أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 18 أيلول 2017

فصائل «درع الفرات» تتأهب لمعركة إدلب

موسكو – رائد جبر , لندن – «الحياة»

في خُطوة تأمل تركيا وحلفاؤها من فصائل المعارضة السورية بأن تساعدهم في السيطرة على محافظة إدلب، أعلنت فصائل «درع الفرات»، التابعة لـ «الجيش السوري الحر»، والمدعومة من أنقرة، جاهزيتها للتوجه إلى إدلب وطرد «هيئة تحرير الشام» منها في نهاية أيلول (سبتمبر) الجاري. وقال القائد العام للفرقة التاسعة التابعة لـ «الجيش الحر» أبو جلال إن 3 آلاف عنصر من «الجيش الحر» يتأهبون لدخول إدلب وريف حلب مع الجيش التركي. وواصلت أنقرة إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سورية، لليوم الرابع على التوالي، بالتزامن مع تثبيت منطقة «خفض التوتر» في إدلب، وسط تسريبات عن عملية عسكرية وشيكة. في موازاة ذلك، حققت القوات النظامية مدعومة بالطيران الروسي تقدماً في معارك دير الزور أمام «داعش». ونقلت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس» عن مصدر مطلع أن القوات النظامية قطعت خط الإمداد الرئيسي لـ «داعش» في دير الزور، بعد السيطرة على حي الجفرة على الضفة الغربية لنهر الفرات. ويعتبر حي الجفرة البوابة الجنوبية لأحياء المدينة الغربية، وصولاً إلى مدينة موحسن على الضفة الغربية للفرات.

وأكدت فصائل من «الجيش الحر»، منضوية في غرفة عمليات «درع الفرات» بريف حلب استعدادها لعملية إدلب، التي دخلت مناطق «خفض التوتر» الأسبوع الماضي بعد اتفاق الدول الراعية لآستانة، روسيا وإيران وتركيا، على نشر عناصر من قواتها هناك. غير أن فصائل المعارضة ترفض نشر أي قوات إيرانية في المحافظة.

وقال الناطق الرسمي باسم «لواء الشمال» أبو الفاروق إن أعداداً كبيرة من عناصر فصائل «درع الفرات» ينتظرون الذهاب إلى إدلب، موضحاً أن الفصائل كانت تتم استعداداتها منذ فترة شمال حلب وشرقها، تحسباً لأي معركة مرتقبة، لكن وبعد مخرجات آستانة حدّدت الوجهة الأولى إلى إدلب، موضحاً أنها تنتظر «ساعة الصفر».

وقال القائد العام للفرقة التاسعة التابعة لـ «الجيش الحر»، أبو جلال، إن دخول قوات المعارضة سيكون على دفعات، مشيراً إلى أن العملية ستكون على غرار معركتي درع الفرات وجرابلس في ريف حلب الشرقي، اللتين استخدمت فيهما دبابات ومدرعات ثقيلة تركية. وأضاف: «سيكون دخول إدلب بالتعاون المباشر مع حليفنا الجيش التركي، ومن المتوقع أن تنضم إلينا كل الفصائل الموجودة في إدلب وريف حلب، المعادية لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)».

واستطرد: «لا يوجد لدينا تأكيد حول مشاركة الطيران الحربي التركي في المعركة، والمعركة ليست بأهمية وحجم المعركة السابقة مع تنظيم داعش، كما أن المناطق التي ننوي دخولها فيها أنصار للجيش الحر». وتوقع «حالة تخبط تعيشها هيئة تحرير الشام، بعد محاولات لها لتلافي عملية إنهاء وجودها… خصوصاً بعد الخلافات الداخلية والانشقاقات الأخيرة في صفوفها».

 

مناورات عسكرية تركية على الحدود مع العراق

أنقرة – رويترز

قال الجيش التركي في بيان اليوم (الاثنين)، إن القوات المسلحة بدأت مناورات عسكرية على الحدود مع العراق قبل أسبوع من استفتاء على استقلال أكراد العراق طالبت أنقرة بإلغائه.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أول من أمس إن الاستفتاء المقرر يوم 25 أيلول (سبتمبر) الجاري مسألة أمن قومي، وحذر من أن تركيا ستتخذ الخطوات الضرورية تجاهه.

وحضت تركيا والولايات المتحدة وقوى غربية أخرى إقليم كردستان العراق شبه المستقل على إلغاء الاستفتاء معبرة عن قلقها من أن يؤدي لزيادة التوترات وصرف الانتباه عن الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وسورية.

وقال الجيش التركي في البيان إن عملياته التي تستهدف الجماعات المتشددة في منطقة الحدود مع العراق ستستمر في نفس الوقت مع المناورات.

 

تركيا ترسل تعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية

أنقرة، أوسلو، نيويورك – رويترز، أ ف ب

قالت وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية إن أنقرة أرسلت 80 مركبة عسكرية تشمل دبابات إلى حدودها الجنوبية مع سورية، فيما تجري واشنطن وموسكو مشاورات في شأن مناطق «خفض التوتر».

وذكرت الوكالة نقلا عن مصدر عسكري أن نشر المركبات تم في إطار تعزيز القوات المتمركزة على الحدود. وأضافت الوكالة أن المركبات أرسلت إلى منطقة إسكندرون في إقليم خطاي جنوب شرقي البلاد.

وفي وقت متأخر من مساء أمس أول من أمس (السبت)، ذكرت الوكالة أيضا أن الجيش أرسل الشاحنات الأولى تحمل مساعدات ومركبات عسكرية للموقع ذاته مع عتاد ثقيل.

وقالت الوكالة إن قافلة ثالثة تحمل عربات مدرعة متجهة إلى منطقة الريحانية حيث يقع معبر جيلوه غوزو الحدودي مع سورية.

وقالت وزارة الخارجية التركية الجمعة الماضي إن روسيا وإيران وتركيا وافقت على نشر مراقبين حول منطقة «خفض التصعيد» في إدلب في شمال سورية، وهي منطقة يخضع غالبها لسيطرة متشددين من جماعة كانت مرتبطة بتنظيم «القاعدة».

وأضافت أن المراقبين سيسعون لمنع اندلاع اشتباكات بين قوات الحكومة السورية والمعارضة ورصد انتهاكات وقف إطلاق النار.

وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قال الشهر الماضي إن بلاده ستتخذ الإجراءات الضرورية على حدودها الممتدة لمسافة 150 كيلومترا مع إدلب.

من جهة أخرى، قالت ماريا زاخاروف الناطقة باسم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الوزير الروسي ونظيره الأميركي ريكس تيلرسون بحثا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون في شأن الأزمة في سورية وقضايا الشرق الأوسط وفي شأن اتفاق تحقيق السلام في أوكرانيا خلال اجتماع عُقد أمس.

وأوضحت زاخاروف أن «الاجتماع تناول التعاون في الأزمة السورية وقضايا الشرق الأوسط واتفاق مينسك». ولم تتوافر تفاصيل أخرى.

إلى ذلك، أعلن رئيس الاركان الأميركي الجنرال جو دانفورد أمس، ان الولايات المتحدة وروسيا اجرتا مشاورات للحفاظ على منطقة «خفض التوتر» في وادي الفرات حيث ينفذ جيشا البلدين عمليات ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، وذلك بعد حادث نسب الى روسيا.

وقال دانفورد للصحافيين في الطائرة التي تقله من تيرانا حيث شارك في اجتماع لـ«حلف شمال الاطلسي»: «تحدثت الى الجنرال (فاليري) غيراسيموف (رئيس الاركان الروسي) مساء السبت»، فيما تشاور وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في هذا الصدد مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.

واتهمت «قوات سوريا الديموقراطية» التي تدعمها واشنطن، أول من أمس الطيران الروسي بقصف مقاتلين تابعين لها، الامر الذي نفته موسكو في حين اكده التحالف الدولي ضد المتشددين بقيادة واشنطن.

واضاف دانفورد: «ينفذ الروس عملية في دير الزور، وقالوا ان مقاتلين من تنظيم داعش فروا من دير الزور وانتقلوا الى شرق نهر الفرات. فطاردوهم شرق الفرات مستخدمين مقاتلات للقوات الروسية والنظام السوري. لقد اكدوا انهم قصفوا (منطقة) شرق الفرات، لكن بعض هذه الضربات طاولت مناطق قريبة واصابت قوات سورية الديموقراطية التي ندعمها».

واوضح: «اننا اجرينا اتصالات على كل المستويات لاعادة جعل الفرات منطقة خفض توتر»، مبديا اسفه لهذا الحادث الذي يشكل «فشلا» لمساعي خفض التوتر.

ويشهد الشرق السوري راهنا هجومين منفصلين لطرد تنظيم «داعش» من دير الزور. الجيش السوري بدعم من موسكو يركز عملياته في مدينة دير الزور نفسها فيما تقاتل «قوات سورية الديموقراطية» في شرق المحافظة باسناد جوي من التحالف.

واقر رئيس الاركان الاميركي بان «الوضع في هذه المنطقة بالغ التعقيد»، معتبرا ان «خفض التوتر حاليا هو اكثر صعوبة مما كان قبل بضعة اشهر. لذا، نبذل جهودا لاعادة احياء اطار خفض التوتر».

لكنه لم يوضح ما اذا كان الجانب الروسي اعلن التزامات، ملاحظا انه «لم تتم تسوية كل المشاكل».

 

روسيا تؤكد إبلاغها الأميركيين مسبقاً بحدود عملياتها شرق سورية

موسكو – رائد جبر

تصاعدت حدة السجالات بين موسكو وواشنطن في شأن الغارة التي استهدفت مواقع شرقي الفرات تابعة لـ «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة. ونفت وزارة الدفاع الروسية أمس، صحة اتهامات أميركية لروسيا بشن الهجوم، وشككت في معطيات عن مواجهات تخوضها القوات ضد تنظيم «داعش». في غضون ذلك، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات هاتفية للمرة الثانية خلال يومين مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون تناولت الوضع في سورية.

وتبادلت موسكو وواشنطن اتهامات ببث معلومات «غير دقيقة» عن الوضع في ريف دير الزور. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها أبلغت الجانب الأميركي مسبقاً بحدود عملياتها العسكرية في دير الزور، وإنها «لم ترصد خلال الأيام الأخيرة أي معارك بين داعش وقوات أخرى شرق نهر الفرات»، وذلك في نفي مباشر لتأكيد الجانب الأميركي و «قوات سورية الديموقراطية» أن الأخيرة تخوض مواجهات في المنطقة ضد تنظيم «داعش». وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن «طائرات الاستطلاع الروسية لم تسجل تحركات أو مواجهات خلال الأيام القليلة الماضية على الضفة الشرقية من نهر الفرات ولم تكشف أي قتال بين إرهابيي داعش وأي قوة مسلحة أخرى».

وتابعت أن «على التحالف الدولي أن يوضح كيف استطاع عناصر من المعارضة أو مستشارون عسكريون من بلدان التحالف الدولي دخول مواقع داعش شرق دير الزور دون قتال»؟

وقال الجنرال إيغور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إن «الطيران الروسي يضرب أهدافاً محددة، يتم تنسيقها والتأكد منها، والولايات المتحدة لديها علم بتحركاتنا في المنطقة».

وزاد أن موسكو «أبلغت واشنطن بطبيعة عملياتها في دير الزور تجنباً لتصعيد غير مرغوب».

وفي إشارة لافتة إلى أن خريطة العمليات العسكرية تشمل مناطق على ضفتي نهر الفرات، ولا تقتصر على مراكز تجمع مقاتلي «داعش» غرب النهر فقط، قال المسؤول العسكري: «في إطار هذه العمليات يتم استهداف الإرهابيين، وتدمير أسلحتهم وعرباتهم على الضفتين الغربية والشرقية لنهر الفرات».

وشدد على أن «أولاً وقبل كل شيء، يتم تدمير مراكز الإرهابيين ونقاط إطلاقهم النار، التي يستهدفون منها القوات السورية في شكل مكثف والقوات الروسية لا تضرب سوى أهداف يتم تحديدها وتأكيدها في المناطق التي يسيطر عليها ويتمركز فيها تنظيم داعش».

وكان البنتاغون أعلن أن الطيران الروسي ضرب هدفاً شرق الفرات في سورية قرب دير الزور، ما أدى إلى إصابات في صفوف قوات يدعمها التحالف.

وأضاف البيان أن «الذخائر الروسية أصابت موقعاً كان الروس يعلمون أنه يضم قوات سورية الديموقراطية ومستشارين للتحالف. لقد أصيب عدد من مقاتلين من قوات سورية الديموقراطية وعولجوا بعد الضربة».

وأشار التحالف إلى أن أياً من المستشارين العسكريين لم يصب بأذى.

وقال قائد قوات «التحالف الدولي» الجنرال الأميركي بول فانك إن «مسؤولي التحالف في متناول اليد، وخط تجنب الاحتكاك مع روسيا مفتوح على مدار 24 ساعة»، مضيفاً: «إننا نبذل ما في وسعنا لتفادي التصعيد من دون طائل بين القوات التي تقاتل عدونا المشترك»، أي تنظيم داعش. وأضاف البيان أن قوات التحالف مع شركائها تحتفظ بحق الدفاع عن النفس.

ولم تستبعد مصادر في موسكو أن تكون موسكو تعمدت التغطية على عملية عسكرية شنها الطيران الحكومي السوري ضد مواقع «قوات سورية الديموقراطية» التي تتهمها دمشق بأنها «تسعى إلى توسيع رقعة سيطرتها، عبر السيطرة على مواقع يخرج منها تنظيم داعش». ولفتت المصادر إلى تغير في اللهجة الروسية، التي كانت في البداية نفت صحة الاتهامات بتوجيه ضربة عسكرية شرقي دير الزور، وقال الناطق العسكري للصحافيين: «هذا غير ممكن، لماذا نقصفهم»؟ لكنها عادت بعد ذلك للتشكيك أصلاً في وجود القوات المستهدفة في تلك المواقع وخوضها مواجهات مع «داعش».

في غضون ذلك، ناقش وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي، ريكس تيلرسون، خلال اتصال هاتفي، هو الثاني بين الوزيرين خلال اليومين الماضيين، تطورات الوضع في سورية.

وأفاد بيان أصدرته الخارجية الروسية بأن المحادثة الهاتفية تمت السبت بمبادرة من الجانب الأميركي، وركز الطرفان خلالها على ضرورة تعزيز التنسيق في مجال محاربة الإرهاب، وتنفيذ قرارات الجولة الأخيرة من مفاوضات آستانة التي أسفرت عن اتفاق على ترسيم مناطق خفض التوتر ووضع آليات لعمليات المراقبة والتفتيش فيها.

كما تطرق الوزيران إلى الجهود التحضيرية للجولة المقبلة من العملية السياسية في جنيف.

وكان الوزيران أجريا محادثات هاتفية الجمعة بعد اختتام أعمال الجولة السادسة من مفاوضات آستانة. وقالت الخارجية الروسية إن الحديث ركز خلالها على التعاون الروسي- الأميركي لتنفيذ الاتفاقات المعلنة.

وقال لـ «الحياة» مصدر روسي قريب من الخارجية إن لدى الطرفين قناعة بضرورة تنشيط الاتصالات بالتوازي مع تسارع التطورات الميدانية، والموقف الحالي بعد نتائج جولة آستانة، وإن لديهما فهماً مشتركاً بأن الخلافات الروسية– الأميركية لا يجب أن تعرقل تعزيز الجهود لإطلاق عملية سياسية فعالة في جنيف خلال المرحلة المقبلة. وتجنب المصدر إعطاء تقويم عما إذا كان الوضع حول دير الزور يشكل عنصراً أساسياً للبحث، مكتفياً بالإشارة إلى أن هذا الأمر «من صلاحيات المستوى العسكري».

 

تنظيم «الدولة» يقرّ بـ«نزاع داخلي» ويصفي جناح «الحازمية»

اتهم أتباع الجناح بالارتباط بالنظام السعودي

إنطاكيا ـ «القدس العربي» ـ من وائل عصام: في بيان رسمي هو الأول من نوعه، أقر تنظيم «الدولة الإسلامية» بوجود حالة من «التنازع والفرقة» عاشها التنظيم في المرحلة الماضية بسبب الاستقطاب بين ما يعرف بـ«التيار الحازمي» والمقربين من طروحاته بإطلاق أحكام التكفير، وبين تيار الشرعي السابق «البنعلي» الذي قتل بقصف للتحالف قبل أشهر. وتجدر الإشارة هنا الى أن «القدس العربي» كانت قد أشارت لهذه النزاعات داخل التنظيم قبل أشهر عدة.

وقال التنظيم في مراجعة نادرة أيضاً لجماعة جهادية، إنه ألغى بياناً سبق أن أصدره، لتضمنه «أخطاء علمية»، وهو البيان الذي أصدرته شخصيات محسوبة على التيار الحازمي قبل أن يتم إبعادها عن مواقعها داخل اللجنة المفوضة للتنظيم، في سلسلة إجراءات أمنية وإدارية قام بها التنظيم على مدى الأشهر القليلة الماضية.

وعلق الكاتب العراقي في الحركات الجهادية عمر الفلاحي أن التنظيم واجه «أكبر اختراق داخلي هدد كيانه». وقد تحدثت لـ»القدس العربي» مصادر مطلعة عدة عن هذه الأزمة الداخلية، وأكدوا أن التنظيم قام بتصفية داخلية لهذا الجناح، واعتقل واحتجز تحت الإقامة الجبرية كل «رؤوسه»، وأبعد عدداً من القيادات التي دعمتهم، وأبرزهم حجي عبد الناصر الذي كان يتولى إمارة سوريا، ويتهم أنه استغل فترة تواري ومرض البغدادي في الأشهر الماضية ليتفرد بالقرارات داخل سوريا، وتتردد انباء ان القيادي الرفيع بالتنظيم حجي عبد الناصر الذي كان يتولى امارة سوريا، ساهم بدعم هذا التيار، وان كان هناك من ينفي ذلك مبررا ان الحج عبد الناصر اضطر لمجاراة هذا التيار نظرا للتخلخل الكبير بالتنظيم خصوصا مع غياب البغدادي لأشهر طويلة، خاصة وان عبد الناصر وهو تركماني من بلدة تلعفر كان من ابرز الذين قاتلوا ولاحقوا عناصر الحازمية في بدايات ظهورهم عام 2014. ومن ضمن القيادات التي أبعدت ايضاً أبو مرام الجزائري، وأبو حفص الودعاني الجزراوي، وأبو أسماء التونسي، وكان تمركزهم في وادي الفرات ودير الزور.

وجاءت أغلب انتقادات التنظيم للتيار الحازمي من خلال بيان صوتي ألقاه القاضي الشرعي البارز في التنظيم ابو عبد الرحمن الزرقاوي، وهو من أبرز خصوم التيار الحازمي، وتعرض للاعتقال على يد القيادات المحسوبة عليهم في الأشهر الماضية.

وفي البيان الصوتي الذي تلاه ابو عبد الرحمن الزرقاوي (ويطلق عليه أبو عبد الرحمن الشامي أيضاً)، اتهم أتباع التيار الحازمي داخل التنظيم بالارتباط بالنظام السعودي، واعتبر أن وجود مشايخهم في السعودية وإن داخل السجون، قد يكون محاولة لتلميعهم من الحكومة السعودية، في إشارة لمتزعم التيار احمد عمر الحازمي، ووصف التنظيم هذا التيار الذي تمت تصفيته، بأنصاف المتعلمين والغلاة بالتكفير و»الخوارج»، وذكر بتكفيرهم لبعض العلماء كالنووي والعسقلاني، كما أعلن عن سلسلة إصدارات تتعلق بأحكام فقهية، أحدها عن «الخارج لديار الكفر اضطراراً»، وهي تتعلق على ما يبدو بمراجعة للموقف من خروج المدنيين من مدن التنظيم، بعد الانتقادات الشديدة التي وجهها السكان المحليون لتنظيم «الدولة»، بتعريضه حياة المدنيين للخطر خلال النزاع المسلح، وصولاً لتنفيذ إعدامات ميدانية دموية بحق النازحين من مدنهم.

وسبق للزرقاوي الذي يطلق عليه اللقب لعلاقته القديمة بمؤسس التنظيم، أن ظهر في تسجيل صوتي لجلسة نقاشية تظهر خلافاً حاداً مع شرعيين آخرين في التنظيم حول هذه المسائل، وتشير الأنباء إلى أن الشامي عين أخيراً قاضياً عاماً وعضواً في اللجنة المفوضة العليا، وهو بمثابة انتصار لجناح «البنعلي»، أي للتيار الذي كان يقوده الشرعي الأبرز للتنظيم البنعلي ومعه القحطاني والكويتي، وجميعهم أصدروا بيانات مكتوبة ومسجلة قبل مقتلهم، شرحوا فيها خلافهم مع التيار القريب من أفكار الحازمية داخل التنظيم المتعلقة بما يعرف بـ»التكفير بالسلسلة والعذر بالجهل».

 

سوريا: تعديلات «سياسية» تسقط قصائد معارض و«تعيد» لواء اسكندرون إلى المناهج التعليمية

بعد إلغاء صفة «الفاتح» عن سلطان عثماني وإلزام المدارس بتعليم «الروسية»

دمشق ـ «القدس العربي» ـ من هبة محمد: لا تغيب سياسة النظام السوري تأثيراتها عن المناهج التعليمية التي أصدرتها وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي الحالي، حيث تسبب النظام بخلل اختزل فيه أخطاء تربوية وتعليمية، محاولاً في بعض تلك التعديلات توجيه رسائل للدول الداعمة له، وأخرى لتلك المساندة للثورة عليه، حيث حذفت وزارة التربية لواء اسكندرون (ولاية هاتاي التركية) من خريطة سوريا، ثم أعادته بموجب قرار وزاري قضى أيضاً بحذف قصيدة لمعارض سوري، بعد حملة شنها موالون ضد التعديلات الجديدة على المناهج.

فقد أصدر وزير التربية والتعليم لدى النظام السوري الدكتور هزوان الوز جملة قرارات تقضي باستبدال الخريطة في مادة علم الأحياء والبيئة في كتب الصف الأول الثانوي، بخريطة جديدة تضم لواء اسكندرون، بالتزامن مع إصداره لقرارين بخصوص المناهج الجديدة، الأول حذف قصيدة للشاعر المعارض ياسر الأطرش الذي وصفه بشاعر «الإرهابيين»، والآخر تشكيل لجنة لتلقي الملاحظات على المنهاج المطور، مما تسبب بحملات كبيرة ضده على مواقع التواصل، حيث صرح الوزير بأنه تم استبدال قصيدة شعرية (لأحد المعارضين)، وتغيير خريطة «بعد أن سقط منها لواء اسكندرون السليب».

من جهته أشار مدير التوجيه في وزارة التربية لدى حكومة النظام السوري، المثنى خضور، إلى وجود أخطاء وهفوات يجري العمل على استدراكها، معتبراً أن موضوع تغيير المناهج في أي بلد يخضع لمقاومة تغيير وهذا أمر منطقي ومطبق»، فيما قال أيمن رزوق وهو شاعر ومدرس الفنون الجميلة في محافظة حماة، في تصريحات صحافية منتقداً بعض القصائد الموضوعة في المنهاج: «بهدوء النقد الأدبي الفني يأخذك العجب من هذا الاختيار لخربوشة لا جمال فنياً فيها وليس لها موضوع ومرتبكة الصياغة مسجوعة بولدنة وهزل رخيص ولا علاقة لها ببيئة ومحيط الطفل أو الطالب».

وكان النظام غيّر الوقائع التاريخية التي تخص «المرحلة العثمانية» في كتب التاريخ من المناهج الدراسية، ففي طبعة 2016/2017 من كتاب التاريخ للصف الثامن تم إلغاء صفة «الفاتح» عن السلطان العثماني «محمد الفاتح»، ليصبح اسمه «محمد الثاني»، كما حذفت وزارة التربية مصطلح «فتح» واستبدلته بكلمة «استيلاء» أو «سقوط» أو «دخول»، في عبارات تتحدث عن القسطنطينية أو الفتح العثماني.

وفي المقابل كانت قد بدأت حكومة النظام السوري العام الفائت، بإلزام كثـــــير من المدارس بتعليم طلابها اللغة الروسية، لتكون بذلك اللغة الأجنبية الثالثة إلى جانب الإنكليزية والفرنسية، فيما استقدم النظام السوري 450 معلمة روسية من روسيا لتدريس المادة.

 

سر تضارب الروايات بشأن الغارات السورية والروسية على قوات سوريا الديمقراطية؟

حلب – «القدس العربي»: بعد تضارب الروايات بين قوات سوريا الديمقراطية المكونة اساساً من وحدات الحماية الكردية التي أكدت استهداف طيران النظام السوري والروسي لنقاط تسيطر عليها بريف دير الزور، وبين النفي الروسي الذي قال إنه ليس هناك أي سبب يدعو إلى قصفهم، يبقى السؤال الأبرز والأهم حول حقيقة هذا الاستهداف وتداعياته المستقبلية على العلاقة بينهما في شرقي سوريا.

فقد أكد المستشار الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى عبدي وقوع الغارة الجوية الروسية على موقع لـ«قسد» و«مجلس دير الزور العسكري» بحدود الساعة 03.00 صباح أمس قرب معمل النسيج شمال شرقي دير الزور.

وأضاف في حديثه لـ»القدس العربي»، أن الغارات الجوية أدت إلى إصابة ستة مقاتلين بجروح، وهو موقع قريب جدًا من تمركزات تنظيم داعش، حيث يجري هناك قتال لاستعادة مناطق شرق الفرات من التنظيم.

وهو يرى أن روسيا ترغب من خلال هذا القصف بإرسال رسالة تودد ايجابية الى تركيا، فالغارات جاءت بعد اقل من يومين على اتفاق «خفض التصعيد» في إدلب بين روسيا وتركيا وإيران بموافقة دمشق ويمكن اعتبارها بمثابة إشارة سياسية من موسكو إلى أنقرة ضد «قوات سوريا الديمقراطية».

كما يعتقد عبدي أن القصف الروسي رسالة ضغط على قوات سوريا الديمقراطية التي اعلنت حملة لتحرير شرق نهر الفرات بهدف دفعها لرسم خطوط وتفاهمات جديدة، تضمن السماح لقوات النظام السوري وميليشيات حزب الله اللبنانية بالعبور إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات للالتفاف على مدينة البوكمال والهجوم عليها من طرفيها؛ الشمال الشرقي والجنوب الشرقي. وهو ما لا تقبله قوات سوريا الديمقراطية. واستنكر مجلس سوريا الديمقراطية هجمات النظام السوري والروسي على نقاط قوات قسد التي تحارب تنظيم الدولة، ودعا التحالف الدولي لمنع مثل هذه الاعتداءات كما دعت روسيا الاتحادية لوقف هذه الهجمات التي تخدم «الإرهاب» وتزيد من تعقيد الأزمة السورية حسب البيان.

وجاء في بيان اطلعت عليه «القدس العربي»، انه في إطار استمرار الحملة المنظمة ضد تنظيم داعش الإرهابي من قبل قوات سوريا الديمقراطية وصولاً إلى عاصمته المزعومة الرقة، أعلن مجلس دير الزور العسكري وقوات سوريا الديمقراطية منذ أيام عن حملة تحرير ريف دير الزور الشرقي وصولاً إلى المدينة وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، حيث استطاعت هذه القوات إلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي وعلى مساحات جغرافية واسعة في وقت قياسي.

وأضاف، «بينما المعارك دائرة على أشدها بين قواتنا وتنظيم داعش الإرهابي في المنطقة الصناعية قام الطيران الروسي وطيران النظام بقصف مواقع لقواتنا نتج عنه جرح ستة من مقاتلينا. وأدان مجلس سوريا الديمقراطية في بيانه بشدة هذا الهجوم الذي وصفه بغير المقبول، واعتبره بمثابة منح تنظيم الدولة متنفساً جديداً، وإشارة لمد يد العون للتنظيم ووضع العراقيل أمام انتصاراتها، لكن روسيا نفت استهداف قواتها الجوية لقوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور، حيث أكدت أنه ليس هناك أي سبب يدعو إلى قصفهم، ويمكنني البت باستحالة حدوث ذلك.

الباحث السياسي الكردي زيد سفوك يرى أن مثل هذه الاحداث تتبين الحقيقة من خلال النظر إلى ردة الفعل المتبادلة بين الطرفين وسرعة أحدهم بالكشف عن ملابسات ما جرى. وأضاف لـ«القدس العربي»: إن بيان مجلس سوريا الديمقراطية إضافة إلى تصريح قائد وحدات حماية الشعب الكردية يوضح بأن الضربة كانت من خلال الطائرات الروسية والنظام على احد مواقعهم وتم تحديد التوقيت وعدد الجرحى.

وأوضح أنه من الناحية العسكرية لا يمكن ان تحلق طائرتان بمكان واحد وفي الزمن نفسه وتستهدف مكاناً واحداً ايضاً على الرغم من النفي الروسي بانها لم تكن من قامت بتلك الضربة. وتابع أن مجلس سوريا الديمقراطية أوضح بأن الروس من فعلوها والامريكيين انفسهم كشفوا للاكراد بان الطائرة كانت روسية لان النظام غير قادر على ضرب هكذا موقع نتيجة قربه من تواجد مواقع عسكرية امريكية.

وأشار سفوك إلى أن السبب الرئيس وراء استهداف مواقع قوات سوريا الديمقراطية يبقى مخفياً بسبب الظروف المتسارعة على الارض واهمها الخلاف المبطن بين موسكو وواشنطن الذي يدفع ضريبته حلفاؤهم على الارض. ولفت إلى أن كشف الامريكيين للكرد عن هوية الطائرة هي رسالة رد للروس على قصفهم، حيث أنها رسائل على الأرض بين القوى العظمى يدفع ضريبتها الكرد لانهم القوة الوحيدة التي ظلت على توازن بين الاثنين في ظل التنسيق المتين بين الروس والكرد في منطقة عفرين وهذا ما ينفي عدم وجود أي سبب يخلق صراعاً بينهم.

 

مشيخة عقل الطائفة الدرزية في السويداء السورية تطالب الأهالي بإحالة قضايا الخطف لسلطات النظام

حلب ـ «القدس العربي»: أصدرت مشيخة عقل الطائفة الدرزية في محافظة السويداء جنوب سوريا، بياناً أكدت فيه على مبدأ سيادة القانون ودور مؤسسات الدولة المختصة في معالجة الجرائم ومعاقبة مرتكبيها ووضع حد حازم لجرائمهم وتعدياتهم. وجاء في بيان اطلعت عليه «القدس العربي»، إن مشيخة عقل الدروز تعبر عن رأي الأغلبية الساحقة من أبناء محافظة السويداء الذين يرون في مبدأ سيادة القانون والتمسك بمؤسسات الدولة جزءاً أساسياً من التراث الوطني الذي ضحى من اجله الآباء والأجداد بالدماء والأرواح.

وأدان البيان كل جرائم الخطف والتعدي على حرمات الناس وكرامتهم، حيث اعتبر البيان كل من يقوم بها أو يشترك فيها او يسهل عمل مرتكبيها خارجاً عن القيم الدينية التوحيدية وعن الاخلاق والشيم المعروفية وعن قيم وعادات المجتمع النبيلة الكريمة. ورأى البيان ان هذه الاعمال المشينة هي من الجرائم الكبرى التي تسيء للسلم الاجتماعي وتهدد سلامة واستقرار المجتمع وتضرب أسس بنيانه الاخلاقي والقيمي وهي جرائم يجب ان تطال مرتكبيها أشد العقوبات القانونية والاجتماعية.

ودعا كل الشخصيات الشريفة والمحترمة وذات التأثير في عائلاتها وبكل الأسر والفعاليات الاجتماعية أن تعمل على التبرؤ من كل من له يد بهذه الأعمال من قريب أو بعيد ومقاطعته اجتماعياً وعلى كل المستويات. وأكد البيان على أن القضاء وحده هو القادر على إجراء تحقيق نزيه شفاف يضمن كشف كل الجوانب الخفية في اي قضية من القضايا مما يتيح أحقاق الحق وتحقيق العدالة.

وطالب مشيخة العقل في بيانهم سلطة القضاء عموماً والنيابة العامة على وجه الخصوص والجهات المختصة بأن تضع يدها على كل هذا الجرائم حين حصولها والتعامل معها على انها قضايا تهم الرأي العام وجرائم تهدد السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي والاستناد على كل القوانين والتشريعات التي تمكنهم من فرض أقصى العقوبات المشددة على مرتكبي هذه الجرائم وما يماثلها وذلك كي لا يطمع ويستهتر المجرم ولا يحبط المتضرر ويفقد الثقة بمؤسسات الدولة وقدرة القضاء على تحصيل حقه.

ودعا البيان أهالي محافظة السويداء وفي هذه الظروف الصعبة التي تحيق بالوطن لان يتنبهوا لكل ما يمكن ان يهدد استقرار مجتمعهم ويتجنبوا ردود الأفعال المسترعة التي تقود إلى الفتنة بين أبناء البيت الواحد وفي هذا الخصوص تثمن مشيخة العقب موقف العائلات التي عملت على وأد الفتنة وتصرفت بأسلوب حكيم.

ويرى عضو شبكة السويداء24 المقلب بـ«أبو ريان المعروفي» أن البيان الذي صدر عن مشيخة عقل الطائفة يؤكد تراخي أجهزة النظام في تطبيق القانون داخل محافظة السويداء، حيث نرى ذلك جلياً من خلال سلطة القضاء والنيابة العامة والجهات المختصة أن تضع يدها على مختلف الجرائم التي تعيشها المحافظة. ويضيف لـ«القدس العربي»، أن البيان عموماً لا يختلف عن البيانات السابقة لمشيخة العقل من حيث التأكيد على التمسك بمؤسسات الدولة والمطالبة بسيادة القانون، ففي كل حدث بارز يستجد على المحافظة يصدر بيان مماثل من مشيخة العقل، حيث بات يعتبره أهالي المحافظة حبراً على ورق لا يساهم في حل قضايا المحافظة وفق قوله. ورأى المعروفي أن أبرز الأسباب التي دفعت مشايخ عقل إلى إصدار البيان وحث المجتمع على التمسك بالقانون والمؤسسات تنفيذ العقاب العشائري الذي حدث الأسبوع المنصرم حين قتل ثلاثة أسخاص متهمين بخطف فتاة في السويداء، وهذه سابقة من نوعها تحدث في السويداء خلال سنوات الحرب نتيجة فقدان ثقة الأهالي في أجهزة النظام.

ولفت إلى أن البيان جاء في مطلعه حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة حول قضية إعدام ثلاثة متهمين بخطف الفتاة «كاترين مزهر»، إلا أن البيان لم يتطرق مطلقاً للحادثة علماً أن أهالي المحافظة كانوا في انتظار بيان توضيحي يكشف تفاصيل القضية كافة التي كانت مشيخة العقل مطلعة عليها منذ بدايتها، مما أثار استهجان واسع لدى أهالي المحافظة نتيجة عدم تطرقه للحادثة الأبرز في السويداء.

وكانت محافظة السويداء في جنوب (البلاد) قد استفاقت في صباح 12 أيلول/ سبتمبر الجاري، على جريمة قتل بحق ثلاثة مسلحين احدهم يتبع لميليشيات رامي مخلوف، وذلك بعد ان رمى الفاعلون جثث القتلى في ساحة رئيسية في المدينة، وعليها آثار تعذيب، ونشروا فيديو للقتلى يعترفون فيه باختطاف قاصر لا يتجاوز عمرها الـ 17 عاماً، بالتعاون مع مسؤولين من فرع الامن العسكري وأمن الدولة وجمعية البستان بقصد تجارة الأعضاء.

 

الجيش التركي يرسل تعزيزات ضخمة إلى الحدود مع سوريا… وصحيفة: 6 آلاف جندي تركي سيهاجمون «النصرة» في إدلب

إسماعيل جمال وعبد الرزاق النبهان

إسطنبول – حلب – «القدس العربي» : واصل الجيش التركي، أمس الأحد، إرسال تعزيزات عسكرية غير مسبوقة للحدود مع سوريا شملت عشرات الدبابات والمدافع والعربات المجنزرة، في حين قالت مصادر إعلامية تركية إن الجيش التركي سيقوم بعملية عسكرية واسعة بغطاء جوي ودعم روسي للقضاء على جبهة النصرة في إدلب. وولت أمس الأحد 80 عربة عسكرية مجنزرة على متن قطار إلى ولاية هاتاي الحدودية مع سوريا، وذلك في إطار التعزيزات العسكرية الكبيرة المتواصلة دون انقطاع منذ 5 أيام، وشملت حتى الآن قرابة 150 دبابة ومصفحة ومدفع ومجنزرات وحفارات عسكرية.

وبدأت هذه التعزيزات قبيل انتهاء محادثات الأستانة حول سوريا والتي ركزت على إقامة مناطق عدم الاشتباك الأربع في سوريا، والتي تعتبر إدلب أبرزها، حيث أعلنت روسيا أن الدول الثلاث الضامنة للاتفاق (روسيا تركيا إيران) اتفقت على حدود مناطق عدم الاشتباك في إدلب لكنها لم تتفق بعد على آلية وقوات المراقبة.

وفي هذا الإطار قال تقرير نشره موقع «خبر 7» التركي، الأحد، إن الجيش التركي سيقوم بتنسيق ودعم كامل من روسيا بعملية عسكرية واسعة ضد هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة» وجميع العناصر المتشددة في إدلب.

وأوضح التقرير أن الجيش التركي يرسل تعزيزات كبيرة الى الحدود بينما يجري تحضير 6 آلاف جندي سوف يشاركون في العملية التي قال إنها سوف تكون بغطاء جوي روسي ومشاركة قوات من المعارضة السورية المعتدلة إلى جانب الجيش التركي.

وتوقعت الصحيفة أن مشاورات عسكرية معمقة سوف تنطلق خلال الأيام المقبلة بين موسكو وأنقرة من أجل وضع اللمسات الأخيرة على الخطة العسكرية في إدلب، لافتاً إلى أن الموعد المفترض للعملية سيكون عقب الأسبوع الأول من الشهر المقبل.

 

معارك دير الزور

 

أعلنت غرفة عمليات عاصفة الجزيرة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية – أنها سيطرت على مساحة 63 كم في ريف دير الزور شرقي البلاد، إضافة إلى إجلاء أربعة آلالف مدني من مناطق الاشتباك. وجاء في بيان اطلعت عليه «القدس العربي»، إن قوات عاصفة الجزيرة تقدمت مسافة 63 كم منذ بدء الحملة ضد تنظيم الدولة، حيث سيطرت على 14 مزرعة وقرية، بالإضافة إلى معمل السكر ومحلج الأقطان وشركة الكهرباء، وإجلاء نحو أربعة آلاف مدني من مناطق الاشتباك إلى مناطق آمنة .

وحسب بيان غرفة عمليات «عاصفة الجزيرة» فإن حصيلة معاركها منذ بداية عملياتها ضد تنظيم الدولة في ريف مدينة دير الزور هي: استيلاء قواتها على العديد من أجهزة الاتصال وعدد من الأسلحة الرشاشة الفردية مثل سلاح الكلاشنيكوف ورشاشات البي كي سي، إضافة لعربات رباعية الدفع.

وأضاف أنه خلال الاشتباكات «تمكنت قواتنا من تدمير خمس سيارات مفخخة لتنظيم الدولة عن بعد قبل الوصول للهدف، كما فجر ثلاثة عناصر من التنظيم سيارات مفخخة دون أن تحقق أهدافها، وكذلك نفذ التنظيم أربع هجمات انتحارية بالأفراد لم تحقق أهدافها، في حين كشف بيان عاصفة الجزيرة مقتل 14 عنصراً من قواتها منذ انطلاق حملة السيطرة على ريف دير الزور من تنظيم الدولة شمالي سوريا.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، قد أعلنت في 9 أيلول/ سبتمبر الجاري، بدء عملية عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تحت اسم «عاصفة الجزيرة»، وذلك بهدف السيطرة على مناطق الجزيرة وشرق الفرات وما تبقى من ريف دير الزور.

 

جيش النظام يتقدم في «الدير»

 

قال مصدر في الجيش السوري إن القوات الحكومية انتزعت السيطرة على ضاحية في مدينة دير الزور بشرق البلاد أمس الأحد لتضيق بذلك الخناق على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وبدأ الجيش السوري التوغل في دير الزور في الشهر الجاري بدعم من قوة جوية روسية ومقاتلين تدعمهم إيران لينجح في كسر حصار الدولة الإسلامية على جيب استمر ثلاثة أعوام.

وقال المصدر في الجيش السوري إن الجيش وحلفاءه سيطروا على حي الجفرة على الضفة الغربية لنهر الفرات. وقال «ليس أمامهم منفذ غير أن يعبروا الفرات باتجاه الضفة الشرقية والهروب باتجاه البادية أو البوكمال والميادين».

وتدعم كل من موسكو وواشنطن هجوماً منفصلاً في محافظة دير الزور الغنية بالنفط والمتاخمة للحدود العراقية. ويتقدم الهجومان على الطرفين المتقابلين لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور لشطرين. وهذه المحافظة هي آخر معقل رئيسي للدولة الإسلامية في سوريا. وظل الهجومان اللذان تدعمهما الولايات المتحدة وروسيا بعيدين عن بعضهما البعض حيث يفصلهما نهر الفرات. لكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اتهمت روسيا في الأسبوع الحالي بقصف القوات التي تدعمها أمريكا في الضفة الشرقية للنهر.

ورفضت وزارة الدفاع الروسية هذه الاتهامات الأحد. وقالت إن موسكو نبهت الولايات المتحدة مقدما لخطط عملياتها وإن طائراتها تستهدف فقط مقاتلي الدولة الإسلامية.

وقالت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن مصدر لم تكشف عن اسمه إن الجيش السوري قطع خط الإمداد الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة دير الزور.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية سيطرت على حي الجفرة القريب من القاعدة الجوية بالمدينة خلال الليل رغم أن مقاتلي الدولة الإسلامية ما زالوا يسيطرون على قرابة ثلث المدينة.

وقال إن الطائرات الحربية الروسية قصفت عمليات انتقال عبر النهر حيث كان متشددو التنظيم يحاولون الفرار في قوارب وإن الكثير من المدنيين بينهم عائلات المتشددين حاولوا أيضاً الفرار عبر النهر في الأيام الماضية.

وأضاف أن ضربات جوية لكل من روسيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تسببت في مقتل أكثر من 34 شخصاً بينهم أطفال في محافظة دير الزور في اليوم الماضي.

 

معارك عنيفة ومزيد من الضحايا بقصف على دير الزور

جلال بكور

قُتل وجُرح مدنيون، مساء أمس الأحد، جراء تواصل القصف الجوي من الطيران الروسي وطيران التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في ريف دير الزور شرق سورية، في حين تمكن التنظيم من استعادة مواقع خسرها في محيط مطار دير الزور العسكري بعد معارك مع قوات النظام والمليشيات المساندة له.

وأفادت مصادر “العربي الجديد” بوقوع قصفٍ من الطيران الروسي ترافق مع قصف مدفعي من قوات النظام على بلدة خشام، بريف دير الزور الشرقي، الأمر الذي أسفر عن وقوع أربعة قتلى على الأقل، بينهم طفلتان وجرح آخرين.

وفي غضون ذلك، قصف طيران التحالف الدولي سيارة في قرية الشعفة شرق دير الزور، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين، كما طاول القصف مناطق في قرية الباغوز، الأمر الذي أدى إلى وقوع خسائر مادية.

وقصف طيران التحالف أيضاً عدة مواقع في مدينة البوكمال، ما أسفر عن مقتل عائلة كاملة في منطقة شارع الفرن الآلي، كما دمرت ثلاث سيارات تابعة لتنظيم “داعش” في منطقة قوس الهري، ومقر للتنظيم في منطقة دوار السكرية.

وتحدثت مصادر محلية عن مقتل عبد الرزاق راغب الغفوري، سوري الجنسية، ويشغل منصب “مسؤول تجنيد الأشبال في ولاية الفرات”، ومسؤول “معسكرات الأشبال” في تنظيم “داعش”، بغارة جوية للتحالف على مدينة البوكمال.

إلى ذلك، تمكن تنظيم “داعش”، بحسب “شبكة ديري نيوز الإخبارية”، من استعادة السيطرة على قريتي الجفرة والبوعمر وحقل التيم النفطي في محيط مطار دير الزور العسكري، إثر هجوم معاكس ضد قوات النظام السوري والمليشيات المساندة. وجاء الهجوم بالتزامن مع غارات مكثفة من طيران روسي على بلدة حطلة وقرية الصالحية وبلدة مراط، أسفرت عن أضرار مادية.

وكان الإعلام الحربي التابع لـ”حزب الله” قد أعلن، مساء أمس، عن تمكن قوات النظام من تأمين محيط مطار دير الزور العسكري جنوب شرق المدينة، بعد سيطرتها على قرى الجفرة والبوعمر والمريعية وحويجة المريعة وجبال الثردة، ما أدى إلى حصار تنظيم “داعش” في مواقعه بمدينة دير الزور على الضفة الجنوبية من نهر الفرات، كما أعلن عن سيطرتها على تلة عياش الاستراتيجية في ريف دير الزور الغربي خلال المعارك المتواصلة مع التنظيم في المنطقة.

وفي سياق متصل، تحدثت مصادر مقربة من قوات النظام عن سيطرة الأخيرة على منطقتي أم تين المعلق والنبيطية، وعلى عدد من المواقع والتلال الحاكمة المحيطة بهما في ريف حمص الشرقي وسط سورية، بعد معارك مع تنظيم “داعش”. كما ذكرت مصادر أن قوات النظام سيطرت على قرى حوايج البومصعة وحوايج ذياب شامية، وبلدة الخريطة.

وفي ريف حماة الشرقي، تعرضت مدينة سلمية، صباح اليوم، لقصف صاروخي مجهول المصدر، دون وقوع إصابات بشرية وفق مصادر من المدينة، في حين استمرت الاشتباكات بين قوات النظام و”داعش” في مناطق شرق المدينة في محاور بلدات وقرى حمادة عمر وأبو حنايا.

وأصيب شخصان بجروح، مساء أمس الأحد، جراء قصف مدفعي من قوات النظام على منطقة الصياد شمال شرق حماة. وتزامن القصف مع غارات جوية على قرى أبو حبيلات وأبو حنايا وسوحا.

وفي شأن آخر، جددت قوات النظام خرق اتفاق خفض التوتر، حيث قصفت الأحياء السكنية في مدينة اللطامنة ومدينة مورك في ريف حماة الشمالي، وعلى قرى الحزم وربدة وعطشان وعرفة والسكيك والتمانعة في ريف إدلب الجنوبي، بالمدفعية والصواريخ، ما أوقع أضراراً مادية.

قوات النظام تهاجم الغوطة

كما جُرح مدنيون، اليوم، جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري على الأحياء السكنية في غوطة دمشق الشرقية، بالتزامن مع محاولات اقتحام في جبهات، وادي عين ترما وحي جوبر شرق دمشق، حيث تدور معارك عنيفة مع “فيلق الرحمن”.

وأفاد مركز الغوطة الإعلامي بوقوع جرحى من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، جراء قصف مدفعي من قوات النظام على الأحياء السكنية في مدينة دوما وبلدة سقبا بالغوطة الشرقية في ريف دمشق. وطاول القصف أيضاً بلدة كفربطنا وبلدة حزة والأحياء السكنية في مدينة عين ترما، ما أوقع أضراراً مادية فقط.

وفي غضون ذلك، شنت قوات النظام مدعومة بمليشيات أجنبية ومحلية هجوماً على محاور وادي عين ترما من المواقع التي تتمركز بها على المتحلق الجنوبي شرق مدينة دمشق، حيث تدور معارك عنيفة مع “فيلق الرحمن” المعارض.

وجاء الهجوم بغطاء مدفعي وصاروخي، بالتزامن مع محاولة تقدم في جبهات حي جوبر شرق مدينة دمشق، وهو آخر حي تسيطر عليه المعارضة السورية المسلحة في المنطقة. ويأتي الهجوم على الرغم من ضم مناطق سيطرة “فيلق الرحمن” لاتفاق خفض التوتر.

ويذكر أن مناطق سيطرة “فيلق الرحمن” في الغوطة الشرقية وشرق دمشق تم ضمها إلى اتفاق خفض التوتر مع النظام، بعد توقيع الأخير اتفاقاً مع الجانب الروسي نصّ في بنوده على إيجاد مخرج لـ”هيئة تحرير الشام” من الغوطة، في حين تواصل قوات النظام خرق الاتفاق.

هدوء في كفربطنا

وتجري مفاوضات بينما يسود هدوء في بلدة كفربطنا بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، منذ مساء الأحد، بعد اشتباك بين “فيلق الرحمن” و”هيئة تحرير الشام” في البلدة، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وعنصرين من “فيلق الرحمن”، وإصابة آخرين بجروح مختلفة، في حين خرج متظاهرون طالبوا بطرد عناصر الهيئة من المدينة.

وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن القتال توقف منذ مساء الأمس بعد قيام وجهاء من المنطقة بالتدخل لدى الفصيلين من أجل وقف الاشتباك، وإيجاد حل للمشكلة التي افتعلها عناصر تابعون لـ”هيئة تحرير الشام”.

وأوضحت المصادر أن عدد القتلى من المدنيين ارتفع إلى أربعة، بينهم حالة قنص في الرأس، ما يرجح تعمد عناصر “هيئة تحرير الشام” افتعال الأزمة والاقتتال مع “فيلق الرحمن”. وذكرت المصادر ذاتها أن عناصر “هيئة تحرير الشام” أطلقوا النار الليلة الماضية على مظاهرة خرجت تطالب بطردهم من البلدة دون وقوع إصابات.

وفي هذا السياق، أدان المجلس المحلي المعارض في كفربطنا “دخول عناصر من “رابطة المرج” بمؤازرة من “هيئة تحرير الشام” إلى بلدة كفربطنا والأعمال التي قاموا بها من الاعتداء على السكان في بناء تم تسليمه لمهجّرين من حي جوبر وعين ترما، هرباً من القصف”.

وأوضح المجلس، في بيان له، أن عناصر “رابطة المرج” قاموا بالسطو على البناء بالقوة، وأطلقوا النار على المدنيين، ما أسفر عن مقتل عدد ووقوع إصابات خطيرة.

وطالب المجلس في بيان له “القيادة الثورية لدمشق وريفها بتحمل كامل مسؤولياتها تجاه هذا العمل غير المسؤول والأرعن”، وطالب المجلس “فيلق الرحمن” بتحمل كامل مسؤولياته تجاه إخراج “رابطة المرج” و”هيئة تحرير الشام” من البلدة.

إلى ذلك، تحدث “مركز إدلب الإعلامي” عن اغتيال مسؤول العقارات في تنظيم “هيئة تحرير الشام”، المدعو أبو ياسر الشامي، من قبل مجهولين بالقرب من مدينة حارم بريف إدلب الشمالي، وعثر على  المسؤول مقتولاً بالرصاص داخل سيارته.

من جهة أخرى، ذكرت مصادر محلية أن قوات المعارضة السورية دمرت بصاروخ موجه دشمة رشاش لمليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية على جبهة تل العنب المحاذية لقرية عبلة في ريف حلب الشمالي.

 

فصائل من “درع الفرات” تنتظر ساعة الصفر لدخول إدلب

تستعد فصائل من “الجيش السوري الحر” المنضوية في غرفة عمليات “درع الفرات” في ريف حلب، للتوجه إلى محافظة إدلب عبر تركيا، في وقت أعلن فيه “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن إسقاط طائرة حربية لم تتضح هويتها شرقي دير الزور.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم “لواء الشمال”، الملقب “أبو الفاروق”، الأحد، إن أعداداً كبيرة من مقاتلي مختلف فصائل “درع الفرات” ينتظرون الذهاب إلى إدلب، وأضاف أن الفصائل كانت تجري استعداداتها منذ فترة شمال وشرق حلب، تحسباً لأي معركة مرتقبة.

 

وأشار أبو فاروق، إلى أنه بعد الاتفاق الذي أعلن عنه في ختام الجولة السادسة من محادثات “أستانة-6″، حدّدت الوجهة الأولى إلى إدلب، وأضاف أنهم بانتظار “ساعة الصفر”، من دون الإفصاح عن مهمتهم هناك.

 

وفيما لم يكشف المتحدث عن مركز تجمع الفصائل، ومن أي معبر مع الحدود التركية سيتوجهون إلى إدلب، أشار إلى أن “أهمية الحفاظ على الأراضي السورية من قوات النظام وحزب العمال الكردستاني”، لافتاً إلى أن “تركيا حليف استراتيجي، وطرف ضامن وداعم للجيش الحر”.

 

وسبق أن انتقل مقاتلون من فصائل “الجيش الحر” العاملة شمال حلب، إلى الحدود السورية – التركية في إدلب، عبر معبر “باب السلامة” في مدينة اعزاز، تمهيدا لبدء التدخل كـ”قوات فصل” بين “هيئة تحرير الشام” وحركة “أحرار الشام الإسلامية”.

 

على صعيد آخر، أعلنت حركة “أحرار الشام” إخلاء نقطة عسكرية في قرية عطشان، شمال حماة، جراء “ضغوط” من “هيئة تحرير الشام”. وقالت “أحرار الشام” في بيان، إن الانسحاب من النقطة جاء بعد رفض عناصرها الانشقاق والانضمام لـ”الهيئة”، ما اضطرهم لإخلاء الموقع تجنبا للاقتتال.

 

وأوضحت الحركة في بيانها، أن النقطة التي انسحبت منها تعتبر خط مواجهة مع قوات النظام السوري، فيما قال مصدر عسكري في “أحرار الشام”، إن “عدد العناصر المنسحبين بلغ 25، وقد تواصلوا مع الهيئة لإبقائهم في الموقع لكنها رفضت”.

 

وكانت “تحرير الشام” سيطرت على معظم مناطق محافظة إدلب بعد الاقتتال مع “أحرار الشام”، الذي أدى الى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين فضلاً عن مدنيين، وأسفر عن انشقاق 12 لواء وكتيبة عن الحركة، وانفصال حركة “نور الدين الزنكي” عن “الهيئة”.

 

في سياق آخر، فشلت المفاوضات بين قوات النظام السوري وتنظيم “الدولة” بعد رفض الأخير الخروج من ناحية عقيربات شرق حماة إلى دير الزور، مقابل السماح بخروج المدنيين إلى شمالي سوريا.

 

وقال رئيس المجلس المحلي لعقيربات أحمد الحموي، الأحد، إن فشل المفاوضات التي توسطت بها جهات عشائرية سيزيد من المخاطر على حياة ثمانية آلاف مدني، معظمهم أطفال ونساء، محاصرين بين النظام والتنظيم في وادي العذيب.

 

وأشار الحموي، الذي يتخذ من مدينة سرمدا بإدلب مقرا له لمنع تنظيم “الدولة” نشاطات المجلس المحلي، أن النظام يتجه إلى “الحسم العسكري” بعد فشل المفاوضات، حيث استقدم تعزيزات عسكرية من ميليشيات “الدفاع الوطني” واللجان الشعبية.

 

إلى ذلك، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن طائرة حربية جرى استهدافها في الريف الشرقي لدير الزور، وأكدت مصادر موثوقة أن الطائرة استهدفت من قبل عناصر “داعش” بالمضادات الأرضية، في سماء منطقة البوليل الواقعة على الضفاف الغربية لنهر الفرات بالريف الشرقي لدير الزور، إذ شوهدت أعمدة الدخان تنبعث من الطائرة بعد إصابتها، قبل أن تهوي بمناطق سيطرة النظام، فيما لا يزال مصير قائد الطائرة مجهولاً.

 

النظام يطلق “فجر-3” للسيطرة على البوكمال بعد حصار “داعش

أعلن النظام السوري عملية عسكرية تحت اسم “فجر3” على الحدود السورية العراقية، للسيطرة على مدينة البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي، في وقت أعلنت فيه “قوات سوريا الديموقراطية” عن تقدمها في المدينة الصناعية ودوار “السبعة كيلو” شرق دير الزور.

 

وقال “الإعلام الحربي المركزي”، الأحد، إن “عمليات فجر3 بدأت بتحرير منطقة شمال شارة الوعر ومنطقة وادي الرطيمة والغزلانية بمحاذاة الحدود السورية – العراقية حتى المحطة الثانية، والتي ستستمر للوصول إلى منطقة البوكمال الحدودية”.

 

وأوضح أن العملية تأتي استكمالاً لعمليات “فجر1” و”فجر 2″، التي أدت إلى السيطرة على منطقة شرق الضمير حتى الحدود الأردنية، ومثلث البصيري حتى الحدود العراقية والمحطة الثالثة، ومحور السخنة حتى دير الزور.

 

وباتت قوات النظام السوري على مسافة 80 كيلومتراً عن مدينة البوكمال الحدودية في ريف دير الزور الجنوبي، بعدما وصلت إلى مشارف خط محطة الضخ، على بعد 12 كيلومتراً منها، والممتد من العراق إلى مدينة حمص، حيث تتركز المعارك حاليًا في الجهة الجنوبية الغربية من الخط.

 

على صعيد متصل، ذكرت وسائل إعلام موالية للنظام، الأحد، أن قواته تمكنت من قطع خط إمداد تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة دير الزور، بعد السيطرة على حي الجفرة المحاذي لنهر الفرات.

 

وذكر “الإعلام الحربي”، أن “وحدات تواصل مطاردة مجموعات داعش، وتستعيد السيطرة على حي الجفرة شمال المطار”، فيما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر عسكري قوله، إن “الجيش السوري قطع خط الإمداد الرئيسي لتنظيم الدولة”، موضحاً أنه “لا يمكن لمقاتلي التنظيم الفرار إلا بعبور نهر الفرات”.

 

وبهذا التقدم، فإن قوات النظام باتت تحاصر التنظيم في كل من أحياء حويجة صقر، وجمعيات الرصافة، وحي خسارات، فضلاً عن حيي الكنامات والصناعة، إذ يعتبر حي الجفرة البوابة الجنوبية لأحياء المدينة الغربية، وصولًا إلى مدينة موحسن على الضفة الغربية للفرات.

 

من جهتها، أعلنت “قوات سوريا الديموقراطية”، سيطرتها على كتلة من المعامل في المدينة الصناعية ودوار “السبعة كيلو” شرق دير الزور، شرقي سوريا، بعد معارك مع التنظيم، موضحة أنها تقدمت لمسافة 63 كيلومتراً شمال شرقي دير الزور، في إطار معركة “عاصفة الجزيرة” التي أطلقتها قبل أسبوع.

 

وقالت “قسد” على موقعها الإلكتروني، الأحد، إن عناصرها سيطروا على معامل النسيج، والسكر، والغزل، وشركة الكهرباء، بالإضافة إلى دوار “السبعة كيلو”، الذي أشارت إلى أنه نقطة وصل بين قرية الصالحية ومدينة الميادين.

 

وتقدمت “قسد” شمال دير الزور خلال معركة “عاصفة الجزيرة”، حيث سيطرت على دوار المعامل والمدينة الصناعية كما اقتربت من السيطرة على عدة حقول نفطية شمال نهر الفرات، في حين تحاول قوات النظام السيطرة على قرى جنوب نهر الفرات، بعد فك الحصار عن المدينة.

 

يشار إلى أن توتراً شهدته الأيام الماضية بين قوات الأسد و”قسد” على خلفية غارات جوية روسية على مواقع الأخيرة شرق الفرات، سبقها تهديدات على لسان المستشارة الإعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان، فيما نفت موسكو استهداف مواقع “قسد” بعد اتهامها من قبل “التحالف الدولي” باستهداف مستشاريه.

 

تركيا تستعد لتنفيذ إتفاق إدلب ودمشق تعتبره مؤقتاً

يسعى النظام السوري إلى التقليل من شأن اتفاق “خفض التصعيد” الذي تم الإعلان عنه في ختام مباحثات “أستانة-6″، الجمعة الماضية، عبر اعتباره “مؤقتاً” ورفض أحد أهم بنوده الذي يتضمن نشر مراقبين من الدول الضامنة، ومن بينهم جنود أتراك، بالقول إن الاتفاق لا يمنح أي شرعيّة لتواجد عسكري تركي، في وقت عززت فيه أنقرة من تواجدها العسكري على الحدود مع سوريا، وأرسلت، لليوم الرابع على التوالي، المزيد من القوات إلى إقليم هاتاي.

 

وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية، إن تركيا هي الطرف الضامن لـ”المجموعات الإرهابية”، في إشارة إلى فصائل المعارضة، وإن اتفاق أستانة الأخير حول محافظة إدلب “مؤقت”، معتبراً أنه فرصة لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، من أجل التراجع عن “دعم الإرهاب”.

 

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن المصدر قوله، إن دمشق فوضت كلا من الجانب الروسي والإيراني لإتمام الاتفاق الأخير حول إدلب “على أساس أنهما الضامنان للجانب السوري”، موضحاً أن “الاتفاقات حول مناطق تخفيف التوتر لا تعطي الشرعية على الإطلاق لأي تواجد تركي على الأراضي السورية”.

 

ووصف المصدر الاتفاق حول إدلب بأنه “مؤقت”، وتابع قائلاً، إن “هدفه الأساس هو إعادة الحياة إلى طريق دمشق – حماة – حلب القديم، والذي من شأنه تخفيف معاناة المواطنين وانسياب حركة النقل بكل أشكالها إلى حلب والمناطق المجاورة لها”، مشدداً على أنه “لا تنازل على الإطلاق عن وحدة واستقلال أراضي الجمهورية العربية السورية”.

 

وكانت الخارجية التركية، قالت إن مراقبين من الدول الثلاثة الضامنة، تركيا وروسيا وإيران، سوف ينتشرون في نقاط التفتيش والمراقبة في المناطق المؤمنة التي تشكل حدود منطقة خفض التوتر في إدلب، وأفادت في بيان لها، الجمعة، أن المهمة الأساسية لقوات المراقبة، هي الحيلولة دون وقوع اشتباكات بين النظام والمعارضة، ومراقبة الخروق المحتملة لوقف إطلاق النار.

 

في الأثناء، واصلت أنقرة إرسال المزيد من قواتها العسكرية إلى مواقعها في ولاية هاتاي المتاخمة للحدود السورية، وذلك لليوم الرابع على التوالي. وتحمل القوافل تعزيزات وإمدادات تتضمن معدات طبية وعسكرية.

 

وخلال الأيام الماضية أرسل الجيش التركي العديد من التعزيزات العسكرية إلى الحدود شملت معدات عسكرية ودبابات وناقلات جند إضافة إلى تعزيز أعداد الجنود المنتشرين على الحدود، وبحسب مصادر أمنية، فإنّ التعزيزات الجديدة المرسلة إلى القوات التركية المتمركزة مقابل الأراضي السورية، تتضمن معدات قتالية وطبية.

 

ووصلت قوافل التعزيزات من وحدات مختلفة من الجيش، ومرت من قضائي “إسكندرون” و”خاصه”، قبل وصولها خط الحدود مع سوريا، فيما أفادت وكالة “الأناضول”، أن القوافل وصلت المنطقة مصحوبة بتعزيزات أمنية، وأنه سيتم نشر تلك الوحدات العسكرية على الحدود.

 

موسكو تشكّك في دور «سوريا الديمقراطية» في محاربة «داعش»

تلاميذ أمام فصل دراسي بمدرسة مدمّرة في قرية السفلانية التابعة لريف حلب الشرقي أمس (رويترز)

موسكو: طه عبد الواحد

نفت وزارة الدفاع الروسية أمس، إقدام قواتها الجوية في سوريا على توجيه ضربة إلى «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً في دير الزور بشرق سوريا، وشكّكت في دور هذه القوات في محاربة تنظيم {داعش}.

 

وجاءت تصريحات الوزارة الروسية رداً على اتهام «سوريا الديمقراطية»، النظام السوري والقوات الروسية، باستهداف مقاتليها في المنطقة الصناعية قرب الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغر كوناشينكوف، إن «وسائل الرصد الروسية لم تسجل خلال الأيام الماضية وقوع أي مواجهات في المنطقة بين إرهابيي (داعش) وأي قوة عسكرية ثالثة». وأضاف أنه في حال تأكد وقوع إصابات في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية» فإنها وقعت أثناء وجودهم بين مقاتلي «داعش».

 

موسكو تنفي استهداف «سوريا الديمقراطية»

لمحت إلى أنهم «لا يقاتلون الإرهابيين»

تلاميذ أمام فصل دراسي بمدرسة مدمّرة في قرية السفلانية التابعة لريف حلب الشرقي أمس (رويترز)

موسكو: طه عبد الواحد

نفت وزارة الدفاع الروسية توجيه قواتها الجوية في سوريا ضربة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً. وقال إيغر كوناشينكوف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية: «هذا غير ممكن، لماذا نقصفهم؟». وأضاف في تصريح رسمي أمس أن المقاتلات الروسية استهدفت فقط مواقع تنظيم داعش الإرهابي ومصادر نيرانه الكثيفة على قوات النظام السوري.

وكان البنتاغون أكد في بيان رسمي، مساء أول من أمس، أن «القوات الروسية ضربت في تمام الساعة 12.30 بتوقيت غرينيتش يوم 16 سبتمبر (أيلول) هدفاً شرق الفرات، بالقرب من دير الزور، وألحق أضرارا بصفوف قوات شريكة بالتحالف الدولي ضد الإرهاب». كما اتهمت «سوريا الديمقراطية» في بيان، النظام السوري والقوات الروسية، باستهداف مقاتليها في المنطقة الصناعية قرب الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور. وقالت في بيانها إنه «في وقت تحقق فيه قواتنا انتصارات عظيمة ضد (داعش) في الرقة ودير الزور، ومع اقتراب الإرهاب من نهايته المحتومة، تحاول بعض الأطراف خلق العراقيل أمام تقدم قواتنا».

وفي رده على تلك الاتهامات أشار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغر كوناشينكوف، إلى أن «قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا، وتفاديا لتصعيد لا حاجة لأحد به، قامت مسبقاً بإبلاغ الجانب الأميركي بحدود منطقة العمليات العسكرية في دير الزور». وقال إن المقاتلات الروسية لا تقصف سوى الأهداف في مناطق سيطرة «داعش» التي تم التأكد منها عبر أكثر من قناة استطلاع، مؤكداً «في إطار هذه العملية، تم القضاء على قوات ومدرعات ومواقع للإرهابيين سواء على الضفة الغربية أو الشرقية لنهر الفرات». ولم يوضح كوناشينكوف، ما إذا كانت المقاتلات الروسية نفذت أي عمليات فجر يوم 16 سبتمبر الحالي شرق الفرات، لكنه حاول الإيحاء بأنه إذا تأكد وقوع إصابات في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية» فإنها وقعت أثناء وجودهم بين مقاتلي «داعش»، وذلك في سياق حديثه: «لهذا، فإن السؤال حول كيف تمكن (معارضون) أو خبراء من التحالف، من التغلغل في الأجزاء الشرقية من دير الزور، في ظل عمليات قتالية من جانب (داعش)، أمر لا يجيب عنه أحد سوى التحالف الدولي نفسه». كما تعمد التقليل من أهمية العمليات العسكرية التي ينفذها التحالف و«قسد» ضد «داعش» شرق الفرات، وقال إن وسائل الرصد الروسية لم تسجل خلال الأيام الماضية وقوع أي مواجهات في المنطقة بين إرهابيي «داعش» وأي قوة عسكرية «ثالثة».

يذكر أن «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة تنفذ عمليات ضد تنظيم داعش في المنطقة الصناعية على بعد 7 كيلومترات من الضفة الشرقية للفرات، بينما تواصل قوات النظام السوري عملياتها في دير الزور وريفها الغربي بدعم من القوات الجوية الروسية وميليشيات طائفية مدعومة من إيران. ويتسابق الجانبان لتحقيق مكاسب أكبر في العمليات في دير الزور والرقة.

وأجرى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون محادثات مع نظيره الروسي خلال اتصال هاتفي مساء أول من أمس، بمبادرة من الجانب الأميركي، بعد الإعلان عن القصف الجوي الروسي لمواقع «سوريا الديمقراطية». وقالت الخارجية الروسية إن الوزيرين بحثا «الوضع حول التسوية السورية، بما في ذلك مهام التصدي للإرهاب على الأرض، وتنفيذ قرارات لقاء آستانة حول سوريا يومي 14 و15 سبتمبر الحالي، والتحضيرات لجولة جديدة من العملية السياسية في جنيف».

إلى ذلك قال ألكسندر لافرينتيف، المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى سوريا ورئيس الوفد الروسي في مفاوضات آستانة، إن الهدف الرئيسي لروسيا في سوريا هو التصدي للإرهاب. وأضاف خلال حوار تلفزيوني أمس، أن ما يقوم به الجانب الروسي في سوريا حالياً، «دليل على أننا لا نسعى إلى تحقيق هدف استراتيجي بتثبيت وجودنا في المنطقة». وكان لافرينتيف توقع في تصريحات عقب لقاء «آستانة6» نهاية قريبة للمجموعات الإرهابية في سوريا، دون أي إشارة إلى مصير القوات الروسية هناك بعد انتهاء العمليات ضد «داعش» و«جبهة النصرة».

يذكر أن موسكو تمكنت من توقيع اتفاقيتين مع النظام السوري حصلت بموجبهما على قاعدة جوية في مطار حميميم في اللاذقية، وقاعدة بحرية في ميناء طرطوس، وتمنح الاتفاقيتان الجانب الروسي الحق في استخدام القاعدتين لمدة 49 عاماً قابلة للتمديد.

 

ديلي ميل: سياسيون بريطانيون يخططون لإنقاذ الأسد من العدالة

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن دبلوماسيين بريطانيين يتآمرون سراً لمساعدة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على الهروب من قبضة العدالة، رغم كل ما ارتكبه من جرائم ترقى إلى جرائم حرب.

 

وتأتي هذه الخطوة بعد اعتداءات الأسد على مدينة “خان شيخون” بريف إدلب شمالي سوريا، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات الأسد، في أبريل الماضي، وقُتل فيه أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500، غالبيتهم من الأطفال.

 

وجاءت أيضاً بعد إعلان وزير الخارجية، بوريس جونسون، أنه (أي الأسد) “إرهابي إرهابي”، وأنه يجب أن يواجه تحقيقاً جنائياً في الحرب التي أسفرت عن مصرع نصف مليون شخص.

 

وتابعت الصحيفة: “إن خطة المملكة المتحدة السرية لضمان استبقاء الديكتاتور على رأس السلطة في المستقبل المنظور، وتجنيبه التعرّض للمحاكمة، كُشفت في رسالة كتبها وزير الخارجية”.

 

وتفيد الصحيفة بأن الخطة قد أُعدت من قبل أحد الوزراء، ممن يتلقّون الدعم من وزير الخارجية، بوريس جونسون، ورئيسة الوزراء، تيريزا ماي، علماً بأن ماي قالت في وقت سابق من هذا العام إن الأسد ليس له مستقبل في سوريا، وإنه ينبغي إبعاده من منصبه.

 

وفي الوثيقة التي تم تسريبها، يقول الوزير إن بريطانيا ستوافق على بقاء الأسد في منصبه، لكنه لا يستطيع الاستمرار في حكم سوريا إلى ما لا نهاية، ويضيف: “هناك تغيير في وجهات النظر مع وجود خطة واضحة لتنحّي الأسد سيتم الاتفاق عليها”.

 

وقال خبراء أمنيون، الليلة الماضية، إن انقلاب موقف بريطانيا تجاه الأسد كان مؤسفاً، ولكن لا مفرّ منه أيضاً؛ بسبب الجمود السياسي في سوريا.

 

وقال الضابط السابق بالجيش البريطاني، هاميش دي بريتون غوردون، الذي ساعد في الكشف عن استخدام الديكتاتور السوري للأسلحة الكيميائية المحظورة: “دون شك، فإن الأسد مجرم حرب يجب أن يواجه العدالة. ولكن الحقيقة هي أننا لا يمكن أن نملي شروطنا على الرئيس الأسد أو حليفه الرئيس، (فلاديمير) بوتين”.

 

وأضاف غوردن: “نحن بحاجة إلى إحراز تقدّم نحو تسوية سلمية، وإذا كان استرضاء هذا الديكتاتور الوحشي هو الثمن، فليكن ذلك، وإن تغيير السياسة يجعل بريطانيا تتماشى مع الولايات المتحدة وفرنسا، اللتين قبلتا أيضاً أن الرئيس الأسد سيبقى”.

 

ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية التعليق على رسالة الوزير، الليلة الماضية، لكنه كرّر الخط الرسمي للوزارة حول الأسد، قائلاً: “نحن نعتقد أن هناك حاجة إلى انتقال السلطة من الأسد إلى حكومة يمكنها حماية حقوق جميع السوريين وتوحيد البلد وإنهاء النزاع”.

 

وجدير بالذكر أن موقع صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية، كشف مؤخراً عن أعمال يجريها نظام الأسد في سوريا؛ في إطار بناء وتعزيز ترسانة سلاحه الكيماوي المحرّم استخدامه دولياً.

 

ما كشفته الصحيفة يؤكّد ضرب نظام الأسد بالتحذيرات الدولية عرض الحائط، غير آبهٍ بالهجوم الذي استهدفت به أمريكا مطار الشعيرات السوري، في أبريل الماضي؛ على خلفية استخدام النظام أسلحة كيماوية في مدينة خان شيخون.

 

النظام و”سوريا الديمقراطية” يسيطران على نقاط بدير الزور

سيطرت قوات النظام السوري على منطقة الجفرة في مدينة دير الزور بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية، في وقت تمكنت ما تعرف بـقوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على كتلة معامل ودوار السبعة كيلومتر بدير الزور بعد معارك مع التنظيم أيضا.

وقال الإعلام الحربي السوري إن سيطرة قوات النظام على الجفرة أتاحت له تأمين محيط مطار دير الزور العسكري بشكل كامل، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى من التنظيم.

وتحاول قوات النظام التقدم إلى مدينة دير الزور التي تعد آخر معاقل تنظيم الدولة في البلاد.

وتشكل المدينة حاليا مسرحا لعمليتين عسكريتين، الأولى يقودها جيش النظام بدعم روسي بمدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها قوات سوريا الديمقراطية -التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية وتشكل عمودها الفقري- بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن على تنظيم الدولة في الريف الشرقي.

نقطة وصل

على صعيد متصل قالت “قوات سوريا الديمقراطية” إن الدوار يشكل نقطة وصل بين منطقة الصالحية ومدينة الميادين التي ما زال يسيطر عليها تنظيم الدولة.

وأضافت أنها ستواصل معاركها ضد تنظيم الدولة، وسترد بشكل قاس على أي اعتداء من قوات النظام المدعومة من روسيا، لا سيما بعد القصف الذي تعرضت له مواقع لها أمس الأول في دير الزور.

وفي تطورات ميدانية أخرى، ذكرت خلية الصقور الاستخباراتية العراقية أن طائرات عراقية نفذت ضربات داخل العمق السوري، مستهدفة ستة مواقع لتنظيم الدولة في منطقة الميادين، قُـتل فيها عشرات من أفراده.

وأضافت أن الضربات تمت بالتنسيق مع اللجنة الرباعية التي تضم العراق وإيران وسوريا وروسيا. كما أشارت خلية الصقور إلى أن الطائرات العراقية نفذت خلال الأسبوع الماضي غارات عدة على مواقع لتنظيم الدولة في مناطق غرب الأنبار أسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثمئة من أفراده.

المصدر : الجزيرة

 

قتلى مدنيون في غارات على ريف دير الزور

نساء وأطفال فارون من دير الزور في أحد المخيمات شمال الرقة يوم 12 أغسطس/آب الماضي (رويترز)

قالت مصادر محلية للجزيرة إن سبعة مدنيين على الأقل قتلوا وجرح آخرون، جراء غارات جوية يعتقد أنها للتحالف الدولي، استهدفت وسط مدينة البوكمال في ريف دير الزور شرقي سوريا قرب الحدود العراقية، بينما سقط عدد من الجرحى في قصف للنظام بغوطة دمشق الشرقية.

وذكرت المصادر أن الغارات استهدفت حي المساكن والمنطقة الصناعية ودوار السكرية في البوكمال، إضافة إلى مصاف نفطية بدائية في بلدتي الباغوز والشعفة بريف المدينة.

يشار إلى مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في دير الزور تتعرض لغارات يومية بشكل عنيف من قبل التحالف الدولي وروسيا وقوات النظام، تسببت خلال الأسبوع الماضي في مقتل أكثر من مئتي مدني نصفهم من الأطفال.

وفي وقت سابق سيطرت قوات النظام السوري على منطقة الجفرة في مدينة دير الزور بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية، في وقت تمكنت فيه ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على كتلة معامل ودوار السبعة كيلومتر بدير الزور بعد معارك مع التنظيم أيضا.

وتحاول قوات النظام التقدم إلى مدينة دير الزور التي تعد آخر معاقل تنظيم الدولة في البلاد.

وتشكل المدينة حاليا مسرحا لعمليتين عسكريتين، الأولى يقودها جيش النظام بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها قوات سوريا الديمقراطية -التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية وتشكل عمودها الفقري- بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن على تنظيم الدولة في الريف الشرقي.

وفي تطورات ميدانية أخرى، قال مراسل الجزيرة إن عددا من المدنيين أصيبوا بجروح في قصف مدفعي لقوات النظام استهدف الأحياء السكنية في سقبا وكفربطنا ودوما وحزة وعين ترما بغوطة دمشق الشرقية. كما أسفر القصف عن دمار في الأبنية والممتلكات.

المصدر : وكالة الأناضول,الجزيرة

 

صحيفة: رئيسا الأركان الأمريكي والروسي يبحثان مزاعم قصف سوريا

موسكو (رويترز) – ذكرت صحيفة كوميرسانت يوم الأحد أن الجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس هيئة الأركان الروسية المشتركة، قضى ساعة على الهاتف مع نظيره الأمريكي الجنرال بمشاة البحرية الأمريكية جوزيف دنفورد لبحث مزاعم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بأن موسكو قصفت مقاتلين تساندهم الولايات المتحدة في سوريا.

 

وقالت الفصائل السورية المسلحة التي تدعمها الولايات المتحدة إنها تعرضت لهجوم يوم السبت من مقاتلات روسية وقوات حكومية سورية في محافظة دير الزور وهي بؤرة توتر في ساحة قتال تزداد تعقيدا.

 

وذكرت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من فصائل كردية وعربية تقاتل مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إن ستة من مقاتليها أصيبوا في الضربة.

 

ورفضت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت المزاعم قائلة إن طائراتها استهدفت فقط متشددي تنظيم الدولة الإسلامية وإنها نبهت الولايات المتحدة بخططها للعمليات قبلها بفترة كافية.

 

وذكرت كوميرسانت، نقلا عن مصادر عسكرية لم تسمها، بأن جيراسيموف ودنفورد قضيا ساعة على الهاتف يوم السبت في بحث المزاعم.

 

وأضافت أن موسكو عادة ما تحذر الولايات المتحدة قبل ساعتين على الأقل من أي ضربة في سوريا ثم تطلعها بعد ذلك على المعلومات بشأن الأهداف التي ضربتها.

 

إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن

 

غوتيريش يدعو أكراد العراق للعدول عن مشروع الاستفتاء

دعا الامين العام للامم المتحدة أنتونيو غوتيريش الأحد اكراد العراق للعودة عن قرار تنظيم استفتاء على استقلال اقليمهم في 25 ايلول/سبتمبر الجاري، مطالبا القادة العراقيين على اختلافهم بمعالجة هذه المسألة “بصبر وبضبط النفس”.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الامين العام في بيان ان غويتريش يعتبر ان “اي قرار احادي بتنظيم استفتاء في هذا الوقت من شأنه أن يقوّض أهداف هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، وإعادة بناء المناطق المستعادة منه، وتيسير العودة الآمنة والطوعية واللائقة بأكثر من ثلاثة ملايين شخص ومهجّر”.

 

وأضاف ان “الامين العام يطلب من القادة في جميع انحاء العراق معالجة هذه القضية بصبر وبضبط النفس”.

 

وأكد المتحدث ان الامين العام “يحترم سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه، ويرى أن أي قضية بين الحكومة الاتحادية والحكومة الإقليمية في كردستان يجب معالجتها من خلال حوار منظم وتسوية بناءة”.

 

وكانت الأمم المتحدة قدّمت مقترحا لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني يقضي بتراجع الاكراد عن مشروع تنظيم استفتاء في 25 أيلول/سبتمبر في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق شامل حول مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل في مدة أقصاها ثلاث سنوات.

 

لكن رئيس الإقليم الشمالي، أبقى على الاستفتاء حتى اللحظة، معتبرا أن المقترحات المقدمة حتى الساعة غير كافية.

 

وصادق برلمان كردستان العراق الجمعة، كما كان متوقعا، على إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم الشمالي في موعده المقرر.

 

ويخضع اقليم كردستان لضغوط كثيفة للعدول عن هذا الاستفتاء الشعبي، الذي لن يؤدي من حيث المبدأ إلى إعلان الاستقلال، بل سيشكل وسيلة للضغط على السلطة المركزية للحصول على تنازلات في الخلافات النفطية والمالية.

 

وأعلنت المملكة المتحدة السبت أنها لا تدعم الاستفتاء الذي “يهدد بانعدام الاستقرار في المنطقة، فيما يجب أن ينصب التركيز على هزيمة داعش”.

 

والجمعة، اعتبر البيت الأبيض أن الاستفتاء سيكون “مستفزا” و”مزعزعا للاستقرار”. وأعادت واشنطن التأكيد على اعتقادها بأنه سيكون عقبة أمام محاربة تنظيم الدولة الإسلامية واستقرار المناطق التي عادت إلى سيادة السلطات العراقية.

 

وتعرب دول أخرى، مثل تركيا وإيران، عن قلقها إزاء فكرة أن تثير أربيل النزعات الانفصالية لدى الأقلية الكردية على أراضيها.

 

مشاورات أميركية روسية للحفاظ على منطقة “خفض التوتر” في وادي الفرات بسوريا

اعلن رئيس الاركان الاميركي الاحد ان الولايات المتحدة وروسيا اجرتا مشاورات للحفاظ على منطقة “خفض التوتر” في وادي الفرات في سوريا حيث ينفذ جيشا البلدين عمليات ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وذلك بعد حادث نسب الى روسيا.

وقال الجنرال جو دانفورد لصحافيين في طائرة تقله من تيرانا حيث شارك في اجتماع لحلف شمال الاطلسي “تحدثت الى الجنرال (فاليري) غيراسيموف (رئيس الاركان الروسي) مساء السبت” فيما تشاور وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في هذا الصدد مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.

 

واتهمت “قوات سوريا الديموقراطية” التي تدعمها واشنطن، السبت الطيران الروسي بقصف مقاتلين تابعين لها في شرق سوريا، الامر الذي نفته موسكو في حين اكده التحالف الدولي ضد الجهاديين بقيادة واشنطن.

 

واضاف دانفورد “ينفذ الروس عملية في دير الزور، وقالوا ان مقاتلين من تنظيم الدولة الاسلامية فروا من دير الزور وانتقلوا الى شرق نهر الفرات. فطاردوهم شرق الفرات مستخدمين مقاتلات للقوات الروسية والنظام السوري. لقد اكدوا انهم قصفوا (منطقة) شرق الفرات، لكن بعض هذه الضربات طاولت مناطق قريبة واصابت قوات سوريا الديموقراطية التي ندعمها”.

 

واوضح “اننا اجرينا اتصالات على كل المستويات لاعادة جعل الفرات منطقة خفض توتر”، مبديا اسفه لهذا الحادث الذي يشكل “فشلا” لمساعي خفض التوتر.

 

ويشهد الشرق السوري راهنا هجومين منفصلين لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من دير الزور. فالجيش السوري بدعم من موسكو يركز عملياته في مدينة دير الزور نفسها فيما تقاتل قوات سوريا الديموقراطية في شرق المحافظة باسناد جوي من التحالف.

 

واقر رئيس الاركان الاميركي بان “الوضع في هذه المنطقة بالغ التعقيد”، معتبرا ان “خفض التوتر حاليا هو اكثر صعوبة مما كان قبل بضعة اشهر. لذا، نبذل جهودا حثيثة لاعادة احياء اطار خفض التوتر”.

 

لكنه لم يوضح ما اذا كان الجانب الروسي اعلن التزامات، ملاحظا انه “لم تتم تسوية كل المشاكل”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى