أحداث الاثنين 25 كانون الثاني 2016
«الإنذار الروسي» الأخير حمله كيري … ويقلق المعارضة قبل جنيف
لندن – ابراهيم حميدي
«الإنذار الروسي» الذي حمله وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى المنسق العام للهيئة التفاوضية للمعارضة السورية رياض حجاب خلال لقائهما في الرياض، كان طوال أمس موضع تفسير وأخذ ورد بين دول «أصدقاء سورية» وقادة المعارضة لبلع «كأس السم» الذي تجرعته والقرار الذي ستتخذه المعارضة وما إذا كان ممثلوها سيذهبون إلى مفاوضات جنيف بالشروط التي وضعها تفاهم كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
بعد ظهر السبت، تبلغ حجاب من كيري أن المفاوضات هي لـ «تشكيل حكومة مشتركة مع النظام والعمل على انتخابات يحق (للرئيس بشار) الأسد الترشح فيها وليس هناك جدول زمني لرحيل الأسد» ذلك بناء على خريطة الطريق التي أقرها القرار الدولي 2254 الشهر الماضي على أساس تفاهمات «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا التي بنيت أصلاً على «الخطة الإيرانية الرباعية ذات النقاط الأربع»، وتضمنت «وقف النار وحكومة وحدة وطنية وتعديلاً للدستور وانتخابات»، بحسب ما قاله حجاب لشركائه ومسؤولين غربيين أمس. وأعرب عن القلق من التخلي الأميركي عن «هيئة الحكم الانتقالية بموجب بيان جنيف» للعام 2012 و «تبني التفسير الروسي- الإيراني للحل السياسي واعتماد مرجعية فيينا فقط».
وبالنسبة الى تركيبة وفد «قائمة الرياض»، فإن كيري أبلغ حجاب، رئيس الوزراء المنشق، أنه تجب إضافة رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم ورئيس «مجلس سورية الديموقراطي» هيثم مناع ورئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل الى وفد المعارضة، أو أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا سيدعوهم إلى جنيف بـ «صفتهم مستشارين وخبراء». أيضاً، على المعارضة ألا تتوقع حصول «إجراءات بناء الثقة قبل المفاوضات، لأنها تخضع للعملية التفاوضية»، بل إن بعض الغربيين ذهب أبعد: «نعتبر بمجرد بدء النظام إدخال المساعدات الإنسانية إلى مضايا (في ريف دمشق)، هو بدء في إجراءات بناء الثقة» وأن المطالبة بتنفيذ البندين 12 و13 المتعلقين بفك الحصار وإطلاق معتقلين ووقف القصف العشوائي «شروط مسبقة»، وأن كيري ولافروف «متفقان على مفاوضات من دون شروط مسبقة».
ووفق حجاب، فإن «رسائل» كيري، تضمنت «إنذاراً» من أنه على الهيئة التفاوضية أن تذهب إلى جنيف وفق هذه الشروط و «من دون ضمانات للتنفيذ وإلا فإن دعمنا للمعارضة سيتوقف»، وأنه «في حال ذهبت المعارضة إلى المفاوضات وأفشل النظام العملية لا نعد بزيادة الدعم حتى لو تصاعد القصف الروسي»، علما أن غرفتي العمليات العسكرية في الأردن تركيا التي تضم «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي إيه) هي المسؤولة عن تنسيق الدعم العسكري والمالي لفصائل معارضة شمال سورية وجنوبها، خصوصاً ما يتعلق بصواريخ «تاو» المضادة للدروع التي كانت مسؤولة عن «مجزرة الدبابات» لدى تدمير أكثر من مئة دبابة وآلية في وسط سورية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
في موازاة لقاءات كيري مع وزراء مجلس التعاون الخليجي وحجاب في العاصمة السعودية، كان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يجري محادثات مع القادة الأتراك هدفها الضغط لـ «عزل» تركيا عن سورية وفرض إجراءات أمنية حدودية لمنع التسلل وتكثيف العمليات ضد «داعش» والعمل على «خنق» هذا التنظيم، إضافة إلى «تليين» موقف أنقرة من إمكان إيجاد صيغة لمشاركة «الاتحاد الديموقراطي» في مفاوضات جنيف، خصوصاً بعدما أبلغت الخارجية التركية المعنيين أنه في حال شارك مسلم في مفاوضات جنيف، فإن تركيا ستنسحب من «المجموعة الدولية لدعم سورية» وإن «الائتلاف» لن يشارك في مفاوضات جنيف، في وقت استمر التعاون الأميركي العسكري مع «وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة لـ «الاتحاد الديموقراطي» ويجري بحث إمكان إقامة قاعدة عسكرية في مطار زراعي شرق سورية على بعد عشرات الكيلومترات من مطار القامشلي الذي يجهزه الروس لعملياتهم.
في موازاة ذلك أيضاً، كانت القوات النظامية السورية بدعم جوي وبري روسي تتقدم في آخر معاقل المعارضة في ريف اللاذقية وتقترب من قطع خطوط الإمداد عن تركيا.
وبمجرد انتهاء لقاء كيري- حجاب، تكثفت اتصالات الهيئة التفاوضية في أكثر من اتجاه. بعض أعضائها وجّه اللوم لحجاب لأنه «استفز الروس» عندما جرى تعيين العميد المنشق أسعد الزعبي رئيس الوفد المفاوضات، ومصطفى علوش القيادي في «جيش الإسلام» كبير المفاوضين، في حين تساءل آخرون «ما إذا كان هذا التصعيد منسقاً مع دول إقليمية أم أنه سوء تقدير للموقف الأميركي والمواقف الإقليمية لدول داعمة للمعارضة».
وعلوش أرسل ملخص «إنذارات» كيري إلى قادة فصائل مقاتلة لحشد الدعم. أعضاء آخرون بعثوها إلى قياديين في «الائتلاف»، فيما بدأ بعض الأعضاء شن حملة ضد «إملاءات روسيا وأميركا». وصباح أمس، كان الاتجاه في الهيئة التفاوضية لمقاطعة مفاوضات جنيف، بل إن البعض بدأ يعد لـ «حملة شعبية» ضد المفاوضات تبلغ ذروتها في تظاهرات من نشطاء و «الجيش الحر» الجمعة المقبل. والرهان هنا كان أن فرنسا وبريطانيا وتركيا وقطر ودول إقليمية «ستقف مع المعارضة وستميز موقفها عن الموقف الأميركي».
استدعى هذا «تدخلاً عاجلاً» من دول غربية وواشنطن. اجتمع المبعوث الأميركي مايكل راتني مع حجاب أمس، وتكثفت الاتصالات مع مبعوثي دول غربية وإقليمية لإيحاد مخرج و «البحث عن صوت العقلانية». الجهد الأميركي تركز على «تبريد» ما اعتبره حجاب «إنذارات». والصيغة كانت أنه بإمكان الهيئة المعارضة أن تكون «مرنة» وتذهب إلى مفاوضات جنيف وتقول موقفها «الصلب»، وهو أنها «تريد هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية وأن الدور للأسد في مستقبل سورية» وأن تريد أن يكون هذا الأمر «البند الأول على جدول الأعمال». أي أن «يتحول موقف الهيئة من مبدئي سابق للتفاوض إلى موقف تفاوضي».
وتفتق ذهن أحدهم بأن يقنع علوش القيادي في «جيش الإسلام» بأن «يتنحى طوعاً» وأن تترك لممثلي «الجيش الحر» عملية بحث البعد العسكري والأمني في المفاوضات، بعدما تبلغت الهيئة ضرورة تغيير الزعبي وعلوش بعد اعتراض موسكو، خصوصاً أن الجولة الأولى لن تبحث شؤوناً عسكرية.
ممثلون آخرون لدول حليفة للمعارضة رأوا ضرورة ذهاب الهيئة التفاوضية إلى جنيف، لأنه سيكون صعباً الدفاع عن مقاطعة العملية السياسية، خصوصاً أن وفد الحكومة تشكل وتبلغت الأمم المتحدة أسمائه، وهو يضم 17 عضواً برئاسة نائب وزير الخارجية فيصل المقداد «المشرف العام ومقره دمشق» ورئاسة السفير بشار الجعفري وعضوية شخصيات من خلفيات مذهبية وعرقية ودينية وسياسية عدة، بينهم ممثلة «الحزب القومي السوري الاجتماعي» أمل يازجي ورئيس «المبادرة الكردية» عمر أوسي، إضافة إلى 19 «إعلامياً». كما تبلغت الأمم المتحدة وصول أعضاء في «القائمة الروسية» بينهم جميل ومسلم ومناع الى جنيف خلال ساعات.
من جهته، دي ميستورا، المعزز بتمديد ولايته إلى أيلول (سبتمبر) من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ولا يزال يطمح بزيارة الرياض، يقدم مساء اليوم من منبر الأمم المتحدة في جنيف شرحاً لأسباب تأخر المفاوضات التي كانت مقررة اليوم. لكنه مستمر في الإعداد لهذه المفاوضات وفق تصور جديد، وهو أن تأتي الوفود إلى جنيف الأربعاء أو الخميس لإجراء مفاوضات غير مباشرة، حيث يجلس ممثلو الأطراف في غرفة منفصلة ويقوم دي ميستورا وفريقه بالتجول بينها.
على المبعوث الدولي وفريقه أولاً، حل مشكلة تمثيل وفد المعارضة وما إذا كانت «قائمة موسكو» ستلون «قائمة الرياض» أم أنه سيتعاطى مع بعض أعضائها كمستشارين. ثانياً، عليه أن يحل «عقدة» برنامج المفاوضات. الحكومة تريد فقط بحث «محاربة الإرهاب»، فيما تريد المعارضة البحث في هيئة الحكم الانتقالية التي ترى دمشق أنها «انتهت بموجب القرار 2254 والحديث فقط عن حكومة وحدة وطنية». وهنا، فإنها تفتح ملف تشكيل هذه الحكومة مع «القائمة الروسية»، الأمر الذي لا يجد بعض المعارضين مبرراً كي يكون هذا من بوابة جنيف لأنه قد يحصل من منصة موسكو.
ثالثاً، إجراءات بناء الثقة و «حسن النوايا»، وسط قلق المعارضة أن تتحول منصة جنيف إلى «مفاوضات إنسانية» وليست سياسية، وسط حديث مرصد حقوقي أمس أن 400 في مضايا المحاصرة في حاجة إلى علاج عاجل وأن غارات روسية قتلت مئة شخص في بلدة في ريف إدلب، بينما تتحدث الحكومة عن مناطق تحاصرها المعارضة. رابعاً وقف النار، ذلك أن دمشق ترفض وقف النار «لأننا في حالة دفاعية ضد الإرهاب، وعلى الآخرين وقف العدوان»، فيما تريد المعارضة وقفاً شاملاً للنار بعد التقدم في العملية السياسية. وهنا بدا كيري الوحيد من يريد وقف النار، على عكس الحكومة والمعارضة وحلفائهما.
يحمل دي ميستورا هذه الأفكار في ذهنه إلى إسطنبول في اليومين المقبلين لعرضها على «الائتلاف» والحكومة التركية قبل بدء المفاوضات غير المباشرة التي تجرى الاستعدادات اللوجستية لها وكأنها حاصلة الخميس المقبل لمدة أسبوعين كي تعلق لترتيب اجتماع وزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا لبحث نتائج الذي تحقق وبحث إمكان التقدم وعقد مفاوضات مباشرة لتنفيذ 2254.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير لصحيفة «فرانكفورتر ألغيمايني تسايتونغ» أمس: «أخشى أننا تخطينا مرحلة الانتقاء الدقيقة لاختيار جميع الأطراف والمفاوضين. بالطبع لا نريد على الطاولة إرهابيين وإسلاميين متطرفين يريدون فقط تخريب العملية السياسية، لكننا نريد تحالفاً من كل الذين يمثلون شرائح من المجتمع السوري ويمتلكون قوة فعلية ويحترمون مبادئ فيينا وهم مستعدون لوقف القتال خلال محادثات جنيف».
كيري يهدد المعارضة بـ «كأس السم» قبل جنيف
لندن – إبراهيم حميدي الرياض – عبدالهادي حبتور
كثف أعضاء الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية أمس اتصالاتهم لاتخاذ موقف من «كأس السم» الذي تبلغه منسقها العام رياض حجاب من وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال لقائهما في الرياض أول من أمس، وتضمّن الذهاب إلى مفاوضات جنيف بعد أيام لتشكيل «حكومة وحدة وطنية» لتعديل الدستور وإجراء انتخابات يشارك فيها الرئيس بشار الأسد، في وقت اقتربت القوات النظامية بدعم جوي وبري روسي من قطع خطوط الإمداد للمعارضة في ريف اللاذقية من تركيا.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة»، إن كيري أبلغ حجاب تفاهماته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وتضمنت المشاركة في مفاوضات لـ «تشكيل حكومة مع النظام (وليس هيئة انتقالية)، والعمل على انتخابات يحق للأسد الترشح فيها من دون جدول زمني لرحيله»، بناء على خطة أقرها القرار الدولي 2254 الشهر الماضي على أساس تفاهمات «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا التي بنيت على «الخطة الإيرانية الرباعية ذات النقاط الأربع»، وتضمنت «وقف النار وحكومة وحدة وطنية وتعديلاً للدستور وانتخابات». وطلب كيري من حجاب إضافة رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم ورئيس «مجلس سورية الديموقراطي» هيثم مناع ورئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل إلى وفد المعارضة، أو أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا سيدعوهم إلى جنيف بـ «صفتهم مستشارين وخبراء».
وضم الوفد الذي قابل كيري كلاً من حجاب وسالم المسلط وصفوان عكاش وعبدالحكيم بشار ومحمد علوش من «جيش الإسلام». ووفق مصادر مطلعة تحدثت لـ «الحياة»، رفض الوفد تقديم أي تنازلات بخصوص إضافة أسماء جديدة، معتبراً أن جميع أطياف المعارضة ممثلة في نتائج اجتماع الرياض. وطالبت بإيقاف القصف الجوي على المدنيين وفك الحصار قبل بدء أي عملية تفاوضية، إلا أن كيري اعتبر ذلك شروطاً مسبقة. ووفق حجاب، فإن «رسائل» كيري تضمنت «إنذاراً» من أنه على الهيئة التفاوضية أن تذهب إلى جنيف وفق هذه الشروط «وإلا فإن دعمنا للمعارضة سيتوقف».
وأظهرت مناقشات المعارضة الداخلية وحلفائها الإقليميين والدوليين، ظهور ثلاثة اتجاهات: الأول مقاطعة مفاوضات جنيف وحشد نشطاء ومعارضين ضد «الإملاءات الأميركية- الروسية». الثاني الذهاب الى جنيف والتعبير عن «موقف صلب». الثالث بناء استراتيجية مع دول إقليمية لـ «الانتقال من الثورة إلى حرب التحرير ضد الاحتلال الروسي- الإيراني». لكن مسؤولين غربيين نصحوا الهيئة العليا بـ «اتخاذ موقف عقلاني، لأنها لا يمكنها الدفاع عن مقاطعة عملية السلام». وأشارت المصادر إلى رغبة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا المجيء إلى الرياض وإسطنبول للقاء المعارضة.
ميدانياً، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية نفذت عمليات مركزة اتسمت بالدقة والسرعة مستخدمة تكتيكات تتناسب مع المنطقة الجبلية والحرجية وأحكمت خلالها السيطرة على قرية الروضة وبلدة ربيعة» في ريف اللاذقية.
وبالسيطرة على ربيعة، «أصبح الجيش قادراً على قطع طريق تسلل عناصر الفصائل باتجاه اللاذقية جنوباً، ولن يعود بمقدورهم الاقتراب أو إطلاق الصواريخ» باتجاه المدينة، وتحديداً مطار حميميم مقر القاعدة الروسية. وقال الخبير في الجغرافيا السورية في معهد «واشنطن إنستيتيوت» فابريس بالانش: «تعد ربيعة ملتقى طرق في المنطقة»، أهمها تلك التي تصل إلى الحدود التركية التي تبعد 13 كيلومتراً عن البلدة.
وسيطرت قوات النظام أيضاً بدعم من مسلحين موالين، على قريتي دروشان والروضة بعد تمكنها من بلدة ربيعة وقرية طورورس في جبل التركمان، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي قال إن مستشارين روساً يشرفون على العمليات في ريف اللاذقية تحت قصف عنيف من الطيران الروسي.
مقتل 11 عنصراً من «جبهة النصرة» بعد استهدافها في إدلب
بيروت – أ ف ب
قال «المرصد السوري لحقوق الانسان» اليوم (الإثنين)، إن 16 شخصاً بينهم 11 مقاتلاً من «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية أخرى، قتلوا بعد سقوط صاروخ بالستي على مقر تستخدمه الجبهة كمحكمة في شمال غربي سورية.
و أضاف «المرصد» انه سقط صاروخ بالستي شديد الانفجار على مخفر سابق تستخدمه «جبهة النصرة» كمحكمة في مدينة سلقين في ريف إدلب الشمالي الغربي، ما أدى إلى مقتل 11 مقاتلاً من «جبهة النصرة» وخمسة مدنيين.
ولم يتضح وفق «المرصد»، ما إذا كانت قوات النظام السوري ام قوات روسية هي من أطلقت الصاروخ، أو المكان الذي أطلق منه، إلا انه ترافق مع تحليق طائرات حربية.
وأوضح المرصد أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، لوجود جرحى في حالات خطرة. واستهدف الصاروخ مقر المحكمة فور انتهاء اجتماع مصالحة بين «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» بعد توتر شهدته المدينة بين الطرفين أمس، على خلفية مداهمة الجبهة أحد مقار الحركة وتبادل إطلاق النار، ما أدى إلى مقتل أحد عناصر «جبهة النصرة».
وتتحالف «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» في إطار «جيش الفتح» الذي تمكن الصيف الماضي من السيطرة على مجمل محافظة ادلب، حيث بات وجود قوات النظام يقتصر على بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام والمحاصرتين من «قوات الدفاع الوطني» ومسلحين موالين لها.
وتعرضت مقار «جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معها في الآونة الأخيرة لاستهدافات عدة، إذ قتل 81 شخصاً على الاقل، بينهم 23 من مقاتلي «جبهة النصرة»، في 10 كانون الثاني (يناير) الجاري، نتيجة غارة روسية على موقع للجبهة، يضم محكمة وسجناً في مدينة معرة النعمان في إدلب.
كيري يأمل أن تتضح الأمور في شأن محادثات سورية خلال يوم إلى يومين
فينتيان – رويترز
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه يأمل بأن «تتضح الأمور» في شأن محادثات السلام السورية، التي كان من المفترض أن تبدأ في جنيف اليوم (الإثنين)، في غضون ما بين 24 و48 ساعة.
وقال كيري خلال زيارة إلى لاوس إنه اتفق مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا على أنه يجب ألا توجه الدعوات للمحادثات إلا بعد «ترتيب كل الأمور». وأضاف أن «مستقبل المحادثات في يد الأطراف السورية».
وتابع «يجب أن يتحلو بالجدية، وأن لم يفعلوا ستستمر الحرب…الأمر يعود لهم، يمكنك أن تقود حصاناً إلى المياه، لكن ليس بوسعك أن تجبره على الشرب».
وأضاف: «وضعنا إطار عمل…بمقدور السوريين أن يقرروا مستقبل سورية، وسننتظر لنرى ما هو القرار الذي يتخذه ستافان في شأن كيف سيبدأ بالتحديد، لكننا لا نريد أن نتخذ القرار ثم تنهار المحادثات في اليوم الأول… الأمر يستحق يوماً أو يومين أو ثلاثة أو أياً كان».
وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف اليوم، لكن دبلوماسياً غربياً استبعد أمس أن تبدأ المحادثات قبل الأربعاء المقبل.
وقالت الحكومة السورية إنها مستعدة للحضور، لكن «الهيئة العليا للمفاوضات» التي تضم جماعات سياسية وجماعات مسلحة معارضة للرئيس السوري بشار الأسد، قالت إنها لن تحضر حتى توقف الحكومة القصف وترفع الحصار عن مناطق سورية وتطلق سراح معتقلين، وهي خطوات نص عليها قرار صدر من مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي.
وذكر كيري إنه يأمل في أن «تتضح الأمور» في غضون 24 إلى 48 ساعة، ورفض تصريحات من كبير مفاوضي المعارضة الذي قال أمس، إن «المعارضة تتعرض لضغط من كيري لحضور المفاوضات».
وقال كيري «لا أعرف من أين جاء بهذا الكلام، ربما هي مسألة ضغط أو مسألة سياسية داخلية، لكن ليس هذا هو الحال».
وقال: «هم المفاوضون وبالتالي هم من سيقررون في شأن المستقبل… ما قلته لهم أن الأمر بالتراضي، فأنتم تملكون حق الاعتراض وهوكذلك (بشار الأسد)، وبالتالي يجب عليكم أن تقرروا كيف ستمضون قدماً هنا».
وأشار إلى أن «موقف الولايات المتحدة لم يتغير، وهو اننا ما نزال نساند المعارضة سياسياً ومالياً وعسكرياً».
وذكر كيري أنه تحدد موعد «موقت» في 11 شباط (فبراير) المقبل، لاجتماع آخر لمجموعة الدعم الدولي لسورية التي تضم دولاً تساند عملية السلام.
المعارضة السورية بين الضغوط الأميركية والتقدم الميداني للنظام في اللاذقية
المصدر: (و ص ف، رويترز)
عشية محادثات سلام سورية مرتقبة في جنيف يعرقلها حتى الآن خلاف على ممثلي المعارضة، أحرز الجيش السوري تقدماً ميدانياً أمس بسيطرته على بلدة ربيعة آخر معقل استراتيجي للفصائل الاسلامية والمقاتلة في محافظة اللاذقية بغرب البلاد.
وأعلن الناطق باسم الجيش السوري السيطرة على البلدة بعد معارك استمرت يومين. وقال في بيان بثه التلفزيون الرسمي: “قواتنا وبالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية سيطرت على 18 بلدة وقرية بما يزيد على 120 كيلومتراً مربعاً في ريف اللاذقية الشمالي خلال اليومين الماضيين”.
وأفاد مصدر عسكري أنه “مع سقوط ربيعة، يمكن اعتبار ريف اللاذقية الشمالي ساقطاً نارياً في يد الجيش، وبالتالي سنعلن قريباً محافظة اللاذقية أول محافظة خالية من المسلحين”. وأوضح ان ربيعة تعد نقطة انطلاق لعمليات عسكرية شرقاً نحو محافظة ادلب التي تسيطر عليها الفصائل الاسلامية والمقاتلة تماماً باستثناء بلدتين.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له إن مستشارين روساً يشرفون على العمليات في ريف اللاذقية وخصوصاً لضمان أمن قاعدة حميميم الجوية التي تتخذها القوات الروسية مقراً لها. وغالباً ما استهدفت الفصائل المقاتلة مدينة اللاذقية بالقذائف من تلك المنطقة.
واستعيدت ربيعة بعد نحو اسبوعين من سيطرة الجيش السوري على بلدة سلمى في جبل التركمان، والتي كانت تعد اهم معقل للفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف اللاذقية. وكانت الفصائل سيطرت على البلدتين عام 2012.
وفي مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، قتل ثلاثة أشخاص واصيب آخرون في انفجار عبوة ناسفة وضعت أمام مقهى للانترنت في حي الوسطى ذي الغالبية المسيحية. وتبنى تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في بيان تداولته مواقع جهادية الاعتداء.
وكانت تفجيرات عنيفة استهدفت حي الوسطى في نهاية كانون الاول الماضي واسفرت عن مقتل 16 شخصاً.
وتنفيذا لقرار مجلس الامن ، يتوقع ان تبدأ في الايام المقبلة محادثات سلام بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة، لم يتضخ موعدها حتى الآن في انتظار التوصل الى حل لبعض المسائل العالقة.
وكان مقرراً عقد هذه المحادثات اليوم، إلا ان الامم المتحدة اعلنت ان “من المرجح” تأجيلها لأسباب قد تكون مرتبطة بخلاف على تشكيل وفد المعارضة الذي اعلنته الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت من اجتماع للمعارضة في الرياض.
ويعقد المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا اليوم مؤتمراً صحافياً عن المحادثات.
وتعارض موسكو اقتصار الوفد المعارض على الاسماء التي اعلنت من الرياض، خصوصاً انه يضم ممثلين لفصائل مقاتلة في مقدمهم كبير المفاوضين محمد علوش المسؤول السياسي في “جيش الاسلام”، الفصيل المقاتل الذي تعتبره كل من دمشق وموسكو “ارهابياً”.
وخلال زيارة للسعودية السبت، بحث وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع نظيره السعودي عادل الجبير في قضية المحادثات، كما اتصل هاتفياً بنظيره الروسي سيرغي لافروف وبحث معه في مسألة تمثيل المعارضة. والتقى كيري ايضاً العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان. كما التقى الوزير الاميركي رئيس الهيئة العليا للمفاوضات مع النظام المنبثقة من مؤتمر الرياض رياض حجاب.
وقال محمد علوش إنه يتعرض لضغط من كيري لحضور محادثات جنيف للتفاوض على مطالب المعارضة. وأضاف أنه سيكون هناك رد قوي على الضغط الأميركي. وسئل هل تمضي محادثات السلام قدماً هذا الأسبوع، فأجاب بأنه سيترك هذا الأمر للساعات المقبلة.
وقال العضو في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” سمير نشار إن “هيئة المفاوضات العليا في الرياض ستعقد اجتماعا غداً لتحديد موقفها من الاقتراحات التي تقدم بها كل من كيري ودو ميستورا، منها اجراء تعديلات على اسماء الوفد”. وأكد رفض الهيئة “اضافة اسماء جديدة من خارج اجتماع الرياض الى الوفد أو القبول بمشاركة وفد معارض ثان”.
شتاينماير
وصرّح وزير الخارجية الالماني فرانك – فالتر شتاينماير لصحيفة “فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ” بأن من الضروري ان يتضمن وفد المعارضة مجموعات مقاتلة على ألا تكون “متطرفة أو ارهابية”. وقال: “أخشى اننا تخطينا مرحلة الانتقاء الدقيق لاختيار جميع الاطراف والمفاوضين”. وأضاف: “طبعاً لا نريد على الطاولة ارهابيين واسلاميين متطرفين يريدون فقط تخريب العملية السياسية، لكننا نريد تحالفاً من كل الذين يمثلون شرائح من المجتمع السوري ويملكون قوة فعلية ويحترمون مبادئ فيينا وهم مستعدون لوقف القتال خلال محادثات جنيف”.
وكان مجلس الامن تبنى بالاجماع في 19 كانون الاول 2015 للمرة الاولى منذ بدء النزاع قراراً يحدد خريطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة من الشهر الجاري وينص على وقف النار وتأليف حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات في غضون 18 شهراً، من غير ان يشير الى مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
النظام يستعيد ربيعة آخر معاقل المعارضة بريف اللاذقية بايدن: مستعدّون لحل عسكري ضد “داعش” في سوريا
المصدر: (و ص ف، رويترز)
أحرز الجيش السوري تقدما ميدانياً بسيطرته على آخر معقل استراتيجي للمعارضة في محافظة اللاذقية بغرب البلاد ، بينما أبدى نائب الرئيس الاميركي جو بايدن استعداد واشنطن لحل عسكري ضد “الدولة الإسلامية” (داعش) في سوريا.
أفاد الاعلام السوري الرسمي انه بعد أيام من معارك عنيفة في ريف اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي، حقق الجيش السوري تقدما سيطر خلاله على عدد من القرى والبلدات في جبلي التركمان والاكراد ليحكم سيطرته على بلدة ربيعة، آخر معقل استراتيجي للفصائل الاسلامية والمقاتلة في المنطقة.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر عسكري ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية نفذت عمليات مركزة اتسمت بالدقة والسرعة مستخدمة تكتيكات تتناسب مع المنطقة الجبلية والحرجية وأحكمت خلالها السيطرة على قرية الروضة وبلدة ربيعة”.
وتقع ربيعة في جبل الاكراد وكانت تنتشر فيها فصائل اسلامية ومقاتلة أهمها “الفرقة الساحلية الثانية” المؤلفة أساساً من مقاتلين تركمان و”الحزب الاسلامي التركستاني” و”جبهة النصرة” (ذراع تنظيم “القاعدة” في سوريا).
وأوضح “مدير المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له أنه “خلال الساعات الـ48 الماضية، حاصرت قوات النظام بلدة ربيعة من ثلاث جهات الجنوبية والغربية والشمالية، بعدما سيطرت على 20 قرية”. كما سيطرت بدعم من مسلحين موالين لها على قريتي دروشان والروضة بعد تمكنها من السيطرة على بلدة ربيعة وقرية طورورس القريبة منها في جبل التركمان.
وقال عبد الرحمن إن مستشارين روساً يشرفون على العمليات في ريف اللاذقية حيث يهدفون خصوصاً الى ضمان أمن قاعدة حميميم الجوية التي تتخذها القوات الروسية مقراً لها. وغالباً ما استهدفت الفصائل المقاتلة مدينة اللاذقية بالقذائف من تلك المنطقة.
وذكر الخبير في الجغرافيا السورية في معهد “واشنطن انستيتيوت” فابريس بالانش أن “ربيعة تعد ملتقى طرق في المنطقة” اهمها تلك التي تصل الى الحدود التركية شمالاً. وبالسيطرة عليها، ” صار الجيش السوري قادراً على قطع طريق تسلّل مقاتلي الفصائل في اتجاه اللاذقية جنوبا، وتالياً لن يعود في مقدورهم الاقتراب أو اطلاق الصواريخ” في اتجاه المدينة وتحديدا مطار حميميم.
وتترافق عمليات الجيش السوري في اللاذقية مع غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي الذي قام بدور اساسي في معركة ربيعة، استناداً إلى المرصد.
وخلص عبد الرحمن الى انه “بالسيطرة على ربيعة، تضيق القوات الحكومية الخناق على طرق إمداد مقاتلي الفصائل عبر الحدود التركية شمالا”.
وأوردت “سانا” ان ربيعة تقع على مسافة 13 كيلومتراً من الحدود التركية.
وتأتي استعادة ربيعة بعد نحو أسبوعين من سيطرة الجيش السوري على بلدة سلمى في جبل التركمان، التي كانت تعد أهم معقل للفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف اللاذقية. وكانت الفصائل سيطرت على البلدتين في 2012.
وفي شرق البلاد، أحصى المرصد 63 قتيلاً من المدنيين في غارات جوية، يرجح انها روسية، بينهم تسعة اطفال، في استهداف بلدة خشام بريف دير الزور الشرقي.
بايدن
في غضون ذلك، صرح بايدن السبت بأن الولايات المتحدة وتركيا مستعدتان لحل عسكري ضد “داعش” في سوريا إذا أخفقت الحكومة السورية والمعارضة المسلحة في التوصل إلى تسوية سياسية.
وأضاف في مؤتمر صحافي بعد اجتماع مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو: “نعلم أنه من الأفضل التوصل الى حل سياسي، لكننا مستعدون… إذا لم يكن ذلك ممكناً لأن يكون هناك حل عسكري لهذه العملية وطرد داعش”، في إشارة إلى التنظيم المتطرف الذي يسيطر مسلحوه على أجزاء من سوريا.
وأوضح مسؤول أميركي في ما بعد أن بايدن كان يتحدث عن حل عسكري خاص بـ”الدولة الإسلامية” لا في سوريا ككل.
وقال بايدن إنه وداود أوغلو ناقشا أيضاً كيف يمكن البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي تقديم مزيد من الدعم لقوات المعارضة السنية العربية التي تقاتل لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي كلمة ألقاها بعد لقائه نائب الرئيس الأميركي، كرر داود أوغلو احترام تركيا لوحدة أراضي العراق.
وفي وقت لاحق التقى بايدن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ولكن لم يصدر عن الاجتماع بيان مشترك كما كان متوقعاً. وقالت مصادر رئاسية إن اردوغان شدد مجدداً على أن عمليات تركيا في بعشيقة حيث تتمركز قوات تركية تستهدف تدريب القوات المحلية. ودعا إلى بذل جهود جدية لتطهير العراق من الارهاب بدءاً بالرمادي ثم الفلوجة والموصل.
كيري يُخضع «الائتلافيين»: وفدان للمعارضة و«إعلان فيينا» الأساس
روسيا تفرض وجهتها على «جنيف السوري»
محمد بلوط
المعارضة السورية وفدان لا وفد واحد الى «جنيف 3»، الاول تحت المظلة الروسية، والثاني تحت المظلة الاميركية ـ السعودية. الروس نجحوا بفرض حلفائهم من المعارضة السورية في قلب المسار السياسي الذي يدفعون به منذ إعلان فيينا، ليواكب عمليتهم العسكرية، و «الائتلاف»، بموافقته، لم يعد ممثلاً حصرياً للمعارضة السورية، والمفاوضات لن تقتصر على اتجاه واحد بين الحكومة السورية و«الائتلافيين»، ولكنها ستكون مفاوضات مثلثة حقيقية، تتفاوض فيها أطراف المعارضة ووفداها في ما بينها، وتتفاوض الحكومة السورية مع «معارضتين» تختلفان حول نقاط كثيرة، أهمها العملية الانتقالية التي لن تكون ركيزة أي مفاوضات بالنسبة الى الوفد الذي اقترحه الروس، بل وفق إعلان «فيينا 1»، وخريطة النقاط السبع.
التفاهم الروسي الأميركي حسم طاولة المفاوضات السورية، وعند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم (بتوقيت جنيف)، يعلن الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا، في مؤتمر صحافي في قصر الأمم المتحدة، عن قائمتين من المفاوضين المعارضين، يضم كل منهما 16 اسماً. كما يعلن دي ميستورا موعداً مرتقباً في الثامن والعشرين من كانون الثاني الحالي لكي يدخل وفدا المعارضة السورية الى قاعتين منفصلتين في قصر الأمم المتحدة، فيما يدخل وفد الحكومة السورية الى قاعة ثالثة.
والراجح أن يتولى مساعد الوسيط الدولي، الالماني فولكر بيرتس، قيادة فريق الوساطة الدولية، والرحلات المكوكية بين القاعات الثلاث، لمدة أسبوعين، اذا ما استطاع الروس والأميركيون إقناع جميع الأطراف، لا سيما المعارضة، بالبقاء في مقاعدهم، طيلة تلك المدة.
وبحسب مصادر في المعارضة السورية، فقد سلّم الروس الوسيط الدولي لائحة بـ16 اسماً، هي نفسها التي كانوا قد اقترحوها خلال لقاء نائب وزير خارجيتهم غينادي غاتيلوف، بمساعدة الخارجية الأميركية آن باترسون، فيما يتألف وفد الرياض من المجموعة ذاتها التي يقودها العقيد المنشق اسعد الزعبي، وكبير المفاوضين محمد مصطفى علوش.
وحسمت اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في الرياض أمر مشاركة مجموعة الرياض السورية في جنيف، على قاعدة مساومة مع الروس، قضت برفع اعتراضهم على مشاركة محمد مصطفى علوش، رئيس المجلس السياسي لـ «جيش الإسلام» في وفد الرياض مقابل رفع الاعتراض على مشاركة وفد آخر من المعارضة ومشاركة ممثلين عن «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي وزعيمه صالح مسلم، وهو الوفد المعارض الذي اقترح الروس 16 اسماً لعضويته.
وخلال ليل السبت، كان الوزير الأميركي يبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنتائج مباحثاته في الرياض، ويصرّح بأنه «واثق من انعقاد المؤتمر في جنيف». وتولت سامانتا باور، المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة، الاتصال بالوسيط الدولي دي ميستورا، لإعلامه باكتمال شروط الإعلان عن إطلاق المؤتمر، وهو ما كرره اتصال آخر من الوزير الروسي سيرغي لافروف.
وكان من المفترض أن يزور دي ميستورا الرياض للمشاركة في المفاوضات مع الهيئة التفاوضية العليا لمجموعة الرياض، إلا أن السعوديين فضلوا عدم حضوره، بحسب مصادر مطلعة، بسبب الاستياء من الإحاطة التي تقدم بها الى مجلس الأمن في الثامن عشر من الشهر الحالي، واتهم فيها الرياض بمحاولة الانفراد بتحديد وفد المعارضة السورية، وعرقلة «جنيف 3».
وكانت تسريبات من الرياض قد أشاعت أجواء استياء من اللهجة التي تحدث بها الوزير الأميركي جون كيري الى رياض حجاب، رئيس الهيئة التفاوضية للرياض، وعكست التصريحات التي صدرت عن «الائتلافيين» ومجموعة الرياض الغضب الذي تولى الكثيرين منهم، والمفاجأة بما حمله الوزير الأميركي من عروض وصلت بسفير الائتلاف في باريس منذر ماخوس الى التعبير عن الصدمة «من تراجع الموقف الأميركي» أمام الروس، وأن الوزير الأميركي هدد المعارضة بأنها «ستفقد حلفاءها اذا لم تقبل بالشروط المفروضة عليها للذهاب الى جنيف».
وقال المفاوض محمد علوش إن كيري «جاء للضغط على الهيئة لكي تتخلى عن مطالبها الإنسانية والتوجه للتفاوض بشأنها».
وكانت تصريحات كيري في ملتقى دافوس الاقتصادي، يوم الجمعة الماضي، عن أن التسوية في جنيف ستقوم «على حكومة وحدة وطنية» بالتفاهم مع الإيرانيين والروس، قد سبقته الى الرياض، ليهدم أوهام «الائتلافيين» وشروطهم المسبقة للدخول الى قصر الأمم المتحدة، والتي تقتصر عملياً على طلب مفاتيح الحكم في دمشق، عبر المطالبة بحكومة انتقالية، وإجراءات بناء ثقة من طرف الحكومة السورية، وتجاهل التزامات جميع الأطراف كما نص على ذلك إعلان فيينا.
ويبدو أن غضب الائتلافيين قد أثاره إصرار الوزير الأميركي طيلة الوقت، وفي كل لقاءاته بالمسؤولين الخليجيين في الرياض، على تكرار أن جنيف سينعقد، وقبل أن يلتقي بأي من قادتهم.
وبحسب مصادر في المعارضة السورية، فقد أبلغ الوزير الأميركي مجموعة الرياض أن مسألة إجراءات بناء الثقة ستكون موضع تفاوض وليست شرطاً مسبقاً، كما ان الاجندة المطروحة هي إعلان فيينا، الذي لا يتطرق الى الرئاسة السورية، ونقطته السابعة كما نقل معارض سوري.
وتنص هذه النقطة، التي تمثل خريطة الطريق الروسية للحل على «ضرورة العمل على إقامة حكم شامل ذي مصداقية وغير طائفي، في غضون ستة أشهر، ووضع جدول زمني وعملي لإعداد مسودة دستور جديد، على أن تجرى انتخابات عادلة وشاملة بحسب الدستور الجديد خلال 18 شهراً، وأن تكون بإشراف الأمم المتحدة بما يحقق رضا إدارة الحكم وارتياحها، وأعلى معايير الشفافية والمساءلة الدولية. وجميع السوريين، بمن فيهم السوريون في الشتات، يجب أن يكونوا مؤهلين للمشاركة فيها».
ومن غير الصائب القول إن الأميركيين تخلوا عن مؤتمر الرياض، لكن التنازلات التي قدموها، تعد أول مؤشر حقيقي على إعادة النظر بموقع الائتلاف، والمجموعات التي تدعمها السعودية، للمرة الأولى منذ اختبار المسار السياسي قبل عامين في جنيف.
وزير خارجية تركيا: ضم وحدات حماية الشعب للمحادثات السورية سيقوضها
أنقرة – (رويترز) – قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الاثنين إن جهود ضم “جماعات إرهابية مثل وحدات حماية الشعب السورية الكردية” مع ممثلي المعارضة في محادثات السلام السورية خطير للغاية وسيقوض العملية.
وقالت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية التركي إن محادثات السلام السورية يجب أن تكون شاملة وإن مبعوث الأمم المتحدة يعمل بشكل جاد لتحقيق ذلك.
وكالة: وزارة الدفاع الروسية لا تعتزم بناء قاعدة جوية جديدة في سوريا
موسكو – (رويترز) – نقلت وكالة الاعلام الروسية عن إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية قوله الاثنين إن الوزارة لا تعتزم بناء قاعدة جوية جديدة في القامشلي بسوريا.
المعارض السوري ميشيل كيلو: الائتلاف السوري المعارض غير مؤهل حاليا لقيادة عمل وطني و سياسي كبير
باريس – (د ب ا) – شن السياسي السوري المعارض ميشيل كيلو الاثنين هجوما على ” الادارة الامريكية التي لا تحترم الشعب السوري متناسية ذاكرة هذا الشعب العظيم التي لا تنسى من يقف الى جانبها في الشدائد و من يقف في صف الاعداء الذين لا يريدون الخلاص من نظام الدكتاتور و التطرف”.
و تساءل كيلو قائلا:” لماذا يهدد وزير الخارجية الامريكية جون كيري المعارضة السورية و ينقل لها الاملاءات الروسية و الايرانية”.
ومضي كيلو قائلا:” الا يدرك كيري و بعد كل هذه التضحيات التي قدمها الشعب السوري ان هذا العالم كله لن يقنع شعبنا ببقاء( الرئيس بشار) الاسد في منصبه وان الشعب السوري قرر الخلاص من الدكتاتور ومحاربة الارهاب في نفس الوقت باعتبارهما وجه واحد متلون” على حد تعبيره.
و أضاف كيلو ، و هو مفكر و سياسي سوري شهير يتحدث بضعة لغات اجنبية و له عشرات الكتب و معتقل سياسي سابق في سورية:”هل يدرك الامريكان ان لدى قوى المعارضة السورية بكل اطيافها نحو 300 الف مقاتل لو تم تنظيمهم لتحولوا الى قوة ضاربة ضد الدكتاتور و التطرف الارهابي؟ لماذا يريد الامريكان تشتيتنا واغراقنا في الدم بدلا من البحث في الحل المتوفر اصلا و يتجاهلونه … ” حسب تعبيره.
واعتبر كيلو” انه أمر مرفوض اقحامنا في قضايا و خلافات دولية لا ناقة لنا فيها و لا جمل ، حيث ان ذلك مخالف لمقررات جنيف الدولية، نحن كمعارضة سورية نمثل طيفا واسعا من الشعب السوري، نريد تغيير نظام الحكم الدكتاتوري و محاربة التطرف و الانتقال الى سورية ديمقراطية شريكة مع المجتمع الدولي وفق مصالح مشتركة على ارضية قانونية و علاقات احترام متبادلة … “
وكان وزير الخارجية الامريكية جون كيري نقل الى الهيئة العليا للمفاوضات ماوصفه كيلو بانه املاءات حول ضرورة الانخراط في عملية تفاوضية تحت سقف النظام و هو ما شكل صدمة من الموقف الامريكي في الاوساط السورية المعارضة وفق ما قالته الهيئة العليا.
واوضح كيلو و هو مرشح قوي لرئاسة الائتلاف السوري المعارض خلال الفترة المقبلة” نحن نعرف ان وضعنا فيه فوضى الا ان وعينا الشعبي ازداد و تعاظم خلال هذه السنوات الخمس من عمر الثورة و التجارب السياسية ، و نحن بحاجة الى تنظيم صفوفنا كي نكون اقوى ، و انا اقول رغم اني عضو في الائتلاف الا ان هذه المؤسسة ليست مؤهلة بوضعها الحالي لقيادة عمل وطني و سياسي كبير ، وانا كنت و ما ازال و سابقى اناضل من اجل اصلاحها هي و باقي مؤسسات المعارضة السورية ” على حد وصفه .
و يختلف البعض مع كيلو في ارائه السياسية الا انهم يجتمعون على القول ان تجربته ” الوطنية السياسية و الفكرية ثرية و يمكن الاستفادة منها دوما “
و يقيم كيلو بشكل مؤقتا في باريس الا انه يقضي وقتا طويلا ايضا من اجل العمل السياسي في مدينة اسطنبول التركية مقر الائتلاف السوري المعارض.
و قال كيلو ان ” هناك بلدانا مؤثرة في الوضع السوري مثل تركيا و لا يمكن تجاهل ذلك اطلاقا كما اننا لا ننكر الثقل الروسي و الامريكي الا ان الموقف التركي يبدو اقرب لتفاصيل الواقع السوري و انقرة تعلم حجم تأثيرات الحرب في سورية عليها سلبا و ايجابا و تعرف مصالحها جيدا و يجب الانتباه لذلك باستمرار … وانها عضو بارز في الحلف الاطلسي و جارة لاوروبا ” حسب تعبيره .
معارض سوري: المعارضة متفقة على رحيل الأسد .. ونرفض الإملاءات
باريس – (د ب أ)- أكد المعارض السوري ماجد حبو من تيار قمح الاثنين أن “المعارضة السورية مهما اختلفت فيما بينها، فإنها تتفق على رحيل نظام (الرئيس) بشار الأسد”.
وقال حبو ، الذي وصل الاثنين إلى جنيف للمشاركة في الوفد الاستشاري للوفد المفاوض ممثلا لتيار قمح الذي يتزعمه هيثم مناع المختلف مع الهيئة العليا التي مقرها الرياض :”القضايا الوطنية الأساسية لا خلاف عليها”.
وتعليقا على لقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الاحد مع المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب وما تردد عن حمل كيري رسائل روسية وإيرانية واضحة وتهديدات للمعارضة السورية في حال عدم الالتزام بالتوصيات الأمريكية، قال حبو :”أعتقد أن هذه الإملاءات من كيري أو غيره مرفوضة لأن الشعب السوري لم يخرج بثورة ويدفع كل هذا الثمن من أجل أن يقبل بحكومة وطنية تحت سقف النظام : القضية هي إسقاط منظومة الاستبداد الأسدية هذه”.
وعن الملف الإنساني، قال السياسي السوري :”نفضل عدم تسييس هذا الملف، ونطالب بدعمه من كل الأطراف”.
وتيار قمح جزء من تجمع سورية الديمقراطية، وهو تجمع يختلف مع الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت من مؤتمر الرياض ، في عدة قضايا.
وكان نقل عن كيري قوله لحجاب :”نحن نوافق على المقترح الإيراني ذي النقاط الأربعة : وقف إطلاق النار وحكومة وحدة وطنية وتعديل الدستور وانتخابات”.
كيري يمارس ضغطا على المعارضة السورية… وأنباء عن تأجيل عقد مؤتمر جنيف
برلين تطالب بمشاركة جماعات المتمردين الإسلاميين في مباحثات السلام السورية
عواصم ـ وكالات ـ أنطاكيا ـ «القدس العربي» من منار عبد الرزاق: قال كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية، أمس الأحد، إنه يتعرض لضغط من جانب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لحضور محادثات السلام المزمعة في جنيف هذا الأسبوع للتفاوض على مطالب المعارضة.
وكانت المعارضة قالت إنها لن تحضر المحادثات إلا بعد وقف القصف الحكومي ورفع الحصار والإفراج عن المحتجزين.
وقال المفاوض محمد علوش إنه سيكون هناك رد قوي على الضغط الأمريكي، لكنه لم يقدم تفاصيل. وردا على سؤال عما إذا كانت محادثات السلام ستمضي قدما هذا الأسبوع قال علوش إنه سيترك هذا الأمر للساعات القادمة.
وأُعلن تأجيل عقد مباحثات السلام السورية في مدينة جنيف، إلى نهاية الشّهر الجاري، وسط تخبط في أسماء المشاركين، وتسعى روسيا لإعاقة وصول وفد المفاوضات الّذي شكّلته الهيئة العليا للتفاوض في الرياض برئاسة العميد المتقاعد أسعد الزعبي، في حين تصرُّ الأخيرة على أن يكون للمحسوبين عليها مكان في الوفد المعارض، فيما ترفض المعارضة المطالب الروسية، وتصرّ على الأسماء الّتي اختارتها، مهددةً بعدم المشاركة في حال فرض أسماء جديدة على وفدها المشكّل.
الشّارع السوري بدا غير متفائل بالمفاوضات التي ستجرى أواخر الشّهر الجاري، إذ يرى أنّ لا مقدمات للحل، في ضوء عدم وجود رغبة دولية جادة في إنهاء الصراع السوري، ومحاولة إعادة تدوير الأسد للمساهمة في الحرب على الإرهاب، الأمر الذي ترفضه المعارضة، وأبرز حلفائها المتمثلة في المملكة العربية السعودية، الّتي تصرُّ على رحيله، والبدء في مرحلة انتقالية في البلاد.
وتطالب الحكومة الألمانية بمشاركة جماعات المتمردين الإسلاميين في مباحثات السلام بشأن سورية التي كان مخططا إجراؤها اليوم الاثنين.
وأوضح وزير الخارجية الألماني فرانك – فالتر شتاينماير سبب هذا الطلب في تصريحاته لصحيفة «فرانكفورتر ألجيماينه زونتاجستسايتونغ» الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر أمس الأحد بقوله: «من أين تأتي إذن الدائرة المعتدلة عقب ما يزيد على خمسة أعوام من الحرب الأهلية والعنف الشديد والتعنيف المنتشر؟».
وتابع قائلا «إنني متخوف من أن نكون بعيدين عن اللحظة التي يمكننا فيها حقا انتقاء جميع أطراف المباحثات والمشاركين في المفاوضات». وأشار إلى أن هذا الأمر ينطبق على نظام بشار الأسد وكذلك على المعارضة.
وتتخذ برلين بذلك موقفا واضحا في النزاع الذي تسبب في تأخير بدء مباحثات السلام.
وقال شتاينماير «بالطبع لا ينتمي الإرهابيون والمتطرفون الإسلاميون الذين يرغبون في تعطيل الحل السياسي لطاولة المفاوضات»، ولكنه أشار إلى أن هناك حاجة إلى ممثلين من جميع الجهات «الذين يمثلون جانبهم في المجتمع السوري والذين يمارسون السلطة في واقع الأمر».
يشار إلى أن بداية مباحثات السلام السورية الجديدة التي كان مخططا لها أن تكون اليوم الاثنين في جنيف تواجه منذ أيام وضعا حرجا وربما يستلزم الأمر تأجيلها.
عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض، فايز سارة، يقول لـ»القدس العربي» إنّ الأطراف الدولية الراعية لمباحثات جنيف، لم ترسل حتّى الآن أجندات المؤتمر للمعارضة، مشيراً في الوقت ذاته إلى ارتباكات عند منظمي المؤتمر من أمريكان وروس، والمبعوث الأممي الخاص في سوريا ستيفان دي مستورا.
وبحسب سارة فإنّ هناك تضاربا في المواقف حول وفد المعارضة، فالروس يصرون على تعديل وفد المعارضة، بينما الأمريكان يوافقون على ما شكلته الهيئة العليا للتفاوض، فيما يحاول المبعوث الخاص في سوريا دي مستورا انتزاع مهمة تشكيل وفد المعارضة لنفسه.
ويرى سارة أنّ التناقضات السابقة، بالإضافة لعدم شروع النظام بإجراء تبادل للثقة مع النظام، واستمراره مع حليفه الروسي في قصف المناطق المختلفة من البلاد، في مخالفة واضحة لقرار مجلس الأمن 2254 والذي ينص صراحة على ضرورة إجراء تبادل للثقة قبل الدخول في أي حوار، تُعيق انعقاد المباحثات حتّى الآن، بالرغم من التأكيدات الروسية – الأمريكية على انعقاده أواخر الشّهر الجاري.
وشدّدد «سارة» على عدم استعداد المعارضة، لقبول أية إملاءات فيما يتعلّق بأعضاء وفدها المفاوض، إذ ليس من المعقول أن يطلب من المعارضة إضافة أسماء وشطب أخرى، فيما لا يعترض أحد على أعضاء وفد النظام في ازدواجية واضحة للمعايير.
وتطالب روسيا بتوسيع وفد الرياض ليضم من تصفهم بـ»المعارضة المعتدلة»، مهددةً بتشكيل وفد معارض منفصل، ومعلّنةً أنّه «في حال مقاطعة المعارضة للمحادثات « فسوف يأتي الوفد الثاني للتفاوض مع الحكومة، الأمر الذي ترفضه المعارضة رفضاً قاطعاً، ولا تقبل المساومة عليه، وفق ما أعلنته مراراً من خلال عدة متحدثين.
تنظيم «الدولة» يؤجل انسحابه من ريف دمشق إلى الشمال السوري والمعارضة المسلحة تعود إلى مواقعها
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: انسحبت مجموعات المعارضة السورية المسلحة، التي تسلمت قبل أيام مواقع تنظيم الدولة الإسلامية ونقاط رباطه في بلدة الحجر الأسود الواقع بريف دمشق الجنوبي، وعادت إلى مواقعها في بلدة يلدا، بأمر من قيادة لواء «ضحى الإسلام»، وذلك بعد قرار تنظيم «الدولة» تأجيل موعد خروجه من ريف دمشق إلى معقله في مدينة الرقة شمال سوريا، لأسباب مبهمة.
وقال مدير المكتب الإعلامي للواء ضحى الإسلام، أبو بحر الجولاني، في حديث خاص لـ «القدس العربي» معه، إن قائد اللواء، أبو نافع الدمشقي، قد أمر عناصره بالانسحاب من مقرات ونقاط رباط مقاتلي تنظيم الدولة، التي كانت عناصر اللواء قد تسلمتها قبل نحو أسبوع، وأمر بعودتهم إلى مقراتهم في بلدة يلدا، وذلك بسبب تأجيل التنظيم انسحابه من ريف دمشق، فيما طلب الأخير من مقاتلي المعارضة البقاء أربعة أيام أخرى ضمن النقاط العسكرية، التي يرابطون فيها، إلى حين تتضح بعض تفاصيل الاتفاق المبرم مع النظام السوري.
وتضاربت الأنباء حول أسباب تراجع التنظيم عن قراره الخروج من ريف دمشق، بشكل مؤقت، بحسب المتحدث، الذي نقل بدوره عدة روايات رجح منها، احتدام المواجهات والمعارك بين تنظيم الدولة وقوات النظام السوري في دير الزور، وخسارة النظام لعدد كبير من قواته في تلك المعارك، فضلا عن وقوع عدد آخر أسرى بيد التنظيم، ومطالبته بالإفراج عنهم.
فيما ذهب الناشط الإعلامي صهيب الشامي، من جنوب دمشق في لقاء لـ «القدس العربي» معه، إلى أن سبب تأجيل خروج تنظيم الدولة من جنوب دمشق يعود إلى سعي النظام السوري الى ربط ملفي الحجر الأسود والمخيم معا، ورغبته في إفراغهما من تنظيم الدولة، حيث طالب بخروج عناصر الدولة من مخيم اليرموك الذي تسيطر «جبهة النصرة» بنسبة 60 % من مساحته، فيما يسيطر تنظيم الدولة على 40 % فقط، والتي تتمثل بقطاعي الشهداء والورشة.
مخيم اليرموك كان يخضع بكامله لسيطرة جبهة النصرة، إلا أن الانشقاق الأخير الذي حدث في صفوفها، وتشكيل جماعة الأنصار من قبل المنشقين، حسر مناطق سيطرة النصرة لتصبح ما يقارب 60 % فقط من مساحة مخيم اليرموك، وهي المساحة التي ينوي النظام إفراغها بذات الصفقة المعقودة من تنظيم الدولة.
تنظيم الدولة كان قد باع كميات ضخمة من السلاح والذخائر ومستودعات من الأغذية، تحوي مئات الأطنان، بأسعار أقل من سعر السوق بفارق كبير، إلى تجار المنطقة، وذلك عقب إبرامه اتفاق الانسحاب من الحجر الأسود مع النظام السوري.
وبحسب مصادر ميدانية مطلعة فإن بلدة الحجر الأسود، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة حتى الآن، باتت خالية من مستودعات الأغذية بشكل كامل، مما يضع تنظيم الدولة في ورطة، بحسب ناشطين، وخاصة أن مقاتلي التنظيم المتطوعين ضمن صفوفه هم أصحاب الأرض نفسها، وقد أفرغوا مخازنهم من الأغذية والسلاح.
تلوُّث مياه الشرب في محافظة درعا السورية يصيب المدنيين بحالات تسمم
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي»: شهدت بعض القرى الخاضعة لسيطرة المعارضة في درعا خلال الأشهر الستة الأخيرة، حالات تسمم جرّاء تلوث مياه الشرب، شملت عدداً كبيراً من الأطفال والمسنين، تم نقلهم إلى المشافي الميدانية، بعد تعرضهم لالتهابات معوية حادة، وظهور أعراض المرض عليهم من إسهال حاد وتعرق وغثيان إضافة إلى الإغماء في بعض الحالات.
ويؤكد ناشطون إصابة قرابة 80 شخصاً من سكان قرية عين ذكر، وما يزيد عن 50 شخصاً من سكان قرية الشجرة، التابعتين لمنطقة حوض اليرموك في الريف الغربي الجنوبي لمحافظة درعا بحالات تسمم، جراء تسرب مياه السيل الملوّثة إلى خط مياه الشرب الرئيسي، بعد تعرض أجزاء منه لثقوب وتهتكات نتيجة تمديد بعض المزارعين خطوطا فرعية من الخط الرئيسي إلى أراضيهم.
وأشار اسماعيل المسالمة، عضو مؤسسة «نبأ» الإعلامية، إلى أنّ سبب تسمم بعض المدنيين في أحياء مدينة درعا الخاضعة لسيطرة المعارضة، هو تسرّب الرواسب والشوائب ومياه الصرف الصحي إلى مياه الآبار السطحية، حيث يلجأ سكان المدينة الى تعبئة المياه من الآبار التي حفرتها مؤسسات المعارضة في مناطق سيطرتها، والتي تكون في معظمها «غير صالحة للشرب»، جراء حفرها بالقرب من سطح الأرض، وتسرّب الشوائب والقاذورات إليها، فضلاً عن اختلاطها بالطين وتعكّرها، ما أدى إلى انتشار العديد من الأمراض كحالات التسمم وعسر الهضم، والإسهال المزمن.
ونوَّه المسالمة إلى «عودة خط مياه الشرب الرئيسي للعمل مؤخرا، الأمر الذي يخفف من انتشار حالات التسمم في مدينة درعا، لكنه لا يوقف انتشار تلك الأمراض بينهم، لا سيما في المناطق الزراعية التي لجأ إليها المدنيون جراء تكثيف النظام قصفه لمناطقهم في الآونة الأخيرة، والتي يشرب سكانها من مياه الآبار السطحية، فضلاً عن سياسة التقنين التي تتعرض لها أحياء المدينة، والتي تُوفر لهم فرصة تعبئة خزاناتهم بمياه الشرب لمرتين في الشهر الواحد بسبب انقطاع التيار الكهربائي في منطقة المضخّات، ما يُحتم ضرورة إيجاد بديل مثالي للمياه يضمن سلامة المواطنين».
وفي حديث لـ «القدس العربي» مع المهندس جمال عياش، مسؤول مديرية المياه التابعة للحكومة المؤقتة في محافظة درعا، أكّد استصلاح خط مياه الشرب الرئيسي المغذي لمنطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، بعد أن كانت المديرية قد أرسلت كميات من مادة الكلور لمحطة عين ذكر بهدف تعقيم المياه إبّان تسّرب الشوائب ومياه السيل الملوثة إلى خط الشرب، مشيراً إلى صعوبة الوصول إلى منطقة عين ذكر التي تتعرض لاشتباكات بين «جبهة النصرة» من جهة ولواء «شهداء اليرموك».
وعن دور المنظمات الدولية في متابعة إدارة مشاريع المياه ودعم المديرية بالآليات اللازمة لصيانة خطوط المياه، اشتكى عياش من انعدام التواصل مع الحكومة المؤقتة، وتقصيرها في توجيه الدعم للمديرية لإدارة ملف المياه في المحافظة، فيما أكّد تعاون بعض المنظمات الدولية معهم بهدف تعقيم مياه الشرب في المحافظة، مشيراً إلى دور «اليونيسيف» الرئيسي في إرسال بعض مستلزمات التعقيم كمادة الكلور التي تعمل المديرية على توزيعها على كافة مناطق المحافظة المحررة، إضافة إلى أجهزة التعقيم التي ركّبتها المديرية على 37 بئرا في المحافظة حتى اللحظة.
وأوضح الدكتور معاذ قطيفان، طبيب في مشفى الشهيد عيسى عجاج الميداني في مدينة درعا، لــ»القدس العربي» استمرار إصابة المدنيين بحالات التسمم في مدينة درعا، مشيراً إلى أن إدارة المشفى استقبلت منذ بداية التسرّبات ما يزيد عن 600 حالة تعاني من آلام بطنية وإسهال وارتفاع درجات الحرارة والقيء المتكرر، كما سُجلت نحو 30 حالة إصابة بحمى التيفوئيد، و70 حالة التهاب كبدي (أ) معظمها لنسـاء وأطفال بسبب شرب مياه ملوثة بالصرف الصـحي، مشيراً إلى تخوف الأطباء من انتشار أمراض حمـى التيفوئيد، والتهاب الكبد والكوليرا بشكل كبير لا يمـكن السـيطرة علـيه.
وحول إيجاد حلول جذرية يقول قطيفان: «ليس بالإمكان السيطرة على الأمراض والتقليل من انتشارها حاليا بسبب توجه المدنيين إلى شرب مياه الآبار، وعدم توّفر العلاج المناسب لمعظم الأمراض في مناطق المعارضة، ولإيقاف انتشار الأمراض نحن بحاجة إلى توعية الناس حول التعامل مع مياه الآبار وذلك بالاستغناء عنها قدر الإمكان، وتعقيمها بمادة الكلور وغلي مياهها حتى درجات مرتفعة حال اضطرارهم إلى استخدامها، فضلاً عن تأمين مراكز علاج للمصابين لقتل أي تواجد للمرض، وتفعيل دور هذه المراكز في المراحل الوقائية بعد المرض خصوصاً في الكشف المبكر عن الأمراض الذي يساعد بنسبة كبيرة في العلاج».
من جهتها حذّرت منظمة الصحة العالمية من ازدياد نسبة الأمراض في سوريا، حيث زاد عدد الإصابة بالأمراض المنقولة عبر الماء مثل التيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي بشكل كبير، وقالت الطبيبة «اليزابيث هوف» ممثلة المنظمة إنه: «تم رصد في سوريا أكثر من 30 ألف حالة اصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي (آ) العام الفائت، وأن أكثر من ألف مصاب في شهر كانون الثاني / يناير العام الجاري، وثلث المياه فقط قد أصبحت نقية وصالحة للشرب والبقية ملوثة، بعد أن كانت نسبة نقائها 100%».
سورية: تصعيد ميداني لاستثماره في المفاوضات
أحمد حمزة
فيما تمارس الإدارة الأميركية وروسيا هذه الأيام ضغوطاً كبرى، تُعتبر غير مسبوقة، على المعارضة السورية، لجهة تشكيل وفدها للمفاوضات المقررة بعد أيامٍ، تكثّف روسيا غاراتها في سورية، بهدف منح النظام تقدماً ميدانياً على الجبهات، لمنحه أوراق ضغطٍ إضافية في المفاوضات المرتقبة.
وقد منحت الهجمات الجوية النظام، خلال الأيام القليلة الماضية، التقدم في ريف اللاذقية الشمالي، لمناطق استعصى عليه وصولها منذ عام 2012. وقد تغلغلت قوات النظام في مناطق سيطرة المعارضة، أمس الأحد، إثر اقتحام بلدة ربيعة، أهم معاقل المعارضة في جبل التركمان المتاخم للحدود التركية.
السنة
” بعد نحو مائة يومٍ من المعارك التي فتحها النظام في جبلي الأكراد والتركمان، مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مستفيداً من الغارات الروسية الكثيفة، وبعد 12 يوماً من سيطرته على بلدة سلمى بجبل الأكراد، تمكنت قواته والمليشيات المحلية والأجنبية التي ترافقها، من الوصول أمس إلى ربيعة.
في السياق، يؤكد المتحدث باسم “الهيئة الإعلامية العسكرية في الساحل”، الناشط الإعلامي وسيم شمدين، أن “بلدة ربيعة سقطت”. ويوضح أن “المعارضة المسلحة في المنطقة تتصدّى لهجوم قوات النظام والمليشيات الداعمة له، إضافة لقصف الطيران الروسي. وقد حاصرت قوات النظام المعارضة من ثلاثة محاور، وهي الخطة عينها التي تمّ اعتمادها في إسقاط بلدة سلمى، ولم يُترك للمعارضة المسلحة غير طريق واحد للخروج منه”. ويصف شمدين القصف الروسي للمنطقة بـ”الرهيب”، إذ “لم يترك بيتاً أو مقراً أو مأوى للمعارضة المسلحة، والتي لم تستطع مجابهة الطيران الروسي لعدم امتلاكها الأسلحة اللازمة لذلك”.
ولم يتوقف زحف قوات النظام والمليشيات التي تساندها عند دخول بلدة ربيعة وبعض النقاط حولها، إذ سيطرت القوات المهاجمة، وبغطاء جوي من الطيران الحربي الروسي، على سبع قرى ونقاط أخرى في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، هي: التفاحية، وحلوة الغربية، وحلوة الشرقية، والامليك، وبيت عرب، وبيت أبلق، وتل أشلولن، بريف اللاذقية الشمالي.
وكان هذا الهجوم الواسع والمركّز على ربيعة وما حولها تحديداً، قد بدأ منذ أكثر من أسبوع، لكن تقدّم النظام ومليشياته، توقف إثر بدء المعارضة لمعركة “رص الصفوف” قبل أيام. واستعادت المعارضة نقاطاً عدة كانت خسرتها، غير أن الغارات الروسية رجّحت كفة قوات النظام والمليشيات التي تسانده مجدداً، فشنّوا منذ مساء السبت، هجوماً على ربيعة من الجهة الشمالية الغربية للبلدة، صعوداً من قرية الكبير باتجاه الدرة.
” كما استفاد النظام من سيطرته على برج بيت أبلق وقرية طوروس وتلة السودا من الجهة الغربية، فيما استقدم قواته من برج القصب ليشنّ هجوماً من الجهة الجنوبيّة، تمكن عقبه من السيطرة على تلة برادون وخان الجوز.
وأثمر كل هذا التقدم بالنهاية في انسحاب فصائل المعارضة من ربيعة وما حولها مع ساعات صباح أمس، وبهذا فإن غالبية مناطق جبلي الأكراد والتركمان، باتت تحت سيطرة النظام، للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة. وبات تواجد المعارضة بريف اللاذقية الشمالي الآن يقتصر على بعض القرى المتناثرة على عمق خمسة كيلومترات، من الشريط الحدودي مع تركيا.
وفي سياق تكثيف المقاتلات الحربية الروسية، ضرباتها هذه الأيام في سورية، واصلت الطائرات شنّ غاراتها بدير الزور شرقي سورية، إذ استهدفت أمس “مدينة البصيرة شرقي المدينة، وقرية الخريطة غربها”، حسبما يكشف الناشط الإعلامي عامر هويدي لـ”العربي الجديد”.
ويضيف هويدي أن “عدد القتلى الذين خلّفتهم الغارات على بلدة خشام بريف دير الزور الشرقي وحدها، يوم السبت، بلغ نحو 90 قتيلاً من المدنيين”. ويُشدّد على أن “مركز توثيق الانتهاكات في دير الزور، وثّق أسماء 90 ضحية يوم السبت في خشام، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، إضافة لأكثر من 100 جريح معظمهم بحالات خطرة”. ويشير إلى أن “نحو 110 قتلى سقطوا بغارات روسية في محافظة دير الزور خلال اليومين الماضيين”.
مصدر سوري معارض: كيري حمل لنا إملاءات روسيا وإيران
أمين محمد
وصف مصدر رفيع المستوى في المعارضة السورية، لقاء وزير الخارجية الأميركي، جون كيري مع رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، مساء أمس في الرياض بـ “الكارثي والسيئ جدا”.
وكشف لـ”العربي الجديد”، أن “كيري حمل معه رسائل روسية وإيرانية واضحة”، مهددا المعارضة السورية في حال عدم الالتزام بها”.
وقال المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن “كيري قال إن ما سيجري في جنيف3، محادثات، وليست مفاوضات، وستفضي إلى تشكيل (حكومة وحدة وطنية)، وليس هيئة حكم انتقالية”.
وأضاف أن “وزير الخارجية الاميركي قال لوفد الهيئة إن من حق الموفد الأممي دي ميستورا التدخل في تشكيل وفد المعارضة وتعيين مستشارين له، وإن إجراءات الثقة التي تطالب بها المعارضة قبيل اجتماعات جنيف كإطلاق المعتقلين، وفك الحصار عن المدن المحاصرة، وإيقاف قصف المدنيين، وإدخال مساعدات إنسانية وسواها هي جزء من المحادثات التي ستجري في جنيف”.
وبين المصدر أيضاً، أن “كيري أكد خلال الاجتماع أن من حق بشار الأسد الترشح للرئاسة في انتخابات رئاسية ستجرى لاحقاً”.
”
كيري أكد أن من حق الأسد الترشح للرئاسة في انتخابات رئاسية ستجرى لاحقاً
”
وطلب رئيس الدبلوماسية الأميركية، حسب المصدر، من الهيئة العليا للمفاوضات الذهاب إلى جنيف و”إلا ستفقد حلفاءها وعليها أن تتحمل مسؤولية ذلك”.
كما أشار كيري إلى أن “بلاده لن تتدخل في سورية، إلا لمحاربة الإرهاب، وليس لشيء آخر”، طبقاً للمصدر.
ولفت المصدر ذاته إلى أن “الاتجاه العام لدى المعارضة هو رفض الإملاءات، واعتبار هذه الفترة مرحلة حرب تحرير، والانتقال للمقاومة”، مشيرا إلى أن “وقوف كل من: تركيا، والسعودية، وقطر، إلى جانب المعارضة السورية وننتظر أن يترجموا ذلك على الأرض.
إلى ذلك، أكدت مصادر في الهيئة العليا للمفاوضات، وجود “تراجع مخيف في الموقف الأميركي، وأن المعارضة السورية لن تذهب إلى جنيف في ظل الشروط الحالية، وأن من الأفضل عدم الدخول في عملية فاشلة”.
واشنطن تطعن المعارضة: “جنيف-3” سيعقد بالشروط الروسية
تمضي الولايات المتحدة بخطى ثابتة لترك الأزمة السورية رهناً للرغبات الروسية. وبحسب ما تظهر تسريبات حصلت عليها “المدن”، فإن زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى الرياض، ولقائه مع المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض، رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، السبت، لم تكن بهدف تذليل العقبات قبيل “جنيف-3″، بل لنقل رسالة للمعارضة، وتهديدها بفقدان الدعم الدولي، وتخلي “الأصدقاء” عنها، إذا رفضت المشاركة في “محادثات جنيف-3”.
وقالت مصادر “المدن”، إن كيري أبلغ حجاب بأن الهدف من انعقاد “جنيف-3” هو إجراء محادثات لتشكيل “حكومة وحدة وطنية”، ومن ثم تجري انتخابات رئاسية يمكن للأسد أن يترشح بموجبها.
ويعد هذا التعديل في الموقف الأميركي بمثابة الخرق لاتفاق فيينا، ولقرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر أواخر العام الماضي، حيث نصت الوثيقتان بشكل واضح على أن تشكّل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية، وتسبقها مفاوضات بين المعارضة والنظام. إلا أن ما حصل، وفق الأهواء الأميركية، هو تعديل طبيعة الاجتماع من مفاوضات بين المعارضة والنظام، إلى محادثات بين أطراف متعددة، هي وفد الهيئة العليا للتفاوض، والنظام السوري، وما يعرف بـ”قائمة موسكو”.
وتقول مصادر سعودية، إن الانعطافة الأميركية تجاه الأزمة السورية تحيل إلى الخطة الإيرانية التي قدمتها طهران في أغسطس/آب العام الماضي، وهي مكونة من 4 نقاط وتنص على “وقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والاعتراف بحقوق الأقليات في سوريا وتثبيتها في الدستور، وإجراء انتخابات رئاسية بإشراف دولي”. ويتضح من خلال زيارة كيري الأخيرة إلى الرياض ولقائه مع حجاب، وعدد من المسؤولين السعوديين، أن الخطة الإيرانية، التي حظيت آنذاك بدعم روسي كبير، تشترك الولايات المتحدة الآن بدعمها.
وتمضي المصادر بالقول إن واشنطن رضخت لضغوط روسية، وأبلغتها الموافقة على قيام المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بدعوة رئيس “مجلس سوريا الديموقراطية” هيثم مناع، ورئيس حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي صالح مسلم، وعضو قيادة “الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير” قدري جميل، للمشاركة كمستشارين في “محادثات جنيف-3”. وتتقاطع هذه المعلومات مع ما نشرته “المدن” في 15 من الشهر الحالي، حول إصرار روسي لتعديل قائمة الوفد المعارض، وجعلها “قائمة ونصف” (وفد هيئة الرياض، والمعارضين المدعومين من موسكو).
وأضافت المصادر أن واشنطن باتت تعتبر أن “دعم قوات المعارضة السورية أصبح بلا جدوى، وأن المرحلة الانتقالية لن تتضمن جدولاً زمنياً لمغادرة الرئيس السوري بشار الأسد للسلطة، وهذا قد يسمح له بترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية”.
وتشدد مصادر “المدن” على أن كيري خلال لقائه مع حجاب، بدا متخلياً تماماً عن إجراءات جوهرية، نصّ عليها قرار مجلس الأمن، قبيل بدء أي عملية تفاوضية، وهي “خطوات بناء الثقة” إذ أبلغ وزير الخارجية الأميركية منسق الهيئة العليا للتفاوض أن هذه الخطوات “تخضع للعملية التفاوضية”، ولن يكون بمقدور أحد فرضها قبل اللقاء الأول بين المعارضة والنظام في جنيف.
من جهة ثانية، نقلت المصادر عن دبلوماسي غربي إلتقته قبل مدة، امتعاض دي ميستورا من “أسماء استفزازية” وضعتها المعارضة في وفد الهيئة العليا للمشاركة في “جنيف-3″، وفي مقدمتها ممثل “جيش الإسلام”.
“داعش” يبيع الطحين للنظام..ويحرر سعر الخبز في الرقة
خليفة الخضر
التنظيم باع كمية كبيرة من مخزون الطحين إلى النظام عن طريق وسيط من حلب
تمكن تنظيم “الدولة الإسلامية” من بسط سيطرته على قرى ومدن الشمال الشرقي لسوريا، في أحد وجوهه، بعد قتاله الفصائل الثورية تحت ذريعة محاربة الفساد الإداري وضبط سعر بيع المواد الأساسية والمحروقات. وحاسب التنظيم في البداية الفاسدين، وضبط بيع المحروقات في ريفي دير الزور والرقة، ما جعل المدنيين يميلون إليه ويلتجؤون إلى محاكمه في شؤون حياتهم.
وزّع التنظيم الزكاة على النازحين، وأعاد بعض أراضي حوض الفرات إلى بعض أصحابها، بعد مصادرتها منهم وفق قانون الإصلاح الزراعي الذي أقرته الجمهورية العربية المتحدة –حكومة الوحدة- في العام 1958. أعادة الأرضي إلى بعض زعماء العشائر المبايعة للتنظيم، ومنعها عن أخرى غير مبايعة، هدف إلى إيجاد شرخ بين العشائر وتسهيل السيطرة عليها.
لم يمر وقت طويل، حتى تلاشت قرارت التنظيم الحازمة، وتفشى الفساد بين صفوفه، خاصة “ديوان الحسبة” الذي يعتمد على جمع “أموال الزكاة” من أصحاب المحال التجارية والأراضي الزراعية. وسرعان ما غيّر التنظيم سياسته المحابية للضعفاء، وأصدر قرارات صارمة تنص على دفع أموال مقابل خدمة الكهرباء والماء والنظافة وتغريم المخالفين لقوانينه. وقال أحد السكان في الرقة، إن التنظيم “ادعى أنه أتى لنصرتنا ونصرة المظلوم ومساعدة الفقير وضبط الأسعار، ولكن سرعان ما تغيرت قراراته، وصارت تعتمد الغرامة على الصغيرة والكبيرة من أفعالنا”.
ويرجح محللون أن تلك السياسات الجديدة هي نتيجة إفلاس التنظيم مالياً وسعيه للحصول على التمويل من المدنيين، الذين ادعى حمايتهم من “فساد الفصائل الثورية”. وقامت قراراته الأخيرة على الضرائب والغرامات لا على التعزير الديني؛ فبعد أن كان يعتمد على أحكام مستمدة من الشريعة متل الجلد والسجن بات يعتمد على الضرائب والغرامات المالية.
قرارات متتالية بدأت بمقاسمة أصحاب المحلات أرزاقهم بذريعة “فريضة الزكاة”، وآخرها تحرير سعر الخبز. وقال الناشط الإعلامي أبو شام الرقة، إن التنظيم حرّر سعر مادة الخبز، ورفع الوصاية على أصحاب الأفران الذين صار بإمكانهم تحديد سعر الرغيف، بشكل يومي، بحسب كميات الطحين المتوفرة. أبو شام يقول إن التنظيم أقدم على هذه الخطوة بعدما باع كمية كبيرة من مخزون الطحين في الصوامع المنتشرة في مناطق سيطرته، إلى النظام السوري عن طريق وسيط من محافظة حلب يدعى أبو عبدو. وقام الوسيط بالتنسيق بين الطرفين، وغالباً ما تمت عمليات التسليم والتسلم في ريف حمص.
وبعد أن أصبح أصحاب الأفران في محافظة الرقة، يحددون سعر الخبز بحسب كميات الطحين المتاحة، وصل سعر الكيلوغرام من الخبز، إلى 135 ليرة سورية، بعدما كان قبل إصدار القرار لا يتجاوز 100 ليرة. وهناك شائعات في مدينة الرقة، تقول بإن هناك نية لدى التنظيم بالسماح للمستثمرين، باستثمار الأفران، بمبلغ 20 مليون ليرة بالنسبة لكل فرن. (الدولار يساوي 390 ليرة سورية).
كما أن رصد طيران “التحالف الدولي” واستهدافه للطريق التجاري بين الموصل في العراق والرقة عاصمة “الخلافة”، واستهداف الطيران الروسي للبنى التحتية وحراقات النفط، فَرَضَ على التنظيم تغيير سياسته الاقتصادية، داخل مناطق سيطرته. الأمر الذي يزيد اليأس بين أوساط المدنيين في محافظة الرقة.
ويشبّهُ المجبرون على العيش في مناطق التنظيم، قراراته الإقتصادية الأخيرة، بفرض “الجزية” على المسلمين. فالتنظيم بعدما أهدر مصادره المالية في شراء الولاء، بات مجبراً على تمويل مصاريف معاركه من المدنيين. كل ذلك في ظل “حكم إسلامي” يدعيه التنظيم لـ”محاربة فساد” الثوار، لكنه يبيح له بيع قوت المسلمين للنظام.
قوات النظام تعتمد “الألغام البحرية” بدلاً من “البراميل المتفجرة“
عبدالله الحموي
عَمدَ النظام السوري إلى استخدام مختلف أنواع ترسانته الحربية، البرية والجوية، ضدّ المعارضة السورية، منذ انطلاق الثورة في أذار/مارس 2011. ولم يتورع عن استخدام كافة أنواع الأسلحة، الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وأيضاً تلك المحرمة دولياً كغاز الـ”سارين” السام. وبرز في النصف الثاني من العام 2012، استخدام قوات النظام لـ”البراميل المتفجرة”، وهي سلاح فتاك أعمى، لا يفرق بين المدنيين والعسكريين، وتنعدم فيه خاصية إصابة الهدف.
مع نهاية شهر أيار/مايو من العام 2015، بدأت قوات النظام استخدام سلاح جديد، بشكل ممنهج، هو “الألغام البحرية” المُعدة أساساً للحروب المائية، في أسلوب جديد لقتل المدنيين.
وقد نشر الناشطون صوراً لـ”الألغام البحرية” التي ألقتها الطائرات المروحية على إدلب وحماة.
و”اللغم البحري” عبارة عن عبوة حديدية، شبه بيضوية، لها صمامات تفجير تتوزع على جميع أطرافها، وهي محشوة بكمية كبيرة من المتفجرات والـ”تي إن تي”، بالإضافة إلى كميات من المسامير وقطع الحديد التي تتشظى لمسافات كبيرة وتساعد في قتل كل من تصيبه على مسافات بعيدة من موقع الإنفجار. وأكد النشطاء أن السلاح الجديد تستخدمه قوات النظام بفاعلية كبيرة في المدن، حيث يمكنها من تدمير بناء كامل مكون من طبقات متعددة بلغم واحد.
ويؤكد الناشط الإعلامي في ريف حماة خالد أبو سعد، لـ”المدن”، أن قوات النظام بدأت تستبدل “البراميل المتفجرة” بـ”الألغام البحرية”، وصارت المروحيات تلقي ما بين 8 و20 لغماً في الطلعة الواحدة.
ويضيف أبو سعد، أن الأهالي فوجئوا في ريفي إدلب وحماة، من عدد البراميل الملقاة في الطلعة الواحدة، وبعد الاستعانة بأحد مختصي الألغام من الجيش الحر، تبين أن ما تلقيه الطائرات هو “ألغام بحرية”. وفي العادة، كانت المروحيات لا تحمل أكثر من 4 “براميل متفجرة” في الطلعة الواحدة، بينما الآن تستطيع أن تحمل ضعف هذا الرقم من “الألغام البحرية”.
العقيد المنشق عن قوات النظام أبو شهاب، يقول لـ”المدن” إن هذه “الألغام البحرية”، التي باتت تستخدم في أغلب مناطق سوريا، تنقسم إلى نوعين: الأول من طراز “آر كي ام” المعروف باللغم الطرقي، وله تجويفين فارغين بالأساس ليطفوا على سطح الماء، وعبأته قوات النظام بمادة “تروتيل” شديدة الانفجار، وهي ماده شمعية لونها أخضر مائل للاصفرار قليلاً، ووضعت له صاعقاً للانفجار بالإضافة للصواعق الأربعة الموجودة أصلاً، كي ينفجر اللغم بمجرد الاصطدام بالأرض.
والنوع الثاني من الألغام من طراز “SADAF-02” ويعود زمن تصنيعها إلى ستينيات القرن الماضي، وهي موجودة بكميات كبيرة في مخازن وزارة الدفاع منذ منتصف الثمانينيات.
وأشار العقيد إلى أن “الألغام البحرية” تختلف عن البراميل، بأنها تمتلك صواعق عديدة، وبالتالي فإنّ إمكانية عدم انفجارها محدودة بشكل كبير. كما أنّ مدى تأثيرها أشدّ اتساعاً من مدى البراميل، حيث يبلغ قطر تأثير انفجارها حوالي 500 متر، بالمقارنة مع 100 متر بالنسبة للبراميل المتفجرة. ويمكن للألغام البحرية أن تخترق المباني قبل أن تنفجر في داخلها، ما يزيد من قوة تأثيرها.
وزن اللغم الواحد يبلغ 300 كيلوغرام، وهو أخف بكثير من البرميل المتفجر الذي يصل وزنه إلى طن واحد. ولذلك فإن المروحيات بات بإمكانها أن تحمل عدداً أكبر من الألغام قياساً بأعداد البراميل التي يمكن حملها خلال الطلعة الواحدة.
ويضيف العقيد أبو شهاب، أن اللغم مُعد بالأساس لتدمير السفن العسكرية المصفحة. ويمتلك سلاح البحرية السورية بين 6000 و7000 لغم بحري روسي الصنع، وهي في معظمها مخزّنة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، في مخازن عسكرية خاصة بسلاح البحرية، في هرميل داخل الجبال المقابلة لطرطوس من جهة الساحل، وقرب قرية سقوبين شمالي اللاذقية.
ويؤكد العامل في “الدفاع المدني” عبدالله أبو محمد، أن هذه الألغام أدت إلى وقوع قتلى وجرحى من المدنيين، وألحقت أضراراً كبيرة بالممتلكات والأراضي الزراعية. ويقول عبدالله لـ”المدن” إن استخدام هذه الألغام بدأ بالتزامن مع انطلاق معارك سهل الغاب، مشيراً إلى أن النظام اعتمد استخدام الألغام البحرية بعد التدخل الروسي العسكري.
ويُعتقد أن سبب استخدام هذه الألغام الآن يعود إلى سببين أساسيين: الأول أن هذه الألغام موجودة أصلاً في مخازن قوات النظام، ولم تُستخدم من قبل، ما لا يضيف تكاليف إضافية على النظام الذي يُعاني من مشاكل مالية خانقة، لا تمكّنه من شراء ذخائر وأسلحة جديدة.
والسبب الثاني هو القدرة التدميرية العالية لهذه الألغام، مقارنة مع نظائرها من البراميل المتفجرة.
وفي السياق، فإن مطار حماة العسكري ومطار اللاذقية ومعامل الدفاع في حلب، تعد منطلقات للمروحيات التي تحمل البراميل والألغام البحرية. وقد عملت تلك المواقع منذ بداية الحراك الثوري في سوريا ضد النظام، على بناء ورشات ضخمة لتجهيز الألغام والبراميل.
معضمية الشام تنزف:قوات النظام تستبدل الإغاثة بالصواريخ
معاوية حمود
لم تهدأ وتيرة الإشتباكات في مدينة معضمية الشام، في غوطة دمشق الغربية، وإشتدت خلال الساعات الماضية، خاصة على جبهتها الجنوبية. واستقدمت قوات النظام تعزيزات كبيرة من آليات وجنود، لإكمال الجزء الأهم من المعركة، وهو الفصل بين مدينتي معضمية الشام وداريا، المتجاورتين.
أهالي معضمية الشام، انتظروا السبت، وصول شحنة مساعدات إغاثية تقدر بـ2000 سلة إغاثية من قبل “الأمم المتحدة”، على الرغم من أن النظام اشترط توزيعها من قبل منظمة “الهلال الأحمر العربي السوري” في الحي الشرقي من المدينة الذي تسكنه الطائفة العلوية، وذلك بحسب وعود ضباط “الفرقة الرابعة” لـ”لجنة المصالحة” العاملة مع وزارة “المصالحة الوطنية”. وأثناء انتظار الأهالي للسلل الإغاثية، أغارت طائرات حربية –تابعة للنظام أو روسية- على المدينة، وإستهدفت المنطقة الجنوبية بتسع غارات، ضمّت كل منها صاروخين فراغيين، ومن ثم وصل رتل عسكري ضخم من قوات النظام مع تعزيزات جديدة، مؤلف من سبع دبابات مصفحة بشكل مختلف عن المعتاد. وبدأ القصف التمهيدي من مراصد “الفرقة الرابعة” و”الفوج 100″ التابع لـ”الحرس الجمهوري” ومن مطار المزة العسكري، ومن الحي الشرقي الذي كانت ستوزع فيه المساعدات.
أحد القادة الميدانيين في المعظمية أبو يوسف، وصف القصف الذي قامت به قوات النظام بـ”الهستيري”، الذي بدأ صباح السبت، من الطيران الحربي، ومن ثم من رتل الدبابات والمدفعية. وأضاف أبو يوسف بأن النظام يجلب دبابات ذات تصفيح مختلف فقد أحيطت بدروع كبيرة، كما أن كاسحات الألغام صفّحت ببروج ضخمة، ما جعل حجمها أكبر من ثلاث دبابات فوق بعضهما، ما يجعل الأسلحة الخفيفة المتوفرة في يد المعارضة بما في ذلك قذائف “آر بي جي” غير مجدية. ولتفادي الألغام الأرضية محلية الصنع، تقوم قوات النظام بإستخدام سياسة الأرض المحروقة لتشق الطرق أمام تقدم دباباتها.
أبو يوسف أشار إلى تكتيك مختلف اتبعته المعارضة، مكنها من التعامل مع هذه الحالة المستجدة، وساعدها على إلحاق خسائر بشرية بقوات النظام التي كانت تحاول الدخول خلف كاسحات الألغام. ويؤكد أبو يوسف بقاء تسع جثث لقوات النظام في أرض المعركة، وسقوط عشرات الجرحى. وأضاف: “نحن ندرك أننا نخسر كل يوم عدداً من أخوتنا، ولا ندري إلى اين ستصل بنا المعركة، إلا أن ما نعرفه هو أن هذه أرضنا، وسندافع عنها حتى الفناء”.
الرد لم يتأخر من قبل “الفرقة الرابعة” على خسارة جنودها، فقامت بقصف أحد أحياء المدينة المكتظة بالسكان، ما أدى لوقوع العشرات بين قتيل وجريح.
أحد العاملين في المركز الطبي، في المعظمية، تحدث عن يوم دام بكل معنى الكلمة، لم يتوقف خلاله المشفى الميداني عن إستقبال القتلى والجرحى. وسط ذهول الكادر الطبي الذي لا يملك أدنى مقومات العمل الطبي من أدوات جراحية أو أدوية، وجلّ ما يستطيعون فعله هو تقديم بعض الإسعافات الأولية، وسط عدد كبير من حالات بتر الأطراف. وأضاف بأن عشرات الحالات أيضاً وصلت إلى المشفى، وجلهم من الأطفال والمسنين من المصابين بالأمراض المزمنة وسوء التغذية والجفاف.
عضو “المكتب الإعلامي” في معضمية الشام داني القباني، قال لـ”المدن”، إن رسالة جديدة وصلت للمدينة عبر أحد أبناءها العاملين مع “لجنة المصالحة”، من قبل الإعلامي رفيق لطف، الذي يتولى مهمة المفاوضات بالنيابة عن مليشيات النظام. ومضمون الرسالة هو: “خلال أسبوع إما الرضوخ لشروط الأسد واستسلام المدينة، وفي حال الرفض فإن المدينة سوف تعتبر منطقة عسكرية ويتم تفريغها من أهلها بشكل كامل. وعليكم الإصغاء”.
والإعلامي رفيق لطف، هو من يتزعم وفد النظام المفاوض والمكون من ضباط “الفرقة الرابعة”. وعندما قدم رفيق لطف نفسه لـ”لجنة التفاوض” المنبثقة من أهل معضمية الشام، قبل أن تشتد وتيرة المعارك، وصف نفسه بالمتحدث باسم “القصر الجمهوري” وباسم المليشيات التي تقاتل إلى جانب قوات النظام.
القباني أضاف بأن الوضع في المدينة، سيتحول إلى كارثة أكبر بكثير مما عاشته في حصار العام 2013، خلال الأيام القادمة. فأهل المدينة يرسلون صور عشرات الأطفال الذين يأكلون في الشوارع أي شيء يجدونه في الأرض، ويحاولون جمع أي شيء يمكن احراقه، كي يستخدمونه للتدفئة. القباني أكد أن لا أحد يقدم أي شيء للمدينة، التي عاد إليها أهلها، بمباركة “الأمم المتحدة” للهدنة التي بدأت مطلع العام 2014.
ومعضمية الشام التي تعاني من الحصار، يقطنها حالياً أكثر من 45 ألف نسمة، وتعيش بلا كهرباء منذ أربع سنوات، وقد قطعت عنها المياه منذ أشهر، ولم يتضمنها إتفاق كفريا-الفوعة-الزبداني-مضايا، بين المعارضة وإيران. ومثلّ المعارضة في المفاوضات “حركة أحرار الشام الإسلامية”، واستكملها “جيش الفتح” الذي ينتمي إليه عناصر من الزبداني، وتخلو صفوفه من مقاتلي داريا والمعضمية.
كيري: لا موعد حتى الآن لمفاوضات جنيف
أكد وزير الخارجية الأميركية جون كيري أن وجود بشار الأسد في السلطة يزيد الأمور سوءاً، واصفاً إياه بالمغناطيس الذي جذب الإرهاب إلى سوريا.
وخلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره السعودي عادل الجبير في الرياض، السبت، قال كيري عقب اجتماع مشترك مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، إنه “لا يوجد موعد معلن حتى الآن للمفاوضات بشأن سوريا، ونعمل على تشكيل حكومة انتقالية هناك.. سنعقد اجتماعاً لمجموعة دعم سوريا عقب اجتماع جنيف.. نحن على ثقة بأن الأشهر المقبلة ستشهد انتكاسة لداعش في سوريا والعراق”.
وأشار كيري إلى حالة من الإجماع العام لدى كل الأطراف للتوصل إلى حل سياسي في سوريا. ولفت إلى أن “نقص الغذاء والدواء في سوريا يدفعنا إلى الإسراع في إطلاق المفاوضات”.
من جهته، قال وزير الخارجة السعودية عادل الجبير إن “الرياض تتعاون مع واشنطن لإنهاء دور الأسد في سوريا والانقلاب في اليمن”. نافياً في الوقت ذاته حصول أي تقارب سعودي مع إيران، مؤكداً على أن المواقف والتصريحات العدائية للأخيرة يجعل ذلك الأمر صعباً. وشدد على أن “إيران لا تزال تدعم الإرهاب”.
ومن المقرر أن يلتقي كيري مع المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض، رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، للبحث في سبل حل العقد أمام انعقاد مؤتمر “جنيف-3”. وكانت “المدن” قد أشارت، الجمعة، إلى اللقاء المرتقب بين كيري وحجاب، حيث يحمل وزير الخارجية الأميركية مقترحاً للمعارضة السورية، يقضي بإقصاء الشخصيات العسكرية من وفدها، واستبدالهم بشخصيات مدنية، لنزع فتيل الأزمة التي سببتها روسيا باعتراضها على وفد المعارضة.
من جهة ثانية، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها، السبت، إن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بحث هاتفياً مع نظيره الأميركي جون كيري أمر تشكيل وفد موسع للمعارضة السورية خلال مفاوضات جنيف المرتقبة.
وأكد البيان أن لافروف وكيري شددا على ضرورة توظيف مجموعة دعم سوريا، برئاسة روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، في العملية السياسية في سوريا. وأكدا دعمهما لجهود المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الخاصة بتنظيم مفاوضات بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة، في جنيف الأسبوع المقبل.
في السياق أصدرت مجموعة من القوى السياسية والعسكرية السورية المعارضة بياناً أكدت فيه على التزامها ودعمها للحل السياسي، مشددين على “وجوب التنفيذ الكامل للبنود (12 و13) الواردة في القرار 2254 لعام 2015 المتعلقة بالشأن الإنساني والتي أكدت عليها قرارات سابقة في مجلس الأمن (2118 لعام 2013، 2139 و 2165 لعام 2014) ونعتبرها حقاً إنسانياً لا يمكن بدء العملية التفاوضية قبل تنفيذها”.
وحمّلت القوى الموقعة على البيان نظام الأسد وحليفة الروسي المسؤولية عن أي فشلٍ للعملية السياسية، بسبب استمرار جرائم الحرب في قتل المدنيين وحصارهم وتجويعهم، ورفض تنفيذ القرارت الإنسانية لمجلس الأمن قبل بدء المفاوضات. وأكدت على “مسؤولية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في استمرار الحصار والتجويع وقصف المدنيين، بسبب عدم إلزام النظام في تنفيذ قرارات مجلس الأمن” ذات الصلة.
ورفضت القوى الموقعة على البيان الإملاءات الروسية حيال مفاوضات جنيف، كما رفضت “تدخلها في العملية السياسية والتفاوضية من خلال العدوان العسكري والابتزاز السياسي، والتدخل السافر في شأن المعارضة السورية”. وحمل البيان تواقيع الفصائل الممثلة في مؤتمر الرياض يتقدمهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد أعلنت، الجمعة، أن موسكو تعتبر موقف واشنطن الأخير، إزاء تشكيلة وفد المعارضة السورية في المفاوضات مع الحكومة، تراجعاً عما نص عليه قرار الأمم المتحدة.
تصرحات زخاروفا جاءت رداً على إعلان واشنطن على لسان المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونير الذي قال، الخميس 21 يناير/كانون الثاني، إن المعارضة السورية حددت وفدها المعارض، وهو يضم أطيافاً عديدة من المعارضة ولا بد من احترام قرارها.
وأشارت زاخاروفا إلى أن قرار مجلس الأمن أشار بشكل مباشر، إلى أن الوفد التفاوضي للمعارضة السورية يجب تشكيله مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج اجتماعات أطياف المعارضة في كل من موسكو والقاهرة والرياض، بالإضافة إلى المبادرات الأخرى التي تم تنفيذها لتشكيل الوفد والذي من شأنه أن يحفظ حقوق جميع القوى المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد.
المعارضة السورية تحسم موقفها غدًا من مفاوضات جنيف
أ. ف. ب.
وقال فؤاد عليكو، ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف السوري المعارض وعضو الوفد المفاوض المنبثق عن الهيئة العليا للتفاوض، لوكالة فرانس برس “تعقد الهيئة العليا للتفاوض اجتماعا غدا الثلاثاء في الرياض وسوف نتخذ القرار النهائي اما بالمشاركة في جنيف او عدمها”.
واوضح عليكو ان اللقاء الاخير الذي جمع وزير الخارجية الاميركية جون كيري مع رياض حجاب، منسق الهيئة العليا للمفاوضات، وعدد من اعضاء الهيئة السبت في الرياض “لم يكن مريحا ولا ايجابيا”، مضيفا ان الوزير الاميركي قال لمحدثيه “ستخسرون اصدقاءكم، في حال لم تذهبوا الى جنيف واصريتم على الموقف الرافض”.
واوضح ان “هذا الكلام ينسحب بالطبع على وقف الدعم السياسي والعسكري للمعارضة”. الا ان عليكو رفض وصف كلام كيري ب”التهديدات”، مشيرا الى انها “ضغوط”.
واضاف “حاول (كيري) بكل جهده تأكيد لزوم حضورنا على ان ندلي بكل ما نريده هناك، لكنه لم يطمئننا باننا ذاهبون الى مفاوضات بل الى حوار ليس اكثر، في حين اننا نريد ان تتمحور المفاوضات حول الانتقال السياسي وليس ان تبقى في اطار جدل ميتافيزيقي”.
وتصر قوى المعارضة السورية على ان تستند المفاوضات الى بيان جنيف-1 الصادر في حزيران/يونيو 2012 والذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة. ويعني هذا البند وفق المعارضة تجريد الرئيس السوري بشار الاسد من صلاحياته، رافضة اي دور للاسد في المرحلة الانتقالية.
وقال عليكو “الاجواء المتوفرة حاليا غير مريحة للمفاوضات والمشكلة الاساسية التي نواجهها الان (…) هي هل نحن امام انتقال سياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة ام تشكيل حكومة وحدة وطنية؟”.
واضاف “ما يتسرب من احاديث مسؤولين يشير الى اننا امام حكومة وحدة وطنية وليس هيئة حكم انتقالي وفق جنيف-1”.
وتدفع الامم المتحدة وواشنطن وموسكو في اتجاه اتمام جولة التفاوض. وعلى الرغم من ان تصريحات المسؤولين الغربيين لا تزال تتحدث عن رفض اي دور للرئيس السوري في مستقبل سوريا، الا ان التركيز بات على كيفية التخلص من تنظيم الدولة الاسلامية، وتراجع الكلام عن مصير الاسد.
من جهة اخرى، يستمر الخلاف حول تشكيلة الوفد المعارض الى المفاوضات. اذ رفضت موسكو وجود من اسمتهم “ارهابيين” في اشارة الى مسؤولين في فصائل مقاتلة، في الوفد، بينما يطالب معارضون بتوسيع التمثيل ليشمل اطيافا اخرى من المعارضة بينهم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وتيار “قمح” برئاسة هيثم مناع.
وقال عليكو حول هذا الموضوع “نحن مصرون على ان تكون الهيئة العليا هي من تشكل الوفد ولا نقبل اضافة اسماء جديدة”.
كيري يتطلع لحسم موعد محادثات سوريا
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه يأمل أن تتضح الرؤية بشأن موعد محادثات السلام السورية خلال 48 ساعة على أقصى حد، وجاء ذلك بعد أن قال متحدث من وفد المعارضة السورية إن كيري مارس ضغوطا على المعارضة لحملها على حضور المفاوضات مع النظام.
وأعرب كيري عن أمله في أن تتضح الأمور خلال 48 ساعة بشأن المفاوضات التي من المفترض أن تبدأ في جنيف السويسرية، وقال للصحفيين خلال زيارة للاوس إنه سيكثف المشاورات في الساعات المقبلة مع نظرائه من فرنسا وتركيا وروسيا والسعودية، ومع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا “للتأكد من أن الجميع على السكة نفسها”.
وأوضح أنه اتفق مع دي ميستورا على ضرورة عدم توجيه الدعوات إلى المحادثات إلا بعد “ترتيب كل الأمور”. وكان من المتوقع أن يوجه دي ميستورا تلك الدعوات أمس الأحد.
من جانب آخر، قال كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف محمد علوش إن وزير الخارجية الأميركي التقى مسؤولين من الهيئة العليا للمفاوضات السبت للضغط على الهيئة كي تتخلى عن مطالبها الإنسانية والتوجه للتفاوض بشأنها، مؤكدا أنه سيكون هناك رد قوي على الضغوط الأميركية، دون أن يوضح طبيعة هذا الرد.
وردا على سؤال عن المفاوضات وهل ستمضي قدما هذا الأسبوع، قال علوش إن الأمر رهن بالتطورات في الساعات القادمة.
وكان يفترض أن تبدأ المفاوضات في جنيف اليوم الاثنين، ولكن دبلوماسيا غربيا قال في وقت سابق إنه من غير المرجح أن تبدأ قبل يوم الأربعاء.
وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة أنها لن تحضر المفاوضات إلا بعد وقف القصف الذي يشنه النظام ورفع الحصار عن المدن والبلدات المطوقة، إضافة إلى الإفراج عن كافة المعتقلين.
وقال العضو في الائتلاف السوري المعارض سمير نشار الأحد إن “هيئة المفاوضات العليا في الرياض ستعقد اجتماعا الثلاثاء لتحديد موقفها من الاقتراحات التي تقدم بها كل من كيري ودي ميستورا، ومن بينها إجراء تعديلات على أسماء الوفد”.
وأكد رفض الهيئة “إضافة أسماء جديدة من خارج اجتماع الرياض إلى الوفد أو القبول بمشاركة وفد معارض ثان”.
وتعارض موسكو اقتصار الوفد المعارض على الأسماء التي أعلنت من الرياض، خصوصا أنه يضم ممثلين لفصائل مقاتلة على رأسهم محمد علوش المسؤول السياسي في “جيش الإسلام”، الفصيل المقاتل الذي تعتبره دمشق وموسكو “إرهابيا”.
وتبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي وللمرة الأولى منذ بدء النزاع، قرارا يحدد خريطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة الشهر الحالي وينص على وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا، من دون أن يشير إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وتلك المبادرة هي الأخيرة ضمن مبادرات عدة لحل النزاع السوري الذي أسفر في نحو خمس سنوات عن مقتل أكثر من 260 ألف شخص.
الهجمات تتسبب بنزوح الآلاف من ريفي اللاذقية وحلب
نزح نحو عشرين ألف شخص من بلداتهم وقراهم في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي (غرب) باتجاه الشريط الحدودي مع تركيا، كما اضطرت مئات العائلات في المدن والبلدات في ريف حلب (شمال) الشرقي للنزوح من منازلها.
وجاء نزوح الآلاف من ريف اللاذقية عقب سيطرة قوات النظام السوري أمس الأحد على بلدة ربيعة وقرية الروضة بعد معارك عنيفة مع المعارضة المسلحة، وفق ما ذكره التلفزيون السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أفاد بأن تقدم قوات النظام تم بدعم من ضربات جوية روسية وبتوجيهات من ضباط روس.
وقال المتحدث باسم الجيش السوري إن السيطرة على بلدة ربيعة جاءت بعد معارك استمرت يومين.
أهمية إستراتيجية
وأضاف في بيان نقله التلفزيون الرسمي “قواتنا وبالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية سيطرت على 18 بلدة وقرية بما يزيد على 120 كيلومترا مربعا في ريف اللاذقية الشمالي خلال اليومين الماضيين”.
من جهة أخرى، قال مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية إنه “مع سقوط ربيعة، يمكن اعتبار ريف اللاذقية الشمالي ساقطا ناريا بيد الجيش، وبالتالي سنعلن قريبا محافظة اللاذقية أول محافظة خالية من المسلحين”.
وأوضح المصدر أن ربيعة تعد نقطة انطلاق لعمليات عسكرية شرقا نحو محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة بالكامل باستثناء بلدتين.
وتقع ربيعة في جبل الأكراد، وكانت تمركز فيها فصائل معارضة مقاتلة أهمها الفرقة الساحلية الثانية المؤلفة أساسا من مقاتلين تركمان والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة.
وتأتي استعادة ربيعة بعد نحو أسبوعين على سيطرة الجيش السوري على بلدة سلمى في جبل التركمان، التي كانت تعد أهم معقل للمعارضة المسلحة في ريف اللاذقية التي سيطرت على البلدتين عام 2012.
على صعيد مواز، أفاد مراسل الجزيرة في ريف حلب الشرقي أن مئات العائلات في المدن والبلدات التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية نزحت من منازلها نتيجة القصف الروسي المكثف على المنطقة.
قصف وقتلى
من جهة أخرى، ارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الروسية على قرية خشام بريف دير الزور (شرق) إلى 94 شخصا بينهم أطفال ونساء, وفق ما أفادت به مصادر محلية للجزيرة.
وكانت طائرات روسية استهدفت أول أمس سوقا شعبية ومجمعا طبيا في قرية خشام بريف دير الزور الشرقي، ليرتفع بذلك عدد قتلى الغارات الروسية خلال الأسبوع الماضي في دير الزور وريفها إلى أكثر من 170 شخصا.
وكانت الطائرات الروسية قد شنت غارات على المدينة وريفها, بعد تقدم تنظيم الدولة في المدخل الغربي لمدينة دير الزور.
قتلى ومعارك
وفي شأن ميداني آخر، قالت جبهة النصرة عبر موقعها الرسمي على الإنترنت إنها قتلت عددا من جنود قوات النظام السوري وسيطرت على مواقعهم خلال هجوم شنه مقاتلوها في منطقة المرج بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وتشهد مناطق عديدة من الغوطة الشرقية معارك مستمرة بين فصائل المعارضة المسلحة وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام السوري من جهة أخرى.
كما تتعرض الغوطة الشرقية لقصف مستمر من قبل قوات النظام وغارات الطيران الروسي على مدنها وبلداتها.
دلالات دخول قوات روسية لسلمى بريف اللاذقية
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
في تطور لافت، تناقلت وسائل إعلام روسية ودولية صورا لقوات برية روسية داخل مدينة سلمى بريف اللاذقية غربي سوريا تظهر فيها عشرات الآليات المدرعة الحديثة، في أول ظهور علني لهذه القوات منذ بداية الأزمة السورية قبل خمس سنوات.
ويرى متابعون أن توقيت الإعلان عن وجود القوات الروسية في سلمى يشير إلى أن روسيا عقدت العزم على تقسيم سوريا وإقامة الدولة العلوية في الساحل السوري، وهي تريد أن تفرض ذلك كأمر واقع على المتحاورين في مفاوضات سوريا المقررة في جنيف.
سلمى أكبر مدن جبل الأكراد وتتمتع بالإضافة إلى رمزيتها بموقع إستراتيجي مهم، فهي محور الجبل وتشرف على الكثير من قراه، إضافة إلى كونها منطقة محمية طبيعيا حيث تفصلها عن مواقع قوات المعارضة أودية عميقة يصعب احتيازها.
توسيع السيطرة
ويقول أبو الهدى الكردي، وهو قائد ميداني في الفرقة الأولى الساحلية المعارضة، إن روسيا تعمل مع النظام الآن على بسط السيطرة على كافة القرى والتلال القريبة من سلمى لإبعاد خطر مقاتلي المعارضة عنها، وقد دخلت ليلة الأحد إلى قرية دويركة المقابلة لسلمى من جهة الشرق.
ولم يستبعد الكردي أن تتمدد قوات النظام والمليشيات الداعمة لها إلى مناطق جديدة لتتمركز فيها وتتولى حماية القوات الروسية في سلمى التي لم تشارك فعليا في المعارك.
وأوضح أن المشاركة الروسية اقتصرت حتى اللحظة على القصف الجوي والبحري والإشراف من غرف العمليات على قيادة معارك النظام ضد المعارضة في المنطقة.
وكانت قوات النظام قد سيطرت على مدينة سلمى منتصف الشهر الحالي بعد أن أحكمت الحصار عليها من عدة جهات وباغتت قوات المعارضة فيها من أكثر من محور وأرغمتها على الانسحاب منها، وفشلت معركة “رص الصفوف” التي أطلقتها المعارضة في الاقتراب من سلمى بسبب تكثيف الطيران الروسي قصفه لها بالصواريخ العنقودية والفراغية.
ويرى الخبير العسكري المقدم محمد حمادو أن روسيا تسعى لإقامة قاعدة عسكرية لها في مدينة سلمى من أجل ترسيخ هيمنتها العسكرية -بعد السياسية- على الساحل السوري، وأكد أنها ستستمر في دعم قوات النظام حتى تستولي على كافة المناطق الواقعة غرب نهر العاصي تمهيدا لإقامة ما أسماه الكانتون العلوي.
ويرى حمادو في حديثه للجزيرة نت أن هدف روسيا من إقامة هذا الكانتون “حماية استثماراتها النفطية التي وقعت اتفاقاتها مع النظام في المياه الإقليمية والتي ستبدأ بالعمل فيها قريبا بعد وصول معدات التنقيب إلى السواحل السورية”.
وأكد أن إفشال المخطط ممكن إذا ما توحدت فصائل المعارضة في ريف اللاذقية مع المؤازرات التي وصلتها مؤخرا في غرفة عمليات واحدة، على أن يتم تزويدها بالعتاد الحربي الثقيل وفي مقدمته السلاح المضاد للطيران.
حماية النظام
وفي السياق يرى المنسق العام لتجمع العمل الوطني التابع للمعارضة محيي الدين بنانة أن “العدوان الروسي في سوريا لم يأت تحت ذريعة مقاتلة الإرهاب كما تدعي موسكو، بل جاء لتحقيق المصالح الروسية التي تتوافق مع وجود بشار الأسد في الحكم”.
ووصف بنانة وجود القوات الروسية في مدينة سلمى بأنه احتلال مباشر يهدف لتحقيق عدة غايات منها حماية مناطق انتشار النظام ولا سيما مسقط رأسه في القرداحة، والقضاء على دور تركيا في المنطقة باعتبار سلمى قريبة من حدودها.
ويضيف في حديثه للجزيرة نت أن روسيا تسعى لتحقيق انتصارات على الأرض لتقوية موقف النظام التفاوضي في جنيف، ودعا المعارضة إلى عدم الذهاب إلى التفاوض في هذه المرحلة والتفرغ لدعم المقاتلين على الأرض بالتنسيق مع السعودية وتركيا.
وكانت روسيا قد أقامت قاعدة جوية لها في مطار حميميم في اللاذقية قبل ثلاثة أشهر، إضافة إلى امتلاكها قاعدة بحرية قديمة في مرفأ طرطوس.
ناشطون: اتفاق نظام الأسد مع روسيا باطل
أمين الفراتي
بدأ ناشطون سوريون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع مختصة بحملات المجتمع على شبكة الإنترنت لمطالبة المنظمات الأممية المعنية بتوثيق وحفظ الاتفاقيات الدولية، برفض قبول أو إيداع أي اتفاقية وقعها أو سيوقعها النظام السوري مع أي دولة بما فيها الاتفاقية الأخيرة مع روسيا.
وأكد النشطاء في عريضة شرعوا بالتوقيع عليها على موقع (آفاز) بغرض تسليمها للأمين العام للأمم المتحدة أن النظام فقد شرعيته منذ عام 2011 بسبب مجابهته للشعب السوري “بالقتل، والتدمير، وارتكاب المجازر وتدمير بيوت المدنيين، واستخدام كل أنواع الأسلحة، والتجويع، والاعتقال، ما أدى إلى تهجير ونزوح نصف السوريين”.
وكانت وسائل إعلام روسية قد سربت منتصف يناير/كانون الثاني الجاري ما قالت إنها بنود اتفاق سري وُقّع بين النظامين الروسي والسوري يوم 26 أغسطس/آب 2015، أثار موجات استياء لدى قطاع واسع من السوريين الذين يرون أن نظام بشار الأسد سلّم سوريا بموجب هذا الاتفاق لروسيا مقابل الدفاع عنه، وحمايته من السقوط.
وتوضح بنود الاتفاق أن النظام طلب من روسيا نشر مجموعة طيران على الأراضي السورية، على أن توفر السلطات السورية قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية لمجموعة الطيران الروسي بكل بنيتها التحتية، بالإضافة لمواقع أخرى يتم الاتفاق بشأنها بين الطرفين.
بنود مجحفة
كما نص الاتفاق على حق الطرف الروسي في نقل أي أجهزة أو ذخائر إلى داخل سوريا أو خارجها، من دون أي تكاليف أو رسوم، وأن كل الممتلكات المنقولة وأجهزة البنية التحتية التي تنشر مؤقتا بقاعدة حميميم الجوية تبقى في ملكية روسيا، ولا يجوز “لممثلي الجمهورية العربية السورية الولوج إلى أماكن وجود مجموعة الطيران الروسي إلا بموافقة قائد المجموعة”.
وحرم الاتفاق النظام من حق تقديم أي مطالبات لروسيا أو لمجموعة الطيران الروسي وموظفيها، ومنعهم من حق تقديم أي دعوى قضائية ضد أنشطة المجموعة وموظفيها، كما اتفق الطرفان على سريان “الاتفاقية” لأجل غير محدد، ويمكن لأحد الموقعين عليه أن يقوم بإنهائه بموجب إخطار كتابي للطرف الثاني.
وبدأ سوريون -عقب تسريب بنود الاتفاق- حملة على مواقع التواصل للتأكيد على أن هذا الاتفاق “لا يلزم الشعب السوري” معتبرين روسيا دولة معتدية على الأرض السورية، ومشددين على أن للسوريين الحق في مقاضاتها في المحافل الدولية، ومطالبتها بالتعويضات على ما ترتكبه من جرائم بحقهم.
من جانبه، يرى الخبير في القانون الدولي أيمن أبو هاشم أن هذه الحملة التي بدأها ناشطون تشكّل ضغطاً سياسياً وقانونياً على المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن النظام فقد الأهلية لممارسة أي دور سيادي بسبب تورطه بارتكاب إبادة جماعية، مبينا أن أي نظام تقوم عليه ثورة شعبية يفقد شرعيته القانونية أمام المجتمع الدولي.
وأوضح أبو هاشم -في حديث مع الجزيرة نت- أن كل الاتفاقيات التي وقعها النظام السوري منذ عام 2011 لا تتسم بالمشروعية، وهي باطلة لأنه لم يعد ممثلا شرعيا للشعب السوري، مطالبا الائتلاف الوطني السوري بالتحرك لتعطيل هذه الاتفاقيات كونه يحظى بشرعية من عدد كبير من دول العالم.
تكثيف الضغوط
ودعا أبو هاشم القانونيين السوريين لتكثيف الضغوط القانونية أمام المحافل الدولية لتعرية ما وصفها بـ”الشرعية الصورية” التي يدعيها النظام، وطرق أبواب القضاء الجنائي الدولي لمحاسبته عن الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري.
من جانبه، قال سفير الائتلاف الوطني السوري في روما بسام العمادي إن هذه الحملة تساعد في تثبيت الموقف وتوضيحه لدى المحافل الدولية، مشيرا إلى كونها وثيقة قانونية تعبر عن رأي السوريين حيال الاتفاقيات الخارجية التي يبرمها نظام الأسد.
وذكر العمادي في حديث مع الجزيرة نت أن أكثر من 130 دولة صوّتت لصالح قرار في الجمعية العامة يؤكد أن نظام الأسد أصبح غير شرعي، مضيفا أن مجلس الأمن لم يستطع تمرير القرار بسبب الفيتو الروسي، لكن اعتراف هذه الدول بعدم شرعية النظام تسبب في وقف معظمها تعاملها الدبلوماسي معه.
سوريا.. المعارضة تبحث بالرياض مصير مفاوضات جنيف
بيروت – فرانس برس
تحسم المعارضة السورية موقفها من المشاركة في محادثات جنيف في اجتماع تعقده يوم الثلاثاء في الرياض تحت وطأة ضغوط أميركية كبيرة تتعرض لها، وفق ما أكد أحد أعضاء وفد التفاوض اليوم الاثنين.
وقال فؤاد عليكو، ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف السوري المعارض وعضو الوفد المفاوض المنبثق عن الهيئة العليا للتفاوض: “تعقد الهيئة العليا للتفاوض اجتماعا غدا الثلاثاء في الرياض وسوف نتخذ القرار النهائي إما بالمشاركة في جنيف أو عدمها”.
وأوضح عليكو أن اللقاء الأخير الذي جمع وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع رياض حجاب، منسق الهيئة العليا للمفاوضات، وعدد من أعضاء الهيئة السبت في الرياض “لم يكن مريحا ولا إيجابيا”، مضيفا أن الوزير الأميركي قال لمحدثيه “ستخسرون أصدقاءكم، في حال لم تذهبوا إلى جنيف وأصررتم على الموقف الرافض”.
وأوضح أن “هذا الكلام ينسحب بالطبع على وقف الدعم السياسي والعسكري للمعارضة”.
إلا أن عليكو رفض وصف كلام كيري بـ”التهديدات”، مشيرا إلى أنها “ضغوط”.
وأضاف: “حاول (كيري) بكل جهده تأكيد لزوم حضورنا على أن ندلي بكل ما نريده هناك، لكنه لم يطمئننا بأننا ذاهبون إلى مفاوضات بل إلى حوار ليس أكثر، في حين أننا نريد ان تتمحور المفاوضات حول الانتقال السياسي وليس أن تبقى في إطار جدل ميتافيزيقي”.
وتصر قوى المعارضة السورية على أن تستند المفاوضات إلى بيان جنيف-1 الصادر في يونيو 2012 والذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة. ويعني هذا البند وفق المعارضة تجريد الرئيس السوري بشار الأسد من صلاحياته، رافضة أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية.
وقال عليكو: “الأجواء المتوفرة حاليا غير مريحة للمفاوضات والمشكلة الأساسية التي نواجهها الآن: هي هل نحن أمام انتقال سياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة أم تشكيل حكومة وحدة وطنية؟”.
وتابع: “ما يتسرب من أحاديث مسؤولين يشير إلى أننا أمام حكومة وحدة وطنية وليس هيئة حكم انتقالي وفق جنيف-1”.
وتدفع الأمم المتحدة وواشنطن وموسكو في اتجاه إتمام جولة التفاوض. وعلى الرغم من أن تصريحات المسؤولين الغربيين لا تزال تتحدث عن رفض أي دور للرئيس السوري في مستقبل سوريا، إلا أن التركيز بات على كيفية التخلص من تنظيم الدولة الإسلامية، وتراجع الكلام عن مصير الأسد.
من جهة أخرى، يستمر الخلاف حول تشكيلة الوفد المعارض إلى المفاوضات. إذ رفضت موسكو وجود من سمتهم “إرهابيين” في اشارة الى مسؤولين في فصائل مقاتلة، في الوفد، بينما يطالب معارضون بتوسيع التمثيل ليشمل اطيافا اخرى من المعارضة بينهم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وتيار “قمح” برئاسة هيثم مناع.
وقال عليكو حول هذا الموضوع: “نحن مصرون على أن تكون الهيئة العليا هي من تشكل الوفد ولا نقبل اضافة اسماء جديدة”.
روسيا تضغط جواً لاستعادة مناطق خسرها نظام الأسد
دبي – قناة العربية
يواصل الطيران الروسي غارات مكثفة في محيط اللاذقية ودرعا، والتي بدأها بقوة منذ يومين للسماح لنظام الأسد والميليشيات المناصرة له باستعادة المواقع التي خسرها، وذلك في سباق مع الزمن قبل تحديد موقع مفاوضات جنيف للذهاب بواقع جديد.
وقد كان المدنيون أول ضحايا الطيران الروسي والقصف المدفعي لقوات النظام على امتداد الساحة السورية المشتعلة في عدة مناطق.
ففي محافظة حلب نفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية ضربات على مناطق في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
بينما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة ماير بريف حلب الشمالي، أما بلدة مارع فقد كانت هدفا لقذائف أطلقها مقاتلو داعش، ما أدى لأضرار مادية بممتلكات المدنيين.
وفي ريف حماة الشمالي الغربي قصفت قوات النظام مناطق في بلدة السرمانية بسهل الغاب، كما استمرت الاشتباكات في محيط منطقة معان بريف حماة الشمالي الشرقي، بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام.
إلى ذلك سقط عدد من القتلى جراء قصف قوات النظام للمنطقة الواصلة بين مدينتي داريا ومعضمية الشام بالغوطة الغربية، بينما تدور اشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في محيط أوتوستراد السلام في الغوطة الغربية.
وجنوبا في محافظة درعا، ارتفع إلى 23 عدد الغارات التي نفذتها طائرات روسية على مناطق في بلدة الشيخ مسكين بالريف الشمالي، وسط قصف مكثف لقوات النظام على البلدة، ترافق مع اشتباكات مع الفصائل المقاتلة في الأطراف الشرقية للبلدة.
كما شهدت محافظة الحسكة بدورها اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم داعش في الريف الجنوبي، فيما سقط عدد من القتلى والجرحى بتفجير دراجة نارية مفخخة، استهدف مقهى للإنترنت بحي الوسطى ذي الغالبية المسيحية في القامشلي.
بريطانيا تريد استقبال أطفال فروا من سوريا بدون ذويهم
العربية نت
قالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية جاستين غرينينغ، إن بلادها قد تستقبل أطفالاً فروا من الحرب الدائرة في سوريا، وسافروا إلى دول أخرى بأوروبا.
وذكرت غرينينغ أن “الحكومة تدرس ما إذا كان بإمكانها بذل المزيد، لمساعدة حوالي ثلاثة آلاف طفل فروا من الصراع من دون أسرهم، وهم الآن في أوروبا”، ورداً على سؤال عما إذا كانت الحكومة أوشكت على قبول دعوة من جماعات الإغاثة، لبريطانيا باستقبال الأطفال، قالت غرينينغ، إن “هذا ما نقوم به، وأعتقد أنه التصرف الصحيح”.
وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، سابقاً، إن “بريطانيا ستستقبل 20 ألف لاجئ على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، من مخيمات في الشرق الأوسط”.
ويرى منتقدون أن استجابة بريطانيا إلى أزمة اللاجئين، كانت ضعيفة مقارنة بألمانيا التي استقبلت 1.1 مليون شخص من طالبي اللجوء العام الماضي، فيما دعا ناشطون وأكثر من 80 أسقفاً في الكنيسة البريطانية، كاميرون إلى بذل مزيد من الجهد في هذا المجال.
موغيريني: نثق بقدرة دي ميستورا على العمل لإطلاق المفاوضات قريبا
بروكسل (25 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
عبرت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، عن ثقة الاتحاد بقدرة المبعوث الدولي لسورية ستافان دي ميستورا على العمل من أجل إطلاق مفاوضات جنيف بين الأطراف السورية قريباً.
أما مناسبة حديث موغيريني، فهو زيارتها لتركيا اليوم وغداً و محادثاتها مع العديد من الوزراء الأتراك، التي تطرقت للملف السوري، من بين العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وعقدت المسؤولة الأوروبية، التي يرافقها كل من المفوضين الأوروبيين المكلفين على التوالي شؤون التوسيع يوهانس هانن، وشؤون إدارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس، مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع وزير الشؤون الأوروبية التركي فولكان بوزكير، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو.
وأشارت موغيريني إلى أن أوروبا ترى أن وفد المعارضة يجب أن يكون شاملاً قدر المستطاع، مؤكدة أن الأمر هو الآن بيد الأمم المتحدة.
وشددت على أن المفاوضات بين الأطراف السورية هي السبيل الوحيد لايجاد حل للأزمة والتوجه نحو مرحلة انتقالية عبر عملية سياسية منظمة.
وكان من المقرر أن تنطلق مفاوضات جنيف اليوم، ولكن الخلافات حول تشكيل وفد المعارضة السورية، حالت دون ذلك، ولم يؤكد أي طرف معني بالملف السوري، موعد إنطلاق المفاوضات، بينما ذكرت موغيريني انه “لا زلنا نأمل بإطلاقها قبل نهاية الشهر”، وفق تعبيرها
وترد موغيريني بكلامها السابق على كلام المسؤولين الأتراك، الذين تحدثوا، باسم المعارضة السورية، وأكدوا عدم رغبتهم برؤية بعض الأطراف التي يعتبرونها “إرهابية” أو متعاونة مع النظام”، في إشارة إلى الحزب الديمقراطي الكردي، الذي يرأسه صالح مسلم، والذي يدور حوله جدل كبير وتختلف الآراء بشأنه بين الأطراف الداعمة للمعارضة، بفصائلها المختلفة، والأطراف الداعمة لنظام دمشق.
ويأتي كلام المسؤولة الأوروبية حول أملها في أن يكون وفد المعارضة إلى جنيف شاملاً قدر الإمكان، مختلفاً عن كلام سابق، عبرت فيه عن إمتنانها للمملكة العربية السعودية، التي إستضافت مؤتمر الرياض لفرقاء المعارضة السورية، “والذي أنتج وفداً معارضاً شاملاً أكثر من المتوقع”، و فق تعبيرها في ذلك اليوم.
هذا وشمل الحوار بين الوفد الأوروبي والمسؤولين الأتراك موضوعات تتعلق بالعلاقات الثنائية والطاقة ومحاربة الإرهاب والتعاون في مجال حل الصراعات الاقليمية والهجرة وتطبيق مخطط العمل المشترك لضبط تدفق اللاجئين على الأراضي الأوروبية.
روسيا وأمريكا تحثان الأمم المتحدة على إعلان موعد محادثات سوريا بأسرع وقت ممكن
موسكو (رويترز) – أجرى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري مكالمة هاتفية يوم الاثنين وحثا ستافان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى سوريا على اعلان موعد إجراء محادثات سوريا بأسرع وقت ممكن.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن المكالمة أجريت بناء على مبادرة من الجانب الأمريكي.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير لبنى صبري)
المرصد: انتحاري يستهدف حركة أحرار الشام في حلب بسوريا
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن انتحاريا يقود شاحنة صهريج فجر نفسه يوم الاثنين عند نقطة تفتيش تديرها حركة أحرار الشام الإسلامية في مدينة حلب بشمال سوريا مما أسفر عن مقتل سبعة من أعضائها.
وأضاف المرصد أيضا أنه من المعتقد أن أربعة من قادة الحركة بين القتلى.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولي حركة أحرار الشام.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير عبد الفتاح شريف)
المعارضة السورية تجتمع الثلاثاء وتلوم روسيا على “العراقيل“
بيروت (رويترز) – قال متحدث باسم المعارضة السورية إنها ستجتمع يوم الثلاثاء لبحث الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لعقد محادثات سلام مؤجلة وكرر المتحدث دعوة للحكومة السورية بأن تتخذ خطوات لاثبات حسن النوايا ومن بينها وقف القصف قبل اجراء أي محادثات.
وتسعى الأمم المتحدة لعقد أول محادثات في عامين لانهاء الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ خمس سنوات لكن الجهود تصطدم بعراقيل من بينها الخلاف بشأن من يمثل المعارضة في المفاوضات.
وأودت الحرب الأهلية بحياة 250 ألف شخص وأجبرت أكثر من عشرة ملايين على الفرار من منازلهم. وتقود الولايات المتحدة حملة جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على شرق سوريا وشمال العراق.
واتهم سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة روسيا والحكومة السورية بإلقاء العراقيل في طريق المحادثات التي كان من المقرر أن تبدأ يوم الاثنين في جنيف.
(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
المفاوضات السورية: كيري يأمل في أن تتضح الصورة خلال 24 ساعة
أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاثنين 25 يناير/كانون الثاني الجاري عن أمله في أن تصبح الأمور “واضحة” خلال يوم أو ويومين في ما يتعلق بمحادثات السلام حول سوريا المرتقبة هذا الأسبوع في جنيف. يأتي ذلك في ظل تطورات ميدانية لتحركات الجيش السوري تمثلت في سيطرته على بلدة ربيعة آخر معقل استراتيجي للفصائل الإسلامية والمقاتلة في محافظة اللاذقية في غرب البلاد .
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمام الصحافيين المرافقين له خلال زيارة إلى فينتيان في لاوس إنهيعتمد على اجتماع مقبل للدول والمنظمات الدولية العشرين في مجموعة الدعم الدوليةلسوريا في إطار عملية فيينا الدبلوماسية، مقرر “بشكل مؤقت في 11 شباط/فبراير المقبل.
و شدد كيري على ضرورة اجتماع الأطراف السورية، معربا عن أمله في أن تتضح الأمور خلال 24 ساعة أو ربما في غضون 48 ساعة.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أنه سيكثف المشاورات في الساعات المقبلة الأخيرةمع نظرائه من فرنسا وتركيا و روسيا والسعودية، ومع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلىسوريا ستافان دي ميستورا، “للتأكد من أن الجميع على السكة نفسها”.
وكان من المفترض أن تبدأ هذه المحادثات الاثنين 25 يناير/كانون الثاني الجاري في مقر الأمم المتحدة في جنيف،إلا أن الأمم المتحدة أعلنت أنها ستتأخر لبضعة أيام بسبب خلاف أساسي حول تشكيلةوفد المعارضة.
أما ميدانيا فقد حقق الجيش السوري تقدما الأحد 24 /كانون الثاني/يناير الجاري تمثل في سيطرته على آخر معقل استراتيجي للفصائل الإسلامية والمقاتلة في محافظة اللاذقية في غرب البلاد. وأعلن المتحدث باسم الجيش السوري السيطرة على بلدة ربيعة، آخر معقل استراتيجي للفصائل الإسلامية والمقاتلة في اللاذقية، بعد معارك استمرت يومين.
إلى جانب ذلك، قتل 16 شخصا بينهم 11 مقاتلا من جبهة النصرة و فصائل إسلامية أخرى جراء سقوط صاروخ بالستي على مقر تستخدمه الجبهة كمحكمة فيشمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد “قتل 11 مقاتلا من جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا و فصائل إسلامية بالإضافة إلى خمسة مدنيين الأحد جراء سقوط صاروخ بالستي شديدالانفجار على مخفر سابق تستخدمه جبهة النصرة كمحكمة في مدينة سلقين في ريف إدلب الشمالي الغربي”.
ولم يتضح وفق المرصد، ما إذا كانت قوات النظام السوري أم قوات روسية هي من أطلقت الصاروخ، ومن أين أطلق.
إلا أنه ترافق مع تحليق لطائرات حربية. ولفت المرصد إلى أن “عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالات خطرة”.
واستهدف الصاروخ مقر المحكمة فور انتهاء اجتماع مصالحة بين جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية إثر توتر شهدته المدينة بين الطرفين، على خلفية مداهمة الجبهة احد مقار الحركة وتبادل لإطلاق النار أدى إلى مقتل احد عناصر جبهة النصرة.