أحداث الاربعاء، 15 حزيران 2011
الجيش السوري يوسّع عملياته نحو معرة النعمان ودير الزور
واشنطن – جويس كرم
دمشق، باريس، أنقرة – «الحياة»، أ ف ب ، رويترز، أ ب – تقدمت قوات الجيش السوري نحو المزيد من المدن والقرى على الحدود التركية شمالا والحدود العراقية شرقا، وذلك في توسيع لنطاق الحملة الامنية ضد الحركة الاحتجاجية التي تدخل في اسبوعها الثاني عشر. وتوازى توسيع الحملة الامنية مع اعتقالات جديدة شملت درعا ودمشق وأدلب، ومع سقوط قتلى جدد في منطقة جسر الشغور واريحا.
وفيما دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس السوري بشار الاسد، خلال اتصال هاتفي، إلى وضع جدول زمني للاصلاحات، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه انه لن يتم التصويت على قرار في مجلس الامن لإدانة سورية قبل التأكد من الحصول على الغالبية اللازمة. بينما شنت واشنطن هجوما على ايران واتهمتها «بدعم الاعتداءات الخبيثة» ضد المتظاهرين السوريين. وكانت ايران اعتبرت أن ما يحدث في سورية «شأن داخلي»، محذرة من أي تدخل عسكري في ذلك البلد لأنه «يمكن أن يكون له عواقب على المنطقة».
واستمرت التظاهرات المناهضة للسلطات، خصوصا خلال الليل، في اكثر من مدينة وبلدة. ودعا ناشطون الى «مسيرة الشموع» ليل امس تضامنا مع المدن والقرى التي تتعرض للهجوم. ومع تواصل عمليات الجيش، استمر فرار المدنيين. وقال مسؤول تركي إن أكثر من الف شخص فروا خلال الليل الى الحدود التركية. وتوجه العشرات منهم يلطخ الطين أحذيتهم وملابسهم الى قرى تركية بحثا عن الخبز لأسرهم التي تنتظر في مخيمات موقتة على الجانب الاخر من الحدود. وأظهرت لقطات نازحين يحاولون تجفيف أغطية بللها المطر، واطفالا يغتسلون في مياه الامطار، وأناسا راقدين تحت أغطية بلاستيكية. علما ان امطارا غزيرة هبطت خلال الايام الماضي في المنطقة، ما جعل الوضع الانساني للاجئين مأسويا. وقالت امرأة لـ»رويترز» وهي تبكي، وفي جوارها رضيع: «نحن يائسون هنا. نعيش تحت المطر… أطفالنا مرضى… ولا دواء ولا طعام».
وكان الجيش السوري وسع نطاق حملته الامنية امس. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بان قوات عسكرية تتوجه نحو مدينة معرة النعمان، في محافظة ادلب شمال غربي البلاد قرب الحدود التركية، موضحا ان قوات الامن تأتي من مدينتي حلب وحماه.
وقال عثمان البديوي، وهو استاذ جامعي في معرة النعمان لـ»رويترز» إن طائرات هليكوبتر تنقل جنودا الى معسكر في وادي الضيف على بعد كيلومترات من البلدة. واضاف: «التقينا مع المحافظ اليوم وأكد لنا ان الجيش سيدخل لاعتقال 360 شخصا مدرجين على قائمة.
لكن الناس في معرة النعمان متشككون. اسمي مدرج على قائمة المطلوبين للاعتقال باعتباري مسلحا. لم أحمل ابدا سلاحا في حياتي».
كما ارسل الجيش دبابات الى دير الزور شرق البلاد على الحدود العراقية. وقال الناشط السوري مصطفى اوسو لوكالة «اسوشييتد برس» إن الدبابات تتحرك في مناطق عدة في محافظة دير الزور. وكان ناشط آخر قد قال إن «10 دبابات و15 الى 20 ناقلة جند ارسلت الى محيط مدينة ابو كمال» على بعد 500 كلم شرق دمشق.
وعن العملية حول جسر الشغور، قال ناشط إن «القوات المسلحة تواصل عملياتها والتمشيط في القرى المجاورة» القريبة الى معرة النعمان. وأوضح ان «ستة مدنيين قتلوا في مدينة اريحا»، شرق جسر الشغور التي تعاني والمناطق القريبة منها انقطاعا في الاتصالات الهاتفية منذ يومين.
وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن، نقلا عن سكان ان اربعة اشخاص، هم رجل وامراته وطفلاهما، قتلوا بالرصاص في جسر الشغور على بعد 100 متر من نقطة مراقبة للجيش ليل اول من امس. واوضح لوكالة «فرانس برس» ان «العائلة قتلت في حين كانت تعبر على دراجة نارية جسرا على نهر الابيض، وكانت قد مرت على نقطة تفتيش للتو».
ووصل عدد من خبراء المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الى هاتاي في تركيا لاجراء «تحقيق حول التجاوزات» في سورية، كما علمت «فرانس برس» من احد اعضاء هذا الوفد. ومن المقرر ان تجمع البعثة شهادات من السوريين اللاجئين في تركيا.
من ناحيتها، افادت الوكالة السورية الرسمية للانباء «سانا» ان وحدات الجيش ضبطت خلال ملاحقتها «التنظيمات الإرهابية المسلحة» في جسر الشغور أسلحة وجوازات سفر وشرائح هواتف تركية وبزات عسكرية وسيارات مفخخة. وأفاد مراسل «سانا» في إدلب أن الجيش «ضبط ايضا أسلحة متطورة عبارة عن ار بي جي ورشاشات وأسلحة فردية وبزات عسكرية استخدمتها عناصر التنظيمات المسلحة لتصوير أنفسهم والادعاء بأنهم من رجال الجيش وذلك لفبركة الأكاذيب وبثها على قنوات التحريض الإعلامي للنيل من سمعة الجيش».
وذكرت الوكالة ان قوى الامن ما زالت تلاحق عناصر التنظمات المسلحة.
على صعيد التحركات الدولية، اجرى رئيس الوزراء التركي مكالمة هاتفية مع الرئيس السوري حثه فيها على «التوقف عن اللجوء الى العنف ووقف الاضطرابات» التي تجتاح سورية. وأفادت «وكالة انباء الاناضول» ان اردوغان اكد للاسد ضرورة «وضع جدول زمني للاصلاحات بالسرعة الممكنة وتطبيقها بسرعة شديدة».
وفي واشنطن، أتهمت الادارة الأميركية ايران «بدعم الاعتداءات الخبيثة لنظام الأسد في سورية ضد المتظاهرين السلميين وأعماله العسكرية ضد المدن السورية»، في وقت علمت «الحياة» أن الادارة عقدت اجتماعا رفيع المستوى أول من أمس حول سورية بحث في زيادة الضغوط الفردية على النظام السوري وبالتنسيق مع الأوروبيين وأطراف اقليمية.
وفي بيان، لمناسبة الذكرى الثانية للتحركات الشعبية في ايران بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 2009، أصدرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بيانا تحدثت فيه عن «قمع السلطات السورية الوحشي… ودعم ايران اليوم لاعتداءات نظام الأسد الخبيثة في سورية ضد المتظاهرين السلميين وللأعمال العسكرية ضد مدنه (المدن السورية)».
وأكدت كلينتون أن «العالم ذهل لدى رؤية صور الصبي السوري بعمر 13 عاما (حمزة الخطيب)، وبعدما تعرض للتعذيب والتشويه على أيدي قوات الأمن السورية»، مضيفة أن الصور «ذكرت بالشابة الايرانية (ندى آغا سلطان) التي قتلت في الشارع منذ سنتين أمام أعين الجميع». وقالت كلينتون: «فيما نتذكر الارهاب والمأساة التي صاحبت القمع الايراني، وفيما نعمل مع المجتمع الدولي لزيادة الضغوط على الأسد ونظامه، نجدد تصميمنا على الوقوف مع الشعوب، بينهم مواطنو سورية وايران، والذين يتوقون الى الحرية وممارسة حقوقهم العالمية».
من جهة اخرى، أعرب مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية السفير يوسف الاحمد عن «قلقه واستغرابه» من تصريحات الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ازاء الاوضاع السورية. ونقلت «سانا» عن الاحمد قوله ان تصريحات موسى «غير المتوازنة، لا تعدو كونها تجاهلاً فاضحاً لحقيقة ما تتعرض له سورية من استهداف خارجي يستخدم أجندة وأذرعاً داخلية سعت وتسعى إلى ضرب الأمن والاستقرار في البلاد والنيل من مواقف سورية واستقلالية قرارها الوطني والقومي». وزاد :»الطموحات والأجندات الانتخابية للسيد موسى، جعلته يختار توقيتاً مريباً يخدم هذه الطموحات ويجعله يغمض العين عن حقيقة ما تتعرض له سورية… في الوقت الذي لم يجف إلى الآن الدم الليبي الذي نزف تحت ضربات حلف شمال الأطلسي نتيجة قرار من مجلس الأمن الدولي استند بكل أسف إلى طلب عربي ساهمت فيه بقوة جهود عمرو موسى من اجل فرض حظر جوي على ليبيا تطور إلى عمل عسكري شامل يحصد أرواح الآلاف ويدمر ليبيا ويستهدف وحدة أراضيها».
الدبابات السورية إلى معرة النعمان وأردوغان اتصل بالأسد
أجرى امس رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتصالا هاتفيا بالرئيس السوري بشار الاسد حضه خلاله على وقف حملة القمع الدموية للمتظاهرين والبدء بتطبيق اصلاحات. بينما وصل خبراء في الامم المتحدة الى الحدود التركية مع سوريا لجمع شهادات عن “العمليات الانتقامية” التي يتعرض لها السكان في سوريا حيث يواصل الجيش هجومه الدامي في شمال البلاد على رغم تنديدات الغرب ووجه دباباته الى مدينة معرة النعمان بعدما انهى عملياته العسكرية في جسر الشغور القريبة منها. ص11
وجدد الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون دعوته للرئيس السوري للسماح بدخول المساعدات العاجلة للمحتاجين اليها.
في غضون ذلك، لا تزال فرنسا تنشط لدى الدول الـ14 الاعضاء في مجلس الامن للحصول على غالبية من 11 صوتا لمشروع قرار يندد بالقمع مع معارضة روسيا والصين له.
واتهمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ايران “بدعم الهجمات الوحشية” التي يشنها الاسد على المتظاهرين في بلاده، وجدد البيت الابيض دعوته اياه الى تطبيق الاصلاحات او التنحي.
وبلغ عدد الهاربين الى المناطق التركية المحاذية نحو 8500 سوري، بينما نزح آلاف آخرون إلى مناطق داخل سوريا.
دعوة الى العودة
ومع تزايد الضغوط الدولية، صرح وزير الاعلام السوري عدنان محمود عقب جلسة لمجلس الوزراء بان “المجلس كلف الجهات العامة تأمين التجهيزات والورش الفنية لاعادة اعمار واصلاح ما دمرته التنظيمات الارهابية المسلحة من مؤسسات عامة وخاصة ومرافق وبنى تحتية وخدمية في مدينة جسر الشغور حيث يجري العمل حاليا على صيانتها”.
واكد أن كل الحاجات الأساسية من ماء وغذاء ودواء وكهرباء واتصالات متوافرة في المنطقة. واوضح ان المجلس ” استمع في جلسته التي عقدها مساء اليوم (امس) إلى شرح مفصل من العماد علي حبيب وزير الدفاع عن مجريات الأحداث في محافظة إدلب وخصوصاً في منطقة جسر الشغور والقرى المحيطة بها”.
واضاف ان المجلس كلف الهلال الأحمر العربي السوري الاتصال بالهلال الأحمر التركي للتعاون وتسهيل عودة المواطنين السوريين إلى منازلهم، على ان يتولى الهلال الأحمر السوري تأمين الحاجات اللازمة لنقلهم إلى قراهم وإسعاف المرضى والجرحى منهم.
وأفاد مصدر عسكري سوري أن “العديد من سكان منطقة جسر الشغور بدأوا يعودون إلى منازلهم، وأخذت الحياة الطبيعية تعود تدريجاً بعدما هجروا منها خوفاً من العمليات العسكرية بين قوات الجيش والقوى الأمنية والمجموعات المسلحة” . وقال إن” المناطق التي دخلتها وحدات الجيش، أعادت اليها الامن والطمأنينة بعد تنظيفها من عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة”.
وخلص الى ان “بعض وحدات الجيش وقوى الامن تتابع مهمتها بملاحقة وتعقب ما تبقى من فلول عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة في المناطق المحيطة بمدينة جسر الشغور وبتمكين السكان المدنيين من العودة الى مناطقهم التي خرجوا منها هرباً من الموت واعمال التخريب والترويع التي نشرتها تلك التنظيمات الارهابية في جسر الشغور والبلدات المجاورة”.
ولاحقاً، أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا ” ان “التنظيمات الإرهابية المسلحة تحاول تكرار ما فعلته في جسر الشغور في معرة النعمان وتقوم بحملة ترويع لتهجير الأهالي والنيل من سمعة الجيش عبر فبركات وإشاعات”.
وقال شهود عيان “ان نداءات توجه عبر مكبرات للصوت في المساجد تدعو الأهالي الى عدم الاستجابة للإشاعات التي تطلقها التنظيمات المسلحة والتي تقول “إن الجيش سوف يدخل المدينة ويقوم بالقتل والتنكيل” بأن هذه الاشاعات لا اساس لها “.
و ص ف، رويترز، ي ب أ
واشنطن وطهران تتبادلان الاتهامات حول التورّط في سوريا
دمشق: مسـيرة حاشـدة اليوم ترفع أكبـر علم سـوري أردوغان يطالب الأسد بجدول زمني سريع للإصلاحات
تشهد دمشق مسيرة كبرى يرفع فيها شباب ناشطون على موقع «فيسبوك» وموظفو القطاع العام ما سيكون «أكبر علم سوري»، تعبيراً عن التأييد للرئيس السوري بشار الأسد الذي اجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، حثّه الأخير خلاله على ضمان توقف العنف في سوريا، ووضع جدول زمني للإصلاحات وتنفيذها بأسرع وقت ممكن، كما تباحثا في حركة النازحين السوريين إلى تركيا الذين وصل عددهم إلى حوالى 9 آلاف، نتيجة العملية العسكرية المتواصلة في المناطق السورية الشمالية وبشكل خاص في معرّة النعمان.
عند الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم، تنطلق مسيرة حاشدة من نادي الجلاء على طريق المزة في اتجاه ساحة الأمويين. وسيرفع شباب ناشطون على موقع «فيسبوك»، «أكبر علم سوري» كما وعدت مجموعتهم الإلكترونية، حيث يبلغ طوله أكثر من كيلومترين. وقد دعت جمعيات وهيئات في القطاع الخاص إلى المسيرة، التي نامت العاصمة السورية على أنباء أنها ستكون «مليونية» ورجحت الأوساط الدمشقية أن لا تقل المشاركة فيها عن مئات الآلاف.
وكما مشهد «مليونية التأييد» الماضية التي تلاها خطاب رئاسي في مجلس الشعب في الثلاثين من آذار الماضي، يدور همس عن خطاب رئاسي غداً الخميس كما ذكر بعض المواقع الإلكترونية.
من جهتها، نقلت وكالة أنباء الأناضول عن مسؤولين أتراك قولهم إن الأسد اتصل باردوغان ليهنئه على فوز حزبه في الانتخابات التشريعية. ونقل المسؤولون عن أردوغان قوله للأسد إن «العنف يجب أن ينتهي في سوريا»، وأضاف إنه «يجب وضع جدول زمني للإصلاحات التي يجب تطبيقها بأسرع وقت ممكن». كما تباحث الزعيمان في نزوح اللاجئين السوريين من المناطق الشمالية إلى تركيا.
وقال المتحدث باسم الحكومة التركية كميل شيشيك «نتمنى أن يعود السلام والطمأنينة والاستقرار إلى سوريا بأقرب موعد ممكن، ولضمان ذلك من الضروري الاستجابة لمطالب الشعب السوري»، وأضاف إن «على جميع الأطراف في سوريا أن تتصرف بتعقّل وتنأى بنفسها عن استخدام العنف المفرط. تركيا مستعدة للقيام بأقصى ما بقدرتها لمساعدة سوريا في عملية الإصلاح».
على الصعيد الأمني، ذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «قوات عسكرية تتجه نحو معرة النعمان. وتأتي من مدينتي حلب وحماه». وكان ناشط آخر اعلن ان «القوات المسلحة تواصل عملياتها والتمشيط في القرى المجاورة لجسر الشغور» المدينة الواقعة على مقربة من معرة النعمان، حيث شن الجيش هجوماً الاحد الماضي. وقال الناشط إن تظاهرات نظمت مساء الاثنين في دير الزور على بعد 430 كلم شرقي دمشق. وارسل الجيش دبابات الى شرق البلاد على الحدود العراقية. وأكد الناشط ان «10 دبابات و15 الى 20 ناقلة جند ارسلت الى محيط مدينة البو كمال» على بعد 500 كلم شرق دمشق. وأكدت السلطات ان الجيش يلاحق «مجموعات ارهابية مسلحة» متهمة إياها بأنها مسؤولة عن اعمال عنف واغتصاب، الامر الذي ينفيه اللاجئون الوافدون الى تركيا متهمين الجيش والأمن بفتح النار على المدنيين الذين يتظاهرون سلمياً. كما أعلن ناشط حقوقي لـ«فرانس برس» أن ستة مدنيين قتلوا في بلدة أريحا القريبة من جسر الشغور.
وبلغ عدد السوريين الذين لجأوا إلى تركيا هرباً من القمع في بلادهم 8538 شخصاً اضافة الى حوالى خمسة آلاف في لبنان. لكن آلافاً آخرين يترددون في مغادرة البلاد ويتجمعون عند الحدود التي سيعبرونها في حال وصل الجيش.
في هذه الأثناء، جدد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني دعوة القادة السوريين الى «بدء حوار سياسي» من اجل اسماع السوريين اصواتهم لحكومتهم. وقال «على الرئيس الاسد بدء حوار سياسي. ينبغي ان تكون هناك مرحلة انتقالية. ان لم يقدها الرئيس الاسد فعليه التنحي». واتهمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ايران «بدعم الهجمات الوحشية» ضد المتظاهرين في سوريا. وقالت كلينتون إن «إيران تدعم الهجمات الوحشية التي يشنها نظام الأسد على المتظاهرين المسالمين، كما تدعم العمليات العسكرية التي يشنها (ذلك النظام) على مدنه». واضافت أن «العالم صعق بصور لفتى سوري في الثالثة عشرة عذّب وشوّه من جانب قوات الامن السورية… لقد ذكرتنا بصور شابة ايرانية قتلت في الشارع قبل عامين على مرأى من الجميع».
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني رامين مهمانبرست إن «بعض الانظمة خاصة اميركا والنظام الصهيوني والتي لها أهداف خاصة تحرض الجماعات الارهابية في سوريا وفي المنطقة لتنفذ عمليات ارهابية وتخريبية». وأضاف أن «النظام الصهيوني والمدافعين عنه يشعرون بتهديد خطير. لذلك يفعلون كل ما يستطيعون للقضاء على خط الممانعة الذي يقف ضد عدوان النظام الصهيوني».
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان الدول التي أعدت مشروع قرار في الامم المتحدة يدين القمع في سوريا لن تطرحه على التصويت قبل ان تضمن توافر غالبية كافية لمصلحتها. وقال جوبيه في الجمعية الوطنية «لن نجازف بأن نطرح على التصويت مشروع قرار يدين النظام السوري الا اذا توصلنا الى غالبية كافية. لدينا اليوم على الأرجح تسعة اصوات في مجلس الامن، يبقى علينا ان نقنع جنوب افريقيا والهند والبرازيل ونعمل على ذلك يوماً بعد يوم».
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)
مبعوث الرئيس السوري يصل تركيا ويصفها بالبلد الشقيق
أنقرة- (يو بي اي): وصل مبعوث الرئيس السوري بشار الأسد اللواء حسن تركماني، على رأس وفد سوري يضم نائب وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة، الأربعاء، إلى أنقرة في زيارة يلتقي خلالها مسؤولين أتراك بينهم رئيس الحكومة رجب طيّب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داوود أوغلو.
وأفادت وسائل إعلام تركية أن تركماني وصل أنقرة على رأس وفد يضم نائب وزير الخارجية السوري، ونقلت عنه قوله للصحافيين عند وصوله أنه سيناقش العلاقات الثنائية بين بلاده وتركيا التي وصفها بـ(البلد الشقيق) ويهنئ أردوغان على فوزه في الانتخابات الأخيرة.
واعتبر المبعوث السوري أن السوريين الذين فروا من العنف الحاصل في بلادهم، إلى تركيا هم “ضيوف” فيها.
وكان وزير الخارجية التركي قال الأربعاء إن رئيس الوزراء سيلتقي تركماني في وقت لاحق الاربعاء، مجدداً التأكيد بأن بلاده لن تغلق حدودها أمام اللاجئين السوريين.
وكانت وكالة أنباء الأناضول التركية قد ذكرت في وقت سباق أن مبعوث الأسد اللواء حسن تركماني سيزور أنقرة للقاء المسؤولين الأتراك وبينهم داوود اوغلو الذي يتوجه ظهر اليوم إلى إقليم هتاي الجنوبي للوقوف على أحوال اللاجئين السوريين.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت تركيا ستسمح بدخول المزيد من اللاجئين السوريين بحال تجاوز عددهم العشرة آلاف قال داوود أوغلو إنه “من غير المعقول أم نغلق أبوابنا أمام أخواننا السوريين، وقد أوضح رئيس الوزراء أردوغان هذه المسألة جيداً، فبالنسبة لنا يتشارك الشعبان التركي والسوري مستقبلاً ومصيراً مشتركاً”.
وقال إنه سيجتمع مع سفراء تركيا في الشرق الأوسط لمناقشة التطورات الأخيرة في المنطقة وسوريا، فيما كانت الوكالة قد اشارت إلى تأجيل الاجتماع إلى الخميس.
وكانت صحيفة (زمان) التركية ذكرت ان الاجتماع لن ينحصر بسفراء تركيا في الشرق الأوسط بل سيشارك فيه أيضاً سفراؤها في برلين ولندن وباريس وواشنطن وممثليها الدائمين في الأمم المتحدة في نيويورك ومكتب الأمم المتحدة في جنيف وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي.
كما حذر داوود أوغلو من أن تصعيد العنف في سوريا قد يجبر المزيد من السوريين على مغادرة بلادهم، وقال إنه لا يمكن تفادي ذلك إلا في حال لبت الحكومة السورية مطالب شعبها.
وكان رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان طالب أمس الثلاثاء الأسد في اتصال هاتفي بوقف العنف في سوريا، ووضع جدول زمني لتنفيذ الإصلاحات التي دعا لتطبيقها فوراً.
وقال مسؤول تركي ان عدد اللاجئين السوريين الآتين إلى تركيا بلغ 8538 شخصاً بينهم 1740 رجلاً و2247 إمرأة و4551 طفلاً ومن بين المجموع هناك 64 تلقوا العلاج في مستشفيات تركية.
دبابات تنتشر في الشرق والسوريون يفرون من حملة للجيش بالشمال
عمان- (رويترز): غادر آلاف السوريين بلدة معرة النعمان الأثرية فرارا من الدبابات التي تتقدم في شمال البلاد في حملة عسكرية آخذة في الاتساع لسحق احتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد.
وفي شرق البلاد انتشرت الدبابات والمركبات المدرعة في مدينة دير الزور وفي البوكمال على الحدود مع العراق بعد مرور اسبوع على نزول عشرات الآلآف من المواطنين إلى الشوارع مطالبين بانهاء حكم الأسد.
ويغلب على المنطقة التي يأتي منها كل انتاج سوريا من النفط ويبلغ 380 ألف برميل يوميا الطابع القبلي.
وفي معرة النعمان التي تقع على الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب ثاني اكبر مدن سوريا نادت مكبرات الصوت في المساجد محذرة “الجيش قادم ابحثوا عن الأمان لأنفسكم ولعائلاتكم”.
ويقول سكان إن القوات السورية تقدمت إلى معرة النعمان بعد اعتقال مئات الأشخاص في القرى القريبة من جسر الشغور.
وقال التلفزيون السوري إن بعض وحدات الجيش والقوى الأمنية “تتابع مهمتها بملاحقة وتعقب ما تبقى من فلول عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة في المناطق المحيطة بمدينة جسر الشغور وبتمكين السكان المدنيين من العودة إلى مناطقهم التي خرجوا منها”.
وتدفق سكان من معرة النعمان وجسر الشغور والقرى المحيطة بهما على حلب وعلى القرى الواقعة في الصحراء إلى الشرق بينما اتجه البعض إلى تركيا المجاورة التي فر اليها بالفعل أكثر من 8500 سوري.
وفروا بحثا عن ملاذ عبر الحدود هربا من أحدث حملة عسكرية لحكومة الأسد على احتجاجات تطالب بمزيد من الحريات في بلد تسيطر عليه عائلة الأسد التي تنتمي إلى الطائفة العلوية منذ أكثر من 41 عاما. وغالبية السوريين مسلمون سنة.
وقال عثمان البديوي استاذ الصيدلة الجامعي لرويترز هاتفيا ان نحو 70 في المئة من سكان بلدة معرة النعمان البالغ عددهم 100 ألف فروا. وقال إن المروحيات التي اطلقت النار ايضا على المحتجين يوم الجمعة تقوم بنقل الجنود إلى معسكر في وادي الضيف على بعد بضعة كليومترات من البلدة.
ومنعت سوريا معظم المراسلين الأجانب منذ بدء الاضطرابات مما جعل من الصعب التحقق من صحة الروايات للأحداث هناك.
وقال شهود في محافظة دير الزور الشرقية إن عدة دبابات توغلت داخل عاصمة المحافظة التي تقع على نهر الفرات بعد أن انسحبت قوات الأمن من الشوارع الأسبوع الماضي.
وأضافوا أن الاحتجاجات تواصلت ووقعت مواجهة عنيفة هذا الأسبوع بين مؤيدين للأسد ومحتجين أصيب خلالها عدة أشخاص إصابات بالغة.
وقال ناشط في المدينة “ثمة نمط يتكرر باستمرار في أرجاء سوريا. الحامية المحلية تغادر إلى المقر الرئيسي وتترك المدينة في محاولة لإحداث فوضى وتتسبب في فوضى ثم ترسل الدبابات والجنود لإخماد المحتجين”.
وتابع “من المحزن أن اختراع الرصاص المطاطي لم يصل إلى سوريا… إن ما يطلق على المحتجين الذخيرة الحية أو لا شيء”.
وقال نشطاء حقوق إنسان إن نحو 20 دبابة وعربة مصفحة أرسلت أيضا إلى بلدة البوكمال إلى الشرق من مدينة دير الزور وهي أيضا نقطة عبور رسمية إلى العراق ولكنهم قالوا إنه لم يكن هناك جنود داخل البلدة.
وتقع محافظة دير الزور على حدود وسط العراق السني وتوجد أواصر عائلية وطرق للتجارة بين الجانبين قبل إنشاء الدولتين على يد القوى الاستعمارية في عشرينات القرن الماضي.
وقادت فرنسا بدعم بريطاني جهودا لاستصدار قرار من مجلس الامن يندد بالقمع الذي يمارسه الاسد للاحتجاجات لكن روسيا والصين هددتا باستخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار.
وأقامت تركيا أربعة مخيمات للاجئين على جانبها من الحدود وقالت وكالة انباء الاناضول الرسمية أمس الثلاثاء إن السلطات ربما تقيم المزيد. واضافت أن عدد اللاجئين القادم معظمهم من منطقة جسر الشغور في شمال غرب سوريا بلغ 8538 أكثر من نصفهم اطفال.
وقدم لاجئون فارون وصفا لاحداث إطلاق النار على أيدي القوات السورية ومسلحين علويين موالين للأسد يعرفون “بالشبيحة” وإحراق الأرض والمحاصيل في سياسة الأرض المحروقة لإخضاع سكان المنطقة بعد احتجاجات واسعة النطاق.
عمرو موسى يشير الى انقسام الجامعة بشأن الأزمة في سورية
القاهرة ـ رويترز: عبر عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية الاثنين عن ‘قلقه’ تجاه نحو ثلاثة أشهر من الاشتباكات في سورية لكنه اشار الى انقسام داخل الجامعة بشأن كيفية التعامل مع الأزمة.
وقال موسى في بيان ‘إن آراء الدول العربية مختلفة مع أن كلهم في حالة قلق كبير ومتابعة نشطة وغضب إزاء الأزمة القائمة في سورية’. واضاف ‘إن ما نسمعه ونتابعه عن سقوط ضحايا كثر يشير الى اضطراب كبير في سورية… لا يجب ترك الأمور في سورية بهذا الوضع’.
وتقول جماعات حقوقية سورية ان 1300 مدني و300 جندي وشرطي قتلوا في مواجهات بين قوات الرئيس بشار الأسد ومحتجين على حكمه. وتقول دمشق التي أغضبتها موجة متصاعدة من الضغوط والعقوبات الدولية ان الاحتجاجات جزء من ثورة مسلحة تدعمها قوى أجنبية لإثارة نزاع طائفي.
والتزمت الجامعة العربية التحفظ الى حد كبير تجاه الوضع في سورية التي ترتبط بتحالف مع إيران بعكس مصر ودول خليجية كبرى. وقال موسى الذي ستنتهي ولايته في وقت لاحق هذا العام ان الدول العربية تحاول الاتفاق على موقف عام تجاه سورية.
واضاف دون الخوض في تفاصيل ‘سورية جزء مهم من العالم العربي واستمرار الوضع الراهن قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه… بالنسبة لسورية’.
وكانت الجامعة العربية قد مهدت الطريق أمام حلف شمال الأطلسي لشن غارات على ليبيا في آذار (مارس) عندما طلبت من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فرض حظر للطيران فوق الأراضي الليبية لحماية المدنيين من قوات القذافي.
صدمة وانقسام بين السوريين على الحدود التركية
جويتشتشي (تركيا) ـ رويترز: عروس سورية عبرت بها سيارتها المزينة بالورود الحدود مع تركيا لتحتفل بزفافها هناك.. وجندي سوري فر من العسكرية ويخاطر بحياته لنقل جرحى أو دفن قتلى.. انهما بطلا قصتين تكشفان انقسامات تهدد بتمزيق سورية.
وتعكس الرحلتان وضعا بالغ الصعوبة إذ يهبط لاجئون فزعون من بين التلال بحثا عن مأوى في تركيا.. وعلى مقربة تتواصل حركة العبور المعتادة عبر المعابر الحدودية الرسمية.
والاثنين ادت عواصف رعدية وامطار غزيرة على مدى ساعات لتفاقم الاوضاع البائسة التي يعاني منها الاف من السوريين ينتظرون وسط التلال استعدادا للفرار عبر الحدود في حال تقدمت القوات السورية صوبهم.
تسلل المجند درويش محمد سيبو (23 عاما) إلى قرية جويتشتشي الحدودية التركية بعدما هجر موقعه قرب حمص في 14 أيار (مايو) وفر إلى بلدة جسر الشغور الشمالية الغربية قبل ان يدخل تركيا.
ويصف سيبو اللحظة التي دفعته للفرار.. ‘كنت على خط المواجهة مع المتظاهرين مسلحا بهراوة ودرع. خلفي كان الشبيحة والجنود الذين يثقون اكثر في قدرتهم على اطلاق النار.. كانوا مسلحين ببنادق الية.. لا يقبل اي سوري ان يقف في موقفي هذا ويشاهد أبناء وطنه يذبحون’. والشبيحة مسلحون مواليون للرئيس السوري بشار الاسد.
وتابع ‘رشوت ضابطا برتبة ملازم لأحصل على اجازة مرضية ولم اعد. هناك كثيرون مثلي. المعنويات متدنية. لا يسمحون لنا بإجازات لزيارة اسرنا’.
وبدا سيبو وهو يتكىء على سيارة مضطربا ومرتبكا جراء تجربته وعرض لقطات صورها بهاتفه المحمول لشاب ميت اصيب بالرصاص في بطنه.
وقال سيبو ‘شاركت في جنازة باسل المصري (محتج) قبل اسبوعين حين اطلقت المخابرات العسكرية النار علينا. فررت ومنذ ذلك الحين اتحرك ذهابا وايابا لنقل المصابين بالسيارة او انقل الشهداء لدفنهم في القرى’.
وقال ضيف حضر حفل العرس ‘نحن راضون جدا عن رئيسنا. القصص التي تتردد كاذبة. هاجمت عصابات اجنبية جسر الشغور والالاف الذين يأتون لتركيا حصلوا على اموال للهروب’.
والعلويون اقلية في سورية وغالبية سكانها من السنة. وينتمي الاسد للطائفة العلوية ويتولى ضباط علويون مناصب هامة في الجيش بينما اغلبية افراده من السنة.
ويلقى العلويون معاملة مميزة في الوظائف الحكومية والامنية ولكن كثيرا من القرى العلوية مازالت فقيرة. وتقود بعض الشخصيات العلوية البارزة المعارضة العلمانية لعائلة الاسد التي تحكم سورية منذ ما يزيد عن أربعة عقود.
وفي جويتشتشي يقول احمد ياسين (27 عاما) انه كان في ارضه الزراعية الواقعة على بعد كيلومترين شرقي جسر الشغور صباح امس الإثنين حين وصلت قوة من نحو 200 جندي ورجل يرتدون زيا اسود على متن ناقلات جند مدرعة وفي سيارات وصبوا وقودا على القمح المزروع.
وتابع ‘حاولت انقاذ ابقاري الثلاث ولكن لم يكن هناك وقت. اخذت زوجتي وطفلي الاثنين في سيارة وتحركت مباشرة إلى الحدود’.
ووصف سائق جرار يدعى ابو أحمد (55 عاما) ويقيم على بعد خمسة كيلومترات من جسر الشغور عقب وصوله إلى جويتشتشي رحلته لرويترز ‘وصلت الدبابات للقرية وبدأت قصفا عشوائيا فهربنا’.
وتابع ‘سمعت ان الشبيحة في الجسر (جسر الشغور) ينهبون المنازل والمتاجر. انا خائف. تنتظر زوجتي وابنائي على الجانب الاخر من الحدود تحت المطر. ليس لديهم طعام او مأوى’
اللاجئون السوريون على الحدود مع تركيا… معاناة مستمرة
أشرف أبو جلالة
أشرف أبوجلالة ووكالات: تعاني المئات من الأسر السورية التي لاذت بالفرار من أعمال العنف التي تشهدها البلاد خلال الأسابيع الأخيرة، مع تواصل الحملات القمعية التي يشنها النظام السوري ضد المتظاهرين المطالبين برحيل الأسد عن الحكم.
وفي هذا السياق، رصدت اليوم مجلة التايم الأميركية تلك المشقة التي يتكبدها الآلاف من اللاجئين، سيما كبار السن منهم، وتحديداً هؤلاء الفارين من منازلهم بالجزء الشمالي الغربي من سوريا، وخصوصاً بلدة جسر الشغور، للقيام بتلك الرحلة عبر الأراضي الجبلية الوعرة التي تفصل سوريا عن تركيا، للنجاة بحياتهم.
وأوضحت المجلة أن المحظوظين من هؤلاء الناجين ينامون في سياراتهم أو في الشاحنات التي يستعينون بها عادةً لنقل المنتجات إلى الأسواق القريبة.
وبينما عثر البعض على أماكن للاختباء بها، لم يجد آخرون أماكن تأويهم من برودة الليل الشديدة أو من الأمطار الغزيرة كتلك التي هطلت عليهم ليلتي الأحد والاثنين، وهو ما أدى لتحول المعسكر إلى مشهد تهيمن عليه الفوضى الموحلة.
وفي وقت تمكن فيه البعض من جلب مواشيهم معهم، استطاع آخرون أن يجلبوا إناء أو اثنين، في حين لاذ كثيرون بالفرار وليس بحوزتهم شيء سوى الملابس الموضوعة على ظهورهم. ويعتقد كثير من السوريين أنهم سيكونوا في مأمن من خلال تواجدهم في مدينة جوفيتشي التركية، وأن قوات جيش الرئيس السوري بشار الأسد لن تطاردهم في مثل هذا المكان القريب للغاية من الحدود التركية.
ورغم منع الصحافيين الأجانب من تغطية الأخبار في سوريا، إلا أن “التايم” نجحت في المرور عبر الحدود التركية بامتداد منطقة جبلية وعرة كي تصل إلى اللاجئين على مشارف بلدة خربة الجوز السورية.
ومضت المجلة تنوه إلى قلة الطعام والمياه النظيفة التي يمتلكها السوريون في تلك المنطقة. إضافةً إلى عدم وجود حمامات لقضاء الحاجة أو الاستحمام، وبالتالي عدم وجود خصوصية أيضاً. ولفتت إلى وجود مجرى مائي قريب يتم استخدامه للحفاظ على النظافة الأساسية وغسل الأواني والاعتماد عليه كذلك كمصدر لمياه الشرب. وهناك لاجئين آخرين يحاولون تنظيف ملابسهم من الوحل، وغيرها من الاستخدامات.
وأشارت المجلة في الإطار عينه إلى استعانة الشباب بطرق التهريب القديمة التي تُمَكِّنهم من التسلل عبر الحدود إلى تركيا، ومن ثم يعودون بأكبر عدد ممكن من الحقائب المحمَّلة بالخبز، والمياه المعبأة في زجاجات، وبعض الملابس. بينما كان يسافر آخرون في الاتجاه المعاكس، صوب المدن التي لاذوا منها بالفرار، للعثور على طعام.
وأوردت المجلة في هذا السياق عن امرأة في مطلع العشرينات من عمرها تدعى أم أحمد، وهي تداعب رضيعتها الصغيرة نورين التي تبلغ من العمر شهرين، قرب طبق به حفنة من الطماطم وكوب من البلاستيك ممتلئ بالزيتون، بعد أن قضت عائلتها أسبوعاً في الهواء الطلق بعد الهروب من بلدة جسر الشغور، قولها: “هل يحب الأسد أن يعيش أطفاله كما يعيش أطفالنا الآن ؟ وإن كان أهل الجسر قد طلبوا من الجيش أن يتدخل وينقذ البلدة، لما كنا هنا، نعيش بهذا الشكل، أليس كذلك؟”.
وفي وقت يخشى فيه البعض الذهاب إلى تركيا، بسبب ما يتردد من أقاويل عن أن بمقدور رجال الأسد أن يستهدفوهم هناك، أقامت تركيا معسكرات لحوالي 7000 لاجئ، لكنها تتوقع قدوم المزيد خلال الأيام المقبلة، على حسب ما ذكرته تقارير صحافية محلية.
تركيا تقيم مخيمات جديدة لإيواء اللاجئين السوريين
هذا وتبني تركيا الأربعاء مخيمين جديدين على حدودها مع سوريا لإيواء اللاجئين السوريين الهاربين من القمع في بلادهم، فيما يتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مبعوثًا من قبل الرئيس السوري في انقرة.
والاربعاء توزع 8421 لاجئًا سوريًا، اكثر من نصفهم من الاطفال، على ثلاثة مخيمات اقامها الهلال الاحمر التركي في محافظة هاتاي (جنوب) القريبة من سوريا، كما اعلنت السلطات المحلية. وتقع هذه المخيمات في بلدتي يلاداغي والتينوزو.
وقررت السلطات اقامة مخيمين جديدين للاجئين، الذين وصل عدد كبير منهم من مدينة جسر الشغور شمال غرب سوريا، على بعد نحو اربعين كليومترًا من الحدود، والتي أخلاها عدد كبير من سكانها، وباتت تحت السيطرة العسكرية منذ الاحد. وهناك ستون سوريًا حاليًا في المستشفيات لإصابتهم بجروح مختلفة.
وترغب نجمة هوليوود الاميركية انجيلينا جولي سفيرة النوايا الحسنة لمفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، في زيارة احد هذه المخيمات، وتنظر السلطات التركية في طلبها، كما اوضح دبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس. وفي انقرة، تواصل تركيا مساعيها لدى النظام في دمشق لكي يوقف القمع الدامي للحركة الاحتجاجية.
ومن المقرر ان يستقبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء مبعوثًا للرئيس بشار الاسد غداة محادثة هاتفية اجراها معه، كما افاد مصدر حكومي تركي وكالة فرانس برس. وقال هذا المسؤول طالبًا عدم كشف هويته ان “اردوغان سيستقبل حسن تركماني المبعوث الخاص للرئيس السوري لبحث التطورات في سوريا”.
تأتي زيارة المبعوث السوري في وقت تمر فيه العلاقات بين البلدين بظرف صعب، وقد تاثرت العلاقات الطيبة بين البلدين الجارين بالازمة السورية الخطرة.وقد دعا اردوغان الثلاثاء الاسد الى الاسراع في وضع جدول زمني للاصلاحات.
وفي مؤشر الى استياء اردوغان من القمع العنيف للحركة الاحتجاجية في سوريا، اتهم رئيس الوزراء التركي أخيرًا النظام السوري بارتكاب “فظاعات”، ووصف القمع في سوريا بأنه “غير مقبول”.
وقد توجّه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاربعاء الى هاتاي للإطلاع ميدانيًا على التدابير التي اتخذتها تركيا لاستقبال اللاجئين ولقاء البعض منهم. وقال للصحافيين في مطار انقرة “لا يمكننا ان نبقى مكتوفي اليدين ازاء ما يجري لدى جارنا وشقيقنا نأمل ان يبدأ تنفيذ اصلاحات في اقرب وقت”.
واكد الوزير ان بلاده تقوم بجهود مكثفة لدى دمشق والمجتمع الدولي من اجل “وقف ما يحصل ضد المدنيين في سوريا” وخصوصًا من اجل ان يتوقف تدفق اللاجئين الى تركيا. واضاف داود اوغلو انه دعا الى اجتماع للسفراء الاتراك المعتمدين في الدول العربية وعواصم اخرى الخميس في انقرة بهدف بحث الازمة السورية و”الربيع العربي”.
وتقول منظمات غير حكومية انه منذ 15 آذار/مارس قتل اكثر من 1200 معارض، وتم اعتقال اكثر من عشرة آلاف شخص في سوريا. واعلن اردوغان في الاسبوع الماضي ان بلاده لن تغلق حدودها امام السوريين الراغبين في اللجوء اليها.
تحقيق أممي على الحدود التركية والجيش السوري يواصل عملياته
أ. ف. ب.
نقاشات بين ثوار سوريا حول جمعة “صالح العلي” المرتقبة
أدونيس للأسد: “أعد الكلمة والقرار الى الشعب”
دمشق: وصل خبراء في الامم المتحدة الثلاثاء الى الحدود التركية مع سوريا لجمع شهادات حول “العمليات الانتقامية” ضد السكان في سوريا حيث يواصل الجيش هجومه الدامي شمال البلاد على الرغم من ادانات الغرب.
وبعد ثلاثة اشهر على اندلاع حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضد نظام الاسد في 15 اذار/مارس، ارسل النظام السوري المصمم على قمع التظاهرات دباباته الى مدينة بو كمال عند الحدود مع العراق في شمال شرق البلاد، بعدما شن عملية واسعة في شمال غربها.
في هذه الاثناء ما زالت فرنسا تنشط لدى الدول الـ14 الاعضاء في مجلس الامن للحصول على غالبية من 11 صوتا للتصويت على مشروع قرار يدين القمع مع معارضة روسيا والصين له. واتهمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ايران الثلاثاء “بدعم الهجمات الوحشية” التي يشنها الاسد ضد المتظاهرين في بلاده، وجدد البيت الابيض دعوته له بتطبيق الاصلاحات او التنحي.
وقال ناشط في مجال حقوق الانسان الثلاثاء ان قوات عسكرية سورية تتوجه نحو مدينة معرة النعمان الواقعة في محافظة ادلب (شمال غرب) على بعد 330 كلم شمال دمشق. واضاف ان “ستة مدنيين قضوا في اريحا”.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس ان “قوات عسكرية تتجه نحو معرة النعمان. وتاتي من مدينتي حلب وحماه”. وكان ناشط اخر اعلن ان “القوات المسلحة تواصل عملياتها والتمشيط في القرى المجاورة لجسر الشغور” المدينة الواقعة على مقربة من معرة النعمان حيث شن الجيش هجوما الاحد.
وينفذ الجيش عملية واسعة في شمال غرب سوريا منذ الجمعة وسيطر الاحد على جسر الشغور التي تعد 50 الف نسمة لقمع التظاهرات غير المسبوقة ضد نظام بشار الاسد. وقال الناشط ان تظاهرات نظمت مساء الاثنين في دير الزور على بعد 430 كلم شرق دمشق.
وارسل الجيش الاثنين دبابات الى شرق البلاد على الحدود العراقية. واكد الناشط ان “10 دبابات و15 الى 20 ناقلة جند ارسلت الى محيط مدينة البو كمال” على بعد 500 كلم شرق دمشق.
واكدت السلطات ان الجيش يلاحق “مجموعات ارهابية مسلحة” متهمة اياها بانها مسؤولة عن اعمال عنف واغتصاب، الامر الذي ينفيه اللاجئون الوافدون الى تركيا متهمين سوريا بفتح النار على المدنيين الذين يتظاهرون سلميا.
من جهتها نقلت وكالة الانباء السورية سانا عن مصدر عسكري قوله ان “بعض وحدات الجيش والقوى الأمنية تتابع مهمتها بملاحقة وتعقب ما تبقى من فلول عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة في المناطق المحيطة بمدينة جسر الشغور وبتمكين السكان المدنيين من العودة إلى مناطقهم التي خرجوا منها هربا من الموت وأعمال التخريب والترويع التي نشرتها تلك التنظيمات الإرهابية في جسر الشغور والبلدات المجاورة”.
بدورها دعت الحكومة السورية سكان جسر الشغور الى العودة لمنازلهم، وقررت الاتصال بالسلطات التركية لاعادة النازحين، بحسب سانا. وقالت سانا ان مجلس الوزراء السوري قرر الثلاثاء “توجيه نداء إلى المواطنين الذين أجبروا على مغادرة منازلهم نتيجة ترويع التنظيمات الإرهابية لهم قبل دخول الجيش وذلك بالعودة إلى جسر الشغور والقرى المحيطة بها بعد أن تمت استعادة الأمن والطمأنينة فيها”.
واضاف المجلس انه قرر ايضا “تكليف منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالاتصال مع الهلال الأحمر التركي للتعاون من أجل تسهيل عودة المواطنين السوريين إلى منازلهم وقيام الهلال الأحمر العربي السوري بتأمين الاحتياجات اللازمة لنقلهم وإعادتهم إلى قراهم”.
كما قرر المجلس “تكليف الجهات العامة بتأمين التجهيزات والورش الفنية اللازمة لإعادة إعمار ما دمرته التنظيمات الإرهابية للمؤسسات العامة والخاصة”. وبلغ عدد السوريين الذين لجأوا الى تركيا هربا من القمع في بلادهم 8538 شخصا الثلاثاء، اضافة الى حوالى خمسة الاف في لبنان. وبعد ان يجتازوا الحدود التركية ينقلون الى مخيمات اقامها الهلال الاحمر.
لكن الالاف يترددون في مغادرة البلاد ويتجمعون عند الحدود التي سيعبرونها في حال وصل الجيش، وبينهم 300 شخص من عشيرة الطيب. وردا على سؤال وجهته وكالة فرانس برس بالقرب من قرية غوفتشي التركية، قالت مسنة غاضبة “لا يوجد مياه ولا طعام، والاولاد يبكون طوال الوقت، فليجازه الله. سمم حتى مياهنا. ماذا فعلنا له؟” في اشارة الى الرئيس السوري.
وقالت ربة العائلة بانفعال وهي تشير الى اكواخ شيدت على عجل من الاغصان والى الخيم المنصوبة ان “الجميع هنا بلا سقف يقيهم المطر والبرد، اليس ذلك اثم؟”.
وحيال رفض نظام الاسد السماح لفرق الاغاثة وناشطي حقوق الانسان بالدخول، وصل عدد من خبراء المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الى هاتاي لاجراء “تحقيق حول التجاوزات” في سوريا، كما علمت وكالة فرانس برس من احد اعضاء هذا الوفد الذي طلب عدم الكشف عن هويته. ومن المقرر ان تجمع البعثة شهادات من السوريين اللاجئين في تركيا.
واكد مقدم منشق عن الجيش السوري وجود خلافات في صفوف الجيش. وقال المقدم حسين هرموش الذي لجأ منذ الخميس الى حدود تركيا قرب بلدة غوفيتشي متحدثا لوكالة فرانس برس “كان الجيش السوري يتقدم في جسر الشغور وكانت وحدات المشاة في الامام والدبابات في الخلف. حاولت حماية المدنيين”.
وروى “كان معي مجموعات (من الجنود) المنشقين ولم يكن في حوزتنا سوى اسلحة خفيفة والغام”. وتابع “نصبنا افخاخا للجيش السوري لتاخير تقدمه والسماح للمدنيين بالفرار وبمغادرة المدينة”، مؤكدا انه وضع الغاما على نقاط عبور للقوات.
وكان شهود افادوا عن وقوع مواجهات بين فصائل مختلفة من الجيش في هذه المدينة البالغ عدد سكانها 50 الفا والتي تشهد حملة قمع عنيفة منذ بضعة ايام. وروى احدهم ان مواجهات وقعت الاحد بين اربع دبابات انشقت عن الجيش وباقي القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الاسد، فيما افاد شاهد اخر عن تدمير جسور لمنع تقدم العسكريين.
وهو يؤكد انه فر من الجيش بسبب ما يشنه من “هجمات على مدنيين ابرياء لا يحملون بايديهم سوى اغصان زيتون”، مشددا على ان المحتجين في جميع المدن التي ارسل اليها لم يكونوا مسلحين على الاطلاق.
وقال ان “الجيش تلقى الامر بمنع حصول التظاهرات باي ثمن وبكم افواه الناس. امرونا باطلاق النار على الناس اذا تواصلت التظاهرات”.
واضاف “لم اقبل الاوامر. لكنني رايت ما فعله بعض الجنود. رايت الدبابات تطلق النار على المدن، رايت المدفعية تطلق النار والمروحيات تطلق النار بالاسلحة الرشاشة”. واظهر فيديو نشر على صفحة “الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011” على موقع فيسبوك محرك الاحتجاجات، سكان حي القابون في دمشق يتظاهرون مساء الاحد ضد النظام.
وقال احد المتظاهرين “اننا نرفض دخول الجيش الى حينا. انهم (الاعلام السوري) يفبركون القصص ويزعمون اننا نريد دخول الجيش. هذا ليس صحيحا، اننا نرفض دخول الجيش وتظاهراتنا سلمية، نحن لا نحمل السلاح ولسنا مخربين”. واكد المحامي الناشط في مجال حقوق الانسان انور البني الذي افرجت عنه السلطات مؤخرا بعد سجنه خمس سنوات ان “الوضع خطير”. وتابع “انهم يدفعون الى العنف فيما تتواجد حلول”.
وعلى المستوى الدولي، دانت الولايات المتحدة “بقوة” اعمال العنف الاخيرة في سوريا. وجدد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني دعوة القادة السوريين الى “بدء حوار سياسي” من اجل اسماع السوريين اصواتهم لحكومتهم. وقال “على الرئيس الاسد بدء حوار سياسي. ينبغي ان تكون هناك مرحلة انتقالية. ان لم يقدها الرئيس الاسد فعليه التنحي”.
وفي محاولة للقيام بوساطة جديدة، اتصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالاسد لوضع جدول زمني في اسرع وقت لتطبيق الاصلاحات ووقف القمع الذي ادوى بحياة 1200 شخص والى اعتقال حوالى 10 الاف بحسب الامم المتحدة ومنظمات غير حكومية.
من جهته، قال الامين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني خلال مؤتمر صحافي ردا على العديد من الاسئلة عن الوضع في سوريا ان “المنبر المناسب لبحث التطورات في سوريا هو الجامعة العربية” وليس مجلس التعاون.
من جهته اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الثلاثاء ان الدول التي اعدت مشروع قرار في الامم المتحدة يدين القمع في سوريا لن تطرحه على التصويت قبل ان تضمن توافر غالبية كافية لمصلحتها.
وقال جوبيه في الجمعية الوطنية “لن نجازف بان نطرح على التصويت مشروع قرار يدين النظام السوري الا اذا توصلنا الى غالبية كافية. لدينا اليوم على الارجح تسعة اصوات في مجلس الامن، يبقى علينا ان نقنع جنوب افريقيا والهند والبرازيل ونعمل على ذلك يوما بعد يوم”.
من ناحيته، قال مسؤول دبلوماسي فرنسي فضل عدم الكشف عن هويته ان تسعة اصوات من بينها الغابون ونيجيريا مضمونة للتصويت على النص. واضاف “لكن بدون الدول الناشئة الكبرى مثل الهند المقربة جدا من روسيا وجنوب افريقيا والبرازيل فان خطر استعمال فيتو روسي وصيني كبير جدا”.
واوضح انه “مع تسعة اصوات فان هاتين الدولتين ستستعملان حق النقض ولكن مع 11 صوتا فان الامور تكون مفتوحة للنقاش”. واشار الى ان “تصويتا من تسعة اصوات زائد فيتو فهذا يعني عدم معاقبة الاسد”.
وقال ايضا انه وبسبب عدم حصول توافق في الامم المتحدة، فان فرنسا بدأت “العمل على تشديد جديد للعقوبات ضد سوريا”. ويجري هذا العمل في اطار الاتحاد الاوروبي الذي فرض عقوبات اولا ضد بعض شخصيات النظام ومن ثم ضد الرئيس السوري نفسه.
بدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال لقاء مع الصحافيين ان فرنسا تعتبر ان “على كل طرف ان يختار الان في مجلس الامن. اما ان ننظر الى مكان اخر وان نغمض عينينا ولا نريد ان نرى ما يجري. او ان نتحمل مسؤولياتنا”.
واضاف ان “قوات الامن السورية تواصل اطلاق النار على المدنيين العزل” وان “الامم المتحدة تتحدث حاليا عن اكثر من 1200 قتيل وعن حالات كبيرة من التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان. هناك الاف اللاجئين الذين فروا حاليا من سوريا”. وختم فاليرو بالقول “انها حصيلة كارثية” وان “فرنسا تود ان يتخذ مجلس الامن قرارا حول الوضع غير المقبول الذي يخيم على سوريا وحول هروب نظام دمشق الى الامام”.
متطوعون أتراك يدخلون الأراضي السورية لنجدة سوريين هاربين إلى الجبال
ناشط تركي لـ«الشرق الأوسط»: سنلجأ إلى الوسائل القانونية وغيرها لمنع «كارثة إنسانية»
أنطاكية: ثائر عباس
كشف مسؤول تركي يعمل في قطاع الإغاثة لـ«الشرق الأوسط» أن ناشطين أتراكا، ينتمون إلى منظمات غير حكومية سيباشرون اليوم حملة «دعم لوجستي» لمئات من السوريين الذين يحتمون في مناطق جبلية داخل الأراضي السورية، بعد تعذر انتقالهم إلى الأراضي التركية.
وقال، صلاح الدين، الذي رفض ذكر كامل اسمه إن المنطقة الحدودية القريبة من الحدود السورية تستضيف الآن أكثر من 8500 لاجئ سوري معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، مشيرا إلى أن ثمة تقديرات تشير إلى أن نحو 100 ألف سوري هربوا من منازلهم وقد لجأوا إلى الجبال على الحدود بين البلدين، مشيرا إلى أن المعلومات تحدثت عن إصابة هؤلاء بحالات إسهال شديدة بالإضافة إلى حاجتهم إلى الأدوية والمواد الغذائية الأساسية ومياه الشرب. وتحدث عن بوادر تفشي وباء «الكوليرا» في ما بينهم جراء اعتمادهم على مصادر المياه الملوثة، أو المياه المتجمعة من الأمطار التي تهطل في المنطقة في هذه الفترة من السنة. وأوضح صلاح الدين أن الهلال الأحمر التركي، ومنظمات الإغاثة الرسمية التي تتولى أمور اللاجئين في الأراضي التركية لا تستطيع أن تمد يد العون إلى هؤلاء من دون طلب السلطات السورية، أما نحن فلم نستطع البقاء مكتوفين أمام هذه الكارثة الإنسانية فدخلنا على الخط. وأضاف: «لمساعدة هؤلاء سوف نسلك كل الطرق القانونية وغير القانونية لعدم السماح بهذه المأساة الإنسانية». وإذ شدد على أن المساعدات التي تم جمعها هي عبارة عن حليب للأطفال وحليب للشرب وبسكويت ومعلبات وأدوية مسكنة وأدوية مضادة للإسهال، قال إن هذه المساعدات «إنسانية فقط ولا تحتوي على أي شيء آخر» وأوضح أن السلطات السورية لا توجد في المنطقة التي سيتحرك فيها المتطوعون، معتبرا أن ذلك قد يكون دليلا على غضهم النظر عن أي مساعدة سوف نقدمها لهؤلاء، ونحن متأكدون أنهم لن يعارضوا ذلك. لكنه نفى في المقابل وجود تنسيق مع السلطات السورية، أو السلطات التركية، معترفا بان عملهم قد يكون خرقا للقانون لكن «الغاية أسمى».
وأوضح صلاح الدين أن متطوعين سوريين يعاونون الناشطين الأتراك، مشيرا إلى «أننا نتمنى عودة الأحوال إلى طبيعتها في الجانب السوري فلا يضطر أحد إلى القيام بمثل هذه التحركات ويعود كل إنسان إلى بيته، لكن حتى ذلك الحين لا يمكن غض النظر عما يجري. موضحا أن منظمة الإغاثة التركية «لديها خطط للطوارئ»، وقال: «نحن نتحضر لأسوء الاحتمالات ومستعدون لاستقبال 100 ألف لاجئ دون أن نسقط في حساباتنا احتمال ارتفاع العدد إلى مليون».
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن أكثر من عشرة آلاف سوري لجأوا إلى تركيا ولبنان هربا من القمع الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد على المحتجين. وعبرت رئيسة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس عن «قلقها العميق إزاء أعمال العنف التي وقعت في الأشهر الأخيرة في سوريا وأسفرت عن مقتل 1200 شخص ودفعت أكثر من 10 آلاف آخرين للهرب من بلادهم». وقالت «أوجه نداء إلى الحكومة السورية لكي تحترم المدنيين وتمتنع عن استخدام القوة ضد المتظاهرين المسالمين». وأوضحت اموس أن نحو خمسة آلاف سوري لجأوا إلى تركيا وخمسة آلاف آخرين إلى لبنان.
وقد وصل خبراء في الأمم المتحدة أمس إلى الحدود التركية مع سوريا لجمع شهادات حول «العمليات الانتقامية» ضد السكان. ويضم الوفد الأممي عددا من خبراء المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. ومن المقرر أن تجمع البعثة شهادات من السوريين اللاجئين في تركيا.
النظام السوري يوجه رسالة إلى تركيا عبر «محللين» يروجون لخطة أميركية يطبقها الجيش التركي
الناطقون بلسان حال النظام يقولون إن أنقرة تقدم ألف دولار لكل عائلة سورية تلجأ إليها
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
تداولت وسائل إعلام لبنانية موالية للنظام السوري أمس معلومات نقلتها عن مصادر مطلعة في دمشق، بأن تركيا وافقت على «خطة أميركية لتدخل عسكري محدود للجيش التركي على الحدود بين تركيا وسوريا، وبالتحديد في محافظة إدلب ومناطقها الحدودية».
وراجت هذه المعلومات بالتزامن مع قيام الجيش السوري بعملية عسكرية في مدينة جسر الشغور، وفرار آلاف السوريين من السكان إلى تركيا التي أعلنت أنها لن تغلق الباب في وجوههم، وأقامت لهم مخيمات، مع ترويج احتمال إقامة منطقة حدودية عازلة في حال استمر تدفق اللاجئين السوريين إليها، والذين قدر عددهم يوم أمس بأكثر من 10 آلاف لاجئ، وذلك بعد إعلان الجيش السوري إنهاء عملياته في جسر الشغور والتوجه إلى مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب (شمال).
وبحسب المعطيات على الأرض، يبدو أن الأحداث تتجه إلى مزيد من التصعيد، لا سيما وأن جموع «المحللين» السوريين من مؤيدي النظام، وبمعنى آخر لسان حاله غير الرسمي، يروجون منذ أكثر من أسبوع عن ضلوع تركيا بالمؤامرة ضد سوريا، وأن الذين فروا من الأراضي السورية هم عائلات التنظيمات المسلحة، التهمة ذاتها التي وجهها النظام للسوريين الذين فروا إلى وادي خالد في لبنان من مدينة تلكلخ في محافظة حمص عندما اقتحمها الجيش السوري الشهر الماضي.
وقال «محللون» على قناة تلفزيون «الدنيا» شبه الرسمي أمس إن الحكومة التركية «تقدم عشرين ألف دولار لكل عائلة سورية تلجأ إليها، وإن معظم الذين قالوا إنهم لاجئون هم في الحقيقة ذهبوا للحصول على هذا المبلغ». هذا الكلام واكبه بث التلفزيون السوري لمكالمات زعم أنها لعناصر في تنظيمات مسلحة في محافظة إدلب، يتصلون مع الداخل وينسقون لفبركة قصص إعلامية وبدعم من تركيا.
وكان ملاحظا خلال مسيرات التأييد التي يسيرها النظام والأجهزة الأمنية في شوارع دمشق خلال الأسبوع الماضي، رفع لافتات عليها العلمان الإسرائيلي والتركي كوجهين لعملة واحدة، وهي المرة الأولى التي يساوي فيها مؤيدو النظام بين تركيا الجارة والصديقة وإسرائيل العدو اللدود. هذا عدا الاعتصامات أمام السفارة التركية في دمشق وإعلان الاحتجاج على سياستها، بل والتلويح بالمطالبة باستعادة لواء إسكندرون الذي تنازل عنه نظام بشار الأسد لقاء تحسين العلاقات مع تركيا. ويبدو بعد ذلك أن شهر العسل بين النظام السوري وحكومة حزب العدالة والتنمية التركية انتهى، ليبدأ شهر عسل الشعب السوري والحكومة التركية، وقد قالها صراحة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عشية الانتخابات، أن «علاقات تركيا هي بالشعب السوري وليست بالنظام».
تلك المؤشرات قرأها النظام السوري على أنها «أدلة لضلوع تركيا في المؤامرة»، وعززها الكلام عن إقامة منطقة عازلة. وعدا عما يمثله ذلك من انتهاك لسيادة الدولة السورية، فإن تداعياته خطيرة في حال حصل ذلك. وكان لا بد من رسائل جديدة توجه إلى تركيا بشكل غير مباشر، عن طريق مجموعة المحللين، وأيضا عن طريق الإعلاميين اللبنانيين الموالين للنظام. وعلى غرار الرسالة التي سبق ووجهها رجل الأعمال رامي مخلوف ابن خال الرئيس إلى إسرائيل، إذ ربط أمنها بأمن سوريا، اتبعتها بفتح الحدود في الجولان لتدفق المتظاهرين الفلسطينيين المتحمسين للعودة في الخامس من يونيو (حزيران)، أسفرت عن مقتل 23 شابا وجرح أكثر من 350 آخرين بالرصاص الإسرائيلي، تولت بعض الأصوات شبه الرسمية إيصال رسالة إلى تركيا، عبر الحديث عن «خطة أميركية» وافق عليها أردوغان، قيل إن روسيا قامت بتسريب تفاصيلها للنظام السوري.
وتتضمن الخطة المزمعة «نشوب تحركات شعبية واضطرابات في بعض مناطق محافظة إدلب السورية المحاذية للحدود مع تركيا أو القريبة منها، يتبعها تدخل لقوات الشرطة والأمن السوريين، وتحت غطاء حماية المدنيين السوريين تقوم قوات من الجيش التركي بتدخل عسكري محدود داخل الأراضي السورية لإقامة منطقة عازلة على الحدود بين البلدين تكون مركزا لتحرك عسكري ضد النظام، على أن يرافق هذا التدخل العسكري تغطية إعلامية عربية وغربية تظهر تفوقا تركيا وتقدما سريعا للجيش التركي وتحريضا على اضطرابات في مختلف أنحاء سوريا تكون نتيجتها سقوط النظام».
ويبرز في حديث المحللين اللبنانيين الموالين للنظام السوري تلويح بتدخل إيران إلى جانب النظام، وقالوا إن طهران «أبلغت مباشرة دولة الإمارات العربية المتحدة أن النظام في سوريا خط أحمر إيراني، وأن تعرضها للخطر سوف يؤدي إلى اشتعال منطقة الخليج بأكملها». ومضى المحللون إلى أبعد من ذلك باعتبارهم إرسال وحدات من الجيش السوري إلى محافظة إدلب المحاذية للحدود مع تركيا رسالة واضحة بأن «شهري التهديدات والمواعظ التركية لسوريا قد انتهيا، وأن الجيش السوري سوف يتدخل على حدودكم وبقوة ومهما كانت النتائج».
الشارع السوري الذي سبق وأدهشه تسرع النظام السوري في الانفتاح على تركيا، وتوقيع اتفاقيات غير مشروطة معها، كان لها آثار سلبية على الاقتصاد السوري، يقف الآن مذهولا من تدهور علاقات النظام مع تركيا. فهو بين شامت بالنظام وبين مرتاح للموقف التركي المتضامن مع الشعب السوري «المكلوم». فحتى الأمس القريب خرج المتظاهرون في مدينة سقبا وداريا في ريف دمشق اللتين تشتهران بصناعة المفروشات والموبيليا، احتجاجا على فتح باب الاستيراد على مصراعيه لتدفق المفروشات التركية التي كادت تقضي على الصناعة المحلية.
وهذا مثال بسيط عما قدمه النظام لتركيا مقابل الانفتاح على سوريا في سنوات العزلة الدولية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عام 2005. وعدا الاتفاقيات الاقتصادية التي كانت على حساب الاقتصاد الوطني، وفي مقدمتها ضرب القطاع السياحي، مع تحول وجهة السياحة الداخلية السورية إلى تركيا، كان التنازل غير المعلن عن لواء إسكندرون، دون أي اعتبار لشعار كان مكتوبا على جدران المدارس وهو تعهد الرئيس حافظ الأسد بعدم نسيان لواء إسكندرون، إذ تم وفي وقت مبكر منذ عام 2002 طرح خرائط جديدة لسوريا في السوق وقد اقتطع منها اللواء. كما منعت وزارة الإعلام أطلس الخرائط من التداول تلبية لطلب تركيا لتضمنه خرائط فيها سوريا كاملة واللواء جزء من أراضيها. هذا ناهيك بالقطعة النقدية من فئة ألف ليرة التي طبعت عليها خريطة سوريا وقد اقتطع منها اللواء. وحينها أثارت تلك الإجراءات الكثير من الاستغراب والتساؤلات، دون أن يجرؤ أحد على طرحها علنا، إذ منع تماما مقاربة موضوع اللواء حرصا على تحسين العلاقات مع تركيا، وحرصا على هذه العلاقات بدأت ورشات عمل ثقافية بالعمل على تغيير النظرة العربية لفترة الحكم العثماني، الذي ترسخ في المناهج الدراسية كحقبة استعمارية استبدادية، تمثلت في مسلسلات دراما تلفزيونية حققت رواجا في العالم العربي عن الاستبداد العثماني. وكل تلك كان على السوريين أن يسحبوها تدريجيا من التداول خلال السنوات الثلاث الماضية، لكنها عادت لتتصدر الشاشات السورية مع بدء تردي العلاقات مع تركيا.
الشارع الذي لم يكن راضيا تماما عن التسرع في الانفتاح على تركيا لم يعد يعبأ بسياسة النظام أيا كان توجهها، بعدما رأى دعما وسندا من أردوغان استحق أن يرفعوا لافتات الشكر له ولتركيا، وأيضا عبارات تهنئة له بالفوز نكاية بالنظام الذي رفع مؤيديه لافتات تدين تركيا ونكاية بسياسة لم تكن في حساباتها مصالح المواطن السوري.
الشاعر أدونيس يدعو الرئيس السوري إلى أن «يعيد الكلمة والقرار إلى الشعب»
قال إنه لا يمكن لأي قوة عسكرية مهما كانت مدججة أن تتغلب على شعب
لندن: «الشرق الأوسط»
دعا الشاعر السوري، أدونيس، الرئيس السوري بشار الأسد، إلى أن «يفتدي» أخطاء تجربة حزب البعث الحاكم، وأن «يعيد الكلمة والقرار إلى الشعب السوري». وقال أدونيس، وهو شاعر سوري من الطائفة العلوية، اسمه الحقيقي علي أحمد سعيد، في «رسالة مفتوحة» نشرها أمس في صحيفة «السفير» اللبنانية «حزب البعث العربي الاشتراكي لم ينجح في البقاء مهيمنا على سوريا بقوة الآيديولوجية وإنما بقوة قبضة حديدية أمنية». وأضاف «وتؤكد التجربة أن هذه القبضة (…) لا تقدر أن تؤمن الهيمنة إلا فترة محدودة (…) ولا تقدم للشعب الذي تهيمن عليه إلا التفكك والتخلف إضافة إلى الإذلال واستباحة الكرامة البشرية».
وتابع أدونيس الذي يقيم خارج سوريا «لم يعط (الحزب) أي مكانة للإنسان بوصفه إنسانا (…) لم يبن الحزب جامعة نموذجية واحدة (…) عرقل نمو الثقافة المدنية الحرة، ودمر أخلاق البشر، مقيما الثقافة على الولاء له وعلى معاداة أعدائه، وعلى الشعارات التبشيرية التي كانت في معظمها سطحية وساذجة».
وتطرق أدونيس إلى المادة الثامنة في الدستور السوري التي تنص على أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو «الحزب القائد للدولة والمجتمع». وقال إن هذه المادة لم «تعد ترضي الأغلبية الساحقة من السوريين، ولم يعد للتشبث بهذه المادة أي مرتكز إلا العنف. وهو عنف لا يمكن أن يدوم، لا يمكن لأي قوة عسكرية مهما كانت مدججة أن تتغلب على شعب، مهما يكن أعزل». وأضاف «يبدو أن قدرك هو أن تفتدي أخطاء هذه التجربة، أن تعيد الكلمة والقرار إلى الشعب». وتابع «أكيد أن أعداءك أنفسهم، إلى جانب أصدقائك، سيقولون عنك آنذاك إنك أسست لمرحلة سياسية جديدة في تاريخ سوريا وربما في تاريخ المنطقة العربية كلها».
وكان أدونيس قد حذر في شهر أبريل (نيسان) الماضي، من أن «بوادر التمرد» في بلاده قد تؤدي إلى حرب أهلية، الأمر الذي وصفه في حديث لقناة «العربية» بأنه «الأكثر خطرا». وأضاف أدونيس، الذي غادر سوريا قبل 30 سنة متنازلا عن جنسيته السورية، أن «التمرد في سوريا أكثر صعوبة من أي بلد آخر، وأن النظام سيكون أكثر شراسة في مواجهة التمرد». وأضاف أن سوريا «بلد تحكمه الآيديولوجيا وعليه أن يجدد نفسه ويراجع أخطاءه»، مشيرا إلى أن «الأوطان ليست شركات استثمارية»، وواصفا ما يجري في سوريا بأنه «اختبار للنظام القائم والدولة وبنيتها ورؤيتها السياسية والثقافية». واعتبر أن النظام في سوريا ليس طائفيا، لكنه أبدى مخاوفه من فتنة طائفية. وأضاف «إذا كان النظام السوري عنيفا، فيجب ألا نكون عنيفين ضده». وقال إنه «لا يجوز لأي معارضة إلا أن تخرج من الساحات العامة، كي تعلن مطالبها السياسية».
شريط مصور يظهر جنودا ينشقون ويهتفون مع المتظاهرين: «الشعب والجيش إيد واحدة»
ضابط منشق: رأيت قناصة إيرانيين ومن حزب الله يطلقون النار على الحشد في دمشق
لندن: «الشرق الأوسط»
نشر موقع «أوغاريت» الإخباري السوري المعارض، مقطع فيديو لجنود منشقين، وتبدو في الشريط آليات عسكرية عليها جنود يهتفون: «الشعب والجيش إيد واحدة». ويسمع صوت شخص يعلق على الشريط ويقول إنه انشقاق لعناصر من الجيش في مدينة القورية (دير الزور)، ويعطي تاريخ 13 يونيو (حزيران) الحالي. ويبدو مواطنون مدنيون يقفزون إلى الآليات العسكرية ويقبلون ويصافحون الجنود المنشقين، ويناولونهم مرطبات، وبدأت الجموع تهتف: «الشعب يريد إسقاط النظام»، قبل أن يهتف أحدهم: «الجيش يريد إسقاط النظام».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رجل عرف نفسه على أنه مقدم في الجيش السوري، وجود خلافات في صفوف الجيش، مؤكدا أنه قام بحماية سكان من مدينة جسر الشغور شمال غربي سوريا حين هاجمتها القوات السورية الأحد. وقال المقدم حسين هرموش الذي لجأ منذ الخميس إلى حدود تركيا قرب بلدة غوفيتشي متحدثا لوكالة الصحافة الفرنسية: «كان الجيش السوري يتقدم في جسر الشغور وكانت وحدات المشاة في الأمام والدبابات في الخلف. حاولت حماية المدنيين». وروى: «كانت معي مجموعات فارة (من الجنود) ولم يكن في حوزتنا سوى أسلحة خفيفة وألغام». وتابع يقول: «نصبنا فخاخا للجيش السوري لتأخير تقدمه والسماح للمدنيين بالفرار وبمغادرة المدينة»، مؤكدا أنه وضع ألغاما على نقاط عبور للقوات.
وسئل عما نقله شهود عديدون عن وجود عناصر من القوات الإيرانية ومن حزب الله اللبناني يشاركون في قمع المحتجين إلى جانب الجيش السوري، فأكد المقدم هرموش أنه شاهد عناصر إيرانيين ومن حزب الله. وقال: «أذكر جيدا في دمشق بقطاع سقبة، أني رأيت الناس يتظاهرون وشاهدت (هؤلاء العناصر) يتحركون»، مضيفا: «رأيت بأم عيني قناصة متمركزين في الطبقات العليا؛ قناصة إيرانيين ومن حزب الله يطلقون النار على الحشد».
وكان شهود أفادوا بوقوع مواجهات بين فصائل مختلفة من الجيش في هذه المدينة البالغ عدد سكانها 50 ألفا والتي تشهد حملة قمع عنيفة منذ بضعة أيام. وروى أحدهم أن مواجهات وقعت الأحد بين أربع دبابات انشقت عن الجيش وباقي القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، فيما أفاد شاهد آخر عن تدمير جسور لمنع تقدم العسكريين. غير أن المقدم هرموش نفى هذه المعلومات الأخيرة عن تدمير الجسور، مؤكدا أن الدبابات دخلت المدينة سالكة الجسور ولم يتم تدميرها.
والضابط الذي عرف عن نفسه بإبراز بطاقته العسكرية رغم أنه يرتدي اللباس المدني، أكد أنه اغتنم مأذونية ليفر الخميس من دمشق في اتجاه الحدود التركية حيث تقيم عائلته. وهو يؤكد أنه فر من الجيش بسبب ما يشنه من «هجمات على مدنيين أبرياء لا يحملون بأيديهم سوى أغصان زيتون»، مشددا على أن المحتجين في جميع المدن التي أرسل إليها لم يكونوا مسلحين على الإطلاق. وقال إن «الجيش تلقى الأمر بمنع حصول المظاهرات بأي ثمن وبكم أفواه الناس. أمرونا بإطلاق النار على الناس إذا تواصلت المظاهرات». وأضاف: «لم أقبل بالأوامر. لكنني رأيت ما فعله بعض الجنود. رأيت الدبابات تطلق النار على المدن، رأيت المدفعية تطلق النار والمروحيات تطلق النار بالأسلحة الرشاشة». وقال إن «الجيش السوري يقتل مدنيين ويطرد الناس من منازلهم.. البلدات يتم إخلاؤها والسكان يطردون إلى الحدود وإلى الدول الأجنبية». ويأمل حسين هرموش أن يدفع انشقاقه ضباطا آخرين إلى الفرار أيضا، ويقول: «اتصل بي بعض الأشخاص، وبإذن الله سوف يفرون من الجيش». غير أن هذا الخيار في غاية الصعوبة. ويوضح المقدم: «ثمة ضباط وجنود كثيرون يودون الفرار، لكنهم لا يفعلون لأنهم يخشون أن يتم قتلهم مع عائلاتهم». وذكر أن «أحد عناصر الاستخبارات تلقى تعليمات بقتل المدنيين، لكنه لم يفعل، وجرى اغتصاب زوجته».
أردوغان يدعو الأسد لوضع جدول زمني للإصلاحات.. والجيش السوري يحاصر مدنا جديدة
خبراء من الأمم المتحدة يصلون إلى الحدود التركية للتحقيق في «تجاوزات» مع ارتفاع عدد اللاجئين إلى 9 آلاف
لندن: «الشرق الأوسط»
في وقت تحاصر فيه دبابات الجيش السوري مدنا جديدة، حث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الرئيس السوري بشار الأسد على وقف حملة القمع الدموية ضد المتظاهرين والبدء في تطبيق إصلاحات، وذلك خلال مكالمة هاتفية بينهما، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الأناضول. ودعا أردوغان الرئيس السوري إلى «التوقف عن اللجوء إلى العنف ووقف الاضطرابات»، وإلى «وضع جدول زمني للإصلاحات بالسرعة الممكنة وتطبيقها بسرعة شديدة».
وأمام رفض نظام الأسد السماح لفرق الإغاثة وحقوق الإنسان بالدخول، وصل عدد من خبراء المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى هاتاي لإجراء «تحقيق حول التجاوزات» في سوريا، كما علمت وكالة الصحافة الفرنسية من أحد أعضاء هذا الوفد الذي طلب عدم الكشف عن هويته. ومن المقرر أن تجمع البعثة شهادات من السوريين اللاجئين في تركيا.
وبلغ عدد السوريين الذين لجأوا إلى تركيا هربا من القمع في بلادهم 8538 شخصا أمس مع وصول قرابة ألفي لاجئ جديد، بحسب مصدر رسمي تركي. وصرح المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية أن «عدد السوريين في تركيا بلغ الثلاثاء 8538» شخصا، وأن قرابة ألفي لاجئ عبروا الحدود خلال الليل. ويأتي معظم اللاجئين من بلدة جسر الشغور التي تبعد 40 كلم تقريبا عن تركيا والتي تشن فيها القوات السورية عملية واسعة «لملاحقة العناصر المسلحة».
وجاء ذلك في وقت يتحضر فيه الجيش السوري لبدء حملة عسكرية على منطقة جديدة هي معرة النعمان، الواقعة في شمال البلاد، مع وصول خبراء في الأمم المتحدة أمس إلى الحدود التركية مع سوريا لجمع شهادات حول «العمليات الانتقامية» ضد السكان في سوريا.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قوات عسكرية تتجه نحو معرة النعمان. وتأتي من مدينتي حلب وحماه». وتقع معرة النعمان في محافظة إدلب (شمال غرب) على بعد 330 كلم شمال دمشق. وكان ناشط آخر أعلن أن «القوات المسلحة تواصل عملياتها والتمشيط في القرى المجاورة لجسر الشغور» المدينة الواقعة على مقربة من معرة النعمان حيث شن الجيش هجوما الأحد.
وقال عبد الرحمن نقلا عن سكان إن أربعة أشخاص، هم رجل وامرأته وطفلاهما، قتلوا بعد ظهر الاثنين بالرصاص في منطقة جسر الشغور على بعد 100 متر من نقطة مراقبة للجيش. وأوضح «أن العائلة قتلت في حين كانت تعبر على دراجة نارية جسرا على نهر الأبيض، وكانت قد مرت على نقطة تفتيش للتو». وأضاف عبد الرحمن أن السلطات تشن حملة اعتقالات في منطقة درعا (جنوب) التي انطلقت منها حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وكذلك في محافظة دمشق.
وقال ناشط آخر لوكالة الصحافة الفرنسية، إن ستة مدنيين قتلوا في الساعات الأخيرة في بلدة أريحا القريبة من جسر الشغور. وأرسل الجيش السوري أول من أمس دبابات أيضا إلى دير الزور، شرق البلاد، على الحدود العراقية. وأكد الناشط أن «10 دبابات و15 إلى 20 ناقلة جند أرسلت إلى محيط مدينة البوكمال» على بعد 500 كلم شرق دمشق.
من جهة أخرى، أكد ناشطون أمس أن المقبرة الجماعية التي أعلن التلفزيون السوري أول من أمس اكتشافها في بلدة جسر الشغور، هي لمعتقلين من سكان البلدة وليسوا من عناصر الأمن كما ذكر التلفزيون الرسمي. ونقل النشطاء على الإنترنت عن شاهد عيان القول إن «المقبرة الجماعية التي عرضها الإعلام السوري هي فعلا موجودة ولكن الشهداء هم من المعتقلين الذين كانوا محتجزين بمفرزة الأمن العسكري الذين تم تصفيتهم بأمر من رئيس المفرزة ورفض تسليم الجثث للأهالي.. وعندما علم بأن الأهالي ستعتصم أمام المفرزة لمعرفة مصير أبنائهم المعتقلين قاموا بدفنهم بمقبرة جماعية بشعة في الساحة الترابية المجاورة للمفرزة». وأكد النشطاء صعوبة الحصول على أي معلومات من داخل البلدة نظرا للتعتيم الشديد الذي تفرضه السلطات، فضلا عن قطع الاتصالات.
وتقول السلطات إن الجيش يلاحق «مجموعات إرهابية مسلحة» متهمة بأنها مسؤولة عن أعمال عنف واغتصاب، الأمر الذي ينفيه اللاجئون الوافدون إلى تركيا متهمين سوريا بفتح النار على المدنيين الذين يتظاهرون سلميا.
الناشطون السوريون يدعون الطائفة العلوية للتظاهر إلى جانبهم
أطلقوا على يوم الجمعة المقبل اسم «صالح العلي»
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
اختار الناشطون على «صفحة الثورة السورية»، في موقع «فيس بوك»، تسمية يوم الجمعة المقبل، باسم صالح العلي، وهو علوي وأحد رموز الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي. وكتبوا في شعار يوم الجمعة الذي حمل صورة صالح العلي: «سلمية.. وحدة وطنية» وذلك تأكيدا لعدم طائفيته. وجاء ذلك بعد مناقشات لإرسال تطمينات لأبناء الطائفة التي ينتمي إليها الشيخ صالح العلي، بأن الانتفاضة السورية ليس لها طابع طائفي، من جانب، ومن جانب آخر حض أبناء هذه الطائفة للتخلي عن مخاوفهم والانخراط في الاحتجاجات خاصة أن نخبة من المثقفين العلمانيين بينهم علويون يؤيدون الانتفاضة ويشاركون فيها بشكل أو بآخر.
ومن هنا جاء استحضار الشيخ صالح العلي كرمز وطني فوق الطائفية يعتز به كل السوريين ليكون جامعا لكل مكونات المجتمع. فالشيخ العلي المولود عام 1883 في قرية المريقب ناحية الشيخ بدر في محافظة طرطوس، وكان في طليعة الذين لبوا نداء الثورة العربية الكبرى التي انطلقت من الحجاز بزعامة الشريف حسين 1916 ضد الحكم التركي.
ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى أنزل الفرنسيون قواتهم في بيروت وفي الساحل السوري فبادر الشيخ صالح العلي إلى دعوة زعماء ووجهاء المنطقة الساحلية إلى اجتماع في قرية الشيخ بدر ونتج عنه قرار إيقاد الثورة في الجبال الساحلية وتكليف الشيخ صالح العلي ليكون قائدا للثورة، ومراسلة الحكومة المركزية لتقوم بمدّ الثورة بما تحتاجه من وسلاح وعتاد ومؤن. وعندما وصل نبأ الاجتماع إلى قادة الجيش الفرنسي قاموا بعمليات المداهمة وألقوا القبض على بعض الزعماء الذين حضروا الاجتماع وزجوهم في سجن بانياس. وفي الوقت نفسه، وجِّهت للشيخ صالح العلي دعوة لمقابلة قائد حامية بانياس إلا أنه تجاهلها، فعزم الفرنسيون على احتلال قرية الشيخ بدر واعتقال قائد الثورة. ولما وصلت أنباء الحملة للشيخ صالح العلي جمع عددا من الرجال وخرج باتجاه الحملة في أحراج وصخور «النيحا» وحصلت معركة دامية كرسته قائدا للثورة ليواجه بعدها العديد من المعارك بعدما استقطب الثوار في كل الساحل السوري، وخاض معهم معركة «بابنَّا» شرقي اللاذقية 16 أبريل (نيسان) 1919 حيث هاجم الثوار القاعدة الفرنسية ببابنا.
وخسر الفرنسيون عددا كبيرا من المقاتلين، وكانت بعدها عدة معارك كبيرة كمعركة «سلمى» ومعركة «ترتاح» حيث التقى ثوار من ثورة هنانو في الشمال مع ثوار الشيخ صالح العلي. وشكلوا لجانا في دمشق لجمع التبرعات والإعانات والإمدادات للثورة. أيام حافلة بالنضال كان خلالها الشيخ صالح العلي ينسق مع زعماء الثورة من جنوب البلاد إلى شمالها، وصف الفرنسيون الشيخ العلي خلالها بأنه «عدو يصعب التمكن منه لأنه روح العصيان في المنطقة الساحلية»، بحسب تعبير الجنرال غورو. ورغم كل المغريات التي قدمها الفرنسيون له لم يقبل المشاركة في الحكم. وعاش في قريته وتوفي فيها في 13 أبريل (نيسان) 1950.
الامم المتحدة: نظام الأسد يمارس قمعاً وحشياً للمحتجين
جنيف (رويترز) – قال مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان يوم الاربعاء ان قوات الامن السورية تقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية من خلال الاعدام والاعتقال الجماعي والتعذيب مستشهدا بمزاعم واسعة النطاق ترد اليه.
وذكر المكتب ان بلدات بأكملها محاصرة ومنها درعا الامر الذي يمنع المدنيين من الفرار ويحرم الكثيرين من امدادات الغذاء والحصول على الرعاية الطبية خاصة الجرحى.
وقالت مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي ان اكثر من 1100 شخص كثير منهم مدنيون عزل يعتقد انهم قتلوا وان ما يصل الى عشرة الاف اعتقلوا منذ الحملة التي بدأها الرئيس السوري بشار الاسد في منتصف مارس اذار مؤكدة مرة اخرى على الارقام التي اصدرتها الاسبوع الماضي.
وقالت جماعة النشطاء الرئيسية التي تنظم الاحتجاجات يوم الاحد ان الحملة اسفرت عن مقتل 1300 مدني.
وقال مكتب بيلاي في تقرير لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة انه تلقى مزاعم عديدة عن ارتكاب القوات السورية انتهاكات بينها “الاستخدام المفرط للقوة في قمع المتظاهرين والاعتقال التعسفي والاعدام دون محاكمة او بعد محاكمة صورية” والتضييق على حرية التجمع والتعبير.
وجاء في التقرير ايضا ان “افظع التقارير تتعلق باستخدام الذخيرة الحية ضد المدنيين العزل بما في ذلك من جانب قناصة يتمركزون فوق اسطح المباني العامة ونشر الدبابات في المناطق كثيفة السكان.”
وذكر التقرير ان مزاعم وردت عن استخدام الطائرات الهليكوبتر المقاتلة خلال هجوم عسكري على بلدة جسر الشغور شمال غرب سوريا مما دفع اكثر من سبعة الاف من سكانها الى الفرار لتركيا.
وتقول الحكومة السورية ان “جماعات مسلحة” قتلت نحو 120 من افراد الامن في البلدة في السادس من يونيو حزيران لكنها تمنع الصحفيين واخرين من التحقيق في هذه المزاعم.
وفر الاف السوريين الى بلدة معرة النعمان التاريخية للهروب من نيران الدبابات التي اقتحمت شمال البلاد في حملة عسكرية اخذة في الاتساع لسحق الاحتجاجات.
ومن المتوقع ان تدافع سوريا عن سجلها في مناقشة من المتوقع أن يجريها مجلس حقوق الانسان ومقره جنيف والذي يضم 47 دولة في وقت لاحق يوم الأربعاء.
وذكر تقرير الامم المتحدة ان نشطاء وصحفيين وبعضا من اقاربهم كانوا ضمن ما يقدر بعشرة الاف اعتقلوا لاسكات المنتقدين رغم الافراج عن بعضهم.
واشار الى “معلومات توضح ان قوات الامن السورية تمارس التعذيب وغيره من اشكال المعاملة القاسية وغير الانسانية مما أدى الى وفاة بعض الحالات في الاحتجاز.”
وقالت بيلاي وهي قاضية سابقة في محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة ان مكتبها تلقى شهادات وتسجيلات فيديو وصورا فوتوغرافية تدعم مزاعم التعذيب.
استند التقرير على مزاعم تلقاها المكتب من نشطاء ووسائل اعلام وجماعات حقوقية بالاضافة الى بعض الضحايا وشهود العيان.
وقال التقرير ان دمشق لم ترد بعد على طلبات بيلاي المتكررة للسماح ببعثة لتقصي الحقائق يرأسها نائبها كيونج وها كانج بزيارة البلاد.
لكن التقرير اضاف ان محققيها ينتشرون حاليا في تركيا ويعتزمون زيارة دول اخرى في المنطقة.
وقال التقرير “المادة الموجودة حاليا امام المفوضة السامية تبعث على القلق الشديد وتعكس وضعا مزريا لحقوق الانسان في الجمهورية العربية السورية.
“الانتهاكات المزعومة للحقوق الاساسية على نطاق واسع من هذا القبيل تستلزم تحقيقا دقيقا وتحميل جميع مرتكبيها المسؤولية الكاملة.”
وتعتزم بيلاي تقديم تقرير أوسع في سبتمبر أيلول.
سوريا قد تضطر للمساعدات الخارجية
بعد ثلاثة أشهر من الاضطرابات والحملات العسكرية الداخلية المستمرة قد تضطر الحكومة السورية إلى اللجوء إلى المساعدات الخارجية لمنع اقتصادها من الانهيار.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز نقلا عن محللين إنه مع انهيار قطاع السياحة وتوقف الاستثمار الأجنبي في سوريا وارتفاع الإنفاق الحكومي للتخفيف من حالة الاستياء الشعبية، فإن احتياطيات النقد الأجنبي لدى المصرف المركزي تتعرض للاستنزاف بسبب محاولات الحكومة الحد من الضغوط على الليرة السورية.
وتراجعت قيمة الليرة بنسبة 15% مقابل الدولار في أبريل/نيسان الماضي، وتُباع حاليا بأقل من السعر الرسمي في السوق السوداء.
وقال محلل غربي إن الاحتياطيات تساعد في دعم الليرة لكن حجم استنزاف هذه الاحتياطيات منذ بدء الأزمة لا يمكن معرفته.
صادرات النفط
وقد عزز ارتفاع أسعار النفط إيرادات سوريا من صادراتها المحدودة من الخام. وبإضافة تلك الإيرادات إلى تحسن موسم الزراعة هذا العام فإن القطاعين قد يساهمان في منع الاقتصاد من الانكماش بصورة حادة.
وتبلغ إيرادات سوريا من النفط يوميا بين سبعة وثمانية ملايين دولار.
وتريد شخصيات سورية معارضة من الشركات الأجنبية التوقف عن شراء النفط السوري لتكثيف الضغط الاقتصادي على النظام.
ونسبت الصحيفة إلى كريس فيليبس -كبير خبراء الشؤون السورية في مؤسسة إيكونوميك إنتيلجنس يونت، وهي مؤسسة اقتصادية بحثية- قوله إن مزيجاً من انخفاض الإيرادات من أجزاء أخرى في الاقتصاد وعبء الإنفاق الإضافي، يعني أن سوريا يمكن أن تخلو من المال خلال فترة قصيرة.
وأشارت فايننشال تايمز إلى أن المحللين يعتقدون أن النظام السوري يمكن أن يبقى على قيد الحياة بالاعتماد على الاحتياطيات الأجنبية وقروض المصارف المحلية لمدة ستة أشهر على أقل تقدير لكنه سيضطر بعد هذه المدة لطلب المساعدة من الدول الخليجية الغنية.
وقالت الصحيفة إن منظمي الرحلات السياحية في العاصمة دمشق وحلب -ثاني كبرى المدن في سوريا- أكدوا أن حجوزات الفنادق اقتربت من الصفر، جراء الاحتجاجات التي أبطأت الحركة التجارية وعطلت عمليات الإنتاج.
ويقول اقتصاديون إن الحركة التجارية في العاصمة هبطت إلى نحو 50%. وقال أحد التجار البارزين في دمشق “إن الوضع حاليا هو وضع أزمة”.
زيادة الإنفاق
وقالت فايننشال تايمز إن النظام السوري قام بزيادة الإنفاق من أجل قمع حركة الاحتجاجات.
وقبل بدء الأزمة كانت الحكومة السورية تعتزم خفض الدعم المقدم للوقود وتحرير الاقتصاد. لكن بعد بدء الاضطرابات في المنطقة قرر النظام زيادة العلاوات الممنوحة لوقود التدفئة والدعم المقدم للديزل، وزيادة مرتبات الموظفين وخفض الضرائب عن المواد الغذائية.
ويقول اقتصاديون محليون إن زيادة مرتبات الموظفين وحدها قد تكلف الدولة نحو خمسين مليار ليرة (مليار دولار) أو نحو 6% من الميزانية العامة للدولة.
وحتى مع أفضل التوقعات للنمو الاقتصادي فإن عجز الموازنة سيصل إلى 7.7% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، أي ما يعادل ضعف الرقم المسجل في 2009.
وقالت فايننشال تايمز إن سوريا ليست مرتبطة بأسواق الإقراض العالمية ولدى البنوك المحلية رأسمال محدود.
ومن الناحية السياسية فإن خفض الإنفاق مستبعد في وقت تتوقف فيه الاستثمارات الأجنبية بينما تعني طباعة المزيد من العملة ارتفاعا كبيرا في معدل التضخم.
ويقول محلل في دمشق إن الخيار الوحيد هو اللجوء إلى قروض من حكومات أخرى.
وقال وزير المالية السوري محمد الجليلاتي في الأسبوع الماضي إن الاقتصاد السوري لا يزال “قويا ومعافى”، مشيرا إلى أن بلاده مكتفية ذاتيا من ناحية الغذاء كما أن لديها 18 مليار دولار من احتياطيات العملات الأجنبية.
لكن كريس فيليبس يقول يبدو أن هدف النظام حاليا هو “البقاء في السلطة مهما كان الثمن سواء بالنسبة للشعب أو الاقتصاد”.
فايننشال تايمز
عقبات التدخل الدولي في سوريا
كتب كريس دويل في صحيفة ذي غارديان البريطانية متسائلا: بما أننا رأينا نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقتل أكثر من 1400 سوري، ويلقي القبض على الآلاف، ويستخدم المروحيات والدبابات ضد أبناء شعبه، وهناك تقارير عن تعذيب وقتل الأطفال، أضحى الكثير يتساءلون لماذا كانت تلك الظروف سببا كافيا للتدخل في ليبيا وليست كافية في سوريا؟
يقول دويل، إن الغرب لا يعرف ماذا يفعل، ولا كيف يتدخل، ولا مع من يتصل؟ وفوق كل ذلك لم يدعه أحد بعد للتدخل.
هناك مثل سوري يقول “زوان البلد (نبات لعلف الحيوانات) ولا حنطة الجلب”، بعبارة أخرى، قد يفضل السوريون نار النظام على طوق نجاة يقدمه الغريب.
ورغم الفظائع التي ترتكب بشكل يومي، فلا توجد حتى الآن مؤشرات على تقبل فكرة الاستعانة بالأجنبي. السوريون يدركون جيدا ما يمكن أن يعنيه أو يجلبه التدخل الأجنبي، ففترة الاستعمار الفرنسي التي شهدت انسلاخ لبنان عن سوريا والإسكندرونة إلى تركيا وتأسيس مناطق فيها شبه حكم ذاتي للعلويين والدروز، ما زالت راسخة في ذاكرتهم.
من جهة أخرى لا يبدو السوريون متحمسين لعمليات حلف الناتو ونتائجها في ليبيا، وهناك عامل حاسم آخر هو رضاهم بشكل عام عن سياسة نظامهم الخارجية، ولكنهم يستنكرون سياسته الداخلية.
وينقل دويل عن الناشط السوري والسجين السياسي السابق لؤي حسين قوله: “علينا أن نفرق بين التدخل الأجنبي والضغط الأجنبي. نحن نعارض التدخل الأجنبي، ولكننا نرحب بالضغط الأجنبي القائم على أساس دعم حقوق الإنسان وليس دعم جبهة معينة ضد أخرى، حسب ما تمليه مصلحة الأجنبي”.
كما يلفت دويل النظر إلى عامل مهم آخر يمنع أي تدخل خارجي في الشأن السوري، حيث يقول إن مسؤولا بريطانيا رفيع المستوى أكّد له عدم وجود خيارات في سوريا، لأن الصين وروسيا والبرازيل وآخرين يعارضون بشدة أي إجراء ولا حتى عقوبات أممية محدودة.
ويعلق دويل على ذلك بالقول إن تجربة العقوبات لم تكن مثمرة، والعراق خير دليل، حيث ضربت العقوبات الناس أكثر من النظام، ويستذكر مقولة وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رمسفيلد “يمكننا الربح في العراق”. وهو خطأ سوف يدفع ثمنه أسلافه في البنتاغون لسنوات طويلة.
الجيش السوري يعتمد على آلة عسكرية سوفياتية تنتمي لأجيال مضت، لذلك لا يمكن أن يكون قوة عسكرية يحسب لها حساب إذا ما تقرر تدخل أجنبي، ومع وجود خليط مذهبي وقومي ومحيط متزعزع أمنيا، فأغلب الظن أن أي تدخل عسكري أجنبي سوف ينتج عنه انفراط عقد سوريا كما حدث في العراق.
الجارة تركيا ليست في وضع مقبول تماما من النظام السوري، وتركيا لها تاريخ مع سوريا والمنطقة، فما إن علّق رئيس الوزراء التركي على أفعال النظام السوري بأنها “غير إنسانية” حتى نعته أعوان النظام بأنه “عثماني” في إشارة إلى حكم العثمانيين الأتراك لسوريا والمنطقة.
ويعتقد دويل أن هناك عاملا مهما منع الكثير من السوريين من النزول إلى الشارع إلى حد الآن، وهو غياب البديل عن نظام بشار الأسد. وكما حدث في العراق، فالسوريون يخافون من أن يؤدي التدخل الأجنبي إلى جلب أناس إلى الحكم لا يتمتعون بمصداقية على الأرض.
السوريون لا يحبون النسخة السورية لأحمد الجلبي، والمتمثلة بفريد قادري، الذي لا يخفي دعمه لإسرائيل. المجموعة المنظمة الوحيدة هي الإخوان المسلمين، وهم في الغالب خارج سوريا. أما أجنحة المعارضة المولودة من رحم النظام والمتمثلة برفعت الأسد وعبد الحليم خدام نائب الرئيس السابق فكلاهما مكروه.
دويل توقع أن يسوء الوضع أكثر في سوريا في المرحلة المقبلة، وأورد تهديد قريب الأسد السيئ الصيت رامي مخلوف في مقال له في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، والذي حذر فيه من أن لا استقرار في إسرائيل إذا ذهب استقرار سوريا.
ويتطرق دويل إلى البعد الفلسطيني ويقول إن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لا يشعرون بالارتياح لأنهم وجدوا أنفسهم في خضم المشهد السوري المتأزم.
ويختم دويل مقاله بتوجيه عبارات لوم شديدة إلى الغرب، وتحميله مسؤولية انحسار نفوذه وتأثيره في المنطقة “لكن الغرب يجب ألا يلوم إلا نفسه. إنها سياساته المتناقضة والمتقلبة وفشله في التصرف بشكل قانوني وأخلاقي على مدى عقود -وأفضل مثال على ذلك العراق وفلسطين- هي التي أدت إلى انعدام الثقة بدوافعه وأدت إلى المتاهات التي يواجهها اليوم في العالم العربي”.
غارديان
مبعوث سوري بتركيا لبحث الأزمة
أعلنت مصادر تركية أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان سيستقبل اليوم مبعوثا للرئيس السوري بشار الأسد وذلك بعد يوم من اتصال هاتفي حث فيه الأسد مجددا على البدء بإصلاحات والوقف الفوري لعمليات القمع التي تقوم بها السلطات ضد المتظاهرين المطالبين بالتغيير.
ومن جانبه أكد مراسل الجزيرة في تركيا أن أردوغان سيستقبل حسن تركماني المستشار الخاص للرئيس السوري، في حين يتوقع أن يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم هو الآخر إلى العاصمة التركية ليبحث مع المسؤولين هناك تطورات الأوضاع في بلاده.
وكان أردوغان دعا الأسد إلى “التوقف عن اللجوء إلى العنف” ووقف الاضطرابات التي تجتاح سوريا منذ اندلاع المظاهرات المناهضة للنظام في مارس/آذار الماضي، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التي أكدت أنه طالب كذلك بسرعة “وضع جدول زمني للإصلاحات وتطبيقها بسرعة شديدة”.
وقالت الوكالة إن الأسد اتصل بأردوغان لتهنئته بالفوز في الانتخابات البرلمانية، مشيرة إلى أن الأخير كان قد صرح قبل إعادة انتخابات بأنه فور انتهاء الانتخابات سيتحدث مع الأسد “بطريقة مختلفة تماما”.
كما أشارت الوكالة إلى أن أردوغان عبر عن قلقه من خروج مظاهرات لأنصار النظام السوري أمام السفارة التركية في دمشق.
قمع وحشي
من جانبها، تشير وكالة رويترز إلى أن أردوغان وصف عمليات القمع في سوريا قبل أيام بأنها “وحشية”، مما يشكل مؤشرا إضافيا على أن العلاقة الوثيقة بين الجارين تقترب من نقطة اللاعودة مع فرار آلاف السوريين إلى الأراضي التركية هربا من الحملة العنيفة التي تشنها قوات الأمن التابعة للرئيس الأسد.
وحتى أمس الثلاثاء فر إلى تركيا بالفعل أكثر من 8500 سوري يعيشون في مخيمات في الجانب التركي من الحدود، وينتظر وصول المزيد اليوم إلى إقليم هاتاي القريب من بلدة جسر الشغور السورية التي كانت هدفا لحملة قمع أمنية في الأيام الأخيرة.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت تركيا ستسمح بدخول المزيد من اللاجئين السوريين إذا تجاوز عددهم العشرة آلاف، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اليوم إنه “من غير المعقول أن نغلق أبوابنا أمام إخوتنا السوريين، وقد أوضح رئيس الوزراء أردوغان هذه المسألة جيداً”.
وحذر أوغلو من أن تصعيد العنف في سوريا قد يجبر المزيد من السوريين على مغادرة بلادهم، وقال إنه لا يمكن تفادي ذلك إلا إذا لبت الحكومة السورية مطالب شعبها، مضيفا أنه سيجتمع مع سفراء تركيا في الشرق الأوسط لمناقشة التطورات الأخيرة في المنطقة وسوريا.
وكانت العديد من الدول الكبرى قد أدانت حملة القمع السورية، كما اتهمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إيران بأنها تدعم الحملة السورية.
موقف أوباما
في الأثناء، وجه المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي انتقادات للرئيس باراك أوباما لعدم مطالبته نظيره السوري بشار الأسد بالاستقالة على خلفية عمليات القمع التي استهدفت المتظاهرين.
وسخر كراولي من مطالبة أوباما للنائب بالكونغرس أنتوني وينر بالاستقالة على خلفية نشر صور إباحية، حيث كتب على حسابه بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي “غريب أن يفكّر أوباما بأن على النائب وينر أن يستقيل وليس الأسد، هل بعث رسائل فاسقة يشكل انتهاكاً للمصلحة العامة وليس قتل الناس؟”.
وكان كراولي أقر في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست بأن الإدارة الأميركية تواجه تحديات صعبة في ما يتعلق بسوريا، وأضاف أنه يتفهّم تردد واشنطن في اتخاذ موقف محدد، لكنه أعرب عن تخوّفه من أن عدم الوقوف بقوة مع المتظاهرين سيحد من قدرة واشنطن على إعادة إطلاق علاقتها مع المنطقة كما أمّل أوباما.
شخصيات سورية تدعو لمؤتمر إنقاذ
دعت شخصيات سورية إلى عقد مؤتمر إنقاذ وطني يعقد بالعاصمة دمشق، ويستهدف بدء خطوات لإنهاء الأزمة التي تشهدها البلاد حاليا في ظل تصاعد عمليات القمع الحكومي للاحتجاجات المطالبة بالتغيير.
وقال الموقعون على بيان بهذا الشأن إنهم يسعون إلى “الخروج بالوطن من الطريق المسدود الذي سببه تصلب المواقف الرسمية من احتجاجات الشارع السوري المطالبة بالتغيير السلمي”.
ولفت البيان إلى أن المؤتمر المنشود لا يستهدف تفعيل الحوار الوطني بشأن المطالب الشعبية بسبب غياب الأرضية المناسبة للحوار مع دخول الدبابات إلى المدن والقرى، وإنما يرغب في بحث سبل حماية الوطن من الانهيار وتحصينه من آثار تغييب الدولة نفسها عن القضايا التي يطالب بها الشارع المحتج، وصولاً إلى تشكيل لجنة تأسيسية ممثلة لكافة مكوِّنات المجتمع السوري تخول بالنظر في المطالب الشعبية.
كما عبر عن الرغبة في الحيلولة دون إثارة مشاعر الكراهية والطائفية والتقسيم في المجتمع السوري، وفي الإفادة من الخبرات الوطنية في صناعة المستقبل المشترك مع تهيئة الأجواء لحوار وطني جاد وشامل بين السوريين.
وأكد البيان أن الجهة صاحبة الدعوة للمؤتمر لن تطرح أي أجندة مسبقة ولا حتى جدول أعمال للمؤتمر بل ستطلب من كافة الأطراف إرسال رؤاها مكتوبة إلى اللجنة التحضيرية في موعد أقصاه سبعة أيام قبل بداية المؤتمر ليتسنى إدراجها في جدول الأعمال، لأن “الجهات المدعوة هي صاحبة الحق في وضع جدول الأعمال، بينما تتشرف الجهة الداعية بأن يكون دورها تنسيقياً”.
هيئة تأسيسية
وخلص البيان إلى أن الأوضاع الحالية والرغبة في تأسيس مرحلة حديثة لسوريا كدولة مدنية وديمقراطية، تقتضي ضرورة تشكيل هيئة تأسيسية منتخبة بشكل ديمقراطي نزيه وشفاف من قبل الشعب تعكس كافة ألوان الطيف الوطني تخول بالنظر في مطالب السوريين وترتيب الإجراءات التي تحقق تطلعاتهم.
يُذكر أن ثلاثة أشهر من الاحتجاجات المطالبة بالتغيير في سوريا شهدت سقوط أكثر من 1300 قتيل وفق تأكيدات منظمات حقوقية سورية، في حين تتواصل الإدانات الدولية لعمليات القمع التي نفذتها سلطات الرئيس بشار الأسد وتسعى دول كبرى لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.
وأصحاب الدعوة هم:
الدكتور إبراهيم سلقيني
الأستاذ جودت سعيد
الأستاذ مشعل تمو
الشيخ عدنان السقا
الدكتور عماد الدين الرشيد
الدكتور فداء المجذوب
الدكتور حسان الشلبي
الدكتور سامي الحمصي
الدكتور أسامة الشربجي
المهندس بشار حسن
المهندس مطيع البطين
جمال الوادي
خالد زين العابدين
بسام الناصر
عبد الله تلاوي
وثيقة: دمشق افتعلت التوتر مع إسرائيل
كشف المتحدث الرسمي باسم منظمة جست جورنالزم (الصحافة العادلة) البريطانية مايكل ويس في مقال له في صحيفة دايلي تلغراف البريطانية، عن وثيقة تبيّن أن السلطات السورية قد افتعلت التوتر على حدودها مع إسرائيل في ذكرى النكبة الشهر الماضي.
يقول ويس إن الوثيقة تحمل شعار الدولة السورية ومؤرخة في 14 مايو/أيار 2011، وتتناول “اجتماعا طارئا” بين عاصف شوكت نائب رئيس أركان القوات المسلحة السورية، والقيادات الأمنية في محافظة القنيطرة على الحدود السورية الإسرائيلية.
وتبيّن الوثيقة أن النظام السوري أمر بأن يسمح بعبور مئات اللاجئين الفلسطينيين نحو بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان المحتلة لافتعال مواجهة بينهم وبين القوات الإسرائيلية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وذلك لتحويل أنظار العالم عن الثورة السورية ضد النظام.
وتقول الوثيقة “على كافة المفارز الأمنية والعسكرية بالمحافظة وبموقعي عين التينة والقنيطرة القديمة السماح لكافة السيارات المرفقة أرقامها وعددها عشرون سعة 47 شخصا للسيارة والتي من المقرر وصولها الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد 15/5/2011 بالمرور دون اعتراضها حتى مواقع دفاعاتنا الأولى”.
وتكمل الوثيقة “السماح للجموع الوافدة باجتياز خط وقف إطلاق النار باتجاه مجدل شمس المحتلة والاشتباك بالأيدي فقط مع بعضهم أمام المفارز التابعة للأمم المتحدة، ولا مانع من إطلاق النار في الهواء”.
يذكر أن أحداث مرتفعات الجولان الشهر الماضي قد انتهت بمصرع 13 شخصا وجرح العشرات، بعد أن فتحت القوات الإسرائيلية النار على المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة.
الصحافة الإسرائيلية كانت قد ادعت في الأيام التي تلت المصادمات أن بعض من اقتحموا الخط الفاصل في الجولان كانوا من طلبة اللجوء هربا من العنف الذي تفجر في سوريا إثر الانتفاضة ضد النظام هناك، وليسوا متظاهرين بذكرى النكبة.
الكاتب ختم مقاله بوصف الوثيقة بأنها دليل على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد حاول خداع الإعلام العربي والعالمي.
أهالي الجولان مستعدون لـ”شتم الأسد” ليدخل الجيش وينقذهم من “المسلحين“
في نكت وطرائف ساخرة عن دخول الجيش السوري لعدة مناطق بالبلاد
دبي- العربية.نت
لا تخلو بعض صفحات مواقع “التواصل الاجتماعي” المؤيدة للاحتجاجات في سوريا من روح الدعابة والنكتة المستوحاة من الأحداث والتطورات الدراماتيكة التي طغت في الفترة الأخيرة مع دخول الجيش إلى عدة مناطق في البلاد، وما رافق ذلك من روايات عن حدوث مذابح ومقابر جماعية تختلف الروايات والاتهامات بشأنها. ومن أغرب تلك النكات، وأشدها سخرية من السلطة، رسالة تحمل عنوان: “أهالي الجولان مستعدون لشتم الرئيس إذا كان ذلك سيؤدي لدخول الجيش لتحريرهم من العصابات الإسرائيلية المسلحة”، وتم تداولها بكثرة في مواقع “فيس بوك” و”توتير” وبعض المنتديات والمواقع الإلكترونية واستنكرت تلك الرسالة التي نسبت إلى أهالي الجولان ما فعلته السلطة في ذكرى النكبة وذكرى النكسة من إرسال مجموعة من الأطفال والمراهقين العزل لاختراق السياج الشائك والدخول إلى الجانب الآخر من الهضبة الذي تحتله إسرائيل منذ حرب 1967، وكانت النتيجة استشهادهم في رسالة مجانية لإسرائيل على قدرة نظام الأسد إفساد الهدوء على الجبهة السورية إذا لم يوقف الغرب ضغوطه لمنع القمع ضد المدنيين. وقالت الرسالة إن الأهالي في قرى الجولان المحتل يطلبون سلطتهم الوطنية “بإرسال الجيش وطائرات الهيلوكبتر والدبابات لإنقاذهم من عصابة إسرائيلية مسلحة تسيطر على أراضيهم وتحرق مزارعهم وحقولهم منذ 44 عاما”. وجاء في الرسالة: “نحن أولى من أخوتنا في جسر الشغور ودرعا بدبابات الجيش، فالعصابة التي تقتلنا وتزرع الخراب من حولنا تعدادها بالآلاف، أما العصابات المسلحة في درعا وجسر الشغور فهي شوية زعران. ننتظر دورنا منذ 44 عاما فلماذا تم تجاوزنا وذهب الجيش إلى مناطق ومدن لم تقف في الطابور إلا منذ شهرين.. هل في الأمر فساد وواسطة ورشوة”. وتسائل كاتبو الرسالة: “هل ترديد الشعارات ضد الرئيس بشار الأسد والمطالبة بالحرية شرط لإرسال الجيش؟ إذا كان الأمر كذلك فإننا نتعهد بشتمه بأقذع الألفاظ وحرق صوره من مجدل شمس حتى بحيرة طبريا.. المهم أن ترسلوا لنا الجيش لإنقاذنا من العصابات الإسرائيلية المسلحة المندسة”. ومن النكت التي يرددها المناوئون للنظام السوري أن شابا سأل حمصيا عن عنوانه في المدينة فأجابه: “أول شارع على اليمين بعد ثاني دبابة على يسار في البناء الذي يوجد فوقه قناصة من المخابرات”. وتقول طرفة أخرى أن لجنة من المدن التي تشهد قمعا عنيفا وإطلاق نار حي على المتظاهرين رفعوا طلبا إلى مجلس الأمن الدولي لكي يجبر روسيا والصين على تقديم كميات كافية من الرصاص المطاطي لأجهزة الأمن والحرس الجمهوري مقابل عدم تقديم فرنسا وبريطانيا مشروع قرار يدين نظام الأسد، ومع الوعد برفع العقوبات التي فرضتها أوروبا وأمريكا على شخصيات متنفذة من النظام.
دبابات تنتشر في الشرق والسوريون يفرون من بلدة في الشمال
عمان (رويترز) – غادر الاف السوريين بلدة معرة النعمان الاثرية فرارا من الدبابات التي تتقدم في شمال البلاد في حملة عسكرية آخذة في الاتساع لسحق احتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الاسد.
وفي شرق البلاد انتشرت الدبابات والمركبات المدرعة في مدينة دير الزور وفي البوكمال على الحدود مع العراق بعد مرور أسبوع على نزول عشرات الالاف من المواطنين الى الشوارع مطالبين بانهاء حكم الاسد. ويغلب على المنطقة التي يأتي منها كل انتاج سوريا من النفط ويبلغ 380 ألف برميل يوميا الطابع القبلي.
وفي معرة النعمان التي تقع على الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب ثاني اكبر مدن سوريا نادت مكبرات الصوت في المساجد محذرة “الجيش قادم ابحثوا عن الامان لانفسكم ولعائلاتكم.”
وقال شاهد لرويترز في اتصال هاتفي “السيارات مستمرة في الخروج من معرة النعمان في كل اتجاه. الناس يحملونها بكل شيء.. أغطية وحشايا.”
وقال سكان ان القوات السورية تقدمت الى معرة النعمان بعد اعتقال مئات الاشخاص في القرى القريبة من جسر الشغور قرب الحدود التركية.
وقال التلفزيون السوري يوم الثلاثاء ان بعض وحدات الجيش والقوى الامنية “تتابع مهمتها بملاحقة وتعقب ما تبقى من فلول عناصر التنظيمات الارهابية المسلحة في المناطق المحيطة بمدينة جسر الشغور وبتمكين السكان المدنيين من العودة الى مناطقهم التي خرجوا منها.”
وقالت الحكومة انه تم استعادة الامن في جسر الشغور بعد القتال الذي شهدته البلدة في وقت سابق من الشهر والذي قالت دمشق انه ادى الى مقتل 120 من أفراد الامن. وحثت الحكومة السكان الذين فروا من البلدة خلال حملة الجيش على العودة.
وقال بيان صدر بعد اجتماع للحكومة يوم الثلاثاء ان منظمة الهلال الاحمر السورية ستنسق مع تركيا “لتسهيل عودة المواطنين السوريين.”
وقال شهود ان بعض السكان هاجموا بمساعدة أفراد امن منشقين مجمعا للشرطة في جسر الشغور قبل عشرة أيام بعد ان قتل أفرادها 48 مدنيا. وقتل نحو 60 من أفراد الشرطة من بينهم 20 منشقا.
وتدفق سكان من معرة النعمان وجسر الشغور والقرى المحيطة بهما على حلب وعلى القرى الواقعة في الصحراء الى الشرق بينما اتجه البعض الى تركيا المجاورة التي فر اليها بالفعل اكثر من 8500 سوري.
وفروا بحثا عن ملاذ عبر الحدود هربا من أحدث حملة عسكرية لحكومة الاسد على احتجاجات تطالب بمزيد من الحريات في بلد تسيطر عليه عائلة الاسد التي تنتمي الى الطائفة العلوية منذ أكثر من 41 عاما. وغالبية السوريين مسلمون سنة.
وفر سوري (36 عاما) عرف نفسه باسم أحمد هو وزوجته وأطفاله الستة الى تركيا بعد ان علم ان قوات الجيش وصلت الى بلدته جسر الشغور.
وقال لرويترز في قرية جويتشتشي الحدودية “جئنا هنا لنحمي أسرتنا. نحن لسنا ضدهم (قوات الامن) لكنهم يقاتلونا وكأننا كفرة.”
وأقيمت مخيمات للاجئين في اقليم هاتاي التركي القريب من بلدة جسر الشغور السورية الحدودية وعلى بعد 20 كيلومترا فقط من الحدود المشتركة وهي البلدة التي شن عليها الجيش السوري حملة يوم الجمعة الماضي.
ويجري الاستعداد لاستقبال موجة اخرى من اللاجئين الى الشرق اكثر على الحدود السورية التركية المشتركة وطولها 800 كيلومتر.
وقال مسؤول من الهلال الاحمر التركي طلب عدم نشر اسمه انه يجري اقامة المزيد من المخيمات قرب مدينة ماردين بعيدا عن المنطقة الراهنة لتوافد اللاجئين.
وذكرت وكالة الاناضول التركية للانباء ان حسن تركماني مبعوث الاسد سيصل الى انقرة لاجراء محادثات أزمة مع رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي.
وكان لاردوغان علاقة وثيقة بالاسد لكنه انتقده بسبب الحملة التي تشنها قواته على المحتجين.
وفي دمشق تجمع الاف من المؤيدين للاسد في المنطقة التجارية الرئيسية وحملوا علما لسوريا طوله 2300 متر وصورا للرئيس السوري.
وقالت جماعات حقوقية سورية ان 1300 مدني قتلوا منذ بدء الانتفاضة ضد الاسد في مارس اذار. وقالت واحدة من تلك الجماعات ان 300 من أفراد الجيش والشرطة قتلوا أيضا.
واتهم مكتب حقوق الانسان التابع للامم المتحدة قوات الامن السورية يوم الاربعاء بقمع المحتجين بوحشية من خلال عمليات الاعدام والاعتقال والتعذيب.
وقال عثمان البديوي استاذ الصيدلة الجامعي لرويترز هاتفيا ان نحو 70 في المئة من سكان بلدة معرة النعمان البالغ عددهم 100 ألف فروا. وقال ان المروحيات التي اطلقت النار ايضا على المحتجين يوم الجمعة تقوم بنقل الجنود الى معسكر في وادي الضيف على بعد بضعة كيلومترات من البلدة.
ومنعت سوريا معظم المراسلين الاجانب منذ بدء الاضطرابات مما جعل من الصعب التحقق من صحة الروايات للاحداث هناك.
وقال شهود في محافظة دير الزور الشرقية ان عدة دبابات توغلت داخل عاصمة المحافظة التي تقع على نهر الفرات بعد أن انسحبت قوات الامن من الشوارع الاسبوع الماضي.
وأضافوا أن الاحتجاجات تواصلت ووقعت مواجهة عنيفة هذا الاسبوع بين مؤيدين للاسد ومحتجين أصيب خلالها عدة أشخاص اصابات بالغة.
وقال ناشط في المدينة “ثمة نمط يتكرر باستمرار في أرجاء سوريا. الحامية المحلية تغادر الى المقر الرئيسي وتترك المدينة في محاولة لاحداث فوضى وتتسبب في فوضى ثم ترسل الدبابات والجنود لاخماد المحتجين.”
وتابع “من المحزن أن اختراع الرصاص المطاطي لم يصل الى سوريا… ان ما يطلق على المحتجين الذخيرة الحية أو لا شيء.”
وقال نشطاء حقوق انسان ان نحو 20 دبابة وعربة مصفحة أرسلت أيضا الى بلدة البوكمال الى الشرق من مدينة دير الزور وهي أيضا نقطة عبور رسمية الى العراق ولكنهم قالوا انه لم يكن هناك جنود داخل البلدة.
وتقع محافظة دير الزور على حدود وسط العراق السني وتوجد أواصر عائلية وطرق للتجارة بين الجانبين قبل انشاء الدولتين على يد القوى الاستعمارية في عشرينات القرن الماضي.
وقادت فرنسا بدعم بريطاني جهودا لاستصدار قرار من مجلس الامن يندد بالقمع الذي يمارسه الاسد للاحتجاجات لكن روسيا والصين هددتا باستخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار.
وأقامت تركيا أربعة مخيمات للاجئين على جانبها من الحدود وقالت وكالة انباء الاناضول الرسمية يوم الثلاثاء ان السلطات ربما تقيم المزيد. واضافت أن عدد اللاجئين القادم معظمهم من منطقة جسر الشغور في شمال غرب سوريا بلغ 8538 أكثر من نصفهم اطفال.
وقدم لاجئون فارون وصفا لاحداث اطلاق النار على أيدي القوات السورية ومسلحين علويين موالين للاسد يعرفون “بالشبيحة” واحراق الارض والمحاصيل في سياسة الارض المحروقة لاخضاع سكان المنطقة بعد احتجاجات واسعة النطاق
من خالد يعقوب عويس
لؤي حسين نحو مؤتمر وطني للمعارضة المستقلة ونهار يقول: فخ
كلنا شركاء
كشف الكاتب لؤي حسين أحد المثقفين المدعوين لمحاورة السلطة، عن الإعداد لعقد لقاء وطني مفتوح يشارك فيه عدد من المواطنين السوريين المستقلين عن أي حزب أو تكتل حزبي. وهدف المؤتمر حسبما يوضح حسين هو التشاور حول الوضع الراهن في البلاد وكيفية الانتقال إلى دولة ديمقراطية مدنية في منتصف الأسبوع القادم في دمشق.
وأضاف حسين أنه ليس هناك ما يشير أو يمكن الاستنتاج منه أن للسلطة أو لأي طرف سياسي علاقة بهذا اللقاء. وستتم دعوة وسائل الإعلام لتغطيته إن سمحت السلطة لها بذلك.
وقال حسين أن أعداد المشاركين سوف تكون محدودة لأنه لن يكون من الممكن لوجستيا وجود أكثر من مئتي مشارك.
وعن طريقة اختيار المشاركين قال حسين: يتم اختيار المشاركين عن طريق التداعي عبر الأصدقاء كي لا تكون لجنة ما تتحكم بالاختيارات. ليس هناك أي رعاية من أي جهة كانت.
وفي ردود الأفعال على ما كشفه حسين، عبر الكاتب حازم نهار عن خشيته أن يكون المؤتمر عبارة عن فخ وفقاعة حيث قال: ((أتمنى النجاح لأي مسعى، لكن رأيي هذا اللقاء “الوطني” فخ، وسيتسبب في البداية بإثارة البلبلة، ومن ثم سيتحول إلى فقاعة)).
صحيفة أميركية: اتهام ماهر الأسد بوحشية النظام
فايننشال تايمز
بين آلاف المدنيين المصدومين الهاربين من العنف الذي يجتاح سوريا هناك رجل واحد يرد ذكره كثيرا على أنه يقف وراء عملية القمع الوحشية التي أجبرت هؤلاء الناس على الهرب من ديارهم.
وأشارت فايننشال تايمز إلى ما قاله أحد سكان بلدة جسر الشغور الذي فر إلى تركيا بعد مشاهدته حرق قرية هناك، بأن “الرئيس السوري بشار الأسد ليس له علاقة بما يحدث على أرض الواقع وشقيقه ماهر الأسد هو المسؤول عن ذلك”.
وقالت الصحيفة إن عدد اللاجئين السوريين النازحين إلى تركيا بلغ سبعة آلاف بعد فرار الآلاف من الحملة العسكرية التي دخلت بلدة جسر الشغور والمناطق المحيطة في شمالي غربي سوريا خلال الأيام القليلة الماضية. وتمكنت قوات الجيش تساندها الدبابات يوم الأحد من استعادة السيطرة على البلدة التي كانت آخر نقطة محورية في حركة الاحتجاج التي اندلعت قبل ثلاثة أشهر ضد النظام السوري.
ويعتبر ماهر الأسد -الشقيق الأصغر للرئيس بشار- هو القائد الفعلي لوحدات النخبة التي يقول عنها السكان إنها قد تم حشدها لقمع المتظاهرين.
وبينما يحيط الغموض بدور الرئيس في توجيه الرد الدموي على الاحتجاجات الذي يقول نشطاء إنه أودى بحياة 1300 شخص، يُعتبر ماهر الأسد الوجه المألوف لحملة فرض النظام والمنفذ الرئيسي للنظام. واتهمه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي بأن سلوكه غير إنساني.
الشرطي السيئ
وأشارت الصحيفة إلى أن ماهر الأسد يمثل الشرطي السيئ لهذه الحقبة كما فعل رفعت الأسد -شقيق الرئيس الأب حافظ الأسد- في انتفاضة مدينة حماة عام 1982 التي قُتل فيها عشرات الآلاف.
ويقول باتريك سيل كاتب سيرة حافظ الأسد، إن العلاقة بين بشار وأخيه ماهر مختلفة. فبينما كان حافظ الأب يعرف الجيش جيدا وهو نفسه تدرج في الرتب العسكرية بالقوات الجوية، فإن بشار الابن فوض المسائل العسكرية لأقربائه وهو ما منحه نفوذا أقل عليهم.
ويقول سيل إن ماهر -مثل رفعت- هو الرجل القوي في النظام، لكن رفعت كان تحت السيطرة تماما، وعندما خرج عن الخط المرسوم له تم طرده. أما ماهر فإن لديه سمعة بأنه غير متزن ويذكر أنه أطلق النار ذات مرة على صهره آصف شوكت أثناء جدال بينهما. والبعض يعتقد أن الرئيس بشار أسير لدى المتشددين في العائلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان أمس بمنع سفر اللواء عاطف نجيب ابن عم الرئيس ورئيس الأمن في مدينة درعا على ذمة تحقيق في العنف هناك، ربما كان هدفه نقل انطباع عن وجود انقسام بين المسؤولين عن صناعة القرار ومنفذي إجراءات فرض النظام.
لكن أحد نشطاء حقوق الإنسان في واشنطن لا يتفق مع هذا التفسير ويقول إن بشار وماهر وآصف شوكت ينسقون العمل بينهم في كل صغيرة وكبيرة.
وختمت الصحيفة بما قاله أحد الخبراء في شؤون الشرق الأوسط بأن هيكل السلطة في سوريا أشبه بلجنة. ففي لحظات الأزمات يكون الاحتمال الأقرب هو أن الصقور في تركيبة سلطة الأسد سيؤكدون أنفسهم وماهر أحد هؤلاء الصقور.
المعارضون السوريون لم ييأسوا من الموقف الروسي
بهية مارديني – ايلاف:
قال ناشطون سوريون لـ”ايلاف” انهم لم يشعروا باليأس من الموقف الروسي، وأكدوا أنه مع ازدياد رقعة الثورة السورية وإزدياد عدد المتظاهرين فالموقف الروسي لا بد أن يتغير.
وحول زيارة الوفد المعارض السوري إلى موسكو قال المعارض السوري، أشرف المقداد لـ”ايلاف” إنّ أي اتصال بدبلوماسي أو مسؤول عربي أو غربي يفيد القضية السورية، وأشار الى “أهمية لقاء مسؤولين روس حيث أن روسيا تمانع ادانة الممارسات السورية ضد الشعب في مجلس الأمن الدولي”.
وأكد على “أن الوفد سيقوم بأقصى جهده لتغيير الموقف الروسي”، مشيراً إلى “وجوب أن نناقش الموقف الروسي وأن نحاول تغيير الموقف الحكومي”، وقال “إن لم نستطع فيجب تغيير الموقف الشعبي على الاقل”.
وتمنى على الوفد أن يزور الهند التي اعتبر أن موقفها غير واضح اضافة الى البرازيل، وطالب بمحاولة تغيير آراء الشعوب والحكومات.
من جانبه، اعتبر أديب شيشكلي، الناشط السياسي السوري لـ”ايلاف” أن”على الوفد الذي يقابل الحكومة الروسية ألا يطلق مواقف، و يجب أن يكون لدى المعارضين شفافية، ولا يجب أن يكون هناك أي حوار في السر”، وشدد “اي حوار يجب ان يكون علنيا ومكشوفا”.
وقال “السوريون يدفعون دماء ثمنًا لحريتهم، لذلك لا يمكن أن يتحاور أحد بمفرده، أو أن يقول انه يمثل الشعب السوري في قراراته، ولا يجب أن يقبل احد بالتفاوض دون العودة للشعب السوري في الداخل”.
وحول رسالة عمه الدبلوماسي السوري سمير شيشكلي إلى صديقه وزير الخارجية الروسي سرغي فيكتوروفيتش أوضح “أنها رسالة عتب لحقن الدم السوري، وهي تشير إلى تحول المسؤول الروسي من بطل عربي إلى شخص لا يستطيع صديقه السوري الآن أن يشرب معه فنجان قهوة نظرًا لمواقف روسيا الحالية”.
واعتبر “أن مثل هذه الرسائل مفيدة لأن هناك مسؤولين دوليين بنوا صداقات مع مسؤولين سوريين ويجب أن يتم استخدام هذه الصداقات، وخاصة لأنه من الصعوبة بمكان لرجل الشارع السوري العادي الوصول الى المسؤولين الروس”، وأضاف “أن الصداقة تسقط عندما يكون هناك دماء”.
وكان الدبلوماسي سمير شيشكلي ارسل رسالة إلى وزير الخارجية الروسي، قال فيها “كنا قد عملنا معاً، أنت وأنا، على إنجاح زيارات اثنين من أمناء الأمم المتحدة العامين (بطرس غالي وكوفي عنان) إلى موسكو، أيام كنتَ أنت ممثلاً دائماً لروسيا لدى الأمم المتحدة، وكنتُ أنا مديراً لمركز الأمم المتحدة للإعلام وممثلاً للأمم المتحدة في موسكو. في تلك الأيام، كم أشدْتُ مع غيري من العرب بعملك المناصر للقضية الفلسطينية في مجلس الأمن. أذكر أني قلت لك مرة بعد بيان ملتهب أدليتَ به أمام المجلس “لقد أصبحتَ يا سعادة السفير بطلاً قومياً من أبطال العرب”.
وأضاف “لم يعد بوسعي أن أقولَ اليوم شيئاً من هذا القبيل. إذ جاءت الأنباء، مرة أخرى، لتفيد بأن ممثليك يوم السبت (11 حزيران/يونيه) عمدوا إلى مقاطعة جلسة تشاور عقدها مجلس الأمن”، واعتبر ان كلام وةزير الخارجية الروسي ووقوفه الى جانب النظام “بات يشدُّ في عزم النظام السوري. كلما نطقتَ بشيء سقط المزيدُ من السوريين ضحايا للقتل والتعذيب”.
وتذكر أنه “في الثمانينات ذكر مدينة حماة، مدينتي، أمام السفير أوليغ ترويانوفسكي، الممثل الدائم للإتحاد السوفيتي لدى الأمم المتحدة في ذلك الحين. قال لي وقتها إن الأمور مبالغ فيها ولا شكّ، إذ “لا يمكن أن يتصور العقل” أن أشياء كتلك يمكن أن تجري في الهزع الأخير من القرن العشرين. هل كان ذلك نوعاً من الجهل المريح أم كان موقفاً براغماتياً من جانب السوفييت؟”.
وأكد شيشكلي “إننا نعرف أن نحو أربعين ألفاً من السوريين ذبحوا عام 1982 في حماة على أيدي نظام الرئيس الأسد، الأب. وإننا نعرف أنه كان يتلقى دعماً سوفييتياً قوياً مكــّنه من الشعب السوري”.
وتساءل “هل يمكن الآن ألا يكون الشعب الروسي قد انتبه لصور حمزة الرهيبة، حمزة ابن الثلاث عشرة الذي عذبه النظام حتى الموت؟ وهل يمكن للشعب الروسي ألا يكون قد سمع هتاف أغنية “حرية – حرية” يرددها الأبطال السوريون عراة الصدور في تصديهم لدبابات النظام في درعا وبانياس ودوما وحمص وحماة وتلكلخ وجميع أنحاء سورية؟”
وأشار إلى أن “المقابر الجماعية في درعا والمروحيات الجبارة التي تغير على المتظاهرين في معرة النعمان”. وأكد” أن رقم القتلى المتداول اليوم، والذي بلغ نحو 1,400 قتيل، ليس إلا رأسَ جبل الجليد الآخذ في الظهور. وهذا بالذات هو السبب الذي يجعل النظام يمنع التغطية الإعلامية الدولية بل ويحظر دخول المحققين الذين أوفدتهم الأمم المتحدة. وهذا بالذات هو ما يجعل الرئيس الأسد، الابن، غير قادر على قبول المكالمات الهاتفية من الأمين العام للأمم المتحدة. كلُّ هذا والروس يـُفسدون عملياً اتخاذ قرار أدنى في مجلس الأمن لا ينبـّه إلا إلى فداحة الموقف”.
وشدد الشيشكلي “الشعب السوري لا يطلب أن تساندوه في نضاله. كل ما يريده السوريون من “أصدقائهم” الروس اليوم هو أن يلتزموا الصمت”. وطالبه بالامتناع “عن التصويت ودع المجلس يدين بعضَ أفظع فظائع هذا القرن، تلك التي يرتكبها واحد من آخر الأنظمة الحزبية السوفييتية الطبع في العالم”.
وقال “ان السوريون يطالبون بنفس الحقوق والحريات التي طالبتم بها في التسعينيات. السوريون يحضونك على الوقوف إلى جانب التاريخ وليس ضده. وان النظام السوري ساقط لا محالة”.
وكان سمير الشيشكلي، إلى أن تقاعد مؤخراً، السوري الأعلى مرتبة في الأمم المتحدة، وقد عمل في الأمانة العامة وعاصر أربعة من الأمناء العامين منذ عام 1979. وهو يعيش في نيويورك. وقد كتب هذه الرسالة بصفة شخصية.