أحداث الاثنين 20 تشرين الأول 2014
تسليح الأكراد يفجر أزمة بين واشنطن وأنقرة
لندن – إبراهيم حميدي < إسطنبول، بيروت – رويترز، أ ف ب –
انفجر خلاف جديد بين أنقرة وواشنطن بعد بدء مسؤولين أميركيين مفاوضات مع مسؤولين أكراد للبحث في تسليح «وحدات حماية الشعب» الكردي التي تدافع عن عين العرب (كوباني) امام هجمات عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) التي تصاعدت امس بهدف السيطرة على المدينة.
ونفذت مقاتلات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ليل السبت – الأحد ثلاث غارات في عين العرب ومحيطها، ما تسبب بمقتل 15 عنصراً من «داعش»، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». على رغم ذلك، تمكن التنظيم من التقدم قليلاً في اتجاه وسط المدينة، بينما كان المقاتلون الأكراد ينجحون في استعادة بعض المواقع لجهة الشرق.
ورفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوات إلى تسليح «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي»، وقال امس: «ورد كلام عن تسليح حزب الاتحاد الديموقراطي لتشكيل جبهة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». بالنسبة إلينا هذا الحزب هو حزب العمال الكردستاني نفسه، وهو منظمة ارهابية». وأضاف: «سيكون من الخطأ جداً التوقع ان نرد بالإيجاب على طلب حليفتنا في (حلف شمال) الأطلسي، الولايات المتحدة، تقديم هذا النوع من الدعم. توقع أمر مماثل منا مستحيل».
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تركيا في الأسبوع الماضي الى فتح حدودها لإجازة وصول التعزيزات الى عين العرب، فيما ناشد «الاتحاد الديموقراطي» انقرة ان تسمح بنقل أسلحة عبر اراضيها. وأعلنت الولايات المتحدة أمس انها اجرت محادثات مباشرة للمرة الأولى مع الحزب. وقال قائد «وحدات حماية الشعب» الكردي اوجلان عيسو في اتصال هاتفي مع «الحياة» من داخل المدينة المحاصرة ان «قيادة وحدات حماية الشعب تطلب فتح خطوط إمداد لإيصال السلاح من عفرين في شمال غربي سورية أو من الجزيرة في شمالها الشرقي». وأضاف: «لدينا عشرات آلاف المقاتلين وأسلحة ثقيلة في الجزيرة وعفرين، نريد فقط إيصالها إلى هنا. وطلبنا أن يتم الضغط على تركيا كي تسمح بذلك لكن إلى الآن لم توافق على الأمر لأنها تعتبر أن معركة «داعش» معركتها».
وقال مسؤول كردي لـ «الحياة» إن «الاتحاد الديموقراطي» طلب التزود بالسلاح لمنع سقوط كوباني. كما طالب رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني «المجتمع الدولي بتقدم المساعدة للأكراد الذي يدافعون عن المدينة». وأفادت مصادر كردية لـ «الحياة» بأن البحث جار في احتمال إرسال أسلحة إلى المقاتلين الأكراد عبر الجو وأن هذا الموضوع كان بين الأمور التي بحثت في محادثات مسلم وبرزاني في كردستان العراق في اليومين الماضيين.
وتتهم انقرة «الاتحاد الديموقراطي» بالتواطؤ مع النظام السوري. وقال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في مؤتمر صحافي في انقرة: «انهم متواطئون في الجرائم التي يرتكبها النظام السوري».
وكان لافتاً امس، اعلان قيادة «وحدات حماية الشعب» مشاركة فصائل من «الجيش الحر» في قتال «داعش». وقالت في بيان: «هذه المقاومة التي تبديها وحداتنا وفصائل الجيش الحر كفيلة بدحر إرهاب داعش وشرورها في المنطقة. مقاومة الإرهاب وبناء سورية ديموقراطية حرة كان أساساً للاتفاقات المبرمة مع فصائل الجيش الحر». وأفادت مصادر داخل مدينة عين العرب أمس بأن المدينة شهدت أعنف قتال منذ أيام الليلة الماضية. وأوضح عيسو امس «داعش يعتبر معركة كوباني معركته الأولى حالياً، لذلك جمّد كل معاركه في مناطق أخرى واستقدم تعزيزات من منبج وجرابلس شمال حلب ومن الرقة معقل التنظيم في شمال شرقي سورية وجهّز عدداً من السيارات المفخخة والانتحاريين وكثّف من قصفه على مركز المدينة بهدف اقتحامها».
كيري: عدم مساعدة اكراد كوباني أمر “غير مسؤول“
واشنطن – رويترز، أ ف ب
قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم الاثنين ان “عدم مساعدة الاكراد في قتالهم ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في بلدة عين العرب (كوباني بالكردية) على الحدود بين سورية وتركيا أمر غير مسؤول”.
واضاف عقب القاء الطائرات الاميركية اسلحة للاكراد ان “ادارة ظهرنا لمجتمع يقاتل تنظيم الدولة الاسلامية امر غير مسؤول كما انه صعب اخلاقياً”.
وقال كيري ان الوضع يرقى الى مستوى “لحظة الازمة”، مؤكداً ان “هذه الخطوة لا تعدّ تغييراً في السياسة”.
واشار الى ان “واشنطن تدرك التحديات التي تواجهها تركيا في ما يتعلق بحزب العمال الكردستاني الذي تحظره انقرة”.
وقامت الطائرات الاميركية بالقاء الاسلحة من الجو بعد ان رفضت انقرة نقل تلك الاسلحة براً الى المقاتلين الاكراد، الذين يدافعون عن كوباني بسبب ارتباطهم بحزب العمال الكردستاني التركي الذي تصفه انقرة “ارهابياً”.
وقال كيري: “ولكننا كتحالف قمنا بجهد لاضعاف وتدمير تنظيم الدولة الاسلامية الذي يقاتل باعداد كبيرة في هذا المكان المسمى كوباني”.
واضاف “هذه لحظة ازمة وطوارئ، ولا نريد ان نرى كوباني تتحول الى مثال فظيع لغياب الارادة في مساعدة من يقاتلون تنظيم الدولة الاسلامية”.
وقال كيري ان بلاده تأمل في ان “يواصل الاكراد الذين اثبتوا انهم مقاتلون اشداء وبواسل قتالهم”.
وكانت طائرات أميركية ألقت أسلحة وذخائر ومواد طبيّة للمقاتلين الأكراد قرب مدينة عين العرب “كوباني” لدعمهم في مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) الذي يحاول منذ أكثر من شهر احتلال المدينة السورية الحدودية مع تركيا.
عقوبات أوروبية على مقربين من نظام الأسد
لوكسنبورغ – أ ف ب
أقر الاتحاد الاوروبي اليوم، عقوبات جديدة ضد النظام السوري تستهدف خصوصاً 16 مقرباً من النظام متورطين في أعمال القمع، كما اعلنت مصادر ديبلوماسية.
والعقوبات التي اقرها وزراء خارجية دول الاتحاد الذين عقدوا اجتماعاً في لوكسمبورغ موجّهة ضد الحكومة الجديدة التي شكّلها الرئيس السوري بشار الاسد قي 31 آب (اغسطس) الماضي، وفق مصدر اوروبي وتتضمن 11 وزيراً جديداً.
وأوضح مصدر آخر أن “العقوبات تتضمن خصوصاً تجميد الاصول ومنع السفر الى دول الاتحاد الاوروبي، وتشمل 16 شخصاً، إضافة الى شركتين بسبب المشاركة في القمع او دعم النظام سياسياً”.
وتفيد ارقام الامم المتحدة بأن “اكثر من 191 ألف شخص قتلوا منذ بدء النزاع في سورية منتصف آذار (مارس) 2011، فضلاً عن تسعة ملايين شخص نزحوا داخل البلاد او هُجّروا خارجها”.
وأقر الاتحاد الاوروبي عقوبات قاسية ضد سورية في حزيران (يونيو) 2013، تتراوح بين الحظر على الاسلحة والنفط وتجميد اصول المصرف المركزي في اوروبا وصولاً الى منع تصدير منتجات فاخرة الى هذا البلد. وما انفك الاتحاد الاوربي يعزز هذه العقوبات منذ ذلك الوقت.
وفي تموز (يوليو) الماضي، صدر قرار بمنع حوالى 200 شخص من السفر الى الاتحاد الاوروبي وتجميد الأصول التي يمتلكونها في أوروبا. كما شمل قرار تجميد الأصول حوالى ستين شركة.
أردوغان وضع 4 شروط للانضمام إلى الائتلاف
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
مع خوض المقاتلين الاكراد الذين يدافعون عن مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) حرب شوارع ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في المدينة المحاذية للحدود التركية، أعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن رفضه الدعوات الموجهة الى بلاده لتسلح حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الرئيسي في سوريا ووصفه بانه “منظمة ارهابية”. واعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اجرى اتصالا هاتفيا باردوغان وتواعد خلاله الزعيمان على تعزيز مكافحة الارهاب على رغم التحفظ التركي عن تقديم دعم عسكري للائتلاف.
وأجري الاتصال بين أردوغان واوباما غداة كشف الرئيس التركي في ختام زيارة لأفغانستان، إن أنقرة قدمت للائتلاف أربعة مطالب هي إعلان منطقة حظرٍ طيران، وإقامة منطقةٍ عازلة، وتدريب المعارضين السوريين وتزويدهم بالسلاح إلى شن عمليةٍ ضد النظام السوري نفسه. وجدد رفضه مشاركة بلاده في أي عملياتٍ مع الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش”، ما لم تتحقق مطالبها.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان طائرات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة شنت ليل السبت – الاحد ثلاث غارات في كوباني ومحيطها، مما تسبب بمقتل 15 عنصرا من “داعش”. ومع ذلك، تمكن التنظيم من التقدم قليلا في اتجاه وسط المدينة، بينما كان المقاتلون الاكراد ينجحون في استعادة بعض المواقع لجهة الشرق. واشار الى ان “داعش” تعرض لخسائر فادحة خلال الايام الاخيرة. واورد ان جثث ما لا يقل عن 70 مقاتلاً من التنظيم وصلت تباعاً خلال الأيام الأربعة الاخيرة إلى المشفى الوطني في مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة.
وفي العراق، قصفت القوات المسلحة الاميركية مواقع لـ”الدولة الاسلامية” قرب بيجي على مسافة 200 كيلومتر شمال بغداد، حيث تقوم المصفاة الرئيسية للنفط في البلاد.
وحاولت قوات عراقية استعادة مدينة بيجي. وقال ضباط إن العملية بدأت في الساعات الأولى من صباح السبت لكنها تعثرت عندما انفجرت عربة مدرعة قرب قافلة لقوات الامن في قرية تبعد نحو 20 كيلومترا جنوب المدينة.
كما قصفت طائرات الائتلاف خمسة مواقع في محيط سد الموصل الاستراتيجي في الشمال مما ادى الى تدمير آليات ومبنى للتنظيم.
وتحاول القوات العراقية جاهدة استعادة اراض استولى عليها التنظيم اعتبارا من حزيران ، من غير ان تحقق نجاحا. في المقابل، تمكن “داعش” من أحراز مزيد من التقدم خلال الايام الاخيرة في محافظة الانبار في الغرب والتي باتت بنسبة 80 في المئة خاضعة لسيطرته.
وقال ضابط في الشرطة ومسؤول طبي إن انتحاريا قتل 19 شخصا وأصاب 28 آخرين أمام مسجد للشيعة خلال جنازة في حي الحارثية بغرب بغداد.
ويتوجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى طهران اليوم، في زيارة هي الاولى له منذ توليه مهماته قبل اكثر من شهر، تهدف الى “توحيد الجهود” في المعارك ضد “داعش”. وتاتي الزيارة غداة اكتمال عقد حكومة العبادي اثر مصادقة مجلس النواب العراقي على تعيين وزير الداخلية محمد سالم الغضبان الذي ينتمي الى كتلة بدر الشيعية المقربة من ايران، وخالد العبيدي مرشح القوى السنية. وأبقت التباينات السياسية هذين المنصبين الحساسين شاغرين منذ نيل حكومة العبادي الثقة في الثامن من ايلول.
دو ميستورا في ايران
وبدأ المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا زيارة لطهران أمس. وقال مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية للشؤون السياسية علي اكبر ولايتي لدى لقائه المبعوث الاممي ان “على تركيا ان توقف تسليح داعش والارهابيين وتحريكهم ضد سوريا”.
وبثت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها ان دو ميستورا التقى ايضاً وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وانهما دعوا الى حل سياسي في سوريا يستند الى الحقائق الميدانية.
أردوغان يرفض نقل أسلحة إلى الأكراد كوباني تشهد أعنف المعارك و”داعش” يستخدم الهاون
المصدر: (و ص ف، رويترز، أب)
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تسمح بنقل أية أسلحة أميركية الى المقاتلين الاكراد الذي يواجهون “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا، مع استمرار حرب الشوارع في كوباني المعروفة أيضاً بعين العرب، بين التنظيم المتشدد الذي يحاول منذ اكثر من شهر السيطرة على المدينة ومقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية الذين يقاومون بضراوة، مدعومين من غارات الائتلاف الدولي.
أفاد مصدر داخل كوباني و”المرصد السوري لحقوق الانسان” أن المدينة شهدت ليل السبت – الاحد أعنف قتال منذ أيام، وأن تنظيم “الدولة الإسلامية” هاجم المقاتلين الأكراد بقذائف الهاون وسيارات مفخخة.
وقال المرصد إن التنظيم أطلق 44 قذيفة هاون على المناطق الكردية في كوباني السبت، وإن بعضها سقط داخل الأراضي التركية، مضيفاً أن أربع قذائف أخرى أطلقت أمس.
ويشهد القتال المستمر في كوباني مداً وجزراً منذ شهر. وكان الأكراد حذروا قبل أسبوع من أن سقوط المدينة في قبضة التنظيم بات وشيكا.
وروى عبد الرحمن جوك، وهو صحافي في كوباني: “شهدنا أعنف اشتباكات منذ أيام وربما منذ أسبوع الليلة الماضية. هاجمتنا (الدولة الإسلامية) من ثلاث نواح مختلفة، بينها ناحية مبنى البلدية والسوق. واستمرت الاشتباكات حتى الصباح. قمنا بجولة في المدينة في الصباح الباكر، ورأينا الكثير من السيارات المحطمة في الشوارع وقذائف الهاون التي لم تنفجر”.
الى ذلك، أعلن المرصد أن تنظيم “الدولة الإسلامية” شن هجومين بسيارتين مفخختين مستهدفا مواقع كردية مساء السبت، أوقع ضحايا. وتصاعدت سحابة من الدخان الأسود في سماء كوباني أمس.
وقالت مقاتلة في “وحدات حماية الشعب” رفضت ذكر اسمها إن المقاتلين الأكراد تمكنوا من تفجير السيارتين قبل أن تصلا إلى هدفيهما.
وأحصى المرصد 70 قتيلاً من “الدولة الإسلامية” في اليومين الاخيرين.
وتحدث عن إعدام بعض المقاتلين السوريين من “لواء ثوار الرقة” الذي يحارب إلى جانب المقاتلين الأكراد اثنين من أسرى “الدولة الإسلامية”، “أحدهما يبلغ من العمر نحو 15 سنة. قتلوهما بالرصاص في الرأس”.
وأبلغ طبيب يتولى رعاية بعض المدنيين الباقين في كوباني “رويترز” عبر الهاتف إنه يعالج 15 مريضاً، بينهم أطفال وكبار في السن، و”نحن في حاجة إلى أدوية، بما في ذلك مضادات حيوية وحليب للأطفال وأدوية لكبار السن الذين يعانون أمراضا في القلب والسكري وارتفاعا في ضغط الدم”.
ورفضت أنقرة اعادة تسليح المقاتلين الأكراد المحاصرين الذين يعانون تفاوتاً واضحاً في السلاح أمام “الدولة الإسلامية” التي استولت على أسلحة كثيرة من الجيش العراقي بعد سيطرتها على مدينة الموصل في حزيران.
وتنظر تركيا إلى “وحدات حماية الشعب” بريبة نظراً الى صلاتها بـ”حزب العمال الكردستاني” الذي بدأ تمردا على الدولة التركية قبل 30 سنة للمطالبة بالحكم الذاتي للأكراد.
أردوغان
وأوردت وكالة “الاناضول” التركية شبه الرسمية نقلا عن أردوغان إن أنقرة لن تسلح “وحدات حماية الشعب” من خلال جناحها السياسي “حزب الاتحاد الديموقراطي”. وقال: “هناك حديث عن تسليح حزب الاتحاد الديموقراطي لتأسيس جبهة هنا ضد الدولة الإسلامية. بالنسبة الينا لا فارق بين حزب الاتحاد الديموقراطي وحزب العمال الكردستاني فهو منظمة ارهابية. سيكون من الخطأ توقع أن نقول نعم للولايات المتحدة حليفتنا في حلف شمال الأطلسي لاعطاء مثل هذا الدعم. توقع مثل هذا منا أمر مستحيل”.
وكان البيت الابيض كشف أن الرئيس الاميركي باراك أوباما تحدث السبت مع أردوغان عن الوضع في كوباني والخطوات الواجب اتخاذها لوقف تقدم “الدولة الاسلامية”.
وقال في بيان إن “الزعيمين تعهدا العمل معاً على نحو وثيق لتعزيز التعاون ضد الدولة الاسلامية”.
واعلنت واشنطن الخميس انها اجرت محادثات مباشرة للمرة الاولى مع الحزب الكردي.
وتربط أنقرة حزب الاتحاد الديموقراطي بنظام الرئيس بشار الاسد، الامر الذي نفاه الحزب الكردي السوري تكرارا. كما تتهمه بعدم التحرك لاطاحة النظام.
وفي هذا الاطار، صرح رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في مؤتمر صحافي بأنقرة: “انهم متواطئون في الجرائم التي يرتكبها النظام السوري… كنا لنتخذ موقفاً مختلفا حيال حزب الاتحاد الديموقراطي وكوباني” لو وفى الحزب بوعده بالعمل على اطاحة الأسد.
لمى الأتاسي لـ”النهار”: داعش كسر ظهرنا وكنا مخدوعين بالإخوان المسلمين وأميركا
باريس – رلى معوض
لمى عبد الحميد الاتاسي رئيسة “الجبهة السورية” المعارضة حاليا والناطقة الاعلامية سابقا باسم “الجيش السوري الحر”، معارِضة سورية مقيمة في باريس يثير اسمها الكثير من الجدل، فهي تنقلت في مواقع معارضة عدة، قبل ان ترسو في “الجبهة السورية”: من “الجيش السوري الحر” الى “الاخوان المسلمين” الى “الكتلة الوطنية” او اي جهة او جبهة اعتقدت انها ستفيد الثورة. وهي ترى انه لا يمكن ان تكون ثمة ديموقراطية من دون مساواة بين الرجل والمرأة، ولا يمكن ان تنجح الثورة، اذ لا يمكن ان تحصل فئة على حريتها مع الغائها حريات الاخرين، وتؤمن بالمثل الفرنسي القائل: “الغبي هو فقط الذي لا يغير رأيه”.
وتحدثت الاتاسي الى “النهار” في باريس، عن نشاطها السياسي ودور المرأة فيه، خصوصا بعد مشاركتها متحدثة عن نساء سوريا في مؤتمر المعارضة في أنطاليا، وعن الفئات الاضعف وخصوصاً الاكراد. وعن تنقلاتها وخياراتها السياسية قالت: “بدأت العمل ببراءة، أردت تطبيق حقوق الانسان لم يكن لدينا البعد اللازم من الأحداث، اعتقدنا ان ما حصل في تونس ومصر وليبيا سيحصل عندنا… والجبهة السورية أتت اخيراً، عمرها نحو عام، قبلها كنت الناطقة الاعلامية باسم الجيش السوري الحر بطلب من رئيسه في حينه العميد رياض الأسعد، ولكن اين هو الجيش الحر الآن؟ الاسعد يشعر ان هناك ضغوطا تركية، ووجد العسكريون انفسهم مسجونين في مخيمات على الحدود السورية – التركية، مجردين من الأسلحة، وشعروا بالخطر والضغوط كثيرة، نتواصل من حين الى آخر ليطلعنا على اوضاعهم المزرية من دون تسليح او حرية تحرك”.
وأوضحت انها “اسست “الكتلة الوطنية” مع مصطفى كيالي وأيمن جابري ومجموعة من الاشخاص والوجوه الوطنية والعشائرية وما كانوا بحاجة الى التمويل. كنا لا نزال مخدوعين باميركا والإخوان المسلمين، واجتمعنا مرات عدة وعملنا على القضية الكردية فأراد بعض الاشخاص البحث عن أمجاد ضائعة من خلال هذه الكتلة، ونجح الاميركيون في أخذها الى جو المعارضة الإسطنبولي. اضطررت الى تجميد عضويتي عام ٢٠١٢ وبقيت على تنسيق مع شباب الداخل والثوار في حمص”. وأضافت: “اليوم أنا مرفوضة من الاخوان، تركيا وقطر انشأتا المجلس الوطني بمباركة الفرنسيين والاميركيين الذين حرصوا على إرضاء تركيا بمن في ذلك الاخوان، فبات لا مكان لي فيه من الأساس”.
وأفادت ان كل هذه التجارب انضجتها لتأخذ قرارها بالظهور بوجهها العلماني دون قناع لما تفكر فيه، وانه من غير الممكن التنازل عن اعلان حقوق الانسان، أسير ببطء وأحاول الا أستفز احدا. هناك من يحترم ما نقوم به ومعنا الكثير من الأحزاب الكردية والمنظمات الشبابية الكردية ومن جميع الطوائف”.
وعن مشاركة الاكراد قالت: “أعجبهم هذا التوجه: أنا سوري من غير ان ارفع اي علم آخر. لقد تعاملنا مع القضية الكردية على انها كجميع القضايا التي تعاني الضعف في مكان ما. عندما أنشأنا الجبهة علمنا ان الثورة من غير الممكن ان تستمر بهذه الطريقة، اي من غير الممكن ان نتكلم عن جيش حر او تسليح او تدخل خارجي، داعش كسرت ظهرنا. لم نكن نريد تدخل احد، احرجتنا اميركا بصناعة داعش لأن اللعبة إخوانية – اميركية ليحاربوا عنهم بالوكالة. داعش تحتاج الى محاربة فكرية من خلال اعلام موضوعي، نحن شعب يريد الحياة، لا نريد الحرب نريد سوريا، اعتقد ان الجواب هو بتوحد الأكراد فلا احد يريد الانفصال، يريدون سوريا. وواجب الأقليات إنقاذ البلد خصوصا ان الآخرين مرضى عاجزون”.
وعن علاقتها مع الفرنسيين قالت: “منذ انشاء الجبهة لم اتعامل مع الفرنسيين. أؤمن اليوم ان العمل هو داخل سوريا وليس خارجها. مشروعنا فكري من واقع المجتمع السوري، اعمل على المصالحة الوطنية والأفكار السلمية، فالثورة عملية تغيير، وفي مشروعنا الجديد اصبح للمرأة مكانها على رغم ان دورها ووضعها تراجعا بعد احداث حماه في الثمانينات. الآن وخلال الثورة عاد الختان وتعدد الزوجات، وجرائم الشرف والاغتصاب. نحن نعمل على كل هذه المواضيع ونريد مواجهتها، المشكلة اليوم ان النساء السوريات يخشين التحدث في هذه المواضيع، لكني مؤمنة بان للمرأة السورية دوراً في التغيير، لها تاريخها، فجداتنا غيرن وتعلمن وازلن النقاب. وحاليا نعمل مع مجموعة من السيدات السوريات اللواتي يفكرن بطريقة عالمية وذات توجه حضاري في محاولة للتغيير”.
كيري: عدم مساعدة المقاتلين الأكراد أمر غير مسؤول
طائرات أميركية تلقي أسلحة لمقاتلي عين العرب
اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم، أن عدم مساعدة الأكراد في قتالهم ضد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش”، في مدينة عين العرب (كوباني) السورية أمر “غير مسؤول”.
وقال كيري، عقب إلقاء الطائرات الأميركية، صباح اليوم، أسلحة وذخائر ومواد طبية للمقاتلين الأكراد في عين العرب، إن “إدارة ظهرنا لمجتمع يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، أمر غير مسؤول كما أنه صعب أخلاقيا”.
ويأتي تصريح كيري، في حين أكّدت تركيا أن مجالها الجوي لم يُستخدم في هذه العمليات. إلا أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن أنّ بلاده اتخذت إجراءات لمساعدة مقاتلي “البشمركة” على الوصول إلى مدينة عين العرب مروراً بالأراضي التركية لمحاربة “داعش”.
وكانت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى قد أعلنت، في بيان، أن طائرات شحن عسكرية من طراز “سي 130” نفذت عدة عمليات إلقاء مؤن من الجو، مشيرة إلى أن هذه المؤن قدمتها سلطات إقليم كردستان – العراق وهدفها “إتاحة استمرار التصدي لمحاولات تنظيم الدولة الإسلامية للسيطرة على كوباني”.
وأوضحت “سنتكوم” أن “طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة نفّذت، حتى اليوم، أكثر من 135 غارة جوية استهدفت مسلحي التنظيم في كوباني، بينها 11 غارة شنت يومي أمس (الأحد) وأمس الأول (السبت)، وساعدت المقاتلين الأكراد على صد محاولة جديدة قام بها الدولة الإسلامية لقطع خطوط إمداداتهم من تركيا”.
ورأت “سنتكوم” أن “المؤشرات تدل على أن هذه الغارات، بالتضافر مع المقاومة المستمرة على الأرض ضد تنظيم الدولة الإسلامية، أدت إلى تباطؤ تقدم التنظيم داخل المدينة، وأسفرت عن مقتل المئات من مقاتليه وتدمير أو إعطاب العشرات من معداته العسكرية ومواقعه القتالية”. وحذرت، في الوقت ذاته، من أن “الوضع الأمني لا يزال هشاً في كوباني حيث يواصل تنظيم الدولة الإسلامية تهديد المدينة وتواصل القوات الكردية مقاومته”.
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية التركية، في بيان، أن مجال تركيا الجوي لم يستخدم في عمليات إسقاط الأسلحة الأميركية في عين العرب.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التونسي منجي حامد، إن أنقرة اتخذت إجراءات لمساعدة المقاتلين العراقيين الأكراد على الوصول إلى مدينة عين العرب مروراً بالأراضي التركية لمحاربة التنظيم، موضحاً “نساعد مقاتلي البشمركة الأكراد على عبور الحدود للتوجه إلى كوباني، ومحادثاتنا مستمرة حول الموضوع”. وأضاف: “لم نشأ أبداً أن تسقط كوباني، وقد قامت تركيا بعدة مبادرات للحؤول دون ذلك”.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن أبلغت تركيا أن “إسقاط أسلحة للأكراد السوريين لا يمثّل تغييراً في السياسة الأميركية”. وأعرب عن أمل بلاده في أن “يواصل الأكراد، الذين اثبتوا أنهم مقاتلون أشداء وبواسل، قتالهم”.
وفي سياق متصل، قال المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردي ريدور شليل، إن “الأسلحة والذخائر التي ألقتها الطائرات الأميركية ستساعد المقاتلين الأكراد كثيراً في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية”.
وأضاف أن “المساعدات العسكرية كانت جيدة وواشنطن مشكورة على هذا الدعم”، معرباً عن أمل الأكراد “في مزيد من الدعم”.
(أ ف ب، رويترز)
أردوغان: المدافعون عن عين العرب إرهابيون!
الجيش يتقدّم في ريفي دمشق وحلب
جدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، امس، طرح شروطه للمشاركة في أي حرب دولية على تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش»، وهي إقامة «منطقة عازلة» ومهاجمة النظام السوري من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الاسد. لكنه أضاف تبريراً جديداً لرفض الدعوات الموجهة إلى بلاده للسماح بتسليح مقاتلي «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» السوري الذين يقاتلون في مناطق الشمال السوري وحدهم ضد العصابات التكفيرية، وذلك بحجة أنه «منظمة إرهابية»، فيما كانت الاشتباكات تستعر بين المقاتلين السوريين الأكراد وعناصر «داعش» في مدينة عين العرب (كوباني) السورية.
في هذا الوقت، واصل الجيش السوري تقدّمه في ريفي حلب ودمشق. وسيطر الجيش على مخيم حندرات الفلسطيني قرب قرية حندرات، بعد عملية عسكرية بدأت بقطع خطوط إمداد المسلحين، عبر سيطرته على قرية الجبيلة قرب سجن حلب والسوق الحرة ومنطقة المعامل، ما يفتح الطريق بشكل مباشر للوصول إلى منطقة كاستيللو لإطباق الحصار على المسلحين داخل حلب.
ويمهّد الجيش بذلك لعملية عسكرية مباشرة لفك الحصار عن قريتي نبل والزهراء، على بعد نحو كيلومترين فقط عن قرية باشكوي التي سيطر عليها مؤخراً.
ويأتي ذلك بعد ساعات من تحقيق الجيش تقدماً كبيراً على المحور الشمالي الشرقي من جوبر في ريف دمشق، على مساحة تمتد من كراجات البولمان إلى جسر زملكا، مروراً بجامع طيبة الذي كان معقلاً لـ«جيش الإسلام». وأدّى هذا التقدم إلى قطع خطوط إمداد المسلحين من الغوطة الشرقية الى جوبر، الملاصقة للعاصمة دمشق.
وتواصل انضمام مجموعات مسلحة إلى «داعش». وقال معارضون إن «حوالى 30 آلية تقل مسلحين تابعين للواء التوحيد غادرت حلب وتوجّهت نحو الرقة، حيث بايع المسلحون داعش. كما انتقل قائد جيش الشام راشد طكو والمئات من عناصره من سرمين في ريف ادلب إلى الرقة حيث بايع داعش».
وبحث أردوغان مع نظيره الأميركي باراك أوباما، في اتصال هاتفي، «الإجراءات الممكن اتخاذها لوقف تقدم تنظيم داعش، والتطورات الأخيرة في سوريا، بما فيها الوضع في عين العرب».
وذكرت الرئاسة الأميركية، في بيان، أن «الرئيسين تحدّثا مساء السبت وبحثا وضع سوريا، خصوصاً الوضع في كوباني والإجراءات التي يمكن اتخاذها لوقف تقدم الدولة الإسلامية». وأضافت أنهما «دعوا إلى مواصلة العمل بشكل وثيق لتعزيز التعاون ضد الدولة الإسلامية».
وكان أردوغان قال، للصحافيين المرافقين له خلال عودته من كابول، «لقد تقدمت تركيا بأربعة طلبات للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش بشأن ما يجري في سوريا. طلبنا إعلان منطقة حظر جوي، وإقامة منطقة آمنة، وتدريب السوريين وتزويدهم بالسلاح، وشن عملية ضد النظام السوري نفسه. من دون تحقيق هذه المطالب، لا يمكن أن نشارك في أي عمليات».
وشدد على «ضرورة إقامة تلك المنطقة (العازلة) من أجل اللاجئين السوريين وضمان حمايتهم فيها». وقال إن «مسؤولين أميركيين والقوات المسلحة التركية ووزارة الخارجية ناقشوا ما ستقوم به الوحدات المعنية بخصوص إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية»، مؤكداً أن «تركيا لن تتنازل عن المطالب التي طرحتها كشروط لمشاركتها في التحالف الدولي».
وأضاف «ليس واضحاً حتى الآن ما المطلوب منا بخصوص قاعدة إنجيرليك العسكرية. وحين نعلم سنناقش الأمر مع وحداتنا الأمنية، وبناء على ما سنتوصل إليه، سنوافق على ما نراه مناسباً لنا، وإلا فلا يمكن أن نوافق».
وحول ما يتردد عن اعتزام بعض الدول تزويد «الاتحاد الديموقراطي الكردي» السوري بالسلاح، «لتشكيل جبهة ضد داعش»، قال أردوغان «هذا الحزب، بالنسبة لنا، منظمة إرهابية لا تختلف عن حزب العمال الكردستاني. سيكون من الخطأ توقع أن نقول نعم للولايات المتحدة حليفتنا في حلف شمال الأطلسي لإعطاء مثل هذا الدعم. توقع مثل هذا منا أمر مستحيل».
وبعد ساعات من وصول تعزيزات «داعش» من ريفي الرقة وحلب إلى عين العرب، اندلعت اشتباكات، هي الأعنف منذ أيام، مع المقاتلين الأكراد السوريين، حيث أمطر التكفيريون المدينة بحوالى 50 قذيفة هاون، سقط بعضها داخل الأراضي التركية، من دون أي ردّ من القوات التركية المنتشرة بكثافة على الحدود مع سوريا. ونفذت طائرات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، ثلاث غارات في عين العرب ومحيطها، أمس ما تسبب بمقتل 15 عنصراً من «داعش»، بعد يوم من شن حوالى 10 غارات على المنطقة.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «الاشتباكات تجدّدت بين وحدات حماية الشعب الكردي وعناصر الدولة الإسلامية في منطقتي الراوية والدهماء بالريف الغربي لمدينة رأس العين في ريف الحسكة».
دي ميستورا
وقال مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي أكبر ولايتي، خلال لقائه مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في طهران، «ينبغي أن تتوقف الأزمة في المنطقة وأن نبحث عن حل سلمي وسياسي لتسوية الأزمة السورية».
وأضاف «ما يحدث في سوريا أمر مستغرَب لم يسبق له مثيل في التاريخ، لأن سوريا کدولة مستقلة مع حكومة مستقلة تتعرّض لهجوم أجنبي وتنتهك سيادتها ويتحمل شعبها المعاناة والآلام يومياً کما أن الإرهابيين والمعارضين فيها يتلقون التدريب والأسلحة والعتاد». وتابع أن «أولئك الذين يدعمون جماعة داعش مالياً وعسكرياً يريدون اليوم التصدي له، رغم أنهم کانوا قد هيأوا له قواعد تدريبية في بعض الدول».
من جانبه، قال دي ميستورا إن «استمرار الأزمة في سوريا يضرّ بالمنطقة، لذلك يجب عدم إهدار الفرص، لأن العديد من المؤتمرات عقدت لتسوية الأزمة، لكنها لم تثمر عن شيء يُذكر».
وأكد دي ميستورا ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «ضرورة بذل الجهود من قبل اللاعبين المهمين علي الصعيد الإقليمي والدولي للتوصل إلى حل سياسي علي أساس حقائق الساحة في سوريا».
(«السفير»، «الأناضول»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
«البغدادي» خرج من سجن بوكا أكثر تطرفا وكفر بـ«الإخوان»… ودرّسه الفقه عالم صوفي
أصدقاء “الخليفة” يروون تفاصيل علاقته بالجماعة في العراق… وتفضيله البقاء ملثما
انطاكيا ـ «القدس العربي» ـ من وائل عصام: في بداية عام 2000 جلس البغدادي مع احد قادة العرب السنة البارزين اليوم، بدا غاضبا يشتكي من قيادته في الإخوان المسلمين، «جماعتنا مو حيل محتضنينا»، كلمات قالها البغدادي ويتذكرها القيادي السني، كان البغدادي حينها طالب دكتوراة في جامعة صدام للعلوم الإسلامية.
البغدادي كان في تنظيم الإخوان المسلمين لكنه كان على خلاف دائم معهم لتوجهاته السلفية، وانفصل عنهم بعد الاصطدام بهم وانضم لـ «القاعدة»، هذا بحسب قيادات وشخصيات سنية كانوا على علاقة بالبغدادي منذ اقامته في الطوبجي في بغداد حتى دراساته العليا في الشريعة.
ويقول القيادي السني الذي كان يعرف البغدادي من ايام دراسته للدكتوراة، انه وبرغم انتماء البغدادي للإخوان الا انه كان ذا ميول سلفية معروفة تماما كحال مرشده الاول القيادي الجهادي محمد حردان قائد جيش المجاهدين السلفي في العراق، فمحمد حردان كان قياديا معروفا في تنظيم الإخوان المسلمين العراقي، ولكنه غادر لأفغانستان للقتال مع الجهاديين وعاد في بداية التسعينيات بميول سلفية واضحة، وخرج من التنظيم الإخواني في العراق.
وارتبط البغدادي بمجموعة حردان تنظيميا وفكريا، وبعد سقوط بغداد أسس حردان جيش المجاهدين السلفي، احد اكبر الفصائل الجهادية في العراق. وحسب مقربين من الفصائل الجهادية فإن البغدادي لحق بمعلمه حردان وانضم لفترة وجيزة الى جيش المجاهدين،
وبعد خروج البغدادي من سجن بوكا بدا اكثر تطرفا، وانضم لمجلس شورى المجاهدين بقيادة قاعدة التوحيد والجهاد.
ويتذكر صديق آخر للبغدادي وهو من قيادات «القاعدة في الفلوجة «خصلة ملفتة في شخصية البغدادي فيقول « كل تنظيم خرج منه البغدادي اصبح معاديا له، خرج من الإخوان فأصبح يكفرهم علنا ويسميهم عملاء زلماي خليل زاده، خرج من جيش المجاهدين للقاعدة فاصطدم بهم كثيرا خصوصا في الكرمة».
ويتذكر بعض قادة الفصائل الذين اجتمعوا مع البغدادي في احد الاجتماعات عام 2007 لوضع حد للأقتتال السني السني بين «القاعدة» والفصائل الجهادية السنية الأخرى، يتذكرون كيف كان البغدادي يقول «هؤلاء حربهم أولى من الأمريكان» وكثيرا ما كان يهاجم الفصائل المقربة من الإخوان في العراق كجامع وكتائب صلاح الدين».
ويروي قيادي من احد الفصائل ان البغدادي كان يفضل اخفاء هويته والبقاء ملثما حتى في الاجتماعات مع فصائل تضم اقرباء له، وفي احد الاجتماعات المخصصة للتفاوض من اجل ايقاف الحرب بين «القاعدة» والفصائل الإسلامية السنية عام 2007 كان البغدادي يجلس ملثما، وعندما تحدث عرفه احد اقربائه بفضل علاقة نسب، فقد كان القيادي ينتمي لمدينة كبيسة العراقية وهي نفس مدينة زوجة البغدادي، وقال له «يعني انت نسيبنا وتتلثم علينا» فضحك البغدادي ونزع اللثام.
ولكن قياديا بارزا من الإخوان المسلمين في الفلوجة ينفي انتماء البغدادي لتنظيم الإخوان العراقي، ويقول انه كان مقربا فقط منهم، بفضل علاقته بمحمد حردان.
ويقول القيادي ان البغدادي كان متشددا سلفيا ولم يكن لينسجم مع فكر الجماعة المعتدل، وحتى القيادي حردان الذي كان مع الإخوان ترك التنظيم بسبب رفضنا ذهابه لأفغانستان.
ويكشف القيادي مزيدا من المعلومات التي لم تكشف من قبل عن مسيرة البغدادي ويقول انه جاء للفلوجة لدراسة العلوم الشرعية في التسعينيات، وانه درس النحو والفقه والقراءات القرآنية على يد علماء الفلوجة. ويوضح «كثير من العلماء الذين درس البغدادي على يدهم في الفلوجة هم صوفيون، خصوصا في العلوم التي لا تتعلق بالمنهج السلفي، وهذا لا يعني ان البغدادي صوفي اذا درس على يد صوفيين».
ويقول القيادي الإخواني ان البغدادي درس علوم الفقه على يد عالم صوفي من الفلوجة هو حمزة العيساوي.
ويظهر البحث الذي قمنا به على مدى اشهر ان البغدادي كان معروفا في اوساط الإسلاميين السنة من الإخوان والسلفيين، ولم يكن شخصية مجهولة كما روج البعض، بل أن عمه هو اسماعيل البدري عضو هيئة علماء المسلمين في العراق، ولكنه يكفره كما يكفر الهيئة وعلماءها جميعا، ومن صلات القرابة الأخرى للبغدادي ان شقيقة زوجته متزوجة من قيادي في الحزب الإسلامي العراقي وهو تنظيم الإخوان المسلمين العراقي، وقد اعتقل الرجل اكثر من مرة من قبل الأمريكان بسبب صلة النسب هذه.
وتتعمد بعض الفصائل السنية في العراق وسوريا الانتقاص من البغدادي بسبب روح الخصومة الدموية التي تسيطر على علاقتهم بتنظيم الدولة الذي اراد فرض سلطته على باقي الفصائل السنية بالقوة والبطش الوحشي، فلم يكن البغداي مجرد لاعب كرة قدم ماهر يطلق عليه ميسي في حي الطوبجي حيث كان يقيم هناك في مسجد، لكنه وحسب المعلومات التي تكشفت ايضا من رفاق البغدادي كان قياديا تدرج في مهام الإدارة بعد انضمامه للتنظيم، فتولى منصب المسؤول الشرعي لـ «القاعدة»في قضاء الكرمة شرق الفلوجة، ثم المسؤول الشرعي لمحافظة صلاح الدين، ثم الشرعي العام لتنظيم «القاعدة في العراق»، وفي تلك الفترة اعتمد عليه ابو عمر البغدادي وابو حمزة المهاجر المصري بسبب عدم معرفة شخصيته للأجهزة الأمنية والقوات الأمريكية، وبعد مقتل ابو عمر والمهاجر تولى ابو بكر البغدادي قيادة التنظيم عام 2010.
ورغم ان معظم الشخصيات السنية الإسلامية التي التقيناها تؤكد انتماء البغدادي للإخوان سابقا إلا انها تشير ايضا الى العلاقة المتوترة فيما بينهم بسبب ميوله السلفية، واليوم فإن الإخوان المسلمين في العراق هم العدو الأول لتنظيم البغدادي وسقط بين الطرفين آلاف القتلى في المواجهات المسلحة الأهلية بين الفصائل السنية عام 2007.
ومن غير الموضوعي النظر لهذه العلاقة بين الإخوان والجهاديين بقالب الحالة المتحالفة بناء على اصولهم الفكرية، كما تفعل الأنظمة العربية المعادية للإخوان (الذين فازوا في كل الانتخابات الديمقراطية التي جرت لأول مرة في الوطن العربي)، كما يشترك بهذه النظرة التيارات المعادية للإسلام السياسي الذي يمثل نصف المجتمع السني على الأقل، واختزالهم بكتلة متطرفة واحدة، واصحاب هذه النظرة يتناسون دوما حجم العداء الدموي بين «القاعدة» والفصائل السلفية في سوريا والعراق قبل العداء مع الإخوان، كما انهم ربما لا يعرفون ان تنظيم الإخوان المسلمين في العراق ( الحزب الإسلامي) كان القوة الدافعة الأساسية لتشكيل الصحوات وتسليح الفصائل السنية التي قاتلت القاعدة واضعفت وجودها بحلول عام 2007 في العراق.
ولعل التطورات التي طرأت على انتماء البغدادي من الإخوان للسلفية المعتدلة ثم الى يمين القاعدة بالجهادية المتطرفة، هذه المراحل لعلها تختصر تحولات طرأت على المجتمع السني في العراق وسوريا الذي بات اكثر استعدادا للتطرف كردة فعل على التطرف المقابل، وهذا ادى لانحسار التيار الإسلامي المعتدل الممثل بالإخوان لصالح تيار جهادي اكثر راديكالية وعداء للآخر. وهي تحولات تبدو مرتبطة باستعار حدة الصراع الطائفي.
فسقوط بغداد كان بالنسبة للبغدادي كسقوط حماة بالنسبة لأبو مصعب السوري الذي تحول هو الآخر من الإخوان المسلمين في سوريا الى «القاعدة» في أفغانستان ليصبح من كبار منظريها، ولعل المفارقة ان زميل ابو مصعب السوري في قيادة الإخوان المفكر الإسلامي سعيد حوى كان بكتبه ومؤلفاته ملهما للقيادي محمد حردان الذي كان من قيادات الإخوان كما قلنا في العراق ثم انشق لميوله السلفية الجهادية، وحردان هو من أتى بالبغدادي للفلوجة ليدرس العلوم الشرعية كما اسلفنا.
وفي المجتمع السني في سوريا يمكن لنا ملاحظة التحولات نفسها اذا نظرنا لتاريخ عائلات قادة فصائل السلفية الجهادية كأحرار الشام وصقور الشام ، فمعظمهم شباب بأعمار الثلاثينات وينتمون لعائلات إخوانية، فأبو طلحة القائد العسكري لأحرار الشام والذي قتل قبل اسابيع مع رفاقه كان والده من كوادر الإخوان في الثمانينيات وسجن في تدمر، وقائد الجبهة الإسلامية قائد فصيل صقور الشام ابو عيسى الشيخ كان والده ايضا من كوادر الإخوان المسلمين الذين اعتقلوا في احداث حماة وتوفي والده تحت التعذيب في سجن تدمر ايضا، فماذا لا نتوقع أن يكون ابنه اكثر تشددا ويتخذ السلفية الجهادية كمنهج يمنح صاحبها قدرا اكبر من العداء والتحشيد والتحريض ضد الاخر ؟! على عكس فكر الإخوان الأقل عدائية ، فانتهاج الإخوان المسلمين عموما للسلمية في عملهم السياسي اضعف من دورهم في الساحة السنية في مرحلة عنف واقتتال مذهبي لعب فيها التيار السلفي الجهادي الدور الأكبر في تشكيل الفصائل المسلحة للسنة في عراق ما بعد صدام وسوريا ما بعد الثورة، فالسلفية الجهادية تملك مشروع حرب اكثر مما تملك مشروع حكم على عكس الإخوان.
الطائرات الأمريكية تدمر امدادات سقطت خطأ قرب مقاتلي “الدولة الاسلامية” في كوباني
واشنطن- (أ ف ب): قال الجيش الأمريكي الاثنين ان مقاتلاته دمرت امدادات سقطت خطأ على مشارف بلدة كوباني الحدودية السورية خشية سقوطها بيد تنظيم الدولة الاسلامية بدلا من المقاتلين الاكراد.
وذكرت القيادة الأمريكية الوسطى ان المقاتلات استهدفت الامدادات للحيلولة دون سقوطها في يد مقاتلي التنظيم المتطرف، بعد ان قامت بعملية القاء اسلحة وامدادات للمقاتلين الاكراد المحاصرين.
وقالت القيادة ان “كل مجموعات الامدادات تم تسليمها بنجاح”، وتضمنت اسلحة واغذية وادوية في اول عملية من نوعها منذ بدء القتال في كوباني.
من ناحية اخرى شنت الطائرات الأمريكية ست غارات جوية على المنطقة المحيطة بالمدينة الأحد والاثنين واصابت مواقع قتالية للتنظيم المتطرف وشاحنة تابعة له.
كما شنت الطائرات الأمريكية والفرنسية والبريطانية ست غارات اخرى في العراق المجاور ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية قرب الفلوجة ومصفاة بيجي للنفط.
لافروف: روسيا تسلّح حكومتي سوريا والعراق لمواجهة المتطرفين
موسكو- الأناضول: قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن “روسيا تقدم الدعم بشكل مستمر لحكومتي العراق وسوريا، ولغيرها من دول المنطقة في مواجهتها للمتطرفين الذين يسعون للاستيلاء على الحكم” مشيرا أن الدعم يشمل “تزويد هذه الحكومات بالأسلحة، والمعدات العسكرية”.
وأعلن لافروف، في محاضرة ألقاها الاثنين في موسكو، حول السياسة الخارجية الروسية، أن بلاده لم تنضم إلى التحالف ضد تنظيم “داعش” الإرهابي “لأنه يعمل دون تفويض مجلس الأمن”، مشيرا أن واشنطن “لم تقدم توضيحات بشأن عمليتها في سوريا”.
وأضاف لافروف أن “واشنطن تقوم بالتوازي مع ضرب “داعش” بدعم المعارضة المسلحة، التي تعتبرها معتدلة ومقبولة، وذلك لتعزيز قدراتها لتتمكن من إسقاط نظام الأسد” مشيرا أن “الكثيرين تجاهلوا سابقا خطر “داعش” بسبب رغبتهم في استخدام التنظيم لمواجهة الأسد”.
ودعا لافروف إلى “تشكيل تحالف حقيقي ضد المتطرفين على أساس استراتيجية مشتركة وقرار دولي”، مشيرا أن “مكافحة الإرهاب وفق خطة جيوسياسية ترمي لمعاقبة هذا النظام أو ذاك سبيل خاطئ ولا أخلاقي ويؤدي إلى تفاقم الفوضى”.
وقال لافروف: “احتكرت الولايات المتحدة حق التدخل في شؤون دول أخرى، تحت شعار الدفاع عن حقوق الإنسان، مستخدمة طيفا واسعا من الوسائل” مشيرا أن “واشنطن تدخلت عسكريا في يوغوسلافيا، وليبيا، دون قرار من مجلس الأمن، أو على نحو ينتهك التفويض الدولي”.
واعتبر لافروف نتائج وجود قوات التحالف الدولي في أفغانستان غير مرضية، مضيفا “اليوم، عندما يستعد التحالف للخروج من أفغانستان، قبل نهاية العام، فإن هذا البلد بعيد عن الاستقرار، ويبقى مصدرا لانتشار أخطار جدية، بما في ذلك خطر الإرهاب، وكذلك تهريب المخدرات، الذي ازداد خطورة أثناء وجود قوات التحالف في البلاد”.
أكراد سوريون يلجأون إلى مخيم يحمل اسم انتحارية قاتلت الدولة الاسلامية
سورج- (أ ف ب): وجد الاكراد السوريون الذين تدفقوا على تركيا من كوباني ملجأ لهم في مخيم جديد اطلق عليه اسم “ارين ميركان” الكردية التي فجرت نفسها اثناء معركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في بلدة عين العرب (كوباني بالكردية) المحاصرة.
ويقع المخيم الجديد في بلدة سروج التركية الحدودية. واطلقت البلدية التي يهيمن عليها حزب الشعب الديموقراطي الموالي للاكراد، اسم الانتحارية عليه.
وارين ميركان شابة كردية من شمال سوريا نفذت هجوما انتحاريا مطلع الشهر الحالي في موقع لتنظيم الدولة الاسلامية في كوباني.
وكانت اول انتحارية تستخدمها القوات الكردية في النزاع ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يستخدم هذا الاسلوب في القتال.
وكانت ميركان اول مقاتلة تعمل بشكل تام مع وحدات حماية الشعب الكردي المتمردة، ومقرها سوريا. وتردد انها قتلت عددا من الجهاديين.
وقال جهاد انكو المنسق المحلي للمخيم الذي يتسع لنحو 5500 شخص وبدأ في استقبال اللاجئين من كوباني الاسبوع الماضي ان “ارين كرست حياتها لشعبها، واثبتت ما يمكن ان تفعله المرأة”.
واضاف “تم الحفاظ على أسمها وشرفها .. واظهرت ان هناك نساء كذلك في وحدة حماية الشعب يستطعن القتال والتضحية بانفسهن من اجل حريتهن”.
وبدأ تنظيم الدولة الاسلامية تقدمه نحو كوباني في ايلول/ سبتمبر لتشديد سيطرته على مساحة شاسعة على الحدود بين تركيا وسوريا.
وأدى هجوم التنظيم إلى خروج جماعي من كوباني والقرى المحيطة حيث فر 200 الف شخص إلى تركيا التي تاوي 1,5 مليون سوري فروا من النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات في بلادهم.
ويقيم العديد من اللاجئين السوريين في مخيمات في سورج تدريبها مديرية الطوارئ التركية. الا ان انكو قال إن المخيم الجديد لم يتلق أي دعم حكومي، مؤكدا انه لا يزال يفتقر إلى الكهرباء والماء.
ويتواصل البناء في المخيم فيما يحاول اللاجئون التاقلم مع العيش في ظروف سيئة. ولم يتمكن العديد منهم من الاستحمام منذ ايام، بينما يضطر اخرون الى حمل المياه من محطة وقود في طرف المخيم.
وعندما يلاحظ اللاجئون المشغولون بتلبية احتياجاتهم اليومية، ان المخيم يحمل اسم الانتحارية الكردية، يعبرون عن فخرهم بها.
وتقول اللاجئة وحيدة مصطفى امام خيمتها “يشرفنا ان نعيش في مخيم يحمل اسمها.. فقد كانت جليلة، ومقاتلة، وشجاعة وقامت بعمل لا يمكن لسبعة رجال ان يقوموا به”.
وقال فواز عبدو (55 عاما) وهو يجلس تحت بطانيته في خيمته “ارين كانت اشجع منا. لا احد يستطيع ان يفعل ما فعلته”.
ويضيف “لقد ضحت بدمها من اجلنا، هذا امر لا يعوض”.
وتقول جازية ابراهيم (29 عاما) وهي تقف بجوار اطفالها الاربعة في المخيم “لقد ضحت بنفسها من اجل قضية نبيلة. ورفعت معنوياتنا. يا ليتني كنت مكانها. ويا ليت قلوبنا كانت بقوة قلبها”.
كيري: أبلغنا تركيا أن اسقاط أسلحة لأكراد سوريا استجابة “لحظية” للأزمة
واشنطن – (رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الاثنين، إن الولايات المتحدة أبلغت تركيا أن اسقاطها أسلحة جوا للأكراد السوريين الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية قرب مدينة كوباني السورية جاء استجابة لأزمة ولا يمثل تغييرا في السياسة الأمريكية.
وتابع للصحفيين خلال زيارة لاندونيسيا “تحدثنا مع السلطات التركية. أنا تحدثت وتحدث الرئيس لكي نوضح تماما أن هذا ليس تحولا في سياسة الولايات المتحدة. إنها لحظة كارثية وطارئة” مضيفا أن ذلك كان “إجراء لحظيا”.
حرب شوارع في عين العرب… وتركيا تحفر خندقا على الحدود
أردوغان : لن نشارك في أي عمليات في سوريا بدون تحقيق مطالبنا الأربعة
اسطنبول ـ «القدس العربي» من اسماعيل جمال: تتواصل حرب الشوارع في عين العرب السورية الحدودية مع تركيا بين تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي يحاول منذ اكثر من شهر السيطرة على المدينة، ومقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية الذين يقاومون بضراوة، مدعومين من طائرات الائتلاف الدولي التي تواصل غاراتها على مواقع التنظيم الاسلامي المتطرف.
جاء ذلك فيما بدأت السلطات التركية حفر خندق في بلدة «أقجة قلعة»، الحدودية مع سوريا، في إطار مكافحة العبور غير القانوني وعمليات التهريب.
ويبلغ عرض الخندق مترين، فيما يصل عمقه إلى ثلاثة أمتار، وتعكف عناصر تابعة للقوات المسلحة على حفره بمحاذاة السياج الحدودي في البلدة، فيما تتواصل الإجراءات الأمنية على طول الخط الحدودي.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تشارك في أي عمليات في سورية دون تحقيق مطالب تركيا الأربعة في هذا الشأن.
واضاف اردوغان «لقد تقدمت تركيا بأربع طلبات للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش بشأن ما يجري في سوريا: طلبنا إعلان منطقة حظر جوي، وإقامة منطقة آمنة، وتدريب السوريين وتزويدهم بالسلاح، وشن عملية ضد النظام السوري نفسه»، مضيفا أنه «بدون تحقيق هذه المطالب لا يمكن أن نشارك في أي عمليات».
ونفذت طائرات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة ليل السبت الاحد ثلاث غارات في عين العرب (كوباني بالكردية) ومحيطها، ما تسبب بمقتل 15 عنصرا من التنظيم المعروف باسم «داعش»، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. على الرغم من ذلك، تمكن التنظيم من التقدم قليلا في اتجاه وسط المدينة، بينما كان المقاتلون الاكراد ينجحون في استعادة بعض المواقع لجهة الشرق.
واشار المرصد السوري الى ان تنظيم «الدولة الاسلامية» تعرض لخسائر فادحة خلال الايام الاخيرة. واورد المرصد ان جثث ما لا يقل عن سبعين مقاتلاً من التنظيم وصلت تباعاً خلال الأيام الأربعة الفائتة إلى المشفى الوطني في مدينة تل أبيض في محافظة الرقة (شمال). وقد لقي هؤلاء مصرعهم خلال المعارك مع «وحدات حماية الشعب» في عين العرب.
وقتل في معارك السبت الاحد، بحسب المرصد، 16 عنصرا من «الدولة الاسلامية» وسبعة مقاتلين اكراد.
واكد مسؤول كردي محلي في عين العرب ادريس نعسان ان تنظيم «الدولة الاسلامية استقدم مزيدا من التعزيزات الى المدينة»، مشيرا الى «انهم يهاجمون بضراوة، ولكن بفضل الضربات الجوية ورد المقاتلين الاكراد، لم يتقدموا».
وتجري معركة عين العرب تحت نظر العالم بأسره، وتلقى اهتماما من كل وسائل الاعلام في المنطقة والعالم.
«عين العرب» السورية تشهد أعنف قتال منذ أيام… و جثث 70 مسلحا من «داعش» تصل مستشفى قريب
عواصم ـ وكالات: أفادت مصادر داخل مدينة كوباني «عين العرب» الحدودية السورية والمرصد السوري لحقوق الانسان امس الاحد أن المدينة شهدت أعنف قتال منذ أيام الليلة قبل الماضية فيما هاجم تنظيم الدولة الإسلامية المقاتلين الأكراد بقذائف مورتر وسيارات ملغومة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن التنظيم الذي يسيطر على أجزاء كثيرة من سوريا والعراق أطلق 44 قذيفة مورتر على المناطق الكردية في كوباني السبت وإن بعضها سقط داخل أراضي تركيا. وأضاف أن أربع قذائف أخرى أطلقت امس الاحد.
وتتفاوت حمية القتال المستمر في كوباني بين الصعود والهبوط منذ شهر. وكان الأكراد حذروا قبل أسبوع من أن سقوط المدينة في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية بات وشيكا. وكثف تحالف تقوده الولايات المتحدة غاراته الجوية على الدولة الإسلامية التي تنشد السيطرة على كوباني لتعزيز موقعها في شمال سوريا.
وزادت الغارات على الدولة الإسلامية حول كوباني واعتبر مصير المدينة اختبارا مهما لحملة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الاسلاميين المتشددين.
وتصر تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي على ضرورة أن يتصدى التحالف أيضا للقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا التي قتلت نحو 200 ألف مدني منذ مارس آذار 2011.
وقال عبد الرحمن جوك وهو صحافي في كوباني «شهدنا أعنف اشتباكات منذ أيام وربما منذ أسبوع الليلة الماضية. هاجمتنا (الدولة الإسلامية) من ثلاث نواح مختلفة من بينها ناحية مبنى البلدية والسوق.
«استمرت الاشتباكات حتى الصباح. قمنا بجولة في المدينة في الصباح الباكر ورأينا الكثير من السيارات المحطمة في الشوارع وقذائف المورتر التي لم تنفجر.»
وذكر المرصد أن تنظيم الدولة الإسلامية شن هجومين بسيارتين ملغومتين مستهدفا مواقع كردية مساء السبت ما أسفر عن سقوط ضحايا. وتصاعدت سحابة من الدخان الأسود في سماء كوباني امس الاحد.
وقالت مقاتلة في وحدات حماية الشعب السورية الكردية طلبت عدم نشر اسمها إن المقاتلين الأكراد تمكنوا من تفجير السيارتين الملغومتين قبل أن تصلا إلى أهدافهما.
وأضافت «كانت هناك اشتباكات ليلة اول أمس السبت في كل أنحاء كوباني… وما زالت الاشتباكات مستمرة هذا الصباح.»
وقال المرصد إن 70 من مقاتلي الدولة الإسلامية قتلوا في اليومين الماضيين بحسب ما قالته مصادر في مستشفى ببلدة تل أبيض القريبة نقلت إليه جثث المقاتلين.
وأضاف المرصد أن بعض المقاتلين السوريين من لواء ثوار الرقة الذي يحارب إلى جانب المقاتلين الأكراد أعدموا اثنين من أسرى الدولة الإسلامية.
وقال «أحدهما كان طفلا يبلغ من العمر نحو 15 عاما. قتلوهما بالرصاص في الرأس.»
وكانت تسجيلات فيديو وبيانات أصدرها تنظيم الدولة الإسلامية أوضحت أنه نفذ أيضا عمليات اعدام منذ بدء هجومه في سوريا والعراق فقتل المئات من خصومه ومئات المدنيين المخالفين له في الرأي.
وفر مئات الآلاف مع اقتراب مقاتلي الدولة الإسلامية. وتستضيف تركيا نحو 1.5 مليون لاجئ سوري بينهم قرابة 200 ألف سوري كردي من كوباني التي تعرف أيضا باسم عين العرب.
ورفضت أنقرة اعادة تسليح المقاتلين الأكراد المحاصرين الذين يشكون من تفاوت واضح في السلاح أمام الدولة الإسلامية التي استولت على أسلحة كثيرة من الجيش العراقي بعد سيطرتها على مدينة الموصل في يونيو/ حزيران.
وتنظر تركيا إلى وحدات حماية الشعب بعين الريبة نظرا لصلاتها الممتدة بحزب العمال الكردستاني الذي بدأ تمردا ضد الدولة التركية قبل 30 عاما للمطالبة بالحكم الذاتي للأكراد.
ونقلت وسائل الاعلام التركية امس الاحد عن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قوله إن أنقرة لن تسلح أبدا وحدات حماية الشعب من خلال جناحها السياسي حزب الاتحاد الديمقراطي.
وأضافت نقلا عنه «هناك حديث عن تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي لتأسيس جبهة هنا ضد الدولة الإسلامية. بالنسبة لنا لا فرق بين حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني فهو منظمة ارهابية. سيكون من الخطأ توقع أن نقول نعم للولايات المتحدة حليفتنا في حلف شمال الأطلسي لإعطاء مثل هذا الدعم. توقع مثل هذا منا أمر مستحيل.»
وأثار هذا الموقف مشاعر الغضب بين أكراد تركيا الذين يمثلون نحو 20 في المئة من السكان. وقتل أكثر من 35 شخصا في أعمال شغب بعدة مدن تركية في وقت سابق هذا الشهر.
قيادي سوري معارض لـ«القدس العربي»: حزب الله اللبناني وجيش نظام دمشق يستعدان لمعركة حاسمة في القلمون
محمد الزهوري
القلمون ـ «القدس العربي» قال القيادي البارز في صفوف المعارضة المسلحة في القلمون «أ.غ» لـ»القدس العربي»، إن: «حزب الله اللبناني وجيش النظام السوري يستعدان من جديد لمعركةٍ حاسمة في القلمون»، على الرغم من معارك الكرّ والفرّ التي تجري بين الفَينة والأُخرى وهي «لن تكون القصير أو يبرود وغيرها»، فيما قال ناشطون إن هذه الجملة التي تذكّرنا بمعارك قديمة للمعارضة السورية المسلحة والتي كانت دائماً ما تحمل عنوان «إنسحاب تكتيكي».
بدوره قال مراسل «القدس العربي» الذي دخل الجبال التي تربط البلدات اللبنانية بسوريا في القلمون، ووقف على مجريات المعارك الأخيرة التي «لم تحصد منها المعارضة المسلحة أيّ هدف يقف لصالحها، فالوديان التي يسيطر عليها المقــــاتلون أضحت محاصــرة بشكلٍ مطبق ولا يوجد أيّ خط إمداد، لكن عناصر المعارضة المسلحة سبق لها وتعودت على الحصار من معارك بابا عمرو والقصير في محافظة حمص إلى يبرود وقارة والنبك في ريف دمشق».
وهذا ما أكدّه أحد القادة الميدانيين في القلمون فضل عدم ذكر اسمه لـ»القدس العربي»، قائلا: «ندرك تماماً ما سيحدث خلال المرحلة القادمة، وربّما نحن محاصــــرون لكن هذا الحصـــار ليس الأول على شبابنا، لا يهمّنا أين ننام في مغارات أو مـقـــرات، المهم أنّنا نرابط و نقاتل من أجل الحق ورفع رايته وإن كان الثمـــن هو موتنا».
وتابع أن «الثوار هنا قطعوا رأس الحيّة منذ أربع سنوات وأكلوها» معبراً عن القساوة التي اعتادها المقاتلون ومدى بسالتهم القتالية وقوتها، مضيفا أن «الخيارات أمامنا ليست بكثيره لكنّها ستخلط أوراقاً جديدة، فمن الجرود هذه إلى جرود بريتال والبلدات اللبنانية لا يمنعنا أحد سوى نتائج المعركة التي سنحصدها في مواقع تابعة لحزب الله اللبناني».
وأشار القيادي إلى أن «الشعب اللبناني أيقنَ اليوم لمجرّد دخولنا لبنان هو تحصيل ما فعله حزب الله في أراضينا، فهم الآن يسيطرون على مدننا وهم السبب الرئيسي لصمود النظام حتى الآن فقد ساندوه بشرياً وقتالياً»، متسائلا «هل نقف متفرجين على مغتصبي حقنا؟».
وباتت السلسلة الجبلية التي تصل سوريا بلبنان موقعاً ساخناً منذ معركة عرسال في أب /أغسطس، حيث دخل مقاتلون سوريون إلى البلدة بعد إعتقال أحد قادتهم،وأقدموا على أسر عددٍ من الجنود اللبنانيين الذين لم يُفرج عنهم حتى الآن.
وجرت مؤخرا معركة في بلدة بريتال والتي تكبّد فيها حزب الله اللبناني خسائر فادحة بالعتاد والأرواح، وأعلن عن مقتل عددٍ كبير في صفوفه على أرضه، وبحسب مراقبين أن هذا يدل على أنّ المعارضة المسلحة والفصائل الإسلامية الموجودة في القلمون إذا قصدت الدخول إلى لبنان ستدخل وبقوة جارفة.
الحياة في دمشق عادية… سكانها نسوا الحرب ويخافون من «داعش» أكثر من الأمن والعلويون حانقون ويلومون الأسد على توريطهم أما المعارضة السلمية فمهمشة
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: تتزايد الأصوات في داخل الولايات المتحدة وخارجها لوضع قوات برية في العراق لمواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
وفي مقال في صحيفة «صنداي تايمز» لجيمس روبن المسؤول السابق في إدارة بيل كلينتون إن صعود «داعش» مرتبط بقرارين لإدارة باراك أوباما: عدم تسليح المعارضة السورية والإنسحاب من العراق عام 2011.
ويقول إن الكذبة التي اختلقها ديك تشيني لاحتلال العراق عام 2003 وهي دعم صدام حسين للإرهاب أصبحت اليوم حقيقة، فها هو العراق يعاني من تهديد إرهابي، لكن الخطر في تزايده بسبب عدم تعافي القوات العراقية من هزيمتها في الموصل وعدم كفاية الغارات الجوية.
ويرى أن لا الجمهوريين ولا دول التحالف ولا الرأي العام الأمريكي لديهم «العزيمة الصلبة» (اسم العملية ضد داعش) للإنتظار حتى تحقق الحكومة العراقية تقدما، وعليه فيجب البحث عن حلول وبشكل سريع.
وكان مراسل صحيفة «فايننشال تايمز» جيف داير يوم أول أمس السبت قد حلل معالم الضغط على أوباما و»المنحدر الزلق» الذي يجد نفسه يواجهه خاصة مطالب دول التحالف بضرب نظام بشار الأسد في دمشق و»داعش» أيضا وهو ما لا تريده الإدارة في الوقت الحالي.
وظل وضع الأسد في معادلة الحملة الجديدة محلا للرفض من دول عربية مشاركة وتركيا، لكن واشنطن تؤكد على أهمية مواجهة «داعش» أولا.
وعلى ما يبدو فالأسد مستفيد من الحملة الحالية وإن لم يشارك فيها. ففي مقال أعده الكاتب الأمريكي تشارلس غلاس ونشره موقع «نيويورك ريفيو أوف بوكس» تحت عنوان «سوريا التي لا نعرف» قدم صورة عن وضع الأسد اليوم وصور فيه آثار الحرب على الطائفة العلوية والتي سقط العديد من أبنائها لكونهم جنودا في الجيش السوري النظامي. ويبدأ غلاس مقالته بصور شاهدها على تليفون ذكي لفتاة علوية من دمشق،و هي لابن عمها الذي قطع رأسه في الرقة بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على قاعدة الطبقة العسكرية، حيث كانت جثته ملقاة إلى جانب خمسة من رفاقه الذين لاقوا المصير نفسه.
وكان ابن عم الفتاة جنديا في الفرقة الـ 17 من جنود الإحتياط حيث ألقى مقاتلوا «داعش» القبض عليهم في قاعدة الطبقة وأمروهم بالمشي نصف عراة في الصحراء قبل أن يذبحهم، حدث هذا في 24 آب/أغسطس الماضي.
وبعد أيام من المذبحة لقي صحافيان أمريكيان وعاملا إغاثة بريطانيان المصير نفسه، جيمس فولي، ستيفن سوتلوف، ديفيد هينز وألان هيننغ.
حنق في جبال العلويين
ويشير الكاتب إلى أن الحكومة السورية لا تنشر أرقاما حول القتلى من بين جنودها ولا طوائفهم ولكن في جبل العلويين شرق ميناء اللاذقية الذي يعتبر مركز الطائفة العلوية، تركت الحرب آثارها عليهم، من ناحية العدد الكبير من القتلى الذين سقطوا في المعارك مع المعارضة السورية.
ويقول الكاتب إن حياة العلويين في القرى لم تتغير حيث لا يزال يقطنها الفلاحون الفقراء رغم ما يقال عن استفادة الطائفة من سيطرة عائلة الأسد على الحكم منذ أربعين عاما.
صحيح أن بعض التجار العلويين في المدن مثل اللاذقية وطرطوس استفادوا من الوضع لكن هذا ينطبق على السنة والمسيحيين والدروز وغيرهم من مكونات الشعب السوري «وهذا يفسر، حسب مشاهداتي أن نسبة لا يستهان بها من السنة في سوريا الذين يشكلون نسبة 75% من السكان لم يحملوا السلاح ضد النظام، ولو فعلوا هذا لما بقي النظام في الحكم» حتى الآن.
ويتحدث الكاتب عن حالة الحنق التي لاحظها بين العلويين بسبب قتل العديد من أبنائهم الشباب أو إصابتهم بجروح خطيرة أثناء خدمتهم في الجيش أو في الميليشيات التي تدعم النظام. فالعلويون لا خيار أمامهم سوى القتال من أجل النظام كما يقول. كما أن ملاحقة الجهاديين لهم تعني دعمهم للنظام الذي يرفضه الكثيرون منهم ويعارضونه ويلومونه على الورطة التي وضعهم فيها.
وقد زادت مظاهر الحنق على النظام بسبب تداعيات الطبقة، فبعد مقتل ابن عم الفتاة التي تحدث إليها الكاتب تركت جثته وجثث الآخرين في شوارع الرقة، فيما واصل «داعش» حملته وقتل 200 من الجنود السوريين، وعندها كتب أحد المعارضين العلويين على صفحته في «فيسبوك» «الأسد في القصر وأبناؤنا في القبر».
المعارضة السلمية مهمشة
ويقول غلاس إن حالة الإحباط التي يعيشها العلويون تترافق مع التهميش الذي تعانيه حركات اللاعنف التي بدأت الإنتفاضة ضد نظام الأسد «فمقاهي دمشق التي قابلت فيها الناشطين المعادين للأسد في بداية الإنتفاضة فارغة الآن»، فهؤلاء الناشطون إما معتقلون أو فروا من البلاد للمنفى ومن بقي منهم تخلى عن حلم التغيير.
ومثل بقية العلويين الذين يعبرون عن تذمرهم بالسر لا يملك الناشطون السلميون القدرة على التأثير. ويقول ناشط إنه قضى ثلاثة أيام في السجن كانت تشبه ثلاثة أيام في جهنم، وبعدها «عدت لوظيفتي وتركت السياسة»، ويخاف هذا الناشط من داعش أكثر من قوات الأمن ويحاول تجنب الطرفين.
ويكتب غلاس عن مشكلة المعارضة «المعتدلة» التي بنت كل استراتيجيتها على تدخل غربي على غرار تدخله في ليبيا، وعندما لم يحدث هذا في سوريا لم يكن لدى الجيش السوري الحر ولا أطراف المعارضة خطة بديلة كما أشار باتريك كوكبيرن، الصحافي في صحيفة «إندبندنت» في كتابه الجديد «عودة الجهاد: داعش والإنتفاضة السنية الجديدة»، فبدون دعم جوي تحولت الحرب بين النظام من جهة والجيش السوري الحر إلى حالة من الجمود.
وهنا تكرر الوضع فقد حل «داعش» محل الجيش السوري الحر، وهذا الأخير صعد بعد فشل التظاهرات السلمية. وعلى خلاف الجيش الحر، فقد أظهر قدرات عالية وقسوة وقدرات مالية، واعتمد على الهجمات المفاجئة.
وحقق «داعش» ما لم يستطع الجيش الحر تحقيقه وهو جر الولايات المتحدة إلى سوريا والعراق، ولكن ليس بالطريقة التي كانت تريدها المعارضة السورية أي التدخل للإطاحة بنظام بشار الأسد.
ويعلق غلاس الذي غادر دمشق قبل بدء الغارات التي استهدفت مواقع ل «جبهة النصرة» وتنظيما لم يكن معروفا وهو «خراسان» أن نظام الأسد يأمل بتحوله لحليف سري للولايات المتحدة التي عملت كل جهدها للإطاحة به.
العلاقات الأمريكية – السورية
ورغم تأكيد الولايات المتحدة أن لا دور للأسد في الحملة الحالية ضد «داعش» إلا أن اتصالات بين النظام والولايات المتحدة حدثت في حزيران/يونيو في أوسلو عندما التقت بثينة شعبان مستشارة الرئيس الأسد، الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر ومساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق جيفري فيلتمان في أوسلو.
وكان فيلتمان يحضر مؤتمرا بصفته مسؤولا في الأمم المتحدة ولكن لديه صلاته مع الخارجية.
ونقل بعض الحاضرين للقائه مع شعبان «نعرف أن الأسد سيبقى في الحكم، وتعرفين ما قاله الرئيس أوباما، فكيف سنحل المشكلة؟ فبعد ثلاثة أعوام من دعوة الرئيس الأمريكي لرحيل الأسد، فلا يعرف كيف سيفسر أوباما بقاء النظام السوري». ويرى الكاتب أن ما تحدث به أوباما هو صورة عن طبيعة العلاقة الأمريكية ـ السورية من العداء إلى التعاون.
ونذكر هنا بالعلاقات في السنوات الأولى لحكم حافظ الأسد التي بدأت في عام 1970 ورفضت فيها إدارة ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر التعاون مع أنظمة تميل نحو الكتلة الشيوعية.
هذا الموقف تغير في أثناء حرب تشرين/أكتوبر 1973 حيث زار كيسنجر دمشق واجتمع مع حافظ الأسد الذي وجده «في السياق السوري معتدلا» وأنه «مال نحو السوفييت كمصدر للمعدات العسكرية، ولم يكن بأي حال عميلا للسوفييت».
وفتحت واشنطن سفارتها في دمشق عام 1974 حيث تمتعت الدولتان بشهر عسل قصير حتى دخول سوريا في لبنان.
ولكن انتصار المقاومة الفلسطينية في لبنان عام 1976 أدت بكيسنجر الطلب مرة أخرى من الأسد التدخل وإنقاذ مسيحيي لبنان.
وحدثت نفس الدورة في العلاقات عام 1982 أثناء الإجتياح الإسرائيلي الذي أخرج القوات السورية من معظم لبنان.
وبعد ذلك بسنوات طلبت إدارة بوش من سوريا العودة مرة أخرى، وتبع ذلك فترة جمود في العلاقات حتى طلب جورج بوش من خلال وزير خارجيته جيمس بيكر من الأسد المشاركة في حرب الخليج الأولى لإخراج صدام من الكويت، وقبل الأسد المشاركة.
وبعد هجمات إيلول/سبتمبر 2011 تعاونت الولايات المتحدة مع سوريا ورحلت عددا من المشتبه بتورطهم بالإرهاب إلى دمشق، وانتهت العلاقة باغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق في شباط/فبراير 2005 وهو ما أدى لخروج مهين للقوات السورية من لبنان بعد 30 عاما هناك.
نجاة الأسد
مثل والده الذي رحل عام 2000 كانت لدى بشار الفرصة للنجاة والسيطرة على الإنتفاضة التي صورها منذ البداية أنها انتفاضة «متطرفين وإرهابيين يريدون العودة بسوريا إلى العصور المظلمة».
وهنا يصف غلاس الوضع في المدن ذات الكثافة السكانية والواقعة تحت سيطرة الحكومة بالقول «بتحسن منظور مع كل طلعة جوية أمريكية، تعيش دمشق والمدن ذات الكثافة السكانية راحة من الحرب»، ويشير لما قاله وزير التعليم عن عودة الحياة الدراسية إلى 17.000 مدرسة من بين 22.000 مدرسة في مناطق البلاد، وكيف تعمل الأسواق في المدن خاصة السوق في البلدة القديمة الذي يتوفر فيه كل شيء وإن بأسعار مرتفعة، والشيء الوحيد الغائب هو السياح، ولهذا لا يرتاد بوتيكات السياحة في سوق الحميدية سوى العدد القليل من موظفي الأمم المتحدة ومن تبقى من الدبلوماسيين في البلاد.
ويقول إن المطاعم في دمشق تعج بالزبائن. ولا تزال الشوارع مزدحمة بالسيارات وتشهد اختناقات مرورية، وتعاني العاصمة من قطع مستمر للكهرباء ومن لديه الإمكانيات المالية يمكنه استخدام المولدات في الساعات التي تنقطع فيها الكهرباء.
هذا في داخل دمشق أما في الأحياء المحيطة بها فالوضع مختلف، ففي كل صباح كان يسمع صوت المقاتلات السورية في طريقها لقصف مناطق في جوبر التي هرب معظم سكانها، ودمرت بيوتها بالكامل أما مقاتلو المعارضة فيقال إنهم يختبئون في الأنفاق التي حفروها ويطلقون بين الحينة والأخرى قنابل هاون لم يعد أهل دمشق يهتمون بها.
ويعلق الكاتب «يرفض سكان المدينة مشاهدة أو الإستماع للعنف في الأحياء تماما كما تجاهل سكان بيفرلي هيلز الشغب في حي واتس في لوس أنجليس عام 1965 و1992، وأصبح من السهل التظاهر بعدم وجود حرب» إلا في حالة انفجار قنبلة قريبة من السكان ويقتل جراؤها أشخاصا تعرفهم.
ويتذكر الكاتب كيف أصابت مقذوفه صاروخية خزانا للوقود في منطقة أبو رمانة، وكيف تصاعد الدخان ولكن المتسوقين واصلوا نشاطهم وكأن شيئا لم يحدث.
الركوع أو الجوع
جوبر ليست المنطقة الوحيدة بيد المعارضة لكن النظام نجح في عقد اتفاقيات مع مقاتلين في مناطق أخرى.
ويرى مسؤول في الأمم المتحدة شارك في المحادثات إن ما يقوم به النظام هو جزء من الحملة العسكرية ضد المعارضة وتقوم على تقسيم المناطق، عزلها، محاصرتها حتى يفهم المقاتلون أنهم لن يربحوا الحرب ويجب عليهم التفاوض «تطلق المعارضة على هذا «الركوع أو الجوع»، وتستخدم الحكومة عبارة «مصالحة» ونقول إنها «استسلام».
وينقل عن صديق درزي حاول مثل غيره تجنب دعم طرف على طرف قول إن الناس «متعبون» وحتى الذين قاتلوا النظام يريدون المصالحة.
ويقول عامل الإغاثة في الأمم المتحدة إن الوضع في دمشق أكثر هدوءا، مع أن هناك معارك في مناطق أخرى إلى الشمال والشرق من المناطق المأهولة بالسكان.
المشهد من الطريق
ويشير الكاتب لسياسة النظام تأمين الطرق المجاورة للمناطق التي يعتبرها مهمة لنجاته، خاصة طريق دمشق- حمص ـ اللاذقية، فقد تركت الحرب أثرها على المدن والبلدات الواقعة قربها، فحرستا مدمرة وشبه مهجورة، ثم عدرا المدينة الصناعية التي احتلها الجهاديون العام الماضي ثم استعادتها الحكومة.
وفي حمص التي اعتبرت معقل الثورة السورية منذ عام 2011 اضطر المقاتلون للخروج منها بأسلحتهم الخفيفة في أيار/مايو الماضي، واليوم كل حمص تحت سيطرة القوات الحكومية باستثناء حي الوعر المحاصر.
شمالا لحمص، تعيش مدينة حلب حربا مستمرة بين النظام والحكومة، وتتعرض لغارات النظام بالبراميل المتفجرة. ويشير الكاتب للطريق نحو البحر المار عبر قلعة الحصن التي استعادها النظام وكذا منطقة القلمون وبلدة القصير.
ولا تزال الحرب بعيدة عن مدينة طرطوس التي تعج بالحياة والنشاط كما يقول الكاتب، ولا تزال العبارات من المدينة لجزيرة أرواد نشطة حيث يذهب السكان لتناول طعام الغذاء فيها. وفي اللاذقية المشهد نفسه يمتلىء الشاطىء بالناس، وقد تعرضت المدينة لهجوم عندما قام المقاتلون بقصف قرى علوية لكن النظام رد بسرعة.
وهناك مخاوف من حملة يقوم بها «داعش» والجماعات الجهادية الأخرى قد تنهي كل هذا الهدوء بهذه الجيوب الآمنة.
ويقول غلاس إن الكثيرين في سوريا يجدون صعوبة في فهم كيف تتعاون الدول في الخليج التي دعمت هذه الجماعات مع الولايات المتحدة لضربها، وربما شعرت هذه الدول أن هذه الجماعة وغيرها ذهبت بعيدا ولم تعد تشكل خطرا على سوريا بل وعليها وعلى كل المنطقة.
وينقل في النهاية عن دبلوماسي عربي في دمشق صور الخطر الذي بات يمثله «داعش» على من دعموه بأنه «مثل مروض الأسد» «يقوم بإطعام الأسد وتدريبه ولكن الأسد قد يقتله في اللحظة المناسبة». وهذا يصدق على الأسد المتهم هو الآخر بالتحالف مع «داعش» أو تسهيل صعوده.
ناشطون سوريون: النظام عيّن مؤخرا رئيسا جديدا لفرع الأمن العسكري في حمص وصعد حملته على حي «الوعر» الذي رفض مطالبه
يمنى الدمشقي
ريف حمص ـ «القدس العربي» : قال الناشط مهند الشيخ، إن النظام السوري قام مؤخرا بتغيير قيادات الأفرع الأمنية في حمص، عندما أقال رئيس فرع الأمن العسكري عبد الكريم السلوم وعين مكانه ياسين ضاحي رئيــس فرع فلسطين سيء الذكر سابقاً بعد مطالبة الأحياء الموالية بالتصعيد وضرب حي الوعر، كما رفع سقف مطالبه في المفاوضات بشكل تعجيزي مطالبا بتسليم سلاح الثوار والسماح لقوات الأمن بالدخول الى الحي، وهو ما رفضه الأهالي رفضا قاطعا فصعد النظام من عنفة في استهداف الحي وبشكل لم يشهده الحي منذ بداية الثورة.
وتقوم قوات النظام منذ قرابة الشهر باستهداف حي الوعر في حمص بكافة أنواع الأسلحة وبشكل عنيف جداً وغير مسبوق لا سيما بالأسلحة المبتكرة التي أبدع النظام في إخراجها للعالم في حربه على شعبه على مدار أربع سنوات، وتهدف هذه الأسلحة بالمقام الأول إلى تدمير أكبر مساحة ممكنة في المناطق السكنية وقتل أكبر عدد ممكن من قاطني هذه المناطق لتحقيق أهداف طويلة المدى وضعتها مسبقاً.
وأضاف الناشط مهند الشيخ لـ«القدس العربي»، إن الحي حوصر منذ حوالي عام، وتخللت هذه الفترة بعض المحاولات لتوقيع هدنة مع النظام، رافقها إدخال بعــض المواد الغذائية للحي ولفترات بسيطة وبهدف التفاوض.
وتابع أنه مؤخراً طرح النظام هدنة على الحي كانت بمجملها تصب في مصلحة أهالي الوعر ولأسباب متعدده أهمها القضاء على ثورة حمص نهائياً، وتخوف النظام من تمدد تنظيم الدولة الذي كان يسيطر على الريف الشرقي الى الوعر، لكن وبعد التفجيرات التي استهدفت حي عكرمة والذي اتهمت عدة أطراف حتى من داخل النظام ضباط وعناصر من النظام بتنفيذها بسبب صراعات داخلية فيما بينهم، وبعد تشكيل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، قام النظام بتغيير قيادات الأفرع الأمنية.
وأوضح الشيخ أنه بعدما رفض الأهالي رفضا قاطعا مطالب النظام الأخيرة صعد الأخير من عنفه في استهداف الحي وبشكل لم يشهده الحي منذ بداية الثورة، وارتكبت قوات الأسد عدة مجازر أثناء هذه الحملة بسبب استخدامها للأسلحة الثقيلة المعدة لإحداث أكبر قدر ممكن من القتل والتدمير كأسطوانات الغاز المحشوة بالمواد الشديدة الانفجار والخردة وصواريخ الأرض أرض ذات القدرة التدميرية الهائلة.
وبين أن الحي محاط بعدد كبير من قناصي النظام الذين يحاولون شل الحركة داخله من خلال استهداف كل ماهو متحرك ولا يمر يوم واحد، دون تسجيل سقوط شهيد على الأقل وعدة إصابات، أغلبها بين صفوف الأطفال والنساء.
ويأتي كل هذا في ظل أوضاع إنسانية صعبة جداً يواجهها الحي من نقص في المواد الغذائية بسبب إغلاق كافة مداخله وعدم السماح للأهالي بالخروج والدخول إليه باستثناء بعض الموظفين والذين يتعرضون للإهانة والضرب أحيانا لمجرد الشك بإدخالهم أية مواد غذائية كالخبز أو السكر أوالملح والتي منعت من الدخول إلى الحي منذ فترة بعيدة.
ويعتمد الحي كليا في الوقت الحالي على الزراعة في بساتين الحي وتأمين المواد الغذائية الأساسية منها وكذلك من الناحية الطبية فهنالك نقص كبير جداً بسبب الحصار ولا يتواجد في الحي إلا طبيبين فقط يبذلون مابوسعهم لخدمة أكثر من مئة ألف مدني، كما تعرضت كل المرافئ الخدمية في الحي للقصف والتدمير بمافيها منشآت الإتصالات و المياه والكهرباء التي قطعت منذ حوالي السنة عن الحي.
وبحسب ناشطين اضطر النظام لإعادتها وبتقنين شديد بعد تدمير مولدات مقسم الهاتف الرئيسي الواصل بين المحافظات نتيجة القصف والذي يقع ضمن الحي، كما عادت المدارس للعمل مؤخراً بمبادرة خاصة من أهالي الحي بعد توقف طويل، لكنها سرعان ما توقفت مرة أخرى نتيجة الحملة الأخيرة على الحي.
ويعتبر الوعر آخر معاقل الثورة في حمص ويقع شمال غرب المدينة ويحده من الشمال بلدات ريف حمص الشمالي ويفصله عنهم أحد أضخم الحواجز في سوريا، وهو حاجز ملوك الذي كان المانع الرئيس أمام فك الحصار عن أحياء حمص القديمة، ولا يزال اليوم يقف أمام فك الحصار عن حي الوعر نظراً لكبره وتمركز قوة عسكرية ضخمة فيه.
ومن الغرب يحد الحي قرية المزرعة الشيعية وتتحصن فيها ميليشيا حزب الله، وتشارك في ضــــرب الحي ومحاولات اقتحامه كما تحتل بساتين الحي بالتعاون مع تشكيلات الكلية الحربية لفصل الحي عن أحياء حمص كالغوطة والإنشاءات بهدف احكام الطوق المفروض على الحي الذي يأوي ما يزيد عن 100 الف مدني نازح من مدينة حمص التي تعيش أسوأ أيامها.
وبعد تدمير أغلب أحياء حمص بشكل كامل وسيطرة النظام عليها مؤخراً وتهجير أكثر من 400 ألف مواطن من أصل 800 ألف هو عدد سكان حمص الإجمالي وحصار حوالي الـ100 ألف في الوعر، يعيش من تبقى في أحياء المدينة المختلطة كالغوطة والإنشاءات وتحت رحمة قوات الأسد يترقبون كغيرهم من السوريين معاناة إخوانهم في الحي المجاور ويتداولون الأحاديث عن طفل قتل في المسبح أثناء تمشيط الشيلكا للحي وطفلة عانى أباها حتى وجدها جثة هامدة، بعد أن رماها انفجار أحد الصواريخ من على شرفة منزلها.
الجيش السوري الحر يطلق معركة «أهل العزم»في درعا للوصول إلى معبر «نصيب» الحدودي مع الأردن
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي» أطلق الجيش السوري الحر في درعا جنوب البلاد معركة «أهل العزم» التي تهدف إلى السيطرة على حاجز أم المياذن الممتد على مسافة واسعة، والذي يعتبر خط الدفاع الأول عن جمرك نصيب الحدودي مع الأردن، والذي لا تزال قوات النظام السوري تسيطر عليه.
وقال الإعلامي إبراهيم الحريري مراسل شبكة «شام» في تصريح خاص لـ«القدس العربي»، إن الأهمية الإستراتيجية للمعركة تكمن في تحرير نقاط الحماية لمعبر نصيب الحدودي، بالإضافة إلى تحرير الجسر الواصل بين مدينة الطيبة ومدينة أم المياذن، لكن تبقى الأهمية الأكبر بتحرير نقاط الحماية لمعبر نصيب الحدودي آخر المناطق التي يسيطر عليها النظام على حدود الأردن مع سوريا».
وأشار «مشاركة كبرى فصائل الجيــش الحر على رأسها جيش اليرموك وألوية العمري وفرقة المغاوير وغيرها، ما سيمكنهم من دب الرعب فـــي صـــفوف قوات النظام».
وحول قرار الجيش الحر ببدء المعركة رغم الضغوط الخارجية، بين الحريري أن هذا القرار جاء بعد تغير الإرادة داخل نفوس المجاهدين الذين أرادوا أن يحرروا النقاط تمهيدا لأعمال ربما تكون اكبر بكثير من هذا العمل في حوران.
بدوره، تحدث ميسم الزعبي وهو قائد ميداني في جيش اليرموك عن مجريات المعركة لـ»القدس العربي» قائلا: «تمكنا وبعد ساعات قليلة من بدء المعركة من التقدم على عدة محاور وقطاعات، وكبدنا قوات النظام خسائر بشرية كبيرة جراء القصف المكثف التمهيدي الذي نفذته الدبابات والهاون على الحاجز وما يتفرع من نقاط الحراسة على امتداد الطريق نحو جمرك نصيب».
وأشار، إلى عدم وجود أرقام دقيقــــة لعدد القتلى بين صفوف قوات النظام، موضحا أنه تم تدمير عربة «»bmb، في الوقت الذي قتل فيه 3 عــــناصر من الجيش الحر، ولفت الزعبي في حديثه إلى أن المعركة تستهدف حاجز المعصرة ومواقع أخرى لقوات النظام في المنطقة الشرفية على الطريق التي تصل العاصمة السورية دمشق بدرعا.
ويأتي فتح معركة «أهل العزم» في درعا بحسب ناشطين، لتبعد سلسلة الاتهامات الموجهة إلى الجيش الحر بإبطال أي مساعي لفتح أي معركة على جمرك نصيب وحاجز ام المياذن بسبب رضوخه للأوامر الخارجية، على عكس تحليلات مراقبين آخرين الذين يـــرون أن تـــحرك الجيش الحر في هذا المعركة جــاء لمنع أي تحرك للفصائل الإسلامية على هذا الحاجز.
في الوقت الذي استهدفت طائرات النظام مدن وبلدات أم المياذن والطيبة ونصيب والمسيفرة في ريف درعا الشرقي، حيث سجل في بلدة أم المياذن وحدها أكثر من عشرين غارة وعشرات القذائف.
عائلة كردية تجاهد لإخفاء مصير ابنها المقتول نصرة لـ«داعش»
بغداد ـ «القدس االعربي»:تختلق عائلة هورماني في محافظة السليمانية بكردستان العراق تبريرات بالجملة من اجل الرد على جيرانها ومعارفها الذين يستفسرون عن ولدها «أوات»، الذي اختفى بعد عودتة من احدى الدول الاوروبية بعد أن قضى فيها عشر سنوات، وانتهى بعدها قتيلاً في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» التي اخذت جثته اثناء الانسحاب من موقع سد الموصل إثر تكثيف غارات التحالف الدولي وهجمات قوات البيشمركه الكردية.
لا يتجاوز عدد الذين يعرفون مصير «أوات» الخمسة اشخاص هم امه وابوه واثنان من اخوته وأحد اصدقائه الذي عمل كحلقة وصل في معرفة مصير المغترب الكردي الذي اختلق قصة السفر من اجل الالتحاق بصفوف محاربي «داعش» في الموصل وحقق امنية كان يرددها امام صديقه قبل 15 سنة في جبال كردستان، حين انخرط في صفوف تنظيم «انصار الاسلام» الذي قصفه الطيران الامريكي بعنف في مطلع غزوه للعراق عام 2003.
ويبين الصديق المقرب ان اسم «أوات» هو مستعار لحماية عائلتة التي ستواجه تحقيقات الأجهزة الأمنية ومراقبتها في حال اكتشاف انه حارب في صفوف «داعش» وقتل في مواجهة مع قوات البيشمركة الكردية في الموصل، وهو أسوأ سيناريو يمكن ان يواجه العائلة التي اشاعت ان ابنها عاد الى السويد حيث يمتلك اقامة دائمة وعملا ثابتا.
وبالرغم من ادعائه ترك التنظيمات الاسلامية المسلحة عقب الغزو الامريكي للعراق وسفرة الى السويد واستقراره هناك، الا ان أوات حرص على متابعة اخبار وتحركات رفاق الأمس، وبدأ بالتخطيط الفعلي للالتحاق بهم وتحت غطاء العودة الى الوطن وقضاء اجازة بين الاهل في منطقة هورامان المشهورة بالطبيعة الخلابة وفاكهتي التين والرمان.
يضيف الصديق أن «أوات» امضى اسبوعين في زيارات للاهل والاصدقاء وكان يتصرف بشكل طبيعي جداً ولم يبدو عليه اي اشارة مريبة وبعدها تلقى مكالمة هاتفية منه ليخبره أن ظرفاً طارئا يستوجب عودته الى اوروبا مع كلمات اعتذار عن عدم امكانية لقائه قبل السفر. ولا يعلم ماذا حصل بالتفصيل مع «أوات»، ولكن بعد فترة اقل من شهر تلقى مكالمة اخرى من شخص يتحدث العربية اخبره بأن صديقه أصبح شهيدا وان أخوته في الله تكفلوا بدفنه، وان عليه واجب ابلاغ اهله مع تذكيرهم بفضائل العمل الذي قام به وفائدته لهم، بحسب تعبير المتحدث.
ويؤكد الصديق، أنه اخبر ام اوات واباه واخوته الكبار بالامر، وتعاهدوا فيما بينهم على ان يبقى سراً ولا يخرج من بينهم لان فيه انعكاسات سلبية للغاية على الجميع، وانهم اختلقوا قصة عودته الى اوربا التي يبدو انها سارية المفعول الى الان في قريتهم وعمدوا الى تغيير ارقام هواتفهم ليتفادوا الرد على اصدقائه في اوروبا الذين بدأوا يتصلون مستفسرين عن سبب تأخره في العودة.
وبعد ان كانت حالة الجهاديين الاكراد ينظر اليها بوصفها حالات فردية، يعمل الاعلام الرسمي على التقليل من شأنها الا ان هجوم تنظيم «داعش» على الموصل في بداية حزيران الماضي سلط الضوء بشكل واسع على الظاهرة التي كان يسود الاعتقاد أنها ضعفت للغاية، واصبحت من الماضي في اقليم كردستان.
بدوره، يؤكد صحافي كوردي بارز عمل سابقاً في قناة «روداوو» الأشهر بين الاوساط الكردية، انه كان مكلفاً من القناة بتأمين اتصال هاتفي مع أحد قيادات تنظيم داعش من اجل مداخلة صوتية في نشرة الاخبار الرئيسة ، مبيناً انه دهش حين تحدث الى خمسة اشخاص من التنظيم يتحدثون اللغة الكردية.
ويتابع الصحافي الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن المتحدثين كانوا يتقنون جميع اللهجات الكردية وان حالة من الحرج سادت ادارة القناة التي أصرت على محاورة متحدث باللغة العربية وقامت بترجمة كلامه بشكل فوري، مبيناً ان الحادث هو الثاني من نوعه وسبقته شهادات مصورة لسواق مفرج عنهم في كركوك، اكدوا ان خاطفيهم من تنظيم داعش كانوا يتحدثون فيما بينهم بالكردية والانكليزية.
ويعرب العديد من المراقبين الكرد، عن اسفهم للتعامل الرسمي مع ظاهرة الجهاديين ومحاولة اطراف في حكومة الاقليم تهميشها او انكاراها بدلاً من التعامل معها كأمر واقع يستلزم البحث والمعالجة، بينما يبدو النائب الكردي السابق اسامة جميل اكثر صراحة وهو يتحدث عن اعداد كثيرة من الشباب الكرد تقاتل في صفوف «داعش».
ويوضح البرلماني السابق، ان التحاق الشباب الكرد بتنظيم داعش ليس مسألة سرية، وهم معروفون لدى قوات الامنية الكردية ومخابرات الدول الاجنبية ووسائل الاعلام الغربية التي تنشر تقارير وارقاما عن الوجود الكردي في هذه التنظيمات.
ويرى المحلل السياسي نوزاد صباح ، أن الحديث عن استيعاب العناصر الاسلامية وضمها إلى الحياة السياسية لا يغير من حقيقة ان نسبة اخرى من هذه العناصر باقية على ولائها السابق وقناعاتها التي عاشت عليها مع انصار الاسلام وغيرها من التنظيمات التي شكل الكرد عمودها الفقري في جبال كردستان العراق قبل الهجوم الامريكي سنة 2003. ويذهب إلى أن العناصر الجهادية الكردية لم تجد في الفترة الماضية اي داع للظهور مجدداً وخوض القتال في العراق، وان العديد منهم فضل الذهاب للقتال في سوريا، مستدركاً بأن الهجوم على الموصل والسيطرة على مدن اخرى دفعت بالعناصر الكردية سواء من كان منها في سوريا الى العودة وكذلك الحال بالنسبة للخلايا النائمة التي استعادت نشاطها من جديد.
ويلقي صباح بجزء من المسؤولية عن الظاهرة على عاتق الاعلام الكردي الذي عالج الموضوع بسطحية هزيلة واعتمد اسلوب الاعلام الموجه الذي يكتفي بالاغاني والاهازيج فضلاً عن عشرات القصص المستهلكة عن مغتربين اكراد تركوا نعيم اوروبا وعادوا للقتال في صفوف البيشمركة، وغيرها من الافكار والاساليب التي اوصلتنا الى حالة مغايرة لشخصية تترك نعيم اوروبا وتعد للقتال في صفوف «داعش».
رئيس حكومة المعارضة السورية.. طبيب أسنان يبحث عن أنياب
اسطنبول ـ الأناضول ـ ما يزال اللغط داخل أطياف المعارضة السورية، سائداً حول إعادة انتخاب أحمد طعمة، رئيساً للحكومة المؤقتة بعد نحو 3 أشهر على إقالته من قبل الهيئة العامة للائتلاف الجهة التي أعادت انتخابه مجدداً قبل 3 أيام.
ويذهب ناشطون معارضون إلى أن إعادة انتخاب طعمة (49) عاماً، قد تكون رصاصة الرحمة على مصداقية المعارضة السياسية ودليلاً على عجزها عن تمثيل آمال “الثوار” الذين اندفعوا مع تأسيس الائتلاف أكبر مظلة سياسية للمعارضة السورية عام 2012 لدعمه ورفع لافتات “الائتلاف يمثلني” في مظاهرات خرجت في معظم أنحاء البلاد، قبل أن يخرج هؤلاء أنفسهم مؤخراً بمظاهرات تطالب أعضاء الائتلاف بالاستقالة لـ”فشلهم في أداء مهمتهم”.
من يتتبع المرحلة الفاصلة بين إقالة طعمة في 22 يوليو/ تموز الماضي وتكليفه بتسيير أمور الحكومة المؤقتة ريثما يتم انتخاب “البديل” الذي كان هو نفسه، يرى أنها لم تكن بالفترة التي أعاد بها الأخير الثقة بعمله أو بحكومته ليتم انتخابه مجدداً، بل على العكس حيث شهدت هذه الفترة حادثة زادت من سخط الداخل السوري على الائتلاف وحكومته بعدما توفي نحو 20 طفلاً في ريف إدلب شمالي سوريا الشهر الماضي نتيجة إعطائهم لقاحا فاسدا من قبل كوادر طبية تشرف عليها وزارة الصحة بحكومة طعمة.
ولعل منصب طعمة الذي من المفترض أن يكون مع حكومته ذراعاً تنفيذياً للائتلاف السوري تحول نتيجة التجاذبات والانقسامات داخل الأخير إلى منصب سياسي، على الأقل من وجهة نظر طعمة نفسه، حيث خرج بتصريحات بعد إعلان فوزه في الانتخابات الجديدة قبل يومين ليقول إنه “يمثل جميع السوريين ولا ينحاز لأي جهة أو دولة”.
وفي الوقت الذي روج مؤيدون لطعمة أن نجاحه كان بـ”الأغلبية الساحقة” بعد حصوله على 63 صوتاً من أصل 65 عضواً من أعضاء الهيئة العامة للائتلاف ممن شاركوا بالتصويت، رأى معارضون لإعادة انتخابه أن النتيجة تذكرهم بنتيجة “الاستفتاءات” أيام حافظ الأسد والد بشار خلال نحو 30 عاماً من حكمه، والتي كانت لا تنخفض نتيجتها الإيجابية حكماً عن نسبة 99%.
إلا أن كلاً من الموالين والمعارضين لطعمة مدركون أن هذه النسبة لا تمثل سوى نصف أعضاء الائتلاف تقريباً البالغ عددهم 117 عضواً، في حين امتنع القسم المتبقي ومن ضمنهم رئيس الائتلاف هادي البحرة وكتلته (الديمقراطية) عن التصويت.
وطعمة طبيب الأسنان المنحدر من مدينة دير الزور شرقي سوريا، وأحد معاقل “داعش” حالياً في البلاد، كان يحظى بشعبية واحترام جزء كبير من أطياف المعارضة، وهو الأمر الذي أدى لتكليفه بتشكيل الحكومة منتصف أيلول/سبتمبر 2013 بعد فشل سابقه غسان هيتو في تشكيلها قبل أن يتقدم الأخير باستقالته.
إلا أن المتغيرات الأخيرة على الساحة السورية وفرض داعش سيطرته على معظم المساحة التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة الموالية للائتلاف، وسيطرة بعض الفصائل المعارضة الأخرى التي لا تعترف بالائتلاف وحكومته على أجزاء أخرى، وقلة الدعم المقدم للمعارضة وذراعها التنفيذي من قبل حلفائها، كل تلك العوامل وغيرها جعل حكومة طعمة محدودة الفعل والمساحة التي تعمل على تغطيتها.
ولعل موقف الائتلاف المعارض بأن محافظتي الرقة ودير الزور باتتا خارج نطاق دعمه ودعم حكومته كونهما خاضعتين لسيطرة “داعش” جعل حتى المقربين من طعمة من أصدقائه وقاعدته الشعبية في مسقط رأسه( دير الزور) يبدؤون بالتراجع عن دعمه، حيث ذهب البعض منهم إلى أنه تحول إلى “ثائر فنادق” يقيم خارج البلاد ويتقاضى راتبه بالدولار في حين أن سكان المناطق الخارجة عن سيطرة النظام أو الخاضعة لسيطرة داعش يعيشون في أسوء الظروف.
ومن الأمور التي ساهمت أيضاً في عدم الإجماع على طعمة هو أن البعض يعتبره محسوباً على جماعة الأخوان المسلمين المحظورة في سوريا منذ نحو أربعة عقود، على الرغم من عدم اعترافه بذلك أو شغله لأي منصب سياسي في المعارضة باسم الجماعة، حيث ترى بعض التكتلات المعارضة لطعمة داخل الائتلاف، أن نجاح الأخير في الانتخابات الجديدة على الرغم من أنه أُقيل لـ”سوء الأداء” بحسب رأيهم، يأتي تماشياً مع زيادة نفوذ جماعة الأخوان وداعميها في المعارضة السورية وتمكين تحكمها بمفاصل القرار في الائتلاف وحكومته.
ولم يشفع لطعمة تاريخه المعارض للنظام السوري واعتقاله لعدد من السنوات قبل وفي بداية اندلاع الثورة في البلاد، في تكوين إجماع حول قبول إعادة انتخابه أو حتى منع قرار إقالته قبلها، خاصة أن معارضين سوريين وصفوا ما حصل بـ”المهزلة”، فكيف لجهة أن تقيل شخصاً من منصبه بالانتخاب ثم تعيد انتخابه من جديد للمنصب نفسه خاصة أن نحو 50 شخصية تقدمت لشغله؟.
من المؤكد أن طبيب الأسنان سيحاول خلال المرحلة المقبلة الحصول على أنياب يستطيع من خلالها تقوية مركزه وموقفه داخل الائتلاف وفي المناطق “المحررة” داخل سوريا التي تتقلص مساحتها يوماً بعد يوم لصالح “داعش” أو فصائل أخرى لا تتبع لهيئة أركان الجيش الحر التي تعترف بالمعارضة السياسية وتنسق معها، أو لصالح النظام الذي ما يزال يسعى إلى استعادة السيطرة على المناطق التي خسرها ويحلم بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل مارس/آذار 2011 تاريخ اندلاع الثورة ضده.
ولعل ما يستند إليه طعمة في محاولة الحصول على تلك الأنياب هو حديثه في أول مؤتمر صحفي بعد إعادة انتخابه عن أمور استراتيجية كبرى يسعى لتحقيقها على الرغم من عدم امتلاكه أدواتها، ففي الوقت الذي لا تضم حكومته حتى اليوم وزارة للخارجية أو الدفاع أو الداخلية وعدد من الوزرات الأساسية الأخرى، يعلن أن إقرار منطقة عازلة شمالي سوريا قد يتم في غضون أربعة أشهر، دون أن يبيّن دور حكومته فيها أو مصدر معلوماته.
وكذلك الأمر بالنسبة لإشارته إلى أن مكافحة الإرهاب وفوضى السلاح، وبناء جهاز للشرطة، وإدارة المعابر الحدودية التي تسيطر عليها المعارضة، واستصدار جوازات سفر للسورين الذين يمتنع النظام عن منحها أو تجديدها لهم وعجز الائتلاف عن إصدارها لأسباب قانونية دولية، تأتي على رأس أولويات الحكومة بالنسبة للمواطنين السوريين في الداخل.
ولم يبيّن طعمة آليات تحقيق تلك الأهداف العريضة وغيرها من الأهداف التي أعلنها، في الوقت الذي لم يقدم فيه ما يسمى “كشفاً للحساب” لما قامت به حكومته بعد تشكيله لها منذ أكثر من عام قبل إعادة انتخابه لترؤسها مرة أخرى، ولماذا لم تحقق أياً من تلك الأهداف خلال تلك الفترة؟.
واشنطن تلقي بالسلاح للأكراد.. وأنقرة تحذّر من تسليحهم
أعلن الجيش الأميركي الإثنين، أنه أسقط جواً، مساء الأحد، أسلحة وذخيرة وامدادات طبية للقوات الكردية، التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، في بلدة كوباني “عين العرب” الحدودية السورية.
وقالت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط وآسيا الوسطى (سنتكوم)، في بيان لها، إن ثلاث طائرات شحن عسكرية، من طراز سي-130، تابعة لسلاح الجو الأميركي “سلمت أسلحة وذخيرة وامدادات طبية، وفرتها السلطات الكردية في العراق، واستهدفت تمكين مواصلة التصدي لمحاولات تنظيم الدولة الإسلامية للإستيلاء على كوباني”. وقال البيان إن 135 ضربة جوية شنتها الولايات المتحدة، قرب كوباني في الأيام الأخيرة، مصحوبة باستمرار مقاومة تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض، أدت إلى ابطاء تقدم التنظيم في البلدة وقتل مئات من مقاتليه. وأضاف البيان “ولكن الوضع الأمني في كوباني ما زال هشاً مع مواصلة تنظيم الدولة الإسلامية تهديد المدينة، واستمرار مقاومة القوات الكردية”.
وأشارت مصادر أميركية إلى أن الطائرات حلقت دون مرافقة مباشرة من مقاتلات الحلف الدولي المناهض لتنظيم الدولة، ما يقلل من شأن التقارير حول امتلاك التنظيم لصواريخ مضادة للطائرات. ووصف مسؤولون أميركيون الأسلحة التي تم تسليمها بأنها “أسلحة صغيرة”.
وقال مسؤول أميركي إن الخطوة، رغم الطابع الإنساني الذي تحمله، إلا أنها تعكس تحولاً في موقف الإدارة الأميركية، التي لم تكن تهتم كثيراً بمصير المدينة مضيفاً: “هذا الأمر هو جزء من الاستراتيجية الأكبر للرئيس (أوباما) لضرب وتدمير داعش أينما وجد”.
وبدوره، قال المتحدث الرسمي باسم “وحدات حماية الشعب”(YPG) ، إن قواته تأمل في مزيد من الدعم، وإن عملية الاسقاط “سيكون لها تأثير ايجابي على سير العمليات”.
في المقابل، قال مسؤول في وزارة الخارجية التركية الإثنين، إن المجال الجوي التركي، لم يستخدم في عمليات اسقاط جوي، نفذتها الولايات المتحدة، لمساندة المقاتلين الأكراد في مدينة كوباني.
وأخطرت الولايات المتحدة تركيا مسبقاً، بخططها لنقل أسلحة للمقاتلين الأكراد في كوباني. وقال مسؤول أميركي “الرئيس أوباما تحدث إلى أردوغان أمس، وأخطره بعزمنا القيام بهذا، والأهمية التي نعلقها على الأمر”. وأضاف “نتفهم المخاوف التركية القديمة، في ما يتعلق بعدد من الجماعات، ومنها الجماعات الكردية التي انخرطت معها في صراع. لكن نعتقد بشدة أن الولايات المتحدة وتركيا تواجهان خطراً مشتركاً هو الدولة الإسلامية في العراق والشام، ونحن بحاجة إلى تحرك سريع”.
من جانبها، قالت الرئاسة التركية إن أوباما وأردوغان، بحثا الموقف في سوريا، بما في ذلك الاجراءات التي يمكن أن تتخذ لوقف تقدم الدولة الإسلامية، كما بحثا الوضع في كوباني.
وكان الرئيس التركي، قد أكد الأحد، أن بلاده لن تسمح بدخول أي أسلحة أميركية للمقاتلين الأكراد في سوريا، المشاركين في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وفي تصريحات على متن الطائرة أثناء عودته من زيارة لأفغانستان قال الرئيس التركي “ورد كلام عن تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي لتشكيل جبهة هنا ضد تنظيم الدولة الإسلامية. بالنسبة إلينا هذا الحزب هو نفسه حزب العمال الكردستاني، وهو منظمة إرهابية”.
كما اعتبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن حزب “الاتحاد الديمقراطي” وجناحه العسكري، “وحدات حماية الشعب” هم “متواطئون في الجرائم التي يرتكبها النظام السوري”. وتابع “كنا سنتخذ موقفا مختلفا تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي وعين العرب (كوباني) لو وفّى الحزب بوعده العمل على الإطاحة بالأسد”.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الإثنين، إن تركيا تسهل مرور مقاتلي البشمركة الأكراد العراقيين إلى كوباني، لمساعدة الأكراد السوريين في الدفاع عن المدينة، في مواجهة “متشددي” تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت طائرات التحالف الدولي، قد نفذت 11 غارة جوية على مواقع لتنظيم الدولة، ما ساعد المقاتلين الأكراد، على صد محاولة جديدة قام بها التنظيم لقطع خطوط إمداداتهم من تركيا. في حين تواصلت الاشتباكات بين “وحدات حماية الشعب الكردي” وتنظيم الدولة، في أنحاء متفرقة من كوباني، وشهد حي الصناعة وسط البلدة معارك محتدمة، حيث حاول التنظيم استعادة المواقع التي خسرها أمام وحدات الحماية. وأكد مسؤول إعلامي في وحدات الحماية أن مسلحي التنظيم تلقوا تعزيزات، وحاولوا التقدم باتجاه معبر مرشد بينار الحدودي، غير أن المقاتلين الأكراد تصدوا لهم مستفيدين من الغارات الجوية لقوات التحالف.
من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه سجل خلال الساعات الماضية اشتباكات في محيط سوق الهال وغرب المربع الأمني ومنطقة كاني عربان. وقال المرصد إن تنظيم الدولة استقدم تعزيزات عسكرية من المقاتلين والسلاح والعتاد من المناطق التي يسيطر عليها في ريفي حلب والرقة. كما أورد المرصد، أن جثث ما لا يقل عن سبعين مقاتلاً من التنظيم، وصلت تباعاً خلال الأيام الأربعة الفائتة، إلى المستشفى الوطني في مدينة تل أبيض، في محافظة الرقة شمالي سوريا، حيث لقوا مصرعهم خلال معارك كوباني.
تسعُ طائرات حربية مع داعش..لاستخدامها في عمليات انتحارية؟
سالم ناصيف
نفذ تنظيم داعش خلال الأيام الماضية طلعات جوية تدريبية لعناصر له في مطار “الجراح” العسكري، الواقع شرق مدينة حلب بنحو 70 كيلومتراً، حيث يجري التنظيم تدريبات لمقاتلين له على قيادة طائرات بإشراف ضباط عراقيين كانوا من ضمن سلاح الجو العراقي سابقاً، خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين، وباتوا اليوم من الأمراء المقربين من البغدادي.
وقال مصدر من أهالي المنطقة لـ”اـلمدن” إن التنظيم “يسعى لتدريب مقاتلين عاديين من بين صفوفه على قيادة تلك الطائرات” بغية “استخدامها لتنفيذ عمليات انتحارية، يتم من خلالها استهداف قواعد عسكرية قد تكون للنظام داخل سوريا، أو في العراق ضد قواعد دعم وإمداد لقوات التحالف الدولية، أو من يساندها في حربها ضد التنظيم”.
وأكد المصدر قائلاً إن التنظيم “يفضّل ان تتولى تلك الطائرات المهمات الانتحارية، نظراً لقدمها وعدم قدرتها على مواجهة الطائرات الحديثة التي تمتلكها قوات التحالف”. وقال إن التنظيم يمتلك تسع طائرات، جميعها بات صالحاً للطيران، ثمانية منها من طراز “ميغ 21” وطائرة من طراز “ميغ 23″، موضحاً أن ثلاثاً منها “كانت بحالة جيدة، وتم إصلاح ست طائرات أخرى على أيدي الخبراء العراقيين لإعادة تأهيلها وتطوير نظم الرصد فيها، كي لا تتمكن رادارات النظام السوري من التقاطها”.
ولفت المصدر الى أن التدريبات تجري في مطار “الجراح” العسكري في أوقات غروب الشمس بالتحديد، وعلى علو منخفض، منعاً من التقاط رادارات قوات التحالف لحركة التدريب. وكان التنظيم قد اختار مطار “الجراح” لتنفيذ العمليات التدريبية “لقربه من مطار كويرس العسكري”، الذي يبعد عنه نحو 30 كيلومتراً في ريف حلب، ويسطر عليه النظام، “حيث لا تقوم المقاتلات الأميركية-العربية، بضرب المناطق المتاخمة لمناطق وجود قوات النظام”، بحسب ما يقول المصدر.
ونُقل عن سكان في حلب في شمال سوريا قولهم انهم “شاهدوا طائرة على الاقل تحلق على علو منخفض في اجواء المنطقة بعد اقلاعها من مطار الجراح العسكري، علما انها ليست المرة الاولى التي يشاهد فيها السكان تحليقاً لطائرة تقلع من المطار على علو منخفض”.
وعن الأسباب التي منعت التنظيم من استخدام الطائرات في وقت سابق، يقول المصدر إنها “تتعلق بعدم توفر الوقود اللازم لتلك الطائرات”، مشيراً الى أن “سيطرة التنظيم على مطار الطبقة في أغسطس (آب) الماضي والإستحواذ على كميات كبيرة من الوقود، كان النظام يحتفظ بها داخل المطار، ساهم في تدشين الطلعات الجوية”، لافتاً الى أن التنظيم “بات يمتلك طائرات الميغ 23 التي جرى إصلاحها على أيدي الخبراء العراقيين، كما حصل التنظيم على الذخائر اللازمة لتلك الطائرات من مطار الطبقة” في محافظة الرقة.
وكان “داعش” قد سيطر على مطار الجراح بتاريخ 20 يناير/كانون الثاني الماضي، في عملية هجوم على فصائل المعارضة التي تمكنت من السيطرة على مطار “الجراح” في فبراير/شباط 2013، أجبرها حينها على الخروج منه بعد اشتباكات دامية.
ويرى ناشطون أن استهانة النظام السوري بقوة تنظيم “داعش”، ساهم في توفير فرصة له لامتلاك تلك المنظومة من سلاح الجو، إضافة لمنظومة دفاع جوي، بعد استيلائه على مطار الطبقة الذي يعتبر قاعدة جوية استراتيجية للنظام وسط سوريا.
وتعدّ مرحلة سيطرة تنظيم “الدولة” على مطار الطبقة العسكري، إحدى أبرز نقاط التحول في مواجهته مع النظام، كما سمح له ذلك بالحصول على ذخائر جوية بشكل وفير، إضافة للطائرات التي كانت موجودة فيه، بعد معركة حسمها التنظيم بإعدامه 300 جندي من قوات النظام، التي كانت في مطار الطبقة.
إيران: “صراع صامت” بين تركيا والسعودية
تحدثت إيران عن “صراع صامت” بين تركيا والسعودية، في أحدث توسيع لانتقاداتها الأقليمية لتطال السعودية بعد تركيا، على خلفية الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت وكالة “تسنيم” الإيرانية الرسمية في مقال تحليلي لها، إن هناك ما وصفته بـ”الصراع الصامت” بين السعودية وتركيا على ريادة الإقليم، مع الاتفاق بينهما على مواجهة إيران، معتبرة أن مرحلة عزل الرئيس المصري محمد مرسي كانت “قشة قصمت ظهر العلاقات بين السعودية وتركيا”.
واعتبرت الوكالة أن العلاقات بين البلدين تشهد تقاطعاً على صعيد الاتفاق على ضرورة إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكن لكل دولة “أوراقها في الميدان”. أما في العراق فهناك اتفاق على “ضرورة مواجهة النفوذ الإيراني، لكن أوراق الدولتين غير واضحة في بلاد الرافدين”، وسط تنافس بينهما على دعم شخصيات معينة. وأضافت “يتنافس القطبان على الريادة الإقليمية، و يلتقيان عند مواجهة النفوذ الإيراني والتأثير الروسي”.
من جانبها، نقلت وكالة “فارس” الإيرانية شبه الرسمية عن رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية بمجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر ولايتي، قوله إن على تركيا “أن تمتنع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وأن تبحث عن الحل السياسي” في سوريا. واعتبر ولايتي، أن الحل السياسي هو الوحيد الممكن في سوريا قائلاً: “اليوم تتحدث بعض الجهات عن محاربة داعش، في حين أنها توصل المساعدات في بعض المناطق إلى داعش”. وتساءل المسؤول الإيراني “من يحق له أن يجمع جيشاً من الدول خارج سوريا ليحارب ضد الشعب السوري؟”. ورأى ولايتي، أن الدول التي تواجه داعش اليوم هي نفسها التي “أسسته وزادت من قوته”، وتوجه بإشارة ضمنية إلى السعودية وتركيا، بعد موافقتها على تدريب المعارضة السورية قائلاً: “الذين يدعمون داعش بالمال والسلاح هم أنفسهم الآن بصدد كبح جماحه، رغم انهم أعدوا معسكرات تدريبية في بعض دول المنطقة”.
وأضاف ولايتي أثناء لقائه مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي يزور طهران، أن ما يجري في سوريا “عجيب ولا مثيل له في التاريخ”، وشدد على أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون سياسياً وليس عسكرياً.
في الجهة المقابلة، ندد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، بـ”السياسات الطائفية” لإيران، وتدخلها في شؤون المنطقة. وحول الوضع في سوريا والعراق، دعا قرقاش إلى مراجعة “الدوافع المسببة لانعدام الاستقرار” في البلدين، معتبراً أن جذور المشكلة تكمن في “السياسات الإقصائية والطائفية التي تتباناها الحكومة في كل من البلدين”. وحول الموقف من إيران قال قرقاش: “أتفق تماماً مع تعليقات سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، (التي) ميزت ما بين إيران الدولة والمجتمع من جهة، وإيران كسياسة خارجية توسعية وعدوانية. ونحن نرحب بالأولى ونعتبرها جارة جغرافية وتاريخية ذات أهمية كبيرة، نرى تعاوناً مشتركاً مستمراً معها”.
وحذر قرقاش من أن سياسة إيران الخارجية “طائفية بطبيعتها”، وتجعل التوتر في المنطقة أكثر استفحالاً، مؤكداً أن ما وصفها بـ”النزعة التوسعية المستمرة للنفوذ الإيراني في العالم العربي”، تشكل تهديداً للعلاقات الخليجية الإيرانية، وللعلاقات العربية الإيرانية بوجه عام.
نظام الأسد يطبق حصاره على حلب
إيلاف- متابعة
مستغلًا انشغال العالم بمعارك كوباني
بينما يشغل أكراد كوباني العالم، يبقى سوريو حلب وحدهم، ينتظرون حصارًا كالذي عاشته حمص من قبل، في ظل تقدم للجيش السوري في مناطق حساسة من المدينة.
بيروت: لطالما حذر ناشطو الثورة السورية، ومعارضون سوريون على صلة بالواقع الميداني، من أن ينتهز النظام السوري فرصة انشغال الجميع بإنقاذ عين العرب، لكي يكون المخرز الذي يفقأ عين حلب. وهذا ما يبدو حاصلا اليوم، مع تأكيد مصادر ميدانية وناشطين معارضين تقدم قوات النظام السوري وميليشيات متعددة الجنسيات تقاتل إلى جانبها نحو نقاط استراتيجية في ريف حلب.
تشديد الحصار
فقد ذكرت مصادر سورية معارضة أن جيش النظام، مدعومًا بعناصر إيرانية وأفغانية ولبنانية، سيطرت على قرية الجبيلة وعلى معملي الإسمنت والزجاج بالقرب من سجن حلب المركزي. وهكذا، صار جيش السد على بعد كيلومترات قليلة من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين تقعان ضمن سيطرة قوات المعارضة.
وهكذا، تسنى للنظام وحلفائه فك الحصار المفروض على عناصرهم في سيفات وحندرات، لتصبح قادرة على تشديد الحصار على حلب، تمهيدًا لاقتحامها في القادم من الأيام. وهكذا، بينما العالم يهب لنجدة عين العرب كوباني، تقف حلب على شفا حصار مطبق ومرير.
وأحياء حلب المحررة مرتبطة بريفها من طريق وحيد الكاستيلو وحده، وهو مرصود بنيران جيش الأسد. وفي حال واصلت القوات الأفغانية – الإيرانية تقدمها، فإن حصارًا يشبه حصار حمص ينتظر حلب وأهلها.
وهذا الحصار يأتي بعد أشهر طويلة من الإبادة الجماعية في حلب، التي يشنها النظام مستخدمًا البراميل المتفجرة التي يرميها على المدينة عشوائيًا، راح ضحيتها آلاف المدنيين، إلى جانب التدمير البربري الذي لحق بمعظم المباني والبنى التحتية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
الاشتباكات ضارية
ويرد قياديون ميدانيون في حندرات تقدم قوات النظام إلى استخدامها الغازات السامة في المعركة، بعد فشلها في التقدم باستخدام الأسلحة التقليدية.
إلا أن هذا لا يعني أن الاشتباكات في حندرات قد تراجعت. فبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، دارت في المنطقة بعد منتصف ليل الأحد الاثنين اشتباكات عنيفة بين الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجبهة انصار الدين، التي تضم جيش المهاجرين والانصار وحركة فجر الشام الاسلامية وحركة شام الاسلام، بالاضافة إلى جبهة النصرة من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات ايرانية وافغانية من جهة أخرى، ترافق مع قصف لقوات النظام على مناطق الاشتباكات.
كما اندلعت بعد منتصف ليل الاحد الاثنين اشتباكات عنيفة على أطراف حي بني زيد في حلب، وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وقال ناشطون إن حركة أحرار الشام فتحت معركة خاسرة سلفًا على جبهة معامل الدفاع الأقوى في المنطقة الشمالية، فسيطر مقاتلو الحركة على عدة قرى محيطة بالمعامل، لينسحبوا بعدها بسبب القوى النارية المدعومة بطرق إمداد مفتوحة للقوات النظامية هناك.
أميركا تسلح الأكراد من الجو وتركيا تسمح بعبور البشمركة
شن طيران التحالف الدولي -الذي تقوده الولايات المتحدة- غارات جديدة على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في محيط مدينة عين العرب (كوباني) التي تلقى مقاتلوها أسلحة أميركية فجر اليوم الاثنين، وسط تسهيلات تركية لإدخال عناصر من البشمركة إليها.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات التحالف نفذت ضربتين عند منتصف الليلة الماضية استهدفتا تجمعات لتنظيم الدولة بالريف الغربي للمدينة.
وسبق أن نفذت طائرات التحالف 11 غارة جوية على مواقع للتنظيم، ساعدت المقاتلين الأكراد على صد محاولة جديدة قام بها التنظيم لقطع خطوط إمداداتهم من تركيا.
كما شهدت المدينة -القريبة من الحدود التركية- محاولة من التنظيم للتقدم من محور البلدية باتجاه وسط المدينة. وأدت اشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم الدولة إلى مقتل ما لا يقل عن ثمانية من مقاتلي التنظيم.
وقالت مراسلة الجزيرة من الحدود التركية السورية في وقت سابق إن معارك محتدمة يشهدها حي الصناعة وسط عين العرب، حيث حاول تنظيم الدولة استعادة المواقع التي خسرها أمام وحدات الحماية الكردية.
من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه سجل في الساعات الماضية اشتباكات في محيط سوق الهال وغرب المربع الأمني ومنطقة كاني عربان، وقال المرصد إن تنظيم الدولة استقدم تعزيزات عسكرية من المقاتلين والسلاح والعتاد من المناطق التي يسيطر عليها في ريفي حلب والرقة إلى عين العرب.
وقصف تنظيم الدولة الإسلامية بالمدفعية وسط مدينة عين العرب، حيث يقول الأكراد إنّ التنظيم انسحب منه بعد الضربات الجوية التي تعرّض لها في الأيّام الماضية.
في هذه الأثناء قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الاثنين إن تركيا تسهل مرور مقاتلي البشمركة الأكراد العراقيين إلى كوباني لمساعدة الأكراد السوريين في الدفاع عن المدينة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
ولم يذكر جاويش أوغلو الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي أي تفاصيل تتعلق بنقل المقاتلين، ولكنه أضاف “نتعاون بالكامل مع التحالف فيما يتعلق بكوباني. نريد القضاء على كل أنواع الخطر في المنطقة ونرى المساعدات العسكرية والطبية التي يقدمها أشقاؤنا أكراد العراق والإسقاط الجوي الأميركي
من هذا المنظور.”
إمدادات أميركية
من جانبه، أكد متحدث باسم “وحدات حماية الشعب” الكردية لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الاثنين أن الأسلحة والذخائر التي ألقتها طائرات أميركية قرب مدينة عين العرب ستساعد المقاتلين الأكراد كثيرا في مواجهة تنظيم الدولة.
وقال المتحدث ريدور خليل إن المساعدات العسكرية الأميركية “ستؤثر إيجابا” على سير العمليات، مؤكدا حاجة مقاتليه إلى المزيد من هذه الأسلحة التي لم يكشف أي تفاصيل عن طبيعتها.
وكانت القيادة الوسطى الأميركية أعلنت في بيان لها أن طائرات أميركية أسقطت جوا فجر اليوم أسلحة وذخيرة وإمدادات طبية للقوات الكردية قرب عين العرب.
غير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد جدد أمس موقف بلاده الرافض لدخول أي أسلحة أميركية للمقاتلين الأكراد.
كما أكد رفضه المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، ما لم تتم الموافقة على إنشاء منطقة آمنة وتسليح وتدريب المعارضة السورية للإطاحة بنظام بشار الأسد.
لافروف: واشنطن تتدخل بسوريا دون تفويض دولي
طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن بتفسير قيامها بمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في الأراضي السورية ودعمها المعارضة عسكرياً في الوقت ذاته بهدف الإطاحة بالنظام السوري. ولفت الوزير إلى انحدار كبير في العلاقات الروسية الأميركية.
وخلال محاضرة له في موسكو اليوم، أشار لافروف إلى ما سماه التناقض وغياب المنطق في إجراءات الولايات المتحدة، وأكد أن موسكو لا تشارك في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمكافحة تنظيم الدولة، مبررا ذلك بأن “مكافحة الإرهاب” لا بد أن تكون مبنية على أساس متين من القانون الدولي وبتفويض من مجلس الأمن الدولي.
وعن الجهود الروسية في مواجهة “الإرهاب” في المنطقة العربية، بين لافروف أن بلاده تقدم الدعم بشكل مستمر لحكومتي العراق وسوريا، ولغيرها من دول المنطقة في مواجهة “المتطرفين” الذين يسعون للاستيلاء على الحكم، مشيرا أن الدعم يشمل تزويد هذه الحكومات بالأسلحة والمعدات العسكرية.
ودعا لافروف إلى تشكيل تحالف حقيقي ضد المتطرفين على أساس إستراتيجية مشتركة وقرار دولي، مشيرا أن مكافحة الإرهاب وفق خطة جيوسياسية ترمي إلى معاقبة هذا النظام أو ذاك سبيل خاطئ ولا أخلاقي ويؤدي إلى تفاقم الفوضى.
وذكّر لافروف بأن الولايات المتحدة احتكرت سابقا حق التدخل في شؤون دول أخرى، تحت شعار الدفاع عن حقوق الإنسان، مستخدمة طيفا واسعا من الوسائل، مشيرا إلى أن واشنطن تدخلت عسكريا في يوغوسلافيا وليبيا دون قرار من مجلس الأمن، أو على نحو ينتهك التفويض الدولي.
واعتبر لافروف نتائج وجود قوات التحالف الدولي في أفغانستان غير مرضية، مضيفا اليوم بينما يستعد التحالف للخروج من أفغانستان قبل نهاية العام، فإن هذا البلد بعيد عن الاستقرار، ويبقى مصدرا لانتشار أخطار جدية، بما في ذلك خطر الإرهاب، وكذلك تهريب المخدرات، الذي ازداد خطورة أثناء وجود قوات التحالف في البلاد.
كما اتهم الوزير الروسي أميركا بتقويض الثقة في القارة الأوروبية في إشارة إلى تصريحات وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل الأخيرة حول اقتراب الجيش الروسي من منطقة حلف الناتو. مؤكدا أن روسيا اتخذت وستستمر في اتخاذ جميع الخطوات الضرورية لحماية أمنها.
واعتبر لافروف أن العلاقات الروسية الأميركية قد “بلغت الحضيض”، وأن ذلك سيستمر طويلا. وأعرب عن أمله أن يكون هذا الانهيار في مستوى التعاون قد بلغ حده الأدنى، ولا يسير إلى مزيد من التدهور.
وأدت الأزمة الأوكرانية إلى تدهور العلاقات بشكل غير مسبوق في العلاقات بين واشنطن وموسكو منذ انتهاء الحرب الباردة في تسعينيات القرن الماضي.
أوروبا توافق على حظر تصدير وقود الطائرات إلى سوريا
لوكسمبورج – رويترز
وافقت حكومات الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، على حظر تصدير وقود الطائرات لسوريا بسبب استخدامه في تنفيذ هجمات جوية على المدنيين.
ويأتي التحرك ضمن تشديد الاتحاد الأوروبي العقوبات على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وجاء في بيان للكتلة الأوروبية أن حكومات الاتحاد الأوروبي “توصلت لاتفاق سياسي لفرض حظر تصدير على وقود الطائرات وأي إضافات ذات صلة إلى سوريا لأنها تستخدم لتنفيذ هجمات جوية بدون تمييز ضد المدنيين”.
إلى ذلك، أقر الاتحاد الأوروبي، الاثنين، عقوبات جديدة ضد النظام السوري تستهدف خصوصا 16 مقرباً من النظام متورطين في أعمال القمع، كما أعلنت مصادر دبلوماسية.
آموس تزور مخيما للأكراد وتدعو العالم لمساعدة الأطفال
دبي – قناة العربية
دعت المفوضة العليا لشؤون اللاجئين، فاليري آموس، المجتمع الدولي إلى التوحد لتلبية متطلبات اللاجئين، خصوصا الأطفال. جاء ذلك بعد زيارتها أحد مخيمات اللاجئين السوريين الأكراد الهاربين من بلدة كوباني.
وقالت “في هذه المدرسة يعيش خمسة آلاف شخص، نصفهم من الأطفال، يعيشون في ظروف صعبة ويعتمدون على مفوضية اللاجئين ومنظمة الأغذية العاليمة واليونيسيف وشركائنا الآخرين الذي اجتمعوا لتلبية ما يحتاجه هؤلاء الاطفال، ليس من طعام فبحسب، ولكن مساعدة نفسية أيضا، الناس هنا بحاجة إلى سكن ومأوى بل أكثر من ذلك”.
وكانت طائرات أميركية ألقت أسلحة وذخائر ومواد طبية للمقاتلين الأكراد قرب مدينة عين العرب (كوباني) لدعمهم في مواجهة تنظيم “داعش” الذي يحاول عناصره منذ أكثر من شهر احتلال المدينة السورية الحدودية مع تركيا، كما أعلنت واشنطن الأحد.
“كر وفر” وحرب شوارع بين داعش والأكراد في كوباني
العربية.نت
حرب كرّ وفرّ تشهدها شوارع مدينة كوباني بين المتطرفين من عناصر داعش وقوات الحماية الكردية الذين سيطروا على منطقة الحي الصناعي التي تبعد نحو كيلومترين عن مركز المدينة، مدعومين بطائرات التحالف التي تواصل غاراتها على مواقع المتطرفين في سوريا والعراق.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المتطرفين تعرضوا لخسائر فادحة خلال الأيام الأخيرة، مضيفاً أن جثث ما لا يقل عن 70 متطرفاً وصلت تباعاً خلال الأيام الأربعة الماضية إلى المستشفى الوطني في مدينة تل أبيض، في محافظة الرقة، التي يسيطرون عليها.
يذكر أن المدينة شهدت، ليل السبت، أعنف قتال منذ أيام، فيما هاجم تنظيم “داعش” المقاتلين الأكراد بقذائف مورتر وسيارات ملغومة، كما أفادت مصادر داخل مدينة كوباني والمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأحد.
ولفت المرصد إلى أن التنظيم أطلق ما يقارب 48 قذيفة مورتر في اليومين الماضيين.
انفجاران يهزان شرقي كوباني
انفجرت سيارتان مفخختان، مساء الاثنين، في مدينة كوباني الحدودية السورية قبل أن تندلع مواجهات مسلحة بين المقاتلين الأكراد ومسلحي “تنظيم الدولة”.
ورصدت كاميرا “سكاي نيوز عربية” الانفجارين الذين هزا الجزء الشمالي الشرقي من كوباني، حيث دأب مسلحو التنظيم على تنفيذ هجمات بالسيارات المفخخة.
وعقب التفجيرات، اندلعت مواجهات بين “وحدات حماية الشعب الكردي”، التي تدافع منذ أكثر من شهر عن المدينة الواقعة قرب الحدود التركية، والمسلحين المتشددين.
ويسعى تنظيم الدولة إلى السيطرة على كوباني وسط مقاومة عنيفة من المقاتلين الأكراد المدعومين من التحالف الدولي، الذي يشن غارات جوية على مواقع المتشددين.
وشنت الطائرات الأميركية منذ ليل الأحد الاثنين ست غارات جوية على المنطقة المحيطة بكوباني، وأصابت مواقع قتالية للتنظيم المتشدد وشاحنة تابعة له.
زكريا لـCNN: استراتيجية الاحتواء والتعزيز هي الوحيدة القادرة على النجاح ضد داعش
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال فريد زكريا، المحلل السياسي ومقدم برنامج GPS على شبكة CNN إن الاستراتيجية الوحيدة التي لها فرصة في النجاح في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” هي استراتيجية الاحتواء والتعزيز.
وأوضح بأن “الاستراتيجية التي لها فرصة للنجاح تتضمن مكونين رئيسيين، هما المكون العسكري وهو المكون الضعيف حاليا، بالإضافة إلى المكون السياسي وهو المكون غير الموجود أصلا في الوقت الحالي.”
وتابع قائلا “إن أساس المشكلة في سوريا والعراق هو انتفاضة للسنة ضد الحكومة في بغداد ودمشق واللتان تعتبران من وجهة نظر هذه الطائفة عدائية ومرتدة.
وأضاف “هذه الاستراتيجية ترتكز على دول الجوار المستعدة للقتال عسكريا وسياسيا، دول الجوار المعرضة للتهديد بصورة أكبر من التهديد على الولايات المتحدة الأمريكية، وبالأهم كل من العراق والأردن ولبنان وتركيا ودول الخليج.”
وأشار إلى أن “التحدي الأكبر يكمن في تقديم الحكومة العراقية للمزيد من التنازلات لأبناء الطائفة السنية ليتم إدراجهم في القتال وهو الأمر الذي لم يحصل لغاية الآن.”
تركيا ستسمح بمرور قوات البيشمرغة من العراق إلى كوباني عبر أراضيها
أنقرة، تركيا (CNN)—أعلنت وزارة الخارجية التركية، الاثنين، أنها ستسمح بمرور قوات البيشمرغة الكردية من العراق إلى مدينة عين العرب “كوباني،” عبر تركيا.
وقال مولود أوغلو، وزير الخارجية التركي في تصريحات صحفية: “اليوم قمنا بتقييم عمليات الإنزال والدعم وتقديم المواد الطبية والعسكرية إلى إخواننا الأكراد العراقيين، وكل القوات التي تدافع عن عين العرب كوباني، ونحن نساعد قوات البيشمرغة على العبور إلى كوباني لتقديم المساعدة هناك.”
وتابع الوزير قائلا: “نعتقد أن وحدات حماية الشعب الكردي، الـPYD تعتبر تهديدا لمستقبل سوريا وسيادة أراضيه وبنيته الديمقراطية اذا استمرت بالمضي قدما بأهدافها الحالية.”
مصادر: أربعون بالمئة من مدافعي عين العرب من الجيش السوري الحر
روما (20 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّدت مصادر في الجيش السوري الحر أن نحو 40% ممن يدافعون عن مدينة عين العرب (كوباني) شمال سورية هم من فصائل الحر، وأشارت إلى أن هذه الفصائل تقاتل مع قوات كردية مختلفة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، رغم اختلافها معها فيما يخص الإدارة الذاتية لمناطقها.
وقالت المصادر في الجيش السوري الحر، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “تقاتل فصائل عدة مهمة مع قوات كردية مختلفة في مدينة عين العرب (كوباني) والريف المحيط بها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وتُقدّر نسبة مقاتلي فصائل المعارضة من غير الأكراد الذين يدافعون عن المنطقة بأكثر من 40% من المقاتلين، ولا صحّة بأن المقاتلي الأكراد يدافعون عنها وحدهم”، وفق تعبيرها
وتابعت المصادر “أعلنا أننا أرسلنا ألف مقاتل مدرب ومسلّح للمنطقة لينخرطوا بالقتال دفاعاً من المدينة وأرسلت فصائل أخرى الكثير من المقاتلين، وبلغوا آلافاً، وكان بالفعل لهم دور هام في صد تقدّم تنظيم الدولة والحيلولة ـ حتى الآن على الأقل ـ دون سيطرته على المدينة”. وأردفت “لم نُعلن عن كل هذه التعزيزات لأنها جزء من خطط عسكرية وجزء من واجب نقوم به لحماية كل المدن السورية الأخرى من عنف هذا التنظيم وعنف النظام السوري على حد سواء”، حسب قولها
ولم تحدد المصادر عدد من يقاتلون من الجيش الحر إلى جانب الأكراد، لكنها قالت “نقاتل إلى جانب المقاتلين الأكراد الذين يُظهرون بسالة، رغم اختلافنا مع قيادات أحزابهم وقياداتهم السياسية، ومن مشروع الإدارة الذاتية التي أطلقوه قبل أشهر، والتوجهات الانفصالية لبعضهم”. إلا أنها أضافت “لكن لا يؤثر هذا الأمر على أن واجبنا الدفاع عن هذه المدينة كما أي مدينة سورية أخرى، ونؤجل الخلافات الأخرى لما بعد إسقاط النظام، وسنراقب تطور الأوضاع في المنطقة ونحن على ثقة بأن لغة العقل هي التي ستسيطر على مواقف أكراد سورية” على حد تعبيرها
ولقد أعلنت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، أن قواتها مع قوات الجيش السوري الحر “”كفيلة بدحر إرهاب داعش وشرورها في المنطقة”، في أول إعلان لها عن مشاركة فصائل الجيش السوري الحر بالدفاع عن المنطقة معهم جنباً إلى جنب.
وأوضحت “إن مقاومة الإرهاب وبناء سورية ديمقراطية حرة كان أساساً للاتفاقيات المبرمة مع فصائل الجيش الحر، ونرى أن نجاح الثورة مرهونة بتطوير هذه العلاقة بين كل الفصائل والقوى الخيرة في هذا الوطن”. وأكّدت على أن “هنالك تنسيق بيننا وبين فصائل مهمة من الجيش الحر في ريف حلب الشمالي ومنطقة عفرين ومنطقة كوباني والجزيرة، وحالياً هنالك فصائل وكتائب عدة من الجيش السوري الحر تخوض المعارك إلى جانبنا ضد إرهابيي داعش” في كوباني
وكانت علاقة الأكراد مع الجيش السوري الحر قد أصيبت بانتكاسة إثر إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يتزعمه صالح مسلّم ويهيمن على المنطقة، إقامة إدارة ذاتية للمناطق الكردية شمالي سورية من طرف واحد. وتتهم المعارضة السياسية السورية الحزب بعلاقة علنية مع إيران وبعلاقة ملتبسة مع النظام السوري، كما تتهمه الأحزاب الكردية السورية الأخرى بأنه أقصاها واستفرد بالقرار الكردي السوري
الإعلان عن تحالف للمعارضة السورية يقوده الديمقراطيون
روما (20 تشرين الأول/ أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلن اتحاد الديمقراطيين السوريين عن نيّته إقامة تحالف وطني ديمقراطي واسع يضم أكبر عدد ممكن من الأحزاب والقوى الوطنية الديمقراطية السورية يكون ممثلاً للسوريين بدلاً عن ائتلاف قوى الثورة والمعارضة، على أن يحافظ التحالف الجديد على استقلالية كل طرف مشارك فيه
وبرر الاتحاد الهدف من تشكيل تحالف معارض جديد بديلاً عن الائتلاف بأن “صوت السلاح بات يعلو على كل صوت في المعركة السياسية بين المعارضة والنظام من جهة وبين المعارضة والإرهاب من جهة أخرى”، بينما “ينوس الصوت السياسي السوري ويضيع بين قعقعة السلاح بسبب ضعفه وتجاهل المنابر السياسية الدولية الفاعلة له، وعدم قدرته على اكتساب مصداقية واحترام من الداخل السوري”، حسب قوله
وأكّد الاتحاد أن ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية بدأ يغيب عن المنابر السياسية الإقليمية والدولية ولا يلقى التقدير لدى القوى الفاعلية في الأزمة السورية، وأشار إلى أن المجتمع الدولي يتذرع بعدم وجود قوى سياسية فاعلة ذات مصداقية قادرة على إدارة سورية بعد سقوط النظام
ووفق المكتب الإعلامي للاتحاد فإن التحالف الجديد سيكون إطار تنظيمي مرن، يُبقى على استقلالية كل تنظيم ومجموعة، ويوحد رؤاها المشتركة في القضايا الأساسية، وينسق مواقفها أو يوحد خطواتها العملية ونشاطاتها في الساحة السياسية
وأشار كذلك إلى أن ما سيوحد هذه القوى المعارضة هو رغبتها بالخلاص من “الحكم الشمولي الاستبدادي”، وبناء نظام تعددي ديمقراطي في سورية القادمة يضمن الحريات العامة ويقوم على تداول السلطة ويمثل على نحو متوازن جميع مكونات المجتمع السوري دون إقصاء أو تهميش
وستكون أولى مهام التحالف الجديد اتخاذ مواقف تجاه الأحداث الجارية، والتواصل مع قوى الشعب السوري ومنظماته السياسية والمدنية على الأرض وفي المخيمات أو بلدان اللجوء، ودعم مطالبهم والعمل على تلبية احتياجاتهم، والعمل على إعادة إحياء الحراك الثوري الشعبي داخل سورية، وتنظيم تظاهرات واعتصامات ولقاءات تعيد للشارع السوري دوره، والقيام بزيارات للدول ذات الـتأثير في الملف السوري والسعي للعب دور إيجابي مؤثر في سياسات تلك الدول، وكل ما يساعد للوصول لحل سياسي للأزمة السورية
ونوّه الاتحاد بأنه سيتم عقد مؤتمر للقوى المتحالفة لإعلان قيام هذا التحالف وتحضير وثائقه واقتراح شكله التنظيمي المناسب وبرنامج عمله في وقت قريب
وكانت مصادر سورية معارضة قد قالت للوكالة الأسبوع الماضي إن الكثير من القوى والتيارات السياسية السورية المعارضة في الداخل أُعلِمت بالتحضير لمؤتمر تأسيسي لهيئة سياسية جديدة بديلة عن ائتلاف قوى الثورة والمعارضة بشكل أساسي، ويضم شخصيات ديمقراطية على رأسها المعارض البارز ميشيل كيلو وشخصيات من أطياف أخرى من المعارضة السورية
أوروبا: نظام الأسد لا يمكن أن يكون طرفاً في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية
بروكسل (20 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
عبر الاتحاد الأوروبي عن قناعته بأن نظام الأسد لا يمكن أن يكون شريكاً في الحرب ضد ما يدعى بتنظيم “الدولة الاسلامية”، مشدداً على استمرار دعمه للجهود التي يبذلها التحالف الدولي لدحر التنظيم
وفي بيان صدر الاثنين عن وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد، المجتمعين في لوكسمبورغ، “إن غياب سياسات شاملة في العراق، واستمرار عدم الاستقرار في سورية بسبب نظام الأسد الذي يستمر في حربه ضد شعبه وانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة سمحت بازدهار وتطور التنظيم”، وفق نص البيان
وحول الوضع السوري، أكد الوزراء أن البحث عن حل سياسي للوضع في سورية يبقى أولوية دولية من أجل الحفاظ على وحدة أراضي البلاد واستقلالها وسيادتها، “في هذا الإطار، ندعم جهود المبعوث الدولي ستافان دي ميتسورا وندعو كافة الأطراف الدولية والإقليمية إلى لعب دور إيجابي وبناء”، كما جاء في البيان
كما أعاد الوزراء التأكيد على تصميم دولهم الاستمرار في تقديم الدعم الانساني للشعب السوري، وكذلك تقديم المساعدة للمعارضة المعتدلة
وحول الوضع في مدينة كوباني (عين العرب)، عبر الوزراء عن شعورهم بالقلق تجاه المواجهات المستمرة بين المقاتلين الأكراد ومقاتلي داعش في هذه المدينة، “نرحب بدور تركيا في إيواء اللاجئين القادمين من تلك المنطقة، كما نحثها على فتح حدودها أمام كل أنواع المساعدات للمتواجدين في المدينة”، وفق كلامهم
كما تطرق البيان نفسه للوضع العراقي، حيث شدد الوزراء على ضرورة أن تنتهج الحكومة العراقية سياسية تضم كافة أشكال الطيف السياسي في البلاد، داعين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة أربيل إلى إيجاد حلول لخلافاتهما
كما تحدث الوزراء عن تصميم بلادهم العمل من أجل التصدي لظاهرة المقاتلين الأجانب والتعامل معها بالتعاون مع نظرائهم المكلفين بالشؤون الداخلية
تركيا تسمح للبيشمركة بالعبور إلى سوريا لمحاربة “الدولة الإسلامية“
ستسمح تركيا للمقاتلين العراقيين الأكراد، البيشمركة، بعبور أراضيها إلى الحدود السورية لمقاتلة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب ما ذكره وزير الخارجية التركي.
وأضاف مولود تشاوش أوغلو أن المحادثات بشأن الموضوع مستمرة، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.
وكان معظم سكان عين العرب “كوباني” قد فروا خشية القتال الذي ما زال متواصلا لأشهر بين مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحاصرون البلدة، والسوريين الأكراد المدافعين عنها.
وكانت تركيا ترفض السماح للمقاتلين الأكراد بعبور الحدود من أراضيها إلى سوريا.
وتقول الحكومة إنهم مرتبطون بمتمردي حزب العمال الكردستاني، الذين يشنون لعقود حملة من أجل الحصول على حكم ذاتي أكبر في تركيا، وتنظر إليهم تركيا باعتبارهم منظمة إرهابية.
غير أن تركيا تعرضت للضغط من سكانها الأكراد، ومن جهات دولية، للسماح للمقاتلين بالعبور للمساعدة في طرد مسلحي التنظيم خارج كوباني، التي أصبحت رمزا للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
ويأتي القرار التركي بعد ساعات من إسقاط الطيران الحربي الأمريكي أسلحة وذخيرة للمقاتلين الأكراد الذين يقاتلون مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة عين العرب “كوباني” السورية، حسبما أعلنت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية.
وقال متحدث باسم القوات الكردية السورية الرئيسية التي تدافع عن البلدة الاثنين إن قواته تأمل في مزيد من الدعم بعد أن أسقط الجيش الامريكي أسلحة جوا لصالحها للمرة الأولى منذ بدء القتال.
وكان الجيش الأمريكي قال الأحد إن طائرة طراز سي-130 أسقطت أسلحة صغيرة وذخيرة وإمدادات طبية قدمتها السلطات في كردستان العراق.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إن الطائرات الأمريكية لم تستخدم الأجواء التركية.
وقال ريدور شليل لرويترز عبر سكايب “سيكون لها تأثير إيجابي على سير العمليات ومازلنا نأمل في مزيد من الدعم”.
ووصف بولات جان، المتحدث باسم القوات الكردية، كمية الأسلحة والذخيرة التي أسقطتها الطائرات الأمريكية بأنها كبيرة.
تقول تركيا إن المقاتلين العراقيين الأكراد مرتبطون بمتمردي حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة إرهابية.
وتأتي هذه الإمدادات – وهى الأولى من نوعها – بعد أسابيع من ضربات جوية يوجهها طيران دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمواقع التنظيم المتشدد في المدينة وحولها.
وتقع المدينة السورية، ذات الغالبية الكردية ، قرب الحدود مع تركيا.
وقالت القيادة إن الهدف من هذه الخطوة هو تمكين القوات الكردية من مواصلة مقاومة تنظيم الدولة الإسلامية الساعي حثيثا للسيطرة الكاملة على عين العرب “كوباني”.
ويمثل تزويد المقاتلين الأكراد بالسلاح تصعيدا للجهود الأمريكية لمساندة القوات المحلية حتى تصد مقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا بعد سنوات حرصت فيها واشنطن على عدم الانزلاق في الحرب الأهلية السورية المندلعة منذ ثلاث سنوات.
وأخطرت الولايات المتحدة تركيا مسبقا بخططها لنقل أسلحة للأكراد السوريين.
وقال مسؤول أمريكي للصحفيين “الرئيس أوباما تحدث إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأخطره بعزمنا القيام بهذا والأهمية التي نعلقها على الأمر”.
وأضاف “نتفهم المخاوف التركية القديمة فيما يتعلق بعدد من الجماعات منها الجماعات الكردية التي انخرطوا معها في صراع. لكن نعتقد بشدة أن الولايات المتحدة وتركيا تواجهان خطرا مشتركا هو الدولة الإسلامية في العراق والشام ونحن بحاجة إلى تحرك سريع”.
وقالت الرئاسة التركية إن أوباما وأردوغان بحثا الموقف في سوريا، بما في ذلك الإجراءات التي يمكن أن تتخذ لوقف تقدم الدولة الإسلامية، كما بحثا الوضع في كوباني.
ويسيطر مسلحو التنظيم الآن على قطاعات كبيرة واستراتيجية من المدينة، التي كانت قادة غربيون وأتراك قد قالوا إنه لن يُسمح بسقوطها في أيدى التنظيم.
وقال البيان الأمريكي إن الطيران الأمريكي شن 135 غارة بالقرب من المدينة خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرا إلى أن هذه الغارات إلى جانب المقاومة المستمرة على الأرض، أديا إلى تأخير تقدم مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية إلى داخل المدينة.
وأشار إلى أن المئات من مقاتلي التنظيم قتلوا في هذه الغارات.
غير أن البيان اعترف بأن الوضع الأمني في المدينة “لايزال هشا بينما يواصل مسلحو التنظيم تهديد المدينة وتستمر القوات الكردية في المقاومة.”
وتقر واشنطن بأن الضربات الجوية وحدها لن تكفي لدحر تنظيم “الدولة الاسلامية”، وبأنه لابد من تدخل بري وتسعى لاقناع عدد من الدول بذلك.
غير أن تركيا تشترط إسقاط نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد، وفرض منطقة حظر جوي وإقامة معابر آمنة للمدنيين للانضمام الى التحالف الامريكي.
وشن التحالف الدولي نحو 2000 غارة جوية على مواقع التنظيم في العراق وسوريا منذ أغسطس/آب الماضي، إلا أن ذلك لم يؤثر بشكل كبير على قدرة التنظيم على التمدد في سوريا والعراق.
أمريكا: وجهنا 12 ضربة جوية للدولة الإسلامية في سوريا والعراق
واشنطن (رويترز) – قالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن الجيش الأمريكي وجه ست ضربات جوية لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قرب مدينة كوباني الحدودية السورية يومي الأحد والاثنين.
وأضافت أن قوات أمريكية بالتنسيق مع قوات برية عراقية نفذت أيضا ست ضربات جوية استهدفت الدولة الإسلامية في العراق قرب الفلوجة وبيجي بمشاركة فرنسية وبريطانية.
ووفقا للبيان الذي صدر يوم الاثنين فقد أصابت ثلاث من الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة في العراق أهدافا للدولة الإسلامية جنوبي مصفاة بيجي النفطية كما أصابت مجموعة صغيرة من المتشددين ودمرت أو ألحقت أضرارا بمركبات ومبانى.
وأضاف البيان أن الضربات قرب الفلوجة أصابت أيضا وحدة كبيرة من مقاتلي الدولة الإسلامية.
وفي سوريا أصابت الضربات الأمريكية مركبة إعادة تموين سقطت بعيدا أثناء عملية الانزال الجوي الأمريكية لإمدادات في وقت سابق يوم الاثنين للقوات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في كوباني. وقال الجيش الأمريكي إن هذا التحرك “منع هذه الإمدادات من السقوط في أيدي الأعداء.”
ويفرض مقاتلو الدولة الإسلامية حصارا منذ شهر على بلدة كوباني التي تقع على الحدود التركية ولم يوقف تقدمهم سوى القصف المكثف من الطائرات الحربية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وذكر البيان أن الضربات في سوريا دمرت مواقع قتال للدولة الإسلامية بالاضافة لإحدى مركبات التنظيم.
وقالت القيادة المركزية إن جميع الطائرات التي شاركت في الضربات الجوية الاثنتي عشرة غادرت المنطقة بسلام.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)
متحدث باسم البشمركة الكردية العراقية يقول انهم مستعدون لارسال مقاتلين إلى كوباني
بغداد (رويترز) – قال متحدث باسم حكومة اقليم كردستان العراقي إن المنطقة مستعدة لارسال قوات دعم من ميليشيا البشمركة التابعة لها إلى بلدة كوباني السورية للانضمام إلى القتال هناك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف المتحدث باسم وزارة البشمركة بالحكومة جبار ياور إنه “توجد جهود ونحن مستعدون لارسال بعض قوات الدعم إما برا وإما جوا.”
وقالت تركيا في وقت سابق يوم الإثنين انها ستسمح لمقاتلين اكراد عراقيين بتعزيز رفاقهم الاكراد في كوباني.
(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)