أحداث الاثنين 18 تشرين الثاني 2013
«الائتلاف» يناقش خطة انتقالية استعداداً لـ «جنيف 2»
لندن، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
بدأت قيادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض درس تصوراتها للمرحلة الانتقالية استعداداً للمشاركة في «جنيف 2». كما تدرس في الوقت نفسه دعوة رسمية من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لزيارة موسكو. وعلم ان الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر اعد بعد لقاء مساعديه مع مسؤولين سوريين ومعارضين، مقترحات للحل السياسي وتطبيق بيان جنيف الاول للعام الماضي.
وكان «المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية» برئاسة رضوان زيادة بدأ امس ندوة عن التحول الديموقراطي بناء على دراسة اعتمدتها المعارضة للمرحلة الانتقالية، شارك فيها رئيس «الائتلاف» احمد الجربا ورئيس «المجلس الوطني السوري» جورج صبرا وسلفه برهان غليون ومعارضون آخرون.
ويتضمن البرنامج مشاركة الجربا وغليون وصبرا بجلسة تتناول «مؤتمر جنيف وسيناريوات الثورة السورية» اليوم. وقال زيادة انه اذا قررت المعارضة الذهاب الى مؤتمر «جنيف 2» فإنها ستكون «مسلحة برؤية متكاملة حول المرحلة الانتقالية تتضمن آليات نقل الصلاحيات التنفيذية والتشريعية الى الحكومة الانتقالية» وفق ما جاء في «جنيف 1».
وكانت الدراسة التي اعدت قبل التوصل الى الاتفاق الاميركي – الروسي حول السلاح الكيماوي وقبل زيادة نفوذ المتشددين الاسلاميين، اقترحت ان يكون نظام الحكم برلمانياً وان يكون رئيس الوزراء من الكتلة البرلمانية الأكبر على ان يتمتع رئيس الجمهورية بـ «صلاحيات فخرية مثل استقبال السفراء وتصديق المراسيم التشريعية». كما اقترح التقرير ان يكون دستور العام 1950 «نقطة انطلاق الدستور السوري الحديث، اضافة الى «إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية» وتشكيل «جيش وطني» ونزع السلاح.
وحصلت «الحياة» على تقرير أعده «مركز كارتر» بعنوان «خيارات التحول السياسي وتوضيح بيان جنيف»، اقترح ثلاثة خيارات يتعلق احدها بـ «اصلاح» الدستور الحالي فيما يخص «الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها رئيس الجمهورية بما يتطلب تعريفاً جديداً للفصل بين السلطات. كما ان عدداً من الصلاحيات الحالية للرئيس تتطلب ان تنقل الى الجهاز الحكومي الانتقالي بصلاحيات كاملة» وفق بيان جنيف الأول، او ان يصل ممثلو النظام والمعارضة الى «دستور موقت» ذلك للوصول الى «اقامة هيكلية حكم موقتة تتناول المرحلة الانتقالية».
في غضون ذلك، أفاد منذر أقبيق مستشار الجربا ان لافروف وجه دعوة لرئيس «الائتلاف» لزيارة موسكو بين 18 و21 الشهر الجاري، لافتا الى انه «سيتم التنسيق بين الجانبين لتحديد موعد جديد للزيارة» بعدما تعذر تلبيتها بالموعد المقترح. وقالت مصادر اخرى ان الاتجاه الى ذهاب وفد من رئاسة «الائتلاف» وليس الجربا.
واجرت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد امس محادثات في موسكو تحضيراً لمؤتمر «جنيف 2» الذي يتوقع انعقاده في الشهر المقبل، وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر رسمي في دمشق.
ميدانيا، تعرضت مدينة قارة في منطقة القلمون شمال دمشق، التي يتحصن فيها عدد كبير من مقاتلي المعارضة أمس، لقصف بالطيران الحربي، وسط محاولات من قوات النظام لاقتحامها. وفي حلب شمال البلاد، افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» باسقاط الكتائب المقاتلة لطائرتين حربيتين كانتا تشاركان في قصف مناطق عند الأطراف الشرقية لحلب. واعلن وزير الكهرباء السوري عماد خميس ان عملا «تخريبيا» تسبب بعد ظهر الاحد بانقطاع الكهرباء عن دمشق والعديد من المناطق الجنوبية.
وفد حكومي سوري في روسيا تحضيراً لجنيف 2
موسكو – يو بي آي
وصل وفد الحكومة السورية إلى موسكو، في زيارة يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين الروس تتعلق بالتحضير لعقد مؤتمر “جنيف 2″، الذي يهدف لإجراء محادثات سلام مع المعارضة.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي”، أن “الوفد السوري، الذي يضم مستشارة الرئيس بثينة شعبان، والنائب الأول لوزير الخارجية فيصل المقداد، ومسؤول الشؤون الأوروبية في الخارجية السورية أحمد عرنوس، وصل إلى العاصمة الروسية موسكو، ليبحث مع المسؤولين الروس التحضير لمؤتمر دولي خاص بالسلام في سورية”.
وأشارت الوكالة إلى أن “وفد الحكومة السورية اجتمع مع مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف”.
بان كي مون: جنيف-2 في منتصف ديسمبر
فيلنيوس – أ ف ب
صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في فيلنيوس أنه يتوقع أن يفتتح “في منتصف كانون الأول/ديسمبر”، مؤتمر جنيف للسلام في سورية، الذي أرجئ مرات عدة.
وقال بان كي مون للصحافيين: “لا استطيع أن أعلن موعداً في هذه اللحظة، لكن هدفنا هو منتصف كانون الأول/ديسمبر”، موضحاً أن “الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي سيحاول تحديد هذا الموعد خلال لقاء مع ممثلين أميركيين وروس في 25 تشرين الثاني/نوفمبر”.
فتح معركة القلمون في الطريق إلى جنيف – 2 والمعارضة نسفت مبنى عسكريا في حرستا
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
حاولت القوات النظامية السورية اقتحام بلدة قارة في منطقة القلمون بالريف الشمالي الغربي لدمشق والواقعة على طول الطريق السريع الذي يربط العاصمة بالمناطق الساحلية، وهو طريق استراتيجي قد يستخدم في نقل الاسلحة الكيميائية السورية الى خارج البلاد. وعلى رغم بعض المكاسب التي حققها النظام ميدانياً في الاشهر الاخيرة، فان المعارضة التي تتحصن في مواقع حول دمشق لا تزال قادرة على توجيه ضربات قاسية الى قواته والتي كان آخرها نسف مبنى ادارة المركبات العسكرية وتسويته بالارض، مما ادى الى مقتل عشرات الجنود بينهم ضباط كبار. وفيما تتسارع الوقائع الميدانية، تستمر التحضيرات لعقد مؤتمر جنيف – 2، إذ تحادث وزيرا الخارجية الاميركي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف هاتفياً، بينما يجري وفد سوري رسمي محادثات مع المسؤولين الروس اليوم في موسكو، واعلن رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد الجربا انه “مهتم” بزيارة موسكو بعد تلقيه دعوة رسمية لذلك.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له: “قتل 31 من عناصر القوات النظامية بينهم ثلاثة عمداء ولواء اثر تفجير مبنى في ادارة المركبات يقع في ضواحي مدينة حرستا”، مشيرا الى “انهيار المبنى بشكل كامل”. وأضاف ان “توقيت شن هذا الهجوم له دلالة”، خصوصاً ان الجيش النظامي يشن عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على مواقع مسلحي المعارضة في منطقة ريف دمشق.
وأوضح، استنادا الى معطيات أولية ان القنبلة التي نسفت المبنى “اما داخل المبنى واما في أسفله وتحديدا تحت نفق”، ملمحا بذلك الى ان مقاتلين معارضين تمكنوا من التسلل الى داخل القاعدة العسكرية.
وأوضح ان الطاقم الليلي وحده كان في نوبة الخدمة حين حصل الانفجار. واشار الى انه لو انفجرت القنبلة قبل ساعة لارتفع عدد القتلى الى 200 . وذكر ان جنودا آخرين أصيبوا ولكن من المستبعد ان يرتفع عدد القتلى.
ويذكر ان القوات النظامية تسيطر على معظم اجزاء حرستا، لكن مقاتلي المعارضة يحاولون منذ صيف 2012 التقدم الى داخلها.
معركة القلمون
من جهة أخرى، تحدث ناشطون عن محاصرة الجيش السوري النظامي بلدة قارة في منطقة القلمون الجبلية التي تربط العاصمة بمعاقل الحكومة على طول الساحل.
وصرح النقيب إسلام علوش الناطق باسم “جيش الإسلام” وهو أكبر تحالف لجماعات المعارضة في العاصمة إن قتالا يدور في قارة التي تقع على الطريق السريع، وأن هناك عددا كبيرا من مقاتلي “جيش الإسلام” يتمركزون على طول الطريق.
وأفاد ديبلوماسيون أن السلطات السورية حددت الطريق الذي يمتد شمال العاصمة السورية في اتجاه حمص والساحل باعتباره الطريق المفضل لنقل الأسلحة الكيميائية بموجب اتفاق روسي – أميركي الى خارج سوريا.
وعلى رغم أن الجيش والمدنيين يستخدمون الطريق السريع، فان أجزاء منه تمر قرب مناطق تسيطر عليها المعارضة، مما يعرض القوافل لخطر الوقوع في مكامن. وطالبت السلطات بتجهيزات تساعدها في تأمين القوافل.
ويتوقع المراقبون أن تكون منطقة القلمون محور المعركة الكبرى المقبلة في سوريا، مما يؤدي إلى تدفق عدد كبير من اللاجئين الى خارج البلاد ويثير الاستياء في لبنان المجاور.
وقال المرصد السوري إن القتال في قارة وفي بلدة النبك المجاورة يشير إلى أن العملية في منطقة القلمون بدأت. وأكد إن “حزب الله” اللبناني يحشد رجاله للقتال في المنطقة.
وفي الريف الجنوبي لدمشق، فتح الجيش النظامي نقطة تفتيش لهؤلاء في ضواحي بيت سحم وهي فرصة نادرة امام المدنيين للفرار من حصار مستمر منذ اكثر من شهر. وأظهرت مشاهد على شبكة الانترنت مئات المدنيين يفرون من المدينة إما سيرا وإما في سيارات مكدسة بالامتعة في انتظار فتح نقطة تفتيش بيت سحم. ولم يتضح بعد سبب السماح لهؤلاء بالرحيل، لكن جماعات انسانية محلية كانت تتفاوض احيانا على هدنة للسماح للمدنيين بمغادرة المنطقة.
الى ذلك، أعلن وزير الكهرباء السوري عماد خميس ان عملا “تخريبيا” ارتكبته مجموعات “ارهابية” تسبب بعد ظهر امس بانقطاع الكهرباء عن دمشق وعدد كبير من المناطق الجنوبية. وتحدث عن “انقطاع الكهرباء عن المنطقة الجنوبية بسبب تخريب المجموعات الارهابية المسلحة لخطوط التوتر العالي المغذية للمنطقة الجنوبية”، لافتا الى ان “ورشات الاصلاح تعمل على اعادة التيار الكهربائي”.
الجهود الديبلوماسية
في موسكو، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا جاء فيه ان لافروف وكيري بحثا في اتصال هاتفي في التحضيرات لمؤتمر جنيف -2 لتسوية الأزمة السورية واجتماع مجموعة 5+1 وإيران المقرر الأسبوع المقبل. وقالت إن الجانبين تطرقا إلى قضايا أخرى خلال المكالمة التي تمت بمبادرة من الجانب الأميركي.
وفي تطور آخر، قال مسؤول في الائتلاف السوري المعارض ان رئيسه احمد الجربا وفق مبدئيا على زيارة موسكو بعد تلقيه دعوة لذلك من وزير الخارجية الروسي، على ان يحدد موعد لها.
وحددت الدعوة الرسمية الموجهة الى الائتلاف موعدا للزيارة بين 18 تشرين الثاني و21 منه، مما يعني انها كانت ستتزامن مع زيارة الوفد الحكومي السوري لروسيا. الا ان رئيس الائتلاف قال انه لم يتمكن من الغاء “ارتباطات سابقة” في هذا التاريخ، طالبا ارجاء الموعد.
ويبدأ وفد مؤلف من مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومسؤول الشؤون الاوروبية في وزارة الخارجية السورية احمد عرنوس، اليوم محادثات في موسكو تحضيرا لمؤتمر جنيف – 2 الذي يتوقع عقده في كانون الاول.
اشتباكات القلمون تتصاعد و30 قتيلاً للجيش بانفجار في حرستا
معادلة «جنيف 2»: «الطبخة» السياسية ونار الجبهات
وسيم ابراهيم
لا ينتظر الحل السياسي في سوريا اتفاق المعارضة والنظام، وليس هذا ما يدحرج مواعيد المؤتمر المرتقب في جنيف السويسرية. الآلية والماكينة الدولية التي أخرجت «جنيف الأول» إلى النور، تعمل الآن على انتاج اتفاق «جنيف الثاني» بالطريقة ذاتها.
هذا ما تؤكده مصادر اوروبية واسعة الاطلاع لـ«السفير» حول ما يجري في سياق تحضير «المضمون السياسي» لـ«جنيف2» الذي يبدو ان مواعيده المقترحة دخلت نفق التأجيل شبه المؤكد الى بداية العام 2014، في وقت يطغى على المشهد السوري اخبار التطورات العسكرية التي يلاحظ الاوروبيون تبدل الموازين فيها على الارض، وذلك مع تزايد حدة نيران الاشتباكات المشتعلة في جبهة القلمون، من دون أن يعني ذلك تراجعها في المناطق الاخرى في ريف دمشق وحلب وحمص، في وقت واصلت الديبلوماسية الروسية جهودها من خلال استقبال الوفد السوري الذي يضم بثينة شعبان وفيصل المقداد، والدعوة الى مشاركة كل من السعودية وايران في الحل السلمي في سوريا، مع التشكيك في ان يكون «الائتلاف» المعارض ممثلا لكافة السوريين.
وتقول المصادر الاوروبية المطلعة انه مثلما جرى في «جنيف1»، سيكون على الأطراف السورية إيجاد طريقة لتبني «جنيف 2» وإتمامه بالتفاصيل الأخيرة، بمعنى، ملء الفراغات بين الخطوط العريضة التي ستوضع أمامهم على الطاولة.
والآن، يحضر الأميركيون والروس هذا الإطار، الاتفاق الجديد، لكن حتى اللحظة، لا تقدم يحيي الآمال بعقد المؤتمر قبل نهاية العام. ويقول مسؤول أوروبي رفيع المستوى لـ«السفير»، إن موعد الثاني عشر من كانون الاول هو من بين «الشائعات» التي تخرج من جنيف وأماكن أخرى، لكن الأكيد، كما يبين، أن «هناك البعض الذي يقول نحن بحاجة إلى وقت أكبر، ومن الأفضل الانتظار إلى بداية العام». ويتحفظ المسؤول عن تحديد من هم «البعض»، لكنه يوضح بأن المسألة «تتعلق بالتحضيرات للمؤتمر».
هذه التحضيرات هي جوهر الخلافات التي تؤجل المؤتمر، ولا تتعلق بتفاصيل مشاركة السوريين المتصارعين. ويقول المسؤول الأوروبي إنه «لو كان الأمر متعلقاً بحضور ممثلي النظام والمعارضة وتشكيل الوفود، لكانت المسألة بسيطة»، مشيراً إلى أن القضية الآن هي «تحضير المحتوى (الاتفاق) السياسي» الجديد الذي سيوضع أمام الطرفين في جنيف. ومن واقع التأجيل المستمر، يشير إلى أنه «لا تقدم» حول إنجاز هذا الاتفاق.
محتوى الاتفاق سيصنع من المواد الأولية التي استخرجها «جنيف 1»، ولهذا ينبغي إنجاز «الكثير من الأمور التي هي بحاجة إلى توضيح» في الاتفاق الأول، كما يقول المسؤول الأوروبي، مؤكداً أن الخروج بإطار جديد يولد من القديم، أمر حاسم لعقد المؤتمر ولا يمكن الإقلاع إليه من دون ذلك. ويوضح أنه «لا يمكن بهذه السهولة القول: هيا بنا نذهب إلى جنيف وهناك نرى ما سيحدث».
من الواضح أن بناء الاتفاق الجديد لن يُترك للنظام والمعارضة، اللذين لن يفعلا إلا استكمال الحرب على الأرض. لم يحدث هذا سابقاً في الأساس. كتب الأميركيون والروس جنيف الأول، ووافقت عليه دول مجلس الأمن، قبل أن يتوجس منه طرفا الصراع ثم وافقا عليه.
وإن كانت «الطبخة» الجديدة التي يعدها الأميركيون والروس لم تتضح بدقة، إلا أن رائحتها تخرج من تصريحاتهم. من هنا يمكن فهم الحديث الأميركي عن الاتفاق مع الروس على ضرورة المحافظة على المؤسسات السورية، ولا داعي للقول إن أهمها المؤسسة العسكرية. فما زال الأميركيون يرددون أن المرحلة الانتقالية يجب أن تقود إلى إنهاء دور الرئيس السوري بشار الاسد.
في هذا السياق، يقول مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى، مطلع على مداولات الملف السوري في الأروقة الأوروبية، إن «التباين» الدولي الآن يتلخص في كيفية «ترجمة التوازنات الجديدة» القائمة في ميدان الحرب السورية، موضحاً أن «الأمور تغيرت.. في جنيف 1 كان النظام هو الطرف الضعيف، لكن الآن صار الوضع معكوساً. لذلك لا يمكن طرح صياغة جديدة للتسوية، كالتي أنتجت جنيف 1».
يلفت المصدر إلى أن تحديد هدف الذهاب إلى «جنيف 2» بتسليم السلطة إلى «هيئة حكم انتقالية» تراه دمشق «كلاماً سوريالياً»، في ضوء التقدم الذي أحرزه الجيش السوري، وتراجع مكاسب المعارضة المسلحة.
وكان بيان «جنيف 1» أقر إنشاء «هيئة حكم مشتركة»، بالتراضي بين النظام والمعارضة، لتتولى كامل السلطات التنفيذية، بما فيها السلطة على الأجهزة الأمنية، لكنه لم يبت في بقية صلاحيات منصب رئيس الجمهورية وسلطته على الجيش والقوات المسلحة.
وفي هذه الأثناء، يجتمع وزراء الخارجية الأوروبيون في بروكسل اليوم، وسيكون تناولهم للأزمة السورية بعنوان «أزمة اللاجئين»، وانعكاساتها على دول الجوار السوري، لكن هذا سيأخذهم بالضرورة إلى استعراض حصيلة محاولات إقامة مؤتمر السلام السوري.
وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التحضيرات لـ«جنيف 2» والنووي الإيراني مع نظيره الأميركي جون كيري، خلال اتصال هاتفي أمس، بمبادرة أميركية.
وكان وزير الخارجية الروسي قد دعا إلى عدم تفويت فرصة عقد لقاء غير رسمي بين ممثلين عن المعارضة والحكومة السورية في موسكو.
وقال لافروف، في حديث إلى التلفزيون الروسي، إنه «لمساعدة زملائنا الغربيين الذين يحاولون جلب المعارضة إلى المؤتمر الثاني في جنيف، فنحن مستعدون لاستخدام علاقاتنا بالمعارضة، التي لم نقطعها أبداً. التقينا في موسكو والمنطقة مع كل فصائل المعارضة المهمة تقريبا».
وأضاف وزير الخارجية الروسي أن بلاده اقترحت عقد لقاء تحضيري في موسكو بين ممثلين عن الحكومة وكافة فصائل المعارضة وبمشاركة ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة والمبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
وقال لافروف «إذا تمكنا من دفع المعارضة ولو قليلاً إلى التعبير عن استعدادها للمشاركة في المؤتمر انطلاقاً من مسؤوليتها عن مستقبل بلادها، فسيعني ذلك أننا لم نجتهد عبثا».
وأكد وزير الخارجية الروسي أن الشروط المسبقة التي تطرحها المعارضة السورية لمشاركتها في «جنيف 2»، بما في ذلك شرط رحيل الأسد، «غير واقعية»، مشيراً إلى أن ذلك يتعارض مع بيان جنيف الذي لا ينص على وجود شروط مسبقة.
وشدد لافروف على ضرورة أن تمثل الوفود التي ستشارك في «جنيف-2» جميع أطياف الشعب السوري .
وأكد وزير الخارجية الروسي أن روسيا تدعو إلى توسيع قائمة المشاركين في المؤتمر»، مشيراً إلى أن إيران والسعودية لم تشاركا في المؤتمر الأول، مشدداً على أهمية حضور هذين البلدين في المؤتمر المقبل.
وقتل، أمس 31 جندياً سورياً على الأقل، من بينهم أربعة ضباط كبار، في تفجير قاعدة عسكرية للجيش السوري في ريف دمشق، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «31 من عناصر القوات النظامية بينهم ثلاثة عمداء ولواء، قتلوا إثر تفجير مبنى في إدارة المركبات يقع في ضواحي مدينة حرستا»، لاًفتا إلى «انهيار المبنى بشكل كامل».
ويأتي التفجير في ظل عملية عسكرية يشنها الجيش على مدينة قارة في منطقة القلمون، والتي يتحصن فيها عدد كبير من المسلحين، استعداداً لاقتحامها.
وفي هذا الوقت، قالت وكالة «سانا» إن وحدات الجيش تمكنت من السيطرة على منطقة المعامل والمحالج الواقعة شرقي مطار النيرب في حلب.
‘هآرتس′ عن مصادر استخبارية: إيران وسورية ستشاركان في المواجهة القادمة وحزب الله هو الذي منع انهيار نظام الأسد
الجنرال غولان الحرب ضد الحزب باتت أقرب ولا مفر منها
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: صرح قائد المنطقة الشماليّة في الجيش الإسرائيليّ الجنرال يائير غولان، أمس الأحد لموقع القناة السابعة الإسرائيليّ على الشبكة العنكبوتيّة أنّ الحرب مع لبنان باتت أقرب من أيّ وقت مضى ولا مفر منها، على حدّ قوله.
وزاد الجنرال غولان إنّه ليس هناك حروب بسيطة ومستعدون للدخول في مواجهة حاسمة وقوية قد تستمر لأسابيع وربما أشهر، موضحًا أنّ الجيش الإسرائيليّ تعلّم الكثير من الحروب السابقة وخاصة على الجبهة اللبنانيّة، وتابع قائلاً إنّه ‘في الحرب القادمة مع حزب الله سنكبدهم خسائر ثقيلة ولن نتهاون، وإنّ قوات الجيش الإسرائيليّ جاهزة لأي عدوان.
وحذّر الجنرال غولان من أنّ أيّ عمل وصفه بالأحمق يبدأ به حزب الله على الحدود الشمالية، لأنّ ذلك سيؤدّي إلى نشوب المواجهة القادمة.
في السياق ذاته، كشف محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة ‘هآرتس′ العبريّة، أمس الأحد، عاموس هارئيل، كشف النقاب عن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية والتي تشير إلى أنّ الصراع السوري الداخلي قد عزز من التحالف الإيراني والسوري وحزب الله، وزاد من قثوة التزام النظام السوري تجاه حليفيه، بسبب الدعم الذي حظي به منهما خلال المواجهة الداخلية، حتى بات حزب الله وسوريّة يشكلان جزء من جبهة مشتركة يمكن تفعيلها ضد الدولة العبريّة في وقت الضرورة، على حدّ قوه. وأوضح المحلل، المرتبط جدًا بالمؤسسة الأمنيّة والعسكريّة الإسرائيليّة في سياق تحليله أنّ التغيير المذكور ينعكس على رد الفعل السوري في حال المواجهة بين حزب الله وإسرائيل أو توجيه ضربة إسرائيلية لإيران، مشدّدًا، نقلاً عن المصادر عينها، على أنّه بات من الصعب على الجمهوريّة السوريّة أنْ تقف موقف المتفرج، وزادت المصادر ذاتها قائلةً إنّ إسهام سوريّة في حالة حرب مع حزب الله سيُترجم عن طريق إشعال صدامات إطلاق نار معتدلة نسبيًا على طول الحدود في هضبة الجولان العربيّة السوريّة المحتلّة، بشكل يستنزف جهد القوات الإسرائيلية هناك ومنع نقلها إلى الجبهة اللبنانية وحتى بإطلاق صواريخ دقيقة الإصابة إلى قواعد سلاح الجو الإسرائيليّ المتواجدة في شمال الدولة العبريّة، على حدّ تعبيرها.
ووصف المحلل الإسرائيليّ، موقعها نقلا عن مصادر استخبارية عسكريّة وصفها بأنّها عالية المستوى في تل أبيب، وصف علاقات الشراكة المتبلورة داخل الجبهة التي تقودها إيران وتتشكل أيضًا من حزب الله وسورية بالحميمية، مشيرًا إلى الدور الإيرانيّ في قيادة هذا التحالف، التي منعت حزب الله من فتح مواجهة جديدة مع دولة الاحتلال بعد أنْ وضعت حرب لبنان الثانية أوزارها في صيف العام 2006، الأمر الذي سمح لحزب الله بالتدّخل عسكريًا في الصراع الدائر في سوريّة العام الماضي، مشدّدًا على أنّ تدّخل حزب الله أوقف الزحف الذي هدد بانهيار نظام الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد.
بموازاة ذلك، أشارت المصادر الاستخبارية الإسرائيليّة، كما قالت الصحيفة العبريّة، إلى حدوث تغييرات في حزب الله، ففي حين كان حتى عام 2006 يختص بإطلاق صواريخ ضد العمق الإسرائيليّ والدفاع عن قرى جنوب لبنان وإغلاق المحاور الرئيسية أمام الجيش الإسرائيليّ، فقد طورّ، بفضل الحرب في سوريّة، قدراته على المبادرة في تنفيذ هجمات موضعية وفي الحرب على القصير شغل مقاتلو الحزب دبابات سورية واستعانوا بطائرات بدون طيار واستخدموا استخبارات بمستوى متطور واكتسبوا خبرة وتجربة في حرب المدن، من خلال تفعيل منسق لوحدات بمستوى كتيبة وأكثر، على حدّ قول المصادر، التي أضافت قائلةً إنّه إلى جانب ذلك فإنّ الحزب لم يقُم بإهمال الاستعداد أمام إسرائيل في الجنوب، وهو ما زال قادرًا على إطلاق كمية كبيرة من الصواريخ عليها، دون ترك بصمات استخبارية.
بالإضافة إلى ذلك، قال المحلل هارئيل إنّ التقديرات الإسرائيليّة تشير أيضًا إلى تغيير في التوجه الإيراني وما أسمته المصادر عينها بالمحور الراديكالي للحرب المستقبليّة، فإذا كان العرب يفكرون في الماضي أنّه من الأفضل لهم خوض حرب استنزاف تنهك العمق الإسرائيلي، فإنّ الإيرانيين وحزب الله ولعلمهم بأنّ عمليات القصف الإسرائيلي ستؤدي إلى أضرار بالغة، باتوا يفضلون توجيه ضربة قوية ومركزة خلال الأيام الأولى، على أمل أن يتدخل المجتمع الدولي ويلجم إسرائيل لاحقًا.
وعلى ضوء هذه المعطيات الجديدة على الأرض، قال المحلل إنّ الدولة العبريّة مجبرةً على الاستعداد لسقوط آلاف الصواريخ في الأيام الأولى للحرب، ما يستدعي، حسب المصادر، إلى اتخاذ قرارات سريعة من قبل القيادة السياسية بعكس ما حدث خلال حرب لبنان الثانية، وخلص إلى القول إنّ ميزان الرعب بين الطرفين، أيْ بين إسرائيل وحزب الله، يضمن الهدوء على الجبهة الشماليّة، ذلك أنّ قوة الردع المتبادلة الكامنة بالقوة التدميرية الكبيرة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي، من جهة، وعشرات آلاف الصواريخ التي يمتلكها حزب الله، من جهة أخرى، تضمن الهدوء على حتى إشعار آخر، على حدّ قول المصادر.
وخلص المحلل إلى القول إنّه الآن وبعد أنْ صادقت الحكومة الإسرائيليّة على زيادة في ميزانية الجيش، نأمل أنّ هذه المبالغ سيتّم استغلالها لتحقيق الأهداف الصحيحة، حتى لا نخوض الحرب القادمة مع حزب الله ونحن مع جيش ليس جاهزًا وليس متدربًا، كما حدث في حرب لبنان الثانية عام 2006.
نيويورك تايمز: نقل الأسلحة الكيميائية من سوريا أثار مخاوف غربية من مرورها في ساحات القتال
نيويورك- (يو بي اي): تخوف مسؤولون أمريكيون في واشنطن، من مرور الأسلحة الكيميائية السورية في مناطق تشهد قتالاً أثناء نقلها إلى خارج البلاد خلال الأسابيع القادمة، وتحميلها بسفن ليس لديها أية وجهة لتقصدها.
ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الإثنين، عن المسؤولين تخوفهم من خطة طرحت في نهاية الأسبوع الماضي حول نقل الأسلحة الكيميائية السورية إلى خارج البلاد نظراً إلى أن “نقلها يتطلب المرور بساحات حرب، عدا عن أنها ستحمل في سفن ليس لديها أية وجهة لتقصدها”.
وقالت إن تأمين نقل الأسلحة سيوفره عناصر موالون للرئيس السوري، بشار الأسد، الذي فاجأ المسؤولين الأمريكيين بامتثاله سريعاً للاتفاق الذي اقترحته موسكو بتسليم أسلحة البلاد الكيميائية لإتلافها.
ورداً على سؤال عما ستكون الخطة البديلة في حال تعرضت الأسلحة الكيميائية، أثناء نقلها، لهجوم من قوات المعارضة المرتبطة بتنظيم “القاعدة” أو من عناصر موالية للأسد، اعتبر مسؤول أمريكي أن “هذه هي المشكلة بالتحديد، حيث لم يحاول أحد القيام بهذه الخطوة خلال حرب أهلية”، مؤكداً أن “أحداً، حتى نحن، ليس مستعداً لوضع جنود على الأرض لحماية هذه الأسلحة”.
ولفت المسؤول نفسه إلى أن الخيار الذي يواجه الولايات المتحدة وغيرها من البلدان في هذه الأثناء هو بين “ترك هذه الأسلحة في مكانها وأملها بالأفضل، وبين تحمل مسؤوليتها وإخراجها من البلاد وأملها بالأفضل”، معتبراً أن الحل الأخير هو “خير الشرور”.
واعتبر عدة مسؤولون حاليون وسابقون أنه وإن تم إيصال الأسلحة الكيميائية إلى مرفأ سوري وتم تنزيلها في سفن حمولة بغية إخراجها من الأراضي السورية بحلول المواعيد النهائية المحددة في الاتفاقية الروسية، وهي 31 كانون الأول/ ديسمبر القادم للمواد الأكثر حساسية، و5 شباط/ فبراير للمواد الباقية، “فإن المشاكل لا تنتهي هنا”.
واعتبر المسؤولون أن أكثر ما يثير القلق هو أنه في غضون الأسابيع الـ 6 القادمة، ستشكل المواد الكيميائية المؤلفة من 600 طن من السلائف الكيميائية، والمخزنة بشكل عام في حاويات تسع طناً أو طنين، هدفاً كبيراً بطيء الحركة لجماعات المعارضة المسلحة السورية.
وعلق مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية على هذه المخاوف، وقال إن “مرحلة النقل في أي عملية تكون عادة حساسة وهشة”.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين آخرين، قولهم إن الفكرة الأساسية التي طرحتها واشنطن كانت في تفادي نقل الأسلحة الكيميائية على الإطلاق، لافتة إلى أن خططاً أولية تم تطويرها منذ أكثر من عام دعت إلى تدمير المواد الكيميائية في مكان ما في سوريا.
وقالت الصحيفة إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي أعلنت عن خطة نقل الأسلحة الكيميائية في وقت متأخر من ليل الجمعة، من المتوقع ان تدرّب القوات السورية على توضيب المواد بالحاويات وختمها وتأمينها ليتم نقلها في شاحنات من 23 موقعاً كيميائياً إلى المرفأ، لافتة إلى أن المنظمة ستشرف على الرحلة البحرية، مفترضة أنه سيتم تأمين وجهة معينة لتقصدها هذه الأسلحة.
وأشارت إلى أنه بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أيلول/ سبتمبر الماضي، ستعمل روسيا والولايات المتحدة بشكل وثيق مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والمسؤولين السوريين للتوصل إلى خطة بغية “تأمين سلامة مراقبة الأسلحة وتدميرها”، غير أنها لفتت إلى ان الاتفاق لفت إلى “المسؤولية الأولية للحكومة السورية في هذا الصدد”.
وأضافت أن هذا المجهود تدعمه فكرة أن السلائف الكيميائية تكون من دون فائدة كأسلحة قبل أن يتم مزجها”، غير أن مسؤولاً أمريكياً قال إن “التحدي الأكبر الذي نواجهه في الوقت الحالي هو أمن الموكب من مواقعها إلى المرفأ”.
وحذر مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية من أن “هذه المواد ستكون بشكل واضح هدفاً لأي عنصر معارض”، غير أنه أكد اطلاع المسؤولين على “تقارير من منظمة الأسلحة الكيميائية وغيرها تشير إلى أن النظام جدي في ما يتعلق بتأمين حماية هذه المواد”.
إلا أن مسؤولاً رفيع المستوى في البيت البيض، اعتبر أنه رغم أن الاعتماد على الحكومة السورية لتأمين أمن حماية هذه الأسلحة لا يشكل فكرة مثالية، غير أنه أشار إلى أن الحكومة السورية أظهرت براعة مفاجئة في العام الماضي في نقل مخزونها الكيميائي حول البلاد، وتحصين الدفاع عنه، بغية الحؤول دون وقوعه بين أيدي الجماعات المعارضة.
كما اعتبر أن روسيا لديها حافز، كونها حليفة الأسد، في المساعدة بضمان التخلص من الأسلحة الكيميائية بشكل سليم.
وأشارت الصحيفة إلى أن العراق وافغانستان منحت الجماعات المسلحة خبرة طوال عقد من الزمن في زيادة الهجمات على المواكب، باستخدام العبوات الناسفة والأسلحة الخفيفة وقذائف الهاون، غير أن مسؤولين أمريكيين اعتبروا أن مهاجمة موكب لقتل او إصابة ركابه ليس معقداً مثل مهاجمة موكب لمصادرة حمولته من دون إلحاق الضرر به.
وقال أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين إن “القاعدة معروفة أكثر بقوتها العنيفة، لا برشاقتها”، معتبراً أن الاستيلاء على الأسلحة الكيميائية سيتطلب بكل تأكيد رشاقة”.
وفاة القائد العام للواء ‘التوحيد’ المعارض في حلب السورية
عمان- (رويترز): قال ناشطون الاثنين ان قائدا بارزا لقوات المعارضة السورية توفي متأثرا بجروح اصيب بها خلال غارة جوية على مدينة حلب في ضربة للمعارضة المسلحة للرئيس بشار الأسد.
وقالت مصادر المعارضة ان عبد القادر الصالح قائد لواء التوحيد الاسلامي الذي تدعمه قطر توفي في مستشفى تركي كان قد نقل اليه. وقالت المصادر ان الصالح اصيب يوم الخميس عندما اغارت قوات الأسد على اجتماع للتوحيد وقتل قائد آخر في الموقع.
واصدر لواء التوحيد بيانا اعلن فيه وفاة الصالح.
وبعد فقد عدة قواعد رئيسية لقوات المعارضة خلال الاسابيع القليلة الماضية عمل الصالح على اعادة تجميع المقاتلين في حلب قبل وفاته.
وحققت قوات الاسد التي تدعمها ميليشيات شيعية من العراق وحزب الله اللبناني تقدما في شمال وشرق حلب المحاصرة مستغلة الصراع الداخلي بين جماعات المعارضة المسلحة.
وقال الصالح في مقابلة مع قناة اورينت التلفزيونية المعارضة من احدى ساحات القتال في شرق حلب الاسبوع الماضي ان مقاتليه لن يسمح لايران وحزب الله بالتقدم الا على جثثهم.
وكان لواء التوحيد قد أصدر بيانا في الاسبوع الماضي الى جانب عدد من الجماعات الاسلامية من بينها جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة أعلنوا فيه الطواريء واستدعاء كل المقاتلين حتى يتوجهوا إلى الجبهة.
وقال ناشطو المعارضة ان هذا الاعلان هو مؤشر على ان المعارضة المسلحة تشعر بمخاوف حقيقية من ان تتمكن قوات الاسد بدعم من الميليشيات الشيعية المتحالفة معها وايران من ان تستعيد حلب.
وأعلن حسن نصر الله زعيم حزب الله يوم الخميس ان قوات الحزب ستظل في سوريا تقاتل الى جانب قوات الاسد مادام الوضع يتطلب ذلك.
وتسببت الحرب في سوريا في استقطاب شديد في الشرق الأوسط بين القوى السنية مثل تركيا ودول الخليج التي تؤيد المعارضة السنية وايران الشيعية وحليفها حزب الله اللبناني اللذين يؤيدان الاسد العلوي.
مقتل 31 جنديا بانفجار قرب دمشق.. ونزوح سوري لعرسال خوفا من المعارك
النظام السوري يستعد لمعركة القلمون بقصف مكثف على مدينة قارة
عواصم ـ وكالات ـ بيروت ـ ‘القدس العربي’ من سعد الياس: قتل 31 جنديا سوريا على الاقل بينهم اربعة ضباط امس الاحد في تفجير قاعدة للجيش النظامي في ريف دمشق، فيما واصل النظام السوري استعداداته لمعركة القلمون.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان لـ’فرانس برس′، ‘قتل 31 من عناصر القوات النظامية بينهم ثلاثة عمداء ولواء اثر تفجير مبنى في ادارة المركبات يقع في ضواحي مدينة حرستا’، لافتا الى ‘انهيار المبنى بشكل كامل’.
وواصلت قوات النظام السوري حملتها على منطقة القلمون بريف دمشق مما دفع مئات العائلات إلى الفرار نحو بلدة عرسال اللبنانية المجاورة، كما استمر قصف القوات النظامية لمناطق مختلفة من البلاد، ورصد الناشطون اشتباكات بين قوات النظام ومسلحي المعارضة.
ومنذ الجمعة، شهدت المعارك بين القوات النظامية المدعومة من حزب الله ومقاتلي المعارضة وبينهم جهاديون، تصعيدا في منطقة القلمون، لا سيما على طريق حمص ـ دمشق القريبة من قارة. واستمرت هذه المعارك خلال الليلة الماضية موقعة خسائر في صفوف الطرفين.
وافاد المرصد السوري عن تقدم طفيف لقوات النظام لجهة الطريق الدولي، من دون ان تتمكن من دخول قارة.
وتعتبر منطقة القلمون التي يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة منها استراتيجية كونها تتصل بالحدود اللبنانية، وتشكل قاعدة خلفية اساسية لمقاتلي المعارضة لمحاصرة العاصمة.
وبالنسبة الى النظام، فإن هذه المنطقة اساسية لتأمين طريق حمص دمشق وابقائها مفتوحة. كما توجد في المنطقة مستودعات اسلحة ومراكز الوية وكتائب عسكرية عديدة للجيش السوري.
ومنذ اسابيع يتخوف خبراء من حصول معركة كبيرة في القلمون ذات الطبيعة الجبلية، الا ان مصدرا امنيا في دمشق اشار الى ان المواجهات في قارة ناتجة ‘عن عمليات يقوم بها الجيش السوري لمطاردة بعض الفلول الهاربة من مهين’ في ريف حمص الجنوبي الشرقي.
وتبعد مهين 20 كيلومترا شرق قارة. وكان مقاتلو المعارضة استولوا خلال الاسبوع الماضي على جزء من مستودعات اسلحة موجودة على اطرافها ومناطق محيطة، لكن قوات النظام استعادتها الجمعة بعد معارك طاحنة. والمعركة على منطقة القلمون التي تكهن بها مراقبون من الجانبين منذ شهور قد تؤدي الى حدوث اضطرابات في لبنان حيث يتزايد عدد اللاجئين ويتزايد غضب السنة من جماعة حزب الله اللبناني الشيعية التي تساعد الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية هناك. واستخدمت القوات الموالية للاسد الحصار لاجتثاث المعارضين من المناطق السكنية خلال حرب اهلية ادت الى مقتل 100 الف شخص ونزوح الملايين.
ونزح هربا من العنف في القلمون، الاف السوريين منذ الجمعة الى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية مع سورية.
وأكد بيان لوزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية أنه ‘بدءاً من ليل الجمعة – السبت شهدت منطقة البقاع الشرقي، وتحديداً بلدة عرسال، تدفق عدد كبير من العائلات السورية النازحة، التي بلغ عددها نحو 1200 عائلة، معظمهم من مناطق القلمون وريف حمص، إزاء ذلك استنفرت الأجهزة المعنية في وزارة الشؤون الإجتماعية بشكل كامل لمواجهة تداعيات هذا التدفق، وتوجه لهذه الغاية فريق من برنامج الاستجابة لحالة النزوح السورية في الوزارة إلى المنطقة، برفقة فريق من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لتقييم الأوضاع وتنفيذ الإجراءات المناسبة’.
وتحدثت مصادر من المعارضة السورية عن وجود خطة لحزب الله لاقتحام منطقة القلمون، حيث حشد لها الحزب 15 الف مقاتل من سكان منطقة البقاع من العشائر اضافة الى 10 الاف مقاتل من حزب الله.
مصدر أردني: عشرات اللاجئين السوريين يأتون للمملكة من دول عربية ‘
عمان ـ يو بي اي: قال مصدر وزاري أردني رفيع، مساء امس الأحد، إن عشرات من اللاجئين السوريين المقيمين في دول عربية أخذوا بالتحول إلى الأردن خلال الفترة القليلة الماضية .
وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ’يونايتد برس إنترناشونال’، ‘بدأنا نشهد أخيرا قدوم عشرات اللاجئين السوريين ممن كانوا يقيمون في مصر لبنان وعواصم عربية أخرى إلى الأردن يوميا’.
وأوضح أن ‘ السلطات تسمح لهؤلاء اللاجئين بالدخول إلى البلاد عبر مطار الملكة علياء الدولي وحالاتهم مطابقة للحالات التي يسمح لها بالدخول بدون تأخير’.
ولفت إلى أنه ‘ تتم إعادة العدد القليل من اللاجئين ممن ليس لديهم أقارب أو عمل في الأردن’، مشيرا إلى أنه ليست هناك ‘إجراءات لمنع دخول السوريين إلى المملكة ولكن كل الذي يتم هو تقييم الحالات في حينها’.
وكان مدير إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين بمديرية الأمن العام الأردنية العميد وضاح الحمود، أعلن مؤخرا، أن دخول اللاجئين السوريين إلى المملكة عبر الحدود الرسمية بين البلدين بات يشهد الآن إقبالا أكثر من المنافذ غير الشرعية. وتشير الإحصائيات الرسمية الأردنية إلى أن نحو600 ألف لاجئ سوري موجودون على أراضي المملكة، من بينهم 112 ألفا في مخيم الزعتري الكائن في صحراء محافظــة المفرق والمحاذية للحدود السورية، إضافة إلى 450 ألف عامل سوري موجودين في المملكة من عام 2006.
السعودية تقدم 300 مليون دولار لحكومة المعارضة السورية ومبادرة سياسية روسية للتحضيرلعقد مؤتمر جنيف ـ 2 بدون شروط تتعلق ببقاء الاسد او رحيله
لندن ـ ‘القدس العربي’: اكدت مصادر في حكومة المعارضة السورية ان المملكة العربية السعودية ستقدم مبلغ 300 مليون دولار لصالح هذه الحكومة المؤقتة التي تشكلت مؤخرا برئاسة الدكتور احمد طعمة.
وذكر احد وزراء هذه الحكومة لـ’القدس العربي’ ان رئيس الحكومة قام الاسبوع الماضي بزيارة للرياض مصطحبا اعضاء من الحكومة وقابل عددا من كبار المسؤولين السعوديين الذين اكدوا له دعم المملكة، للحكومة السورية المؤقتة وللائتلاف الوطني السوري مطالبين الحكومة بالتنسيق مع الوية الجيش الحر لادارة الاراضي والمدن السورية ‘المحررة’ التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
واشار المصدر الى ان الحكومة المؤقتة ستعمل على التواصل مع الداخل السوري وسيكون لها تواجد اداري في الاراضي المحررة من اجل تشكيل جسم الحكم الانتقالي باجهزتة خصوصا الامن والجيش والاستخبارات وجميع مفاصل الدولة خصوصا انها، اي الحكومة، بدأت بالانتقال الى مدينة ‘غازي عنتاب’ التركية على الحدود السورية، واعلن ان الحكومة ستشارك باجتماع دول ‘اصدقاء سورية’ الذي سيعقد قريبا بهدف تأكيد تعامل ان لم يكن اعتراف هذه الدول بحكومتنا. وكانت السعودية قد ضغطت من اجل اتفاق قوى المعارضة على تشكيل هذه الحكومة خلال الاجتماع الاخير الذي عقده الائتلاف الوطني السوري في اسطنبول، ووصف مصدر ديبلوماسي خليجي ان السعودية قامت بذلك ضمن التحضيرات السياسية لعقد مؤتمر جنيف ـ 2.
وبهذا الصدد اقنعت الرياض الائتلاف الوطني السوري بارسال وفد منه الى موسكو والالتقاء بالمسؤولين الروس، بناء على المكالمة الهاتفية التي بادر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باجرائها مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وابدى بوتين خلالها استعداد موسكو لاستقبال وفد من الائتلاف الوطني السوري.
والرياض التي تشعر بخيبة امل من سياسة ادارة الرئيس اوباما تجاه الازمة السورية، اصبحت مقتنعة الان بانه من الممكن بالاتصال المباشر مع موسكو يمكن التحضير بشكل افضل لمؤتمر جنيف خصوصا ان الضمانات لعقد هذا المؤتمر ضمن اسس تؤدي في النهايه لرحيل الرئيس بشار الاسد لن تأتي الا من القياده الروسية التي تتولى الموقف السياسي للنظام السوري.
ويبدو ان الرئيس بوتين (كما قال مصدر خليجي) اكد للملك عبد الله بن عبد العزيز ان موسكو لا تتبنى موقف بقاء الاسد في السلطة ولكنها تريد ان يكون هناك اتفاق سوري جماعي على شكل الحكم القادم، وانه من المهم ان يكون للمعارضة السورية في الخارج ممثلة في الائتلاف الوطني رأي بذلك، وانه من المهم ان لاتكون هناك شروط من أي الاطراف حول هذا الامر، وربما هذا الرأي الروسي (عدم وضع شروط بشان استمرارحكم الاسد او عدمه)، هو الذي دعا الرئيس بوتين للاتصال بالرئيس الاسد ليطلب منه ايضا عدم ترديد اعلامه بانه سيبقى في الحكم وسيرشح نفسه لاي انتخابات رئاسية.
ويرى مسؤول سياسي عربي ان لدى روسيا مبادرة سياسية تقوم موسكو بالاعداد لها من خلال الاجتماعات التي دعت لعقدها مع الحكومة السورية والتي من المتوقع ان تبدأ مع وصول وفد سوري يضم فيصل المقداد نائب وزير الخارجيه السوري وبثينة شعبان المستشاره المقربه من الاسد الى العاصمه الروسية اليوم الاثنين، وستلي ذلك زيارة وفد الائتلاف السوري المعارض المرجح ان يرأسه رئيس الائتلاف احمد الجربا.
تركيا ‘تعدل’ سياستها من سورية.. لن تتخلى عن رحيل الأسد ولكن عن الجهاديين والمقاتلون يصلون لاسطنبول بملابس جهادية ولحية وموبايل عليه أغاني الجهاد
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ تهدد الإنجازات التي حققها الجيش السوري في الاونة الاخيرة ما سبق وحققه المقاتلون المعارضون لبشار الأسد وسيطرتهم على مناطق حيوية قريبة من العاصمة دمشق.
ويهدد تقدم الجيش السوري بقطع خطوط الإمدادات عن آخر ‘معاقل’ المقاتلين في المنطقة.
ولم تقتصر خسائر المقاتلين على دمشق ففي ريف حلب وجوارها خسر المقاتلون معاقل مهمةـ وأعلنت جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ عن نفير عام لمواجهة تقدم الجيش النظامي.
وقد دفعت هذه الإنجازات في اهم مدينتين في سورية رئيس الوزراء وائل الحلقي للحديث يوم الخميس عن أن الجيش يتقدم نحو تحقيق النصر الحاسم، في الوقت الذي يحضر فيه الرئيس الأسد للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 الذي لم يتحدد بعد موعد انعقاده.
وترى صحيفة ‘نيويورك تايمز′ ان الإعلان المبكر عن ‘الانتصار’ قد يكون متعجلاً، خاصة ان طرفي النزاع أعلنا في مناسبات عدة عن معارك حاسمة وانتهت إلى حالة من الجمود وانسداد أفق المعركة.
وهذا لا ينفي تحقيق الأسد تقدماً على الساحة القتالية في الوقت الذي ظلت فيه الأمة السورية مفككة. فقد منع المقاتلين من التقدم نحو العاصمة حيث أعلنوا عن معركة دمشق والحسم والبركان في أكثر من مرة خلال العام الماضي، وها هو يعيد السيطرة على منطقة مهمة كانت تعين المقاتلين على مواصلة الحصار، واستطاع الأسد، سياسيا منع ضربة أمريكية عليه في آب (اغسطس) الماضي بعد تدخل روسي واتفاق مع إدارة الرئيس باراك أوباما للتخلي عن السلاح الكيماوي الذي تملكه سورية. ما ساعد الأسد أكثر هي مخاوف الغرب من الإقتراب اكثر وتسليح المعارضة السورية نظرا لصعود الجهاديين داخل صفوف المعارضة السورية.
ويظل الانجاز الجديد للأسد رهن التطورات في الأسابيع المقبلة وعندها سنعرف كما تقول الصحيفة إن كان ميزان المعركة قد انحرف لصالح الأسد أم لا، وسنعرف إن كانت الحكومة قادرة على حرف خطوط المعركة التي لم تتغير إلا بشكل هامشي خلال العام الماضي.
وتشير إلى أن التغير في أساليب الحرب التي استخدمها الجيش لم تؤد إلا إلى معاناة المدنيين الذين عانوا من سياسة حصار المناطق التي يحضر فيها المقاتلون، فقد اتهم النظام باستخدام سياسة الحصار لتجويع المواطنين وإجبارهم على الإذعان.
ويقول المقاتلون إن قوات الحكومة قد اقتربت من تطويق المقاتلين في منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك الفلسطيني.
خطوط ثابتة
وتشير الصحيفة إلى أن حي التضامن هو المكان الوحيد الذي لا تزال تتمترس فيه الميليشيات الموالية للحكومة وتواجه المقاتلين في خطوط جبهة ثابتة.
وفي زيارة لمراسل الصحيفة قال ضباط أنهم واجهوا المقاتلين وأقتضى منهم قتالهم إسبوعاً كاملاً لاجبارهم على التراجع مئة يارد بعيداً عنهم.
ويقول الضباط إنهم يتعاملون مع المقاتلين على قدر المساواة من ناحية الكفاءة والتسلح ولا خطط للجانب الحكومي في التقدم تجنباً لخسائر في صفوفهم وصفوف المدنيين. ونقل عن ضابط قوله ‘لا نريد مزيدا من الجرحى أو قنابل الهاون’.
وقال أبو سالم أن مهمته هي منع تقدم العدو بأي ثمن. وفي الوقت الذي ترك فيه لأعضاء الميليشيات حراسة هذه المواقع المتقدمة مع المقاتلين يقوم الجيش المدرب جيدا بمعارك حاسمة وأحياناً بمساعدة من مقاتلي حزب الله او المتطوعين الشيعة العراقيين والإيرانيين الذين يتجمعون في منطقة السيدة زينب، جنوب- شرق دمشق.
ويقول مقاتلون وضباط من داخل الجيش أن جزءاً من فشل الحكومة استثمار النجاحات الكثيرة التي يحققها النظام نابعة من الإستراتيجيات المتناقضة التي يتبناها النظام والتي تتراوح بين الداعين لوقف إطلاق نار وأخرون يدعون لمواصلة القتال وبطريقة أكثر شدة. وفي الوقت الذي تحاول فيه الحكومة إظهار نفسها بانها تسيطر على البلاد لكنها لم تمنع من تدفق اللاجئين الذين زادت معدلاتهم أربعة أضعاف، فيما ارتفعت أعداد القتلى من المدنيين وتدفق المتطوعون الشيعة للبلاد لدعم الحكومة، وقام الأكراد بإعلان إدارة مستقلة في شمال- شرق البلاد، فيما أعلنت الجماعات الجهادية إقامة إمارات شبه مستقلة.
وتقول الصحيفة إنه حتى لو حافظت على انتصاراتها فلن يكون هناك حل سريع للأزمة مشيرين إلى أن الحكومة تعهدت بعد معركة القصير في أيار (مايو) وبدعم من حزب الله، توقع الكثيرون تقدم القوات الحكومية في حمص وحلب لكن هذا لم يتحقق.
وحتى القصير لا تزال منطقة عسكرية هجرها سكانها وتحرسها قوات الحكومة بمساعدة من حزب الله. ونفس الأمر ينطبق على وضع الحكومة في دمشق حيث كان يتوقع تقدمها بعد الهجوم الكيماوي لكن لم يتحقق هذا إلا بعد أشهر وبشكل محدود.
كما وأعلنت الحكومة ومؤيدوها عن معركة القلمون التي ستؤمن الطريق للبنان والساحل السوري.
وعلى الرغم من بعض المناوشات في المنطقة إلا ان السيطرة على المنطقة الجبلية ستكون اصعب من دخول مدن وبلدات مثل القصير.
وبالنسبة للشمال فقوات الحكومة تسيطر على طرطوس واللاذقية لكنها لم تكن قادرة على رد المقاتلين في الجبال قرب الحدود التركية. وفي هذه المناطق فلا الحكومة ولا المعارضة بقادرة على السيطرة على تدفق الجهاديين الأجانب الذين أصبحوا عدوا للطرفين.
ونقلت عن مهرب من أعزاز قوله أنه أدخل مقاتلين اجانب من العالم الإسلامي وأوروبا مقابل 3 آلاف على الرأس الواحد حيث نقلهم من خلال رشوة القوات الحكومية حتى منطقة حمص.
وبالنسبة للمواطنين الذين ألفوا الإستماع للانتصارات من الجانبين قالوا أنهم لم يعودوا يصدقون أي طرف، وأضافوا أنهم مهتمون أكثر بارتفاع الأسعار واستمرار انقطاع التيار الكهربائي وتزايد نقاط التفتيش وقلة مياه الشرب، والتضخم ونقص أنابيب الغاز.
تحصين دمشق
وتناولت صحيفة ‘واشنطن بوست’ نفس الموضوع حيث ركزت على التقدم الذي حققته القوات الحكومية في مناطق دمشق الذي رأت فيه زيادة ضغط على قوات المعارضة.
وقالت انها ستؤدي لتعقيد جهود القوى الغربية لإقناع المعارضة المشاركة في مؤتمر جنيف-2 .
وقالت أن خمس بلدات سقطت في يد القوات الحكومية جنوب دمشق خلال الأيام العشرة الاخيرة.
وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم أن المعارضة لن ترضى بالمشاركة في مؤتمر وهي في حالة ضعف خاصة أنها وضعت شروطا على المشاركة تطالب برحيل الأسد وعدم مشاركة من لوثت أيديهم بدماء السوريين.
ويرى متحدث باسم مجلس المعارضة في دمشق، مصعب أبو قتادة إن الحكومة تقوم بالتصعيد كلما تضافرت الجهود الدبلوماسية الدولية.
ونقلت الصحيفة عن باحث في معهد بروكينغز، قوله إن الحكومة تشعر بأنها اصبحت تسيطر على دفع المعركة، وتهدف من هذا التقدم لتحصين دمشق ومواصلة ضرب قواعد المقاتلين في الشمال.
تركيا والجهاديون
وفي مقال آخر تحدثت فيه الصحيفة عن جهود الحكومة التركية التي تقول إنها غضت الطرف عن نشاطات الجهادية، في مواجهة تدفق المتطوعين الأجانب حيث ظلت الحكومة متساهلة مع مرور آلاف المتطوعين من العالم الإسلامي لسورية لاعتقادها أي الحكومة التركية ان المتطوعين سيسرعون بنهاية النظام السوري.
وقد استدعى صعود الجهاديين الحكومة التركية لاتخاذ إجراءات حاسمة قبل أن يصل إليها خطرهم، ذلك أن وجود القاعدة على الحدود مع تركيا سيهدد دول الناتو.
وترى الصحيفة ان صعود الجهاديين في شمال سورية يظهر الكيفية التي أخطأت فيها تركيا حساباتها فيما يتعلق بجهودها للإطاحة ببشار الأسد.
وتقول الصحيفة ان الأسد في دمشق لم يظهر أي إشارات عن التراجع أو أصبح على حافة الإنهيار، وتركت انقرة وبعد قرار أوباما عدم توجيه ضربة عسكرية لسورية وحيدة لتواجه آثار سياستها في سورية.
ونقلت عن مسؤول تركي قوله ‘لم تكن تركيا تتوقع هذه النتيجة’، فيما يقول نقاد ان تركيا يجب لوم نفسها لأنها شجعت على هذا الوضع. وتقول الصحيفة أن أوباما عنف طيب رجب أردوغان عندما التقيا في واشنطن في أيار (مايو) بسبب عدم اتخاذ الاجراءات اللازمة لتقييد حركة الجهاديين لسورية، وسيطرح هذا الموضوع في أثناء زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو لواشنطن اليوم.
وتقول الصحيفة إن معظم المقاتلين الجهاديين دخلوا سورية عبر تركيا، حيث وصلوا اسطنبول ومنها سافروا بالخطوط المحلية الى المدن الجنوبية.
ويمكن التعرف عليهم بحقائبهم ولحاهم غير المشذبة حيث كانوا ينزلون في فنادق إن كان لديهم مال او يقيمون في بيوت آمنة حتى يتيسر نقلهم إلى سورية.
التهريب سهل
ونقلت عن سوري يعيش في بلدة كلس التركية الحدودية إن عملية التهريب ‘سهلة جداً’، وزعم محمد أنه ادخل العشرات من المتطوعين لسورية خلال الثمانية اشهر الماضية منهم شيشان وسودانيون وتونسيون وكنديون.
وقال ‘ مثلاً أحدهم جاء من تونس، حيث سافر إلى المطار الدولي يلبس ملابس جهادي، ولديه لحية جهادية، ويستمع إلى أغان جهادية على هاتفه النقال’، مما يعني حسب محمد أنه بإمكان الحكومة التركية منعهم من التحرك في البلاد او حتى دخولها لكنها لم تفعل. ولا تتهم تركيا بكونها تتسامح مع حركة الجهاديين بل ووجه إليها بعض قادة المعارضة بتدريبهم ونقلهم لداخل سورية.
وهناك شائعات كثيرة حول حافلات مليئة بالمقاتلين الجهاديين الذين أرسلتهم تركيا لمواجهة الأكراد الذين أعلنوا حكما مستقلا في مناطقهم. وزعم مقاتلون أجانب القى الأكراد القبض عليهم انهم تدربوا على يد مدربين أتراك وان هؤلاء يعملون داخل معسكرات المقاتلين السوريين في شمال سورية، وهو ما يزعمه صالح مسلم، زعيم الإتحاد الكردي الديمقراطي، ويقول ‘ساعدت تركيا الجهاديين مباشرة وبشكل واضح’.
وهو ما تنفيه بشكل قاطع الحكومة التركية التي تقول أن الأزمة السورية أضافت عليها أعباء كثيرة مما جعلهم يتجاوزون التدقيق في المسافرين، ونقلت عن المسؤول قوله ‘لا أعتقد أن احداً فعلها عن قصد’، مشيراً إلى صعوبة تحديد هوية الجهادي، كما أن نظام التأشيرة سهل، وأضاف ‘ الآن، أعتقد أن كل شخص اكتشف المشاكل التي جلبها هؤلاء المتطرفون’، ففي النهاية لا يمكنك العمل معهم أو الإعتماد عليهم للإطاحة بالأسد.
وترى الصحيفة نقلاً عن مسؤول قوله إن الحكومة الآن تقوم بإعادة النظر في سياستها ‘وتعديلها’ فهي لن تتوقف عن المطالبة برحيل الأسد ولن تنتظر انتصار الجهاديين، بل ستحاول إيجاد سياسة جديدة تحقق أهدافها في سورية.
وقد حاول أردوغان تخفيف لهجته التي اتسمت بالتشدد تجاه سورية وقام بالتحاور إلى بعض الأصدقاء الذين أهملهم منذ بداية الأزمة في إيران والعراق.
كما قامت السلطات التركية باتخاذ إجراءات لمراقبة الحدود حيث تم اعتراض شاحنة محملة بـ 1200 مقذوفة صاروخية كانت في طريقها للمقاتلين، وقامت قوات الأمن بسلسلة مداهمات على بيوت آمنة للقاعدة في جنوب تركيا، واسطنبول، وتم اعادة قادمين لتركيا عبر الحدود السورية وليس المطار.
الزي الباكستاني بدير الزور السورية.. لكسوة ‘المجاهدين’ ومحاربة ‘البدع′ الغربية
دير الزورـ من علاء وليد: خلال جولة مسائية في أسواق مدينة دير الزور (شرق سورية) التي باتت مهجورة في ظل القصف والحصار الذي تفرضه قوات النظام على المدينة منذ 18 شهراً ودمرت أجزاء كبيرة منها، تردد إلى مسامعنا صوت تلاوة للقرآن الكريم ينبعث من أحد الشوارع الضيقة ويترافق معه’صوت ماكينة للخياطة، تتبّعنا الصوت الذي لم يكن يشوبه سوى أصوات المدفعية التي كانت تقصف ‘الأحياء المحررة’ في’المدينة’لنصل إلى محل من بات يعرف بـ’الخياط الباكستاني’.
وحين وصلنا إلى المحل الذي كان يحوي ماكينة خياطة وحيدة وآلة تسجيل ينبعث منها صوت تلاوة القرآن، استقبلنا صاحبه ابن’دير الزور أبو محمد أو”الخياط الباكستاني’، كما يحب أن يسميه سكان المدينة’وذلك’أسوة بالزي الوحيد’الذي يقوم بخياطته وهو الزي الباكستاني أو الأفغاني التقليدي الذي يشتهر مقاتلو التنظيمات الإسلامية بارتدائه.
والزي الباكستاني، هو زي مصنوع من القماش مكون من قطعتين الأولى بنطال عادي طويل، والثانية صدرية بلا أزرار يصل طولها إلى الركبة تقريباً، وعليها تطريزات على الصدر والأكمام توضع حسب رغبة الزبون الذي تعكس تلك التطريزات ذوقه، وجودة وإتقان الخياط الذي قام بتفصيله.
وفي لقاء مع مراسل ‘الأناضول’ بدير الزور، قال الخياط أبو محمد، (الذي فضل عدم ذكر اسمه الصريح خوفاً من معاقبة النظام لأفراد عائلته الذين يقطنون في منطقة خاضعة لسيطرته)،’إنه’انتقل إلى خياطة ‘الزي الإسلامي’ بعد سيطرة قوات المعارضة’على مناطق واسعة من مدينة دير الزور وتحرّرها من يد النظام،’كونه أخذ ‘يلقى إقبالاً من الشباب المسلم في المحافظة ويؤمّن كسوة للمجاهدين ويقاوم البدع الغربية في الملبس′.
ويسيطر الجيش الحر وجبهة النصرة وتنظيمات إسلامية أخرى’على كامل مساحة الريف الشرقي لمحافظة دير الزور الممتد من أطراف مدينة دير الزور إلى الحدود العراقية شرقاً أي على امتداد مساحة تبلغ حوالي 130 كم، كما يسيطر على معظم أحياء المدينة التي لا ينقطع القصف والحصار المفروض عليها من قبل قوات النظام منذ نحو 18 شهراً في محاولة لاستعادة تلك المناطق.
وأشار أبو محمد إلى’أن ما دفعه للانصراف إلى خياطة هذا النوع من الأزياء هو أنه لباس′مريح وفضفاض،’فضلاً عن أنه محتشم ويلقى إقبالاً من الشباب ويتم طلب خياطته مؤخراً بـ’أعداد هائلة’، على حد قوله.
وحول السبب وراء هذا الإقبال عليه، رأى أبو محمد أن ‘الزي الإسلامي’ مريح للمسلم’لأداء الصلاة وقيام الليل’وأداء الأعمال المختلفة،’وهو يلقى إقبالاً من قبل الشباب المسلم الذي أخذ يتجاوب مع الزي’ويطلب خياطته’ليحل محل ‘البدع′ الغربية من البنطلونات (السراويل) الضيقة واللباس غير المحتشم، مثل البنطلونات ذات الخصر المنخفض وغيرها، في حين أن الزي الإسلامي’محتشم وتقريباً على السنة النبوية الشريفة.
ولفت إلى أن هذا الزي يعمل على’أن يكون لدى الشباب المسلم التزام في ‘الخلق والملبس على الأقل’، حسب وصفه.
وحول الزبائن الذين يطلبون خياطة ‘الزي الإسلامي’، أوضح الخياط أنه يقوم بصناعة اللباس′لـ’المجاهدين’ في المحافظة (عناصر’الكتائب الإسلامية التي تقاتل قوات الأسد’بحسب التسمية المحلية)، وأيضاً أفراد الجيش الحر المنشقين عن قوات النظام السوري، وحتى المدنيين أخذوا’يقبلون على ارتداء هذا النوع من الملابس.
وبالنسبة لأسعار الزي، بين أبو محمد أن سعره سابقاً’كان’جيداً وفي متناول اليد، حيث كانت تبلغ تكلفته مع القماش’بـ2500 ليرة سورية (50 دولارا أمريكيا)،’قبل اندلاع الأزمة في البلاد آذار (مارس) 2011،’أما بعد ارتفاع أسعار الدولار وبالتالي ارتفاع أسعار الاقمشة ارتفعت أسعار الزي لتصل إلى 4500 ليرة سورية (90 دولار أمريكي)، ليصبح سعره غال وليس قي متناول الجميع ولا حتى المجاهدين.
وانتقد أبو محمد جشع تجار الأقمشة؛ حيث رأى أنهم السبب الرئيس وراء ارتفاع أسعار الزي، فهم’كانوا سابقاً يضعون سعراً للأقمشة يربحون فيه 150′،’قبل أن يرفعوا أسعار الأقمشة مؤخراً’إلى حوالي 500′ في بعض الأحيان على الرغم من أن البضاعة متواجدة لديهم ومخزّنة في مستودعاتهم، وهذا ما يقف وراء ارتفاع أسعار الزي.
وحول طموحه والهدف الذي يعمل عليه، قال أبو محمد إن الزي الإسلامي كان السوريون يستوردونه من الخارج، في حين أنه يعتبر اللباس التقليدي في’باكستان وأفغانستان والهند وأندونيسيا والسعودية وغيرها من البلدان الإسلامية، وهو يسعى مع زملائه في المهنة لأن يصبح الزي التقليدي في سورية أيضاً.(الاناضول)
منشد سوري يتحول إلى مقاتل ويدعم الجيش الحر بأغنياته
حلب ـ رويترز ـ يقول المنشد السوري أحمد حبوش إنه بدأ الغناء والإنشاد الديني قبل ما يزيد على 35 عاما قدم خلالها فنه في العديد من بلاد العالم.
لكن حبوش يقول إن لقطات شاهدها في التلفزيون في نيويورك بينما كان ينتظر طائرته للعودة إلى سوريا غيرت حياته تماما.
كان التلفزيون يعرض صورا لسوريين يقتلون ويضربون فقرر في تلك اللحطة الانضمام إلى المعارضة التي تقاتل قوات النظام السوري وتكريس فنه لدعم الجيش السوري الحر.
وقال حبوش داخل بيته في حلب بعد أن أدى أغنية بمصاحبة مجموعة من الرجال المسلحين “في نيويورك باتفرج على التلفاز شفت شيء.. يعني منظر شئيم.. اللي أخذ لي قلبي وأخذ لي جوارحي وأخذ لي كلي.. أني أشوف من شعبي السوري حاطين تقريبا 150 نسمة في الأراضي وعمال يدوسوا عليهم وضرب مبرح وشيء يعني ما تشوفه الأعين وأنا كل ما بأتذكر هذاك الشيء هذا وأنا أخذتني الحمية وبكيت بنيويورك بالمطار وأنا هذا اللي شدني إلى أكون من الثوار.”
وكانت حلب مسرحا لبعض من أعنف المعارك يبن قوات الحكومة وقوات المعارضة منذ اندلاع الانتفاضة على حكم الرئيس السوري بشار الأسد عام 2011.
وذكر حبوش أن كثيرا من أعضاء فرقته الموسيقية انضموا إلى المعارضة ومنهم من أصيب ومنهم من قتل.
وقال “تقريبا فيه عندي 17 واحد من الفرقة تبعتي المعروفة العالمية على مستوى العالم يعني فيه منهم اللي اتصوب (أصيب) ومنهم اللي راحت إيده (يده) ومنهم اللي قتل ومنهم كذا. يعني هذا اللي كانوا الفنانين تحولوا إلى مقاومة.. لمقاومة الظلم. هدول اللي باعرف عنه. يعني فيه بعض منهم.. سمعت واحد راحت إيده في وادي عسكر.. اسمه ربيع جوخدار راحت إيده.. فيه بعض منهم قتلوا.”
وألف أحمد حبوش ولحن مجموعة من الأناشيد الحماسية منذ انضمامه إلى صفوف المعارضة ويؤديها لدعم المقاتلين.
وقال الفنان “الشيء الجميل أني أنا لي إيقاعات إنشادية وألحان..فيه كذا لحن من كلماتي وألحاني وغنائي, سويت يعني كذا لحن للثورة.. الشباب اللي عندي وتسمعوا بعض رموز من الأناشيد الثورية.”
وتقول الأمم المتحدة إن ما يزيد على 100 ألف شخص لاقوا حتفهم في الحرب الأهلية المستمرة في سوريا وشرد ملايين من ديارهم.
حزب الله والنظام: خنق القلمون
عمر حرقوص
المعارك المتنقلة في القلمون السورية لم تتوقف، فالحرب هناك طويلة وتحتاج إلى وقت أكثر من أي معركة سابقة مثل معركة القصير. المنطقة واسعة وكبيرة وفيها عشرات البلدات والقرى إضافة إلى جرودها الجبلية الوعرة والممتدة بين لبنان وسوريا.
في القلمون بدأت معركة جديدة من بلدة قارة.. القرية التي يوجد فيها واحد من أقدم الأديرة المسيحية تتعرض لهجوم عنيف منذ صباح الجمعة، ولقصف مدفعي متواصل ومحاولات تقدم من قبل الجيش السوري ومقاتلي ”حزب الله“ لاحتلالها.. لكن حتى هذا الوقت يؤكد مقاتلو ”الحر“ من قارة أن بلدتهم لم تسقط وأن المهاجمين لم يتقدموا أبداً.
من جهتها، أكدت صفحة ”قناة الدنيا“ التلفزيونية على ”الفايسبوك“ والمقربة من النظام السوري، سقوط بلدة قارة بعد ظهر السبت، وأشارت إلى انتقال المعارك إلى الحدود اللبنانية السورية قرب جرود عرسال، حيث تشهد معارك كر وفر. ورصد ”الثوار“ صباح السبت ثلاثين دبابة تقوم بقصف قارة في محاولة للدخول إلى بعض محاورها.
سبق ذلك أن المعارك في القلمون ارتفعت وتيرتها في الأيام الأخيرة، فيوم الاربعاء الماضي وقع اشتباك عنيف في بلدة صيدنايا حيث يتمركز الجيش السوري، ويوم الخميس تصدى مقاتلوا ”الجيش الحر“ لرتل آليات عسكري للجيش النظامي على أوتوستراد دمشق – حمص فعاد هذا الرتل باتجاه دمشق بعد أن تكبد خسائر كبيرة. كان الرتل متجهاً إلى بلدة قارة، وتم توقيفه، ولكن الجيش السوري لم يكتف بذلك بل أعاد الكرة مرة ثانية بعد ظهر السبت فوقعت معركة قوية أعادت آليات الجيش من حيث أتت. في وقت لم تتوقف مدفعية النظام عن قصف يبرود وحوش عرب وأجزاء من النبك ودير عطية منذ أسابيع وبشكل يومي وفي مناطق لم يتم استهدافها في السابق.
أما بالنسبة إلى سبب الهجوم في هذه اللحظة بالذات على بلدة قارة، فيؤكد الناشط الإعلامي تيم القلموني أن هذه البلدة هي ”بنك أهداف“ بالنسبة للنظام فهي صلة الوصل بين القلمون ومنطقة حمص من جهة وكذلك مع بلدة عرسال اللبنانية. ولها أهمية استراتيجية تكمن في أنها مفتاح العبور إلى بلدة مهين ومستودعات ذخيرة الجيش السوري التي سيطر عليها ”الحر“. هذه المستودعات الضخمة التي أفرغ الثوار منها ٣٦ مخزناً فيما لم يستطيعوا تفريغ مخزنين بسبب تعرضهم للقصف العنيف. وسبب محاولة السيطرة على قارة أيضا، هو لمنع فتح الطريق منها إلى القريتين والعقيربات في الصحراء اللواتي تفتحن الطرق إلى كل من ريف دمشق الشرقي وريف حلب. ما يعني أن هذه البلدة هي نقطة وصل رئيسية في الحرب على القلمون وإغلاقها يعني اقتراب ”الكماشة“ من الانغلاق لتطبيق الحصار على المنطقة كلها.
ميدانياً وبعد عدد كبير من محاولات التقدم باتجاه قارة أعطى الجيش السوري بعد منتصف ليل الجمعة مهلة لإخلاء البلدة من المدنيين حتى الساعة السابعة صباحاً، وبالفعل شهدت المدينة نزوحاً كبيراً لمعظم اهلها، حيث تفرقوا بين النبك ودير عطية والعدد الأكبر اتجه إلى عرسال التي استقبلت اللاجئين والذين قدروا بالآلاف.
في هذا الوقت، أكد أحد قادة الجيش الحر في القلمون أبو أحمد القلموني لـ”المدن“ أن المعارك العنيفة استمرت لساعات طويلة، ولفت إلى أن رصداً لأجهزة الاتصال اللاسلكي في المنطقة أظهر مشاركة عناصر ”حزب الله“ في إدارة المعركة والهجوم من عدة محاور وخصوصاً الشمالية الغربية.
توازياً، كانت تجري اشتباكات منذ صباح السبت في المنطقة الواقعة مقابل قرية جريجير بين النبك ودير عطية على الاوتستراد الدولي. مع قصف عنيف من تلة الموت واللواء 18 باتجاه تلك المنطقة.. فيما قالت معلومات إن بعض الآليات والسيارات التي تحمل الشبيحة في تلك المنطقة ضربت من الجيش الحر، ولكن لم يتم تأكيد هذه الأنباء من مصادر ميدانية.
وخلال الساعات الأولى للمعارك في قارة تم ضرب محول الكهرباء فيها حيث انقطع التيار عنها، بينما كانت مدينة يبرود تتعرض لقصف عنيف لمنع انتقال المقاتلين منها إلى قارة، وأدى القصف أيضاً إلى انقطاع التيار الكهربائي عنها.
هل ينجح الجيش الحر بمجموعاته في الحفاظ على قارة؟ قد ينجح إذا استطاع الحصول على سلاح نوعي يسقط طائرات الاستطلاع التي تراقب عناصره من الجو، فقد لاحظ المقاتلون في قارة أن أي حركة يقومون بها في شوارع البلدة يلحق بها سقوط القذائف عليهم ما يعني أنهم مراقبون جواً من طائرات استطلاع ”حزب الله“ كما يقولون. وكذلك إذا استطاع المقاتلون الحصول على قواعد لصواريخ ”كونكورس“ الوحيدة القادرة على تدمير دبابات النظام.
ولكن الشبان في البلدة لم يتراجعوا حتى هذا الوقت. يستمرون في التصدي لأي محاولة تقدم باتجاههم، ينتظرون الدعم الذي لا يأتي. فيما لا يتوقف عناصر ”حزب الله“ والجيش السوري عن محاولاتهم الحثيثة للتقدم وقطع الشريان الرئيسي للمعارضة في القلمون. إنها معركة صعبة، وكل ساعة يصمد فيها مقاتلو قارة، فهي حياة إضافية لمقاتلي القلمون.
خشية شعبية من انتقال معركة القلمون الى لبنان
ريما زهار ايلاف
يعبّر بعض اللبنانيين عن خشيتهم من انتقال معركة القلمون، في حال تمت، الى الاراضي اللبنانية، ويؤكدون أن بعض الاطياف اللبنانية مشتركة بتلك المعركة التي ستشكل حسمًا للحوادث السورية.
بيروت: بدأت معركة القلمون، لم تبدأ، بل انها استمرار لمعركة الغوطتين وسلسلة في حلقة طويلة من مشروع الحسم العسكري الذي بدأه الجيش السوري منذ سقوط مدينة القصير، ربما بدأت تلك المعركة افتراضيًا من خلال وسائل الاعلام التي تناولت تفاصيلها بجزيئاتها الدقيقة، لكن ما مدى تأثير تلك المعركة على لبنان بالتحديد؟ وما هي هواجس اللبنانيين في هذا الخصوص؟.
يرى نبيل خوند أن المعارك التي تجري في سوريا على الحدود اللبنانية سوف تنعكس سلبًا على الاراضي اللبنانية، لأن المعركة بدأت في القلمون، ويبدو أن الاجتياح السكاني والهجرة من القلمون الى المناطق اللبنانية سيشكل امرًا كارثيًا على لبنان، وهذا الامر، بما أنه اصبح في لبنان فائض من اللاجئين، سوف ينعكس الامر من خلال ثورة اجتماعية وسياسية في الداخل اللبناني.
رضوان فياض لا يرى أن اميركا ستتدخل فعليًا في منع حدوث معركة القلمون، ولو ارادت ذلك لكانت تدخلت قبل حدوث الامر في بداياته في سوريا، ومعركة القلمون سبقتها معارك عدة منها معركة القصير وحمص وحلب وغيرها، وتسببت بفتن وحوادث كثيرة، ومنها ما حصل من تهم للكيميائي وحتى في هذا الخصوص لم تتدخل اميركا، لذلك “أستبعد أن تتحرك اليوم من اجل وقف معركة القلمون، واميركا الحاضن الاساسي لاسرائيل وهي من تهمها بالدرجة الاولى”.
ردود فعل تلقائية على لبنان
سمير تابت يرى أن النتائج على معركة القلمون بالنسبة للبنان ستظهر من خلال ردود فعل تلقائية من خلال معارك جانبية مذهبية على الارض في لبنان، وكذلك سنشهد تطهيرًا في مناطق سورية من اشخاص مقاتلين، سيلجأون الى لبنان، الامر الذي سيمتد تلقائيًا الى الاراضي اللبنانية من خلال تطهيرهم ايضًا.
تؤكد ليلى غزال أن التدخل في سوريا هو من كل الفئات اللبنانية منها حزب الله الذي يناصر النظام، وكذلك اشخاص آخرون من عرسال وطرابلس وغيرها، وهذه العملية عند حدوثها سوف تنعكس بصورة خاصة على لبنان من خلال فتن بين الاطراف السياسيين، بين معارضة وموالاة للنظام.
جنيف 2
باتريك حداد يلفت الى أن ما يجري، أي معركة القلمون، سيشكل ضغطًا على انعقاد جنيف 2، من اجل تحسين بعض المواقع والشروط للتفاوض، في حال انعقد جنيف 2 قبل حسم معركة القلمون، سيشكل الامر ورقة ضغط لمن سيحسم المعركة من أجل القبول بشروط الفريق الرابح.
والمعروف أن ¾ محافظة حلب اليوم وحمص اصبحت شبه منتهية لجهة حسم المعارك فيها، ولا يزال هناك الحسم في معركة القلمون، وكذلك حسم ما يجري على الحدود اللبنانية من حسم للسلاح وللمسلحين، ويجب حماية تلك الحدود برأيه.
عرسال ومخاوف القرى المجاورة
لا يرى عماد خويري أنه يمكن للبنان أن ينأى بنفسه عن احداث سوريا وخصوصًا معركة القلمون، لأنه اصبح بكل اطيافه داخل المعركة، من خلال الفئات العسكرية والتسليح، والجهاديين المنتمين الى المعركة، وعندما تحسم معركة القلمون وهي على الحدود اللبنانية، ستصبح عرسال والقرى المجاورة كجزيرة محاطة بكل المناطق من الحدود السورية والاراضي اللبنانية من خلال توترات امنية ستشهدها بلدة عرسال.
ويعتبر أن معركة القلمون تشكل ضوءًا اخضر من قبل الاميركيين بحسم المعركة كليًا من اجل حماية جذرية كي لا تنتقل الاصولية الى اسرائيل، بخاصة على الحدود، حيث في الجولان لا معارك، وكذلك على جبل الشيخ، وهناك حماية ضمنية وخط أحمر تجاه المشروع الاميركي مع اسرائيل الذي يتضمن ضرورة عدم التعرض لاسرائيل، وهذه الحماية أمَّنها كما يبدو النظام السوري.
ثوار سوريا في حرستا يحولون مبنى إدارة المركبات الى أثر بعد عين
عملية نوعية جديدة للثوار السوريين، هذه المرة في حرستا، حيث تمكن لواء درع العاصمة من نسف مبنى قيادة إدارة المركبات بشكل كامل، ما خلّف عشرات القتلى من جنود الأسد.
إيلاف: قتل أكثر من 75 جنديًا من القوات الحكومية السورية، الأحد، في تفجيرات نفذها مقاتلون من الجيش الحر في مبنيين للقيادة العامة لإدارة المركبات في حرستا في ريف دمشق.
وأكدت مصادر إعلامية في المعارضة السورية لقناة “سكاي نيوز عربية” أن التفجيرات أسفرت عن مقتل 75 عنصرًا على الأقل من الجيش، بينهم ضباط وعناصر من حزب الله اللبناني.
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين مقاتلي من المعارضة السورية والقوات الحكومية على أطراف مباني إدارة المركبات.
وفي ريف حلب، قتل الجيش الحر نحو 20 عنصراً من لواء أبو الفضل العباس العراقي بعد استهداف تجمع للواء في بلدة العزيزية المتاخمة لمدينة السفيرة بريف حلب الجنوبي.
وبين مقطع مصور بثه لواء يسمي نفسه (درع العاصمة) انهيار مبنى القيادة العامة لإدارة المركبات في حرستا بشكل كامل، مع انفجار مدوّي رافق انهيار المبنى وتحوله إلى أثر بعد عين.
وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان من مكان التفجير، ولم يظهر الفيديو صور جثث لقتلى أو جرحى.
وفي وقت سابق الأحد، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 31 جنديًا سوريًا على الاقل بينهم اربعة ضباط كبار في تفجير قاعدة للجيش النظامي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس: “قتل 31 من عناصر القوات النظامية بينهم ثلاثة عمداء ولواء إثر تفجير مبنى في ادارة المركبات يقع في ضواحي مدينة حرستا”، لافتاً إلى “انهيار المبنى بشكل كامل”.
واضاف عبد الرحمن أن “توقيت شن هذا الهجوم له دلالة” وخصوصاً أن الجيش النظامي يشن عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على مواقع مسلحي المعارضة في منطقة ريف دمشق.
واوضح استنادًا الى معطيات اولية أن القنبلة وضعت “اما داخل المبنى واما في اسفله وتحديدًا تحت نفق”، ملمحاً بذلك الى أن مقاتلين معارضين تمكنوا من التسلل الى داخل القاعدة العسكرية.
تجدر الإشارة إلى أن إدارة المركبات تقع في مناطق حرستا وعربين ومديرا في ريف دمشق، وتقدر مساحتها نحو 4 آلاف متر مربع، وتعد من أهم مراكز الصيانة لكافة أنواع المركبات العسكرية للقوات الحكومية.
وتتكون إدارة المركبات من 3 أقسام رئيسية، وهي: قسم الإدارة وفيه مبنيا القيادة الرئيسية، والفرقة العسكرية 446، والمعهد الفني.
مقتل لبنانيين اثناء توجههما للقتال ضد النظام السوري في ريف دمشق
أ. ف. ب.
بيروت: قتل لبنانيان من بلدة عرسال الحدودية مع سوريا في انفجار لغم اليوم الاثنين اثناء توجههما الى ريف دمشق للقتال ضد قوات النظام السوري، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.
وقال المصدر ان “الشابين يوسف وخالد الحجيري قتلا في انفجار لغم قبل وصولهما الى بلدة قارة حيث تجري منذ ايام معارك عنيفة بين القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني وكتائب معارضة وكانا ينويان الانضمام الى مقاتلي المعارضة السورية في المنطقة”.
واكد احد اعيان بلدة عرسال ذات الغالبية السنية لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه مقتل الشابين، موضحا ان “حوالى ثلاثين شابا من عرسال توجهوا بسلاحهم خلال الساعات الماضية الى قارة لمساندة الجيش السوري الحر”.
ومنذ بدء المعارك في محيط قارة الواقعة في منطقة القلمون شمال دمشق الجمعة الماضي، تدفق الى لبنان الاف النازحين السوريين عبر عرسال التي تتعاطف اجمالا مع المعارضة السورية.
وقالت وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية ان عدد العائلات التي وصلت الى عرسال منذ الجمعة وصل الى 1700، مشيرة الى اعلان حالة طوارىء للتعامل مع الوضع.
وقال المصدر في عرسال ان “الشبان تحركوا لمساندة السوريين بعد ان استمعوا الى اخبار المعركة والقصف المتواصل من قوات النظام على قارة”.
ولعرسال حدودا طويلة مع الاراضي السورية تمتد لاكثر من ستين كيلومترا، معظمها مع ريف دمشق، وقسم صغير منها محاذ لمحافظة حمص.
ويصل النازحون عبر ممرات جبلية غير قانونية كانت تستخدم قبل الحرب لتهريب سلع على اختلافها. وتفيد تقارير امنية انها تستخدم في بعض الاحيان لتهريب اسلحة ومسلحين عبر جانبي الحدود.
قتيلان وجرحى اثر سقوط قذائف وسط دمشق
وقتل شخصان وجرح اخرون اليوم الاثنين اثر سقوط قذائف هاون على حيين في وسط العاصمة السورية، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
واوردت الوكالة نقلا عن مصدر في قيادة شرطة دمشق خبر “استشهاد مواطنين اثنين واصابة اخرين من جراء سقوط قذائف هاون أطلقها ارهابيون (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) على حي القصاع وفي حي الزبلطاني” في دمشق.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل شخصين، مشيرا الى سقوط قذائف هاون اخرى في منطقة الشيخ رسلان وقرب المدينة الجامعية في محيط ساحة الامويين ومنطقتي الزبلطاني وباب توما.
منذ ايام، تصاعدت وتيرة اطلاق قذائف الهاون على العاصمة.
وتتهم السلطات “ارهابيين” بتنفيذ هذه الاعتداءات، معتبرة ذلك “مؤشرا للافلاس الذي يعاني منه الارهابيون بعد الانتصارات التي حققها الجيش ميدانيا”.
ويترافق ذلك مع تصعيد في العمليات العسكرية في المناطق القريبة من دمشق.
ووجهت دمشق الخميس رسالة الى الامم المتحدة حول استهداف العاصمة بالقذائف واتهمت مقاتلي المعارضة بالقيام بها “لقتل السوريين الابرياء واستهدافهم بشكل ممنهج خصوصا في مدينة دمشق التي لم تستطع تلك المجموعات الوصول اليها”.
قذائف الهاون تمطر دمشق.. وأغلب أحيائها تغرق في الظلام
الحكومة تفتح باب التطوع لـ«المغاوير».. وتضاعف أعداد النازحين إلى عرسال
بيروت: نذير رضا
تبادلت القوات النظامية ومقاتلو المعارضة القصف العنيف، أمس، في دمشق وريفها، حيث كثفت القوات الحكومية من قصفها على مدينة قارة في جبال القلمون تمهيدا لاقتحامها، فيما وسع مقاتلو المعارضة من دائرة استهدافهم لأحياء مدينة دمشق التي أمطروها بقذائف الهاون. وتزامن التصعيد في دمشق، مع تحذير الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من أن يسعى النظام وحلفاؤه «لإجهاض انعقاد أي مؤتمر يسعى لإيجاد حل سياسي في سوريا».
وفي محاولة لتجاوز عقبة النقص بالمقاتلين، أعلنت قيادة الجيش السوري عن فتح باب التطوع لحاملي شهادة التعليم الأساسي وما فوق في القوات الخاصة «مغاوير»، على أن تكون مدة العقد سنتين غير قابلة للتجديد إلا لمن يرغب.
وشهدت معظم أحياء دمشق، أمس، انقطاع التيار الكهربائي مساء. وقال وزير الكهرباء السوري عماد خميس إن انقطاع الكهرباء عن المنطقة الجنوبية من البلاد سببه «تخريب المجموعات الإرهابية المسلحة لخطوط التوتر العالي المغذية للمنطقة». وتعد هذه المرة الثالثة خلال أقل من عام التي تغرق فيها مناطق جنوب سوريا بالظلام، والمرة الثالثة التي يكرر فيها وزير الكهرباء ذكر الأسباب ذاتها دون أي تعديل بالصياغة.
ميدانيا، أفاد ناشطون سوريون بتعرض مدينة قارة في منطقة القلمون، لقصف عنيف بالطائرات الحربية، في محاولة لاقتحامها، بعيد انطلاق معركة استعادة السيطرة على مدن القلمون الاستراتيجية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن المدينة «قُصفت لليوم الثاني على التوالي بالطائرات الحربية في محاولة لطرد الكتائب المقاتلة منها»، لافتا إلى أن «مقاتلي المعارضة داخل المدينة يؤكدون تصميمهم على الصمود». وأشار المرصد إلى أن القوات الحكومية «أحرزت تقدما طفيفا لجهة الطريق الدولية من غير اقتحام المدينة».
في هذا الوقت، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بأن مدينة قارة «تعرضت لقصف بصواريخ أرض – أرض، بلغ عددها ثمانية صواريخ»، فيما أعلنت قناة «الميادين» مقتل قائد عمليات الجيش الحر في قارة سليم بركات.
ومع اشتداد المعارك في المدينة، تضاعف عدد النازحين السوريين إلى بلدة عرسال (شرق لبنان) الحدودية مع سوريا، وتخطى عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا إلى الأراضي اللبنانية في اليومين الأخيرين حاجز الـ16 ألفا. ويصل النازحون عبر ممرات جبلية غير قانونية كانت تستخدم قبل الحرب لتهريب سلع على اختلافها.
في غضون ذلك، شهدت العاصمة السورية أمس أعنف موجة من التساقط العشوائي لقذائف الهاون التي تركزت على الأحياء الشرقية، راح ضحيتها أكثر من ستة مدنيين وعشرات الإصابات بينهم أطفال وتلاميذ مدارس، فيما انقطع التيار الكهربائي مساء عن معظم أحياء دمشق.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتساقط قذائف هاون بغزارة على أحياء في وسط مدينة دمشق، مشيرا إلى أن القصف «استهدف أحياء عدة أبرزها القصاع والزبلطاني وشارع بغداد وساحة العباسيين».
وأشار سكان في حي باب توما إلى سقوط قذيفة هاون على باص نقل داخلي في ساحة الحي مما أسفر عن مقتل ثلاث مدنيين وإصابة عشرة بينهم أطفال، كما سقطت قذيفة هاون في حي العدوي وعدد آخر من القذائف من الساعة التاسعة من صباح أمس إلى ساعات ما بعد الظهر، إلا أن أعنفها كان على منطقة الزبلطاني وساحة العباسيين، وتحديدا شارع فارس خوري عند مدخل نفق العباسيين، وأصابت سيارة عسكرية أدت إلى مقتل عسكري وإصابة السائق بجروح.
وسقطت قذيفة أخرى عند كنيسة سيدة دمشق في حي القصور القريب من ساحة العباسيين، مما أدى إلى مقتل مدنيين، كما سقطت قذيفة على سطح مدرسة «لبابة الهلالية» في «شارع الملك فيصل» أدت إلى مقتل معلمة وإصابة عدد من التلاميذ، تبعها سقوط قذيفة هاون أخرى على المستوصف التابع للمدرسة.
إلى ذلك، أعلن الائتلاف الوطني السوري اختطاف أكثر من 60 شخصا في بلدة كوكب بريف حماه الشمالي، السبت، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكد الناشطون أن اختطاف هؤلاء جرى خلال عملية اقتحام وسلب ونهب نفذتها قوات النظام على البلدة، مدعومة بعناصر وميليشيات من قرى معان والزغبة والمبطن والطليسية، كما وثق مراسلون في المكان مجزرة ارتكبتها تلك القوات بحق ثمانية مدنيين، سبعة منهم من عائلة واحدة، خلال العملية نفسها. وقال الائتلاف في بيان، إن مصير المفقودين لا يزال مجهولا، في ظل مخاوف على حياتهم، خصوصا بعد مجزرة يوم الجمعة الماضية في قرية وادي المولى بريف حمص التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 27 شخصا، معظمهم ينحدرون من عائلة واحدة، وأغلبهم من النساء والأطفال.
في المقابل، أفاد ناشطون باقتحام ملثمين مركز شركة «MTN» للاتصالات في مدينة حلب، واختطاف سبعة أشخاص، بينهم رئيس مجلس الحي في حي الشعّار. وطالبت هيئات مدنية السلطات المدنية والعسكرية المعارضة في المنطقة أن تتحمل مسؤولياتها تجاه المختطفين وتسعى للإفراج عنهم.
اتحاد المصارف العربية الفرنسية يفرج عن أموال سورية لتمويل إمدادات الغذاء
المعارضة تتخوف من تخفيف العقوبات
بيروت: نذير رضا
رفع اتحاد المصارف العربية الفرنسية أمس، الحظر عن أموال سورية مجمدة، لدفع ثمن الإمدادات الغذائية، وهو ما أثار ريبة المعارضة التي اعتبرت الإجراء من غير التشاور مع الحكومة السورية المؤقتة وفريقها الاقتصادي «عملا غير شرعي ويثير الريبة».
وقال الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للتجارة الدولية في سوريا طارق الطويل، لوكالة رويترز، أمس، إن بنك يوباف في فرنسا أكد رفع الحظر، مشيرا إلى أنه «يجري الإفراج تدريجيا عن حسابات مصرفية مجمدة لسوريا في الخارج من أجل شراء أغذية».
وفيما تثير هذه الخطوة مخاوف من أن تكون بداية لكسر للعقوبات المالية المفروضة على النظام السوري منذ بدء فرض العقوبات عليه بهدف تقويضه عن استخدام العنف ضد شعبه، أفادت تقارير بأن عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولا أخرى ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لا تنطبق على سداد قيمة واردات الغذاء.
ويرى المدير التنفيذي في المكتب الاقتصادي التابع للمجلس الوطني السوري المعارض الدكتور أسامة القاضي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «رفع الحظر عن الأموال من دون التشاور مع الحكومة المؤقتة ووزير ماليتها وفريقها الاقتصادي هو عمل غير شرعي ومثير للريبة، خصوصا إذا علمنا أن المتحكم بالمواد الغذائية داخل سوريا في هذا الوقت، وتحديدا في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، هي الحلقة الأولى حول القصر الرئاسي»، موضحا أن هؤلاء «هم المستفيدون الوحيدون من القرار».
ويعد قاضي، الذي عينه رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة قبل يومين مساعده للشؤون الاقتصادية، أن المقربين من النظام «لا يبالون بالقضايا الإنسانية، لأنهم لو هالهم الوضع الإنساني، لكان النظام سمح بإدخال الدواء والمواد الإغاثية للمناطق المحاصرة».
ولا يتردد المعارضون من إعلان تخوفهم من أن يكون هذا الإجراء مقدمة لتخفيف العقوبات عن النظام السوري. وإذ يؤكد قاضي هواجس المعارضة من تخفيف العقوبات تدريجيا، يقترح أن «يتخذ المجتمع الدولي إجراءات أخرى بدل الإفراج عن الأموال المجمدة، منها التنسيق مع الحكومة المؤقتة». ويقول: «نقترح منح الحكومة المؤقتة الأموال لشراء دواء وغذاء وتوزيعها على السوريين، بدلا من رفع العقوبات عن الأرصدة المجمدة، لأن المعارضة تعمل بشفافية أكبر من النظام في هذا الشأن»، مشيرا إلى أن هذا الاقتراح «ينسجم مع المادة 5 من القرار الأممي رقم 2118، ويعد تطبيقا له»، لافتا إلى أن القرار «يلزم النظام إدخال جميع المواد الغذائية وفتح الممرات الآمنة».
وكانت فرنسا وافقت قبل فترة على استخدام أصول مصرفية سورية مجمدة لتمويل واردات غذاء لدمشق في إطار برنامج للاتحاد الأوروبي يسمح باستخدام مثل تلك الأموال لأغراض إنسانية.
وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على النظام السوري، ما دفعهم لتجميد أرصدته في الخارج. ويخصص الاتحاد الأوروبي بعقوباته 128 شخصا و43 شركة مستهدفين بقرار تجميد الأرصدة وحظر السفر بسبب دعمهم النظام.
ورغم أن العقوبات لم تشمل أي قيود على استيراد المواد الغذائية على وجه الخصوص، تقول مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري إن طلب الحكومة السورية تسديد فواتير واردات الغذاء من الأرصدة المالية المجمدة لها في الخارج قد قوبل بالرفض التام من قبل الحكومات والقوى الغربية. وتوضح المصادر أن عملية تجميد الأموال السورية في الخارج تسببت بعرقلة عمليات استيراد الغذاء والسلع الاستراتيجية مثل السكر ومحاصيل الحبوب، ما دفع الحكومة السورية للتفكير في الدفع بالعملة المحلية (الليرة) من أجل تفادي تلك المعضلة.
وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أقروا في مايو (أيار) 2012، حزمة جديدة من العقوبات ضد النظام السوري بسبب ما وصفوه بـ«العنف المشين» في سوريا، وبحثوا في إمكانات تقديم مزيد من الدعم لخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان. وجاء في بيان أنه جمدت أرصدة مؤسستين تدعمان النظام ماليا، وفرضوا حظر سفر وتجميد أرصدة على 3 أشخاص. وجمد الاتحاد العام الماضي أرصدة البنك المركزي السوري، وتقييد تجارة المعادن الثمينة، لتضييق الخناق على دمشق بعد أن فرض عليها كذلك حظرا لاستيراد الأسلحة وتصدير النفط.
وتستهدف العقوبات، بشكل أساس، شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد وابن خاله رامي مخلوف. وكانت الجامعة العربية أكدت في ديسمبر (كانون الأول) 2011. أن الشخصيتين، من بين الشخصيات السورية التي أوصت اللجنة الفنية العربية بتجميد أرصدتها في الدول العربية ومنعها من دخولها. وورد اسما ماهر الأسد ورامي مخلوف على قائمة تضم 17 شخصية سوريا فرضت عليها العقوبات التي قرر وزراء الخارجية العرب فرضها على النظام السوري لرفضه وقف القمع الدامي للانتفاضة الشعبية.
الثوار مصمّمون على الصمود في القلمون ودعوة رسمية من موسكو للجربا
تفجير بريف دمشق يودي بلواء و3 عمداء للنظام
قتل العشرات من قوات النظام وحلفائه بينهم عدد من كبار الضباط في تفجير ضخم دمر أمس مبنى في إدارة المركبات في ضواحي مدينة حرستا، مع استمرار قوات المعارضة بالصمود في معركة القلمون التي يستعمل فيها النظام السوري والميليشيات المقاتلة معه أشرس الأسلحة، حيث تتعرض مدينة قارة خصوصاً لقصف متواصل بالطيران الحربي مع صد الثوار محاولات اقتحامها.
سياسياً، أبدى رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا موافقة مبدئية على زيارة موسكو بعد تلقي الائتلاف المعارض دعوة رسمية من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
فقد ذكر المرصد السوري أمس أن 31 جندياً سورياً على الاقل بينهم اربعة ضباط كبار قتلوا في تفجير قاعدة لجيش النظام في ريف دمشق.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “قتل 31 من عناصر قوات النظام بينهم ثلاثة عمداء ولواء اثر تفجير مبنى في ادارة المركبات يقع في ضواحي مدينة حرستا”، لافتاً الى “انهيار المبنى بشكل كامل”. وأضاف أن “توقيت شن هذا الهجوم له دلالة”، وخصوصا ان جيش النظام يشن عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على مواقع مسلحي المعارضة في منطقة ريف دمشق.
وأوضح استناداً الى معطيات اولية ان القنبلة وضعت “إما داخل المبنى وإما في اسفله وتحديداً تحت نفق”، ملمحاً بذلك الى ان مقاتلين معارضين تمكنوا من التسلل الى داخل القاعدة العسكرية.
وفي ريف دمشق كذلك، تتعرض مدينة قارة في منطقة القلمون شمال العاصمة حيث يتحصن عدد كبير من الثوار لقصف متواصل بالطيران الحربي، وسط محاولات من قوات النظام لاقتحامها، بحسب ما افاد المرصد السوري.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن أمس “منذ الصباح، تتعرض مدينة قارة لغارات جوية. وكان الطيران قصفها امس بكثافة. وتحاول قوات النظام اقتحامها وطرد الكتائب المقاتلة منها”. الا انه اشار الى ان الثوار داخل المدينة يؤكدون تصميمهم على الصمود.
ومنذ الجمعة، شهدت المعارك بين قوات النظام مدعومة من “حزب الله” والثوار، تصعيدا في منطقة القلمون، لا سيما على طريق حمص ـ دمشق القريبة من قارة. واستمرت هذه المعارك خلال الليلة قبل الماضية موقعة خسائر في صفوف الطرفين.
وافاد المرصد السوري عن تقدم طفيف لقوات النظام لجهة الطريق الدولي، من دون ان تتمكن من دخول قارة.
وتعتبر منطقة القلمون التي يسيطر الثوار على اجزاء واسعة منها استراتيجية وتشكل قاعدة خلفية اساسية لمقاتلي المعارضة لمحاصرة العاصمة.
وبالنسبة الى النظام، فان هذه المنطقة اساسية لتأمين طريق حمص دمشق وابقائها مفتوحة. كما توجد في المنطقة مستودعات اسلحة ومراكز الوية وكتائب عسكرية عديدة للجيش السوري.
ومنذ اسابيع، يتخوف خبراء من حصول معركة كبيرة في القلمون ذات الطبيعة الجبلية. الا ان مصدرا امنيا في دمشق اشار الى ان المواجهات في قارة ناتجة “عن عمليات يقوم بها الجيش السوري لمطاردة بعض الفلول الهاربة من مهين” في ريف حمص الجنوبي الشرقي.
وتبعد مهين 20 كيلومترا شرق قارة. وكان مقاتلو المعارضة استولوا خلال الاسبوع الماضي على جزء من مستودعات اسلحة موجودة على اطرافها ومناطق محيطة، لكن قوات النظام استعادتها الجمعة بعد معارك طاحنة.
وفي دمشق، اعلن وزير الكهرباء السوري عماد خميس ان عملا “تخريبيا” ارتكبته مجموعات “ارهابية” تسبب بعد ظهر امس بانقطاع الكهرباء عن العاصمة دمشق والعديد من المناطق الجنوبية.
وقال خميس، كما نقل عنه تلفزيون النظام ان التيار الكهربائي انقطع عن مناطق في جنوب البلاد، فيما تحدث سكان في دمشق بدورهم عن انقطاع التيار.
وقال سكان في منطقتي المزة وجرمانا عند اطراف دمشق مساء أمس ان التيار الكهربائي انقطع عن منازلهم منذ اكثر من اربع ساعات.
سياسياً، ابدى رئيس الائتلاف الوطني السوري موافقة مبدئية على زيارة موسكو بعد تلقيه دعوة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على ان يتم البحث في تحديد موعد لها، بحسب ما افاد مسؤول في الائتلاف.
وحددت الدعوة الرسمية الموجهة الى الائتلاف موعدا للزيارة بين 18 و21 تشرين الثاني، ما يعني انها كانت ستتزامن مع زيارة وفد حكومي سوري الى روسيا. الا ان رئيس الائتلاف قال انه لم يتمكن من الغاء “ارتباطات سابقة” في هذا التاريخ، مطالبا بارجاء الموعد.
وقال منذر اقبيق مستشار الجربا لشؤون الرئاسة، “تلقى الرئيس احمد الجربا دعوة من الوزير سيرغي لافروف للقيام بزيارة رسمية الى موسكو واجراء محادثات”. واضاف ان الجربا “شكر لافروف على دعوته وعبر عن اهتمام بالغ لدى الائتلاف باجراء محادثات مع المسؤولين الروس واقامة علاقات معهم، وبزيارة موسكو. الا انه عبر عن اسفه لعدم تمكنه من الغاء ارتباطات سابقة وزيارات كان التزم بها في الموعد المحدد للزيارة، وهو بين 18 و21 تشرين الثاني”. واشار اقبيق الى انه “سيتم التنسيق بين الجانبين لتحديد موعد جديد للزيارة”.
وبحث وزير الخارجي الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي أمس، التحضيرات لمؤتمر جنيف2 لتسوية الأزمة السورية، كما تطرق الجانبان إلى قضايا أخرى خلال المكالمة الهاتفية التي كانت بمبادرة من الجانب الأميركي.
ويبدأ وفد مؤلف من مستشارة بشار الأسد بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد الاثنين محادثات في موسكو تحضيراً لمؤتمر جنيف 2 الذي يتوقع انعقاده في كانون الاول، وفق ما ذكر مصدر رسمي في دمشق الخميس الماضي.
مجلس الخارجية الأوروبية يناقش اليوم التداعيات الاقليمية للأزمة السورية
بروكسل تذكّر الأسد وحاشيته أنهم على لائحة العقوبات
يلتئم مجلس خارجية الاتحاد الاوروبي اليوم وغدا في بروكسل بمشاركة وزراء خارجية ودفاع اعضائه الـ28، وستكون ازمات سوريا ومصر وليبيا حاضرة في الاجتماعات ضمن ملفات عديدة اخرى منها مناقشة موازنة الدفاع الاوروبية للعام 2014 والعلاقات مع دول اوروبا الشرقية والصين والعقوبات المفروضة على بيلاروسيا. ويتوقع صدور بيان جديد بشأن التداعيات التي تخلفها الازمة السورية على المنطقة في وقت ذكرت فيه بروكسل بشار الأسد وحاشيته بأنهم مستمرون على متن لائحة العقوبات الاوروبية. وشددت بروكسل في بيان صادر تمهيدا لاجتماعات اليوم، على ان “الحل السياسي هو الحل الوحيد للازمة السورية وان هذا الحل يجب ان يكون تطبيقا لاتفاق جنيف الصادر في حزيران 2012 والذي يقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية من المعارضة المعتدلة وعناصر نظامية لم تتلطخ ايديها بالدماء”.
وتجدر الاشارة الى ان الشخصيات السورية التي رجح الاوروبيون تورطها في المجازر في سوريا تم ادراجها على لائحة حظر السفر وتجميد الاصول المصرفية وهذه اللائحة تشمل بشار الأسد شخصيا وابرز القيادات السياسة والعسكرية المقربة منه. ومنطقيا فإن اي اسم من هذه الاسماء لا يمكن ان يكون طرفا في الحل السياسي او ان يشكل جزءا من مستقبل سوريا.
وابرز ما جاء في البيان التمهيدي “سيناقش الوزراء آخر المستجدات في الازمة السورية ولا سيما الجهود المبذولة لانجاز حل سياسي والتصدي للازمة الانسانية وسيصدر المجلس بيانا بشأن التداعيات التي تخلفها الازمة السورية على المنطقة. منذ بداية الازمة والاتحاد الاوروبي يدين بشكل مستمر انتهاكات حقوق الانسان المرتكبة في سوريا ويدعو الى وقف فوري لجميع اعمال العنف. ومرة اخرى يعيد التأكيد على ضرورة ايجاد حل سياسي لهذا الصراع.
اضاف البيان “في 21 تشرين الاول الماضي دعا المجلس جميع اطراف النزاع الى الرد بايجابية على الدعوة الموجهة لهم للمشاركة في مؤتمر سلام وتبني عملية انتقال سياسية سلمية ذات صدقية من خلال تطبيق اعلان جنيف الصادر عام 2012 . وكان الاتحاد الاوروبي دعا المعارضة السورية الى الاتحاد ضمن الائتلاف الوطني السوري والمشاركة بشكل ريادي في المفاوضات. كما كان الاتحاد سريعا ايضا في دعم عملية تدمير ترسانة سوريا الكيميائية وهو ممول وداعم اساسي لمنظمة “حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل”، وهو يقدم مساعدات لبعثتها العاملة في سوريا كتزويدها بالعربات والصور الملتقطة عبر الاقمار الاصطناعية.
وتابعت بروكسل “اكثر من مليونين ومئة الف سوري فروا من بلادهم الى دول الجوار لبنان والاردن وتركيا والعراق وايضا مصر وشمال افريقيا. وهناك اكثر من ستة ملايين ونصف مليون نازح داخل الاراضي السورية. والامم المتحدة تقدر عدد القتلى بأكثر من 100 الف. الاتحاد الاوروبي ودوله الاعضاء هم اكبر مانح للمساعدات المقدمة الى المحتاجين السوريين وقد تجاوزت المبالغ التي قدمها الاتحاد حتى الآن مليارا و800 مليون يورو. واغلب هذه المبالغ تخصص للمساعدات الغذائية والطبية وتعليم الاطفال السوريين الموجودين في مخيمات اللاجئين.
وختم المجلس الاوروبي بيانه بالتذكير بأن العقوبات المفروضة على الاسد ونظامه لا تزال مستمرة “تستمر العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الاتحاد الاوروبي على النظام السوري وهذه العقوبات تشمل حظر النفط والتعاملات المالية وفرض حظر سفر وتجميد الاصول المصرفية لابرز شخصيات النظام والهيئات والمؤسسات التي تدور في فلكه”. ويشار الى ان الشخصيات السورية المدرجة على اللائحة السوداء الاوروبية كان السبب الرئيسي لادراجها تورطها في اعمال القمع والمجازر المرتكبة في سوريا منذ اكثر من عامين. وابرز المدرجة اسماؤهم بشار الأسد وماهر الاسد وبثينة شعبان وقاسم سليماني ورامي مخلوف ورستم غزالة.
لندن ـ مراد مراد
غارات في أرجاء سوريا ورصاص على مهاجع السجناء في حلب
تساقط قذائف هاون بغزارة على دمشق
تساقطت أمس منذ الصباح قذائف هاون بغزارة على احياء في وسط مدينة دمشق، تسببت بمقتل واصابة عدد من الأشخاص، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وغالبا ما يستهدف مقاتلو المعارضة من مواقعهم في ريف دمشق احياء في العاصمة التي تمسك بها باحكام قوات النظام.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن “منذ الصباح، يتوالى سقوط قذائف الهاون على احياء عدة ابرزها القصاع والزبلطاني وشارع بغداد وساحة العباسيين غيرها…”.
واشار المرصد الى مقتل رجل اثر “سقوط قذيفتين بالقرب من ركن أبو عطاف في منطقة الدويلعة”، وآخر في قذيفة على منطقة القصاع.
كما اصيب مواطنون بجروح نتيجة قذائف اخرى شملت شارع الملك فيصل وشارع بغداد وسوق الهال.
ونفذ الطيران الحربي التابع لنظام الأسد غارات على مناطق في حي برزة (شمال)، وحي جوبر (شمال شرق). كما تعرضت مناطق في حي القابون لقصف بقذائف الهاون، من قبل القوات النظامية، ولا معلومات عن ضحايا حتى الآن.
ونفذ الطيران الحربي التابع للأسد عدة غارات جوية على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا ومدينة نوى وبلدات عتمان وام المياذن وطفس وطريق النجيح ـ قيراطة وسط قصف القوات النظامية مناطق في درعا البلد كما قصفت القوات النظامية بقذائف الهاون مناطق في مخيم درعا ما اسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين بينهم سيدة في حين كانت تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والثوار عند اطراف حي طريق السد وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين كما قصفت القوات النظامية المنطقة الغربية من بلدة دير العدس مما ادى لسقوط جرحى.
وتعرضت مناطق في مدينة داعل لقصف من القوات النظامية، أيضاً تعرضت مناطق في بلدة علما لقصف من لقوات النظام، كما نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة إنخل، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، كذلك تعرضت مناطق في الحي الشرقي ببصرى الشام لقصف من القوات النظامية، كذلك نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة محجة، وفتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في مدينة نوى، دون إصابات.
وفي محافظة القنيطرة تعرضت مناطق في بلدة جباتا الخشب لقصف من القوات النظامية، كذلك تشهد مناطق في بلدة طرنجة قصفاً للقوات النظامية ولا أنباء عن إصابات.
وفي حماة، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدات قصرابن وردان والجزدانية ورسم الورد الزلاقيات وزور الحصن وناحية عقيربات، ما ادى لسقوط جرحى واستشهد جندي منشق في اشتباكات مع القوات النظامية في المدينة كما قتل ما لا يقل عن 6 من عناصر قوات الدفاع الوطني والقوات النظامية على طريق اثريا ـ حماة اثر كمين لمقاتلين من الكتائب المقاتلة كانوا يرتدون الزي الرسمي للقوات النظامية على حاجز وهمي ومعلومات عن اسر عناصر من القوات النظامية والدفاع الوطني في الكمين.
وفي ادلب استهد مقاتل من الكتائب المقاتلة من بلدة تلمنس متاثرا بجراح اصيب بها في اشتباكات مع القوات النظامية في محيط حاجز الزعلانة قرب معسكر وادي الضيف منذ يومين وقبل قليل قصفت طائرة حربية مناطق في بلدة معرشمشة ولم ترد معلومات عن خسائر.
وفي اللاذقية تعرضت قرى في ريف اللاذقية لقصف من القوات النظامية من بعد منتصف ليل السبت ـ الأحد، و صباح اليوم، بقذائف الهاون وراجمات الصورايخ، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
في حلب استشهد ثلاثة مقاتلين من الكتائب المقاتلة في اشتباكات مع القوات النظامية، كما نفذت المحكمة الشرعية بريف حلب الغربي حكما بالجلد في احدى الساحات العامة ببلدة دارة عزة على عدة محكومين لادانتهم بالسرقة وعقوبات اخرى.
مصادر قالت لموقع “كلنا شركاء” الإلكتروني أن عناصر الشرطة في سجن حلب المركزي يطلقون الرصاص الحي على مهاجع السجناء في الجناح السياسي بشكل كثيف يومياً من مبنى الإدارة والباب الرئيسي للسجن. ودعا ناشطون حقوقيون لتدخل منظمة الهلال الأحمر والهيئات الحقوقية، لوضع حد للاعتداء على السجناء السياسسين الذين بالأصل انتهت مدة حكم معظمهم منذ مدة طويلة دون أن يتم إخلاء سبيل أحد منهم.
والسجن يحوي على أكثر من 4500 معتقل بينهم سياسيون ونساء واطفال يعانون من إنقطاع الغذاء والدواء.
وكانت الهيئة العامة للثورة السورية أصدرت تقريراً في الشهر الماضي أشارت فيه أن القوات المتواجدة داخل سجن حلب تلجأ لإعدام بعض النزلاء في السجن وأنها مؤخراً أعدمت أكثر من 150 سجيناً رمياً بالرصاص.
وارتكبت قوات النظام مجزرة في وقت متأخر من ليل الجمعة في قرية وادي المولى الواقعة قرب مدينة تلكلخ بريف حمص، وذلك إثر قيامها بتنفيذ حملة إعدامات ميدانية، كما قصفت القرية بالدبابات والمدفعية.
لمحة عن قارة أول إرهاصات معركة القلمون على لبنان
التسمية والجغرافية والمعالم السياحيّة والتاريخيّة
قارة أول إرهاصات معركة القلمون على لبنان
بيروت – تردّد اسمُ بلدة قارة مع اشتداد المعارك في جبال القلمون السوريّة كثيراً في الإعلام، حيثُ ذكر أنَّ البلدة تشهد أشرس وأعنف المعارك منذ ليل الخميس – الجمعة، ما دفع بنحو 15 ألف من سكانها إلى النزوح نحو بلدات عرسال، القاع، والفاكهة – الجديدة اللبنانيّة.
موقع NOW يُسلّط الضوء على تاريخ هذه البلدة وجغرافيتها.
قارة تربط دمشق بحمص
هي مدينة سوريّة تقع على الطريق الرئيسي الذي يصل بين مدينتي دمشق وحمص وهي تبعد نحو مئة كيلومتر شمال العاصمة دمشق، ونحو سبعين كيلومتراً جنوب مدينة حمص، ويرتفع مركز قارة عن سطح البحر 1200 متر تقريبًا.
وتقع قارة في منطقة القلمون، وهذا الاسم يُطلق على المنطقة الممتدة من جبال لبنان الشرقية وسلسلة الجبال الغربيّة السورية غرباً إلى بادية الشام شرقاً، ومن سهول حمص شمالاً إلى دمشق جنوباً.
منطقتها هذه جافة نسبياً، وهي معتدلة صيفاً، وباردة شتاء، وتتساقط الثلوج عليها عادة في شهري كانون الأول وكانون الثاني.
ثلاث روايات عن قارة عبر التاريخ
ذكرت قارة في الكتب والمراجع بطريقتين هما: “قارة” و”قارا”، وهناك ثلاث روايات مشهورة لهذه التسمية؛
ففي اللغة العربية “قارة” هي التل الصغير، ويمكن أن تكون سمّيت كذلك كونها تقع على تلة صغيرة. أما في اللغة اليونانية فأصل الكلمة هو “كورا” وتعني الاستشفاء، والبلدة معروفة ببيئتها وهوائها النقي. وفي اللغة السريانية “قارة” تعني البرد الشديد، وذلك بسبب البرد الشديد في قارة في فصل الشتاء.
الأماكن الأثرية في قارة
– الجامع الكبير: يُعتقد أن بناءه الأصلي كان معبداً في العصر الروماني قبل الميلاد، ثم حُوِّل إلى كنيسة في العصر البيزنطي عام 325 ميلادي، سميت بكنيسة القديس نيقولاوس، وفى العصر المملوكي حُول إلى جامع بأمر من السلطان الملك الظاهر بيبرس عام 664 هـ الموافق لعام 1266 ميلادي وما زال مستخدماً حتى الآن.
– كنيسة مارسركيس: تعرف أيضاً باسم كنيسة “سرجيوس وباخوس”، بنيت في نهاية القرن الرابع الميلادي، ثم أهملت وتهدمت، ثم أعيد بناؤها عام 1869 ميلادي، وأهم ما يميز هذه الكنيسة هو وجود اللوحات الجدارية الأثرية، ومنها أيقونة مرضعة الحليب، وهي من الأيقونات النادرة على مستوى العالم، وتمثل السيدة العذراء، وهي ترضع الحليب لوليدها السيد المسيح، كما تضم هذه اللوحات أيضاً رسوماً للقديس سرجيوس والإمبراطور تيودوروس والقديس يوحنا المعمدان، وتتضمن بعض هذه اللوحات كتابات سريانية بالحروف الكلدانية الشرقية، إضافة لبعض الكتابات اليونانية.
– دير ماريعقوب: بني في القرن السادس الميلادي، وهو أقدم أديرة منطقة القلمون. يحتوي على كنيسة وطاحونة ومجموعة من الغرف، بالإضافة إلى الحظائر والمستودعات.
– الخانات القديمة: خان نور الدين، بني في عهد الملك نور الدين محمود الزنكي (511- 569 هـ) القرن الثاني عشر ميلادي، ويتألف من باحة تحيط بها خمسة أجنحة، وقد كان يستخدم محطة للحجاج والتجار. ويشغله حالياً ناد رياضي. وقد سجل هذا الخان في عداد المباني الأثرية في سوريا بالقرار الصادر عن وزارة الثقافة رقم 6/ أ تاريخ 21-1-1973 يذكر أنه كان يوجد خان آخر ولكنه تهدم وبنيت مكانه مدرسة ابتدائية.
– الأقنية الرومانية: وهي أقنية مائية قديمة، تعود إلى العصرين الروماني والبيزنطي، وقد استخدمت لنقل المياه من الينابيع في الجبل إلى وسط البلدة ومنها: قناة عين الطيبة وقناة عين القطنة وقناة عين البيضا وقناة الجامع الكبير وقناة السنسال… وما تزال بعض هذه القنوات مستخدمة إلى اليوم.
– آثار أخرى بائدة: توجد في قارة مجموعة كبيرة أخرى من الأبنية الأثرية البائدة، مثل الكنائس التي أقيم مكانها بيوت، وأبراج البريد مثل برج مارصوفيا وبرج عيون العلق، وقصر الحليمة في الجبل.
– النصب التذكاري لمعركة عيون العلق: يخلد هذا النصب ذكرى شهداء معركة عيون العلق، التي وقعت في 13 آذار عام 1926 ميلادي، حيث احتشد في قارة بعض الوطنيين من مختلف مناطق سوريا بدعم ومؤازرة أهالي قارة، وذلك لمواجهة القوات الفرنسية الزاحفة لاحتلال النبك.
معركة القلمون فتحت… وحركة نزوح قوية نحو البقاع
بيروت -معركة القلمون فُتحت… وكل المؤشرات تؤكد ارتفاع وتيرة الأحداث الميدانية والعسكرية في المنطقة، إذ ان بلدات بقاعية كعرسال تشهد حركة نزوح قوية حيثُ وصل عدد النازحين في غضون الأيام الثلاثة الأخيرة إلى أكثر من 15 ألفاً وفق ما أكَّد مندوب موقع NOW أمس الأحد.
ووفق معلومات نشرتها صحيفة الجمهورية في عددها الصادر صباح اليوم الاثنين، انّ “ساحة المعركة الحقيقية في القلمون لم تُفتح بعد على الرغم من اكتمال الترتيبات اللوجستية والخطط العسكرية”.
وبحسب المعلومات “فإنّ العملية المخطط لها لسلسلة جبال القلمون ستأخذ منحًى أمنياً اكثر منه عسكرياً”.
ومن جانبه، أكَّد مفتي بعلبك – الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، في حديثٍ إلى صحيفة النهار نُشر صباح اليوم، أن “هناك عدداً كبيراً من النازحين المسيحيين من قارة لجأوا الى بلدتي القاع وفاكهة – الجديدة المسيحيتين في البقاع الشمالي، غالبيتهم من النساء والأطفال”.
هذا، ونقلت صحيفة السياسة الكويتية عن مصادر في الجيش السوري الحر في ريف دمشق قولها إن “معركة القلمون بدأت بالفعل بالمقاتلات الجوية والمروحيات والصواريخ والمدفعية الثقيلة السورية التابعة للنظام لاحتلال شريط إستراتيجي يشمل بلدات معرة ويبرود وجراجير وقارة التي تفرغ ليلاً من سكانها الذين ينتقلون إلى بلدة عرسال اللبنانية السنية البقاعية، ثم يعودون صباحاً إلى منازلهم وأعمالهم في تلك القرى بانتظار هبوط الليل التالي”.
وكشفت المصادر عن أن “خبراء عسكريين روساً وبلغاريين، يرتدون لباساً مختلفاً عن قوات الجيش السوري النظامي، ظهروا للمرة الأولى بشكل علني، وهم يديرون مواقع صاروخية ويسددون أهداف المقاتلات الجوية، ويستخدمون أنواعاً جديدة من قذائف المدفعية متوسطة وبعيدة المدى ذات قدرات تدميرية هائلة لم تستخدم منذ مطلع الحرب قبل ما يقارب السنوات الثلاث، فيما سلمت موسكو في أواخر أيلول/سبتمبر الفائت شحنات بحرية من قطع غيار مقاتلات “ميغ” و”سوخوي” ومعدات أكثر تطوراً لها، مع 250 خبيراً جوياً عسكرياً روسياً للإشراف على إحدى اكبر ورشات تصليح الطائرات في تاريخ سوريا”.
وقالت المصادر نقلاً عن قيادات المعارضة السورية في القاهرة، إن “الولايات المتحدة على علم ببدء تدخل الجيش الروسي في الحرب السورية بهذا الشكل الواسع، كما هي على دراية بتسلم سلاح الجو السوري 24 مقاتلة من نوعي “ميغ 29″ و”سوخوي”، إلا أنها لم تحرك ساكناً لأن المسؤولين الروس زعموا انه تم تسليم نظام الأسد هذه الطائرات لاستخدامها ضد القوات السلفية والتكفيرية”.
قتلى للنظام والمعارضة تُخلي مخازن سلاح بحمص
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 31 جنديا على الأقل من قوات النظام بينهم أربعة ضباط كبار قتلوا في تفجير قاعدة للجيش بريف دمشق، في حين قُتل قائد لواء التوحيد في الجيش السوري الحر إثر إصابته في غارة جوية على حلب، وفي الأثناء نفت مصادر للجزيرة سيطرة النظام على مخازن ومستودعات أسلحة في مهين بريف حمص.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن “قتل 31 من عناصر القوات النظامية بينهم ثلاثة برتبة عميد وآخر برتبة لواء، إثر تفجير مبنى في إدارة المركبات يقع في ضواحي مدينة حرستا” في ريف دمشق، لافتا إلى “انهيار المبنى بشكل كامل”، ونقلت مواقع سورية رسمية أن اللواء أحمد رستم نائب قائد إدارة المركبات بين القتلى.
ونقل مراسل الجزيرة عن ناشطين أن الجيش السوري الحر فجّر أبنية داخل إدارة المركبات في حرستا، وأوضح أن المباني الرئيسية انهارت بالكامل بعد تفخيخها وتفجيرها من الأسفل من قبل عناصر في لواء درع العاصمة -أحد فصائل المعارضة المسلحة- الذي تبنى العملية وبث صورا لتفجير المقر الذي يعتبر من أهم المواقع العسكرية للجيش النظامي في دمشق وريفها.
مخازن حمص
من ناحية أخرى، أكد مراسل الجزيرة في دمشق نقلا عن مصادر في حمص أن الصور التي يبثها إعلام النظام لمخازن أسلحة زعم جيش النظام أنه استرجعها من المعارضة “كاذبة”، وأوضحت المصادر أن مقاتلي المعارضة أخلوا هذه المخازن والمستودعات من الأسلحة ونقلوها إلى مناطق آمنة.
وبحسب المصادر فإن الصور التي يبثها جيش النظام هي تصوير لصناديق فارغة، أو لصناديق معبئة أتوا بها إلى المنطقة.
في غضون ذلك، أكدت مصادر للجزيرة أن عبد القادر الصالح قائد لواء التوحيد التابع للجيش السوري الحر توفي متأثرا بجروح أصيب بها أثناء اشتباكات وقعت الأسبوع الماضي في حلب.
وكان الصالح أصيب بجروح مميتة بعد تعرض مقر اجتماع قادة لواء التوحيد للقصف بصاروخ من قبل قوات النظام السوري. وأوضح مصدر إعلامي في أوساط المعارضة أن القائد الصالح توفي في أحد مشافي مدينة غازي عنتاب التركية الذي كان قد نقل إليه عقب إصابته.
يأتي هذا في وقت تواصل قوات النظام حملتها على منطقة القلمون بريف دمشق، مما دفع مئات العائلات إلى الفرار نحو بلدة عرسال اللبنانية المجاورة.
وفي حلب تتواصل الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام، وقال مراسل الجزيرة إن المقاتلين نجحوا في إسقاط طائرة حربية قرب مطار النيرب.
كما استمر قصف قوات النظام على مناطق مختلفة من سوريا، ورصد الناشطون اشتباكات بين قوات النظام ومسلحي المعارضة، في حين وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 12 شخصا أمس الأحد، بينهم طفل وسيدة وقتيلان سقطا تحت التعذيب، إضافة إلى ثلاثة عناصر من الجيش الحر.
تدفق جديد للاجئين السوريين وطوارئ بلبنان
أعلنت السلطات اللبنانية أن 1700 عائلة سورية لجأت في الساعات الأخيرة إلى مدينة عرسال شمالي شرق لبنان هربا من المعارك في شمالي غرب ريف دمشق. يأتي ذلك مع تصاعد حدة القتال بين القوات النظامية وقوات المعارضة في القلمون القريبة من الحدود اللبنانية.
وينتظر لجوء أعداد كبيرة مع توقعات بمعركة ضخمة في القلمون شمال دمشق خلال الأيام القادمة. وذكرت مصادر للجزيرة في وقت سابق أن نحو 1200 أسرة لجأت إلى منطقة خربة داود الجبلية التابعة لبلدة عرسال شمال شرق لبنان بعد اشتداد عمليات القصف من قبل القوات النظامية على المدينة الحدودية ومحاولة اقتحامها.
وجاء في بيان صادر من وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية أن الوزارة أطلقت حالة طوارئ على مستوى أجهزتها, وعلى مختلف المؤسسات الدولية والمحلية العاملة في ملف “النازحين”, لتقديم كل الحاجات الأساسية للعائلات الوافدة.
وأشارت الوزارة إلى أنه تم تأمين مائة خيمة مخصصة لإقامة النازحين المؤقتة، في حين حددت قطعة أرض في عرسال لتجهيزها مركز إيواء مؤقّتا بإدارة الوزارة ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين لاستيعاب العائلات النازحة في حال استمرار موجات النزوح.
وقال عضو المجلس البلدي في بلدة عرسال –الحدودية مع سوريا- أحمد الحجيري إن العائلات عبرت الحدود في سيارات أو على دراجات نارية أو سيرا على الأقدام، وأضاف أنه يتوقع وصول المزيد في الأيام القادمة مع تصعيد المعارك في القلمون.
توقيف مسلحين
وبين الوافدين من سوريا إلى لبنان، تسعة مسلحين سوريين أوقفهم الجيش اللبناني بعد عبورهم الحدود في منطقتي جرد عرسال وبريتال في بعلبك، حسبما ذكر بيان صادر عن الجيش اللبناني.
وجاء في البيان أن وحدات الجيش أوقفت على حاجز وادي حميد عرسال، وفي منطقة بريتال بعلبك، تسعة سوريين أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي اللبنانية، وقد ضبطت بحوزتهم كمية من الأسلحة الحربية الخفيفة والذخائر والقنابل اليدوية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن “العمليات الجارية في القلمون تشكل تمهيدا لمعركة كبيرة”, وأضاف أن “الاشتباكات العنيفة” مستمرة في محيط مدينة قارة في القلمون.
ويبذل لبنان -رغم بنيته التحتية الضعيفة وخدماته المتهالكة- جهودا كبيرة للتعامل مع التدفق الكبير للاجئين السوريين منذ تفجر الثورة السورية قبل عامين ونصف العام, خاصة في ظل تشتت هؤلاء اللاجئين في مخيمات غير رسمية في المناطق الأكثر حرمانا بأنحاء البلاد.
وفي وقت سابق دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) المانحين الدوليين إلى مضاعفة الجهود لمساعدة الدولة اللبنانية على استيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين الذين فروا إلى لبنان هربا من الحرب, وباتوا يشكلون عبئا كبيرا على المرافق العامة خاصة المدارس.
غوطة دمشق الشرقية.. موت وسجن كبير
سلافة جبور-دمشق
لم يتبق لسكان غوطة دمشق الشرقية سوى الهواء ليستنشقوه للبقاء أحياء، هذه المدينة رازحة تحت وطأة حصار خانق منذ أكثر من شهر، ممنوع دخول كافة المواد الغذائية والطبية، ممنوع دخول وخروج الأهالي، حتى دفع سكانها لاستقبالنا بجملة “أهلا بكم بمعتقلنا الكبير”.
يحاصر النظام السوري اليوم العديد من المناطق التي فقد السيطرة عليها في ريف دمشق، وذلك بعد أن عجز عن استعادتها وإخضاعها عسكرياً، متبعاً سياسة جديدة في حربه على المدن والبلدات الثائرة أُطلق عليها اسم “الجوع أو الركوع”.
فهنا سعر ربطة الخبز (إن وجدت) ألف ليرة سورية (سبعة دولارات) بينما لا زالت تباع في دمشق بسعر 15 ليرة، وكذلك ارتفعت أثمان البرغل والسكر والعدس والمعكرونة، وبلغت أرقاما قياسية فأصبح سعر كل مادة منها ألف ليرة للكيلوغرام الواحد.
تزور الجزيرة نت المنطقة لترصد فصول معاناتها، فتلمس واقعا يفوق الوصف، عائلات كثيرة لم تعد تتناول سوى وجبة واحدة في اليوم، والأنكى من ذلك أن الطبق الرئيسي في وجبتهم اليتيمة هو الملفوف أو الخس أو أوراق الشجر عوضاُ عن الخبز.
كتاب المعاناة
المأساة لا تتوقف هنا، حيث يقول الشاب أبو آدم، إن بعض المدارس طلبت من الأهالي عدم إرسال الأطعمة مع أولادهم، منعاً لإثارة مشاعر الخيبة لدى أطفال آخرين لا يملكون طعاماً في منازلهم.
من المأكل إلى المواصلات، نفتح صفحة جديدة بكتاب المعاناة، نقص حاد بالوقود، حتى وصل سعر ليتر البنزين نحو ثلاثة آلاف ليرة (عشرين دولارا) هذا الارتفاع الجنوني- وفق وصف أبو آدم- أجبر الكثير من المشافي الميدانية على تعليق خدماتها للمرضى.
ويتابع أن الكثير من المصابين تعذر عليهم تلقي العلاج المناسب وإجراء العمليات الضرورية بسبب انقطاع التيار الكهربائي لمدة تزيد على السنة، وعدم إمكانية تشغيل مولدات الكهرباء فترات طويلة قد تحتاجها بعض العمليات، ناهيك عن التكاليف الباهظة لذلك، وعدم توفر كافة المواد الطبية المطلوبة كالمواد المخدرة.
ويختم أن ذلك يؤدي في بعض الحالات إلى حصول إعاقات دائمة لدى المصابين بسبب عدم إجراء العمليات اللازمة بالوقت المناسب.
نسير في شوارع الغوطة فلا نرى أي سيارة، نقترب أكثر لنسأل يأتي الرد أن سكان الغوطة تخلوا مجبرين عن استخدام السيارة والحافلة، ولجؤوا إلى الدراجات الهوائية أو حتى “الطنبر” وهو عبارة عن عربة يجرها حصان أو حمار في تنقلاتهم، كما أن الكثير من السكان باتوا يقطعون المسافات التي تصل البلدات المختلفة سيراً على الأقدام لقضاء حاجياتهم.
الجوع والمرض
ولكي تكتمل فصول المعاناة، كان لا بد من أن تتوقف مضخات المياه عن توصيلها للمنازل، ليتجه الأهالي لحفر الآبار بحثاً عن المياه الجوفية، وكذلك شراء المياه بكميات قليلة لقضاء الحاجات الضرورية.
ولا يخفي بعض سكان الغوطة اليوم خيبة أملهم بمن يفترض بهم حمايتهم أو العمل على تأمين متطلباتهم، وذلك وفق الناشط أبو أنس المقيم في مدينة دوما.
ويقول أبو أنس، في حديث للجزيرة نت، إن الناس اليوم أصبحت تحت رحمة بعض التجار الذين سارعوا بإخفاء مخزونهم من المواد الغذائية مستغلين الحصار الخانق على الغوطة، ومتسببين بارتفاع كبير بالأسعار، متوقعاً ردة فعل عنيفة من الأهالي تجاه “تجار الحروب” كما أسماهم.
كما أن سكان الغوطة اليوم يترقبون “رداً حاسماً على الحصار” من ألوية وكتائب الجيش الحر العاملة بالغوطة، وفق أبو أنس. ويخلص إلى أن الناس هنا بدأت تحس بالضيق، فهم يموتون جوعاً ومرضاً. ولا يريدون الخروج أو النزوح إلى دمشق، وإنما فقط يريدون الحصول على أدنى متطلبات الحياة.
دير أثري بصيدنايا يتحول لثكنة عسكرية للنظام السوري
“رنكوس” توجه نداء للفاتيكان لوقف استخدام النظام للمسيحيين كدروع بشرية
دمشق – جفرا بهاء
حوّل النظام السوري دير الشيروبيم الأثري في صيدنايا إلى ثكنة عسكرية تنشر الموت والدمار.
وحصلت العربية نت على فيديو للدير يظهر تمركز الدبابات فيه، وهي تقصف البلدات المجاورة للدير، وتأتي بلدة رنكوس في أول قائمة البلدات التي تتلقى قصف النظام.
وبحسب “أسعد.م” عضو تنسيقية رنكوس فإنه من الصعب تصوير الدير بسبب شدة القصف الذي يخرج منه باتجاه رنكوس، ويُعد تصوير الفيديو مخاطرة كبيرة لمن أخذ على عاتقه عملية التوثيق.
وتبدو تنسيقية رنكوس والبلدات المجاورة كالمستغيث من الرمضاء بالنار، لأن الحر غير قادر على رد الهجوم بدون أن يتسبب بدمار للدير وبالقتل لعدد من سكان صيدنيايا حسبما أكد أسعد.
من جانبها، علقت كاترينا التلي، وهي ناشطة مسيحية من صيدنايا قائلة: “أيها النظام السوري ارفع يديك عن الكنائس والأديرة في سوريا”.
وشجب بيان وقعه سوريون محاولات النظام تدمير مستقبل مسيحيي سوريا واستغلال أماكن العبادة المسيحية في حربه ضد الشعب السوري في محاولة منه لخلق الفتنة الطائفية بين أبناء سوريا، وقد جاء في البيان “ندين نحن الموقعين أدناه وضع النظام السوري للدبابات وغيرها من الآليات الثقيلة في دير الشيروبيم بالقرب من مدينة صيدنايا في ريف دمشق ذات الأغلبية السكانية المسيحية وتزويد شبيحته بآليات القنص واستخدامه لها ضد أبناء المنطقة المجاورة لمدينة صيدنايا، وخاصة بلدة رنكوس التي ينتمي أبناؤها للدين الإسلامي وإعطاء الأوامر المباشرة لشبيحته بضرب المناطق المجاورة لبلدة صيدنايا في محاولة منه لخلق الفتنة الطائفية بين السكان المسلمين والمسيحيين”.
كما يؤكد أسعد أن عقلاء المنطقة يعملون على تهدئة النفوس، ويؤكدون أن النظام نجح في كثير من المناطق في إشعال فتنة طائفية، ولكنهم يحاولون جهدهم ألا ينجح في البلدات المجاورة لصيدنايا.
بيانات احتجاج سلمية
وحصلت “العربية نت” على النداء الذي سيقدم اليوم الاثنين 18/11/2013، من طرف أهالي البلدات المجاورة للدير وهو موجه إلى “الفاتيكان وكل المنظمات والهيئات والفعاليات الدينية والسياسية والحقوقية والإنسانية وإلى دول أصدقاء سوريا”، ويؤكد النداء أن النظام السوري “يجعل من أهالي مدينة صيدنايا ذات الغالبية المسيحية دروعاً بشرية له بادعاءاته الكاذبة لحماية الأقليات”، و”مخطط النظام يهدف إلى تشويه صورة التعايش التاريخي بين المسلمين والمسيحيين وبث الفتنة والفرقة بين الطوائف السورية”.
ويطالب النداء أصدقاء سوريا والمنظمات والهيئات الدينية والسياسية بـ”الضغط على النظام لسحب قواته من دير شيروبيم في صيدنايا لتبقى سالمة وآمنة بعيدة عن كل أذى وتخريب .وبعيدة عن متناول يد النظام وألاعيبه، والعمل بالسرعة القصوى للضغط على النظام عبر الطرق الدبلوماسية المتاحة للكف عن استخدام المسيحيين دروعا بشرية ودينية لغطرسته وتنفيذ مخططاته الإجرامية”.البلدة المسيحية الوحيدة بالمنطقة
ويؤكد أسعد أنه منذ اليوم الأول الذي احتلت فيه قوات النظام السوري الدير بدأ القصف على بلدة رنكوس ما أدى إلى مقتل عدد من السكان وامرأة وحفيدها الذي لم يتجاوز العشر سنوات.
ولم تسلم قرية “تلفيتا” من القصف، كما أن نيران دبابات الأسد تستهدف مزارع رنكوس ما يؤدي لاحتراقها تدريجياً، ومع الهواء القوي في تلك المنطقة فإن هذه النيران مرجحة لأن تأكل الأخضر واليابس والمنازل والناس بسرعة إن لم يتم تدارك الوضع.
ويشدد أسعد على ضرورة التنويه إلى أن صيدنايا هي البلدة المسيحية الوحيدة في المنطقة، وهي محاطة ببلدات ذات غالبية مسلمة، وإن بقي الأمر على ما هو عليه ولم يتخذ المجتمع الدولي والمنظمات المدنية أي فعل حقيقي فإن الخوف من الموت سيدفع بأهالي المنطقة إلى حرب داخلية فيما بينهم.
نيويورك تايمز: واشنطن تتخوف من مخاطر نقل كيمياوي سوريا
مسؤول أميركي: ما من أحد مستعد لإرسال قوات عسكرية لسوريا لحماية هذه المواد
دبي – قناة العربية
أثارت خطة منظمة حظر الكيمياوي لنقل المخزون السوري للخارج، والتي تم الإعلان عنها مؤخراً، مخاوف كثيرة في واشنطن، حسب ما أكدته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
وتتعلق هذه المخاوف بنقل الأسلحة الكيمياوية السورية على طرقات تقع في أرض المعارك بسوريا، وتحميلها في سفن، في ظل عدم إيجاد بلد يستضيف هذه البواخر وحمولاتها.
وذكرت الصحيفة أن عملية النقل هذه سيتم تأمينها بالكامل من قبل الجيش السوري النظامي.
ونقلت الصحيفة عن خبراء أمنيين ومسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية قولهم إن الشحنات ستكون ضعيفة أمام الهجمات المحتملة عليها، وهي في طريقها الى السفن.
كما نقلت عن مسؤول أميركي كبير قوله، رداً على سؤال عن إمكانية تعرض قوات المعارضة المرتبطة بالقاعدة أو قوات مؤيدة للرئيس الأسد لتلك الشحنات: “تلك هي المشكلة.. لم يحاول أحد القيام بمثل هذه العملية في مكان يشهد حرباً أهلية.. وما من أحد على استعداد لإرسال قوات عسكرية على الأرض بسوريا لحماية هذه المواد الكيمياوية.. بمن فيهم نحن (الأميركيين)”.
مقتل 56 عسكرياً و4 ضباط في تفجير إدارة المركبات بحرستا
الجيش الحر فجر المبنى العسكري في ريف دمشق بالكامل عبر زرع قنبلة في نفق سري
دبي – قناة العربية
قالت تنسيقيات الثورة السورية إن 60 جنديا من جيش النظام السوري قتلوا في انفجار قاعدة عسكرية قرب دمشق.
وذكر الجيش الحر أنه فجر مبنى إدارة المركبات العسكرية في حرستا بريف دمشق ودمره بشكل كامل، ونقل ناشطون على مواقع الإنترنت صورا قالو إنها لعملية استهداف مبنى إدارة المركبات من دون أن تتمكن العربية من التحقق من صحة التسجيل.
ووصف مقاتلو الجيش الحر استهداف مقر إدارة المركبات في منطقة حرستا بريف دمشق بالعملية النوعية الصادمة.
وأودت العملية بحياة العشرات من قوات النظام، بالإضافة إلى مقتل 4 ضباط كبار، بينهم ثلاثة عمداء واللواء أحمد رستم نائب قائد إدارة المركبات.
القنبلة وضعت في نفق سري
المعطيات الأولية، وبحسب مصادر المعارضة، تشير إلى أن القنبلة وضعت إما داخل المبنى وإما في أسفله، وتحديدا عبر نفق حفر سرا تحت مبنى الإدارة في إشارة إلى أن مقاتلين معارضين تمكنوا من التسلل إلى داخل القاعدة العسكرية.
وسبق أن تعرض مبنى إدارة المركبات إلى الكثير من العمليات العسكرية التي استهدفته، ولا سيما أنه يقع في منطقة تعتبر ساخنة بحسب مقايس الاشتباكات في سوريا، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تدمير المبنى بالكامل.
ولم تقتصر إنجازات الجيش الحر عند تفجير مبنى الامن العسكري، بل تمكنت ايضا وفي وقت سابق من إسقاط ثلاث طائرات حربية كانت تستهدف بالبراميل المتفجرة حي صلاح الدين في حلب.
فيما نقلت تنسيقات الثورة السورية معلومات عن مقتل قائد لواء التوحيد في حلب جراء استهداف طيران النظام لاجتماع جمعه مع قياديين في لواء التوحيد في مدرسة المشاة المحررة بريف حلب.
الجيش الحر تمكن أيضا من قتل عشرين عنصرا من قوات النظام بعد عملية تمكن فيها الثوار من التسلل إلى قرية تل عرن قرب السفيرة بريف حلب والتي سيطرت عليها قوات النظام منذ عدة أيام.
وفاة القائد الميداني “حجي مارع” تبكي السوريين وتوحدهم
عبد القادر الصالح تعرض لمحاولات اغتيال وخصص النظام 200 ألف دولار لمن يقتله
دمشق- جفرا بهاء
انتشر خبر وفاة عبد القادر الصالح قائد العمليات العسكرية بلواء التوحيد الحلبي بسرعة مذهلة على صفحات السوريين، وبدوا غير مصدقين للخبر، متمنين أن يظهر من يكذب الخبر، لكن “لواء التوحيد” أكد الخبر ونشر على صفحته خبراً مختصراً يعزي فيه السوريين بوفاة “حجي مارع” وهو الاسم الذي يحب السوريون أن يسموه به.
ربما تكون وفاة الصالح سببا لحزن كبير فاض من صفحات السوريين الفيسبوكية، ولكن الحدث نفسه الذي أحزنهم عاد ووحدهم، حيث نعاه الجميع، من كل التوجهات؛ سواء كانت إسلامية أو علمانية.
وكتبت كاتبة السيناريو السورية يم مشهدي على صفحتها: “ووقت بيرثي العلمانيين وحتى الملحدين قائد اسلامي .. وقتها بتعرف مين هو عبد القادر الصالح”.
الفيسبوك السوري يفيض بصوره
فاضت صفحات الفيسبوك السورية وفي عدة دقائق بصورة الصالح، حيث أصبح تغيير صور البروفايلات واحداً من تقاليد الفيسبوك لدى السوريين، ولكن الغريب هنا أن الصورة التي احتلت الصفحات هي صورة “حجي مارع”.
كتب Aboud Saeed: “حجي مارع كنا نتباهى بيك”، وعلق الناشط الحلبي Mustafa Alaziz: “إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا على فراقك يا أبا محمود لمحزونون.. أي والله كتير محزونون يا حجي.. “.
ولعل ما كتبه Souhaib Hussein يعطي صورة عن مدى الحزن والأسى لوفاة الصالح: “حجي مارع.. ابكوا فالبكاء شرف لكم اليوم.. ابكوا فهذا رجل يُبكى.. ابكوا فأنتم منذ اليوم أيتام.. ابكوا حد التعب.. حد اللطم.. حد القهر.. ابكوا فدموعكم اليوم أطهر.. أصدق.. أعظم”.
وكتبت صبية من اللاذقية “ي.ك”: “لاء يا ربي.. خلي الحجي معنا كرما للرسول.. حدا يقول انو الخبر كزب مشان الله”.
كاريزما القائد
ولقب الصالح بـ”حجي مارع” لأنه من بلدة حلبية اسمها مارع، ويستخدم لقب “حجي” في سوريا كنوع من أنواع الاحترام والود الشديد، وكان قبل بداية الثورة يعمل في تجارة الحبوب والمواد الغذائية.
ويأتي موت الصالح وتأثيره الكبير على السوريين ليعيد إلى الأذهان أبو فرات القائد الميداني الذي أبكى ووحد السوريين حين قتل قبل أشهر.
والصالح من أوائل المنظمين للنشاط السلمي والمظاهرات في مارع، وانتقل إلى العمل المسلح بعد بداية الثورة بشهور، ومن ثم اختير ليكون قائد الكتيبة المحلية في بلدة مارع، ثم اختير ليقود مجموعة من الكتائب العسكرية للقتال في الريف الشمالي لحلب تحت اسم “لواء التوحيد”.
ويتمثل دور الصالح في هذا اللواء بقيادة العمليات العسكرية فقط، أما قائد اللواء فهو عبد العزيز سلامة.
وعُرف عن عبد القادر الصالح تمتعه بكاريزما عالية، وشعبية كبيرة في محافظة حلب، ومن أقوال الصالح المشهورة أن “الدولة الإسلامية لن تفرض على سوريا بقوة السلاح أبداً”، وذلك على الرغم من توجهاته الدينية.
موقف مهم.. ومكافأة كبيرة للقاتل
وللصالح مواقف مشهورة كان أهمها وأكثرها صدى هي مؤازرته للقصير في الوقت الذي امتنعت العديد من الكتائب حينها عن الذهاب للقصير.
وتعرض الصالح إلى أكثر من حادثة اغتيال، كما أن النظام السوري وضع مكافأة مالية وقدرها 200 ألف دولار لمن يعتقله أو يقتله.
تذكر صفحة “تحرير سوريا” أن عائلة الصالح بقيت في مارع إلى فترة قريبة، حتى أنه في أحد زياراته إلى المدينة قام بحفر قبر له هناك وأوصى بأن يدفن فيه.
توفي الصالح في أحد مستشفيات غازي عينتاب بتركيا بعد تعرضه لجروح جراء غارة استهدفته مع قادة آخرين أثناء تواجدهم بمدرسة المشاة في حلب.
استمرار المساعي لعقد مؤتمر “جنيف 2“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين إنه يأمل في إمكانية عقد مؤتمر جنيف 2 في غضون شهر لإنهاء الصراع في سوريا. وفي الأثناء، وصل نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد برفقة مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان إلى العاصمة الروسية موسكو للتشاور بشأن المؤتمر.
واوضح بان كي مون في مؤتمر صحفي مع رئيسة ليتوانيا داليا جريباوسكايتي، في العاصمة الليتوانية فيلنيوس الاثنين، أنه يأمل أن يمكن عقد مؤتمر لإنهاء الحرب في سوريا في غضون شهر.
وأضاف “أنا غير قادر على إعلان أي موعد الآن.. هدفنا أن يكون ذلك بمنتصف ديسمبر”.
وأوضح أن المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، سيسعى للتوصل إلى موعد لانعقاده خلال لقائه المرتقب مع مسؤولين روس وأميركيين في الخامس والعشرين من نوفمبر الجاري.
يشار إلى أن مصادر سورية من الحكومة والمعارضة رجحت عقد مؤتمر جنيف في الثاني من ديسمبر المقبل.
وقد وصل نائب وزير الخارجية السوري إلى موسكو لإجراء محادثات، في الوقت الذي تدفع فيه الولايات المتحدة وسوريا الأطراف المتقاتلة في سوريا إلى طاولة المفاوضات في جنيف.
وشوهد المقداد لدى وصوله إلى مقر وزارة الخارجية الروسية برفقة بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد للشؤون الإعلامية والسياسية.
ذكرت وكالة انترفاكس الروسية أن الوفد السوري سيجري مشاورات بشأن التحضير لمؤتمر جنيف 2.
ونقلت الوكالة عن ممثل للائتلاف الوطني السوري المعارض أن دبلوماسيين روس قدموا دعوة لممثلي الائتلاف الوطني للحضور إلى موسكو للتشاور.
من ناحية ثانية، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الاثنين اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني حسن روحاني وأبلغه خلاله أنه يعتقد أن هناك “فرصة حقيقية” لحل المواجهة الدولية بشأن برنامج طهران النووي.
وقال الكرملين إن بوتن وروحاني ناقشا أيضاً الصراع في سوريا وأبديا دعمهما لجهود عقد مؤتمر دولي للسلام لإنهاء الحرب في سوريا.
مقتل جنود في كمين ببصرى الشام
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
سقطت قذيفة، الاثنين، في محيط مقر للجيش السوري بدمشق في وقت استمرت المعارك بين الأطراف المتنازعة في مناطق عدة، بينها درعا حيث أفيد عن مقتل جنود بكمين لمسلحين من المعارضة.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قذيفة هاون سقطت في محيط مقر أركان الجيش قرب ساحة الأمويين وسط العاصمة، دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين أو العسكريين.
وفي القلمون، ذكر ناشطون أن مدفعية القوات الحكومية استهدفت لليوم الثالث على التوالي بلدة قارة، وسط محاولات لتلك القوات مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني اقتحام البلدة.
ويحاصر الجيش السوري قارة الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا إلى الشمال من دمشق، ما دفع قرابة ألف عائلة إلى الفرار صوب الحدود اللبنانية، حسب ما ذكرت الأمم المتحدة.
في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات وصفها المرصد السوري لحقوق الإنسان بالـ”عنيفة” بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة في محيط سجن غرز قرب مدينة درعا جنوبي البلاد.
وذكر المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له، أن مسلحين من المعارضة قتلوا 4 جنود من الجيش السوري في كمين في بلدة بصرى الشام.
وكان مسلحو المعارضة قتلوا الأحد 31 جنديا على الأقل في هجوم استهدف مقر في إدارة المركبات في حرستا على مشارف، حسب المرصد الذي أشار إلى أن المبنى سوي تماما بالارض بسبب الانفجار.
وفي حلب حيث أفيد الأحد عن وفاة قائد لواء التوحيد متأثرا بجروح كان قد أصيب بها في غارة جوية، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن القوات الحكومية نجحت في تحقيق مزيد من التقدم على حساب المعارضة.
وفي حين أكدت الوكالة أن تلك القوات سيطرت على المزيد من المناطق على المدخل الجنوبي الشرقي المؤدي إلى حلب، بث ناشطون فيديوهات تظهر محاولة فصائل المعارضة تعويض الخسائر الميدانية.
وأوضحت اللقطات المصورة أن المعارضين يواصلون الهجوم على قاعدة اللواء 80 بالقرب من مطار حلب التي استعادها الجيش السوري الأسبوع الماضي بعد معارك استمرت لأيام عدة.
الناطق باسم الائتلاف السوري: زيارة موسكو لو تمت ستكون لتقصي الحقائق حول الموقف الروسي
روما (18 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية أنه لم يتخذ بعد قرارا بزيارة موسكو، منوها بأن الزيارة تهدف فقط لتقصي الحقائق حول الموقف الروسي اليوم بشأن الازمة السورية
وقال الناطق باسم الائتلاف لؤي صافي لوكالة (آكي) الإيطالية “إن الموقف الروسي الرسمي لم يتغير، ولكن الائتلاف ينظر الآن في مسألة إرسال وفد لتقصي الحقائق ومعرفة أين يقف القرار الروسي اليوم، لكن قرار زيارة موسكو لم يُتّخذ بعد” حسب قوله.
وشدد الصافي عضو الهيئة السياسية في الائتلاف على أنه لن يتم أي لقاء مع أي وفد يمثل النظام السوري فيما لو قرر الائتلاف زيارة موسكو، وقال “لن يكون هناك أي لقاء مع أي ممثل عن النظام بأي شكل، ولن يبدأ الائتلاف أي مفاوضات قبل اكتمال الترتيبات التي حددها في بيان اجتماع الهيئة العامة بخصوص جنيف2، والتي تشترط قبول النظام وحلفائه ببيان جنيف1، إضافة إلى توفير ممرات إنسانية والإفراج عن المعتقلين” وفق تأكيده
وكان رئيس الائتلاف أحمد الجربا قد أعلن موافقة المبدئية لتلبية دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لزيارة موسكو على أن يتم البحث في تحديد موعد لها في وقت لاحق، بعد أن اعتذر الجربا عن تلبيتها بالتزامن مع زيارة وفد يمثّل النظام السوري إلى العاصمة الروسية
ويتواجد في موسكو وفد جكومي سوري مؤلف من مستشارة الرئيس بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومسؤول الشؤون الأوربية في وزارة الخارجية السورية أحمد عرنوس لإجراء محادثات حول مؤتمر جنيف2 الذي من المتوقع أن ينعقد في منتصف الشهر المقبل
مقتل عبد القادر صالح القيادي البارز بالمعارضة السورية المسلحة
أعلنت جماعة لواء التوحيد السورية المعارضة وفاة قائدها عبد القادر صالح، متأثرا بإصابته في غارة للطيران الحكومي على مدينة حلب الأسبوع الماضي.
ويعد لواء التوحيد من أبرز فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، ويعتقد أنه يضم أكثر من 10 آلاف شخص، بقيادة عبد القادر صالح، الذي كان في سن الثلاثين، وكان يعمل قبل وفاته على حشد المقاتلين في حلب لمواجهة تقدم القوات الحكومية.
وقال المتحدث باسم الجماعة، أكرم الهلبي، إنه تم تعيين عبد العزيز سلامة لخلافة صالح في قيادة الجماعة.
وتلقت المعارضة المسلحة ضربات موجعة في الفترة الأخيرة، في هجمات شنتها القوات الحكومية، التي تحاول استعادة العديد من المواقع قرب العاصمة دمشق ومدينة حلب تحديدا.
وفي وقت سابق، قال صالح في حديث لقناة تلفزيونية معارضة: “لن نسمح لإيران وحزب الله التقدم إلا على جثثنا”.
وكان صالح، وهو تاجر من ريف حلب، قد وحّد عشرات الجماعات المسلحة المعارضة لتكون لواء التوحيد.
وانضم لواء التوحيد إلى البيان المشترك الذي أصدرته فصائل المعارضة السورية المسلحة تدعو فيه إلى التجييش من أجل التصدي للقوات الحكومية التي تعد للسيطرة على مدينة حلب.
ورأى ناشطون معارضون هذا البيان دليلا على وعي المعارضة المسلحة بخطورة أن تجتاح قوات النظام مدعومة بمليشيات مدينة حلب وتحكم سيطرتها عليها.
وساءت العلاقات بين لواء التوحيد وجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، المرتبطة بتنظيم القاعدة، واندلعت اشتباكات بينهما في الأشهر الماضية شمالي سوريا، كما اندلعت اشتباكات بين جماعة النصرة، والجيش السوري الحر.
وعمقت الحرب الدائرة في سوريا الشقاق بين الشيعة والسنة، حيث أن دول الخليج العربية وتركيا تدعم المعاضة المسلحة السنية بينما تساند إيران وحزب الله اللبناني نظام الرئيس بشار الأسد، الذي ينتمي إلى طائفة شيعية.
وتجد الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي تساند المعارضة في سوريا، نفسها في موقف حرج بسبب تزايد نفوذ جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، على غرار دولة الإسلام في العراق والشام، وجماعة النصرة.
وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، قال في خطاب الخميس الماضي، إن “عناصر حزبه المقاتلين سيبقون في سوريا، ما تطلب الأمر بقاءهم”.
BBC © 2013
من هو عبد القادر الصالح القائد العسكري للواء التوحيد؟
بحسب المعلومات الأولية التي تم تداولها لقد تم استهداف عبد القادر الصالح لدى اجتماعه بعدد من قادة لواء التوحيد في مدرسة المشاة في منطقة ريف حلب، حيث تم قصف المدرسة المذكورة من قبل سلاح الطيران السوري. وبعد إصابته تم نقله إلى الأراضي التركية وإلى غازي عنتاب تحديدا ليتم إسعافه، وبعد ذلك يقال أنه تم نقله جوا إلى أنقرة لخطورة إصابته، إلا أنه ما لبث أن توفي متأثرا بجروحه.
“نعت قيادة لواء التوحيد قائدها العسكري حجي مارع” أو “أبو محمود” لمن عرفوه وواكبوه هو أحد أبرز وجوه الحراك العسكري المعارض في سوريا. وقد تطور الرجل من تنظيم المظاهرات السلمية في بدايات الحراك السوري المعارض، إلى قيادة بضعة رجال في قريته مارع، ثم إلى قيادة عدة كتائب وبعدها إلى قيادة ما أصبح يعرف بلواء التوحيد في حلب ومنطقتها. علما أنه قبل الانخراط في العمل ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد كان الصالح يعمل في تجارة الحبوب والمواد الغذائية.
في ظهوره العلني الأخير منذ 5 أيام على جبهة اللواء 80 على أطراف مدينة حلب، حث عبد القادر الصالح جنوده على القتال والثبات في وجه الحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري النظامي في حلب وريفها منذ عدة أيام والتي وصلت إلى أوجها في السفيرة، تل عرن وفي عملية استرداد اللواء 80 من المعارضة المسلحة.
لا يتعدى عمر عبد القادر الصالح الـ 33 عاما، إلا أنه صقل لنفسه كاريزما جمعت العديد من الكتائب حوله. إذ أنه من القلة القليلة التي تجتمع على محبتها كل الفصائل المقاتلة المعارضة في سوريا بالرغم من الخلافات القائمة. فهو كأبو فرات قبله، والذي قتل هو الآخر في الساعات الأولى لسقوط مدرسة المشاة عينها بيد المعارضة المسلحة، شخصية جامعة ومعروفة بإخلاصها وبنزاهتها في الوسط السوري المعارض. وهو كان متدينا ومن دعاة إقامة دولة إسلامية معتدلة، إلا أنه أكد في عدة مناسبات أن “الدولة الإسلامية لن تفرض على سوريا بقوة السلاح”
عبد القادر الصالح كان من القلائل الذين توجهوا لمؤازرة المقاتلين في القصير عندما كانت المعركة في أوجها وبينما رفضت الفصائل الأخرى الدخول في المعركة. تعرض الرجل لأكثر من محاولة اغتيال حتى أن النظام السوري وضع مكافئة مالية قدرها 200 ألف دولار لمن يعتقله أو يقتله.
كان الرجل معروفا ببساطة عيشه وبتواضعه، حتى أن عائلته مكثت في مسقط رأسه مارع إلى فترة ليست ببعيدة. ويقال بحسب أبناء البلدة أن صالح في زيارته الأخيرة طلب أن يحفر قبره وأوصى بأن يدفن في مارع.
لواء التوحيد من أولى التشكيلات الكبيرة التي وحدت الفصائل المقاتلة في منطقة حلب وريفها. كان اللواء أول من دخل مدينة حلب التي تأخرت في دخول معترك الحرب السورية. وتجلت قوة اللواء في معارك أحياء صلاح الدين والصاخور وسيف الدولة حيث بدأ يلمع نجم عبد القادر الصالح، علما أنه القائد العسكري للواء وقائد عملياته بينما قائد اللواء الرسمي هو عبد العزيز سلامة.
ينضوي تحت راية لواء التوحيد أكثر من 10000 مقاتل يمتلكون تسليحا خفيفا ومتوسطا لا بأس به من رشاشات ثقيلة وقاذفات صاروخية مضادة للدروع متطورة والقليل من السلاح الثقيل المصادر من مخازن ومراكز الجيش السوري النظامي من ناقلات جند ودبابات. ما زال لواء التوحيد الفصيل الأقوى في مدينة حلب حيث يسيطر على أكثر من 70 في المئة من الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
ولعب اللواء، بفضل عبد القادر الصالح، دور الوسيط بين فصائل الجيش الحر والفصائل المتشددة، كما جرى في مدينة أعزاز بين لواء عاصفة الشمال والدولة الإسلامية في العراق والشام مؤخرا.
من ناحبة أخرى انخرط عبد القادر الصالح في جهود توحيد الفصائل الإسلامية. وقد اجتمع منذ أيام معدودة مع قادة كل من جيش الإسلام، حركة أحرار الشام الإسلامية وصقور الشام لهذه الغاية.
وسيم نصر