أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 04 كانون الثاني 2016

«داعش» يهدد بـغزو بريطانيا ويعدم 5 جواسيس في شمال سورية

بيروت – أ ف ب

هدد “تنظيم الدولة الاسلامية” (داعش) اليوم (الاحد) في شريط فيديو بـ”غزو” بريطانيا التي وسعت منذ شهر نشاطها في صفوف الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن، موثقاً في الشريط ذاته إعدامه خمسة “جواسيس” من مدينة الرقة، المعقل الأبرز للمتشددين في سورية.

وعرض احد الملثمين من عناصر التنظيم “اعترافات” المتهمين الخمسة في شريط الفيديو الذي نشرته مواقع متشددة وحسابات قريبة من التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم توجه الى البريطانيين بالقول “يا ايتها الحكومة البريطانية يا ايها الشعب البريطاني، اعلموا ان جنسيتكم تحت اقدامنا اليوم وأن داعش باقٍ وسنظل نجاهد ونكسر الحدود وسنغزو دياركم يوماً ما وسنحكمها بالشريعة”.

وتابع المقاتل الذي احاط به متشددون من التنظيم حملوا جميعهم مسدسات، فيما يجثوا امامهم المتهمون الخمسة بلباس برتقالي، بلغة انكليزية مرفقة بترجمة عربية “الى كل من يريد منكم الاستمرار في القتال تحت راية (رئيس الوزراء البريطاني ديفيد) كامرون وبأجر بخس، نقول له اسأل نفسك، هل تظن حقاً ان حكومتك ستهتم بك عندما تقع في ايدينا او تتركك كما تركت هؤلاء الجواسيس” في اشارة الى المتهمين الخمسة.

وسخر المقاتل القوي البنية من كامرون قائلاً: “يا للعجب مما نسمعه اليوم ان وزيرا تافها مثلك يتحدى قدرات داعش (…) ويهددنا بعدد قليل من الطائرات”.

وشنت بريطانيا في الثالث من كانون الاول (ديسمبر) اولى غاراتها الجوية على منشآت نفطية تحت سيطرة التنظيم في شرق سورية، بعد ساعات من موافقة البرلمان على توسيع الضربات الجوية من العراق الى سورية.

ووصف التنظيم كامرون بـ “السخيف الكبير” الذي قال انه لم يستخلص “الدروس مما حصل مع سيدك السخيف في واشنطن وفشل حملته على تنظيم الدولة الاسلامية”، في إشارة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي تقود بلاده منذ صيف العام 2014 ائتلافاً يشن ضربات تستهدف مواقع المتشددين في العراق وسورية”.

وقبل ان يبادر مقاتلو التنظيم الى تنفيذ الإعدام بإطلاق الرصاص على الراس من الخلف تباعاً، وفق ما يظهره شريط الفيديو، يستهل التنظيم اصداره بعرض ما يشبه “اعترافات” المتهمين الذين يقولون انهم يقيمون في مدينة الرقة وتواصلوا مع اشخاص مقيمين في تركيا.

ويقول احد المتهمين انه كان على اتصال بشخص في تركيا وصفه بـ”عميل للتحالف الصليبي ومحارب للدولة الاسلامية”، ويوضح انه كان يزوده بصور ومقاطع فيديو واخبار عاجلة ترصد تحركات التنظيم في مدينة الرقة.

ويقول متهمان على الأقل انهما حصلا على كاميرا خفية لتصوير الحياة في المدينة وبعض المواقع التابعة للتنظيم. كما يشير اثنان منهم الى انهما تلقيا اموالاً لافتتاح مقاهي انترنت في المدينة.

ومني التنظيم المتطرف بخسائر ميدانية عدة في العراق وسورية وتحديداً في الشهرين الأخيرين. لكنه وسع نطاق عملياته لتشمل دولاً عدة، أبرزها اعتداءات باريس.

وأعلن الجيش الأميركي الخميس الماضي مقتل عشرة من القياديين الكبار في التنظيم في شهر كانون الاول (ديسمبر) وحده في غارات نفذها الائتلاف الدولي في سورية والعراق.

ويرى محللون ان التنظيم يلجأ الى اتباع ممارسات وحشية يروج لها عبر آلته الدعائية، كلما تلقى خسائر ميدانية، في محاولة لتصدر عناوين الصحف ونشرات الاخبار حول العالم.

 

تحالف كردي – عربي يقترب من «عزل» حلب عن تركيا

لندن ، باريس – «الحياة»، أ ف ب

اقترب تحالف كردي – عربي من «الخط الأحمر» التركي لدى سيطرته بدعم من الطيران الروسي على منطقة قرب معقل للمعارضة في ريف حلب ما استدعى انسحاب فصيل من تكتل «جيش الفتح» في إدلب كي يتمكن من المساهمة في دعم فصائل المعارضة ومنع «عزل» حلب عن خط الإمداد في تركيا، بالتزامن مع تحقيق التحالف الكردي – العربي «انجازات» قرب معقل «داعش» شرقاً بفضل غارات التحالف الدولي بقيادة أميركا وسط تهديد التنظيم بـ «غزو» بريطانيا. وبدأت الهيئة العليا للمعارضة اجتماعاتها في الرياض أمس استعداداً للقاء المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا غداً.

وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس: «قتل 16 عنصراً على الأقل وأصيب 19 آخرون من تنظيم داعش في اشتباكات ضد مقاتلي قوات سورية الديموقراطية في قرية المستريحة في ريف عين عيسى في ريف الرقة». وأضاف ان المعارك بين الطرفين انتهت بسيطرة «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم فصائل كردية، أبرزها «وحدات حماية الشعب» الكردية، وأخرى عربية على هذه القرية الصغيرة، لافتاً الى مقتل 21 من التحالف الكردي – العربي الذي يحظى بدعم التحالف الدولي بقيادة أميركا.

وتحدث «المرصد» عن فيديو لعناصر «داعش» يعدمون خمسة بعدما ألبسوهم «اللباس البرتقالي» في مدينة الرقة بعدما «طلب منهم التقاط صور وتسجيل أشرطة مصورة داخل مدينة الرقة ولنساء داخل المدينة بغية إعداد فيلم وثائقي ضد الدولة الإسلامية، وتصوير لوحة سيارة قرب كازية أبو الهيف، لملاحقتها وقصفها».

وأظهر الشريط الشبان الخمسة وهم من الرقة، على ركبهم، ويقف خلفهم عناصر «داعش». وقال أحد المتحدثين باللغة الإنكليزية: «هذه رسالة إلى (رئيس الوزراء البريطاني) ديفيد كامرون (…) تهددنا بعدد قليل من الطائرات (في اشارة الى قرار البرلمان البريطاني اجازة قصف مواقع التنظيم في سورية) يا أيتها الحكومة البريطانية ويا أيها الشعب البريطاني، اعلموا أن جنسياتكم تحت أقدامنا اليوم، وأن «داعش» باقية، وسنظل نجاهد ونكسر الحدود وسنغزو دياركم يوماً ما، وسنحكمها بشرع الله».

وأظهر الشريط المصور قيام المتحدث بإطلاق النار على رأس أحد الشبان، عقبه إطلاق نار من قبل العناصر الأربعة الآخرين النار على رؤوس الشبان الأربعة الآخرين. ليختم الشريط بظهور طفل يرتدي لباساً عسكرياً ويشير بإصبعه إلى مكان بعيد قائلاً باللغة الإنكليزية «سنقتل الكفار هناك».

وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية ان الطيران الفرنسي دمر ليل السبت – الاحد موقعاً لصنع الصواريخ يسيطر عليه «داعش» وقالت في بيان ان الغارة الجوية شنتها «اربع مقاتلات رافال مزودة صواريخ سكالب تحركت بالتنسيق مع طائرات للتحالف» مستهدفة موقعاً يبعد عشرات الكيلومترات شرق حلب.

وأعلنت «قوات سورية الديموقراطية» سيطرتها امس على بلدة كشتعار قرب مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، ذلك بـ «غطاء جوي روسي»، وفق نشطاء معارضين. وتكمن أهمية كشتعار كونها تطل على أوتستراد حلب – أعزاز ما يعني إحكام حصار أعزاز من الجهتين الغربية والجنوبية بالتزامن مع سيطرة «داعش» على جهتها الشرقية، الأمر الذي يقرب من «فصل» حلب عن خطوط الإمداد في تركيا التي كانت أعلنت أن ربط الادارات الذاتية في الجزيرة وعين العرب (كوباني) شرق سورية وعفرين شمال سورية «خط أحمر».

وأعلن «فيلق الشام» أمس انسحابه من «جيش الفتح» الذي يضم 7 فصائل بينها «جبهة النصرة» و «احرار الشام الاسلامية» وكان سيطر على محافظة ادلب في ربيع العام الماضي. وقال في بيان: «حيث أن الأعداء من الداخل والخارج أي النظام وشبيحته والشيعة والروس يركزون الجهد لإسقاط منطقة حلب، فرأينا أن نعطي الأولوية لدعم الثوار في منطقة حلب». وأضاف: «الحالة التي تجعلنا نعلن خروجنا من غرفة عمليات جيش الفتح الذي أنهى مهمته مشكوراً في معركة فتح إدلب الفداء وهذا يوجب علينا إعادة ترتيب أوضاعنا وبلورة تجاربنا والإفادة منها في ظل معطيات اليوم بما يخدم ديننا وشعبنا وثورتنا ويحقق أهدافها».

و «فيلق الشام» واحد من 15 فصيلاً مقاتلاً حضر ممثلوها المؤتمر الموسع للمعارضة في الرياض الشهر الماضي، كما انه عضو في الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم 34 عضواً بينهم 11 من الفصائل المقاتلة.

وبدأت الهيئة اجتماعاتها في الرياض امس قبل لقائها دي ميستورا غداً، ضمن اتصالاته مع ممثلي المعارضة والنظام لإزالة العقبات امام عقد مفاوضات «جنيف-3» نهاية الشهر الجاري. ووصل المبعوث الأميركي الى سورية مايكل راتني الى مكان اجتماع الهيئة العامة لدعمها، وسط أنباء عن عدم وصل بعض الشخصيات المعارضة بينهم رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين.

 

انتشال جثتي امرأة وطفل من بحر ايجه تقدّما ضحايا المهاجرين هذا العام

أثـــيــنـا، إسطنــبــول، بـــرليـن – أ ف ب

أعلنت السلطات اليونانية أنها انتشلت السبت، جثتي امرأة وطفل في عامه الثاني، قضيا اثر غرق مركب مهاجرين في بحر ايجه، ليصبحا بذلك أول ضحيتين تسقطان في 2016 على خط الهجرة غير الشرعية من تركيا إلى اليونان عن طريق البحر.

وأفاد خفر السواحل اليوناني في بيان أن صيادين محليين أخطروه بأن مركباً على متنه 40 مهاجراً أبحروا من تركيا غرق قرب السواحل الصخرية لجزيرة أغاثونيسي، فجرى على الفور إرسال سفينة تابعة لمنظمة «مواس» التي تعنى بإنقاذ المهاجرين ومقرها مالطا.

وأضاف البيان أن الصيادين أرشدوا طاقم هذه السفينة إلى مكان غرق المركب فتم إنقاذ 38 مهاجراً كانوا قد نجحوا في تسلق الصخور، في حين انتشل الصيادون جثة امرأة وطفل.

ونقل القتيلان والجرحى إلى مرفأ بيثاغوريو في جزيرة ساموس حيث أدخل عشرة مهاجرين إلى المستشفى لتلقي العلاج من جراء إصابتهم بالجفاف.

كذلك أنقذ خفر السواحل التركي 57 مهاجراً علقوا قبالة جزيرة صغيرة في بحر ايجه، فيما كانوا يحاولون الوصول إلى جزيرة ليسبوس اليونانية من السواحل التركية، كما أوردت وكالة أنباء الأناضول أمس. وأوضحت الوكالة التركية أن مركب هؤلاء المهاجرين واجه مشاكل بعد أن غادر منتجع ديكيلي في محافظة إزمير التركية ووجد ركابه أنفسهم عالقين قبالة إحدى الجزر الصغيرة في بحر ايجه.

وتم انتشال 12 شخصاً من المهاجرين الأكثر ضعفاً بينهم ثلاثة أطفال بالمروحية وأعادهم خفر السواحل إلى ديكيلي فيما تم إنقاذ الـ45 الآخرين بواسطة مراكب صيد، ذلك أن سفن خفر السواحل كبيرة ولا تستطيع الاقتراب من الجزيرة الصغيرة.

وتعد تركيا التي تستضيف 2,2 مليون لاجئ سوري، البلد الذي ينطلق منه المهاجرون بحثاً عن حياة أفضل في أوروبا ويدفع كثيرون منهم لمهربين آلاف الدولارات للعبور إلى اليـــونــان في رحلة عبـر المتـوسط محفوفة بالمخاطر.

ووصل أكثر من مليون مهاجر إلى أوروبا في العام 2015 بحسب الأمم المتحدة، منهم حوالى 800 ألف عبروا البحر إلى اليونان. وعلى رغم حلول فصل الشتاء إلا أن ذلك لم يثن هؤلاء اللاجئين خاصة من السوريين والعراقيين والأفغان عن المجازفة في خوض هذه المغامرة حتى ولو تباطأت وتيرة التدفق.

وفي برلين، أعلن الحليف البافاري للمستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس، أن بلاده لا يمكن أن تستوعب أكثر من 200 ألف طالب لجوء سنوياً في حين واجهت ألمانيا تدفقاً قياسياً من المهاجرين في العام 2015.

وقال هورست سيهوفر، رئيس حكومة إقليم بافاريا وزعيم الحزب المحافظ: الاتحاد المسيحي الاجتماعي، في مقابلة مع مجلة «بيلد» إن «وصول 100 ألف أو 200 ألف على الأكثر من طالبي اللجوء إلى ألمانيا في السنة ليس مشكلة».

وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، المعارض لسياسة مركل على صعيد الهجرة، يفضل وضع سقف عددي للحد من استقبال اللاجئين في ألمانيا، الأمر الذي ترفضه مركل بشكل قاطع.

وأضاف حليف مركل التقليدي الذي لا يخفي انتقاداته لها، أن «هذا الرقم يمكن تحمله، وفي هذه الحال، من شأن الاندماج أن يعمل أيـــضاً. بالنسبة لي، كل ما يتــجــاوز هذا الرقم يعتبر مفرطاً».

وفي ختام مؤتمر حزبها اواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، انتقد سيهوفر سياسة مركل علناً رغم انزعاجها الواضح لرفضه عدم التطرق الى هذه المسألة.

وشدد سيهوفر على ان «الحد من اعداد المهاجرين يجب ان يكون التركيز الرئيسي في عام 2016»، في حين من المقرر ان يعقد الاتحاد الاجتماعي المسيحي الاربعاء والخميس، اجتماعاً في فيلدباد كروت (جنوب)، من المتوقع ان تحضره مركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون.

وتابع بأسف: «نحن بعيدون جدا عن هذا الهدف» ملوحاً برقم 1,5 مليون لاجئ في ألمانيا عام 2016 اذا لم يتم فعل شيء.

ووفقاً لمعلومات تسربت في الآونة الاخيرة الى الصحافة الالمانية، استضافت البلاد حوالى 1,1 مليون مهاجر عام 2015. ويــنــبــغي الاعلان عـــن الارقـــام الرسمية مـــن قبل الحكومة قريباً.

 

هل استخدم النظام السوري «السارين» مجدداً في الغوطة؟

دبي – غنوة الشومري (مدرسة الحياة)

اتهم ناشطون النظام السوري باستخدام مواد كيماوية أثناء قصفه لمعضمية الشام في ريف دمشق الثلثاء الماضي .

وقالت مصادر طبية وميدانية للمرصد السوري لحقوق الانسان إن «أكثر من 28 شخصاً قتلوا وجرحوا جراء قصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي والقصف الصاروخي من قبل قوات النظام».

وأكدت المصادر الطبية للمرصد أن الضحايا تعرضوا لـ«حالات اختناق» ، بعدما ظهرت عليهم أعراض يشتبه بانها أعراض  التعرض لغاز «السارين» المحرم دولياً.

ونقلت صحيفة «إندبندنت» البريطانية تصريحات لخبير بريطاني في الأسلحة الكيماوية ، كان على تواصل مع أطباء في  المنطقة أنه «من المحتمل أن يكون النظام قد استخدم الغاز، لكن من دون عينات لا يمكن التأكد من هذا الأمر».

وتتناقض هذه الأنباء مع إعلان نظام دمشق موافقته على تدمير ترسانته من الأسلحة الكيماوية، بموجب الاتفاق الذي أبرم في أيلول (سبتمبر) 2013، لاسيما في ضوء تأكيد منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن هذه الأسلحة استخدمت مراراً وبشكل منهجي في سورية.

 

تشكيك بإمكانية تشكيل وفد معارض شامل

دي ميستورا في دمشق السبت

زياد حيدر

تنتظر دمشق وصول المبعوث الأممي الخاص بالسلام في سوريا ستيفان دي ميستورا السبت المقبل، قبل أيام من زيارة يقوم بها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى الهند، سبقتها زيارة مشابهة إلى الصين وستليها زيارات إلى دول أخرى.

وقال مسؤول سوري، لـ «السفير»، إن دمشق تنتظر وصول دي ميستورا «لترى ما لديه»، مبدية شكوكاً في إمكانية توصل «الطرف الآخر لنتيجة حاسمة في موضوع تشكيل وفد معارضة شامل»، يفترض أن يجابه الوفد الرسمي في اللقاء «التفاوضي» المبرمج في 25 كانون الثاني الحالي.

«نحن مستعدون» يعلق المسؤول «إلا أن الجدية لا زالت مفقودة لدى الطرف الآخر، والذي تعود مرجعياته إلى دول لا تريد الحل السياسي».

لكن رغم «الاستعداد» لدمشق تحفظاتها، التي تعلنها في ما يخص المرحلة الأولى من الزخم السياسي المستجد بخطوتي فيينا 1 و2 ومن ثم مؤتمر المعارضة السوري في الرياض. ووفقا للمصدر ذاته، فإن دمشق «لن تقبل بالحديث إلى أية منظمة إرهابية، أو أية منظمة لها صلات واضحة ومثبتة بمنظمات إرهابية سبق وسمتها الأمم المتحدة»، وتندرج تحت هذه التسمية منظمات عدة بالطبع، ولا سيما «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» و «عملياً كل من حمل السلاح ضد الدولة».

أما بخصوص الشخصيات المشاركة «فلم تسلم دمشق لائحة رسمية تضم الأسماء، كي تقوم بدراستها والتعليق عليها»، علما أنه وفقاً للتقييم السوري «فإن الأسماء يجب أن تسلم حصراً من قبل المبعوث الأممي، باعتباره المخول الوحيد بهذه العملية، كما أن لسوريا حق الاعتراض على أي اسم أو جهة موجودة في اللائحة».

ولن تقدم سوريا لدي ميستورا لائحتها الخاصة، وهي جاهزة كما هو مرجح، إلا «بعد وقت مناسب، كي تقوم بدراسة وتقييم ما سيقدمه دي ميستورا أولاً، خلال لقاءات السبت المقبل».

ووفقاً لدمشق، فإن العدد الكبير للمفاوضين من قبل الطرف الآخر (15 كهيئة أساسية، 15 كاحتياط و10 خبراء) غرضه «إرضاء جميع الرعاة لممثلي الطرف الآخر»، ورغم ذلك «لم يفلح الجانب السعودي في هذه العملية»، بل «يمثل استبعاد البعض، وقبول الطرف الآخر، تجسيداً آخر لعدم الجدية في البحث عن تسوية سياسية».

ويدرج المصدر، بشكل أكثر شمولاً، ما جرى صبيحة العام الحالي من إعدام الرياض للمعارض الشيخ نمر باقر النمر (ولكن دون أن يسميه) ضمن محاولة «المملكة توتير الأوضاع الإقليمية لا تبريدها»، مشيرا إلى أن السعودية «تتبع سياسة مدمرة يقودها أولاد غير ناضجين».

وفي السياق ذاته، تشجع موسكو حليفتها دمشق على مرونة إضافية في الوجهة السياسية لـ «فيينا 1 و2»، علماً أن الطرفين على اتفاق في ما يخص قائمة المنظمات الإرهابية المدرجة بينهما. أما في ما يخص التفاصيل التي ستسير عليها العملية، فثمة اتفاق على أن هذه «القضية معقدة وطويلة، وتخضع لاعتبارات عديدة، بينها الميدان العسكري والأمني، والظرف السياسي والإقليمي المحيط، كما العوامل الداخلية وتبدلها». وإلى حين ذلك، يدخل ضمن هذه التطورات، نشاط ديبلوماسي غير مألوف للمعلم مقارنة بالسنوات التي سبقت.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن المعلم سيزور الهند في 11 الشهر الحالي تلبية لدعوة رسمية، في زيارة تستمر أربعة أيام. وكان المعلم قد زار بكين نهاية العام الماضي، بناءً على دعوة مشابهة من نظيره الصيني وانغ يي، حيث أكد الطرفان أهمية «تلازم المسارين السياسي ومكافحة الإرهاب معا».

وشجع المعلم الجانب الصيني على المساهمة في «جهود إعادة الإعمار في سوريا»، وهي جهود تنتظر انطلاق التسوية السياسية. وتلقي دمشق الكثير من الآمال على حلفائها الحاليين في إشعال شرارتها، ولا سيما دول منظمة «البريكس». ووفقاً لما كشفه مصدر سوري، لـ «السفير»، فإن دولاً أخرى وجهت «دعوات رسمية» للمعلم لزيارتها في المرحلة المقبلة «لكنها تنتظر توقيتاً مناسباً».

 

سوريا.. احتجاجات في “تدمر” ضد القصف الروسي و تنظيم الدولة الاسلامية

حمص – الأناضول – تجمهر عشرات المدنيين الغاضبين، أمام المحكمة العامة في مدينة “تدمر” شرقي حمص، التي يسيطر عليها تنظيم “داعش”، احتجاجاً على القصف الروسي للمدنيين، “وعجز التنظيم عن حمايتهم”.

وأفادت مصادر محلية، من مدينة تدمر، الاثنين، أن “العشرات من أبناء عشيرة العمور (إحدى أكبر العشائر السورية وتتواجد في حمص)، تجمعوا أمام المحكمة العامة في مدينة تدمر، وهم يحملون أسلحتهم الخفيفة، ومن ثم توجهوا نحو مبنى “الحسبة”، مطالبين قيادة التنظيم بحمايتهم من القصف، واستخدام المضادات الأرضية في التصدي للطائرات الروسية”.

وأشارت المصادر أن “خشية المحتجين من ردة فعل التنظيم، منعتهم من رفع سقف المطالب أكثر، في حين أن عناصر التنظيم حاولوا امتصاص غضب المحتجين، كعادتهم بالخطب والمواعظ”.

وأضافت نفس المصادر، أن “داعش حاول تحويل الاحتجاجات إلى خلافات عائلية، بعد أن وكل الأمر إلى أحد أتباعه من أبناء المدينة، حيث هاجمه المحتجون، وقام أقاربه بدورهم بالدفاع عنه، لتحدث اشتباكات بين الطرفين، سقط خلالها عدد من الجرحى”.

وتشن الطائرات الروسية هجمات، هي الأقوى من نوعها، على مدينة تدمر، منذ نحو أسبوع، مستهدفة المدينة وأطرافها والمنطقة الصناعية، ما أسفر عن مقتل 25 مدنياً على الأقل، وجرح العشرات.

وسيطر تنظيم داعش على مدينة تدمر في أيار/ مايو من العام الفائت، بعد هروب جماعي لقوات النظام والميليشيات الموالية لها.

 

اللاجئة مزون مليحان… «ملالا سوريا»

تعد بين المئة امرأة الأكثر إلهاما في العالم

مخيم الزعتري (المفرق) «القدس العربي» ـ من فراس اللباد: «اللجوء لا يعني النهاية»، بهذه العبارة بدأت الشابة اللاجئة مزون مليحان كلماتها ومعها بدأت نشاطها الذي يهدف لتوعية الفتيات اللاجئات في مخيم الزعتري لأهمية التعليم في ظل الظروف المأساوية.

الشابة مزون استحقت لقب «ملالا السورية» نسبة إلى الطفلة ملالا يوسفزاي التي حاولت حركة طالبان اغتيالها بسبب إصرارها على التعليم، بجدارة. فإذا سألت عن مزون مليحان بين فتيات مخيم الزعتري ستسمع إحداهن تقول إنها الفتاة الأكثر نشاطاً في المدرسة، وتقول اخرى إنها محبوبة في الحي، ناهيك عن شعبيتها بين المعلمات في المخيم وصديقاتها.

وفي حديث أجرته «القدس العربي» مع الشابة اللاجئة والمصنفة من بين المئة امرأة الأكثر إلهاما لعام 2015 قالت مزون راكان مليحان:» دخلت الأردن عبر الشبك الحدودي مع سوريا كلاجئة في الثاني من شهر تموز/يوليو عام 2013 بسبب صعوبة الوضع في محافظة درعا وسوء الأحوال التي تمر بها، وكانت رحلتي مع اللجوء تحمل الكثير من الصعوبات والتفاصيل»، على حد تعبيرها.

وعندما سألتها «القدس العربي» عن السبب الذي دعاها لممارسة نشاطها في المخيم قالت: «إن الكثير من الأطفال قد فقدوا الأمل بالحياة، واعتبروا أن التعليم ليس مهماً، فيما أرى العكس تماماً بشأن ضرورة الاستمرار بطلب العلم، وذلك ما جعلني أبدأ بحملات الدعوة للتعليم بين صفوف الأطفال في المخيم، وحتى أيضاً أسرهم ومحاربة الزواج المبكر للفتيات». وأضافت «كما أنني واجهت صعوبات كثيرة عندما قمت بمثل هذا العمل الطوعي المنفرد، لكنني ما زلت مستمرة فيه إلى هذه الأيام، ولأن الأطفال هم أساس المجتمع، والأهالي بدورهم يعملون على التأثير على أطفالهم لذا يجب علينا العمل على تثقيف الأهالي ومساعدتهم وتأمين جيلنا وحضارتنا بالعلم، لأنه بسواعدنا نبني الأوطان».

وأما عن لقبها «ملالا سوريا» سألتها «القدس العربي» ماذا يعني لك ذلك؟ فأجابت: «أعطاني هذا اللقب دفعة قوية جداً لمواجهة كل الصعوبات والتحديات وشجعني على الاستمرار». وأكدت أن نشاطها ليس محدوداً بمكان أو زمان وهي جاهزة في أي وقت للدعوة للعلم والتعليم من أجل مستقبل مزهر للجميع.

وتمنت مزون عاماً جديداً أجمل من الذي مضى، مؤكدة أنها تتمنى الخير والسلام للجميع وللوطن والنجاح في المرحلة الثانوية (التوجيهي)؛ لتصبح إعلامية ناجحة من أجل أن تستمر فيما تحب ولإيصال كل رسائل الأطفال الى العالم.

من جهة أخرى قال والدها: «كوالد لمزون مثلي مثل أي أب أشجع أولادي على طلب العلم، وعلى الصدق والأمانة والدين، وعلى أن يكونوا فاعلين بالمجتمع بشكل إيجابي، وما قامت به مزون من أفكار ونجاحات هي من فعلها وخاصة محاربتها لظاهرة الزواج المبكر، التي تضاعفت ونمت في مثل هذه الظروف».

ويضيف: «عندما غادرنا سوريا كانت مزون تدرس في الصف التاسع الإعدادي، وحين وصولنا للمخيم التحقت بالمدرسة هناك حيث كان وضع المخيم يشهد ازدحاما وتدفقا من اللاجئين، وجعلت الأحداث الدائرة هناك المجتمع متشتت الأفكار؛ مما حدا بمزون لأن تنطلق في حملات توعية تشجع على التحاق الطلبة في المدارس».

وأشار والد مزون إلى أن ابنته حازت شهادة تقدير من منظمة اليونيسف، بالإضافة لحصولها على شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب، وحفظها لعشرة اجزاء من القرآن الكريم، وعينت كمعلمة في المسجد لإعطاء الدروس القرآنية للأطفال، وهي لم تكن تتجاوز سن الـ14 عاما وكانت تتقن بشكل مقبول اللغة الإنكليزية محادثة وكتابة.

وختم قائلاً: «شاءت الأقدار والظروف أن ننتقل إلى مخيم آخر وهو مخيم الأزرق، مع أن نمط الحياة يختلف عن مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الاردن ولكن مزون سرعان ما عاودت نشاطاتها ولكن بنمط مختلف يتلاءم مع طبيعة المجتمع، والتحقت بنشاطات مختلفة، وأقنعت الكثير من الفتيات بالالتحاق في تلك الأنشطة بمخيم الأزرق أيضا».

 

«الدولة الاسلامية» يقتحم مسقط رأس زعيم النصرة «أبو مالك التلي» شمال دمشق

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: قالت مصادر إعلامية سورية محلية إن بلدة التل الواقعة شمال العاصمة دمشق شهدت ظهوراً علنياً لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» خلال الأيام الماضية في سابقة في هذا المحور الذي كان يعيش هدوءاً ميدانياً منذ عدة أعوام على خلفية تسوية غير رسمية تقضي بوقف العمليات العسكرية للجيش السوري في البلدة ليُديرها ما يشبه المجلس المحلي المحسوب على ما كان يُعرف بالجيش الحر ثم لتسيطر بعد ذلك جبهة النصرة عبر المبايعة على البلدة في ظل استمرار تلك التسوية.

وقالت المصادر الإعلامية إن تنظيم الدولة نجح مؤخراً في الإعلان عن ولادة جسم عسكري جديد تابع له في ريف دمشق تترأسه قيادات انشقت عن تنظيم جبهة النصرة وعن فصائل أخرى تابعة للمعارضة المسلحة. ونقلت عن ناشطين من بلدة التل التي لا تبعد عن ضاحية الأسد سوى بضعة كيلومترات أن تنظيم الدول بدأ وجوده في بلدة التل منذ عدة أشهر ولكن بشكل خفي ومحدود جداً وبأعداد قليلة للغاية إلى أن حصلت انشقاقات داخل صفوف جبهة النصرة مؤخراً لتنجح تلك القيادات باستقطاب مجموعات مسلحة محسوبة على ما تسمى بالمعارضة المسلحة وتبايع تنظيم الدولة. ومن ثم حصلت تلك القيادات على مباركة قيادة التنظيم في الرقة.

المصادر ذاتها أضافت أن قيادة التنظيم في الرقة أرسلت دعماً مادياً وعسكرياً للمجموعات التي بايعتها في بلدة التل مما شجع على انضمام مجموعات أخرى من البلدة ذاتها ومن بلدة وادي بردى القريبة. واتخذ التنظيم لنفسه مقراً داخل بلدة التل في حي يسمى «وادي موسى» وتم تعيين أمير فرع التنظيم في التل وهو من أبناء البلدة، وكذلك قائد عسكري يحمل الجنسية الأردنية.

 

المعارضة تسترد مواقع سيطر عليها نظام الأسد وترد هجوما آخر في القنيطرة

مهندالحوراني

درعا – «القدس العربي»: تستمر المواجهات العنيفة بين قوات النظام المدعومة بالميليشيات الشيعية ضد الجيش الحر داخل مدينة الشيخ مسكين وسط درعا، وهي مواجهات تعد الأعنف في أزقة المدينة وشوارعها منذ سيطرة الجيش الحر عليها في نفس التاريخ من العام الماضي.

وكانت قوات النظام قد استطاعت التقدم مع أول أيام الحملة والسيطرة على اللواء 82 وكتيبة النيران، والتوغل في قلب المدينة وصولاً إلى الدوار وجامع الجر، إلا انها عادت لتنكفئ إثر هجوم معاكس للجيش الحر طردها من النقاط والأبنية التي توغلت بها بالقرب من المساكن العسكرية.

وقال أبو شيماء الناطق الإعلامي باسم حركة المثنى الإسلامية لـ «القدس العربي» :حاول الجيش التقدم إلى دوار الشيخ فتم صده. ولكنه لا يزال موجودا في اللواء82 وكتيبة النيران وجزء من المساكن العسكرية من الناحية الشرقية التي يحاول التقدم ومن الدوار الرئيسي، والجهة الشمالية من جهة اوستراد درعا دمشق القديم ومن الجهة الشمالية الغربية من اللواء 82. ومنيت قوات النظام، بخسائر وهي «إعطاب دبابتين واغتنام شيلكا، وقتل عدد من جنوده بينهم ضباط أعلنت عنهم صفحات موالية للنظام». وأوضح أن سبب تراجع المعارضة في بداية الحملة هي الشائعات التي روجت لسقوط الشيخ مسكين، «والاستخفاف بالرباط من قبل الفصائل، والتقدم من أكثر من جهة من قبل النظام الذي رافق قصفا مكثفا من الطيران الروسي، إضافة للتعزيزات التي أتت من الميليشيات اللبنانية والإيرانية ناهيك عن الاستخدام الكثيف جداً لراجمات صواريخ الفيل والدبابات الحديثة».

ولم تكن جبهة الشيخ الوحيدة المشتعلة إلا أنها صاحبة الثقل الأساسي. فقد حاولت قوات النظام التقدم في بلدات الصمدانية الغربية والحميدية بريف القنيطرة الشمالي لتشتيت قوات المعارضة بين درعا والقنيطرة، ولكنها فشلت في الساعات الأولى بعد أن استطاعت المعارضة امتصاص الصدمة ورد قوات النظام.

وقال صهيب الرحيل الناطق باسم ألوية الفرقان لـ «القدس العربي»:» يفرض الآن الثوار سيطرتهم على بلدتي الحميدية والصمدانية بالرغم من الحملة الهمجية التي شنتها ميليشيات النظام وقوات تتبع لحزب الله اللبناني وعصابات الدفاع الوطني عليها في ظل قصف عنيف، حيث استغلت تلك القوات الأجواء الضبابية الكثيفة.

وكانت قوات النظام قد شنت هجومها على الصمدانية الغربية من الصمدانية الشرقية التي تخضع لسيطرتها ومن خان أرنبة، وعلى الحميدية من مدينة البعث التي تقع في الجهة الشرقية للبلدة.

واقتصرت خسائر النظام، بحسب الرحيل، على الأرواح البشرية حيث اعتمد على اقتحام المشاة بعد تسلل ليلي وبتغطية مدفعية صاروخية كثيفة. وعزا هذا الهجوم لأهمية قرية الحميدية التي تقع على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، وإن سيطر نظام الأسد على الصمدانية الغربية سيقطع طريق بلدة الحميدية، كما لو سيطر على الأخيرة سيقطع طريق جباتاة الخشب وهو الطريق الوحيد المتبقي إلى القرية، ولو قُطع فستصبح محاصرة بشكل كامل.

ويرى ناشطون أن هدف قوات النظام من هذه الحملات هو تشتيت قوى المعارضة وإضعاف معنوياتها، من خلال شن هجمات خاطفة على مواقع وجبهات حساسة كما جرى أيضا بالقرب من الجمرك القديم في حي المنشية بدرعا البلد، وذلك بهدف إبقاء المعارضة في حالة استنفار وانهاكها على عدة جبهات، الأمر الذي فشلت قوات النظام بتحقيقه حتى اللحظة.

 

معارك «الضمير» على خلفية هدنة سرية بين «جيش الإسلام» والنظام

عبدالله العمري

اسطنبول – «القدس العربي»: بعد مضي أقل من أسبوع على مقتل قائد جيش الاسلام، زهران علوش، إثر استهداف موكبه بصواريخ أطلقتها طائرات روسية، تجددت المعارك بين جيش الإسلام وجيش تحرير الشام الذي يقوده النقيب فراس البيطار في منطقة الضمير على الطريق الواصل بين العاصمة ومحافظة حمص.

ورأى مصدر من جيش تحرير الشام، طلب عدم ذكر اسمه لـ «القدس العربي»، أن ما سماها «المعارك العبثية» التي يخوضها جيش الإسلام «تهدف بإبعاد أي قوة عسكرية قريبة من مناطق التماس بين مقاتليه وجيش النظام، في محاولة منه لعدم انتهاك بنود الهدنة السرية التي عقدها معه في مناطق عدة»، حسب زعمه.

وكان جيش الإسلام، قد أرسل «عدة أرتال لمؤازرة مقاتليه الذين يخوضون قتالاً شرساً مع مقاتلي جيش تحرير الشام في منطقة الضمير قادمة من مناطق الغوطة الشرقية والجبل والبترا بعد أن عقد مصالحات مع النظام في تلك المناطق».

ويروي المصدر، أن قوات النظام السوري كانت قد اعتقلت «العديد من أبناء منطقة الضمير ما دفع بجيش تحرير الشام إلى مهاجمة نقاط تمركز النظام وإلحاق المزيد من الخسائر في صفوف جنوده، وهذه العملية هي التي دعت زهران علوش قبل مقتله لاتهام جيش تحرير الشام بموالاة تنظيم الدولة، وإصدار الأوامر لمقاتليه بالهجوم على مواقع جيش تحرير الشام».

وحاول جيش تحرير الشام، عقد هدنة ووقف القتال مع جيش الإسلام من خلال وسطاء من «وجهاء منطقة الضمير لكنها ظلت محاولات فاشلة بسبب إصرار جيش الإسلام على مقاتلة جيش تحرير الشام بتهمة التعاون مع تنظيم الدولة، ويجب القضاء عليهم في الوقت الذي لا تبعد عنه نقاط النظام سوى عشرات الأمتار دون أن يهاجمها»، حسب نفس المصدر.

أما أبو جهاد الدوماني، الذي أعلن انشقاقه عن جيش الإسلام بعد توقيع هدنة سرية مع النظام قبل أسابيع، حسب ادعائه، فقد عبر عن أسفه في حديث مع «القدس العربي»، «لتجميد قتاله ضد قوات النظام في الوقت الذي كنا فيه على وشك تحرير كامل منطقة الضمير، ولم يكتف بهذا بل قام بعزل قائد قاطع الضمير وقادة آخربن بحجة عدم الالتزام بأوامر قيادة الجيش».

ويضيف، إن جيش الإسلام عزز من تواجده في منطقة الضمير مؤخرا «بعدد من الأرتال القادمة من الغوطة التي يحاصرها النظام بشكل كامل». وقال مستغربا «عدم استهداف قوات النظام لأرتال جيش الإسلام القادمة من المناطق المحاصرة والتي تمر عبر نقاط تابعة للنظام».

يذكر ان خالد غزال أبو الوليد القائد العسكري لجيش تحرير الشام كان قد ظهر في تسجيل مصور توعد فيه «باستهداف جيش الإسلام في عقر دارهم بمناطق غوطة دمشق الشرقية». وطالب سكان الغوطة بمنع أبنائهم من الالتحاق في صفوف جيش الإسلام لأن مصيرهم سيكون القتل على يد جيش تحرير الشام الذي يدافع عن نفسه ضد القوات التي تهاجمه، متهما جيش الإسلام بتصفية «المجاهدين والعلماء والأبرياء».

 

سورية: خمسة قتلى في قصف جويّ روسيّ شرقي حلب

وفا مصطفى

قتل خمسة أشخاص وأصيب آخرون بجروح، اليوم الاثنين، في قصف جويّ روسيّ طاول مدينة الباب شرقيّ حلب، في وقت تجددت فيه المواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة على جبهات ريفي حمص وحماه.

وذكرت مصادر ميدانية لـ”لعربي الجديد”، أنّ “قصفاً جويّاً روسيّاً استهدف اليوم، مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة في ريف حلب الشرقيّ، وتركّز على مناطق جامع أسامة بن زيد والبريد والمستشفى الميداني، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم أحد عناصر الدفاع المدنيّ.

 

من جهتها، أفادت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم الدولة، بأنّ أحد عناصر الأخير فجّر نفسه بشاحنة مفخخة قرب تجمع لقوات النظام في قرية النجارة شمال مطار كويرس العسكري شرقيّ حلب وذلك بعد دخولهم إليها.

 

وبحسب مصادر إعلاميّة، فإنّ “هدوءاً نسبياً يسود جبهات القتال في حلب وريفها بسبب سوء الأحوال الجوية، في ظل غياب التيار الكهربائي عن مدينة حلب وريفها الجنوبي والشمالي والغربي لليوم الثاني والثمانين”.

 

وفي ريف حماه، “استهدف مقاتلو المعارضة بمدافع من عيار 122 و130ملم، نقاط تمركز النظام ومليشيات موالية لها، في حاجزي البويضة والمصاصنة بريف حماه الشماليّ”، وفق ما ذكر الناشط الإعلاميّ أبو شادي الحموي لـ”العربي الجديد”.

 

ويأتي ذلك، وفق الحموي، بعد يوم واحد من سيطرة فصائل تابعة للمعارضة على حاجز الناصرية في ريف حماه الشرقيّ، إثر اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، أوقعت قتلى وجرحى بين عناصرها، ومكّنت مقاتلي المعارضة من الاستيلاء على أسلحة وذخائر.

 

وليس بعيداً عن حماه، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ “اشتباكات متفاوتة العنف تواصلت اليوم، بين قوات النظام من جهة وعناصر تنظيم الدولة من جهة أخرى، في محيط مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، تزامناً مع قصف جويّ يعتقد أنه روسيّ، على مناطق في مدينتي تدمر والقريتين”، في وقت شهدت فيه مناطق أخرى شماليّ حمص، بينها جوالك والمحطة وعز الدين قصفاً جويّاً لم يسفر عن إصابات”.

 

اقتراب اتفاق بين النظام السوري و”داعش” بالتل بريف دمشق

دمشق – ريان محمد

علم “العربي الجديد” أن اتفاقا في مراحله الأخيرة يتم وضعه بين النظام السوري، وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في مدينة التل بريف دمشق، ينص على نقل عناصر التنظيم فيها إلى مناطق سيطرته في الرقة.

وقال الناشط الإعلامي أبو البراء التلي من مدينة التل، لـ”العربي الجديد”،  إن “مدينة التل محاصرة بشكل خانق منذ نحو ستة شهور، والوضع يزداد سوءا يوما بعد آخر وخاصة مع الثلوج وانخفاض درجات الحرارة، في حين تفتقد المنطقة المواد الغذائية والطبية ومواد التدفئة”.

 

وأشار إلى أنه “خلال الأشهر الماضية جرت أكثر من محاولة للتفاوض مع النظام لفك الحصار إلا أنها لم تنجح، وإلى اليوم لا أحد يعلم ما يريده النظام، فهو يماطل ويختلق الحجج لاستمرار الحصار وتجويع مئات آلاف المدنيين في التل”.

 

اقرأ أيضا: “داعش” يهدّد بريطانيا بإصدار جديد يعدم فيه 5سوريين

 

بدوره، أكد مصدر مطلع من المدينة لـ”العربي الجديد” “أن هناك مفاوضات بين النظام و”داعش” علمنا بها مؤخراً، وقد قاربت أن تصل لاتفاق، ينص على خروج عناصر التنظيم من التل إلى الرقة، خلال أسابيع قليلة، حيث تلقى عناصر التنظيم أوامر من أميرهم في المنطقة بتجهيز أنفسهم للخروج من التل”.

 

وبحسب المصدر أيضاً، فإن “التنظيم بدأ خلال الفترة الماضية بالظهور علنا في الشوارع، حيث يقيم عناصره الحواجز عند بعض النقاط التي يسيطرون عليها كما يقومون بإغلاق الطرقات، ويرفعون على مقراته علم التنظيم”.

 

كما لفت إلى أن “التنظيم بدأ يظهر في التل قبل عام من الآن،  كان عددهم حينها بالعشرات، لكن اليوم تجاوز عددهم الألف مقاتل، نتيجة الإغراءات المالية التي يقدمها التنظيم لمنتسبيه، بالتزامن مع الحصار الذي فاقم حاجة المقاتلين، ما تسبب في زيادة المنشقين عن جبهة النصرة، وفصائل المعارضة المسلحة، إذ يدفع التنظيم 150 دولارا للمقاتل و50 دولارا للزوجة، و30 دولارا على كل طفل”.

 

وذكر المصدر أن “التنظيم تم تأسيسه في التل على يد مجموعة انشقت عن جبهة النصرة، يتزعمها أبو بكر الأردني، وهو أردني الجنسية، كان قد قدم إلى التل مع بدء الأحداث في المنطقة”.

 

وقال المصدر إن “التنظيم على عداء كبير مع جبهة النصرة وفصائل المعارضة المسلحة الأخرى، بعكس وضع علاقتهم في جنوب دمشق، وقد سبق أن وقعت اشتباكات بين التنظيم وتلك الفصائل، لكن دائما كان يتم تسوية الخلافات ابتعادا عن الاقتتال الداخلي”، موضحاً أن “عناصر التنظيم متمركزون في حي وادي موسى غرب المدينة، ويعتقد أنهم متورطون بتفجير الجوامع وعمليات الاغتيالات والخطف لقادة المعارضة في المدينة”.

 

يشار إلى أن النظام سبق أن أنجز اتفاقا مع “داعش” في جنوب دمشق الشهر الماضي، ينص على نقل نحو أربعة آلاف شخص بينهم نحو 1500 مقاتل من التنظيم، مع أسلحتهم الخفيفة إلى الرقة، إلا أن الاتفاق أجّل إلى أجل غير مسمى، لأسباب لوجستية، في حين يعمل النظام على عقد تسويات مع الفصائل الإسلامية والمعارضة المسلحة، تقضي بنقلهم مع عائلاتهم إلى مناطق المعارضة في شمال وشرق البلاد، الأمر الذي يرى فيه ناشطون وسياسيون سياسة تهجير وإفراغ المناطق المناهضة له من أهلها.

 

قوات سوريا الديموقراطية” تتمدد شمالي حلب..والمعارضة تحذر

خالد الخطيب

سيطرت “وحدات حماية الشعب” الكردية، مدعومة بـ”جيش الثوار” -المكونان الرئيسان لـ”قوات سوريا الديموقراطية” في عفرين شمال غربي حلب- على قرى وبلدات شوارغة وكشعتار والمالكية وطاط مراش وتنب، الواقعة في ريفي أعزاز وعفرين، بالقرب من الحدود السورية-التركية. وتمكنت “سوريا الديموقراطية” من التقدم على حساب المعارضة السورية المسلحة، والوصول إلى مشارف مطار منغ العسكري، والطريق الدولي حلب-أعزاز.

 

وشهدت الجبهات معارك عنيفة بين الطرفين، على مدى اليومين الماضيين، أسفرت عن مقتل خمسة من مقاتلي المعارضة من “غرفة عمليات مارع” وجرح آخرين. وتزامنت العمليات العسكرية على أكثر من محور، مع غارات مكثفة للمقاتلات الحربية الروسية التي استهدفت القرى والبلدات المستهدفة والخطوط الخلفية في دير جمال وتل عجار وبلدة منغ.

 

“قوات سوريا الديموقراطية” تزعم بأن معاركها بالقرب من أعزاز، موجهة ضد “جبهة النصرة”، وتعتبر كل من يقاتل على الجبهات الغربية في ريف حلب الشمالي تابعاً لـ”النصرة”. غير أن الواقع مختلف، فلا وجود لـ”جبهة النصرة” ولا “أحرار الشام” بشكل فعلي على الجبهات الغربية، ضد “قوات سوريا الديموقراطية”. ومن الإنصاف القول إن فصائل المعارضة الحلبية بالإجماع، بما فيها الإسلامية، تتهرب من تحمل مسؤولياتها شمالاً في مواجهة “وحدات الحماية” الكردية و”جيش الثوار”، لاعتبارات أبرزها عدم الخوض في صراع عسكري يستنزف المعارضة، وله مضاعفات كثيرة على الأرض. مواجهة طالما عملت “وحدات الحماية” الكردية و”جيش الثوار” المدعومين أميركياً، ومن النظام وروسيا، على إشعالها مع “أحرار الشام” و”جبهة النصرة”، لكنها لم تنجح حتى الآن.

 

وفي المقابل، لا تستطيع الفصائل المنضوية في “غرفة عمليات مارع” اتخاذ تدابير عسكرية، أكثر قسوة على الجبهات الغربية ضد “قوات سوريا الديموقراطية”، لعدم اتفاقها حتى الآن على صيغة توافقية، تستطيع من خلالها أن تقرر حالات السلم والحرب، وأن تكون الاتفاقات أو إلغاؤها ضمن مهام الغرفة الطبيعية.

 

وتهيمن على قرارات “قوات سوريا الديموقراطية” الميليشيات التابعة لحزب “الاتحاد الديموقراطي” بقيادة صالح مسلم، وهي تحقق انجازات مُرضية لـ”التحالف الدولي” شمال شرقي منبج وأعالي الفرات السوري، على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”. الأمر الذي أصاب “سوريا الديموقراطية” بالغرور، وباتت لا تأبه لأمر المعارضة شمالي حلب، وهي ماضية في مناوراتها العسكرية والسياسية، لتحقيق المزيد من المكاسب على الأرض وصولاً إلى أعزاز ومعبرها الاستراتيجي مع تركيا.

 

المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، قال لـ”المدن”، إن المعارضة كانت تبذل قصارى جهدها لمنع إشعال الجبهات الغربية مع “وحدات الحماية” و”جيش الثوار”. وفي سبيل ذلك، أبرمت المعارضة اتفاقات تضمن أمن الطرفين، بغرض التفرغ الكامل للعمل على جبهات القتال مع تنظيم “الدولة الإسلامية”. لكن الاتفاقات دائماً كانت تنتهك من قبل “سوريا الديموقراطية”، على شكل توسع في الأراضي التابعة للمعارضة بالقرب من أعزاز.

 

وأكد العقيد الأحمد، أن “قوات سوريا الديموقراطية” تسعى لإفشال جهود المعارضة على جبهات التنظيم شرقاً، وفي الوقت ذاته تحقق مكاسب على الأرض على حساب المعارضة المشغولة على كامل الجبهات، ووالخاضعة للضغط جواً من قبل المقاتلات الروسية، التي تستهدف مقارها وخطوط امدادها بشكل مستمر.

 

وكانت التطورات الميدانية المتسارعة بين الطرفين، قد ترافقت مع استقالة الرائد ياسر عبدالرحيم، من منصبه كقائد لـ”غرفة عمليات مارع”، وتفرغه لقيادة “غرفة عمليات فتح حلب”. وجاء قرار عبدالرحيم، في بيان نشرته غرفة العمليات في مواقع التواصل الإجتماعي، أوضح من خلاله أن استقالته جاءت: “إثر غياب التفاعل والالتزام بالخطط والأوامر من قبل بعض تشكيلات الجيش السوري الحر العاملة في الغرفة، وبسبب محاولة إفشال عمل الغرفة ونتيجة لغياب التنسيق والعمل المشترك”. وأكد الرائد المستقيل توجهه للعمل على جبهات ريف حلب الجنوبي، إلى جانب مقاتلي الجيش السوري الحر ضد النظام والميليشيات،  متمنياً لخلفه العمل بما فيه الفائدة للثورة السورية العظيمة.

 

وكان الرائد عبدالرحيم، قد تسلّم قيادة “غرفة عمليات مارع” فور تشكيلها، في الربع الأخير من العام 2015، عقب هجوم لتنظيم “الدولة الإسلامية”، على مناطق سيطرة المعارضة شمالي حلب، والذي تمكن خلاله من السيطرة على مساحات واسعة ومواقع مهمة أبرزها “مدرسة المشاة” ومحاصرة مارع بشكل شبه كامل. والفصائل المشكلة للغرفة هي “فيلق الشام” و”جيش المجاهدين” و”الجبهة الشامية” و”فرقة السلطان مراد” و”حركة نور الدين زنكي” و”الفرقة 16″ و”لواء المعتصم” و”كتائب الصفوة الإسلامية” و”ثوار الشام” و”صقور الغاب” و”الفوج الأول”.

 

وتزامنت استقالة الرائد عبدالرحيم، مع إعلان “فيلق الشام” الذي يمثله في حلب، انسحابه الكامل من “جيش الفتح” وتوجيه كامل ثقله العسكري إلى حلب وريفيها المشتعلين؛ الشمالي والجنوبي. وبرّر الفيلق في بيان له، انسحابه من “جيش الفتح” بالقول: “الأعداء من الداخل والخارج، والنظام وشبيحته، والشيعة والروس، يركزون الجهد لإسقاط منطقة حلب. فرأينا أن نعطي الأولوية لدعم الثوار في منطقة حلب”. وأضاف البيان أنها “الحالة التي تجعلنا نعلن خروجنا من غرفة عمليات جيش الفتح الذي أنهى مهمته مشكوراً في معركة فتح إدلب الفداء، وهذا يوجب علينا إعادة ترتيب أوضاعنا وبلورة تجاربنا، والاستفادة منها في ظل معطيات اليوم، بما يخدم ديننا وشعبنا وثورتنا، ويحقق أهدافها”.

 

من جانبه، أكد مدير “المكتب الإعلامي” في “غرفة عمليات مارع” يحيى مايو، أن التطورات الأخيرة لصالح ميليشيا “سوريا الديموقراطية” كانت بسبب الخلافات وغياب التنسيق الذي ساهمت به بعض الفصائل المنضوية في الغرفة، الأمر الذي سهل على الميليشيات المعادية التقدم ونقض كل الاتفاقات والهدن الموقعة. وأشار مايو إلى أن “غرفة عمليات مارع” سترد قريباً على “سوريا الديموقراطية”، وأكد بأن وجود المعطلين من بعض الفصائل لا يعني عدم وجود رد حاسم وقوي يحفظ للثورة والمنطقة الشمالية مكاسبها على الأرض ويحميها.

 

وقال مايو لـ”المدن”، إن المعارضة لم تعد تثق بـ”قوات سوريا الديموقراطية” ولا مكوناتها، بعد خرقهم للاتفاقات المبرمة لمرات عديدة، لذلك “لا اتفاق معهم وخاصة بعد وضوح تنسيقهم مع الطيران الروسي”. وفي تعليقه على خطوة “فيلق الشام” الأخيرة، وإن كان سيشترك في العمليات العسكرية في ريف حلب الشمالي تحديداً بعد استقالة قائده في حلب من قيادة الغرفة، قال مايو: “الفيلق وعد بتركيز جهوده على كافة جبهات حلب، وهو مشارك في غرفة مارع منذ تأسيسها، ولم يترك غرفة العمليات، وسيتابع عمله بالتعاون مع الفصائل الأخرى”.

 

#مضايا_تموت_جوعاً: لا نحتاج فتاوى الشيوخ لأكل القطط

“لم نعد بحاجة لفتاوى الشيوخ لكي ناكل لحم القطط لأننا وضعنا بين حدين للسيف إما الموت جوعا أًو بالألغام التي تحيط بسجننا”. هذا الحال الذي وصل إليه أهل مضايا، البلدة الجبلية الجميلة في ريف دمشق، والتي تعيش أياماً متتالية من الجوع والبؤس والموت اليومي، كنتيجة لواحد من أسوأ الحصارات في التاريخ المعاصر.

 

ونشر ناشطون من قلب المدينة المحاصرة التي باتت أشبه بسجن كبير تحيطه قوات النظام والمليشيات المتحالفة معه من جهة والألغام من جهة أخرى، صوراً ومقاطع فيديو لذبح القطط والحيوانات الصغيرة في حال وجودها النادر، بعدما بات من المستحيل الحصول على المواد الغذائية، بسبب الحصار أولاً، وبسبب احتكار بعض التجار الفاسدين للمساعدات الإنسانية الأممية للمدينة والارتفاع الجنوني لأسعارها حسبما نشرت صفحات المدينة.

 

ونشرت قناة “الجزيرة” الإخبارية ومحطات فضائية سورية معارضة، مقاطع فيديو مخيفة للمجاعة التي وصلت إليها مضايا بفعل الحصار، مع التركيز على “ذبح القطط” كنقطة فارقة في الحصار الذي يمتد لـ200 يوم على التوالي، ما يعيد الى الاذهان مشهد ذبح القط في مخيم اليرموك قبل عامين.

 

وغرد الإعلامي موسى العمر عدة مرات حول المجاعة في المدينة: “أهل مضايا يأكلون القطط والحشائش ويموتون برداً وجوعاً بفعل حصار وتجويع حزب ايران الإرهابي وقوات الأسد. قفوا بجانبهم وساعدوهم يا أمة محمد”، قبل أن يغرد بتبرعه بـ  5000 دولار ودعوته الجميع للتربع: “وأنا أولكم أساهم ب5000 دولار وهي استطاعتي بخجل لأهل مضايا وبقين المحاصرين الجائعين الخائفين والإعلان للتشجيع وليس لشوفة الحال… والله يتقبل”.

 

وكتب أحد المغردين: “الأنظمة التي تقتل هؤلاء جوعاً والتي تتفرج أليسوا إرهابيين؟ المحاصرون في مضايا والزبداني يقتاتون على القطط والقمامة”، وكتب آخر ساخراً من عبثية الموت في زمن حقوق الإنسان: ” أخشى أن تتدخل منظمة حقوق الحيوان للتنديد بأكل القطط من الجوع !! فالحقوقيات الآن مسيسة!!”.

 

أبرز الهاشتاغات المتضامنة مع المدينة المنكوبة في “تويتر” هي “#مضايا_تموت_جوعا” و”#مضايا_تموت” و”#مضايا_تذبح_علنا” والتي يشارك عبرهم الآلاف للتضامن والدعوة لفك الحصار فوراً، مع عشرات الصور المروعة للضحايا، فيما تبرز صفحتا “مضايا” و”أدبيات الحصار في مضايا” من داخل المدينة أيضاً لنقل تطورات الحصار بشكل آني.

 

في “فايسبوك” تنشط حملة “أنقذوا المحاصرين” بشكل كبير لنقل يوميات المدينة، والتي زاد فصل الشتاء من معاناة أهلها. ويبرز هاشتاغ الحملة ‫#‏انقذوا_المحاصرين بين جميع الوسوم المستخدمة عبر السوشيال ميديا بسبب استخدامه من قبل قوى المعارضة وشخصياتها البارزة ابتداء بـ “شبكة الثورة السورية” وانتهاء بالشيخ السلفي عبد الله المحيسني الذي غرد عدة مرات حول مضايا داعياً مجموعة من الإعلاميين للتضامن مع المدينة في برامجهم وخص بندائه كلاً من فيصل القاسم وتيسير علوني وأحمد منصور وموسى العمر.

 

وفي “الحملة المدنية لإنقاذ مضايا والزبداني من واقع الموت جوعاً” كان التبرع هو العنوان الأول لجهود ناشطين سوريين من الداخل والخارج، حيث خصص أصحاب الحملة طرق محددة للتبرع مع توثيق المبالغ بشكل علني وكيفية استخدامها، من أجل حث الناس على التبرع من دون الخوف من عمليات نصب محتملة.

 

وكتبت الحملة في صفحتها الرئيسية مع هاشتاغ #ساعدهم: “بعد أن توفي العديد من المدنيين نتيجة الجوع أو محاولة الهرب من واقع الحصار. رأينا نحن – شبان وشابات سوريون – أنه من واجبنا القيام بعمل ينقذ هؤلاء من الموت القبيح نتيجة الجوع، علما أن سعر الكيلو غرام الواحد من الأرز أو البرغل أو حليب الأطفال قد تخطى الـ 100 دولار، يمكنك فعل الكثير، يمكنك مساعدة المئات من المحاصرين كي لايكونوا ضحية الموت جوعا وقهرا”.

 

وفي بيان “نخبوي” جديد، طالب ناشطون من “مركز بناء السلام والديمقراطية”  الشخصيات الاعتبارية والمنظمات والأحزاب والقوى السياسية بفك الحصار عن مضايا فوراً، وجاء في البيان المنشور في “فايسبوك” قبل أيام: نطالب الحكومة السورية بالوقوف أمام التزاماتها أمام مواطنيها بفك الحصار فوراً عن بلدة مضايا و و العمل على إدخال المساعدات الفورية، مع التنويه إلى أن “الحملة حيادية وهدفها الأول و الأخير انساني فك الحصار عن المدنيين في المنطقة و تجنيبهم الصراعات”.

 

ورغم أهمية التضامن الإنساني، إلا أنه منذ بداية الحصار الخانق والمخيف على الزبداني ومضايا مطلع تموز/يوليو الماضي وحملات الدعم وبيانات المطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية للمنطقة لم تتوقف، لكنها في نفس الوقت لم تلق أذناً صاغية من كافة الأطراف المسلحة وعلى رأسها النظام السوري وحلفائه.

 

2015 في درعا.. عام الانتصارات والانكسارات والاغتيالات

مهند الحوراني

لا يبدو أن العام 2016 يحمل في طياته الآمال نفسها التي جاء بها العام الماضي، حيث شهد الشهر الأول منه تصاعداً في الانجازات التي حققتها المعارضة في درعا، وانطلقت بالسيطرة على اللواء “82” وكامل مدينة الشيخ مسكين. وللمفارقة، انتهى العام 2015 باسترجاع النظام لعدد من النقاط في المدينة واللواء “82”.

 

حضرت المليشيات الإيرانية بقوة، مبكراً، حيث شنّت أول هجوم لها في محيط بلدتي دير العدس والهبارية، وهي المعركة التي أطلق عليها إعلامياً تسمية “مثلث الموت” لالتقاء أرياف درعا ودمشق والقنيطرة في المنطقة التي شهدت المواجهات. وتمكّنت فصائل الجبهة الجنوبية في شباط/فبراير من صد الهجوم وتكبيد القوات الإيرانية خسائر كبيرة، كان أبرزها مقتل العقيد الإيراني عباس عبد إلهي.

 

وفي معركة مباغتة، أعلنت فصائل الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر، بالتعاون مع حركة “المثنى الإسلامية” في 25 آذار/مارس، سيطرتها على مدينة بصرى الشام. المدينة كانت نقطة ارتكاز للمليشيات الإيرانية ومقراً لقيادات في حزب الله، حيث كانت الأعلام الصفراء تشير علناً إلى المواقع التي يتمركز فيها مقاتلو حزب الله، وكان لها موقع حساس لتداخلها مع أراضي محافظة السويداء، حيث كان النظام يسعى باستمرار إلى تجنيد الشبان الدروز ليكونوا خط دفاع متأخر عن بصرى الشام، إلا أن المليشيات خسرت مواقعها من دون أن تجد أي ظهير لها.

 

لم يكتفِ مقاتلو المعارضة في درعا بما حققوه. في صباح اليوم التالي للانتصار في بصرى الشام، أطلق 17 فصيلاً من الجبهة الجنوبية معركة بلدة جدَيَّة، والتي تجاور مدينة الصنمين وتحوي أهم كتيبة مدفعية في شمال غرب درعا. الهجوم لم ينجح، وبقي خط الجبهة مع قوات النظام ساخناً إلى الآن.

 

وقف قوات النظام لتقدم المعارضة لم يثنها عن التوجه إلى مناطق أخرى. وفي الأول من نيسان/أبريل سيطر الجيش الحر على معبر نصيب وكامل الشريط الحدودي والسرايا الحدودية مع الأردن، وجاءت المعركة سريعة واستغرقت يوماً واحداً من القصف المدفعي على مواقع النظام حتى أجبر على الانسحاب.

 

قوات النظام بعد سلسة الهزائم هذه، حاولت التقدم في بلدات اللجاة وبصر الحرير لتأمين خط إمداد بين السويداء وازرع، حيث سارعت بإعلان نصر لها بوضع حاجز بين اللجاة وبصر الحرير، إلا أن الجيش الحر كان حاضراً وتصدى للهجوم ودمر الحاجز، الذي بقي لنحو ساعتين فقط، واشتهرت تلك المعركة بالهجوم البري الذي قادته قوات أفغانية، حيث تمر قتل وأسر العشرات منهم، وكان من بينهم ضابط فقط من الجنسية السورية.

 

في التاسع من حزيران/يونيو، حققت قوات المعارضة انتصاراً نوعياً تمثل بالسيطرة على اللواء “52” في الريف الشرقي، ويعد الموقع العسكري أحد أكبر الألوية في سوريا. تآكل قوة النظام بعد خسارة اللواء “52” مكّنت قوات المعارضة من التقدم أكثر واستغلال ضعف النظام، فخرجت قرى المليحة الغربية ورخم عن سيطرته، وواصل الجيش الحر تقدمه باتجاه السويداء، معلناً عن معركة “سحق الطغاة” بهدف السيطرة على مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء الغربي. وقبيل الوصول إلى المطار، سيطرت المعارضة على بلدتي الدارة وسكاكا في ريف السويداء، إلا أن معركة المطار لم تكن بهذه السهولة، حيث نجح النظام بزج عدد من المليشيات الدرزية التي جندها في السويداء للدفاع عن المطار، الأمر الذي دفع فصائل الجبهة الجنوبية إلى وقف المعركة لتفويت فرصة النظام بدفع درعا والسويداء إلى اقتتال لن يفيدهما.

 

ماذا يقول القادة العسكريون عن العام 2015؟

 

قائد فرقة “شباب السنة” وعضو الهيئة العليا للتفاوض أحمد العودة، قال لـ”المدن” إن العام 2015 كان “حافلاً بالفتوحات الكبيرة، ومن أبرز هذه الانتصارات والانجازات تحرير بصرى الشام والشريط الحدودي بما يزيد على 25 كيلومتراً، ومعبر نصيب، واللواء 52 والقرى المحيطة مثل المليحة.

 

وأضاف “هناك أيضاً العديد من المعارك التي لقنت النظام دروساً قاسية، مثل حاجز الفقيع والمزارع، وبعض حواجز المنطقة الغربية، والتلال التي تكبد النظام خسائر فادحة جداً بها”.

 

الإنجازات العسكرية للمعارضة أخذت بالتراجع في أواخر حزيران/يونيو، بعد فشل الهجوم الأول على مناطق سيطرة النظام في مدينة درعا ضمن إطار معركة “عاصفة الجنوب”.

 

العودة اعتبر أن أسباب انخفاض وتيرة العمل العسكري هي استماتة النظام في الدفاع عن مواقعه الأخيرة في درعا. لكن هناك من يتهم فصائل المعارضة بالرضوخ إلى ضغوط دولية أوقفت تلك المعركة. وقال العودة “نحن في الجنوب لم ولن نخضع لأي ضغوط غير مصلحة بلدنا وأرضنا واهلنا، على الرغم من التراخي والتقصير الدولي بدعمنا والوقوف بجانبنا، وذلك بالتوازي مع الدعم غير المحدود من الدول الراعية للإرهاب، من روسيا وإيران والميليشيات العراقية واللبنانية، التي لم تألُ جهداً ولم تتأخر عن دعم النظام المجرم بكل ما اوتيت من قوة عسكرية وبشرية، وهذا سبب ضغطاً كبيراً علينا، وساهم بدعم ثبات النظام في نقاطه ومحاولته الهجوم والتقدم أيضا في  محاور عديدة”.

 

بالانتقال الى التحضير للعمليات السياسية ودور الجنوب والجبهة الجنوبية فيها بالذات، يقول العودة “الجبهة الجنوبية هي جبهة عسكرية مهمتها تنظيم الاعمال العسكرية في الاوقات المناسبة، التي تحقق لنا مكاسب عسكرية على الارض. ومن المعلوم في الحروب، إن القوة العسكرية تنعكس ايجاباً على المحور السياسي، وأي اتهام للجبهة الجنوبية بالتخاذل وانتظار التفاوض هو عارٍ عن الصحة، وبالنسبة للمفاوضات فلا شأن لها بالعمل العسكري بالنسبة لنا، ولا ننتظر نتائج المفاوضات بل اننا نصنع نتائج المفاوضات بانتصاراتنا وعملنا العسكري”. وكشف العودة لـ”المدن” أن قوات المعارضة في درعا تقوم حالياً “بالإعداد والتحضير للضرب والسيطرة على أهداف كبيرة”.

 

في المرور على أبرز محطات العام 2015 في درعا، لا يمكن تجاهل الاقتتال الدائر في منطقة حوض اليرموك غربي درعا بين “جيش الفتح” ولواء “شهداء اليرموك”، حيث ترك ذلك الاقتتال أثراً سلبياً كبيراً على مجريات الأعمال العسكرية، ووضع باقي الفصائل خارج ثنائية “القاعدة” و”داعش” في موقف المتفرج، لعدم تمكنها من مساندة أحد الطرفين.

 

وفي 15 تشرين الثاني/نوفمبر استطاعت “جبهة النصرة” قتل ثلة من قيادات لواء “شهداء اليرموك”، على رأسهم متزعّم التنظيم أبو علي البريدي الملقب بـ”الخال”، ونائبه أبو عبد الله الجاعوني.

 

الاغتيالات أيضاً كانت أبرز ملامح النصف الثاني من العام الماضي، حيث استهدفت نشطاء إعلاميين وقضاة وقادة عسكريين. وشهد الشهران الأخيران من 2015 أكثر من 30 عملية اغتيال.

 

أبرز عمليات الاغتيال استهدفت دار العدل في حوران، حيث تم اغتيال رئيس دار العدل الشيخ أسامة اليتيم في في 15 كانون الأول/ديسمبر، وكان نائبه، بشار الكامل، قد قضى أيضاً بعملية اغتيال في الثاني من شهر أيلول/ سبتمبر. وبين الاغتيالين خسرت درعا القائد الميداني في “جبهة ثوار سوريا” ياسر الخلف، والقيادي في “فرقة صلاح الدين” أبو قاسم المجاريش، وقائد كتيبة “شهداء العمري” إبراهيم المسالمة.

 

على صعيد آخر، انتهى العام 2015 بتطورات بارزة في ما يخص “جبهة النصرة” في درعا. تلك التطورات تمثلت بتغييرات في قيادات الصف الأول، حيث تم عزل الأمير العسكري الأردني أبو جليبيب، ونقل مع الشرعي العام للجبهة سامي العريدي، برفقة عناصر وصل عددهم في اقصى التقديرات 180 مقاتلاً إلى الشمال السوري، متوجهين عبر مناطق سيطرة النظام في ازرع، ليتجاوزها فجر يوم الجمعة في الرابع من شهر كانون الأول/ديسمبر، من دون أن تكشف تفاصيل الصفقة التي أبرمتها “النصرة” مع النظام بشكل كامل بعد.

 

المعارضة السورية ستطلب من الحكومة خطوات لبناء الثقة قبل المحادثات

24 – رويترز

قال مسؤولون في المعارضة السورية، اليوم الإثنين، إنها ستطلب خطوات لبناء الثقة من الحكومة تشمل إطلاق سراح سجناء، على أن تسبق انعقاد المفاوضات بين الطرفين هذا الشهر.

 

وأفاد ثلاثة مسؤولين على دراية بالتحضيرات للمفاوضات أن قادة المعارضة، وبينهم ممثلو جماعات مسلحة، يخططون لإبلاغ هذه الرسالة لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، لدى لقائهم به في الرياض، يوم غد الثلاثاء.

 

وذكرت الأمم المتحدة في الشهر الماضي أنها تهدف إلى عقد اجتماع بين الأطراف المتنازعة في سوريا في 25 يناير(كانون الثاني) في مدينة جنيف السويسرية، من أجل وضع حد للصراع المستمر منذ خمس سنوات تقريباً، والذي أسفر عن مقتل نحو 250 ألف شخص.

 

بريطانيا تدرس فيديو لتنظيم الدولة يتوعدها  

أعلنت لندن أنها تدرس فيديو بثه تنظيم الدولة الإسلامية يتوعد فيه رئيس الوزراء ديفد كاميرون بهزيمة بريطانيا وغزوها، وانتقد مشاركته بالحملة ضد مواقع التنظيم بسوريا والعراق.

 

وظهر المتحدث بالفيديو وكان ملثما ويتحدث الإنجليزية، وهو يوجه مسدسه لخمسة أشخاص سوريين بمحافظة الرقة اتهموا بالتجسس لصالح بريطانيا. وبعد عرض ما قال إنها اعترافات الأشخاص الخمسة، قام المتحدث وآخرون من أعضاء التنظيم بإعدامهم رميا بالرصاص.

 

ووفق وكالة رويترز، فقد هدد الرجل الملثم كاميرون وتوعد بأن يحتل تنظيم الدولة ذات يوم بريطانيا.

 

وقالت الخارجية البريطانية إنها على علم بشريط الفيديو الذي بثه تنظيم الدولة، وتدرس محتواه.

 

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، قال مسؤولون بريطانيون إن ما يصل إلى ثمانمئة بريطاني سافروا إلى العراق وسوريا بعضهم للالتحاق بتنظيم الدولة، وعاد نحو نصفهم إلى ديارهم في حين يعتقد أن سبعين منهم قتلوا.

 

وشنت بريطانيا في الثالث من ديسمبر/كانون الأول أولى غاراتها الجوية على منشآت نفطية تحت سيطرة التنظيم في شرق سوريا، بعد ساعات من موافقة البرلمان على توسيع الضربات الجوية من العراق إلى سوريا.

 

هل الجيش الحر قادر على مواجهة تحديات المستقبل؟

عزا رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر العميد أحمد بري عدم انشقاق معظم جيش النظام السوري إلى البنية التنظيمية له منذ تأسيسه والمعتمدة على الطائفية، حيث يسيطر 80% من العلويين على مفاصله.

وأضاف بري في برنامج خاص للجزيرة بعنوان “حماة الديار” -رصد ظروف تأسيس الجيش السوري الحر، ومدى قدرته على مواجهة تحديات المستقبل- أنه يستحيل على أي ضابط في الجيش النظامي سواء أكان من السنة أم الشيعة الانشقاق عنه “فقد كانوا مقهورين تحت قائد علوي”.

وأشار إلى أن بعض الفئات -حتى من السنة- فضلت البقاء مع النظام لمصالحها، واصفا الذين انشقوا بأنهم أحرارا وشرفاء.

وعن عدم تشكيل الجيش السوري الحر وعاء لضم المنشقين عن الجيش النظامي، قال بري “عندما تم تشكيل القيادة المشتركة كان هدفنا جمع كل هؤلاء، لكن ما حال دون ذلك هو أن الدعم للجيش كان نادرا جدا، كما اصطدمت تجاذبات دولية ولم يكن هناك أي دعم مادي للمنشقين فأصبحوا يبحثون عن البديل”.

وردا على سؤال بشأن دوافع المنشقين عن الجيش النظامي، قال بري “طلعنا بدافع الوطنية والضمير، وكانت رؤيتنا أن نتلقى العون من الدول الداعمة، وتشكيل نواة لجيش يدحر النظام، لكن الدعم كان بسيطا، فمثلا كان لدينا عشرون ألف مقاتل في حماة، لكن لم تكن لديهم رواتب يعيشون منها”.

وعن واقع الجيش الحر حاليا أكد بري أنه موجود في الشمال وفي إدلب وحماة وريف دمشق وحمص والساحل السوري والجبهة الجنوبية، وأفراده يقاتلون بشراسة ضد النظام ومصممون على دحره “لكن المشكلة هي أن الدول تمارس معنا سياسة العصا والجزرة، مشددا على أنه لو تم دعم الجيش الحر بشكل كامل “لأسقطنا النظام وقضينا على تنظيم الدولة الإسلامية الذي هو صنيعة النظام”.

وبشأن علاقة الجيش الحر مع الفصائل الأخرى المقاتلة على الأرض في سوريا، قال بري “علاقاتنا ممتازة مع أحرار الشام وجيش الإسلام، ونحن متفقون في الرؤية مع هاتين الحركتين، أما جبهة النصرة فلها أمور خاصة بها وليس لدينا اندماج معها”.

وفي ما يتعلق بمصير الرئيس السوري الأسد قال “لن نرضى بأي حل سياسي يبقي بشار الأسد وعصابته، ونؤكد على ضرورة خروج المعتدين روسيا وإيران وحزب الله من سوريا، ولن نقبل إلا بالحل الذي يرضي الشعب السوري”.

شبكة مصالح

من جهته، عزا الكاتب والمحلل السياسي السوري عمر قدور عدم انشقاق ألوية أو فرق كبيرة عن الجيش النظامي إلى أن نظام عائلة الأسد الذي يحكم سوريا منذ أربعين عاما قائم على شبكة مصالح واسعة تقوم على سيطرة العلويين على كافة مفاصل الجيش النظامي.

وأضاف أن كثيرين ضمن شبكة مصالح النظام لو أتيحت لهم مصالح في الثورة لانشقوا عن الجيش النظامي لكن الثورة لم تقدم البديل، مشيرا إلى أن أحوال المنشقين لا تشجع أقرانهم في الجيش النظامي على الانشقاق.

 

وعن أسباب حجب الدعم عن الجيش السوري الحر، قال قدور إنه منذ البداية كان هناك قرار دولي بعدم تمكين الثورة من الانتصار العسكري، مؤكدا أن هذا القرار تبنته إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، مما دفع العديد من الدول إلى الإحجام عن دعم الجيش الحر، وتم تقديم المعونات إلى فصائل إسلامية لتحقيق أجندات لتحويل سوريا إلى ساحة للمتطرفين من كل جهة.

واعتبر أن التعويل يبقى قائما على الجيش الحر بسبب شعبيته، ويبقى هو محط الأنظار كقوة اعتدال تمثل السوريين أكثر من غيرها، ولو أتيح تقديم أسلحة نوعية لهذا الجيش لتمكن من التقدم والتصدي لمشروع النظام وتنظيم الدولة الإسلامية، لكن ما يعيق ذلك هو عدم وجود قرار دولي بإسقاط النظام.

 

فصيلان من الجيش الحر يتهمان الأكراد بمحاصرتهما  

قال فصيلان من الجيش السوري الحر إن وحدات الحماية الكردية التي تقود ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية تحاصرهما شمالي مدينة الرقة في سوريا لليوم العشرين على التوالي, وأوضحا أن سبب التوتر يعود في الأصل إلى ما وصفاه بعمليات تطهير عرقي قام بها حليفهما في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.

 

ونقلت وكالة الأناضول عن المتحدث باسم جبهة ثوار الرقة أبو عزيز الرقاوي -التي تضم لواء ثوار الرقة وجيش العشائر- قوله إن الوحدات الكردية تحاصر مقاتلي الجبهة, وتمنع وصول الغذاء إلى القرى التي تقع ضمن نطاق سيطرتهم.

 

وأضاف أن سبب الحصار يعود إلى بيان أصدره تجمع عشائر الرقة إثر هجوم شنه مسلحون من وحدات الحماية الكردية على حواجز لجبهة ثوار الرقة بقرية السكرية, مما أسفر عن مصرع مقاتل من الجبهة.

 

وصدر بيان تجمع عشائر الرقة إثر ما وصفته الجبهة بموجة تطهير نفذتها الوحدات الكردية في ريف الرقة الشمالي (شمال شرقي سوريا).

 

وكانت الوحدات الكردية -وهي المكون الرئيس لما يسمى قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من طيران التحالف الدولي- قد تعرضت قبل أشهر لاتهامات بـ التطهير العرقي إثر سيطرتها على مدينة تل أبيض القريبة من الحدود السورية التركية والتابعة لمحافظة الرقة, والتي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة, وتضم غالبية من العرب والتركمان وغيرهم.

 

وطالب المتحدث باسم جبهة ثوار الرقة بأسلحة نوعية لطرد الوحدات الكردية من مدينة تل أبيض وريفها.

 

وفي الأيام القليلة الماضية، شنت قوات سوريا الديمقراطية هجوما في ريف حلب الشمالي الشرقي تمكنت خلاله من السيطرة على سد تشرين الإستراتيجي الذي كان يخضع لتنظيم الدولة. وفي ريف حلب الشمالي، تمكنت وحدات الحماية الكردية وما يسمى جيش الثوار من السيطرة على قرية كشتعار في ريف مدينة أعزاز, الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.

 

وقالت فصائل سورية معارضة إن سيطرة الوحدات الكردية وجيش الثوار على كشتعار، وعلى قرية أخرى بريف حلب الشمالي، تمت بفضل دعم الطيران الحربي الروسي.

 

معارضون سوريون: العام الجديد سيكون أكثر دموية وصعوبة

روما (4 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب معارضون سوريون عن تشاؤمهم من أن يحمل العام الجديد أي حل ملموس للأزمة التي تعصف ببلدهم منذ ما يقرب من خمس سنوات، وتوقعوا أن يكون عاماً أكثر صعوبة ودموية على المدنيين السوريين، وأشاروا إلى أن المشروع الوطني القادر على توحيد السوريين ما زال مغيّباً.

 

وفي هذا الصدد، رأى مؤسس المنبر الديمقراطي السوري المعارض، سمير عيطة، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أنه “من الصعوبة بمكان استقراء مستقبلٍ سورية والمنطقة بعام 2016، لكنّي لست متفائلاً البتّة بأنّ الصراع في سورية وعليها سينتهي قريباً”. وأوضح منوها بأن “التفاعلات التي أبرزتها أحداث العام الماضي المحليّة ستستمر طويلاً كي تجد لها مستقراً، ليس أقلّ الأسباب هو أعداد الشباب الذين يشعرون أنّ لا مستقبل لهم وأنهم حملوا سلاحاً وعقائد للانخراط في حروب ضدّ الاستبداد أو لمظلوميّة ما، تغذّيها قوى إقليميّة ودوليّة لم تجد مصالحها سبلاً للتوازن، خاصّة بعدما أسّس الاتفاق الدوليّ حول مشروع إيران النوويّ مرحلة جديدة لها تداعيات كبيرة، بعض معالمها انتقال التنافس الحادّ من بين إسرائيل وإيران، إلى بين تركيا وروسيا، وبهذا الإطار يمكن الإشارة إلى ترسّخ دولة (داعش) بقوّة السلاح والعقيدة، وصعود المشروع القومي الكردي، وطموحات إيران وتركيا وغيرها، والتدخل العسكر يالروسي”.

 

وأضاف “إن محاولة الحل في سورية التي انطلقت آليتها في مؤتمر فيينا قد تأسست على أمرين: وحدة الأراضي السورية، أي الحفاظ على الحدود التي تسمى (سايكس ـ بيكو)، وعلمانية الدولة السورية، أو عدم طائفيتها، أي عدم إعادة تأسيسها على أسس الإسلامي السياسي أو فكر الأغلبية والأقلية، وتصريحات الدول الخلافية بعد اتفاق فيينا ظهرت حول مصير السلطة القائمة ولكن ليس حول هذين الأمرين، لكن واقع الأمر يؤكد على أن سورية أضحت مقسّمة وطائفيّة، على الأرض وفي الأذهان، والمشروع الوطنيّ القادر على إعادة توحيدها والذي يسمو فوق الطائفيّة والقوميّة الضيّقة ما زال مغيّباً، والصراع عليها وفيها لم ينته بعد”، وفق تقديره.

 

من جهته توقّع المعارض السوري فواز تللو أن يكون العام العام 2016 الأكثر صعوبة كما رجّح فشل أي مفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة، وقال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “سيكون عام 2016 غالباً العام الأكثر دموية والأصعب على المدنيين السوريين المؤيدين للثورة وعلى البنية التحتية في المناطق المحررة، حيث من المتوقع تصعيد القتل والقصف الروسي بشكل غير مسبوق وتصاعد التدخل الإيراني المباشر عبر تدفق عشرات الآلاف من عصابات الحرس الثوري والباسيج الإيرانية بعد أن بات المرتزقة الإرهابيون الشيعة المستوردون من مناطق أخرى غير كافين لإنقاذ النظام”.

 

وتابع “على التوازي ستكون هناك عملية تفاوضية سياسية فاشلة ستنتهي بدعوات دولية لفرض تقسيم سوريا تحت اسم اللامركزية ليترافق التفاوض مع شلال الدم السوري الذي سيتدفق برعاية ومظلة دولية أمريكية لتغطية جرائم الروس والإيرانيين والنظام السوري” حسب قوله.

 

وأضاف “كذلك من المتوقع أن ينتهي العام على الأغلب بانهيار تام لكل هذه المشاريع ليصطف الأمريكي عسكرياً علناً إلى جانب المحور (الروسي ـ الإيراني ـ الأسدي) مع حلفائهم من الانفصاليين الأكراد تحت حجة محاربة الإرهاب الذي سيتوسع تعريفه ليشمل عدداً متزايداً من القوى الثورية المقاتلة”. ورأى أن من شأن ذلك “تصاعد النزعات الراديكالية على التوازي ليس في سورية بل في كل العالم نتيجة هذه السياسات الدولية الغربية المنحازة علناً لاستبدادٍ وإرهابٍ أقلوي في وجه ثورات الربيع العربي التي مثلت الأكثرية (السنّية) عمادها والتي هدفت أصلاً للوصول إلى حكم مدني ديموقراطي رشيد لتواجه أكبر مؤامرة دولية بأدوات محلية أقلوية في استحضار تاريخي لكل الحروب عبر التاريخ والعدوان على الشرق من قبل الغرب مستعيناً ببعض الأقليات، وباختصار ليس من حل سياسي حقيقي منصف قريب والمعارك مستمرة وتفجير المنطقة أمر حتمي وفق هذه المعطيات”، على حد وصفه.

 

الائتلاف الوطني السوري المعارض يدعو كل الدول العربية لمقاطعة إيران

روما (4 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض عن “دعمَه وتأييدَه لخطوة المملكة العربية السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الإيراني”، داعيا كل الدول العربية والإسلامية لـ”اتخاذ خطوة مماثلة، للرد على جرائم إيران في سورية والعراق واليمن، وتدخلاتها في شؤون السعودية ودول الخليج العربي”، على حد وصفه

 

وطالب الائتلاف بـ”قرار واضح من جامعة الدول العربية للردِّ على عدوان إيران، وطردها من منظمة التعاون الإسلامي لدعمها الإرهاب وعشرات الميليشيات الطائفية التي تحاصر السوريين وتقتل أطفالهم ونساءهم”، حسبما جاء في بيان نشره مكتبه الإعلامي

 

واعتبر الائتلاف أن “نظام طهران بما عُرف عنه من بطش وإجرام بحق الشعوب الإيرانية، وإعدامِه آلاف المعارضين، وتدخله في شؤون الدول الأخرى، وارتكابه جرائم ضد الإنسانية، وقيامه مع نظام الأسد والاحتلال الروسي بإبادة أكثر من أربعمائة ألف سوري، وتشريد أكثر من 13 مليونا، ينبغي مواجهته بكل حزم وقوة، واتخاذ الإجراءات الرادعة، وهزيمة مشروعه الطائفي الذي يريد دمار المنطقة وتمزيق شعوبها”. وأشار إلى أن في مقدمة تلك الإجراءات لمواجهة إيران هي “توفير الدعم الكامل للشعب السوري وجيشه الحر؛ِّ ليتم قطع رأس الأفعى وإنهاء تغوُّلها وإزاحة خطرها المستفحل في المنطقة والعالم، وتحرير سورية وباقي الدول من احتلال إيران البغيض وكل ما يمتُّ إليه بصلة”، وفقا للبيان

 

الإتحاد الأوروبي يأمل إستمرار التعاون الدولي والاقليمي لصالح الحل السياسي في سورية

بروكسل (4 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

كرر الاتحاد الأوروبي دعوته لكافة القوى الاقليمية في الشرق الأوسط للتصرف بمسؤولية ومنع تدهور الوضع وتأجيج العنف الطائفي.

 

ويأتي تجديد الدعوة، التي أطلقتها أمس الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، على خلفية استمرار تداعيات الأزمة بين الرياض وطهران، بعد قيام الأولى باعدام المعارض الشيعي الشيخ نمر النمر، وما تبعها من قيام السعودية والبحرين بقطع علاقاتهما مع إيران.

 

وبالرغم من أن الاتحاد الأوروبي لم يعلق على مسألة العلاقات الدبلوماسية العربية – الايرانية بالتحديد، إلا أنه يريد التأكيد على ضرورة تجنب أي عمل من شأنه تأزيم الوضع، حيث أكدت المتحدثة بإسم موغيريني على “مراقبة ما يجري عن كثب، ولدينا إتصالات مستمرة مع الأطراف المعنية”، حسب تعبيرها.

 

وأشارت كاترين ري إلى أن ما يحدث الآن لن يثني الاتحاد الأوروبي عن الاستمرار في دعوة كافة الأطراف الاقليمية والدولية إلى عدم التخلي عن إلتزامها العمل معاً للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، في إطار ما عُرف إعلامياً بـ”صيغة فيينا”.

 

هذا وأقرت مصادر أوروبية مطلعة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، أن دوائر صنع القرار ترى من الصعب عملياً، في الأجواء الحالية، إستمرار تعاون الطرفين المعنيين، أي الرياض وطهران، على حل الملف السوري، “ولكننا سنبذل كل جهدنا للتوصل إلى هذا الهدف”، وفق كلامها.

 

هذا وكانت عملية اعدام النمر من قبل السلطات السعودية قد أثارت أزمة دبلوماسية يبدو أن آثارها آخذة بالاتساع، هذا بالاضافة إلى موجة ادانات واحتجاجات في الأوساط الشيعية في عدد من الدول الاسلامية.

 

وتضع هذه التطورات، حسب العديد من ساسة أوروبا، استقرار وأمن المنطقة العربية، الهش أصلاً،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى