أحداث الاثنين 30 تشرين الثاني 2015
الكرملين يصعَّد ضد «الجنون التركي» والحل السياسي في سورية
موسكو – رائد جبر طهران – محمد صالح صدقيان لندن، بيـروت – «الحـيـاة»، رويتـرز، أ ف ب
صعّد الكرملين «الحرب الكلامية» ضد أنقرة ووصف تصرُّف سلاح الجو التركي بأنه «جنون» وسط مؤشرات إلى ربط موسكو المسار السياسي في سورية بتقدّم العمليات العسكرية، وعبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن «حزنه» لإسقاط طائرة «السوخوي» الروسية، وأمل بألا يتكرر هذا الحادث «أبداً»، وسط مساعٍ لعقد لقاء يجمعه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة المناخ في باريس غداً. وأفيد في طهران بوجود جهود إيرانية لـ «التهدئة» بين موسكو وأنقرة.
ميدانياً، سقط 30 مدنياً بين قتيل وجريح بقصف قوات النظام السوري حي القابون شمال دمشق، فيما كثّف الطيران الروسي غاراته على مناطق التركمان في ريف اللاذقية.
وأعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن «الحديث عن إجراء انتخابات في سورية أو حتى دفع التسوية السياسية يبدو غير واقعي في ظل سيطرة المنظمات الإرهابية على جزء كبير من الأراضي السورية». واعتبر مراقبون كلامه اقتراباً من موقف دمشق الذي عبّر عنه الرئيس بشار الأسد قبل أيام عندما كرر أن الحل السياسي لا يمكن أن يحصل قبل «دحر الإرهاب واستعادة المناطق» الخارجة عن سيطرة نظامه.
ولاحظ بيسكوف أن بعض البلدان بدأ يتراجع عن «المواقف غير الواقعية المتعلقة بضرورة رحيل الرئيس الأسد»، مشيراً إلى «تعاظم الفهم بأنه في ظل سيطرة داعش والنصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية على جزء كبير من أراضي سورية، لا يمكن الحديث عن مسار سياسي. بدأ الشركاء يدركون أن القوة الوحيدة التي تحارب الإرهاب على الأرض هي القوات المسلحة السورية».
وصعّد بيسكوف اللهجة مع تركيا، معتبراً إسقاطها القاذفة الروسية «تحدياً غير مسبوق» و «جنوناً». وزاد أن موسكو لا يمكن أن تتساهل مع الحادث، مشيراً إلى أن الرئيس التركي «أدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ورطة بسبب تصرفاته».
في المقابل، قال أردوغان في لهجة تهدئة: «أنا حزين للحادث. نتمنى لو لم يحصل، لكنه حصل. آمل بألا يتكرر». وأضاف أمام مناصريه في برهانية (غرب تركيا): «نأمل بألا تتفاقم القضية بيننا وبين روسيا وألا تترك عواقب وخيمة في المستقبل». وجدد دعوته بوتين الذي كان اعتبر إسقاط القاذفة «طعنة في الظهر»، إلى لقاء يجمعهما في باريس على هامش قمة المناخ، مكرراً أنه يمكن أن يشكّل فرصة لإصلاح العلاقات. وقال: «روسيا مهمة لتركيا كما تركيا مهمة لروسيا. البلدان لا يمكنهما الاستغناء عن بعضهما، ويجب ألا ندع القضية تتفاقم إلى حد يقضي على علاقاتنا بالكامل».
وفي طهران، قالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن إيران دعت الحكومة التركية إلی ضبط النفس وعدم التصعيد مع روسيا. وأردفت أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أجری اتصالين هاتفيين مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والتركي فريدون سنيرلي أوغلو، لتهدئة الأمور بينهما، و «سمع كلاماً روسيّاً في غاية الاستياء من السلوك التركي، إذ إن بوتين منزعج كثيراً من سلوك أردوغان الذي دعا إلى اجتماع لحلف شمال الأطلسي (بعد إسقاط الطائرة الروسية) بدل العمل لتطويق الحادث». وتابعت المصادر أن ظريف «سمع، في المقابل، كلاماً يتضمن ليونة في الموقف التركي الذي أكد عدم رغبته في التصعيد، لأن تطوّر الأحداث لا يصبّ في مصلحة البلدين».
ميدانياً، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى جرح 27 شخصاً بقذائف أطلقتها قوات النظام السوري على حي القابون شمال دمشق. وهذه هي المرة الأولى التي تقصف قوات النظام الحي الخاضع لنوع من التهدئة منذ سنة بعد اتفاق مع المعارضة. وأضاف أن قاذفات «يُعتقد بأنها روسية» أغارت على جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية «وسط اشتباكات في محور جبل النوبة وجب الأحمر ومحاور أخرى».
فابيوس: مشاركة الجيش السوري في محاربة المتطرفين ممكنة بعد رحيل الاسد
لوبورجيه (فرنسا) – أ ف ب
أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم (الإثنين)، أن «التعاون مع الجيش السوري لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، ممكن فقط بعد رحيل الرئيس السوري بشار الاسد».
وصرح فابيوس لإذاعة «فرانس انتر» من لوبورجيه، حيث يفتتح مؤتمر الأمم المتحدة الـ 21 حول المناخ، أنه «إذا توصلنا إلى عملية انتقال سياسي ولم يعد بشار قائداً للجيش السوري، عندها يمكن القيام بأعمال مشتركة لمكافحة الإرهاب، لكن ذلك غير ممكن في ظل حكمه».
وشدد فابيوس أنه «من الواضح أن الجيش لا يمكن أن يعمل إلى جانب المعارضة المعتدلة، طالما أنه تحت قيادة الأسد».
وبعد ان تبنى «داعش» الاعتداءات الدامية التي أوقعت 130 قتيلاً في باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، باتت أولوية باريس في سورية القضاء على هذا التنظيم.
وأكد فابيوس العمل من أجل عملية انتقال سياسي، وخصوصاً بعد عقد اجتماعين دوليين شاركت فيهما للمرة الأولى موسكو وطهران حليفتا النظام السوري في فيينا في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وتشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.
وأتاح الاجتماع، إعداد خارطة طريق تنص على عقد اجتماع للمعارضة وممثلين عن النظام السوري في حلول الأول من كانون الثاني (يناير) المقبل، وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر، وإعداد دستور جديد قبل تنظيم انتخابات في الأشهر الـ 18 المقبلة.
وأضاف فابيوس الذي سيتراس المؤتمر، عند سؤاله حول إمكان عقد لقاء ثنائي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب اردوغان بعد إسقاط مقاتلات تركية طائرة حربية روسية فوق الحدود السورية، فأجاب: «إذا طلب منا تسهيل الامور سنقوم بذلك».
ويشارك أكثر من 150 رئيس دولة وحكومة اليوم في لوبورجيه بالقرب من باريس، في أكبر اجتماع حول المناخ، ومن المفترض أن يتم بحث النزاع في سورية خلال لقاءات ثنائية عدة على هامش المؤتمر.
مجزرة في قصف روسي على أريحا… و50 «برميلاً» على داريا
لندن – «الحياة»
قتل وجرح عشرات المدنيين بغارات روسية على سوق شعبية في مدينة أريحا في ريف إدلب شمال غربي سورية، في وقت شيعت القوات النظامية 24 من عناصرها قتلوا في معارك شمال البلاد. وألقت مروحيات النظام حوالى 50 «برميلاً متفجراً» على داريا غرب دمشق.
وقال نشطاء معارضون إن «50 مدنياً قتلوا وجرح عشرات بقصف روسي على سوق في أريحا»، مشيرين إلى أن «العدد مرجح للزيادة بسبب وجود جرحى حالتهم خطرة». وبثوا فيديو لجثث على الأرض وآليات تزيل آثار الدمار في المدينة.
وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على المدينة في ربيع العام الحالي، إضافة إلى معظم محافظة إدلب شمال سورية وقرب حدود تركيا.
من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن «استشهاد 18 مدنياً على الأقل وإصابة اكثر من اربعين بجروح جراء غارات شنتها طائرات حربية، يُعتقد انها روسية، على مدينة أريحا في محافظة إدلب» التي يسيطر عليها «جيش الفتح» الذي يقاتل ضد النظام، وهو تحالف فصائل معارضة بينها «حركة أحرار الشام الإسلامية».
وبحسب «المرصد»، استهدف القصف مناطق عدة في المدينة، ولا تزال عمليات الإنقاذ مستمرة بسبب الدمار الكبير الذي خلفته، مشيراً إلى وجود عدد من الجرحى «في حالات حرجة».
وتنفذ موسكو ضربات جوية في سورية منذ 30 أيلول (سبتمبر) تقول إنها تستهدف تنظيم «داعش» و»مجموعات إرهابية» أخرى. وتتهمها دول الغرب ومجموعات مقاتلة باستهداف فصائل معارضة أكثر من تركيزها على الجهاديين.
واستهدفت الضربات الروسية مواقع عدة تابعة لـ»جيش الفتح» وتحديداً في محافظتي أدلب وحماة (وسط). وقال «المرصد»: «استشهد 4 مواطنين بينهم سيدة وطفلتان اثنتان من عائلة واحدة جراء قصف الطيران الحربي لمناطق في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي».
في طرطوس شمال غربي البلاد، قال «المرصد»: «شيع 24 ضابطاً من قوات النظام بينهم 3 ضباط هم عقيد ونقيبان اثنان قتلوا خلال الاشتباكات مع تنظيم «داعش» في محيط مطار كويرس العسكري بريف حلب في وقت سابق»، لافتاً إلى أنه «ارتفع إلى 5 بينهم عقيد منشق عن قوات النظام عدد مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة والذين استشهدوا في الاشتباكات المستمرة في عدة محاور في ريف اللاذقية الشمالي، كذلك استهدفت الفصائل المقاتلة بعدة قذائف صاروخية تمركزات لقوات النظام في محور النبي يونس بالريف الشمالي للاذقية، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الأخير».
في الجنوب، قال «المرصد» إن الطيران المروحي «ألقى المزيد من البراميل المتفجرة على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ليرتفع بذلك إلى 46 على الأقل عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على مناطق في المدينة منذ صباح اليوم، في حين ارتفع إلى 4 عدد مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة الذين استشهدوا خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في غوطة دمشق الشرقية».
طائرة روسية تدخل المجال الجوي الاسرائيلي من طريق «الخطأ»
القدس – أ ف ب
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون اليوم (الأحد) أن طائرة عسكرية روسية دخلت أخيراً المجال الجوي الإسرائيلي من طريق الخطأ، لكن تمت معالجة الموقف فوراً وعادت إلى أدراجها.
وقال يعالون في تصريح إلى الإذاعة الرسمية الاسرائيلية: «دخلت طائرة روسية آتية من سورية مجالنا الجوي في شكل طفيف على عمق ميل واحد (1.6) كيلومتر، لكن تمت تسوية كل شيء فوراً وعادت الطائرة إلى سورية».
وأضاف يعالون أن «ما حصل كان خطأ من الطيار الذي حلق قرب الجولان»، مشيراً إلى «وجود خط اتصال وتنسيق لتجنب حدوث سوء فهم في سورية بين إسرائيل وروسيا لأن الطائرات الروسية لا تنوي مهاجمتنا، لذا يجب ألا نتحرك بطريقة تلقائية ونسقطها».
وذكر يعالون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفقا خلال لقاء موسكو في أيلول (سبتمبر) الماضي، على آلية لتنسيق التحرك العسكري لبلديهما لتجنب المواجهات في سورية.
ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من إسقاط الطيران التركي طائرة روسية على الحدود السورية، بعدما أكد الأتراك تحليقها في مجالهم الجوي، بينما نفى الروس الأمر.
وكانت اسرائيل أسقطت طائرة عسكرية سورية روسية الصنع من طراز «سوخوي 24» في أيلول (سبتمبر) 2014، إثر دخولها المجال الجوي الإسرائيلي في هضبة الجولان التي ضمت اسرائيل جزءاً منها في 1981، بعدما احتلتها منذ حرب حزيران (يونيو) 1967.
معارضون إيرانيون: إصابة الجنرال سليماني «خطرة وليست طفيفة»
باريس – أ ف ب
أكدت المعارضة الإيرانية في المنفى اليوم (الأحد) أن قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، أُصيب خلال اشتباكات وقعت أخيراً في سورية بجروح خطرة، وليس بجروح طفيفة مثلما كانت مصادر سورية أفادت سابقاً.
وقال “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” في بيان، إنه حصل على معلومات “من داخل الحرس الثوري” تفيد بأن الجنرال سليماني “أصيب بجروح خطرة في رأسه من جراء شظايا قذيفة قبل أسبوعين جنوب حلب”.
وأضاف البيان: “الجيش السوري الحر استهدف سيارة قاسم سليماني الذي كان في المكان للإشراف على عمليات الحرس الثوري والقوات شبه العسكرية الموضوعة في تصرفه، مما أسفر عن إصابته”.
وبحسب البيان فإن سليماني نُقل بطوافة إلى دمشق ومنها إلى طهران حيث أُدخل “مستشفى بقية الله التابع للحرس الثوري الايراني”.
وأوضح “المجلس الوطني” أن سليماني “خضع حتى اليوم لعمليتين جراحيتين كبيرتين على الأقل (…) وحالُه حرجة جداً والزيارات ممنوعة عنه”.
والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هو ائتلاف مجموعات معارضة إيرانية أبرزها منظمة “مجاهدين خلق” التي كانت تُعتبر “إرهابية” في الاتحاد الأوروبي حتى العام 2008، وفي الولايات المتحدة حتى العام 2012.
وكانت مصادر سورية أفادت الأربعاء الماضي، أن سليماني أُصيب بجروح طفيفة خلال اشتباكات بين قوات النظام وفصائل مقاتلة في شمال سورية.
وبحسب مصدر أمني سوري ميداني، فإن سليماني “أصيب بجروح قبل أيام عدة في هجوم مضاد في جنوب غربي حلب” شنّته الفصائل المُقاتلة.
ومن جهته أكد “المرصد السوري لحقوق الانسان” إصابة سليماني “بجروح طفيفة” خلال معارك في جبهة بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي.
إلا أن “وكالة الانباء الايرانية” الرسمية (ارنا) نقلت الأربعاء الماضي عن الناطق باسم الحرس الثوري العميد رمضان شرف، نفيه “مزاعم روّجت لها بعض وسائل الإعلام تقول إن قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني قد أصيب في سورية”، واصفاً إياها بـ”الأكاذيب”.
وأضاف الناطق أن سليماني “في أتم الصحة والعافية وواصل عمله ومساعه بكل نشاط وحيوية لمساعدة المقاومة الإسلامية في سورية والعراق لمواجهة الجماعات الإرهابية والتكفيرية”.
تركيا ترسل جثمان الطيار الروسي إلى موسكو
أنقرة – أ ف ب
أُرسل اليوم (الاثنين)، جثمان طيار الطائرة الحربية الروسية التي أسقطتها مقاتلات تركية فوق الحدود السورية، إلى روسيا، وفقاً لوكالة أنباء «الأناضول» التركية.
وأعيد أمس، جثمان الطيار أوليغ بيشكوف، من منطقة هاتاي الحدودية (جنوب تركيا) إلى أنقرة، حيث تسلّمته السلطات التركية في حضور ممثلين روس، وأرسل الجثمان صباح اليوم إلى روسيا.
وكانت أسقطت مقاتلات تركية من طراز «أف – 16»، طائرة «السوخوي أس يو – 24» الثلثاء الماضي، عند عودتها من مهمة قتالية في شمال غربي سورية.
وتؤكد تركيا أن الطائرة دخلت مجالها الجوي، وأنها تلقت تحذيرات «عشر مرات في غضون خمس دقائق»، قبل أن تفتح المقاتلات التركية النار عليها.
وفي المقابل، تصرّ روسيا على أن الطائرة كانت تحلّق في الأجواء السورية، وأنها لم تتلقَّ أي تحذير قبل إطلاق النار عليها.
وقتل الطيار أوليغ بيشكوف، بإطلاق النار عليه من الأرض أثناء هبوطه بمظلته، أما الطيار الثاني فتم إنقاذه بفضل عملية للقوات الروسية الخاصة.
وأدى الحادث، وهو الأكثر خطورة منذ بدء العمليات العسكرية الروسية لدعم النظام السوري منذ شهرين، إلى أزمة خطيرة بين روسيا وتركيا.
ومن جهة أخرى، تبنت روسيا أول من أمس، سلسلة من العقوبات الاقتصادية، شملت العودة إلى نظام تأشيرات الدخول وحظر رحلات تشارتر بين البلدين، ومنع أصحاب الشركات الروس من توظيف أتراك.
تركيا تسلّم جثة الطيار الروسي وأوروبا تدعو إلى التهدئة
المصدر: (و ص ف، رويترز)
أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن جثة الطيار الروسي أوليغ بيشكوف الذي قتل بعدما أسقطت تركيا قاذفة روسية نقلت إلى تركيا في وقت متقدم مساء السبت وستسلّم إلى موسكو.
وكان مصور لـ”رويترز” قال إنه شاهد كفنا يحمل جثمان الطيار بيشكوف وهو يصل بسيارة إسعاف إلى مطار هاتاي بجنوب تركيا قرب الحدود مع سوريا.
وتسببت واقعة إسقاط تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي قاذفة “سوخوي-24″، وهي الحادثة الأولى من نوعها منذ الحرب الباردة، بالإضرار بالمساعي لتشكيل جبهة موحدة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في الأسابيع التي أعقبت إعلان التنظيم مسؤوليته عن هجمات باريس وإسقاط طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية.
وردت موسكو بغضب على أنقرة واصفة هذه الواقعة بأنها استفزاز متعمد. ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت مرسوماً يفرض عقوبات اقتصادية على تركيا. وستعلن تفاصيل البضائع التركية التي ستحظر وإجراءات أخرى بموجب بمرسوم خلال الأيام المقبلة. ص11
ولم تخفف روسيا حملة غاراتها الجوية منذ أسقطت طائرة بيشكوف الثلثاء. وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن غارات يعتقد أن طائرات روسية شنتها أمس تسببت بمقتل ما لا يقل عن 18 شخصاً وإصابة العشرات في بلدة أريحا بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا.
وأوردت صحيفة “صباح” التركية المؤيدة للحكومة أن تركيا عززت الإجراءات الأمنية على طول حدودها مع سوريا السبت، فنشرت دبابات إضافية وناقلات جند مدرعة وغيرها من الأسلحة. وقال مسؤول تركي إنه ليس في إمكانه تأكيد هذه المعلومات.
ولا يزال الرئيس التركي رجي طيب أردوغان يأمل في عقد لقاء مباشر مع بوتين على هامش قمة المناخ التي تبدأ اليوم في باريس . وصرحت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني بأن الاتحاد سيتحدث مع تركيا وروسيا هذا الأسبوع من أجل انهاء التوتر بينهما. وأضافت ان الاتحاد يعمل “على ضمان ألا يؤثر التوتر بين روسيا وتركيا على وجهات النظر السياسية التي توصلنا اليها أخيراً (في شأن سوريا)…سيكون خطأ جسيما اذا ألغينا أو خفضنا مستوى التعامل الديبلوماسي والسياسي بسبب التوترات على الأرض التي يمكن ان تكون شديدة ومن الصعب للغاية التعامل معها”.
ومع التوتر الذي يخيم على العلاقات الروسية – التركية منذ اسقاط “السوخوي-24″، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون ان طائرة للجيش الروسي آتية من سوريا دخلت اخيراً “من طريق الخطأ” المجال الجوي الاسرائيلي، وما لبثت ان عادت ادراجها. وقال: “دخلت طائرة روسية كانت آتية من سوريا مجالنا الجوي بشكل طفيف على عمق ميل واحد (1,6 كيلومتر)، لكن كل شيء سوي فوراً وعادت الطائرة في اتجاه سوريا”.
واتهم الرئيس السوري بشار الاسد الذي استقبل مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي، علي أكبر ولايتي في دمشق، بعض الدول بتقديم مزيد من السلاح والدعم الى المجموعات المعارضة للنظام.
بوتين صادق على فرض عقوبات اقتصادية على تركيا أنقرة تسلّمت جثة الطيار الروسي تمهيداً لتسليمها إلى موسكو
المصدر: (و ص ف، رويترز)
صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على فرض عقوبات اقتصادية على تركيا لاسقاطها القاذفة الروسية “سوخوي-24″ في 24 تشرين الثاني الجاري، فيما اعلنت أنقرة انها تسلمت جثة أحد ملاحي القاذفة من الجماعات المسلحة السورية في ريف اللاذقية الشمالي تمهيداً لتسليمها الى موسكو وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن حزنه للحادث من غير ان يصل الى حدّ الاعتذار الذي تطالب به روسيا .
وقع بوتين مرسوماً يفرض مجموعة واسعة من العقوبات الاقتصادية على تركيا . وجاء في المرسوم الذي دخل حيز التنفيذ فوراً أنه سيفرض حظر على رحلات الطيران من روسيا إلى تركيا وسيكون على شركات السياحة الروسية التوقف عن تنظيم رحلات إلى تركيا، وأن أي واردات تركية غير محددة المصدر ستعتبر غير قانونية، وستوقف أو تقيّد نشاطات اقتصادية لشركات وأفراد أتراك.
وقبل توقيع المرسوم، صرّح الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف :”هذا الظرف غير مسبوق. هذا التحدي لروسيا غير مسبوق. لذا طبيعي ان يكون رد الفعل على قدر هذا التهديد”.
ورأى مسؤول تركي بارز أن العقوبات لن تؤدي إلا الى تعميق الأزمة بين البلدين. لكن مساعدين لبوتين أوضحوا أن الرئيس الروسي غاضب لأن الرئيس التركي لم يعتذر حتى الآن عن الحادث الذي وقع الثلثاء الماضي قرب الحدود السورية – التركية والذي قتل فيه طيار روسي إلى جانب جندي من مشاة البحرية الذين حاولوا إنقاذ طاقم الطائرة.
وتحدث المرسوم الذي نشره الكرملين في موقعه الإلكتروني عن الحاجة الى حماية الأمن القومي الروسي والمواطنين الروس من “نشاطات إجرامية وغير قانونية أخرى”.
وقال بيسكوف لبرنامج “نيوز أون ساترداي” الروسي للتلفزيون: “لا أحد يملك الحق في إسقاط طائرة روسية غدرا من الخلف”، واصفاً الدليل التركي الذي يدعي أن الطائرة الروسية خرقت المجال الجوي التركي بأنه “رسوم كرتونية”.
واضاف إن الأزمة دفعت بوتين الذي يجهز وزراؤه إجراءات اقتصادية انتقامية ضد تركيا الى “الاستنفار” على طريقة الجيوش في أوقات الأزمات. وأكد ان “الرئيس مستنفر… مستنفر تماماً… مستنفر الى الحد الذي يقتضيه الموقف…هذا الظرف غير مسبوق. هذا التحدي لروسيا غير مسبوق. لذا طبيعي ان يكون رد الفعل على قدر هذا التهديد”.
وقالت وكالة “تاس” الروسية الرسمية أن بيسكوف لمح أيضاً الى “مصالح معينة” لإبن إردوغان في صناعة النفط. وسبق لبوتين ان قال إن نفطا ينقل من أراض سورية يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) يجد طريقه إلى تركيا.
تركيا
بيد ان إردوغان تحدث عما وصفه بافتراء وطالب أي شخص يردد هذه المزاعم بأن يدعم أقواله بدليل. وكان إردوغان أكد في وقت سابق أن تركيا لن تعتذر عن إسقاط الطائرة وإنها استخدمت حقها في الدفاع عن مجالها الجوي. لكنه بدا السبت كأنه يستخدم لغة أقل حدة بقوله إن الحادث أصابه أيضا بالحزن. وقال: “انا فعلاً حزين لهذا الحادث. نتمنى لو انه لم يحصل اطلاقاً، لكنه حصل. آمل في الا يتكرر مجدداً”. وأضاف امام مناصريه في برهانية بغرب البلاد: “نأمل ألا تتفاقم القضية بيننا وبين روسيا بشكل اضافي وألا تترك عواقب وخيمة في المستقبل”.
وجدد دعوته بوتين الى عقد لقاء مباشر لهما في باريس على هامش مؤتمر المناخ الدولي اليوم، قائلاً إن ذلك يمكن ان يشكل فرصة لاصلاح العلاقات. وشدد على “ان روسيا مهمة لتركيا كما هي تركيا مهمة لروسيا. البلدان لا يمكنهما الاستغناء احدهما عن الاخر”.
ورداً على الاجراءات الاقتصادية الروسية، اوصت السلطات التركية رعاياها بتجنب أي سفر غير ضروري الى روسيا “الى ان يتضح الوضع”.
جثة الطيار
الى ذلك، اعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ان جثة الطيار الروسي الذي قتل اثر اسقاط الطيران التركي مقاتلته قرب الحدود السورية نقلت الى تركيا وستسلم الى روسيا.
وقال :”الطيار الذي قتل خلال انتهاك المجال الجوي سلم الينا على الحدود الليلة الماضية”، مضيفاً ان ديبلوماسياً روسياً سيتوجه الاحد في رفقة ممثل للجيش التركي الى محافظة هاتاي على الحدود السورية لتسلم الجثة.
وقالت السفارة الروسية في تركيا لوكالة “ريا – نوفوستي” الروسية للأنباء ان جثة اوليغ بيسكوف ستنقل الاحد من محافظة هاتاي في حضور الملحق العسكري الروسي الى انقرة اولاً.
وصرّح الناطق باسم السفارة ايغو ميتياكوف بأن موعد وتوقيت نقل الجثة الى روسيا لم يتأكدا بعد.
وقتل أحد طياري المقاتلة التي اسقطتها مقاتلات تركية، برصاص مسلحين من المعارضة في سوريا اثناء قفزه بالمظلة، فيما انقذ رفيقه في عملية خاصة نفذتها القوات الروسية بالتعاون مع الجيش السوري.
وقال داود اوغلو: “صلّى كهنة ارثوذكس على الجثمان في هاتاي بما يتفق وتقاليدهم الدينية”.
الأسد
وفي دمشق، نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن الرئيس السوري بشار الاسد لدى استقباله مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي، علي أكبر ولايتي الذي يزور سوريا حالياً، إن “الانجازات المهمة التي يحققها الجيش العربي السوري في مكافحة الارهاب وبدعم من الاصدقاء وفي مقدمهم ايران وروسيا قد دفع بعض الدول المعادية لسوريا والتي تدعي محاربة الارهاب الى مزيد من التصعيد وزيادة تمويل وتسليح العصابات الارهابية”.
وجدّد تأكيد “تصميم سوريا وأصدقائها على المضي قدماً في مكافحة الارهاب بكل أشكاله لانهم واثقون من أن القضاء على الارهابيين سيشكل الخطوة الاساس فى ارساء استقرار المنطقة والعالم، كما سيشكل المدخل الحقيقي لنجاح أي حل سياسي يقرره السوريون”.
بينما نقلت الوكالة عن ولايتي “تصميم قائد الثورة الاسلامية والقيادة الايرانية على المضي في دعم الجمهورية العربية السورية حكومة وشعباً، لان الحرب التي يخوضها السوريون ضد الارهاب مصيرية للمنطقة والعالم”.
ويرافق ولايتي في زيارته معاون وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان.
مفاوضات لإخلاء المسلّحين من حي الوعر
سوريا تنفي استخدام أسلحة كيميائية
نفت دمشق نفياً “قاطعاً”، الاثنين، أن تكون استخدمت أي أسلحة كيميائية بما في ذلك غاز الكلور منذ بدء النزاع في العام 2011، مؤكدة تعاونها التام مع الجهود لتدمير مخزونها من هذه الأسلحة.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، خلال الاجتماع السنوي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي: “نود هنا أن نؤكد بشكل قاطع أننا لم نستخدم يوماً غاز الكلور ولا أي مواد كيميائية سامة خلال أي حوادث أو أي عمليات كانت … منذ اندلاع الأزمة وحتى يومنا هذا”.
ويأتي تأكيد دمشق هذا، فيما يُندّد عدد متزايد من الدول وبينها أعضاء في الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة وكندا بعدم بذل النظام السوري جهوداً كافية لتدمير الاحتياطي من الأسلحة الكيميائية لديه.
وقال مندوب الاتحاد الاوروبي ياسيك بيليتشا امام ممثلي الدول الـ192 في المنظمة: “هناك ارتياب كبير بخصوص موضوع تدمير برنامج الأسلحة الكيميائية السوري لا سيما الثغرات والتناقض في التصريحات”، مضيفاً أن “هذا الارتياب يخلق شكوكاً حول مدى احترام سوريا التزاماتها بموجب الاتفاقية، وهذه الشكوك تجعل من المستحيل التصديق أن البرنامج دُمّر بطريقة لا يُمكن العودة عنها”.
وعبّرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأسبوع الماضي عن “قلقها الشديد” إزاء الاستخدام المستمر للأسلحة الكيميائية في سوريا وطلبت إحالة المسؤولين عن ذلك إلى القضاء.
وكانت المنظمة أكدت في 6 تشرين الثاني أن غاز الخردل استُخدم في آب وغاز الكلور في آذار، لكن من دون تحديد مسؤولين.
وتكثّفت الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش” في الآونة الأخيرة.
إيران تُعارض لقاء السعودية
واستكمالاً لاتفاق فيينا الأخير على مبدأ تنظيم مرحلة انتقالية سياسية في سوريا في غضون ستة اشهر اعتباراً من الأول من كانون الثاني وتنظيم انتخابات عامة في الأشهر الـ18 التالية، تستعد الرياض لعقد لقاء لمجموعات سورية معارضة في أواسط كانون الأول، الأمر الذي عارضته طهران.
وقال مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان إن “اجتماع معارضين سوريين في الرياض مخالف لبيان فيينا 2، وإيران لا توافق على أي أعمال خارج هذا البيان”، مضيفاً:” لقد تقرّر في فيينا أن يعمل مبعوث الأمم المتحدة في سوريا على إعداد قائمة بالمعارضين بعد إجراء مشاورات على نطاق واسع”.
وأشار إلى أن “السعودية لم تلعب دوراً إيجابياً وبناء حول سوريا في السنوات الخمس الماضية”.
ميدانياً، يعقد ممثلون عن الحكومة السورية والفصائل المقاتلة اجتماعاً الثلاثاء برعاية الأمم المتحدة لبحث تسوية تتضمّن خروج “المُسلّحين” من آخر نقاط سيطرتهم في مدينة حمص.
وقال محافظ حمص طلال البرازي: “يُعقد اجتماع يوم غد (الثلاثاء) في مكتبي بحضور وفد من حي الوعر وممثلين عن الأمم المتحدة من أجل تثبيت الاتفاقات السابقة” المتعلقة “بتسوية نهائية في حي الوعر”، موضحاً أنها تتضمّن “إخلاء السلاح والمُسلّحين وعودة مؤسسات الدولة والحياة الطبيعية إلى الحي في أقرب وقت ممكن”.
وحي الوعر الواقع في غرب مدينة حمص، هو آخر الأحياء التي تُسيطر عليها الفصائل المقاتلة في المدينة، ويتعرّض باستمرار لقصف من قبل القوات السورية التي تُحاصره بالكامل. وفشلت محاولات سابقة عدة لإرساء هدنة فيه.
ويقيم في الحي حالياً وفق البرازي، حوالي 75 ألف نسمة في مقابل 300 ألف قبل بدء النزاع في سوريا في آذار العام 2011.
وأفادت لجان التنسيق المحلية في حمص، وهي تجمّع لناشطين على الأرض، أن اجتماعاً بين ممثلين عن النظام السوري وآخرين عن الفصائل برعاية الأمم المتحدة قد يُعقد الاثنين أو سيُؤجل إلى الثلاثاء في مدينة حمص.
وتوقّع البرازي التوصّل إلى “تسويات نهائية خلال الأسابيع المقبلة” في حال نجاح المفاوضات المستمرة منذ ستة أشهر، على حد قوله.
تُسيطر قوات النظام السوري على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي بينها مدينتا الرستن وتلبيسة الواقعتان تحت سيطرة مقاتلي الفصائل، ومدينة تدمر الأثرية الخاضعة لسيطرة “داعش” منذ 21 أيار الماضي.
قتلى في اشتباكات بين إسلاميين وأكراد
ميدانياً، أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مقتل 23 مقاتلاً على الاقل في اشتباكات مستمرة منذ أيام عدة في ريف أعزاز بين فصائل إسلامية أبرزها “جبهة النصرة” وأخرى كردية وعربية تابعة لـ”قوات سوريا الديموقراطية”.
وأفاد “المرصد” بمقتل 15 عنصراً على الأقل من الفصائل الإسلامية وجبهة “النصرة”، وثمانية آخرين من مقاتلي “قوات سوريا الديموقراطية” وهي عبارة عن تحالف يجمع فصائل كردية وعربية أعلنت توحيد جهودها العسكرية الشهر الماضي، وعلى رأسها وحدات “حماية الشعب الكردية”.
وقال الناشط والصحافي الكردي ارين شيخموس إن الاشتباكات بدأت الخميس في محيط بلدة أعزاز إثر هجوم لـ”النصرة” وحلفائها، بينهم حركة “أحرار الشام”، على “نقاط لجيش الثوار”، احدى الفصائل العربية المتحالفة مع الأكراد ضمن “قوات سوريا الديموقراطية”.
واندلعت بعد ذلك اشتباكات بين الطرفين، إلا أن “استهداف جبهة النصرة وحلفائها الجهاديين لقرى في محيط عفرين، استدعى تدخّل وحدات الحماية الكردية وباقي فصائل قوات سوريا الديموقراطية”، وفق شيخموس. ورداً على ذلك، استهدفت الفصائل الإسلامية حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية في مدينة حلب.
كما أفاد “المرصد” بأن “النصرة” أعدمت الأحد بقطع الرأس شخصين بتهمة “التعامل مع جيش الثوار”.
الغارات الروسية تقتل 1500 شخص
وقُتل أكثر من 1500 شخص في سوريا، ثلثهم من المدنيين، جراء الغارات التي تشنّها موسكو في سوريا منذ بدء حملتها الجوية في 30 ايلول، حسبما أفاد “المرصد”.
وذكر “المرصد” أن “1502 مدني ومقاتل وعنصر قتلوا في آلاف الضربات الجوية التي استهدفت محافظات سورية عدة، منذ بدء الضربات الروسية وحتى فجر اليوم”.
ويتوزّع القتلى وفق “المرصد”، بين “485 مدنياً ضمنهم 117 طفلاً من دون سن الـ18 و74 مواطنة” بالإضافة إلى “419 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية و598 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)”.
وتنفي موسكو التقارير عن مقتل مدنيين جراء ضرباتها الجوية التي تطال محافظات سورية عدة، حيث تساند الجيش السوري في عملياته البرية ضدّ الفصائل المقاتلة والاسلامية والجهاديين.
(“سانا”، ا ف ب، رويترز)
لا لقاء بين بوتين واردوغان
أنقرة لن تعتذر وموسكو تلوّح بزيادة العقوبات
يبدو أن الخلاف الروسي-التركي بعد إسقاط الطائرة الروسية لن ينتهي قريباً. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يلتقي نظيره التركي رجب طيب اردوغان على هامش قمة المناخ في موسكو. وإذ جدّد رئيس الوزراء التركي داوود أوغلو التأكيد أن أنقرة لن تعتذر لموسكو، ردّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن بلاده ستوسّع العقوبات على تركيا.
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن بوتين “لا يُخطّط لعقد لقاء مع أردوغان، ولا يدور الحديث عن هذا اللقاء. ولن يعقد هناك مثل هذا اللقاء”، كما نفى إمكانية إجراء أي اتصالات بين الرئيسين.
وأكد داود أوغلو، من جهته، أن أنقرة لن تعتذر لموسكو عن إسقاط الطائرة “لأننا لم نقم إلا بواجبنا في حماية مجالنا الجوي وحدودنا”، لكنّه في المقابل، أعلن استعداد بلاده للمفاوضات.
وقال داود أوغلو، بعد لقاء مع أمين عام “حلف شمال الأطلسي” (الناتو) ينس شتولتنبرغ، إن “ما قمنا به كان خطوة دفاعية. تركيا ليست مسؤولة عمّا جرى، لكننا نحن منفتحون للقاء (مع الجانب الروسي) على كافة المستويات”، مضيفاً: ” لا توجد دولة تعتذر عن أداء واجباتها، فجيشنا أدى واجبه، ولا ينبغي لأي دولة أن تنتظر منّا اعتذاراً بسبب قيامنا بعملنا”.
وأوضح أن “لا نيّة لدى أنقرة للتصعيد مع موسكو، ومستعدون للحوار مع روسيا عبر قنوات ديبلوماسية وعسكرية”.
وأكد شتولتنبرغ حقّ تركيا في حماية حدودها ومجالها الجوي، مشيراً إلى أن الحلف يدعم جهودها للتواصل مع روسيا.
وجاء الردّ سريعاً من الجانب الروسي، حيث لوّح لافروف بتوسيع العقوبات الاقتصادية ضدّ تركيا “عند الضرورة”.
وذكرت وكالة “الاناضول” التركية أن أنقرة أرسلت، الاثنين، جثمان طيار الطائرة الروسية اوليغ بيشكوف إلى موسكو، لكنّ بيسكوف امتنع عن التعليق على الامر.
(“روسيا اليوم”، “الأناضول”، ا ف ب، رويترز)
وفاة عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي
توفيت، اليوم الاثنين، عالمة الاجتماع المغربية الكاتبة المثيرة للجدل، فاطمة المرنيسي، عن عمر 75 عاماً بعد معاناة مع المرض.
والمرنيسي من أشهر الكاتبات المغربيات المدافعات عن حقوق وقضايا المرأة والتي تناولتها من زاوية علم الاجتماع على الأخص.
وكانت من اوائل المغربيات اللواتي تلقين تعليماً عربياً في مدارس خاصة، بسبب معارضة والدها للتعليم في مدارس فرنسا الاستعمارية.
وتابعت دراستها في المغرب وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، واشتغلت بتدريس علم الاجتماع في جامعة محمد الخامس في الرباط.
حصلت المرنيسي في العام 2003 على جائزة أمير استورياس الأسبانية، مناصفة مع الناقدة والروائية الأميركية سوزان سونتاغ.
وتُرجمت أعمالها الكاتبة النقدية الجريئة إلى لغات عدة أشهرها: “الحريم السياسي- النبي والنساء”، و”شهرزاد ليست مغربية” و”ما وراء الحجاب” و”الاسلام والديموقراطية- الخوف من الحداثة” و”شهرزاد ترحل الى الغرب” و”أحلام النساء الحريم”.
(رويترز)
الحكومة التركية تتسلم جثة الطيار الروسي بعد رفض «النصرة» تسليمها لوفد مخابرات
مجزرة للمقاتلات الروسية في «أريحا» شمالي سوريا تودي بحياة 40 مدنيا
ريف اللاذقية «القدس العربي» من سليم العمر: تم أمس الأحد تسليم جثة الطيار الروسي، والتي كانت طيلة الأيام الماضية بحوزة «جبهة النصرة»، ورفضت»الجبهة» تسليمها في اليوم نفسه الذي تم إسقاط الطائرة فيه. وتمت عملية التسليم بحضور وفد كبير من «جبهة النصرة» وباقي فصائل المعارضة في الساحل السوري مع شخصين من الحكومة التركية رفيعي المستوى، ولم يسمح لـ»القدس العربي» بالتصوير بناء على أوامر من الوفد التركي.
الجدير بالذكر انه في يوم إسقاط الطائرة نفسه حضر وفد من المخابرات التركية إلى جبل التركمان على الشريط الحدودي مع تركيا لتسلم الجثة بسيارتين، إحداهما بلون أسود من نوع «مرسيدس» والأخرى (بيك اب فضية اللون)، إلا ان «جبهة النصرة» رفضت رفضا قاطعا تسليم الجثة بهذه الطريقة التي تدل على التبعية. ويمكن وصف ما حصل في عملية التسليم بطريقة «الند للند»، حسب كلام أحد القادة الميدانيين، الذي فضل عدم ذكر اسمه. وكان الاجتماع الذي تخلل عملية التسليم كبيرا وضم معظم فصائل المعارضة، وحين قدوم الوفد، وقبل دخوله إلى قاعة الاجتماع، طلب أحد القادة التركمان خروج الذين ليس لهم عمل. وقال قائد ميداني لـ»القدس العربي» وصف عملية التسليم «أنا ليس لي أي عمل معهم وخرجت وكنت قد شاهدت رجلين من الحكومة التركية يرتديان ملابس مدنية وليست عسكرية».
وبالمقابل كان هناك أشخاص عديدون من «جبهة النصرة» مكشوفي الوجه. وأكد مصدر خاص لـ»القدس العربي» أن المخابرات التركية كانت تعمل طيلة اليومين الماضين من أجل التنسيق لدخولها الأراضي السورية والتقاء قادة «جبهة النصرة» حيث تم اللقاء في جبل التركمان في أحد المقرات العسكرية التابعة للكتائب التركمانية.
وقال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن تركيا تسلمت عند الساعة 1.45 من فجر أمس الأحد، بالتوقيت المحلي، (23.45 ت.غ الليلة قبل الماضية)، جثمان الطيار الروسي الذي أسقطت طائرته خلال انتهاكها المجال الجوي التركي الثلاثاء الماضي.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده، داود أوغلو، امس الأحد، في مطار «أسن بوغا» في العاصمة أنقرة، قبيل توجهه إلى العاصمة البلجيكية «بروكسل»، للمشاركة بالقمة الأوروبية التركية، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.
وأضاف أنه تمّ تسليم الجثمان إلى رجال الدين الأرثوذكس في ولاية هطاي، من أجل إقامة المراسم الدينية له، وسيتم تسليمه إلى روسيا لاحقا بناءً على طلبها.
وانتقد داود أوغلو التصريحات الروسية الأخيرة، التي تحمل بلاده مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية، واعتبرها «باطلة وغير مشروعة حسب القانون الدولي، وتضر بروابط الصداقة والجوار الوثيقة بين البلدين».
الى ذلك قتل 40 مدنياً وأصيب عشرات آخرون بجروح مختلفة، صباح أمس الأحد، جراء قصف مقاتلة روسية بصاروخ فراغي، استهدف سوقاً شعبياً وسط مدينة أريحا، غرب إدلب شمالي سوريا.
وأفاد الإعلامي محمد جطل أن «السوق كان مكتظاً بالمواطنين لحظة استهدافه بصاروخ فراغي من قبل مقاتلة روسية، وقتل 40 مدنياً، وأصيب أكثر من 70 آخرين، بينهم حالات خطيرة، ما يجعل عدد القتلى مرشحا للازدياد».
وأضاف أن القصف أحدث دمارًا كبيرًا في المباني والمحال التجارية، بالإضافة إلى احتراق عدد من الآليات.
وأشار أن فرق الدفاع المدني في البلدة، لا تزال تبحث عن ناجين تحت الأنقاض.
تسليح القاذفات الروسية سوخوي 34 في سوريا لأول مرة بصواريخ جو-جو
موسكو- (رويترز): أبلغ مسؤول بالقوات الجوية الروسية وكالات أنباء روسية بأن القاذفات المقاتلة سوخوي 34 طارت في سوريا لأول مرة مسلحة بصواريخ جو-جو للدفاع عن النفس الاثنين.
جاء ذلك بعد أقل من أسبوع على قيام طائرة إف 16 تركية بإسقاط طائرة روسية.
وقال المسؤول إيجور كليموف إن الصواريخ جو-جو قادرة على إصابة أهداف على مسافة تصل إلى 60 كيلومترا.
أمريكا تدعم الرواية التركية بشأن توغل الطيران الروسي في الأجواء التركية
بروكسل- (رويترز): قال سفير الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي الاثنين إن معلومات المخابرات الأمريكية بشأن تحركات الطائرة الحربية الروسية يوم 24 نوفمبر تشرين الثاني تدعم الرواية التركية بأن الطائرات الروسية اخترقت المجال الجوي التركي.
وأضاف دوغلاس لوت للصحفيين “البيانات الأمريكية التي اطلعت عليها تعضد النسخة التركية للأحداث.”
الكرملين: بوتين وأوباما ناقشا إسقاط تركيا طائرة روسية والوضع في سوريا
باريس- (رويترز): قال متحدث باسم الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي باراك أوباما عقدا محادثات لنحو 30 دقيقة على هامش قمة في باريس الاثنين ناقشا خلالها الأزمتين في سوريا وأوكرانيا.
وقال المتحدث الرسمي ديمتري بيسكوف للصحفيين إن أوباما عبر خلال الاجتماع عن أسفه لإسقاط طائرات حربية تركية لمقاتلة روسية وإن الزعيمين عبرا عن تأييدهما للتحرك صوب تسوية سياسية?? ??للأزمة السورية.
وفيما يتعلق بأوكرانيا أشار بوتين وأوباما إلى ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق مينسك للسلام.
مفاوضات لإخلاء مقاتلي الفصائل من آخر نقاط سيطرتهم في مدينة حمص السورية
دمشق- (أ ف ب): يعقد ممثلون عن الحكومة السورية والفصائل المقاتلة اجتماعا الثلاثاء برعاية الامم المتحدة لبحث تسوية تتضمن خروج “المسلحين” من آخر نقاط سيطرتهم في مدينة حمص في وسط البلاد، وفق ما اعلن محافظ حمص طلال البرازي لوكالة فرانس برس الاثنين.
وقال البرازي “يعقد اجتماع يوم غد (الثلاثاء) في مكتبي بحضور وفد من حي الوعر وممثلين عن الامم المتحدة من اجل تثبيت الاتفاقات السابقة” المتعلقة “بتسوية نهائية في حي الوعر”. واوضح انها تتضمن “اخلاء السلاح والمسلحين وعودة مؤسسات الدولة والحياة الطبيعية إلى الحي في اقرب وقت ممكن”.
وحي الوعر الواقع في غرب مدينة حمص، هو اخر الاحياء تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في المدينة، ويتعرض باستمرار لقصف من قبل قوات النظام التي تحاصره بالكامل. وفشلت محاولات سابقة عدة لارساء هدنة فيه.
وتمكنت قوات النظام في ايار/ مايو 2014 من السيطرة على كافة احياء حمص القديمة التي كان يتحصن فيها مقاتلو الفصائل باستثناء هذا الحي.
ويقيم في الحي حاليا وفق البرازي، حوالى 75 الف نسمة مقابل 300 الف قبل بدء النزاع في سوريا في اذار/ مارس العام 2011.
وافادت لجان التنسيق المحلية في حمص، وهي تجمع لناشطين على الارض، ان اجتماعا بين ممثلين عن النظام السوري وآخرين عن الفصائل برعاية الامم المتحدة قد يعقد اليوم الاثنين او سيؤجل الى الثلاثاء في مدينة حمص.
وتوقع البرازي التوصل الى “تسويات نهائية خلال الاسابيع المقبلة” في حال نجاح المفاوضات المستمرة منذ ستة اشهر، على حد قوله.
تسيطر قوات النظام السوري على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي بينها مدينتا الرستن وتلبيسة الواقعتان تحت سيطرة مقاتلي الفصائل، ومدينة تدمر الاثرية الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية منذ 21 ايار/ مايو.
فرنسا: الضربات الروسية في سوريا يجب أن تقصف الدولة الإسلامية فقط
باريس- (رويترز): قالت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين إن الضربات الجوية الروسية في سوريا يجب أن تستهدف بوضوح تنظيم الدولة الإسلامية فقط وذلك ردا على أسئلة عن ضربات نفذتها موسكو في الآونة الأخيرة واستهدفت جماعات معارضة في شمال البلاد.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند بعد أن زار العاصمة الروسية يوم الخميس إنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجمات الروسية ستقتصر على الدولة الإسلامية والجماعات الجهادية المشابهة لها في سوريا.
ويتهم الغرب موسكو باستهداف جماعات معارضة تحارب الرئيس السوري بشار الأسد.
وردا على سؤال بشأن ضربات روسية منذ يوم الجمعة على مناطق للتركمان قرب الحدود السورية التركية قال رومان نادال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية “يجب ألا يكون هناك لبس بشأن الأهداف التي تجرى ملاحقتها والتي يجب أن تقتصر على تدمير داعش (الدولة الإسلامية).”
وأشار تحليل أجرته رويترز لبيانات وزارة الدفاع الروسية إلى أن ضربات جوية روسية في شمال غرب سوريا استهدفت مناطق التركمان بكثافة.
وتتضامن أنقرة مع التركمان السوريين الذين ينحدرون من أصل تركي. وزاد التوتر بين روسيا وتركيا بعد أن أسقطت أنقرة طائرة حربية روسية الأسبوع الماضي.
معارضون إيرانيون: قاسم سليماني خضع لعمليتين جراحيتين بعد إصابة خطيرة
القاهرة ـ د ب أ: أفاد «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» في بيان، أمس الأحد، بأن قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني أصيب بجروح خطيرة خلال وجوده في حلب جنوبي سوريا قبل أسبوعين.
وأضاف المجلس، الذي يمثل المعارضة الإيرانية في الخارج، أنه وفقا لمعلومات حصل عليها من داخل الحرس الثوري فإن سليماني أصيب بجروح خطيرة جراء شظايا أصاب بعضها رأسه.
وذكر أن عناصر من «الجيش السوري الحر» هم من استهدفوا المركبة المخصصة له للإشراف على عملية يقوم بها الحرس الثوري وعدد من القوى المستأجرة على حد قوله.
وأضاف أنه نظرا لخطورة الإصابات، تم نقله على متن مروحية تابعة للحرس الثوري إلى دمشق، وبعد تلقيه العلاج الأولي تم نقله إلى طهران، حيث يرقد في مستشفى تابعة للحرس الثوري، وخضع لما لا يقل عن عمليتين جراحيتين. وهو ممنوع من الزيارات.
إلى نواب البرلمان البريطاني: لا تصوتوا لصالح خطة كاميرون لضرب تنظيم «الدولة» من دون الاستجابة لتطلعات السنّة والتصدي لحرب الأفكار سيظل الخطر الجهادي يهدد العالم
منفيون من الرقة: كل شخص «يزعل» من زوجته يقرر قصف مدينتنا… ولا نريد استبدال طغيان بطغيان
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: اتخذت صحيفة «أوبزيرفر» موقفا رافضا لتوسيع الضربات الجوية البريطانية لتشمل سوريا. وحشدت الصحيفة أصوات عدد من المحللين والكتاب وحتى من أبناء الرقة الذين دعوا النواب للوقوف أمام مسعى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الحصول على تفويض لإرسال المقاتلات البريطانية إلى عاصمة «تنظيم الدولة» في الرقة.
ولا يعني موقف الصحيفة تقليلا من خطر الإرهاب، ولكن غياب الخطة وفهم الأزمة السورية هو ما تنتقده.
وتحت عنوان «رأي الأوبزيرفر حول خطأ توسيع الهجمات العسكرية إلى سوريا» قالت الصحيفة إنه رغم حديث النواب عن نية الحرب في سوريا إلا أن بريطانيا هي في حالة حرب في كل من سوريا والعراق ومنذ عام تقريبا.
ومع أن النقاش الدائر في أروقة البرلمان متأثر بهجمات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر إلا أن البرلمانيين أظهروا قصرا في الذاكرة حول ما اتفقوا عليه سابقا وأبدوا عجزا لرؤية ما يجري خارج جدران البرلمان في ويستمنستر.
وذكرت الصحيفة النواب بالعام الماضي حيث وافقوا في 26 أيلول/سبتمبر ودونما ضجة على المشاركة في الضربات الجوية في العراق بعد سلسلة من المكاسب التي حققها «تنظيم الدولة».
ووافقوا بالإجماع (524 ـ 43 صوتا) على غارات سلاح الجو البريطاني. وفي الوقت تسهم بريطانيا في عمليات الاستطلاع وتقدم معلومات أمنية وتزود طائرات التحالف المضاد لـ»تنظيم الدولة» بالوقود وتدعم عملياته في سوريا.
وقامت المقاتلات البريطانية باستهداف الجهاديين البريطانيين وقتلهم في سوريا. ولا تزال بريطانيا تستخدم الحق القانوني في الدفاع المشترك والذي وافقت عليه الأمم المتحدة في كل من العراق وسوريا. وما لا يفهمه عدد من قادة حزب العمال أن «تنظيم الدولة» منشغل برسم خطط لضرب أهداف في بريطانيا وهو ما كشف عنه قادة الأجهزة الأمنية.
ولا يزال التنظيم يجند ويجذب إليه أكثر من 800 جهادي بريطاني ويقوم بنشر دعايته السامة في بريطانيا، بل استهداف البريطانيين حيث قتل مسلح في حزيران/يونيو هذا الصيف 30 سائحا بريطانيا على شاطئ تونسي.
وفي حينه «قلنا إن تنظيم الدولة شن حربا على بريطانيا، وحان الوقت للاستيقاظ. وهذا صحيح اليوم».
وترى الصحيفة أن على النواب هذا الأسبوع الإجابة على سؤال لا يتعلق بالذهاب للحرب، لأن بريطانيا في حالة حرب الآن، ولكن حول كيفية تحقيق النصر فيها؟
قرار صعب
وفي الوقت الذي توافق فيه الصحيفة على موقف كاميرون من خطر «تنظيم الدولة» إلا أنها ترى أن مقاتلات سلاح الجو البريطاني لا تكفي لهزيمته وربما أدت لتدهور الأوضاع أكثر. ومن هنا فقرار الحرب ليس سهلا، ويعترف حتى أكبر الدعاة للقصف الجوي ومعارضيهم بأن هناك مساحة للخطأ.
وهنا تتناول ما قاله كاميرون يوم الخميس أمام البرلمان مشيرة إلى أنه قدم عددا من النقاط المقنعة، منها أن بريطانيا لا يمكنها الاعتماد على الآخرين للدفاع عن نفسها ولا بد من التضامن مع الحليفة فرنسا وأن «تنظيم الدولة» وبلا شك يشكل تهديدا على بريطانيا وإن لم نقم بقمعه الآن فمتى؟
وفي السياق نفسه تثمن الصحيفة موقف كاميرون بمواصلة دعم القوى السورية المعتدلة والمعارضة لنظام دمشق من جهة ومواصلة جهود التسوية التي بدأت في فيينا عام 2012. ورغم كل هذه النقاط الإيجابية واعترافه بأخطاء العراق، إلا أن ما قدمه كاميرون لا يعتبر خطة شاملة أو استراتيجية، فهي على الأغلب جملة من التمنيات.
اعتراضات
وتطرح هنا مجموعة من الاعتراضات على ما قاله كاميرون تتعلق بفعالية الطيران البريطاني ودقته لإخراج تنظيم «داعش» من الرقة والذي لن يتم من دون قوات برية.
وعلى ما يبدو لا أحد مستعد للمخاطرة بقواته، حتى فرنسا التي تقود التأجيج الآن ضد الجهاديين. وهنا تنتقد الصحيفة رؤية كاميرون حول جيش المعارضة الذي قال إن تعداده سيكون 70.000 مقاتل وسيقوم من الشمال بالزحف نحو الرقة.
وهي قوات من الصعب تجييشها في ظل النزاع القائم على خطوط دينية وإثنية يحاول كل طرف فيه تحقيق أجندته الخاصة. وحتى لو تمت الإطاحة بالجهاديين فالسؤال يظل قائما: ماذا بعد؟
فراغ جديد قد تستغله الميليشيات الشيعية، الجيش السوري المدعوم من الروس؟ وحتى لو قبل كاميرون بعقد صفقة مع النظام، كما يقترح الفرنسيون فلن يقبل هذا السنة في سوريا وبالضرورة داعميهم من دول الخليج.
وتذكر الصحيفة بمنظور غزو العراق وما جرى من الإطاحة بنظام علماني فيه وتسيد الشيعة سدة الحكم.
وتهميش السنة وهو ما قاد للمقاومة وفي النهاية خروج «تنظيم الدولة» الذي استغل مظلوميتهم. وهناك احتمال لتكرار السيناريو نفسه في سوريا، فمع أن السنة هم الغالبية إلا أنهم تعرضوا للتهميش من قبل النظام العلوي.
وعليه ترى الصحيفة أن لا تسوية دائمة في العراق أو سوريا من دون الاستجابة لتطلعات ومطالب السنة.
وتقول «لو أريد هزيمة تنظيم الدولة أو جماعات متطرفة أخرى، وبشكل دائم، فيجب إنشاء حكومة ديمقراطية يتولاها السنة من أهل البلاد، وليس ساسة غربيي الهوى يريدون الانتقام أو وسطاء تابعين للأمم المتحدة ولا الأكراد أو الميلشيات الشيعية المدعومة من إيران الذين يريدون تحقيق مصالحهم الخاصة».
وتلفت الصحيفة إلى أن «خطة» كاميرون تتعامى عن قصد أو تقلل من أهمية مشكلة مصير الأسد الذي لا يزال الإيرانيون يدعون لدعمه والسماح له بالترشح في الإنتخابات.
وترى الصحيفة ان كاميرون مثل توني بلير عام 2003 يقوم بمد الثقة التي أولاها الشعب به إلى درجة الكسر.
وتعتقد أن كاميرون يعول كثيرا على نتائج محادثات فيينا التي لم تتوصل إلا لصيغة 18 شهرا لانتقال السلطة. ولا توجد أية إشارات عن جهود روسية أو إيرانية لدفع النظام السوري كي يقدم تنازلات.
وهناك مشاكل حول تعريف الجهة المعتدلة في المعارضة السورية. وفي الإطار نفسه لم يحقق التحالف الذي دعا إليه أولاند تقدما، خاصة أنه يدعو لتعاون عسكري بين روسيا وأمريكا.
وما يفتقده الحلفاء هو خطة لسوريا كاملة وحرة. وعوضا عن ذلك فدول التحالف تتصرف كالطيور الكاسرة التي تتقاتل على أجزاء مشتتة.
وفي غياب التوافق بين الأطراف المعنية بسوريا بات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمثل دور «الكاوبوي» وليس «المتعاون».
وتشير للموقف المتقاعس الذي يبديه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يطلق تصريحات فلسفية ويحاول تجنب التورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط. وطالما بقي الأسد، الشرير الذي بدأ الحرب فسيظل اللاجئون الذي يخافونه أكثر من «داعش» يتدفقون على الحدود الأوروبية.
المشكلة الأساسية
وفي النهاية تشير الصحيفة إلى أن رؤية كاميرون حول حرب «تنظيم الدولة» لا تتصدى للمشكلة الأساسية المتعلقة بالجهاد العالمي والتي تدفع شبانا من أوروبا لرفض القيم الليبرالية والانضمام لجماعات مثل «داعش».
وعليه فإن تم تدمير «تنظيم الدولة» من دون نزع المشروعية والمصداقية عنه لن تؤدي إلا لظهور جيل جديد يحل محله، وقد يكون أشد شراسة منه. «وكما قلنا في البداية فبريطانيا في حالة حرب وتقوم بمساعدة الحلفاء الفرنسيين والأمريكيين عسكريا، ولكن النقطة المهمة هي أن الحرب تظل حرب قيم ومبادئ لا قنابل أكثر وأكثر».
وتقول «يجب الانتصار بهذه الحرب مهما أخذت من وقت. وقد فشل كاميرون بتقديم مبرر لتوسيع العمل العسكري إلى سوريا. ويجب عدم دعم مقترحه».
أصوات من الرقة
وعلى ما يبدو فاللاجئون الهاربون من جحيم الحرب وقمع «تنظيم الدولة» يطالبون بعدم توجيه ضربات جوية للرقة.
وفي ريبورتاج أعدته إيما غراهام – هاريسون لصالح «أوبزيرفر» والتقت لاجئين هربوا من الرقة في مدينة غازي عينتاب جنوب تركيا. ففي مقهى هناك قابلت رواده وكلهم من الرقة.
وتقول إن معظم الزبائن هم «من خريجي سجون المتطرفين الوحشية، أما البقية فقد هربوا من الخوف والقرف».
ولهذا يتعاملون مع قدوم غريب بنوع من عدم الارتياح، فقبل أسبوع قليلة اغتيل شخصان من بينهم من قبل جاسوس (للتنظيم) تظاهر بأنه لاجئ.
ونقلت عن رجل أعمال في الأربعين من عمره قدم نفسه بأبو أحمد «لو لم نكن ملاحقين من داعش لما جئنا إلى هنا» مضيفا «نحن هنا ولكن قلوبنا هناك».
ولأن الكثيرين تركوا وراءهم أبناء وبنات وأقارب فإن لديهم الكثير من المبررات لقتال التنظيم، ومع ذلك فهم خائفون من منظور مشاركة بريطانيا في الحملة الجوية بعد عام من الغارات التي أثرت على «تنظيم الدولة» لكنها لم تؤد لإخراجهم من معاقلهم.
ويعلق أبو أحمد «هل هناك من سيفرح عندما يقصف كل واحد المدينة؟ لا». ويضيف «كل واحد قصف الرقة، وكل واحد منزعج من زوجته جاء وأغار على الرقة، الأردن والإمارات والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا».
ويخشى اللاجئون من الثمن الباهظ الذي سيخلفه القصف الجوي على الأبرياء في المدينة التي أصبح المدنيون فيها سجناء لدى «تنظيم الدولة» يستخدمهم كدروع واقية.
ويشعر الكثيرون بالدهشة من أن مصير مدينتهم يقرر في العواصم البعيدة وقاعات المؤتمرات حيث لا يبدي سكان الرقة رأيهم. ويعبرون عن مخاوفهم من أن فرصة طرد «تنظيم الدولة» عبر الحملات الجوية ومن دون قوات برية قليلة. ولكن لا يوجد خيار واضح للزحف نحو المدينة، بسب ضعف المعارضة المحلية وعدم الترحيب بالمقاتلين الأكراد في مدينة تسكنها غالبية عربية.
وتنقل الصحافية عن ممرض سابق قوله «لا يحب الناس «تنظيم الدولة» ولكن لو دخل الأكراد مع التحالف لطرده، فهم سيئون مثلهم ولاعتقاد بعض الناس أن «تنظيم الدولة» هو أسوأ بقليل منهم، مما يعني أنكم تقومون بدفعهم (سكان المدينة) إلى الانضمام إلى تنظيم الدولة»، وكان الممرض قد ترك الرقة هذا الخريف بعد أن شك به التنظيم مع أنه لا يعرف السبب.
الأسد هو رأس البلاء
ويشير أهل الرقة الهاربون إلى نفاق المجتمع الدولي الذي لم يتحرك لحماية السوريين الذين قتل منهم عشرات الألوف، ومع ذلك فقد تحرك عندما قتل «تنظيم الدولة» عددا من الأوروبيين والأمريكيين.
وتتساءل منى التي كانت تعمل مدرسة وهربت من الرقة بطريقة «جيمس بوندية» عندما تسلقت أسطح المنازل في حيها «لماذا يردون فقط على داعش؟
ولماذا لم يتحرك أحد عندما كان النظام يقصف في سوريا؟ هل هذا لأن الإرهاب وصل إلى الدول الغربية؟ وبالنسبة لنا فلا يهمنا أية قنبلة تقتلنا؟».
ويخشى كل المنفيين الذين هربوا من الرقة من الطريقة التي ينظر فيها الروس والغرب للنزاع وتحقيق النصر ضد «تنظيم الدولة» وتعني التخلص من جلاد ليحل محله جلاد آخر، ألا وهو بشار الأسد.
وقضى عدد من المنفيين الرقاويين فترات في سجونه وفي سجون «تنظيم الدولة». ولهذا يرون أن النظام هو أصل البلاء وسبب البؤس الذي يعيشونه. ويقول أبو أحمد «لو ذهبت إلى البرلمان البريطاني لإلقاء خطاب لطلبت في البداية إزالة سبب المشكلة، ألا وهو الأسد وليس العرض وهو تنظيم الدولة».
وأضاف «مئات الألوف الذين ماتوا خلال السنوات الماضية ولم يأت أحد لقصف دمشق». ويتهم اللاجئون الأسد بتقديم الدعم التكتيكي لـ»تنظيم الدولة» من أجل حرف الانتباه عن المجازر التي قام بها الجيش السوري ضد السكان.
ويشيرون للتعاون الإقتصادي وشراء النظام النفط من «داعش». ويقولون إن غارات النظام على الرقة تراجعت بشكل كبير بعد سيطرة الجهاديين عليها.
ويقول فراس، طالب الطب الذي كان يقترب من إنهاء دراسته عندما سجنه النظام إن «نظام الأسد هو المشكلة الرئيسية».
وما يشغل بال الهاربين من حكم «تنظيم الدولة» هو الخوف على المدنيين الذين تركوهم وراءهم. وهرب كل واحد منهم يحمل قصة وفاة بريء في هذه الحرب.
ويقول الممرض السابق «شعرنا في البداية بالسعادة (من الغارات الغربية) لأن النظام كان يقصف بشكل عشوائي، ولكن التحالف يقوم بضرب الهدف بدقة. وبعد فترة فقد قتل التحالف مدنيين بمن فيهم جاري».
وقال «كان عمره 12 عاما وكان يقود دراجته في منطقة مدنية وضربوا عربة تابعة لداعش ولكنهم قتلوه بالخطأ. وكانوا يحاولون قتل أمير الأمن في الرقة ولسوء الحظ لم يكن بالعربة».
ويشير أبو أحمد إلى أن عربة كانت مزدحمة بالنساء في طريقهن لحصاد حقولهن في تل أبيض، شمال الرقة وقتلن كلهن، عندما أصاب العربة صاروخ. ويقول السكان إنه تم استهدافهن لأنهن غطين وجوههن بسبب الشمس الحارقة. واعتقدت قوات التحالف خطأ أنهن جهاديون.
أرفض بالمطلق
وناشدت إمرأة هربت من الرقة البرلمان البريطاني بعدم الموافقة على الغارات «لا بالمطلق، من فضلك أخبري البرلمان البريطاني».
ووصفت الحياة في الرقة بأنها لا تطاق «ولأسباب عدة، أولا القصف وثانيا داعش وقوانينه المريعة والاقتصاد المدمر، ولهذا فليس هناك عمل، ولا علاقة للأمر بالمال، ولكنك لا تستطيعين الجلوس في البيت مثل الحيوانات من دون عمل شيء».
ولأن العائلات منعت أبناءهن من الخروج من البيت وحددت حركة النساء، فلهذا أصبحت الحياة في البيت بطيئة ومدعاة للجنون.
وتقول فتاة تخرجت من كلية العلوم «لا تعرفين أبدا موعد سقوط القنبلة، ولهذا فضلنا البقاء في البيت طوال الوقت، على الأقل ستموتين مع عائلتك لو ضربوا البيت بالخطأ وليس في الشارع وحيدة لا يعرفك أحد».
وعندما قررت الهروب أمضت 24 ساعة معظمها في الظلام مع المهربين، كي تقطع مسافة 55 ميلا إلى تركيا. وكان الهروب صعبا لأن التنظيم قام بتوزيع السكان حتى يستخدمهم كدروع بشرية.
ويقول فراس «حاولت عائلتي الهروب ثلاث مرات ولكنها منعت». ولا يمكن الهروب إلا لمن يعاني من مرض خطير «ولكن هناك طبيب ألماني يعمل مع «تنظيم الدولة» ويجب أن يشخص حالتك وإن لم يتوفر العلاج يسمح لك بالخروج».
وتقول الصحيفة إن إغلاق الطرق هو إشارة إلى الآثار التي بدأت الغارات الجوية تتركها على التنظيم.
وبدأت عمليات رحيل لعائلات «تنظيم الدولة» وعشرات القادة الكبار. ويقول أبو محمد «أرسل الكثير من القادة عائلاتهم إلى الموصل لاعتقادهم أن الطرق ستقطع» بين المدينتين. وعلى خلاف البقية يرغب أبو محمد المسؤول المحلي السابق بالتخلص من «تنظيم الدولة» حتى من دون خطة سلام واضحة «نتخلص أولا من داعش وبعدها نقرر ماذا سنفعل».
لكن الكثيرين ممن خاطروا بحياتهم يعتقدون أن التخلص من «تنظيم الدولة» لن ينهي معاناتهم لو استطاعت قوات الأسد القتال. ويتساءل المنفيون عن موقف الغرب من الأسد الذي يلقى الدعم من الروس والإيرانيين.
ويرون أن هناك قبولا بالشخص الذي وصف بالديكتاتور. وتتساءل منى «هل ستساعدنا الغارات على العودة إلى بيوتنا وستدمر النظام وداعش في وقت واحد؟ وكلاهما إرهابي. فكيف تقصف طرفا وتترك الآخر والذي يقوم بقصفنا كل يوم».
وتقول الصحيفة أن الرقاويين الحالمين بالعودة إلى مدينتهم يتهمون دول التحالف بأنها لم تفكر جديا بمن سيخلف «تنظيم الدولة». ويقول الممرض السابق «لو كانوا يريدون المساعدة فعليهم اختيار الشريك الموثوق به وليس الأكراد، واختيار الشريك الخطأ سيؤدي لردة فعل السكان ضدهم».
ويضيف «تل أبيض هو المثال التام، فقد استخدموا الأكراد شركاء لهم وشردوا الكثير من الناس». وليس لدى هؤلاء الهاربين من الرقة الثقة بمن سيحل محل «تنظيم الدولة» حالة بدء الغارات الجوية لأنهم لا يثقون بقدرة التحالف نفسه والذي وقف يتفرج على المذبحة السورية.
ويقول الممرض السابق «في هذا الوضع لن يدعم الناس حتى الجيش السوري الحر، لأنه ليس محل ثقة» ويوافق أبو محمد «أدعم الجيش السوري الحر، ولكننا نريد قوة حقيقية فهو ليس منظما وليس لديه أسلحة».
مغردون عرب يطلقون حملة «دعم البضائع التركية» والأتراك يردون «أمة واحدة»
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي»: دشن مغردون عرب حملة لدعم البضائع التركية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عبر وسم (هاشتاق) #أنا_عربي_وأتضامن_مع_تركيا،و#دعم_البضائع_التركية، في حين رد المغردون الأتراك على الحملة بوسم #أمة_واحدة شاكرين الدعم العربي في وجه العقوبات الاقتصادية الروسية المتصاعدة ضد بلادهم منذ حادثة إسقاط طائرات حربية تركية مقاتلة السوخوي الروسية على الحدود مع سوريا قبل أيام.
ووصل عدد التغريدات إلى مئات الآلاف خاصة في موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» وموقع التغريدات القصيرة «تويتر» وتفاعل مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي بشكل كبير مع الحملة، بحسب ما رصدت «القدس العربي» التفاعل المتواصل عبر هذه الوسوم. ورأى المغردون العرب أن تركيا ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم تقف بجانب القضايا العربية وتدعم الثورة السورية ضد نظام الأسد وتعارض التدخل الروسي، معتبرين أنه من واجب العرب الوقوف بجانب أنقرة في وجه الإجراءات الروسية ضدها، على حد تعبيرهم.
والسبت، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مرسوما تضمن إجراءات اقتصادية ضد تركيا، منها تكليف الحكومة بمنع، أو تقييد، استيراد عدد من البضائع التركية، كما وشمل المرسوم حظرا مؤقتا أو تقييدا للعمليات الاقتصادية الخارجية، التي تشمل استيراد بعض السلع ذات المنشأ التركي، ومنع استقدام الأيدي العاملة التركية اعتبارا من مطلع العام 2016، واستئناف العمل بنظام الفيزا (تأشيرة الدخول) مع تركيا من جانب واحد اعتبارا من بداية العام المقبل، وأمر كافة شركات السياحة والسفر الروسية الامتناع عن تنظيم الرحلات السياحية إلى تركيا. جابر الحرمي رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية، كتب عبر تويتر: «منذ مجيء #حزب_العدالة إلى الحكم في #تركيا تصدرت قضايا الأمة اهتمامات قادتها.. لذلك #انا_عربي_واتضامن_مع_تركيا وأدعو لـ #دعم_البضايع_التركيه». وغرد الداعية طارق سويدان بالقول: «شخصيا #أنا_عربي_وأتضامن_مع_تركيا وأؤيد #دعم_البضائع_التركية ودعم الموقف السياسي التركي».
بينما كتب محمد الحضيف: «المعارك ساحاتها متعددة. المعركة الاقتصادية تأتي في مقدمتها. #دعم_البضائع_التركية هو في سياق مقاومتنا لعدو مشترك، وتضامننا مع بلد شقيق». وغرد الكاتب الجزائري أنور مالك بالقول: «لا يمكن أبدا أن أتخندق ولو في خيالي مع من يحاربون أهلنا وأحبتنا في #سورية مهما كانت ملتهم وجنسيتهم لذلك أقول #انا_عربي_واتضامن_مع_تركيا».
الإعلامي السعودي، مقدم البرامج في قناة الجزيرة القطرية، علي الظفيري أعرب في تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي في موقع تويتر، عن تضامنه كعربي مع تركيا، مؤيّدًا حملة دعم البضائع التركية، ودعم الموقف السياسي التركي «المناصر للشعب السوري ضد احتلال روسيا وإيران». وكتب المعارض الكويتي وليد الطبطبائي: «نعتز بموقف #تركيا ووقوفها ندا قويا ضد #روسيا التي خسرت صداقة العالم الإسلامي بمواقفها الحاقدة وقتلها للشعب السوري».
من جانبه، أشار الداعية الإسلامي المصري «فاضل سليمان»، إلى أن «دعم البضائع التركية واجب على كل مسلم في ظل الحملة الروسية الغاشمة على الدولة المسلمة المحترمة التي دافعت عن سيادتها»، بينما غرد الكاتب في صحيفة الراية القطري «عبد الله الملحم»، بالقول «الروس قتلة الأطفال في سوريا، يهددون بمقاطعة البضائع التركية، هل للعربي والمسلم مناص عن دعم البضائع التركية خاصة وبضائعهم ذات جودة عالية؟».
وأشار الكاتب «محمد الحضيف»، إلى أن تركيا «تحتل المركز الثاني عالميًا، بعد الصين، في قطاع المقاولات والإنشاءات. وتكاد شركاتها توجد في كل مكان في العالم»، لافتًا إلى أن «المعارك ساحاتها متعددة، المعركة الاقتصادية تأتي في مقدمتها، دعم البضائع التركية هو في سياق مقاومتنا لعدو مشترك وتضامننا مع بلد شقيق».
وقال طارق المطيري: «ليس من المروءة ولا الإنصاف أن نترك تركيا التي تقف بكل شجاعة لدعم قضايانا العربية وحدها في مواجهة العبث الروسي». وكتب تركي الجاسر: «لا تنزعج من المتهكمين، فهم في أحسن حالاتهم لا مبدأ لهم. ادعم وقاطع واحتسب ذلك عند ربك، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها». ورأى آخر أن «أقوى وسائل الدعم لتركيا هي: 1- السياحة في تركيا 2- السفر على الخطوط التركية 3- شراء البضائع التركية».
في المقابل دشن كتاب وصحافييون ومشاهير ومواطنون أتراك حملة لشكر العرب على الحملة، معتبرين أن ذلك يؤكد أن العرب وتركيا «أمة واحدة»، على حد تعبيرهم.
وكتب توران كيشليكجي مدير قناة التركية العربية: «أشكر إخواني العرب على محبتهم وتضامنهم مع #تركيا عبر هاشتاغ #دعم_البضائع_التركية، نحن أمّة حرّة واحدة».
وقال «طه قينتش» مستشار الرئيس التركي في تغريدة له: «هذا الهاشتاق #دعم_البضائع_التركية يرد ويثبت للحاقدين أن العرب والأتراك أمة واحدة وصداقة دائمة ونحن دوما أخوة يجمعنا دين واحد ورب واحد»، مضيفاً: «كنت أتمنى أن تفهموا اللغة التركية وترون ما يكتبه الاتراك من امتنان ومحبه وتقدير ومشاعر أخوية لأشقاهم العرب».
وشدّد معظم الناشطين الأتراك المعلقين على المبادرة، على ضرورة توحيد الصفوف بين البلدان المسلمة، معتبرين أن «العرب والأتراك وجميع المسلمين، هم أهم واحدة، تزداد قوتها بتمسكها بقيمها ومبادئها، وتوحدها في وجه أعدائها المتكالبين»، بحسب ما نشروا على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
امرأة تحمي امرأة من التحرش في حلب بعد أن فشل في ذلك زملاؤها الرجال
نور ملاح
غازي عنتاب ـ «القدس العربي» قتل زوجها برصاص قناص في مدينة حلب، فاضطرت لمواجهة الحياة وحيدة، والداها متوفيان منذ زمن، وإخوتها يقيمون خارج سوريا، ولديها طفل صغير، لذلك كانت بحاجة للعمل لإعالته، فعملت كمدرسة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في حلب.
تقول الناشطة الإنسانية «سيلين» عن تلك الأرملة: بعد فترة قصيرة من دوامها في المدرسة، بدأت تشعر أن أحد زملائها ينظر إليها بطريقة غريبة، على الرغم من التزامها الحشمة الكاملة في ثيابها وتصرفاتها، مما لا يدع مجالا للارتياب أو الطمع بها، ولكن ذلك المدرس الأكبر والأقدم منها بدأ يتصرف معها بطريقة مريبة، حاول أن يلمح لها بالزواج، على الرغم من أنه متزوج ولديه أبناء، ويقيمون خارج حلب المدينة، فكان ردها عليه بالرفض التام؛ فهي لا تريد أن تخسر ابنها، الذي سيأخذه منها أهل زوجها في حال تزوجت، فلا هم يسمحون لها بالزواج وبقاء ابنها معها، ولا هم قادرون على إعالتها وإعالته. وتضيف خلال حديثها مع «القدس العربي»، «لم يتوقف زميلها عن محاولات التقرب منها بالرغم من صدها له مرارا وتكرارا، وتطور به الأمر لتمتد يده إليها؛ بل وحاول ابتزازها واستغلال حاجتها الماسة للعمل وطلب منها موافاته في منزله للقاء محرم». احتارت الأرملة الشابة كيف تتخلص منه «وبقيت أشهرا طويلة وهي قلقة ومضطربة نفسياً وحزينة، حتى قررت أن تتجرأ وتخبر زميلين لها، على أمل أن يقوموا بردعه عن محاولاته اللا أخلاقية، ويقوما بحمايتها؛ لكن زميليها طلبا منها التكتم على الموضوع، فهما قد لاحظا إعجابه بها، برغم أنها لم تكن تعطيه أي مجال لذلك، وكان رأيهما بأن تتجاهل الموضوع فأي كلام حول الموضوع لن يكون في صالحها، وسيثير ذلك شبهات حول سلوكها، أُحبطت الأرملة الشابة من رد فعل زميليها السلبي وعدم رغبتهما بتقديم أي حماية أو مساعدة لها في مقابل محاولات التحرش المتكررة»، على حد قول المصدر.
وبعد أن سمعت تلك المدرسة بناشطة إنسانية تدعى «سيلين علي» لها نشاط في حماية المرأة والطفل تواصلت معها.
وتكمل «سيلين» حديثها بالقول «عندما سمعت قصة المدرسة الأرملة الشابة وعرفت تفاصيلها، وتحققت ثم فكرت بحل باعتبار أن زميليها غير راغبين بمساعدتها والشهادة معها، بالرغم من معرفتهما بما تعرضت له، فإن الشكوى للمحكمة الشرعية لن تكون ذات جدوى، لذلك فكرت بما قد يردع الرجل المتحرش، فقمت بالتواصل مع زوجته وأهل زوجته، فالزوجة جن جنونها، وقام أهلها باستدعائه فورا، لأنهم على ما يبدو يمتلكون سلطة عسكرية حيث يسكنون، وتحت ضغط التهديد الاجتماعي والفضيحة غادر المعلم المتحرش حلب المدينة، وتخلصت الأرملة من تحرشاته اللا أخلاقية، بعد أن فشل الرجال المحيطون بها في حمايتها منه، واستطاعت امرأة مثلها أن تردعه ببعض الذكاء».
تعلق «سيلين» على الحادثة قائلة «أريد للمرأة السورية أن تكون قوية، وتدافع عن نفسها ولا تتردد في كف يد الأذى عنها، وأن تحاول الاستنجاد بالثقات حولها ولا تتقيد بالأعراف المجتمعية الموضوعة والتي تتواضع على السكوت على الظلم، عليها أن تمتلك الشجاعة ولا تسمح لأحد أن يتجاوز حقها في الحرية والحياة بعزة، وأن تعرف كيف تصون نفسها وتطلب المساعدة من الثقات في المجتمع من دون تردد، ولا تسمح لأحد باستغلالها وابتزازها والضغط عليها بسبب الحاجة مهما كانت الظروف سيئة».
وتختم «سيلين» حديثها مع «القدس العربي»، «بعد تجاوز المدرسة الشابة لهذا الموقف العصيب، استطاعت أن تمتلك ثقة أكبر بنفسها وتغيرت حياتها، فأصبحت مهتمة هي أيضا بتقديم الدعم لغيرها من النساء وحمايتهن، فلربما لا تنصف المرأة إلا المرأة، فالمجتمع الذكوري، والذي ما زال برغم الظروف الصعبة ينظر للمرأة كمطمع يمكن استغلالها أو ابتزازها أو تشويه سمعتها، من دون أن يستطيع أحد تقديم عون حقيقي لها بلا مصلحة، إلا ما ندر»، على حد وصفها.
قائد «لواء أحرار سوريا» لـ«القدس العربي»: جمال معروف يقاتل إلى جانب «الوحدات الكردية» إنتقاما من الثورة
مصطفى محمد
حلب ـ «القدس العربي» توعد قائد «لواء أحرار سوريا» أحمد عفش جيش الثوار والفرقة 30 والميليشيات الكردية، بمواصلة قتالهم على الأطراف الغربية من مدينة عفرين شمال حلب.
وقال في تصريح خاص لـ»القدس العربي» على خلفية الاشتباكات المتقطعة التي اندلعت بين الطرفين في محيط قرية المالكية القريبة من مدينة اعزاز الاستراتيجية، «إن جمال معروف قائد «جبهة ثوار سوريا» سابقا، يشارك في قتالنا إلى جانب الوحدات بإيعاز أمريكي، وانتقاما من الثوار لأنهم لم يحتضنوه، بعد طرده من قبل «جبهة النصرة» من ريف إدلب في العام المنصرم، ونحن قد وضعنا نصب أعيننا حاليا استعادة كافة المناطق التي سيطروا عليها، ولا مجال لجهود وساطة فيما بيننا».
واستطرد «أن الوحدات تحاول السيطرة على الحدود التركية السورية، وربط كانتون «كوباني» بمدينة عفرين، وهم بهذا يحاولون تحقيق حلمهم الخبيث، بمساعدة الطيران الروسي الذي يساندهم، وخصوصا عقب الارتدادات التي أحدثتها حادثة اسقاط المقاتلة الروسية من قبل الأتراك مؤخرا».
وكانت الاشتباكات بين الطرفين قد اندلعت مساء الخميس الفائت، عقب تقدم الوحدات إلى قرية المالكية ومطحنة الفيصل القريبة من مدينة اعزاز، لتقوم قوات المعارضة على إثرها بشن هجوم معاكس بهدف استعادة السيطرة على هذه المناطق الواقعة خارج النطاق الجغرافي لمدينة عفرين التي تحكمها «الوحدات الكردية».
وقال الناشط الإعلامي أبو المجد الحلبي لـ«»القدس العربي» استخدام أسلحة متوسطة وخفيفة من كلا الجانبين خلال الاشتباكات، التي امتدت إلى صبيحة يوم الجمعة، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وحذر من نوايا «الوحدات» الساعية إلى إقامة دولة كردية في الشمال السوري، على حد تقديره، وأضاف: «لقد تلقى ما يسمى بجيش الثوار تدريبات أمريكية، وبالتالي فإن ولاء هذا الجيش لأهداف الولايات المتحدة ظاهر للجميع، والوحدات تستخدمهم كغطاء شرعي لتحقيق أجنداتها».
وقدر الحلبي أن «الوحدات» مستعدة للتخلص من هذه الفصائل فور تحقيق أهدافها، لأنهم ليسوا أكثر من أداة على حد وصفه.
يشار إلى أن الإعلان عن تشكيل جيش الثوار الذي ضم عدة فصائل وألوية تابعة لقيادة الجيش الحر، من بينها تجمع ثوار حمص وكتائب شمس الشمال ولواء المهام الخاصة وجبهة الأكراد، كان في بداية شهر أيار/مايو من العام الحالي.
في غضون ذلك أصدرت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب في مدينة عفرين بيانا نفت فيه ما وصفتها بـ«الاشاعات المتداولة» حول مشاركتها في القتال الذي اعتبرته قتالا بين فصائل ثورية.
ودعت القيادة في بيانها الذي وصلت «القدس العربي» نسخة عنه الفصائل الثورية باللجوء إلى أسلوب التفاوض وحل المشاكل الداخلية بعيدا عن لغة السلاح.
وفي موازاة ذلك اعتبر معاون وزير النفط السوري المنشق عن النظام عبدو حسام الدين، في تدوينة على صفحته الشخصية عبر موقع «فيسبوك»، أن الهدف من التحركات الكردية الهادفة إلى إقامة دولة كردية، هو استفزاز تركيا المعارضة لفكرة إنشاء دولة كردية على حدودها الجنوبية من الجانب الروسي ردا على حادثة إسقاط الطائرة الروسية.
إلى ذلك كشف مصدر خاص مقرب من «الوحدات» لـ«القدس العربي»، عن زيارة مسؤول أمريكي عسكري إلى مقاطعة عفرين بهدف الإعلان عن بدء إعلان معركة «جرابلس» الهادفة إلى دحر «تنظيم الدولة» عن كامل الشريط الحدودي السوري التركي.
وتصور المصدر أن المعارك، التي تخوضها الوحدات في محيط مدينة عفرين، بداية لإعلان المعركة الشاملة التي ستشارك فيها العناصر المسلحة المتواجدة في عفرين إلى جانب «الوحدات» التي ستشارك في أولى المعارك غرب نهر الفرات.
سوريا: مقاتلون سابقون في «الجيش الحر» يؤدون «عراضة شامية» أمام جنرال روسي رفيع ويرددون: «حيوا بوتين.. حيينا»
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي» في أعالي جبال اللاذقية حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومقاتلين من تنظيمات تركمانية وإسلامية متشددة، يؤدي مقاتلون يحاربون إلى جانب الجيش السوري عراضة شامية يدخل فيها اسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن والرئيس السوري بشار الأسد، العراضة تلك تجري أمام جنرال روسي رفيع.
يبتسم الجنرال الروسي ويندمج مع الأداء الاستعراضي، فيما كان مترجمه الخاص يفسر له معاني أبرز الكلمات، تستمر العراضة في أحد المواقع الميدانية المتقدمة في ريف اللاذقية لبضع دقائق، إلى جانب الجنرال الروسي كان قائد الفيلق الرابع في الجيش السوري وقادة مركزَي دمشق واللاذقية في الدفاع الوطني.
أما المؤدون للعراضة فهم مقاتلون سابقون في «الجيش السوري الحر»، من أبناء بلدات يلدا وببيلا جنوب العاصمة دمشق.
هؤلاء توصلوا، خلال العام الماضي، إلى هدنة مع الدولة السورية، وجرت تسوية أوضاعهم فنقلوا سلاحهم إلى كتف آخر.
اشتركوا مع قوات الدفاع الوطني في محاربة «تنظيم الدولة» وتنظيم «جبهة النصرة» في مخيم اليرموك العام الفائت، وحاربوا «جبهة النصرة» و»جيش الإسلام» في ضاحية حرستا بريف دمشق قبل أسابيع قليلة.
أغلبهم كانوا ضمن ما كان يُعرف بـ«لواء الأنفال» وآخرون من «لواء أكناف بيت المقدس». وحسب مصادر مطلعة فإن أكثر من مئة وخمسين مقاتلا منهم أبدى استعداده للمحاربة إلى جانب قوات الجيش السوري والدفاع الوطني في جبهة ريف اللاذقية، وبالفعل جرى نقلهم إلى هناك واشتركوا في معارك تلتي «كتف الغنمة» و«الغدر»، وقف هؤلاء وجهاً لوجه ضد مقاتلين من الفرقة الأولى في «الجيش الحر» ومن «حركة أحرار الشام» وضد مقاتلين تركمان، أُصيب بعضهم وقتل آخرون أيضا.
مقاتلو «الجيش الحر» القادمون من ريف دمشق والذين سموا أنفسهم «أسود الجولان» كرروا خلال عراضتهم عدة مرات عبارة: «حيوا بوتين.. حيينا»، ربما لم يكن الجنرال الروسي المقيم في محافظة اللاذقية والمشرف على عمل القوات الروسية، في جبهة الريف الشمالي للمحافظة، بحاجة ليشاهد عراضة بلهجة شامية خالصة، يؤديها مقاتلون سابقون في «الجيش الحر» ليعتقد بإمكانية تحييد الكثير من فصائل «الجيش الحر» ونقلها من حالة الاشتباك مع الجيش السوري إلى حالة العمل معه، في مواجهة تنظيمات متشددة ستوضع على لائحة التنظيمات الإرهابية وفق بيان اجتماع فيينا الثاني.
المقاتلون السابقون في «الجيش الحر»، غنوا لروسيا وهم يرفعون بنادقهم إلى السماء، كانت ابتسامة الجنرال الروسي عريضة تشبه ضخامة جسده وعميقة تعبر عن ارتياح روسي للوضع الميداني المسستجد في سوريا.
غارات روسية كثيفة بعد تقدم المعارضة بريفي حماه وحلب
أحمد حمزة
شن الطيران الروسي قبل ظهر اليوم الاثنين، غارات كثيفة، طاولت ريفي حماه الشمالي وحلب الجنوبي، بعد يومٍ من تقدم مقاتلي المعارضة في معارك هاتين المحافظتين شمالي سورية، فيما سقط ضحايا مدنيون في درعا بقصفِ مدفعية النظام لمناطق في ريف المحافظة.
وأكدت شبكة “سوريا مباشر” ومصادر محلية أخرى في حلب، أن “الطيران الروسي شن نحو 30 غارة، استهدفت قرى: بردة، وزمار، وحوير، ورسم الصهريج، ومريودة، وخربة الزواري، ومكحلة، وتلة إيكاردا، ومحاور الاشتباكات على أطراف بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي”.
وجاء ذلك بعد ساعات من تقدمٍ أحرزته فصائل المعارضة هناك، في مسعى منها لاستعادة بلدة الحاضر الاستراتيجية، حيث تمكنت من السيطرة على قرية العزيزية، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام السوري المدعوم بغطاء جوي روسي.
وغير بعيدٍ عن حلب، انسحب نفس المشهد تقريباً على ريف حماه الشمالي، إذ طاولته غارات روسية قبل ظهر اليوم، وأكد “مركز حماه الإعلامي” أن “الهجمات الجوية الروسية كانت كثيفة وخاصة في مدن مورك واللطامنة ولطمين”.
وكانت المعارضة السورية استأنفت أمس الأحد، هجومها على مواقع قوات النظام في ريف حماة، بعد توقف دام نحو عشرين يوماً، بغية دعم جبهات حلب واللاذقية، حيث نجحت في السيطرة على حاجزين عسكريين للنظام السوري، في محيط قرية معان الموالية له، بحسب ما أكد المتحدث باسم “مركز حماة الإعلامي”، حسن العمري، لـ “العربي الجديد” مساء أمس.
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “طائرات حربية نفذت بعد منتصف ليل أمس 3 غارات استهدفت أماكن في منطقة المقص بمدينة الرقة وأطرافها”.
وفي سياق التطورات الميدانية لكن وسط البلاد، أكد المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي” محمد السباعي لـ”العربي الجديد” أن “مقاتلين من فصائل المعارضة قتلوا مساء أمس الأحد نتيجة وقوعهم في كمين نفذته مليشيات تابعة للنظام قرب قرية السمعليل بريف حمص، وقد سقط على إثره 7 شهداء وأكثر من 5 جرحى”.
هذا وقال مدير “مركز حمص الإعلامي” أسامة أبو زيد لـ”العربي الجديد” إنه “من الممكن إبرام هدنة في حي الوعر خلال الساعات المقبلة، بين قوات النظام والمعارضة” مشيراً إلى أن الاتفاق إذا تم توقيعه فهو “هدنة وليس مصالحة أو اتفاق وسيحضر الاجتماع لجنة التفاوض في حي الوعر المتمثلة بالعسكريين والمدنيين والفريق المفاوض عن النظام إضافة لفريق الأمم المتحدة المتمثل بيعقوب الحلو وخولة مطر مديرة مكتب (المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان ديمستورا).”
وفي أقصى جنوبي البلاد، قال الناشط الإعلامي أحمد المسالمة لـ”العربي الجديد” إن مدنياً واحداً على الأقل قُتل وسقط عدد من الجرحى “جراء قصف مدفعية مليشيات النظام لمنازل المدنيين ببلدة الغارية الغربية بريف درعا الشرقي”.
روسيا تحظر استيراد الفواكه والخضروات التركية
موسكو ــ رامي القليوبي
قررت الحكومة الروسية، اليوم الإثنين، منع استيراد الفواكه والخضروات التركية، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ بعد بضعة أسابيع، حتى تتمكن الشركات التجارية من ترتيب إمدادات بديلة، وذلك على خلفية التوتر الحاصل بين البلدين حالياً، بعد حادثة إسقاط طائرة “سو-24” الروسية قبل الحدود السورية.
وقال أركادي دفوركوفيتش، نائب رئيس الوزراء الروسي: “نحرص على تفادي أي ارتفاع إضافي للأسعار في السوق الداخلية. من أجل ذلك، نقترح إرجاء موعد تطبيق الحظر وتحديده في قرار يصدر لاحقا، حتى تتوفر لدى المشترين والشركات التجارية بضعة أسابيع للتحول إلى موردين آخرين”.
ورغم أن روسيا لم تفرض حظرا على استيراد المنتجات الصناعية من تركيا حتى الساعة، إلا أن وزارة الصناعة الروسية بصدد تقديم مقترحات بهذا الشأن، كما أكد رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، إمكانية توسيع دائرة العقوبات المفروضة على تركيا.
وتشير البيانات الصادرة عن هيئة الجمارك الفيدرالية الروسية إلى أن حصة تركيا، في مجموع واردات روسيا، من الخضروات تبلغ 20%، بينما تعادل حصة الحمضيات 25%.
وبلغت حصة تركيا في مجموع واردات روسيا من المواد الغذائية 4% في عام 2014، وجاء في مقدمة المنتجات الزراعية التركية الموردة إلى روسيا الطماطم (360 ألف طن) والحمضيات (250 ألف طن)، بالإضافة إلى أكثر من 100 ألف طن من العنب. وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، قامت روسيا باستيراد منتجات غذائية تركية بقيمة مليار دولار.
وأكدت شبكات التجزئة الروسية أنه بإمكانها استبدال المنتجات الزراعية التركية بأخرى مغربية ومصرية وإسرائيلية وصينية، إلا أن عملية ترتيب الإمدادات ستتطلب وقتا. ويتزامن الحظر على استيراد المواد الغذائية مع اقتراب موعد الاحتفالات برأس السنة، وهي فترة تزداد خلالها معدلات الاستهلاك في روسيا.
وفرضت في أغسطس/آب 2014 حظرا على استيراد المواد الغذائية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا والنرويج، وذلك ردا على العقوبات الغربية المفروضة عليها على خلفية الأزمة الأوكرانية. وتم توسيع القائمة في أغسطس/آب الماضي، لتشمل ألبانيا والجبل الأسود وإيسلندا وليختنشتاين وأوكرانيا، إلا أن الحظر بحق هذه الأخيرة لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد تطبيقها القسم الاقتصادي من اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي اعتبارا من 1 يناير/كانون الثاني المقبل.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد وقع يوم السبت على مرسوم يقضي بحظر أو فرض قيود على نشاط الشركات التركية في روسيا، ومنع تعيين موظفين جدد من الأتراك، وحظر استيراد بعض المنتجات التركية، وحظر الرحلات السياحية والطيران العارض إلى تركيا، ووقف العمل باتفاقية الإعفاء من تأشيرات الدخول بين البلدين.
غواصة تركية تعترض إحدى سفن النقل العسكري الروسية
إسطنبول ــ باسم دباغ
رغم محاولات التهدئة التي تبذلها مختلف الأطراف بما في ذلك أنقرة، إلا أنه وعلى ما يبدو ما زال التصعيد سيد الموقف، سواء على المستوى الدبلوماسي بعد إعلان الكرملين رفض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أم على المستوى العسكري.
وفي هذا السياق، حامت غواصتان تركيتان حول أكبر طرادات روسيا في البحر المتوسط والذي يسمى “موسكو”، بينما اعترضت غواصة تركية سفينة نقل لوجستي عسكرية روسية كانت في مضيق الداردنيل في طريقها للعبور نحو بحر مرمرة في طريقها إلى الموانئ الروسية في البحر الأسود، بينما كانت برفقة قوارب تابعة لخفر السواحل التركي.
ووصلت السفينة الروسية ياودا (133 متراً) إلى مضيق الداردنيل من بحر إيجة في الساعة العاشرة من صباح اليوم، حيث عاشت لحظات عصيبة عندما اعترضتها إحدى الغواصات التركية عند شواطئ ولاية جناكالة التركية، لتبقى هناك لمدة ساعة وخمس دقائق، لتجتاز المضيق في الساعة الـ 01:15 بالتوقيت المحلي.
ويأتي هذا بعد أيام من التصعيد العسكري الخطير بين الجانبين بعد قيام سلاح الجو التركي منذ أيام بإسقاط طائرة روسية على الحدود السورية، إثر اختراقها الأجواء التركية، مما أدى إلى أزمة كبيرة بين الجانبين.
11 ديسمبر موعد انعقاد مؤتمر المعارضة السورية في الرياض
عبسي سميسم
كشف مصدر مُطلع، لـ”العربي الجديد”، اليوم الإثنين، أن المملكة العربية السعودية حدّدت موعد انعقاد “مؤتمر الرياض” والأطراف المدعوة إليه. وتسعى المملكة، من خلال المؤتمر، إلى توحيد رؤية المعارضة السورية لمستقبل سورية، وتشكيل وفد للتفاوض عند الدعوة له.
ولفت المصدر، الذي تحفّظ عن ذكر اسمه، إلى أنّ يومي 11 و12 من شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، سيكونان موعد انعقاد المؤتمر، مُرجحاً انعقاد أول أيام المؤتمر في مدينة أبها.
وعن المدعوين إلى المؤتمر، كشف المصدر أن 65 شخصية ستحضر، وأن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” حصل على 20 مقعداً، في حين حصلت هيئة التنسيق على 7 مقاعد؛ و15 مقعداً للفصائل العسكرية، وما تبقى من عدد المقاعد فهو للشخصيات الوطنية المستقلة.
بدوره، أوضح عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة، صالح النبواني، لـ”العربي الجديد”، أنّه تم التوافق على أسماء عدّة من قيادات هيئة التنسيق، للمشاركة في لقاء الرياض المزمع عقده الشهر المقبل، إلا أننا لم نتلق إلى الآن أية دعوة رسمية، لذلك لا نستطيع تحديد عدد وفد الهيئة، أو الإعلان عن أسمائهم.
كما لفت النبواني إلى أن الهيئة أجرت، خلال الفترة الأخيرة، العديد من الاجتماعات الداخلية واللقاءات مع قوى معارضة أخرى، لبحث تطورات الأزمة السورية، وسبل تفعيل لقاء الرياض، بما يخدم مصالح الشعب السوري، مبيناً أن الهيئة ستحمل معها رؤيتها وخارطة الطريق، إضافة إلى بيان جنيف(1) ونقاط فيينا.
عشرات المقاتلين ينقلون لإدلب لفك الحصار عن قدسيا
دمشق ـ ريان محمد
نقل عشرات المقاتلين المعارضين، اليوم الاثنين، برفقة عائلاتهم من مدينة قدسيا بريف دمشق، المحاصرة، منذ أشهر، من القوات النظامية، إلى محافظة إدلب الخاضعة لـ”جيش الفتح”، برعاية من “الهلال الأحمر السوري” ومنظمة الأمم المتحدة.
وقال عضو المجلس المحلي في مدينة قدسيا، محمد الشامي، لـ”العربي الجديد”، إنه “في صباح اليوم الاثنين نفذ أحد مطالب النظام لفك الحصار عن مدينة قدسيا، بترحيل عدد من المقاتلين، والذي بلغ عددهم 135 شاباً برفقة عائلاتهم، وذلك برعاية الهلال الأحمر السوري ولجنة المصالحة في مدينة قدسيا، ومندوبين عن الأمم المتحدة، ونقلهم إلى إدلب”.
وكانت القوات النظامية شددت الخناق على قدسيا، قبل نحو أربعة أشهر، على خلفية اتهامها لفصائل المعارضة المسيطرة عليها، منذ نحو الثلاث سنوات، بخطف أحد عناصرها، الأمر الذي أكدت الفصائل أكثر من مرة أنه لم يحدث، ما تسبب بتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع لأكثر من 120 ألف مدني يقيمون بداخلها.
وأوضح الشامي أن “تجمع الشباب الذين سينقلون إلى إدلب بدأ في الساعة الثامنة صباح، في حين انطلقوا من المدينة في الحافلات بحدود الساعة الحادية عشرة، متوجهين إلى مدينة إدلب، حيث من المتوقع أن يكون باستقبالهم جيش الفتح”.
ولفت إلى أنهم “خرجوا دون أن يصطحبوا أي سلاح، حيث بقي السلاح مع المجموعات المتبقية داخل المدينة”، مبيناً أنه “لا يوجد مجموعات أخرى سيتم نقلها إلى خارج قدسيا”.
وذكر عضو المجلس المحلي أنه “مازال في قدسيا أعدادٌ من المقاتلين، في حين يتم حالياً انتظار الخطوة المقابلة من النظام بفك الحصار، والسماح بدخول المواد الغذائية والطبية والوقود، على أن يشمل الأمر المناطق المحاصرة المحيطة بقدسيا”.
وكانت “العربي الجديد” علمت، أخيراً، أن مفاوضات دارت بين لجنة المصالحة في قدسيا وعدد من ضباط القوات النظامية، بحضور وفد روسي، لفك الحصار، حين تم التوصل إلى نقل أعداد من المقاتلين في قدسيا إلى إدلب، في حين تبقى مسؤولية حفظ الأمن فيها مسؤولية لجان مشكلة من مقاتلي المعارضة والمجلس المحلي المعارض، بالتعاون مع القوات النظامية التي تلتزم البقاء خارج المدينة، على أن يعيد النظام الخدمات إلى المدينة ويسمح بدخول المواد الغذائية والطبية والوقود، إضافة إلى حركة المدنيين.
يشار إلى أن النظام يعمل على إخراج أكبر عدد من المقاتلين من مناطق دمشق وريفها إلى إدلب، مقابل فك الحصار، حيث تم طرح ذات الصيغة على الزبداني ومضايا، لكنها لم تطبق إلى اليوم، في وقت أثار الأمر استياء عدد كبير من الناشطين والسياسيين المعارضين، معتبرين أن هذه العملية تتسبب في تغيير ديمغرافي للعاصمة ومحيطها.
بوتين وأوباما بحثا ملفَّي سورية وأوكرانيا خلال قمة المناخ
فرانس برس
بحث الرئيسان الروسي، فلاديمير بوتين، والأميركي، باراك أوباما، ملفي سورية وأوكرانيا، وأعربا عن تأييدهما للحلول السياسية دون تخطي خلافاتهما، وذلك على هامش قمة المناخ في لوبورجيه، قرب باريس.
وأوضحت الرئاسة الروسية، في بيان أن “اللقاء الذي دام حوالي نصف ساعة عقد في جلسة مغلقة”، فيما ونقلت وكالة “إنترفاكس” عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف قوله إن الرئيسين “أيّدا بداية تسوية سياسية” في سورية.
وقال المتحدث إن “الرئيسين بحثا أيضاً في ملف أوكرانيا وشددا على ضرورة تطبيق اتفاقات مينسك في أسرع وقت”.
وترمي هذه الاتفاقات الى إنهاء نزاع يدور بين المتمردين الموالين لروسيا والجيش الأوكراني.
في المقابل، أكد مسؤول في البيت الابيض، أن بوتين وأوباما، بحثا في “ضرورة إحراز تقدم في عملية فيينا”.
كذلك، أشار مصدر في البيت الأبيض إلى أن “الرئيس أوباما جدد قناعته بأن رحيل بشار الأسد ضروري، مشددا على أهمية تضافر الجهود العسكرية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بدلاً من المعارضة المعتدلة”.
وأعرب أوباما عن “أسفه” لمقتل الطيار الروسي، الذي أسقطت تركيا طائرته على الحدود مع سورية، مجددا دعواته لـ”نزع فتيل الأزمة” بين أنقرة وموسكو، بحسب المصدر.
داوود أوغلو: حدودنا مع سوريا هي حدود “الناتو“
أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو على رفض أنقرة تقديم أي اعتذار لموسكو، حول حادثة إسقاط الطائرة الروسية “سو-24” بتاريخ 24 من نوفمبر تشرين الثاني، لكنّه أشار إلى انفتاح بلاده على أي محادثات حول هذا الخصوص، إذا رغب الجانب الروسي في ذلك.
وقال داوود أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الاثنين في بروكسل، إنه “لا يجوز لأي دولة أن تطلب منا الاعتذار. لا توجد دولة تعتذر عن أداء واجباتها، فجيشنا أدى واجبه، ولا ينبغي لأي دولة أن تنتظر منّا اعتذاراً بسبب قيامنا بعملنا”. وأشار أوغلو إلى أن عضوية تركيا في حلف الناتو تجعل من حدودها مع سوريا بمثابة حدود للناتو، وقال “إن أي انتهاك لتلك الحدود لا يعتبر انتهاكاً لتركيا وحسب بل انتهاكاً ضد الناتو”. ولفت إلى أن بلاده تحضّر لعملية مشتركة مع السعودية ودولة أخرى لمحاربة الإرهاب في سوريا، من دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل.
وأبدى أوغلو استعداد أنقرة للحوار مع روسيا في حال كان لدى الجانب الروسي رغبة في ذلك لبحث ملابسات حادثة سقوط الطائرة، وللحيلولة دون وقوع أي حوادث مماثلة في المستقبل.
وفي ما يخص فرض روسيا لجملة من العقوبات الاقتصادية بحق تركيا، أكد رئيس الوزراء التركي أنه لا رغبة لدى أنقرة بالتصعيد. معرباً عن أمله في أن تعيد القيادة الروسية النظر في إجراءاتها الاقتصادية، لاعتبارها تتعارض مع مصالح البلدين.
من جانبه، أكد أمين عام حلف الناتو على حق تركيا في حماية حدودها. وأشار إلى أن مجلس الحلف سيجتمع يومي 1 و 2 ديسمبر/كانون الأول، في بروكسل، لبحث التطورات في أوكرانيا والأوضاع في سوريا، وسيتناول الاجتماع حادثة إسقاط قاذفة “سو-24” الروسية.
في المقابل، وصف رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف جملة العقوبات الاقتصادية المتخذة ضد تركيا بالإجراء الإضطراري. وقال مدفيديف خلال اجتماع عقده الاثنين مع نواب البرلمان إن “روسيا اضطرت إلى اتخاذ هذه الإجراءات ردا على العمل العدواني الذي قامت به تركيا عندما هاجمت الطائرة الروسية في سماء سوريا الثلاثاء الماضي”. وأشار مدفيديف إلى ضرورة تقديم إيضاحات حول قرارات الحكومة الروسية لرجال الأعمال، وخاصة رجال الأعمال الأتراك، الذين يعملون في روسيا، مشيراً إلى أنهم غير مذنبين، ووجدوا أنفسهم رهائن بيد القيادة التركية. وأوضح أن العقوبات الاقتصادية ضد تركيا سيكون لها انعكاسات محدودة على الاقتصاد الروسي.
في السياق، أعلنت هيئة الأركان التركية عن إجراء الغواصتين التركيتين “دولوناي” و”بوراكرييس” دوريات في الجزء الشرقي من البحر المتوسط. وهي منطقة تقع بالقرب من منطقة رسو الطراد الروسي “موسكوفا” المزود بمنظومة “فورت” للدفاع الجوي، والذي تمركز في ساحل ريف اللاذقية بتاريخ 25 نوفمبر/تشرين الثاني لتأمين الدفاع الجوي للطائرات الروسية المتواجدة في قاعدة حميميم (مطار باسل الأسد) في اللاذقية، فيما علّق رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية سيرغي رودسكي قائلاً “نحذر من تدمير كل الأهداف التي ستمثل لنا خطرا محتملا”.
هل تنجح الحرب على “داعش” في القضاء عليه؟
أعلنها الغرب صراحة: إنها الحرب. بدأت الحرب على “الدولة الإسلامية” تشتد وتتخذ منحى جدياً جديداً، خاصة بعدما دخلت روسيا فارضة نفسها كشريك مقرر في العملية السياسية السورية المرتقبة.
وفور هذا الإعلان، بدأت نظريات عديدة في الظهور، تدور فحواها حول الطريقة الأنجع للقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”.
بغض النظر عن التقارير الاستخباراتية والقصف الجوي المكثف الذي بدأ مؤخراً، فإن أي حديث عن “القضاء على داعش” هو محض خيال ولا يودي بصاحبه إلا إلى مزيد من الإحراج. فبمراجعة بسيطة لأفكار التنظيم المتطرفة، والتي تفنن في شرحها أبو بكر الناجي في مقالاته وكتبه وأبرزها “إدارة التوحش” سيكتشف القارئ بأن الخطط العسكرية المعدة لهذا التنظيم غير قابلة للنقض والمواجهة التقليدية.
إذ يعمد التنظيم إلى إذابة مفهوم الدولة عبر خلق بؤر ومناطق مشتعلة وساخنة، ولو لم تكن تحت سيطرته، ليصار بعدها إلى السيطرة عليها بعدما تسجل أقصى حالات الضعف والتشرذم والهوان، ما يجعل شعوب هذه المناطق متمسكة بأي طرف يُمكن له أن يحفظ الأمن والحياة الرغيدة.
ويشدد الناجي على هذه النقطة، اذ يُعد حفظ الأمن وتأمين الحياة “الكريمة” تحت “سقف الشريعة” من شروط استقامة “إدارة التوحش” الرئيسية. بالاضافة إلى تحصين مناطق الادارة من الغزوات، ليصار بعدها إلى صناعة “المجتمع المقاتل”.
وتعمد أفكار هذا التنظيم أيضاً، الى ضرب البنى الاقتصادية الأساس، محولة الانتباه إلى مراكز القرار، ما يؤثر في عملية بسط الدولة لنفوذها على كامل أراضيها.
ويضرب الناجي مثالاً في ضرب المنشآت النفطية، وتطور نوعية الضربات شيئاً فشيئاً. إذ يُفضل التنظيم أن يضرب المنشآت بأكبر عدد ممكن من الضربات الصغيرة، وصولاً إلى الضربات الكبيرة التي تحصد هالة إعلامية تُشكل مصدر جذب للمقاتلين الجدد الذين يستعين بهم التنظيم لبناء مجتمعه المقاتل الذي سيسيطر على مناطق التوحش التي افتعلها.
ويضيف الناجي أن ضرب المنشأة النفطية وغيرها من المصالح الاقتصادية المتكرر، سيحول اهتمام الدولة إلى الأولويات. إذ ستفرز قيادات النخبة في الجيوش وقوى الأمن لحماية الرؤساء والقادة والمؤسسات السياحية والاقتصادية، فضلا عن مراكز اللهو، ما يضعف قدرة الدولة على السيطرة على الأطراف.
من هنا يعود بنا الحديث إلى ابن خلدون ونظرياته في نشوء الدولة، إذ يعتبر المفكر العربي أن تمدد الدولة يجعلها غير قادرة على السيطرة على كامل الأراضي بشكل متواز سواء أمنياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً، ما يرجح فرضية اهترائها ويُبشر بسقوطها.
بالعودة إلى الناجي، فإن نظريته في الدولة والقضاء على “هيبتها” وتالياً “وجودها” في مناطق التوحش هي عملية عكسية لما أفاد به ابن خلدون. فالهجوم وخلق مناطق توحش في الدولة، أي دولة، يدفعها إلى التقوقع على نفسها نظراً لعدم وجود مراكز واضحة للتنظيمات المهاجمة للرد عليها عسكرياً. كما يتسبب ذلك في سحب الدولة لقواتها إلى المراكز الحيوية التي غالباً ما تكون قريبة من مراكز صناعة القرار أي العواصم، ما يترك الأرياف هشة وسهلة الاختراق.
وعندما تبدأ الدولة بالتقوقع، تبدأ معها عملية التحضير لإدارة هذا التوحش. يُمكن الاستعانة بسيناء كمثال حي على ما سبق، إذ يستعمل التنظيم الذي كان يعرف بـ”أنصار بيت المقدس” قبل أن يُعلن مبايعته لـ”داعش” هذه النظريات في هجومه على الجيش المصري. ويتجلى ذلك من خلال الهجومات “الصغيرة” المتكررة على الجيش المصري، الأمر الذي دفع الحكومة المصرية إلى إعلان شبه جزيرة سيناء منطقة عسكرية وإجلاء بعض سكانها، وهو ما لا يمكن أن يحصل في مناطق سيطرة “داعش” في سوريا والعراق لأسباب أهمها عدد السكان المراد ترحيلهم.
ونظراً لهذه الأفكار التي يستحيل محاربتها من دون التخلي عن مفهوم الدولة، وخصوصاً ذلك المفهوم الذي يُحدده النسيج الاجتماعي المتلاحم، فإن الاقتصاد هو الحل الوحيد الذي قد يكون الأقرب إلى المنطق.
ولا يُقصد في الحديث عن الاقتصاد هنا المؤسسات السياحية وغيرها من الموارد، إذ يتطلب سلاح الاقتصاد تجفيف الموارد على الطرفين وهو ما سيؤثر بصور حتمية على موارد “الدولة الإسلامية” والدولة التي يُشن الهجوم عليها. فتجفيف الموارد يؤدي بدوره الى إيقاف الوسائل الإعلامية التي بيّن الناجي أهميتها في استقطاب الشباب وبناء المرحلة الأولى: “إدارة التوحش”.
وتبقى الإشكالية الأبرز التي تقف عائقاً أمام تنفيذ هذه الإجراءات متمثلة بمدى قدرة الحكومة والشعب على التحمل، ومدى استعدادهم حقاً للقضاء على “داعش” وما يُمثله. فالمعاناة التي ستنتج عن خيار كهذا ستكون كارثية وستتسبب بانهيار مجتمعات ودول كثيرة اقتصادياً واجتماعياً، لذا فإن الدعم الخارجي لمشروع كهذا هو الكلمة المفتاح خصوصاً أن واقع عالمنا العربي لا يبشر خيراً سواء من ناحية النسيج الاجتماعي أو مفهوم “الدولة”.
حلب: “جيش سوريا الديموقراطي” والتصعيد في الريف الشمالي
منهل باريش
بعد أيام من إعلان تشكيل “جيش سوريا الديموقراطي” في منطقة عفرين، بدأ التصعيد بينه وبين بقية فصائل المعارضة المسلحة العاملة في ريف حلب الشمالي، خاصة تلك الفصائل المنضوية في “غرفة عمليات مارع” التي شكلت لصد هجمات تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وبدأت اشتباكات عنيفة على طريق حلب–اعزاز، بالقرب من دير جمال وصولاً إلى المالكية، وتركزت الاشتباكات في بلدة الزيارة التي تعتبر خط الجبهة الشمالي بين المعارضة المسلحة ومليشيات النظام في نبل والزهراء. وامتدت الاشتباكات إلى قرية كشتعار ومطحنة الفيصل، إضافة إلى قريتي تنَب ومراش.
وتقدم مقاتلو “حركة أحرار الشام الإسلامية” على رأس “غرفة عمليات مارع”، باتجاه مريمين، المعقل الأساس لـ”جيش الثوار”، وحدثت اشتباكات ليل السبت/الأحد، في قلب البلدة.
وقال ناشط محلي من بلدة مريمين، إن: “أحرار الشام سيطروا على البلدة ليلة السبت، وحاصروا جيش الثوار في مقرهم الذي يسمى الفيلا”. وبقي مقاتلو “جيش الثوار” محاصرين إلى فجر الأحد، حيث دفعت “وحدات حماية الشعب” الكردية، وفصائل “جيش سوريا الديموقراطي” بتعزيزات إلى مريمين، وفكت الحصار عن “جيش الثوار” وسيطرت على كامل البلدة.
ورفض القيادي في “الجبهة الشامية” أبو حمو، الإدلاء بأي تصريح، وقال لـ”المدن”: “العمليات جارية، وسيصدر بيان نشرح فيه ما حدث”.
“غرفة عمليات مارع” و”جيش الثوار”، تبادلا الاتهامات، واتهم الناطق الرسمي لـ”غرفة عمليات مارع” الرائد ياسر عبد الرحيم، “جيش الثوار” بتصفية مدنيين بالرصاص الحي في قرية تنب قبل الإنسحاب منها.
وأكد رئيس “الدفاع المدني” في تل رفعت أحمد طه، في حديث لـ”المدن”، أن “فريق الدفاع المدني سحب جثة سيدة، وسحب فصيل من الجيش الحر جثتين. وجرح أخرون في قرية تنب، وتعرضنا لقذيفتين من جيش الثوار ونحن نقوم بإخلاء بعض المدنيين على الطريق”.
من جهته، الناطق الرسمي باسم “جيش سوريا الديموقراطي” العقيد طلال سلو، قال لـ”المدن”: “اشتبكنا مع جبهة النصرة قبل أربعة أشهر، واليوم هناك ادعاءات بأن PKK هو من يقوم بالهجوم. والمعارك مستمرة منذ أربعة أيام”. وأضاف سلو أن الصورة التي يروجها المهاجمون عن المجزرة المفتعلة، هي صورة لمجزرة قام بها النظام في النبك عام 2013″.
وأكد العقيد سلو “انسحاب جيش الثوار من عدد من النقاط والتراجع إلى مريمين”، ونفى الاتهامات الموجهة إلى “جيش الثوار” بالتنسيق مع الطيران الروسي، الذي قصف مبنى مجلس محافظة حلب. وقال سلو: “هذه ليست المرة الأولى التي يقصف الطيران الروسي مقر محافظة حلب، فقد قصفه سابقاً، وقصف كل ريف حلب قبل يومين”.
واتهم مجلس “محافظة حلب الحرة” في بيان له “جيش الثوار” بسرقة بعض المعدات والكومبيوترات بعد قصف للطيران الروسي، ليعود “مجلس المحافظة” ويسحب البيان.
نائب رئيس “مجلس محافظة حلب الحرة” منذر السلال، قال لـ”المدن”: “عناصر الحراسة هربوا من المبنى بعد اقتراب الاشباكات منهم. وقام الطيران الروسي بقصف مبنى المحافظة. في اليوم التالي اكتشفنا سرقة معدات وتجهيزات المكاتب”. وعن سبب سحب البيان الذي اتهم فيه “جيش الثوار” قال سلال: “سحبنا البيان حتى نتحقق بشكل أكبر من هوية الفاعل”.
وأصدر “لواء أحرار سوريا” بياناً، أتهم فيه مقاتلي “حزب العمال الكردستاني” PKK، بالتسلل إلى مطحنة الفيصل وقريتي كشتعار والمالكية، بهدف قطع طريق حلب–اعزاز، وطالب “المدنيين بمغادرة حي الشيخ مقصود خلال مدة 24 ساعة”، لأنه سيقصف “مقرات الحزب”.
وقال مدير المكتب الإعلامي في “لواء أحرار سوريا” سامي الرج، لـ”المدن”: “قصفنا أطراف الحي حيث يتمركز PKK، ولم نقصف في عمق الحي خشية على سلامة المدنيين الأبرياء”.
وبعد يومين من المعارك، سيطرت “غرفة عمليات مارع” على كامل القرى القريبة من الطريق الدولي، وتقدمت إلى قرى المالكية ومراش وتنب وشوارغة. وتشتد المعارك في مريمين التي تبعد 10 كيلومترات عن مدينة اعزاز.
واعتبر عضو “مركز حلب الإعلامي” فراس أبو محمد، أن “حزب العمال الكردستاني، تقدم بعد تصريحات صالح مسلم لمنع اقامة المنطقة الآمنة”. وصالح مسلم هو رئيس حزب “الإتحاد الديموقراطي”، الذي يعتبر الذراع السورية لـ”العمال الكردستاني”. وقال أبو محمد لـ”المدن”: “جيش الثوار يريد اشغال الجيش الحر عن جبهتي مارع ونبل والزهراء”.
وتأتي المعارك بين “جيش الثوار” وبقية الفصائل المقربة من تركيا، مع ضغط تركي لإقامة المنطقة الآمنة، الممتدة من إعزاز إلى جرابلس على نهر الفرات شرقاً. وقامت المقاتلات التركية، بتغطية جوية لـ”لواء السلطان مراد” و”الجبهة الشامية” ليتقدما ويطردا تنظيم “الدولة الإسلامية”، من دلحة وحرجلة شرقي إعزاز، قبل أيام.
فرنسا: القصف الروسي في سوريا يجب أن يستهدف «الدولة الإسلامية» فقط
قالت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الإثنين، إن الضربات الجوية الروسية في سوريا يجب أن تستهدف بوضوح تنظيم «الدولة الإسلامية» فقط.
جاء ذلك ردا على أسئلة عن ضربات نفذتها موسكو في الآونة الأخيرة واستهدفت جماعات من المعارضة السورية في شمال البلاد.
وقال الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولوند» بعد أن زار العاصمة الروسية، الخميس الماضي، إنه اتفق مع نظيره الروسي «فلاديمير بوتين» على أن الهجمات الروسية ستقتصر على الدولة الإسلامية والجماعات الجهادية المشابهة لها في سوريا.
ويتهم الغرب موسكو باستهداف جماعات معارضة تحارب رئيس النظام السوري «بشار الأسد».
وردا على سؤال بشأن ضربات روسية منذ يوم الجمعة على مناطق للتركمان قرب الحدود السورية التركية قال «رومان نادال» المتحدث باسم الخارجية الفرنسية «يجب ألا يكون هناك لبس بشأن الأهداف التي تجرى ملاحقتها والتي يجب أن تقتصر على تدمير الدولة الإسلامية».
وأشار تحليل أجرته «رويترز» لبيانات وزارة الدفاع الروسية إلى أن ضربات جوية روسية في شمال غرب سوريا استهدفت مناطق التركمان بكثافة.
وكان الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» قد صرح الجمعة الماضية أن التدخل العسكري الروسي في سوريا لا يهدف إلى قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» على عكس ما تدعيه موسكو.
كما جدد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية «إبراهيم كالين»، السبت، أن 90% من الهجمات الروسية في سوريا استهدفت المعارضة المعتدلة وليس تنظيم «الدولة الإسلامية».
يذكر أن عدد ضحايا الغارات الروسية أمس الأحد فقط على سوق شعبي في أريحا بريف إدلب قد ارتفع إلى 44 قتيلا وعشرات الجرحى، كما قتل 6 أشخاص وأصيب 18 آخرون جراء قصف مقاتلات روسية شاحنات تحمل مواد إغاثية قرب مدينة إعزاز قرب الحدود التركية بريف حلب.
وخلال اليومين الماضيين فقط، قصف الطيران الروسي عدة شاحنات إغاثية في المناطق الحدودية شمالي حلب وشمالي إدلب، لأكثر من 5 مرات على الأقل، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.
المصدر | رويترز
أوباما لبوتين: على الأسد ترك السلطة
أعلن الكرملين مساء اليوم الاثنين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما التقيا في باريس وناقشا الوضع في سوريا، بينما ذكر البيت الأبيض أن أوباما أبلغ بوتين أن على رئيس النظام السوري بشار الأسد ترك السلطة في إطار انتقال سياسي.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن الرئيسين بوتين وأوباما عقدا اجتماعا مغلقا لنحو ثلاثين دقيقة على هامش قمة المناخ في باريس، وناقشا خلالها أزمتي سوريا وأوكرانيا.
وأضاف أن أوباما عبر خلال الاجتماع عن أسفه لإسقاط طائرات حربية تركية لمقاتلة روسية الثلاثاء الماضي، وأن الزعيمين أكدا تأييدهما للتحرك صوب تسوية سياسية للأزمة السورية، وضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق مينسك للسلام بأوكرانيا.
ومن جهة ثانية، قال البيت الأبيض إن أوباما أبلغ بوتين أنه يجب على بشار الأسد أن يتنحى عن السلطة كجزء من الانتقال السياسي، وأنه طالبه أيضا بأن يركز ضرباته الجوية في سوريا على تنظيم الدولة الإسلامية وليس على مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون نظام الأسد.
وكان أوباما قد صرح، خلال مشاركته بقمة دول آسيا والباسفيك في الفلبين هذا الشهر، بأنه لا يمكن القضاء على تنظيم الدولة إلا بالتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، مضيفا “لا يمكنني أن أتصور وضعا يمكننا فيه إنهاء الحرب الأهلية في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة”.
وأوضح الرئيس الأميركي في تصريحاته تلك بأنه سيتعين على روسيا وإيران في مرحلة ما أن تقررا إن كان عليهما الاستمرار في دعم الأسد أو الحفاظ على الدولة السورية.
هل تحفر البوتينية قبرها في سوريا؟
قال الكاتب كولبرت آي كينغ إن روسيا غارقة في أزمة اقتصادية داخلية، وتلعب دور البطولة في محاولة مكلفة لإنقاذ حليف ضعيف وشرير في الشرق الأوسط، بينما يعود الروس إلى بلادهم في أكفان من سوريا وسيناء.
وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة واشنطن بوست اليوم أنه ولأول مرة منذ بداية العقد الماضي تشهد روسيا انخفاضا في الدخول المالية الفعلية.
ونقل عن وزير المالية الروسي السابق ألكسي كوردين قوله لأحد مؤتمرات المجتمع المدني بموسكو إن إجراءات الحكومة لدعم اقتصاد المواطنين غير كافية.
وأوضح كولبرت أنه وفي الوقت الذي يركز فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على سوريا، يعاني الاقتصاد الروسي من الانكماش، والفقر يزداد، والروبل ينخفض، والعقوبات الاقتصادية تضغط على الكرملين وعائدات النفط، البقرة الحلوب لروسيا، في تدهور بسبب انخفاض الأسعار.
وأشار إلى أن روسيا تكرر تجربة الاتحاد السوفياتي بالتوسع المفاجئ أواخر الخمسينيات الذي رافقته زيادة هندسية في مشاكل السياسة الخارجية، وأنه بعد خمسين عاما من الآن سيقول المؤرخون إن تدخل روسيا في سوريا عام 2015 كان بداية النهاية للبوتينية.
واستمر الكاتب قائلا إن الدب الروسي قد جُرح، لكن عطشه للمغامرة لم يُرو بعد، وإنه ولحسن الطالع فإن حلمه ليصبح قوة عظمى مساوية للولايات المتحدة بعيد المنال.
وأضاف أنه إذا كان النجاح للدولة يُقاس بالتطور الاقتصادي، فإن روسيا لا تزال بعيدة عن ذلك، ولا يمكن مقارنتها بالولايات المتحدة لا من حيث الاقتصاد ولا النمو السكاني أو قوة الجيش، وأن الحكومة الروسية، التي تقوم بتبديد موارد قيمة من أجل تطلعات بوتين العالمية، عاجزة عن تلبية التزاماتها الاجتماعية لشعبها.
واختتم كولبرت مقاله بأن قدرة بوتين على تعكير المياه عالية جدا، لكن قدرة روسيا على منافسة أميركا كقوة عالمية قادرة على السيطرة على الأحداث في الشرق الأوسط ضعيفة جدا.
صحف غربية: دعم بوتين للأسد زعزعة للمنطقة
تناولت صحف أميركية وفرنسية وبريطانية التدخل العسكري الروسي في سوريا، وتساءل بعضها عن سر عودة روسيا للشرق الأوسط، وأشارت أخرى إلى أن الدعم الروسي للنظام السوري يتسبب بزعزعة استقرار المنطقة.
فقد أشارت مجلة نيوزويك الأميركية إلى أن روسيا تشن حملة جوية لا هوادة فيها على سوريا، وأنها بدأت باستخدام قاذفات إستراتيجية من طراز “في يو95” بعيدة المدى المجهزة لحمل رؤوس نووية، وذلك لإطلاق صواريخ كروز المتطورة من مسافات بعيدة في بحر قزوين على أهداف في سوريا.
وأضافت أن روسيا قصفت أهدافا في سوريا تتمثل في مئات الشاحنات التي تحمل نفطا والتابعة إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بالتنسيق المبدئي مع الولايات المتحدة وفرنسا.
وأشارت إلى أن هجمات باريس وحادثة إسقاط طائرة الركاب الروسية فوق جزيرة سيناء التي تبناهما تنظيم الدولة ساهمتا في اتفاق أعداء الأمس في الحرب العالمية الثانية، وذلك رغم أن محادثات بينهم لنحو شهرين باءت بالفشل.
قواعد اللعبة
وأوضحت بالقول إنه يبدو أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يعترف بأن التدخل الروسي العسكري والدبلوماسي في سوريا صار يمثل تغييرا لقواعد اللعبة في المنطقة، وأشارت إلى أن كيري تحدث عن تبادل للمعلومات عالي المستوى يجري بين روسيا والغرب.
وأضافت أن كيري يأمل في التوصل إلى هدنة بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة في غضون الأسابيع القليلة القادمة. وأشارت إلى أن كيري صرح في باريس بأن روسيا وإيران جاهزتان لوقف إطلاق النار وأن الولايات المتحدة جاهزة لوقف إطلاق النار في سوريا.
وأضافت أن الرئيس بوتين سرعان ما تخلص من حالة العزلة الدولية التي كانت مفروضة عليه وانتقل إلى دور الوسيط الدولي وصار يعتبر وسيطا لا يستغنى عنه في قضايا الشرق الأوسط، وأن هناك رغبة متزايدة لدى بعض القوى الغربية للتغاضي عن “خطاياه” السابقة، وذلك في سبيل المضي قُدما نحو إلحاق الهزمة بتنظيم الدولة.
وقالت نيوزويك إن التدخل العسكري الروسي في سوريا أسفر لحد الآن عن وقف تقهقر قوات الأسد ورفع معنويات النظام السوري، وأسهم في محاولة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وتسبب في إقدام تنظيم الدولة على إسقاط طائرة الركاب الروسية التي راح ضحيتها 224 شخصا.
دعم للمعارضة
وأضافت نيوزويك أن مراقبين يرون أنه ليس بمقدور قوات الأسد المنهكة استعادة السيطرة على ما فقدته من المناطق، وذلك رغم الدعم الجوي الروسي والزخم الإيراني على الأرض المتمثل في جنود وكبار ضباط الحرس الثوري الإيراني المنتشرين في سوريا.
وأشارت إلى أنه في حال تقدم قوات الأسد بفعل الدور الذي يلعبه الطيران الحربي الروسي، فإن المعارضة سرعان ما تتلقى دعما من جانب القوات الجوية التركية والقطرية، وأنه في حال تقدم قوات الأسد فإن المعارضة ستحصل على أسلحة مضادة للطائرات متطورة مثل صواريخ ستنغر وأفينجر من السعودية والتي اشترتها من الولايات المتحدة.
من جانبها، تحدثت صحيفة لوموند الفرنسية عن عودة روسيا إلى الشرق الأوسط وعن مدى نجاح رهان الرئيس بوتين على سوريا، وقالت إن بوتين يخاطر بشكل كبير في دعمه العسكري للنظام السوري، وأضافت أن بوتين يتسبب في زعزعة استقرار الشرق الأوسط برمته وفي تزايد تهديدات تنظيم الدولة ضد روسيا نفسها.
وأضافت أن سوريا تمثل بالنسبة إلى روسيا رمزا للأمجاد القيصرية القديمة، وأن موسكو تحاول بسط وتقوية نفوذها في الشرق الأوسط بغطاءات من المجتمع والقانون الدولي. ولكنها تراهن على نظام لا يحظى بشعبية بين العرب ممثلا بنظام الأسد.
وأشارت لوموند إلى أن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بدأ القصف منذ العام الماضي، ولكن دون جدوى، وعليه فإن القصف الروسي لن يؤدي إلى حل للأزمة السورية المتفاقمة، وذلك لأنه لا حل عسكريا للحرب المستعرة في سوريا منذ نحو خمس سنوات.
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة ذي غارديان إلى الحرب الكلامية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي بوتين عقب أزمة إسقاط أنقرة للمقاتلة الروسية من طراز سوخوي 24 لاختراقها الأجواء التركية، وإلى التصعيد الراهن بين البلدين، وأشارت إلى تحذير أردوغان روسيا إزاء اللعب بالنار.
الناتو وواشنطن يؤكدان رواية أنقرة بشأن السوخوي
أكد السفير الأميركي لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) دوغلاس لوت، والأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، في تصريحات منفصلة، أن المعلومات التي توفرت لديهما تؤكد صحة رواية أنقرة بشأن انتهاك المقاتلة الروسية للأجواء التركية الثلاثاء الماضي.
وقال السفير لوت إن “المعلومات الأميركية التي اطلعت عليها تؤكد صحة الرواية التركية لما جرى”.
من جانبه، قال ستولتنبرغ، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بمقر الحلف في بروكسل، إن أنقرة “أطلعتنا على كل المعلومات حول انتهاك الطائرة الروسية للمجال الجوي التركي، وفي نفس الوقت حصلنا على معلومات من مصادر أخرى كانت متطابقة مع المعلومات التركية”.
روسيا وتنظيم الدولة
وأكد ستولتنبرغ أن “جميع الأعضاء يدعمون حق تركيا في الدفاع عن أجوائها وحماية وحدة ترابها” داعيا روسيا إلى القيام بدور بناء في استهداف تنظيم الدولة الإسلامية الذي وصفه بالعدو المشترك.
وأشاد بجهود تركيا لخفض التوتر ومحاولة التواصل مع موسكو، معتبرا أن حادثة إسقاط المقاتلة التي وقعت الثلاثاء الماضي “أثبتت أهمية تقوية الآليات الدولية من أجل استقرار علاقات الحلف مع روسيا وزيادة الشفافية والقدرة على التنبؤ”.
وكان سلاح الجو التركي قد أسقط المقاتلة، وهي من طراز سوخوي 24، عند الحدود السورية، مؤكدا أنها انتهكت المجال الجوي التركي. وقامت روسيا على إثر ذلك باتخاذ إجراءات اقتصادية ضد أنقرة.
تركيا تعلن المشاركة بعملية لمكافحة الإرهاب بسوريا
أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن تركيا ستبدأ عملية جديدة مع السعودية ودولة أخرى لمكافحة الإرهاب في سوريا وبدعم إقليمي، وأكد أن حدود تركيا مع سوريا هي حدود حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقال أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في بروكسل إنّ تركيا ستبدأ عملية جديدة مع السعودية ودولة أخرى لمكافحة الإرهاب في سوريا، لذلك نحتاج إلى قنوات دبلوماسية.
وأفاد مراسل الجزيرة في أنقرة عمر خشرم بأن هذه أول مرة يتم فيها الإعلان عن الخطة “التي يبدو أنها كانت تسير بشكل سري”، ورجح أن تعمل الخطة على محورين، أولهما يتعلق بالجانب الاستخباري وجمع المعلومات بالتعاون مع السعودية ودول أخرى.
وأضاف أن المحور الآخر يتضمن القيام بعمليات نوعية ضد “الخلايا الإرهابية” الموجودة على الحدود السورية، مما يتطلب توفير غطاء جوي إما من قبل التحالف الدولي أو من قبل حلف الناتو.
لا اعتذار
من جهة أخرى وتعليقا على مطالبة روسيا تركيا بالاعتذار عن إسقاط طائرتها، رد أوغلو أن حماية تركيا لمجالها الجوي “حق وواجب”، وأنه لا يحق لأي دولة مطالبة أنقرة بالاعتذار، مشيرا إلى أن انتهاك أجواء تركيا هو انتهاك لحلف الناتو.
وخلال المؤتمر الصحفي أكد ستولتنبرغ أن الحلف يقف إلى جانب تركيا، وأن أنقرة لديها الحق في الدفاع عن أمنها وعن أجوائها.
وأضاف أن تركيا أطلعت الحلف على كل المعلومات بشأن “انتهاك الطائرة الروسية المجال الجوي التركي، وفي نفس الوقت حصلنا على معلومات من مصادر أخرى” كانت متطابقة مع المعلومات التركية.
المصافحة التي لم تتم وأمل التهدئة الضائع
انتظر المتابعون للمؤتمر الباريسي المكرس لأزمة المناخ العالمية في يومه الأول مصافحة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان تبرد الأجواء الساخنة وتهدئ مناخ التصعيد بين البلدين وفي المنطقة، لكن الأمل تبخّر لتستمر الأزمة في التفاعل.
وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين أن بوتين لا يعتزم لقاء الرئيس التركي أردوغان خلال قمة المناخ في باريس، وذلك بعد توتر بين البلدين جراء إسقاط أنقرة مقاتلة سوخوي 24.
وفي المقابل رفض رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو -بعد اجتماع مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في بروكسل- أي اعتذار من تركيا عن إسقاط طائرة سوخوي، لكنه عبر عن أمله بأن تعيد روسيا النظر في الإجراءات العقابية ضد تركيا.
خلافات كامنة
وتدحرجت أزمة سوخوي بين البلدين لتأتي على الكثير من عوامل التقارب بينهما على المستوى السياسي والاقتصادي، ولتعزز الاختلاف الكبير في الملف السوري، ليبرز نزال سياسي وفصول أولى من النزال العسكري على أرض سوريا.
وفي الوقت ذاته كشفت الأزمة عن حدة الشكوك الروسية في الدور التركي ليس في سوريا وحسب، بل في منطقة القوقاز، خاصة مع تصريح مسؤولين روس -بينهم بوتين نفسه- بأن تركيا دولة تدعم “الإرهاب” وتنظيم الدولة لإسلامية بالتحديد.
والود الذي كان يظهر بين البلدين في مناسبات سابقة لا يخفي التعارض في المصالح بينهما والذي ظهر سابقا في الحرب الروسية في الشيشان وجورجيا والبوسنة وإبان ضم روسيا شبه جزيرة القرم وأزمة سوريا، لكن المصالح الاقتصادية كانت أثبت من كل ذلك حتى جاءت حادثة سوخوي فقلبت الموازين.
أكد الرئيس أردوغان أن جيشه لم يكن يعرف أن الطائرة روسيةٌ وأنه حزين لما حصل، ودعا روسيا وقيادتها إلى التهدئة والبحث عن حلول للأزمة، لكنه لم يقدم اعتذارا كان مطلوبا من قبل روسيا، وشدد على أن تركيا ستدافع دائما عن أجوائها ضد أي اختراق.
وصعدت روسيا من لهجتها ضد تركيا واتخذت إجراءات عقابية على الصعيد الاقتصادي، وليس معروفا إلى أي مدى ستضر تلك الإجراءات بتركيا، فبين البلدين اتفاق لبناء مفاعلات نووية في تركيا تبلغ قيمتها نحو 20 مليار دولار ومشاريع أخرى للغاز وبرامج طموحة لرفع التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2020.
وهناك عدد كبير من الشركات التركية التي تعمل في روسيا، في حين يزور نحو 4.5 ملايين سائح تركيا سنويا، وقد طلبت السلطات الروسية الامتناع عن زيارة تركيا، وهو ما فعلته أنقرة أيضا كرد فعل.
واقع مختلف
وفي تجنب المصافحة، لا يبدو أن الرئيس الروسي على استعداد حاليا لإحباط “مكاسب” حققها بعد إسقاط تركيا طائرة سوخوي لإعادة قلب موازين القوى لمصلحته في المنطقة وفرض واقع عسكري مختلف في سوريا يقوم على سيادة روسية كاملة على الأجواء والأرض من منطلق قاعدة رب ضارة نافعة.
فقد اتخذت موسكو قرارات إستراتيجية أهمها نصب منظومة الدفاع الجوي المتطورة أس 400 في قاعدة حميميم والتي تغطي رادارتها وصواريخها معظم الأراضي السورية وجزءا من الأراضي التركية، في حين أوقفت تركيا الضربات التي كانت تنفذها في سوريا تجنبا لأي حوادث تأزّم الموقف أكثر.
والأهم من ذلك أن روسيا أوقفت الاتصالات العسكرية بما فيها الخط الساخن الذي كان يمنع الاحتكاكات وحوادث التصادم بين الطائرات في الحدود السورية، وقد تجاوز الطيران الروسي بعد ذلك الخطوط الحمر التي كانت مرسومة ضمنيا بين الدولتين بتوسيع ضرباته إلى مسافات قريبة من الحدود التركية في حلب وإدلب واللاذقية، وكثف ضرباته ضد التركمان في ريف اللاذقية الشمالي الذين يحظون بحماية تركية.
ويشير الكثير من الخبراء إلى أن التصعيد الروسي لن يؤدي في النهاية إلى حرب مباشرة بين البلدين، لكن سوريا ستصبح ساحة أشمل وأكبر في هذا الصراع باعتبار أن موسكو لن تفرط في مصالحها فيها وتسعى لحسم ذلك عسكريا أو بحل سياسي يناسبها ولا يكون لتركيا والجماعات التي تدعمها دور كبير فيها.
وفي المقابل فإن تركيا التي تمتلك عوامل قوة اقتصادية وعسكرية لا يستهان بها -ومسنودة بحلفائها بالمنطقة وبحلف شمال الأطلسي الذي عبر عن حق أنقرة في الدفاع عن نفسها- لن ترمي بأوراقها التي صنعتها في السنوات الأخيرة في سوريا وستعمل على مواصلة دعم حلفائها هناك، وهو ما عبر عنه الرئيس أردوغان بعيد إسقاط سوخوي.
وفي حلبات الصراع السياسي والاقتصادي والعسكري -الذي مداره الأساسي سوريا- تستمر الأزمة في انتظار نضوج خيوط التهدئة والمصالحة بين البلدين اللذين شهدا في السنوات الأخيرة صعودا سياسيا واقتصاديا مهما مسنودا بطموحات زعيمين لا يخفيان حنينا إلى عصر “إمبراطوري” زاهٍ لبلديهما.
تدخّل إيران في سوريا.. دعم مخضّب بالدماء
لم تثن الخسائر “الثقيلة” التي تكبدتها إيران جراء تدخلها في سوريا، طهران عن مواصلة دعم الرئيس السوري بشار الأسد، فالحليفان يؤكدان أنهما ماضيان في طريق واحد حتى تحقيق هدفهم “بالقضاء على الإرهاب” في المنطقة، مهما بلغت كلفة ذلك.
كلفة موّقعة بدماء العشرات من المقاتلين الإيرانيين بينهم ضباط كبار وجنرالات، وحتى وإن تجاوزت الحصيلة “المعلنة” سبعين قتيلا حتى الآن، فإن طهران مصممة على مواصلة حرب تعتبرها مشروعة على الأراضي السورية، حماية لحليفها الأسد أولا ولمصالحها في المنطقة ثانيا.
آخر تطورات جبهات القتال السورية تشير إلى مقتل سبعة إيرانيين من قوات التعبئة المعروفة باسم (الباسيج) في معارك مع المعارضة السورية في حلب شماليّ سوريا، ليبلغ عدد القتلى 71، منذ إعلان الحرس الثوري زيادة عدد مقاتليه بسوريا تزامنا مع تدخل روسيا نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
ولم تخطئ نيران المعارضة السورية “رؤوسا كبيرة” من القوات الإيرانية، وتتداول المعارضة الإيرانية وقوات المعارضة السورية أنباء عن إصابة قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، بإصابات وصفت بالخطيرة في رأسه جراء شظايا قذيفة قبل أسبوعين جنوبي حلب.
فشل وتحالف
موقع ميديا برات الفرنسي رأى في هذا الأمر “فشلا ذريعا للنظام الإيراني”. وقال “إن الخسائر التي لا تحصى لقوات الحرس الثوري الإيراني منذ ثلاثة أشهر تعد شاهدا على الفشل الذريع لإستراتيجية طهران في إنقاذ الأسد”.
ومضى يقول “في الحقيقة فإن التضحيات الجسام التي قدّمتها طهران، والدور الروسي (في سوريا) بتحريض إيراني، لم يحقق انفراجة حقيقية في الحرب مع قوات المعارضة، فبدلا من ذلك تمّكن الجيش الحر وحلفاؤه من التألق على الأرض على الرغم من الضربة القوية للغاية، وفق تعبيره.
غير أن هذا الأمر لم يكن له أي أثر في تصريحات الرئيس السوري، خلال لقائه علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، فقد اعتبر الأسد أن هناك إنجازات مهمة على الأرض تحققت بمساعدة من سماهم الأصدقاء لاستعادة الأراضي التي خسرتها قواته في وقت سابق.
وبكل ثقة، يجدد الأسد التأكيد على “تصميم سوريا وأصدقائها على المضي قدما في مكافحة الإرهاب لأنهم واثقون أن ذلك سيشكل الخطوة الأساسية في إرساء استقرار المنطقة والعالم”.
دعم الأسد
ومن دمشق، يجدد بدوره ولايتي التأكيد على دعم الأسد “الصامد في الدفاع عن شعبه منذ خمس سنوات” وعلى مواصلة هذا الدعم لمن وصفها بالحكومة الشرعية.
ويربط مستشار خامنئي مستقبل المنطقة بالتعاون السوري الروسي الإيراني، آملا في أن ينجح الحلفاء الثلاثة في تحقيق السلام في المنطقة التي تشهد حروبا بالوكالة بين أنظمة متعارضة ومصالح متضاربة.
رؤية طهران
ورغم مرور السنوات وتعمّق مأساة ملايين السوريين، وتضاعف عدد القتلى والجرحى واليتامى والمهجرين، فإن رؤية طهران لا تزال كما هي.
ومنذ بداية الثورة السورية عام 2011، قام النظام الإيراني بـ”جهد واسع النطاق، مكلف ومتكامل للحفاظ على بقاء نظام الأسد في السلطة لأطول فترة ممكنة” وقد تعددت أوجه مساعدة النظام وقواته على الأرض، بدءا بتقديم أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية للمشورة ومساعدة قوات الجيش السوري.
وطبقا لدراسة نشرها معهد دراسات الحرب الأميركي، فإن هذه الجهود تحوّلت في مرحلة ثانية إلى مهمة تدريب مشاة باستخدام فيلق الحرس الثوري الإيراني، في مؤشر على ما أسمته “التوسع الملحوظ واللافت لجهة استعداد إيران وقدرتها على استعراض قوتها العسكرية خارج حدودها”.
كما قامت إيران بتزويد نظام الرئيس السوري باللوازم والإمدادات العسكرية الضرورية، وقدّمت أيضا المساعدة للمليشيات الموالية للحكومة، وبعد فترة من التكتّم عن دور حقيقي للقتال على الأرض أصبحت طهران تعلن عن أعداد قتلاها بالمعارك الدائرة في سوريا، وهو أمر لم يخل من دلالات.
وفي الوقت الذي تتضارب فيه الأرقام بشأن عدد المقاتلين الإيرانيين في سوريا، فإن عدة مصادر أميركية تشير إلى وجود مئات من المقاتلين، بينما تتحدث مصادر أخرى عن الآلاف.
معارك وخسائر
ومع احتدام المعارك على جبهات عدةّ واستعارها عقب التدخّل الروسي، أصبح حضور الحرس الثوري الإيراني مكثّفا على جبهات القتال السورية، وفقا للباحث بالشأن السوري أحمد أبو زيد.
أبو زيد اعتبر أن مقتل الضباط الإيرانيين ليس مفاجئا, لافتا إلى أنه يتم بشكل مكثف في الآونة الأخيرة بسبب فتح مزيد من جبهات القتال بعد التدخل الروسي.
أما الباحث الإيراني المتخصص بالشؤون الإقليمية حسين رويوَران، فنفى أن تكون إيران قد أنكرت في السابق مشاركة مليشياتها في المعارك الدائرة بسوريا.
ولفت إلى أن الاستشارات العسكرية للضباط الإيرانيين تقدم على جبهات القتال وليس بالغرف المغلقة، مضيفا أن قرار النظام السوري توسيع جبهات القتال في حمص وحماة وحلب أدى لسقوط عدد متزايد من المقاتلين الإيرانيين.
من جهته، أوضح المختص بالشأن الإيراني علي ألفونه، في تصريح لصحيفة واشنطن بوست، أن القادة الإيرانيين “يتكلمون اليوم عن خسائرهم في سوريا، لأنهم فخورون بذلك، كما أنهم يريدون إبراز الدور الحقيقي للمقاتلين الإيرانيين، مع تفادي أن يتم تقزيم دورهم من قبل الروس”.
ائتلاف العشائر السورية يعلن النفير لجبهة الساحل
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
أعلن ائتلاف أحرار القبائل والعشائر السورية النفير في صفوف مقاتليه لدعم جبهة الساحل بريف اللاذقية التي تتعرض لهجوم بري عنيف من قوات نظام بشار الأسد مدعوما بمليشيات من إيران والعراق ولبنان بغطاء جوي روسي منذ ما يقارب الشهرين.
وجاء في البيان الذي أصدره الائتلاف، وتلقت الجزيرة نت نسخة منه “إن ائتلاف العشائر السورية، وإدراكا منه لأهمية جبهة الساحل والمعارك الدائرة فيها لزلزلة أركان النظام المجرم، يعلن النفير العام لأبناء العشائر والقبائل السورية”.
ودعا الائتلاف في بيانه عناصر العشائر المقاتلين في مختلف الفصائل العسكرية والوحدات المستقلة على كافة الجبهات التوجه فورا إلى جبهة الساحل، والقتال إلى جانب “إخوتهم ثوار ريف اللاذقية ضد العدوان الروسي الإيراني الأسدي الهمجي”.
واجب وطني
وأشار رئيس الائتلاف الشيخ عبد الكريم الفحل إلى أن نصرة الثوار في ريف اللاذقية، وتقويتهم في وجه العدوان على جبلي الأكراد والتركمان، واجب وطني على كل ثوار سوريا.
وقال في حديث للجزيرة نت “رأس هرم النظام وكبار قادته العسكريين موجودون في القرداحة والقرى الموالية التي ترفد جيشه وفروعه الأمنية بعناصر الإجرام والقتل والتدمير، والتوجه للقضاء على الرأس هناك كفيل بإنهاء النظام وانتصار الثورة السورية”.
وأضاف الشيخ الفحل أن الإشعال القوي لجبهة الساحل سيدفع ضباط جيش النظام وعناصره الأكثر إجراما للانسحاب من مختلف الجبهات والتوجه لحماية قراهم ورأس نظامهم هناك، وهذا سيسهل على ثوار الجبهات الأخرى إحراز الانتصارات والتقدم باتجاه دمشق.
واعتبر رئيس الائتلاف أن هزيمة قوات النظام في الساحل تعني هزيمة روسيا أيضا، وإنهاء مشروعها الهادف إلى إقامة دولة علوية تقودها وتتحكم بها.
أعداد كبيرة
وعن الأعداد التي يتوقع أن تتوجه إلى جبهة الساحل، قال الفحل إن أربعمائة عنصر باتوا على جاهزية تامة للانتقال إلى ريف اللاذقية بكامل سلاحهم وذخيرتهم.
ويضيف “ستكون هناك أعداد إضافية كبيرة مستعدة لقتال النظام في جبهة الساحل فور الطلب منهم، وسيتوقف ذلك على حاجة إخوتنا الثوار هناك”.
وتتبع لائتلاف أحرار القبائل والعشائر السورية عدة فصائل تقاتل على مختلف الجبهات السورية، أهمها جيش العشائر الذي يحارب النظام على جبهتي الجنوب في درعا والشمال في حلب، إضافة إلى فرقة العشائر التي تقاتل ضمن صفوف جيش الفتح، كما يتبع له لواءان يقاتلان في الغوطة الشرقية بدمشق، وبعضها يتلقى الدعم من غرفتي “الموم” و”الموك” التي تمولها مجموعة دول أصدقاء الشعب السوري.
ويقدر رئيس ائتلاف العشائر عدد العناصر التي تقاتل في صفوف الفصائل التابعة للائتلاف بـ15 ألف مقاتل.
ترحيب
وتعليقا على بيان ائتلاف العشائر، رحب أبو المجد القيادي في الجيش الحر بجبل التركمان في ريف اللاذقية بمبادرة العشائر إلى هذه الخطوة التي وصفها بأنها بالغة الأهمية، لما قد تحدثه من فارق بمعارك الساحل.
وتمنى القيادي بالجيش الحر -في حديث للجزيرة نت- أن يتحول البيان إلى خطوة عملية تنفذ سريعا، بحيث تصل المؤازرة إلى ريف اللاذقية الذي يتعرض لضغط كبير بسبب الهجوم البري العنيف الذي يتعرض له منذ ما يزيد على خمسين يوما مترافقا مع قصف جوي مكثف من الطيران الحربي الروسي.
المعارضة السورية تحبط هجوما للنظام بريف دمشق
قالت المعارضة السورية المسلحة إنها أحبطت هجوما شنته قوات نظام بشار الأسد والمليشيات الداعمة له لاقتحام مدينتي داريا والمعضمية في ريف دمشق، وقتلت تسعة أفراد بينهم قيادي من قوات النظام.
وأوضحت أن الهجوم أسفر أيضا عن مقتل اثنين من عناصر المعارضة في المعارك التي دارت رحاها في أطراف المدينتين.
وتزامن الهجوم مع قصف عنيف نفذته قوات النظام ببراميل متفجرة وصواريخ، على معظم أحياء داريا، أدى إلى جرح العديد من المدنيين.
من جهة أخرى، نقل مراسل الجزيرة عن المعارضة المسلحة إعلانها استعادة السيطرة على قرية شويغرة ومنطقة الصوامع في محيطها بريف حلب الشمالي، بعد معارك دارت بينها وبين فصيل جيش الثوار ووحدات حماية الشعب الكردية، أحد أبرز فصائل “قوات سوريا الديمقراطية”.
وفي مدينة حلب، استهدف الثوار معاقل الأسد في حي العامرية بقذائف محلية الصنع محققين إصابات مباشرة.
كما استهدف تنظيم الدولة الإسلامية بعمليتين “انتحاريتين” معاقل الأسد جنوب مطار كويرس العسكري ما أدى لسقوط قتلى وجرحى.
اشتباكات
في الأثناء، تستمر الاشتباكات بالريف الجنوبي بين كتائب المعارضة وقوات الأسد وسط قصف عنيف جدا أدى لانسحاب كتائب المعارضة من بلدة العزيزية وتعزيز مناطق سيطرتهم بمحيط البلدة، وسط غارات جوية من الطيران الحربي الروسي.
وفي حماة، استهدفت كتائب المعارضة بعبوة ناسفة نقطتي تفتيش لقوات الأسد المتمركزة في مفرق حاجز صماخ بالريف الشرقي وحققت إصابات مباشرة، كما استهدفت الكتائب معاقل الأسد براجمات الصواريخ في حاجز القشارة ، في حين شن الطيران الروسي غارات جوية على مدينتي اللطامنة ومورك وقرى لحايا ولطمين ومعركبة.
وشهدت دير الزور اشتباكات عنيفة بين تنظيم الدولة وقوات الأسد على جبهات حيي الحويقة والجبيلة وفي محيط مطار دير الزور العسكري.
إجلاء
من جانب آخر، تحدثت وكالة الأنباء الفرنسية عن مفاوضات تجري لإجلاء مقاتلي المعارضة من آخر نقاط سيطرتهم بمدينة حمص، وقالت إن ممثلين عن الحكومة والمعارضة سيلتقون غدا برعاية الأمم المتحدة لبحث تسوية تتضمن خروج المقاتلين والسلاح من حي الوعر وعودة مؤسسات الدولة والحياة الطبيعية إلى الحي في أقرب وقت ممكن، وفق تعبير محافظ حمص طلال البرازي.
وأضافت الوكالة أن حي الوعر، الواقع في غرب مدينة حمص، هو آخر الاحياء تحت سيطرة الفصائل المقاتلة بالمدينة، ويتعرض باستمرار لقصف من قبل قوات النظام التي تحاصره بالكامل. وفشلت محاولات سابقة عدة لإرساء هدنة.
كما أشارت شبكة شام بدورها إلى بدء تطبيق اتفاق بين نظام الأسد ولجنة المصالحة في قدسيا، يقضي بخروج مقاتلي المعارضة من المدينة باتجاه إدلب مقابل فك الحصار عن المدينة والسماح بدخول المواد الغذائية.
من جهة أخرى، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 1500 شخص في سوريا ثلثهم من المدنيين قتلوا جراء الغارات التي تشنها روسيا في هذا البلد منذ بدء حملتها الجوية نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
ووفق حصيلة أعلنها المرصد اليوم، سقط 485 قتيلا من المدنيين بينهم 117 طفلا و74 امرأة، بينما قتل 419 من عناصر تنظيم الدولة و598 مقاتلا من فصائل المعارضة وجبهة النصرة.
دستور علماني لسوريا بعد 6 أشهر برعاية المفتي
هاجم الانتخابات واعتبرها فتنة وحدد العلمانية هوية للدولة
العربية.نت – عهد فاضل
قال مفتي سوريا الدكتور أحمد بدر الدين حسون، وفي أول تصريح من نوعه بعد التدخل العسكري الروسي والمباحثات الدولية بشأن مصير رئيس النظام السوري، إن الدستور الجديد في سوريا “سيكون بعد ستة أشهر” وسيتضمن إشارة الى أن سوريا بلد علماني لأن سوريا “دولة علمانية ولا تتعارض مع المؤسسة الدينية لأن العلمانية هي نظام سياسي يحفظ للناس حقوقهم”.
جاء ذلك في لقاء ديني موسع في مبنى محافظة اللاذقية الساحلية، مسقط رأس بشار الأسد، ضم إليه عددا من الدعاة والداعيات والأئمة والخطباء.
وأكد المفتي، مستبقاً مشاورات الأطراف السورية المختلفة، والتي يفترض أن يكون لها رأي جوهري في مسائل حساسة كمسألة “هوية الدولة” بأن العلمانية في سوريا “لم تكن ضد الدين وإنما خادمة له فلا الدين يفرض على القانون ولا القانون يفرض على الدولة وهذا ما سترونه بعد ستة أشهر في الدستور الجديد”.
خصوصا أن المفتي هاجم بحدة، قضية الانتخابات والاستفتاء الشعبي قائلا إن المطالبات “الغربية بانتخابات حرة واستفتاء تحت رعاية الأمم المتحدة، ليس المقصود بها الانتخابات ولا الاستفتاء” مؤكداً أن القصد منها هو “إشعال نار الفتنة بين السوريين”.
يذكر أن تحديد المفتي لمدة الستة أشهر، لدستور سوريا الجديد، هو تصريح أول من نوعه، على المستوى الرسمي. إذ لم يرد في وسائل إعلام نظام الأسد أي تحديد زمني لما يعرف الآن ويتم الحديث عنه بـ”المرحلة الانتقالية”. ولم يعرف الإطار العام الذي حدد فيه المفتي هذه المهلة، وما إذا كانت جزءا من المرحلة الانتقالية أم لا.
إلا أن مصادر متابعة أكدت أنه “لا يحق للمفتي استباق اجتماع كافة الأطراف السورية المعارضة، داخلياً وخارجياً، للخوض في مسألة هوية الدولة”. فهوية الدولة التي يرد تعريفها بالدستور، ينبغي أن تكون “نتيجة مشاورات واجتهادات نخب المجتمع السوري وفعالياته الثقافية والدينية والسياسية”.
وكان المفتي قد قام بزيارة إلى مجمل مدن وقرى محافظة اللاذقية، فزار “القرداحة” وزار مدينة “جبلة” ومدينة “الحفة” وأطلق من هناك دعوات “لتجديد الخطاب الديني الإسلامي” بحضور مشايخ من الطائفة العلوية والطائفة الشيعية وبعض رجال الطائفة المسيحية.
الأسد: يوجد إرهابيون بين اللاجئين السوريين
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال الرئيس السوري، بشار الأسد، الاثنين، في حديث لتلفزيون التشيك إن هناك إرهابيين بين اللاجئين السوريين الذين يشقون طريقهم إلى أوروبا.
وعندما سئل عما إذا كان يتعين على الأوروبيين الخوف من اللاجئين القادمين من سوريا، قال الأسد إنهم خليط مشيرا إلى أن أغلبيتهم من السوريين الشرفاء الوطنيين، لكنه أضاف أن هناك إرهابيين تسللوا بينهم وهذا أمر حقيقي.
لأول مرة.. مقاتلات روسية بصواريخ “جو-جو” بسوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
سلّحت القوات الجوية الروسية لأول مرة مقاتلات “سوخوي 34” التي نشرتها في سوريا بصواريخ “جو – جو”، حسبما أبلغ مسؤول بالقوات الجوية الروسية وكالات أنباء روسية، الاثنين.
وبأتي ذلك بعد أقل من أسبوع على إسقاط مقاتلة تركية من طراز “إف 16” طائرة حربية روسية بصاروخ “جو –جو”.
وقال المسؤول إيغور كليموف إن صواريخ “جو-جو” قادرة على إصابة أهداف على مسافة تصل إلى 60 كيلومترا.
من جهتها، قالت تركيا إنها أسقطت الطائرة لأنها دخلت المجال الجوي التركي، إلا أن موسكو نفت ذلك وقالت إنها أسقطت في المجال الجوي السوري.
وأثارت الحادثة غضب موسكو وأمر الرئيس فلاديمير بوتن بإجراءات اقتصادية عقابية ضد تركيا، في وقت حاول الرئيس رجب طيب أردوغان تهدئة الأمور ولقاء نظيره بوتن إلا أن الأخير رفض اللقاء.
وتصر موسكو أن على أنقرة الاعتذار عن إسقاط الطائرة، في وقت تصر تركيا على عدم الاعتذار.
مرشح للرئاسة الأمريكية لـCNN: ملك السعودية عرض استخدام جيش بلاده ضد داعش والأسد وأمير قطر عرض تمويل العملية
– هل لديك ما يوحي بأن مصر وتركيا والسعودية سيكونون على استعداد لإرسال قوة كهذه إلى سوريا؟
سيناتور ليندزي غراهام (مرشح للانتخابات الأمريكية): بقيادة أمريكية، نعم. كنا نتحدث مع الملك السعودي الحالي، قبل أن يصبح ملكاً، وقال للسيناتور جون ماكين وهو معجب به بشكل كبير، أن بإمكانكم الاستعانة بجيشنا، وما عليكم إلا التعامل مع الأسد. وقال أمير قطر إنه سيدفع قيمة العملية. لكنهم لن يقاتلوا داعش ويدعون دمشق تسقط في أيدي الإيرانيين. على الأسد أن يرحل. كل ما يمكنني قوله للأمريكيين هو أن لدينا هدفان متشابهان مع العرب وتركيا، تدمير داعش فهو تهديد مشترك لنا جميعاً، وإضعاف إيران وهي تهديد عظيم للمنطقة والعالم. ومن الممكن تشكيل هذا التحالف بقيادة أمريكية. سياساتنا الخارجية في انحدار. لن يتبعنا أحد قبل أن نغير استراتيجيتنا.
– سيناتور ماكين، بعبارة أخرى، وزير الدفاع الأسبق غيتز مخطئ. فلديك علامة بأن هذه الدول ستكون على استعداد لإرسال قواتها؟
سيناتور جون مكين (سيناتور عن ولاية أريزونا): من الواضح أن الوزير غيتز قد أساء الفهم، لأنه تحدث عن العراق. كان الوزير غيتز أحد أقوى النقاد لقلة وجود استراتيجية منسقة في أي مكان في الشرق الأوسط، خصوصاً في العراق وسوريا. إذا قادت أمريكا، فسيتبعها الآخرون.. حالياً، ترى القوات السعودية على الأرض في اليمن، بسبب تهديد الحوثيين المدعومين من الإيرانيين ومنعهم من السيطرة على اليمن. كان على هجمات باريس إيقاظنا جميعاً. إن لم تكن إجاباتنا هي الصحيحة، سنكون سعداء لمناقشتها مع الجميع. لكن القول إن ما يعتاد عليه يصبح ساريا.. أمر مضلل وخطير على أمن الولايات المتحدة الأمريكية.
السفير الأمريكي لدى ناتو: حاجة لقوات برية غير غربية للقضاء على داعش
روما (30 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
تحدث السفير الأمريكي لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، دوغلاس لوت عن الحاجة لقوات برية بعد الغارات الجوية للقضاء على تنظيم الدولة (داعش) في سورية، ولكنه في المقابل شدد على أن تلك القوت البرية “لن تكون غربية”، على حد وصفه
وقال الدبلوماسي الامريكي لدى ناتو، خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف عشية اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي، المقرر ليوم غد والأربعاء في بروكسل، أن الحملات الجوية ضد التنظيم “ليست كافية”، وفي نهاية المطاف “سوف تكون هناك حاجة إلى جهود على الأرض من جانب القوات المحلية”، على حد تعبيره
وبشأن فرضية انضمام القوات الموالية لنظام بشار الأسد إلى تلك القوات، أشار السفير الامريكي إلى انه ليس على علم “في الوقت الراهن” بخطط من هذا القبيل. ولكنه أردف منوها بأن “القوات الحكومية السورية ونظام الأسد، بصفة عامة، لم تبد التركيز على محاربة تنظيم داعش بل الحفاظ على السلطة، خلال الحرب الاهلية” هناك.
وجدد السفير الامريكي دعم الولايات المتحدة لـ”حق تركيا في الدفاع عن أراضيها ومجالها الجوي وأشار إلى أن “الأيام الأخيرة أظهرت جهودا بين أنقرة وموسكو من أجل “خفض التصعيد”، بعد إسقاط تركيا للطائرة الروسية على الحدود مع سورية، معربا عن “الامل بأن تستمر هذه الجهود” من أجل نزع فتيل التوتر بين البلدين .
يعالون: تفاهمات مع روسيا على عدم اعتراض طائرات إسرائيلية في سورية
القدس (30 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون عن تفاهمات إسرائيلية-روسية بعدم اعتراض الطائرات الإسرائيلية في الأجواء السورية.
وردا على سؤال حول نصب بطاريات الصواريخ الروسية من طراز إس-400 في سورية، قال يعالون “انها لا تهدد الطائرات الاسرائيلية ولا تضع قيودا على حرية التحليق الإسرائيلية”. ولفت إلى ان “هناك تفاهما بين اسرائيل وروسيا” بهذا الصدد.
ونشرت روسيا مؤخرا بطاريات الصواريخ المتطورة إس-400 في سورية، والتي بامكانها اسقاط طائرات.
والتزمت إسرائيل الصمت ازاء تقارير برزت خلال الاشهر الماضية، تحدثت عن استهدافها شاحنات محملة بالاسلحة كانت في طريقها من سورية إلى منظمة حزب الله في لبنان.
وكانت لجنة عسكرية إسرائيلية-روسية مشتركة قد تشكلت بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى روسيا في شهر ايلول/سبتمبر الماضي حيث اتفق مع الرئيس الروسي فلادمر بوتين على العمل في سوريا. وسيلتقي نتنياهو بوتين مجددا في باريس، على هامش قمة المناخ لبحث الأمر.
من جهة ثانية فقد أقر يعالون بأن إسرائيل لم تتمكن من إحتواء الهجمات الفلسطينية في الاراضي الفلسطينية واسرائيل. وقال بهذا الشأن” تستخدم قوات الأمن جميع الوسائل المتوفرة لديها لوقف هذه
تركيا أسقطت الطائرة الحربية الروسية “لحماية تجارتها النفطية مع تنظيم الدولة الإسلامية“
اتهمت روسيا الحكومة التركية بإسقاط الطائرة الحربية الروسية قرب الحدود مع سوريا “من أجل حماية تجارتها النفطية مع تنظيم الدولة الإسلامية”.
وفي كلمة أمام مؤتمر المناخ الدولي في باريس، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إسقاط الطائرة بأنه “خطأ هائل”.
وتنفي تركيا الارتباط بأي علاقة مع تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف في الشرق الأوسط باسم داعش.
وهي الآن جزء من الحملة الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على التنظيم.
كانت الحكومة التركية قد رفضت الاعتذار عن إسقاط الطائرة.
وقتل في الحادث طيار روسي بينما اُنقذ طيار آخر يوم 24 من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو في مؤتمر صحفي عقب لقاء الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في مقر الحلف في بروكسل “لا يمكن لأي دولة أن تجبرنا على الاعتذار”.
وقال داوود أوغلو في أنه يأمل أن تعيد روسيا النظر في العقوبات التي فرضتها على تركيا.
وعقب تصريحات أوغلو، أصدرت روسيا قائمة بالواردات التي ستشملها العقوبات المفروضة على تركيا، بحسب وكالة رويترز.
وتشن روسيا حملة جوية في سوريا مستهدفة، كما تقول، تنظيم داعش.
غير أن دولا غربية وعربية تتهم موسكو باستهداف الجماعات المسلحة المعارضة الساعية لإسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد أيضا.
وحتى قبل شهور قليلة مضت، كانت تركيا تعارض القيام بدور فعال في التحالف الدولي ضد التنظيم. غير أنه في شهر أغسطس/ آب الماضي، سمحت أنقرة للتحالف ببدء استخدام قاعدتها الجوية في منطقة أنجرليك.
وفرضت روسيا عقوبات على تركيا بسبب إسقاطها الطائرة، تشمل قيودا على الواردات من الأغذية التركية وإلغاء السفر إلى البلدين بدون تأشيرة دخول.
وتقول تقارير إن تنظيم داعش يجني الكثير من الأموال من مبيعات النفط غير المشروعة، غير أن تركيا تنفي بقوة ضلوعها في هذه التجارة.
في تحول غير متوقع.. صديق الأسد قد يصبح الرئيس القادم للبنان
من توم بيري وليلى بسام
بيروت (رويترز) – اتخذت الأزمة السياسية بلبنان منعطفا مثيرا باقتراح قد يشغل بموجبه صديق للرئيس السوري بشار الأسد مقعد الرئاسة في اتفاق لتقاسم السلطة يهدف لبعث الحياة في هذا البلد الذي يضربه الشلل.
ففكرة أن يصبح سليمان فرنجية- صديق الأسد منذ الطفولة- رئيسا للبنان أدهشت الكثير من اللبنانيين لأسباب ليس أقلها أن صاحب الاقتراح هو سعد الحريري السياسي السني الذي يقود تيارا تشكل من طيف معارض للأسد. وبموجب مثل هذا الاتفاق سيصبح الحريري رئيسا للحكومة.
وهي فكرة مذهلة أيضا لأن وضعها موضع التنفيذ سيحتاج لموافقة السعودية وإيران وهما البلدان اللذان يحظيان بنفوذ قاطع على الأطراف اللبنانية المتنافسة بالإضافة للصراع بينهما في مناطق أخرى بالمنطقة وبينها سوريا.
ومع تصاعد الحرب بسوريا حيث تزيد كل من إيران والسعودية الدعم للأسد ومعارضيه لا يبدو مرجحا أن يبعث أي اتفاق في لبنان بإشارات عن تفاهم أشمل لتسوية الصراعات الإقليمية.
لكن اتفاقا كهذا من شأنه أن يشير إلى نية للحفاظ على حد أدنى من الاستقرار في لبنان. وقد يجنب لبنان حربا أهلية أبدى البعض خشيته من اندلاعها إذا تأثر بالحرب السورية التي أدت إلى وقوع هجمات لمتشددين. واستقبل لبنان مليون لاجئي عبروا حدوده مما غذى أزمة سياسية تشهدها البلاد.
ولبنان بلا رئيس منذ 18 شهرا وتجد حكومة الوحدة التي يقودها رئيس الوزراء تمام سلام صعوبة في إدارة أمور البلاد. ويمثل اقتراح الحريري أكثر المحاولات جدية لإنهاء الجمود السياسي.
وقال علي أكبر ولايتي المستشار البارز للزعيم الإيراني الأعلى والذي زار بيروت يوم الاثنين بعد اجتماعه مع سلام إن الأمل في انتخاب رئيس قد كبر.
ونقل بيان من مكتب سلام عن ولايتي القول “نأمل في أن نشهد في القريب العاجل اختيار وانتخاب رئيس للجمهورية.”
لكن تعيين فرنجية يواجه تحديات كبيرة بينها رفض سياسيين اتحدوا ضد النفوذ السوري في لبنان ويتطلب الحصول على موافقة زعماء يتطلعون بدورهم للمنصب المخصص لمسيحي ماروني. أبرز هؤلاء ميشال عون وسمير جعجع.
وإذا فشل الاقتراح فإن محللين يعتقدون أن فرص تحقيق تسوية ستقل أكثر وهو ما يعني ألا نهاية وشيكة لأزمة الحكومة التي استحكمت في الأشهر الماضية وتراكمت بسببها القمامة في الشوارع ولم تدفع فيها رواتب الجيش.
* خلافات داخل الطيف المسيحي
ورغم أن الحريري لم يعلن عن المقترح فإنه تردد في لبنان وأكدته مصادر سياسية.
وسبق لفرنجية القول إن اقتراح تعيينه رئيسا هو اقتراح جاد لكنه غير رسمي. ويتوقع أن تشمل الصفقة اتفاقا على ترتيبات لإجراء انتخابات برلمانية جديدة.
ويحتاج أي اتفاق لتقاسم السلطة لموافقة المعسكرين الرئيسيين في لبنان وهما تحالف 8 آذار التي يهيمن عليه حزب الله الشيعي المدعوم من إيران وتحالف 14 آذار الذي يقوده الحريري.
وأصعب جزء هنا سيكون الحصول على تأييد المسيحيين في الجانبين. وجعجع وعون هما المرشحان الرسميان للتحالفين المتنافسين ومن شأن تولي فرنجية المنصب أن يفاقم الخلافات التاريخية داخل الطيف المسيحي.
وصرحت جماعة حزب الله مرارا بدعمها لترشيح عون (80 عاما) حليفها منذ العام 2006 ورئيس أكبر كتلة مسيحية في البرلمان. غير أن فرنجية – الذي تربطه علاقات أقدم بكثير مع حزب الله – قد يكون خيارا مفضلا للجماعة في الوقت الذي تشن فيه حربا في سوريا دعما للأسد.
لكن الحريري- بدعمه فرنجية- يخاطر بتفكيك تحالف 14 اذار الذي تشكل قبل نحو عشر سنوات بدافع من المعارضة لسوريا في أعقاب اغتيال والده رفيق الحريري.
وقال المعلق السياسي نبيل بومنصف “من لديهم رأي إيجابي تجاه هذه التسوية يعتقدون أن مع وجود رئيس كسليمان فرنجية يطمئن ويشكل ضمانة لفريق 8 آذار وحزب الله وفي المقابل فإن وجود (سعد) الحريري في السرايا رئيسا للحكومة يشكل ضمانة للفريق الآخر. وهذا أمر يجري تسويقه الآن في الكواليس.”
وأضاف قوله “حصلت أضرار كبيرة جدا خصوصا في داخل معسكر 14 آذار أكثر من فريق 8 آذار (سليمان فرنجية) الحليف الأول والأكثر وضوحا والأكثر ثباتا للنظام السوري في لبنان.”
وتعود علاقات فرنجية بأسرة الأسد إلى طفولته عندما كان جده الرئيس الراحل سليمان فرنجية يصطحبه في رحلات إلى دمشق لزيارة صديقه الرئيس الراحل حافظ الأسد. واعتاد فرنجية على القيام برحلات الصيد مع باسل الأسد الشقيق الأكبر لبشار الأسد والذي توفي في حادث سيارة في 1994.
وتيتم فرنجية في 1978 عندما هاجمت ميليشيا مسيحية منزل عائلته في شمال لبنان فقتلت أباه وأمه وأخته. واتهم جعجع بالمسؤولية عن الهجوم الذي وقع إبان الحرب الأهلية لكنه نفى المشاركة فيه.
وبرز فرنجية (50 عاما) في الفترة التي هيمنت فيها سوريا على لبنان عقب الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 وعمل وزيرا بالحكومة عدة مرات. وانتهى ذلك العهد بانسحاب القوات السورية من لبنان في 2005 عقب انتقادات دولية بسبب اغتيال رفيق الحريري.
وكان فرنجية وزيرا للداخلية في ذلك الحين.
وارتدى سعد الحريري (45 عاما) عباءة أقوى السياسيين السنة نفوذا في لبنان عقب مقتل والده. وغادر لبنان في 2011 بعدما أطاح تحالف 8 آذار بحكومته. ولم يعد إلى لبنان إلا في زيارتين قصيرتين منذ ذلك الحين.
وقال بطرس حرب وهو سياسي من تحالف 14 آذار يطمح للرئاسة إنه ليست لديه أي مشكلة شخصية مع فرنجية. غير أنه تساءل على تويتر “لكن هل سيجلب معه بشار الأسد إلى قصر بعبدا؟ أم سيتعاطى كرئيس لكل اللبنانيين؟” وبعبدا هو قصر الرئاسة اللبناني.
وتحدث أحمد الحريري ابن عم سعد الحريري والشخصية البارزة في تيار المستقبل الأسبوع الماضي حيث نقلت عنه جريدة المستقبل المملوكة للحريري قوله إن الخيار الوحيد للبنانيين هو “الذهاب إلى تسوية شجاعة تعطل مفاعيل التعطيل الذي تحول إلى قنبلة موقوتة ستنفجر بنا في أي لحظة بدلا من أن نبقى نتفرج على بلدنا وهو ينهار وعلى ناسنا وهي تموت في البحار أو على أبواب المستشفيات وعلى النفايات وهي تملأ الطرق.”
ومن المؤكد أن ترشيح فرنجية سيلقى ترحيبا من رئيس البرلمان نبيه بري الحليف القوي لحزب الله وزعيم حركة أمل الشيعية والذي لا تخفى عن أحد علاقته المتوترة مع عون.
وقال سياسي بارز في تحالف 8 آذار إن فرنجية يسعى لكسب تأييد السياسيين الموارنة الآخرين .
وقال “قلب سعد الحريري كل الأوراق بإعلان تأييده المرشح الأقرب إلى الرئيس بشار الأسد وحزب الله ورمى الكرة إلى ملعب الآخرين.”
وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس تيار المرده سليمان فرنجيه إن فرنجيه عقد “لقاء وديا” مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل – صهر عون – مساء الأحد.
وأضاف البيان أن فرنجيه أكد خلال اللقاء “استمراره بدعم ترشيح العماد عون ومنح الموضوع مزيدا من وقت إذا كان هناك من نية فعلية بالتوافق حول العماد عون، أما إذا استمر الترشيح فقط لتعطيل ترشيح فرنجية فهذا موضوع آخر.”
(إعداد سامح البرديسي ومصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)
البيت الأبيض: روسيا كثفت ضرباتها ضد الدولة الإسلامية في سوريا
Mon Nov 30, 2015 8:03pm GMT
واشنطن (رويترز) – قال البيت الأبيض يوم الاثنين إنه لاحظ “بعض التكثيف” في الضربات الجوية الروسية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا خلال الأسابيع الماضية.
وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين إن روسيا استهدفت التنظيم قليلا في السابق في حملتها في سوريا.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)
روسيا: رئيسا الأركان الروسي والأمريكي يناقشان المعركة ضد الدولة الإسلامية
موسكو (رويترز) – نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية بحثا يوم الاثنين عبر الهاتف مسائل تتعلق بالقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وأضافت الوزارة أن المحادثة الهاتفية بين الجنرال الروسي فاليري جيراسيموف والجنرال الأمريكي جوزيف دانفورد جاءت بمبادرة من الولايات المتحدة.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)