أحداث الاثنين 22 كانون الثاني 2018
انقرة تعِدّ لـ «منطقة آمنة» في سورية وإعادة 3٫5 مليون لاجئ
بيروت، أنقرة، واشنطن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
دخلت عملية «غصن الزيتون» التي أطلقتها تركيا بمشاركة فصائل من «الجيش السوري الحر» لطرد المقاتلين الأكراد من عفرين وبعدها منبج في شمال سورية، منعطفاً جديداً أمس، مع دخول قوات تركية برية المعركة. وفي وقت تواصلت الغارات التركية العنيفة على المنطقة، استهدف قصف صاروخي الأراضي التركية ما أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى.
واتّضحت أمس ملامح عن الأهداف التركية من المعركة، إذ اعتبر الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان أن بلاده تهدف إلى «إعادة ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ سوري إلى بلادهم»، فيما كشف رئيس وزرائه بن علي يلدريم أن أنقرة تسعى إلى إنشاء «منطقة آمنة تمتدّ نحو 30 كيلومتراً» داخل سورية. وأكد الرائد ياسر عبد الرحيم قائد «فيلق الشام»، وهو مكون رئيس في «الجيش السوري الحر»، أن المسلحين لا يعتزمون دخول مدينة عفرين إنّما «محاصرتها وإرغام وحدات حماية الشعب الكردية على مغادرتها»، معلناً أن حوالى 25 ألفاً من قواته يشاركون في العملية العسكرية.
وبرزت مؤشرات عن سعي تركي إلى عدم إطالة أمد العملية العسكرية، أهمها إعلان الرئيس رجب طيّب أردوغان انتهاء المعركة «في أقرب وقت» وذلك في ظلّ تصاعد المخاوف الدولية من توسّع المعارك. وفي هذا الإطار، دعت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت تركيا إلى «ممارسة ضبط النفس» وتجنب سقوط ضحايا مدنيين و «ضمان أن تبقى عملياتها محدودة في نطاقها ومدتها»، فيما طلبت باريس عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة التدهور العسكري في سورية، ودعت أنقرة إلى وقف هجومها.
وفي أول إعلان رسمي لبدء مشاركة القوات البرية في العملية، أكد رئيس الوزراء التركي دخول قوات برية إلى سورية انطلاقاً من بلدة غول بابا الحدودية، كما نقلت عنه وكالة دوغان للأنباء، فيما أعلن الجيش التركي إصابة 153 هدفاً تابعة للأكراد في محيط عفرين تشمل مخازن أسلحة. وأفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية بتقدم القوات التركية التي لم تحدد عديدها إلى جانب قوات من «الجيش السوري الحر»، وتوغلها خمسة كيلومترات داخل سورية، فيما وصف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مدينة عفرين بأنها «شبه محاصرة» من جانب القوات التركية وفصائل مشاركة في عملية «غصن الزيتون»، باستثناء ممرّ يوصلها بمدينة حلب عبر مناطق سيطرة النظام في نبل والزهراء.
وقتل ثمانية مدنيين بقصف تركي أمس، كما أكد الأكراد و «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» في عفرين بروسك حسكة: «ارتكبت الطائرات العسكرية التركية مجزرة بحق مدنيين في قرية جلبرة، حيث استشهد أكثر من ثمانية مواطنين بقصف صاروخي». وتسبب القصف التركي في يومه الأول بمقتل عشرة أشخاص بينهم سبعة مدنيين، وفق حصيلة للوحدات الكردية في حين أكدت أنقرة أن الخسائر في صفوف المقاتلين الأكراد.
في المقابل، أعلن رئيس بلدية مدينة الريحانية التركية المجاورة للحدود مع سورية، أن قصفاً من الأراضي السورية استهدف المدينة أدى إلى مقتل شخص وإصابة 32 آخرين بجروح، غداة سقوط قذائف عدة ليل السبت- الأحد في مدينة كيليس التركية، واتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويتش أوغلو «وحدات حماية الشعب» بالوقوف وراء هذا القصف.
فرنسا تدعو إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة الأوضاع في سورية
الجزائر، أنقرة، دمشق، بيروت – أ ف ب، رويترز
صرح وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان اليوم (الاحد)، في الجزائر بأن باريس «قلقة جداً» في شأن «التدهور المفاجئ» في الوضع في سورية وطلبت اجتماعاً لمجلس الامن من أجل «تقييم الوضع الانساني»، في حين قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ان العملية العسكرية التركية في عفرين ستنتهي «في وقت قريب».
وقال لودريان في كلمة القاها في اجتماع مجموعة «5+5» لدول غرب حوض البحر الابيض المتوسط ان «فرنسا قلقة جداً في شان الوضع في سورية والتدهور المفاجئ للوضع» هناك.
وأضاف: «لهذا السبب طلبنا اجتماعاً لمجلس الامن لتقييم الوضع الانساني الخطر جداً» من دون ان يوضح مآل هذا الطلب.
وتحدث لودريان عن المعارك في منطقة عفرين السورية (شمال) التي دخلتها قوات تركية برية في اليوم الثاني لهجوم واسع تخلله قصف مدفعي للمدينة لطرد قوات كردية تعتبرها أنقرة «ارهابية».
وكذلك الوضع في منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها فصائل معارضة قرب دمشق والتي تحاصرها قوات النظام السوري وتتعرض للقصف المستمر اضافة الى آلاف المهجرين في محافظة إدلب (شمال غرب) الذي يفرون من المعارك بين الموالين للنظام وفصائل متشددة ومقاتلة.
وقال مقربون من لودريان ان الوزير تحادث هاتفياً صباح اليوم مع نظيره التركي مولود تشاووش اوغلو.
وقال لودريان: «أولا هناك المعارك في منطقة عفرين، ثم (…) هناك خنق حقيقي لمنطقة الغوطة الشرقية من طرف قوات النظام ما ادى الى ما يشبه سجن يقبع فيه 400 الف شخص لا تصلهم المساعدات الانسانية».
وأضاف: «هناك تدهور جديد للوضع» داعياً الى «وقف المعارك وايصال المساعدات الانسانية الى الجميع».
واوضح: «علينا ان نعمل كل ما هو ممكن من أجل تفعيل وقف إطلاق النار بشكل سريع ونبدأ الحل السياسي الذي طال انتظاره».
من جانبه، توقع الرئيس التركي انهاء الهجوم العسكري الذي يشنه جيشه في منطقة عفرين «في وقت قريب».
وقال أردوغان أمام انصاره في محافظة بورصة شمال غربي تركيا: «باذن الله ستنتهي هذه العملية خلال وقت قريب جداً»، بعدما أطلق الجيش التركي هجوماً لطرد «وحدات حماية الشعب» الكردية من عفرين.
وحذر أردوغان مؤيدي المعارضة التركية الموالية للأكراد من الاحتجاج على عملية عفرين، قائلاً إن قوات الأمن ستتدخل إذا تظاهروا.
وأضاف مشيراً إلى أعضاء ثاني أكبر حزب في البرلمان وهو حزب «الشعوب الديموقراطي» المؤيد للأكراد: «لتعلموا أنه أينما ذهبتم في الشوارع ستكون قوات الأمن في أعقابكم».
من جهته، قال القائد في غرفة عمليات الجيش السوري الحر الرائد ياسر عبد الرحيم إن حوالى 25 ألفاً من قواته يشاركون في العملية العسكرية التركية.
وأضاف عبد الرحيم، وهو أيضاً قائد «فيلق الشام» الذي يعتبر مكونا رئيساً في الجيش السوري الحر وفي غرفة عمليات الحملة، أن المسلحين لا يعتزمون دخول مدينة عفرين ولكن فقط محاصرتها وإرغام «وحدات حماية الشعب» الكردية على المغادرة.
وقال عبد الرحيم إن الهدف الرئيس للعملية العسكرية يتمثل في استعادة السيطرة على تل رفعت، وهي بلدة تقع إلى الجنوب الشرقي من عفرين، وسلسلة من القرى العربية كان الأكراد سيطروا عليها في شباط (فبراير) 2016 مما أجبر عشرات الآلاف من السكان على الخروج منها.
وفي وقت لاحق، قال ناطق كردي و«المرصد السوري لحقوق الانسان» ان ثمانية مدنيين قتلوا جراء غارات تركية في عفرين.
وقال الناطق الرسمي باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين بروسك حسكة: «ارتكبت الطائرات العسكرية التركية مجزرة في حق مدنيين في قرية جلبرة، حيث استشهد أكثر من ثمانية مواطنين بقصف صاروخي» استهدف مسكناً لعائلة، في حصيلة أكدها «المرصد» أيضاً.
وفي دمشق، ندد الرئيس بشار الأسد اليوم بالهجوم التركي على منطقة عفرين، معتبراً اياه امتداداً لسياسة أنقرة في دعم «التنظيمات الارهابية».
وقال الأسد خلال استقباله وفداً إيرانياً، وفق تصريحات نقلتها «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا): «العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين السورية لا يمكن فصله عن السياسة التي انتهجها النظام التركي منذ اليوم الأول للأزمة في سورية والتي بنيت أساساً على دعم الارهاب والتنظيمات الارهابية على اختلاف تسمياتها».
قال شهود عيان إن الشرطة التركية استخدمت رذاذ الفلفل لتفريق محتجين مؤيدين للأكراد في أنقرة واسطنبول اليوم، وإنها اعتقلت 12 شخصاً على الأقل في اسطنبول.
ويحتج المتظاهرون على العملية العسكرية التركية ضد قوات كردية تدعمها الولايات المتحدة في منطقة عفرين.
قوات «غصن الزيتون» تقتحم عفرين وتتقدم في مواجهة «الوحدات»
أعزاز (سورية)، إسطنبول، عمان، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
بدأت القوات التركية عملية الاقتحام البري لمنطقة عفرين الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية في ريف حلب الشمالي بمساندة حوالى 25 ألف عنصر من «الجيش السوري الحر». أتى ذلك في وقت دعت أنقرة المقاتلين الأكراد إلى «عدم التعويل» على الدعم الأميركي، وإعلانها نيتها إنشاء «منطقة آمنة» بعمق 30 كيلومتراً في إطار عملية «غصن الزيتون» التي أطلقتها في عفرين.
ورجّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنهاء الهجوم «في وقت قريب جداً»، وهدّد بـ «سحق» المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة، مضيفاً أنهم يجب ألا يعولوا على دعم واشنطن لكي يتغلبوا على تركيا. واتهم في مؤتمر لـ «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في مدينة بورصة أمس، بعض حلفاء تركيا بتزويد «الوحدات» بألفي طائرة وخمسة آلاف شاحنة محملة بأسلحة، في تعليق موجه على ما يبدو إلى الولايات المتحدة.
وحذّر أردوغان حزب «الشعوب الديموقراطي» التركي المعارض والمناصر للقضية الكردية من تنظيم أي تظاهرات مناهضة للهجوم. وقال: «دعوني أؤكد لكم، أنتم مراقبون لحظة بلحظة»، وتوعّد «أيا كانت الساحة التي ستتجمعون فيها فستداهمكم قواتنا الأمنية». وأضاف «حذار! أذا استجاب البعض لهذه النداءات (بالتظاهر) وارتكبوا خطأ الخروج إلى الشارع، فسيدفعون الثمن باهظاً».
وقال المناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن «عملية غصن الزيتون مستمرة لضمان السلام والأمن لشعبنا وحماية وحدة الأراضي السورية والقضاء على كل العناصر الإرهابية في المنطقة»، مضيفاً أن «تركيا تتوقع من حلفائها دعم حربها ضد الإرهاب بكل صورها» في إشارة إلى واشنطن.
وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم دخول قوات تركية إلى منطقة عفرين انطلاقاً من بلدة غول بابا الحدودية أمس. وأفادت وكالة «دوغان» بأن القوات التركية التي لم تحدد عديدها، تتقدم إلى جانب قوات «الجيش السوري الحر». وشكل إعلان يلديريم اول تأكيد رسمي على مشاركة قوات تركية برية في العملية على الأراضي السورية.
وكشف ياسر عبدالرحيم قائد «فيلق الشام» الذي يعتبر مكوناً رئيسياً في «الجيش السوري الحر» وفي غرفة عمليات «غصن الزيتون»، أن نحو 25 ألفاً من قواته يشاركون في الهجوم العسكري.
وأوضح أن المسلحين لا يعتزمون دخول مدينة عفرين، بل فقط محاصرتها وإرغام «الوحدات» الكردية على الانسحاب، مؤكداً أن الهدف الرئيسي للعملية العسكرية يتمثل في استعادة السيطرة على تل رفعت، وهي بلدة تقع إلى الجنوب الشرقي من عفرين، وسلسلة من القرى العربية كان الأكراد سيطروا عليها في شباط (فبراير) عام 2016، ما أجبر عشرات الآلاف من السكان على الخروج منها.
وتمكّنت قوات «غصن الزيتون» من السيطرة على قريتين على الحدود الشمالية والغربية لعفرين مع تركيا ولواء إسكندرون. وأفادت مصادر ميدانية بأن فصائل المعارضة السورية تمكنت مساء أمس من السيطرة على بالي كوي الواقعة في ناحية راجو التابعة لمنطقة عفرين. كما أعلنت الفصائل أسر 3 عناصر من «وحدات حماية الشعب» في القرية.
وأشار «المرصد» إلى توسع دائرة القتال بين الطرفين مع استمرار الاشتباكات بعنف على محاور ستة، وهي كردو وباليا وغربلة وآده مانلي وشنكال وحمام على الحدود السورية– التركية، في محاولة من القوات التركية التوغل والسيطرة على مناطق في عفرين.
وقال مسؤول تركي إن «الجيش الحر» سيطر على قرية كردية من دون مقاومة، فيما أكّدت «الوحدات» صدّ محاولة القوات التركية عبور الحدود إلى عفرين وإرغامها على التراجع. وأشار القيادي الكردي نوري محمودي إلى أن المنطقة شهدت منذ صباح أمس، تبادلاً للقصف واشتباكات عنيفة على جبهات عدّة محيطة بعفرين. ووصف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مدينة عفرين بأنها «شبه محاصرة» من جانب القوات التركية وفصائل «غصن الزيتون»، باستثناء ممر يوصلها بمدينة حلب عبر مناطق سيطرة النظام في نبل والزهراء.
وقُتل شخص على الأقل في 3 صواريخ أطلقت من الأراضي السورية واستهدفت مدينة الريحانية التركية. وقال رئيس بلدية المدينة إن القتيل سوري، مشيراً إلى 32 جريحاً تركياً بينهم اثنان في حالة الخطر. واتّهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو «الوحدات» بالوقوف وراء هذا القصف. وكتب الوزير على تويتر «هذا الهجوم الإرهابي ضد مدنيين أبرياء يكشف الوجه الحقيقي» للمقاتلين الأكراد.
وأعلن الجيش التركي في بيان أمس، أنه استهدف جوياً ومدفعياً أكثر من 153 هدفاً للمقاتلين الأكراد، من بينها معاقل ومخابئ. من جهتها، لفتت «الوحدات» إلى إن الضربات الجوية التركية قتلت 6 مدنيين و3 من مقاتليها وأصابت 13 مدنياً آخرين، كما اتهمت تركيا بقصف مناطق مدنية ومخيمات للنازحين في عفرين. وأكّد الناطق باسم «الوحدات» بروسك حسكة، إن «معارك ضارية» نشبت شمال وغرب عفرين مع القوات التركية وحلفائها من المعارضة السورية.
لافروف يتهم واشنطن بتشجيع النزعة الانفصالية لدى الاكراد السوريين
موسكو: اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين واشنطن بتشجيع النزعة الانفصالية لدى الاكراد عبر خطتها تشكيل “قوة” تضم في غالبيتها مقاتلين اكرادا في شمال سوريا.
وقال لافروف للصحافيين “إن واشنطن شجعت بشكل نشط وتواصل تشجيع النزعة الانفصالية لدى الاكراد” مضيفا “هذا الامر هو إما عدم فهم للوضع أو استفزاز عن وعي تام”. (أ ف ب)
قائد “وحدات حماية الشعب” الكردية: روسيا أثبتت أنها عديمة المبادئ
القاهرة: شن القائد العام لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية السورية سيبان حمو هجوما حادا على روسيا، وقال إنها “أصبحت عديمة المبادئ”.
وقال في تصريح لموقع “هاوار” الإخباري نشره الاثنين: “روسيا بسياساتها ووقوفها إلى جانب تركيا، باتت في الخندق المعادي لشعبنا”.
وأضاف: “كانت لدينا بعض الاتفاقيات مع روسيا، ولكن بين ليلة وضحاها ضربت روسيا بهذه الاتفاقيات عرض الحائط وخانتنا… هذا التغيير يؤكد الكذب الروسي. روسيا هي دولة متاجرة، ومن الواضح أنها اتفقت مع تركيا في بعض المواضيع وحصلت على ما تريده منها، لذلك موقف روسيا اليوم هو موقف عديمي المبدأ. أقولها بكل صراحة لروسيا وتركيا: مبارك لكما تواطؤكما معا”.
ونفى حمو ما تقوله تركيا بأن ما تقصفه في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون الأكراد هو مواقع عسكرية، وقال إن “تركيا تقصف المدنيين لأنها ترى في كل كردي عسكرياً يجب التخلص منه”.
وشن حمو هجوما أيضا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقال: “أردوغان يحلم بأن يوسع نفوذه في المنطقة وأن يجعل الإخوان المسلمين مهيمنين في المنطقة… أردوغان باع ثورة الشعوب السورية واستعمل الشعب السوري كأداة لتحقيق مصالحه. انظروا اليوم: (الجيش الحر) لم يبق أمامه شيء سوى محاربة الأكراد. أين هي أهدافهم المزعومة في تحرير الشعب السوري؟ أين هي أهدافهم المزعومة في بناء نظام جديد في سورية؟”. (د ب أ)
توغل عسكري تركي في سوريا: واشنطن تدعو لـ«ضبط النفس» وسيناتور روسي: التصادم بين دمشق وأنقرة «لا مفرّ منه»
الشرطة تفرّق محتجين مؤيدين للأكراد… مقتل 8 بغارات على عفرين وشخص بقذيفة على الريحانية التركية
عواصم ـ «القدس العربي» من هبة محمد ووكالات: وضعت عملية «غصن الزيتون» التركية مدينة عفرين السورية التي يسكنها حوالى 100 ألف نسمة، في عين العاصفة، وسط مواقف دولية متباينة من المعركة ورسائل متناقضة تزامنت مع توغل القوات البرية التركية المنخرطة ضمن العمليات العسكرية في المدينة، والتي بدأها الجيش التركي يوم السبت مدعوماً بقوة من «الجيش السوري الحر».
وتقدم الجيشان التركي و»الحر» مدججين بعربات مصفحة وآليات عسكرية ثقيلة عند منطقة راجو الحدودية، فيما باشرت المقاتلات الحربية والمدفعية التركية الثقيلة باستهداف المنطقة بعشرات الغارات الجوية وقذائف المدفعية على مواقع وثكنات «قوات سوريا الديمقراطية» لتمهيد الطريق أمام القوات البرية التي تتجهز لاقتحام قواعد عسكرية تتمركز فيها الميليشيات الكردية.
وقتل أمس ثمانية مدنيين جراء الغارات التركية التي استهدفت قرية في منطقة عفرين، بحسب متحدث كردي و»المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في وقت تنفي تركيا إصابة مدنيين في الهجوم. وقال المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين، بروسك حسكة إن «الطائرات العسكرية التركية ارتكبت مجزرة بحق مدنيين في قرية جلبرة، حيث استشهد أكثر من ثمانية مواطنين بقصف صاروخي» استهدف مزرعة دجاج صغيرة تقيم فيها إحدى العائلات.
وتعرضت مدينة كيلس لهجوم بقذائف الهاون الثقيلة، واستهدفت المدينة بـ 6 قذائف، فيما تعرضت مدينة الريحانية الحدودية جنوب تركيا إلى قصف بالمدفعية الثقيلة من داخل الأراضي السورية أسفرت عن مقتل لاجئ سوري، وإصابة 7 آخرين بجروح، بينهم أربعة أتراك و3 لاجئين سوريين.
وتزامن ذلك مع تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، ظهر أمس الأحد، بأن العملية العسكرية على مدينة عفرين تهدف إلى تشكيل منطقة آمنة بعمق 30 كيلومترا، وأن الجيش التركي عبر الحدود، متجهاً إلى مدينة عفرين، التي تسيطر عليها الوحدات الكردية.
وذكرت رئاسة الأركان التركية أن مقاتلاتها «دمرت 45 هدفاً عسكرياً جديداً للإرهابيين في إطار عملية غصن الزيتون»، وتحاول وحدات المعارضة السورية التي تتبع للفيالق الأول والثاني والثالث من «الجيش الوطني السوري» الذي تم تشكيله أخيراً من قبل وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة والتي جهزت نحو 20 ألف مقاتل، الهجوم على مدينة عفرين من ثلاث جهات بهدف محاصرتها، فيما أكدت مصادر ميدانية مطلعة على سير المعارك لـ«القدس العربي» ان قصفاً مدفعيا متبادلا بين قوت الجيش التركي والميليشيات الكردية إضافة الى مواجهات عنيفة بين فصائل الجيش الحر والقوات التركية من جهة، وبين القوات الكردية من جهة أخرى، استمرت طوال الساعات الماضية في محيط مدينة عفرين وريفها.
وأعلنت فصائل الجيش السوري الحر أمس الأحد، عن فرض سيطرتها على قريتي (شنكال، وأده مانلي) على محور ناحية «راجو» قرب مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي. وفي المقابل ذكرت مصادر إعلامية كردية أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من صد هجوم بالقرب من مدينة اعزاز قرب منطقة بلبل.
ولاقت عملية عفرين ردود فعل لافتة ومتباينة، فقد أعلن سيناتور روسي أنَّ روسيا ستقدم الدعم الدبلوماسي لسوريا، وستطالب في الأمم المتحدة بوقف العملية العسكرية التركية في عفرين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لصحيفة كوميرسانت إن «الإجراءات أحادية الجانب» التي تقوم بها الولايات المتحدة في إيران وسوريا أثارت غضب تركيا. بينما أكّد النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فرانس كلينتسيفيتش، أنَّ القوات المسلحة الروسية لن تتدخل في حال نشوب نزاع بين القوات السورية والتركية. وقال السيناتور إنَّ «روسيا لن تتدخل عسكرياً، اتفاقياتنا لا تنص على ذلك». وأشار كلينتسيفيتش إلى أنَّ التصادم بين دمشق وأنقرة «لا مفرّ منه عملياً» بعد بدء العملية العسكرية التركية في عفرين. وأوضح أنّ «هناك احتمالا كبيرا في أن القوات المسلحة السورية ستضطر لحماية سيادة الدولة». وأوضح أنّ روسيا ستقدم الدعم الدبلوماسي لسوريا عبر المطالبة بوقف العملية العسكرية التركية في الأمم المتحدة.
وأعرب رئيس حزب الحركة القومية التركي (المعارض)، دولت باهجه لي، الأحد، في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن دعمه لعملية «غصن الزيتون».
من جهتها دعت الولايات المتحدة الأحد، على لسان الناطقة باسم الخارجية هيذر ناويرت تركيا إلى «ممارسة ضبط النفس» وتجنب سقوط ضحايا مدنيين في العملية التي تنفذها أنقرة عبر الحدود ضد مقاتلين اكراد في سوريا.
وقال شهود عيان من رويترز إن الشرطة التركية استخدمت رذاذ الفلفل لتفريق محتجين مؤيدين للأكراد في أنقرة واسطنبول أمس الأحد، وإنها اعتقلت 12 شخصاً على الأقل في اسطنبول. ويحتج المتظاهرون على العملية العسكرية التركية ضد ميليشيات كردية تدعمها الولايات المتحدة في منطقة عفرين في شمال سوريا.
من جهتها دعت فرنسا، الأحد، إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن حول سوريا، عقب إطلاق تركيا عملية «غصن الزيتون» في منطقة عفرين. وفي هذا الإطار، دعت الخارجية الفرنسية، في بيان لها، السلطات التركية إلى «ضبط النفس في سياق صعب حيث يتدهور الوضع الإنساني في عدة مناطق سورية، نتيجة العمليات العسكرية التي قام بها النظام السوري وحلفاؤه»، ولاحقاً قال وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان إن مجلس الأمن الدولي سيعقد مباحثات بشأن الوضع في سوريا اليوم.
مسلمون يتضرعون إلى الله في مكة المكرمة لنصرة تركيا في عملية عفرين
أنقرة ـ الأناضول: تضرع مسلمون من مختلف أنحاء العالم إلى الله لأن ينصر تركيا في عمليتها العسكرية التي أطلقتها لتطهير عفرين من المنظمات الإرهابية، وذلك خلال أدائهم مناسك العمرة في مكة المكرمة، أمس الأحد.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو مصوّرة في مكة المكرمة تظهر أعدادا من المصلّين يتضرعون ويبتهلون إلى الله لنصرة تركيا في عمليتها التي أطلقتها السبت.
وكذلك في تركيا، دعا المصلّون في نحو 90 ألف مسجد في أنحاء البلاد، الله أن يحقق النصر لتركيا في عمليتها التي أطلقت عليها اسم «غصن الزيتون»، بهدف إرساء الأمن على حدودها مع سوريا.
تجدر الإشارة أن هيئة الأركان التركية، أعلنت السبت انطلاق عملية «غصن الزيتون» بهدف «إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي (بي كا كا/ب ي د/ي ب ك) و(داعش) في مدينة عفرين».
وشدّدت، في بيان، أن العملية «تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية».
هل عادت الدبلوماسية الفرنسية حول سوريا إلى الواجهة من جديد؟
باريس- “القدس العربي”- آدم جابيرا: في أوج التطورات الميدانية في الشمال السوري، دعت فرنسا إلى جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي، الإثنين، لبحث تفاقم الأزمة الانسانية في سوريا، وقبل يومين من استئناف محادثات للسلام حول سوريا في فيينا، يعقبها مؤتمر حول سوريا في سوتشي، تستضيف باريس، الثلاثاء، اجتماعاً دولياً، يحضره وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، يهدف إلى تشكيل مجموعة عمل دولية لمراقبة الهجمات بالأسلحة الكيميائية لفرض عقوبات لاحقة على المسؤولين عنها.
وعشية هذا الاجتماع، أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، في حديث خص به صحيفة لوفيغارو، ونُشِرَ في عددها الصادر، الاثنين 22 من يناير الجاري، أكد أن ممثلي 30 دولة سيلتقون، الثلاثاء 23 يناير الجاري، لإطلاق مبادرة تعمل على منع مستخدمي السلاح الكيميائي من الافلات من العقاب، موضحاً أنه بإمكان الدول التي ترغب في ذلك، إعداد لوائح بالأشخاص المشتبه فيهم في هذا المجال.
وأكد الوزير الفرنسي أن بلاده تعتزم فرض عقوبات تتمثل في الحرمان من التأشيرات وتجميد أصول مالية بحق بعض الاشخاص المتورطين بهذه البرامج الكيماوية.
وفي وقت سابق، أعلنت الخارجية الفرنسية، في بيان، أن الدول المجتمعة ستضع بأيدي المجتمع الدولي والرأي العام العالمي كافة المعلومات التي بحوزتها عن المسؤولين المتورطين باستخدام السلاح الكيماوي، مشيرة إلى أنه سيتم، في هذا السياق، إنشاء موقع خاص على شبكة الانترنت خلال مؤتمر باريس.
كما اعتبر البيان أن “الشلل الحالي في المنتديات متعددة الأطراف يمنعنا من اتخاذ إجراءات قانونية بحق مرتكبي تلك الجرائم وإثنائهم عن الاستمرار في هذا المسار. يجب أن يتغير ذلك”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد حذر، خلال استقباله لنظيره الروسي في باريس، نهاية شهر مايو الماضي، من مغبة أن “أي استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا سيكون موضع رد فوري” من باريس، وهو رد فعل كان سلفه فرانسوا هولاند يريد أن يتخذه في نهاية شهر أغسطس عام 2013، عقب الهجوم الكيماوي على الغوطة الشرقية لدمشق والذي خلف مئات القتلى، قبل أن يتراجع حليفه الأمريكي بارك أوباما في اللحظات الأخيرة، عن استخدام القوة العسكرية ضد النظام السوري، وكذلك بعد تصويت البرلمان البريطاني ضد قصف النظام السوري.
وأعرب هولاند لاحقاً عن ندمه لعدم التدخل ضد النظام السوري عقب الهجوم الكيماوي على الغوطة، قائلاً إننا “نرى اليوم النتائج التي ترتبت عن عدم تدخل المجتمع الدولي في سوريا في الوقت المناسب”.
وطوال حكم فترة حكم فرانسوا هولاند، وعلى الرغم من تراجع حدة الموقف الفرنسي حيال النظام السوري بعدما باتت أولوية باريس “محاربة الإرهاب في العراق وسوريا”، عقب الاعتداءات باريس عام 2015، رغم ذلك ظلت الدبلوماسية الفرنسية في عهد هولاند، متمسكة بشرط رحيل بشار الأسد عن السلطة لحل الأزمة السورية، باعتبار أنه “هو المشكل ولا يمكن أن يكون جزءاً من الحل”.
لكن الموقف الفرنسي حيال سوريا عرف منعطفاً آخر وصف بـ”الحاد ” مع وصول الرئيس الشاب إيمانويل ماكرون إلى سدة الحكم في منتصف شهر مايو 2017، وتأكيده على أن “رحيل بشار الأسد لم يعد شرطا مسبقا لحل النزاع السوري”، وأنه “لا يرى بديلاً شرعياً له في الوقت الراهن”.
ويشدد ماكرون على أهمية بلورة مسلسل تفاوضي يقوم على جمع كافة الأطراف السياسية السورية على طاولة المحادثات، خلافاً لما عليه الحال في اجتماع سوتشي، الذي سيعقد في 29 و30 من الشهر الجاري، بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة السوريتين، ويأتي في إطار جهود موسكو بالتعاون مع أنقرة وطهران لتسوية النزاع السوري، حيث يرى الرئيس الفرنسي أن مؤتمر سوتشي يقصي جزءاً من أطياف المعارضة السورية.
وفي هذا الصدد يرى الباحث السياسي الفرنسي بيار لوي ريمون أن موقف ماكرون هذا من شأنه أن “يبعث الدور الوسطي للدبلوماسية الفرنسية التي لا تريد اقصاء أي طرف من المعادلة أصلاً” .
ويضيف ريمون أن ماكرون ” لا يؤمن إطلاقا بقدرة بشارة الأسد على مواصلة إدارة دفة الأمور في سوريا الغد، لكن في نفس الوقت من غير الممكن برأيه استبعاد أي تمثيلية للدولة السورية في مفاوضات تسعى لرسم ملامح فترة انتقالية وإجراء انتخابات ديمقراطية وحرة”.
وقبل مؤتمر سوتشي، تستضيف الأمم المتحدة يومي 25 و 26 من الشهر الجاري، في فينا، جولة تاسعة من محادثات السلام حول سوريا، تركز على استكمال النقاش حول الدستور والانتخابات، وتأمل المنظمة الدولية أن تكون جولة المفاوضات هذه مكملة لمؤتمر سوتشي.
وقبيل اجتماع باريس لمراقبة الهجمات بالأسلحة الكيميائية لفرض عقوبات لاحقة على المسؤولين عنها، دعت فرنسا إلى جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي، لبحث تفاقم الأزمة الانسانية في سوريا، بعد شن تركيا هجوماً على المقاتلين الأكراد في عفرين ، وهي خطوة يرى العديد من المراقبين أنها تندرج في إطار مساعي الرئيس ماكرون الرامية إلى “إعادة فرنسا إلى الواجهة في الدبلوماسية العالمية” من خلال لعب دور لحل الأزمات الكبرى، مستغلة تراجع الدور الأمريكي في عدة ملفات، منها السوري، وذلك منذ قدوم دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
انعكاسات «عملية عفرين»… متاعب للاقتصاد والشعب التركي يخشى مزيداً من الضرائب
الحكومة وضعت ميزانية غير مسبوقة للدفاع تحسباً للعملية
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي»: في خطوة استباقيه، خصصت الحكومة التركية، قبل أسابيع، ميزانية غير مسبوقة لوزرة الدفاع والأمن العام ضمن ميزانية العام الجاري، وذلك بعد أن فرضت حزمة جديدة من الضرائب على المواطنين في مسعى لتغطية عمليات عسكرية كانت متوقعة منذ فترة، وبدأت فعلياً، السبت، في مدينة عفرين السورية.
وعلى ما يبدو، حاولت الحكومة التركية من هذه الخطوات التقليل من الآثار الاقتصادية السلبية للعملية العسكرية الجديدة على الاقتصاد التركي الذي عانى في السنوات الأخيرة من سلسلة طويلة من الأزمات الداخلية والخارجية المتلاحقة والتي تسببت في متاعب كبيرة له.
وبينما لم تجد الحكومة بديلاً عن استباق الأزمة بفرض ضرائب جديدة على المواطنين، تخشى شريحة واسعة من الشعب التركي أن تكون الحكومة أمام جولة جديدة من الضرائب أو أن يؤدي رفع ميزانية الجيش والدفاع إلى إبطاء حركة التنمية والتطوير في البلاد.
وتسببت الأزمات المتلاحقة التي مرت بها البلاد في السنوات الأخيرة، بضغوط كبيرة على الخزينة التركية، حيث واجه الاقتصاد التركي منذ بداية الأزمة السورية وصول ملايين اللاجئين العرب وزيادة الهجمات الإرهابية التي وجهت ضربة كبير للسياحة في البلاد بالتزامن مع تصعيد الحرب ضد تنظيم العمال الكردستاني داخل البلاد، وتكثيف الهجمات الجوية وبدء عمليات برية ضد مواقعه في شمالي العراق، ولاحقاَ بدء الجيش التركي عملية عسكرية «درع الفرات» ضد تنظيم الدولة في جرابلس والباب بسوريا، كل ذلك يضاف إليه المتاعب غير المسبوقة التي جلبتها محاولة الانقلاب التي جرت في الخامس عشر من يوليو/تموز 2016 للاقتصاد التركية، وأخيراً بدء عملية «غصن الزيتون» ضد الوحدات الكردية في عفرين.
وبالتزامن مع ذلك تصاعدت الأزمات الدبلوماسية مع العديد من الدول حول العالم، لا سيما مع الاتحاد الأوروبي وهو ما نعكس أيضاً بالسلب على الاقتصاد التركي، إلى جانب أزمة استفتاء إقليم شمال العراق التي أضرت كثيراً بالاقتصاد التركي، في حين يبقى الاقتصاد التركي ينتظر ما ستؤول إليه المحاكمة المتواصلة لرجال أعمال أتراك في واشنطن والتي ترى فيها تركيا مؤامرة كبرى عليها سياسياً واقتصادياً يمكن أن تكلفها مليارات الدولارات.
وعلى الرغم من كل ذلك، بات الاقتصاد التركي يعرف بقدرته على تلقي الصدمات ومواجهة الأزمات التي تمر بها البلاد، حيث حقق أرقاماً لافتة مقابل أرقام أخرى «مُقلقة»، فبينما حقق أرقاماً عالمية للنمو العام الماضي، وأرقاماً قياسية للصادرات، إلا أن تواصل التذبذب في أسعار صرف العملة التركية مقابل الدولار والارتفاع الكبير في نسب التضخم ألقى بظلاله السلبية على النظرة العامة للاقتصاد.
وبزيادة بلغت 31٪ عن 2017، زادت الحكومة التركية من ميزانية مصاريف الدفاع والأمن للعام الجاري، وحسب الميزانية المخصصة لعام 2018، شهدت ميزانية قوات الدرك (الجندرمة) التركية (تتبع لوزارة الداخلية)، زيادة بنسبة 42 بالمئة ثم وزارة الدفاع 41٪، بينما بلغت ميزانية الدفاع والأمن التركية للعام المقبل 84.6 مليار ليرة تركية (نحو 23 مليار دولار). وستصرف 40.4 مليار ليرة (نحو 9 مليارات دولار) لوزارة الدفاع و27.8 مليار ليرة (نحو 7.5 مليار دولار) لمديرية الأمن، 13.3 مليار ليرة (نحن 3.5 مليار دولار) لقيادة الدرك (الجندرمة) و 2.3 (نحو 627 مليون دولار) لجهاز الاستخبارات التركية.
ومع بداية العام الجديد، أعلنت الحكومة التركية فرض إجراءات ضريبية جديدة من المقرر أن تضيف قرابة 8 مليارات دولار إلى إيرادات الدولة، وسط تأكيدات بأن هذا المبلغ سوف يخصص للجيش التركي عبر بوابة تعزيز الصناعات الدفاعية المحلية.
وقال وزير المالية التركي ناجي إقبال إن إجراءات ضريبية جديدة في إطار برنامج اقتصادي مدته ثلاث سنوات سيضيف ما بين 27 مليارا إلى 28 مليار ليرة (7.5 ـ 7.8 مليار دولار) إلى إيرادات الميزانية العام المقبل، مضيفاً: «الإجراءات الضريبية الجديدة تهدف إلى اتخاذ موقف قوي ضد المخاطر السياسية والاقتصادية».
واضطرت تركيا خلال السنوات الأخيرة إلى دعم مجال الصناعات الدفاعية المحلية بشكل غير مسبوق، وذلك في إطار رؤية أردوغان لتعزيز هذا القطاع، ولكن الأهم كان محاولة لتدارك احتياجات المتزايدة للأسلحة والأنظمة الدفاعية في ظل الأزمات مع الغرب التي أدت إلى عرقلة شراء تركيا الكثير من الأسلحة من الخارج.
وسلمت تركيا الدفعة الأولى من قيمة صفقة شراء منظومة إس 400 الدفاعية من روسيا والتي ستكلف ما بين 2 إلى 3 مليار دولار على أقل تقدير، وترى فيها تركيا حاجة ملحة لتعزيز القدرات الإستراتيجية للجيش وتعزيز القوة الدفاعية للدولة، ووقعت اتفاقية أخرى مع شركات فرنسية وألمانية لبناء منظومة دفاعية جديدة بقيمة يمكن أن تصل إلى 5 مليارات دولار، فيما جرى تخصيص 5 مليارات أخرى لهيئة الصناعات الدفاعية المحلية، وهي مبالغ يخشى المواطنون الأتراك أن تسعى الدولة لتعويضها من خلال فرض مزيد من الضرائب عليهم خلال الفترة المقبلة.
التَوغُّل التركي بين التوافق الدولي وقرار أنقرة المنفرد؟
عبد الرزاق النبهان
حلب ـ «القدس العربي» : حسمت أنقرة أخيراً أمرها، وبدأت عمليتها العسكرية ضد «الوحدات» الكردية (ب ي د/بي كا كا) في مدينة عفرين تحت اسم «غصن الزيتون»، قاطعة الطريق على الكثير من التحليلات التي كانت ترجح عدم تنفيذ تركيا لوعودها بسبب اعتراض أطراف دولية نافذة على ذلك.
وبالرغم من أن الإعلان التركي عن بدء المعركة كان متوقعاً بالنظر إلى التصريحات والتهديدات السياسية والتحركات العسكرية التركية، فإنه أثار التساؤلات عما إذا كانت تركيا قد اتخذت هذه الخطوة بالتنسيق مع الأطراف الدولية المعنية، أم كان قرارها منفرداً بعد تصنيفها للمعركة بأنها حاجة لحماية أمنها القومي ولا يمكن التخلي عنها.
وفي قراءته لتوقيت بدء المعركة، اعتبر الباحث السوري أحمد السعيد، أن فقدان ثقة أنقرة بواشنطن التي دعمت الوحدات لوجستياً وسياسياً، سرع من إعلان بداية العملية العسكرية. وأوضح السعيد في حديثه لـ»القدس العربي»، أن إعلان الولايات المتحدة عن تشكيل «القوة الأمنية الحدودية» رغم تراجع واشنطن عن الخطوة إعلامياً، دفع بأنقرة إلى اتخاذ تدابير سريعة. وأضاف، أن توقيت المعركة كان مقرراً في نهاية شباط/فبراير المقبل، بسبب عوامل المناخ، واستدرك «لكن ما من شك بأن إعلان واشنطن تشكيل القوة الأمنية دفع أنقرة إلى إطلاق المعركة وجعلها أمراً واقعاً».
وأشار إلى أن ردود الفعل الدولية على عملية «غصن الزيتون» تتطابق تماما مع الردود التي أثارتها عملية «درع الفرات» التي بدأتها أنقرة في العام 2016، موضحاً أن واشنطن لم تتخذ موقفاً إيجابياً أو سلبياً من المعركتين.
وتابع بأن ذلك يعني أن تركيا بدأت المعركة في عفرين بدون تنسيق مع الولايات المتحدة.
وبشأن التنسيق التركي مع روسيا، اعتبر الباحث أن نفي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سحب القوات الروسية المتمركزة في عفرين قبل يوم واحد من انطلاق المعركة، يشير إلى عدم معرفة روسيا بساعة صفر المعركة التي حددتها أنقرة. وأضاف السعيد أن توقيت المعركة ليس من مصلحة روسيا التي تتحضر لمؤتمر سوتشي، واستدرك «لكن يبدو أن روسيا اليوم بحاجة إلى تركيا أكثر من أي وقت مضى، ولذلك هي ترضخ لقرار أنقرة».
وقال الخبير بالشأن التركي ناصر تركماني، إن روسيا وافقت على شن تركيا للمعركة في عفرين على مضض، وذلك بعد الرسائل الصريحة والجدية التي أرسلتها أنقرة لموسكو، خلال زيارة عدد من المسؤولين الأمنيين الأتراك لموسكو.
وأضاف تركماني لـ»القدس العربي»، أن تهديدات النظام السوري التي جاءت على لسان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد باستهداف المقاتلات التركية في حال اخترقت المجال الجوي السوري، وضعت روسيا في مأزق أمام تركيا. واستطرد قائلاً، ما كانت دمشق لتهدد أنقرة لولا الموقف الروسي المعادي للعملية، غير أن تركيا بدأت العملية ووضعت كل الأطراف تحت الأمر الواقع.
زيارة رئيسي الأركان والاستخبارات التركية لموسكو اوصلت رسالة صريحة للروس بان تركيا جادة ليس فقط في عملية عفرين وإنما في منبج وبقية المناطق التي يسيطر عليها الجناح العسكري لحزب الاتحاد الكردي.
تنسيق مع روسيا ودمشق
وخلافاً للآراء السابقة، رأى الباحث في السياسيات الدولية جلال سلمي أنه «بالنظر إلى تواجد القوات الروسية في عفرين، فإنه من غير الممكن أن لا تنسق أنقرة مع موسكو».
وأضاف «لا يستطيع أحد الجزم بحقيقة التنسيق الروسي- التركي، غير أن التطورات العسكرية في محيط مطار أبو الظهور العسكري شرقي إدلب، توحي بأن تفاهماً ما قد تم التوصل إليه فيما بين الجانبين».
وقال سلمي لـ «القدس العربي»، أما بخصوص التنسيق مع الولايات المتحدة فيبدو أن واشنطن تماشت مع العملية التركية لسببين: الأول ميزان القوى، حيث لا يمكن لواشنطن التخلي عن تركيا التي تشكل عامل قوة وتوازن في المنطقة مقابل القوة الروسية والإيرانية.
وأما السبب الثاني، حسب سلمي، فيخص جغرافية عفرين التي تقع خارج أولويات الولايات المتحدة في سوريا، موضحاً «أمريكا تركز على مناطق شرقي الفرات». وفي الشأن ذاته، أشار إلى التنسيق غير المسبوق ما بين تركيا والنظام السوري، الذي بدا واضحاً من خلال إبلاغ أنقرة لدمشق بأن معركة عفرين قد بدأت. وعلق قائلاً، يبدو أن المعاهدات السابقة فرضت على تركيا مخاطبة النظام السوري الذي لا زال يعتبر نظاماً شرعياً.
الجيش التركي ثاني أكبر جيوش الناتو يتمتع بقدرات عالمية تنقصها منظومة دفاعية متطورة
اعتمد في عملية عفرين على دبابات وطائرات وأسلحة مصنوعة محلياً
إسماعيل جمال
إسطنبول – «القدس العربي» : في ظل تواصل عملياته العسكرية الواسعة ضد تنظيم العمال الكردستاني داخل البلاد، وتوسيع حربه على التنظيم في شمالي العراق، ومع تواصل عملياته في مناطق «درع الفرات» في سوريا، وإقامته نقاط المراقبة العسكرية في إدلب، أطلق الجيش التركي، السبت، عملية عسكرية واسعة ضد مدينة عفرين بسوريا، دخلت الأحد مرحلتها الثانية ببدء الهجوم البري على المدينة.
العملية العسكرية التي تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية تعتبر الأوسع في سوريا، فالمدينة تنتشر على مساحة أوسع بكثير من حدود «عملية درع الفرات» ويوجد فيها أكثر من 10 آلاف مقاتل كردي، وسط أنباء عن امتلاكهم أسلحة متطورة حصلوا عليها من الولايات المتحدة في إطار تسليح «قوات سوريا الديمقراطية» للحرب على تنظيم الدولة، وسط خشية من امتلاك هذه الوحدات أسلحة متطورة مضادة للدبابات وربما الطائرات أيضاً.
قدرات برية وجوية وبحرية
لكن التحدي الأكبر للجيش التركي يتمثل في التركيبة الجغرافية والديموغرافية للمدينة، حيث يسكن المدينة قرابة 500 ألف نسمة تخشى تركيا أن يحولهم التنظيم إلى دروع بشرية، قرابة 45% منهم من الأكراد يعتبرهم التنظيم «حاضنة شعبية له»، بالإضافة إلى الجغرافيا الصعبة في المدينة ولجوء التنظيم إلى استخدام الأنفاق والمغارات تحضيراً لخوض معارك استنزاف مع الجيش التركي إذا قرر دخول قلب المدينة وتطهيرها.
حسب آخر تعداد سكاني في تركيا لعام 2017، بلغ عدد سكان الجمهورية 80 مليون نسمة، يصنف 41 مليوناً منهم تحت بند القوة البشرية الفاعلة، لكن العدد الفعلي لقوات الجيش التركي بكافة أقسامه بلغ 410 آلاف جندي، بالإضافة إلى 185 ألفاً من الاحتياط، وذلك حسب آخر إحصائية نشرها موقع (غلوبال فاير باور) المتخصص بتصنيف الجيوش العالمية، حسب ما اطلعت عليه «القدس العربي».
لدى الجيش التركي 3778 دبابة عسكرية، وقرابة 7500 عربة مدرعة، وأكثر من 1000 بطارية صواريخ، و700 مدفع ثقيل، بالإضافة إلى 811 قاعدة إطلاق صواريخ بعيدة المدى.
ويمتلك سلاح الجو التركي ما مجموعه 1007 طائرات حربية، 207 منها طائرات حربية مقاتلة، و207 طائرات هجومية، و439 طائرة نقل عسكرية، و276 طائرة تدريب عسكرية، بالإضافة إلى 445 طائرة مروحية، و64 مروحية حربية.
وتمتلك القوات البحرية التركية ما مجموعة 115 قطعة بحرية حربية، منها 16 فرقاطة حربية كبيرة، و8 سفن حربية، و13 غواصة حربية، و29 سفينة، و15 زورق صغير.
ضعف النظام الدفاعي
تعاني تركيا منذ عقود طويلة من معضلة عدم امتلاكها أنظمة دفاعية متطورة، وتعاظم احتياج البلاد لهذه الأنظمة بشكل كبير خلال الأزمة السورية وما رافقها من تهديدات أمنية للأراضي التركية، ما دفع الرئيس التركي إلى العمل بشكل غير مسبوق من أجل تحصين البلاد بأنظمة دفاعية متطورة.
والسبت، أصيب مواطن تركي إثر سقوط 4 صواريخ من عفرين على مدينة كيليس التركية الحدودية مع سوريا، وسط مخاوف من أن تتعرض المدن التركية الحدودية لهجمات أوسع في الأيام المقبلة مع انطلاق عملية عفرين التي أطلق عليها الجيش التركي اسم «غصن الزيتون».
والشهر الماضي، وعلى هامش زيارته إلى باريس، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن بلاده وقعت اتفاقاً مع شركة «يوروسام» الفرنسية – الإيطالية، بهدف إنتاج منظومة مشتركة للدفاع الجوي والصاروخي، حيث وقعت وكالة الصناعات الدفاعية التركية وشركة «يوروسام» (لصناعة منظومات الدفاع الجوي والصاروخي)، اتفاقاً لإنتاج منظومة دفاع جوي وصاروخي، فيما وصف إردوغان ذلك بـ «الخطوة المهمة».
وقبل أسابيع، وقعت تركيا مع روسيا على اتفاق نهائي لشراء منظومة إس 400 الدفاعية بعد أشهر طويلة من المفاوضات، فيما كشفت مصادر روسية عن أن قيمة الصفقة التي أثارت غضب الناتو تجاوزت ملياري دولار. وعلى الرغم من معارضة الحلف الذي يصنف الجيش التركي ثاني أكبر جيوشه للصفقة إلا أن إردوغان أصر على إتمامها معتبراً أنها تتعلق بقرار وطني تركي، واشتكى من أن الناتو ماطل في منح تركيا صواريخ باتريوت التي يستخدمها الحلف رغم التهديدات الكبيرة التي عاشتها تركيا طوال السنوات الماضية.
وقبل أسابيع أيضاً، ترأس رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم اجتماعاً لـ»اللجنة التنفيذية للصناعات الدفاعية»، حيث جرى تخصيص 5 مليارات دولار لدعم 22 مشروعاً دفاعياً تم إقرار العمل عليها في الاجتماع، وتتضمن هذه المشاريع تطوير أنظمة دفاع جوية، وتحديث دبابات، وأنظمة حماية إلكترونية، وتلبية احتياجات قوات الدرك التابعة لوزارة الداخلية.
وفي تصريحات سابقة، قال نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ، إن تركيا مضطرة لبناء منظومة دفاعية جوية خاصة بها، وتطوير قدراتها في التصنيع المحلي بهذا المجال، تحسبا لأي طارئ، لا سيما في حال امتناع الآخرين عن تزويدها بما تحتاجه في هذا الخصوص، لكن وإلى حين الانتهاء من تطبيق هذه الاتفاقيات تبقى الحدود والأجواء التركية غير مؤمنة بدرج كافية وتعاني من عدم وجود منظومة دفاعية متطورة.
ونهاية الشهر الماضي، أعلنت الحكومة التركية زيادة تاريخية في ميزانية مصاريف الدفاع والأمن للعام المقبل بلغت 31% عن عام 2017، بالتزامن مع رفع كبير بالضرائب في البلاد قال مسؤولون إنها ستخصص لدعم ميزانية الدفاع والأمن أيضاً.
صناعات وطنية
ومنذ انطلاق عملية عفرين، وما سبقها من استعدادات أظهر الجيش التركي اعتماداً لافتاً وغير مسبوق على الأسلحة والمعدات العسكرية من الصناعات الوطنية. حيث عملت حكومة العدالة والتنمية خلال السنوات الماضية على تطوير الجيش التركي والصناعات الحربية المحلية بشكل كبير.
ويعلن إردوغان باستمرار أن بلاده ستغطي جميع احتياجاتها العسكرية والدفاعية بحلول عام 2023، قائلاً: «نحن عازمون على جعل جيشنا أكبر قوة رادعة في العالم والمنطقة، من خلال تعزيز صناعاتنا الدفاعية، وتزويده بأسلحة ومعدات من إنتاجنا نحن».
وأبدى سلاح الجو التركي خلال الأشهر الأخيرة اعتماداً كبيراً على المروحية الهجومية التركية «أتاك» والتي جرى صناعة وتطوير أكثر من طراز منها على يبد خبراء أتراك ويقول الجيش التركي إنها أثبتت نجاحاً كبيراً عقب استخدامها في الحرب على تنظيم العمال الكردساتي.
وجواً أيضاً، بات الجيش التركي يعتمد بدرجة كبيرة على الطائرات بدون طيار التي طورتها كبرى شركات الصناعات الدفاعية التركية، ومنها طرازان أحدهما مخصص لعمليات الكشف والاستطلاع، وآخر هجومي يستطيع قصف أهداف متحركة بدقة عالية، ويقول الجيش إنه تمكن في العام الأخير من قتل وإصابة مئات من مسلحي العمال الكردستاني من خلال هجمات الطائرات بدون طيار من صناعة تركية. وتقول أنقرة إنها تمكّنت من الدخول في قائمة الدول الست حول العالم، القادرة على تصنيع طائرات من دون طيار، مع صواريخها.
كما زج الجيش التركي بالدبابة التركية الحديثة «النمر» للمشاركة في عملية عفرين، حيث تقول الشركة المصنعة إنها تتمتع بقدرات قتالية عالية، كما يستخدم الجيش التركي العديد من المدرعات وناقلات الجند والمركبات المدرعة والمصفحة وأبرزها «التنين يالتشين» وجميعها من صناعة تركية.
وفي تطور لافت، تمكنت شركات تركية من تطوير أنظمة دفاعية حديثة بإمكانها تحصين الدبابات والمدرعات التركية من هجمات الصواريخ المضادة للدروع، فيما يستخدم الجنود الأتراك البندقة الوطنية التركية الجديدة والتي تقول تركيا إنها تضاهي أحدث البنادق الأمريكية والروسية الحديثة.
وللمرة الأولى، بدأت القوات المسلحة التركية، تشغيل المرحلة الأولى من نظام «قايى» للأمن الحدودي المزود بأجهزة استشعار إلكترونية متطورة، على الحدود بين ولاية هطاي التركية، ومدينة عفرين والمصنوع من قبل مستشارية الصناعات الدفاعية التركية، حيث يستطيع رصد أي أجسام طائرة أو مركبات أو أشخاص تقترب من الحدود.
وطوال السنوات الماضية، تتابعت الإعلانات التركية عن التمكن من صناعة أسلحة رشاشة وصواريخ ودبابات وعربات عسكرية متنوعة وسفن حربية ومروحية حربية قتالية وطائرات بدون طيار، يجري العمل على صناعة حاملة طائرات ضخمة ومقاتلة حربية وأنظمة للدفاع الصاروخي.
وفي عام 2002 ومع وصول حزب العدالة للحكم في البلاد لبت الصناعات المحلية التركية 24% من احتياجات وزارة الدفاع التركية، وبعد 15 عاماً تشير الأرقام إلى أن هذه النسبة ارتفعت إلى قرابة 65% في حين يقول إردوغان ووزير دفاعه إن تركيا ستصل إلى تلبية 80% من الصناعات الحربية والدفاعية خلال الفترة القريبة المقبلة.
«الوطني الكردي» يدعو الميليشيات الكردية إلى وقف ممارسات الهيمنة
دمشق – «القدس العربي»: أصدر المجلس الوطني الكردي امس الأحد بياناً تحدث خلاله عن نداء الشارع الكردي الرامي إلى توحيد الموقف الكردي، مستنكراً ما تقوم به سلطة وإدارة «ب ي د» من ممارسات استبدادية والتفرد باتخاذ القرار مطالباً حزب الاتحاد الديمقراطي بالكف عن محاولات الهيمنة والافراج عن المحتجزين السياسيين في معتقلاته.
وذكر المجلس الوطني في بيانه ان «الوضع العام في البلاد ومنذ أواخر العام المنصرم يأخذ منحى جديداً بعد قرب الانتهاء من دحر تنظيم «الدولة» وبعض المنظمات الإرهابية الأخرى، وقد بذلت جهود لوحدة المعارضة بهدف الدخول في مفاوضات مباشرة مع النظام والوصول لتسوية سياسية تستند إلى القرار الاممي 2254 في إيجاد هيئة حكم انتقالي و صياغة دستور واجراء انتخابات. وقد كان مؤتمر الرياض -2 خطوة في هذا الاتجاه وبالتوازي مع ذلك ترتفع نداءات في الشارع الكردي لتوحيد الموقف والخطاب الكرديين والعمل معاً للشراكة في الحل السياسي المنشود وصياغة الدستور».
مضيفاً ان المجلس الوطني الكردي وهو الذي شارك في معظم المؤتمرات الدولية حول سوريا قد دعا دوماً حزب الاتحاد الديمقراطي للكف عن محاولات الهيمنة بالقوة على الشارع الكردي بعد تنصله من الاتفاقات التي ابرمها مع المجلس الوطني الكردي في هولير ودهوك وبرعاية الرئيس مسعود بارزاني وتوفير مناخ للدخول في حوارات من شأنها الاستجابة لمتطلبات العمل المشترك على الساحة الوطنية والدولية.
الا انه استمر في احتجاز المناضلين المدافعين عن القضية الكردية وابقى على اغلاق مقرات المجلس الوطني الكردي واحزابه ومنظماته، وزاد من التضييق على الحراك السياسي والجماهيري وتجنيده الاجباري للشباب إضافة إلى ادلجته المناهج المدرسية وفرضها، وكذلك تجاهله دعوات الحوار وخلق البيئة المناسبة لانجاحه وبدلاً من ذلك يمعن في توتير العلاقات مع المجلس الوطني الكردي والاستمرار في الانتهاكات بحق مناضلي الشعب الكردي ونفي العديد منهم هذا الشعب الذي لايزال يئن تحت وطأة المشاريع والسياسات الشوفينية والحرمان من حقوقه القومية المشروعة الأمر الذي يتطلب تكاتف جهود كل فئات المجتمع الكردي لتشديد النضال بغية تحقيق اهدافه المشروعة وتحقيق شراكته المنصفة في البلاد والاعتراف الدستوري بحقوقه القومية المشروعة.
واستنكر المجلس الوطني الكردي ما تقوم به سلطة وإدارة حزب «ب ي د» «من ممارسات اقصائية واستبدادية والتفرد باتخاذ القرار ونطالبها بالافراج عن المحتجزين السياسين في معتقلاتها سواء ممن اعلنت الابقاء عليهم لمدد زمنية مختلفة عبر « قرارات» محاكم صورية جائرة لا تمت للحقيقة بصلة وهم صالح جميل وجنيد سيد مجيد او المعتقلون الاخرون عبدالرحمن آبو ودهام رمضان حسين والان احمد ( رغم قضاء فترة حكمه من قبل محاكمهم ).
والكشف عن مصير المغيبين لديهم: احمد سيدو وادريس علو وبهزاد دورسن ونضال سليم و فؤاد إبراهيم وجميل عمر كما ندعو اوساط الرأي العام ومنظمات حقوق الانسان والقوى الكردستانية والديمقراطية» مطالباً ال «ب ي د» بالكف عن «هذه الممارسات التي تبغي الهيمنة بقوة السلاح ونؤكد باننا ماضون في النضال من اجل قضية الشعب الكردي ولن تثنينا مثل هذه الاعمال عن السعي لتحقيق مطالب الشعب الكردي في سوريا اتحادية ديمقراطية يقر دستورها ويضمن حقوق مكونات الشعب السوري القومية والإنسانية كافة».
«غصن الزيتون» تضع عفرين في عين العاصفة… توغل عسكري تركي في المدينة مدعوماً بـ «السوري الحر»
مقتل ثمانية في غارات جوية على المدينة… وقتيل وجرحى بقذائف على الريحانية التركية
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي»: توغلت القوات البرية التركية المنخرطة ضمن العمليات العسكرية في مدينة عفرين والتي بدأها الجيش التركي يوم السبت بالتعاون مع فصائل المعارضة، إلى عمق الأراضي السورية، حيث بدأت العملية بتقدم مقاتلين من الجيش الحر مدعومين بمقاتلين أتراك وعربات مصفحة تركية وآليات عسكرية ثقيلة عند منطقة راجو على الشريط الحدودي السوري التركي شمال غربي مدينة عفرين التي لازالت تسيطر عليها الميليشيات الكردية.
فيما باشرت المقاتلات الحربية والمدفعية الثقيلة منذ أول امس باستهداف المنطقة بعشرات الغارات الجوية وقذائف المدفعية على مواقع وثكنات «قوات سوريا الديمقراطية» لتكون بمثابة عمليات تمهيدية أمام القوات البرية التي تتجهز لاقتحام القواعد عسكرية التي تتمركز فيها الميليشيات الكردية. ووفقاً لمصادر ميدانية بالقرب من مدينة عفرين لـ»القدس العربي» فإن العمليات تسير بشكل مكثف، حيث شهدت المعابر الحدودية استمراراً لوصول المزيد من التعزيزات العسكرية المتجهة إلى مدينة عفرين، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة أصوات الانفجارات.
وقتل أمس ثمانية مدنيين جراء الغارات التركية التي استهدفت قرية في منطقة عفرين، وفق ما أكد متحدث كردي والمرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت تنفي تركيا استهداف مدنيين في هجومها. وقال المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين بروسك حسكة إن «الطائرات العسكرية التركية ارتكبت مجزرة بحق مدنيين في قرية جلبرة، حيث استشهد أكثر من ثمانية مواطنين بقصف صاروخي» استهدف مزرعة دجاج صغيرة تقيم فيها احدى العائلات. وأكد المرصد السوري الحصيلة نفسها جراء الغارات التركية، موضحاً أن طفلاً على الأقل في عداد القتلى. ونشر المتحدث الكردي صوراً تلقت فرانس برس نسخاً منها، تظهر مسعفين من الهلال الأحمر الكردي يعملون على سحب الضحايا من تحت الانقاض ونقلهم على حمالات برتقالية.
تأمين الحدود
لا شك في أن القذائف والصواريخ التي سقطت في كل من مدينتي كيليس والريحانية الحدوديتين جنوبي تركيا امس، والتي اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى كان مصدرها قوات سوريا الديمقراطية «قسد» التي تحاول الرد على العملية العسكرية التي تشنها انقرة على عفرين، فيما تركيا مدركة تماماً للخطورة التي تهدد أمن مواطنيها في البلدات الأربع المحاذية للشريط الحدودي والقريبة من عفرين وهي «كلس – هصة – كرك هان، والريحانية» حيث قامت القوات الخاصة التركية بعمليات مكثفة لتامين الحدود، وإقامة شريط حدودي بعمق 30 كم داخل الأراضي السورية، وعمليات تمشيط باتجاه مدينة عفرين، بهدف السيطرة على كل الثكنات والمرابط العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية، ومنع اي هجمات جديدة مضادة داخل الاراضي التركية.
فقد تعرضت مدينة كيليس إلى هجوم بقذائف الهاون الثقيلة واستهدفت المدينة بـ 6 قذائف، فيما تعرضت مدينة الريحانية الحدودية جنوب تركيا إلى قصف بالمدفعية الثقيلة من داخل الأراضي السورية اسفرت عن مقتل لاجئ سوري، واصابة 7 آخرين بجروح بينهم أربعة أتراك و3 لاجئين سوريين.
ووفقاً لمصادر أهلية من اللاجئين السوريين إلى مدينة الريحانية لـ»القدس العربي» فإن اربع قذائف مدفعية مصدرها الأراضي السورية، استهدفت منطقة «سوق الاثنين» من الجهة الشمالية للمدينة، واسفرت عن مقتل لاجئ سوري، واصابة سبع مدنيين بينهم اربع اترك وثلاثة سوريين بينهم طفل، يرجح انهم من أهالي مدينة «كفرزيتا» بريف حماة.
وتزامن ذلك مع تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، ظهر امس الأحد، بأن العملية العسكرية على مدينة عفرين تهدف إلى تشكيل منطقة آمنة بعمق 30 كيلومترًا وان الجيش التركي، عبر الحدود، متجهاً إلى مدينة عفرين، التي تسيطر عليها الوحدات الكردية.
وذكرت رئاسة الأركان التركية ان مقاتلاتها «دمرت 45 هدفاً عسكرياً جديداً للإرهابيين في إطار عملية «غصن الزيتون» ونقلت وكالة الاناضول التركية عن رئاسة الأركان التركية، إن الجيش قصف 153 هدفًا عسكريًا لتنظيمي «ب ي د/ بي كا كا» و«داعش» الإرهابيين في إطار عملية غصن الزيتون، حيث أضافت الأركان في بيان لها امس، أن عملية غصن الزيتون مستمرة كما هو مخطط لها، وأن القصف شمل مخابئ ومآوي ومستودع ذخيرة ونقاطاً عسكرية أخرى «تابعة للمنظمات الإرهابية».
وأشار بيان رئاسة الأركان، أن عملية غصن الزيتون التي انطلقت يوم السبت، «تأتي من أجل ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية ومنطقة عفرين، وتخليص سكان المنطقة الأشقاء والأصدقاء من فلول التنظيمات الإرهابية وما تمارسه هذه التنظيمات من ظلم واضطهاد».
في الميدان
وشددت، على أن العملية «تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية» مؤكدة انه يجري اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين.
تحاول وحدات المعارضة السورية التي تتبع للفيالق الأول والثاني والثالث من «الجيش الوطني السوري» الذي تم تشكيله مؤخراً، من قبل وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة والتي جهزت نحو 20 ألف مقاتل، الهجوم على مدينة عفرين من ثلاثة محاور وهي «نديرس»، ومن منطقة «بلبلة» التابعة لعفرين، إضافة إلى تحرك من «مرعناز ومعرين» قرب مدينة اعزاز، بهدف محاصرة عفرين، فيما أكدت مصادر ميدانية مطلعة على سير المعارك لـ»القدس العربي» ان قصفاً مدفعياً متبادلاً بين قوت الجيش التركي والميليشيات الكردية إضافة إلى مواجهات عنيفة بين فصائل الجيش الحر والقوات التركية من جهة وبين القوات الكردية من جهة أخرى، استمرت طوال الساعات الماضية في محيط مدينة عفرين وريفها، عقب حملة جوية عنيفة استهفت أكثر من 20 موقعاً عسكرياً للميليشيات الكردية، التي يتلخص عملها العسكري في محاولة تفادي الضربات وصد الهجمات البرية والجوية والمدفعية المشـتركة على مواقعها العسـكرية.
فيما أعلنت فصائل الجيش السوري الحر أمس الأحد عن فرض سيطرتها على قريتي (شنكال، وأده مانلي) على محور ناحية «راجو» قرب مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، ضمن هجماتها البرية التي اسفرت أيضاً عن أسر ثلاثة عناصر من وحدات الحماية الكردية. وفي المقابل ذكرت مصادر إعلامية كردية ان قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من صد هجوم بالقرب من مدينة عزاز قرب منطقة بلبل، فيما نشر المجلس العسكري في مدينة مارع صوراً قال إنها لعناصر ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية، انشقوا وسلموا أنفسهم للجيش السوري الحر بعد ساعات من بدء العملية العسكرية التركية.
من جهة أخرى أكدت الخارجية التركية أنها ابلغت «دمشق» بالهجوم عبر قنصليتها في إسطنبول. الا ان السلطات السورية نفت تبلغها بالهجوم التركي، ونقلت وكالة الانباء السورية «سانا» عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية قوله «تنفي سوريا جملة وتفصيلاً ادعاءات النظام التركي بابلاغها بهذه العملية العسكرية التي هي جزء من مسلسل الاكاذيب التي اعتدنا عليها من النظام التركي».
من جانبه، قال رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال استقباله وفداً إيرانياً، وفق تصريحات نقلتها «سانا» ان «العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين السورية لا يمكن فصله عن السياسة التي انتهجها النظام التركي منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا والتي بنيت أساساً على دعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية على اختلاف تسمياتها».
عملية “غصن الزيتون”.. “الجيش الحر” يتقدّم في عفرين
جلال بكور
سيطرت قوات “الجيش السوري الحر”، ضمن عملية “غصن الزيتون”، اليوم الإثنين، على أربع قرى في ناحية عفرين بعد اشتباكات مع مليشيات “وحدات حماية الشعب” الكردية، فيما شنّ الطيران الحربي التركي غارات على مواقع المليشيات الكردية في منطقة جبل برصايا في ناحية إعزاز بريف حلب الشمالي.
وأفاد مصدر عسكري، لـ”العربي الجديد”، بأن “الجيش السوري الحر” سيطر بعد معارك مع مليشيات “وحدات حماية الشعب” على قرى شيخ هروز، وباسي، ومرصو، وحفتار، في محور بلبل شمال عفرين. كما سيطر على تلة الشيخ هروز ضمن عملية “غصن الزيتون”.
وجاء التقدم إثر هجوم بدأ، صباح اليوم، على العديد من المحاور في ناحية عفرين بدعم مدفعي كثيف من الجيش التركي المتمركز على الحدود السورية التركية.
في هذه الأثناء، قصف الطيران الحربي التركي مواقع لمليشيات “وحدات حماية الشعب” الكردية في جبل برصايا غرب مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، لم يعرف حجم الخسائر الناتجة عنها، بحسب ما أفادت به المصادر.
وأشارت المصادر إلى أن “الجيش السوري الحر” فتح محوراً جديداً للهجوم باتجاه ناحية عفرين، وذلك بعد اقتصار العمليات في اليوم الأول والثاني من عملية “غصن الزيتون” على المحورين الشمالي والشمالي الغربي.
وأوضحت المصادر، أنّ أكثر من 20 حافلة تقل مقاتلين من “الجيش السوري الحر” دخلت اليوم إلى ولاية كلس التركية، بهدف العبور إلى ناحية شنكال شمال عفرين للمشاركة في العمليات من ذلك المحور.
ومن المتوقع أن تتوسع عمليات “الجيش السوري الحر” بدعم الجيش التركي، لتشمل قرى ناحية منبج في ريف حلب الشرقي خلال الساعات المقبلة. ويشارك في عملية “غصن الزيتون” أكثر من عشرين ألفاً من عناصر “الجيش السوري الحر”، إلى جانب وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي.
إلى ذلك، أعرب “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، في بيان، الأحد، عن دعمه ومساندته للحملة التي يساهم فيها “الجيش الوطني السوري”، الذي يضم فصائل الثورة السورية بإشراف الحكومة السورية المؤقتة، لتحرير عدد من مدن وبلدات الشمال السوري، بالتعاون والتنسيق مع تركيا، وبإسناد جوي منها.
وتسيطر المليشيات الكردية على 13 قرية من ناحية تل رفعت ومحيط مطار منغ العسكري في جنوب غرب مدينة مارع وغرب ناحية إعزاز، وترفض الخروج منها والسماح للمدنيين بالعودة إليها كما تسيطر على مطار منغ، بالإضافة إلى سيطرتها على عشرات القرى في ناحية منبج شرق حلب.
وانطلقت، مساء السبت، عملية “غصن الزيتون” بالتعاون بين الجيش التركي و”الجيش السوري الحر”، اللذين سيطرا، أمس، على قرى “شنكال، بالي كوي، اده مانلي” وتلال في محاور شيخ حديد وراجو، وبلبل”.
عملية عفرين.. التوغل البري يسابق دعوات التهدئة
قُتل مدني وأصيب 37 آخرون الأحد، جراء سقوط قذائف أطلقتها عناصر تابعة لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية على مدينة ريحانلي جنوبي تركيا، بحسب مسؤولين أتراك.
وقال وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، إن القذائف أسفرت عن مقتل سوري. وأعرب عن إدانته الشديدة لـ”الهجوم الصاروخي”، فيما قال والي هطاي إردال أطه، إن القذائف أسفرت عن إصابة 37 شخصاً، بينهم 4 في حالة خطيرة.
يأتي ذلك في الوقت التي تتواصل فيه عملية “غصن الزيتون” بهدف طرد المقاتلين الأكراد من مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي. وقالت رئاسة الأركان التركية إن المقاتلات التركية تمكنت من تدمير 45 هدفاً عسكرياً لـ”الإرهابيين” في عفرين، بعدما أعلنت في وقت سابق، الأحد، عن تدمير 153 هدفاً.
في السياق، استدعت وزارة الخارجية التركية رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي كريستيان بيرغر، وأطلعته على تطورات عملية “غصن الزيتون”. وفي وقت سابق، أطلعت الخارجية التركية سفراء كل من الأردن والعراق ولبنان وقطر والكويت والسعودية، على معلومات حول العملية ذاتها. كما بحث رئيس أركان الجيش التركي خلوصي أكار في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني محمد باقري، التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في سوريا، والتعاون في مجال مكافحة المنظمات الإرهابية.
وكانت تركيا أعلنت، الأحد، عن مشاركة الجيش السوري الحر إلى جانب الجيش التركي في معركة عفرين. وقال قائد “فيلق الشام” الرائد ياسر عبدالرحيم، إن نحو 25 ألفا من المقاتلين السوريين يشاركون في العملية العسكرية بهدف استعادة السيطرة على تل رفعت وسلسلة من القرى العربية، التي كان المقاتلون الأكراد سيطروا عليها في شباط/فبراير 2016.
ونقلت وكالة “رويترز” عن عبدالرحيم قوله، إن مسلحي المعارضة لا يعتزمون دخول مدينة عفرين، ولكن فقط محاصرتها وإرغام “وحدات حماية الشعب” الكردية على المغادرة.
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنّ العملية البرية في عفرين مستمرة، وإن بلاده ستعمل على إنهاء عملية “غصن الزيتون” في وقت قصير جداً. وأضاف “أرى الان كيف يهرب عناصر تنظيم ب ي د/ بي كا كا الإرهابية، هم سيهربون ونحن سنواصل مطاردتهم”.
وتعليقاً على موقف حزب “الشعوب الديموقراطي” التركي، الرافض للعملية العسكرية، قال أردوغان “نحن نتخذ مواقف وطنية وندافع عن حدودنا في وجه الاعتداءات، وأنتم تحاولون أن تضربونا من الداخل”، محذراً من دعوات التظاهر ضد العملية التي وصفها بأنها “كفاح وطني لا يحق لأحد الوقوف بوجهها”.
وفي أول رد من دمشق على بدء العملية، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن عملية عفرين “لا يمكن فصلها عن السياسة التي انتهجتها تركيا منذ اليوم الأول لاندلاع الصراع في سوريا”، معتبراُ أنها “بُنيت على دعم التنظيمات الإرهابية”. ووصف الأسد أثناء استقباله وفداً إيرانياً، التحرك العسكري التركي بـ”العدوان الغاشم على مدينة عفرين”.
من جهة ثانية، أعلنت فرنسا أنها طلبت اجتماعاً لمجلس الأمن من أجل “تقييم الوضع الإنساني” في سوريا، إثر بدء عملية عفرين. وقال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان إن بلاده “قلقة جدا” بشأن “الوضع في سوريا والتدهور المفاجئ للوضع” هناك.
وأضاف لودريان “أولا هناك المعارك في منطقة عفرين، ثم (…) هناك خنق حقيقي لمنطقة الغوطة الشرقية من طرف قوات النظام ما أدى إلى ما يشبه سجناً يقبع فيه 400 ألف شخص لا تصلهم المساعدات الإنسانية”، داعياً إلى “وقف المعارك وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الجميع”.
الولايات المتحدة حثت تركيا على “ضبط النفس” والحد من عمليتها العسكرية في عفرين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت، إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون تحدث هاتفيا مع نظيريه التركي والروسي يوم السبت ليعبر لهما عن القلق من الوضع.
وقالت نويرت إنه بينما تدعم واشنطن المخاوف الأمنية المشروعة التي تنتاب أنقرة، إلا أنها تحث “تركيا على التحلي بضبط النفس وضمان بقاء عملياتها العسكرية محدودة في نطاقها ومدتها والحرص على تجنب حدوث خسائر في صفوف المدنيين”.
بدورها، اعتبرت مصر أن العملية العسكرية في عفرين “تمثل انتهاكا للسيادة السورية”. وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن رفضها للعملية العسكرية، معتبرة أنها تقوض “الجهود القائمة للحل السياسي وجهود مكافحة الإرهاب” في سوريا.وأشارت إلى أن الحلول العسكرية “تزيد من معاناة الشعب السوري”، داعيةً إلى “انخراط الجميع بمفاوضات جادة في إطار عملية سياسية دون إقصاء أي طرف”.
أما إيران فدعت تركيا إلى إنهاء عملية “غصن الزيتون” بشكل عاجل. وأبدت الخارجية الإيرانية قلقها من العملية، معتبرةً أنها “من الممكن أن تؤدي إلى تعزيز قوى التيارات الإرهابية من جديد وتأجيج الحرب والدمار في سوريا”. ودعت “أنقرة إلى الوفاء بالتزاماتها في مباحثات أستانة، ولعب دور بنّاء في حل الأزمة السورية”.
انقطاع شبكة الإنترنت التركية في عفرين
قالت مصادر محلية في عفرين أن الحكومة التركية قطعت كافة خطوط الإنترنت عن المنطقة بموازاة بدء عملية عسكرية تركية في الشمال السوري.
ونقل “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أنه فقد الاتصال بالشبكة التركية للإنترنت، وهي مصدر الإنترنت المستخدم في الشمال السوري، بعد منتصف ليل الأحد، لتعود الشبكة للعمل صباح الأحد، عند شريحة محدودة من المستخدمين بشكل بطيء جداً، بينما مازالت شرائح أخرى من مستخدمي الشبكة غير قادرة على استخدامها بسبب انقطاع الخدمة.
يتزامن ذلك مع العملية العسكرية التي تنفذها القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في عملية “درع الفرات”، ضد “قوات سوريا الديموقراطية” في منطقة عفرين شمال غربي محافظة حلب، والتي تصاعدت وتيرتها السبت بعدما بدأت الطائرات الحربية التركية أولى طلعاتها الجوية والتي استهدفت بشكل مكثف مدينة عفرين وعدد كبير من القرى والمناطق المحيطة بها.
واتهم سكان وناشطون أتراك وعرب، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، السلطات التركية بمحاولة فرض تعتيم على ما يجري في العملية العسكرية، ومنعهم من نقل التطورات الميدانية المتسارعة في مدينة عفرين وريفها وريف حلب الشمالي.
معركة عفرين تعمق الخلاف بين البنتاغون والخارجية الأميركية
الأسد يستغل المعارك لتعزيز مكاسبه الاستراتيجية، وأردوغان يقدم تنازلات لموسكو.
– دفعت عملية عفرين جميع الأطراف في الصراع السوري إلى الإسراع لجني ثمارها قبل أن تبدأ وعلى رأسها نظام الرئيس بشار الأسد، الذي تمكن من حسم السيطرة على قاعدة أبوالضهور والتقدم في شرق إدلب وجنوب حلب وشمال حماة.
وعكست هذه المكاسب المتلاحقة حقيقة موقف روسيا من عملية عسكرية معقدة، تقوض كثيرا من الوضع الاستراتيجي للأكراد والولايات المتحدة في شمال سوريا، لكنها تحقق مكاسب جمة لموسكو.
وبحسب مصادر روسية، تبارك روسيا عملية عفرين ومنبج بشرط عدم هز استقرار مناطق أخرى تشهد تنسيقا بين أنقرة وموسكو أيضا.
لكن من شأن هذه العملية، التي تستهدف في مراحلها الأولى دفع الأكراد إلى شرق نهر الفرات بمحاذاة الحدود بداية من مدينة جرابلس، أن تحاصر النفوذ الأميركي في هذه المنطقة الواصلة حتى الأراضي العراقية، وهو نفوذ جوهري بالنسبة لواشنطن الساعية للتأكد من عدم عودة مقاتلي داعش، والمصرة على الإشراف على مناطق شاسعة في شمال العراق بعد استعادة الموصل من أيدي التنظيم. ورغم ذلك ظل اعتراض الأميركيين خافتا من دون تصعيد يذكر.
واندفاع تركيا داخل الأراضي السورية مغامرة غير محسوبة العواقب. ففي الأسبوع الماضي قال متحدث باسم التحالف الدولي لمكافحة داعش، إن مدينة عفرين السورية والخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب “ليست ضمن نطاق عملياته”.
فلورانس بارلي: على تركيا إنهاء عملية عفرين لأنها تضر بجهود مكافحة داعش
ويقول محللون إن صمت واشنطن على التوغل التركي يعكس خلافا عميقا بين وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين. فرغم تصعيد وزارة الخارجية ضد تركيا، يحاول دبلوماسيون كبار فيها فرض تفهم أميركي لمخاوف تركيا على البيت الأبيض ووكالات الاستخبارات، على رأسها سي آي إيه، بينما يبدو البنتاغون ماضيا في خطط تسليح قوة حدودية كردية قوامها 30 ألف مقاتل، تتخوف تركيا من أن تكون نواة لدولة كردية في المستقبل.
ولا يبدو أن المسؤولين في البنتاغون مستعدون للتراجع عن تسليح ودعم القوات الكردية في شمال سوريا قريبا.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” إن محادثات دارت بين مسؤولين في النظام السوري أيضا حول إمكانية تزويد الأكراد بالأسلحة من أجل إطالة زمن العملية العسكرية التركية إلى أبعد مدى ممكن. وأضافت المصادر أنه تم طرح المسألة على المسؤولين الروس، ولم يتوصل الطرفان إلى قرار حاسم بعد.
وهذه هي المرة الأولى التي تلتقي فيها ميول الأميركيين مع طموح مسؤولين داخل النظام السوري حول هدف محدد. وهذا الهدف هو إنهاك القوات التركية وتحويل معركتي عفرين ومنبج إلى مستنقع بالنسبة لتركيا “إذا اقتضت الضرورة”.
وسيتوقف هذا الأمر على حسم الجدل الدائر في واشنطن بين السياسيين والعسكريين المحيطين بالرئيس دونالد ترامب، إلى جانب حجم التنازلات التي كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مستعدا لتقديمها لروسيا، خلال زيارة رئيس الأركان التركي خلوصي أكار ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان إلى موسكو الأسبوع الماضي، مقابل منحه موافقة، ولو ضمنية، على المضي قدما في معركة عفرين.
وتقلق التنازلات التركية للروس الغرب بشكل كبير، فبمجرد بدء العملية سارعت فرنسا للدعوة إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن لمناقشة التوغل التركي في شمال سوريا.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الأحد، في الجزائر بأن فرنسا “قلقة جدا” بشأن “التدهور المفاجئ” في الوضع في سوريا. وقال مقربون من لودريان إن الوزير الفرنسي تحادث هاتفيا صباح الأحد مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.
وحضّت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي تركيا على إنهاء عملياتها ضد الفصائل الكردية في سوريا، وقالت إن ذلك يضر بجهود مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
ويعكس ذلك تناقضا في مفهوم “الإرهاب” بين تركيا وحلفائها. فالدول الغربية، التي تشكل قواتها القوام الرئيسي للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مازالت تركز على تنظيم داعش، في حين لا تجد تركيا مشكلة في “إعادة” داعش إلى مناطق في شمال سوريا، لو كان ذلك ضروريا لمنع الأكراد من إقامة إقليم حكم ذاتي محاذ لحدودها. وإذا حدث ذلك فسيمثل فشلا كبيرا في الاستراتيجية الأميركية التي استغرقت شهورا طويلة قبل التمكن من القضاء على سيطرة داعش على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا والعراق.
كما رسم إطلاق المعركة أمام الأميركيين خطا متقدما، ونزع منهم خيارات عدة في مشاورات تجري سرا مع الأتراك الذين يسعون إلى استغلال أي انتصارات مبكرة من أجل تحسين شروط التفاوض وإجبار الأميركيين على القبول بمخاوفهم إزاء الأكراد.
وإذا نجحت المفاوضات في الوصول إلى تسوية، فمن المرجح أن يقبل الأميركيون بعضا من تحركات القوات التركية، ومعها بعض وحدات ما يعرف بـ”الجيش السوري الحر”، في شمال سوريا، مقابل التوقف عند حدود منبج دون مهاجمتها، والتخلي عن فكرة توسيع العملية لتمتد إلى مناطق شرقي نهر الفرات.
فصائل المعارضة تعلن انطلاق معارك منبج وعفرين وريف حلب
بهية مارديني
إيلاف: أعلنت وزارة الدفاع في الحكومة السورية الموقتة التابعة للمعارضة أن الجيش الوطني السوري، الذي تشكل في مرحلته الأولى من ثلاثة فيالق، تضم فصائل الثورة السورية العاملة في الشمال، “بدأ في خوض العمليات القتالية والالتحام المباشر في ريفي منبج وعفرين بهدف تحرير المنطقة من عناصر تنظيم (PKK) الإرهابي، بدعم وإسناد من سلاح الجو والقوات الخاصة التركية”.
فيما أكدت مصادر متطابقة أن معركة منبج لم تبدأ بعد، وأن كل ما يجري عبارة عن مناوشات بين الطرفين، وسط استنفار حاد في المدينة.
اجتثاث كل الإرهاب
وأكدت وزارة الدفاع في بيان، تلقت “إيلاف” نسخة منه “أن الأولوية لدى مقاتلي الجيش الوطني السوري ستكون حماية أرواح المدنيين، ومنع الإرهابيين من استخدامهم دروعًا بشرية، والحفاظ على البنى التحتية، وإبعاد المنظمات الإرهابية من المنطقة، بما يتيح عودة أكثر من 250 ألف مهجر من أهالي المناطق التي يجري العمل على تحريرها.
تشدد وزارة الدفاع على التزام مقاتلي الجيش الوطني بمبادئ الثورة السورية، وحرصهم على احترام مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في جميع عملياتهم القتالية، ودفاعهم عن حقوق السوريين من جميع المكونات، ومنع الإرهابيين من إقامة موطئ قدم لهم، والتأكيد على أن محاربة الإرهاب تتم بالتزامن مع مواجهة نظام الجريمة الأسدي وحلفائه من الميليشيات الإرهابية الإيرانية”. وقالت وزارة الدفاع إنها ستصدر بيانات وفق سير المعارك والتطورات الميدانية.
من جانبه، أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في بيان مماثل، عن دعمه ومساندته للحملة التي يساهم فيها “الجيش الوطني السوري”، لتحرير عدد من مدن وبلدات الشمال السوري من “سيطرة القوى الإرهابية، بالتعاون والتنسيق مع الدولة التركية، وبإسناد جوي منها”.
وقال في البيان “لقد سبق للائتلاف الوطني أن طالب المنظمات الإرهابية، ومنها تنظيم العمال الكردستاني (PKK) بسحب عناصرها من سوريا، والجلاء عن المدن والبلدات التي تحتلها وقامت بتهجير أهلها، والتوقف عن استخدام السوريين وقودًا لحروبها الإرهابية والعبثية، إلا أنه، وعلى مدى سنوات، واصل الإرهاب العابر للحدود تمدَده في شمال سوريا وشرقها، مستفيدًا في الوقت نفسه من وجود تنظيم داعش الإرهابي ومن دعم نظام الأسد لهذه المجموعات وتوفير البيئة الحاضنة لها”.
إبعادها ضرورة
واعتبر الائتلاف “إن تنظيم (PKK) والواجهات التي يستخدمها، ومنها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ووحدات حماية الشعب وغيرها من الأجهزة الأمنية والتسلطية، تعتبر منظمات إرهابية، قامت بالتنكيل بالسوريين بمختلف انتماءاتهم وأعراقهم، ويقبع في سجونها عدد من المناضلين الكرد على وجه الخصوص، فيما قضى المئات تحت التعذيب أو عبر الاستهداف المباشر”.
ورأى الائتلاف الوطني “أن تلك التنظيمات المعادية لثورة الشعب السوري، بجميع مكوناته، ولإرادته في الحرية والعدالة والمساواة، يجب أن يتم استئصالها وإبعاد خطرها عن سوريا والمنطقة، ومن هنا فإن معركة الجيش الوطني السوري ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة، هي جزء أساس من معركته ضد نظام الاستبداد والميليشيات الإرهابية الإيرانية المتحالفة معه، وتحظى بدعم وتقدير جميع السوريين الذين يريدون رؤية بلدهم وقد سادها الأمن والسلام والحريّة والكرامة”.
أولوية حماية المدنيين
وأشار إلى أن “الشعب السوري مُتحدٌ في معركته ضد الاستبداد والإرهاب، ويُقدر المستوى العالي من التنسيق والمساندة الذي توفره تركيا على مستوى القيادة والجيش لمعركة تحرير عفرين ومنبج وباقي المدن والبلدات المحتلة، والسعي المشترك لتوفير أقصى درجات الحماية للمدنيين، ومنع التنظيمات الإرهابية من استخدامهم دروعًا بشرية، ويؤكد الائتلاف على أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأهالي والبنى التحتية، وتمكين 250 ألف مدني سوري هجّرهم تنظيم PKK الإرهابي من ريف حلب إلى بلداتهم وقراهم بعد تحريرها، والإسراع في توفير الخدمات اللازمة لتلك المناطق”.
انتهى البيان إلى توضيح “أن إدارة المدن والبلدات المحررة ستتم من قبل الأهالي عبر مجالس محلية منتخبة، بعيدًا عن سلطة الإرهاب والأمر الواقع، وسيكون للحكومة السورية الموقتة والجيش الوطني السوري الدور الأساس في إدارة تلك المناطق وتوفير الحماية الأمنية اللازمة لها”.
هل ينتهي حلم أكراد سوريا في “كورداغ”؟ تعرّف على “عفرين“
أنقرة – الخليج أونلاين (خاص)
ما إن أطلقت القوات التركية عملية “غصن الزيتون” العسكرية لتطهير المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين الأكراد المدعومين أمريكياً، في مدينة عفرين، حتى أثيرت العديد من التساؤلات عن أهمية المدينة بالنسبة لتركيا أو المشروع الكردي المدعوم أمريكياً، قرب الحدود السورية – التركية.
وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، أعلن الجمعة 20 يناير 2018، بدء القوات التركية والجيش السوري الحر عملية عسكرية في منطقة عفرين التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” و”قوات سوريا الديمقراطية” الكرديتان، اللتان تعتبرهما أنقرة تهديداً لأمنها القومي، رغم مناشدة الولايات المتحدة تركيا عدم القيام بعمل عسكري في عفرين.
وشنّ الجيش التركي غارات على عدة مواقع في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد. وقال إنه استهدف مواقع للمسلحين الأكراد، الذين تعتبرهم أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور.
وفي أكثر من مناسبة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نية بلاده اجتياح منطقة عفرين السورية وتولي مسؤولية تأمينها؛ بسبب تمركز المسلحين الأكراد وتوليهم مسؤولية الأمن فيها.
ونشرت تركيا مئات الجنود وعشرات المدرعات والدبابات في محافظة إدلب (شمالي سوريا)، كما أقامت ثلاث قواعد عسكرية تشرف على منطقة عفرين المجاورة.
وحشدت أنقرة كذلك قوات كبيرة على الحدود مع منطقة عفرين، وقصفت عدة قرى فيها انطلاقاً من قواعدها داخل الأراضي التركية ومن منطقة إعزاز المجاورة ومن محافظة إدلب؛ بناء على اتفاق “خفض التوتر” الذي تضْمنه مع روسيا وايران.
– تأمين المنطقة
وبموجب الاتفاق الروسي التركي الإيراني، من المزمع أن تقيم القوات التركية 14 نقطة في إدلب بهدف الإشراف على وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والمعارضة في المحافظة.
وتقول أنقرة إن عمليتها في إدلب تكللت بالنجاح رغم حدوث اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة مؤخراً.
وأبدت القوات الكردية، مؤخراً، استعدادها للتدخل في إدلب؛ للتصدي لما وصفتها بـ”الجماعات المتشددة”، معتبرةً أن المحافظة منطقة جغرافية، مميزة بجبالها ووديانها وسهولها.
وقالت القوات الكردية على لسان صالح مسلم، الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي، إنها ستكون على قدر المسؤولية في طرد جميع القوات الإرهابية منها.
– عفرين
عفرين، هي مدينة سورية تقع في ريف حلب الغربي، وهي خاضعة لسيطرة “وحدات حماية الشعب” الكردية، وتطالب تركيا بتطهيرها من “المنظمات الإرهابية”، التي تقول إنها تهدد أمنها القومي.
وتبعد المدينة عن مركز مدينة حلب بنحو 60 كيلومتراً في الجهة الشمالية الغربية، وهي أحد التجمعات الكردية الثلاثة، إضافة إلى الجزيرة (تقع بمحافظة الحسكة) وعين العرب (كوباني)، وهي منطقة حدودية محاذية لولاية هاتاي التركية.
وتضم عفرين نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة، من أهمها عفرين المدينة، وجندريسة وبلبلة وشية، وراجو وشرا.
وعكس منطقتي كوباني والجزيرة، تقع عفرين بنقطة بعيدة نسبياً عن المناطق الكردية الأخرى في شمالي سوريا، وتحاذيها مدن ومناطق عربية، ولا تجاورها في الجهة التركية مدن ولا قرى كردية.
وتمتاز عفرين بتنوع تضاريسها بين الجبال والسهول، ويمر منها نهر عفرين، الذي يعتبر من أهم المصادر التي تمد الأراضي الزراعية السورية بالماء، ويتراوح ارتفاع المدينة بين 700 و1296 متراً، ويعتبر الجبل الكبير أو ما يُعرف بجبل كرية مازن أعلى قممها، وتبلغ مساحتها 2 في المئة من مساحة سوريا.
وتشتهر عفرين بإنتاج زيت الزيتون والحمضيات والعنب، إضافة إلى وجود العديد من المواقع الأثرية مثل قلعة سمعان، وقلعة النبي هوري وتل عين داره، والجسور الرومانية على نهر عفرين وجسر هره دره، الذي بَنَتْه ألمانيا قبيل الحرب العالمية الأولى.
ويعتمد النشاط الزراعي بمنطقة عفرين أساساً على الزيتون؛ إذ تضم 18 مليون شجرة، ونحو ثلاثين ألف شجرة رمان، إضافة إلى محاصيل أخرى مثل العنب والكرز والبطيخ والخيار، وتؤمِّن محاصيل هذه الزراعات الاكتفاء الذاتي لعفرين وزيادة.
كما أن هناك سكة حديدية بَنَتْها الدولة العثمانية قبيل الحرب العالمية الأولى، وهي تأتي من تركيا عبر منطقة عفرين وتصل إلى مدينة حلب.
– التاريخ والسكان
تشير بعض المصادر إلى أن الاسم القديم لمنطقة عفرين هو “جبل كورمينج”، وأُطلق عليها اسم “كورداغ” خلال حكم الدولة العثمانية، ولكن بعد مجيء الانتداب الفرنسي إلى شرقي البحر الأبيض المتوسط وسوريا، قُسمت منطقة “جبل كورمينج” إلى قسمين: الأول ظل تحت سلطة فرنسا في سوريا، في حين أُلحق الثاني بتركيا.
وبعد استقلال سوريا عقب الجلاء الفرنسي عنها، أصبح اسم المنطقة “عفرين”.
وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن عدد سكان عفرين بلغ قبل الثورة السورية نحو نصف مليون نسمة، يتوزعون في مركز المدينة وسبع نواحٍ رئيسة: شران، وشيخ الحديد، وجنديرس، وراجو، وبلبل، والمركز، ومعبطلي.
غير أن المدينة اكتظت لاحقاً بالسكان بعد توافد نحو نصف مليون نازح من المدن المجاورة، ليتجاوز عدد سكانها مليون نسمة.
وفي حين تؤكد معظم المصادر أن عفرين ذات أغلبية كردية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 17 نوفمبر 2017: إن “أغلبية سكان منطقة عفرين هم من العرب”.
تعتبر منطقة عفرين مركزاً تجارياً وإدارياً، وذكر تقرير لمجموعة عمل اقتصاد سوريا في أغسطس 2015، أن المنطقة تضم معامل ومنشآت صناعية كبيرة، خاصةً تلك التي تعتمد على المنتجات الزراعية مثل معاصر الزيتون ومعامل البيرين والفحم، كما انتقل عدد من معامل الألبسة من مدينة حلب إلى عفرين؛ بسبب الوضع الأمني المتدهور في حلب، التي كانت العاصمة الاقتصادية لسوريا.
– الأهمية
تخضع المدينة سياسياً للإدارة الذاتية، وعسكرياً وأمنياً لـ”وحدات حماية الشعب”. وفي يناير 2014، أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) إدارةً ذاتيةً شمالي سوريا في تجمعات ثلاثة: عين العرب (كوباني)، والجزيرة في الشرق، وعفرين بالغرب.
وتحتل عفرين أهمية استراتيجية في المشروع الكردي؛ نظراً إلى أنها تشكل الجسر الجغرافي لوصل هذا المشروع بالبحر الأبيض إذا ما أتيحت الظروف لذلك، كما صرح بذلك العديد من المسؤولين الأكراد.
غير أن هذه المنطقة تعد خطاً أحمر بالنسبة لتركيا، التي تؤكد أنها لن تسمح بإقامة كيان كردي على حدود تركيا الجنوبية مع سوريا.
وقال الرئيس التركي، في تصريح سابق، إنه لن يسمح بإقامة “ممر إرهابي” يبدأ من عفرين ويمتد إلى البحر المتوسط.
كما طالب أردوغان في 17 نوفمبر 2017، بتطهير عفرين من الأكراد. وقال: إنه “من الضروري جداً بالنسبة لنا تطهير منطقة عفرين من المنظمة الإرهابية؛ حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه وحدات حماية الشعب الكردية”.
وتفصل منطقة عفرين بين مناطق سيطرة فصائل “درع الفرات”، التي تدعمها تركيا في جرابلس، والباب، وإعزاز إلى الشرق من عفرين ومحافظة إدلب في الغرب؛ ومن ثم فإن السيطرة التركية على عفرين تحقق تواصلاً جغرافياً على جميع المناطق الحدودية الواقعة بين مدينة جرابلس غربي الفرات والبحر المتوسط.
وتعني هذه السيطرة القضاء على أي إمكانية لتحقيق التواصل الجغرافي بين المناطق الكردية ومنع الأكراد من وصل مناطقهم بعضها ببعض.
وأعلن الرئيس التركي في 9 يناير 2018، أن جيش بلاده سيوسع عملية “درع الفرات” لتشمل منطقتي عفرين ومنبج (شمالي سوريا).
وأطلقت تركيا عام 2016 عملية درع الفرات على حدودها مع سوريا؛ للقضاء على ما وصفته بـ”ممر الإرهاب”، المتمثل في خطر تنظيم الدولة، والمقاتلين الأكراد السوريين، الذين تقول تركيا إنهم يتبعون حزب العمال الكردستاني التركي المصنف إرهابياً في تركيا وأمريكا وأوروبا.
– مسألة وجود
وبالنسبة للأكراد، فإن عفرين بوصفها إحدى المقاطعات الكردية الثلاث في سوريا، والمحافظة عليها والدفاع عنها يعتبران مسألة وجودية بالنسبة لهم ولن يتخلوا عنها بسهولة. كما أنهم يطمحون إلى وصلها بالمناطق الكردية الأخرى، بحسب تصريحات القيادات الكردية في سوريا.
ورغم تأكيد الولايات المتحدة التزامها بالدفاع عن شركائها الأكراد في المنطقة الواقعة غربي نهر الفرات، فإنها تجنبت الرد على الانتقادات العنيفة التي وجهها أردوغان والمسؤولون الأتراك لتعاون واشنطن مع “وحدات حماية الشعب” في سوريا، ودعمها بالمال والسلاح لإقامة معسكرات تدريبية لعناصرها، ونشر عناصرها قرب الحدود التركية.
الجيش الحر يتقدم بعفرين والقوات التركية تحشد
عززت القوات التركية اليوم الاثنين تواجدها في محيط مدينة عفرين السورية وداخلها، وشنت قصفا مدفعيا وجويا على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية، فيما أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على ثماني قرى وخمسة تلال في محيط المدينة منذ بدء عملية “غصن الزيتون” أمس الأول السبت.
ونقلت وكالة الأناضول أن المدفعية التركية استهدفت صباح اليوم الاثنين مواقع الوحدات الكردية في منطقة عفرين، لتمهيد الطريق أمام تقدم قوات الجيش السوري الحر باتجاه المدينة.
ونقل مراسل الجزيرة أن المدفعية التركية استهدفت مواقع الوحدات الكردية في جبل برصايا بمحيط عفرين، وأفاد بأن الجيش التركي والجيش السوري الحر أرسلا تعزيزات عسكرية إلى تخوم الجبل الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردية.
وأضاف أن من المتوقع أن يشنّ الجانبان هجوما جديدا على هذا الجبل الإستراتيجي المطل على إعزاز الواقعة تحت سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، وعلى منطقة كفرجنة الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.
150 موقعا
وقالت مصادر من الجيش الحر إن العملية المتوقعة تهدف لحرمان الوحدات الكردية من نقاط تمركزها على هذا الجبل كونها تستخدمه في قصف المدن والبلدات الحدودية التركية، ومدن وبلدات المعارضة في ريف حلب الشمالي.
وأعلن في وقت سابق عن سيطرة القوات التركية والجيش السوري الحر على عدة مواقع عسكرية شمال غرب عفرين. وقال الجيش التركي إنه استهدف أكثر من 150 موقعا ومستودعا للسلاح.
وقد سيطرت القوات التركية على بلدات شنكال وكورني وآده مانلي بالإضافة إلى أربع قواعد عسكرية، وتوغلت داخل الأراضي السورية بعمق تجاوز سبعة كيلومترات.
وكانت تركيا أعلنت السبت عملية برية في عفرين الخاضعة لسيطرة المسلحين الأكراد، بهدف إقامة منطقة آمنة بعمق ثلاثين كيلومترا في الأراضي السورية.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيشماك إن عملية غصن الزيتون لن تستمر طويلا، وإن تأثيرها على اقتصاد بلاده سيكون محدودا للغاية.
وأضاف أن العملية “ستعطي تركيا قوة إضافية في مسيرة كفاحها ضد الإرهاب، وسترفع الظلم عن إخواننا الأكراد والعرب والتركمان في سوريا”.
عمليتان بإعزاز
من جانبها، أفادت وكالة “هاوار” الكردية أن “قوات سورية الديمقراطية” نفذت فجر اليوم الاثنين عمليتين ضد عناصر تابعة للجيش التركي والمسلحين السوريين الموالين له في محيط إعزاز المتاخمة لعفرين.
وقالت إن العملية الأولى أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ستة عناصر من الجيش التركي وإصابة العشرات، بينما أسفرت الثانية عن سقوط قتلى وجرحى لم يتحدد عددهم، فيما لم يصدر أي تعليق من الجانب التركي.
في السياق ذاته، نفى القائد العام للوحدات الكردية سيبان حمو قصف قواته لكلس وهاتاي بتركيا، وقال إن أنقرة تخدع الرأي العام المحلي والدولي.
واتهم روسيا بخيانة القوات الكردية، ووصفها بأنها دولة تجارية ولا توجد لديها مبادئ، مشددا على أن تركيا لن تصل لأهدافها من عملية “غصن الزيتون”.
المصدر : الجزيرة + وكالات
أردوغان: سنجعل عفرين منطقة آمنة لإعادة اللاجئين
وقال في خطاب أدلى به من العاصمة #أنقرة إن هناك اتفاقاً بين تركيا وروسيا فيما يتعلق بالعملية العسكرية التي تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة #عفرين السورية.
كما توعد بعدم وقف العملية حتى تتم السيطرة على المدينة الواقعة شمال سوريا، قائلاً: “سنسيطر على عفرين مثلما سيطرنا على جرابلس والراعي والباب، وسيتمكن السوريون من العودة إلى ديارهم.”
إلى ذلك هدد الوحدات الكردية بدفع الثمن، بعد سقوط صاروخ على إقليم خطاي التركي الحدودي.
قوات سوريا الديموقراطية تدعو واشنطن للتدخل
وفي ظل الهجوم المستمر منذ السبت تحت اسم “غصن الزيتون” على مدينة عفرين، وتوغل القوات التركية مصحوبة بفصائل من الجيش السوري الحر باتجاه أطراف المدينة، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الاثنين أنها تدرس إمكانية إرسال تعزيزات إلى عفرين للمساعدة في صد الهجوم التركي.
كما دعت واشنطن “للاضطلاع بمسؤولياتها” إزاء عفرين.
وأعلن كينو غابرييل المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية في مؤتمر صحفي بثته قنوات تلفزيونية أن كافة الدول مدعوة لبذل الجهود لوقف الهجوم التركي.
صاروخ من عفرين على إقليم خطاي
يذكر أن صاروخا أطلق من منطقة عفرين الاثنين أصاب معسكرا تركيا لمقاتلي الجيش السوري الحر قرب الحدود السورية مما أدى لمقتل اثنين وإصابة 12.
ومع دخول العملية التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في عفرين يومها الثالث قالت وكالة دوجان التركية، إن الصاروخ أصاب منطقة كيريخان بإقليم خطاي. وأضافت أن القتيلين يعتقد أنهما من مقاتلي الجيش السوري الحر الذين يشاركون في عملية ” #غصن_الزيتون “.
العملية التركية.. حلفاء بالناتو يتواجهون وخطر تفجر حرب شاملة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — باتت العملية العسكرية التركية في سوريا مجرد جبهة جديدة في الحرب الدائرة بذلك البلد منذ سبعة أعوام. تركيا حذّرت منذ فترة طويلة بأنها لن تسمح بسيطرة القوى الكردية التي تصفها بأنها “إرهابية” على المنطقة الحدودية رغم زيادة الولايات المتحدة للدعم الذي تقدمه لتلك الوحدات الكردية في المعركة بمواجهة داعش.
واقع الأمر أن هناك عضوا في حلف الناتو يخوض مواجهة عسكرية ضد تنظيم تدعمه وتدربه وتسلحه دولة أخرى في الحلف نفسه بينما يستشيط الرئيس السوري، بشار الأسد، غضبا.
بالنسبة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمال سوريا هو فرع لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الحكومة التركية. أنقرة بدأت العملية العسكرية بغارات جوية وسط تقدم ميداني مدعوم من مجموعات الجيش السوري الحر، ويؤكد قادة إحدى المجموعات المقاتلة أن 13 ألف عنصر من الجيش الحر يشاركون بالعملية.
القوات التركية تخوض المواجهات بمحاولة للسيطرة على بلدة عفرين المجاورة لإدلب. الجيش التركي موجود في إدلب لمراقبة المنطقة الخاضعة لاتفاق خفض التوتر، ولكنه استُخدم وجوده لفتح جبهة جديدة ضد الأكراد الذين يقولون إن أكثر من مائة موقع تعرض للقصف الجوي ولكنهم يؤكدون أنهم عرقلوا التقدم البري حتى الآن.
البعض يعتقد أن تركيا عقدت صفقة مع روسيا مفادها رفع اليد عن إدلب مقابل تمكنها من التحرك في عفرين خاصة وأن روسيا سحبت وجودها العسكري المحدود في المنطقة قبل بدء العملية التركية.
الأمور الآن تعتمد على المدى الذي ستذهب إليه العملية التركية، فإذا كانت ستقتصر على شريط حدودي آمن فعندها يمكن احتواء الوضع، ولكن إذا قررت أنقرة السيطرة على عفرين ومن ثم التقدم نحو بلدة منبج الواقعة إلى الشرق منها، عندها سنكون أمام إمكانية انفجار حرب أخرى داخل الحرب السورية نفسها.
وحذّرت دراسة أعدها “مركز دراسات الحرب” في واشنطن من إمكانية تفجر حرب كردية تركية تزعزع جهود واشنطن في شرق سوريا وتدفعها إلى إعادة النظر في الدعم الذي تقدمه لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. العملية العسكرية تصب في مصلحة أردوغان داخليا، إذ أن المعارضة أيدت التدخل بشكل واضح.
مقاتلو تنظيم داعش عادوا إلى الظهور من جانبهم بشكل مفاجئ جنوب إدلب، بهجوم أدى إلى مقتل عدد من جنود النظام، كما نشر التنظيم تسجيل فيديو لعملية قتل ثلاثة رجال زعم أنهم من الجنود.
تيلرسون: أمريكا قلقة من “واقعة تركية” في شمال سوريا
لندن (رويترز) – نسب تقرير ممثل عن وسائل الإعلام إلى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قوله يوم الاثنين إن الولايات المتحدة قلقة من واقعة تركية في شمال سوريا وتطلب من الجانبين ضبط النفس.
وقصفت تركيا أهدافا في شمال سوريا يوم الاثنين وقالت إنها ستسحق سريعا مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة التي تسيطر على منطقة عفرين في ظل تنامي القلق الدولي من عمليتها العسكرية التي دخلت يومها الثالث.
ووفقا للتقرير الذي حصلت عليه رويترز قال تيلرسون أثناء رحلة إلى لندن ”نحن قلقون من الواقعة التركية في شمال سوريا“.
وأضاف ”ندرك ونقدر بشكل كامل حق تركيا المشروع في حماية مواطنيها من العناصر الإرهابية“.
وأضاف أنه طلب من الجانبين ضبط النفس وتقليل الخسائر بين المدنيين وأن الولايات المتحدة تسعى ”لمعرفة ما يمكن عمله لتهدئة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا“.
إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير سها جادو
تركيا: عملية عفرين ستكون سريعة
من ميرت أوزكان
دخان يتصاعد من عفرين السورية بصورة التقطت من مدينة هسا التركية القريبة على الحدود بين تركيا وسوريا يوم 20 سناير كانون الثاني 2018. تصوير: عثمان أورسال – رويترز
هسا (تركيا) (رويترز) – قصفت تركيا أهدافا في شمال سوريا يوم الاثنين وقالت إنها ستسحق سريعا مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن الذين يسيطرون على منطقة عفرين وسط تزايد المخاوف الدولية بشأن العملية التي بدأت قبل ثلاثة أيام.
وبدأ الجيش التركي وحلفاؤه من المعارضة السورية عملية لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب من الجيب الواقع في شمال غرب سوريا يوم السبت الأمر الذي فتح جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية رغم دعوات بضبط النفس أطلقتها الولايات المتحدة التي سلحت الوحدات.
ودعت فرنسا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن يوم الاثنين لبحث القتال في عفرين وأجزاء أخرى من سوريا.
وقال بروسك حسكة المتحدث باسم الوحدات إن الاشتباكات بين المقاتلين الأكراد وقوات تدعمها تركيا استمرت في اليوم الثالث من العملية. وأضاف أن القصف التركي أصاب مناطق مدنية شمال شرقي عفرين.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية على صلة بمسلحين انفصاليين أكراد ينشطون في تركيا وأغضبتها مساندة واشنطن لهم.
ويوم الأحد عبرت الولايات المتحدة التي تساند الوحدات في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا عن قلقها من تطورات الوضع.
وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بسحق وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين ثم استهداف مدينة منبج الخاضعة لسيطرة الأكراد، وهي جزء من منطقة أكبر بكثير في شمال سوريا تخضع لقوات تهيمن عليها الوحدات.
ويزيد هذا من فرص اندلاع صراع طويل الأمد بين تركيا وفصائل الجيش السوري الحر المتحالفة معها من ناحية ووحدات حماية الشعب الكردية من ناحية أخرى. وقادت الوحدات الحملة المدعومة من الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من معاقله في سوريا العام الماضي.
لكن محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء التركي المسؤول عن الشؤون الاقتصادية بالحكومة، قلل من احتمالات أن تكون للحملة العسكرية آثار مدمرة أو أن تستمر طويلا.
وقال في أنقرة ”ينبغي ألا يقلق مستثمرونا، فالتأثير سيكون محدودا، وستكون العملية قصيرة، وستقلص خطر الإرهاب على تركيا خلال الفترة المقبلة“.
ورفض مسؤول تركي كبير إن يقدم إطارا زمنيا للعملية وقال إنها ”ستمضي بسرعة“ مضيفا أن تركيا تعتقد أن هناك بعض الدعم المحلي لعمليتها في كلا من عفرين ومنبج. وتابع ”بعض العشائر تعرض المشاركة في عملية منبج“.
وكانت عملية (درع الفرات) التي بدأتها تركيا ضد تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية في أغسطس آب 2016 استمرت سبعة أشهر. وحتى الآن لا يوجد ما يدل على تحقيق القوات المدعومة من تركيا مكاسب كبيرة على الأرض في عفرين.
وقال نوري محمود المسوؤل في وحدات حماية الشعب إن القوات التركية لم تسيطر على أي أراض وأضاف لرويترز ”قواتنا تمكنت حتى الآن من صدهم وإجبارهم على التقهقر“.
وذكر أن هناك ضربات جوية مكثفة في أنحاء عفرين. ورفض مسؤولون أتراك تأكيد وقوع أي غارات جوية يوم الاثنين.
* قصف تركي
شهد مصور من رويترز قرب هسا الواقعة على الجانب الآخر من الحدود مع عفرين قصفا تركيا صباح يوم الاثنين. وقالت وكالة دوجان للأنباء إن مدافع الهاوتزر التركية أطلقت نيرانها على أهداف للوحدات في الواحدة صباحا بتوقيت جرينتش (2200 بتوقيت جرينتش).
وأضافت الوكالة أن طائرات حربية وقاذفات صواريخ تركية دمرت أيضا أهدافا للوحدات.
وقال مسؤول تركي الأحد إن فصائل الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا سيطرت على قرية كردية دون مقاومة وتعمل على تطهيرها من الألغام. وقالت وحدات حماية الشعب الكردية إنها تصدت للقوات التركية.
إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير منير البويطي
قوات سوريا الديمقراطية: 18 قتيلا في الهجوم التركي على عفرين
بيروت (رويترز) – قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية يوم الاثنين إن عدد القتلى بسبب هجوم تركي على منطقة عفرين في شمال غرب سوريا بلغ 18 مدنيا بينهم نساء وأطفال.
وقال المتحدث باسم القوات كينو غابرييل في بيان وزع في مجموعة للرسائل النصية الفورية تديرها القوات إن 23 شخصا آخرين أصيبوا في الهجوم. وتضم قوات سوريا الديمقراطية وحدات حماية الشعب الكردية وهي الهدف المعلن للهجوم التركي.
إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني
التلفزيون السوري: مقتل 5 في قصف نفذته مجموعات مسلحة في دمشق
بيروت (رويترز) – نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر في قيادة الشرطة بدمشق قوله إن جماعات مسلحة قصفت حي باب توما القديم بدمشق مما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين.
وقال التقرير إن القصف أسفر أيضا عن إصابة ثمانية أشخاص أو أكثر.
إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين