أحداث الاثنين 21 أيار 2018
حلفاء الأميركيين يتقدمون لدحر «داعش» في دير الزور
موسكو، دمشق – «الحياة»، أ ف ب
بدأت أمس عملية إجلاء عناصر تنظيم «داعش» من معقله الأخير في جنوب دمشق نحو البادية السورية، اثر اتفاق تم التوصل إليه بعد أسابيع من المعارك العنيفة، ولم تؤكده السلطات السورية. في الوقت نفسه، أحرزت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، بمؤازرة من القوات الفرنسية والأميركية الموجودة على الأرض، تقدماً على حساب التنظيم، في آخر جيب يسيطر عليه في محافظة دير الزور.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «ست حافلات تقل جهاديي التنظيم وعائلاتهم غادرت مخيم اليرموك وحي التضامن المجاور له فجر الأحد، واتجهت شرقاً نحو البادية السورية» حيث ما يزال التنظيم يسيطر على بعض المناطق.
ودخل اتفاق وقف النار حيز التنفيذ أول من أمس اثر حملة عسكرية واسعة برية وجوية بدأها النظام قبل نحو شهر استهدفت حي الحجر الأسود الخاضع للتنظيم جنوب العاصمة. ووفق المرصد، يشمل الاتفاق وقف الاعمال القتالية في مخيم اليرموك وحي التضامن المجاور له. غير أن الاعلام الرسمي السوري نفى التوصل الى اتفاق يقضي «بخروج إرهابيي داعش من منطقة الحجر الأسود» المجاورة، من دون ان يأتي على ذكر اليرموك والتضامن المجاورين.
وذكر مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، المتابعة لما يجري في المخيم، أنور عبد الهادي لوكالة «فرانس برس» ان «هناك استسلاماً لداعش في مخيم اليرموك والحجر الاسود والتضامن بعد ان حوصروا»، مشيرا الى «وجود عناصر في المخيم اقل تشددا من داعش قد يصار الى تسوية اوضاعهم».
وتأتي العملية العسكرية الجارية في جنوب دمشق في اطار سعي قوات النظام لاستعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها بعدما سيطرت على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق. وعند الانتهاء من عملية الاجلاء، سيتم تأمين مدينة دمشق بشكل كامل للمرة الأولى منذ بداية الصراع في سورية.
وفي شرق الفرات، حيث تعزز «قسد» سيطرتها على نحو 27 في المئة من مساحة سورية الأغنى بالنفط والغاز والمياه والزراعات الاستراتيجية، وبعد نحو ثلاثة أسابيع على اطلاق المرحلة النهائية من عملية «عاصفة الجزيرة» لاجتثاث «داعش» من المنطقة وتأمين الحدود مع العراق، سيطرت «قسد» أمس، بدعم مدفعي أميركي وفرنسي، على تلة كانت تحت سيطرة الجهاديين. وقال المرصد لوكالة «فرانس برس» ان قوات سورية الديموقراطية، المتمركزة في الضفة الشرقية لنهر الفرات، «سيطرت السبت على تلة استراتيجية تطل على بلدة هجين وقرى اخرى واقعة تحت سيطرة التنظيم».
واشار الى ان «اشتباكات عنيفة اندلعت حول بلدة هجين والباغور» التي تمكنت القوات من السيطرة عليها ليل الاحد – الاثنين بعد اشتباكات عنيفة، لتكون أول بلدة تطرد الجهاديين منها منذ اعلانها عملية «عاصفة الجزيرة». ولا تزال ثلاث بلدات في المنطقة تحت سيطرة التنظيم هي هجين والشعفة وسوسة. وتجري العمليات حالياً بالتنسيق مع القوات العراقية في الجهة المقابلة من الحدود وقوات التحالف الدولي «من اجل احباط اي محاولة تسلل او وهروب لجهاديي التنظيم نحو العراق» وفق المرصد. ولم يعد التنظيم يسيطر على أي مدينة في سورية، لكنه يحتفظ بقرى وبلدات وجيوب ينتشر فيها آلاف عدة من المقاتلين، من دون أن يكون لهم أي مقار.
النظام السوري يطرد «داعش» من جيب في جنوب دمشق
بيروت – رويترز
قالت وسائل إعلام سورية رسمية اليوم (الاثنين)، إن الجيش طرد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من منطقة الحجر الأسود في جنوب دمشق.
وقاتل الجيش السوري وحلفاؤه لأسابيع لانتزاع الجيب الصغير للتنظيم في الحجر الأسود ومخيم اليرموك المجاور للاجئين الفلسطينيين، واللذان كانا يشكلان آخر منطقة خارج سيطرة الحكومة في العاصمة أو حولها.
وكانت وسائل الاعلام الرسمية أفادت بأنه دخل حيز وقف إطلاق النار بشكل موقت لأسباب إنسانية في جنوب دمشق اليوم، للسماح للنساء والأطفال وكبار السن بمغادرة منطقة الحجر الأسود.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن المصدر العسكري قوله في وقت سابق: «تم مساء أمس ولأسباب إنسانية وقف موقت لإطلاق النار تم خلاله إخراج النساء والأطفال والشيوخ من منطقة الحجر الأسود».
وأضاف أن «وقف إطلاق النار الموقت ينتهي ظهر اليوم، ويستأنف فوراً الجيش العربي السوري عملياته العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» صباح اليوم أن الحافلات بدأت بالفعل في مغادرة جنوب دمشق إلى المناطق الخاضعة للتنظيم شرق سورية.
ونفت وسائل إعلام رسمية أمس تقريراً لـ«المرصد السوري» إن المقاتلين شرعوا في مغادرة المنطقة متجهين إلى أراض يسيطر عليها التنظيم في شرق سورية بموجب اتفاق استسلام.
ويخوض الجيش السوري وحلفاؤه معارك منذ أسابيع لانتزاع الجيب الصغير الخاضع للتنظيم، الذي يعد آخر منطقة لا تسيطر عليها الحكومة في العاصمة أو حولها.
ولا يسيطر «داعش» إلا على الجيب الصغير في جنوب دمشق ومنطقتين صحراويتين محاصرتين في شرق سورية حالياً، فيما تسيطر جماعة متشددة أخرى بايعت التنظيم على جيب صغير في الجنوب الغربي.
وشنت القوات الموالية للحكومة السورية عملية مكثفة لاستعادة الجيب الذي تسيطر عليه «داعش» جنوب دمشق، ويقع في الحجر الأسود ومخيم اليرموك المجاور للاجئين الفلسطينيين، منذ طردها لقوات المعارضة المسلحة من الغوطة الشرقية في نيسان (أبريل) الماضي.
إفراغ مخيم اليرموك من تنظيم الدولة بعد اتفاق مع النظام السوري وروسيا
دمشق- “القدس العربي”: هبة محمد: خرجت فجر الاثنين نحو 38 حافلة من مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) وعائلاتهم من مخيم اليرموك باتجاهين “البادية وإدلب” تنفيذا للاتفاق الغير معلن والذي أبرم بين النظام السوري وتنظيم الدولة باشراف الجانب الروسي.
مصدر من أهالي مخيم اليرموك المهجرين إلى الشمال السوري، أكد لـ(القدس العربي) خروج مابين 800 إلى 1000 مقاتل من تنظيم الدولة إلى البادية السورية، ونحو 500 شخصا آخرين من عائلاتهم “نساء واطفال” إلى إدلب شمال غربي سوريا.
وأضاف المصدر أن القوافل مقاتلي التنظيم وعائلاتهم خرجت معا فجر اليوم، الا أن كل منها سكلت طريقا مغايرا، حيث وصلت قوافل المدنيين الى محافظة حمص، مؤكدا أن مقاتلي التنظيم خرجوا بسلاحهم الفردي ومعهم عدة شاحنات كبيرة تحمل ذخائرة وامتعة.
إدلب: تسمم 200 مهجر سوري بوجبات إفطار فاسدة ومسلسل الاغتيالات يتوسع
وسط معاناة المحافظة من فوضى وفلتان أمني كبيرين
إدلب – «القدس العربي»: أصيب، يوم السبت، قرابة مئتي مدني من المهجرين السوريين نحو الشمال، بعد تناولهم لوجبات إفطار جاهزة، قدمتها إحدى المنظمات المدنية العاملة في محافظة إدلب.
مصادر ميدانية وطبية محلية، أكدت لـ «القدس العربي»: توثيق أكثر من 170 حالة تسمم خلال الساعات الماضية، ورجح المصدر الطبي، وصول أعداد الإصابات إلى 200 حالة تسمم.
وأشارت المصادر، إلى أن حالات التسمم حصلت في مخيم «حفصة» الواقع بريف معرة النعمان، جنوب شرقي محاقظة إدلب، وقال الطبيب أحمد الشلبي» لـ»القدس العربي»: غالبية حالات التسمم، الناتجة عن الوجبات الفاسدة وقعت بين الأطفال الصغار، مشيراً إلى أن العديد من المشافي والنقاط الطبية استقبلت عشرات الحالات.
هذا ويتواجد في الشمال السوري عشرات المخيمات التي تضم نازحين ومهجّرين، وسبق أن سُجلت حوادث مماثلة، إلا أنها كانت أخطاء وسوء استخدام المواد الغذائية من بعض النازحين، دون علاقة جهة مُعينة.
وتداول ناشطون محليون، تسجيلاً صوتياً لمصدر طبي في مشفى معرة النعمان، قال فيه إن أكثر من 20 حالة تسمم وصلت إليهم الأحد نتيجة تناولهم وجبات إفطار تتألف من أرز ولحم، مرجحاً أن تكون الأخيرة فاسدة، كمال أشار إلى ان العدد الكلي للإصابات ربما يتجاوز 200 إصابة وفق الأهالي، توزعوا على مشافي الغدفة تلمنس والمعرة والدير الشرقي.
وقالت المصادر المحلية، بأن غالبية المصابين بحالات التسمم، هم من النازحين الوافدين من ريف حماة الشرقي، بسبب الحملة العسكرية لقوات النظام على مناطقهم، حيث يشتكي النازحون من سوء الأوضاع الإنسانية في الشمال السوري. وقال الناشطون إن الأهالي تناولوا وجبات إفطار وزعت عليهم مساء السبت دون معرفة الجهة المسؤولة عن توزيعها، مشيرين إلى أن سيارة مجهولة وصلت إلى المخيم ووزعت وجبات الإفطار على قاطني المخيم.
وعلى صعيد التطورات الميدانية، توجهت بوصلة عمليات الاغتيال في الشمال السوري، لتلاحق عناصر هيئة تحرير الشام، والحواجز الأمنية التابعة لها، إذ قُتل يوم السبت سبعة عناصر من الهيئة، وأصيب عدد آخر بجروح، إثر هجمات متزامنة على حاجزين تابعين لها في مدينة إدلب وريفها الغربي.
في حين ذكرت وسائل إعلامية معارضة، أن عدداً من مجموعة مسلحة مجهولة الهوية، هاجمت حاجزاً أمنياً لهيئة تحرير الشام في مدينة إدلب، السبت، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، أسفرت عن مقتل خمسة عناصر لتحرير الشام.
وتعاني محافظة إدلب، من الفوضى والفلتان الأمني الكبيرين، إذ كثرت أعمال الاغتيالات مؤخراً، والتي طالت مدنيين وعسكريين معارضين، وعمليات ملاحقة أخرى طالت الجهاديين المنتشرين في المحافظة، فيما لا تزال خيوط الجهة الفاعلة أو المحركة لتلك العمليات مجهولة.
هل يمكن لموسكو استثناء القوات الإيرانية لدى المطالبة بانسحاب القوات الأجنبية من سوريا؟
كامل صقر
دمشق – «القدس العربي»: يرى خبراء سياسيون أن واشنطن والسعودية دفعتا بتركيا لتجتاح أراضي سورية لغايات عديدة من بينها إحداث نوع من التوازن مع الوجود العسكري الإيراني، ثم لاحقاً دخلت واشنطن بنفسها عسكرياً لأسباب كثيرة من بينها مجابهة الوجود الإيراني، وعليه فإن موسكو لا يمكنها استثناء القوات الإيرانية عندما تطالب بانسحاب القوات الاجنبية من سوريا، لا بل إنها تتعرض لضغوط سياسية كبيرة للضغط على طهران ودمشق في هذا الشأن، بعض المصادر السورية تشير إلى أنه طُلب من موسكو تحجيم الوجود الإيراني في مقابل التعاون مع موسكو للذهاب إلى حل سلمي للحرب السورية. ويبدو الوجود العسكري الوحيد المتفق عليه دولياً وإقليمياً في سوريا هو الوجود الروسي، ربما يُنظم هذا الوجود في مرحلة ما ويقتصر على انتشار عسكري في قاعدتي حميميم وطرطوس، هذه مسألة تفصيلية تبحثها القيادة السورية حصراً مع نظيرتها الروسية.
أما حزب الله فيعتقد أنه لا ينوي إبقاء قواته في سوريا، فما يهم مقاتلي الرايات الصفراء أمران لا ثالث لهما، الأول أن النظام السياسي الحليف لهم ـ والذي يمثل الدولة السورية ـ لم ولن يسقط، أما الأمر الثاني فهو منع التنظيمات المتشددة من نقل نشاطها الجهادي إلى داخل لبنان وهو أمر تحقق أيضاً. وسبق لقيادة حزب الله أن أخبرت كوادرها علناً بهذه المسألة أكثر من مرة. أما وجود قواتٍ وخبراءَ إيرانيين في سوريا فبالنسبة للحكومة السورية هو مسألة قانونية حصلت بطلب من السلطة الشرعية، أما وجود القوات التركية والأمريكية فمخالف للقانون وللشرعية وفق تأكيدات السلطات السورية ولكن، يرى خبراء سوريون أنه إذا طلبتَ روسيا من انقرة أو واشنطن سحب قواتهما، ستردّان عليها بالقول: وماذا عن القوات الإيرانية؟
ترجيح اتفاق بين قوات النظام السوري وتنظيم «الدولة» على خروجه من مخيم اليرموك
الإعلام الموالي للنظام ينفي وناشطون من المخيم يؤكدون لـ«القدس العربي» حصوله
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي»: قال مصدر مطلع من أهالي مخيم اليرموك لـ»القدس العربي»، إن اتفاقاً بين النظام السوري وتنظيم «الدولة» على خروج الأخير من مخيم اليرموك في اتجاه البادية السورية مرجح جداً حصوله، مع توقف مدفعية ومقاتلات النظام السوري عن استهداف الأحياء المحاصرة، ووصول حافلات النقل إلى تخومها بينما نفى النظام السوري ذلك وأكد مواصلة المعارك لإنهاء وجود التنظيم جنوبي دمشق.
ونقل التلفزيون السوري في بث مباشر، بعد ظهر أمس الأحد، ما وصفه بمواصلة وحدات الجيش قتالها لتنظيم الدولة في الحجر الاسود، فيما بدا واضحاً غياب أصوات القذائف المدفيعة والصاروخية. وكالة «سانا» المتحدثة باسم النظام السوري، قالت إنه «ليس هناك أي اتفاق بين الجيش العربي السوري وتنظيم «داعش» الإرهابي في الحجر الأسود وما تم تناقله من معلومات غير دقيقة». ويقدر عدد مقاتلي تنظيم «الدولة» وعائلاتهم بحوالي 1500 فرد.
وأضاف المصدر، أن الاتفاق على إخراج مقاتلي تنظيم الدولة من الحجر الأسود ومخيم اليرموك جنوبي العاصمة، يرجح أن يكون قد أنجز بوساطة لجنة المصالحة في حي العسالي في ريف دمشق الجنوبي التي يترأسها «إيهاب السلطي» وعدد من الشخصيات الاخرى كون النظام يملك شبكة علاقات قوية في المنطقة، حسب المتحدث الذي أضاف أيضاً «من المقرر اجلاء مقاتلي التنظيم إلى ريف مدينة البوكمال في محافظة دير الزور شرقي سوريا»، حسب تأكيدات نقلها المتحدث عن مصادر من داخل النظام السوري.
الناشط الإعلامي مطر اسماعيل من أهالي ريف دمشق، دلل على بوادر الاتفاق إلى «المؤشرات الميدانية وتوقف قوات النظام عن استهداف مخيم اليرموك والحجر الأسود منذ الساعة الثانية عشرة بعد ظهر يوم السبت، وسط تراشقات خفيفة ومتقطعة، بيد أن الأجواء العامة تتسم بالهدوء، في أعقاب مجزرة ارتكبها النظام السوري يوم الجمعة بحق 16 مدنياً، وثق المعنيون أكثر من 8 أسماء». وأشار المتحدث إلى أن تكتم النظام السوري عن الاتفاق يعود إلى مساعيه الحثيثة للحيلولة دون الخروج بمظهر المفاوض الند لتنظيم الدولة، محاولاً تسويق العملية على أنها استسلام التنظيم بعد عملية عسكرية عنيفة.
واستبعد المصدر إجلاء مقاتلي التنظيم إلى مناطق أخرى غير ريف البوكمال الجنوبي الشرقي، عازياً السبب إلى أنها «المنطقة الوحيدة التي يمكن نقلهم اليها، لا سيما أن منطقة حوض اليرموك تستلزم موافقة الجيش الحر وعمان وإسرائيل، ولا يمكن نقلهم إلى منطقة شمالي الفرات لان ذلك يتطلب موافقة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» والتحالف الدولي».
الناشط الاعلامي ضياء محمد من ريف دمشق أكد لـ «القدس العربي» وصول الحافلات إلى حي الزاهرة الجديدة بالقرب من مخيم اليرموك مرجحاً «إجلاء مقاتلي التنظيم إلى البادية السورية جنوب شرقي دير الزور أو بادية حمص، فيما سينقل المدنيون إلى إدلب شمال غربي سوريا».
عمليات إجلاء
وحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فقد بدأت أمس الأحد عملية إجلاء عناصر تنظيم «الدولة» من معقله الاخير في جنوب دمشق نحو البادية السورية وأكد مغادرة أول قافلة تضم عناصر من التنظيم وافراداً من عائلاتهم بعد ان دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ السبت إثر حملة عسكرية واسعة برية وجوية بدأها النظام قبل نحو شهر استهدفت حي الحجر الاسود الخاضع لتنظيم الدولة في جنوبي العاصمة. ويشمل الاتفاق وقف الاعمال القتالية في مخيم اليرموك وحي التضامن المجاور له حسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان «ست حافلات تقل جهاديي التنظيم وعائلاتهم غادرت مخيم اليرموك وحي التضامن المجاور له فجر اليوم (أمس) واتجهت شرقا نحو البادية السورية» حيث ما يزال التنظيم يسيطر على بعض المناطق. واوضح عبد الرحمن في وقت لاحق ان «الحافلات وصلت نحو مدينة تدمر» في طريقها نحو البادية. كما دخلت صباحاً قافلة اخرى إلى المخيم حيث «تنتظر نحو 26 حافلة» تمهيدا لنقل اعدادا اضافية «اغلبهم من المدنيين»، حسب عبد الرحمن. واشار مدير المرصد إلى ان عناصر التنظيم الذين كانوا يسيطرون على نحو 50 بالمئة من المخيم و15 إلى 20 بالمئة من حي التضامن، اضرموا النار بمقارهم قبل مغادرتها الاحد.
وذكر مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، المتابعة لما يجري في المخيم، أنور عبد الهادي لوكالة فرانس برس ان «هناك استسلاماً لداعش في مخيم اليرموك والحجر الاسود والتضامن بعد ان انحصروا» مشيراً إلى «وجود عناصر في المخيم «اقل تشدداً» من داعش قد يصار إلى تسوية اوضاعهم». وتأتي العملية العسكرية الجارية في جنوب دمشق في اطار سعي قوات النظام لاستعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها بعدما سيطرت على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق. وعند الانتهاء من عملية الاجلاء، سيتم تأمين مدينة دمشق بشكل كامل لأول مرة منذ بداية الصراع في سوريا.
ويفيد المرصد ان المعارك التي استمرت نحو شهر في هذه المنطقة اوقعت 56 قتيلاً من المدنيين و484 قتيلاً من المقاتلين بينهم 251 من القوات السورية والموالية. وفي بداية الشهر الحالي، خرج أكثر من مئة مقاتل من هيئة تحرير الشام مع أفراد من عائلاتهم من جيب صغير كانوا يسيطرون عليه في مخيم اليرموك، مقابل خروج عدد محدود من الحالات الإنسانية من بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما الهيئة في محافظة ادلب (شمال غرب).
وقد تثير عملية الاجلاء موجة من الانتقادات كتلك التي اثارها توصل حزب الله إلى اتفاق مع التنظيم، يقضي بانسحاب عناصره من نقاط تواجده في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا باتجاه محافظة دير الزور السورية في اب/اغسطس .
إشراف روسي
وأكد أمين سر الفصائل الفلسطينية في دمشق خالد عبد المجيد أن اتفاق مخيم اليرموك لخروج مسلحي داعش، هو أقرب ما يكون إلى الاستسلام ، لافتاً إلى أنهم طلبوا من الجيش الروسي التوسط لخروجهم من أحياء جنوب دمشق إلى شرق سوريا.
ونفى عبد المجيد لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) «وجود أي تواصل بين الجيش السوري ومسلحي داعش حول ترتيب خروجهم من أحياء جنوب دمشق» ، قائلا إن «كل العملية جرت تحت إشراف الجيش الروسي بعد طلب مسلحي داعش منهم تأمين خروجهم وحمايتهم حتى وصولهم إلى البادية السورية في تدمر ودير الزور . وأوضح أمين سر الفصائل « كان من المقرر أن تخرج الدفعة الأولى من مسلحي داعش ليل أمس، ولكن يبدو أنهم لم يتمكنوا من الخروج ، لذلك سوف تخرج الدفعة الأولى وربما الثانية هذه الليلة ، وبذلك يصبح مخيما اليرموك والحجر الاسود خاليين من المسلحين ، وسوف يدخلهما الجيش السوري خلال الساعات القادمة «. وقدر عبد المجيد عدد المسلحين وعائلاتهم بحوالي 1500 شخص، وقام هؤلاء اليوم بحرق مقراتهم ووثائقهم في مخيمي اليرموك والحجر الاسود ، وتوقفت جميع العمليات العسكرية منذ ظهر أمس السبت».
إلى ذلك، قال قيادي فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه لـ (د. ب. أ ) إن «أغلب المدنيين الفلسطينيين والسوريين والذين كان عددهم يقدر بحوالي خمسة آلاف شخص في مخيم اليرموك تركوا المخيم واتجهوا إلى بلدة يلدا ، وحاليا لا يتجاوز عدد المدنيين بالعشرات «. وأكد القيادي أن «الجيش السوري والفصائل الفلسطينية أصبحت تسيطر على أكثر من 85 بالمئة من مساحة مخيم اليرموك حيث تجاوزت شارع فلسطين وشارع الجزيرة ومشحم عامر الذي يتقاطع مع حي التضامن».
مصادر ميدانية قالت لموقع «روسيا اليوم»: إن المواجهات العسكرية وإطلاق النار توقف في المنطقة مشيرة إلى إن التنظيم و»الجماعات المرتبطة به أعربت عن جاهزيتها للاستسلام دون مقاومة وطلبت السماح لها بالخروج».
أما المآل الطبيعي للمعركة، برأي البعض، فيتلخص بالمسار ذاته الذي اتخذه النظامين الروسي والسوري في جميع المناطق السورية التي تعرضت لحصار خانق وتدمير شامل للمنطقة، ثم الانتقال من الخيار العسكري إلى الخيار السياسي والتفاوضي، هو سيناريو مشابه إلى حد كبير ما حدث في ارياف دمشق منذ منتصف 2016 وحتى الشهر الجاري، الشرقي منها «دوما وحرستا وعربين» والغربي «معضمية الشام وخان الشيح وبيت جن» والشمالي الغربي «في وادي بردى ومنطقة القلمون» وغيرها من مناطق سوريا وفي حلب وحمص وحماة».
هكذا حكم “داعش” جنوب دمشق/ عدنان علي
يقترب وجود تنظيم “داعش” في جنوب دمشق من نهايته بعد سنوات من فرض سيطرته على عدد من المناطق وتحكّمه بحياة الناس. أسلئة كثيرة حول كيف ظهر التنظيم في جنوب دمشق، وكيف كبر حتى التهم بقية الفصائل، وكيف سيّر أمور المناطق التي يحكمها، ومن أين ينحدر عناصر التنظيم هناك، ومن هي قياداتهم، كانت محور الحديث مع نقيب معلمي ريف دمشق في رابطة المعلمين الأحرار التابعة للمعارضة، نور الدين عليان، والذي تمكن من الهرب من سجن “داعش” في الحجر الأسود قبل نحو شهر، وقبل يوم واحد من تنفيذ حكم الإعدام به، بتهمة الردة والتعليم غير الشرعي. وتحدث عليان لـ”العربي الجديد” عن طبيعة حكم “داعش” في جنوب دمشق، إذ إنه كان شاهداً على الأمر، فهو لم يغادر منطقته الحجر الأسود منذ اندلاع الثورة السورية، وعاش تحت حكم الفصائل، ومن ثم “داعش”، حتى إبريل/نيسان الماضي.
وقال عليان، وهو مدرس سابق في حديث مع “العربي الجديد”، إنه انتخب بعد الثورة نقيباً لـ”رابطة المعلمين الأحرار” في ريف دمشق، وعمل مع من تبقى من زملائه المدرسين على إنشاء نظام تعليمي بديل عما يعمل به في عهد النظام وفق الإمكانات المتاحة، إذ تم افتتاح مدارس عدة في الحجر الأسود وفي مناطق أخرى، مثل السبينة وغيرها. وظل هذا الأمر سارياً طيلة فترة سيطرة فصائل الجيش السوري الحر على المنطقة حتى نهاية العام 2012. وأشار إلى أنه مع هروب “الدواعش” من منطقة يلدا المجاورة للحجر الأسود، منتصف العام 2013 إثر الاعلان عن تنظيم “داعش” في إبريل من نفس العام، وكان عددهم حينذاك 70 رجلاً فقط، فقد تجمعوا في منطقة حارة الشركس، فحاصرهم عناصر الفصائل الموجودة في المنطقة لفترة من الوقت، قبل أن يفكوا عنهم الحصار بضغط من الأهالي، إذ خرجت تظاهرات تطالب بذلك على أساس أنهم مسلمون ولا يجوز قتلهم بغير ذنب. وأوضح عليان أن الفصائل كلفته بعد ذلك شخصياً أن يبلغ “الدواعش” بأنه مسموح لهم بالانتشار في الحجر الأسود من دون قيود على أساس ألا يصدر عنهم ما يسيء للأهالي، لكنهم بدأوا بالتوسع من خلال إغراء الناس، إذ كانوا يقدمون راتباً يصل إلى 120 دولاراً لكل من يتطوع في صفوفهم، في وقت كانت المنطقة تخضع لحصار شديد ولا يوجد فيها أي نوع من الطعام، ومات الكثير من الناس جوعاً أو قنصاً وهم يبحثون عن بعض الأعشاب يأكلونها في أطراف المدينة.
وأشار عليان إلى أن عناصر “داعش” كانوا في تلك الفترة لا يعترضون على التدخين ولا يتدخلون في لباس النساء، لكنهم واظبوا على التوسع وشراء الولاءات في ظل الضائقة المعيشية، حتى ترك العديد من العناصر فصائلهم والتحقوا بهم، إلى أن بات هو التنظيم الأقوى في المنطقة، حتى تمكن من طرد الفصائل الموجودة إلى يلدا واستفرد وحده بالسيطرة على الحجر الأسود، ليتمكن لاحقاً من مد نفوذه إلى مخيم اليرموك، بالتعاون بداية مع “جبهة النصرة”، قبل أن يحصل صدام بينهما، ونزاع على السلطة والسيطرة. وأضاف “في هذه الفترة بدأ التنظيم يكشر عن أنيابه، وبدأ بفرض قوانينه من جهة منع التدخين وفرض لبس خمار شامل على النساء وضرورة التقيد بأوقات الصلاة وتطبيق الحدود… إلخ”. وتابع “حتى هذه الفترة لم يكونوا (عناصر داعش) يعترضون على عملي، لكن مع بدء اعتقال النشطاء، وهروب جلهم إلى مناطق سيطرة الفصائل في يلدا، ارتكبت خطأ بأن صرحت لبعض الأشخاص عن نيتي الانتقال إلى يلدا خلال يومين، فطلبت مني جماعة داعش مراجعة مركز الأربعاء، وهو مركز للتحقيق الأمني موجود قرب مبنى الناحية، وهنا بدأت رحلة التحقيقات التي انتهت بالحكم بالإعدام علي”. وأوضح عليان أن للتنظيم مراكز تحقيق عدة، منها “الأربعاء” و”3″ بالإضافة إلى مركز “الكهف” وهو مخصص للمحكومين بالإعدام، و”في جميع هذه المراكز يتم ممارسة التعذيب، عبر الشبح والدولاب والجلد والضرب بالنبريش والسجين مغمض العينين، وغالباً ما يكون الهدف هو إجبار السجين على الاعتراف عن مطلوبين آخرين”.
وحول ما يميز معتقلات “داعش” عن معتقلات النظام، قال عليان إنه “رغم التعذيب والضرب واحتمال أن تساق في كل لحظة للإعدام، فإنهم كانوا يسمحون لأهالينا بزيارتنا يوم الجمعة لمدة ربع ساعة وإحضار الطعام لنا، لكن يمنع على السجين التحدث مع أهله أو من يزوره، إذ يجلس معهم عنصر من داعش موجهاً مسدسه إليه وإليهم، وهو ما دعاني للطلب من زوجتي عدم زيارتي مرة أخرى، خصوصاً بصحبة الأطفال الذين كانوا يخافون من هذه المشاهد”. وأوضح أن جماعة “داعش” في الحجر الأسود لم يكن لديهم قاض ولا شيخ مخول بالإفتاء بقضايا الحدود، لذلك كانت القضايا ترسل إلى “مفتٍ” في البوكمال شرقي سورية والذي يصدر الأحكام ويرسلها لهم، بناء على طلب من شخص يدعى أبو حسن حسبة، وهو “خادم جامع” يتلذذ حين يكون رد “مفتي” البوكمال بالإعدام، ويطلق عليه الأهالي “أبو حسن دبوس”، لأنه يلاحق النساء معظم الوقت ويطلب منهن إغلاق الدبوس في أسفل خمارهن.
وأشار عليان إلى أن “أحكام التنظيم ومحاكماته صورية، وكثيراً ما يتم الإفراج عن اللصوص والزعران لأن لهم واسطة أو معرفة مع التنظيم، أو لأنهم دفعوا المال، بينما تطبق أحكام قاسية على من لا علاقات ولا مال عنده”. وحول الأحكام الأخرى التي تصدر عن التنظيم، قال إن “المخدرات كانت جنحة عادية يعاقب عليها بـ 80 جلدة، لكن جرى تعديل الحكم لاحقاً ليصبح الإعدام. وهناك أحكام مثلاً على من ينتقل للعيش في منطقة يلدا المجاورة من عناصر التنظيم أو المبايعين له تحت فتوى مبايع تولى يوم الزحف إلى بلاد المرتدين وهو يعلم أنهم مرتدون، مقدارها ألف جلدة أو حتى الإعدام إذا كان التصنيف أنه مرتد”. وأشار إلى التجسس النشط بين المنطقتين، الحجر الأسود حيث يسيطر “داعش” ويلدا حيث تسيطر فصائل المعارضة، إذ يعرف كل طرف كل التفاصيل عن الأشخاص الموجودين في مناطق الطرف الآخر، حتى أن فصائل يلدا كانوا يعتقلون لأيام عدة كل من عمل مع “داعش” حتى بألف ليرة في اليوم.
ولفت عليان إلى أن التعليم توقف كلياً في الحجر الأسود ومناطق سيطرة “داعش” الأخرى، بسبب اعتبار التنظيم مناهج النظام غير شرعية مع عدم إيجاد مناهج بديلة. وقال “حين سألني أمير التعليم تحت أي منهاج تُعلم، قلت له أنا لا أستطيع وضع منهاج كامل بديل لمنهاج النظام، لكنني حاولت تعديله، فحذفت حصص مادة القومية وزدت حصص مادة الديانة. قال هذا لا يكفي، فقلت له إذا كان لا يعجبك عملنا فلماذا ترسل أنت وكل أفراد التنظيم أولادكم للتعليم عندنا. قال: قد تعمل مائة حسنة، لكن كلمة قد تؤدي إلى الردة”. ولفت إلى أن “أمير التعليم” في التنظيم يحمل الشهادة الإعدادية فقط، موضحاً أن جميع المعلمين الذين كانوا في المنطقة هربوا إلى يلدا، بعد أن قرر التنظيم اعتبار التعليم ردة، وكل من يرسل ابنه من عناصر “داعش” للدراسة في يلدا يفصل ويحاكم.
ولفت عليان إلى أن أغلب عناصر التنظيم هم من السكان المحليين، مقدراً عدد أفراد التنظيم في منطقة جنوب دمشق بـ 1200 شخص قبل بدء المعارك الأخيرة مع النظام، إذ غادر العشرات، ومنهم أبرز القياديين، إلى خارج المنطقة عبر حواجز النظام، بعد دفع أموال، ومن بقي منهم هم قيادات الصف الثالث. ولفت إلى أن عملية الخروج مستمرة حتى الآن لمن يدفع الأموال، مضيفاً “كنا نحو 25 شخصاً يوم خرجت، تجمعنا عند حاجز النظام، بينما في اليوم السابق كان هناك 40 شخصاً ذهبوا جميعاً إلى درعا جنوب البلاد”، لافتاً الى أن “بعض الخارجين كانت صدرت بحقهم أحكام من داعش، وآخرون يرغبون بالخروج من الحصار والوضع الصعب والخطر، والجميع دفعوا أموالاً لحواجز النظام وللمهربين والوسطاء”. وأوضح أن من “بقي من الأهالي هم جزء من عائلات مقاتلي التنظيم، إضافة إلى مدنيين آخرين ممن لا يملكون المال الكافي للخروج باتجاه مناطق سيطرة النظام، إذ يكلف هذا الخروج نحو 5000 دولار للشخص الواحد”، مقدراً “العدد الإجمالي للأهالي في مناطق سيطرة التنظيم اليوم بين سبعة وثمانية آلاف شخص”.
وبالنسبة إلى الوضع الصحي، أوضح أنه لا يوجد في الحجر الأسود سوى مستشفى ميداني واحد، لا يوجد فيه طبيب، ولا يقدم أي علاج. أما المياه فيتم التزود بها من بئر قديمة كان النظام حفرها في منطقة التربة. ولفت إلى أن التنظيم يولي عناية فقط لقضية النظافة في الحي، إذ إن هناك فريق نظافة يدفع “داعش” أجوره، ويقوم يومياً برفع القمامة من الشوارع والحارات. وأوضح أن الطعام يدخل من مناطق المصالحة مع النظام، وتحديداً من منطقتي يلدا والعسالي، وأغلب الناس يستعينون بما يرسله إليهم أهاليهم من الخارج عبر مكاتب التحويل في منطقة يلدا، في حين أن لدى جماعة “داعش” مستودعات ضخمة من الأغذية المخزنة منذ فترة طويلة، خصوصاً ما استولوا عليه خلال غزوتهم لمخيم اليرموك، بما في ذلك مستودعات جماعة “الأكناف”.
العربي الجديد
إسرائيل تستهدف”إدارة الحرب الإلكترونية”و”مدرسة أمن الدولة“
هزّت انفجارات قوية، فجر الإثنين، ما قيل إنها غرفة عمليات إيرانية في مقر “إدارة الحرب الإلكترونية” في نجها بالقرب من السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق.
ولم يُدلِ النظام بأي معلومات حول الحادثة، ورجّح ناشطون أنها غارات لطيران إسرائيلي. ووقعت الانفجارات في ثكنات “الحرب الإلكترونية” و”مدرسة أمن الدولة” في نجها، وقيل إن مليشيات إيرانية تتمركز فيها.
وسمعت أصوات الانفجارات في نجها بالقرب من مطار دمشق الدولي، وفي منطقة السيدة زينب معقل المليشيات الإيرانية.
العقيد المنشق عن النظام السوري والقائد السابق للمنطقة الشمالية في “هيئة أركان الجيش الحر” عبدالباسط طويل، قال في “تويتر” إن الغرض من قصف منظومة الحرب الالكترونية في جنوب دمشق “هو أن تصبح كل القطع العسكرية بمحيط دمشق عمياء وصماء”. وأشار إلى أن ما يجري في سوريا “ليست لعبة أتاري بل إنها الحرب الكونية غير المعلنة على إيران في سوريا”. وأضاف أن القصف الذي تلقته المليشيات الإيرانية في ديرالزور، قبل يومين: “نفذه الطيران الأميركي وهذا مؤشر خطير جداً، وهذا يعني أن “الإيراني تم رفع الغطاء الروسي عنه بشكل كامل”.
وقال نشطاء إن أربع غارات اسرائيلية دمّرت ثكنات “الحرب الإلكترونية” و”مدرسة أمن الدولة”، كلياً وقتلت جميع العناصر المتواجدين فيها.
وكانت “المدن” قد نشرت تحقيقاً عن بلدة نجها، التي تقع بشكل كامل تحت سيطرة فرع “أمن الدولة”، المشرف على جميع التفاصيل الإدارية فيها؛ من تعيين المخاتير وأمين شعبة “حزب البعث” ومدير المدرسة. وفي العام 1973 تم إنشاء “مدرسة أمن الدولة” التي يرأسها حالياً العميد ثائر العمر، من بلدة الفوعة في ريف إدلب. وتعتبر “مدرسة أمن الدولة”، هي السلطة الأولى في المنطقة.
الجيش الإسرائيلي كان قد كشف الأسبوع الماضي عن القيام بغارات جوية ضد أهداف إيرانية في سوريا ضمن مهمة أطلق عليها اسم “عملية الشطرنج”. والهدف من العملية منع إيران من القيام بعمليات انتقامية ضد الغارة الجوية الإسرائيلية على مطار “T-4” في 9 نيسان/أبريل، والتي تسببت بقتل 7 عناصر من “الحرس الثوري الإيراني” بينهم مسؤول رفيع عن برنامج إيراني لطائرات الدرونز.
جنوب دمشق: داعش إلى البادية.. باتفاق سري مع النظام
قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الأحد، إن دفعة من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” خرجت من الجنوب الدمشقي باتجاه البادية السورية، في إطار اتفاق لم يعلن عنه بشكل رسمي بعد مع قوات النظام السوري.
وأوضح المرصد، أن “عدداً من الحافلات دخلت بعد منتصف ليل السبت – الأحد إلى مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، لتحمل على متنها مقاتلين من التنظيم وعوائلهم حيث خرجت الحافلات بعد ذلك وانطلقت باتجاه البادية السورية”.
وأضاف المرصد إن العملية تمت في “سرية كاملة بعيداً عن إعلام النظام السوري ونفي من قبل النظام”، وشهدت ساعات ما قبل بدء تنفيذ عمليات الإجلاء هدوءاً كبيراً على جبهات القتال وخطوط التماس بين قوات النظام وحلفائها من جهة، وتنظيم “داعش” من جهة ثانية.
ويعد مخيم اليرموك، وحي التضامن، من أبرز محاور القتال بين الطرفين، وأشار المرصد إلى المنطقتين شهدتها توقفاً لـ”القصف المدفعي والجوي والصاروخي وإطلاق النار والقتال في كامل المحاور، وسط ترقب للتوصل لاتفاق نهائي وكامل يتضمن إخلاء مخيم اليرموك من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، والتضامن، ونقلهم إلى وجهة يرجح أنها البادية السورية”.
وكان مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم العسكرية في ريف اللاذقية، قد أعلن أن الشرطة العسكرية بدأت الانتشار في ثلاث بلدات في منطقة جنوب دمشق، هي يلدا وببيلا وبيت سحم.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا يوري يفتوشينكو، قوله إن انتشار قوات الشرطة العسكرية في البلدات المذكورة جاء ضمن الجهود الرامية إلى إعادة الوضع إلى طبيعته في ضواحي أخرى من دمشق ومناطق أخرى في سوريا.
ديرالزور:”قسد” تتقدم ضد “داعش”..بدعم أميركي-فرنسي
أحرزت “قوات سوريا الديموقراطية” تقدماً على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”، في آخر جيب له في محافظة ديرالزور، وذلك بإسناد مدفعي أميركي وفرنسي.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبدالرحمن قوله، الأحد، إن إن قوات “قسد” المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، والمتمركزة في الضفة الشرقية لنهر الفرات سيطرت “على تلة استراتيجية تطل على بلدة هجين وقرى اخرى واقعة تحت سيطرة التنظيم”.
وأشار عبدالرحمن إلى أن “اشتباكات عنيفة اندلعت حول بلدة هجين والباغور”. وتمركزت القوات الاميركية والفرنسية المنتشرة في شرق محافظة ديرالزور “في عدد من القواعد العسكرية التي اقامتها واشنطن حول حقول النفط الرئيسية وبخاصة حقل العمر”، اكبر حقول النفط في سوريا، بحسب عبد الرحمن.
ولا تزال ثلاث بلدات في المنطقة تحت سيطرة التنظيم وهي هجين والشعفة وسوسة. وأشار مدير المرصد إلى أن “القوات الاميركية والفرنسية لجأت الى القصف الصاروخي ثم استبدلته بالمدفعية مع تقدم القوات ميدانياً”.
وتجري العمليات حالياً بالتنسيق مع القوات العراقية في الجهة الثانية من الحدود وقوات التحالف الدولي “من اجل احباط اي محاولة تسلل او وهروب لجهاديي التنظيم نحو العراق” بحسب مدير المرصد.
وكانت وكالة أنباء “الأناضول”، قد قالت إن القوات الفرنسية نشرت بطاريات 6 مدافع قرب قرية باغوز، في ديرالزور. وأضافت أن القوات الفرنسية استقدمت تعزيزات عسكرية إلى مناطق منبج والحسكة وعين عيسى والرقة.
إيران: لا أحد يستطيع إجبارنا على الخروج من سوريا
قالت إيران اليوم الاثنين إنه لا أحد يمكنه أن يجبرها على الخروج من سوريا، وإن وجودها في هذا البلد العربي جاء بطلب من حكومتها.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي القول “وجودنا في سوريا هو بناء على طلب من حكومة ذلك البلد، وهدفنا هو محاربة الإرهاب”، مضيفا أن طهران “ستواصل مساعداتها لسوريا طالما هناك خطر الإرهاب، وطالما أن حكومة ذلك البلد تريد من إيران مواصلة مساعدتها”.
وفي رده على سؤال وُجِّه له في لقائه الصحفي الأسبوعي اليوم عما نُقل عن مسؤولين روس بشأن انسحاب القوات الإيرانية من سوريا، قال قاسمي: “لا یمكن لأحد أن یجبر إیران على القیام بذلك؛ لأن لدینا سیاسات مستقلة خاصة بنا”.
وأضاف أن من عليه مغادر سوريا هم أولئك الذين دخلوا إليها دون إذن حكومتها.
وكان ألكسندر لافرنتيف مبعوث الرئيس الروسي، فسَّر تصريحا لفلاديمير بوتين بشأن الحاجة إلى انسحاب القوات الأجنبية من سوريا بأنه يعني “كل المجموعات العسكرية الأجنبية، التي توجد على أراضي سورية، بمن فيهم الأميركيون والأتراك وحزب الله والإيرانيون”.
وفي قضية أخرى، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن أغلب الدول تعد الولايات المتحدة شريكا غير موثوق به، وذلك بغض النظر عما سيعلنه وزير خارجيتها مايك بومبيو اليوم حول سياسة بلاده تجاه برنامج النووي الإيراني.
وأكدت طهران أنها ترفض التفاوض حول أي قضايا غير نووية، وأن مباحثاتها مع الدول المعنية تنحصر في اتفاق النووي.
وحول الانتخابات النيابية التي جرت مؤخرا في العراق، قال بهرام قاسمي إن العلاقة بين إيران والعراق “واضحة تماما تحت أي ظرف من الظروف ومع أي حكومة”، معربا عن تفاؤله بشأن التعاون بين البلدين مستقبلا.
البرنامج الكيميائي السري السوري قيد البحث أوروبياً
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 18 مايو 2018
روما ـ بحضور 12 وزير خارجية أوروبي، التقى ممثلو نحو ثلاثين دولة في باريس اليوم (الجمعة) لمناقشة كيفية التعرف على المسؤولين عن استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية في سورية وملاحقتهم قضائياً، في إطار (الشراكة الدولية ضد الإفلات من العقاب بعد استخدام الأسلحة الكيميائية)، التي أطلقتها فرنسا في كانون الثاني/يناير الماضي، إثر استخدام روسيا مرات عدة، الفيتو لمنع إجراء تحقيقات دولية في سورية لكشف مستخدمي السلاح الكيميائي.
وفي أعقاب اللقاء قالت فرنسا في بيان مشترك لوزيري المالية برونو لو مير، والخارجية جان إيف لو دريان إنها “جمدت أصول ثلاثة أفراد وتسع شركات يشتبه بضلوعها في تطوير أسلحة كيماوية في سورية، بهدف تعقب شبكات يشتبه في مساعدتها مركز البحوث والدراسات العلمية التابع لوزارة الدفاع السورية”، دون مزيد من التفاصيل.
وناقش المشاركون في الاجتماع البرنامج الكيميائي السري الذي لا يزال قائماً في سورية وفق المصادر الأوربية، “رغم ادّعاء التزام النظام السوري بتفكيك برنامجه الكيميائي عام 2013″، وتقول مصادر فرنسية دبلوماسية إن “هناك خيارات على الأرجح عبر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإنشاء آلية مستقلة محايدة لا تكون تحت سلطة أي دولة”.
إعلام رسمي: الجيش السوري يطرد الدولة الإسلامية من جيب في جنوب دمشق
بيروت (رويترز) – قالت وسائل إعلام سورية رسمية يوم الاثنين إن الجيش طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من منطقة الحجر الأسود في جنوب دمشق.
وقاتل الجيش السوري وحلفاؤه لأسابيع لانتزاع جيب صغير لتنظيم الدولة الإسلامية في الحجر الأسود ومخيم اليرموك المجاور للاجئين الفلسطينيين، واللذان كانا يشكلان آخر منطقة خارج سيطرة الحكومة في العاصمة أو حولها.
إعداد دعاء محمد للنشرة العربية – تحرير لبنى صبري