أحداث الاثنين 23 أذار 2015
المعارضة تأسر طاقم مروحية وفصيلان بارزان يندمجان
واشنطن – جويس كرم { لندن – «الحياة»
أعلنت إثنتان من أكبر جماعات المعارضة السورية المسلحة اندماجهما أمس في تنظيم واحد، فيما أسرت «جبهة النصرة» أفراد طاقم مروحية سورية سقطت فوق معقلها في محافظة إدلب (شمال غربي البلاد). وحقّقت فصائل أخرى معارضة تقدماً على النظام في بلدة بريف درعا (جنوب)، كما سقط جنود قتلى في مكمن نصبه تنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي (وسط). وبالتزامن مع ذلك، كان لافتاً أن «الائتلاف الوطني السوري» أصدر مرسوماً ألغى بموجبه قراراً عسكرياً يفرض حال الطوارئ في سورية من العام 1963، كما ألغى قوانين حكومية بينها تجريم الانتماء إلى جماعة «الإخوان المسلمين»
ومازالت تتسع ظاهرة التحاق مسلمين وُلِدوا في دول غربية أو يحملون جنسيات أجنبية بتنظيم «داعش» في سورية. إذ نقلت وكالة «رويترز» عن محمد علي أديب أوغلو، النائب التركي عن إقليم هاتاي الحدودي، إن مجموعة من طلاب الطب الأجانب بينهم سبعة بريطانيين وأميركي وكندي سافروا إلى سورية للعمل في مستشفيات يديرها تنظيم «داعش»، مؤكداً بذلك معلومات نشرتها وسائل إعلام بريطانية، أوضحت أنهم من أصول سودانية وكانوا يدرسون الطب في «بيئة إسلامية» في الخرطوم. وأوضح أوغلو أن عشرة من أفراد المجموعة الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و25 سنة، وصلوا إلى اسطنبول من الخرطوم في 12 آذار (مارس)، وأن العضو الحادي عشر في المجموعة التي تضم سودانيَّين وصل من تورونتو إلى اسطنبول قبل أن يعبروا جميعاً الحدود بطريقة غير مشروعة إلى سورية (منطقة تل أبيض في الرقة). ويساعد أديب أوغلو عائلات الطلاب في العثور على أبنائهم.
ميدانياً، ذكر ناشطون أن «مقاتلين من فصائل إسلامية» أسروا أربعة من أصل ستة هم أفراد طاقم مروحية سورية هبطت اضطرارياً في جبل الزاوية بريف إدلب، فيما قُتل عنصر خامس. لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد لاحقاً بأن الإسلاميين «أسروا قائد المروحية ومساعده… ولا يعلم ما إذا كان هناك عناصر آخرون على متن الطائرة فروا من المنطقة أم أنهم مازالوا متوارين». وأوضح أن المروحية هبطت اضطرارياً «نتيجة عطل فني أصابها»، وهو ما أكده التلفزيون السوري الذي نفى معلومات عن إسقاط معارضين الطائرة بالمضادات الأرضية.
وجاء الحادث في وقت أعلنت «حركة أحرار الشام الإسلامية» و «ألوية صقور الشام»، وهما من أكبر الفصائل في ريف إدلب، اندماجهما تحت لواء «حركة أحرار الشام الإسلامية». ونقلت «شبكة شام» المعارضة عن القائد العام لـ «أحرار الشام» أبو جابر الشيخ قوله في بيان تلاه في اجتماع قيادات الفصيلين انهما حققا «الاندماج الكامل»، وأن المرحلة «تتطلب التكاتف ووحدة الصف وجمع الكلمة». وستحمل القوة العسكرية المركزية للتشكيل الجديد اسم «كتائب صقور الشام».
في غضون ذلك، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.أي) جون برينان إن تنظيم «داعش تم إضعافه وتراجع تقدُّمُه وزخمُهُ في سورية والعراق». لكن تفاؤله جاء مع تحذير الجيش الأميركي لأفراده بضرورة أخذ الحيطة بعد نشر التنظيم أسماء ١٠٠ جندي أميركي يشاركون في الحرب ضده، وحضه أنصاره على قتلهم، كما أفاد المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية (سايت). وقال الكولونيل جون كالدويل إن «الحذر وإجراءات الحماية القصوى تبقى أولوية للقيادات وطواقمها». وأضاف: «يُنصَح أفراد المارينز وعائلاتهم بالتحقق من تحرّكاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، والتأكُّد من تعديل إجراءات الخصوصية للحدّ من توافر معلومات شخصية».
“النصرة” تأسر أفراد طاقم مروحية للنظام في سورية وتعدم أحدهم
بيروت – أ ف ب
أسر مقاتلون من جبهة “النصرة” وفصائل إسلامية خمسة عناصر من طاقم طائرة مروحية تابعة للنظام السوري شمال غربي البلاد، بحسب ما أعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان”، مشيراً إلى إعدام أحدهم في وقت لاحق.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “مروحية تابعة للنظام هبطت اضطرارياً في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب، التي تعد معقلاً لجبهة النصرة، وأُسر اربعة من افراد طاقمها فيما اعدم مسلحون عنصراً خامساً في قرية قريبة”.
المعارضة تتقدم في ريف درعا و «النصرة» تأسر طاقم مروحية سقطت في إدلب
لندن – «الحياة»
شهد جنوب سورية مواجهات عنيفة بين قوات النظام وفصائل المعارضة التي حاولت التقدم في بلدة بصرى الشام بريف درعا، فيما سقطت مروحية حكومية في ريف محافظة إدلب بشمال غربي البلاد، وقُتل جنود نظاميون في مكمن نصبه لهم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ريف حمص الشرقي. كما استمرت المعارك في ريف حلب الشمالي الشرقي على خلفية تمكن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد قبل أيام من تحقيق تقدم ميداني ضد فصائل المعارضة.
ففي محافظة إدلب، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن «طائرة مروحية هبطت بشكل اضطراري في جبل الزاوية نتيجة لعطل فني أصاب الطائرة»، موضحاً أن خمسة من طاقمها أسروا على أيدي «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية وأن أحدهم أُعدم لاحقاً. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» إن مروحية تابعة للنظام «هبطت اضطرارياً في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب، التي تعد معقلاً لجبهة النصرة (…)، وتم أسر أربعة من أفراد طاقمها فيما أعدم مسلحون عنصراً خامساً في قرية قريبة». ولفت «المرصد» في تقرير إلى «أن النظام يستخدم الطائرات المروحية في إلقاء البراميل المتفجرة على القرى والبلدات والمدن السورية، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان إلقاء طائرات النظام المروحية 5335 برميلاً متفجراً في مناطق في محافظات ريف دمشق، حلب، حمص، حماة، الحسكة، القنيطرة، دير الزور، إدلب، درعا واللاذقية منذ فجر 20 تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2014، وحتى فجر 20 آذار (مارس) الجاري من العام».
وفي محافظة إدلب أيضاً، أشار «المرصد» إلى أن «الكتائب الإسلامية قصفت بقذائف الهاون مناطق في غرب مدينة إدلب (…) في حين ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة عدة على مناطق في بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي (…) بينما نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في بلدتي سرمين وفيلون بريف إدلب».
وفي حلب (شمال سورية)، لفت «المرصد» إلى وقوع اشتباكات «بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين من جهة أخرى، في محيط جبل عزان بريف حلب الجنوبي، كذلك دارت اشتباكات متقطعة بعد منتصف ليلة (أول من) أمس في منطقة البريج بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني وعناصر من حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من طرف، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجيش المهاجرين والأنصار التابع لجبهة أنصار الدين من طرف آخر». وأضاف أن قوات النظام قصفت منطقة السكن الشبابي في المعصرانية قرب مطار النيرب شرق حلب.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الجيش السوري قتل وأصاب في ريف حلب عدداً ممن سمتهم «أفراد التنظيمات الإرهابية التكفيرية» ودمّر آليات لهم «في منطقة خان طومان بمنطقة جبل سمعان على الطريق الدولية المؤدية إلى تركيا». وأشارت إلى أن قوات الجيش قتلت أيضاً «عدداً من الإرهابيين في قريتي معارة الأرتيق والمنصورة بمنطقة جبل سمعان شمال غربي حلب. أما شمال حلب، فأكدت «سانا» أن قوات النظام «وجّهت ضربات مكثفة» لمواقع المعارضة في محيط مزارع الملاح بريف حلب الشمالي.
وفي محافظة حمص (وسط سورية)، تحدث «المرصد» عن «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي الكتائب الاسلامية والمقاتلة ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر في محيط بلدتي الهلالية وأم شرشوح بريف حمص الشمالي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وأضاف أن اشتباكات دارت «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، بالقرب من قرية أم السرج ومحيط بلدتي مكسر الحصان بريف حمص الشرقي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وأشار إلى أن قوات النظام فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي الوعر بمدينة حمص.
أما وكالة «مسار برس» فذكرت، من جهتها، أن «تنظيم الدولة (الإسلامية) تمكن اليوم الأحد (أمس) من قتل 6 عناصر من قوات الأسد وجرح آخرين في كمين نصبه لهم شرق قرية الفرقلس بريف حمص الشرقي»، فيما «تواصلت الاشتباكات بين الطرفين في محيط جبل الشاعر ومنطقة جزل شرقي حمص وسط قصف بقذائف الدبابات والمدفعية من قبل قوات الأسد التي استقدمت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة».
وفي جنوب سورية، تحدث «المرصد» عن «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في بلدة بصرى الشام بريف درعا في محاولة من الطرف الأخير للتقدم في البلدة»، موضحاً أنه «ارتفع إلى 6 بينهم نائب قائد فرقة مقاتلة عدد مقاتلي الكتائب الإسلامية والمقاتلة الذين استشهدوا في الاشتباكات المستمرة منذ فجر (أول من) أمس مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في البلدة (بصرى الشام)، في حين تعرضت مناطق في مدينة انخل وبلدة كحيل ومناطق أخرى في حي طريق السد بمدينة درعا، لقصف من قوات النظام، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية».
أما وكالة «مسار برس» المعارضة فأشارت في تقرير من درعا إلى تواصل المعارك «بين كتائب الثوار وقوات الأسد في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، حيث دارت اشتباكات اليوم الأحد (أمس) بين الطرفين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة تمكن الثوار خلالها من السيطرة على نقطتين في المدينة، إضافة إلى تدمير مبنى كان يتحصن فيه عناصر من قوات الأسد، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات منهم». وتابعت أن «الثوار تمكنوا من تدمير رتل عسكري لقوات الأسد على طريق برد شرقي بصرى الشام، تزامن ذلك مع قصف مدفعي وصاروخي وجوي على المدينة، في حين قتل ضابط إيراني جراء استهداف الثوار مبنى حزب البعث بقذيفة مدفعية». ولفتت إلى أن مقاتلي المعارضة كانوا قد استهدفوا السبت بقذائف المدفعية والصواريخ «المربع الأمني لقوات الأسد في بصرى الشام، ما أسفر عن تدمير سيارة محملة بالذخيرة وقتل 3 عناصر».
وفي بلدات صما وذيبين وبكا بريف درعا، ذكرت «مسار برس» أن اشتباكات جرت بين المعاضة و «ميليشيات الشبيحة واللجان الشعبية» ما أوقع 6 قتلى من عناصر الأخيرة.
وفي جنوب سورية أيضاً، ذكر «المرصد» أنه «ارتفع إلى 7 عدد عناصر قوات الدفاع الوطني الذين قتلوا يوم (أول من) أمس خلال اشتباكات مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة قرب قريتي بكا وذيبين بريف السويداء، بينما استشهد وقُتل ما لا يقل عن 6 مقاتلين من الفصائل الإسلامية والمقاتلة خلال الاشتباكات ذاتها».
وفي محافظة ريف دمشق، أشار «المرصد» إلى مقتل «قيادي في لواء إسلامي خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الغوطة الشرقية».
وفي محافظة الحسكة بشمال شرقي سورية، أشار «المرصد» إلى «تجدد الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بجيش الصناديد التابع لحكام مقاطعة الجزيرة حميدي دهام الهادي من طرف، ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، في الريف الجنوبي لبلدة تل براك التي تسيطر عليها الوحدات الكردية، ترافق مع قصف متبادل بين الطرفين بقذائف الهاون».
وفي دير الزور (شرق)، قُتل رجل جراء سقوط قذائف أطلقها عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» على حي الجورة الخاضع لسيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور، بحسب ما أفاد «المرصد».
تحطّم مروحية سورية وإسلاميون أسروا طاقمها الأسد يدعو إلى جدول أعمال لمحادثات موسكو
المصدر: (و ص ف، رويترز)
أعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان مقاتلين من “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” وفصائل اسلامية أسروا أمس خمسة على الاقل من افراد طاقم مروحية تابعة للنظام السوري في محافظة إدلب شمال غرب البلاد.
وأورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل “تحطم مروحية عسكرية في اثناء هبوطها الاضطراري بسبب خلل فني في منطقة دير سنبل بريف ادلب… البحث ما زال جاريا عن طاقمها”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان مروحية تابعة للنظام “هبطت اضطراريا في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب، التي تعد معقلا لجبهة النصرة”.
وكان ستة أفراد على الاقل داخل المروحية لحظة هبوطها واصيب عدد منهم، استناداً الى عبد الرحمن الذي اوضح ان “جبهة النصرة اسرت عنصرين واسر فصيل اسلامي في المنطقة عنصرين آخرين، فيما اعدم مسلحون مجهولون عنصرا خامسا في قرية قريبة من مكان هبوط الطائرة”. واضاف الى ان “عنصرا سادسا على الاقل لا يزال فارا”.
وتستخدم قوات النظام السوري اجمالا المروحيات في غارات تلقي خلالها براميل متفجرة على المناطق. وهي براميل محملة متفجرات ومواد معدنية لزيادة قدرتها على التدمير، وتفتقر الى الدقة في الاستهداف.
وفي محافظة درعا بجنوب البلاد، سجلت مواجهات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في بلدة بصرى الشام الاثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة “الاونيسكو”.
وأفاد المرصد ان المواجهات اسفرت عن مقتل تسعة من مقاتلي المعارضة على الاقل من غير ان يشير الى حصيلة الضحايا في صفوف القوات النظامية. وتتقاسم المعارضة والنظام السيطرة على بصرى الشام التي يقطنها مسلمون سنة وشيعة.
الاسد
سياسياً، تحدث الرئيس السوري بشار الاسد عن اهمية الاتفاق على جدول اعمال لانجاح المؤتمر المقرر عقده في موسكو مطلع الشهر المقبل والذي يجمع موفدين من دمشق وقسم من المعارضة السورية المعتدلة لايجاد مخرج للنزاع السوري.
ونقلت عنه الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” لدى لقائه المبعوث الروسي عظمة الله كولمحمدوف تأكيده “حرص سوريا على مواصلة العمل لانجاح الجهود الروسية وان الخطوة الاهم في تحقيق ذلك هي الاتفاق على جدول اعمال يحدد منهجية العمل واسس الحوار والاليات الكفيلة بتحقيق اهدافه”. وأعرب عن “ثقة الحكومة والشعب في سوريا بالقيادة الروسية وبجهودها الحثيثة لايجاد حل في سوريا على رغم المعوقات التي تضعها بعض الدول الاقليمية والغربية في طريق ايجاد ذلك وخصوصاً ما يتعلق بمواصلة دعمها للتنظيمات الارهابية على كل الصعد”. وتخلل اللقاء، تأكيد ان “نجاح اي عملية سياسية يقترن مع العمل على المستوى الدولي للضغط على الدول الرافضة للحل والداعمة للتنظيمات الارهابية بغية تغيير موقفها ووقف كل اشكال دعمها للارهابيين”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية اعلنت الاربعاء ان موفدين من دمشق وقسما من المعارضة السورية المعتدلة سيلتقون من 6 نيسان الى 9 منه في موسكو.
ولم توضح الوزارة من هم الموفدون الذين سيحضرون الى موسكو لتمثيل الاسد والمعارضة ، الا ان “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” اعلن السبت رفضه دعوة موسكو للمشاركة في المؤتمر، وحذر من محاولة “لتعويم” الرئيس السوري.
وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف انس العبدة: “لا مبررات لحضور منتدى موسكو 2 خصوصا اننا نلمس محاولات من حلفاء النظام وبينهم روسيا وايران لتعويم الاسد مجددا واعادة تاهيل رأس النظام”، مجدداً رفض “اي عملية انتقال سياسي يكون الاسد جزءا منها”.
جنبلاط بعد لقائه هولاند: لا أرى أيّ انفراج في المنطقة
كان لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والرئيس فرنسوا هولاند بعد ظهر أمس في قصر الاليزيه لقاء رفاق في الاشتراكية الدولية، تبادلا خلاله وجهات النظر في الأوضاع الاقليمية والوضع اللبناني خصوصاً. وعبّر جنبلاط أمام هولاند عن امتنانه للموقف الفرنسي تجاه الشعب السوري وشكره لدعمه للبنان.
بعد اللقاء قال جنبلاط في باحة قصر الاليزيه: “حيّيت شجاعة فرنسا والرئيس هولاند لدعمها الشعب السوري. عندما أنظر الى المأساة السورية أتذكر الحرب العالمية الثانية ومدينة أورادور في فرنسا (دمرها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية)، واليوم اصبحت المدن والقرى السورية المدمرة تتفوق على أورادور ودمارها بعشرات بل مئات المرات”.
وقال: “بحثنا الدعم الفرنسي لسلامة لبنان والجيش اللبناني. ونأمل في الا تحل الخلافات البيزنطية اللبنانية هنا في باريس، علينا نحن اللبنانيين أن نحل مشاكلنا بأنفسنا”.
وأشار الى “أن باريس اتخذت موقفاً شجاعاً في شأن سوريا والشرق الأوسط، وموقفها من النظام السوري واضح جداً، انه مع الشعب السوري”.
وعن نظرته الى تطورات الاوضاع في المنطقة قال: “إنها حرب أخوية طويلة بين العرب. انه انهيار الهلال الخصيب ودماره، ولا أرى اي انفراج، بل معاناة رهيبة للشعوب العربية”.
وعن ضغط اللاجئين السوريين على لبنان قال: “مساعدة اللاجئين واجب أخلاقي، وفرنسا ودول أخرى تدعم مالياً، وهذا واجبنا، اذ ليس لديهم اي سبيل للعودة. لقد دمّر النظام السوري كل شيء لذلك يجب الاهتمام بهم، ولا يمكننا ان ننبذهم أو نقيم لهم مخيمات داخل الحدود السورية”.
وأشارت مصادر رئاسية فرنسية الى ان “صداقة جنبلاط والرئيس هولاند قديمة تعود الى الاشتراكية الدولية، وعندما يلتقيان يتبادلان المواقف بين زميلين وقد تباحثا في المواضيع الاقليمية، واستشاره الرئيس حول الوضع في سوريا ولبنان والعراق. والرئيس يأخذ رأي وليد جنبلاط في الاعتبار”.
وأضافت المصادر ان الزائر اللبناني المقبل لقصر الاليزيه سيكون البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال نيسان المقبل.
هجمات في درعا وريف حماه
اندماج «أحرار الشام» و«صقور الشام»
أشعلت «جبهة النصرة» ومجموعات إسلامية متشددة جبهة مدينة بصرى الشام شرق درعا، والتي كانت تنعم بهدوء نسبي، في محاولة يبدو أن الهدف منها إشغال الجيش السوري الذي كان قد تقدم تقدما واسعا في ريف درعا، في الوقت الذي تعرضت فيه القوات السورية وقوات الدفاع الوطني إلى ضربة قوية، مع سقوط عشرات القتلى والجرحى في هجوم شنه مسلحون من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» على حواجز في ريف حماه.
في هذا الوقت، أبدت السلطات السورية استعدادها للمشاركة في مؤتمر «موسكو 2» مع المعارضة، مكررة دعوتها «للاتفاق على جدول أعمال يحدد منهجية العمل وأسس الحوار والآليات الكفيلة بتحقيق أهدافه». وسارع «الائتلاف الوطني» السوري إلى رفض المشاركة في المؤتمر الذي يعقد بين 6 و9 نيسان المقبل، فيما أعلن «تيار بناء الدولة السورية» انه لم يتخذ قراره بعد.
وشن المسلحون في الجنوب هجوماً يعد الأعنف نحو مدينة بصرى الشام في شرق درعا، حيث أفاد مصدر ميداني أن «العملية انطلقت بتقدم أكثر من ألفي مقاتل من جبهة النصرة وحركة المثنى الإسلامية وألوية العمري ولواء أهل السنة من جهة البادية، بهدف اقتحام الحي الغربي ومحيط القلعة، بالإضافة إلى قطع طريق الإمداد الوحيد إلى المدينة المعروف بطريق برد، والذي يربطها بالسويداء».
وعلى الرغم من أن جزءاً من بصرى الشام يقع تحت سيطرة المسلحين منذ مدة طويلة، إلا أنها بقيت هادئة نسبياً مقارنة بالمعارك الدائرة في ريف درعا.
واستعاد الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني السيطرة على طريق خناصر – حماه، بعد أن تمكن «داعش» من قطعه لعدة ساعات، إثر هجوم عنيف شنه مسلحو التنظيم على عدة حواجز، تسبب بمقتل 73 مقاتلاً من قوات الدفاع الوطني وإصابة نحو 30.
وشيعت مدينة السلمية في ريف حماه قتلى الهجوم، حيث ينتمي معظم المقاتلين المرابطين في المنطقة، التي شهدت الهجوم، إلى المدينة التي تعتبر نقطة وصل بين حلب وباقي المحافظات السورية.
وفي منطقة خان السبل بريف إدلب قام مسلحون متشددون بإعدام طيار سوري بعد أن هبط اضطرارياً بطوافته، إثر خلل فني تحطمت على إثره المروحية. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى انه كان هناك ستة عناصر على متن الطوافة، وان «جبهة النصرة» أسرت أربعة منهم.
وفي خضم التحولات الكبيرة التي تشهدها الفصائل المسلحة، ومحاولة كل قسم منها إعادة هيكلة نفسه بما يناسب متطلبات المرحلة الحالية، برز أمس الإعلان عن اندماج «حركة أحرار الشام الإسلامية» و «صقور الشام»، وهو أمر سيزيد من قوة «أحرار الشام»، ويجعلها أكثر قدرة على التأثير في التطورات الميدانية، خصوصاً في أرياف حماه وحلب وإدلب.
وكشف لـ «السفير» مصدر مطلع على كواليس «أحرار الشام» أن الحركة لا تزال مرتبطة برباط أدبي مع تنظيم «القاعدة»، وأن جزءاً لا يستهان به من نخبة قادتها ينظر إلى زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري باعتباره المرجع الأعلى في شؤون «الجهاد»، وهو لا يزال يحتفظ لنفسه بممثل عنه ضمن كوادر الحركة، وهو من يتولى ما يمكن تسميته مهمة «ضابط الارتباط» بين الطرفين.
وأكد «مزمجر الشام»، وهو صاحب علاقة قوية مع قادة المراجعات في «أحرار الشام» أن «حملة تعيينات وتغيرات» داخل صفوف «أحرار الشام» أطاحت رموزاً «إصلاحية» وشخصيات «مرنة»، وعزّزت من هيمنة تيار «السلفية الجهادية» التقليدي.
«الائتلاف» يرفض.. و«بناء الدولة» لم يحسم قراره
دمشق تلقت دعوتها لحضور «موسكو 2»
زياد حيدر
تلقت الحكومة السورية دعوة للمشاركة في مؤتمر «موسكو 2» المزمع عقده أوائل نيسان المقبل، مبدية استعدادها للحضور، لكن من دون الإشارة إلى مستوى المشاركة، والتي اقتصرت في المرة السابقة على مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه السفير المكلف بالمهمات الخاصة لدى وزارة الخارجية الروسية عظمة اللـه كولمحمدوف في دمشق امس، «حرص سوريا على مواصلة العمل لإنجاح الجهود الروسية، وأن الخطوة الاهم في تحقيق ذلك هي الاتفاق على جدول أعمال يحدد منهجية العمل وأسس الحوار والآليات الكفيلة بتحقيق أهدافه»، مشيراً إلى «ثقة الحكومة والشعب في سوريا بالقيادة الروسية، وبجهودها الحثيثة لإيجاد حل في سوريا، على الرغم من المعوقات التي تضعها بعض الدول الإقليمية والغربية في طريق إيجاد ذلك، وخاصة ما يتعلق بمواصلة دعمها للتنظيمات الإرهابية على كافة الصعد».
وثمن كولمحمدوف «انفتاح الحكومة السورية على المبادرات السياسية في سوريا، والخطوات التي تتخذها لإنجاح هذه المبادرات، وفي مقدمتها المصالحات التي تقوم بها والتي تؤكد حرص القيادة السورية على حقن الدماء بكل الطرق الممكنة».
وقالت مصادر مسؤولة، لـ «السفير»، إن الجانب السوري تلقى الدعوة الخاصة بالحكومة السورية لحضور مؤتمر «موسكو 2»، وأن دمشق أبدت حماسها واستعدادها للمشاركة.
وتوقعت مصادر أخرى ألا يتغير مستوى المشاركة، رغم رغبة الجانب الروسي برفع تمثيل الوفد الحكومي إلى مستوى معاون وزير أو نائب وزير في المشاورات المقبلة. ويرى الجانب السوري أن رفع مستوى الوفد يجب أن يرافقه «جدول أعمال يقود إلى خطوات عملية»، ترغب الحكومة السورية في أن تتكلل بـ «حكومة وحدة وطنية»، رغم يقين المصادر أن «الظروف الدولية والإقليمية الراهنة ليست بهذا التصور بعد».
وكان نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد استعرض أمس الأول مع وفد روسي، برئاسة السفير المكلف بالمهمات الخاصة لدى وزارة الخارجية الروسية عظمة اللـه كولمحمدوف، التحضيرات القائمة لعقد مؤتمر «موسكو 2» بين وفد حكومي وشخصيات من المعارضة في الفترة ما بين 6 و9 نيسان المقبل، وذلك بما «يضمن نجاحه، وتحقيق خطوة أخرى على طريق وضع حد للأزمة في سوريا».
وعبر المقداد، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السورية – «سانا»، عن «التقدير العالي للجهود التي تبذلها روسيا الصديقة، بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، في الوقوف إلى جانب سوريا بمواجهتها للتنظيمات الإرهابية». وأعرب عن «امتنان سوريا، قيادة وشعباً، للأصدقاء الروس لإنجاح المشاورات التمهيدية التي انعقدت بين الحكومة السورية وأطراف المعارضة في موسكو خلال كانون الثاني الماضي، وعن إرادة الشعب السوري في تعميق العلاقة بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات».
من جانبه أكد كولمحمدوف «أهمية العلاقة القائمة بين روسيا وسوريا، وحرص القيادة الروسية على إيجاد حل سلمي للأزمة في سوريا».
وحضر اللقاء مستشار وزير الخارجية أحمد عرنوس، ومن الجانب الروسي مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية رئيس اللقاء التشاوري الروسي – السوري فيتالي نعومكين والسفير الروسي في دمشق الكسندر كينشاك.
وعلقت مصادر حكومية معنية بلقاء موسكو، لـ «السفير»، على قرار «الإئتلاف الوطني» المعارض رفض حضور المؤتمر بأنه «قرار تركي» وليس سورياً، مشيرا إلى «عدم توقف الجهود التركية لعرقلة أية عملية سياسية طموحة لحل الأزمة السورية».
وأرسل الروس رغم ذلك عدداً من الدعوات إلى الوفود المشاركة، انحسرت فيها قوائم الأحزاب الداخلية، ومنحت فيها الشخصيات المشاركة ألقابها التمثيلية. ووفقا لما ذكرته عدة مصادر فإنه تم توجيه الدعوة إلى حضور مؤتمر «موسكو 2» لكل من «الائتلاف» بشخص رئيسه خالد الخوجة على أن يصطحب شخصين معه، و «هيئة التنسيق الوطنية» بشخص رئيسها المنسق العام حسن عبد العظيم على أن يصطحب معه شخصين، ورئيس «تيار بناء الدولة السورية» بصفته الرسمية لؤي حسين، ورئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي صالح مسلم، وكل من الشيخ معاذ الخطيب والشيخ محمد حبش، ورجال الأعمال خالد محاميد وعبد القادر السمكري وايمن الاصفري، وسمير الشامي وخالد عيسى ووليد البني وسليم خير بيك، وممثل عن اتحاد القبائل الشرقية الفنان جمال سليمان وأمينة أوسو عن «الإدارة الذاتية»، ومن فرنسا رندة قسيس، وسمير العيطة، وميشيل كيلو، ومن لندن ريم تركماني ونمرود سليمان وأحمد الجربا ونائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل، ورئيس «هيئة العمل الوطني الديموقراطي» من الداخل محمود مرعي.
وطلب من مجموع الأحزاب المرخصة التي شاركت في الجلسة السابقة إرسال شخص وحيد لتمثيلها. وعلم أن ممثلين عن الأحزاب التي شاركت في الجلسة السابقة فشلت في اختيار ممثل وحيد حتى اللحظة.
وكان لافتاً غياب اسم المعارض السوري هيثم مناع عن قائمة المدعوين، علما أن الأخير هاجم لقاء موسكو في وقت سابق، كما يعمل على تأسيس تيار جديد مستقل عن «هيئة التنسيق».
وقال لؤي حسين، لـ «السفير»، إن التيار لم يتخذ قراره بالمشاركة في هذه الجلسة، بانتظار حسم عدة مسائل، منها منع السفر المتعلق بشخصه بعد اعتقاله الأخير، وأيضا لأسباب إجرائية، علق عليها بالقول بأنها تتمثل بمطالبة التيار بـ «جدول أعمال واضح» و «إعادة النظر بالشرط الروسي المتعلق بعقد المؤتمر بمن حضر»، مشيراً إلى ضرورة أن يحقق المضيف الروسي شروطاً عامة، بينها «تأمين ضمانات بقدرته على التأثير في حليفه المتمثل بالحكومة السورية، وذلك عبر إجراءات ومؤشرات بناء ثقة، كإطلاق سراح معتقلين على سبيل المثال».
«أحرار الشام» ما تزال برعاية الظواهري
غلبة التيار المتشدد فيها.. واندماجها مع «صقور الشام»
عبد الله سليمان علي
ما يزال زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري يحتفظ بخطوط اتصال قوية مع «حركة أحرار الشام الإسلامية»، التي رشحت معلومات مؤخراً عن تقدم التيار المتشدد داخلها، وتسجيله نقاطاً على التيار صاحب المراجعات.
لكن خطوة الاندماج بين «أحرار الشام» و «صقور الشام» جاءت لتشكك بصحة غلبة التيار المتشدد، وتدل على أن الحركة ما تزال تعاني من عوارض التخبط، الذي أصابها منذ تسريب المراجعات وما أعقبه من قتل جماعي لقادة الصف الأول فيها، حيث يرجح أن هذه التطورات تعبر عن تصاعد حالة التجاذب والاستقطاب ضمن الحركة، أكثر مما تعبر عن سيطرة تيار واحد على سلطة اتخاذ القرارات.
وكشف لـ «السفير» مصدر مطلع على كواليس «أحرار الشام» أن الحركة ما تزال مرتبطة برباط أدبي مع «القاعدة»، وأن جزءاً لا يستهان به من نخبة قادتها ينظر إلى الظواهري باعتباره المرجع الأعلى في شؤون «الجهاد».
وأكد المصدر أن الظواهري ما زال يحتفظ لنفسه بممثل عنه ضمن كوادر الحركة، وهو من يتولى ما يمكن تسميته مهمة «ضابط الارتباط» بين الطرفين. ولم يكشف المصدر عن هوية ممثل الظواهري، لكنه أكد أنه معروف من قبل قادة الفصائل، وكان يتخذ من مدينة سراقب في ريف إدلب مركزاً لتواجده. وهذا يعني أن مقتل أبي خالد السوري، في شباط الماضي، الذي عيّنه الظواهري مندوباً عنه لحل الخلاف بين «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش»، لم يشكل نهاية لعلاقة الظواهري بقيادة الحركة، حيث من المعروف أن أبا خالد السوري هو من الأفغان العرب القدامى، وسبق له القتال في أفغانستان. ورغم أنه لم يكن مبايعاً لـ «القاعدة» إلا أن علاقته الشخصية مع الظواهري كانت أقوى من أي بيعة، وهو ما تجلى في الثقة الكبيرة التي منحها الظواهري له عبر تعيينه حكماً للفصل في أهم نزاع يطرأ على الساحة «الجهادية» في تاريخها.
وأشار المصدر إلى أن تواجد ممثل عن الظواهري ضمن صفوف الحركة، بالإضافة إلى عوامل أخرى، كان من أهم الأسباب التي أجهضت المراجعات التي قام بها بعض قادة «أحرار الشام» بهدف الاستغناء عن الانتماء إلى «السلفية الجهادية» وإخراج الحركة «من ضيق الحزبية إلى سعة الأمة»، مؤكداً أن حادثة الاغتيال الجماعي لقادة الحركة، في أيلول الماضي، التي أعقبت الكشف عن جزء من هذه المراجعات، ما تزال تثير الكثير من الجدل داخلها، كما أن تعمد قيادة الحركة عدم الإعلان عن نتائج التحقيق في القضية ساهم في عدم استبعاد بعض عناصرها أن يكون الاغتيال يرجع إلى أسباب داخلية تتعلق بالصراع بين تياراتها.
بل إن بعض عناصر الحركة شككت في حادثة اغتيال أبي خالد السوري نفسها، وعما إذا كانت تشكل بداية هذا الصراع الداخلي، لاسيما أن تنفيذها في مكان لم يكن يتواجد فيه سوى أبي خالد السوري (الأفغاني) وأبي يزن الشامي، الرأس المدبر للمراجعات، يطرح أكثر من علامة استفهام. وهنا ينبغي التذكير بأن المراجعات أثارت غضب زعيم «جبهة النصرة» أبي محمد الجولاني الذي وبخ قادة «أحرار الشام» عليها في جلسة جمعته معهم قبل مقتلهم بأيام.
وأكد «مزمجر الشام»، وهو صاحب علاقة قوية مع قادة المراجعات في «أحرار الشام» أن «حملة تعيينات وتغييرات» داخل صفوف «أحرار الشام» أطاحت برموز «إصلاحية» وشخصيات «مرنة»، وعزّزت من هيمنة تيار «السلفية الجهادية» التقليدي. لكنه لم يشر إلى ماهية هذه التعيينات الجديدة، والى من هم القادة المشمولين فيها. وأكدت مصادر من داخل الحركة صحة إجراء هذه التغييرات، لكنها رفضت وضعها في سياق الصراع بين تيارين، وأنها تعبر عن إرادة القيادة في ضخ دماء شابة في الحركة.
في هذا السياق، جاءت خطوة الاندماج التي أعلن عنها أمس بين «أحرار الشام» وبين «ألوية صقور الشام» لتطرح المزيد من علامات الاستفهام حول حقيقة توجهات «أحرار الشام»، وطبيعة الخيارات التي يمكن أن ترسو عليها، في خضم التحولات الكبيرة التي تشهدها الفصائل المسلحة، ومحاولة كل قسم منها إعادة هيكلة نفسه بما يناسب متطلبات المرحلة الحالية. حيث من المعروف أن «صقور الشام» هي في الأصل ذات توجه «إخواني» يتناقض مع «السلفية الجهادية» التي ما تزال العقيدة الرسمية لـ «أحرار الشام».
واتفق الطرفان، أمس، على الاندماج الكامل بينهما تحت مسمى «حركة أحرار الشام الإسلامية»، في حين يطلق على الجناح العسكري اسم «كتائب صقور الشام»، على أن يقود «أمير أحرار الشام» أبو جابر الشيخ الكيان الجديد، ويكون أبو عيسى الشيخ قائد «صقور الشام» نائباً له. ووضع المندمجون هدفاً لهم هو إسقاط النظام السوري بكافة رموزه، من دون التطرق إلى الموقف من «داعش».
ويأتي هذا الاندماج ليتوج مرحلة من التطورات تعرضت لها الفصائل الإسلامية. ففي البداية انقسمت هذه الفصائل إلى جبهتين، هما «الجبهة السورية الإسلامية» التي شملت «أحرار الشام» و «لواء الحق» وغيرها، و «جبهة تحرير سوريا الإسلامية» التي كانت تشمل «جيش الإسلام» و «صقور الشام» و «لواء التوحيد». ثم اجتمعت الجبهتان، العام الماضي، تحت مسمى «الجبهة الإسلامية»، التي سرعان ما تعرضت للتفكك لتعود الفصائل إلى محاولة تجميع نفسها من جديد.
وجرت محاولة قبل أشهر للاندماج بين «جيش الإسلام» و «صقور الشام». ورغم أنه أعلن عنها في مؤتمر صحافي مشابه، إلا أنها بقيت حبراً على ورق. ويبدو أن «أحرار الشام» تمكنت من استقطاب «صقور الشام» وضمها إلى حركتها، من دون أن يوضح أحد مصير الاندماج السابق، بل إن «صقور الشام» المعنية بالأمر لم تعلن حتى أن اندماجها مع «جيش الإسلام» قد انتهى.
ومن شأن هذا الاندماج في حال تحقق فعلاً، أن يزيد من قوة «أحرار الشام»، ويجعلها أكثر قدرة على التأثير في التطورات الميدانية، خصوصاً في أرياف حماه وحلب وإدلب.
عناصر «جبهة النصرة» يأسرون طاقم مروحية للنظام السوري في إدلب
إدلب ـ «القدس العربي» ـ من حازم داكل: أسر مقاتلون من جبهة النصرة وفصائل إسلامية، أمس الأحد، خمسة عناصر على الأقل من طاقم مروحية تابعة للنظام السوري في شمال غرب البلاد، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى إعدام أحدهم في وقت لاحق.
وأورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل «تحطم مروحية عسكرية في أثناء هبوطها الاضطراري بسبب خلل فني في منطقة دير سنبل بريف إدلب»، مشيرا إلى أن «البحث ما زال جاريا عن طاقمها» من دون تفاصيل إضافية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن مروحية تابعة للنظام «هبطت اضطراريا في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب، التي تعد معقلا لجبهة النصرة»، جناح تنظيم القاعدة في سوريا.
وكان ستة عناصر على الأقل داخل المروحية لحظة هبوطها وأصيب عدد منهم، وفق عبد الرحمن، الذي اوضح أن «جبهة النصرة» أسرت عنصرين وأسر فصيل إسلامي في المنطقة عنصرين آخرين، فيما أعدم مسلحون مجهولون عنصرا خامسا في قرية قريبة من مكان هبوط الطائرة».
ولفت عبد الرحمن إلى أن «عنصرا سادسا على الأقل لا يزال فارا».
وتستخدم قوات النظام السوري إجمالا المروحيات في غارات تلقي خلالها براميل متفجرة على المناطق. وهي براميل محملة متفجرات ومواد معدنية لزيادة قدرتها على التدمير، وتفتقر إلى الدقة في الاستهداف.
وأوضحت التنسيقيات ومنها «شـــبكة سوريا مباشر»، أن مروحية تابعة لقوات النظــــام، لم تبــــيّن طرازها، هبطت اضطـــرارياً بين بلدتي «دير سنبل» و»حنتوتين» الخاضعتين لسيطرة «الثوار» في جبل الزاوية بريف إدلب، وتم أسر طاقمها المكون من خمسة أفراد.
وبثت «شبكة سوريا مباشر» تسجيلاً مصوراً يظهر طائرة مروحية تهبط تدريجياً بشكل عامودي في منطقة مكشوفة من دون أن يظهر دخان يتصاعد منها، وهو ما يرجح فرضية هبوطها جراء عطل فني.
فيما بثّ ناشطون صوراً قالوا إنها لقائد المروحية وأفراد من طاقمها تسيل منهم الدماء نتيجة إصابتهم جراء ارتطام الطائرة بالأرض.
وظهرت في الصور عناصر مسلحة تابعة لقوات المعارضة يحاولون إخراج قائد الطائرة المصاب بجروح من بين الحطام وآخرون يقتادون أحد أفراد الطاقم وهو مصاب أيضاً.
في حين أظهرت صورة ثالثة مسلحان يقومان بإطلاق النار على شخص ملقى على الأرض.
مصرع مؤسس «اللجان الشعبية المسلحة» بسوريا… وعناصره ينزعون اسم «الأسد» ويضعوا اسمه
سلامي محمد
ريف دمشق ـ «القدس العربي» ما زالت الثورة السورية التي اندلعت قبل أربعة أعوام، تكشف المزيد من خفايا وأسرار ما كان يجري من تفاصيل دقيقة داخل أروقة النظام السوري، وبين أصحاب القرار في المؤسستين الأمنية والعسكرية، صحيح أن النظام السوري لم يعترف بكثير من الأمور، ليقوم بهذه المهمة «المدنيون المتعسكرون» بدعم القوات الحكومية.
كبرت وتنامت الميليشيات المدنية التي قام مسؤولو النظام السوري بتشكيلها مع انطلاق الثورة، فأصبحت تمتلك انتشاراً كبيراً في الأراضي السورية، ومنابر إعلامية تتحدث عنها، وتغطي أخبارها العسكرية بشكل كامل يغني عن أدوات النظام ومنابره.
وأكدت المواقع الناطقة أو المقربة من تلك الميليشيات عن مصرع صاحب فكرة ومشروع تأسيس ميليشيات «اللجان الشعبية» في سوريا، والذي قتل قبل عامين ونيف على أطراف مدينة «دوما» في الغوطة الشرقية لدمشق، من خلال عبوة ناسفة أودت بحياته على الفور.
عامين مرّا على مقتل القيادي «سعد زمام» مؤسس تلك الميليشيات، مرَّ مقتله بصمت حكومي كامل، فلم ينعه النظام السوري أبداً، بل لم يعترف بوجود تلك الميليشيات حينها في المدن السورية، معتبراً ما يُحكى عن تأسيسها يصب في خانة المؤامرة الكونية عليه.
القيادي «زمام» من مواليد 1964 ينحدر من محافظة طرطوس، كان يعمل في مجال الفن التشكيلي، ومع انطلاقة الثورة في سوريا كان صاحب فكرة تأسيس «اللجان الشعبية» كقوات رديفة للجيش النظامي ضد معارضيه، وبحسب ما أكدته المصادر الإعلامية المقرَّبة من القتيل، أنه طرح فكرته على الجهات الرسمية.
ونشرت المصادر الإعلامية المقربة من «زمام» تأكيدات أن القتيل كان يتلقى أي أمر أو مهمة من القيادة العسكرية للجيش السوري، الذي أمدهُ بالسلاح والعتاد منذ عام 2011، ليقوم مؤسس اللجان بدوره بتجنيد الشبان القادمين من حي «ركن الدين» ومدينة «عدرا» العمالية وغيرهم من المناطق، ممن كانوا محسوبين أو مقربين على نظام الحكم. بعد تشكيل «سعد زمام» لتلك الميليشيات أقدم النظام السوري على تسليمه عدداً من المناطق ليشرف عليها، ومن تلك المناطق «دوما، حرستا، القابون، والسيدة زينب وما حولها، إضافة لتسليمه مسؤولية مطار دمشق الدولي»، ولكنه قُتل على أطراف مدينة «دوما» عقب استهدافه بواسطة عبوة «متفجرة» أودت بحياته على الفور، كما قُتل أخوه «مازن» بعد شهر من مقتله.
ورغم مقتل الشقيقين إلا أن النظام السوري، أو الجهات العسكرية والأمنية التي كانت توجّه «زمام» وأخيه إلى الجبهات، لم تعترف بمقتله حتى يومنا هذا، رغم أنه ضحى في سبيلهم من الحفاظ على نظام آل الأسد، ولكن الميليشيات التي أسسها رفعت اسمه، وحملت اسم فوج «سعد زمام».
كما عملت تلك الميليشيات على اسقاط اسم ضاحية «الأسد» في مدينة طرطوس السورية، مسقط رأس القيادي، ووضع اسمه رسمياً على تلك الضاحية، التي كانت مسماة باسم «الأسد» كناية عمن يدير نظام الحكم في سوريا.
العقيد المنشق عن قوات النظام «أبو فاروق» تحدث لـ «القدس العربي» قائلاً: لو لاحظتم أن قيادة الأسد العسكرية، سلَّحت المواليين لهم، من أبناء طائفتها، مع انطلاقة الثورة في سوريا، رغم أنه لم يكن الجيش السوري حينها بحاجة لأي مدني كي يحمل سلاحاً، وكان النظام حينها في أعلى مراتبه قوة وأكثرها عناصر.
ويتابع العقيد حديثه: «لكن النظام السوري تعمّد فعل ذلك بهدف تحوير الثورة عن هدفها من ثورة وطنية ومطلب شعبي، إلى اقتتال طائفي، سعى الأسد من خلال ذلك إلى إغراق سوريا بحرب أهلية تستمرّ لسنوات طوال، فهو تلاعب كثيراً على الوتر الطائفي في مواجهة الثورة الوطنية في سوريا، وزج أبناء طائفته بمواجهة المناطق الثائرة، وتسليحهم. وللأسف الكثير يجري خلف الأسد في إنجاح خطته بتفتيت النسيج الوطني بين السوريين، وزرع أحقاد قد ندفع جميعاً ثمنها لعشرات السنين، ويبقى الأسد رئيسا للبلاد حتى لو كان بمساحة لا تتجاوز خمسة كيلو مترات من الأراضي السورية».
هيومن رايتس ووتش: المسلحون السوريون “يحاكون قسوة” الجيش
بيروت- (رويترز): قال تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان الاثنين إن جماعات من المعارضة المسلحة في سوريا نفذت عشرات الهجمات العشوائية التي أسفرت عن مقتل وتشويه مدنيين انتهاكا لقوانين الحرب.
وأضاف التقرير أن الجماعات المسلحة لا يمكنها أن تستغل ما ترتكبه قوات الحكومة والفصائل المتحالفة معها من انتهاكات لتبرير شن أعمال عنف أفاد التقرير أنها كثيرا ما استهدفت مناطق بها تركيز عال من الأقليات الدينية.
وقال نديم خوري نائب المدير التنفيذي للشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش “لقد شهدنا سباقا نحو القاع في سوريا إذ تحاكي الجماعات المسلحة قسوة القوات الحكومية بشكل تكون له عواقب مدمرة على المدنيين”.
وبدأت الأزمة السورية في مارس آذار عام 2011 مع اندلاع انتفاضة شعبية ضد الرئيس بشار الأسد ثم تحولت الانتفاضة إلى صراع مسلح مع قمع قوات الأمن المحتجين.
وبعد مضي أربع سنوات بلغ عدد القتلى 200 ألف في الصراع السوري بين الجيش والفصائل المتحالفة معه وعدد من جماعات المعارضة من بينها جهاديون متشددون مثل تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن التقرير غطى هجمات وقعت في الفترة بين يناير كانون الثاني عام 2012 وابريل نيسان عام 2014 في محيط دمشق وحمص. وأعلنت جماعات مثل جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا وتنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتها عن بعض الهجمات.
لكن التقرير توصل إلى أن أفرادا في الجيش السوري الحر وجماعات معارضة أخرى نفذوا هجمات دامية متعمدة في مناطق مدنية.
واعتمد التقرير على روايات ضحايا وشهود في مكان التحقيقات وتسجيلات فيديو ومعلومات على وسائل التواصل الاعلامي. ووصف التقرير هجمات استخدمت فيها سيارات ملغومة وقذائف مورتر وصواريخ.
ووثق التقرير 17 تفجيرا بسيارات ملغومة وانفجارات أخرى في ريف دمشق ووسط دمشق وعدة أماكن في حمص.
وقال التقرير إن كثيرا من المناطق التي استهدفت بها عدد كبير من الأقليات الدينية بما في ذلك المسيحيون والعلويون والشيعة والدروز الذين يعتبرهم المسلحون السنة داعمين للحكومة.
وحث التقرير مجلس الأمن الدولي على رفع الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية وفرض حظر على السلاح على القوات المتورطة في انتهاكات واسعة أو منهجية بصرف النظر عن الجهة التي تقاتل معها.
تنظيم الدولة يهاجم خط إمداد النظام إلى حلب
محمد أبو الفوز
بالتزامن مع استمرار المعارك في حقل “شاعر” بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام السوري، في ريف حمص الشرقي، قام مسلحو التنظيم، فجر الجمعة، بهجوم مباغت على عدد من الحواجز في ريف حماة الشرقي، على الطريق الواصل بين حماة وحلب.
وتمكن مقاتلو التنظيم، بعد اشتباكات عنيفة، من السيطرة على حاجز “الشيخ هلال”، أحد أكبر حواجز قوات النظام في المنطقة، ثمّ هاجموا حواجز “المجبل” و”الحنيطة” و”المحطة”. وبعد السيطرة عليها قاموا بنسفها.
وقال عضو “تنسيقية ريف حماة الشرقي” أبو فراس، لـ”المدن” بإن عناصر من مليشيا “حزب الله” اللبناني تحصنوا في “شركة الكهرباء” القريبة من حاجز الشيخ هلال، وحاصرهم مقاتلو التنظيم، ثم قتلوا 15 منهم، في حين تمكّن 3 من الفرار. ونقل مصدر من مدينة سلمية، لـ”المدن” بأن جثث قتلى الحزب نقلت من مشفى السلمية إلى مدينة حماة، تمهيداً لنقلها إلى لبنان.
وفور السيطرة على الحواجز، أرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية، مدعومة بمقاتلين إيرانيين إلى المنطقة، حيث استطاع مقاتلو الدولة التصدي لثلاثة أرتال معززة بالدبابات والعربات المدرعة، جاءت تباعاً. ثمّ انسحبوا بعد استقدام قوات النظام لرتل رابع، بعد أن كان مقاتلو التنظيم قد قطعوا الطريق إلى ما بعد ظهر الجمعة.
وذكر الناشط في “كتلة أحرار حماة” أبو فاروق الحموي، لـ”المدن” بأن مصادر مقربة من النظام، أفادت بمقتل أكثر من 60 عنصراً من قوات النظام وميليشياته، بينهم ضباط، بالإضافة إلى عقيد إيراني. وأغلب القتلى موثقين بالاسم، كما أصيب 40 آخرون بينهم ضابط إيراني أيضاً، بالإضافة إلى 30 مفقوداً من مليشيا “الدفاع الوطني” من مدينة السلمية.
وبحسب “المركز الأخباري لمدينة حماة” فقد وصل للمشفى الوطني في المدينة 15 جثة مقطوعة الرأس، و10 جثث محروقة، من قتلى النظام الذين سقطوا في المعارك.
ويصل الطريق الذي تقع عليه هذه الحواجز، بين مدينة السلمية في ريف حماة الشرقي، و”معامل الدفاع” بالقرب من مدينة السفيرة بريف حلب. ويعتبر هذا هو خط إمداد النظام البري الوحيد إلى محافظة حلب، والمعروف بطريق إثريا-خناصر، وقطعه يعني توقف كامل الإمدادات البرية لقوات النظام السوري إلى حلب.
وتخوض قوات النظام معارك في باشكوي وحندرات بحلب، وهي بحاجة إلى الإمداد البري من أجل الاستمرار، عبر طريق إثريا-خناصر، لأن خط الإمداد البري الثاني عبر قرى نبّل والزهراء الموالية للنظام، مقطوع بسبب محاصرة المعارضة لهذه القرى. وفي حال قُطع طريق سلمية، ستكون قوات النظام محاصرة وبدون إمداد في حلب.
وتكمن أهمية هذه الحواجز، كونها تقع على طريق خناصر، وقريبة على قرى سلمية والصبورة والسعن، الواقعة تحت سيطرة النظام بريف حماة الشرقي.
ويُذكر أيضاً، ان تنظيم الدولة، قام بالتزامن مع هذه المعارك، باشتباكات في منطقة السخنة في ريف حمص الشرقي. وأفاد عضو “تنسيقية ريف حمص الشرقي” أبو يزن الحمصي، بأن قتلى الاشتباكات من طرف النظام وصلت إلى عشرين قتيلاً.
ويرى محللون عسكريون أن تنظيم الدولة الاسلامية الذي مني بهزائم في الفترة الأخيرة في محافظات حلب والرقة والحسكة، يسعى إلى تسجيل انجازات عسكرية ولو محدودة على الأرض لتعويض خسائره. وأن المنطقة التي حصلت فيها الهجمات في ريف حماة الشرقي، والتي ترافقت مع اشتباكات عنيفة، هي في معظمها شبه صحراوية وتتناثر فيها التجمعات، ما يسهل تنفيذ الهجمات عليها.
وقال القائد في “لواء سور العاصي” أبو محمد الحسني، لـ”المدن” إن هذه المعركة هي محاولة من قوات التنظيم للسيطرة على الطريق المؤدية إلى حلب، قبل سيطرة قوات المعارضة عليها. وكانت كتائب من المعارضة المسلحة؛ “فيلق حمص” و”جبهة النصرة” و”حركة أحرار الشام”، قد أطلقت منذ أيام، معركة في الريف الشرقي الجنوبي لمدينة حماة، باسم “وإن استنصروكم”. وكانت المعارضة قد سيطرت على قرية الكافات الواقعة في ريف سلمية، على طريق إثريا-خناصر. وفي حال تقدمها، كانت المعارضة ستسيطر على الحواجز التي اجتاحها تنظيم الدولة، ما سيجعل الطريق الواصل إلى حلب تحت سيطرتها، وهو الأمر الذي لا يريده تنظيم الدولة.
ويذكر أن جبهة ريف حماة الشرقي التي كانت هادئة في الفترات السابقة، قد عادت لتشتعل، ما يسبب تشتيتاً لقوات النظام، حيث أن المعارك مستمرة في ريف حماة الشمالي، كما أن معركة تحرير إدلب قد انطلقت، بالإضافة إلى المعارك التي يخوضها النظام في حلب وريفها.
فيصل القاسم: الأسد لا يستطيع أن يحمي مؤخرته فما بالك أن يحمي مصالح إيران في سوريا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—قال الإعلامي السوري، فيصل القاسم، الاثنين، إن الرئيس السوري، بشار الأسد، لا يستطيع أن يحمي “مؤخرته” على حد تعبيره فكيف له أن يحمي مصالح إيران في سوريا؟
وتابع القاسم في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك: “البعض يعتقد أن إيران ستتنازل عن مشروعها النووي مقابل الاحتفاظ بالأسد.. إن من يقول هذا الكلام السخيف لا يفهم ألف باء السياسة والاستراتيجيا.”
وأضاف: “الكل يعرف وأولهم إيران أن الأسد لا يستطيع أن يحمي مؤخرته فما بالك أن يحمي مصالح إيران في سوريا. وقبل ثلاث سنوات لم تستطع قوات الأمن السورية ان تحمي حافلة محملة بالسياح الإيرانيين في وسط دمشق فتم اختطافها في وضح النهار. ولو كان بشار الأسد قادراً على حماية نفسه لما أرسلت له إيران عشرات الألوف من المقاتلين الشيعة من دول مختلفة بعد أن انهار جيشه.. صدقوني: بشار الأسد أصبح عبئاً ثقيلاً على إيران وروسيا.”
وأردف الإعلامي السوري قائلا: “لو عرفتم ماذا تقول القيادات الروسية بعيداً عن الإعلام عن بشار الأسد والكلمات النابية لوصفه لعرفتم أنه اصبح ورقة محروقة ولا يمكن إعادة تأهيله أبداً. قال شو قال: التنازل عن النووي مقابل الاحتفاظ ببشار. والله هذا النظام المتداعي لا يمكن مبادلته بمفرقعات نارية بتاع الأطفال فما بالك أن تبادله بالنووي.”