أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 30 تموز 2012


المعلم يطل من طهران متوعداً: سنهزم الحرب الكونية على سورية

دمشق، بيروت، طهران، القاهرة – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

مع احتدام المعارك في القلب التاريخي لمدينة حلب واندلاع «حرب شوارع شاملة» بين قوات الجيش والمعارضين، وأنباء عن مجزرة في حي الشيخ مسكين في درعا، أطل وزير الخارجية السوري وليد المعلم من طهران، متوعدا بهزيمة الحرب «الكونية» على بلاده، معلنا «الانتصار في دمشق»، ومحذرا المعارضين في حلب من هزيمة مماثلة.

وبعد دعوة «المجلس الوطني السوري» و»الجيش السوري الحر» أمس الى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن دعمه لإجتماع أممي عاجل للبحث في التطورات، واصفا الوضع في سورية بأنه يرقى إلى «جرائم حرب سيتعرض مرتكبوها لمساءلة دولية».

وأكد العربي، في تصريحات نقلتها «وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية، دعم الجامعة لدعوة المعارضة السورية الى عقد عاجلة لمجلس الأمن، لكنه اضاف:»المهم ما سوف نخرج به من الذهاب لمجلس الأمن»، في تلميح إلى الفيتو المنتظر من روسيا والصين.

وقال إن هناك جهودا لاستصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بثقل قانوني وأخلاقي وسياسي لمعالجة الوضع في سورية «لكن الأمور ما زالت غير واضحة».

وأوضح العربي أنه لا يشترط أن يكون قرار الجمعية العامة في إطار «الإتحاد من أجل السلام» لأن كل قرارات الجمعية العامة القوة نفسها، أما الهدف من «الاتحاد من أجل السلام فهو سرعة عقد الجمعية»، مشيرا إلى أن آخر موعد لقبول التعديلات على المشروع العربي ستكون اليوم، وبعد ذلك تبدأ مناقشة المشروع العربي.

وعن زيارة الوفد الوزاري العربي لموسكو وبكين لإقناعهما بتغيير مواقفهم من الأزمة السورية تنفيذا لقرار مجلس الجامعة العربية الأخير في 22 تموز (يوليو) الجاري، قال العربي إنه أجرى إتصالا أمس مع الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بسورية لتحديد موعد الزيارة.

ووسط استمرار الخلافات بين دول مجلس الأمن حول التعامل مع الأزمة، صعد وزير الخارجية السوري من لهجة بلاده أمس، وقال متوعدا من طهران التي زارها امس إن السلطات السورية ستهزم المعارضين في حلب، كما فعلت مع المعارضين في دمشق. وشدد على ان «سورية الآن أقوى وستنتصر على المؤامرة ضدها».

واعتبر المعلم، في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني على أكبر صالحي، ان المسلحين «خططوا لمعركة سموها دمشق الكبرى وحشدوا لها مجموعات من الارهابية المسلحة وفي اقل من اسبوع اندحروا وفشلت هذه المعركة فانتقلوا الى حلب وأؤكد لكم ايضاً ستفشل مخططاتهم». وأكد ان بلاده قادرة على الدفاع «عن كل شبر من اراضيها»، مضيفاً «نحن نواجه كوناً بأكمله يتآمر على سورية». واتهم المعلم «قطر والمملكة العربية السعودية وتركيا والدول الغريبة عن المنطقة بمنع انتهاء المواجهات» من خلال دعم المتمردين وتزويدهم السلاح.

والتقى الوزير السوري ايضا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي اعرب عن الامل بان تعيد الحكومة السورية «الامن والاستقرار الى البلاد في اسرع وقت ممكن». واتهم احمدي نجاد دول الحلف الاطلسي وعلى رأسها الولايات المتحدة بالسعي الى «ضمان هيمنة اسرائيل في المنطقة» عبر دعم «المتمردين» السوريين.

ميدانيا، قال ناشطون وشهود إن معارك جديدة نشبت أمس في القلب التاريخي لمدينة حلب بين قوات الجيش وقوات المعارضة، مشيرين إلى استخدام المدفعية وطائرات هليكوبتر حربية في القتال.

وتحدث نشطاء عن وقوع اشتباكات في عدد من المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقال ناشط إنه رأى دبابات وحاملات جند مدرعة تابعة للجيش تتجه إلى صلاح الدين. وبدت المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة مهجورة من السكان.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان «الهجوم الشامل على مدينة حلب يتواصل»، لافتاً إلى أن الاشتباكات تأخذ طابع «حرب شوارع شاملة».

وأوضح أن «ليس كل التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام إلى حلب تشارك في المعركة»، مشيراً إلى أن «جزءاً كبيراً مهمته فرض حصار على المدينة بهدف عزل الأحياء التي يسيطر عليها الثوار عن مناطق ريف حلب» حيث معاقل المقاتلين المعارضين.

ويتخوف السكان خصوصاً على المدينة القديمة في حلب وقاطنيها، إذ تضم حارات أثرية وأزقة ضيقة جداً تشمل أسواقاً مسقوفة وخانات. وهي منطقة، بالإضافة إلى أهميتها التاريخية، تتميز بكثافة سكانية كبيرة، ما يجعل اقتحامها قبل قصفها أمراً صعباً.

كما دارت اشتباكات عنيفة في بلدة الشيخ مسكين في درعا. وأفاد المركز الإعلامي السوري بأن قوات الجيش ارتكبت «مجزرة» في الشيخ مسكين راح ضحيتها على الأقل 30 قتيلا، إلا لم يمكن التأكد من دقة الرقم. وافاد ناشطون أن مدرعات الجيش النظامي تدكّ منطقة الشيخ مسكين بشكل عشوائي.

واستمرت الاشتباكات في مناطق أخرى، بينها دمشق وريفها بخاصة حي المعضمية، وحمص وحماة ودرعا.

في موازة ذلك، أعلــن المرصد السوري لحقوق الانسان أن»نحو 45 في المئة من الاشخاص الذين قتلوا في سورية قضوا منذ الثاني عشر من نيسان (ابريل) تاريخ الاعلان عن وقف لاطلاق النار» على أساس خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي انان.

لبنان: المحتجزون في سورية يتحدثون من إعزاز ويلومون الحكومة و «حزب الله»

بيروت – «الحياة»

عادت قضية المحتجزين اللبنانيين الـ11 في سورية منذ شهر أيار (مايو) الماضي إلى الواجهة أمس بعد أن أجرت مجلة «نيويوركر» الأميركية مقابلة مع ثلاثة منهم ومع أحد محتجزيهم ويدعى «أبو ابراهيم»، في منطقة إعزاز القريبة من حلب، وفق المجلة. ونفى هؤلاء انتماءهم الى «حزب الله».

وما لبثت قنوات تلفزيونية عدة أن أجرت مقابلات مع بعضهم ومع «ابو ابراهيم» أيضاً. وقال علي حسين عباس أحد المحتجزين في اتصال هاتفي مع قناة «ال بي سي»: «كلنا بخير وعافية وبصحة جيدة وموجودون في منطقة نائية محررة من كل ما ترونه من قصف وغيره. نحن في مدينة إعزاز في حلب».

وعن الأسباب التي تغيرت حتى صار بالامكان مخاطبة المخطوفين، قال: «لا نعرف ما الذي تغير، نحن 11 لبنانياً، ومعنا مسنون وأرباب عائلات. نحمل هوية لبنانية، نحن خارج لبنان منذ نحو ثلاثة أشهر ولا نعرف ماذا ينتظرون في لبنان، لديكم 11 لبنانياً يمثلون آلاف اللبنانيين ان لم يكن الشعب اللبناني كله. الآن اتضحت لنا صورة واضحة لأناس كان للشعب اللبناني ثقة بهم، وكان ينظر اليهم على أنهم صادقون واصحاب رأي ومبدأ، لكن هذا كله كذب وغير صحيح. انتم جماعة ضحيّتم بـ 11 لبنانياً، على أي أساس؟ انا ارفع قضيتنا الى العالم كله»، وأضاف: «نحن ضحية أناس فاشلين يجلسون على الكراسي ومختبئين خلف صور وهمية». وزاد: «رب ضارة نافعة، لكن نحن لسنا متضررين، بل نحن مستضافون في سورية». وعن الذي يقصده بكلامه، أجاب: «واضح، الذي رفض أن يعتذر (في اشارة الى مطلب الخاطفين اعتذار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من الشعب السوري). وهذا ليس كلامي بل كلام كل من معي».

ثم تحدث المختار علي زغيب (ابو ايمن)، وقال: «لدينا عتب ولوم على من اعطى لنا جنسية لبنانية وكنّا نتمنّى أن يقوموا بمبادرة بدءاً من رئيس الجمهورية ميشال سليمان وصولاً الى النّواب، لكن للاسف نحن مجرد ارقام توضع على لوحات الاعلانات»، مضيفاً: «كنا نتمنى أن يدخلوا بالوسائل الناجعة ويستمعوا الى الناس الذين استضافونا وصرنا نخجل من ضيافتهم لنا»، وتابع: «لو كانت هناك مفاوضات ناجحة لكانت المسألة حلت». ورداً على سؤال، قال: «ربما نسألهم اذا ارادوا ان نكون صلة وصل بينهم، لكن لا اعتقد أن هذا الامر يؤدي الى نتيجة».

ثم تحدث أحد الخاطفين ويدعى «ابو ابراهيم»، وقال ان «موضوع اطلاق السراح لا مشكلة فيه، وهم ضيوف فقط لا غير و «مبسوطون»، وبالعكس نحن نعرض عليهم ان يذهبوا لكن هم «مبسوطون» هنا، ونأمل بأن تصير الامور جيدة وهم ضيوف وقريباً جداً يعودون الى اهاليهم، لكن الظروف الامنية وعصابات الاسد (تعيقهم)، ونحافظ عليهم كي لا يتعرضوا لمشكلات خلال مرورهم على الحواجز. نحافظ عليهم وقريباً جداً يصلون الى اهاليهم». وعرّف «أبو ابراهيم» عن الجماعة الخاطفة بأنها «من الشعب السوري ولسنا كما تحكي بعض القنوات المعارضة للشعب السوري، بل نحن نسعى لنطيح دولة الظلم ونقيم دولة العدل».

وكان مراسل صحيفة «نيويوركر» طلب في مدينة إعزاز مقابلة المخطوفين جميعاً لكن «ابو ابراهيم» سمح له بلقاء 3 فقط منهم بحضوره. ونقل المراسل عن عباس قوله: «لسنا رهائن بل ضيوف».

اما عوض فقال: «هذه التجربة فتحت عيني على الثورة في سورية، وعندما اعود اريد ان اساعد في دعمها». ثم راح يهاجم نصرالله.

ونفى الثلاثة ان يكونوا اعضاء في «حزب الله». ثم قال عوض: «ليس كل الشيعة في لبنان اعضاء في حزب الله».

وبعدما اخرج «أبو ابراهيم» الثلاثة من الغرفة، قال ان الخاطفين ارادوا توجيه رسالة الى الشيعة بأن يدعموا الشعب السوري وليس النظام، معرباً عن استعداداه لإجراء مفاوضات في شأنهم.

وقال ان ضيوفه الـ11 كانوا يحملون هويات عسكرية، وانه مرتاب في انهم من عناصر «حزب الله» وفي مهمة استطلاعية في المنطقة لمصلحة نظام الاسد، كما انهم يمكن ان يكونوا حقاً سياحاً دينيين. وقال المراسل إن المقابلة أجريت في المقر السابق لحزب البعث في إعزاز وان «ابو ابراهيم» يحكم إعزاز وهو قائد محلي من المعارضة في حلب.

واشنطن: 125 ألف لاجئ سوري وتعاون مثالي مع لبنان وتركيا والأردن

واشنطن – جويس كرم

توظف الادارة الأميركية طاقات ديبلوماسية وانسانية ضخمة لاحتواء أزمة اللاجئين السوريين، والتي تعتبرها نائبة مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون اللاجئين كيلي كليمنتس «الأكثر ضغطاً في الشرق الأوسط وآسيا»، مثنية على دور الحكومات اللبنانية والأردنية والتركية في هذا الصدد ومنوهة بالتحديات التي ترافق أفكار تأسيس ملاذات آمنة أو ممرات انسانية رغم احراز المعارضة «مكاسب أكبر على الأرض».

«الحياة» حاورت كليمنتس من مكتبها في الخارجية:

> ما هو حجم أزمة اللاجئين السوريين اليوم وكيف يتم استيعابهم اقليميا؟

– اليوم لدينا ما يناهز الـ125 ألف لاجئ مسجل وهم موزعون بنسبة 44 ألفاً في تركيا، 39 ألفاً في الأردن، 33.5 ألف في لبنان، 10 آلاف في العراق. لدينا أكثر من مليون نازح داخل سورية، وما يقارب مليون ونصف مليون سوري بحاجة الى نوع من الدعم الانساني.

ما نلحظه هو أن الوتيرة ثابتة ومستقرة باتجاه تركيا، ورأينا زيادة في الأسابيع الأخيرة، كما توجه أكثر من 3000 لاجئ الى الأردن. أما لبنان، فالتقارير تشير الى توجه ما بين 18 الى 33 ألفاً، عاد بعضهم في الأيام الأخيرة وحوالى ثلاثة أو أربعة آلاف بقيوا في لبنان.

* من يقرر مكان اللجوء وهل معظم اللاجئين من النساء والأطفال؟

– القرار هو شخصي بحت، البعض يقررون البقاء، البعض يختار الذهاب الى أحد البلدان الحدودية. بالنسبة للتوزيع الديموغرافي فهو شهد أنماطاً مختلفة منذ بداية الأزمة. بداية كان الرجال هم الشريحة الأكبر، ثم رأينا عائلات من دون رجال واليوم نرى عائلات كبيرة مع أرباب المنازل. عادة وفي هكذا أزمات 75 في المئة هم نساء وأطفال وهذا النمط مشابه اليوم.

*هل هذه الأزمة الأكبر التي تواجهها الولايات المتحدة في التعاطي مع اللاجئين دولياً؟

– انها أحدهم. وبالتأكيد هي الأكثر ضغطاً في الشرق الأوسط وآسيا، انما هناك أزمات كبيرة أيضاً في اقريقيا ودول مالي والسودان والكونغو.

* ما هو حجم المساعدات التي تقدمونها اليوم للمنظمات على الأرض؟

– الحكومة الأميركية قدمت حتى اليوم 64 مليون دولار من مساعدات انسانية، 27 مليون ونصف مليون منها لبرنامج الغذاء العالمي، 15 مليوناً لمنظمات غير حكومية و8.5 مليون لمنظمة اغاثة اللاجئين، 8 ملايين للصليب الأحمر، ثلاثة ملايين للأونروا (ومئات الآلاف لمنظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة).

* كيف تقومين عمل هذه المنظمات اليوم؟

– أحد العوامل المفيدة في هذه الأزمة هو الشبكة الكبيرة للمنظمات غير الحكومية والدولية الموجودة في المنطقة والتي تتعاطى مع اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين مثل ألأونروا. هناك الكثير من المتجاوبين داخل سورية وللمنظمات مخازن انسانية. استطعنا أيضاً استخدام الدعم الكبير من الأردن لدعم هذه الجهود كما هناك مخازن انسانية للدعم في دبي مثلاً ومناطق أخرى.

* هل يفسح النظام المجال للوصول الى النازحين داخل سورية؟

– ان التحدي الأكبر للوصول لهؤلاء هو العنف. وضعت الحكومة السورية خطة للتعامل مع الأزمة الانسانية في حزيران (يونيو) الفائت وتعهدت بتقديم دعم اضافي للمنظمات للوصول الى أماكن أبعد من دمشق مثل ادلب وحلب وحمص. كما سهلوا (الحكومة السورية) منح التأشيرات الى العاملين في المنظمات. التسهيلات هي بعيدة جداً من المثالية، والعنف هو التحدي الأبرز، لقد وقع خمسة ضحايا من فرق العمل في الأشهر الأخيرة.

* هل تدرسون اقامة مناطق عازلة أو ممرات انسانية لهذا الغرض؟

– هناك تحديات متأصلة أمام ايجاد مناطق آمنة أو ممرات انسانية. ان الوضع على الأرض يتطور ويبدو أن قدرة المعارضة على كسب أراضٍ تتزايد. مع ذلك، من الصعب في هذا الوقت تقويم كيف سيؤثر ذلك على المساعدات الانسانية وحماية المدنيين.

* العنف يتزايد ايضاً، ما الاجراءات التي ستتخذونها للتأقلم معه؟

– نقوم بتشجيع الحكومات على دعم المنظمات غير الحكومية والدولية. هناك حاجة لتمويل أكبر. ان مساعداتنا تذهب الى هذه المنظمات، ولدينا برامج مساعدات خارجية مع بعض الدول مثل الأردن. نحن نقدر دور الأردن كثيراً في استيعابه اللاجئين السوريين.

* كيف هو التعاون مع الحكومة اللبنانية في هذا الملف؟

– عدت لتوي من زيارة الى لبنان وحيث الأمور تتطور بسرعة. أعجبت برد الحكومة اللبنانية، وإبقاء الحدود مفتوحة. ليست هناك مخيمات في لبنان ويتم استضافة اللاجئين من قبل العائلات. انما تعاوننا مع الحكومة اللبنانية ممتاز.

* كيف تضمنون عدم وصول السلاح الى أماكن تواجد اللاجئين؟

– دورنا ينحصر بالشأن الانساني ولهذا تعاوننا مع الحكومات مهم. ان الأمن الحدودي هو من مسؤولية الحكومات. ان المنظمات تولي الكثير من الأهمية لموضوع حماية اللاجئين وعدم اختلاط المسلحين بالمدنيين، انما المسؤولية الأكبر هي على عاتق الحكومات ونتطلع اليهم للدعم.

* هل هناك توافق دولي حول دعم اللاجئين؟

– اجتماعاتنا تحت مظلة الأمم المتحدة هي دورية في جنيف، وتتم دعوة جميع أعضاء الأمم المتحدة وبمشاركة الحكومة لسورية وأعضاء آخرين بينهم روسيا والصين. في المجال الانساني، ان روسيا والصين تقدمان المساعدة، وتريدان ضمان حماية المدنيين وخفض العنف الى أدنى مستوى.

الهروب من حلب إلى لبنان يستغرق 9 ساعات وروايات دمشقية عن إعدامات ميدانية وملاحقة النازحين

البقاع الأوسط والغربي – ناجية الحصري

السفر من حلب الى الحدود اللبنانية-السورية، رحلة استغرقت اكثر من تسع ساعات، قطعتها سيدة لبنانية مع عائلتها السورية تحت جنح الظلام من دون ان يغمض لها ولأولادها الأربعة جفن، تاركين خلفهم شقيقة وشقيقاً متأهلَيْن غير قادرين على الهروب مثلهم من ثاني اكبر المدن السورية وإحدى أقدم المدن المأهولة عبر التاريخ، والتي تستعد لمواجهة مصير يتخوف العالم بأسره من ان يكون مذبحة.

السيدة التي لم تلتقط أنفاسها بعد، حين وصلت منزلَ شقيقها في برالياس في البقاع الاوسط، بناء على إلحاحه عليها بضرورة المغادرة والاتجاه الى لبنان بدلاً من التوجه إلى أي منطقة أخرى داخل سورية، أو إلى الأراضي التركية الأقرب الى حلب، لا تزال تعيش خوفاً قالت إنه ناتج من «القصف اليومي الذي كنا نسمعه في محيط البناية التي نسكن فيها». لكنه خوف أقرب الى الصدمة التي تُفقد صاحبَها توازناً اختل مع اختلال الملاذ الآمن والمحيط الموثوق به. وتروي السيدة الأرملة، التي هربت في «بولمان» الواحدةَ بعد منتصف الليل ووصلت العاشرة من صباح اليوم التالي، الى جانب العشرات من الهاربين مثلها الى لبنان، أنها عبرت نقاطاً امنية سورية كثيرة، وكان الضابط المسؤول عن كل واحد منها يكتفي بسؤال السائق عن وجهته ولا يعرقل سيره، وصولاً الى مشارف دمشق، التي قالت «إن الحافلة مرت سريعاً بموازاتها ولم تدخلها، وتابعت سيرها الى الحدود اللبنانية، حيث أنجزنا الإجراءات المعتادة من دون عراقيل».

تتحفظ السيدة، التي رفضت الكشف عن اسمها، شأنها شأن كل النازحين الجدد الى لبنان، عن الحديث بداية عما عاشته وعائلتها في حلب في الأيام الاخيرة، وتكتفي بذكر العموميات، لتعود وتسعفها ابنتها بالحديث عن القصف اليومي والقتلى الذين «نسمع أنهم سقطوا ولا نراهم، لأننا لا نجرؤ على الخروج من منازلنا»، وعن النقص الحاد في مادة الغاز، وعن الإنذارات التي توجَّه الى المناطق الشعبية في حلب لإخلائها، وتعتقد ان الدور سيصل الى الحي الذي تعيش فيه ويصنَّف بأنه لذوي الدخل المتوسط.

ربما تكون خبرة الحروب التي عاشتها الأرملة السورية في لبنان قبل انتقالها في الثمانينات الى حلب وزواجها هناك، أسعفتها في استباق النار الحارقة، بحمل ما يجب حمله في مثل هذه الحالات من التهجير، لكن افتقار نساء سورية ورجالها الى معايشة الحروب، جعل بعضهم يهربون حفاة من بلدهم الى لبنان.

تقول سحر، التي لم تتوقف عن البكاء منذ اسابيع عدة يوم هربت مع عائلتها من مدينة حمص الى بر الياس ايضاً، إنها خرجت حافية القدمين ونسيت أدوية طفلها الذي يعاني النقص في تخضب الدم. لا تتحفظ سحر في رواية هول ما عايشته في المدينة التي كانت «تسقط عليها القذائف على مدار الساعة من دون توقف»، ما زرع خوفاً في ولدها عبدالرحمن (8 سنوات) لا يزول. تشير سحر الى فرشة إسفنج في زاوية الغرفة التي تقطنها العائلة قدَّمَها احد ابناء المنطقة مجاناً، وتقول: «أرأيت كيف ينام؟». لم نتمكن بدايةً من تمييز وجود طفل في المكان، فقط فرشتا إسفنج إحداهما فوق الأخرى، وفوقهما مخدة، لكن ثمة قدماً صغيرة تتدلى من بين الفرشتين، انها قدم عبدالرحمن، الذي تقول امه: «هو هكذا، يرفض ان ينام إلا بهذه الطريقة، يخاف إن سمع باباً يُطْبِق، او طنجرة تقع على الارض، فينسحب الى ما بين الفرشتين ويختبئ ظناً أنه صاروخ»!

«لماذا تهربون؟»

سحر الصائمة تذكر كيف أمضت شهر رمضان السابق في الطبقة السفلية من المبنى الذي تقطنه في حمص، «قصفوا كل شيء، دمروا المساجد والمدارس، وكنا ننتقل من حي إلى آخر لنتجنب الموت، الذي بقي يلاحقنا، وكان الجنود يسألوننا عن سبب هروبنا: «ما في شي»، وحين حاولت مرة العودة الى المنزل لأخذ بعض الثياب، منعني جنود الجيش النظامي وقال لي الضابط: «ما الذي يثبت لنا أنك صاحبة المنزل ولست سارقة؟ أجبته بأن معي ورقة «طابو» (سند ملكية)، فسمح لي، لكن البناية كانت سويت بالأرض. حاولت سحب ألبسة من بين الركام لكنها كانت ممزقة».

وتضيف: «الاعتقالات عشوائية، يكسرون الأبواب ويقتحمون المنازل ويأخذون الشباب لمجرد ان اشكالهم لم تعجبهم، اخذوا زوجي، واضطررت لدفع مئة الف ليرة لإخلاء سبيله، وأخذوا زوج جارتي وطلبوا 275 ألف ليرة لإخلائه. الناس في السجون يُحشرون حشراً ولا مكان للجلوس، بل يبقون واقفين».

وتضيف: «حيث يكون الثوار يحصل التدمير الشامل، يأتون إلى الأحياء ومعهم الفيول ويشعلون النار في كل شيء».

تتمنى سحر العودة الى بلادها «اليوم قبل الغد»، وتقول إنها خافت في البداية من تسجيل اسمها كلاجئة، خوفاً من ان يؤنبها النظام السوري «لأنك فضحتينا». وتقول سحر عن المساعدات التي تصل الى العائلات في المكان، إنها «فاصولياء لا تستوي عند الطبخ، ورز لا يصلح للطهو»، وهي تتكل على ولديها، اللذين بدآ يعملان في توضيب المزروعات، «ولكن الى متى نستطيع الصمود هكذا؟»… تبكي وتنتظر.

وتتحدث جارتها، المنهمكة في «تشميس» عصارة البندورة في وعاء بلاستيكي وتلوِّح بيدها لإبعاد الذباب الذي يحوم حول المكان بكثافة، عن أموال تُدفع لضباط الامانة السورية للخروج الى لبنان، وتشير الى انه «ممنوع على العائلة الخروج دفعة واحدة، وخصوصاً الأولاد، ما اضطر أخي مثلاً الى دفع 25 ألف ليرة سورية كي يتمكن من إخراج أولاده معه قبل ثلاثة ايام، وهو اضطر وعائلته الى مغادرة أحد أحياء دمشق من دون أي متاع، بسبب الاشتباكات بين الجيش والثوار».

روايات دمشقية

تاريخ 18 و19 الجاري مفصلي بين الحياة والموت بالنسبة الى النازحين من ريف دمشق وحي الست زينب الى بلدة المرج في البقاع الغربي، وتحديداً الى متوسطة المرج الرسمية.

بضعة رجال جلسوا على كراسٍ خشبية في ملعب المدرسة ينظرون الى الأفق بعيون متعبة ووجوه حزينة وأجساد شَلت حركتَها شدةُ الحر والصوم ووطأة المصيبة، فيما جلست النساء القرفصاء في أروقة المدرسة يراقبن الاطفال يلهون بأوعية بلاستيكية.

الغرف التي أخليت في المدرسة لاستضافة النازحين قليلة نسبة الى طالبي المسكن. وحالياً تشغل هذه الغرف 16 عائلة، وهي المدرسة الوحيدة التي سمحت الدولة اللبنانية بفتحها امام النازحين الى البقاع الغربي، مثلما سمحت بفتح مدرسة واحدة في مجدل عنجر امام النازحين إلى البقاع الاوسط، ما ترك عشرات العائلات من دون مأوى، حتى ان الشقق المعدة للإيجار لم تعد متوافرة، بسبب شدة الطلب عليها، والبعض قصد قرى وبلدات في اقصى البقاع الغربي، ومن لم تستضفه عائلة او اقارب له في لبنان قصد بيروت، ولم يتمكن من استئجار غرفة واحدة فيها، نظراً الى ارتفاع الإيجارات. وقال أحد اللبنانيين الذي استضاف عائلة سورية من محيط اليرموك في دمشق بقيت على قارعة الطريق عند معبر المصنع الحدودي نهار 18 الجاري، إن العائلة «فضلت قبل يومين العودة الى دمشق، لكنها ندمت على خطوتها، لأن القصف شديد، ولا طاقة لأفرادها على التحمل، كما اخبرونا من خلال الاتصالات الهاتفية حين تتوافر، والآن نحن قلقون عليهم».

سيارة «مرسيدس» دخلت الملعب وترجل منها «الشيخ»، كما يسميه الرجال الجالسون، وقالوا لفتاة محجبة حضرت لتوها للسؤال عنه: «هذا من يعمل على تدبير مأوى لعائلتك»، وقبل ان ترافقه الى المكان الذي وجده، تحدث بشير الجراح، الذي عرّف عن نفسه بأنه مسؤول عن مركز النازحين في المرج فقال: «ان الدولة مقصرة جداً في حق الناس»، مشيراً الى «دخول 30 الف نازح خلال اسبوع واحد الى لبنان، الميسورون منهم قصدوا بيروت او الجبل، وبعضهم كان استأجر منازل قبل فترة»، وتحدث «عن 69 عائلة نازحة الى المرج، والهيئات الدولية تأتي لإحصاء النازحين ولا تقدم مساعدات».

لا يشكو الرجال من واقع الحال الذي يعيشونه، لكنهم يتحدثون بالتفصيل عما عايشوه في «ريف دمشق»، قال بعضهم من حي الست زينب-حارة علي الوحش: «فجر الاربعاء في 18 الجاري، سمعنا تكبيراً في المساجد، وهي بلغة الثوار «الدعوة الى الجهاد»، وجاء من يدق أبوابنا ويقول «إما أن تكونوا معنا او تغادروا»، ولا نعرف ما اذا كانوا من الثوار او من التابعين للنظام. كانوا بلباس مدني، ولم نرد عليهم، وفي الخامسة بعد الظهر بدأ اطلاق النار وقصْفُ الدبابات بشكل عشوائي، وكان الناس في الشوارع، فأصيب عدد من الاطفال والكبار، واستخدم الجيش الحر مضادات الطائرات، واستمر الاشتباك ساعتين او ثلاثة، واستشهد الرقيب في الجيش الحر ماهر الحمر، وقررنا تشييعه بعد صلاة المغرب، ولدى اقترابنا من المدافن سمعنا هدير طائرة تحوم فوقنا وكنا نحو 1200 شخص، وكنا نهتف ضد النظام، وسقط أول صاروخ فتقطعت اجساد كثر من المشيعين وتحولت اشلاء او احترقت، ونجا مَن هرب إلى الأزقة، وسقط صاروخ ثان وثالث، ولما انتهى القصف اخذنا الجثث الى المساجد والجرحى الى منازل ودعونا عبر مكبرات الصوت: «من يعرف الدكترة فليأت لمساعدتنا»، ويضــيفون: «بعض الجرحى كان ينجو وآخرون يموتون متأثرين بإصاباتهم، فتحنا مقبرة جماعية بعدما أحصينا جثث 106 شهداء، لكن كثراً شَوّهت القذائف أجسادهم ودفناهم كمجهولين، وهربنا الى لبنان، لانه المكان الأقرب إلينا جغرافياً».

وتحدث شاب عن تواصل مستمر عبر الـ «فايس بوك» مع من بقي في الحي من الشبان، ونقل عنهم أن منازل دمرت على رؤوس أصحابها، وأكد ان هؤلاء «لم يعودوا يهابون رقابة النظام على الإنترنت». وواصل حديثه عن «تسليم النظام الحواجز الامنية لضباط من الطائفة العلوية»، كما تحدث عن إعدامات ميدانية للرجال واعتقالات، وعن جنود غير سوريين يجولون في الشوارع.

تشتت العائلات

«ام عبدالله»، التي تفرغت في الغرفة التي تقيم فيها مع اخيها وأولادها لصباغ شعرها، قالت إنها هربت من حي الميدان الى أحياء اخرى بسبب القصف، «كنا عالقين بين نيران الجيش النظامي ونيران الجيش الحر، لكن القصف كان يلاحقنا أينما هربنا، لذلك قررنا ترك سورية بعدما جاء ابن شقيقتي من الخارج وطلب الينا ان نغادر معه الى لبنان لأن الوضع لا يطاق».

تحدثت «ام عبدالله» عن حالات تشتت لعائلات بأكملها وأخرى تمكنت من لمّ شملها، وشكت من صعوبة «إخراج الأولاد ممن لا يملكون إخراجات قيد بسبب إغلاق مكاتب البلديات ودوائر النفوس».

التقرير الذي تصدره «مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» اسبوعياً عن أوضاع النازحين السوريين، أورد أخيراً تقديرات أولية تفيد بـ «أن معظم النازحين الجدد لا يحتاجون حالياً إلى مساعدات إنسانية، لأنهم ينتمون إلى الطبقتين الوسطى والعليا»، لكنها توقعت ان يؤدي طول النزوح الى افتقار العائلات المتوسطة وتأثّر الاغنياء، وتحدثت عن ضرورة «وضع خطط للطوارئ لسائر الحالات والسيناريوهات المحتملة من أجل تلبية الاحتياجات المحتملة لحالات النزوح المستقبلية».

هواجس هيئات الإغاثة لا تشبه هواجس النازحين، وان كان بعضها يتكامل مع بعض. يسأل النازحون عن مصير اطفالهم وتعليمهم، ويخافون أتباع النظام الذين يلاحقونهم الى اماكن النزوح، ويخشون المرض، لأنهم بلا غطاء طبي، ويقلقهم نزق مَن يستضيفونهم، لإمكان أن يطالبوهم في أي لحظة بإخلاء الأمكنة، ويبكون منازل سُوِّيت بالأرض، وتحاصرهم البطالة، وكثر فضلوا في اماكن النزوح النومَ على اليقظة، حشروا وجوههم في الوسادات في استراحةٍ من ظلم لا قدرة لهم على فهم مبرراته، تماماً كما حشر الطفل عبدالرحمن نفسه بين فرشتين هرباً من خوف لا طاقة له على احتماله.

السوريون في الجزائر … سائحون رغماً عنهم ويعيشون على الإعانات

الجزائر – رضا شنوف

لم يجد أيمن حرجاً في انتقاد الرئيس السوري بشار الأسد واتهامه بالوقوف وراء كل المآسي التي يعيشها الشعب السوري، وهو يبيع حلويات شامية بمحل استأجره في أحد الأحياء الراقية بأعالي العاصمة الجزائرية. وكان أيمن انتقل إليها هارباً من سورية منذ حوالى 5 أشهر، ويحاول أن يضع زبائنه في صورة الأحداث الدامية في بلده، وكيف انقطعت اتصالاته مع عائلته في دمشق ولم يعد يعرف عنها شيئاً، متلقياً من زبائنه الجزائريين عبارات الدعم والمواساة.

ويعتبر أيمن محظوظاً مقارنة بعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، الذين اختاروا الجزائر ملجأً لهم هرباً من آلة الموت والدمار في بلادهم. وإن كان أيمن قد وجد بعض المال ليفتتح تجارة ويعيل نفسه وعائلته، فإن آلافاً غيره يواجهون مصيراً بائساً فرضته عليهم ظروف الحرب، وكان لبعض المحظوظين منهم عائلات وأقارب من الجالية السورية المقيمة في الجزائر لاستقبالهم وإيوائهم والبحث لهم عن أماكن عمل لتسوية أوراق إقامتهم، اما الآخرون، فيعيشون على إعانات المحسنين، ومنهم من يبيت في العراء، فيما سلك كثيرون طريق التسول، علماً أن تواجد اللاجئين السوريين لا يقتصر على العاصمة الجزائرية، بل توزعوا على كل الولايات حتى الجنوب.

«عندما وصلت الجزائر، أحسست أني ولدت من جديد»، يقول حسن، وهو شاب في منتصف الثلاثينات، التقته «الحياة» في ساحة «سكوار بور سعيد» المحاذية لميناء العاصمة. حسن كان مستلقياً على العشب وبيده جريدة جزائرية ناطقة بالفرنسية افتُتحت صفحتها الاولى بموضوع عن اللاجئين السوريين وأوضاعهم الصعبة. جلس حسن، الذي يتحدر من مدينة حمص، مع صديقه محمود من المدينة نفسها يتظلّلان فيء شجرة في احدى زوايا الساحة، إلى جانب عشرات العائلات السورية. تحدث الشاب بمرارة عن الواقع الذي يعيشه، بعدما وجد نفسه مضطراً للهروب من الموت الذي كان يلاحقه في كل زاوية من زوايا مدينة حمص المنكوبة، تاركاً وراءه أمه وزوجته وولديه. وكان فر إلى تركيا ومنها إلى الجزائر، ولكنه لم يستطع أن يؤمن سفر عائلته، بسبب عجزه المادي. يقول حسن: «أنا هنا بالجسد فقط، أما روحي وعقلي فتركتهما ورائي في حمص». ويروي حسن: «كنت أشتغل سائق تاكسي وأؤمن قوت يومي جيداً، الحرب جعلتني أفرّ وأجد نفسي من دون دخل وأجهل كيف سيكون مصيري، وفوق كل هذا ينفطر قلبي يومياً لفراق اهلي».

وعن حاله في الجزائر يقول: «الأمر الأهم أننا بأمان، والإخوة الجزائريون يؤدون واجبهم على أكمل وجه، فكل يوم يجهزون لنا افطار رمضان، وهناك من يعيننا حتى مادياً».

تركَنا محمود متوجهاً صوب حلقة تجمّع فيها الناس حول رجل ملتح راح يَجْرِد أسماءهم ضمن لائحة بهدف توزيع المال عليهم كإعانات بمبادرة شخصية منه، كما أخبرنا بعد عودته. وكان محمود خسر عمله أيضاً إثر تفجير المصنع الذي كان يعمل فيه في حمص، فاضطر الى المغادرة بسبب الاوضاع الامنية السيئة. يقول: «فقدت كل شيء، حتى سيارتي الهوندا احترقت بالكامل». ويضيف: «كنت أود أن ألتحق بالمقاومة، لكن لا يوجد سلاح، وانضمامي كان سيكون عبئاً».

والمشكلة الفعلية التي تواجه حسن ومحمود أنهما لا يتمتعان بوضعية لاجئ، بل دخلا بتأشيرة سياحة صالحة لـ90 يوماً فقط، وبعدها تصبح إقامتهم غير شرعية. يقول محمود: «ننتظر ان تجد لنا السلطات الجزائرية حلاًّ وتخصص لنا مخيماً في انتظار ان تعود الامور إلى نصابها في سورية ونعود». ويقول صديقه حسن: «اتصلت بالكثير من السوريين المقيمين هنا في الجزائر ممن لديهم تجارة ومشاريع، لكنهم لم يقبلوا توظيفي، وحتى العمل في الورش لن أجني منه مالاً كافياً لاستئجار بيت او غرفة في فندق».

وعلى مقربة من الشابين جلس شاب آخر حاملاً ابنه ذا السنوات الثلاث، وغير بعيد تجمع عشرات من اللاجئين من مختلف الاعمار، نساء واطفال وشيوخ، في حلقات صغيرة. سعيد المتحدر من ريف دمشق، وصل منذ نحو 10 أيام، وقال إنه جاء وعائلته المكونة من عشرة أفراد من دمشق بالطائرة، وكل ما كان يمكله من مال أنفقه على ثمن التذاكر ولم يعد يملك فلساً. يعيش سعيد وعائلته على اعانات المحسنين، لافتاً إلى أنه اختار الجزائر لكونها لا تفرض تأشيرات على السوريين، ولخوفه من الفرار إلى الدول المجاورة.

كان سعيد تاجر أقمشة يعيش حياة ميسورة، ثم انقطعت به السبل ووجد نفسه سائحاً في الجزائر رغماً عنه، يقضي يومه وعائلته إما في حديقة بورسعيد، أو يتجول في احياء العاصمة في انتظار وجبة الافطار التي يتبرع بها المحسنون، قبل أن يعود أدراجه إلى احد الفنادق المتواضعة القريبة من بور سعيد للمبيت، الذي يكلف 10 دولارات في الليلة، يدفعها مرات ويسددها عنه المحسنون مرات أخرى.

بعد المعركة.. اليأس يحيط بسكان دمشق

دمشق – رويترز

أمام متاجرهم الخاوية على رصيف مهجور في شارع الحمرا، الذي كان يوماً منطقة تجارية رائجة في وسط دمشق، جلس ثلاثة رجال أصبحوا بلا مأوى بسبب القتال الذي يستعر في المدينة منذ اسبوعين.

ولجأ سكان مع أسرهم إلى وسط دمشق قادمين من الضواحي الشرقية والجنوبية للعاصمة السورية، وهي الأكثر تضرراً من الهجوم المضاد العنيف الذي شنته قوات الجيش على قوات المعارضة المسلحة.

وقال أحمد، وهو صاحب متجر من دوما، وهي منطقة مؤيدة للمعارضة في شرق العاصمة: «هل تصدقون أن ثلاثتنا فررنا من ديارنا؟ لقد أتينا من منازل مدمرة، ونعيش مع أقاربنا في وسط المدينة». انضم هؤلاء إلى آلاف انتقلوا إلى وسط المدينة بحثاً عن أمان نسبي، تاركين الضواحي التي ما زال دخان الحرب يتصاعد منها.

ولكن، حتى وسط دمشق شهد عنفاً متفرقاً، وتفتح المتاجر فيه أبوابها في هذه الفترة بين التاسعة صباحاً والثالثة عصراً فقط، مع ارتفاع كبير لأسعار المواد الغذائية، كما لا يجرؤ أحد على الخروج مع حلول الليل، حتى في شهر رمضان الذي تكون فيه الشوارع عادة مكتظة بالناس حتى وقت متأخر.

وقال احمد، الذي طلب عدم نشر اسمه كاملاً، شأنه شأن آخرين أجريت معهم مقابلات: «ليس هناك زبائن… أرسلتُ الموظفين إلى منازلهم. ليس لدي المال الكافي لدفع رواتبهم. لقد أفلست».

الرجال، وهم من منطقتَيْ السيدة زينب والحجر الأسود في الجنوب، اللتين ضربتهما صواريخ ونيران مدفعية ثقيلة من طائرات هليكوبتر عسكرية، لم يكونوا يتعاطفون كثيراً في البداية مع حركة الاحتجاجات، يقول أحمد: «بداية كنت مع النظام بالطبع… لكن الآن لا… لا بد ان يرحل النظام، فليأخذوا معهم ما يشاؤون، لكنهم لا بد أن يرحلوا».

وقال محمد، الذي يعمل في مطعم في شارع 29 أيار على مسافة غير بعيدة من المنطقة القديمة: «من اليوم الأول لرمضان حتى اليوم لم يدخل زبون واحد هذا المطعم… جاء خمسةٌ اليوم، ولأنني لم أكن أتوقع قدوم أحد اضطررت إلى صرفهم».

والمطاعم الوحيدة التي لها حظ أوفر هي التي تبيع الفطائر، إذ إنها تطعم النازحين الموجودين داخل المدارس والحدائق. وآوت مدرسة في برزة في شمال دمشق 1500 شخص نزحوا عن ديارهم من دوما والقابون وحرستا، وهي جميعاً معاقل للمعارضة المتواجدة شرقاً، والتي قصفها الجيش.

وقال أحد النشطاء في المدرسة: «كل أشكال المساعدة تقدَّم، خاصة الطعام في رمضان». وتعوق نقاط التفتيش وحواجز الطرق حركةَ من يريدون التنقل. يقول بسام، وهو منتج للعسل فر من منزله في دوما مع أسرته للإقامة مع أقاربه في حي أبو رمانة بوسط العاصمة: «لا يمكنني الوصول إلى العمل أو توصيل البضائع… ولا توجد حركة تجارية تذكر بأي حال… لم أحصل على قرش واحد منذ ثلاثة أشهر».

وقال مروان، الذي يعمل في مجال توريد المنتجات الزراعية: «ما من أحد يشتري، وما من احد يبيع، الليرة السورية ضعيفة… وأسعار كل شئ ارتفعت بشدة». وشكا أحد أصحاب المتاجر، شأنه شأن المتسوقين، ارتفاعَ الأسعار قائلاً: «أنا مثلهم تماماً… لا أحصل على الطعام والخضر إلا إذا دفعت الضعف، وهي لا تصل هنا إلا بصعوبة. لم يعد أحد منا قادراً على تحمل هذا الوضع». وفي حي الميدان، وهو أول حي في العاصمة استعادته قوات الجيش قبل ثمانية أيام، فإن حطام السيارات المحترقة والمباني المدمرة والجدران المليئة بثقوب الأعيرة النارية تشهد على الدمار الهائل.

وقالت هدى، وهي من سكان المنطقة القديمة من دمشق: «عدت يوم الإثنين ووجدت منزلي رأساً على عقب… لحسن الحظ أخذت ذهبي ومالي معي، لكن الجيش أخذ ملابس ابني وزجاجات العطر الخاصة بي وأشياء أخرى». وقال ساكن آخر من حي الميدان: «أرجوكم قولوا للعالم أن يوقف الصين وروسيا وأن يفرض منطقة حظر طيران».

وقال: «أقسم أنني لولا وجود أسرتي معي لذهبت إلى هناك للقتال في صفوف الجيش السوري الحر».

لكن ليس الجميع يؤيدون مقاتلي المعارضة، فهناك عدد متزايد من الأشخاص الذين يعارضون الرئيس السوري لكنهم يتوجسون أيضاً من الجيش السوري الحر. وقال حسام، وهو من سكان المنطقة: «الاثنان ليسا خياراً جذاباً لسورية… النظام وحشي لكن الجيش السوري الحر والسلفيين والاجندة الدولية سوف يدمرون البلد».

                      “حرب شوارع شاملة” في أحياء حلب

واشنطن: النظام السوري يعجّل في نهايته

    (و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)

الأمم المتحدة تتحدّث عن 200 ألف نازح من حلب وتطالب بوصول المساعدات

المعلم زار طهران وأكد “التطابق التام في الرؤية” بين سوريا وإيران

شهدت احياء عدة في مدينة حلب أمس اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي بدأت السبت هجوما لاستعادة السيطرة على العاصمة الاقتصادية للبلاد التي تسارعت حركة نزوح المدنيين منها هرباً من القتال. وافاد ناشطون من المعارضة ان الاشتباكات تتخذ طابع “حرب شوارع شاملة”.

وفيما دعت المعارضة السورية مجلس الامن الى عقد جلسة طارئة لوقف “المجازر” في حق السوريين في حلب ودمشق وحمص، كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم يؤكد من طهران التي زارها فجأة، ان النظام سيقضي على معارضيه المسلحين في حلب ويشير الى “التطابق التام” في رؤية القيادتين في دمشق وطهران لما يجري في سوريا، ويتهم المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا بمحاولة “تدمير سوريا”. أما وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو فأكد ان بلاده  ستتخذ “كل الاجراءات” لمنع تمركز “خلايا ارهابية” في المناطق الحدودية مع سوريا حيث تتهم انقرة النظام السوري بتسهيل تمركز انفصاليي “حزب العمال الكردستاني”. (راجع العرب والعالم)

وعلق وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا على هجوم الجيش السوري النظامي على حلب بأن ذلك دليل على أن الأزمة تزداد عمقاً وأن الرئيس السوري بشار الأسد يعجّل في نهايته.

وقال: “إذا استمروا في هذا النوع من الهجوم المأسوي على شعبهم… اعتقد أن ذلك سيكون في النهاية مسماراً في نعش الأسد… ان نظامه قد انتهى”. وأشار الى انه سيغتنم اجتماعاته في جولته الشرق الأوسطية من اجل تعزيز الاجماع الدولي على ضرورة تنحي الأسد والسماح بانتقال سلمي الى الحكومة ديموقراطية. واعتبر أن السؤال لم يعد ما اذا كان النظام سيسقط “بل متى” سيكون هذا السقوط.

وكرر أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب أمن مواقع تخزين الأسلحة الكيميائية والجرثومية السورية، وذلك بالحفاظ على تعاون وثيق مع دول المنطقة.

وقال مقاتلون من المعارضة  يجوبون المناطق التي يسيطرون عليها في شاحنات رافعين عليها أعلام “الاستقلال” في حلب، انهم يصدون القوات الموالية للرئيس بشار الأسد في حي صلاح الدين بجنوب غرب المدينة حيث تدور الاشتباكات منذ ايام.

وتحدث ناشطون عن اشتباكات في عدد آخر من المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب، في ما يمكن أن يكون إيذاناً ببدء مرحلة حاسمة في المعركة التي تستهدف السيطرة على المركز التجاري لسوريا بعدما كان   الجيش ارسل تعزيزات من الدبابات والقوات الاسبوع الماضي.

وحلقت طائرات هليكوبتر عسكرية فوق المدينة بعيد الفجر ودوت اصوات المدفعية في مختلف الأحياء. وبث التلفزيون السوري الرسمي ان الجنود يتصدون “لإرهابيين” في صلاح الدين وانهم اعتقلوا عدداً من زعمائهم.

وبدا بعض المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والتي زارها مراسل لـ”رويترز” خالياً من السكان. ويتمركز المقاتلون في المنازل التي سارع أهلها الى تركها والتي لا يزال فيها الطعام  كما هو في البرادات.

وشوهدت دبابة محترقة في الشارع، بينما أمكن الاستيلاء على اخرى سليمة وقد غطيت بالقماش المشمع وتركت في موقف للسيارات ربما من اجل ان يستخدمها مقاتلو المعارضة انفسهم ضد اي هجوم بري تشنه قوات الأسد.

وفي شارع بدا خالياً الى حد كبير على جانبيه متاجر مغلقة وابنية متضررة، أسرعت نسوة الخطى وهن يرتدين ملابس سوداً طويلة ويسرن مع اطفالهن الى جانب جدران كتبت عليها شعارات “الحرية” و “الجيش السوري الحر” و “يسقط بشار”.

وتتناثر القمامة في الشوارع، وحزمت أسر عدة في احد الشوارع  امتعتها في شاحنات استعدادا للفرار على ما يبدو.

وطلبت المسؤولة عن العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس السماح لمنظمات الاغاثة بـ”الوصول بامان” الى حلب التي فر منها 200 الف شخص، استنادا الى أرقام للجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري.

وتأمل المعارضة من خلال سيطرتها على حلب في ايجاد منطقة آمنة في شمال سوريا تمتد الى ادلب التي يسيطر “الجيش السوري الحر” على اجزاء واسعة منها وتشكيل ما يشبه سيطرة الثوار الليبيين على بنغازي وشرق ليبيا خلال انتفاضتهم على نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

 وفي مناطق اخرى، أوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان اشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة دارت في مناطق عدة في ريف ادلب قرب الحدود التركية. وقالت ان قوات الامن لاحقت “مجموعات ارهابية مسلحة في قرى ومزارع بلين وبيلون وكفر روما بريف ادلب والحقت بها خسائر كبيرة”. واشارت “الى تدمير سيارات للارهابيين مزودة رشاشات ومصادرة أسلحتهم”.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له، ان 67 قتيلاً سقطوا في مجمل أنحاء سوريا هم 27 مدنيا و13 مقاتلاً و27 جندياً نظامياً.

الأسلحة الكيميائية

¶ في برلين، نسبت مجلة “در شبيغل” الالمانية الى مصادر استخبارية المانية ان الحكومة السورية عززت في الايام الاخيرة اجراءات الحماية للأسلحة الكيميائية، وإنها نقلت بعضها الى أماكن أخرى خوفا من وقوعها في أيدي المعارضين.

واضافت ان النظام استبدل المشرفين على حماية هذه الاسلحة بآخرين مقربين من الاسد، وأن الجهات السورية المسؤولة نقلت جزءا من الاسلحة من مطار عسكري قرب حمص الى مكان آخر يعتبر أكثر أمانا.

معركة حلب على أشدها والرياض لا تنكر تسليح المعارضة

المعلم في طهران: القدرات كافية لمواجهة التآمر

أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم من طهران أمس، أن بلاده تمتلك قدرات دفاعية تكفيها «للدفاع عن كل ذرة من ترابها» في وجه ما وصفه بـ«تآمر كون بأكمله»، متعهدا بـ«القضاء» على المعارضة المسلحة، فيما اعتبرت إيران أن التفكير بنقل السلطة في سوريا «وهم»، مجددة اتهامها لدول حلف الأطلسي بالسعي إلى «ضمان هيمنة إسرائيل» في المنطقة.

أما تركيا، فأكدت مجددا أنها ستتخذ «كافة الإجراءات» لمنع تمركز «خلايا إرهابية» في المناطق الحدودية مع سوريا، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني بالدرجة الاولى، في حين رفضت السعودية التعليق المباشر على تقرير يفيد بأنها تشارك في إدارة قاعدة سرية مشتركة لدعم المعارضة السورية المسلحة، وشددت على ضرورة تمكين السوريين من «حماية أنفسهم». ويأتي ذلك، في حين تشهد مدينة حلب وضعا انسانيا صعبا حيث قدرت مفوضية الامم المتحدة للاجئين عدد النازحين منها خلال اليومين الماضيين بنحو مئتي ألف نتيجة الاشتباكات الضارية بين القوات النظامية والمعارضين المسلحين.

واعتبر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا «يبدو واضحاً أن حلب تشكل مثالاً مأساوياً جديداً على العنف الأعمى الذي يمارسه نظام (الرئيس بشار) الأسد بحق شعبه… في نهاية المطاف، انه يحفر قبره بيده».

وأكد الوزير الأميركي أن الأسد «فقد كل شرعية وكلما أوغل في العنف أكد ان النظام شارف على نهايته». «ورأى أن السؤال لم يعد ما إذا كان النظام السوري سيسقط «بل متى» سيكون هذا السقوط».

وأضاف بانيتا ان «الولايات المتحدة والمجتمع الدولي قالا بوضوح أن هذا الأمر غير مقبول، وقد مارسا ضغوطاً ديبلوماسية واقتصادية على سوريا لوضع حد للعنف، ليتنحى الأسد ولتبدأ عملية انتقالية نحو شكل ديموقراطي للحكم». ولفت إلى ان الولايات المتحدة تراقب عن كثب أمن مواقع تخزين الأسلحة الكيميائية والجرثومية السورية، وذلك عبر الحفاظ على «تعاون وثيق مع دول المنطقة».

وقال المعلم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي في طهران، «لقد تجمعت كافة القوى المعادية لسوريا في حلب لمقاتلة الحكومة وسيتم القضاء عليها من دون شك»، مضيفا أن «الشعب السوري يقاتل إلى جانب الجيش» ضد المسلحين.

واتهم المعلم «قطر والسعودية وتركيا والدول الأجنبية عن المنطقة بمنع انتهاء المواجهات» من خلال دعم المقاتلين وتزويدهم بالسلاح. وقال المعلم إن سوريا «تواجه تآمر كون بأكمله، وهي تمتلك قدرات دفاعية كافية للدفاع عن كل ذرة من ترابها»، معتبرا أن «الشعب السوري صامد في وجه الحشد الكبير من الدول الشرسة التي تتآمر عليه».

وأكـد المعلم، الـذي التقـى الرئيس الإيراني محمود أحمـدي نجاد، «التزام سوريا بتطبيق خطة كوفي أنان بشكل كامل»، مضيفا «أكدنا أنها سبيل مناسب لحل الأزمة في سوريا والمهم فيها نقطتان هما منع التدخل الخارجي وتأكيد (الطابع) السياسي» للأزمة، معتبرا أن «تطبيق هذه الخطة كفيل بمنع القوى والدول، كالسعودية وقطر وتركيا، من التدخل بالشأن الداخلي السوري».

وأضاف المعلم «نريد من لبنان الشقيق سلامته ووحدته، وأن يساعد في منع تسلل الإرهابيين عبر حدوده، لأن هذا فيه مصلحة لسوريا ولبنان». وأكد أن «وجهات نظر إيران وسوريا حول الوضع في سوريا متطابقة تماما».

من جهته، أكد صالحي ثقته بأن «الشعب السوري سينتصر» على المسلحين والدول التي تدعمهم. وقال «نحن نشهد مؤامرة وحشية تنفذها دول عدة على رأسها النظام الصهيوني». واعتبر أن النصر «سيكون حليف سوريا والأمور ستنجلي يوما بعد يوم»، مضيفا أن «الحديث عن حكومة انتقالية في سوريا وهم. من الوهم والسذاجة تخيل إحداث فراغ في الحكم في سوريا». وأكد ضرورة إعطاء الفرصة لـ«الإصلاحات» التي عرضها الرئيس السوري بشار الأسد.

كما اتهم نجاد دول الحلف الاطلسي وعلى رأسها الولايات المتحدة بالسعي الى «ضمان هيمنة اسرائيل في المنطقة».

في المقابل، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو للقناة السابعة للتلفزيون التركي «لن نسمح بتمركز خلايا إرهابية قرب حدودنا». وأضاف الوزير «ليس مهما إن تعلق الأمر بالقاعدة أو حزب العمال الكردستاني نحن نعتبر أن الأمر يتعلق بقضية امن وطني ونحتفظ لأنفسنا بالحق في اتخاذ الإجراءات كافة» من دون مزيد من التوضيح.

بيد أن أوغلو قلل من أهمية اتهام رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الأربعاء الماضي النظام السوري بأنه «عهد» بخمس مناطق في شمال سوريا لحزب العمال الكردستاني او حزب الاتحاد الديموقراطي، مؤكدا ان تركيا لن تتردد في استخدام القوة عند الحاجة.

وفي الوقت الذي نشرت فيه الصحافة التركية صور أعلام كردية رفعت في بلدات في شمال سوريا، فقد أكد وزير خارجية تركيا ان هذه المنطقة لم تصبح بالكامل تحت سيطرة الأكراد. وقال «هذا ليس صحيحا» مع إقراره بأنه «لا يمكنه القول انه لا توجد مخاطر». وأكد «حتى إن كان الخطر بنسبة 1 في المئة فإننا نأخذه على محمل الجد».

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السعودية في رسالة نصية ردا على سؤال بشأن القاعدة التركية القطرية السعودية المشتركة في أضنة والتي أفادت تقارير بأنها تقوم بدور أساسي في دعم المعارضة السورية المسلحة، ان «الموقف المعروف جيدا للمملكة هو إمداد الشعب السوري بالمساعدات المالية والانسانية إلى جانب دعوة المجتمع الدولي إلى تمكينهم من حماية انفسهم على الاقل اذا لم يستطع المجتمع الدولي ذلك».

وأضاف المتحدث ان «النظام السوري يستورد ويستخدم كل انواع الاسلحة ليقاتل ويقمع شعبه في حرب شرسة كما لو انها حرب تشن ضد عدو اجنبي لا ضد شعبه الأعزل».

وقالت المصادر الخليجية ان المركز في اضنة اقيم بناء على اقتراح نائب وزير الخارجية السعودي الامير عبد العزيز بن عبد الله خلال زيارة قام بها لتركيا. لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية قال ان الامير عبد العزيز الذي رقي الى نائب لوزير الخارجية العام الماضي وهو ابن الملك السعودي، لم يزر تركيا.

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريح صحافي أمس الاول: «لقد أطلق شخص ما هذه الشائعة الكاذبة عن استعداد موسكو لاستقبال الأسد، وأن الأسد مستعد لهذا… ولذلك فلنضغط على روسيا». وأضاف: «لا يوجد أي اتفاق أو فكرة بخصوص هذا الموضوع. هذا الحديث عمل استفزازي من قبل من يريد إلقاء كل المسؤولية عما يحدث في سوريا علينا وعلى الصين ويزعم أننا نعارض لشيء ما هناك». وأضاف: «إننا نعارض شيئا وحيدا وهو محاولة دعم أحد طرفي النزاع السوري الداخلي من خلال قرار لمجلس الأمن الدولي».

وأوضح لافروف أن موسكو «حتى لا تفكر» في إمكانية تقديم اللجوء لبشار الأسد، وقال: «أؤلئك الذين يحاولون زرع هذه الفكرة في أذهان المجتمع الدولي يقصدون أهدافا قذرة. لسنا ولم نكن من أقرب الأصدقاء للنظام السوري. أقرب أصدقائه موجودون في أوروبا، وإذا كان أحد ينوي حل هذه المشكلة بمثل هذا الطريق فليفكر في إمكانياته».

وأعلن لافروف أن موسكو تعد لقاء جديدا مع المعارضة السورية وقال: «عندما تزورنا وفود من المعارضة السورية، نحن نتحاور مع الجميع، وسيكون لنا اتصالات جديدة في روسيا وفي الخارج، حيث مقار هؤلاء الاشخاص، يقولون لنا إن ما يحدث في سوريا هو ثورة ضد النظام، فنقول لهم: إذا كانت ثورة فما هو دور مجلس الأمن الدولي؟ .. إذا كانت ثورة فلا ينبغي مطالبة مجلس الأمن بتأييد الثورات، إذ إن ذلك شيء غير منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة».

ميدانيا، شهدت أحياء عديدة في مدينة حلب اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تشن منذ السبت الماضي هجوما لاستعادة السيطرة على المدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي حين دعت المعارضة السورية مجلس الامن الى عقد جلسة طارئة لوقف «المجازر» بحق السوريين في حلب ودمشق وحمص، كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم يؤكد من طهران ان النظام سيقضي على معارضيه المسلحين في حلب ويشير الى «التطابق التام» في رؤية القيادتين في دمشق وطهران لما يجري في سوريا.

وسقط أمس، 67 قتيلا في مجمل انحاء سوريا هم 27 مدنيا و13 مقاتلا و27 جنديا نظاميا، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بأن «الهجوم الشامل على مدينة حلب يتواصل»، لافتا الى ان الاشتباكات تأخذ طابع «حرب شوارع شاملة». وأوضح عبد الرحمن ان «ليس كل التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام الى حلب تشارك في المعركة»، مشيرا الى ان «جزءا كبيرا مهمته فرض حصار على المدينة بهدف عزل الأحياء التي يسيطر عليها الثوار عن مناطق ريف حلب» حيث معاقل المقاتلين المتمردين.

وأضاف عبد الرحمن ان «الاشتباكات العنيفة تتواصل في حي صلاح الدين (جنوب غرب) حيث تستخدم القوات النظامية المروحيات في قصف المنطقة»، بالاضافة الى «مدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي».

ولفت الى وصول المعارك الى وسط مدينة حلب وتحديدا حلب القديمة حيث «يحاول الجيش النظامي استرجاع حي باب الحديد» الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون، موضحا ان احياء السكري (جنوب غرب) والفردوس (جنوب) وجسر الحاج تشهد اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين.

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

وزير الداخلية السوري: سنقتلع الإرهاب من البلاد

أكد وزير الداخلية السوري محمد الشعار، أمس الأول، أن القوات السورية ستقوم باقتلاع أشكال الإرهاب كافة، مكررا دعوته لحاملي السلاح في البلاد إلى «العودة إلى رشدهم».

وقال الشعار، في أول ظهور له على التلفزيون السوري بعد إصابته في الانفجار الذي استهدف مقر مكتب الأمن القومي في دمشق في 18 تموز الحالي، إن «جيشنا الباسل وأمننا الساهر سيقتلعان الإرهاب بكل أشكاله، وسيعيدان الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الشعار «ترأس أمس (الأول) اجتماعا في مقر وزارة الداخلية لمديري إدارات الوزارة». ووجه الشعار رسالة إلى كل من يحمل السلاح «بالعودة إلى رشدهم» داعياً إياهم إلى «إدراك أنهم ليسوا إلا وقوداً يستثمرهم الآخرون في مخططهم لضرب استقرار بلدهم».

وأضاف الشعار إن «وجود بعض الثغرات يجب ألا يكون مبرراً لأي أحد كي يبيع نفسه إلى خارج الحدود، ونحن جاهزون لمساعدة هؤلاء والعودة بهم إلى جادة الصواب وحضن الوطن، ليكونوا بنائين فيه بدلاً من أن يكونوا مخربين له».

وأكد الشعار انه عاد إلى عمله «بهمة أعلى وجهد أكبر وإصرار أمضى على خدمة الوطن». وقال «إننا قبل عملية التفجير الجبانة كنا نعمل بكامل طاقاتنا، ولكننا الآن سنستنفر ما هو احتياطي في طاقاتنا، وسنبذل عشرة أضعاف ما كنا نبذله سابقاً لمتابعة فلول هؤلاء الإرهابيين الذين يعبثون بأمن بلدنا». (ا ف ب)

صالحي يعتبر أن الحديث عن حكومة انتقالية في سوريا وهم

المعلم في طهران: نريد من لبنان المساعدة في منع تسلل الإرهابيين

أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، أن الجيش السوري سيقضي على المسلحين في مدينة حلب، مؤكدا التزام سوريا بتطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي انان «بشكل كامل»، معتبرا أن «تطبيق هذه الخطة كفيل بمنع القوى والدول، كالسعودية وقطر وتركيا، من التدخل بالشأن الداخلي السوري».

وحذر وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، من جهته، من أن أي تحرك خاطئ لدول المنطقة ضد دمشق سترتد عواقبه عليها وستتجاوز سوريا والمنطقة، معتبرا أن الحديث عن حكومة انتقالية بسوريا وهم.

وقال المعلم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع صالحي في طهران، «لقد تجمعت كافة القوى المعادية لسوريا في حلب لمقاتلة الحكومة وسيتم القضاء عليها من دون شك»، مضيفا أن «الشعب السوري يقاتل إلى جانب الجيش» ضد المسلحين.

وتابع «أقول لكم إن سوريا أقوى، وتصميمنا على مواجهة هذا المخطط أقوى، وقد برهنا ذلك على الأرض منذ الأربعاء الماضي حيث خططوا لمعركة سموها دمشق الكبرى وحشدوا لها مجموعات من الإرهابيين المسلحين، وفي أقل من أسبوع اندحروا وفشلت هذه المعركة، فانتقلوا إلى حلب وأؤكد أن مخططاتهم ستبوء بالفشل».

واتهم المعلم «قطر والسعودية وتركيا والدول الأجنبية عن المنطقة بمنع انتهاء المواجهات» من خلال دعم المقاتلين وتزويدهم بالسلاح. وقال المعلم أن سوريا «تواجه تآمر كون بأكمله، وهي تمتلك قدرات دفاعية كافية للدفاع عن كل ذرة من ترابها»، معتبرا أن «الشعب السوري صامد في وجه الحشد الكبير من الدول الشرسة التي تتآمر عليه».

وأكد المعلم، الذي التقى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، «التزام سوريا بتطبيق خطة كوفي انان بشكل كامل»، مضيفا «أكدنا أنها سبيل مناسب لحل الأزمة في سوريا والمهم فيها نقطتان هما منع التدخل الخارجي والتأكيد على (الطابع) السياسي» للأزمة، معتبرا أن «تطبيق هذه الخطة كفيل بمنع القوى والدول، كالسعودية وقطر وتركيا، من التدخل بالشأن الداخلي السوري».

لكن المعلم أضاف «أنا أرى من خلال الوضع على الأرض أن أصحاب هذه المؤامرة شرسون. حتى لو انتهى وضع المواجهة واستتب الأمن والاستقرار في ربوع سوريا، فان المؤامرة لن تتوقف لان خيوطها واضحة. إسرائيل هي المحرك، ومع الأسف هناك بعض الدول العربية في الخليج تقف في خندق واحد مع إسرائيل في تنفيذ هذه المؤامرة، ولذلك الحراك الدولي لن يتوقف ضد سوريا». وأوضح أن «الحكومة السورية أكدت وقدمت ما بوسعها في هذا السبيل وسحبت قواتها من المدن السورية كما اقتضت الخطة، وهي تتوقع اتخاذ خطوات من الجهة الأخرى». وأضاف «حتى اللحظة فإن المعارضة بإمكانها الدخول في حوار جاد مع الحكومة السورية».

وقال المعلم إن «المجموعات الإرهابية التي تأتي عبر الحدود من تركيا إلى سوريا تضم جنسيات مختلفة من مصريين وليبيين وعراقيين وغيرهم»، موضحا أن «عددا من العراقيين الذين تم إلقاء القبض عليهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة». وأضاف «نريد من لبنان الشقيق سلامته ووحدته، وأن يساعد في منع تسلل الإرهابيين عبر حدوده، لأن هذا فيه مصلحة لسوريا ولبنان». وأكد أن «وجهات نظر إيران وسوريا حول الوضع في سوريا متطابقة تماما».

وحول الأسلحة الكيميائية لدى سوريا، كرر المعلم موقف سوريا بشأن إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل النووية والكيميائية والجرثومية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن سوريا قدمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي منذ العام 2003، وما زال موجوداً حيث تمنع الولايات المتحدة التصويت عليه.

وقال المعلم: منذ أكثر من شهر سوريا تواجه حملة مركزة من الولايات المتحدة وبلدان غربية وعربية بشأن الأسلحة الكيميائية، وبغض النظر إذا كنا نملك او لا نملك مثل هذه الأسلحة غير التقليدية، فإن الحقيقة أن العدو الإسرائيلي يملك قدرات نووية معترفاً بها من قبل واشنطن. وأضاف ان «سوريا وقعت على معاهدة منع انتشار الأسلحة البيولوجية وهي ملتزمة بما وقعت عليه. أما بالنسبة لمعاهدة منع انتشار الأسلحة الكيميائية فنحن جاهزون للتوقيع عليها في حال وقعت إسرائيل، وهذا مطلب عادل ومشروع، وسوريا دولة مسؤولة تحترم الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي، وتريد أن يعم الخير في المنطقة».وأكد صالحي ثقته بان «الشعب السوري سينتصر» على المسلحين والدول التي تدعمهم. وقال «نحن نشهد مؤامرة وحشية تنفذها عدة دول على رأسها النظام الصهيوني». وأضاف «نأمل من مجموع دول المنطقة اتخاذ الحيطة والحذر والتدبر في قراراتهم، فإذا تحركوا في الاتجاه الخاطئ (ضد سوريا) فإن عواقب ذلك سترتد عليهم».

وأضاف أن إسرائيل «تحرك قوى عالمية ضد سوريا وقد اتخذ قرار بإسقاط نظامها»، محذرا من أن عواقب ما يحصل في سوريا سيتجاوز سوريا والمنطقة. وتابع إن «المؤامرة الكبرى ضد سوريا تتسع، وهم لا يعطون أي فرصة لتأخذ الإصلاحات مجراها». واعتبر أن النصر «سيكون حليف سوريا والأمور ستنجلي يوما بعد يوم»، مضيفا أن «الحديث عن حكومة انتقالية في سوريا وهم. من الوهم والسذاجة تخيل إحداث فراغ في الحكم في سوريا». وأكد ضرورة إعطاء الفرصة للإصلاحات التي عرضها الأسد.

واعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، خلال لقائه المعلم، أن «أميركا والصهاينة يكنون العداء للشعب السوري منذ القدم. إنهم يريدون الانتقام من الشعب السوري لموقفه من حربي الـ33 يوما (حرب لبنان الثانية) و22 يوما (العدوان على غزة)، بمساعدة الديكتاتورية بالمنطقة والإرهابيين».

من جهة ثانية، أصدر 245 نائبا في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان)، المكون من 290 نائبا، بيانا أعلنوا فيه دعمهم للشعب والحكومة السورية، ودعوا إلى ضرورة وقف أي تدخل أجنبي في شؤون سوريا. ورأى النواب أن الحكومة السورية «تواصل طريقها في مقارعة الكيان الصهيوني»، معتبرين أن «سوريا من أهم المدافعين عن المقاومة والداعمين لها». وشددوا علي ضرورة العمل «في إطار المقاومة لإحباط كافه مخططات الأعداء».

(«مهر»، «ارنا»،

ا ف ب، ا ب، رويترز)

انطباعات غربية حول لقاء 100 شخصية معارضة: لا نعرفهم حقاً.. نفوذ «الإخوان» واضح.. إسرائيل ليست عدواً

كثيرة كانت التقارير التي تحدثت عن انشقاقات في صفوف المعارضة، وعن توجهات سياسية مختلفة تحكم مجموعات الداخل والخارج، وأكثر منها كانت الأخبار عن شكاوى المقاتلين من حاجتهم للدعم اللوجستي والعسكري.. وعن محاولة «الإخوان المسلمين» الهيمنة على الأجنحة المعارضة.

وفي هذا السياق، قد لا يقدّم التقرير الذي نشره الباحث في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» ديفيد بولوك جديداً، لكن الجديد كان ما حمله من انطباعات خاصة تعكس سيكولوجية المعارضين إلى جانب ملاحظات تفصيلية عاد بها بعد اجتماعه، ضمن وفد أوروبي، مع أكثر من مئة شخصية معارضة لمناقشة عمليات المراقبة على الحدود، إضافة إلى البحث في مشاركة «الإخوان المسلمين» كما السبل التي يمكن بموجبها أن تساعد الولايات المتحدة المعارضين.. وحتى الإجماع على قبول المساعدة من إسرائيل.

أحد «أقوى الانطباعات»، كما وصفها بولوك، كانت أن «الأمور ليست كما تظهر للعيان». ويوضح قائلاً «من الصعب جداً التأكد على الأرض من هم أولئك الذين كنَت تتحدث معهم فعلاً وأي فئة يمثلون»، ويشرح في هذا الصدد «خلال الرحلة واجهنا عدة مرات أناساً يقولون لبعض منا، بصورة شخصية، شيئاً معيناً ويقولون لآخرين شيئاً مختلفاً تماماً. كما يتحدثون عن بعضهم البعض بطرق مهينة جداً».

ثم يقدم بولوك مثالاً «فاضحاً» عما يقوله: التقينا مع شيخ سوري على الجانب الأردني من الحدود يدير «جمعية الشورى الخيرية»، التي يُفترض أن تكون منظمة إنسانية. وقد قدم لنا عرضاً بليغاً عن العمل الجيد الذي يقوم به وقال إننا جميعاً متساوون، وكلنا نؤمن بالأنبياء الرحماء والرؤوفين. ثم طلب منا أن ندعم عمله الجيد لصالح الشعب السوري. وبعد ذلك الاجتماع، أخذ عضوا فلسطينياً مسلماً من وفدنا جانباً وقال له «كما تعلم، عندما تتحدث إلى هؤلاء الأوروبيين، عليك أن تكون كالثعلب. يتعين عليك أن تقول جميع هذه الأشياء اللطيفة، ولكن كما تعلم إننا لا نعني حقاً أيا منها».

ويعلّق بولوك مستغرباً «انتشار هذا الغموض والازدواجية»، مضيفاً «بناء على ذلك فإن استنتاجي الأول هو: لا تتوصل إلى استنتاجات سابقة لأوانها، حتى حول أولئك الذين تعتقد بأنك تعلم من تتعامل معهم».

أما الانطباع الثاني فتناول «محافظة المسؤولين الأتراك بدرجة مذهلة ليس على المخيمات السورية فحسب، بل أيضاً على المدى الذي يتم فيه إعطاء قوى المعارضة السورية تصريحات للسفر إلى أماكن معينة داخل تركيا وخارجها».

خرج بولوك بهذه الملاحظة بعد لقائه بالمتحدث الرسمي باسم «الجيش السوري الحر»، الذي يعيش في قرية نائية في التلال، على بعد حوالي 20 كيلومتراً من مخيم «أبايدين»، حيث يعيش معظم أعضاء «الجيش الحر» في تركيا. ويعود سبب هذا البعد، وفق بولوك، إلى أن الأتراك لا يريدون أن يلتقي الناس مع أولئك الجنود من «الجيش الحر»، ولا يسمحون لمعظم الناس بدخول المخيم. وفي الوقت ذاته، يضيف بولوك، فإن اللافت للنظر حقاً هو الدرجة التي فقد فيها السوريون السيطرة على بعض مخافر حدودهم، إذ يبدو أن السوريين من جميع الخلفيات أحرار في التنقل بين سوريا وتركيا ولكن برخص تركية فقط.

وفي ما يتعلق بالموقف التركي تجاه حركات المعارضة السورية، يقول بولوك «هناك العديد من الجماعات والحركات السورية المختلفة التي يُسمح لها إقامة مكاتب في تركيا. ولكن هناك أفضلية تركية بارزة لبعض من حركات المعارضة، فأنقرة تحابي جماعة «الإخوان المسلمين» و«المجلس الوطني السوري».

الانطباع الثالث الذي رصده كاتب التقرير كان انتشار»الإخوان» في كل مكان، ليس فقط داخل «المجلس الوطني السوري»، بل بين العديد من جماعات المعارضة، وغالباً خارج سوريا.

وفي السياق، يبدو من الواضح أن «الإخوان» يحاولون الهيمنة على «المجلس الوطني السوري»، فضلاً عن النشاط العام للمعارضة السورية. وقد شهدنا ذلك بصورة عملية جداً، حسب بولوك، عندما «كان «الإخوان» يحاولون تولي قيادة الأمور في الاجتماعات التي عقدناها مع فصائل أخرى ومجموعات غير حزبية وأناس من «الجيش الحر». وقد عارضنا كل محاولة لحدوث ذلك، ولكن في أعقاب عقد بعض الاجتماعات، كان السوريون يأتون إلينا ويقولون، «نحن نأسف إذا جاء «الإخوان» وحاولوا تولي الأمور، ولكننا لسنا منهم، وهم ليسوا منا». وقد حدث ذلك في كثير من الأحيان إلى درجة بحيث أصبح مشكلة».

الانطباع الرابع والأخير كان «عتب» المقاتلين على الغرب الذي لا يدعمهم عسكرياً، في وقت هم يريدون معدات للاتصالات وإمدادات طبية وأسلحة مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات، ويعارضون عقد المزيد من الاجتماعات والدعم السياسي والتدريب والتصريحات.

واللافت كان تحميل هؤلاء السوريين إسرائيل مسؤولية منع تقديم المزيد من الدعم الأميركي لهم. وهنا يوضح بولوك قائلاً «بصرف النظر عن استثناء واحد، ساد هذا الرأي بالإجماع تقريباً»، مضيفاً «على الرغم من ذلك التصور الغريب جداً عن قوة إسرائيل أو ربما بسببه، فكلما سألنا إذا قدمت إسرائيل أسلحة أو مساعدة، فهل ستتقبلونها، كان الجواب دائماً يأتي: حتماً».

(«السفير»)

المجلس الوطني السوري يتهم النظام بشن حرب ابادة على معضمية الشام

بيروت- (ا ف ب): اتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام السوري بشن “حرب ابادة” على بلدة معضمية الشام قرب دمشق عبر قصفها وحصارها، معلنا اياها “مدينة منكوبة”.

وقال المجلس في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه صباح الاثنين “تقوم قوات النظام التابعة لماهر الأسد وعدنان الأسد بشن حرب إبادة حقيقية على بلدة معضمية الشام قرب العاصمة السورية دمشق، حيث تقصف المدينة بوحشية وتحاصرها بهدف تدميرها كليا”.

واعلن المجلس بلدة معضمية الشام “مدينة منكوبة”، طالبا “من جميع مؤسساته وجميع القوى والتنظيمات السورية ومن كل المواطنين السوريين تقديم المساعدة العاجلة لأهل المعضمية”.

واكد ان “ما تعيشه المعضمية يحصل الآن في بلدة الحراك المنكوبة وبلدات أخرى في محافظة درعا وفي دير الزور وحمص، فيما تبلغ المأساة السورية قمة اللامعقول حين يتفرج العالم وعلى الهواء مباشرة على إستعداد النظام لارتكاب أبشع الجرائم في حلب وريفها”.

وكان المجلس الوطني دعا الاحد إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن من اجل منع حصول “مجازر” بحق المدنيين اتهم النظام السوري بالتخطيط لها في حلب ودمشق وحمص.

ودعا رئيس المجلس عبد الباسط سيدا السبت الدول “الصديقة والشقيقة” الى تسليح المعارضين السوريين، مشددا على وجوب محاكمة الرئيس بشار الاسد لارتكابه “مجازر” بحق السوريين.

وشهدت احياء عدة في مدينة حلب الأحد اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تشن منذ السبت هجوما لاستعادة السيطرة على المدينة.

باريس ستطلب عقد اجتماع وزاري لمجلس الأمن الدولي حول سوريا

باريس- (ا ف ب): صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي في اب/ اغسطس ستطلب عقد اجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية حول الوضع في سوريا.

وقال فابيوس في مقابلة أجرتها معه اذاعة (ار تي ال) انه سيتراس بنفسه هذا الاجتماع الذي ستصدر الدعوة لعقده بشكل عاجل من اجل وقف المجازر في سوريا.

وقال “بما ان فرنسا ستتولى رئاسة مجلس الامن الدولي في الاول من اب/ اغسطس، سنطلب قبل نهاية هذا الاسبوع عقد اجتماع لمجلس الامن على المستوى الوزاري على الارجح هذه المرة لمحاولة وقف المجازر والتحضير للانتقال السياسي”.

وتابع في اشارة إلى روسيا والصين اللتين رفضتا حتى الان الموافقة على أي قرار ملزم في الامم المتحدة “يجب أن نحاول كل شيء”.

وحذر من انتقال النزاع السوري إلى الدول المجاورة مؤكدا “لم يعد بوسعنا القول انه شأن داخلي”.

اعرب فابيوس عن خشيته من وقوع مجزرة في حلب وقال “انها محنة يعيشها الشعب السوري والجلاد يدعى (الرئيس) بشار الاسد”.

واستبعد من جديد احتمال ان يرسل الغربيون اسلحة الى الثوار السوريين وقال “هناك اسلحة تسلم اليهم بحسب معلوماتنا من قبل قطر والسعودية ودول اخرى على الارجح .. لكن ليس من قبلنا”.

وتتواصل عمليات القصف والاشتباكات في احياء عدة من مدينة حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تشن منذ السبت هجوما لاستعادة السيطرة على المدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ودعا المجلس الوطني السوري احد اكبر فصائل المعارضة في الخارج الاحد الى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن من اجل منع حصول “مجازر” بحق المدنيين والى “توفير الدعم اللوجستي” للمقاتلين المعارضين.

واوقع النزاع في سوريا اكثر من عشرين الف قتيل منذ اندلاعه قبل 16 شهرا بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.

الجيش الحر يعتذر عن تأمين خدمات النقل والحماية للفلسطينيين متذرعا بتعليمات أردنية

عمان- القدس العربي: أبلغ برلماني أردني بارز بأن مجموعات الجيش السوري المعارض ترفض تقديم خدمات لوجستية تتعلق بنقل وتأمين وسيلة نقل عسكرية لأي لاجيء فلسطيني يخطط للهرب إلى الأردن.

وقال عضو البرلمان محمد الحجوج لـ(القدس العربي) بأن لديه معلومات تفيد بأن نشطاء الجيش الحر المرابطون على الحدود الأردنية السورية يعتذرون من اللاجئين الفلسطينيين ويطالبونهم بالتنحي وعدم إعاقة مجموعات اللاجئين السوريين لإن السلطات الأردنية ترفض إستقبال اي لاجئين فلسطينيين.

وشرح الحجوج بأن موقف الجيش الحر لا يلام عليه فهو لا يريد تعطيل عملياته بلاجئين ترفض سلطات بلادنا دخولهم بصفة لاجئين مشيرا لإن من يكيل بمكيالين في هذا الأمر هو الحكومة الأردنية التي تتشدد بطريقة غير مبررة عندما يتعلق بلاجي فلسطيني مهدد بالقتل داخل سوريا فيما تتساهل مع كل الجنسيات.

وإستغرب الحجوج من إصرار سلطات بلاده على إرسال هذه الرسالة السيئة تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق علما بأن عدد اللاجئين الفلسطينين الحقيقي داخل الأردن حاليا لا يزيد عن 140 شخصا فقط العشرات منهم يحملون الرقم الوطني الأردني والعشرات كانوا يحملونه وسحب منهم.

بنفس الوقت إنتقد حجوج السفارة الفلسطينية في عمان التي لاتقوم بواجبها تجاه الفلسطينيين العالقين في سوريا.

وكان مجلس السياسات في الدولة الأردنية قد قرر منع الفلسطيني المقيم في سوريا والحاصل على وثيقة سورية من العبور كلاجيء إلى الأردن دون توضيح الأسباب علما بأن وكالة غوث اللاجئين قالت بأن عدد الفلسطينيين المقيمين في سوريا الذين غادروا في محاولة دخول الأردن لا يزيد عن 900 .

ولا توضح الحكومة الأردنية موقفها بصراحة من هذه القضية لكن أعضاء في البرلمان ونشطاء في حقوق الإنسان ينتقدون إزدواجية المعايير تجاه ملف اللاجئين السورين أو من سوريا حيث يسمح بعبور كل الفئات والجنسيات بإستثناء حملة الوثائق من الفلسطينيين.

وكانت حركة الجيش السوري الحر في نقل وتأمين اللاجئين من إطار محافظات درعا قد بدت منسقة مع السلطات الأردنية لكن ما أعلنه الحجوج يؤشر على تعليمات أردنية للجيش الحرتمنع نقل لاجئين فلسطينيين.

وفي غضون ذلك أعادت السلطات الأردنية فجر الأثنين إمرأة أردنية الجنسية من أصل فلسطيني مع ثلاثة من أطفالها عن معبر الحدود الرسمي وطلبت منها العودة إلى دمشق وكانت قد فعلت الشيء نفسه مع أردني آخر مساء السبت وزوجته وثلاثة من أطفاله وفقا لما أعلنه النائب الحجوج عبر إحدى وكالات الأنباء.

الحجوج نفسه عاد وأبلغ القدس العربي بأن العشرات من المحتجزين في مخيم بشمال المملكة أردنيين يحملون أرقاما وطنية ولا يسمح بدخولهم إلى بلدهم الأردن بدعوى وجود قيود أمنية على آبائهم في الماضي.

وشكك الحجوج بأن الأجهزة الرسمية لا تلتزم بتطبيق توجيهات ملكية طالبت بالسماح لأي أردني يستغيث ببلده بالعودة مستغربا من إعادة السلطات الأمنية لأردنيين يحملون أرقاما أردنية بكل قسوة وبدون حساب لتعرض حياتهم للخطر.

بانيتا: هجوم القوات السورية على حلب يدق مسمارا في نعش الأسد

تونس- (رويترز): قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الأحد إن الهجمات التي تشنها قوات الحكومة السورية على مدينة حلب تدق المسمار في نعش حكومة الرئيس بشار الأسد وتوضح انه يفتقر الشرعية لحكم البلاد.

ولم يطرح بانيتا الذي كان يتحدث في بداية جولة تستمر اسبوعا للشرق الأوسط وشمال افريقيا اي خطوات جديدة قد تتخذها الولايات المتحدة في الوقت الذي جدد فيه دعوات تطالب بموقف دولي موحد “لاسقاط نظام الأسد”.

وأطلقت طائرات هليكوبتر حربية النار على حلب الأحد ودوت اصوات المدفعية في مختلف الاحياء وسط اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة من اجل السيطرة على المدينة.

وقال بانيتا للصحفيين قبل وقت قصير من هبوط طائرته في تونس “إذا واصلوا مثل هذه الهجمات المأساوية على مواطنيهم في حلب فاعتقد انها ستكون في نهاية المطاف بمثابة مسمار في نعش الأسد”.

وتابع “ما يفعله الأسد بشعبه وما يواصل فعله تجاه شعبه يوضح ان نظامه يقترب من نهاية. لقد فقد (النظام) كامل شرعيته” وأضاف “لم يعد السؤال يتعلق بما اذا كان (الأسد) يقترب من نهايته بل متى”.

واشار بانيتا إلى الحاجة إلى “تقديم مساعدات للمعارضة” لكنه لم يبد انه يشير إلى أي دعم جديد.

وتقول الولايات المتحدة انها تكثف مساعداتها للمعارضة السورية المتشرذمة رغم ان المساعدات ما زالت مقصورة على الامدادات غير القتالية مثل معدات الاتصالات والاجهزة الطبية.

وعلمت رويترز ان البيت الابيض أعد مرسوما رئاسيا يفوض بتقديم مساعدات سرية اوسع نطاقا لمقاتلي المعارضة لكنه لم يصل إلى حد تسليحهم.

وقال بانيتا انه يتوقع ان تلوح الازمة في سوريا بشكل كبير خلال محادثات يجريها هذا الاسبوع مع زعماء إسرائيل والأردن وعبر عن بواعث القلق ازاء امن مواقع الاسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية وتدفق اللاجئين السوريين عبر الحدود.

وبدأ بانيتا جولته بزيارة تونس التي تعتبرها واشنطن نموذجا للتغير الديمقراطي في الشرق الأوسط بعد ثورة شعبية ارغمت رئيسها السابق زين العابدين بن علي على الفرار من البلاد في 14 يناير كانون الثاني 2011 مشعلة موجة من الاضطرابات السياسية في انحاء العالم العربي.

وانتخبت تونس منذ ذلك الحين حكومتها بشكل هاديء متحدية تكهنات بانها ستهوى في حالة من الفوضى في حين تم حل الشرطة السرية التابعة لبن علي وحظيت وسائل الاعلام الاخبارية بحريات غير مسبوقة.

ومع ذلك قال بانيتا ان تونس لديها بواعث قلق متنامية بشأن كيفية التعامل مع التهديد الذي تمثله القاعدة وكيفية حماية حدودها.

ومن المتوقع ان تتضمن زيارة بانيتا لإسرائيل في وقت لاحق من هذا الاسبوع مناقشات حول التهديد الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني وستأتي الزيارة في اعقاب زيارة المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية ميت رومني الأحد.

وقال مساعد لرومني في وقت سابق اليوم ان رومني سيؤيد أي قرار إسرائيلي باستخدام القوة لمنع إيران من صنع سلاح نووي. وامتنع رومني نفسه عن تكرار تلك التصريحات عندما سئل بشأنها في مقابلة مع محطة (سي.بي.اس).

ورفض بانيتا التعليق على تصريحات مساعد رومني لكنه اشار على ما يبدو إلى أن أي هجوم إسرائيلي على إيران ليس امرا مفروغا منه.

وقال بانيتا “فيما يتعلق بموقف إسرائيل الان فإنني ارى انهم لم يتخذوا اي قرارات تتعلق بإيران وانهم يواصلون دعم الجهود الدولية للضغط على إيران”.

وفي حين يحاول رومني تصوير العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بانها متوترة قال بانيتا ان هناك تعاونا غير مسبوق في مجال الدفاع بين البلدين.

وقال “انا فخور بالشراكة الدفاعية التي بنيناها على مدى السنوات العديدة الماضية. اعتقد ان العلاقة الدفاعية بين الولايات المتحدة وإسرائيل اقوى اليوم مما كانت عليه في السابق”.

ومن المتوقع ان يتوجه بانيتا بعد زيارته لتونس إلى مصر لاجراء محادثات مع الرئيس الجديد محمد مرسي والمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وقال بانيتا انه سيحث الحكومة المصرية على اتمام الانتقال إلى الحكم المدني الكامل واقامة “ائتلاف موسع قدر الامكان” داخل الحكومة.

ملاحقة سوري في المانيا بتهمة التجسس على معارضين لنظام الأسد

برلين- (ا ف ب): ذكرت النيابة الفدرالية الاحد لوكالة الانباء الالمانية ان سوريا سيحاكم بتهمة التجسس على معارضين لنظام بشار الاسد في المانيا.

وتكون بذلك اكدت معلومات نشرتها (دير شبيغل) وافادت ان الرجل البالغ الثلاثين من العمر والذي اعتقل في شباط/ فبراير، تجسس على 35 شخصا.

وكان الرجل يعمل منذ 2008 موظفا مدنيا في السفارة السورية في برلين وبحسب المحققين كان ينقل معلومات بانتظام الى ضابط كبير عن معارضين لنظام دمشق وجمعيات او مؤسسات مقرها المانيا.

وبحسب دير شبيغل تم اعتقال اقارب للمعارضين في سوريا بعد نقل بعض هذه المعلومات.

وفي شباط/ فبراير اعتقل شخص اخر هو لبناني يحمل الجنسية الالمانية في ال47 من العمر، في اطار هذه القضية.

واعلن وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي لاحقا طرد اربعة موظفين في السفارة السورية في برلين في اطار هذه القضية.

وكانت الشرطة القضائية الالمانية فتشت منازل المشتبه بهما وستة اشخاص اخرين يشتبه بانهم شاركوا في هذه الشبكة المكلفة مراقبة معارضين سوريين.

معارك عنيفة في حلب وقرب الحدود التركية.. والعربي يصف الوضع بجرائم حرب

المعلم يتهم قطر والسعودية وتركيا والدول الاجنبية بمنع انتهاء المواجهات

حلب ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: شهدت احياء عدة في مدينة حلب الاحد اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تشن منذ السبت هجوما لاستعادة السيطرة على المدينة، فيما ذكرت وكالة الانباء السورية ان اشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة دارت الاحد في مناطق عدة في ريف ادلب قرب الحدود التركية.

وفي حين دعت المعارضة السورية مجلس الامن الى عقد جلسة طارئة لوقف ‘المجازر’ بحق السوريين في حلب ودمشق وحمص، كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم يؤكد من طهران ان النظام سيقضي على معارضيه المسلحين في حلب ويشير الى ‘التطابق التام’ في رؤية القيادتين في دمشق وطهران لما يجري في سورية.

وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان ‘الهجوم الشامل على مدينة حلب يتواصل’، لافتا الى ان الاشتباكات تأخذ طابع ‘حرب شوارع شاملة’.

واوضح عبد الرحمن ان ‘ليس كل التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام الى حلب تشارك في المعركة’، مشيرا الى ان ‘جزءا كبيرا مهمته فرض حصار على المدينة بهدف عزل الاحياء التي يسيطر عليها الثوار عن مناطق ريف حلب’ حيث معاقل المقاتلين المتمردين.

واضاف ان ‘الاشتباكات العنيفة تتواصل في حي صلاح الدين (جنوب غرب) حيث تستخدم القوات النظامية المروحيات في قصف المنطقة’، بالاضافة الى ‘مدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي’.

وفي هذا السياق، دعا المجلس الوطني السوري احد اكبر فصائل المعارضة في الخارج الاحد الى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن من اجل منع حصول ‘مجازر’ بحق المدنيين اتهم النظام السوري بالتخطيط لها في حلب ودمشق وحمص.

وحذر المجلس في ‘نداء عاجل’ الى المجتمع الدولي ‘من مجازر جماعية يخطط لها النظام على غرار مجازره في الحولة والقبير والتريمسة’، داعيا مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة ‘لبحث الوضع في كل من حلب ودمشق وحمص واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين من عمليات القصف الوحشية’.

من ناحيته، دعا قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي في مقابلة مع مراسل فرانس برس في شمال سورية، الغرب الى انشاء ‘منطقة حظر جوي’ في سورية، مشددا على ان مدينة حلب ستكون ‘مقبرة لدبابات’ الجيش النظامي.

وقال العكيدي ‘نقول للغرب اصبحت لدينا منطقة عازلة ولسنا بحاجة الى منطقة عازلة بل نحتاج الى منطقة حظر جوي فقط ونحن قادرون على اسقاط هذا النظام’.

وتطرق الى الهجوم الذي تشنه القوات النظامية على مدينة حلب لاستعادة السيطرة عليها، فشدد على ان ‘اي حارة او اي حي ستدخل الدبابات (التابعة لجيش النظام) اليه سيكون مقبرة لهذه الدبابات’.

الى طهران وصل الاحد وزير الخارجية السوري الذي تعاني بلاده من عزلة دولية كبيرة، للقاء عدد من المسؤولين الايرانيين وعقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع نظيره الايراني علي اكبر صالحي، اعتبر فيه ان ‘كافة القوى المعادية لسورية تجمعت في حلب لمقاتلة الحكومة وسيتم القضاء عليها بلا شك’، مضيفا ان ‘الشعب السوري يقاتل الى جانب الجيش’ ضد المسلحين المعارضين.

واتهم المعلم ‘قطر والسعودية وتركيا والدول الاجنبية عن المنطقة بمنع انتهاء المواجهات’، مؤكدا ان ‘الشعب السوري مصمم على القضاء على المؤامرة’.

واكد الوزير السوري ان ‘وجهات نظر ايران وسورية حول الوضع في سورية متطابقة تماما’.

واكد صالحي من جانبه ثقته بان ‘الشعب السوري سينتصر’، معتبرا انه في سورية ‘نحن نشهد مؤامرة وحشية تنفذها عدة دول على رأسها النظام الصهيوني’.

وفي انقرة اكدت تركيا الاحد انها ستتخذ ‘كافة الاجراءات’ لمنع تمركز ‘خلايا ارهابية’ في المناطق الحدودية مع سورية حيث تتهم انقرة النظام السوري بتسهيل تمركز انفصاليي حزب العمال الكردستاني.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو للقناة السابعة للتلفزيون التركي ‘لن نسمح بتمركز خلايا ارهابية قرب حدودنا’.

وفي الاردن افتتحت السلطات الاحد اول مخيم للاجئين السوريين في منطقة الزعتري بالقرب من الحدود مع سورية، بينما يستمر تدفق الهاربين من احداث العنف في الجارة الشمالية.

وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان ‘الهدف من المخيم تخفيف الضغط على السوريين الذين يلجأون للاردن’، وذلك لدى حضوره افتتاح المخيم،الذي تتسع خيمه البيضاء لنحو 120,000 شخص، بحسب الامم المتحدة.

وتزامن افتتاح المخيم مع مقتل شخصين بنيران الجيش السوري لدى محاولتهما اللجوء الى الاردن.

وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية الاحد ان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وصف الوضع في سورية بأنه يرقى إلى جرائم حرب سيتعرض مرتكبوها لمساءلة دولية.

و حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق أهارون زئيفي فركاش من هجوم إسرائيلي ضد إيران لأن من شأن ذلك أن يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل أكبر وقد يساعد الرئيس السوري بشار الأسد على البقاء في الحكم.

وقال زئيفي فركاش لإذاعة الجيش الإسرائيلي الأحد إن ‘المنطقة كلها في حالة غليان ومن شأن عملية عسكرية متسرعة جدا أن تساعد الأسد، حليف طهران، على البقاء في الحكم’.

هجوم جوي على حلب في المعركة الاشد

صحف عبرية

يسود التخوف في الغرب وفي المعارضة السورية من مذبحة جماعية في المدينة الثانية في حجمها في سوريا، حلب، التي يقصفها الجيش السوري النظامي بالمدفعية وبالطيران. ومنذ بضعة ايام والجيش السوري يحاول ان يستعيد السيطرة في كل أجزاء المدينة، ولا سيما في حي صلاح الدين، حيث احتشد معظم معارضي نظام بشار الاسد في المدينة.

الحي، وبضعة أحياء اخرى في حلب، تخضع لقصف شديد من المدفعية، الدبابات وسلاح الجو. وعُلم أمس بسقوط أكثر من 130 شخصا في سوريا بنار الجيش النظامي، معظمهم في حلب. عشرات آخرون قتلوا أول أمس.

وتدور رحى المعارك في أجزاء مأهولة بكثافة في حلب وغادرت مئات العائلات المدينة في نهاية الاسبوع الماضي. ولا يزال، في ضوء اعمال القتل الجماعي التي يقوم بها الجيش السوري في اماكن اخرى في سوريا، في الاشهر الاخيرة، يبدو ان الخوف على سكان حلب حقيقي.

يوجد في المدينة في هذه اللحظة آلاف من مقاتلي المعارضة، اعضاء ‘الجيش السوري الحر’. وأمس فقط عُلم بأنه انضم الى المقاتلين بضع مئات من المسلحين، من نشطاء المنظمات المتماثلة مع القاعدة. ويسمي المسلحون أنفسهم بنشطاء ‘كتيبة المجاهدين الموحدة’. وقد رووا لوكالة الانباء الفرنسية بأنهم جاءوا من كل أرجاء العالم من الشيشان، فرنسا، السويد، الجزائر وغيرها.

أفلام الفيديو التي خرجت من حلب توثق طائرات قتالية في سماء المدينة ودبابات عديدة على مقربة من المباني المدمرة. وبدت بعض المباني السكنية تحترق بعد ان عادت المروحيات القتالية لقصف الأحياء في المدينة.

أحد كبار رجالات المعارضة المتواجدين في المدينة، أبو عمر الحلبي، قال ان المعركة في حلب هي ‘أم كل المعارك’ في نظر المعارضة. بعض من نظرائه وصفوا ما يجري في المدينة بأنه المعركة الأهم في الحرب ضد بشار الاسد.

ناطق بلسان لجان المقاومة قال في حديث مع ‘هآرتس’ ان ‘المعركة التي بدأها الجيش السوري، واجهت مقاومة شديدة من الثوار، الذين تمترسوا في مواقعهم’. ومع ذلك، أضاف الناطق، ‘يوجد خوف شديد من مذبحة ومس بالمواطنين، وذلك لأن قوات الجيش تقصف دون تمييز، لزرع الخوف ومنع وصول المساعدات للثوار من مناطق اخرى’.

وستكون المعارك في حلب نقطة انعطافة اذا ما نجحت المعارضة في السيطرة على المدينة والحاق الهزيمة بالجيش السوري.

ويبدو الآن ان الثوار بعيدون عن هذا الهدف، ولا سيما في ضوء الانقسام العميق في المعارضة. المعركة في حلب هي معركة هامة للطرفين، فسيطرة الثوار على المدينة تمنحهم منطقة فاصلة في شمال شرق المدينة، أما انتصار الجيش في حلب، فالى جانب النجاح في المعركة في دمشق، فسيشير الى عودة سيطرة الرئيس بشار الاسد.

في هذه الاثناء، في الأسرة الدولية يتعاظم الخوف من ان قوات النظام ستستخدم السلاح الكيماوي ضد الثوار، وكذا حليفة الاسد، روسيا، أعربت عن قلقها وأعلنت بأن ‘مأساة’ قد تقع في حلب. وقال وزير الخارجية الروسي سرجيه لافروف مع ذلك انه ليس واقعيا التوقع من الجيش السوري السماح للثوار بالسيطرة على مدينة هامة بهذا القدر.

من الجهة الاخرى، انضم أول أمس رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، الى الداعين للتدخل الدولي في سوريا. ‘يوجد رفع لمستوى التوقعات في حلب، وكذا التصريحات الاخيرة التي طرحت امكانية استخدام سلاح الدمار الشامل. لا يمكننا الوقوف جانبا كمراقبين’، قال اردوغان بعد لقائه برئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كامرون، في لندن. ‘على مجلس الامن في الامم المتحدة ان يعمل مع الجامعة العربية. ومعا، علينا ان نحاول حل الوضع’. وأعرب رئيس الوزراء البريطاني كامرون في المؤتمر الصحفي عن قلق بلاده من ان تُرتكب في حلب ‘اعمال فظيعة بالتأكيد’.

تبدو سوريا اليوم كدولة في حالة تفكك. نحو 17 18 ألف نسمة قتلوا منذ بدأ الاحتجاج والمعارك (آذار 2011)، حسب التقديرات في الغرب، نحو ربع مليون لاجيء تركوا سوريا. عدد الفارين من الجيش السوري هو 15 ألف تقريبا. وقد ازداد عدد الفارين في الاسابيع الاخيرة.

مناطق كاملة في الدولة لم تعد تحت سيطرة نظام الاسد، وفي مناطق اخرى يخوض النظام معارك بقاء ضروس. هكذا هو الحال مثلا في منطقة المحيط في سوريا، والتي لم يعد النظام يسيطر فيها. فقد نجح الثوار الاكراد في السيطرة على الحكم في القامشلي، وفي دير الزور يتواصل القتال بكل شدته. في إدلب، درعا، حمص وحماة، المعارك بين الثوار والجيش هي معارك يومية.

لقد نجح الثوار، وبعضهم من رجال القاعدة، في السيطرة على معابر الحدود الى تركيا والعراق. ويعاني الجيش السوري من مشاكل عسيرة اخرى غير الفرار: معنويات من تبقى متدنية وازمة النقليات كبيرة. وأفادت ‘الغارديان’ البريطانية، على لسان أحد كبار الضباط الذين فروا مؤخرا بأن الجنود يعانون من نقص في المياه وفي الغذاء، والوسائل القتالية والوقود. ولا تسارع الأسرة الدولية للعمل ضد النظام السوري، وذلك ايضا بسبب معارضة روسيا والصين. ولكن الى جانب ذلك يبدو ان الغرب يفهم بأن بديل الاسد قد يكون خطيرا.

آلاف من رجال القاعدة يوجدون اليوم في سوريا، ومعارضو النظام منقسمون، دون زعماء ذوي صلاحيات ودون أطر قيادية ثابتة. ومع ان بعض الكتائب تعمل كأطر عسكرية بكل معنى الكلمة، ولكن هذه هي في مرات عديدة مجموعات مسلحة أخذت لنفسها اسم ‘الجيش السوري الحر’. ديفيد بولوك، الباحث من معهد واشنطن، نشر في نهاية الاسبوع مقالا يروي عن اللقاءات التي عقدها في تركيا مع نحو 100 من كبار رجالات المعارضة. أحد استنتاجاته هو انه يجب الحذر من اولئك المعارضين ولا ينبغي ‘استخلاص استنتاجات سريعة وقاطعة’ بشأن الثقة التي ينبغي منحهم إياها.

ويشهد بولوك على علاقة وثيقة تقيمها الحكومة التركية مع اولئك الثوار، ولا سيما اولئك من ‘المجلس السوري الوطني’ والاخوان المسلمين. وحسب بولوك، يحاول الاخوان المسلمون السيطرة على المعارضة، تلك السياسية على الأقل، وقد باتوا أكثر فأكثر هيمنة بين معارضي بشار الاسد.

ورغم كل هذا، فان متابعة النشاط العسكري لمعارضي النظام تعطي الانطباع الذي هو أكثر من معقول، بتنسيق عسكري ما بين مجموعات عديدة. صحيح انه لا يوجد قائد واحد يصدر الاوامر لجنوده، ولكن يحتمل بالتأكيد بأن تكون العمليات ضد النظام، بما فيها الانفجار الذي أدى الى مقتل كبار رجالاته، تمت بتنسيق معين بين مجموعات في المعارضة.

آفي يسسخروف، عاموس هرئيل وجاكي خوري

هآرتس 29/7/2012

سورية: بريطانيون والاف من الجهاديين الليبيين والاجانب في صفوف الثورة

الغرب والشرق منافقان والهدف من ضرب سورية تدمير ايران

لندن ـ ‘القدس العربي’: المعركة على حلب هي ‘ام المعارك’ كما يصورها النظام السوري، طائرات في الجو ودبابات على الارض ومقاتلون مسلحون بأسلحة خفيفة يتمترسون في احياء وازقة المدينة التي سيطروا عليها، تدور هذه المعركة وتأتي وسط محاولات النظام التشبث بالبقاء، فيما بدأت شكوك تظهر لدى القيادة الروسية بعدم قدرة نظام بشار الاسد على الصمود ووسط دعوات امريكية للمقاتلين والمعارضة السورية التعلم من درس العراق وتكرار ما حدث فيه.

لا تكرروا اخطاءنا في العراق

ففي تقرير قالت فيه صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان البيت الابيض حذر المعارضة السورية من عدم حل الجيش السوري اذا قتل بشار الاسد او اجبر على الرحيل من البلاد وذلك نقلا عن مصادر مسؤولة حيث تريد الادارة تجنب اخطاء العراق عام 2003.

وقالت ان الادارة اثناء جلسة لتحديد الاستراتيجية المفصلة حول سورية دعت المعارضة السورية لتجنب اذكاء النعرات الطائفية. وقالت المصادر ان واشنطن تريد ان تنقل تجربتها في العراق للمعارضة كي تتعلم من اخطاء الحرب هناك. ونقلت عن مسؤول قوله انه لا يمكن حل النظام بشكل كامل لانه ضروري لعملية التحول السياسي. وقال ان هناك حاجة لتجنب سياسة اجتثاث البعث كما حدث في العراق. وتقول ان هناك ثقة تدفع استراتيجية ما بعد الاسد للشعور ان النظام لن يظل لمدة طويلة. فعلى الرغم من قوة الاسد العسكرية الا ان انجازات المعارضة واستمرار الانشقاق عن الجيش تزيد من اعتقاد واشنطن ان ايام الاسد باتت معدودة واما سيطاح به او يقتل. ولكن هناك محللين ودبلوماسيين يختلفون مع هذه النظرة ويقولون ان الاسد لديه الكثير من المصادر التي ستبقيه في الحكم لاشهر مما يعني استمرار العنف. وقال دبلوماسي ان الاسد سيظل متشبثا بالسلطة ولن يستسلم. وقال ان تقدم المقاتلين يعني زيادة في تعنت الاسد وهو يستخدم كل ما لديه وتدعمه ايران في كل شيء. ويتفق الجميع ان الاسد لن يبقى في السلطة للابد. وتضيف ان الادارة نصحت المعارضة احترام الاقليات في مرحلة ما بعد الاسد وان لا تكرر تجربة المنفيين العراقيين الذين نصحوا ادارة بريمر بحل الجيش وملاحقة البعثيين ـ اي السنة. وقالت ان هيلاري كلينتون حثت المعارضة على انشاء نظام تعددي في سورية وذلك بعد لقائها بعدد من ممثلي المعارضة. ومن هنا تقترح تحذيرات الادارة ان الدعم والمساعدة للنظام الجديد في سورية يعتمد على ‘حسن تصرفه’ مع انها لم تقل كيف ستتعامل مع بقايا النظام السابق. وعلى الرغم من تشجع المسؤولين الامريكيين من تصريحات الجيش الحر من انه ملتزم بدولة ديمقراطية الا ان الحذر الامريكي من دعمه يعود الى الخوف من القاعدة خاصة ان زيادة استخدام تقنية العبوات المصنعة محليا تقترح وجودا للقاعدة من العراق، ويقدر مسؤول عدد العمليات منذ نهاية العام الماضي بحوالي 273 مضيفا ان العدد ربما كان اكبر نظرا لمحدودية المعلومات المتوفرة لدى الادارة من الخارج. وقد حاولت الادارة البحث عن طرق لدعم المعارضة ولكن بدون توفير اسلحة فتاكة لهم والاقتصار على الدعم اللوجيستي وبلغ حجم المساعدات التي قدمتها امريكا للمعارضة 64 مليون دولار. وفي الوقت الحالي تواصل الادارة محاولات تطوير معرفة بالمعارضة وطبيعتها.

شكوك روسية

في سياق آخر ركزت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ على الموقف الروسي حيث قالت ان المسؤولين الروس الذين ظلوا يدعمون الاسد بدأوا يشكون في امكانية بقائه في السلطة. وقالت انه على الرغم من العلاقة الوثيقة بين البلدين ـ تجاريا وعسكريا – الا ان الروس لا يعرفون الكثير عن الطريقة التي يفكر فيها الرئيس، وليست لديهم القدرة للتأثير عليه. وتقول ان بعض المحللين يقولون ان روسيا قد تكون قد اضاعت فرصة دعم الانتفاضة التي اندلعت قبل 17 شهرا. وتقول ان روسيا قد تكون لديها ورقة اخيرة يمكنها التأثير على الاحداث وهي منح الاسد اللجوء، ومع ان الكرملين رفض تصريحات سفيرها في باريس لكن المحللين يقولون انها بالون لاختبار المزاج العام، فيما المح مسؤولون في الخارجية الروسية ان موسكو قد تمنح الاسد اللجوء ان طلب. ونقلت عن مسؤول قوله ان الاسد وفي المحادثات اليومية ‘يظل يقول لنا انه مسيطر على الوضع’، مضيفا ان الحكومة الروسية تحاول التأكد بنفسها من ان لحظة اللاعودة قد حلت. وقال المسؤول ان اول اشارة عن تغير الموقف الروسي تبدأ عندما تجلي روسيا رعاياها عن سورية ويتبع ذلك رحيل الاسد. وكان وزير الخارجية سيرغي لافروف قد نفى الاحاديث عن منح لجوء للاسد وقال ان الحكومة لم تفكر بهذا ابدا. ويقول محللون ان موقف روسيا لا علاقة له بدعم للاسد او خوفا على مصالحها ولكن لخشيتها ان يؤدي سقوطه لفتح الباب امام اشكال يقوم فيها الغرب الاطاحة بأنظمة موالية لموسكو. ونقلت عن مسؤول تحدث عن الموقف الروسي من ليبيا ومخاوفه من تكرار الدرس الليبي حيث علق قائلا انه بدلا من ان يشكر المقاتلون الليبيون روسيا على امتناعها عن التصويت في الامم المتحدة كان اول شيء فعلوه هو قولهم ان الشركات الروسية والصينية غير مرحب فيها.

في داخل حلب

وعن معنويات المقاتلين في حلب كتب لورك هاردينغ للابزوفر حيث رافق المقاتلين حول المدينة والذين قالوا له ان القصف مستمر على الاحياء ليلا ونهارا، ولكنهم قالوا انهم يربحون لان الجيش ‘مريض من الداخل، منهار منه داخله ولا توجد قيادة فيه’. واضاف ان الجيش لديه اسلحة روسية كثيرة ولكنها مثل الابرة التي تعطى للمريض قبل وفاته. ومع ذلك فالحقيقة المرة التي لا تخفى على احد ان حلب المدينة الغنية بسكانها الذين يزيدون عن المليون ومشاهدها التاريخية خلت الآن من السياح الذين كانوا يرتادون قلعتها ومقاهيها، ولم يبق فيها الا عسكر ومقاتلون من كافة المهن والاعمال، عمال في قطاع السياحة، طلاب في جامعة حلب تركوا مقاعدهم الدراسية بعد حملة من العنف قام بها الامن ضدهم الربيع الماضي، ونقلت عن مقاتل هرب من الجامعة قوله انها كانت مثل السجن الكبير قد تم اعتقال عدد كبير من الطلاب، واضاف انهم توقفوا عن حضور الحصص الدراسية والذهاب للمدينة. وكانت جامعة حلب قد انضمت الى الانتفاضة في شهر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي حيث امر الامن 500 من الطلاب الانبطاح وركلهم وضربهم. وقال ناصر الذي تحول لمقاتل ان الامن كان يعاملهم مثل الاعداء وكانوا يوقفون اي طالب يحمل معه كمبيوتر ويسألون ‘هل لديك فيسبوك’، مضيفا ان شبيحة النظام كانوا اغبياء لدرجة انهم لا يعرفون ما هو الفيسبوك.

ونقل عن احد الشبيحة الذين قبض الجيش الحر عليهم قوله ان اهل حلب ليسوا كلهم مع الثورة ويريدون العودة لحياتهم العادية وينظرون للمقاتلين على انهم ‘فلاحون’. ويقول المقاتلون ان الجيش يعتقد انه يحاصرهم ‘ولكننا نحن الذين نحاصرهم’في اشارة الى انهم يسيطرون على المنطقة الريفية المحيطة في حلب.

ويعتقد جنود منشقون ان الجيش لن يكون قادرا على الصمود اكثر من شهرين بسبب نقص الوقود اللازم لعرباته، اضافة الى ان معنويات الجنود في الحضيض. وقال جندي منشق ‘البنزين ينفد تقريبا ولا توجد لديهم الصواريخ الكافية او الخبز والماء اللازم للجنود’ حسب الجنرال محمد الزعبي الذي كان من ضمن 100 من الضباط الذين انشقوا من درعا، وتوقع الزعبي ان يظل الجيش صامدا لشهر او شهرين على التحديد، وتوقع ان يرحل الاسد اما الى روسيا او ايران بعد ذلك. ويشير التقرير ان سيطرة مقاتلي الجيش الحر على مناطق ريفية واسعة اعطته القدرة على ضرب خطوط الامدادات للجيش السوري، ومع ذلك يظل للجيش السوري قوة اخرى قاتلة وهي طائرات ام ـ 25 والتي يعترف الزعبي انه من الصعب اسقاطها لانها تحلق على مسافة 4.5 كيلو متر فوق مدى الكلاشينكوف.

واشار الزعبي ان الجنود في معنويات متدنية، متعبون وبعضهم لم يغادر قاعدته منذ ثلاثة او اربعة اشهر، ومن يحاول الهرب يقبض عليه ويقتل حالا. من جهة اخرى قدم مراسل ‘صاندي تلغراف’ حالة الصدمة التي اعترت المقاتلين عندما حشد الجيش قواته حول الاحياء التي يتمركز فيها المقاتلون وقال انهم باسلحتهم الفقيرة يواجهون جيشا متفوقا. واشار الى اشتباكات يوم السبت حيث قال ان المقاتلين قاموا طوال الليل بعمليات غير منظمة لضرب قوات النظام، واشار الى انهم باسلحتهم الخفيفة وشاحناتهم الصغيرة يواجهون النظام.

وقال ان ذخائرهم قليلة حيث خرج مقاتل ملتح وفي يده كيس بلاستيكي يحمل فيه الرصاص، فيما قال مقاتل اخر كان يحمل بندقية نمساوية الصنع ولم يكن يحمل سوى رصاصتين. واشار التقرير الى ان التعزيزات قليلة وهناك امكانية ان لا تصل للمقاتلين ونقل عن احد القادة واسمه ابو الطوف ان الهجوم على حلب لم يكن مخططا له وجاء بدون توجيه من الجيش الحر. واضاف ان المقاتلين من الريف جاءوا وانضموا الى لواء التوحيد مشيرا الى انهم يخططون للعمليات وليس القيادة في تركيا.

ونقل عن مؤيدين للاسد وصفوه بالجيد، قائلا ان ابناء المدينة الفقراء هم من رحبوا بالمقاتلين، ولا يمنع من وجود اثرياء يدعمون الثورة منهم رئيس المجلس التجاري السابق للمدينة مصطفى خليل الذي يقول انه تبرع بثروته من البناء للثورة، وقال ان رجال الاعمال تعبوا من النظام ويصطفون الى جانب الثورة. وقال ان النظام طلب من رجال الاعمال اموالا خلال الاسابيع الماضية ومن رفض ارسلوا اليه الشبيحة وحرقوا محله.

مقاتلون اجانب

وقال التقرير ان هناك حديثا عن وصول عدة الاف من المقاتلين الاسلاميين من الخارج، بعضهم ليبيون. وتعلق قائلة ان هؤلاء قد يؤثرون على سكان المدينة الذين يعتزون بمدينتهم التاريخية. من جهة اخرى قالت الصحيفة ان الخارجية البريطانية تقوم بالتحري عن وجود مسلمين بريطانيين يقاتلون لجنب الثوار. واشارت الى هولنديين تم اعتقالهما من مجموعة وحاولت اجبارهما على اعتناق الاسلام وذلك اثناء محاولتهما الدخول لسورية لارسال تقارير اخبارية من هناك. ونقلت عن مصدر اعتقاده وجود ستة من المسلمين البريطانيين يقاتلون في سورية. وقال المصدر ان احدا لا يعرف عددهم بالتحديد لانهم يسافرون في جماعات صغيرة.

وقالت ان المجاهدين الذين اعتقلوا الهولنديين جاءوا من جنسيات مختلفة من الباكستان وبنغلاديش والشيشان، وقال المصدر ان نسبة 40 بالمئة كانوا يتحدثون الانكليزية. وقالت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ في تقرير لها من انطاكية جنوب تركيا ان المدينة قد اصبحت منطقة جذب للجهاديين القادمين من الخارج، ونقلت عن سائق شاحنة قوله انه تعرف على اربعة منهم عند معبر باب الهوا، حيث قال انهم قد يكونون باكستانيين، افغان او شيشان.

لاجئو مخيم اليرموك يعيشون تفاصيل الموت يوميا.. لا كهرباء ولا غذاء والحصول على رغيف الخبز يمر من طوابير طويلة

أشرف الهور

غزة ـ ‘القدس العربي’ تحتد العمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام السوري في محيط وأطراف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المتواجد في قلب العاصمة دمشق، بحسب روايات أكدها شهود عيان فروا من القتال الناشب هناك وعادوا إلى قطاع غزة مؤخراً.

ويروي أحد الشبان الذين قدموا للقطاع لـ’القدس العربي’ روايات كثيرة مليئة بالمعاناة يعيشها سكان المخيم، ويقول ان هذه المعاناة بادت تزداد وتضيق الأمور باللاجئين منذ نحو شهر، حين دفعت قوات النظام بالمزيد من التعزيزات العسكرية في محيط المخيم.

ويؤكد أن دبابات تتبع قوات النظام اتخذت مواقع لها على مداخل المخيم، وبعضها دخل في بعض أحيائه، وأن اللاجئين هناك يعيشون تفاصيل الموت يومياً، خاصة بعد أن بدأت القذائف تتساقط عليهم.

وبحسب المعلومات فإن الدبابات قصفت أكثر من مرة أحياء الحجر الأسود، والتضامن، وأن بعض الأهالي اضطر للخروج من منازلهم غير الآمنة إلى خارج المخيم، في حين ترك آخرون منازلهم وأقاموا إما مع أقارب أو أصدقاء في المخيم، وهناك يجتهدون في تحضير الطعام والشراب لأطفالهم، نظراً لصعوبة الحصول على المواد التموينية بسبب الحصار الذي تفرضه دبابات النظام، والمعارك الشديدة التي تشهدها دمشق.

وبعيش سكان المخيم بدون تيار كهربائي غالبية ساعات اليوم، في الوقت الذي نفذت فيه المواد التموينية من المتاجر، وبات أمر دخولها عبر قوافل أمر عسير، في حين ينقل من تواجد هناك خلال الأيام الماضية وكتب له العودة لغزة أن الحصول على رغيف الخبز، يحتاج من رب الأسرة الوقوف لعدة ساعات في طوابير من البشر تمتد لمسافات طويلة.

وفي سورية يتواجد نحو 450 ألف لاجئ فلسطيني يقيمون في عدة مخيمات، أكبرها مخيم اليرموك، وقد عبرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘الأونروا’ عن قلقها من الأحداث الدائرة في سورية، خصوصا فيما يتعلق بتداعيات الأمور على استقرار وحماية اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في مختلف أرجاء البلاد.

وعبرت ‘الأونروا’ عن شعورها بالقلق حيال سلامة موظفيها وأمن منشآتها وحيال سبل وصول المساعدات الإنسانية للاجئين المتضررين.

وفي المعارك الدائرة في سورية تفيد الأرقام أن أكثر من 300 فلسطيني من اللاجئين هناك قتلوا، كان من بينهم جنود من جيش التحرير الفلسطيني قتلوا بعد خطفهم أثناء عودتهم لقضاء إجازتهم.

وفر عقب احتدام القتال العديد من الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون هناك لأسباب مختلفة، وعادوا جميعاً إلى قطاع غزة.

وهؤلاء جميعهم يحملون جوازات سفر فلسطينية، وبعضهم تجار يعملون في مجال استيراد الألبسة السورية، وهو ما مكنهم من الوصول إلى القطاع دون مشاكل مع سلطات المطارات العربية.

وتفيد المعلومات التي أوردها العائدين أن اللاجئين المقيمين في سورية، ويحملون وثائق سفر صادرة من دمشق، ممنوعين من الفرار لأي دولة عربية من دول الجوار، من قبل سلطات هذه البلدان، على خلاف اللاجئين السوريين الذين فروا من المعارك إلى تركيا ولبنان والأردن.

ومن شأن خطوة المنع هذه التي تردها سلطات بلاد الجوار بزعم خشيتها من تراكم أعداد اللاجئين الفلسطينيين لديها، أن تزيد من حالات خطر الموت التي تحيط بهؤلاء اللاجئين الذين باتوا محاصرين في مخيمات سورية.

ويقول الفارين إلى القطاع أن عددا من عائلات مخيم اليرموك مثلاً لجأت إلى مناطق سورية أخرى بعد احتدام المعارك وسقوط قتلى، ويقول ان هذه المناطق السورية معرضة أيضاً لأن تشهد أعمال قتال، وهو ما من شأنه أن يهدد حياتهم مرة أخرى، لانعدام فرص استقبالهم في دول الجوار.

وتفيد التقارير أن عشرات اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سورية عالقين على الحدود مع لبنان، بسبب رفض السلطات اللبنانية عبورهم.

وبحسب المعلومات الواردة من هناك فان بعضا منهم يدخلون الحدود بعيداً عن بوابات العبور الرسمية، في حين تبقى الأغلبية في الجانب السوري من معبر المصنع الموجود على الحدود بين لبنان وسورية.

وتطلب منهم سلطات لبنان الحصول على تأشيرات دخول من مكاتب الهجرة والجوازات في سورية، وهو أمر يشكل خطورة على حياتهم، إذ أن جميع المناطق التي تتواجد فيها هذه المكاتب تشهد عمليات قتال دامية.

وأعلنت الفصائل الفلسطينية مراراً عدم تدخلها في أعمال القتال الناشبة بين قوات النظام والجيش الحر، واعتبرت ما يحدث بأنه شأن سوري داخلي، وأجرت القيادة الفلسطينية قبل أيام قليلة سلسلة اتصالات مع النظام والمعارضة، إضافة إلى إجرائه هو اتصالات مع الجهات الدولية، بهدف حماية مخيمات اللاجئين، التي تدور على مقربة منها المعارك الضارية.

قتيلان برصاص الجيش السوري اثناء محاولتهما اللجوء وافتتاح اول مخيم للاجئين السوريين في الاردن

المفرق (الأردن) ـ ا ف ب: قتل الاحد شخصان بنيران الجيش السوري لدى محاولتهما اللجوء الى الاردن، وفقا لمنظمة اغاثة محلية، فيما افتتحت المملكة اول مخيم رسمي للاجئين الفارين من العنف في الجارة الشمالية.

وقال زايد حماد، رئيس جمعية الكتاب والسنة الاردنية التي تعنى باللاجئين السوريين، ان ‘شخصين على الاقل قتلا صباح (الاحد) وهما يحاولان الدخول الى الاردن مع مئات من السوريين الاخرين’.

واضاف انه لم يتسن التأكد من جنسية القتيلين، الا ان ‘المؤكد انهما ليسا سوريين’.

وقدر الرجل عدد اللاجئين الذين عبروا الحدود الى الاردن خلال الايام الثلاثة الماضية بنحو 5000، بينما تعتزم السلطات نقل اول دفعة من 500 لاجئ الأحد الى المخيم الذي شيد في منطقة الزعتري في محافظة المفرق شمال البلاد، على مقربة من الحدود.

وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة لدى حضوره الافتتاح الرسمي ان ‘الهدف من المخيم تخفيف الضغط على السوريين الذين يلجؤون للاردن’، الذي يستضيف، بحسب الوزير، ازيد من 142 الف سوري منذ بداية الازمة.

من ضمن هؤلاء حوالي 36,000 الف شخص مسجلون رسميا لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.

ويقطن الكثير منهم في مساكن مؤقتة شمال الاردن او لدى اقارب او اصدقاء لهم في هذا البلد المجاور، بينما تتسع الخيم البيضاء الجديدة في الزعتري لحوالي 120,000 شخص.

واضاف جودة ان بلاده ستستمر ‘في توفير الامن والامان لهم حتى يتم التوصل الى الحل السياسي الذي تعمل عليه الكثير من الدول’ لحل الصراع في سورية، الذي راح ضحيته أكثر من 20 الف قتيل منذ اذار (مارس) 2011 حسب المرصد السوري لحقوق الانسان. من ناحيته، قال وزير الداخلية غالب الزعبي، الذي حضر افتتاح مخيم الزعتري، ‘ما كنا نتمنى اللجوء لمثل ما تشاهدون ونأمل زوال الغمة عند اهلنا في سورية’.

ووفقا لحماد، ‘ينصب افراد الجيش السوري كمائن لمن يحاولون الهرب الى الاردن ويطلقون عليهم الرصاص’، في وقت تتزايد فيه حركة اللجوء مع اشتداد القتال بين قوات النظام السوري والمعارضة. وقتل طفل سوري الجمعة برصاص جيش بلاده النظامي اثر محاولة عائلته الهرب، بينما جرح عسكري اردني حاول تسهيل عبورهم.

ورجح حماد ان يصل عدد السوريين الذي عبروا الشريط الحدودي الى المملكة منذ فجر الاحد الى اكثر من 1500.

واشار الى ان ‘عملية النزوح التي حصلت السبت والجمعة كبيرة جدا’، مضيفا ان اللاجئين، الذين كانوا فيما مضى يعبرون خلال الليل، قد ‘بدؤوا مؤخرا بالتدفق اثناء ساعات النهار ايضا’.

يذكر ان معدل عبور اللاجئين السوريين الحدود الى الاردن ارتفع مؤخرا من حوالي 500 الى أكثر من 1500 في اليوم الواحد، بحسب تقديرات الامم المتحدة.

شبيغل’: الحكومة السورية تعزز من تأمينها للأسلحة الكيماوية

برلين ـ د ب أ: ذكرت تقارير صحافية في ألمانيا أن الحكومة السورية عززت من إجراءات تأمينها للأسلحة الكيماوية التي بحوزتها كما قامت بنقل جزء من ترسانتها الكيماوية إلى أماكن أخرى وذلك بالنظر إلى استمرار المعارك مع المعارضة.

وقالت مجلة ‘دير شبيغل’ الألمانية الصادرة الاثنين استنادا إلى معلومات أجهزة استخبارات غربية إن الحكومة السورية استعانت بعلويين موالين للنظام في حماية نقاط مهمة بمستودعات الأسلحة الكيماوية كما قامت الحكومة بنقل جزء من الأسلحة الكيماوية من مطار عسكري بالقرب من مدينة حمص معقل المعارضة إلى مستودع آخر يتمتع بحماية أفضل. وأضافت المجلة أن معلومات لدى جهاز الاستخبارات الألمانية (بي إن دي) أفادت بأن المادة المنقولة تتعلق بغازات الأعصاب القاتلة (في إكس) والسارين.

ووفقا لتقديرات أجهزة استخبارات غربية فإن الجيش السوري يمتلك أكثر من 1000 طن من المواد الحربية عالية السمية والجزء الأكبر من هذه المواد مخزن في قاعدة السفير العسكرية الواقعة على مسافة نحو 20 كيلومترا من مدينة حلب.

وقالت المجلة في تقريرها إن أجهزة الاستخبارات الغربية لا ترى أنه من المرجح انتقال جزء من الأسلحة الكيماوية السورية لحزب الله اللبناني الشيعي.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان هدد مؤخرا بلجوء بلاده للحرب إذا استلزم الأمر منع وصول هذه الأسلحة إلى حزب الله.

كان متحدث باسم الخارجية السورية أكد الثلاثاء الماضي أن بلاده لن تستخدم أبدا أسلحة كيماوية أو جرثومية مصححا بذلك تصريحا كان قاله في اليوم السابق من أن سورية لن تستخدم هذه الأسلحة ضد المعارضين، وأن هذه الاسلحة لن تستخدم إلا في حال تعرضت سورية لعدوان خارجي.

تركيا ستتخذ ‘كافة الاجراءات’ لمنع تمركز مقاتلين اكراد في سورية

انقره ـ ا ف ب: اكدت تركيا الاحد انها ستتخذ ‘كافة الاجراءات’ لمنع تمركز ‘خلايا ارهابية’ في المناطق الحدودية مع سورية حيث تتهم انقره النظام السوري بتسهيل تمركز انفصاليي حزب العمال الكردستاني.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو للقناة السابعة للتلفزيون التركي ‘لن نسمح بتمركز خلايا ارهابية قرب حدودنا’.

واضاف الوزير ‘ليس مهما ان تعلق الامر بالقاعدة او حزب العمال الكردستاني نحن نعتبر ان الامر يتعلق بقضية امن وطني ونحتفظ لانفسنا بالحق في اتخاذ كافة الاجراءات’ دون مزيد من التوضيح.

بيد ان اوغلو قلل من اهمية اتهام رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الاربعاء للنظام السوري بانه ‘عهد’ بخمس مناطق في شمال سورية لحزب العمال الكردستاني او حزب الاتحاد الديمقراطي الحليف لسورية، مؤكدا ان تركيا لن تتردد في استخدام القوة عند الحاجة. وفي الوقت الذي نشرت فيه الصحافة التركية صور اعلام كردية رفعت في بلدات في شمال سورية، فقد اكد وزير خارجية تركيا ان هذه المنطقة لم تصبح بالكامل تحت سيطرة الثوار الاكراد. وقال ‘هذا ليس صحيحا’ مع اقراره بانه ‘لا يمكنه القول انه لا توجد مخاطر’.

واكد ‘حتى ان كان الخطر بنسبة 1 بالمئة فاننا ناخذه على محمل الجد’.

ويقاتل حزب العمال الكردستاني منذ 1984 السلطات التركية للمطالبة بحكم ذاتي او انفصال جنوب شرق الاناضول ذات الغالبية الكردية. وخلف النزاع 45 الف قتيل.

ويقدر عدد الاكراد في تركيا بنحو 15 مليون نسمة يمثلون اكثر من 20 بالمئة من 73 مليون تركي. وفي سورية يبلغ عددهم مليوني نسمة ويمثلون 9 بالمئة من 23 مليون سوري.

ومنذ بدء الاحتجاجات في سورية شهدت العلاقات بين دمشق وانقره توترا حيث تطالب تركيا بانهاء القمع في سورية ورحيل الرئيس بشار الاسد.

الشعّار يشدّد على «اقتلاع الإرهاب»… و«الجيش الحر» يطالب بحظر جويّ

معركة مفتوحة في حلب

في الوقت الذي أكد فيه وزير الداخلية السوري محمد الشعار أنّ الجيش السوري «سيقتلع الإرهاب بكل أشكاله وسيعيد الاستقرار»، كان قيادي في «الجيش السوري الحر» يطلب من الغرب إنشاء «منطقة حظر جوي»، بعدما «أصبح لدينا منطقة عازلة»

شهدت أحياء عدة في مدينة حلب، يوم أمس، اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تشن منذ يوم السبت هجوماً لاستعادة السيطرة على المدينة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأنّ «الهجوم الشامل على مدينة حلب يتواصل»، لافتاً إلى أن الاشتباكات تأخذ طابع «حرب شوارع شاملة». وأوضح أنّه «ليس كل التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام الى حلب تشارك في المعركة»، مشيراً الى أنّ «جزءاً كبيراً منها مهمته فرض حصار على المدينة بهدف عزل الاحياء التي يسيطر عليها الثوار عن مناطق ريف حلب».

وأضاف أنّ «الاشتباكات العنيفة تتواصل في حي صلاح الدين، حيث تستخدم القوات النظامية المروحيات في قصف المنطقة»، إضافة الى «مدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي». ولفت الى وصول المعارك الى وسط مدينة حلب، وتحديداً حلب القديمة، حيث «يحاول الجيش النظامي استرجاع حي باب الحديد». وأوضح أنّ أحياء السكري، والفردوس، وجسر الحاج تشهد اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين.

من ناحيتها، أوردت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» أنّ «قواتنا الباسلة تكبد المجموعات الارهابية المسلحة في حي صلاح الدين بحلب خسائر فادحة».

وفي السياق، اتهمت صحيفة «الوطن» السورية تركيا بدعم «جهاديين» في حلب من أجل استعادة حقبتها العثمانية. وتحت عنوان «الجيش يبدأ تطهير حلب وسوريا من الجهاديين»، كتبت الصحيفة أنّ القوات السورية بدأت «عملية بالغة الدقة في مدينة حلب لاجتثاث الارهاب الذي اجتاح بعض مناطقها ولإعادة فرض سلطة القانون وتحرير الحلبيين من قبضة ال‘إرهابيين». وأضافت أن مقاتلين من جنسيات مختلفة يقاتلون في حلب «في معركة تريدها تركيا وقطر والسعودية أن تكون فاصلة في مسار مشروعها لتدمير سوريا، وتراها تركيا تاريخية لاستعادة حقبتها العثمانية، من خلال سقوط حلب في أيدي جماعات موالية لها». وأضافت أنّ «الجهاديين أخطأوا مرة جديدة في العنوان. فالحلبيون لن يسمحوا لهؤلاء أو لأي مرتزقة آخرين بدخول مدينتهم، وما يحصل سينتهي خلال ساعات بتعاون الجيش والحلبيين الذين باتوا يداً واحدة في مواجهة الارهابيين ومشروعهم الفاشل مسبقاً».

في المقابل، دعا قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في «الجيش السوري الحر»، العقيد عبد الجبار العكيدي، إلى إنشاء «منطقة حظر جوي» في سوريا، مشدداً على أن مدينة حلب ستكون «مقبرة لدبابات» الجيش النظامي. وقال العكيدي «نقول للغرب أصبح لدينا منطقة عازلة ولسنا بحاجة الى منطقة عازلة، بل نحتاج الى منطقة حظر جوي فقط، ونحن قادرون على إسقاط هذا النظام». ورأى أن الجيش النظامي «لا يستطيع الوصول الى حلب إلا عبر الطائرات والمدفعية البعيدة وقصف المدينة وتدمير البيوت، لكن كدخول الى المدينة فإنه لا يستطيع». وقال «نحن متحصنون في كل أحياء المدينة، ولدينا أسلحة مضادة للدروع والطائرات المروحية». ولفت الى أن استراتيجية قواته في حلب تقوم على «إيماننا بالنصر وبعدالة قضيتنا ومعنوياتنا العالية»، ورأى أن النظام «لا يجرؤ على إخراج الجنود من الثكنات العسكرية، لأنه بمجرد خروج هذه العناصر فهم يلجأون الى الانشقاق والهروب من هذا النظام».

من جانبه، أكد وزير الداخلية السوري محمد الشعار، مساء السبت، في أول ظهور له بعد إصابته في الانفجار الذي استهدف مقر مكتب الأمن القومي في دمشق، أنّ «جيشنا الباسل وأمننا الساهر سيقتلعان الإرهاب بكل أشكاله، وسيعيدان الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا». ووجّه الشعار رسالة إلى كل من يحمل السلاح «بالعودة إلى رشدهم»، داعياً إياهم الى «إدراك أنهم ليسوا إلا وقوداً يستثمرهم الآخرون في مخططهم لضرب استقرار بلدهم».

ميدانياً، تنفذ القوات النظامية في ريف دمشق حملة مداهمات في منطقة الشيفونية، بمحيط مدينة دوما ومعضمية الشام والسبينة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وفي مدينة حمص، يتعرض حيّ الخالدية لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، في حين اقتحم مقاتلون معارضون «مبنى نقابة المهندسين في حي باب هود وسط مدينة حمص، بعد اشتباكات مع القوات النظامية». وقال المرصد إن «اشتباكات عنيفة تدور قرب مقر الجيش الشعبي في مدينة إدلب، بينما قتل مدنيان بعد منتصف ليل السبت الأحد إثر القصف الذي تعرضت له بلدة حيش في ريف إدلب»، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية أن اشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة دارت في مناطق عدة في ريف إدلب قرب الحدود التركية.

وقالت الوكالة إن قوات الأمن لاحقت «مجموعات إرهابية مسلحة في قرى ومزارع بلين، وبيلون، وكفر روما، في ريف إدلب وألحقت بها خسائر كبيرة». وأشارت «إلى تدمير سيارات للإرهابيين مزودة برشاشات ومصادرة أسلحتهم». وتابعت الوكالة أنّ «الجهات المختصة اشتبكت، أيضاً، مع إرهابيين في المزارع المحيطة بإدلب وقرية قورين، وأدى الاشتباك إلى إيقاع خسائر في صفوف الإرهابيين». كذلك ذكرت الوكالة أنّ «قوات حرس الحدود أحبطت محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل من الأراضي التركية الى سوريا، بالقرب من موقع عين البيضا في جسر الشغور».

في موازاة ذلك، دعا «المجلس الوطني السوري» إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن «لبحث الوضع في كل من حلب ودمشق وحمص، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين من عمليات القصف الوحشية». كذلك حثّ «الدول الصديقة للشعب السوري على التحرك الجادّ والفاعل من أجل فرض حظر لاستخدام الطائرات من قبل النظام، وإقامة مناطق آمنة توفّر الحماية لنحو مليونيْ نازح». ولفت المجلس في بيانه الى أن «النظام السوري يقوم بتطويق مدينة حلب بالدبابات والمدفعية وآلاف العناصر، تمهيداً لاقتحامها وارتكاب مجازر فيها»، موضحاً أن القوات النظامية تستخدم «الطائرات المروحية في ضرب الأحياء السكنية والمناطق المأهولة». وأكد المجلس أنّه «يجري اتصالات حثيثة لتوفير الدعم اللوجستي للكتائب الميدانية المدافعة عن حلب ودمشق وباقي المدن المحاصرة والمستهدفة»، داعياً «كافة السوريين في المهجر والأشقاء العرب للمساهمة في توفير التمويل اللازم لحملات الإغاثة والدعم الإنسانية».

في سياق آخر، لجأ أكثر من 12 ألف سوري الى الجزائر منذ شهر، بحسب مصدر قريب من وزارة الداخلية الجزائرية. وتدرس الجزائر إمكانية السماح لهؤلاء السوريين بالإقامة مؤقتاً في وسط العاصمة وإحدى ضواحيها الشرقية في مدارس شاغرة بسبب العطلة الصيفية، بينما، افتتح في الاردن، أمس، أول مخيم رسمي للاجئين السوريين. وأعلن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة افتتاح المخيم في الزعتري، الذي يتّسع لإيواء ما يصل الى 120 ألف شخص.

وفي السياق، ذكرت وكالة «أنباء الأناضول» التركية أن 207 سوريين، بينهم 5 ضباط عبروا الحدود إلى تركيا. وقالت الوكالة إن عقيداً ونقيباً ورائداً وملازمَين سوريين من بين العسكريين النازحين إلى تركيا، وقد وصلوا إلى مشارف قرى كوشاكلي، وبوكولمز، وكافالجك في إقليم «هاتاي».

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

الوطني السوري يتهم النظام بشن “حرب ابادة” على بلدة معضمية

أ. ف. ب.

قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال مقابلة اجريت معه أن باريس ستطالب بعقد اجتماع وزاري عاجل حول الوضع في سوريا، من أجل وقف المجازر المستمرة هناك، في وقت اتهم فيه المجلس الوطني السوري النظام بشن حرب ابادة على بلدة معضمية معلنا اياها مدينة منكوبة.

بيروت: صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي في اب/اغسطس ستطلب عقد اجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية حول الوضع في سوريا.

وقال فابيوس في مقابلة اجرتها معه اذاعة ار تي ال انه سيتراس بنفسه هذا الاجتماع الذي ستصدر الدعوة لعقده بشكل عاجل من اجل وقف المجازر في سوريا.

وقال “بما ان فرنسا ستتولى رئاسة مجلس الامن الدولي في الاول من اب/اغسطس، سنطلب قبل نهاية هذا الاسبوع عقد اجتماع لمجلس الامن على المستوى الوزاري على الارجح هذه المرة لمحاولة وقف المجازر والتحضير للانتقال السياسي”.

وتابع في اشارة الى روسيا والصين اللتين رفضتا حتى الان الموافقة على اي قرار ملزم في الامم المتحدة “يجب ان نحاول كل شيء”.

وحذر من انتقال النزاع السوري الى الدول المجاورة مؤكدا “لم يعد بوسعنا القول انه شأن داخلي”.

واعرب فابيوس عن خشيته من وقوع مجزرة في حلب وقال “انها محنة يعيشها الشعب السوري والجلاد يدعى (الرئيس) بشار الاسد”.

واستبعد من جديد احتمال ان يرسل الغربيون اسلحة الى الثوار السوريين وقال “هناك اسلحة تسلم اليهم بحسب معلوماتنا من قبل قطر والسعودية ودول اخرى على الارجح .. لكن ليس من قبلنا”.

باريس ستدعو الى اجتماع وزاري عاجل لحل الأزمة السورية

واتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام السوري بشن “حرب ابادة” على بلدة معضمية الشام قرب دمشق عبر قصفها وحصارها، معلنا اياها “مدينة منكوبة”.

وقال المجلس في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه صباح الاثنين “تقوم قوات النظام التابعة لماهر الأسد وعدنان الأسد بشن حرب إبادة حقيقية على بلدة معضمية الشام قرب العاصمة السورية دمشق، حيث تقصف المدينة بوحشية وتحاصرها بهدف تدميرها كليا”.

واعلن المجلس بلدة معضمية الشام “مدينة منكوبة”، طالبا “من جميع مؤسساته وجميع القوى والتنظيمات السورية ومن كل المواطنين السوريين تقديم المساعدة العاجلة لأهل المعضمية”.

واكد ان “ما تعيشه المعضمية يحصل الآن في بلدة الحراك المنكوبة وبلدات أخرى في محافظة درعا وفي دير الزور وحمص، فيما تبلغ المأساة السورية قمة اللامعقول حين يتفرج العالم وعلى الهواء مباشرة على إستعداد النظام لارتكاب أبشع الجرائم في حلب وريفها”.

وكان المجلس الوطني دعا الاحد الى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن من اجل منع حصول “مجازر” بحق المدنيين اتهم النظام السوري بالتخطيط لها في حلب ودمشق وحمص.

ودعا رئيس المجلس عبد الباسط سيدا السبت الدول “الصديقة والشقيقة” الى تسليح المعارضين السوريين، مشددا على وجوب محاكمة الرئيس بشار الاسد لارتكابه “مجازر” بحق السوريين.

وشهدت احياء عدة في مدينة حلب الاحد اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تشن منذ السبت هجوما لاستعادة السيطرة على المدينة.

سيدا يبحث عن دعم الأكراد والمعلم مساعدة السلطات العراقية

أسامة مهدي

في تسابق للنظام السوري ومعارضيه على كسب تأييد عراقي لكل منهما، يبحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم الاثنين مع المسؤولين في الحكومة العراقية يتقدمهم رئيسها نوري المالكي مباحثات تهدف إلى مساندة نظام الاسد في مواجهة معارضيه بينما يناقش رئيس المجلس الوطني المعارض سيدا عبد الباسط، مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني إمكانية الضغط على القوى الكردية السورية للانضمام إلى الثورة هناك.

لندن: من المنتظر ان يبدأ رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا مباحثات في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق، مع مسعود بارزاني اليوم الاثنين تتناول الطلب منه إقناع القيادات الكردية السورية للإنضمام إلى المجلس. كما سيلتقي سيدا الذي وصل إلى اربيل الليلة الماضية قيادات الهيئة العليا الكردية التي تضم مجلس الشعب لغرب كردستان والمجلس الوطني الكردي في سوريا في محاولة للتوصل إلى اتفاق معها للانضمام إلى المجلس الوطني السوري . وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها الناشط الكردي سيدا إلى اربيل حيث كان التقى بارزاني خلال زيارته الأولى اثر تسلمه مهامه رئيسا للمجلس الوطني المعارض الشهر الماضي. ويبلغ عدد الاكراد في سوريا حوالي مليونين ونصف المليون نسمة يمثلون 10 بالمائة من سكان البلاد البالغ 23 مليون نسمة.

وقد أكد بارزاني في 23 من الشهر الحالي وجود معسكرات تدريبية لمقاتلين أكراد سوريين في الإقليم مشيراً إلى أن الإقليم يدرب هؤلاء ليتمكنوا من الدفاع عن مناطقهم في سوريا. وعقب ذلك اعلن مصدر كردي أن 650 مجندا كرديا سوريا توجهوا من محافظة دهوك الكردية العراقية إلى سوريا لحماية المناطق الكردية هناك.

وكانت مناطق الأكراد السوريين الذين يتمركزون في المناطق السورية الشمالية المحاذية للحدود التركية  والممتدة من مدينة المالكية في أقصى شمال شرق سوريا وحتى مدينة عفرين في الريف الشمالي لمدينة حلب (400 كم شمال العاصمة) قد بقيت بمنأى عن الاضطرابات الأمنية والعمليات العسكرية التي شهدتها محافظات سورية أخرى مثل درعا في الجنوب، ودمشق وريفها، ومحافظتي حمص وحماة (وسط)، وادلب (شمال غرب)، وحلب، ودير الزور (شرق).

ورغم أن المدن ذات الغالبية الكردية مثل المالكية والقامشلي وعامودا والدرباسية ورأس العين  وعين العرب (كوباني) وعفرين وسواها قد شهدت بدورها مظاهرات مناوئة للنظام تطالب بالاعتراف بحقوق الكورد وبخصوصيتهم القومية، إلا أن مناطقهم لم تشهد أية اضطرابات امنية أو عمليات عسكرية.

ويعزو المراقبون ذلك إلى ان السلطات السورية ليست مستعدة لفتح جبهات جديدة فهي تمارس سياسة “غض الطرف” بشأن الحراك الكردي، كما ان المظاهرات في المناطق الكردية خرجت بصورة سلمية وسعى المسؤولون عن تنظيمها إلى عدم المساس بمؤسسات الدولة وبالممتلكات العامة والخاصة.

وكان التشكيلان الكرديان الرئيسيان في سوريا المعارضان بشدة لنظام الرئيس بشار الأسد، قد قررا في الثاني عشر من الشهر الماضي عقب مباحثات في أربيل رعاها بارزاني، توحيد قواهما والتجمع ضمن تكتل واحد. ويعتبر المجلس الوطني الكردي الذي يضم مجموعة أحزاب كردية سورية مقربا من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني بينما ينظر إلى مجلس الشعب لغرب كردستان الذي يشمل مجموعة احزاب ايضا على انه مقرب من حزب العمال الكردستاني التركي المتمرد.

 وخاض الأكراد السوريون في عام 2004 اشتباكات دامية مع قوات الامن السورية استمرت لايام بعد حادث في ملعب لكرة القدم في مدينة القامشلي التي تسكنها أغلبية كردية. ويعيش عدة آلاف من الأكراد في العاصمة السورية دمشق وكذلك في شمال شرق البلاد واذا ألقوا بثقلهم وراء الانتفاضة التي تشهدها سوريا حاليا ستكون هذه ضربة أخرى كبيرة للاسد.

ومن جهته يبحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم في بغداد التي يصلها اليوم مع المسؤولين العراقيين يتقدمهم رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير خارجيته هوشيار زيباري علاقات البلدين والموقف العراقي من تصاعد العمليات العسكرية في سوريا واستقبالها للاجئين السوريين. وتأتي زيارة المعلم لبغداد القادم اليها من طهران بعد ايام قليلة من رفض الحكومة العراقية لقرار مجلس الجامعة العربية الخاص بدعوة الأسد للتنحي مؤكدة ان حل الأزمة السورية يجب ان يكون داخليا من دون تدخل خارجي.

وأمس قال المعلم إن بلاده ستنتصر على المؤامرة التي تحاك ضدها.. وأوضح في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي أن “الشعب السوري مصمم ليس فقط على مواجهة هذه المؤامرة بل مصمم على الانتصار فيها”. وأضاف أن المسلحين “خططوا لمعركة دمشق الكبرى وفي أقل من أسبوع

اندحروا وفشلت هذه المعركة وانتقلوا إلى حلب واؤكد لكم ايضا ستفشل مخططاتهم”.

ومن جهته ترأس رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي أمس اجتماعا لمجلس الأمن الوطني الذي يضم وزراء الخارجية والداخلية والمالية والدفاع والعدل، ومستشار الأمن الوطني وعددا من كبار الضباط والمسؤولين الأمنيين. وجرى خلال الاجتماع مناقشة آخر التطورات في الأزمة السورية وتأثيراتها على الواقع الأمني في العراق. وقدمت اللجنة الخاصة التي تفقدت المناطق الحدودية مع سوريا تقريرا عن التطورات الجارية والتدابير اللازم اتخاذها واتخذ المجلس جملة من القرارات حول تنظيم عملية استقبال النازحين السوريين والتأكيد على إيوائهم في مخيمات خاصة وتجهيزها بالخدمات اللازمة إلى جانب قبول كفالة أقاربهم من الدرجة الأولى وأخذ تعهد عند دخولهم للمنفذ.

 من جهته أكد الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي ان اللجنة التي شكلها المالكي حول النازحين في منطقة القائم اطلعت مجلس الأمن الوطني على عملها كما اشار وزير المالية رافع العيساوي إلى ان وزارته قامت بتوفير المستلزمات المالية اللازمة لإستضافتهم وستعوض وزارة الهجرة بالسلفة التي أطلقتها إضافة إلى المبلغ الذي خصص لهذا الغرض وقدره 45 مليون دولار .

ومن جانبه أعلن مجلس محافظة الأنبار الغربية المحاذية للحدود السورية أن مستشارية الأمن الوطني وافقت على طلب تقدم به المجلس بالسماح للعوائل العراقية والعشائر في الانبار باستضافة اللاجئين السوريين لذين بلغ عددهم حوالي اربعة الاف شخص.

وكان المالكي عبر مؤخرا عن قلقه من تصاعد العنف وعمليات القتل في سوريا واشار إلى أن العراق دعا منذ بداية الأزمة السورية إلى ضرورة إيجاد حل سياسي وليس امنيًا لها . وأكد استعداد العراق لدعم أي مجهود دولي لإيجاد حل سلمي لما تعاني منه سوريا يضمن للشعب السوري أهدافه المشروعة ويجنبها والمنطقة المزيد من الدماء والدمار. وشدد على ضرورة منع “التدخلات التي من شأنها زيادة تعقيد الأوضاع في سوريا وإراقة المزيد من الدماء”. واشار إلى أن الأزمة لا تتعلق بسوريا وحدها بل بجميع دول المنطقة لاسيما العراق الذي له حدود طويلة ومصالح مشتركة معها.

ومن جهته حذّر زيباري من أن الدول المجاورة لسوريا ليست محصنة ضد الأزمة فيها معربًا في الوقت ذاته عن قلقه من “العناصر التكفيرية التي تحاول جر الشعب السوري إلى صراعات طائفية”. وقال”قلقنا الاكبر هو أن تتمدد الأزمة نحو الدول المجاورة”. واضاف “ليس هناك من دولة محصنة ضد هذا التمدد بسبب تركيبة المجتمعات والامتدادات والعلاقات والابعاد الاثنية والمذهبية واذا تحول هذا الصراع إلى صراع مذهبي بالكامل أو إلى حرب اهلية فالعراق سيتأثر ولبنان سيتأثر والاردن لن يكون محصنًا ضد ذلك”. وشدد على أنه “لا يمكن لأي جهة أو أي طرف تجاوز العراق ودور العراق في الأزمة السورية واي محاولات سواء اقليمية او دولية للقفز على دور العراق لن تنجح”.

 وقال مسؤولون عراقيون خلال الاشهر الماضية أن هناك حركة تهريب للسلاح والمقاتلين باتجاه سوريا التي كانت تتهم في السابق بانها قدمت دعمًا ماليًا وعسكريًا ولوجستيًا لجماعات “جهادية” متمردة في العراق.

وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لحوالي 600 كلم، يقع اكثر من نصفها تقريبًا في محافظة الانبار الغربية المحاذية لسوريا .

انسحاب العلويين الى الجبال لتأسيس دولة بمساعدة الروس في طرطوس

عدنان أبو زيد

على قمة تلة في أقصى غرب سورية تقع قلعة الحصن المذهلة، أفضل قلاع الصليبيين حالاً في عالمنا اليوم. استُخدم هذا الحصن منذ القرن الحادي عشر كقاعدة شن منها الصليبيون الأوروبيون الغارات على سورية، وهكذا صارت موضعاً لإطلاق الهجمات وحماية ساحل البحر الأبيض المتوسط من الإمبراطوريات العربية التي سعت إلى استعادته.

إيلاف: كتب جاسر عبدالله الحربش ان الدولة العلوية في سورية على وشك الانهيار، وهناك فئران هربت من السفينة الغارقة، بعضها بكَّر قليلاً في الهرب وبعضها وصل متأخراً جداً. ويرى الحربش في مقاله في جريدة الجزيرة السعودية ان الوقت الحاضر ” يشهد الشروع بتلميع لسلالات من تلك العوائل العميلة التي شاركت طيلة أربعين سنة في الترهيب والنهب والتعذيب والاغتصاب والقتل، بدءاً من مذبحة حماة حتى الإبادة الجماعية الحالية”. ويضيف “من الواضح أن هناك الآن جهات دولية وإقليمية تريد أن تجهز ثوباً مرقعاً من بقايا دولة الأسد لتلبسه سورية الجديدة بعد خلاصها الكامل من قبضة الحكم الطائفي”.

وعلى ذات الصعيد كتب فيصل اليافي في جريدة ( ذه ناشونال) وترجمته صحيفة الجريدة الكويتية ان ثمة أسباب قوية “تدفعنا إلى الاعتقاد أن المواطنين العلويين العاديين لن يرحبوا بدولة علوية، وأنها لن تنجح في مطلق الأحوال، صحيح أن نظام الأسد يتألف بمعظمه من العلويين، بيد أنه لا يقتصر على طائفة واحدة، بل عائلة واحدة، إذ ظل علويون كثر فقراء، مع أنهم حظوا بمعاملة استثنائية في القوات المسلحة.”

فيصل اليافي :عائلة الأسد تعيق قيام دولة علوية

ثمة أسباب قوية تدفعنا إلى الاعتقاد أن المواطنين العلويين العاديين لن يرحبوا بدولة علوية، وأنها لن تنجح في مطلق الأحوال، صحيح أن نظام الأسد يتألف بمعظمه من العلويين، بيد أنه لا يقتصر على طائفة واحدة، بل عائلة واحدة، إذ ظل علويون كثر فقراء، مع أنهم حظوا بمعاملة استثنائية في القوات المسلحة.

على قمة تلة في أقصى غرب سورية تقع قلعة الحصن المذهلة، أفضل قلاع الصليبيين حالاً في عالمنا اليوم. استُخدم هذا الحصن منذ القرن الحادي عشر كقاعدة شن منها الصليبيون الأوروبيون الغارات على سورية، وهكذا صارت موضعاً لإطلاق الهجمات وحماية ساحل البحر الأبيض المتوسط من الإمبراطوريات العربية التي سعت إلى استعادته.

 أيُعقل أن يحدث أمر مماثل في غرب سورية قريباً؟ مع دخول الانتفاضة السورية مرحلة حاسمة، تُناقَش اليوم خطة بديلة في حال لم يستطع الأسد القضاء على الثوار: انسحاب العلويين إلى معقل لهم في مناطق أقصى الغرب الجبلية المتمحورة حول مدينة اللاذقية الساحلية، حيث يمكن تأسيس دولة علوية، فبفضل القاعدة الروسية في طرطوس والملايين المكدسة في المصارف الأجنبية، بإمكان آل الأسد نظرياً الصمود فترة كافية لبناء دولة. هل هذا ممكن حقاً؟ لربما بدأ تنفيذ هذه الخطة اليوم، فتبدو الاعتداءات الأخيرة، مثل مجزرة قرية التريمسة في 12 يوليو، متعمَّدة لدفع السنة في غرب سورية إلى مغادرة منازلهم والانتقال شرقاً بعيداً عن معاقل العلويين المحتملة. وتشير هذه النظرية أيضاً إلى أن نظام الأسد يخطط لإخراج السنة الخائفين من مناطق غرب حمص وحماة، مدينتين لا تزالان ذات أغلبية سنية. لا شك أنه مع سقوط الرئيس بشار الأسد، سيتعرض العلويون، الذين يشكلون أقلية تنتمي إلى الشيعة في سورية ذات الأغلبية السنية، لأعمال انتقامية. لا تتفشى مشكلة الطائفية في سورية، ولكن بغض النظر عما يقوله قادة الثوار اليوم، من شبه المؤكد أن الشبيحة (مجرمي النظام الذين نفذوا بعض أسوأ المجازر وعمليات الاغتصاب والذين ينتمون بمعظمهم إلى الطائفة العلوية) سيُطاردون ويُقتلون.

نظراً إلى هذا الواقع، من الطبيعي أن يخاف علويون كثر على سلامتهم بعد سقوط الأسد، وخصوصاً أن الأقلية العلوية حكمت هذا البلد السني طوال أربعة عقود. ولكن ثمة أسباب قوية تدفعنا إلى الاعتقاد أن المواطنين العلويين العاديين لن يرحبوا بدولة علوية، وأنها لن تنجح في مطلق الأحوال. صحيح أن نظام الأسد يتألف بمعظمه من العلويين، بيد أنه لا يقتصر على طائفة واحدة، بل عائلة واحدة. ظل علويون كثر فقراء، مع أنهم حظوا بمعاملة استثنائية في القوات المسلحة، وإن أُقنعوا بأن تولي السنّة السلطة في دمشق لا يشكل أي تهديد لهم، فمن المستبعد أن يقفوا إلى جانب هذا النظام الوحشي، الذي سيواصل بالتأكيد قمعه المنظَّم ما إن يشعر بالأمان في دولته الخاصة في الغرب. علاوة على ذلك، ستكون حالة العلويين العاديين في هذه الدولة مزرية، فقد كدّس نظام الأسد ثروات طائلة، ويقدّر تقرير صدر أخيراً عن “ألاكو”، شركة للمعلومات الاستخباراتية مقرها في لندن، أن الأسد ورجال نظامه الأبرز يملكون على الأرجح 70% من أصول البلد وأراضيه والتراخيص والشركات فيه، فما المبررات التي قد تجعل العلويين العاديين يظنون أن عائلة الأسد ستكون أكثر استعداداً لتشاطر ثرواتها معهم في تلك الدولة الجديد، حيث سيعتمدون كاملاً على حماية آل الأسد؟ صحيح أن العلويين يخشون كثيراً أعمال الانتقام التي قد يتعرضون لها بعد سقوط نظام الأسد، ولكن ثمة إقرار عام بأن مستقبل العلويين يبقى في سورية، فقد نُظمت تظاهرات مناهضة للنظام حتى في اللاذقية، كذلك انشق جنود علويون وانضموا إلى الجيش السوري الحر، حتى إن أحدهم اتهم الأسد بنشر الحرب الطائفية للبقاء في السلطة.

 وحاول الثوار السوريون من جهتهم تطمين العلويين، معلنين أنهم مستعدون لحماية المناطق العلوية من أي عمليات انتقام. من المرجح أن يقف معظم العلويين إلى جانب سورية الجديدة، أن اقتنعوا بألا خطر يهدد سلامتهم. وسيعتمد قرارهم هذا على عامل آخر: إن انسحب آل الأسد إلى الجبال الساحلية، فلن يصمدوا طويلاً. صحيح أن قيادة الجيش السوري تتألف بمعظمها من العلويين، إلا أن الجنود الأدنى مرتبة ليسوا كذلك. يشكل العلويون 10% فقط من الجيش، ويتركز الجزء الأكبر من هذه النسبة في الحرس الجمهوري، ولم تستطع قوة النظام بأكملها سحق ثورة لا تملك سوى القليل من السلاح. إذاً، لن تتمكن تلك الـ10% من الجيش في الصمود طويلاً في وجه قوات المعارضة المسلحة، التي ستسيطر على سائر المناطق السورية.

يشير البروفسور الأميركي ومحلل الشؤون السورية، جوشوا لانديس، إلى نقطة مهمة في نظرية إقامة دولة علوية، ألا وهي غياب البنى التحتية الضرورية لدعم دولة على الساحل. يقول لانديس: “ما من مطار دولي أو محطات لتوليد الطاقة أو مصانع وشركات”، وسرعان ما ستكتشف “الدولة” العلوية أنها عاجزة عن دفع رواتب جنودها. يبقى كل هذا راهناً مجرد تكهنات، فلا يزال الأسد مسيطراً على دمشق، ولا يزال جنوده يسعون إلى إخماد الانتفاضة. إذاً، ما فكرة إقامة موطن للعلويين في الجبال سوى وهم سياسي يعود إلى أيام الإمبريالية الغربية. لم يكن الصليبيون الذين تحصنوا في قلعة الحصن سوريين، بل كانوا يسعون إلى السيطرة على سورية، وكانت الأراضي المحيطة بالحصن مليئة بقرى رفضت الوجود الصليبي، بيد أنها كانت مرغمة على دفع الإتاوة. لا ينطبق هذا الوضع على العلويين اليوم، فهم سوريون وعليهم إيجاد مكانهم في دولة سورية ديمقراطية، وإن تمكن قادة الانتفاضة (إن كان من قادة لها) من إقناع العلويين العاديين بأن مستقبلهم آمن، فسرعان ما يتبين لنا أن معظمهم لا يريدون دولة لآل الأسد في الجبال، أو بالأحرى لا يريدون دولة لآل الأسد في أي مكان كانت.

 جاسر عبدالله الحربش: لن يقبل السوريون بثوب مرقع

درجات التشابه بين مؤسس الدولة الطائفية في سورية حافظ الأسد ومؤسس الحركة الإسماعيلية النزارية في إيران (وتسمى حركة الحشاشين) كبيرة وكثيرة لمن يقارن بين الرجلين. الحسن الصباح زعيم الطائفة الإسماعيلية النزارية أسس ما بين نهايات القرن الخامس وبدايات السادس الهجري حركة سياسية عقائدية طائفية شديدة المراس في منطقة جبلية وعرة التضاريس في إيران.

 كان الحسن الصباح يدير أمور أتباعه من قلعة ضاربة في السماء على رأس جبل شاهق تسمى عين النسر، استولى عليها من أحد زعماء المنطقة بعد أن استأمنه ونادمه، لكن حسن الصباح انقلب عليه وطرده من القلعة ويقال قتله. المؤرخون يطلقون على القلعة اسم آلاموت ومعناها عند أهل المنطقة عش النسر ونقلها المؤرخون الروم والعرب بهذا الاسم، وربما كان اسمها قلعة العمود لأن الحسن الصباح نفسه ينتمي إلى أصول عربية حميرية، والقلعة قائمة على جبل شاهق وشاخصة في السماء كالعمود.

وجوه الشبه الرئيسية بين حافظ الأسد والحسن الصباح هي أن تجمعت في الرجلين أربع خصال: الدهاء الرهيب والإخلاص المطلق للطائفة والشجاعة المسيطرة على الخصوم والأتباع والمهارة الفائقة في تخطيط الاغتيالات. بهذه الخصال استطاع حافظ الأسد تحييد كل منافسيه وكون نواة علوية صلبة لحكمه واصطنع دمى من الأخلاط العرقية والمذهبية في سورية، عربية سنية وكردية وتركمانية، واتخذها واجهات إعلامية أمام الداخل والخارج. متحصناً بهذه المواصفات استطاع حافظ الأسد المشاركة في كل الأحداث السياسية الكبرى كلاعب رئيسي. استطاع أن يحارب في صف إيران ضد العرب، ومع قوات التحالف ضد العراق، ومع خاملة الذكر جبهة الصمود والتحدي ضد مصر السادات، ومع الكرد ضد تركيا والعراق، ولاحقاً مع تركيا ضد الكرد.

 لكن الأهم من ذلك كله أنه استطاع إخضاع كل المعارضات الوطنية السورية بتعاون واجهات من الدمى البشرية المنتمية أصولاً لتلك التكوينات المعارضة، وبصمت وقبول المحيط العربي والقوى الدولية. عندما هلك حافظ الأسد كان قد أعد جيداً لسيطرة طائفته الكاملة على سورية، بحيث تم تعديل الدستور السوري وتوريث ابنه بشار بالإجماع خلال ساعات قليلة. كان أول المصفقين والمروجين لذلك التوريث الطائفي هي الواجهات العربية السنية والكردية والتركمانية والأقليات المسيحية. تلك الواجهات الدمى كانت تعيش (بمعزل عن انتماءاتها) حياة بذخ أسطورية فوق ظهر الشعب السوري المقهور مثلما تعيش عائلة الأسد.

 منذ عام ونصف انخرط الشعب السوري بإجماع شبه كامل في ثورة تضحيات لا مثيل لها ضد حكم الطائفة العلوية وأزلامها، وقدم من القتلى والجرحى وضحايا التعذيب والاغتصاب ما لم يتحمله شعب آخر في ذاكرة التاريخ الحديث.

 اليوم أصبحت الدولة العلوية في سورية على وشك الانهيار، وهناك فئران هربت من السفينة الغارقة، بعضها بكَّر قليلاً في الهرب وبعضها وصل متأخراً جداً. الآن كما يبدو، بدأ التلميع لسلالات من تلك العوائل العميلة التي شاركت طيلة أربعين سنة في الترهيب والنهب والتعذيب والاغتصاب والقتل، بدءاً من مذبحة حماة حتى الإبادة الجماعية الحالية. من الواضح أن هناك الآن جهات دولية وإقليمية تريد أن تجهز ثوباً مرقعاً من بقايا دولة الأسد لتلبسه سورية الجديدة بعد خلاصها الكامل من قبضة الحكم الطائفي.

 لابد أولاً من التأكيد على أن الذين استطاعوا الانغماس في خدمة آل الأسد وآل مخلوف وآل شوكت من العملاء العرب السنة والكرد والتركمان والمسيحيين يستطيعون أيضاً بكل سهولة أن يصبحوا مرة أخرى عملاء لأي طرف آخر على حساب سورية. كل طرف في السياسة الدولية والعربية يهمه أن يحكم سورية القادمة نظام يميل إليه ويسير في ركابه. لذلك تحاول تركيا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا وبعض الدول العربية، المشاركة في ترقيع الثوب الذي سوف تلبسه سورية الجديدة. يعيش في سورية الملايين من المواطنين العرب السنة، يشكلون ثلاثة أرباع السكان ولهم الاستحقاق الأكبر في تشكيل حكومة ائتلافية وطنية جديدة وبناء دولة تتناغم فيها وتتعايش كل الطوائف والمذاهب والعرقيات. الموضوع يجب أن يحدده صندوق انتخابات نزيه تحت سمع وبصر العالم.

 لكن ثمة ثلاث شخصيات عربية سنية يعرفها الجميع اصطنعها حافظ الأسد كواجهات خدماتية، وكانت تدير لعشرات السنين الملف السوري الإيراني والشؤون الخارجية ووزارة الدفاع. الثلاثة الكبار هؤلاء شاركوا الحكم العلوي الطائفي بإخلاص وتفان في كل ما فعله وألحقه بالشعب السوري. اثنان من هؤلاء الكبار يعيشان حالياً في قصور فخمة في باريس، والثالث لا يدرى بالضبط أين هو. ابن أحد هؤلاء المسؤولين السابقين الثلاثة كان من آخر الهاربين من السفينة الغارقة، وهو ابن وزير الدفاع السابق، وكان الصديق المقرب لباسل الأسد حتى مات، ثم لأخيه بشار حتى قبل أسابيع، وكان عميداً كبيراً في الجيش السوري.

 الآن أصبح هذا العميد يظهر كل يوم في قناة فضائية عالمية أو عربية مختلفة، وتتم المقابلات معه في كل واحدة بطريقة تشي بأن الرجل يتم مسح الدماء والآثام عنه وتلميعه وإعداده لمنصب مهم في سورية الجديدة.

 السوريون بنضالهم المستعصي على الأمثلة يستحقون مستقبلاً أفضل مما يخطط لهم خلف الكواليس الدولية والإقليمية. أقول هذا على الرغم من قناعتي بأن الشعب السوري المناضل لن يقبل بعد كل هذه التضحيات بارتداء ثوب مرقع.

مواجهات غير متكافئة بين الثوار والأسد مع اشتعال معركة حلب

أشرف أبو جلالة

رغم ضعف سيطرتهم على بعض مناطق مدينة حلب السورية، إلا أنه بدا واضحاً أن الثوار ليس في حوزتهم نوعية الأسلحة التي يحتاجون للرد من خلالها على الهجوم الشامل الذي تشنه قوات الأسد.

دمشق: مع بدء احتدام أعمال العنف والقتال في مدينة حلب، بدأت تواجه قوات الثوار غير المسلحة بشكل جيد العديد من الصعوبات في المواجهات التي تخوضها ضد دبابات الأسد.

 ورغم تأجيل اشتعال القتال هناك عدة أيام، إلا أن هجوماً شاملاً تم إطلاقه في نهاية المطاف على الأحياء التي تخضع لسيطرة الثوار في المدينة القديمة حين احتشدت وحدات الجيش السوري خارج المدينة، وهو الهجوم الذي جاء بمثابة الصدمة للمقاتلين.

ولفتت في هذا السياق اليوم صحيفة التلغراف البريطانية إلى أنه ومنذ اللحظة التي انطلق فيها آذان صلاة الفجر مخترقاً بنايات الشقق السكنية الممتلئة بالرصاصات، حيث اختبأ الثوار هناك لمدة أسبوع، بدأت تتعالى أصوات انفجارات القذائف بشكل كبير.

معركة حلب تكشف ضعف تسليح الثوار مقارنة بالجيش النظاميّ

وتحدثت الصحيفة بعدها عن أصوات الطلقات النارية التي كانت تسمع بوضوح بين صفوف الثوار المقاتلين، في الوقت الذي كانت تسعى فيه وحدات القناصة التابعة للجيش السوري إلى تصفية أهداف رئيسية قبيل التقدم المسلح للمركبات داخل المدينة.

وأشارت الصحيفة بعد ذلك إلى أنه وعلى مدار يوم أمس، قام مئات من المقاتلين المتشرذمين الذين يعارضون استمرار حكم الرئيس بشار الأسد بمحاولات مضطربة أخيرة، على نحو يائس، للدفاع عن الأراضي التي سبق لهم السيطرة عليها على جانبي حلب.

ثم تحدثت الصحيفة عن صعود الثوار المزودين بعتاد محدود وغير كافٍ إلى شاحنات صغيرة مزودة فقط ببنادق هجومية في الوقت الذي كانوا يتحضرون فيه لخوض غمار القتال.

ومضت تنقل عن أحدهم ويدعى نديم الصباح وهو يحمل بندقية غير مزودة بقدر كافٍ من الطلقات قوله :” جميعنا يريد أن يموت إن كانت تلك هي إرادة الله. ونحن نريد أن نناضل ونقاتل من أجل أن نحصل على حريتنا ونحن سعداء وراضون بمصيرنا”. لكن مع بدء سقوط ضحايا بين صفوفهم، مع احتدام القتال، خاصة وأنهم كانوا يحرسون إحدى نقاط التفتيش على الطريق المؤدي إلى المطار، تبين أنهم أصيبوا بالعديد من الطلقات النارية، وفقاً لما شهد به أحد المقاتلين الذين عادوا مع الجثث.

وأعقبت التلغراف بقولها إنه وعلى الرغم من ضعف سيطرتهم على بعض مناطق في المدينة، إلا أنه بدا واضحاً أن الثوار ليس في حوزتهم نوعية الأسلحة التي يحتاجون للرد من خلالها على الهجوم الشامل، ولم يتمكنوا من تطوير الكثير من المعاقل الدفاعية التي ستكون من شأنها تكثيف الجهود الرامية إلى درء الهجمات التي يتعرضون لها.

وأضافت الصحيفة أنه وبالإضافة الى ذلك، تقل على ما يبدو احتمالات وصول تعزيزات إلى الثوار، وقد اعترف في هذا السياق أبو توف، أحد أبرز القادة المحليين، إن الهيمنة الأصلية على حلب كانت ثمة مسألة ارتجالية، حيث تم التخطيط لها من دون أوامر من الجيش السوري الحر، وهو الجهة التي تقود العمليات العسكرية المناوئة للأسد.

وفي ظل هذه المواجهة غير المتكافئة، نوهت الصحيفة إلى أن هناك أحاديث عن تقديم مساعدات من جانب مقاتلين إسلاميين يقال إنهم جاؤوا من الخارج، فيما أشار تقرير تم نشره يوم أمس إلى أن الآلاف من مخضرمي الصراع الليبي دخلوا مؤخراً إلى سوريا تحت قيادة أحد القادة السابقين المناوئين لنظام العقيد الراحل معمر القذافي.

بيد أن الصحيفة حذرت من أن مثل هذا التدفق القادم من الخارج قد يتسبب في عزل سكان المدينة الفخورين بتاريخها الممتد على مدار خمسة آلاف عام. وأردفت بنقلها عن رجل من سكان المدينة قوله :” لقد جددت ثقتي في الأسد، فهو رجل صالح. وهؤلاء الناس ( ويقصد الثوار ) هم من يقودوننا نحو الفوضى. وحلب هي العاصمة الاقتصادية للبلاد، وهي البوابة التي تقود إلى تركيا وإلى التجارة الدولية. ويتم حالياً تدمير كل شيء من خلال ممارساتهم وأنشطتهم القتالية”. وذلك في الوقت الذي تم الترحيب فيه بالثوار من جانب المسلمين السنة الفقراء والمحرومين من حقوقهم إلى حد بعيد في المدينة، في حين يبدو أن قلبها التجاري مازال موالياً للحكومة.

وختمت الصحيفة بتأكيدها أن التحدي الحقيقي الذي يواجهه النظام قد بدأ للتو، خاصة في ظل وجود مؤشرات كثيرة تدل على عزم الحكومة تكثيف حدة هجماتها.

                      إعلام النظام يتوقع مجازر في حلب.. والمجلس الوطني يحذر من كارثة إنسانية

ياسر النجار: النظام لم يحرز أي تقدم.. والعكيدي يدعو لمنطقة «حظر جوي» ويعد بتحويل المدينة لـ«مقبرة» للدبابات

بيروت: كارولين عاكوم

في وقت حذر فيه المجلس الوطني السوري من كارثة إنسانية في حلب بعدما عمد النظام إلى منع وصول الإمدادات الغذائية والصحية إلى المدينة، دعا قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر، العقيد عبد الجبار العكيدي، الغرب إلى إنشاء «منطقة حظر جوي» في سوريا، مشددا على أن مدينة حلب ستكون «مقبرة لدبابات» الجيش النظامي.. نشرت «صحيفة الوطن السورية» ما قالت إنها توقعات مصادر إعلامية متابعة للشأن السوري ولسياسات تركيا، أن «يتم الإعلان عن عدة مجازر في حلب واتهام الجيش العربي السوري بارتكابها».

ولفتت الصحيفة إلى أن «المعلومات التي حصلت عليها تشير إلى أن تركيا طلبت من المقاتلين الموجودين داخل حلب ارتكاب عدد من المجازر بحق مدنيين أو عسكريين وتصويرها وإرسالها إلى القنوات الفضائية لاتهام الجيش فيها». وتقول المصادر، بحسب «الوطن»، إن «تركيا وقطر تخططان لاستخدام تلك المجازر في مجلس الأمن الدولي لإعادة إحياء العقوبات الدولية تحت الفصل السابع، ولحث المجتمع الدولي على ممارسة ضغوط على روسيا لتطلب من دمشق وقف العملية العسكرية على حلب، ما يضمن بقاء المقاتلين الذين أرسلوا من تركيا أحياء وتبقي سيطرتهم على عدد من الأحياء».

وتعليقا على هذه المعلومات، اعتبر ياسر النجار، عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة في حلب، أن ما يقوم به النظام السوري وإعلامه، ليس إلا حربا نفسيا بهدف إفقاد الجيش الحر الحاضنة الشعبية التي يتمتع بها، وبث الرعب في نفوس الأهالي وإيهامهم بأن الجيش الحر سينفذ بحقهم مجازر، بعدما عجز الجيش السوري عن تحقيق تقدم في حلب التي يسيطر عليها الجيش الحر والثوار منذ 10 أيام.

وقال النجار لـ«الشرق الأوسط»: «المناطق التي يوجد فيها الثوار والجيش الحر باتت خالية من السكان بعدما عمدنا إلى تأمين الممرات الإنسانية لهم وإخراجهم إلى مناطق آمنة بعيدة عن المعارك والاشتباكات، وتقوم المنظمات الإنسانية بمساعدتهم وتأمين حاجياتهم اليومية، وبالتالي هذه المعلومات التي يتكلم عنها الإعلام السوري تبدو كأنها تهديدات مباشرة ومخطط يعد لتنفيذه لاتهام الجيش الحر به»، معتبرا أن هذا هو أسلوب النظام الذي يعتمده في كل المجازر التي سبق له أن ارتكبها.

في المقابل، أصدر المجلس الوطني السوري بيانا أعلن فيه أن «ستة ملايين نسمة في حلب يعانون كارثة إنسانية وصحية، هي الأضخم منذ جريمة النظام في حمص، بعدما عمد إلى ترحيل نحو مليون نسمة وتدمير 85 في المائة من أحيائها». وقال: «في خطوة تعكس الطابع الإجرامي لنظام بشار الأسد قام الأخير بقطع كل إمدادات الوقود عن مدينة حلب وريفها، ووقف توريد مادة الطحين، ومنع وصول المواد الغذائية والطبية، وقطع الكهرباء، مما أدى إلى وقف عمل المشافي والمستوصفات الصحية وتعطل الحياة العامة».

وأضاف البيان: «منعت قوات النظام، في إجراء متعمد، جميع الشاحنات التي تنقل الوقود أو المواد الأساسية والطبية ومواد الإغاثة، من الوصول إلى المدينة عبر الطرق الرئيسية، وتقوم باستخدام المروحيات في قصف مخازن الحبوب التي تشكل الاحتياطي الرئيسي لمحافظة حلب البالغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة، مما أدى إلى توقف إمداد كل المخابز بمادة الطحين، وبالتالي عدم توفر الخبز لليوم الرابع على التوالي».

ولفت المجلس الوطني إلى أن إجراءات النظام تتزامن مع حملة وحشية تشنها قواته على الأحياء والمناطق المأهولة بالسكان، حيث تقوم الدبابات والمدفعية الثقيلة والطائرات بقصف متواصل لأحياء المدينة، مما أدى إلى قتل المئات ونزوح مئات الآلاف إلى مناطق مجاورة، إضافة إلى وصول أعداد كبيرة منهم إلى تركيا، داعيا المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة لبدء حملة دولية لإغاثة المنكوبين ومنع حصول كارثة إنسانية في حلب بالنظر إلى عدد السكان الكبير وانضمام 400 ألف نازح إليهم من المدن المنكوبة الأخرى.

وعلى الصعيد الميداني، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة كانت تدور أمس، في عدد من أحياء حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي بدأت السبت هجوما لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة؛ من دون أن تحقق أي تقدم، مشيرا إلى أن أحياء باب الحديد والزهراء والعرقوب ومخيم الحندرات في المدينة شهدت اشتباكات عنيفة، فيما سمعت أصوات انفجارات في أحياء عدة أخرى وشوهدت المروحيات في سماء حيي صلاح الدين وسيف الدولة.

إلى ذلك، دعا قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر، العقيد عبد الجبار العكيدي، الغرب إلى إنشاء «منطقة حظر جوي» في سوريا، مشددا على أن مدينة حلب ستكون «مقبرة لدبابات» الجيش النظامي.

وقال العكيدي في مقابلة مع مراسل وكالة الصحافة الفرنسية: «نقول للغرب أصبحت لدينا منطقة عازلة، ولسنا بحاجة إلى منطقة عازلة، بل نحتاج إلى منطقة حظر جوي فقط، ونحن قادرون على إسقاط هذا النظام».

وحول هجوم القوات النظامية، شدد العكيدي على أن «أي حارة أو أي حي ستدخل الدبابات (التابعة لجيش النظام) إليه سيكون مقبرة لهذه الدبابات»، مشيرا إلى أن الجيش النظامي «لا يستطيع (الوصول إلى حلب) إلا عبر الطيران والمدفعية البعيدة وقصف المدينة وتدمير البيوت، لكن كدخول إلى المدينة فإنه لا يستطيع».

وقال: «نحن متحصنون في كل أحياء المدينة ولدينا أسلحة والحمد لله مضادة للدروع والطيران المروحي»، موضحا أن خسائر الجيش النظامي بلغت حتى الآن «8 دبابات وعددا من العربات والمصفحات وأكثر من 100 قتيل»، متوقعا أن «يرتكب (النظام) مجازر كبيرة جدا». كما أعرب عن خشيته من «استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل هذا النظام المجرم»، مضيفا: «لدينا بعض المعطيات عن سحب بعض الأسلحة الكيميائية من المستودعات».

ولفت إلى أن استراتيجية قواته في حلب تقوم على «إيماننا بالنصر وبعدالة قضيتنا، ومعنوياتنا العالية، واعتمادنا على أن جيش النظام هو جيش منهزم ومنهار ليست لديه قضية ليدافع عنها»، واعتبر أن النظام «لا يجرؤ على إخراج الجنود من الثكنات العسكرية؛ لأنه بمجرد خروج هذه العناصر فهم يلجأون إلى الانشقاق والهروب عن هذا النظام».

بدوره، أكد النجار لـ«الشرق الأوسط» أن الوضع في حلب ليس كما كان في حمص أو بابا عمرو، والسيطرة لا تزال في هذه المدينة للجيش الحر، مضيفا أن «حرب النظام في حلب هي حرب نفسية أكثر منها عسكرية، وهو لغاية اليوم لا يقوم إلا بقصف المدينة والمنازل وتكبيد المدنيين خسائر في منازلهم وأملاكهم». ويشير النجار إلى أن القوات العسكرية وأرتال الدبابات كانت قد دخلت في اليومين الأخيرين إلى حلب لكنها عادت وتمركزت في الحمدانية، وعندما حاولت التحرك تمكن الثوار من تدمير ثلاث منها، موضحا: «حتى إن قوات النظام لا تدخل في اشتباكات أو مواجهات مع الجيش الحر، إلا نادرا، وبالتالي دفاعها ومحاولاتها لإعادة السيطرة تقتصر على القصف المدفعي واستخدام الطائرات الحربية، التي أصبحت الآن ترتكز على مطار (النيرب) لإطلاق طائرات الـ(ميغ)، بعدما تمكن الثوار من محاصرة مطاري (منيغ) و(كوريس) ودكّهما بقذائف الهاون».

كذلك، لفت عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، بشار الحراكي، إلى أن «أحياء كبيرة داخل ووسط مدينة حلب يسيطر عليها «الجيش السوري الحر» بعد أن كان النظام يتبجح بأن حلب موالية»، معتبرا أن «مصير الثورة لا يقترن بمدينة أو حي أو غيره، إنما هي ممتدة على أرض سوريا بالكامل، وسبق أن رأينا أنه بعد أن دمر النظام مدينة حمص كيف انتفضت مدن وبلدات أخرى في سوريا»، مضيفا: «الانتفاضة هي انتفاضة شعب، ولا يمكن أن تتراجع أو أن تعود إلى الوراء، ولا بد لهذا الشعب أن ينتصر، وأن يسترد كرامته وحريته».

القوات النظامية تحاصر ريف دمشق.. والجيش الحر يقتحم نقابة المهندسين في حمص

نحو 100 قتيل في سوريا.. وأنباء عن مجزرتين في درعا والمعضمية

بيروت: نذير رضا

رغم اشتعال القتال على جبهة مدينة حلب، التي استحوذت أمس على المشهد الميداني في التطورات السورية، فإن محافظات ريف دمشق وحمص وحماه ودرعا ودير الزور واللاذقية لم تسلم من عمليات عسكرية مباشرة، وقصف مدفعي نفذته القوات النظامية أمس، مما أسفر عن سقوط نحو 100 قتيل، كما أعلنت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، سقط معظمهم في إدلب وريف دمشق وحلب، فيما حذرت المعارضة السورية من مجازر جماعية يخطط لها النظام في حلب ودمشق وحمص، كما دعت إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن. واخترقت أخبار المجازر أمس هذا المشهد المأساوي المتكرر؛ إذ أعلن المركز الإعلامي السوري عن مجزرة وقعت في منطقة «الشيخ مسكين» في درعا، وذهب ضحيتها ما يزيد على 30 قتيلا، والثانية في ريف دمشق وأعلنت عنها لجان التنسيق المحلية في سوريا، وذهب ضحيتها سبعة أشخاص.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «بلدات الحراك والغريا الغربية والكرك الشرقي في درعا، تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية». في وقت كانت تدور فيه اشتباكات عنيفة في بلدة الشيخ مسكين في درعا. وأفادت لجان التنسيق المحلية باشتباكات وسط المدينة في «الشيخ مسكين» وعلى الطريق المؤدي إلى بلدة قرفا، وإطلاق نار كثيف من الدبابات على المنازل.

وأفاد ناشطون أمس أن قوات الجيش النظامية «ارتكب مجزرة جديدة في (الشيخ مسكين) في درعا»، وأكد موقع المركز الإعلامي السوري أن المجزرة «راح ضحيتها على الأقل 30 قتيلا». ونقل المركز عن ناشطين قولهم إن «البعض ممن قتل جرى نحرهم وحرقهم دون رحمة». وكتب ناشطون سوريون يتابعون الأوضاع، أن مدرعات الجيش النظامي السوري كانت «تدك منطقة (الشيخ مسكين) بدرعا، بشكل عشوائي، من خلال إطلاق قذائف صاروخية على أحياء (الشيخ مسكين) إلى جانب اشتباكات عنيفة على أطراف المدينة». وبينما أعلن ناشطون أن عناصر الجيش السوري الحر قد استولوا على مدرعتين في الحاجز الجنوبي، «وجه أهالي (الشيخ مسكين) دعوات للتدخل لدعم عناصر الجيش في حربهم ضد قوات النظام».

في المقابل، أفاد التلفزيون السوري «بمقتل الإرهابي موسى أحمد المسالمة متزعم المجموعة الإرهابية التي كانت تقوم بترويع وخطف المواطنين في درعا»، كما أكدت قناة «الإخبارية السورية» على «وقوع خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين في منطقة الشيخ مسكين في درعا». وفي محافظة دمشق، قال ناشطون إن الوضع تفجر مرة أخرى صباح أمس. وأكد ناشط في مجلس ثورة دمشق في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «انفجارات قوية سُمعت أمس في منطقة السبع بحرات في قلب العاصمة السورية»، مشيرا إلى تعرض بعض المناطق في مركز المدينة «إلى قصف متقطع، وإطلاق نار، ويعتقد أنها معركة بين الجيش النظامي ومنشقين». وقال إن «قطع الطرقات استمر حتى بعد الظهر، منذ الساعة السابعة صباحا»، موضحا أن «منطقة المزة تعرضت لقصف عنيف وشهدت حركة نزوح كبيرة، بدءا من صباح أمس»، لافتا إلى أن «بعض المدارس في أحياء من العاصمة دمشق تحضرت لاستقبال النازحين». وفي محافظة ريف دمشق، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الحملة على بلدة معضمية الشام التي شهدت أول من أمس مقتل 29 شخصا، استمرت أمس، حيث «واصلت القوات النظامية حملات الدهم والاعتقال»، بحسب المرصد الذي أشار إلى مقتل مدني برصاص قناص في بلدة عربين. وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن الجيش السوري قصف مجددا أمس معضمية الشام، مؤكدة «وقوع مجزرة؛ حيث وجدت جثث خمسة رجال مع جثتي امرأتين مقطوعتي الرأس». إلى ذلك، أكد أبو بلال الدوماني، الناشط في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط» على «تجدد القصف على دوما في ريف دمشق، كما تجدد القصف على منطقة ببّيلا التي بدأت تتعرض لقذائف المدفعية منذ منتصف ليل أول من أمس». وإذ أكد أن ريف دمشق «محاصر بأكمله، بحيث لا يسمح للرجال والشبان بالخروج من أحيائهم إلا بعد التدقيق المكثف في هوياتهم وسط انتشار عسكري كثيف للقوات النظامية»، أشار إلى أن المروحيات المقاتلة «حلقت في سماء حرستا، وفوق منطقة حموريا أمس». كما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن «قناصات الرحبة في منطقة (الهامة) تطلق النار بشكل كثيف على كل ما يتحرك، وشوارع الخابوري خالية تماما».

وفي حمص، كسرت المشهد عملية قام بها الجيش السوري الحر. وأعلن الناشط في مدينة حمص آدم الحمصي، أن الجيش الحر «سجل إنجازا عسكريا أمس باقتحامه (مبنى نقابة المهندسين) في حي باب هود، قرب المدينة القديمة في حمص»، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن هذا المركز «يعتبر مركزا للشبيحة وعناصر المخابرات التي تودع المعتقلين فيه، وتعذب الثوار، كما ينتشر عليه قناصون». ولفت الحمصي إلى أن هذه العملية «أسفرت عن مقتل أربعة عناصر من الجيش السوري الحر، وسقوط عشرين قتيلا من القوات النظامية التي تقطن المبنى، بالإضافة إلى وقوع 13 عنصرا في الأسر». واعتبر أن تلك العملية «نوعية وقوية، ومن شأنها أن ترفع معنويات الجيش السوري الحر».

وفي حين أكد عضو في لجان التنسيق المحلية في حمص لـ«الشرق الأوسط» أن القصف تجدد على حي بابا عمرو أمس، لفت المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن اشتباكات دارت بالقرب من قيادة الشرطة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، أسفرت عن سقوط مقاتل معارض.

وأفاد ناشطون عن تعرض حي الخالدية لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، في حين حطم معارضون سوريون مجسما للرئيس السابق حافظ الأسد وصورة للرئيس الحالي بشار الأسد.

وفي إدلب، أعلن المرصد السوري أن «اشتباكات عنيفة دارت قرب مقر الجيش الشعبي في مدينة إدلب، بينما قتل مدنيان بعد منتصف ليل السبت – الأحد إثر القصف الذي تعرضت له بلدة حيش في ريف إدلب».

من جهة ثانية، نقلت قناة «الجزيرة» عن علاء الدين اليوسف المتحدث باسم مجلس الثورة في إدلب، تأكيده مقتل 11 شخصا في إدلب أمس، وإصابة ثلاثين في قصف مدفعي من الجيش النظامي على بلدة الهبيط التابعة للمحافظة. وأشار اليوسف إلى أن «قصفا مماثلا استهدف قرى في محيط إدلب، في حين تعرضت مدينة إدلب نفسها لانفجارات وإطلاق نار من القوات الموالية للرئيس بشار الأسد».

في المقابل، أفادت «الإخبارية السورية» الرسمية أن قوات حرس الحدود السورية أحبطت محاولة تسلل إرهابيين من تركيا إلى سوريا قرب موقع عين البيضا بقضاء جسر الشغور وقضت على عدد من أفرادها. وذكرت أن «الجهات المختصة تطارد مجموعات إرهابية في منطقتي بلين وفيلون في إدلب وتكبدها خسائر كبيرة».

وفي حماه، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن القوات النظامية اقتحمت العوينة وحيالين والشيخ حديد وبريديج في سهل الغاب «وسط إطلاق نار كثيف ومحاصرة كفرنبودة من كل المداخل وقصفها بالرشاشات الثقيلة واقتحام قرية المغير وهدم العديد من المنازل».

بدوها، أفادت لجان التنسيق المحلية بانفجارات ضخمة واشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في محيط دوار عين اللوزة وحي الصابونية والعليليات وشارع العالمين في حماه.

وفي دير الزور، تعرضت مواقع عدة للقصف المدفعي، أسفرت عن سقوط قتلى. وأعلنت لجان التنسيق المحلية «استشهاد الطفل إسماعيل عارف الرباح، 11 عاما، جراء القصف على حي الشيخ ياسين».

في المقابل, أورد الموقع الإلكتروني للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الرسميين السوريين أن الجيش السوري ألحق خسائر في صفوف المسلحين في حلب وريف اللاذقية. وقال الموقع إن القوات المسلحة تطهر كرناز في ريف حماه من المسلحين. وكان ناشطون تحدثوا في وقت سابق عن اقتحام بلدة كرناز بعدد كبير من الآليات.

بدورها، قالت وزارة الداخلية السورية «إن المجموعات الإرهابية المسلحة تقوم ببث بعض الإشاعات التي تدعو المواطنين لمغادرة منازلهم بحجة الحرص على حياتهم، وعندها تقوم هذه المجموعات بالسطو على هذه المنازل واستخدامها أوكارا لهم ولأعمالهم الإرهابية».

حي صلاح الدين في حلب.. المفتاح الرئيسي للسيطرة على المدينة

من أوائل الأحياء التي انضمت للثورة ويعد معقلا للجيش الحر

بيروت: «الشرق الأوسط»

يقول ناشطون مناهضون لنظام الأسد إن حي صلاح الدين يعد «معقلا أساسيا للجيش الحر؛ حيث تتمركز فيه كتيبة (سيوف الشهباء)»، ويؤكدون أن «الحي يشكل أحد المفاتيح الرئيسية للسيطرة على المدينة، وذلك بسبب موقعه الاستراتيجي، ومن يسيطر على حي صلاح الدين، يسيطر على مركز المدينة».

ويضيف هؤلاء أن «النظام يقوم بقصف الحي بشكل عشوائي بهدف إجبار عناصر المقاومة المسلحة على الانسحاب منه لأن قواته لم تستطع حتى الآن إحداث أي اختراق عسكري في المحاور المحيطة بالحي، التي يسيطر عليها الجيش الحر». وقد أعلن الجيش الحر خلال الأيام الماضية أنه صد أكثر من هجوم للجيش النظامي على أحياء مدينة حلب، ومنها حي صلاح الدين.

وتتعرض مدينة حلب، التي تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد، لقصف عنيف من قبل الجيش الموالي للأسد منذ نحو عشرة أيام، ويظهر شريط فيديو قام ناشطون ببثه على مواقع الإنترنت آثار القصف العنيف الذي تعرضت له أحياء المدينة لا سيما حي صلاح الدين. ويهدف الجيش النظامي عبر العملية العسكرية التي يشنها على المدينة التي يبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة إلى إعادة إخضاعها للنظام الحاكم بعد أن خرجت العديد من أحيائها عن سيطرة نظام الأسد وصارت في حكم المحررة، كما تقول المعارضة.

وكان حي صلاح الدين الذي تقطنه غالبية من الطبقات الشعبية انضم إلى الثورة السورية كما تقول مصادر المعارضة منذ الشهر الرابع، حيث خرجت أول مظاهرة فيه يوم 22 – 4 – 2011 خلال ما سمي «الجمعة العظيمة». ومنذ ذلك الحين، لم ينقطع عن التظاهر ضد النظام، كما يشير الناشطون، كما شارك تجار الحي أكثر من مرة في إضرابات عامة احتجاجا على القمع الوحشي الذي يمارسه النظام ضد المدن والقرى السورية المنتفضة.

وخلال مسار الثورة كانت المظاهرات التي تخرج من شوارع الحي كل يوم جمعة تتعرض لهجمات منظمة من قبل شبيحة النظام السوري وأمنه؛ إذ يقول أحد الناشطين في الحي إن «أهالي صلاح الدين قدموا العديد من الشهداء؛ منهم عبد الغني كعكة، ومعاذ اللبابيدي، ويوسف رشيد، وعبد الحليم ترمانيني، ومحمد حفار، وعمر دحروج، وأنس قريش. واستشهد على أرضه كل من الشابين عمار الحاوي ابن حي المعادي، وأنس أورفلي ابن حي الزهراء». ويضيف الناشط المعارض: «حين كان الموالون للنظام السوري يستشهدون بصمت مدينة حلب حيال الثورة الشعبية المندلعة، مؤكدين أن الحراك ضد النظام محدود وسيتم إنهاؤه في فترة وجيزة، كان أهالي حي صلاح الدين غرب مدينة حلب يدحضون هذه النظرية ويخرجون في مظاهرات معارضة للنظام الحاكم محطمين بذلك جدار الصمت الذي حاصر المدينة خلال الأشهر الأولى من الانتفاضة الشعبية».

يذكر أن حي صلاح الدين يقع في الجزء الغربي من مدينة حلب، وهو أحد الأحياء الشعبية، وتحيط به أحياء سيف الدولة والأعظمية والحمدانية، وتعد جميعها من الأحياء الثائرة على نظام بشار الأسد. ومن أشهر مساجد الحي؛ مسجد «أويس القرني» الذي صار رمزا من رموز الثورة، بعد أن اعتاد المصلون فيه الخروج في مظاهرات معارضة لنظام الأسد.

المجلس الوطني يدعو لجلسة طارئة لمجلس الأمن وتسليح المعارضة.. ويبحث تشكيل حكومة انتقالية

العربي يصف الوضع بأنه يرقى إلى «جرائم حرب».. والبابا يحث على إنهاء العنف

بيروت: كارولين عاكوم

بينما وصف الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، الوضع في سوريا؛ خاصة في مدينة حلب، بأنه يرقي إلى مرتبة «جرائم حرب سيتعرض مرتكبوها لمساءلة دولية»، دعا «المجلس الوطني السوري» في نداء عاجل له إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، محذرا من مجازر جديدة للنظام، وذلك «لبحث الوضع في سوريا واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين من عمليات القصف الوحشية». يأتي ذلك بينما طلبت المعارضة، أمس، من حلفائها في الخارج إمداد الجيش السوري الحر بالأسلحة الثقيلة لمواجهة «آلة القتل الخاصة بالرئيس السوري بشار الأسد»، مشيرة إلى أنها ستبدأ قريبا محادثات حول تشكيل حكومة انتقالية لتحل محله.

وقال عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني، في مؤتمر صحافي إن «الدعم الذي نريده هنا هو الدعم النوعي للثوار. نريد سلاحا نستطيع به إيقاف الدبابات والطائرات. هذا هو ما نريد»، موضحا أن إمدادات الأسلحة ستجعل السوريين قادرين على الدفاع عن أنفسهم في مواجهة «آلة القتل التابعة للأسد».

وأوضح سيدا أيضا أن المعارضة ستجري محادثات خلال أسابيع لتشكيل حكومة انتقالية، وأضاف أن «هذه الحكومة ستدير البلاد خلال الفترة بين الإطاحة بالأسد وإجراء انتخابات ديمقراطية»، مشيرا إلى أن «غالبية أعضاء الحكومة الانتقالية ستكون من المعارضة، لكنها قد تضم أيضا بعض أعضاء حكومة الأسد الحالية».

وصرح سيدا لقناة «سكاي نيوز» العربية أمس أنه «من دون شك هذه الحكومة لا بد أن تشهد النور قبل مرحلة السقوط، في سبيل أن تطرح نفسها بوصفها البديل في المرحلة القادمة»، وتابع «هناك بعض العناصر من النظام القائم ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين، ولم يشاركوا في قضايا الفساد الكبرى، حينئذ أيضا سنتشاور مع مختلف الفصائل، ولا بد أن يكون هناك توافق وطني على مثل هؤلاء؛ طبعا مع مراعاة شق الكفاءة بالدرجة الأولى».

ولم يحدد سيدا على وجه الدقة، في زيارة لأبوظبي لمقابلة مسؤولين من الإمارات العربية المتحدة، موعد تشكيل الحكومة الانتقالية، وصرح في مؤتمره الصحافي بأنه بحث الفكرة مع الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات. لكن خالد خوجة، عضو المجلس، قال لوكالة الأنباء الألمانية في إسطنبول إنه «من المنتظر عقد أول لقاء لهذه المباحثات غدا الثلاثاء في القاهرة»، لكنه أشار إلى أنه «من غير الممكن التنبؤ بما إذا كانت محادثات القاهرة ستسفر عن نتيجة ملموسة».

وحول الدعوة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، أكد هشام مروة، مدير المكتب القانوني في المجلس الوطني السوري، لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعد ممكنا السكوت عن كل ما تشهده سوريا، والقصف الذي تتعرض له كل المناطق ولا سيما ما يحدث في حلب. وأضاف: «لا بد من التحرك من خارج مجلس الأمن، عبر أي طريق للوصول إلى وقف العنف في سوريا، وهذا الطريق قد يكون إما الجامعة العربية أو الأمم المتحدة أو مجموعة أصدقاء سوريا التي تضم نحو 100 دولة أو أي طرف آخر، وإن كنا نفضل أن يتم التوصل إلى قرار كهذا عبر البوابة العربية».

وفي حين لفت مروة إلى أن كل الأطراف الدولية والعربية منها طالما دعت وتدعو إلى وقف العنف، والأمر بالتالي يحتاج إلى اتخاذ قرار في هذا الشأن، وشدد على أن ما يهم المجلس الوطني في الوقت الحالي هو وقف العنف والقصف على المدن، معتبرا أن المجتمع الدولي بات مضطرا لاتخاذ موقف كهذا. وأوضح مروة قائلا إنه «في حال لم يتقيد النظام السوري بالقرار فعندها لا بد من استعمال القوة والتدخل العسكري».

وكان سيدا قد أكد في مؤتمره الصحافي أن «المقاتلات الحربية من طراز (ميغ) التابعة للنظام السوري بدأت تشارك في عمليات القتل التي تشنها قوات النظام»، مضيفا أن «الأسلحة الروسية التي دفع ثمنها الشعب السوري، يقتل بها اليوم»، وقال: «في ظل المعادلات الحالية والقواعد القديمة الموجودة فيها، منذ زمن الحرب العالمية الثانية، مجلس الأمن غير قادر على اتخاذ الإجراء اللازم، وبالتالي يجب أن تكون المبادرة من خارج مجلس الأمن عبر الجامعة العربية، التي يمكن أن تكون قراراتها السابقة منطلقا لأي تحرك نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجموعة أصدقاء سوريا التي ستنعقد في المغرب قبل موعدها، ويجب أن يخرج الجميع بقرارات على مستوى تطلعات الشعب السوري».

وإذ لفت إلى أن «السلطة السورية تمارس القتل الممنهج حتى في شهر رمضان»، شدد سيدا على أن «ما يجري في سوريا ليس خلافا داخليا بل ثورة شعبية ضد سلطة مستبدة»، متوقعا «مزيدا من الانشقاقات في صفوف النظام».

إلى ذلك، حث البابا بنيديكت السادس عشر، بابا الفاتيكان، على إنهاء العنف ونزيف الدماء في سوريا، وقال، من المقر البابوي الصيفي في كاستل جوندولفو، إنه يتابع بقلق العنف المتنامي في هذا الصراع الذي أوقع قتلى ومصابين بينهم مدنيون.

وطالب البابا المجتمع الدولي ببذل كل الجهود بحثا عن السلام، مشيرا إلى ضرورة التوصل لحل سياسي مناسب عبر الحوار والمصالحة، مؤكدا على ضرورة ضمان استمرار المساعدة الإنسانية اللازمة، وكذا التضامن مع ضحايا هذا الصراع، مشيرا إلى اللاجئين السوريين الذين فروا بأعداد كبيرة إلى دول الجوار.

أصوات انفجارات تهز جبل قاسيون وتتردد أصداؤها في أحياء العاصمة

كتيبة المدفعية قصفت الأحياء.. وشاهد السكان القذائف فوق رؤوسهم

لندن: «الشرق الأوسط»

هزت أصوات عدة انفجارات ضخمة حي المهاجرين صباح يوم أمس الأحد، وقال ناشطون إن تلك الأصوات – التي تردد صداها في غالبية أحياء العاصمة – ناتجة عن قصف مدفعي موجه من كتيبة المدفعية المتمركزة على جبل قاسيون، باتجاه مدينة المعضمية شرق العاصمة، وأيضا على أحياء العسالي وعلى بلدة يلدا في جنوب شرقها.

وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من حي العسالي، كما شاهد سكان حي المهاجرين الممتد على سفح قاسيون القذائف المدفعية وهي تعبر أجواء المدينة لتصل إلى أهدفها في محيط العاصمة. إلا أن ناشطين بثوا فيديو على شبكة الإنترنت يظهر تصاعد الدخان من قمة جبل قاسيون، قالوا إنه ناجم عن انفجار في جبل قاسيون جرى صباح يوم أمس دون توضيح أي تفاصيل أخرى.. علما بأن الأسبوع الماضي، وبعد أن تم قصف صاروخين من قاعدة الصواريخ في جبل قاسيون باتجاه جنوب شرقي المدينة، هاجم «الجيش الحر» الكتيبة، مما أدى إلى اشتعال حريق كبير فيها، وظهر ذلك في فيديو بثه ناشطون على شبكة الإنترنت دون أن تنشر أي تفاصيل أخرى، كما لم يتم التأكد من صحتها.

ونشرت قوات النظام في الأيام الثلاثة الأخيرة مزيدا من التعزيزات العسكرية والأمنية في حي المهاجرين ذي الكثافة السكانية العالية، مع إقامة حواجز تفتيش للمارة والسيارات، وشملت التعزيزات كافة الطرق المحيطة بجبل قاسيون المطل على قصر الروضة وقصر الشعب الواقع على رابية تطل على قدسيا ودمر والهامة، وتم زيادة عدد الحواجز على الطرق التي تصل تلك المناطق بقلب العاصمة، في حالة تأهب أربكت السكان وتسببت في ازدحام مروري خانق، لا سيما قبل موعد الإفطار بساعتين.

وكانت قوات الجيش النظامي قد رمت يوم أول من أمس السبت نحو أربعين قذيفة مدفعية على بلدة يلدا، إثر مهاجمة «الجيش الحر» لكتيبة 666 في البلدة الواقعة في ريف دمشق، ودوى صوت إطلاق القذائف في أرجاء العاصمة.. أما في حي المهاجرين، فقد اهتزت المنازل جراء قوة صوت الإطلاق.

وقال ناشطون في تنسيقية المهاجرين إن القصف العشوائي استمر على مدينة المعضمية يوم أمس من الدبابات الموجودة داخل المدينة، مما أسفر عن احتراق بعض المنازل، وسط حالة حصار خانقة وانتشار للقناصة ترافقت مع حملات اعتقالات وتصفيات للمدنيين، مع انقطاع للكهرباء والاتصالات والمياه.

بعد تحريرهما.. غموض حول ملابسات اختطاف صحافيين غربيين في سوريا

تقرير بريطاني: تحقيقات حول ضلوع بريطانيين في الحادث.. ووسائل إعلام هولندية: احتجزهما الشيشان وأطلق سراحهما الجيش الحر

بروكسل: عبد الله مصطفى لندن: «الشرق الأوسط»

استمرت قصة الصحافيين المحررين؛ البريطاني جون كانتلي والهولندي جيرون أورلمانس، في إثارة عدد من الأسئلة الحائرة حول ملابسات اختطافهما، وذلك عقب انتهاء أسبوع من الأسر الذي نتج عن مرورهما على سبيل الخطأ في معسكر لمجموعة تبدو أنها إسلامية عقب اجتيازهما الحدود التركية – السورية. وبينما قالت صحيفة بريطانية إن هناك تحقيقا حول إمكانية ضلوع عدد من البريطانيين بين الإسلاميين المتهمين في اختطاف الصحافيين، أشارت وسائل إعلام هولندية إلى أن عناصر من الشيشان هي التي احتجزتهما وأن الذي قام بتحريرهما هو الجيش السوري الحر.

وأشارت صحيفة «تراو» الهولندية اليومية إلى أن المصور العسكري جيرون أورلمانس، أصيب في قدمه أثناء محاولة هرب فاشلة هو وزميله المصور البريطاني جون كانتلي، الذي أصيب في ذراعه.. وهو ذاته ما أكدته زوجة أورلمانس لصحيفة «دي بارول» التي تصدر في أمستردام، موضحة أن الصحافيين تم احتجازهما فور انتقالها من تركيا إلى سوريا، على يد عناصر من الشيشان ادعوا أنهم تابعين لتنظيم القاعدة. وأضافت الصحيفة: «لقد أجبر أورلمانس لأيام عديدة على البقاء ممددا على الأرض على بطنه، وقام عناصر من الجيش السوري الحر بتحريره». أما صحيفة «دي فولكس كرانت»، فقالت إنه من غير المؤكد بعد ما الجهة التي اختطفت أورلمانس.

من جهتها، ذكرت صحيفة «صنداي تليغراف» البريطانية أمس إن الصحافيين تلقيا تهديدا بالقتل خلال أسرهما «ما لم يتحولا إلى الإسلام»، وأنهما تعرضا لإطلاق النار عليهما خلال محاولة للهرب «حافيي الأقدام».. مشيرة إلى أن إطلاق سراحهما تم بعد وصول عناصر من الجيش السوري الحر إلى المعسكر، ومطالبتهم «الغاضبة» بإخلاء سبيل الصحافيين على الفور مساء الخميس الماضي.

وتشير الصحيفة إلى أن المصور البريطاني جون كانتلي لم يتحدث عن ملابسات القصة حتى الآن، لكن زميله الهولندي جيرون أورلمانس قال لوسائل الإعلام الهولندية إن «بعض أفراد مجموعة الاختطاف (التي قدر عددها بما بين 30 و100 فرد) كانوا يتحدثون بلهجة أهل مدينة برمنغهام (البريطانية)».

وأكد مصدر مطلع للصحيفة أنه كان هناك «ما لا يقل عن ستة رجال بلهجة بريطانية، بينهم واحد تبدو لهجته الواضحة من جنوب لندن»، وأضاف أنه «كان هناك أيضا عناصر من باكستان وبنغلاديش والشيشان.. ولم يكن هناك سوريون. كان نحو 40% من أفراد المجموعة يتحدثون الإنجليزية، لكن لهجاتهم لم توضح جنسياتهم تحديدا».

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن «احتمالية وجود مواطنين – أو مقيمين في بريطانيا – بين الخاطفين تثير حفيظة الحكومة بشدة.. وذلك بعد محاولاتها المضنية وجهودها الحثيثة خلال السنوات الماضية لوقف تجنيد (الحركات الجهادية) آسيويين وعرب بريطانيو المولد».

وفي روايته لصحيفة «هاندلشبات» الهولندية، قال أورلمانس إنه وزميله كانا معصوبي الأعين أغلب الوقت، وأن أحد الجهاديين صرخ قائلا: «هؤلاء صحافيون.. وسوف نريهم كيفية إعداد (معسكر) للجهاد الدولي في هذا المكان».. كما أكد أورلمانس أن المجموعة اتهمتهما بأنهما «جاسوسان»، مشيرة إلى إمكانية الحصول على فدية نظير إخلاء سبيليهما. وأكدت الخارجية الهولندية من جانبها أن سياسة الحكومة الهولندية تنتهج خطا يمنع دفع أي فدية أو الدخول في تفاوض مع الخاطفين. وليس من الواضح الآن من يقف وراء عملية الاختطاف، ولكن وزير الخارجية الهولندية أوري روسنتال يرجح أنها إحدى الفصائل التابعة للمعارضة.

والمصور الهولندي أورلمانس من الفائزين بجائزة الكاميرا الفضية لمرتين متتاليتين في عامي 2010 و2011، التي تمنح للمصورين الصحافيين لأدائهم المتميز، وقد عمل في العديد من مناطق النزاعات بما فيها إيران وليبيا وأفغانستان.

وفي سياق ذي صلة، ذكرت صحيفة «دي فولكس كرانت» الهولندية أيضا أن القسم الأكبر من عناصر الجيش السوري الحر لم يتلقوا تدريبات عسكرية، ويتلقى هؤلاء المساعدة عبر موقع «يوتيوب» لتحضيرهم لتدريب قتالي. وقالت الصحيفة إن قناة تدعى «مساعدة الجيش السوري الحر» تقدم نحو 80 فيلما قتاليا محترفا للمقاتلين المبتدئين، حيث يشرح لهم باللغة العربية كيفية استعمال أنواع عديدة من الأسلحة وطريقة تفكيكها وتنظيفها.

وأشارت الصحيفة إلى أن نقاشات عديدة تدور على تلك المواقع عن مصدر هذه الأفلام، وأن ناشطين يقولون إن «المعلومات التي يقدمها المدربون الملثمون على درجة عالية من الاحتراف، كما أن أنواع الأسلحة المختلفة التي تستخدم في الأفلام القصيرة، واللكنة الإنجليزية التي يتكلمون بها، تعطي الانطباع بأن مواقع التصوير في الولايات المتحدة أو كندا».

المعلم يعود إلى الواجهة من طهران.. ويقول ان لدى بلاده «قدرات عسكرية كبيرة»

تعهد بسحق المعارضة واتهم دول المنطقة بـ«التآمر».. ونفى نية استخدام الأسلحة الكيماوية ضد السوريين

طهران – لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: كارولين عاكوم

شد وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم الرحال صباح أمس إلى الجمهورية الإسلامية، حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، لبحث «آخر المستجدات على الساحة السورية» مع كبار قادة طهران بينهم نظيره الإيراني علي أكبر صالحي وممثل المرشد الأعلى وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي ورئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علي لاريجاني.

وظهر المعلم في العاصمة الإيرانية أمس إلى جانب صالحي بعد أن كان قد توارى عن الأنظار شأنه شأن معظم المسؤولين السوريين منذ مقتل 4 مسؤولين أمنيين كبار قبل أكثر من عشرة أيام في انفجار دبرته المعارضة السورية. ومن هناك تعهد بالقضاء على المعارضة في حلب التي تشهد معارك طاحنة بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية. كما وصف ما يجري في سوريا بأنه «مؤامرة كونية» تستهدف بلاده. واتهم المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا بتأجيج الأوضاع من خلال دعم المعارضة وتسليحها، كما زعم أن «إرهابيين» من ليبيا وتونس ومصر تسللوا إلى بلاده عبر تركيا والعراق.

وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع صالحي بث على الهواء مباشرة إن الجيش السوري سيقضي على المعارضة المسلحة في مدينة حلب التي يشن هجوما عليها منذ السبت. وتابع «لقد تجمعت جميع القوى المعادية لسوريا في حلب لمقاتلة الحكومة وسيتم القضاء عليها بلا شك»، مضيفا أن «الشعب السوري يقاتل إلى جانب الجيش» ضد المسلحين المعارضين.

وقال المعلم، الذي عقد آخر مؤتمر صحافي له في أبريل (نيسان) الماضي في موسكو، مكتفيا بزج المتحدث باسم وزارته جهاد مقدسي إلى الواجهة خلال الآونة الأخيرة للتعبير عن رأي حكومته، إن المسلحين «خططوا لمعركة سموها (دمشق الكبرى) وحشدوا لها مجموعات من الإرهابية المسلحة وفي أقل من أسبوع اندحروا وفشلت هذه المعركة فانتقلوا إلى حلب، وأؤكد لكم أيضا أن مخططاتهم ستفشل». وأكد أن بلاده قادرة على الدفاع عن كل شبر من أراضيها، مضيفا «نحن نواجه كونا بأكمله يتآمر على سوريا، وكمواطن سوري أفتخر لأنني أواجه هذا الحشد من الدول الشرسة وما زلت صامدا واقفا بشموخ».

وشن المعلم هجوما على دول المنطقة، وقال «قطر والسعودية وتركيا والدول الأجنبية عن المنطقة تمنع انتهاء المواجهات» من خلال دعم المعارضة وتزويدها بالسلاح.

وقال المعلم إن «سوريا تستهدف بمؤامرة عالمية أدواتها دول المنطقة»، مؤكدا أن «الشعب السوري مصمم ليس فقط على مواجهة هذه المؤامرة بل مصمم على الانتصار فيها»، وأضاف «لسوريا قدرات عسكرية كبيرة ويمكنها الدفاع عن نفسها».

وفي الوقت الذي تصف فيه السلطات السورية المعارضة المسلحة بـ«عصابات إرهابية مسلحة» ممولة من الخارج، أكد المعلم أن مقاتلين دخلوا سوريا من تركيا والعراق. وأوضح أن «الإرهابيين الذين دخلوا سوريا من تركيا يحملون الجنسيات الليبية والتونسية والمصرية، والذين دخلوا سوريا من العراق وتم توقيفهم هم أعضاء في (القاعدة)». كما طلب المعلم من الحكومة اللبنانية منع «الإرهابيين من دخول سوريا انطلاقا من أراضيها».

وأوضح وزير الخارجية السوري أن بلاده ملتزمة بتطبيق خطة أنان ذات النقاط الست لإنهاء 16 شهرا من العنف الذي أدى حتى الآن إلى مقتل 20 ألف شخص. وقال «نحن ملتزمون بتطبيق خطة السيد أنان كليا لأننا نعتبرها خطة معقولة»، لكنه أضاف «أنا أرى من خلال الوضع على الأرض أن أصحاب هذه المؤامرة شرسون. حتى لو انتهى وضع المواجهة واستتب الأمن والاستقرار في ربوع سوريا فالمؤامرة لن تتوقف لأن خيوطها واضحة.. إسرائيل هي المحرك ومع الأسف هناك بعض الدول العربية في الخليج تقف في خندق واحد مع إسرائيل في تنفيذ هذه المؤامرة، ولذلك فالحراك الدولي لن يتوقف ضد سوريا».

وأشار المعلم إلى موضوع أسلحة الدمار الشامل وقال إن حكومة بلاده لن تستخدم تلك الأسلحة ضد شعبها، وشدد على أن سوريا ملتزمة بالقوانين الدولية ذات الصلة. وجاءت تصريحات المعلم تعليقا على ما أثير مؤخرا حول إمكانية أن يستخدم النظام السوري أسلحة كيماوية لقمع المحتجين.

ونفى المعلم التقارير التي تتحدث عن حصول بلاده على دعم من لبنان أو إيران، وقال إن سوريا لديها قدرات دفاعية هائلة وقادرة على الدفاع عن نفسها من دون الحاجة إلى أي مساعدة من أطراف خارجية.

وبينما قال المعلم إن «وجهات نظر إيران وسوريا حول الوضع في سوريا متطابقة تماما»، أكد صالحي من جانبه ثقته بأن «الشعب السوري سينتصر» على المعارضة والدول التي تدعمهم، متهما إسرائيل بتدبير «مؤامرة» ضد النظام السوري.

وقال صالحي خلال المؤتمر الصحافي «نحن نشهد مؤامرة وحشية تنفذها عدة دول على رأسها النظام الصهيوني»، طالبا من بلدان المنطقة «التفكير (…) في العواقب الوخيمة» لسياستهم بدعم المعارضة.

واعتبر صالحي أن فكرة القيام بعملية نقل منظم للسلطة في سوريا «وهم»، وأضاف أن «التفكير الساذج والمخطئ أن يحدث فراغ في السلطة في سوريا، وأن حكومة أخرى ستصل ببساطة إلى السلطة، في اعتقادي ليس سوى حلم، إنه وهم. يجب أن ننظر بحرص إلى سوريا وما يحدث داخل البلاد».

وفي تعزيز لموقف طهران المؤازر للأسد، أصدر 245 نائبا إيرانيا بيانا أعربوا فيه عن دعمهم للنظام السوري و«الإصلاحات» التي أطلقها.

وأفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء بأن النواب أكدوا في البيان على «دعم إيران للإصلاحات التي قامت بها الحكومة السورية وكذلك دعمها لأي قرار يتخذ من قبل الشعب السوري لتحديد مستقبله بعيدا عن التدخل الأجنبي». وأشار البيان إلى أن «سوريا كانت وما زالت الدولة الداعمة لمحور المقاومة ضد الكيان الصهيوني، ومن أجل ذلك فإنه من الطبيعي أن يشن عليها الأعداء وعملاء الكيان الصهيوني من الدول الأوروبية والعربية حربا ظالمة ويحيكون ضدها شتى المؤامرات».

إلى ذلك، نددت المعارضة السورية بتصريحات المعلم وصالحي، واعتبر عضو المجلس الوطني السوري وليد البني أن الرسالة الوحيدة التي أرادها الإيرانيون من خلال دعوتهم للمعلم وظهوره إلى جانب صالحي، هي «القول إن إيران لا تزال تدعم عصابة الأسد وهي ستبقى كذلك إلى ما لا نهاية، وبالتالي فأمام الرئيس السوري بشار الأسد المزيد من الوقت لقتل 20 ألف سوري آخرين».

البيت الأبيض يحذر ثوار سوريا من تكرار أخطاء التجربة العراقية

دعاهم إلى نبذ الأعمال الانتقامية وهدم المؤسسات بعد سقوط الأسد

واشنطن: آن غيران وجوبي واريك*

صرح مسؤولون أميركيون بأن إدارة أوباما حذرت قوات المعارضة السورية من مغبة تسريح القوات الأمنية التابعة للرئيس بشار الأسد والأجهزة الحكومية بشكل كامل إذا ما قتل أو أجبر على مغادرة السلطة، لتجنب الفوضى وفراغ السلطة الذي شهده العراق عام 2003.

تحول الزخم سريعا ضد الأسد، لكن الجيش السوري رد مؤخرا بشن هجوم على حلب، أكبر مدن سوريا. فبعد حشد قواته خارج المدينة على مدار الأيام القليلة الماضية، قصفت الدبابات المدعومة بمروحيات هجومية يوم السبت الأحياء التي يسيطر عليها الثوار.

وقد حث المسؤولون الأميركيون الثوار قادة المعارضة السياسية السورية، في جلسات استراتيجية مفصلة بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة، على نبذ الأعمال الانتقامية الطائفية إذا ما سقطت حكومة الأسد. ويشير المسؤولون إلى أنهم يسعون لمساعدة الثوار على الاستفادة من الأخطاء الأميركية في العراق، لما قد يؤدي إليه حل الجيش والمؤسسات الأخرى من وقوع المزيد من الاضطرابات.

وقال المسؤول الأميركي، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية المحادثات مع المعارضة السورية المنقسمة: «لا يمكنك حل هذا النظام بشكل كامل؛ لأن هذه المؤسسات ركن أساسي في عملية التحول السياسي». وتابع المسؤول مشيرا إلى حركة الأسد القومية العربية الحاكمة: «نحن بحاجة إلى منع اجتثاث البعث من البلاد». ويذكر أن حزب البعث (العراقي) كان يهيمن على مقاليد الحكم في العراق في عهد صدام حسين.

ومما يؤكد اتساع مناقشة سياسات ما بعد الأسد تنامي ثقة المسؤولين الأميركيين في أن الأسد لا يستطيع التشبث بالسلطة لفترة أطول. وعلى الرغم من الموقف العسكري المتفوق لقوات الأسد؛ فإن المسؤولين الأميركيين يرون أن المكاسب الأخيرة التي حققها الثوار والانشقاقات تدعم توقعاتهم بأن الأسد سيطرد أو يقتل.

وقال مايكل هامر، مساعد وزير الخارجية للشؤون العامة، للصحافيين هذا الأسبوع: «نحن على يقين من أن أيامه صارت معدودة، وأنه يفقد سيطرته على البلاد، فالزخم كله يقف ضده». لكن الكثير من الدبلوماسيين الأميركيين والشرق أوسطيين ومحللي الاستخبارات يعتقدون أيضا أن النظام لا يزال يمتلك الموارد الكافية للسيطرة على الجيش السوري والمدن الرئيسية لبضعة أشهر مقبلة، وهو ما يعني أن العنف يتوقع أن يزداد سوءا على المدى القريب. وقد دارت معارك طاحنة بين الثوار السوريين والقوات الحكومية داخل دمشق والمناطق المحيطة بها خلال الأسبوع الماضي، مما أسفر عن أسوأ عمليات العنف خلال 16 شهرا من الصراع، وراح ضحيتها ما بين 15 إلى 20 ألف شخص، بحسب مجموعات مراقبة وناشطين.

«يناضل الأسد.. ولا يتوقع له أن يستسلم»، بحسب دبلوماسي شرق أوسطي يراقب الأوضاع في سوريا. وقال الدبلوماسي، الذي أصر على عدم ذكر اسمه في مناقشة التقييمات الداخلية لدولته في سوريا: «نعتقد أن الثوار اجتازوا المرحلة الحرجة.. لكن من المتوقع أن يكون الأسد أكثر عنفا بعد أن أدرك أن أيامه صارت معدودة.. سيضرب بقوة الآن، وإيران تدعمه بكل ما تملك». ويقدر محللون مستقلون، بما في ذلك مسؤولين سابقين في الحكومة الأميركية، أن الأسد قد يتمكن من الصمود لعدة أشهر، لكنه لن يتمكن من الصمود إلى الأبد.

وتأتي تحذيرات إدارة أوباما لمجموعات الثوار في خضم حرب أهلية ذات طابع طائفي قوي. ومن الممكن أن يتبع انهيار النظام الأمني للأسد فترة مطولة من القتل الانتقامي؛ أيا كانت خطط الولايات المتحدة أو من تتصل بهم من المعارضة السياسية الآن.

بيد أن الإدارة حثت قوات المعارضة، التي تهيمن عليها الطائفة السنية، على احترام حقوق الأقليات في سوريا ما بعد الأسد، في الوقت الذي تحاشت فيه بشكل علني عقد مقارنات مع العراق. وتعد أخطاء التجربة العراقية؛ بما في ذلك الرهانات الخاطئة على قوى المعارضة وفراغ السلطة الذي تبع إسقاط نظام صدام حسين في عام 2003، من الأسباب الرئيسية في استبعاد الرئيس أوباما تقديم المساعدة العسكرية المباشرة للثوار في سوريا. وكانت الولايات المتحدة قد أخذت بنصيحة بعض خصوم صدام حسين السياسيين، ودعمت سياسة اجتثاث البعث التي طردت كل رموز النظام من أصحاب الرتب الصغيرة من الوظائف الحكومية. وهو ما تسبب في فراغ الوزارات الحكومية وأطلق مارد الغضب الطائفي.

ويمثل العلويون نسبة 12 في المائة من عدد سكان سوريا، ويستحوذون على غالبية المناصب الرفيعة في الدولة، بينما يشكل المسلمون السنة 75 في المائة من عدد السكان، فيما يشكل المسيحيون والطوائف الأخرى النسبة الباقية.

وكانت الإدارة الأميركية قد حثت سابقا على الالتزام بالتوجه المحافظ في مصر، بما في ذلك فترة تولي المجلس العسكري إدارة البلاد، الذي أثار غضب الناشطين المؤيدين للديمقراطية، والذي يفضله البيت الأبيض خشية وقوع انفلات أمني يمكن أن يهدد أمن إسرائيل قد تضطر معه الولايات المتحدة إلى التدخل. ويقف المجلس العسكري والرئيس المنتخب ديمقراطيا في مصر على طرفي نقيض، وتبدو البلاد في حالة من الشلل. ولم يتضح بعد كيف سيتمكن هؤلاء القادة من مواجهة التحديات الكبيرة، لكن المسؤولين الأميركيين يرون أن النموذج الديمقراطي المصري مشجع على الرغم من ذلك.

وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، على أهمية التعددية السياسية في سوريا الحرة المقبلة، بعد عدد من اللقاءات مع رموز المعارضة خارج البلاد.. وفي غياب مثل هذه التحذيرات – والتهديد الضمني بأن المساعدات الأميركية والدعم السياسي متعلق بالسلوك الجيد – لم تتحدث إدارة أوباما عن كيفية ضمانها معاملة عادلة للموالين لنظام الأسد.

وكان المسؤولون الأميركيون قد شعروا بالارتياح في أعقاب تصريح للجيش السوري الحر هذا الشهر يتعهد فيه بـ«سوريا ديمقراطية وحرة، يعيش فيها كل المواطنين السوريين بغض النظر عن أعراقهم ودياناتهم وهوياتهم الطائفية». وكان حذر الولايات المتحدة في دعم الثوار قائما في جانب منه على الأدلة بأن بعض المجموعات التي تقاوم القوات الحكومية تابعة لـ«القاعدة» أو تتلقى دعما منها.

فالزيادة في استخدام القنابل المصنعة محليا والتفجيرات الانتحارية بسيارات مفخخة في سوريا تضفي نوعا من المصداقية على هذا القلق، وربما تكون مؤشرا على تنامي نفوذ الشبكة الإرهابية في سوريا. وتظهر الإحصاءات التي حصلت عليها «واشنطن بوست» أن معدل الهجمات بقنابل بدائية الصنع زادت إلى أربعة أضعاف خلال العام الماضي. وقال مسؤول أميركي بارز إنه تم تسجيل ما يقدر بـ273 حادثة من هذا النوع بين الأول من ديسمبر (كانون الأول) والسادس من يوليو (تموز)، وكانت الشرطة السورية الهدف الأبرز فيها.. ويعتبر استخدام السيارات المفخخة في الهجمات الانتحارية السمة البارزة لدى فرع تنظيم القاعدة في العراق. ويقول المسؤول، الذي رفض الكشف عن مصدر المعلومات بسبب سريتها: «التقارير الأميركية الموثوقة محدودة في سوريا، لذا هناك الكثير مما لا نعرفه».. لكن على الرغم من ذلك، فإن الإدارة وسعت تدريجيا من دعمها للثوار على الرغم من الافتقار إلى المعلومات بشأن خلفياتهم وأجنداتهم، في دولة تتميز إلى حد بعيد بانقساماتها الطائفية والعرقية. وقد حاولت الإدارة البحث عن وسائل لتوسيع الدعم عدا تسليح الثوار، بحسب مسؤولين. فزودت واشنطن المقاتلين بوسائل المساعدة «غير القاتلة»، مثل معدات الاتصالات التي يمكن استخدامها من قبل الثوار للتنسيق وتوجيه الهجمات بدقة تماثل تلك التي يستخدمها الجيش السوري. لكن على الرغم من ذلك فإن الثوار لا يزالون يعانون نقصا حادا في السلاح. وتقوم بعض الدول بإرسال السلاح إلى الثوار، لكنهم لا يملكون قوة جوية أو دفاعات جوية لما يعتقد المحللون أنه ثاني أفضل قوة عسكرية بعد إسرائيل في الشرق الأوسط.

وحتى الآن قدمت الولايات المتحدة مساعدات إنسانية بقيمة 64 مليون دولار داخل سوريا وللاجئين في الدول المجاورة، بحسب تومي فيتور، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض. ويشير المسؤولون الأميركيون إلى أن الإدارة لا تزال تحاول جاهدة الحصول على فهم أوضح لقوات المعارضة داخل سوريا. وفي هذا الإطار وسعت وكالات الاستخبارات الأميركية، وفق مسؤولين طلبوا عدم تعريفهم، من جهودها لجمع المعلومات الاستخبارية عن قوات الثوار ونظام الأسد في الشهور الأخيرة عن بعد.

وقال جوشوا لانديز، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما والمتخصص في الشأن السوري: «كان أوباما مترددا للغاية، لأنه كان يعتقد أن ذلك منحدر زلق؛ فلكي تدخل إلى هناك وتعود منتصرا، يجب أن تكون على يقين من أنهم انتصروا بالفعل».

* شارك غريغ جاف في الإعداد لهذا التقرير

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

138 قتيلا بسوريا والجيش يوسع قصفه

                                            قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 138 شخصا قتلوا أمس الأحد بنيران الجيش النظامي السوري، معظمهم في دمشق وريفها وحلب ودرعا، وكذلك في حيي الرمل الجنوبي والاسكنتوري في اللاذقية حيث قتل ثلاثة وجرح عدد آخر بإطلاق نار كثيف.

وأفاد مراسل الجزيرة في سوريا أن اثني عشر شخصا قتلوا وأصيب أكثر من ستين آخرين بجروح في قصف عنيف استهدف قريتي قورين وفيلون في جبل الزاوية قرب إدلب.

وقالت الهيئة إن من بين هؤلاء القتلى أكثر من أربعين شخصا منهم تسع نساء قتلوا بالرصاص وذبحا بالسكاكين وحرقا على أيدي قوات الجيش النظامي وعناصر الأمن والشبيحة في معضمية الشام في ريف دمشق، مما رفع حصيلة القتلى في المدينة إلى نحو 80 منذ أمس الأول.

اتساع القصف

في هذه الأثناء، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن القصف تواصل على عدة أحياء في مدينة حلب.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن 33 شخصا قتلوا على أيدي قوات النظام إثر اقتحامها بلدة الشيخ مسكين قرب درعا، بينما تجدد القصف على مدينة الحراك وبلدتي النعيمة وكفر شمس قرب درعا.

وذكرت اللجان أن قتلى وجرحى سقطوا جراء قصف للجيش استهدف بلدات الميادين ومحيميدة والشحيل وأحياء عدة في دير الزور، في حين استمر القصف على قرى جبل الأكراد في ريف اللاذقية. كما تجدد القصف على أحياء وبلدات في محافظات حماة وحمص وإدلب.

فقد تعرضت الأحياء القديمة بحمص المحاصرة منذ ما يقرب من شهرين لقصف بالصواريخ، كما تجدد القصف على مدن الرستن وتلبيسة والقصير، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وتعاني المناطق المذكورة من وضع إنساني بالغ السوء.

وقالت شبكة شام إن الطيران المروحي قصف في حماة بلدة عقيربات، وأطلق قذائف على سوحا وحمادي عمر، واقتحم الجيش قرى العوينة وحيالين والشيخ حديد وبريديج والمغير والحماميات، وسط إطلاق نار كثيف وعمليات نهب وسلب لأموال وممتلكات الأهالي.

وفي إدلب التي انسحب من مناطق منها الجيش لتعزيز وجوده في حلب قصفت قوات النظام الهبيط وكورين، أما في دير الزور فتعرضت مدن وبلدات البوكمال والبوليل ومحيميدة والموحسن لقصف عشوائي.

معارك حلب

وفي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة السورية الأحد انتصارها في المعركة التي دارت رحاها من أجل السيطرة على العاصمة دمشق, فإن معارك السيطرة على مدينة حلب قد ازدادت ضراوة مع نجاح الجيش السوري الحر في الحفاظ على سيطرته على عدة أحياء بالمدينة.

وقال مراسل الجزيرة أحمد زيدان الذي تجول في أحياء صلاح الدين ومساكن هنانو وباب الحديد والصاخور إن الجيش النظامي عمد إلى نشر قناصته بعدما استطاع مقاتلو الجيش الحر تحييد سلاح المدرعات بما توفر عندهم من مضادات للدروع، مع وجود إشكالية للجيش في خطوط إمداده التي يستهدفها الثوار.

كما أكد صحفيون من رويترز سيطرة مقاتلي الجيش الحر بوضوح على أجزاء من حلب التي تكثر فيها نقاط التفتيش التي أقامها عناصر من الجيش الحر أكدوا تمكنهم من صد قوات الجيش النظامي في حي صلاح الدين جنوب غرب حلب حيث تدور الاشتباكات منذ أيام.

أزمة اللاجئين

في غضون ذلك قالت فاليري آموس، المسؤولة عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة إن مائتي ألف شخص فروا من مدينة حلب. وأوضحت أن عدد المحاصرين من قبل القوات النظامية في المدينة غير معروف.

وطالبت بتأمين طرق لوصول منظمات الإغاثة إلى مدينة حلب, والامتناع عن استهداف المدنيين.

وأضافت أن من الصعب وصول المساعدات الإنسانية إلى حلب وحماة لإغاثة الأسر التي نزحت بسبب المعارك.

وفي الأثناء, بدأ بعض أهالي بلدة إحسم في ريف إدلب في العودة إليها بعد خروج الجيش النظامي منها. وقد تركت قوات الجيش النظامي البلدة شبه خاوية من السكان الذين هربوا من عمليات القصف المستمرة على مدى عام كامل.

وكان الأردن قد افتتح رسميا أول مخيم للاجئين السوريين في منطقة “الزعاتري”، في محافظة المفرق شمالي شرق البلاد. ومنذ نحو أسبوع يصل المعدل اليومي لعدد اللاجئين الذين يعبرون السياج الحدودي من درعا السورية إلى الرمثا الأردنية إلى نحو 1500.

بانيتا: النظام السوري يحفر قبره بيده

                                            دعم إيراني مطلق للأسد

اعتبر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن النظام السوري “يحفر قبره بيده” بهجومه على حلب وممارسته “عنفا أعمى” على السكان. وأعلن المجلس الوطني السوري نيته إجراء محادثات لتشكيل حكومة انتقالية، ودعا لجلسة طارئة لمجلس الأمن. في حين جددت إيران دعمها المطلق للأسد.

وقال بانيتا الأحد إن الهجمات التي تشنها قوات الحكومة السورية على مدينة حلب تدق مسمارا في نعش حكومة الرئيس بشار الأسد وتوضح أنه يفتقر إلى الشرعية لحكم البلاد.

وقال بانيتا وهو على متن طائرة عسكرية تقله إلى تونس، أول محطة في جولة تقوده إلى مصر وإسرائيل والأردن، “يبدو واضحا أن حلب تشكل مثالا مأسويا جديدا على العنف الأعمى الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد بحق شعبه (…) في نهاية المطاف، إنه يحفر قبره بيده”.

ولم يطرح بانيتا أي خطوات جديدة قد تتخذها الولايات المتحدة، بينما جدد دعوات تطالب بموقف دولي موحد “لإسقاط نظام الأسد”. وأشار إلى الحاجة إلى “تقديم مساعدات للمعارضة”.

وقال بانيتا إنه يتوقع أن تحتل الأزمة في سوريا مكانا بارزا في محادثات يجريها هذا الأسبوع مع زعماء إسرائيل والأردن، وعبر عن بواعث القلق بشأن أمن مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية، وتدفق اللاجئين السوريين عبر الحدود.

حكومة انتقالية

في هذه الأثناء، قال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا إن المعارضة ستجري محادثات خلال أسابيع لتشكيل حكومة انتقالية لإدارة البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وإلى حين إجراء انتخابات ديمقراطية، مؤكدا ضرورة تشكيلها قبل سقوط النظام بوصفها البديل في المرحلة القادمة.

وأضاف سيدا أن غالبية أعضاء الحكومة ستكون من المعارضة وأنها قد تضم بعض أعضاء حكومة الأسد الحالية “ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين ولم يشاركوا في قضايا الفساد الكبرى”.

وأشار إلى ضرورة مشاورة مختلف الفصائل مع “مراعاة شق الكفاءة بالدرجة الأولى”، ولم يستبعد أن يكون للعميد المنشق مناف طلاس دور في الحكومة، نافيا أن يكون طلاس رئيسا لها.

من جهته، قال عضو المجلس الوطني خالد خوجه في إسطنبول إن من المنتظر عقد أول لقاء لمباحثات تشكيل الحكومة الثلاثاء المقبل في القاهرة.

نداء للتحرك

وفي الأثناء حذر المجلس الوطني في نداء عاجل إلى المجتمع الدولي “من مجازر جماعية يخطط لها النظام على غرار مجازره في الحولة والقبير والتريمسة”، ودعا مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة لبحث الوضع في كل من حلب ودمشق وحمص واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية للمدنيين.

كما حث المجلس “الدول الصديقة للشعب السوري على التحرك الجاد والفاعل من أجل فرض حظر لاستخدام الطيران من قبل النظام، وإقامة مناطق آمنة توفر الحماية لنحو مليوني نازح”.

ودعا سيدا إلى تسليح الجيش الحر لتمكين السوريين من الدفاع عن أنفسهم في مواجهة “آلة القتل” التابعة للأسد، وحمل الدول الشقيقة والصديقة مسؤولية ما يمكن أن يقع من مجازر في حلب إذا لم يتحركوا لمنعها، وأضاف أن عليهم العمل خارج مجلس الأمن كي لا يعرقله حق النقض (الفيتو).

دعم مطلق

من جهة أخرى، جددت إيران دعمها المطلق لنظام الأسد، وقال وزير خارجيتها علي أكبر صالحي إن من يظن أن بالإمكان تغيير النظام في سوريا واهم، مضيفا أن الأسد استجاب لمطالب الشعب, حسب قوله.

وحذر صالحي دول المنطقة وقال إن أي خطوة خاطئة في الموضوع السوري ستنعكس عليها. ووصف الحديث عن احتمال تعرض سوريا لفراغ في السلطة وصعود حكومة أخرى بأنه تفكير “ساذج ومخطئ”.

أما وزير الخارجية السوري وليد المعلم فاتهم -في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني- دولا في المنطقة، مثل تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر بتعطيل خطة المبعوث العربي الدولي إلى سوريا كوفي أنان.

وقال المعلم إن تدخل هذه القوى الإقليمية في الشأن السوري رفع وتيرة العنف، وأفشل الحوار مع المعارضة. وأوضح أن “مجموعات إرهابية مسلحة” خططت لمعركة سموها دمشق الكبرى، لكنهم اندحروا في أقل من أسبوع فانتقلوا إلى حلب، حسب قوله.

مواقف دولية

وتزامنت هذه التصريحات مع وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ما يحدث في سوريا -لا سيما في حلب- بأنه يرقى إلى جرائم حرب.

وأشار العربي إلى أن هناك جهودا تبذل لاستصدار قرار من الجمعية العمومية للأمم المتحدة “بثقل قانوني وأخلاقي وسياسي” لحل الأزمة.

وفي الفاتيكان، أطلق البابا بنديكت السادس عشر نداء من أجل وضع حد للعنف في سوريا، وطالب بأن يحظى اللاجئون السوريون بالإعانات الإنسانية اللازمة.

وفي سياق ذي صلة، نقلت رويترز عن متحدث باسم وزارة الخارجية السعودية أن موقف بلاده هو إمداد الشعب السوري بالمساعدات المالية والإنسانية ودعوة المجتمع الدولي لتمكينهم من حماية أنفسهم، مشيرا إلى أن النظام السوري يستورد ويستخدم كل أنواع الأسلحة ليقمع شعبه.

وكانت رويترز قد نقلت عن مصادر خليجية الجمعة أن السعودية وقطر وتركيا أقامت قاعدة في جنوب تركيا لمساعدة الجيش الحر في الاتصال والتسليح، لكن السلطات السعودية رفضت التعليق مباشرة على هذه الأنباء.

بعد يومين من اشتباكات حدودية

عسكري أردني: الجيش السوري مضطرب

محمد النجار-الحدود الأردنية السورية

قال مصدر عسكري أردني للجزيرة نت إن الجيش السوري النظامي الموجود على الحدود مع الأردن “مضطرب ويعاني من فقدان التوازن والتركيز”.

وأكد المصدر الذي تحدث للجزيرة نت بالقرب من الحدود اليوم الأحد -مشترطا عدم ذكر اسمه- إن وضع الجيش الأردني مستقر وغير مستنفر، مشيرا إلى وجود “استعدادات” على الحدود مع سوريا تحسبا لأي طارئ.

وتحدث المصدر عن حالة التخبط التي يعيشها الجيش السوري عند الحدود وفقدانه العديد من مراكزه التي دمرتها قوات المعارضة واستولت عليها، مما سهل من مهمة هروب اللاجئين السوريين نحو الأردن، وفقا للمصدر.

وعن الاشتباكات التي شهدتها الحدود الأردنية السورية فجر الجمعة الماضية، قال المصدر العسكري إن ما جرى كان ردا على إطلاق رصاص من الجانب السوري مما أدى لإصابة الجندي الأردني بلال الريموني بجرح في يده أثناء محاولته إنقاذ طفل أصيب برصاص الجيش السوري، وأنه خاطر بحياته حتى تمكن من نقل الطفل إلى مكان آمن.

وقال إن الجيش السوري لا يطلق النار عادة على الجيش الأردني، وإنما على اللاجئين الفارين وعلى من يحرسهم من جنود الجيش السوري الحر.

وأشار المصدر العسكري إلى أن الجيش الأردني رد بالقوة المناسبة على نظيره السوري، غير أنه استدرك بأن عمان لا ترغب بافتعال أي مشكلات مع الجانب السوري.

وقال إن معنويات جنود الجيش السوري تراجعت بشكل كبير وإن هناك مشكلات لديهم في التزويد مما يؤدي لفرار الكثير منهم للأردن.

وعن دور الجيش الأردني مع اللاجئين السوريين، قال إن الجيش يقوم كل ليلة بإحضار سيارات إسعاف وحافلات لنقل اللاجئين بعد أن يتم تأمين وجبات خفيفة لهم وتهدئتهم من الخوف الذي يتعرضون له قبل نقلهم لأماكن تجميع اللاجئين.

وكانت مدينة الرمثا الأردنية المحاذية للحدود قد شهدت اشتباكا بين الجيشين الأردني والسوري فجر الجمعة عندما أطلق الجنود السوريون النار على عائلات أثناء محاولتها اللجوء بعد تجاوزها الحدود الأردنية.

وإثر رد الجنود الأردنيين على مصدر النار، استمرت الاشتباكات زهاء ساعتين، مما أسفر عن إصابة الطفل السوري بلال اللبابيدي ثم وفاته قبيل وصوله لمستشفى الرمثا الحكومي.

العربي: جرائم حرب تقترف بسوريا

وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الوضع في سوريا بأنه يرقى إلى جرائم حرب سيتعرض مرتكبوها لمساءلة دولية.

ونسبت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية للعربي قوله إن “ما يحدث في سوريا وخاصة في مدينة حلب يرقى إلى جرائم حرب”.

وبحسب الوكالة فإن العربي حذر من أن مرتكبي هذه الجرائم “سوف يتعرضون لمساءلة دولية”.

ويشن الجيش السوري النظامي حملة واسعة على مدينة حلب يستخدم فيها المروحيات والطائرات العمودية ومدافع الدبابات لطرد مقاتلي الجيش السوري الحر، وهو ما حمل العديد من المدنيين على الفرار من المدينة.

ويأتي ذلك ضمن مساعي الجيش إخماد الثورة الملتهبة التي تواجه نظام الرئيس بشار الأسد منذ أكثر من 16 شهرا، والتي واجهتها الأجهزة الأمنية السورية بقمع وصف بالوحشي.

الحر يستولي على 8 دبابات

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن الجيش السوري الحر الاثنين أنه استولى على 8 دبابات تابعة للجيش النظامي السوري في مدينة حلب.

وتضاربت الأنباء حول المعارك الدائرة في حلب، إذ أعلن كلا الجانبين أنه يسيطر على أحد الأحياء الرئيسية.

فقد ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أنه تم “تطهير” حي صلاح الدين في جنوب غرب المدينة، والذي كان معقلا لمقاتلي المعارضة منذ بدء المعركة قبل عشرة أيام.

لكن الناشطين على الأرض أكدوا استمرار الاشتباكات الاثنين وأنه لا توجد قوات حكومية داخل الحي.

وأفاد ناشطون بتجدد القصف المدفعي العنيف على عدد من مناطق في ريف حلب، وتعرض مبنى الأمن العسكري في دير الزور للحرق بشكل كامل.

وأضافوا أن “قوات الأمن والشبيحة اقتحمت قرية كفر نبودة بالدبابات والمدرعات وسط إطلاق نار كثيف”.

وفي حمص تشهد المدينة “المنكوبة” قصفا مدفعيا عنيفا مصدره الكلية الحربية منذ صباح الاثنين وذلك وفقاً لناشطين.

وتكافح قوات الأسد أكثر من أي وقت مضى للاحتفاظ بقبضتها على أرجاء البلاد خلال الاسبوعين المنصرمين بعد تقدم كبير لمقاتلي المعارضة في أكبر مدينتين سوريتين وعقب انفجار أودى بحياة اربعة من كبار المسؤولين الأمنيين في 18 يوليو.

وأعلنت الحكومة ايضا انتصارها الأحد في المعركة من أجل السيطرة على العاصمة التي هاجمها مقاتلو المعارضة بقوة قبل أسبوعين، ولكن تم صدهم في قتال لم يسبق له مثيل في البلاد.

فرنسا تطالب باجتماع في مجلس الأمن

سياسياً، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي في أغسطس ستطلب عقد اجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية لبحث الوضع في سوريا.

وقال فابيوس في مقابلة أجرتها معه إذاعة “ار تي ال” إنه سيترأس بنفسه هذا الاجتماع الذي ستصدر الدعوة لعقده بشكل عاجل، من أجل وقف المجازر التي قال إن الرئيس بشار الأسد يرتكبها في سوريا، واصفا إياه بـ”السفاح”.

قيادات كردية إلى “الوطني السوري

سيدا يؤكد الحاجة إلى قرار خارج مجلس الأمن

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بدأ رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا زيارة لأربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، لإقناع قيادات كردية سورية بالانضمام للمجلس المعارض، حسب ما أكد قيادي كردي سوري.

وقال القيادي في المجلس الوطني الكردي السوري لوكالة فرانس برس إن سيدا وصل إلى أربيل مساء الأحد، لافتا إلى أنه سيلتقي الاثنين رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وقيادات كردية أخرى.

وأضاف أن الاجتماع سيضم أيضا قيادات الهيئة العليا الكردية التي تضم مجلس الشعب لغرب كردستان والمجلس الوطني الكردي في سوريا، مشيرا إلى أن الزيارة تهدف إلى “التوصل لاتفاق مع قيادات كردية سورية للانضمام إلى المجلس الوطني السوري”.

كما أوضح المصدر أن سيدا سبق أن زار أربيل سرا حيث التقى بارزاني، وذلك عقب تسلمه مهامه في يونيو الماضي.

ويعتبر المجلس الوطني الكردي الذي يضم مجموعة أحزاب كردية سورية، مقربا من بارزاني وحزب رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني، بينما ينظر إلى مجلس الشعب لغرب كردستان على أنه مقرب من حزب العمال الكردستاني.

وكان هذان التشكيلان الكرديان الرئيسيان في سوريا، المعارضان لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، أعلنا في وقت سابق من الشهر الجاري توحيد قواهما والتجمع ضمن تكتل واحد، وذلك عقب مفاوضات أجريت في كردستان العراق.

ويقدر عدد الأكراد في سوريا بنحو مليوني نسمة ويمثلون 9 في المائة من 23 مليون سوري.

وتأتي زيارة سيدا لأربيل بعدما أكدت تركيا أنها ستتخذ “كافة الإجراءات لمنع تمركز خلايا إرهابية في المناطق الحدودية مع سوريا”.

مظاهرة مبتكرة لفزاعات في داريا ترعب الأمن السوري

انطلقت من ساحة التربة وأفزعت البنادق التي أطلقت الرصاص

دمشق – جفرا بهاء

“خرجت مظاهرة من الخشب والقماش في مدينة داريا بريف دمشق، تطالب بإسقاط النظام ومحاسبة الرئيس الأسد”.

يبدو الخبر هكذا أقرب للنكتة أو السخرية، ولكن مدينة داريا جعلت من خبر كهذا حقيقة، وهذه المرة لم يكن الهدف من وراء هذا الابتكار السوري هو السخرية من نظام الأسد، وإنما العكس تماماً، كان الهدف وبحسب أحد ناشطي مدينة داريا: “فكرة مظاهرة الفزاعات أو الأشخاص الخشبية هي طريقة جديدة للتظاهر، توصل رسالة أنه لو لم يبقَ رجال ونساء في سوريا فسوف تخرج الشخوص الخشبية لتتظاهر ضد النظام وترفض سياساته”.

داريا مدينة في ريف دمشق، خرجت للتظاهر مع بداية الثورة، لتنال هي وجارتها مدينة المعضمية عقاباً متواصلاً وقاسياً من قبل النظام السوري، وقبل حوالي 15 يوما، وبعد العمليات الوحشية التي قام بها عناصر الأمن والشبيحة في المدينة، قام عددٌ من شباب داريا بمواجهة هؤلاء بطريقة جديدة مبتكرة.

قام شباب داريا بتحضير عدد من الفزاعات على شكل جسم الإنسان وألبسوها ثيابا متنوعة ظهرت بها الفزاعات كأشخاصٍ في أعمار مختلفة، وتم لصق شعارات متعددة على هذه الفزاعات فبدتْ كلُ فزاعةٍ كمتظاهرٍ في قلب المظاهرة.

ووضعت الفزاعات في وسط المدينة في ساحة تربة داريا بعد أن قطعوا الطرقات المحيطة، تحسباً لعودة الموكب الأمني فجأةً لتكون مكانا للمظاهرة الحدث، لاسيما أن هذه الساحة هي المكان المفضل لعناصر الأمن في كل اقتحام للمدينة يتمركزون وينتشرون فيها ويرهبون الناس منها.

وأعدوا المكان بحيث يكون جاهزاً لاستقبال الموكب الأمني في صباح اليوم التالي، وفي صباح اليوم التالي الأحد 16/07/2012 دخل موكب الأمن مدينة داريا ووصل إلى ساحة التربة ليتفاجأ بوجود الفزاعات هناك، فما كان منهم إلا أن بدؤوا بإطلاق النار الكثيف عليها لتخريبها وتكسيرها، ثم انسحبوا عائدين إلى أوكارهم، ليقوم الشباب بعد ذلك من جديد بإعادة ما تبقى «حيًّا» من الفزاعات إلى مكانها لتتابع ما سماه ناشط “نشاطها الثوري”.

ولم تشهد المدينة عودة الموكب الأمني الذي توارى منذ ذلك الحين ولجأ إلى أسلوب جديد من الوحشية من خلال قصف المدينة ببيوتها وأبنائها وفزاعاتها بقذائف الهاون، التي كانت تنطلق من مطار المزة العسكري لتحط عشوائيا في أرجاء المدينة.

حكايات سورية تختلف كل يوم ولا ينتهي جديدها أبداً، تبتكر أساليب ستسجل في التاريخ على أنها ابتكارات سورية.

فزاعات داريا لا تخاف من الأمن، وإنما الأمن هو من يخاف منها، ولن يستطيع إرهابها أو قتلها.

الجيش الحر يستولي على نقطة حيوية بين حلب وتركيا

المجلس الوطني السوري يعلن المعضمية مدينة منكوبة

العربية.نت

استولى الجيش السوري الحر صباح اليوم الاثنين بعد عشر ساعات من القتال، على نقطة حيوية شمال غرب مدينة حلب، تسمح لهم بربط المدينة بالحدود التركية، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس في المكان.

وقال العميد فرزات عبدالناصر، وهو ضابط انشق عن الجيش قبل شهر، “تمكننا الساعة الخامسة من هذا الصباح من الاستيلاء على حاجز عندان على بعد خمسة كيلومترات شمال غرب حلب، بعد عشر ساعات من المعارك.

وأفاد ناشطون بوقوع مجزرة في الشيخ مسكين بدرعا، خلفت نحو ثلاثين قتيلا، فيما قتل في معضمية الشام بريف دمشق 90 شخصاً خلال 48 ساعة.

وتجدد القصف العشوائي على معظم أحياء مدينة دير الزور، ما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى والقتلى معظمهم من النساء والأطفال.

أما أحياء مدينة درعا فتعرضت إلى قصف عشوائي كثيف وسط حملة دهم واعتقالات شنها جيش النظام على أحياء طريق السد والمخيم.

وكان المجلس الوطني دعا أمس إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن من أجل منع حصول “مجازر” بحق المدنيين في حلب ودمشق وحمص.

وفي بيان جديد اتهم المجلسُ الوطني النظامَ السوري بشن “حرب إبادة” على بلدة معضمية الشام قرب دمشق عبر قصفها وحصارها، معلنا إياها “مدينة منكوبة”

وقال المجلس إن قوات النظام التابعة لماهر الأسد وعدنان الأسد تقوم بشن حرب إبادة حقيقية على بلدة معضمية الشام قرب العاصمة السورية دمشق، حيث تقصفها بوحشية وتحاصرها بهدف تدميرها كلياً.

معركة حلب

وفجر اليوم أفاد ناشطون من داخل مدينة حلب أن الجيش الحر صد هجوما واسعا لقوات النظام على حي صلاح الدين، وكبدها خسائر في الجنود والدبابات.

كما شهدت أحياء أخرى في حلب اشتباكات عنيفة في ثاني أيام الهجوم الذي تشنه قوات النظام لاستعادة بعض المناطق من الجيش الحر.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن القوات النظامية استخدمت المروحيات في قصف حي صلاح الدين.

وذكر المرصد أن جزءا كبيرا من التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام إلى حلب لا تشارك في المعارك.

بل إن مهمتها فرض حصار على المدينة بهدف عزل الأحياء التي يسيطر عليها الثوار عن مناطق ريف حلب، لمنع الإمدادات عنهم.

200 ألف فروا من حلب

هذا، وقد طلبت المسؤولة عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري أموس، السماح لمنظمات الإغاثة بالوصول إلى سكان مدينة حلب.

أموس قالت إن حوالي مئتي ألف شخص فروا من المعارك بين القوات الحكومية والمعارضة في حلب ومحيطها منذ يومين.

وأشارت إلى أن العديد من الأشخاص لجؤوا مؤقتاً إلى مدارس ومبان عامة، وهم بحاجة ملحة إلى الأغذية ومياه الشرب.

قالت وكالة رويترز للأنباء إن البيت الأبيض أعد مرسوما رئاسيا يفوض تقديم مساعدات سرية أوسع لمقاتلي المعارضة السورية لكن التفويض لم يصل إلى حد تسليحهم بحسب المصدر.

في هذه الأثناء، صرح وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن نظام الأسد يدق مسمارا في نعشه بهجومه على حلب.

وقال وزير الدفاع الأمريكي إن الأسد فقد كل شرعية، وإن المسألة لم تعد تتعلق بنهاية النظام في سوريا بل بتوقيت رحيله.

قذائف النظام هدمت مدناً سورية ورحلت آلاف السكان

القصف اليومي يلاحق السوريين ويتسبب بمجازر يومية

إدلب – محمد زيد مستو

باتت القذائف التي تطلقها قوات النظام السوري مشهداً يومياً في حياة السوريين الذين تحولت بعض مدنهم إلى أبنية مهدمة جراء استعمال مختلف أنواع الأسلحة التي تستهدف المدنيين وتتسبب بحركة نزوح متواصلة.

وفي حين أن بعض المدن تتعرض لقصف متقطع يترافق مع الأحداث الساخنة فيها، إلا أن مدن أخرى تواجه القصف اليومي، ما أدى إلى تعرضها إلى الهدم الكامل أو الجزئي ونزوح جميع سكانها.

وتحولت أحياء بكاملها في حمص إلى ركام جراء القصف المتواصل منذ أشهر، كما تبدو مدينة الأتارب في ريف حلب شبه مدمرة، حيث تتعرض بشكل يومي لقذائف المدفعية والصواريخ، لاسيما خلال ساعات الليل، رغم خروج قوات النظام السوري منها منذ أسابيع وتوقف الاشتباكات فيها.

وعلى الرغم من أن الكثير من المدن خرجت عن سيطرة النظام منذ أشهر وتوقفت فيها الاشتباكات، إلى أنها تتعرض للقصف العنيف في بعض الأحيان، لاسيما تلك المدن التي تتركز فيها قوات الجيش السوري الحر.

وباتت أصوات القصف والطيران الحربي مألوفة في كل أنحاء سوريا، ووصل إلى قلب العاصمة السورية ومدينة حلب، اللتين تواجهان أعنف المواجهات العسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

“هاون” ومجازر يومية

وتستعمل قوات النظام في قصفها المدن مختلف الأسلحة، لاسيما القذائف المدفعية والهاون والصواريخ والمدافع الرشاشة، ما يتسبب في مجازر جماعية جراء سقوط القذائف على الأبنية السكنية، حيث بات مشهد القصف مألوفاً لدى السوريين الذين يتعاملون معه بسخرية في بعض الأحيان.

وخلال الأسبوع الماضي، أدى سقوط القذائف إلى عشرات المجازر استهدفت مدنيين، إثر سقوطها على أبنية سكنية وشوارع يجوبها المارة.

ويتهم السوريون نظام بلادهم بتعمد القصف انتقاماً من المدنيين، وإجبار القوات المقاتلة ضده على وقف هجماتها، حيث تباشر الثكنات العسكرية بقصف المدن القريبة منها بالمدافع بعد تعرض أحد مواقعها للهجوم، ما يجبر قوات الجيش السوري الحر على الانسحاب.

20 قذيفة يومياً على “قدسيا”

ففي حين تشهد مدينة قدسيا اشتباكات يومية على الأطراف، يتعرض سكانها في الوقت نفسه للقصف بشكل يومي بمدافع الهاون منذ نحو شهر، وذلك بمعدل 20 قذيفة يومياً، حسب سكان في المدينة، أكدوا أن القصف الذي يتعرضون له من مدافع “هاون” متمركزة في الأحياء الموالية المجاورة، يتكثف خلال ساعات الليل، وذلك انتقاماً من المدنيين الذين نزح عدد كبير منهم جراء القصف.

ويتعامل السوريون بطرق مختلفة مع القصف الذي تتعرض له مدنهم، فبينما يشرع سكان المدن التي تواجه قصفاً مكثفاً، بالنزوح إلى أماكن أكثر أمناً، خصوصاً المدن التي تواجه القصف للمرة الأولى، حاول آخرون التأقلم معها والتحرك بحرية في مناطقهم حتى أثناء فترة اشتداد القصف.

لكن القصف عموماً، يتسبب بحالات نزوح متواصلة بلغت معها موجة النزوح مئات الآلاف، من جميع المدن. وبينما كانت مناطق مثل حلب ودمشق تعد آمنة ومركزاً لاستقبال النازحين، تواجه حالياً نزوحاً مكثفاً إلى الدول المجاورة ومناطق الريف التي سيطر عليها الجيش الحر وكانت تعد في السابق مناطق توتر ونزوح معاكس.

حرق ونحر العشرات في مجزرة “الشيخ مسكين

عناصر الجيش السوري الحر يسيطرون على مدرعتين والاشتباكات متواصلة

العربية.نت

أفاد المركز الإعلامي السوري بأن جيش نظام الأسد ارتكب مجزرة جديدة في الشيخ مسكين بدرعا راح ضحيتها على الأقل 30 قتيلاً، الأحد.

وقال ناشطون أن الاشتباكات المتقطعة لا تزال مستمرة في الشيخ مسكين، حيث عمد نظام الاسد إلى إغلاق المدينة واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة، كما عمد إلى قطع التيار الكهربائي عن السكان.

وقال ناشطون أيضاً إن “البعض ممن قتل جرى نحرهم وحرقهم دون رحمة، و هناك عشرات الجرحى يصعب إسعافهم وعدد من البيوت مدمرة كليا”، وكتب ناشطون سوريون يتابعون الأوضاع على مواقع التواصل الاجتماعي، أن مدرعات الجيش النظامي السوري تدكّ منطقة “الشيخ مسكين” بدرعا، بشكل عشوائي، من خلال إطلاق قذائف صاروخية على أحياء الشيخ مسكين إلى جانب اشتباكات عنيفة على أطراف المدينة.

وفي الحاجز الجنوبي قال ناشطون إن عناصر الجيش السوري الحر قد استولوا على مدرعتين، بينما دمّرت قوات النظام مدرسة الشهيد محمد حمدان في الحي الغربي جرّاء القصف.

وفي غضون ذلك وجّه أهالي الشيخ مسكين دعوات للتدخل لدعم عناصر الجيش في حربهم مع قوات النظام السوري.

الأمم المتحدة: 200 ألف شخص فروا من حلب

قالت الأمم المتحدة إن 200 ألف شخص فروا من القتال في حلب، وإن عددا آخر غير معروف حوصر حيث تدور المعارك.

هرب نائب قائد شرطة اللاذقية

نقلت وكالة رويترز للانباء عن مسؤول تركي قوله الاثنين إن نائب قائد شرطة مدينة اللاذقية السورية، وهو برتبة عميد، هرب الى تركيا الليلة السابق بمعية 11 من ضباطه.

وقال المسؤول إن حوالي 600 من المواطنين السوريين اجتازوا الحدود الى تركيا في الساعات الـ 24 الماضية.

وقالت المعارضة السورية المسلحة في وقت لاحق الاثنين إن قواتها تمكنت من السيطرة على نقطة تفتيش “استراتيجية” تقع في بلدة عندان على الطريق الدولي الذي يربط حلب بالحدود التركية.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر في المعارضة قوله إن نقطة التفتيش المذكورة التي تبعد مسافة خمسة كيلومترات الى الشمال الغربي من حلب سقطت بعد قتال استمر عشر ساعات.

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، فاليري أموس إن المدينة تحتاج إمدادات فورية، ومن بينها الأغذية والمياه.

ميدفيديف: خلافاتنا مع الغرب ليست عميقة كما يبدو

قال رئيس الحكومة الروسية دميتري ميدفيديف في مقابلة صحفية نشرت الاثنين إن الخلافات بين بلاده والغرب حول الشأن السوري ليست بالعمق الذي تبدو عليه.

وقال ميدفيديف لصحيفة التايمز اللندنية إنه “رغم الاختلافات بين الجانبين في التركيز على قضايا بعينها، لا تختلف مواقف روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة بشكل كبير كما يراد تصويرها.”

ومضى للقول “فنحن نتفق ان أسوأ النتائج هي اندلاع حرب اهلية في سوريا.”

وأكد ميدفيديف على ان السوريين وحدهم هم الذين ينبغي ان يحددون مستقبلهم، وكرر الانتقادات التي ادلى بها الرئيس فلاديمير بوتين للتدخل العسكري الغربي في ليبيا العام الماضي.

وقالت البارونة أموس -التي كانت تتحدث في نيويورك- إن الصليب الأحمر، والهلال الأحمر السوري يقدر عدد الفارين من القتال في حلب والمناطق المحيطة بها خلال اليومين الماضيين بمئتي ألف شخص.

وأضافت “لا يعرف عدد الأشخاص الذين حوصروا في المدينة حيث مازالت تدور المعارك حتى اليوم”.

وطالبت أموس “جميع الأطراف المشاركة في القتال بألا يستهدفوا المدنيين، وأن يسمحوا للمنظمات الإنسانية بالمرور الآمن”.

استمرار القتال

ولايزال قتال عنيف مستمرا في أكبر المدن السورية حيث تحاول قوات الحكومة إخراج مقاتلي المعارضة منها.

ووصف المرصد السوري لحقوق الإنسان -الموجود مقره في بريطانيا- الوضع في حلب بأنه “حرب شوارع كاملة”.

وقال مراسل بي بي سي إيان بانيل -الذي كان موجودا في حلب يوم السبت- إن قوات الحكومة كانت تسعى إلى التقدم نحو مواقع مقاتلي المعارضة في الداخل، وإنه دار قتال عنيف بين الجانبين.

وأضاف المراسل أن المدنيين يواجهون انقطاع التيار الكهربائي، ونقص الأغذية.

وكانت القوات السورية قد قالت في وقت متأخر الأحد إنها استعادت السيطرة على حي صلاح الدين الواقع في جنوب غربي المدينة من أيدي مقاتلي المعارضة.

وقال ضابط في الجيش للتليفزيون السوري “استعدنا السيطرة الكاملة على حي صلاح الدين من المسلحين المرتزقة”.

وأضاف “خلال أيام قليلة سيعود الأمن والأمان إلى مدينة حلب”.

وبرغم ذلك التصريح، فإن ناشطي المعارضة يقولون إن القتال لا يزال متواصلا في حي صلاح الدين حتى الأحد ليلا.

وقال عارف الحلبي، وهو ناشط من المدينة لبي بي سي الاثنين بأن الليلة البارحة كانت “ليلة فظيعة” في المدينة.

وأضاف “لا يستطيع أحد النوم، وتسمع في كل مكان أصوات القنابل، إن قوات الأسد تستخدم المدافع، والدبابات، والقنابل، وتستخدم طائرات الهليكوبتر، التي تطلق الصواريخ في منطقة صلاح الدين”.

وأشار إلى أن بعض المباني اشتعلت فيها النيران، وبعضها الآخر انهار.

ويقول مراسلنا إنه على الرغم من تفوق قوات الحكومة من حيث التسلح، فإن مقاتلي المعارضة يقاتلون مستخدمين أسلوب حرب العصابات في شوارع المدينة.

وكثير منهم -كما يقول المراسل- أقوى في القتال من خصومهم، وهم الذين يصنعون وسائل التفجير الخاصة بهم.

فرنسا

وقال وزير الخارجية الفرنسية، لوران فابيوس -الذي ستتولى بلاده رئاسة مجلس الأمن الدولي في شهر أغسطس/آب- إن فرنسا ستدعو إلى اجتماع طارئ على مستوى الوزراء لمناقشة الصراع في سوريا.

وقال فابيوس في حديث مع الإذاعة الفرنسية، إنه سيرأس الاجتماع بنفسه، وإنه يجب أن يتم في أسرع وقت، لمنع نظام الرئيس السوري من تنفيذ المزيد من “المذابح” في سوريا.

“مسمار في نعش الأسد”

ويقول وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إن هجوم الرئيس السوري بشار الأسد على مدينة حلب سيكون “مسمارا في نعشه”.

وكان بانيتا يتحدث في بداية جولة في الشرق الأوسط تستغرق خمسة أيام.

وقال وزير الدفاع الأمريكي إن الأزمة السورية تزداد سوءا، وإن الرئيس الأسد يستعجل نهايته.

وقال بانيتا للصحفيين “إذا استمروا بهذا النوع من الهجوم المأساوي على شعبهم، فسوف يكون ذلك في النهاية مسمارا في نعش الأسد”.

أضاف بانيتا “إن ما يفعله الرئيس الأسد في شعبه، وما يواصل فعله في شعبه، يظهر بوضوح أن نهاية نظامه قد اقتربت، لقد فقد أي شرعية”.

وأشار إلى “أن السؤال لم يعد إن كانت نهاية النظام قد اقتربت أو لا، بل متى”.

وتشمل جولة بانيتا محادثات سيجريها في تونس، ومصرن وإسرائيل، والأردن.

وقال إنه يهدف إلى تعزيز إجماع دولي بأن على الرئيس الأسد التنحي عن السلطة، والسماح بانتقال سلمي إلى الديمقراطية.

وأشار وزير الدفاع الأمريكي إلى أنه سيواصل الجهد الرامي إلى ضمان عدم وقوع مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية في الأيدي الخطأ.

“سوريا أقوى”

وكان وزير الخارجية السوري، وليد المعلم قد قال خلال زيارته إلى إيران إن الحكومة تنتصر في حربها على المتمردين.

وقال “اليوم، أقول لكم، سوريا أقوى”.

وأضاف “في أقل من أسبوع دحروا في دمشق، وخسروا المعركة. ولذلك انتقلوا إلى مدينة حلب، وأؤكد لكم أن مؤامراتهم ستفشل”.

BBC © 2012

الاشتباكات مستمرة بين قوات الحكومة السورية والمعارضة المسلحة في حلب

تتواصل الاشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في حلب، بينما تتعهد الحكومة السورية بـ”اقتلاع الإرهاب” والانتصار على ” المؤامرة ضدها”.

في غضون ذلك، قالت فاليري اموس، مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية، إن عدد الذين نزحوا جراء القتال الدائر في المدينة تجاوز 200 الف نازح، وان السكان الذين ما زالوا فيها بحاجة الى مساعدات على وجه السرعة.

وقالت المعارضة السورية المسلحة في وقت لاحق الاثنين إن قواتها تمكنت من السيطرة على نقطة تفتيش “استراتيجية” تقع في بلدة عندان على الطريق الدولي الذي يربط حلب بالحدود التركية.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر في المعارضة قوله إن نقطة التفتيش المذكورة التي تبعد بمسافة خمس كيلومترات الى الشمال الغربي من حلب سقطت بعد قتال استمر عشر ساعات.

ومن جانبها، أعلنت الحكومة السورية الأحد انتصارها في معركة للسيطرة على العاصمة دمشق بينما قصفت مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على اجزاء من مدينة حلب ثاني كبريات المدن السورية.

ونجحت القوات الحكومية في بسط سيطرتها مجددا على العاصمة بعد معركة عنيفة لكن مقاتلي المعارضة ما زالوا يسيطرون على مناطق في حلب ويخوضون اشتباكات مع قوات الجيش منذ عدة ايام.

مؤامرة

وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بلاده ستنتصر على “المؤامرة” التي تحاك ضدها”.

وأوضح المعلم في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي أن “الشعب السوري مصمم ليس فقط على مواجهة هذه المؤامرة بل مصمم على الانتصار فيها”.

وأضاف أن المسلحين “خططوا لمعركة دمشق الكبرى وفي أقل من أسبوع اندحروا وفشلت هذه المعركة وانتقلوا إلى حلب واؤكد لكم ايضا ستفشل مخططاتهم”

وأكد الوزير السوري أن “وجهات نظر ايران وسوريا حول الوضع في سوريا متطابقة تماما”.

“جرائم حرب”

ومن جهة أخرى، وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الوضع في سوريا بأنه يرقى إلى جرائم حرب سيتعرض مرتكبوها للمساءلة.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن العربي وصف ما يحدث في سوريا خاصة في مدينة حلب بأنه “يرقى إلى جرائم حرب محذرا من أن مرتكبي هذه الجرائم سوف يتعرضون لمساءلة دولية”.

وقالت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس ان 200 الف شخص فروا من القتال الدائر داخل وحول حلب خلال اليومين الماضيين وحال العنف في انحاء سوريا دون وصول المنظمات الانسانية إليهم.

وأضافت “سعى الكثير من الاشخاص للحصول على مأوى مؤقت في المدارس والبنايات العامة لاخرى في مناطق اكثر امنا. هم في حاجة ماسة إلى الطعام والحشايا والاغطية وامدادات النظافة الشخصية ومياه الشرب.”

اقتلاع الإرهاب

اللواء محمد الشعار، وزير الداخلية السوري

الشعار: سنستنفر ما هو احتياطي في طاقاتنا، وسنبذل عشرة أضعاف ما كنا نبذله سابقا لمتابعة فلول الإرهابيين.

وكان وزير الداخلية السوري اللواء محمد إبراهيم الشعار صرح في وقت سابق بأن الجيش والأمن “سيقتلعان الإرهاب بكل أشكاله وسيعيدان الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا”.

وقال الشعار إن ” وجود بعض الثغرات يجب ألا يكون مبررا لأي أحد لكي يبيع نفسه إلى خارج الحدود، فنحن جاهزون لمساعدة هؤلاء والعودة بهم إلى جادة الصواب وحضن الوطن ليكونوا بنائين فيه بدلا من أن يكونوا مخربين له”.

ويعد هذا أول تصريح للشعار منذ تعرضه لمحاولة اغتيال في الهجوم الذي وقع في 18 من الشهر الجاري وأسفر عن مقتل 4 من كبار القادة الأمنيين

اشتباكات

ميدانيا، تتواصل الاشتباكات العنيفة في مدينة حلب بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أن “مروحيات الجيش تشارك في اشتباكات عند مدخل حي صلاح الدين وتقصفه إضافة إلى وقوع اشتباكات عنيفة عند مدخل حي الصاخور”.

وقال مراسل بي بي سي قرب حلب ايان بانيل إن الاشتباكات تتركز في حي صلاح الدين الذي يقع جنوب غربي المدينة.

وأوضح المراسل أن القوات الحكومية تسعى لاقتحام المواقع التي تسيطر عليها المعارضة مشيرا إلى أن سيارات تحمل المدنيين شوهدت أثناء مغاردتها المدينة هربا من القتال.

ويقول مسلحو المعارضة إنهم صدوا هجوم الجيش النظامي الذي بدأ السبت ولكن لا يمكن التحقق من صحة هذه التقارير حسبما يقول مراسلنا.

الحدود

في غضون ذلك، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” أن اشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة دارت الأحد في مناطق عدة في ريف ادلب قرب الحدود التركية.

وقالت الوكالة إن قوات الأمن لاحقت “مجموعات ارهابية مسلحة في قرى ومزارع بلين وبيلون وكفر روما بريف ادلب والحقت بها خسائر كبيرة”.

ونقلت الوكالة عن مصدر قوله إن الاشتباكات أدت ” إلى تدمير سيارات للارهابيين مزودة برشاشات ومصادرة اسلحتهم”.

BBC © 2012

فرنسا تطلب اجتماعا طارئا في مجلس الامن حول سوريا

باريس (رويترز) – قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم الاثنين إن فرنسا ستطلب عقد اجتماع وزاري طارئ لمجلس الامن التابع للأمم المتحدة حول سوريا لمحاولة إنهاء الأزمة الدبلوماسية والحيلولة دون وقوع المزيد من إراقة الدماء.

وهاجمت قوات الرئيس السوري بشار الأسد مقاتلي المعارضة في مدينة حلب في مطلع الأسبوع مما أثار إدانة من القوى الغربية التي تقول إن السلطات في سوريا فقدت شرعيتها.

وقال فابيوس الذي وصف الأسد بأنه “جلاد” إن البلاد تتجه إلى مذبحة وحث الأمم المتحدة على بذل كل ما في وسعها لوقف الازمة.

وصرح لراديو آر.تي.ال “سنطلب اجتماعا لمجلس الأمن وربما يكون هذا على مستوى وزاري قبل نهاية الأسبوع.”

ولم تنجح القوى الغربية حتى الآن في إنهاء مأزق في الأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية مع محاولة روسيا والصين عرقلة جهود ممارسة ضغوط أكبر على الأسد.

ومن المقرر أن تتولى فرنسا رئاسة مجلس الأمن يوم الأربعاء ويقول الرئيس فرانسوا أولوند إنه سيحاول إقناع روسيا والصين بدعم فرض المزيد من العقوبات.

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مسؤول:نائب قائدشرطة اللاذقية من بين12ضابطا سوريا انشقوا وفروا لتركيا

انقرة (رويترز) – قال مسؤول تركي يوم الاثنين إن نائب قائد شرطة اللاذقية الواقعة بغرب سوريا كان من بين 12 ضابطا سوريا انشقوا وفروا إلى تركيا مساء الاحد.

وقال المسؤول إنه بالاضافة الى الضباط عبر نحو 600 سوري الى تركيا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية مما يرفع من عدد اللاجئين السوريين في تركيا الى نحو 43500 .

(إعداد : محمد هميمي للنشرة العربية – تحرير دينا عفيفي)

القوات السورية تقول انها استعادت السيطرة على منطقة بحلب

حلب (سوريا) (رويترز) – أعلنت القوات السورية انها استعادت السيطرة على منطقة بمدينة حلب بعد قتال عنيف ضد مقاتلي المعارضة الذين مازالوا يسيطرون على مناطق في ذلك المركز التجاري على الرغم من طردهم من العاصمة دمشق.

وكافحت قوات الأسد اكثر من اي وقت مضى للاحتفاظ بقبضتها على ارجاء البلاد خلال الاسبوعين المنصرمين بعد تقدم كبير لمقاتلي المعارضة في اكبر مدينتين وانفجار أودى بحياة اربعة من كبار المسؤولين الامنيين في 18 يوليو تموز.

ونجحت القوات الحكومية في بسط سيطرتها مجددا على العاصمة بعد معركة عنيفة لكن مقاتلي المعارضة ما زالوا يسيطرون على مناطق في حلب حيث رأى صحفيون من رويترز احياء انتشرت فيها نقاط تفتيش للجيش السوري الحر ترفع رايات اسلامية سوداء وبيضاء.

قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إن الهجمات التي تشنها قوات الحكومة السورية على مدينة حلب تدق المسمار الاخير في نعش حكومة الرئيس بشار الأسد وتوضح انه يفتقر الشرعية لحكم البلاد.

وقال بانيتا للصحفيين قبل وقت قصير من هبوط طائرته في تونس “إذا واصلوا مثل هذه الهجمات المأساوية على مواطنيهم في حلب فاعتقد انها ستكون في نهاية المطاف بمثابة مسمار في نعش الأسد.”

وتابع “ما يفعله الأسد بشعبه وما يواصل فعله تجاه شعبه يوضح ان نظامه يقترب من نهاية. لقد فقد (النظام) كامل شرعيته” وأضاف “لم يعد السؤال يتعلق بما اذا كان (الأسد) يقترب من نهايته بل متى.”

وتركز القتال خلال الايام القليلة الماضية على حي صلاح الدين في جنوب غرب حلب حيث تدعم طائرات هليكوبتر القوات الحكومية.

وقال مقاتلو المعارضة الذين يجوبون المناطق التي يسيطرون عليها في شاحنات رافعين عليها أعلام “الاستقلال” ذات الالوان الاخضر والابيض والأسود انهم يصدون قوات الأسد في حي صلاح الدين جنوب غرب حلب حيث تدور الاشتباكات منذ ايام.

وقال ضابط بالجيش للتلفزيون “تمت السيطرة الكاملة على صلاح الدين من المسلحين المرتزقة”. وأضاف “سيعود الأمن والامان إلى مدينة حلب خلال بضعة ايام.”

ولم يتمكن مراسلو رويترز في المدينة من الاقتراب من الحي بعد حلول الليل للتحقق مما اذا كان قد تم طرد مقاتلي المعارضة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المؤيد للمعارضة ان القتال تواصل.

واعلنت الحكومة ايضا انتصارها يوم الاحد في المعركة من اجل السيطرة على العاصمة التي هاجمها مقاتلو المعارضة بقوة قبل اسبوعين ولكن تم صدهم في قتال لم يسبق له مثيل.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارة لإيران الحليف الرئيسي للأسد “اليوم اقول لكم ان سوريا أقوى.. وفي أقل من أسبوع اندحروا وفشلت هذه المعركة ولذلك انتقلوا إلى حلب وأوكد لكم ايضا ستفشل مخططاتهم.”

وكانت المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب والتي زارها مراسل لرويترز شبه خالية . ويتمركز المقاتلون في المنازل.

وتعرضت سيارات لنيران القناصة اثناء دخولها أحد احياء حلب ورأى مصور لرويترز ثلاث جثث في الشارع. ولم يتمكن السكان من نقل الجثث إلى المستشفى بسبب القصف فقاموا بوضع زجاجات من الماء المثلج على جثتين لابطاء تحللهما.

وشوهدت دبابة محترقة في الشارع في حين تم الاستيلاء على اخرى سليمة وقد غطيت بالقماش المشمع.

وأمكن رؤية سيارات محترقة في الكثير من الشوارع وقد كتب على بعضها كلمة “الشبيحة” في اشارة إلى الميليشيات الموالية للأسد.

وأغلقت معظم المحال التجارية القريبة من وسط المدينة وكتب على بعضها كلمة إضراب. وكان المتجر الوحيد المفتوح هو مخبز يبيع الخبز المدعم ويقف امامه طابور طويل.

وقالت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس ان 200 الف شخص فروا من القتال الدائر داخل وحول حلب خلال اليومين الماضيين وحال العنف في انحاء سوريا دون وصول المنظمات الانسانية إليهم.

وأضافت “سعى الكثير من الاشخاص للحصول على مأوى مؤقت في المدارس والبنايات العامة لاخرى في مناطق اكثر امنا. هم في حاجة ماسة إلى الطعام والحشايا والاغطية وامدادات النظافة الشخصية ومياه الشرب.”

ويعتمد نظام الأسد بقوة على طائفته العلوية التي تمثل الاقلية وهي فرع من الشيعة في حين تتألف المعارضة من الاغلبية السنية المدعومة من الزعماء السنة الذين يحكمون كل الدول العربية الاخرى تقريبا ما عدا العراق.

وأثار ذلك المخاوف من ان يمتد الصراع المستمر منذ 16 شهرا في سوريا عبر انحاء الشرق الأوسط حيث كان الانقسام الطائفي بين السنة والشيعة المصدر الرئيسي للعنف في العراق ولبنان والبحرين وأماكن اخرى.

وأبدت إيران دعمها القوي للأسد باستضافة وزير خارجيته. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع المعلم انتقد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الغرب والدول العربية “لتوهمها” بأنه يمكن ازاحة الأسد بسهولة من السلطة من خلال عملية نقل منظم للسلطة.

وفي دمشق لاذ كثيرون من سكان الضواحي بالفرار من القتال الدائر هناك ولجأوا إلى اماكن آمنة نسبيا في وسط العاصمة.

وفي الوسط لم تعد المحال التجارية تفتح إلا خلال الفترة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة عصرا وارتفعت اسعار السلع الغذائية ولم يعد احد يجرؤ على السير في الشوارع بعد الغسق حتى في شهر رمضان عندما تكون الشوارع مكتظة عادة بالناس حتى ساعة متأخرة من الليل.

وقال شخص يدعى أحمد من الضواحي الجنوبية حيث شن الجيش مدعوما بطائرات الهليكوبتر والدبابات هجوما مضادا شرسا “في البداية كنت مع النظام ولكن الان لا. يجب ان يرحل النظام. ليأخذوا ما يشاءون معهم ولكن يجب ان يرحلوا.”

وينظر للمعركة للسيطرة على حلب التي يسكنها 2.5 مليون نسمة على انها اختبار حاسم لقدرة الحكومة على استعادة المدينتين الرئيسيتين وهما حلب ودمشق. وخصصت الحكومة موارد عسكرية كبيرة من اجل المعركة هناك بعد ان فقدت السيطرة على مناطق ريفية نائية وبعض المعابر الحدودية مع تركيا والعراق.

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى