أحداث الاثنين 18 كانون الأول 2017
جماعات مسلحة تخلف «داعش» بينها «الرايات البيض» و «المتطوعون»
بغداد – «الحياة»
تعتقد أوساط سياسية عراقية بأن المجموعات المسلحة مثل «الرايات البيض» و»المتطوعون» و»خراسان» و»السفياني»، التي تنشط بين جنوب كركوك وشمال ديالى قد خلفت تنظيم «داعش» بعد هزيمته واضطراب العلاقة بين كردستان والحكومة الاتحادية. وحذر خبراء أميركيون من أنها لا تقل خطورة عن التنظيم. وتشن هذه الجماعات عمليات شبه يومية على نقاط تفتيش او مقرات للجبهة التركمانية في المحافظة.
لكن كركوك لا تبدو هدفاً رئيسياً للعنف بل قضاء طوزخرماتو التابع لمحافظة صلاح الدين، بالاضافة الى بلدات وقرى في سلسلة تلال حمرين، شمال ديالى.
ومع دخول القوات الإتحادية وفصائل من «الحشد الشعبي» الى القضاء، حيث الغالبية تركمانية شيعية، نزحت عن المدينة مئات العائلات الكردية التي تعرضت منازلها للحرق.
وبدأت وسائل الإعلام الكردية تنشر معلومات وصوراً عن تنظيم مسلح باسم «خوبخشة» (المتطوعون)، يدعو إلى العمل المسلح لـ «تحرير» كركوك وطوزخرماتو، ويعلن مسؤوليته عن استهداف القوى الامنية و «الحشد الشعبي». وهناك معلومات عن مجموعة باسم «الرايات البيض» تتنقل بواسطة الخيول والدراجات النارية والسيارات ذات الدفع الرباعي، يقودها سلفي كردي كان أحد عناصر «داعش» في الحويجة واسمه عاصي قوالي. ولم تصدر عن هذه المجموعة ولا عن مجموعات اخرى باسم «خراسان» و «السفياني» تصريحات او اعلانات تتبنى عمليات، ما يشير إلى أنها ليست مستقلة عن «داعش» وانما عناصر من التنظيم هربت من الحويجة قبل دخول الجيش العراقي اليها، وربما وجدت بيئة وحلفاء في الجبال الكردية، خصوصاً وسط جماعات سلفية كردية نشطت بعد الإستفتاء الكردي على الإنفصال عن العراق.
وكانت القوات العراقية أعلنت اعتقال عشرات ممن أكدت أنهم «دواعش» في كركوك. وترى اطراف سياسية أن التنظيمات الجديدة مرتبطة بمساعي حكومة كردستان لزعزعة الأوضاع في المناطق المتنازع عليها. وقال القيادي التركماني النائب جاسم محمد جعفر، في تصريحات ان هذه الجماعات خطفت 11 شخصاً من على الطريق بين قضاءي الطوز وداقوقو وهي «ممولة من مؤسسات رسمية كردية».
ورفضت «البيشمركة» هذا الاتهام، مؤكدة عدم ارتباطها بأي جماعة مسلحة تنشط في المناطق المتنازع عليها.
ويبدو ان خلطاً يحدث بين جماعة «المتطوعين الأكراد» ذات الطابع القومي و»الرايات البيض» التي يبدو انها من بقايا «داعش»، ولا يعرف هل هذان الطرفان اللذان ينشطان في مكان واحد ينسقان عملياتهما أم لا. وتؤكد مصادر محلية ان اسم «الرايات البيض» اطلقه السكان، وربما وسائل الإعلام على هذه المجموعة المسلحة، وانها قد تكون من بقايا فصائل كانت ناشطة في حوض حمرين وجنوب كركوك قبل ظهور «داعش»، مثل «الطريقة النقشبندية»، و»أنصار الاسلام»، توارت بعد إعلان التنظيم «الخلافة»، ومن ثم عادت الى نشاطها، وليس مستبعداً ان يعيد تنظيم «القاعدة» الذي انشق عنه «داعش» إحياء خلاياه في العراق.
ونقلت تقارير غربية عن خبراء أميركيين تحذيرهم من ان اعلان الانتصار على «داعش» سابق لأوانه محذرين من ان هذه الجماعة بدأت تنظم نفسها تحت أسماء مختلفة وهي لا تقل خطورة عن التنظيم الأم.
«الجيش الحر» يتبنى المسؤولية عن اغتيال نجل نائب سوري
دبي – «الحياة»
أعلنت «سرية أبو عمارة للمهمات الخاصة» التابعة لـ «الجيش السوري الحر» ليل أمس (السبت)، مسؤوليتها عن اغتيال نجل أحد أعضاء «مجلس الشعب» (البرلمان) السوري في مدينة حلب شمال البلاد.
ونقلت وكالة «سمارت» المحلية عن «السرية» قولها في بيان، إن عناصرها قتلوا «الشبيح محمد فرحو رمياً بالرصاص في حي المحافظة، والذي يشغل والده منصب نائب في مجلس الشعب، وعضو في لجنة المصالحة في المدينة».
وتنشط «سرية أبو عمارة» في حلب خصوصاً وتركز على عمليات الاغتيال وعمليات امنية الأخرى ضد قوات النظام، وكان آخرها تفجير حاجز بعبوة ناسفة في منطقة شيحان شمال المدينة الجمعة.
ونفذت المجموعة حملة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، قتل فيها خمسة ضباط من قوات النظام بتفجير سيارتهم بعبوة ناسفة على طريق طرطوس- حمص وسط البلاد.
الأسد يتهم المقاتلين المدعومين من أميركا بـ «الخيانة»
دبي، بيروت – رويترز، «الحياة»
اتهم الرئيس السوري بشار الأسد اليوم (الإثنين)، المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة في شرق سورية بـ «الخيانة»، ورحب بأي دور للأمم المتحدة في في الانتخابات «شرط أن يكون مرتبطاً بالسيادة السورية».
وقال الأسد خلال استقباله نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين في قاعدة حميميم السورية: «كل من يعمل لمصلحة الأجنبي وخصوصاً الآن تحت القيادة الأميركية أو أي بلد أجنبي في بلده وضد جيشه وضد شعبه هو خائن بغض النظر عن التسمية، وهذا تقييمنا لتلك المجموعات التي تعمل لمصلحة الأميركيين»، وفق «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا).
ورحب الأسد بأي دور للأمم المتحدة في الانتخابات طالما كان في إطار السيادة السورية، مؤكداً أن «أي شيء يتجاوز هذه السيادة مرفوض». وقال: «نستطيع القول إننا نرحب بأي دور للأمم المتحدة شرط أن يكون مرتبطاً بالسيادة السورية».
وحول مفاوضات جنيف ومؤتمر سوتشي الذي تعتزم روسيا تنظيمه، قال: «الفارق الأساسي بين جنيف وسوتشي الذي نعمل عليه مع الأصدقاء الروس يستند أولاً إلى نوعية الأشخاص أو الجهات المشاركة فيه، في جنيف الأشخاص الذين نفاوضهم لا يعبرون عن الشعب السوري، ولا يعبرون ربما حتى عن أنفسهم في بعض الحالات، الجانب الآخر هو أننا في سوتشي وضعنا محاور واضحة لها علاقة بالدستور وما يأتي بعده من انتخابات وغيرها».
وأشار إلى أن «الحرب على الإرهاب لم تنته بعد، وما زلنا نعيش الحرب ولكننا قطعنا خطوات مهمة فيها من خلال القضاء على المراكز الرئيسة لتنظيم داعش الإرهابي وهذا انتصار كبير».
واتهم فرنسا بأنها «كانت منذ البداية رأس الحربة في دعم الإرهاب في سورية ويدها غارقة في الدماء السورية ولا يحق لها تقييم أي مؤتمر للسلام… من يدعم الإرهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام».
– منشآت طاقة
ونقلت «وكالة الإعلام الروسية» عن روغوزين قوله بعد محادثات مع الأسد إن بلاده من دون غيرها ستساعد سورية في إعادة بناء منشآت الطاقة.
ونسبت وكالة «إنترفاكس» إلى روغوزين أيضاً القول إن روسيا وسورية ستؤسسان شركة مشتركة لاستغلال احتياطات فوسفات سورية.
القوات النظامية تطوّق الغوطة الغربية
لندن – «الحياة»
ضيّقت القوات النظامية السورية والجماعات المتحالفة معها الخناق على مناطق خاضعة لفصائل المعارضة في ريف دمشق الجنوبي الغربي المتاخم لريف القنيطرة الشمالي والحدود اللبنانية، وحققت تقدماً جديداً أمس، بعد سيطرتها على تل الظهر الأسود ووصولها إلى مشارف بلدة مغير المير. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن التقدّم رافقته اشتباكات متفاوتة العنف بين القوات النظامية وحلفائها من جهة، و «هيئة تحرير الشام» وفصائل إسلامية من جهة أخرى.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس، بأن القوات النظامية نفذت خلال الساعات الماضية «عملية عسكرية واسعة ضد أوكار إرهابيي جبهة النصرة جنوب وشرق تلتي الزيات والظهر الأسود وأحرزت خلالها تقدماً كبيراً عبر السيطرة على تل الزيات في الجهة الشرقية لقرية مغر المير». وأوضحت أن القوات النظامية «تابعت عملياتها العسكرية على المحور ذاته في اتجاه تل الظهر الأسود وسط انهيار في صفوف إرهابيي جبهة النصرة وفرارهم إلى مزرعة بيت جن». وكانت القوات النظامية تمكّنت خلال اليومين الماضيين من إحكام السيطرة على التلة البيضة والتل الأحمر وتل المقتول الغربي، شمال شرقي مزرعة بيت جنّ.
وأعترف موقع «عنب بلدي» المحسوب على المعارضة، بأن مغر المير تُعدّ ساقطة عسكرياً من جهات الشمال والشرق والجنوب. وأضاف أن ريف دمشق الغربي قد يشهد سيناريو مشابهاً لذلك الذي اتبعته القوات النظامية في منطقة وادي بردى وعين الفيجية في الريف ذاته، بدءًا بتقسيم المنطقة ووصولًا إلى اتفاق يخرج جميع المقاتلين وعائلاتهم.
وتواصلت عمليات القصف والاستهدافات المتبادلة بين الطرفين على محاور في ريف إدلب الجنوب شرقي وشمال شرقي ريف حماة، وواصلت القوات النظامية تقدّمها في المنطقة عقب سيطرتها على قرية تل الخنزير السبت. وأفادت «سانا» بأن القوات النظامية انتشرت في بلدة المشيرفة أمس، ورفعت العلم السوري فيها وواصلت تمشيطها وتثبيت بعض النقاط داخلها، فيما لفتت مواقع محسوبة على المعارضة إلى أن طائرات حربية يُعتقد أنها روسية، قصفت بقنابل الفوسفور سوقاً شعبياً في مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.
وفي محاولة للتخفيف من ضغط القتال، أطلقت فصائل المعارضة هجوماً جديداً شمال ريف حماة. ولفت موقع «عنب بلدي» إلى أن مقاتلين من «جيش العزة» التابع لـ «الجيش الحر» و «الحزب التركستاني»، شنّوا هجوماً على محور مدينة حلفايا، وتمكنوا من السيطرة على كل من قرية الزلاقيات وحاجز زلين.
سوريا: اشتداد معارك الغوطة ومقتل 23 من قوات النظام بينهم ضباط
غارات روسية على خان شيخون بقنابل النابالم
دمشق ـ «القدس العربي» ووكالات: اشتدت معارك الغوطة وسقط العشرات من قوات النظام السوري بينهم ضباط، خلال معارك مع فصائل المعارضة في ريف دمشق الغربي. كما قتل قيادي في «الدفاع الوطني» في مدينة حلب شمالي سوريا.
وقال مصدر في غرفة اتحاد قوات جبل الشيخ التابعة للجيش السوري الحر «قُتل 23 من عناصر القوات الحكومية بينهم العميد الركن عدنان بدور من مرتبات الفرقة السابعة ورئيس فرع المدفعية، والمقدم زياد خليل قائد سرية النيران، وأُصيب أكثر من 35 خلال المعارك على أطراف بلدة بيت جن في ريف دمشق الغربي».
وأضاف المصدر «دفعت القوات الحكومية والمسلحون الموالون لها بتعزيزات كبيرة في محاولة للسيطرة على منطقة بيت جن أو لإجبار الثوار لتسليم منطقة بيت جن». واعترفت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية بمقتل العميد الركن عدنان بدور والمُقدم زياد خليل خلال معارك بيت جن.
وقُتل 10 أشخاص، من عائلة واحدة، مساء أمس الأحد، جراء غارة جوية روسية على محافظة إدلب شمالي سوريا. جاء ذلك حسب مدير الدفاع المدني في إدلب، مصطفى حاج يوسف.
وقال حاج يوسف إن «مقاتلات روسية استهدفت بقنابل النابالم الحارقة بلدة خان شيخون جنوبي محافظة إدلب، مساء اليوم (أمس)».
وأوضح أن «القصف الجوي الروسي أسفر عن مقتل 4 أطفال و6 نساء من عائلة واحدة، والضحايا كانوا محترقين بالكامل».
ولفت إلى أن فرق الدفاع المدني نقلت المصابين الـ6 إلى المراكز الصحية القريبة، وأن هناك فرقا تواصل عمليات البحث والإنقاذ.
وفي مدينة حلب قال قيادي في المعارضة السورية إن «سرية أبو عمارة للمهام الخاصة التابعة للجيش السوري الحر قتلت مساء السبت القيادي في الدفاع الوطني محمد فرحو ابن عضو مجلس الشعب حسين فرحو». ونفذت سرية المهام الخاصة العديد من العمليات داخل مدينة حلب التي تسيطر عليها القوات الحكومية، ومن أبرزها تفجير مستودع للأسلحة في مقر فرع حزب البعث الحاكم في مدينة حلب.
من جهة أخرى انسحبت قوات النظام السوري من بلدة في ريف حماة بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة على جبهات عدة في وسط سوريا أمس الأحد. وقال مصدر ميداني يقاتل مع قوات النظام لوكالة الأنباء الألمانية أمس الأحد، إن «القوات الحكومية اضطرت للانسحاب من بلدة المشيرفة في ريف حماة الشمالي الشرقي خشية تكبدها خسائر بالأرواح والعتاد ليبدأ بعدها الطيران الحربي الروسي بشن غارات عنيفة على مختلف أنحاء البلدة، تمهيدا لمعاودة اقتحامها خلال الساعات القليلة المقبلة». وأكد المصدر «تمكنت القوات الحكومية من السيطرة بشكل كامل على قرية تل خنزير على محور مطار أبو الضهور جنوب مدينة إدلب بحوالى 60 كم».
سوتشي «منصة المنصات» ومؤتمر «الحصاد» الروسي
خبراء: معظم السوريين يفضلون غياب المعارضة عنه وروسيا طرف وليست وسيطاً
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: بينما تخطط موسكو لأن يكون مؤتمرها المرتقب أحد أهم مسارات الحل السياسي البديل لكل ما سبقه من مؤتمرات ولقاءات، ويكون سوتشي عوضاً عن كل المنصات السابقة التي يلتقي في كل منها مجموعة معارضة، مع فارق أن سوتشي حسب الرؤية الروسية ستضم كل الأطراف المعارضة منها والمؤيدة، يرى كثير من السوريين ان «سوتشي» لا يخرج عن كونه غرفة عمليات روسية مبرمجة تخطط لفرض خريطة طريق جديدة وفق رؤية تراعي المصالح الروسية بالدرجة الأولى.
حيث يتوقع من المخطط الروسي لسوتشي ان يكون عبارة عن احتضان المعارضة من قبل النظام، والموافقة على تشكيل «حكومة توافق» بحيث يتم ضم وزير للصناعة ووزير للثقافة وغير ذلك، وتنتهي القضية، لتنفي موسكو الصفة الثورية عن وفد المعارضة والثورة بالكامل، والظهور بمظهر مؤتمر «لحل الخلاف» ويتم ذلك عبر حكومة تضم أطرافاً جديدة من المعارضة.
الباحث في الشؤون التركية الروسية الدكتور باسل الحاج جاسم قال إنه لا بد من التأكيد انه حتى الآن لم تتبلور اي صورة حول ماذا يمكن أن ينتج عن هذا الحوار في حال تم بالفعل، حيث أن اجتماع سوتشي كان فكرة طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدها قام أكثر من مسؤول روسي في الخارجية لتوضيح المقصد والأهداف من ورائها، حتى التسمية أثارت جدلاً عندما تم الحديث عن «شعوب سورية»، إلى أن وضع حد لذلك مبعوث بوتين الخاص إلى سوريا الكسندر لافرينتيف، عندما قال إن التسمية الأصح لهذا الاجتماع «مؤتمر الحوار الوطني السوري»، ثم نشر قوائم للجهات المدعوة للحضور على موقع وزارة الخارجية الروسية، لتقوم بحذفها لاحقاً، وهو ما اعتبر سابقة في تاريخ هذه المؤسسة العريقة، بالإضافة لكل ما سبق الاعتراض التركي، والفصائل العسكرية المعارضة على مشاركة الأطراف الكردية الانفصالية (الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني) المصنف إرهابياً في تركيا والناتو.. ثم تحديد تاريخ لهذا الاجتماع لاحقاً تم الغاؤه، ثم تأجيله.. والى اليوم لا توجد أجندة واضحة للقاء سوتشي المرتقب، سوى «الحوار السوري-السوري».
على الرغم من التدخل العسكري الروسي القوي في سوريا طوال العامين السابقين، الا ان روسيا ما زالت تفتقر إلى تفعيل اي دور سياسي قوي، حيث رأى المتحدث في لقاء مع «القدس العربي» ان موسكو باتت تواجه تحدياً من نوع آخر هذه المرة، سياسياً و ليس عسكرياً، من هذه الزاوية تعاونت موسكو سياسياً وعسكرياً مع دول إقليمية في المنطقة بهدف دعم موقفها السياسي الضعيف، باعتبار أن شقاً ليس بالقليل من الشعب السوري يعتبرها دولة محتلة، لذلك رأينا كيف تعاونت مع الرياض واثنت على جهودها في تشكيل وفد موحد للمعارضة يضم جميع المنصات ليشارك في محادثات جنيف، وكذلك عبر محادثات أستانة التي نظمتها موسكو بالتعاون مع تركيا بداية ثم تم ضم إيران كطرف ضامن بعد جولتها الثالثة (لما تملكه من قوات على الأرض السورية وحتى لا تضع العصي في عجلات اي اتفاق روسي – تركي)، واستطاعت الدول الثلاث تهدئة الوضع في سوريا إلى حد ما.
خيارات المعارضة
تعتبر الأبواب أمام وفد المعارضة صعبة تقريباً، كونها لا تملك أوراق قوة ميدانياً على الأرض لكن، لديها رصيد وطني وحقوقي ومطالب وطنية مشروعة كبيرة لتفاوض عليها، لكنها مضطرة للتماشي مع الرغبات الدولية، وتبقى ورقة مهمة بيدها وهي انها الممكن ان تتغيب عن سوتشي كي تحرم روسيا من اضفاء الشرعية على مقرارات المؤتمر المقررة سلفاً.
الخبير السياسي المعارض «محمد العطار» قال لـ «القدس العربي»: يجب ان لا ننسى ان روسـيا التي تخـطط ان يـكون سوتشي نهاية المأساة السـورية، هي طرف في الصراع السوري، وهي دولة محتلة كما لها وجود عسكري قوي، وخدمت النظام في المحافل الدولية ضد المعـارضة، لذلك لا يمكن اعتبارها دولة حيادية ولا يمكن ان تكون دولة وسيطة بين طرفين لانها فعلياً هـي طـرف من هـذه الأطـراف.
المعارضة في رأيه هي تقريباً فاقدة للحاضنة الشعبية
فالمعارضة في رأيه هي تقريباً فاقدة للحاضنة الشعبية، والسوريون لا ينظرون الا إلى النتائج، ففي حال كانت النتائج إيجابية، فإنه سوف يعترف بالوفد المفاوض ويعتبره ممثلاً حقيقياً له، على عكس ما هو متوقع من سوتشي ونتائجه، والورقة الوحيدة الموجودة مع المعارضة هي غيابه عن المؤتمر وغيابه يعني ايقاف للخسارة، ووقف الخسارة بحد ذاتها ربح. وفق تعبيره.
أما الخبير في العلاقات الدولية «باسل الحاج جاسم» فقال انه من الصعب الحديث عن خيارات المعارضة لأننا امام أكثر من معارضة وهي تضم منصات كل واحدة لها أجندة بالحد الأدنى تراعي مصالح الشعب السوري، وبعض أطرافها لا يمثلون أكثر من أنفسهم، بالإضافة للمعارضة العسكرية التي تضم الفصائل والتي هي صاحبة الكلمة على الأرض وفي حال اتفاقها مع اي طرف يجعل المعارضة السياسية أو المنصات خارج اللعبة تماما.
لا شك انه من المبكر انتظار اي شي من سوتشي سوى انه منبر حواري ضمن خريطة طريق تمشي فيها روسيا، التي ترى انها عملت كل ما يلزم عسكرياً وأن الأوان للانتقال إلى العمل السياسي، وهنا يجب أن تظهر قدرات موسكو الدبلوماسية في تطبيق رؤيتها، وهذا يجعلها امام امتحانين الأول مدى جديتها في الرغبة بالوصول لحل شامل مستدام والامتحان الثاني مدى قدرتها على التأثير على الأطراف المحسوبة على موسكو داخل الأرض السورية.
حيث رأى الخبير المهتم في الشؤون التركية الروسية، ان موسكو استفادت استفادة كبرى من عدم رغبة الولايات المتحدة في التدخل بشكل واضح في سوريا، لذلك نلاحظ أن جميع المحادثات الدولية والإقليمية التي تبحث الملف السوري هي بمبادرات روسية، من جنيف إلى أستانة مرورا (بميونيخ وفيينا لم يكتب لها الاستمرار) والان وصولا إلى سوتشي حيث موسم الحصاد الروسي.
فيما توقع مصدر من وفد المفاوضات فضل حجب اسمه، ان سوتشي يهدف اولاً إلى فرض وجود إيران كدولة ضامنة، فيما السواد الأعظم من السوريين لا يرون في إيران ولا روسيا الا دولاً محتلة قد ناصبت الشعب السوري العداء، وأضاف أكاد ان اجزم ان «الرأي العام بالكامل للشعب السوري هو رفض سوتشي ورفض اي تمثيل من المعارضة فيه».
اشتداد المعارك في ريف حماة والمعارضة تنشئ غرفة عمليات مشتركة قريبا ردا على سياسة «الأرض المحروقة» للنظام
قوات النظام تنسحب من بلدة والمعارضة تسيطر على قريتين في الريف
دمشق – حلب – «القدس العربي» ووكالات: انسحبت قوات النظام السوري من بلدة في ريف حماة بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة على جبهات عدة في وسط سوريا أمس الأحد وقال مصدر ميداني لـ «د ب أ» يقاتل مع القوات قوات النظام لوكالة الأنباء الألمانية أمس إن «القوات الحكومية اضطرت للانسحاب من بلدة المشيرفة في ريف حماة الشمالي الشرقي خشية تكبدها خسائر بالأرواح والعتاد ليبدأ بعدها الطيران الحربي الروسي بشن غارات عنيفة على مختلف أنحاء البلدة تمهيدا لمعاودة اقتحامها خلال الساعات القليلة المقبلة». وأكد المصدر «تمكنت القوات الحكومية من السيطرة بشكل كامل على قرية تل خنزير على محور مطار أبو الضهور جنوب مدينة إدلب بحوالي 60 كم».
وذكر مصدر في قوات الدفاع الوطني الموالية لقوات النظام لوكالة الأنباء الألمانية أن «وتيرة المعارك تراجعت بعض الشيء بعد ظهر اليوم على محور الرهجان مسقط رأس وزير الدفاع السوري فهد الفريج واقتصرت الاشتباكات على تبادل القصف الصاروخي والمدفعي بشكل متقطع في ظل تكافؤ القوى وفشل أي من الطرفين تحقيق تقـدم على حـساب الآخر».
وفتحت فصائل المعارضة محوراً جديداً في ريف حماة الشمالي ضد قوات الأسد للتخفيف من الضغط العسكري الذي تواجهه في جبهات أبو الضهور وخناصر، حيث أكد مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء الألمانية تعرض حاجز الزلاقيات على محور اللطامنة لهجوم عنيف من قبل فصيلي جيش العزة والحزب التركستاني. وأقر المصدر بخسارة قرية الزلاقيات وحاجز زلين وانسحاب جميع قوات النظام منهما باتجاه مدينة حلفايا بعد الهجوم رافضا الحديث عن حجم الخسائر البشرية.
وأعلنت قوات المعارضة في غرفة عمليات في سبيل الله نمضي عن «السيطرة على حاجزي زلين والزلاقيات شمالي حماة واغتنام آليات واسلحة وذخائر ومقتل العشرات من القوات الحكومية والمسلحين المولين لها «.وتحدثت مصادر أهلية لوكالة الانباء الألمانية عن نزوح مئات العائلات من بلدة حلفايا بعد وصول المعارك إلى أطرافها الشمالية الشرقية بينما تركز القصف الصاروخي والمدفعي للقوات الحكومية والغارات الجوية الروسية على مؤخرة القوات المهاجمة خشية سقوط بلدة حلفايا بيد فصائل المعارضة .
وأكد قائد عسكري تابع للجيش السوري الحر الرائد جميل الصالح للألمانية «سيطرة فصائل المعارضة على حاجزي الزلاقيات وزلين بريف حماة الشمالي الشرقي ومقتل وجرح العشرات من عناصر القوات الحكومية وأسر آخرين واغتنام كميات كبيرة من الآليات الثقيلة والأسلحة والذخائر». وأضاف أن «القوات الحكومية قصفت قرية الزلاقيات بالصواريخ الارتجاجية وألقى الطيران المروحي عددا من البراميل المتفجرة على قرية زلين تزامناً مع تجدد الغارات الروسية على مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي».
«الأرض المحروقة»
وفي هذا الصدد تطرق الناطق العسكري باسم «جيش العزة»، النقيب مصطفى معراتي لـ «القدس العربي» إلى «تطبيق مقاتلات النظام السوري وأخرى روسية لسياسة «الأرض المحروقة»، أي التمهيد لتقدم القوات البرية بتكثيف الضربات الجوية وتدمير كل شيء. وإلى جانب ذلك، عزا النقيب تراجع المعارضة إلى «تحييد اتفاق الأستانة لغالبية الفصائل، وفرض عدم مشاركتها في المعارك» قائلاً إن «بعض الفصائل تقف موقف المتفرج مما يجري من معارك، وكأن الأمر لا يعنيها»، على حد تعبيره.
وأعرب في هذا السياق عن أمله بنجاح الجهود الساعية إلى تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة بين «هيئة تحرير الشام» وفصائل المعارضة الأخرى، وعلى رأسها «حركة أحرار الشام»، وقال «نأمل أن يتم تجاوز الخلافات فيما بين الفصائل، لأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا». وأضاف «لقد شاركنا كجيش عزة في الجولة الأولى من محادثات أستانة، لكن وبسبب تعرضنا للقصف المتزامن مع عقد مباحثات الجلسة حينها انسحبنا من أستانة، ولا زال موقفنا على ما هو عليه».
اتفاق خفض التصعي
وحول اتفاق خفض التصعيد، بيّن معراتي أن الاتفاق لم ينفذ للآن في ريف حماة، وأن بنوده لا زالت مبهمة، مشيراً إلى أن «المعارضة لم تطلع على بنوده التفصيلية، التي لا يعرف جوهرها إلا الأطراف الضامنة (تركيا، روسيا، إيران) لمباحثات أستانة». من جانب آخر تساءل معراتي، عن الأسباب التي أدت بالتنظيم المتواجد في «مثلث السعن قصر ابن وردان الحمرة» إلى الانتقال من حالة الحصار إلى الهجوم، مؤكداً أن «النظام لم يطلق طلقة واحدة على مناطق التنظيم». وأردف، أن أعداد التنظيم في ازدياد، الأمر الذي يثير تساؤلات عن طرق إمداد التنظيم التي تمر عبر مناطق النظام في وادي العذيب.
وفي سياق متصل، أكد معراتي، توقف الدعم العسكري المقدم لـ»جيش العزة»، منذ ما يقارب نصف عام، مشدداً على أن ذلك «لا يعني توقف القتال، وإنما على العكس تماماً». وقال «لقد طالبونا بأن نتعهد بعدم قتال النظام في سبيل مواصلة الدعم»، واستدرك «لقد رفضنا تماماً هذا العرض».
وكشف في المقابل عن تجميع النظام لعدد كبير من قواته في ريف حماة الشمالي استعداداً لعمل عسكري على المنطقة، وهي الجبهة التي يرابط فيها «جيش العزة». وكانت مصادر إعلامية موالية قد أشارت قبل أيام إلى أن القيادي العسكري البارز في صفوف قوات النظام «سهيل الحسن» سيتولى قيادة المعارك في ريف حماة الشمالي، الهادفة إلى كسر الحصار الذي تفرضه المعارضة على بلدتي كفريا والفوعة، والوصول إلى مطار «أبو الضهور» العسكري.
وأكد قيادي عسكري بارز في «حركة أحرار الشام الإسلامية» وجود نوايا لتشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة فيما بين الفصائل في مدينة إدلب، وهو الأمر الذي يؤشر إلى قرب تحقيق «مصالحة» فيما بين الفصائل وخصوصاً ما بين «أحرار الشام» و»تحرير الشام». وقال القيادي حسام سلامة لـ»القدس العربي»، «هناك نوايا لإنجاز مصالحة بين الفصائل والدخول في المعارك مقابل إعادة بعض الحقوق للحركة، وإخراج المعتقلين من سجون هيئة تحرير الشام».
وأضاف، «ننتظر تطبيق الوعود، التي لم ينفذ منها للآن شيء»، مبيناً أن «الاتفاق لم ينجز بشكل نهائي بعد، ولم يخرج للآن معتقل واحد». حديث سلامة جاء رداً على تأكيد مصادر من «هيئة تحرير الشام» أن اتفاقاً على إعادة إحياء «جيش الفتح» (غرفة عمليات عسكرية مشتركة تضم غالبية الفصائل في الشمال السوري) وصل لمراحله النهائية.
وتتعرض مناطق المعارضة شمالي سوريا إلى هجمات مكثفة من قبل النظام والميليشيات انطلاقا من محوري شمال شرق حماة وريف حلب الجنوبي، وكذلك لهجمات مماثلة من قبل تنظيم الدولة من جهة ريف حماة الشرقي، الذي دخل الحدود الإدارية لمدينة إدلب، وسط اتهام من هيئة تحرير الشام التي تسيطر على مدينة إدلب، لفصائل المعارضة بالتخاذل وعدم مشاركتها في صد هذه الهجمات. ورداً على ذلك، شدد سلامة على أن «الحركة لم تترك السلاح، لكنها أعادت ترتيب بيتها الداخلي بعد البغي الذي تعرضت له من قبل هيئة تحرير الشام»، حيث أضاف «لم نترك الجبهات، وعما قريب سنعود بقوة إلى المعارك».
يشار إلى أن قتالاً اندلع بين «تحرير الشام» و»أحرار الشام» في تموز/يوليو الماضي، أدى إلى انكفاء الأخيرة، في حين أكدت مصادر إعلامية في وقت سابق إطلاق «تحرير الشام» لعدد من أسرى «أحرار الشام» لديها.
ماكرون يبرر تراجعه عن سياسة فرنسا بخصوص نظام الأسد
باريس ــ محمد المزيودي
حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تبرير التراجع في السياسة الفرنسية بخصوص تنحي رئيس النظام السوري بشار الأسد والحوار معه، إذ قال إنه “لا مفر من الحوار مع الأسد” مستدركاً، “رغم ذلك، فإنه لا يغير حقيقة ارتكابه فظاعات، ولن يفلت من شعبه أو من القانون الدولي”.
وتناول ماكرون، في مقابلته التي أجراها مع القناة الثانية الفرنسية وبثت مساء أول من أمس السبت، قضايا تخص الداخل الفرنسي والإصلاحات “التي تتوالى دونما خوف من معارضة برلمانية” على حد تعبيره.
وعرج الرئيس الفرنسي على انهيارات تنظيم “داعش”، ومؤتمر المناخ المصغر الذي أجراه مؤخرا، الذي سرق الأضواء من “كوب 23” الألماني.
ولم يتوقف الرئيس عن إطراء أداء حكومته، من دون أن يفوته لدغ سابقيه أو إظهار تميزه عنهم.
وقال إن كل الإصلاحات التي أعلن عنها أقرّت في وقتها، وهو ما يعني أن سبعة أشهر من الحكم لم تشهد أي تراجع عن وعد من وعوده الانتخابية ومن برنامجه. وخصّ بالذكر قانون العمل الذي تجنبته فرنسا خلال عشرين سنة، وطلب من الفرنسيين انتظار نتائجه في السنوات الخمس المقبلة.
ولأن الرئيس الفرنسي يراهن على الخارج، فقد حرص على التذكير بـ”عودة صوت فرنسا للعالم”، فوعد الفرنسيين بأن “الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي ستنتهي قريبا، من الآن إلى منتصف فبراير/شباط 2018).
ولم يفت الرئيس أن يكرر ما قاله من قبل، وهو ما يجعله يختلف عن مواقف الرئيسين السابقين، ساركوزي وهولاند، بخصوص الأسد.
فقد أشار إلى أنه لا مفر من الحوار مع الأسد “لأنه سيكون هنا. وحضوره عائدٌ إلى من حموه، من الذين ربحوا الحرب، سواء تعلق الأمر بإيران أو روسيا. لا يمكن القول إننا لا نريد التحدث إليه أو إلى ممثليه”.
لكن موقف التفاوض مع الأسد لن يغير حقيقة أن “الرئيس السوري متهم بارتكاب فظاعات، ولن يفلت من شعبه ومن القانون الدولي”.
وفي ما يخص مسألة المناخ، اعترف ماكرون أنه لم يكن منذ عقود، “ناشطاً في المناخ، ولكنه التقى بأناس استطاعوا إقناعه بذلك”. ووعد بالحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وبخصوص المحطات النووية، وعد الرئيس الفرنسي بإغلاقها لكن بشكل تدريجي، وليس قبل توفير طاقات بديلة كافية تستطيع تعويض اعتماد فرنسا في الكهرباء على نحو 75 في المائة من استهلاكها.
وعاد الرئيس الفرنسي للحديث عن انتخابه من قبل الفرنسيين، فاعتبر أن الأمر “أذهل أوروبا والعالم”، أي انتخاب “رئيس في التاسعة والثلاثين من عمره، والذي لم ينضمّ لأي حزب سياسي، ولم يكن يعرفه أحد، والذي خرج من مكان لم يتوقعه أحد”.
ثم منح نفسه شهادة رضاء ذاتي، فقال: “أنا أفعل ما قلته. هذا يثير الدهشة وربما يزعج آخرين. ربما هذا الأمر لم يحدث منذ فترة طويلة”.
يعترف ماكرون بأنه لا يكترث للأصوات المنتقدة لقراراته، ويُشهر في وجهها سلاحَ برنامجه الانتخابي والوعد الذي قطعه على نفسه أمام الذين صوّتوا له. ولهذا انتقل بعد إقرار إصلاحاته القاسية في العمل إلى مجال المهاجرين واللجوء.
وعلى الرغم من أن قانون “الهجرة واللجوء” سيرى النور في بداية السنة 2018، إلا أن الحكومة الفرنسية لم تنتظر صدوره. فقد أصدرت، بموافقة ماكرون، مراسيم للتسريع في ترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين وطالبي اللجوء. ووصلت عملية المطاردة شكلاً غير مسبوق في فرنسا، حيث سمحت لقوات الأمن بانتهاك مراكز إيوائهم التي تشرف عليها الشؤون الاجتماعية، لتفتيش المهاجرين، بغرض ترحيلهم.
وقد أثار إرساء هذه “المراقبة والتفتيش المعمم على الأجانب في الأماكن العمومية”، غضب تحالف عريض من الجمعيات الحقوقية والإغاثية، فقامت بمراسلة “المدافع عن الحقوق”، جاك توبون، الذي كشف عن مراسلات له مع وزير الداخلية، جيرار كولومب، ظلت من دون رد.
وتساءل توبون عن إمكانية لجوء هؤلاء الأشخاص الذين يتم إبعادهم من أماكن الإيواء، إلى القضاء. ورأى أن “مسألة حق هؤلاء في الطعن هي مسألة جوهرية”.
وحذّر توبون من أن “بعض الإجراءات التي تم إقرارها اليوم يمكن أن تسقط تحت طائلة الإدانة من قبل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان”، لكن توبون، الذي انتقد التصرفات الحكومية، لا يُنصَت إليه بشكل دائم. وكيف يمكن أن تُتَّبَع توصياته إذا علمنا أن الرئيس ماكرون، تلميذ بول ريكور، الذي تحدث في حملته الانتخابية عن اللاجئين بتعاطف كبير: “شرف فرنسا في استقبال اللاجئين”، أصبح، الآن، يتماهى مع مواقف وزير الداخلية جيرار كولومب، المعروف بتشدده تجاه المهاجرين واللاجئين، وهو تشدد يحظى، من حين لآخر، بمدائح اليمين.
هكذا غيّرت حرب الأسد على الثورة سورية والسوريين/ عدنان عبد الرزاق
وصف الباحث والمحلل السوري، صلاح يوسف، الحالة السورية بـ”كارثة القرن” نظراً لمخرجاتها على التهجير والقتل وتدمير المؤسسات، ومغادرة آلاف الأطفال مقاعد الدراسة، بعد أن دمرت الحرب أكثر من 4 آلاف مدرسة.
ولم يستبعد المحلل نفسه تحوّل أكثر من نصف سكان سورية، إلى مهجّرين ومهاجرين، فنحو خمسة ملايين منهم نزحوا في الداخل بسبب الحرب وقصف طيران الأسد، ونحو 8 ملايين غادروا البلاد، أكثر من 3.4 ملايين منهم في تركيا.
وأوضح لـ”العربي الجديد” أنه لم تصدر منذ عام 2011 نسب وأرقام. فالمكتب المركزي للإحصاء، الجهة المعنية الأولى بهذه المهمة، شبه مشلول ولا يصدر أي بيانات، إلا ما ندر أو ما تحضه عليه المنظمات الدولية وتساعده بالمسح والإحصاء وتحليل النسب، كما حدث قبل أيام حول “سوء التغذية والفقر”، بينما لم يصدر أي بيانات عن النمو وعدد السكان وغيرهما منذ سنوات.
وتطرق الباحث للآثار الناجمة عن الحرب، خاصة على مستوى التعليم، إذ تحولت 4 آلاف مؤسسة تعليمية إلى ركام، بحسب منظمات دولية، منها “يونيسيف”، ما نجم عنه توقف 38 في المائة من الطلاب عن الدراسة، وتضرر 43 في المائة جزئيا، أي أن 81 في المائة متضررون جزئياً أو كليا، إلى جانب عمليات النزوح للطلاب والمعلمين.
وبحسب دراسة أصدرها البنك الدولي في يونيو/حزيران الماضي، فإن الصراع في سورية ألحق أضراراً ضخمة بالرأس مال المادي، إذ إن 7 في المائة من المساكن دُمرت و20 في المائة تضررت جزئياً.
وتفيد التقديرات بأن الحرب على الثورة السورية، تسببت في وفاة أكثر من 400 ألف شخص وأجبرت أكثر من نصف السكان على الفرار من ديارهم بحثاً عن الأمان، سواء داخل البلاد أو خارج حدودها، مما أدى إلى حدوث تدهور كبير في نوعية الحياة للمدنيين السوريين.
وأشارت دراسة البنك الدولي إلى أن 6 من بين كل 10 سوريين يعيشون الآن في فقر مدقع بسبب الحرب. وفي السنوات الأربع الأولى، تم فقدان حوالي 538 ألف وظيفة سنوياً، مما نتج عنه وصول عدد السوريين الذين لا يعملون، أو غير المنخرطين في أي شكل من أشكال الدراسة أو التدريب، إلى 6.1 ملايين شخص.
إلا أن الأرقام التي يصدرها نظام بشار الأسد، مختلفة عن الوقائع وتتناقض مع جميع الأبحاث والدراسات الإقليمية والدولية، إذ أعلن رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة محمد أكرم القشّ، في تصريحات صحافية، أن سكان سورية يقدرون حاليا بنحو 28 مليوناً، منهم 21 مليوناً داخل البلاد حالياً، موضحاً أن نحو سبعة ملايين خارج البلاد.
وأضاف القش، خلال تصريحات أول من أمس، أن عدد المهاجرين بشكل نظامي بلغ نحو 4.5 ملايين سوري، منهم 1.5 مليون هاجروا بأوراق نظامية أثناء الأزمة، مشيرا إلى وجود نحو أكثر من 2.5 مليون لاجئ في دول الجوار.
وفي الوقت الذي يحاصر فيه نظام بشار الأسد المهجرين خارج حدود سورية، سواء لجهة جوازات السفر والزجّ بهم في الجيش والمليشيات أو الملاحقات الأمنية والحجز على ممتلكاتهم، يقول رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة في نظام الأسد إن “هؤلاء المغتربين يدخلون البلاد دورياً ولهم جوازات سفر نظامية، وبياناتهم تحدث عند دخولهم وخروجهم”.
وفي ما يتعلق بتشرد السوريين بالمناطق التي ما زالت حتى اليوم تشهد حرباً رغم الهدن والتوافقات، يكشف تصريح المسؤول بنظام الأسد، تخلي النظام عن النازحين عبر قوله: “إن نسبة المقيمين في مراكز الإيواء منذ بداية الأزمة بلغت 2.7 في المائة من مجمل عدد النازحين داخلياً”، ليبقى بحسب تصريح المسؤول، أكثر من 97 في المائة من النازحين، يواجهون أقدارهم ويعانون من الفقر بواقع ارتفاع الأسعار 1200 في المائة عمّا كانت عليه قبل الثورة، بما فيها إيجار العقارات، وفق بيانات رسمية سورية.
وكان تقرير للأمم المتحدة صدر في سبتمبر/أيلول 2017، قد أعلن أن نحو 85 في المائة من السكان في سورية فقراء، وأن 6.7 ملايين سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد ويحتاجون إلى مساعدة إنسانية طارئة.
في حين أشار “مركز فيريل للدراسات في برلين” في دراسة بعنوان “سورية بين عامي 2010 و2016″، إلى أن نسبة الفقر وصلت إلى 86.7 في المائة.
وبحسب مركز “فيريل”، دمّرت الحرب كلياً أو جزئياً أكثر من 61 في المائة من المشافي والمراكز الصحية وخرج عن الخدمة نهائياً 59 مشفى كبيراً و378 مركزاً صحياً، ودمرت أو سرقت 418 سيارة إسعاف.
العربي الجديد
تفاقم معاناة المدنيين في غوطة دمشق مع تصاعد المعارك
يعلو صوت المعركة على أنين المدنيين في بلدة ومزارع بيت جن في غوطة دمشق، المحاصرين بشكل مطبق منذ أكثر من أربعة أعوام، في ظل أوضاع إنسانية مأساوية.
وقال أبو نزار، وهو من أهالي بلدة بيت جن، لـ”العربي الجديد”، إنّ “الوضع الإنساني يزداد سوءا يوميا، خاصة أنّ العمليات العسكرية اشتدت خلال الأيام الأخيرة، إذ يتم قصفنا بصواريخ الفيل شديدة الانفجار والهاون والمدفعية الثقيلة والرشاشات، إضافة إلى البراميل المتفجرة”، لافتا إلى أن “الحياة تزداد صعوبة، فالمواد الغذائية تشح يوما بعد آخر، حتى إننا نخشى أن لا نستطيع زراعة ما تبقى لدينا من أراض زراعية، وهي تشكل المصدر الرئيسي لطعامنا طوال العام”.
وأضاف “لدينا مشكلة في الحصول على المياه الصالحة للشرب، فالمياه مقطوعة منذ سنوات وشبكة المياه والصرف دمّرها القصف، واعتمادنا على مياه الآبار والينابيع في المنطقة”، ولفت إلى أن “واقع الرعاية الطبية مؤلم للغاية، ولا يوجد أطباء اختصاصيون في المنطقة، والأمر يقتصر على نقطة طبية يوجد بها عدد من الممرضين نالوا خبرتهم من الممارسة طوال سنوات الحصار”.
وقال الناشط الإعلامي أبو عمر الجولاني، لـ”العربي الجديد”، إنّ “1500 مدني يعيشون في ظل وضع إنساني سيئ للغاية، نتيجة خضوعهم لحصار مطبق منذ أربع سنوات، ما تسبب في نقص شديد في المواد الغذائية والطبية والوقود، ويعتمد الأهالي على ما يستطيعون إنتاجه محليا عبر زراعات بدائية وما في المنطقة من أشجار مثمرة، في حين تعتبر الآبار يدوية الحفر المصدر الرئيسي للمياه”.
ولفت إلى أن “العديد من البلدات في جبل الشيخ كانت خارج سيطرة النظام، إلا أن عددا منها قام بالتسوية، مثل بيت تيما وبيت سوى”.
يشار إلى أن قوات النظام السوري ومليشيات طائفية، منها “حزب الله” اللبناني ومليشيات موالية ومحلية، تشن هجوماً منذ أيام، مدعوما بالطيران المروحي، محققة تقدماً ملحوظاً باتجاه بلدة مغر المير الخاضعة لسيطرة “اتحاد قوات جبل الشيخ”، والتي تعتبر “هيئة تحرير الشام” (النصرة سابقا) عصبها الرئيسي، إذ أن النظام يحاول تقسيم المنطقة إلى قطاعات صغيرة بهدف تشديد الحصار، بعد أن فشلت الفصائل في المنطقة قبل أسابيع من كسره، عبر محاولتها الالتفاف حول قرية حضر الخاضعة لسيطرة النظام وفتح المنطقة على الريف الغربي من القنيطرة.
وتعتبر بيت جن ومجموعة من البلدات المحيطة بها، آخر معاقل الفصائل المسلحة المناهضة للنظام في الغوطة الغربية، بعد أن استطاع النظام فرض اتفاقات ما يسميها بـ”المصالحات” على العديد من البلدات والمدن، والتي تسببت في تهجير عدة آلاف من أهالي المنطقة.
يشار إلى أن بيت جن هي إحدى قرى جبل الشيخ الخاضعة لسيطرة “اتحاد قوات جبل الشيخ”، إلى جانب بلدتي مغر المير ومزرعة بيت جن، بالإضافة إلى عدد من التلال الاستراتيجية مثل تلول الحمر وتل صفوت وتل الزيات وتل الظهر الأسود، وهي تتبع إداريا للغوطة الغربية بريف دمشق.
“القاعدة” و”فتح الشام”: تناقض الرواية وتجزئة الحقيقة/ عقيل حسين
“القاعدة” و”فتح الشام”: تناقض الرواية وتجزئة الحقيقة الخلاف استمر دون الوصول إلى حكم نهائي حتى الآن
“من الآخر، الجولاني نقض بيعته وانتهى الأمر، وما الاجتماعات والمحاورات والوفود واللجان إلا لصرف الأنظار عن تلك النقطة المحورية، فالجولاني لن يقبل بعودة للقاعدة بأي شكل كان..”. هكذا حسم طارق عبدالحليم، أحد أشد داعمي موقف “القاعدة” في خلافه مع “هيئة تحرير الشام”، المسألة التي ما زالت تنتظر الحسم رسمياً منذ شهرين، والتي تفاقمت في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، عندما ألقت “الهيئة” القبض على قادة التيار الساعي لعودة تنظيم “القاعدة” إلى سوريا.
وعلى الرغم من تشكيل لجنتين للحكم في القضية، من شخصيات بارزة في التيار السلفي الجهادي، إلا أن الخلاف استمر دون الوصول إلى حكم نهائي حتى الآن، ما سمح بتصعيد متبادل، تشير كل المعطيات إلى أنه مستمر، خاصة مع تشبث كل طرف بموقفه، وإظهار استعداد متنام للدفاع عنه حتى النهاية.
اللجنة الأولى التي أطلق عليها اسم “الصلح خير”، وباشرت أعمالها لحل الخلاف بين الجانبين في تشرين الأول/أوكتوبر 2017، لم يستمر عملها سوى أيام، بسبب تحفظ “هيئة تحرير الشام” على غالبية الاسماء المكلفة بها. وهو الأمر الذي جعل الطرف الآخر يتحفظ بدوره على لجنة التحكيم الجديدة، التي تم الإعلان عنها في 4 كانون الثاني/ديسمبر، والتي حملت اسم “لجنة الفصل/واعتصموا”، بسبب ما قال فريق “القاعدة” إن “هذه اللجنة أقرب إلى هيئة تحرير الشام، وأن حكمها سيكون متحيزاً على الأغلب”.
“التحيز” يبدو هو العنوان الرئيسي للخلاف الأخير والأكبر داخل التيار السلفي الجهادي، بعد الخلاف المشهود إبان صعود “تنظيم الدولة الإسلامية” عام 2013، إذ يغلب التشكيك على رواية كل طرف للمشكلة، ويبدو واضحاً مدى تحيز كل فريق في صياغته للسياق والتفاصيل. وإذ حاول كل منهما تجنب الاختلاق والتلفيق، فإنهما وبانتقائية واضحة، عملا على اجتزاء ما يعزز سرديتهما، من خلال تركيز كل طرف للأضواء على الأجزاء التي يفضل إظهارها، وتوظيف ذلك في التأثير على الجمهور، ما أمكن، لتأكيد مظلوميته، وأحقيته أيضاً.
يمكن الحديث بأريحية طبعاً عن وجود مصدرين لكل سردية من سرديات طرفي المشكلة، وهما المصدر الرسمي؛ البيانات والتصريحات الصادرة عن القياديين المخولين، والمصدر الرديف التي تعبر عنه المقالات والأخبار والتعليقات الصادرة عن شخصيات ومنصات تابعة أو مؤيدة لطرفي الخلاف. ومن خلال ملاحظة وتلخيص ما أوردته المصادر الرسمية وغير الرسمية منذ تفجر المشكلة حتى اليوم، يمكن تلخيص سرديتي كل طرف التي تجري محاولة تسويقها وتقديمها على أنها تمثل الحقيقة.
بالنسبة لرواية “هيئة تحرير الشام” التي أمكن استخلاصها من بيانات “الهيئة” الرسمية التي صدرت عنها بهذا الخصوص، وكذلك من رد المسؤول الشرعي العام فيها، عبدالرحيم عطون على رسالة زعيم “القاعدة” وكلمته المسجلة الأخيرة المخصصتين لهذه المسألة، وكذلك أيضاً من تعليقات ومقالات قياديين من الصف الثاني فيها، أو مؤيديها الاساسيين داخل التيار السلفي الجهادي، فيمكن القول إن هذه الرواية تقوم على العناصر الرئيسية التالية: كل ما يجري حالياً مفاجئ ولا مبرر له، فليس هناك أسباب منطقية تفسر موقف الطرف الآخر وإثارته لفتنة من هذا الحجم في هذا التوقيت الحساس، سوى قصر نظر خصوم “هيئة تحرير الشام” وضيق أفقهم، وتقديمهم الخلافات الشخصية على المصلحة العامة. بل أن كثيراً من أنصار “تحرير الشام” لم يتوانوا عن اتهام خصوم “الهيئة” بالغيرة من أبي محمد الجولاني، شخصياً، بسبب ما يقولون إنها “نجاحات كبيرة” يحققها.
وعليه، فإن هؤلاء ينفون كل ما يقال عن نقض “هيئة تحرير الشام” البيعة لتنظيم “القاعدة” بطريقة مخالفة للشرع، ويؤكدون أن ما جرى بهذا الخصوص، هو اتفاق “الهيئة” داخلياً على فك الارتباط بـ”تنظيم القاعدة”، وموافقة قيادة “التنظيم” على هذه الخطوة، بدليل مباركة مندوبي الظواهري إلى سوريا، عندما ظهر نائبه أبو الفرج المصري، في تسجيل إعلان فك الارتباط، في تموز/يوليو 2016، بعد تلقيه رسالة من الظواهري تمنحه الضوء الأخضر للقيام بذلك.
وإن كانت هذه المباركة أو الموافقة قدد التبست لسبب ما أو في ظرف ما، فإن “جبهة النصرة”، حسب المدافعين عنها، لم تكن لتقدم على هذه الخطوة إلا بعد عدد كبير من الرسائل الخاصة والخطابات العامة لقائد تنظيم “القاعدة” ومشايخ التيار الجهادي المقربين منه، والتي تحث كلها على ضرورة التوحد والاندماج بين الفصائل الجهادية في الشام، ونبذ النخبوية عبر الانفتاح على الجماهير، والتعاون مع مختلف التيارات الإسلامية، بحيث تبدأ ترجمة عملية لمفهوم “جهاد الأمة” وليس جهاد النخبة.
ولتحقيق هذا الهدف، تضيف رواية الطرف الأول، فقد كان على “جبهة النصرة” الاستجابة لمطلب رئيسي يتفق عليه الكثيرون، بمن فيهم قادة “القاعدة” أنفسهم، وهو ضرورة فك ارتباط “الجبهة” بتنظيم “القاعدة”، على الأقل لنزع ذريعة ربط الثورة بالإرهاب.
لكن ما ظهر لأصحاب هذا التوجه كما يقولون، هو أن الحث على التوحد والدعوة للانفتاح على الشعوب والمجتمعات، حتى لو كان ثمن ذلك التضحية بالاسماء والتنظيمات، كما تردد مطولاً في خطابات الظواهري وغيره من القادة والمنظرين الداعمين له، لم تكن إلا كلاماً دعائياً تهاوى عند أول محك. وما تأكد عندها، يضيف هؤلاء، هو أن قادة تنظيم “القاعدة” والمشايخ المتحالفين معه، الذين يمكن تسميتهم بالحرس القديم، أظهروا استعداداً جامحاً لتقويض أي محاولة، ولتعطيل أي جهد قد يؤدي إلى إضعاف قبضتهم أو تهديد هيمنتهم التقليدية داخل التيار الجهادي، في حال ولادة أشكال جديدة من التنظيم والقيادة والتوجيه فيه. أشكال سيجعلها الحرس القديم مارقة ومغضوباً عليها، وسيحاربها بكل ما يمكنه من أجل المحافظة على سلطته وسطوته، المقدمة عندهم على أي اعتبارات أخرى.
وأخيراً، فإن أنصار الجولاني وفريقه في هذا الخلاف، لا يترددون في اتهام الطرف الآخر بالسعي لتخريب “هيئة فتح الشام” وشق صفها، من خلال السعي لإعادة تأسيس فرع جديد لتنظيم “القاعدة” في سوريا. بل والأسوأ في كل هذا، هو التركيز على استقطاب المقاتلين “المهاجرين” إلى هذا الفرع، من خلال عزف مريب على وتر هذه الفئة الحساس، باستخدام أكاذيب وتلفيق أخبار وتسويق معلومات مضللة لكسب التعاطف وشيطنة “فتح الشام”، ما أدى لانسحاب المئات منهم من “الهيئة”، وترك كثير من المهاجرين ومن السوريين مواقع الرباط في ظرف شديد الخطورة.
في المقابل، يرى الطرف الذي يمثل تنظيم “القاعدة” بشخص زعيمه أيمن الظواهري، وأتباعه الموجودين على الأراضي السورية، أو المشايخ والمنظرين الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، أن رواية قيادة “هيئة تحرير الشام” وأنصارها، لا تعدو أن تكون دعاية تضليلية تهدف للتغطية على سياق طويل من البراغماتية التي مارسها أبو محمد الجولاني واتباعه في العلاقة مع “القاعدة”. ويمكن تلخيص سردية هذا الفريق بالنقاط التالية: ما جرى من إعلان لفك الارتباط بين “جبهة النصرة” وتنظيم “القاعدة” عام 2016، إنما جرى بترتيب مدبر من جانب الجولاني وفريقه، الذين استطاعوا أن يوهموا الجميع بأن قادة “القاعدة” في خراسان قد وافقوا على هذه الخطوة بهذا الشكل، كما أوهموا الجميع، بأن عملية فك الارتباط ستكون شكلية، بينما ستبقى البيعة والعلاقة بين التنظيم الأم وفرعه في سوريا قائمة سراً.
عملياً، يضيف اصحاب هذا السرد، فإن قيادة “الهيئة” التي اتخذت هذا القرار، لأسباب هي في الحقيقة بعيدة تماماً عما تعلنه وتروج له، قد تعاملت على أرض الواقع مع البيعة لتنظيم “القاعدة” على أساس أنها منتهية تماماً، فبدأت تتصرف بشكل مستقل من جهة، ومخالف من جهة أخرى لنهج وفكر “التنظيم” ورؤية قيادته، خاصة بعد مقتل كل من أبو الفرج المصري وأبو الخير المصري، بعد إعلان فك الارتباط بأسابيع. الأمر الذي أراح فريق الجولاني من سلطة الرقيب، ورمزية الرجلين الذين ما كانا ليقبلا بأي من تصرفات قيادة “فتح الشام” وانحرافاتها المنهجية والشرعية.
ومع وجود تيار داخل “جبهة النصرة” رفض خطوة فك الارتباط من حيث المبدأ، وعارض تطبيقها عملياً بهذا الشكل، واستمر عناصره في محاولاتهم عرقلة اندفاعة قيادة “فتح الشام” المحمومة نحو الاتجاه الخطأ، ومع شعور الجولاني وفريقه بتعاظم قوة هذا التيار الذي يقوده أردنيون مقربون من أبو محمد المقدسي، هما سامي العريدي وأبو جليبيب، بالإضافة إلى أبي همام الشامي، وزيادة عدد اتباعهم، والخشية من تفاقم تأثيرهم، خاصة على العنصر المهاجر في “الهيئة”، فقد تحرك الجولانيون للبطش بهذا الفريق والقضاء عليه، باستخدام ذرائع واهية لا تقيم أي اعتبار لاسم أو تاريخ أو رمزية.
وتعود رواية تنظيم “القاعدة” مرة أخرى إلى النقطة الأكثر حساسية في الخلاف مع “هيئة تحرير الشام”، لاتهام الجولاني وفريقه بتوظيف موقف تنظيم “القاعدة” من “داعش” والاستفادة منه في المواجهة العسكرية والفكرية، من خلال التجنيد والتمويل الذي وفره له إعلان التبعية لتنظيم “القاعدة”، بما ساعدهم على التخلص من التبعية لتنظيم “الدولة” والنجاة من بطشه. وعندما أصبحوا في موقف القوة، بدأوا يسعون للتخلص من التبعية لـ”القاعدة”.
وهناك نقاط أخرى عديدة في رواية كل طرف للمسألة، والحقيقة أن في كل قول جزء من الحقيقة التي يغفل كل طرف أنها تتشكل لدى الجمهور في النهاية، بشكل لا يقبل التشكيك على قاعدة “من فمك أدينك”، باعتبار هاتين السرديتين اعترافات، وذلك من خلال دمج الروايتين المجتزأتين، بما يؤدي إلى أدانة كل منهما بما يتهم به الآخر، بعد عقود من القداسة والطهرانية التي أسبغها التيار السلفي الجهادي على نفسه أمام الرأي العام الذي ظل خارج اهتمامات هذا التيار حتى الآن.
والقاسم المشترك في هاتين السرديتين هو أنهما متصلبتان وعدائيتان، تفترضان الحقيقة المطلقة في جانبهما، وتنطلقان بناء على ذلك في التعاطي مع المسألة، التي تكشف منذ البدابة عن نقطة جوهرية لا يبدو أن التيار السلفي الجهادي بوضعه الحالي قادر على استيعابها، وتتعلق بولادة أجيال جديدة ترفض ما هو سائد وتطالب بتغييره. وهي تطورات طبيعية في النهاية، لكنها لا تجد في العادة قبولاً داخل الاطارات الإيديولوجية المتصلبة. وبالتالي، فإن مصير هذا التيار لن يكون مختلفاً، بأي حال، حتى مع إمكانية توفر حلول مؤقتة، عن مصير كل الجماعات الإيديولوجية الأخرى التي تشظت وتفتت أو أفنت نفسها بنفسها، بسبب عجزها عن استيعاب ديناميات التطور داخلياً وخارجياً.
المدن
النظام يتقدم نحو بيت جن.. ويحتفل بـ”شهداء الواجب المقدس“
سيطرت مليشيات النظام، ليل الأحد/الإثنين، على تله الظهر الأسود، في ريف دمشق الغربي، بعد معارك عنيفة مع المعارضة استمرت لأيام على المحور الشرقي لبلدة مغر المير المُحاصرة. وتُعدُ تلة الظهر الأسود استراتيجية بالنسبة لقوات النظام، لأنها تشرف بشكل مباشر على بلدة مغر المير، وتسيطر عليها نارياً، وتحد من تحركات المعارضة فيها، بحسب مراسل “المدن” ينال الحمدان.
مليشيات النظام، كانت قد سيطرت، ظهر الأحد، على تل الزيات وتل ومزارع وأبنية النجار شرقي مغر المير، قبل أن تتابع تقدمها وتسيطر على تلة الظهر الأسود، متبعة سياسة الأرض المحروقة، مستهدفة مناطق الاشتباك بعشرات الصواريخ من نوع “فيل” وراجمات الصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة.
التقدم الأخير للمليشيات جاء بعد سيطرتها قبل أيام على تلال البردعيا والمنطار والمقتول وخلة حمزة، بعد اشتباكات عنيفة مع “اتحاد قوات جبل الشيخ”. وبذالك تكون قوات النظام قد سيطرت على سلسلة التلال الممتدة من كفر حور شمالاً حتى قرية مغر المير جنوباً، على مسافة تمتد لـ10 كيلومترات. وبالتالي، أصبحت مناطق سيطرة المعارضة في بيت جن ومغر المير، بشكل عام، محاصرة تماماً.
وتستهدف مليشيات النظام بالمدفعية والرشاشات الثقيلة وصواريخ أرض-أرض، مزارع بيت جن ومغر المير، وتل مروان آخر التلال المُحصّنة في بلدة مغر المير، وهو هدف المليشيات التالي.
“اتحاد قوات جبل الشيخ” استهدف براجمات الصواريخ والرشاشات الثقيلة مليشيات النظام على أطراف بلدة مغر المير. وتمكن “اتحاد قوات جبل الشيخ”، السبت، من قتل 18 مقاتلاً من المليشيات بينهم العميد الركن عدنان بدور، من مرتبات “الفرقة السابعة ميكا” ورئيس فرع المدفعية فيها، وكذلك الرائد زياد خليل، من مرتبات “الفرقة السابعة ميكا” قائد “سرية النيران” في “الفوج 137”. وكذلك القيادي في “فوج الحرمون” شمس خالد سويدان، من بلدة بيت سابر، الذي كان قيادياً في “لواء السيد المسيح” المعارض.
النظام أقام تشييعاً احتفالياً للعميد عدنان بدور، ونعاه برتبه “لواء شرف”، وقال إنه “استشهد أثناء أدائه لواجبه المقدس”، وحضر التشييع في اللاذقية مفتي الجمهورية أحمد بدر الدين حسون، ومحافظ اللاذقية وأمين فرع “حزب البعث” والبطرك مار أغناطيوس أفرام الثاني، ومفتي اللاذقية الشيخ زكريا سلواية، ومفتي المنطقة الشيخ غزال غزال.
غرفة عمليات “اتحاد قوات جبل الشيخ”، كانت قد أعلنت قبل أيام، عن النفير العام، ووجهت نداءات إلى فصائل المعارضة في القنيطرة ودرعا، ووعدت بتسليح الواصلين إليها وتجهيزهم بشكل كامل.
الغوطة الشرقية: هل أعدم “جيش الإسلام” أسرى “تحرير الشام”؟
رائد الصالحاني
تناقلت حسابات جهادية تابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، مساء الأحد، أنباءً عن عمليات إعدام سابقة نفذها “جيش الإسلام” بحق 45 عنصراً من “الهيئة” كانوا معتقلين لديه، منذ حملته الأمنية الأخيرة في أيار/مايو. الكشف عن إعدام “جيش الإسلام” للمعتقلين لديه من “تحرير الشام”، جاءت في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات لإخراج “تحرير الشام” من الغوطة الشرقية، بالاتفاق بين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” وممثلين عن روسيا والنظام.
وقالت مصادر مقربة من “هيئة تحرير الشام” إن اللجنة المدنية المفوضة بتوصيل الرسائل بين أطراف التفاوض حول ملف خروج “تحرير الشام” من الغوطة الشرقية المحاصرة، نقلت لـ”الهيئة” نبأ مقتل معقلين وأسرى لها لدى “جيش الإسلام”. وتتواصل اللجنة المدنية مع “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” و”هيئة تحرير الشام”، وقدّمت إلى مسؤولي “هيئة تحرير الشام” المفاوضين عن الراغبين منها بالخروج من الغوطة، صوراً لعناصر تم اعدامهم ميدانياً في سجون الجيش، برصاص في الرأس، بالإضافة لصور مقاتلين آخرين قضوا في اشتباكات مع الجيش.
وكان مفترضاً خروج 130 شخصاً من “تحرير الشام” برفقة عائلاتهم، ومن بينهم مهاجرون، نحو الشمال السوري، السبت. إلا أن الاتفاق توقف بسبب عدم التزام “جيش الإسلام” بمسألة إطلاق سراح الأسرى. حافلات الإخلاء كانت قد وصلت إلى معبر مخيم الوافدين، وبقيت أكثر من 12 ساعة قبل سحبها نحو دمشق. وكانت “الهيئة” قد رفضت الخروج من دون أسراها، وطالبت بالخروج من مناطق سيطرة “فيلق الرحمن”، لا من معبر مخيم الوافدين الذي يسيطر عليه “جيش الإسلام” من جهة الغوطة.
القسم الراغب بالخروج من “الهيئة”، كان يفاوض “جيش الإسلام” على الخروج من الغوطة مقابل إطلاق سراح 140 معتقل لدى الجيش، وإخراجهم إلى ادلب مع قوافل الخارجين. ورفض الجيش ذلك الأمر، ثم انخفض العدد المُطالب به إلى 40 شخص قُدمت اسماؤهم إلى اللجنة المدنية المخولة بالتواصل بين الطرفين. وعند عودة اللجنة من مدينة دوما، قالت للمفاوضين عن القسم الراغب من “الهيئة” بالخروج، إن 27 شخصاً من الـ40 قُتلوا في سجون الجيش. واصطحبت اللجنة معها صوراً للقتلى محمّلة على جهاز خليوي، ورفضت تسليم الصور لـ”فيلق الرحمن” و”هيئة تحرير الشام”، حتى إتمام الاتفاق ووصول الراغبين بالخروج إلى مدينة إدلب.
“جيش الإسلام” نفى في بيان رسمي له، نُشر في مواقع التواصل الاجتماعي، الأنباء عن إعدام عناصر “الهيئة”، متهماً إياها بنشر صور لقتلى من عناصرها قضوا خلال الاشتباكات الأخيرة من الجيش على أنهم أسرى قام الجيش بتصفيتهم، مشيراً في بيانه إلى أن ذلك هو “كذب وخداع”.
وأضاف الجيش في بيانه أن الصور المنشورة قديمة وموثقة من قبل منظمة الدفاع المدني في الغوطة الشرقية، وأن الهدف من وراء إعادة نشرها هو إذكاء حقد اتباع “الهيئة” وإيهامهم أن زملائهم ما زالوا أسرى لدى الجيش لدفعهم إلى محرقة “البغي” مرة أخرى، واستخدام هؤلاء العناصر في تنفيذ هجمهات جديدة بهدف عرقلة عملية الخروج من الغوطة الشرقية.
“هيئة تحرير الشام” لم تعلق على الموضوع. التفاوض على الخروج كان قد شق صفوف “الهيئة” إلى قسمين؛ راغب ورافض للخروج. القسم الراغب بالخروج من الغوطة، عيّن مفاوضين عنه، بعدما انفصل عن “الهيئة” بشكل نهائي، وبات يفاوض على الخروج بلا موافقة “الهيئة” في الغوطة الشرقية.
مصدر في “تحرير الشام” أكد لـ”المدن”، أنه من بين الصور التي وردت عبر اللجنة المدنية 5 فقط قضوا خلال الاشتباكات، أما البقية، فهم ممن سلّموا أنفسهم للجيش بعد محاصرتهم في مقراتهم ومنازلهم خلال الحملة الأمنية، بعد التعهد لهم بعدم التعرض لعوائلهم وإعطائهم الأمان. المصدر قال إن عناصر “جيش الإسلام” اعتقلوا حينها النساء والأطفال، بعد تسليم مقاتلي “الهيئة” أنفسهم.
وقال المصدر إنه من بين هؤلاء القتلى المهاجر “أبو حفص الأردني” ابن اخت الشيخ “عبد الله عزّام”، والذي تم اعتقاله وزوجاته بعد إعطائه الأمان من قبل عناصر “جيش الإسلام”، قبل أن تظهر صورته قتيلاً برصاصة بالرأس.
معظم القتلى الذين وردت أسمائهم وصورهم ضمن القائمة التي سلمها الجيش لـ”لجنة التفاوض”، كانوا على قيد الحياة، قبل شهور قليلة، في معتقلات “جيش الإسلام”، بحسب شهادة عناصر من “تحرير الشام” كانوا أسرى لدى “جيش الإسلام” في الفترة ذاتها.
عمليات الإعدام ليست بجديدة، بل جرت على مدى أشهر خلال فترة وجود الأسرى لدى “جيش الإسلام”. هذا عدا عمن تم إعدامه ميدانياً، في ساحة المعركة، بعد اعتقاله. الأمر الذي جعل الجيش يرفض مراراً مسألة التفاوض على أسرى “هيئة تحرير الشام”. ومع وصول الأمور إلى مرحلة متقدمة، وسط تعهد الجيش للجانب الروسي بتسهيل خروج “الهيئة” نحو الشمال السوري، لم يعد أمام الجيش إلا كشف مصير المعتقلين، لإنهاء ملف الأسرى.
وبعد الكشف عما حدث مع الأسرى، خفضت مجموعة “تحرير الشام” الراغبة بالخروج من الغوطة، سقف المفاوضات، وطالبت بعشرين أسيراً موجودين لدى “جيش الإسلام”، مقابل الخروج من الغوطة الشرقية نحو إدلب. ولا تزال المفاوضات جارية حتى اللحظة من دون التوصل لاتفاق واضح بين الأطراف المتفاوضة، وسط انتظار من النظام والروس لإتمام الاتفاق الداخلي في الغوطة لجلب الحافلات التي ستقل العناصر وعوائلهم نحو الشمال السوري.
هل فعّلت إيران خط دمشق-طهران عسكرياً؟
كشفت وكالة “الاناضول” التركية، الأحد، أن طهران بدأت باستخدام الحدود العراقية-السورية، في أعقاب سيطرة النظام السوري ومليشيا “الحشد الشعبي” عليها، كخط عسكري من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط.
ووفقاً للوكالة، فإن قافلة لـ”الحرس الثوري” الإيراني، وأخرى لـ”الحشد الشعبي”، دخلتا خلال الأيام الماضي عبر مدينة البوكمال إلى الأراضي السورية، واتجهتها نحو محافظة ديرالزور. واعتبرت الوكالة أن هذا التحرك هو التفعيل الرسمي لخط “دمشق-طهران”، الذي طالما سعت إليه إيران وحذّرت منه دول إقليمية.
يأتي ذلك في أعقاب تصريحات أدلى بها المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، قال فيها إن واشنطن تقوم بإنشاء وحدات عسكرية من قوات المعارضة السورية تحت اسم “الجيش السوري الجديد”، بالقرب من مخيم لللاجئين في مدينة الحسكة.
وأوضح كوناشينكوف أن أولئك المقاتلين سيتم نقلهم “إلى جنوب وجنوب شرق سوريا لمحاربة القوات الحكومية”. وأضاف “يتم العمل في هذه القاعدة قبل حوالي 6 أشهر من الآن، وهي تحتوي على نحو 750 مسلحاً وبينهم 400 مسلحاً من تنظيم داعش تم إخراجهم من الرقة في أكتوبر/تشرين الأول بدعم من الولايات المتحدة”.
من جهة ثانية، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن قوات النظام سيطرت على تل الظهر الأسود، ومزارع النجار، في ريف دمشق الجنوبي، بعد معارك مع “هيئة تحرير الشام”.
ونقلت الوكالة عن مصادر عسكرية قولها، إن مقاتلي “الهيئة” غادروا المنطقة باتجاد قريتي مغر المير ومزرعة بيت جن، في إشارة ربما إلى العملية المقبلة التي تسعى قوات النظام إلى شنها في المنطقة، قرب الحدود مع لبنان.
قاعدة حميميم تؤنّب “القوات البرية الصديقة” في حماة
تمكّنت قوات المعارضة السورية من التقدم في ريف حماة الشمالي، الأحد، وسيطرت على قرية الزلاقيات وحواجزها، بالإضافة إلى حاجز زلين، في وقت ألقت فيه موسكو باللوم على “القوات البرية الصديقة” التي لم تستطع وقف تقدم المعارضة.
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن عملية المعارضة في الريف الشمالي، جاءت من أجل تحفيف الصغط على ريف حماة الشمالي الشرقي، وريف إدلب الجنوبي الشرقي، إذ يشنّ النظام السوري والمليشيات عملية واسعة النطاق، سيطر خلالها على عشرات المناطق.
تقدم المعارضة الجديد في ريف حماة الشمالي، جاء برغم القصف المكثف، والغارات التي شنها الطيران على بدات ومدن مورك وكفرزيتا واللطامنة والزلاقيات ومحيطها. وردت المعارضة على تلك الغارات بإطلاق قذائف على محردة وحواجز النظام المنتشرة في المنطقة.
في موازاة ذلك، قال “المرصد” إن ريف غدلب الجنوبي، المحاذي لريف حماة الشمالي، شهد “غارات نفذتها الطائرات الحربية والتي استهدفت مناطق في وسط مدينة خان شيخون وفي غربها وجنوبها، بالتزامن مع غارات على كفرعميم وتل عاس، بريف إدلب الجنوبي”.
في المقابل، تحدّثت “القيادة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية” عن عدم جدية قوات النظام والمليشيات التي تقاتل إلى جانبها، خلال تصديها لتقدم المعارضة في الريف الشمالي لحماة.
وقالت المتحدث باسم القاعدة الروسية اليكسندر ايفانوف: “نأمل من القوات البرية الصديقة في ريف حماة الشمالي إبداء المزيد من الجدية في مواجهة الهجمات الإرهابية”.
وأضاف في تصريحات مقتضبة نشرت على صفحة “قاعدة حميميم” في “فايسبوك”: “القوات الروسية في سوريا لن تسمح لتلك التنظيمات بتجاوز الخطوط الحمراء في المنطقة”.
الصراع السوري رهين حسابات موسكو وواشنطن المتناقضة
إلى من ستؤول الكلمة الفصل
دمشق – تتدحرج العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا في سوريا نحو المزيد من التدهور، على ضوء تصاعد الاتهامات المتبادلة بين الطرفين في الفترة الأخيرة، ما سينعكس، وفق المحللين، سلبا على فرص التسوية في هذا البلد الذي يشهد حربا طاحنة منذ نحو سبع سنوات خلفت مئات الآلاف من القتلى، وفشل جولات جنيف الثماني في التوصل إلى أي خرق بخصوصها.
ويقول خبراء في الشأن السوري إن السبب الأساس في حالة التوتر المتصاعدة بين موسكو وواشنطن يعود إلى رغبة الأولى في طيّ صفحة الصراع بناء عل ما تحقق على الأرض والذي يصب في صالحها وحلفائها، في مقابل ذلك ترفض الأخيرة التسليم بهذا الأمر وتستولد خططا جديدة لإعادة التوازن إلى المشهد قبل الخوض في غمار التسوية.
وآخر الاتهامات التي وجهتها روسيا هو سعي الولايات المتحدة إلى تشكيل كيانات عسكرية مؤلفة من “إرهابيين” لاستهداف نظام الرئيس بشار الأسد، ومن هذه الكيانات “جيش سوريا الجديد”.
وقال المركز الروسي للمصالحة في سوريا في بيان نشره السبت إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لا يزال يواصل تعاونه مع “بقايا الإرهابيين”، مشيرا إلى أن العسكريين الأميركيين يقومون بإنشاء وحدات عسكرية جديدة بعنوان “الجيش السوري الجديد” بالقرب من مخيّم للاجئين في مدينة الحسكة التي تقع في أقصى شرقي سوريا وتسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي.
ونقل المركز الروسي عن شهود عيان قولهم إن مركز التدريب الأميركي يضم حاليا نحو 750 مسلحا وبينهم 400 مسلح من تنظيم داعش تم إخراجهم من الرقة في أكتوبر بدعم من الولايات المتحدة.
ووفق المركز فإن نازحين كانوا عادوا إلى منازلهم أكدوا أن العسكريين الأميركيين سيوجهون التشكيلات المقاتلة إلى جنوب سوريا لمحاربة القوات الحكومية، بعد إنهاء فترة تدريبها التي دخلت شهرها السادس.
وجنوب سوريا من ضمن مناطق خفض التصعيد التي اُعلن عنها قبل أشهر، برعاية روسية أميركية، وتعتبر حتى اللحظة النموذج الأنجح مقارنة بباقي المناطق الأربع التي تضمّنها الاتفاق، وإن كان يبقى اتفاقا هشا على ضوء خرق النظام الواضح للهدنة بشنه لعمليات عسكرية تركزت في ريف دمشق الغربي وبالأساس في قرية بيت الجن التي تسيطر عليها فصائل إسلامية.
ويرجّح مراقبون أن تشهد منطقة الجنوب المزيد من الهزات الأمنية، خاصة وأن النظام يصرّ على الحسم العسكري فيما إسرائيل غير مقتنعة بالاتفاق الذي ترى أنه لن يمنع إيران وميليشياتها من الوجود على مقربة منها.
ولا يستبعد خبراء عسكريون في أن يكون جانب من الاتهامات الروسية صحيحا، لجهة تشكيل واشنطن لنواتات عسكرية جديدة، منفصلة عن تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تأسس في العام 2014 بقيادة الوحدات الكردية لقتال داعش، والذي يلاقي اعتراضات كبيرة خاصة من العضو في حلف الناتو تركيا.
وسبق وأن لمّح المسؤولون الأميركيون لهذا التوجه ومن بينهم المتحدث الرسمي باسم عمليات التحالف الدولي ستيف وارن الذي قال“إن وحدات حماية الشعب الكردية لن تحصل من الآن فصاعدا على أسلحة أو معدّات عسكرية، والمعونات التي ستأتي من الآن فصاعدا ستذهب إلى الأعضاء البارزين في المعارضة العربية السورية”.
ورغم خسارة داعش لمعظم المناطق التي كان يسيطر عليها على غرار الرقة ودير الزور حيث لم يعد له وجود ثابت في أيّ من تلك المناطق باستثناء بعض الخلايا النائمة، بيد أن واشنطن ما تزال تراه تهديدا جديا يفرض عليها البقاء في سوريا، فيما تعتبر روسيا التي أعلنت الأسبوع الماضي عن انسحاب جزئي من هذا البلد أن تمسّك واشنطن بالبقاء في سوريا “غير شرعي” وتشكيل مجموعات مسلحة ليس الهدف منه سوى إعادة خلط الأوراق ومواجهة النظام السوري.
ويقول الخبراء إن الولايات المتحدة يبدو أنها تتخذ من عملية تضخيم صورة داعش غطاء لتكريس حضورها، وربما السعي إلى قلب المعادلة في سوريا، لأنها تدرك بالتأكيد أن التسليم بـ”انتصار” روسيا سيعني ليس فقط انهيار أهدافها في سوريا التي تحوّلت إلى ساحة حرب دولية وإقليمية بالوكالة بل أيضا إلى تهديد لنفوذها في المنطقة.
وتعتبر روسيا سوريا بوابتها الرئيسية لإحداث اختراق في ساحة الشرق الأوسط، وهذا طبعا سيشكّل قلبا للمعادلة الثابتة على مرّ عقود، وهو أنّ هذه المنطقة مركز نفوذ للولايات المتحدة والغرب بصفة عامة.
وسيعزّز كسب المعركة السورية قدرة موسكو على جلب ثقة المزيد من الحلفاء في المنطقة، وهذا ما يفسر الإصرار اللافت من الجانب الأميركي على عدم ترك روسيا ترسم لوحدها مستقبل سوريا.
ومن النقاط أيضا التي تجعل واشنطن تكافح لعدم التسليم بالأمر الواقع هو إيران، وما يشكّله وجودها في سوريا من تهديد لها ولحلفائها. وتوجد في سوريا العشرات من الميليشيات الشيعية من جنسيات مختلفة تقاتل لحساب الأجندة الإيرانية، هذا فضلا عن الآلاف من عناصر الحرس الثوري الإيراني.
ولعبت القوات التابعة لإيران دورا رئيسيا في المعارك التي خاضها الجيش السوري سواء كانت ضد فصائل المعارضة (حلب مثالا) أو ضد داعش، وآخرها معركة البوكمال التي قادها قائد فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري قاسم سلماني، والتي انتهت بطرد عناصر داعش في نوفمبر.
ومكّنت السيطرة على البوكمال إيران عمليا من تشييد طريق بري يصلها بالبحر الأبيض المتوسط مرورا بالعراق. وبحسب معلومات حصلت عليها “الأناضول” من مصادر محلية في سوريا، فإنّ إيران بدأت فعليا باستخدام الخط البري الواصل بين العراق وسوريا.
وأشارت المصادر إلى أن قافلة مكوّنة من الحرس الثوري، والحشد الشعبي العراقي، دخلت خلال الأيام الماضية الأراضي السورية عبر مدينة البوكمال.
ويشكّل هذا تطوّرا نوعيا يشي بأن الفترة المقبلة لن تكون الكلمة فيها للسلام بل للحرب، فواشنطن بالتأكيد لن تقبل بالمطلق أن تكرّس إيران نفوذها في سوريا، كما أنها لن تسلم بانتصار روسيا هناك، وقد يدفع ذلك روسيا إلى تبنّي وجهة نظر طهران بأن الحل العسكري هو الخيار الأمثل لحسم النزاع، وهذا ينطوي على مخاطر كبيرة من أن تتفجر مواجهة مباشرة بين هذه الأطراف.
وحذّر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من التحليق غير الآمن والخطر للطائرات الروسية في الأجواء السورية.
واعترضت مقاتلتان روسيتان من طراز “سوخوي سو ـ 25”، المقاتلة الأميركية “إف ـ 22”، الأربعاء الماضي، بعد تجاوز المقاتلتين الروسيتين خطا غير رسمي يفصل بين القوات الجوية للبلدين.
إردوغان يتعهد «تطهير» مناطق أكراد سوريا
عد تنازلي لإخراج «هيئة تحرير الشام» من الغوطة
بيروت: كارولين عاكوم أنقرة: «الشرق الأوسط»
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، إن تنظيم داعش كان أداة لتقديم سوريا على طبق من ذهب لحزب العمال الكردستاني، وتعهد في كلمة ألقاها بولاية قره مان، جنوب البلاد، أمام مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم بتطهير مدن عفرين ومنبج وتل أبيض ورأس العين والقامشلي في شمال سوريا ممن وصفهم بـ«الإرهابيين».
واعتبر إردوغان أن «المسرحية التي جرت في محافظة الرقة» أظهرت أن تنظيم داعش و«وحدات حماية الشعب» الكردية «وجهان لعملة واحدة، فالتعليمات لأحدهما بالفرار والآخر بالسيطرة صدرت من جانب واحد».
في سياق آخر، تحدثت مصادر من المعارضة السورية عن بدء العد التنازلي لإخراج «هيئة تحرير الشام» من الغوطة بعد اتخاذ القرار بإنهاء وجودها تنفيذاً لاتفاق خفض التصعيد الذي التزم به «فيلق الرحمن» ووقعه مع الجانب الروسي في جنيف في شهر أغسطس (آب) الماضي.
وفي حين تؤكد مصادر عدة أنه لم يعد أمام «هيئة تحرير الشام» إلا خيار الخروج، ظهر في الأيام الأخيرة انقسام في صفوف قيادييها وعناصرها الذين يرفض بعضهم الانتقال إلى إدلب في الشمال.
إردوغان يتعهد تطهير حدوده مع سوريا من المسلحين الأكراد
إيران تفعّل رسمياً خط «طهران – البحر المتوسط» البري
أنقرة: «الشرق الأوسط»
تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتطهير مدن عفرين ومنبج وتل أبيض ورأس العين والقامشلي في شمال سوريا ممن وصفهم بـ«الإرهابيين».
وشدد الرئيس التركي، في كلمة ألقاها، أمس الأحد، في ولاية قره مان جنوب البلاد أمام مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه، على أن «المسرحية التي جرت في محافظة الرقة» السورية أظهرت بما لا يترك مجالا للشك أن تنظيم داعش و«وحدات حماية الشعب» الكردية «وجهان لعملة واحدة، فالتعليمات لأحدهما بالفرار والآخر بالسيطرة صدرت من جانب واحد»، بحسب قوله.
وقال الرئيس التركي: «لقد خرج إرهابيو (داعش) من الرقة أمام مرأى العالم بفضل تدخل ذراع جهة يعلمها الجميع»، ووصف ما حدث هناك بـ«المسرحية».
يذكر أن تقارير إعلامية تحدثت عن أن «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي، سمحت لمسلحي «داعش» المحاصرين في مدينة الرقة بالانسحاب، بموجب اتفاق مماثل لذلك الذي أبرم بين «حزب الله» اللبناني وعناصر التنظيم الإرهابي في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا. وأوضح أن الجهة التي أمرت تنظيم داعش بالخروج من الرقة، هي الجهة نفسها التي أوعزت لتنظيم «بي واي دي» بالسيطرة على المدينة السورية. وحذر إردوغان من أن هناك مساعي لخلق عداوات بين شعوب المنطقة، وحتى داخل المدينة الواحدة، وأن مشروع تنظيمات «داعش» و«بي كا كا» – «بـ.ي.د» – «ي.ب.ك» (حزب العمال الكردي في تركيا وسوريا)، هو جزء من هذه المساعي. ولفت إلى أن الولايات المتحدة قدمت لتنظيم «ب ي د» أكثر من 4 آلاف شاحنة محملة بالسلاح والعتاد، ضمنها أسلحة ثقيلة. وقال: «جميعنا يعلم أن تنظيم داعش كان أداة لتقديم سوريا على طبق من ذهب لمنظمة (بي كا كا) الإرهابية». وختم الرئيس التركي، بأنه «لن يكون مفاجئا تحريك (داعش)، المخول بمهمة تقسيم سوريا، إلى مناطق أخرى تحت غطاء مسميات مختلفة».
في سياق آخر، أكدت مصادر محلية في سوريا، أنّ إيران بدأت باستخدام الخط البري الواصل بين طهران والبحر الأبيض المتوسط مروراً بالعراق وسوريا.
وبحسب معلومات حصلت عليها وكالة «الأناضول»، فإن قافلة مكونة من «الحرس الثوري» الإيراني، و«الحشد الشعبي» العراقي، دخلت خلال الأيام الماضية الأراضي السورية عبر مدينة البوكمال واتجهت نحو محافظة دير الزور شرق سوريا.
وبهذا تكون طهران بدأت فعليا باستخدام خط «طهران – دمشق» لأغراض عسكرية، وامتلكت القدرة على مواصلة وجودها العسكري في سوريا.
ويأتي ذلك في أعقاب سيطرة قوات النظام السوري وميليشيا «الحشد الشعبي» العراقي على المناطق الواقعة على طرفي الحدود بين البلدين.
وتمكنت قوات النظام السوري في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من بسط سيطرتها على مدينة البوكمال، آخر معاقل تنظيم داعش الكبيرة في سوريا، بينما استولت عناصر «الحشد الشعبي» العراقي على الجانب الآخر من الحدود الفاصلة بين الدولتين.
في سياق متصل، قال ناطق باسم «مغاوير الثورة»، وهو فصيل سوري معارض يعمل شرق سوريا، إن الفصيل جاهز من أجل العمل مع الأمم المتحدة لتوفير الأمن لأي قافلة تحمل المعونات والمساعدات الإنسانية. وأضاف في تغريدة على حسابه في «تويتر»، إن «المعونات الإنسانية مرحَّب بها كي تعبر ضمن منطقة 55 كلم، وهي محمية من قبل معسكر التنف في أي وقت».
وفي الجنوب السوري، ذكر مراسل «فرات بوست» أن تجمّع «ألوية العمري» استطاع القبض على 6 عناصر في بلدة المليحة الغربية وبلدة الشياحة في منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي، بالإضافة للقبض على رئيس العصابة، وذلك عقب رصد تحركات العصابة ومداهمة مواقعهم، حيث تم تسليم للجهات المختصة للتحقيق معهم والبت بأمرهم.
وأشار إلى أن العصابة اعترفت بتنسيقها مع قوات النظام، بالإضافة للتنسيق مع «حزب الله»، وتنفيذها عدداً من الاغتيالات في المنطقة المحرَّرَة، بالإضافة لزرع العبوات الناسفة وتنفيذ التفجيرات بمقاتلي الجيش الحر والقياديين، ومنهم صقر المشوار أحد القياديين في تجمع ألوية العمري، وذكر الموقع السوري أن التحقيقات لا تزال مستمرة مع العصابة حتى اللحظة.
سوريون بالوفد التفاوضي المعارض “عرابون” لمؤتمر سوتشي
روما- قالت مصادر سورية متابعة عن كثب لعمل الوفد التفاوضي الذي شارك في الجولة الثامنة من مؤتمر جنيف، إن أعضاء، يحسبون من ضمن القياديين في الوفد المفاوض التابع للمعارضة السورية، كانوا خلال الأيام السابقة “مؤيدين وعرابين” لمؤتمر سوتشي، الذي تنوي موسكو عقده العام القادم في المنتجع الروسي، مشيرة إلى أنهم على قناعة بجدوى هذا المؤتمر الذي ترعاه روسيا.
وقالت المصادر إن من بين أعضاء الوفد من ينظر بـ”إيجابية” لمؤتمر سوتشي.
وقالت إنهم روّجوا لمؤتمر سوتشي “كأنهم جزء منه”، وأنهم “حاولوا إقناع المعارضة السورية للمشاركة بالمؤتمر، وأنه سيكون مفيداً للحل وخطوة باتجاهه وأفضل من مؤتمر جنيف بحد ذاته”، وفق وصف المصادر المتابعة.
وتنقسم المعارضة السورية تجاه المشاركة في مؤتمر سوتشي بين مؤيد له، وبين حذر ورافض، وتطالب غالبيتها بأن يكون له برنامج عمل واضح ومحدد، ووثائق يُبنى عليها، وضامن لنتائجه، كشرط لمشاركتها فيه، فيما تجزم الأطراف الرافضة له بأنه لن يكون له أي برنامج عمل ووثائق مسبقة، لأن مذل هذه الأمور ستُلزم الروس وتفرض عليهم أجندة محددة، وهو ما يستبعدون أن تتورط موسكو به.