات مكافحة الإرهاب العراقية مشطت حرم جامعة الموصل لتطهيره من فلول “داعش” بعدما سيطرت على المنطقة بالكامل.
وأفاد بيان عسكري أن القوات سيطرت كذلك على منطقة أخرى على الضفة الشرقية لنهر دجلة في انتصارات من شأنها أن تؤدي إلى سيطرة القوات العراقية على مزيد من مناطق آخر المعاقل الرئيسية ل”داعش” في العراق .
وكانت قوات جهاز مكافحة الإرهاب قد دفعت مقاتلي التنظيم للتقهقر داخل حرم جامعة الموصل ذي الموقع الاستراتيجي وسيطرت على مبان عدة بينها كليات السبت في خطوة مهمة صوب استعادة الجزء الشرقي من المدينة بالكامل.
وصرح الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان “تم تحرير الجامعة بالكامل والآن القوات تقوم بمسح المجمع للبحث عن أي دواعش مختبئين”.
كيري ينتقد ترامب بسبب تصريحاته عن سياسة اللجوء الألمانية
واشنطن – (رويترز): قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اليوم الاثنين، إن من غير اللائق للرئيس المنتخب دونالد ترامب التدخل بشكل مباشر في سياسات دولة أخرى بوصفه قرار المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عام 2015 بشأن اللجوء بأنه “خطأ كارثي.”
وأضاف كيري للمذيعة كريستيان امانبور بشبكة (سي.إن.إن) “اعتقد صراحة أن من غير اللائق لرئيس منتخب للولايات المتحدة أن يتدخل في سياسات دول أخرى بطريقة مباشرة تماما وعليه أن يوضح ذلك”.
المعارضة السورية المسلحة ستذهب إلى مفاوضات الأستانة والهيئة العليا تدعمها
مقتل وجرح عشرات المدنيين بقصف مدفعي للنظام على وادي بردى وغارة على إدلب
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قالت مصادر من المعارضة السورية لـ»القدس العربي» إن الفصائل العسكرية المجتمعة في أنقرة ستعلن عن موافقتها على الذهاب إلى العاصمة الكازاخية أستانة للمشاركة في مفاوضات مع النظام السوري، برعاية تركية روسية بدون شروط عقب حصولها ضمانات من أنقرة وموسكو لتثبيت وقف إطلاق النار في مناطق سورية رغم خروقات النظام.
وأضافت المصادر أن المعارضة السورية أجلت مؤتمرها الختامي الذي كان مقررا انعقاده السبت لإعلان موقفها النهائي بسبب استمرار المشاورات مع «حركة أحرار الشام» التي لم توافق حتى الآن على المشاركة في المفاوضات.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات السورية أنهت السبت اجتماعاتها المنعقدة منذ يومين، من أجل اتخاذ موقف بشأن المحادثات المرتقبة في العاصمة الكازاخستانية أستانة، وأعلنت أنها تدعم الوفد العسكري المفاوض، واستعدادها لتقديم الدعم اللوجستي له.
جاء ذلك فيما قتل سبعة مدنيين على الأقل أمس الأحد بقصف مدفعي لقوات النظام السوري على منطقة وادي بردى شمال غرب دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل سبعة مدنيين على الأقل في قصف مدفعي لقوات النظام على قرية دير قانون في وادي بردى، في حصيلة هي الأعلى خلال يوم واحد في المنطقة منذ بدء الهدنة» في 30 كانون الأول/ديسمبر.
وتسبب القصف وفق المرصد بإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح بعضها خطرة، متوقعا ارتفاع حصيلة القتلى.
وبحسب الهيئة الإعلامية في وادي بردى، وهي شبكة أنباء محلية، استهدف القصف «تجمعا للنازحين».
وتجددت الأحد الاشتباكات في وادي بردى، بعد ليلة عنيفة أعقبت إقدام مسلحين مجهولين على اغتيال رئيس لجنة التفاوض في المنطقة اللواء المتقاعد أحمد الغضبان، بحسب المرصد.
وقتل 10 مدنيين وأصيب 21 آخرون بجروح، جراء غارة جوية استهدفت سوقاً، في بلدة معرة مصرين في مدينة إدلب، شمال غربي سوريا.
وقال محمد يحيى، المسؤول في الدفاع المدني (معارضة)، في إدلب، إن طائرة حربية تابعة للنظام السوري، شنت غارة على سوق في معرة مصرين في إدلب، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص بينهم نساء وأطفال، وإصابة 21 آخرين بجروح.
وأضاف يحيى أن فرق الدفاع المدني تسعى لإنقاذ العالقين تحت أنقاض المباني، وأن الغارة ألحقت أضرارا بجميع المحلات التجارية في السوق.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ اعتبارًا من 30 كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، بعد موافقة النظام والمعارضة، على تفاهمات روسية – تركية بهذا الخصوص.
لكن منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تواصل قوات النظام خروقاتها لوقف إطلاق النار، باستهداف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، لا سيما في الغوطة الشرقية في محافظة ريف دمشق، ومنطقة وادي بردى غربي دمشق، ومحافظة درعا، والريف الجنوبي لمحافظة حلب.
القتال في سوريا يهدد اتفاقا لإصلاح مصدر مياه العاصمة دمشق عقب اغتيال رئيس لجنة التفاوض
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري ومقاتلين متحالفين معه اشتبكوا مع معارضين في وادي بردى امس الاحد مما هدد بتعطيل خطط لإصلاحات في محطة ضخ تمد العاصمة السورية بالمياه.
وقال المرصد ومقره بريطانيا إن الجيش ومقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية حققوا مكاسب على حساب المعارضين في منطقة وادي بردى. ووصل القتال العنيف إلى مشارف بلدة عين الفيجة حيث تقع ينابيع المياه. وتابع المرصد أن قصف القوات الحكومية أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح في قرية دير قانون. وأصبحت منطقة وادي بردى الجبلية الواقعة شمال غربي دمشق جبهة قتال كبيرة في الحرب السورية وتسببت الأضرار التي لحقت بمحطة ضخ المياه في نقص حاد في إمدادات المياه في العاصمة منذ بداية العام.
وقال محافظ ريف دمشق يوم الجمعة إن مهندسين دخلوا عين الفيجة لإصلاح المحطة في إطار اتفاق أوسع نطاقاً يشمل خروج بعض المعارضين من وادي بردى وتسوية مع آخرين سيبقون هناك.
لكن المرصد قال إن الخطة خرجت عن مسارها مساء السبت بعد أن قتل مسلحون رئيس فريق تفاوض كان يراقب الاتفاق والإصلاحات.
وقالت وحدة الإعلام الحربي لحزب الله إن الجيش سيطر على بعض المواقع المطلة على عين الفيجة يوم السبت بعد أن استعاد قريتين قريبتين في الأيام القليلة الماضية واقترب من محطة المياه.
وخرجت محطة المياه من الخدمة في أواخر كانون الأول/ديسمبر. وقالت الأمم المتحدة إنها دمرت لأن «البنية الأساسية استهدفت عن عمد» لكنها لم توضح الطرف الذي استهدفها. وترك ذلك أربعة ملايين من سكان دمشق دون مياه شرب. وحذرت الأمم المتحدة من أن نقص المياه قد يؤدي إلى انتشار الأمراض. وقال معارضون ونشطاء إن قصفا حكوميا أضر بمصدر المياه. وقالت الحكومة إن جماعات معارضة لوثته بوقود الديزل مما دفع الدولة لقطع الإمدادات.
وأصبحت منطقة وادى بردى مركز القتال بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد المدعومة من روسيا وإيران والجماعات المعارضة التي تسعى للإطاحة به بعد أن سيطرت الحكومة على مدينة حلب بالكامل الشهر الماضي.
ويأتي القتال في وادي بردى رغم وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد بدأ العمل به يوم 30 كانون الأول/ ديسمبر وتوسطت فيه روسيا وتركيا وهي من الداعمين الرئيسيين للعديد من الجماعات المعارضة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 45 ألف شخص يسكنون منطقة وادي بردى وتعتقد المنظمة أن نحو سبعة آلاف نزحوا من المنطقة أثناء القتال في الفترة الأخيرة.
الى ذلك حقق تنظيم «الدولة» تقدما على الاطراف الجنوبية لمدينة دير الزور في شرق سوريا، رغم شن قوات النظام عشرات الغارات على مواقع الجهاديين الذين يسعون للسيطرة على كامل المدينة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تمكن تنظيم الدولة منذ بدء هجومه السبت من التقدم غرب مطار دير الزور العسكري وفي الاطراف الجنوبية للمدينة، حيث سيطر على عدد من التلال المشرفة على المطار» الذي يحاول الجهاديون السيطرة عليه منذ فترة طويلة.
واوضح عبد الرحمن ان تقدم التنظيم المتطرف جاء «رغم شن قوات النظام اكثر من 120 ضربة جوية على مواقع الجهاديين منذ صباح السبت، عدا عن القصف المدفعي العنيف»، مشيراً إلى «معارك عنيفة مستمرة الاحد بين الطرفين».
وبدأ تنظيم «الدولة» السبت هجوماً «هو الاعنف» منذ عام وفق المرصد، من محاور عدة في مدينة دير الزور التي يسيطر على أكثر من ستين في المئة من مساحتها ويحاصر مئتي الف من سكانها بشكل مطبق منذ عامين.
واعتمد التنظيم عند بدء هجومه وفق المرصد، على «تفجير انفاق وارسال انتحاريين»
وقال مصدر عسكري سوري في دير الزور السبت ان «تنظيم داعش حشد قواته لمهاجمة دير الزور بهدف تحقيق خرق ميداني فيها»، في محاولة لـ»قطع الطريق بين المدينة والمطار العسكري».
واضاف ان «الطيران الحربي استهدف خطوط امداد داعش في كل محاور المدينة».
وقتل 12 عنصراً على الاقل من قوات النظام وعشرون جهادياً خلال المعارك السبت، تزامناً مع مقتل ثلاثة مدنيين على الاقل جراء قذائف اطلقها الجهاديون على احياء تحت سيطرة قوات النظام، وفق حصيلة للمرصد.
سوريون: «المعارضة» أصبحت مجرد شعارات كـ«الممانعة» تماماً
محمد إقبال بلو
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: مازال سباق المعارضين السوريين عسكريين وسياسيين إلى موسكو مستمراً، بل إن الفريق الذي يتنبأ بالشمس التي ستشرق من موسكو يزداد عدداً، ويتنافس أفراده في مغازلة القوة الروسية التي أحدثت فرقاً واضحاً على الساحة السورية، بعد أن دعمت نظام بشار الأسد بكل ثقلها العسكري وصولاً إلى استعادة سيطرته على معظم الأراضي السورية.
فيديو جديد ظهر فيه أحد الضباط السوريين المنشقين عن النظام السوري، وهو يبرر القصف الروسي الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين السوريين، ويرى أن روسيا دولة عظمى غير طامعة بالأرض السورية، وإنما تهدف إلى إحلال السلام بين السوريين، ما أحدث ضجة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي وبين الناشطين السوريين، إذ اعتبر كثيرون منهم أن ما قاله العميد مصطفى الشيخ المنشق عن النظام منذ بدايات الثورة السورية صادماً وغير متوقع.
ويقول الناشط الإعلامي حسان الحلبي لــ»القدس العربي»: عندما يقوم عسكريون أو سياسيون سوريون بالمشاركة في مفاوضات ترعاها موسكو، فهذا عنوان مزيف، بل إن الحقيقة أنهم يفاوضون موسكو وذلك كونها أحد الأطراف الداعمة للنظام السوري وليست طرفاً حيادياً، ورغم ذلك من الممكن التغاضي عن الأمر فكثيراً ما تجري مفاوضات بين الأطراف المتحاربة، لكن ما هو غير طبيعي أن تقوم الضحية بتبرئة قاتلها قبل بدء التفاوض معه، فإن كان القاتل بريئاً فلمَ التفاوض؟
ويضيف حسان، أنه عندما قال معاذ الخطيب أن الشمس ستشرق من موسكو، تعرض لهجوم عنيف من قبل كل الشخصيات المعارضة، ورغم أنه كان مخطئاً إلا أن من هاجمهوه آنذاك هم أنفسهم الذين يقومون بمغازلة روسيا اليوم، ويحاولون التقرب منها على أمل حصولهم على دور في المرحلة المقبلة، كونهم أيقنوا أن الروس هم العنصر الأقوى في المعادلة السورية، لا سيما بعد التنازلات التركية الكثيرة التي حدثت بعد الانقلاب، والتي كان لها أكبر الدور في قلب الموازين على الأرض السورية، وعودة النظام إلى مناطق لم يكن يحلم بدخولها لسنوات. ويرى المعارض السوري محمود بيطار أن قضية المعارضة السورية اتخذت شكلاً مختلفاً في المراحل الأخيرة، ويتساءل من يعارض هؤلاء عندما يتوجهون إلى الروس، وينظر لهذا التوجه على أنه توجه للنظام بطريقة مختلفة غير مباشرة.
ويقول محمود بيطار لــ»القدس العربي»: إن قصة المعارضة أصبحت تشبه قصة الممانعة تماماً، إذ نجد أن بعض الشخصيات توجهت إلى النظام مباشرة ووضعت يدها في يده، مشيراً إلى نواف البشير، وشخصيات أخرى يبدو أنها شعرت بالحرج من التوجه للنظام بشكل مباشر فتوجهت إلى الروس، متسائلاً أين المعارضة في ذلك، ولماذا ما زالوا يصرون على تسمية أنفسهم بالمعارضين السوريين؟
ويضيف البيطار، أن تصريح مصطفى الشيخ الذي يعتبر فيه أن الفصائل العسكرية لا تفهم إلا لغة القوة، وأن روسيا ليست دولة محتلة، ظهر من خلاله وكأنه متحدث روسي رسمي وليس أحد الضباط المنشقين عن نظام الأسد، ويبدو أن الرجل يطمح لمنصب ما، أعتقد أن الروس سيقومون بمنحه إياه، بل أرى أنه سيكون له دور قوي في المرحلة المقبلة، رغم أنها مرحلة استهلاك الشخصيات أو إحراقها كما يقولون، ليأتي بعده من هو الرجل المعتمد عسكرياً من قبل الروس ليقود مجلساً عسكرياً جديداً.
ويعتقد الدكتور محمود بيطار أن المرحلة المقبلة مرحلة عسكرية تماماً، ولن تحتمل قيادات سياسية حقيقية، لهذا يسعى الروس لترتيبها على هذا الأساس، ومن الممكن أن يمنح الروس انتصاراً وهمياً أو رمزياً لهؤلاء فيما بعد، وإزالة بشار الأسد عن رأس السلطة في سورية مع الحفاظ على النظام نفسه، فيما لو تمكن بعض المعارضين المتسابقين إلى موسكو بإقناع روسيا أنهم سيحفظون مصالحها في سوريا، ويحفظون بقاءها، أما أية خارطة طريق أخرى تقضي بسحب للقوات الروسية أو بتضييق لصلاحياتها وقواعدها ونفوذها فهي غير قابلة للتحقيق.
ويستمر توجه الشخصيات المعارضة السورية إلى موسكو وصولاً لانعقاد مؤتمر أستانة، ومجريات ما بعد أستانة، إذ تحلم كل شخصية بالمكان الذي سيقوم الروس بحجزه لها، بينما الفصائل العسكرية تتوجه نحو التفاوض الخاسر بدفع من الأتراك وبضغوطات أصبحت معروفة لدى الجميع، بحسب الناشطين.
وعن تسابق المعارضة إلى موسكو، علق الدكتور زهير سالم على صفحته على «فيسبوك» قائلاً: «ثورتنا الحلوة في الأحضان: الحضن الأسدي، الحضن الروسي، الحضن الإيراني، ثورتنا المرة منتصبة على قدميها».
“العربي الجديد” ينشر كواليس من اجتماعات أنقرة للفصائل السورية
محمد أمين
رجحت كفة مُشاركة فصائل بالمعارضة السورية المسلحة في مؤتمر أستانة، المزمع عقده في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، بعد أسبوع من “مشاورات” مع الجانب التركي في أنقرة، في حين لم تحسم فصائل أمرها، وفي مقدمتها “حركة أحرار الشام”، مع تأكيدها على أن “عدم تمثيلها في الوفد المفاوض لا يعني عدم دعمها للمساعي التركية الروسية في وضع القضية السورية على سكة حل سياسي”.
وأكدت مصادر مطلعة في فصائل المعارضة السورية المسلحة أنه لم يحدث “انقسام حاد” بين هذه الفصائل حيال المشاركة من عدمها في مؤتمر أستانة، مشيرة في حديث مع “العربي الجديد”، إلى أن “عدم تمثيل بعض الفصائل في الوفد المفاوض لا يعني عدم دعمها له”، والذي يضم عسكريين معارضين وقادة فصائل قاتلت قوات النظام والمليشيات الإيرانية على مدى سنوات، وأجبرت الجانب الروسي على التعامل معها، بعد أن كانت موسكو تصنف بعضها في خانة “التنظيمات الإرهابية””.
وكانت وسائل إعلام معارضة قد أشارت، الاثنين، إلى أن اجتماعات أنقرة “التشاورية” بين ممثلين عن فصائل بالمعارضة المسلحة وشخصيات وناشطين مدنيين من جهة، وبين الجانب التركي من جهة أخرى، تمخضت عن انقسام واضح في الموقف اتجاه مساع تركية-روسية لجمع المعارضة والنظام على طاولة التفاوض في العاصمة الكازاخية أستانة.
وأكدت المعلومات المتطابقة أن الفصائل انقسمت إلى فريقين، رحّب الأول بالمشاركة، وحثّ على ذلك، فيما دفع الفريق الثاني باتجاه عدم الذهاب إلى أستانة، بسبب الخروقات المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل قوات النظام والمليشيات الطائفية، خاصة في منطقة وادي بردى شمال غربي دمشق.
وبدأت منذ أسبوع اجتماعات أنقرة بعد أيام من توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية بضمانة روسية تركية، من أجل تمهيد الطريق لمفاوضات أستانة، الهادفة بداية إلى تثبيت هذا الاتفاق على الأرض، والتأسيس لمفاوضات تضع خارطة طريق لحل دائم يتم اعتماده في مفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، ومن المنتظر أن تعقد جولة جديدة في الثامن من فبراير/شباط المقبل.
وذكرت مصادر كانت من ضمن المدعوين للمؤتمر أن الأجواء “كانت مريحة”، مشيرة إلى أن الجميع “تحدث بصراحة متناهية”، ومؤكدة أن الطرف التركي “لم يضغط، ولم يهدد المعارضة من أجل الموافقة على الذهاب إلى مؤتمر أستانة كرهاً”.
وأوضحت المصادر أن مسؤولين أتراكاً شرحوا، خلال الأيام الثلاثة الأولى من الاجتماعات، سلبيات عدم الذهاب إلى مؤتمر أستانة، مشيرين إلى أن إيران ترغب في انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، من أجل استكمال مشروعها في تهجير السنّة من سورية، والذين يشكّلون غالبية سكانها، وستتخذ من عدم ذهاب المعارضة إلى أستانة ذريعة لذلك.
وذكرت المصادر أن الأتراك أكدوا استعداد مليشيات إيران الطائفية لبدء معارك ضد المعارضة في عدة أماكن سورية، أبرزها ريف حلب الجنوبي للوصول إلى بلدتي كفريا والفوعا الشيعيتين بالقرب من مدينة إدلب شمال غربي سورية، وفي غوطة دمشق الشرقية لضرب طوق كامل على العاصمة دمشق.
وحذر المسؤولون الأتراك، وفق المصادر، من عمليات تهجير كبيرة سيقوم بها النظام وإيران في حال قررت المعارضة عدم دعم المساعي التركية الروسية من أجل عقد المؤتمر، موضحة أن الجانب التركي حذر من “نتائج كارثية” على الثورة والمعارضة السورية في حال ظهورها بمظهر معطل للمسار التفاوضي الجديد.
من جانبه، أشار الكاتب والناشط السياسي، أيمن هاروش، الذي كان حاضراً في اجتماعات أنقرة، إلى أن قادة الفصائل لم يصلوا إلى قرار واضح في الأيام المقررة لمشاورات أنقرة، وهي ثلاثة أيام، ما استدعى بقاءهم عدة أيام أخرى، حتى خرجوا بنتائج ترجح الذهاب إلى المؤتمر.
وذكر هاروش، في حديث مع “العربي الجديد”، أن “كل من حضر اجتماعات أنقرة هم من أهل الثورة، ولهذا كانت المناقشات صادقة وشفافة، مع تنوّع الطرح”، مؤكدا أن ذلك “يدل على أن الجهة الداعية والراعية تدرك تماما من هم أهل الثورة”.
وأكد المتحدث ذاته أن الجانب التركي “تلقّى الانتقادات والاعتراضات بكل رحابة صدر”، مشيراً إلى أن الموافقين والرافضين لمؤتمر أستانة “حريصون على الثورة”.
وذكرت مصادر أخرى مطلعة على مسار المحادثات أن الأيام الثلاثة الأخيرة من اجتماعات أنقرة، والتي ضمّت عسكريين وقادة فصائل، “كانت صعبة”، مضيفة: “كان الانقسام واضحاً ما بين مرحب بالمشاركة، وبين رافض، ومتحفظ”، مشيرة إلى أن هجوم قوات النظام و”حزب الله” اللبناني على منطقة وادي بردى، ضاربة اتفاق وقف إطلاق النار بعرض الحائط، ألقى بظلاله على المداولات، إذ رأى بعض القادة أن عدم تحمّل الجانب الروسي مسؤولياته كضامن للنظام في الاتفاق يؤكد عدم جدية موسكو وعدم تحمّسها للتوصل لحلول.
وبحسب المعلومات المؤكدة، فإن قادة الفصائل الذين وافقوا على الذهاب وجدوا أن المؤتمر، على ضآلة الآمال بنجاحه، ربما يُسهم في الحد من عمليات التهجير الواسعة للسوريين، التي تقوم بها إيران، وتعجز المعارضة عن إيقافها، في ظل اختلال ميزان القوى بشكل واضح لقوات النظام وحلفائه.
كما أن هذه الأصوات رأت أن المؤتمر سيكون فرصة كبيرة لتأكيد عدم رغبة النظام وإيران في حل سياسي، وهو ما يُعزز شراكة روسية تركية، ويوسع هوّة الخلاف بين روسيا وإيران، وهو ما يصبّ في صالح المعارضة السورية.
كما أن الفصائل التي أبدت موافقتها كانت قد أظهرت موقفاً يتطلع إلى قبول حركة “أحرار الشام” الذهاب إلى موسكو، كونها “الأخت الكبرى”، والتي تمتلك حضوراً عسكرياً وشعبياً في الشارع الثوري السوري، ما يخوّلها منح المشاركة “شرعية”، مشيرةً إلى أن عدم حسم الحركة لمسألة المشاركة لعب دوراً في “شحن الأجواء” وتأخير اتخاذ القرار.
علوش رئيساً لوفد أستانة.. وأحرار الشام: المحادثات متواصلة
محمد أمين، جلال بكور
قالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن المعارضة السورية المسلحة منقسمة حول الذهاب إلى اجتماع أستانة في كازاخستان،، بينما أكدت مصادر أنّ القيادي في جيش الإسلام، محمد علوش، سيكون على رأس وفد أستانة.
إلى ذلك، قالت حركة أحرار الشام الإسلامية إن المحادثات، التي تستضيفها أنقرة، بشأن المشاركة في اجتماعات أستانة لا تزال مستمرة.
وفي حديث لـ”العربي الجديد”، قال الناطق العسكري لحركة أحرار الشام، أبو يوسف المهاجر، تعليقاً على ذهابهم إلى أستانة: “لا يزال الأمر قيد المباحثات والمشاورات، ولا يمكننا أن نؤكد الذهاب من عدمه حتى الآن”.
وكان قيادي في المعارضة السورية قد أكّد لـ”العربي الجديد” في وقت سابق، أن حركة أحرار الشّام تريد تثبيت وقف إطلاق النار قبل الذهاب إلى أستانة، ووقف الخروقات التي تقوم بها قوات النظام والمليشيات الإيرانية في الغوطة وادي بردى بريف دمشق تحديداً.
كما ذكرت مصادر، أنّ ممثلي وفود المعارضة المجتمعة في أنقرة اختارت محمد علوش، ليكون رئيساً لوفد المعارضة السورية في محادثات أستانة، ومن المتوقع أن يضم الوفد ممثلين عن الفصائل العسكرية والمعارضة السياسيّة.
وكانت فصائل من المعارضة السورية المسلحة وممثلين عن أطياف المعارضة السوريّة الأخرى، بدأوا في عقد نقاشات حول الذهاب إلى أستانة مع الجانب التركي في أنقرة يوم الأربعاء الماضي.
ومن المقرر أن ينعقد مؤتمر أستانة يوم 23 من يناير/كانون الثاني الجاري، بحضور ممثلين عن النظام السوري برعاية روسيا وتركيا.
رحيل المبدع السوري ممتاز البحرة مبتكر “باسم ورباب“
عدنان عبد الرزاق
غيّب الموت، اليوم الاثنين، التشكيلي السوري محمد ممتاز البحرة (1938-2017)، بعد صراع مع المرض خلال سنواته الأخيرة التي قضاها في “دار السعادة للمسنين”.
وعرف البحرة بريادته في مجال رسوم أدب الأطفال على المستوى العربي. كما رسم شخصيات كتب المدارس، وترك إرثاً من رسومات الكاريكاتور التي تسببت في الحكم عليه بالإعدام في ستينيات القرن الماضي، فضلاً عن رسومات بانورامية أبرزها لوحة “ميسلون” المعروضة في بانوراما الجندي المجهول على سفح جبل قاسيون بمدينة دمشق، ومشاركته في تأسيس أهم مجلات الأطفال بسورية، كمجلتي “أسامة” و”سامر”.
وينتمي الفنان الراحل إلى عائلة دمشقية معروفة، لكنه ولد في مدينة حلب بتاريخ 9 مايو/أيار 1938، حيث كان يعمل أبوه، محمود البحرة، مفتشاً لمادة التربية الرياضية بحلب وقتذاك، وعاش أحزانا متتالية بفقد والده ثم وفاة أخيه خلال سفره للدراسة في ألمانيا، لينطبع بمسحات من الحزن، كان يلمسها المقربون منه رغم إيثاره ألا تتجلى في لوحاته.
درس البحرة الفنون في مصر، إبان الوحدة، لكن وفاة والده في السنة الدراسية الرابعة والانفصال بين الإقليمين حالا دون إنهاء دراسته في مصر، ليعود إلى سورية ويكمل بكلية الفنون بجامعة دمشق.
وبدأ مشواره العملي بالتدريس في مدينة الحسكة، شمالي شرق سورية، قبل أن يدرس بمعهد إعداد المدرسين وبمدارس عدة بمدينة دمشق، بيد أن تضارب التدريس مع عمله الفني، دفعه للاستقالة مبكراً، ليبدأ مشوار رسم الكاريكاتور والرسوم المرافقة للمواد الصحافية، في مجلات وجرائد عدة، منها جريدة “الصرخة” السورية ومجلة “الجندي” وصحيفة “الطليعي”، وهي الفترة الأخطر في مسيرته، وفيها اعتقل وحكم عليه بالإعدام الذي أنقذته منه “ثورة الثامن من آذار” 1963 بسورية، وقت تغلُّب البعثيين على الناصريين.
وواصل البحرة إبداعه وجرأته في رسم الكاريكاتور، ما جلب عليه المزيد من المضايقات وصلت حد تهديده وأسرته، فاعتزل الكاريكاتور مطلع ثمانينيات القرن الماضي لفترة، لكنه سرعان ما عاد إليه لينفذ معرضاً يفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ويؤرخ على طريقته للانتفاضة.
ولعل الرسم التبسيطي لتعليم الأطفال، أهم ما ميز الفنان الراحل، وطبع اسمه في ذاكرة السوريين، إذ رسم للكتب المدرسية، وهو من أوجد شخصيتي “باسم ورباب” في كتب المرحلة الابتدائية، والتي يتأثر بها السوريون حتى اليوم، كما رسم للمسلسلات المصورة (الكوميكس)، فضلاً عن إبداعاته بأهم مجلات الأطفال “أسامة” و”سامر”.
وأمضى الراحل آخر سنواته في “دار السعادة للمسنين” بدمشق، وكان قلما يزوره خلالها الأصدقاء، ما زاد من مسحة الحزن المتأصلة بداخله، كما لم يكرّم خلال حياته سوى من الأصدقاء، إذ أهدى الفنانان موفق قات ومحسن شركس معرضهما “إلى الفنان المعلم ممتاز البحرة”، كتحية حب وتقدير لمكانته الفنية والإنسانية في الوسط التشكيلي السوري.
وعن دوره في رسوم الأطفال، يقول المتخصص في الفنون، عبد الرزاق كنجو: “كان البحرة متمكنا بخطوطه اللّينة التي أغناها بألوانه الزاهية المحببة لإدراك التلميذ في هذه المرحلة الأولى، فرسم علم البلاد يخفق في السماء الزرقاء الصافية، كما رسم الأب الكادح والأم وهي تعدّ الطعام لأطفالها، ورسم النجار حاملا المنشار، والمعلّم أمام السبورة، والجندي على دبابته، كل ذلك في مواقف تدعو التلميذ لتكريس القيم والمبادئ التعليمية والتربوية”.
ويضيف كنجو لـ”العربي الجديد”: “كان يجيد رسم الأشخاص بكافة الوضعيات التشريحية للجسم مع المحافظة على الأزياء المحلية وتطريزاتها، كما تميّز برسم اليدين وحركاتها التعبيرية بأسلوب واضح ومبسّط”.
وحول ما يشبه العزلة التي قضى البحرة آخر سنين عمره بها، قال كنجو: “قد يكون مبعث ابتعاده عن الناس، العتب الكبير على مجتمع لم يقدّر له مساهماته الفريدة. كان يزوره أحيانا قلّة من الأصحاب في مكان إقامته بدار المسنين، ويصطحبونه في مشاوير وجلسات قصيرة لإخراجه من عزلته، وكان يسعد بها كثيرا. حتى أنه قال: إذا عدت للرسم في يوم ما فسيكون بسبب هذا التكريم ومحبة الأصدقاء”.
العربي الجديد
“البوكر 2017”: قائمة طويلة متوقعة
أبوظبي ــ العربي الجديد
لا تخرج قائمة ترشيحات “الجائزة العالمية للرواية العربية”، عن التوقّعات، إلاّ لماماً، وبات معروفاً أن هناك عوامل عدّة تقف وراء مخرجاتها، إذ يبدو سوق النشر شبه محتكَر لدور بعينها يترشّح إصدار أو أكثر عنها كل عام، وربما يعود ذلك إلى نظرة مسبقة تعتبر ما ينتجه بعض الناشرين “مهمّاً” بغض النظر عن محتواه.
ولا يبتعد الإعلام بتأثيراته عبر تكريسه أسماء باتت مرشحّة على الدوام لهذه الجائزة وغيرها، ما يعكسه إعلان “البوكر”، اليوم الإثنين، عن القائمة الطويلة للروايات المرشّحة لنيل جائزتها لعام 2017.
تشتمل القائمة على 16 رواية صدرت خلال السنة الماضية، وتمّ اختيارها من بين 186 رواية ينتمي كتابها إلى 19 بلداً عربياّ، وهي تعكس تنويعاً جغرافياً بات “متقصّداً” لدى جوائز الرواية العربي ويكون على حساب معايير أخرى، في بعض الأحيان.
ثلاثة أسماء مرشّحة سبق أن وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة، هم: سنان أنطون، وأمير تاج السر، ومحمد حسن علوان، وخمسة أُدرجوا على القائمة الطويلة في دورات سابقة، هم: إسماعيل فهد إسماعيل، وعبد الكريم جويطي، ورينيه الحايك، وإلياس خوري، ومحمد عبد النبي.
وتضمّ القائمة الروايات التالية: “منتجع الساحرات” عن “الساقي” لـ أمير تاج السر من السودان، و”فهرس” عن “منشورات الجمل” لـ سنان أنطون و”مقتل بائع الكتب” عن “دار ومكتبة سطور” لـ سعد محمد رحيم و” سفاستيكا” عن “دار ومكتبة سطور” لـ علي غدير و”أيام التراب” عن “دار التنوير” لـ زهير الهيتي من العراق، و”زرايب العبيد” عن “الساقي” لـ نجوى بن شتوان، و”المغاربة” عن “المركز الثقافي العربي” لـ عبد الكريم جويطي و”هوت ماروك” عن دار العين لـ ياسين عدنان من المغرب.
إضافة إلى “سنة الراديو” عن “دار التنوير” لـ رينيه الحايك و”أولاد الغيتو – اسمي آدم” عن “دار الآداب” لـ إلياس خوري من لبنان، و”في غرفة العنكبوت” عن “دار العين” لـ محمد عبد النبي و”باولو” عن “دار التنوير” لـ يوسف رخا من مصر، و”مذبحة الفلاسفة” عن “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” لـ تيسير خلف من سورية، و”موت صغير” عن الساقي لـ محمد حسن علوان من السعودية، و”غرفة واحدة لا تكفي” عن “ضفاف” لـ سلطان العميمي من الإمارات، و”السلبيات” عن “نوفا بلس” لـ إسماعيل فهد إسماعيل من الكويت.
يُذكر أن الرواية الفائزة بالجائزة تُمنح خمسين ألف دولار أميركي، إضافة إلى عشرة آلاف دولار لباقي الروايات على القائمة القصيرة.
تعثر “درع الفرات”.. و”داعش” يستقدم أسلحة من تدمر
عدنان الحسين
على الرغم من تكثيف سوية العمليات العسكرية، خلال الأسبوع الماضي، في محيط مدينة الباب، إلا أن ذلك لم يترجم عملياً بتقدم على الأرض. وكان الجيش التركي قد زجّ بـ8 آلاف عنصر من القوات الخاصة، إلا أنها لم تشارك، حتى الآن، بشكل فعلي في الهجوم على مدينة الباب.
وتمكن مقاتلو الجيش الحر من تحقيق إلتفاف واسع في محيط بلدة قباسين، بعد سيطرتهم على قرية السفلانية جنوبيها. وجاء ذلك بعد تقسيم القطاعات العسكرية بين الجيش التركي والجيش الحر، بحيث تسلم الحر زمام المعارك في محيط قباسين وبزاعة وأصبحت مهمته السيطرة عليهما، بينما أضحت مهمة الجيش التركي السيطرة على الباب بعد تنفيذه إلتفافاً مشابهاً على المدينة من الجهة الغربية الجنوبية.
وتواصل غرفة عمليات “درع الفرات” التابعة للجيش الحر، مدعومة بقوات خاصة تركية، للشهر الثاني على التوالي، عملياتها العسكرية في محيط مدينة الباب السورية شمال شرقي حلب، ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ورغم التعزيزات العسكرية الضخمة للجيش التركي، والمحاولات المكثفة منذ بداية العام 2017، لم تستطع “درع الفرات” إحراز أي تقدم عسكري واضح، في مرحلتها الثالثة الهادفة إلى السيطرة على مدينة الباب. وفي ظل التعثر، الأول من نوعه، الذي يواجه العملية، فإن تحدياً حقيقياً بات يواجه العملية العسكرية التركية الداعمة للجيش الحر.
القيادي في غرفة عمليات “درع الفرات” النقيب مصطفى الشيوخ، قال لـ”المدن”، إن السبب الأبرز لبطء سير المعارك في محيط الباب، يعود إلى الدعم الذي تلقته “الدولة الإسلامية” من نظام الأسد وروسيا، بعد سيطرته على أسلحة متطورة في تدمر، من بينها مضادات للدروع، باتت تعيق تقدم قوات “درع الفرات”. وأوضح الشيوخ، أن “داعش” حصل أيضاً على أسلحة كيماوية، استخدمها مرات متعددة في قذائف المدفعية ضد “درع الفرات” أدت إلى حالات اختناق بين عناصر الجيش الحر في محيط الباب.
المنسق الإعلامي للجيش الحر شمالي سوريا، يحيى مايو، قال لـ”المدن”، إن سبب التعثر في السيطرة على الباب، يعود إلى أن أسلوب تنظيم “داعش” بات معلوماً؛ و”منذ أوائل معاركنا معه في تحرير الريف الشمالي، في العام 2014، يعتمد التنظيم على الانسحابات السريعة، وإعادة التموضع، وهذا ما حصل حينها أثناء انسحابه من أعزاز وريفها ومدينة حلب قبلها”.
وأوضح مايو، أن كافة قوات “داعش” التي انسحبت من المنطقة الممتدة من جرابلس وصولاً إلى الراعي، انتقلت إلى الباب، و”لم تكن في استراحة إنما في ظرف إعادة تموضع”. انتشال التنظيم للافتة الطرقية لبلدة دابق، ووضعها في مدينة الباب، هو شحن عقائدي جديد لمقاتليه، بأن الملحمة في الباب، هذا بعيداً عن المعارك السياسية ووضع العصي في عجلات “درع الفرات من قبل أطراف دولية باتت معلومة”.
ويضيف مايو، أن معارك المدن ليست سهلة، خاصة أن فصائل الحر منذ أول عملياتها في “درع الفرات” اتبعت أسلوب الجيوش النظامية لا العصابات، فالمدرعات والطائرات التابعة للجيش التركي، لايمكنها ردع مجموعة من التنظيم تتمركز في كتل من المباني الملغمة. فالمعركة بحاجة إلى الوقت، والفصائل تحاول رسم استراتيجيات جديدة مناسبة تجدي نفعاً.
في المقابل، يبدو أن تنظيم “داعش” وضع كل ثقله من أجل عدم خسارة مدينة الباب، والتشبث بها، لاعتبارات عسكرية وجغرافية، فهي بوابة الشرق، وعقدة المواصلات. واستقدم التنظيم مدرعات وسلاحاً ثقيلاً من مدينة تدمر، من بينها دروع ودبابات وعربات مصفحة وصواريخ مضادة للطيران من طراز “سام” وغيرها من الذخائر. ولم يكتف التنظيم بجلب السلاح، بل زج بـ”قوات النخبة”، وهي لواء من “القوات الخاصة” بقيادة ضابط الاستخبارات السابق عمر الطاجيكي، بهدف تعزيز دفاعات التنظيم في المدينة. كما دفع التنظيم بتعزيزات بشرية، رافقها شحن عقائدي من قبل القائد العسكري للمعركة في الباب، الأمير العسكري أبو عمر الكردي، الذي رسّخ في ذهن مقاتليه بأنه من المستحيل الانسحاب من المدينة، إذ يجوز الانسحاب أمام “التحالف الدولي” وغيره كونه من الـ”كفار”، ولا يجوز الانسحاب أمام الجيش التركي والجيش الحر، كونهم “مرتدين”، كما أن العودة إلى “الملحمة الكبرى” في دابق، يستلزم الحفاظ على مدينة الباب.
الأهمية العسكرية والعقائدية للمعركة، توازيها أهمية معنوية؛ فمعظم قادة التنظيم البارزين يقطنون في مدينة الباب، كما أن معظمهم تزوجوا نساءً من المدينة، من بينهم البغدادي. ولا يزال التنظيم يمنع خروج أي مدني من المدينة، ومن مناطق سيطرته عموماً، باتجاه مناطق سيطرة الجيش الحر. ولقي الأحد نحو 11 مدنياً مصرعهم وأصيب العشرات، نتيجة تفجير التنظيم سيارة مفخخة في قرية جب الرازي شمال شرقي الباب، وهي قرية قريبة من نقاط عبور الفارين من مناطق سيطرة التنظيم.
من جهتها، مليشيات النظام استغلت القتال المستمر بين “داعش” و”درع الفرات” لتنفيذ عمليات قصف مكثفة على بلدتي مسكنة ودير حافر في ريف حلب الشرقي، واللتين تشكلان بوابة الرقة عاصمة التنظيم، ما تسبب في نزوح نحو 40 ألف مدني منهما، وسقوط عشرات القتلى والجرحى.
والواضح أن مليشيات النظام تسعى إلى وقف تقدم الدور التركي مستقبلاً، وذلك عبر قطع الطريق عليه في بلدتي ديرحافر ومسكنة، والتي تبدو عملية السيطرة عليهما سهلة نوعاً ما في حال قررت المليشيات شنّ هجمات برية.
من هم المشاركون في محادثات الأستانة؟
وافقت بعض فصائل المعارضة السورية المجتمعة في العاصمة التركية أنقرة، على المشاركة في محادثات الأستانة، المقررة في 23 كانون الثاني/المقبل، وسيرأس وفدها رئيس المكتب السياسي في “جيش الإسلام” محمد علوش.
ونقلت “رويترز” عن علوش قوله، إن مشاركة “جيش الإسلام” في المحادثات، تأتي بهدف “تحييد الدور الإجرامي” لإيران في سوريا.
والفصائل التي وافقت على المشاركة هي: فيلق الشام، فرقة السلطان مراد، الجبهة الشامية، جيش العز، جيش النصر، الفرقة الأولى الساحلية، لواء شهداء الإسلام، تجمع فاستقم كما أمرت، جيش الإسلام.
أما الفصائل التي رفضت المشاركة فهي: حركة أحرار الشام الإسلامية، وصقور الشام، وفيلق الرحمن، وثوار الشام، وجيش إدلب الحر، وجيش المجاهدين، وحركة نور الدين زنكي.
ومن المقرر أن يتوجه وفد تركي إلى موسكو، لإبلاغ الجانب الروسي بقائمة أسماء المشاركين عن فصائل المعارضة، إلى جانب أسماء الوفد التقني الذي سترسله الهيئة العليا للمفاوضات.
وكانت الفصائل التي أعلنت موقفها من محادثات الأستانة، قد وافقت في 29 كانون الأول/ديسمبر 2016، على اتفاق وقف إطلاق النار الشامل في سوريا، وتضمّن قبول الفصائل بإطلاق محادثات مع النظام في العاصمة الكازخستانية، برعاية تركية وروسية.
وبحسب القائمة التي نشرتها وزارة الدفاع، فإن الفصائل هي:
فيلق الشام
يضم 19 فصيلاً، ويبلغ إجمالي عدد المقاتلين 4 آلاف، وينشط في أرياف حلب وإدلب وحماة وحمص.
حركة أحرار الشام الإسلامية
تضم الحركة نحو 80 فصيلاً، ويبلغ إجمالي عدد المقاتلين قرابة 16 ألفاً، وتنشط في أرياف حلب ودمشق ودرعا وإدلب واللاذقية وحماة وحمص.
جيش الإسلام
يضم 64 فصيلاً، ويبلغ إجمالي عدد المقاتلين 12 ألفاً، وينشط في أرياف حلب ودمشق ودرعا ودير الزور واللاذقية وحماة وحمص.
كتائب ثوار الشام
تضم 8 كتائب، ويبلغ إجمالي عدد المقاتلين 2500، وتنشط في أرياف حلب وإدلب واللاذقية.
جيش المجاهدين
يضم 13 فصيلاً، ويبلغ إجمالي عدد المقاتلين نحو 8 آلاف، وينشط في أرياف حلب وإدلب وحماة.
جيش إدلب الحر
يضم 3 فصائل، و ويبلغ إجمالي عدد المقاتلين قرابة 6 آلاف، وينشط في ريف إدلب.
الجبهة الشامية
تضم 5 فصائل، ويبلغ إجمالي عدد المقاتلين نحو 3 آلاف، وتنشط في أرياف حلب وإدلب ودمشق.
أوباما عن ميراثه السوري: لست نادماً
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه “غير نادم” على رسمه “خطاً أحمر” حيال استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، وتراجعه عن تنفيذ تهديده بضرب النظام السوري في أعقاب مجزرة الغوطة الكيماوية في آب/أغسطس 2013، معتبراً أن ما يهم واشنطن هو تخلّص النظام السوري من ترسانته الكيماوية.
و”الخط الأحمر” أصبحت عبارة يطلقها معارضو الرئيس الأميركي لسياسته في سوريا، للإشارة إلى فشله الواضح في إدارة الأزمة، وإفساح المجال أمام روسيا للعب دور أكبر على الساحة السورية.
وقال أوباما في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” الأميركي،على محطة “سي بي أس”، الأحد: “لست نادماً على الاطلاق على القول انه اذا رأيت (الرئيس السوري) بشار الاسد يستخدم اسلحة كيماوية ضد شعبه فإن هذا يمكن أن يغير من تقييمي في ما يتعلق بما كنا مستعدين، أو غير مستعدين لفعله، في سوريا”، كاشفاً أنه ارتجل العبارة التي لم تكن موجودة أصلاً في النص المكتوب.
وتابع الرئيس الأميركي، في آخر مقابلة تلفزيونية، يجريها قبل خروجه من البيت الأبيض “كنت سأرتكب خطأ فادحاً لو قلت إن الأسلحة الكيماوية لن تغير في الواقع حساباتي”. وأضاف “على الرغم مما انتهى إليه الامر في الإعلام، اعتقد إنه في عالم واشنطن السياسي، ما هو حقيقي هو أن الأسد تخلص من أسلحته الكيميائية”.
في سياق آخر، خفّف الرئيس الأميركي من تداعيات امتناع بلاده عن التصويت على قرار للأمم المتحدة يطالب بإنهاء الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، مؤكداً أن هذا لم يسبب “تمزقاً كبيراً” في العلاقات مع إسرائيل. وأضاف أوباما “إذا كنت تقول إن رئيس الوزراء نتنياهو غضب فإنه غضب مراراً خلال رئاستي”.
وجدّد الرئيس الأميركي موقفه حيال المستوطنات، وقال إنها “جعلت من الصعب تخيل إقامة دولة فلسطينية”، كما جاء في حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
موسكو:الأستانة لا تتحمل ثلاثة
بسام مقداد
تحت عنوان ” في المعارضة السورية يرحبون بعملية عسكرية روسيية برية ” تحدثت وكالة إنترفاكس الرسمية يوم الجمعة المنصرم في 13 الجاري عن وفد للمعارضة السورية يزور موسكو . ونقلت عن رئيس الوفد ، الجنرال السابق في القوات المسلحة السورية مصطفى الشيخ ، تصريحاً دعا فيه “القوات المسلحة الروسية إلى دخول سوريا ، إلى كل زاوية في سوريا ، ونحن مستعدون لاستقبالها ، إذا كانت ستدخل لإقامة السلام في بلدنا”. وقد جاء كلام الجنرال الشيخ في معرض رده على سؤال من قبل الصحافيين عن إمكانية حصول عملية برية روسية في سوريا .
وتقول الوكالة ، أن الشيخ ذكَّر بأن “الوحدات الشيشانية سبق أن شاركت في عمليات مختلفة ، ولا سيما ، في تحرير حلب” . ونقلت عنه قوله ” لكنني مقتنع ، مع ذلك ، أن روسيا ليست (دولة) إحتلال” .
من جانب آخر كانت صحيفة “novaia gazeta” المعارضة قد نشرت الخميس الماضي في 12 الجاري تحقيقاً قالت فيه ، أنها قد عثرت على وثائق “تؤكد إعداد العسكريين الروس للمشاركة في عملية عسكرية برية في سوريا” . والوثائق عبارة عن كتيبين صغيرين في إرشادات السلوك ، الذي ينبغي أن يتبعه العسكري في سوريا . وقد تم توزيعهما على العسكريين في الفيلق 46 للمهمات العملانية التابع للحرس الوطني الروسي . ويقول المصدر العسكري ، الذي أرسل للصحيفة هذين الكتيبين وتكتم على ذكر اسمه ، بأنهم يعدون العسكريين الشيشان من هذا الفيلق ” لمهمة في سوريا” .
ويبدو من خلال هذا “التسريب” من قبل عسكري إلى صحيفة معارضة ، ومن خلال تصريح الجنرال السوري “المعارض” ، أن روسيا بصدد الإعلان رسمياً عن وجودها العسكري على الأرض في سوريا ، وليس في الجو فحسب . فنهج التكتم الرسمي على المشاركة الفعلية لقواتها على الأرض في سوريا ، على غرار ما اتبعته في شرق أوكرانيا ، تضطر الآن لتغييره على أبواب مؤتمر الأستانة لتقاسم حصص النفوذ في سوريا مع شركائها الألداء ، إيران وتركيا . فقد كانت تشكو روسيا خلال الفترة الماضية من أن إيران والمنظمات الشيعية الحليفة لها ، وكذلك الجيش النظامي السوري ، يصورون المشاركة الروسية في النزاع السوري بأنها تكاد تقتصر على توفير الغطاء الجوي لمعاركهم ، التي يحددونها هم على الأرض . وقد دأبت أجهزة الإعلام الروسية خلال الأشهر الأخيرة على توجيه الإنتقادات اللاذعة ، في كثير من الأحيان ، إلى حلفائها في الحرب السورية ، وتشير ، بالتفصيل، إلى أوجه القصور ، الذي يبديه هؤلاء في المعارك على الأرض ، وتذكرهم بأنهم لا يخوضون معركة “قبل ان يروا في الجو “نسراً معدنياً يحمل نجمة حمراء على هيكله”.
وسواء عُقد مؤتمر أستانة أم لم يعقد في موعده ، وسواء نجح في وقف العمليات العسكرية في كل الأراضي السورية أم لم ينجح ، إلا أن من الواضح لروسيا ، كما للجميع ، أن المقتلة السورية دخلت مرحلة جديدة تحتم على روسيا سلوكاً مختلفاً مع حلفائها . فقد أعلنت روسيا في الأيام الأخيرة عن حلف ثنائي مع تركيا ضد ايران ، وتذكر في الآن عينه ، بأن تاريخ علاقاتها مع تركيا هو تاريخ حروب متواصلة بلغ عددها 12 حرباً ، على قول صحيفة “Kommersant” الروسية.
فقد كتبت هذه الصحيفة المستقلة في 10 الشهر الجاري مقالة تحت عنوان “الأستانة لا تتحمل ثلاثة” تقول فيها ، بأن اللاعبين الإقليميين الثلاثة ، روسيا وتركيا وإيران ، قد ثبتوا لأنفسهم الدور الريادي في تحديد مستقبل سوريا . لكن بعد الإعلان عن الهدنة على الجبهة السورية ، تشكل داخل المثلث المذكور “تحالف ثنائي روسي ــــــ تركي” . وبالنسبة لموسكو ، حسب الصحيفة ، فإن التحالف مع أنقرة يكتسب أهمية أساسية ، إذ يسمح بحل عدة مهمات في آن : ” عدم التنازل للغرب عن المبادرة في التسوية السورية ، إضافة إلى الحد من دور إيران ، الذي تتمثل مهمته في الحصول ، نتيجة للمفاوضات في استانة ، على ضمانة للمحافظة على سلطة بشار الأسد إلى أجل غير مسمى ” .
وبعد أن تعدد الصحيفة الصعوبات الكامنة في مواقف الأطراف المختلفة المشاركة في لقاء الأستانة من بعضها البعض ، تسخر من اتهام الرئيس السوري لأردوغان “بانتهاك الديموقراطية ، وبأنه زج معتقلين سياسيين في السجون ، أكثر مما فعلت الدول العربية مجتمعة” . وتقول ، بأن العملية المشتركة بين روسيا وتركيا في مدينة الباب تهدد بتوسيع التمايز داخل مثلث موسكوـــ أنقرة ــــ طهران . ولم تتخلَ طهران عن موقفها السابق في اتهام تركيا بعدم شرعية تواجد جيشها على الأراضي السورية ، على “العكس من فصائل حزب الله الشيعي ، حليف طهران” .
وفي السياق عينه كتب موقع “svobodnaia pressa” الروسي المتشدد في 15 الشهر الجاري مقالة تحت عنوان “طهران ضد تحالف روسيا مع أنقرة” يقول فيها ، بأن إيران قلقة من التقارب بين روسيا وتركيا .
وينقل الموقع عن الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط سيرغي بالماسوف قوله ، بأن التقارب بين روسيا وتركيا في المسالة السورية هو “سيناريو سلبي فعلياً ، بالنسبة لإيران “. ويشير هذا الخبير إلى أن القيادة العسكرية ـــ السياسية الروسية ، وبوساطة الممثلين الأتراك ، قد بدأت في الوقت الراهن العمل مع ” المعارضة السورية المسلحة الحقيقية ، وليس مع الدمى من دمشق واللاذقية ” . ومن المنطقي ، برايه ، أن تعمد روسيا مع تركيا إلى تقسيم جبهة المعارضة ، وإلا فإن القتال ضد الجميع دون تمييز “يمكنه أن يفضي إلى السقوط”. ألا أن هذا الأمر يثير ردة فعل سلبية من جانب إيران ، التي تمثل الحرب في سوريا ، بالنسبة لها ، حرباً مع كل العالم السني ، عملياً ، وليس مع مع المملكة العربية السعودية فقط ، كما يرغبون في تصوير الأمرعادة .
ويقول بالماسوف ، أنه إذا ما أخذنا بالإعتبار ، أن الصراع السوري ينظرون اليه في العالم الإسلامي الآن على أنه صراع إيران الشيعية ضد البلدان السنية ، فإن لدى موسكو القليل من نقاط التقارب مع طهران . ويقول ، بأنه لا يجدر بنا أن نبني أوهاماً بأن إيران هي حليف استراتيجي لنا . وروسيا تتعاون معها في سوريا حالياً ، إلا أن الروس سوف يبقون ، بالنسبة للإيرانيين ، “أعداء بفعل تاريخ العلاقات في ما بيننا وتضارب المصالح في مناطق أخرى ، في القفقاز الجنوبي والشمالي جزئياً وفي آسيا الوسطى”.
اما المتخصص في شؤون صراعات الشرق الأوسط كيريل سيميونوف ، فينقل عنه الموقع المذكور قوله ، أنه إثر التدخل الروسي في الصراع السوري ، زادت إيران كثيراً من عديد ” الفيلق الشيعي” ، وأخذت تفكر جدياً بأنها سوف تتمكن ، بمساعدة روسيا ، من تحقيق “مقاربتها غير الواقعية” ، المتمثلة في استعادة سوريا كاملة مع تعزيز مواقعها في البلاد ، ومن دون أية تغييرات في بنية السلطة السورية ، حتى في المستقبل . إن ميزان القوى الراهن لا يسمح بتمرير مخططات إيران هذه ، بل ينبغي ، كحد أدنى ، الإعتراف بوجود مجتمع متمرد في إدلب ومنطقة احتلال تركي عازلة .
ويقول سيميونوف ، بأنه يعتقد أنهم قد فهموا في موسكو وإن متأخرين، أن مواصلة السياسة السورية في السياق الإيراني ، سوف تفضي إلى أن يعيد العالم السني النظر في علاقاته بروسيا ويبدأ بالنظر إليها كما إلى إيران . ولهذه الغاية بالذات جرى عقد الهدنات ، التي تجلت فيها بوضوح التناقضات الروسية ـــ الإيرانية، على قول الخبير المذكور.
يقال ، أن دخول الحرب ليس بالأمر السهل ، لكن الخروج منها هو أصعب بما لا يقاس . لقد دخلت روسيا المقتلة السورية وحددت مدة هذا التدخل ببضعة أشهر. وحين أعلن بوتين في آذار العام المنصرم عن “الإنسحاب” الجزئي من سوريا ، قال بأن الأهداف الرئيسية من العملية قد “تحققت بشكل عام”. وها هي السنة الثانية على الإنخراط الروسي في الحرب السورية قد بدأت ، ولم يتحقق لروسيا حتى الآن سوى “صراعات معلنة” مع بعض حلفاء الأمس و”صراعات خفية” مع بعضهم الآخر ، واحتدام الصراع مع الغرب حتى الذروة ، بدلاً من مصالحته إثر أوكرانيا . وكان الكرملين يعتقد أنه سيبقى يحارب في سماء سوريا ، وها هو يمهد للنزول إلى الأرض السورية والغوص في مستنقعات مقتلتها.
نازحو حلب وبرامج المنظمات الانسانية لـ”الاستجابة الطارئة“
سليم العمر
مأساة حلب الأخيرة، أتاحت لمنظمات المجتمع المدني العاملة في الشأن الإنساني، إطلاق برامج مخصصة لـ”الاستجابة الطارئة” التي يتم بموجبها توجيه نداءات لإغاثة النازحين المنكوبين. وبعض المنظمات نفّذت بثاً مباشراً في القنوات التلفزيونية وتلقت مقابلها تبرعات نقدية مباشرة، كمنظمة “اغاثة سورية” و”الاغاثة الاسلامية” التي بثت عبر تلفزيون “TV ONE” المحلية البريطانية. كما أن منظمات أخرى قامت بحملات إعلامية نشرت بموجبها صوراً لأطفال حلب، في الشوارع الكبرى والأماكن التجارية، في مناطق متفرقة في العالم، أرفقتها بأرقام الحسابات البنكية لأجل التبرع، وارسال رسائل نصية عبر الهواتف النقالة للغاية ذاتها.
منظمة “الإغاثة السورية” حددت عبر شاشة “TV ONE” اين سيتم صرف هذه التبرعات سلفاً، وقسمتها إلى حليب أطفال وتقديم مساعدات إغاثية وصحية، وتبلغ قيمة السلة الواحدة المقدمة من قبلها 600 يورو، ولا زالت حملتها مستمرة عبر موقعها الخاص في شبكة الانترنت. “الهلال الأحمر القطري” حصل على تبرعات لسكان حلب بأكثر من 290 مليون ريال قطري. منظمة “الإي ها ها” التركية و”الهلال الأحمر التركي” تبنتا مشروعاً لإقامة مخيمات لتتسع لأكثر من 20 ألف نازح حلبي في أراض سورية بالقرب من باب الهوى الحدودية مع تركيا، في قرية معرة اخوان. المشروع ما زال قيد التنفيذ. وأرسلت “الإي ها ها” أكثر من 150 شاحنة كمساعدات عينية من خيام ومستلزمات صحية إلى أولئك النازحين. بينما منظمة “mercy crops” قدمت مساعدات مالية وضعتها ضمن ظروف يحوي الواحد منها 70 دولاراً. منظمة “save the children” اطلقت برامج للدعم النفسي تخص الأطفال النازحين في ظروف البرد والثلج.
جميع المنظمات الإنسانية، من دون استثناء، لم تقم بأي عملية إحصاء للنازحين، ولا حتى تقييماً أولياً لمتطلبات تنفيذ أي مشروع. وشابت عمليات توزيع المساعدات لنازحي ريف حلب، حالة من الفوضى والارتباك والارتجال، من دون أي تخطيط عملي، كما رصد الناشطون حالات فساد تتعلق بمحاباة نازحي مناطق محددة. كما لم تنفذ عمليات “تقييم نهائي” لتحديد أعداد المستفيدين من المساعدات، ما يضيف كثيراً من الشكوك حول عمليات “الاستجابة الطارئة”.
من جانب آخر، سكن ألف نازح فقط موزعين على 244 عائلة من نازحي حلب، في غرف متواضعة أعدتها منظمتي “شام الإنسانية” و”عيد الخيرية” في سرمدا في ريف إدلب، بينما قبع الباقون في خيام ولم يحصلوا من برامج “الاستجابة الطارئة” إلا على مواد النظافة الصحية وبضع غالونات ديزل للتدفئة، نفدت خلال اليومين الماضيين. ورغم ما تقدمه تلك المنظمات، فقد اعتبرت نسبة كبيرة من النازحين السوريين نفسها سلعة للتصوير والتسويق على يد المنظمات الإنسانية. ويعتقد هؤلاء أن معظم المنظمات لديها ما يكفي من التبرعات لإنشاء مدينة كاملة، لا بضع مساكن صغيرة. ورفضت جميع المنظمات مقارنة عملها مع ما نفذته منظمة “الهلال الأحمر السورية” لنازحي الطرف الأخر من صفقة “إخلاء حلب”، مؤكدة أنها توزع على النازحين ما يصلها من تبرعات من دون الإشارة الى علب الحلوى التي تندرج ضمن “الاستجابة الطارئة” ولا حتى رواتب الموظفين الذين يقدمون الحلوى في هذه البرامج، وأقلها 1300 دولار أميركي.
هذه المنظمات تجتمع في ما بينها، الخميس والجمعة من كل اسبوع، لتبادل الآراء ووجهات النظر، في غازي عنتاب التركية، ضمن مركز “الاوغور بلازا”، وترعى “شبكة سوريا للإغاثة” والمنظمات غير الحكومية (NGO) هذه الاجتماعات، ويتم فيها التأكيد على أهمية العمل الجماعي وبرامج “الاستجابة الطارئة”، حتى أن نتائج هذه الاجتماعات افضت إلى تشكيل ما يسمى “غرفة عمليات” لجميع المنظمات، بهدف التنسيق في ما بينها لمعالجة أزمة نازحي حلب الأخيرة. ويشير المشككون في جدوى تلك الاجتماعات إلى أن تطبيق النتائج لم يتعدَ أبواب القاعة التي اجتمعت المنظمات تحت سقفها. فالهم الأكبر للمنظمات هو الحصول على شريك داعم، ويغمز البعض مشيراً إلى أن دعم مجموعة أطفال ضمن روضة صغيرة، يحتاج إلى مشروع، يحصل فيه موظفو المنظمة المعنية، على نسبة مالية تزيد من استقرار رواتبهم، لمدة زمنية أطول.
ضمن صفقة “إفراغ” حلب الشرقية، خرج ما يقارب 1500 شخص من قريتي كفريا والفوعة الشيعيتين المواليتين للنظام، إلى مناطق سيطرته، واستقبلت جميع هذه العائلات ضمن بيوت مسبقة الصنع تحوي على تدفئة وطاقة شمسية ومياه وكهرباء مستمرة أنشأها “الهلال الأحمر العربي السوري-فرع حمص” في مدينة حسيا. كما أصدر مدير فرع حمص معتز الاتاسي، أمراً بإنشاء مراكز إيواء خاصة لبقية نازحي الفوعة وكفريا.
في بداية الحملة، تهافتت عشرات المنظمات، بكاميراتها التي تجاوزت أكثر من مئة، وكأن فيلماً سيعرض للمرة الأولى، ولكن في القافلة الأخيرة التي خرجت من حلب الشرقية المحاصرة لم يجد الجرحى والنساء والأطفال، سيارة واحدة تنقلهم إلى المشافي، أو إلى أي مكان قريب يقيهم جحيم الطقس البارد. وبقيت تلك العائلات ساعات تحت الثلج.
موظفة سورية في إحدى المنظمات، أكدت أن ما جرى هو اشبه ببازار تصوير للمنظمات، قدّمت فيه خياماً صيفية لا يسمح فيها بتركيب مدفأة، ووزعت فيه أغطية من أسوأ الأنواع، بعدما وضعت كل منظمة شعارها على ما قدمته. الموظفة أشارت إلى أن بعض منظمات المجتمع المدني، تنتظر هذا النوع من الأزمات، كي تعيش على ما تحصل عليه من هذه البرامج، وأضافت أن انتهاء الحملة والأيام القادمة كفيلة بقصص مأساة أخرى ستخرج الى العلن من مخيمات نازحي حلب الجدد.
ويشبّه كثيرون من السوريين ما حصل في حلب بمأساة الشعب الفلسطيني عندما هجّر إلى بلدان الجوار، في نكبة العام 1948، واقتصر دور الأمم المتحدة حينها على تقديم الخيام واحصاء اللاجئين. الفارق الوحيد في الوقت الراهن هو تناوب المنظمات “الانسانية” على تقديم الخيام من دون أن يتم احصاء النازحين. فـ”الاستجابة الطارئة” الحقيقية كانت فقط من سكان القرى والبلدات في ريفي حلب وادلب الذين فتحوا منازلهم لمن لم يجد مأوى له، أو لمن لم يستطع تحمل العيش تحت الخيمة.
مواجهة جديدة بين الفصائل السورية والحكومة في أستانة
دمشق – قررت فصائل المعارضة السورية بعد اجتماعات محمومة احتضنتها العاصمة التركية أنقرة الموافقة على المشاركة في مؤتمر أستانة الذي سينعقد الاثنين المقبل لبحث الأزمة السورية.
وسيركز المؤتمر، الذي تحتضنه العاصمة الكازخستانية ويضم ممثلين عن الفصائل وعن الحكومة، على مسألة وقف إطلاق النار الهش، بما يمهد الطريق لبحث العملية السياسية في جنيف في فبراير المقبل.
وجاءت موافقة الفصائل المسلحة بعد اجتماعات مع مسؤولين أتراك، اتسمت، وفق مصادر مطلعة، بأجواء مشحونة جراء الضغوط التي سلطت على هذه الفصائل للقبول بالمشاركة دون شروط.
وكانت الفصائل قد وضعت جملة من المطالب كإجبار النظام على وقف الخروقات خاصة في ريف دمشق، فضلا عن نشر مراقبين دوليين على خطوط التماس، بيد أن الضغوط التركية أجبرت الأخيرة على تأجيل طرح هذه المطالب على المؤتمر.
وقال محمد علوش، القيادي البارز في جيش الإسلام، أحد أبرز الفصائل الإسلامية النافذة في ريف دمشق، “كل الفصائل ستذهب. الكل موافق”، مؤكدا أنه من سيتولى قيادة الوفد.
وأضاف علوش أن المحادثات “عملية لوقف سريان الدم من جانب النظام وحلفائه. نريد وقف هذا المسلسل الإجرامي”.
ومحمد علوش يعتبر من المحسوبين على المملكة العربية السعودية وكان يشغل منصب كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات (موجود مقرها في الرياض) إلى جنيف. ويعتبر البعض أن تمكينه من قيادة وفد المعارضة مرتبط بإرضاء السعودية التي تعد أحد الأطراف الرئيسة الداعمة للمعارضة السورية.
بالمقابل يرى آخرون أن أمر توليه قيادة الوفد، طبيعي باعتباره الفصيل السوري الأبرز بعد “أحرار الشام” التي يبدو أنها خيرت الابتعاد عن الواجهة لعدة اعتبارات لعل أهمها الانقسامات التي تشهدها في صفوفها حول المشاركة في أستانة.
وأكد أحمد عثمان، القيادي في فرقة “السلطان مراد”، وهو فصيل معارض تدعمه أنقرة وينشط في شمال سوريا، أن “الفصائل أخذت قرارها بالذهاب إلى المحادثات ضمن ثوابت الثورة”.
ويستثني وقف إطلاق النار الذي جاء بناء على اتفاق تركي روسي وبدأ تطبيقه في 30 ديسمبر التنظيمات المصنفة “إرهابية” وعلى رأسها تنظيم الدولة الاسلامية. كما يستثني وفق موسكو ودمشق جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي تسيطر مع فصائل موافقة على الهدنة على محافظة إدلب (شمال غرب).
وقال أسامة أبوزيد، المستشار القانوني للفصائل المعارضة الاثنين إن وفد أستانة يمثل “جميع الفصائل المعتدلة باستثناء تلك المرتبطة بتنظيم القاعدة أي جبهة فتح الشام”.
وتبذل موسكو مع أنقرة جهودا حثيثة لإنجاح محادثات أستانة بين ممثلي النظام والفصائل الذين سيجلسون وجها لوجه حول طاولة واحدة، وفق ما رجحت مصادر معارضة وأخرى قريبة من النظام بعدما كانت المفاوضات السابقة التي استضافتها الأمم المتحدة في جنيف عبارة عن محادثات غير مباشرة.
وأوضح أبوزيد “على رغم من الخروقات الوقحة المرتكبة خصوصا من الميليشيات الإيرانية في وادي بردى وريف دمشق فإن ما دفعنا إلى الموافقة على الذهاب إلى أستانة هو أن أجندة المرحلة الأولى تتضمن تثبيت وقف إطلاق النار حصرا”.
وأضاف “انطلاقا من ذلك، من الطبيعي أن يكون الوفد عسكريا فقط” على أن يرافقه “وفد تقني” من الهيئة العليا للمفاوضات و”يعمل تحت مظلته”.
ويأمل السوريين في أن تحدث الفصائل المسلحة اختراقا نوعيا في اتجاه حل الأزمة السورية، بعد أن عجز السياسيون عن فعل ذلك على مر المؤتمرات التي عقدت في جنيف خلال الست سنوات الماضية.
ومعلوم أنه في السابق تم اعتبار الفصائل مجرد ملحق أو تابع رغم أنها هي من يمسك بالأرض، بيد أن هذا المنطق أثبت عقمه، والدليل فشل تلك المؤتمرات.
ورأى رئيس تحرير صحيفة “الوطن” السورية القريبة من دمشق وضاح عبدربه، الاثنين، أن “المقاربة الروسية الإيرانية التركية هي العكس تماما لما حصل سابقا في جنيف، حيث تنطلق الأمم المتحدة من مبدأ أنه إذا توصلنا إلى حل سياسي، فسينعكس ذلك على توقف المعارك”.
أما في أستانة، فسيتم الانطلاق وفق عبدربه من وجوب “تسوية الوضع الميداني تمهيدا لفتح الطريق أمام المفاوضات السياسية، لأن روسيا أدركت أن ممثلي المعارضة الذين شاركوا في المفاوضات السابقة لم يكن لهم أي تأثير في الميدان”.
المعارضة السورية: تثبيت الهدنة على رأس أولوياتنا بأستانا
أكدت المعارضة السورية المسلحة أن تثبيت وقف إطلاق النار سيكون أبرز أولوياتها في محادثات أستانا التي وافقت على المشاركة بها، واختارت رئيس الهيئة السياسية لـ جيش الإسلام محمد علوش رئيسا لوفدها المفاوض.
وقالت المعارضة إنّ فصائل عسكرية عدّة وافقت على المشاركة في المباحثات المقررة الأسبوع المقبل، وأوضحت أن وفدها المفاوض سيذهب لأستانا بأرضية قانونية تتمثل في قرار مجلس الأمن رقم 2254، وما يتضمنه من إدخال للمساعدات للمناطق المحاصرة والإفراج عن المعتقلين.
كما سيطالب وفد المعارضة المفاوض الطرفَ الآخر بالالتزام الكامل بأول بنود الاتفاق الروسي التركي المتعلق بوقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن الداعم له.
ونقلت وكالة رويترز عن علوش قوله إن المعارضة ستذهب إلى أستانا “لتحييد الدور الإجرامي لـ إيران” بينما قال مسؤولون بالمعارضة إن المناقشات ستتركز على تثبيت وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين، وإنهم سيرفضون أي نقاش للقضايا السياسية الأوسع.
ونفى المتحدث باسم وفد المعارضة المفاوض أسامة أبو زيد وجود أي انقسامات في مواقف المعارضة بشأن المحادثات، وقال إن المعارضة سترسل وفدا يشمل عسكريين ومستشارين قانونيين.
من جهته، قال عضو الوفد المعارضة بالمفاوضات نصر الحريري إن مفاوضات أستانا سيشارك بها وفد الحكومة السورية ووفد فصائل المعارضة فقط “وهذا هو ما جاء في الاتفاق الذي وقعناه في أنقرة نهاية الشهر الماضي، كما تلقينا تأكيدات بأن اجتماع أستانا سيكون اجتماعا ثنائيا فقط”.
فعاليات وادي بردى
من جهتها، أصدرت الهيئات والفعاليات المدنية بوادي بردى المحاصر في ريف دمشق الغربي بيانا اعتبرت فيه أن قبول فصائل من المعارضة المسلحة الذهاب إلى أستانا دون وقف قوات النظام وحزب الله اللبناني الحملة العسكرية على وادي بردى طعنة في الخاصرة.
وحمّل البيان فصائل المعارضة الموافقة على الذهاب إلى أستانا وكلا من روسيا وتركيا باعتبارهما ضامنتين لاتفاق وقف النار مسؤولية كل من قتل في وادي بردى بعد تنفيذ الاتفاق.
وقالت الهيئات والفعاليات المدنية بوادي بردى المحاصر إنها كانت تأمل من فصائل المعارضة “موقفا وطنيا يذكره التاريخ بإعلانهم انهيار العملية السياسية وعدم الذهاب إلى أستانا” بسبب عدم التزام النظام وحزب الله بوقف إطلاق النار، واستمرار حملتهما العسكرية على وادي بردى.
في غضون ذلك، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو الاستعدادات للمحادثات التي المقرر أن تنطلق يوم 23 من الشهر الحالي.
وفي سياق متصل، قالت مصادر في المعارضة للجزيرة إن موسكو وجهت دعوات لأطياف المعارضة في القاهرة وتركيا وفي سوريا من أجل اجتماع بمدينة سان بطرسبورغ الروسية.
وقالت المصادر إن الاجتماع سيكون لمدة أربعة أيام بدءا من العشرين من الشهر الحالي، وإن هدفه مناقشةُ المرحلة الانتقالية العسكرية، والحلّ السياسي والتمهيد لاجتماع جنيف القادم.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
الدولة الإسلامية تشن هجوما ضاريا على منطقة تابعة للجيش السوري في دير الزور
بيروت (رويترز) – شن تنظيم الدولة الإسلامية أشرس هجوم له منذ عام ضد منطقة حكومية محاصرة في مدينة دير الزور السورية في محاولة لعزلها عن قاعدة عسكرية قريبة في معركة أدت لسقوط عشرات القتلى.
وذكر مصدر عسكري سوري إن القتال ضار. وقال لرويترز “هذا الهجوم هو من أقوى المحاولات التي بدأها داعش على المطار وعلى المنطقة. المعارك عنيفة حتى الآن..المعارك قوية جدا.. داعش يبدو (أنه) حشد قوة كبيرة.”
ووصف المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الاثنين القتال بأنه الأشرس في المدينة الواقعة في شرق سوريا منذ عام وقال إن ما لا يقل عن 82 شخصا قتلوا.
كما ذكر أن الدولة الإسلامية قطعت الطريق الذي يصل القاعدة الجوية ببقية المنطقة التابعة للحكومة وهو ما يعني أن الجيش لن يستطيع تزويد المدينة بالإمدادات إلا عن طريق الجو فقط لكن المصدر العسكري نفى هذا.
وقال محافظ دير الزور محمد إبراهيم سمرة عبر الهاتف في التلفزيون الرسمي إن الاشتباكات وقعت في طريق القاعدة الجوية.
وأضاف المرصد أن أشرس الاشتباكات وقعت حول مقبرة دير الزور وتقاطع طرق يعرف محليا باسم دوار البانوراما.
وتابع المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له أن من بين القتلى 28 من الجيش وفصيل مسلح متحالف معه وما لا يقل عن 40 من مقاتلي الدولة الإسلامية و14 مدنيا. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن الجيش قتل العشرات من مقاتلي الدولة الإسلامية في هجمات على مواقع التنظيم في أنحاء دير الزور.
واقتحمت الدولة الإسلامية دير الزور والمنطقة المحيطة بها في 2015 وتمكنت من حصارها العام الماضي لكن الجيش استعاد السيطرة على المطار والأحياء المجاورة في المدينة التي تقع على نهر الفرات.
وطرد تحالف تسانده الولايات المتحدة ويتألف من فصائل كردية وعربية مسلحة وجماعات سورية معارضة تدعمها تركيا الدولة الإسلامية من الأراضي التي تسيطر عليها في شمال سوريا لكنها لا تزال متمترسة في الصحراء الشرقية وحوض الفرات.
وكان التنظيم استعاد الشهر الماضي مدينة تدمر الواقعة على بعد 185 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من دير الزور من الحكومة في تقدم غير متوقع أظهر تهديده العسكري المستمر.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير أحمد صبحي خليفة)
اطبع هذا الموضوع | اغلق هذه النافذة
المعارضة السورية ستحضر محادثات قازاخستان
من توم بيري وسليمان الخالدي
بيروت/عمان (رويترز) – قررت جماعات المعارضة السورية حضور محادثات السلام التي تدعمها روسيا وتركيا في قازاخستان للسعي من أجل تنفيذ وقف شامل لإطلاق النار تقول إن الحكومة وحلفاءها المدعومين من إيران ارتكبوا انتهاكات له على نطاق واسع.
وبدأت روسيا -أقوى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد- الجهود الدبلوماسية الجديدة بعد أن تعرضت المعارضة لهزيمة كبيرة الشهر الماضي وفقدت المناطق الخاضعة لسيطرتها في شرق حلب.
ولا تشارك الولايات المتحدة -التي فشلت جهودها لإطلاق محادثات السلام العام الماضي- في المساعي الدبلوماسية الأخيرة.
وقال الأسد إن حكومته مستعدة لحضور المحادثات. وبعد أن فرض سيطرته على المزيد من الأراضي بدعم عسكري من روسيا وإيران يبدو الأسد أقوى مما كان عليه في أي مرحلة من مراحل الصراع.
واتخذت جماعات المعارضة القرار خلال اجتماعات جارية في أنقرة وتعمل الآن على تشكيل وفد سيرأسه محمد علوش رئيس المكتب السياسي لجماعة جيش الإسلام حسبما صرح علوش لرويترز. وقال علوش إن المعارضة ستذهب إلى استانة “لتحييد الدور الإجرامي” لإيران.
ويري محللون إن المعارضة تتعرض لضغوط من أجل المشاركة من قبل تركيا أحد داعميها الرئيسيين. وفي وقت سابق هذا الشهر ألغت المعارضة أي محادثات بشأن مشاركتها في اجتماع استانة بسبب ما قالت إنه انتهاكات حكومية لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا.
وتحولت أولوية تركيا في سوريا فيما يبدو من الإطاحة بالأسد إلى محاربة الجماعات الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية في مناطق بشمال سوريا قرب حدودها. كما تحسنت علاقتها مع موسكو في الشهور القليلة الماضية.
وقال مسؤول في جماعة مسلحة تنتمي للجيش السوري الحر طلب عدم نشر اسمه لأن جماعات المعارضة لم تعين بعد متحدثا باسمها إن “الفصائل سوف تذهب وسوف يكون أول بحثها موضوع وقف إطلاق النار والخروقات الأخيرة من قبل النظام.” وأضاف أن هذا سيكون اختبارا للروس كضامن.
وقال زكريا ملاحفجي من جماعة فاستقم “غالبية القوى ارتأت أن تحضر والحديث يكون عن مناقشة تثبيت أو وقف إطلاق النار أي البنود الإنسانية ودخول المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين.”
وقال مسؤولو المعارضة إنهم سيرفضون أي نقاش للقضايا السياسية الأوسع في محادثات استانة.
*القتال مستمر
ومن المقرر أن تنطلق المحادثات يوم 23 يناير كانون الثاني في استانة. وقال وزير خارجية تركيا يوم السبت إن أنقرة وموسكو قررتا دعوة الولايات المتحدة للحضور. ولم يؤكد متحدث باسم الكرملين أمر الدعوة يوم الاثنين.
وبحث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاثنين الاستعدادات للمحادثات مع نظيريه التركي مولود تشاووش أوغلو والإيراني محمد جواد ظريف.
وكما هو الحال في مفاوضات السلام التي جرت العام الماضي تم استبعاد جماعات كردية قوية تسيطر على مساحات واسعة من شمال سوريا بناء على رغبة تركيا.
وتواصل القتال رغم الهدنة وخاصة قرب دمشق حيث تحاول قوات الحكومة مدعومة بمقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية استعادة منطقة من قبضة مسلحي المعارضة تضم محطة رئيسية للمياه توقفت عن العمل بسبب تعرضها للقصف.
وفي إطار منفصل شنت الدولة الإسلامية المستبعدة من كل من الهدنة والمحادثات أشرس هجوم لها في عام ضد منطقة حكومية محاصرة في مدينة دير الزور.
ومن بين جماعات المعارضة التي ستشارك في اجتماع استانة فصائل تنضوي تحت لواء الجيش السوري الحر تقاتل في شمال سوريا وبعضها تكبد الهزيمة في حلب.
وينتمي علوش إلى جماعة جيش الإسلام وهي واحدة من أكبر جماعات المعارضة المسلحة ولها وجود قوي في منطقة الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة قرب دمشق.
وسيختلف وفد استانة عن الوفد الذي أرسلته الهيئة العليا للمفاوضات المدعومة من السعودية للمشاركة في محادثات السلام في جنيف العام الماضي. ومثلت الهيئة -التي تضم معارضين سياسيين وجماعات مسلحة- المعارضة في محادثات العام الماضي.
وكان علوش يشارك ضمن وفد الهيئة التي قالت يوم السبت إنها تؤيد الجهود المتعلقة بمحادثات السلام المزمع عقدها في استانة عاصمة قازاخستان وتعتبر الاجتماع خطوة مبدئية لاستئناف الجولة المقبلة من المفاوضات السياسية في جنيف.
وقال ملاحفجي أن تشكيل الوفد سيكون “بالتنسيق مع الهيئة العليا للمفاوضات. ليس الوفد نفسه الذي شكلته الهيئة في جنيف. نشكل وفدا جديدا لأن الروس يركزون كثيرا على القوى العسكرية.”
وقال الأسد الأسبوع الماضي إن حكومته مستعدة للتفاوض على “كل شيء” في قازاخستان ومن بين ذلك وضعه في الدستور السوري.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)