أحداث الاربعاء 30 أذار 2016
الأسد يراهن على «الانتصارات» لتسريع الحل
موسكو – رائد جبر ، نيويورك، لندن – «الحياة»
سعت القوات النظامية السورية أمس، إلى توسيع نطاق سيطرتها في ريف حمص الشرقي بوسط البلاد، ونجحت في التقدم نحو مدينة القريتين التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» بعد يومين من طرده من مدينة تدمر، وسط معلومات أوردتها صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية عن «اتفاق سري» بين حكومة دمشق و «داعش» سمح بالمحافظة على معظم آثار «لؤلؤة البادية».
وأعلن الرئيس بشار الأسد أمس، أن التقدم العسكري الذي يحرزه جيشه «سيؤدي إلى تسريع الحل السياسي». وتحدث الأسد بلهجة المنتصر في حديث نشرت «سبوتنيك» الروسية مقاطع منه مساء، وينتظر أن تنشره كاملاً اليوم، وقال إن «الانتصارات الأخيرة التي تم إحرازها سيكون لها تأثير قوي على القوى والأطراف التي راهنت على فشلنا ميدانياً لكي تفرض شروطها السياسية» في المفاوضات. لكنه قال في المقابل إن التقدم العسكري سيشكل دفعة للحل السياسي وليس عائقاً أمامه، مشدداً على أن دمشق «استجابت كل المبادرات التي طُرحت من دون استثناء ومن كل الاتجاهات، ولو لم تكن صادقة، الهدف هو أننا لا نريد أن نترك فرصة إلا ونجرّبها من أجل حل الأزمة».
لكنه تعمّد عدم ربط موقفه بالمواقف الروسية، وقال إن «موقف دمشق من الحل السياسي ما زال كما كان عليه قبل الدعم الروسي». وزاد: «ذهبنا إلى جنيف وما زلنا مرنين». واعتبر أن «الدعم الذي يقدمه الأصدقاء لسورية، إلى جانب الدعم العسكري الروسي، من شأنه تسريع العملية السياسية وليس العكس»، مشدداً على أن «هناك من يتهمنا نحن وروسيا بعرقلة عملية السلام، ويتم تصوير وقوف روسيا ضد الإرهاب على أنه وقوف مع الرئيس أو مع الحكومة السورية، وبالتالي هو عقبة في وجه العملية السياسية، ربما كان ذلك صحيحاً لو أننا كنّا غير مرنين منذ البداية.. لو أننا كنّا فعلاً متعنّتين».
وقال الأسد إن «الخسائر الاقتصادية والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية نتيجة الصراع في سورية بلغت حتى الان أكثر من 200 بليون دولار، وإن إصلاحها سيستغرق وقتاً طويلاً».
وسارت موسكو، أمس، خطوة إضافية لتثبيت استبعاد الحديث عن مسألة رحيل الأسد كشرط لاستئناف ونجاح جولة المفاوضات المقبلة في جنيف. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن رحيل الأسد «لا يمكن أن يكون شرطاً مسبقاً» لمواصلة المفاوضات السورية في جنيف. لكن رياض نعسان آغا عضو «الهيئة العليا للمفاوضات» (المعارضة)، قال: «من الواضح أن هذا التصريح يهدف إلى وقف عملية المفاوضات وحرمان الهيئة العليا للمفاوضات من أي أمل في مواصلة المحادثات». وأضاف: «ما الذي سنناقشه إذا لم نناقش مصير الأسد؟»، وفق ما أوردت «رويترز».
وفي نيويورك، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتقدم الذي نتج عن وقف الأعمال القتالية في سورية، داعياً في الوقت ذاته إلى رفع المعوقات عن وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وانخراط الأطراف في العملية السياسية من خلال «تقديم رؤاهم عن عملية الانتقال السياسي». ورحب بان في تقريره الشهري عن تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالوضع الإنساني في سورية «بتقدم عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى العديد من المناطق المحاصرة» منذ مطلع العام الحالي، مشيراً إلى أن الفترة نفسها من العام الماضي شهدت «منع قوافل الأمم المتحدة من الوصول إلى أي شخص في المناطق المحاصرة».
وفي لندن، أوردت صحيفة «دايلي تلغراف» معلومات عن اتفاق سري بين النظام و «داعش» جنّب تدمير العديد من المواقع الأثرية في تدمر، مشيرة إلى أن الحكومة السورية أكدت أن قرابة 80 في المئة من آثار «لؤلؤة البادية» بقيت سليمة بعد طرد «داعش» منها يوم الأحد. ونقلت الصحيفة عن المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبدالكريم، قوله إن النظام عمل في شكل سري مع «ما بين 45 و50 شخصاً» في داخل تدمر من أجل إقناع «داعش» بعدم الهدم الكلي للمواقع الأثرية فيها خلال فترة حكمه لها والتي دامت 10 شهور. وأضاف: «رأى (داعش) أنه سيكون هناك ثورة شعبية ضده لو هدّم كل شيء، فلم ينهب ولم يدمّر كل شيء»، على رغم أنه فجّر بعض المواقع الشهيرة بعد فترة قصيرة من استيلائه على المدينة في أيار (مايو) 2015.
روسيا تشحن عتاداً إلى سورية أكثر مما تسحب منها !
موسكو – رويترز
بدا انطلاق كاسحة الجليد “ياوزا”، التابعة للبحرية الروسية من ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود متوجهة إلى ميناء طرطوس حيث توجد منشأة بحرية روسية في سورية، لافتاً بعد ثلاثة أيام من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين سحب معظم القوات الروسية من سورية في 14 آذار (مارس) .
وكان خبراء عسكريون توقعوا عودة “ياوزا”، وهي من أسطول سفن الإمداد الرئيسية الذي أطلق عليه اسم “الاكسبرس السوري”، إلى قاعدتها في المحيط القطبي الشمالي. ولاحظ مراقبون أن “ياوزا” بدت ثقيلة خلال توجهها إلى ميناء طرطوس، وفي وقت لم تعرف حمولتها الا ان مراقبين قالوا انها حملت حمولة ثقيلة إذ غطس جزء كبير من السفينة في الماء حتى أن خط التحميل كان مرئياً بالكاد.
ويظهر تحليل أجرته “رويترز” أن تحركات “ياوزا” وتحركات سفن روسية أخرى تشير إلى أن موسكو شحنت إلى سورية من العتاد والإمدادات أكثر مما سحبته في الأسبوعين اللذين تبعا إعلان بوتين الانسحاب الجزئي.
ولا يعرف شيء عما كانت تلك السفن تحمله أو حجم المعدات التي نقلت بطائرات الشحن العملاقة المرافقة للطائرات الحربية العائدة. وأظهرت بيانات الشحن البحري والمعلومات الرسمية والصور التي نشرها مدونون لسفن ومعلومات المصادر الأمنية البحرية أن “الاكسبرس السوري” لم تخف حركته.
ويوضح تحليل أجرته “رويترز” أن من المرجح أن روسيا أبدلت سفناً جديدة بسفن حربية ربما تكون قد غادرت البحر المتوسط لتضمن أن قوة نيرانها البحرية مازالت ثابتة.
وهذا يعني أن سفنها قريبة نسبياً من الساحل السوري ويمكنها أن توفر الحماية لسفن الشحن. كما يتيح ذلك لموسكو إمكانية إطلاق صواريخ “كروز” من البحر.
ووفق وسائل إعلام رسمية سورية فإن لروسيا أكثر من عشر سفن حربية في البحر المتوسط من بينها السفينة “زليني دول” المزودة بصواريخ “كروز” من نوع “كاليبر” تطير على ارتفاعات منخفضة وتؤدي إصابة اهدافها بدقة ما لا يبعدها أكثر من ثلاثة أمتار عن الهدف.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على أسئلة عما تفعله البحرية الروسية في البحر المتوسط أو ما إذا كان لديها خطط لتقليص وجودها فيه.
ولا تظهر السفن الحربية وغالبية سفن المعاونة الروسية في قواعد البيانات المتاحة لمستخدمي الانترنت. لكنها تظهر وتلتقط لها صور عندما تمر عبر مضيق البوسفور في طريقها من روسيا إلى البحر المتوسط أو بالعكس.
وقال مدونون أتراك قاموا بتصوير السفينتين الحربيتين “الكسندر أوتراكوفسكي” و”مينسك” انهما بدتا غير محملتين بالمقارنة مع صور التقطت يوم الثلثاء لـ “مينسك” عائدة إلى سورية وكانت مقدمتها غاطسة في الماء لكن لا يمكن التحقق مما تحمله.
ومنذ بدأت موسكو تقليص حجم قواتها في سورية أرسلت سفينتي إنزال، “كونيكوف” و”ساراتوف سيزر”، من السفن التي تستخدم في نقل الجنود والعتاد إلى البحر المتوسط مع “ياوزا” المستخدمة لشحن الإمدادات.
وبدت “ساراتوف سيرز” يوم الخميس الماضي، محملة عند عبورها البوسفور جنوباً باتجاه سورية، وظهر خط التحميل أدنى مما كان عليه في 14 آذار عندما تم تصويرها وهي في الاتجاه المعاكس في طريقها إلى روسيا.
كما كان خط التحميل لسفينة الإمدادات “دفينيتسا-50” أعلى في المياه عندما التقطت لها صور في البوسفور يوم 20 آذار في طريق عودتها إلى روسيا.
وأظهرت قاعدة بيانات “رويترز” لحركة الشحن البحري أن سفينة خامسة وصلت إلى سورية “الكسندر تكاشينكو” كانت تقترب من سورية ثم اختفت بضعة أيام قبل أن تعاود الظهور في طريقها إلى روسيا وهو ما يعني أن أجهزة التتبع بالسفينة توقفت خلال تلك الفترة لسبب ما.
وفي أغلب الأحوال من المستحيل تتبع الشحنات العسكرية حتى الموانئ التي تتجه إليها وهو ما يعني أن البيانات المتاحة جزئية.
لكن هذه التحركات – على رغم كونها تمثل صورة جزئية – تشير إلى أن روسيا تعمل بلا كلل للحفاظ على بنيتها التحتية العسكرية في سورية وتزويد الجيش السوري بما يمكّنه من رفع مستوى أدائه.
وفي حين لم يذكر بوتين تفاصيل عن احتمال عودة روسية قوية، الا انه من المرجح أن تحصل مع أي خطر قد يحدق بالقواعد الروسية في سورية أو بالرئيس بشار الأسد. وتدير روسيا قاعدة جوية في حميميم والقاعدة البحرية في طرطوس. وقد قال بوتين إن روسيا ستحتفظ بالاثنتين وإنهما ستحتاجان لحماية مشددة. وقال الباحث في مركز “كاست” للأبحاث العسكرية، ميخائيل بارابانوف “الجزء الرئيسي من القوة الفعلية بقي هناك فلا داعي لتقليل الحركة. كما أن الإمدادات للجيش السوري لا تزال كبيرة”.
ولم تكشف موسكو عن حجم قوتها في سورية أو تفاصيل عن انسحابها الجزئي. وأظهرت حسابات أجرتها “رويترز” أن نصف القوة الجوية الضاربة من الطائرات الحربية المرابطة في سورية غادرتها في الأيام التي أعقبت الإعلان عن تقليص حجم القوات الروسية.
وكان عدد الطائرات الروسية على وجه الدقة سراً لكن التحليل يشير إلى أن حوالى 36 طائرة حربية كانت موجودة في سورية. ويوم الاثنين عرض التلفزيون الروسي مشاهد لنقل ثلاث طائرات هليكوبتر هجومية ثقيلة من سورية مع بعض العاملين من أطقم الدعم.
روسيا تشدد على استبعاد «مصير الأسد» من المفاوضات
موسكو – رائد جبر
سارت موسكو خطوة إضافية لتثبيت استبعاد الحديث عن مسألة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط لاستئناف ونجاح جولة المفاوضات المقبلة، وسعت إلى التقليل من أهمية السقف الزمني الذي حدده أخيراً وزير الخارجية الأميركي جون كيري للتوصل إلى دستور جديد.
وبعد مرور أيام على إعلان الخارجية الروسية أن «واشنطن بدأت تتفهم أكثر الموقف الروسي حول مسألة دور ومصير الرئيس الأسد»، جدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس، تأكيد موقف بلاده أن رحيل الأسد لا يمكن أن يكون شرطاً مسبقاً لمواصلة المفاوضات السورية.
وقال ريابكوف لوكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية، إنه «من المهم أن تبدأ أطراف المفاوضات في الجولة المقبلة، في 11 نيسان (أبريل)، إجراء اتصالات مباشرة، وألا تتحول المفاوضات إلى سلسلة لقاءات بمشاركة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا ووفود الدول الأعضاء في مجموعة دعم سورية»، مضيفاً أن «على السوريين بدء محادثات في ما بينهم في نهاية المطاف». لكن رياض نعسان آغا عضو الهيئة العليا للمفاوضات، قال تعليقاً على تصريحات ريابكوف: «من الواضح أن هذا التصريح يهدف إلى وقف عملية المفاوضات وحرمان الهيئة العليا للمفاوضات من أي أمل في مواصلة المحادثات». وأضاف: «ما الذي سنناقشه إذا لم نناقش مصير الأسد؟»، وفق ما أوردت «رويترز».
وفي مؤشر جديد إلى استمرار الخلافات مع واشنطن حول جوانب عدة في ملف التسوية السورية، قال ريابكوف إنه «لا يمكن تحديد الفترة الزمنية لوضع الدستور، لأن ذلك يتطلب عملاً تحضيرياً»، مؤكداً أن المطلوب «العمل بشكل شامل ومتواز على قضايا الدستور وغيرها من جوانب العملية السياسية في سورية».
وحملت إشارة نائب الوزير توضيحاً للموقف الروسي من مسألة السقف الزمني الذي تحدث عنه كيري بعد محادثات في موسكو قبل أيام مع الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الروسي سيرغي لافروف، علماً بأن كيري كان أشار إلى «تفاهم روسي- أميركي» حول هذه النقطة.
وفي السياق ذاته، شدد ريابكوف على ضرورة «ضمان التمثيل المناسب لأكراد سورية من أجل إنجاح الجولة المقبلة من المفاوضات»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «يعد شرطاً ضرورياً لإنجاح الجولة المقبلة».
وأعلن الديبلوماسي الروسي أن المشاورات الروسية- الأميركية ستتواصل اليوم على مستوى نائبي الوزيرين لتذليل الملفات الخلافية، مؤكداً أنه ينوي عقد لقاء الأربعاء مع نظيره الأميركي توم شينون لبحث مسائل التسوية السورية وموضوع إيران والعلاقات الروسية الأميركية، وقال إن زيارة شينون إلى موسكو تأتي «امتداداً لمحادثات الجانب الروسي مع كيري».
اللافت أن العودة إلى اثارة موضوع الرفض الروسي الحازم لإدراج ملف رحيل الأسد في المرحلة الراهنة، تلقى دفعة قوية بعد التقدم الذي أحرزته قوات النظام في تدمر، ونشرت وسائل الإعلام الحكومية الروسية تقارير مطولة عن الدور الذي تقوم به «الحكومة الشرعية» في مواجهة الإرهاب. وأشار خبراء روس إلى أن على المجتمع الدولي «أن يدرك أن حكومة الأسد هي الشريك الرئيس في الحرب على الإرهاب». ولم يستبعد عدد منهم أن «يبدأ عدد من الأطراف الدولية بفهم هذه الحقيقة، لأنه لا يمكن أن نطلب من رئيس يحقق انتصارات على الإرهاب التنحي».
واعتبر محللون أن دمشق لا يمكن أن تمنح المعارضة إنجازات سياسية فشلت في تحقيقها على أرض الميدان.
في الأثناء، حمل رئيس ممثلية أكراد سورية في موسكو رودي عثمان بقوة، على ما وصفه بـ «غياب الرغبة الدولية في ضم الأكراد إلى العملية التفاوضية»، مقللاً من فرص مسار جنيف من النجاح في حال استمر الموقف الحالي. وقال عثمان في حديث لوكالة أنباء «تاس» الروسية، إن «المشكلة ليست في ما يشاع حول معارضة تركيا حضور الأكراد المفاوضات، وهذه مجرد مبررات واهية»، معتبراً أن ما يعطل الحضور الكردي «غياب الإرادة الدولية».
على صعيد آخر كشفت قناة «زفيزدا» (النجمة) التلفزيونية الروسية القريبة من وزارة الدفاع عن وجود نظام صواريخ «إسكندر» في سورية. وظهر قاذف الصواريخ الخاصة بنظام «إسكندر-إم» المتطور في مقطع فيديو بثته القناة خلال تقرير عن تحميل طائرة شحن عسكرية «روسلان» قبل انطلاقها من قاعدة حميميم العسكرية في ريف اللاذقية. وكان القاذف على مسافة أمتار خلف الطائرة خلال تصوير التقرير.
ولم تعلن موسكو سابقاً عن تزويد قواتها في سورية بنظام «إسكندر» المتطور القادر على ضرب الأهداف على بعد 500 كيلومتر. ويجري التحكم في صواريخه إلكترونياً.
وفي السياق العسكري ذاته، واصلت موسكو إحصاء أرباحها من العملية العسكرية في سورية، واعتبر سيرغي غوريسلافسكي نائب رئيس شركة «روس أبورون إكسبورت» المسؤولة عن الصادرات العسكرية الروسية أمس، أنه بفضل العملية الروسية في سورية ارتفع بشكل ملموس الاهتمام بالسلاح الروسي على المستوى العالمي، وباشرت عدة دول في الشرق الأوسط إجراء محادثات لشراء المقاتلة القاذفة «سوخوي-34».
وقال غوريسلافسكي إن «الأحداث أكدت صحة اختيارنا هذه الطائرة من أجل دفعها إلى التصدير، إذ أبدت عدة دول في الشرق الأوسط حالياً اهتماماً خاصاً بها»، مشيراً إلى رزمة الحجوزات المتوقعة للعام الحالي لبلدان عربية تزيد على 8 بلايين دولار، وهو رقم يبلغ أضعاف معدله في السنوات الماضية.
اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية و «داعش» في ريف حمص
بيروت – أ ف ب
خاضت قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها الثلثاء اشتباكات عنيفة ضد تنظيم «داعش» بدعم جوي روسي في وسط البلاد، حيث مني المتشددون قبل يومين بخسارة ميدانية كبرى بعد طردهم من مدينة تدمر الأثرية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد الكتروني أمس بـ «اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ما بعد منتصف ليلة الإثنين – الثلثاء بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى في محيط مدينة القريتين والتلال المحيطة بها في ريف حمص الجنوبي الشرقي، تزامناً مع قصف جوي نفذته طائرات حربية سورية وروسية» على مناطق الاشتباكات.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد يومين على استعادة قوات النظام بدعم جوي روسي السيطرة على مدينة تدمر الأثرية التي كانت تحت سيطرة «داعش» منذ أيار (مايو) الماضي وتبعد عن القريتين نحو 120 كيلومتراً.
وكان مصدر عسكري سوري قال لوكالة «فرانس برس» الإثنين أن القريتين «تشكل الوجهة المقبلة للجيش» بعد تدمر، موضحاً أن «العين حالياً على منطقة السخنة التي انسحب إليها تنظيم داعش من تدمر»، من دون أن يبدأ الهجوم عليها بعد.
وسيطر تنظيم «داعش» في الخامس من آب (أغسطس) الماضي على مدينة القريتين التي تقع على طريق استراتيجي يربط تدمر بريف القلمون الشرقي في محافظة دمشق.
وتسعى قوات النظام بعد سيطرتها على تدمر الأحد إلى تحصين مواقعها في وسط سورية.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» الثلثاء: «تمكنت قوات النظام ليلاً من السيطرة على كامل منطقة جبال الحزام الأوسط المشرفة على القريتين» إثر عملية عسكرية بدأتها صباحاً. واستقدمت قوات النظام الثلثاء، وفق المرصد، تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة.
ونفذت طائرات حربية روسية وسورية صباح الثلثاء ضربات كثيفة على أماكن سيطرة «داعش» في الأطراف الشرقية لمدينة تدمر ومنطقة السخنة في ريف حمص الشرقي، وفق المرصد. وقال عبدالرحمن أن قوات النظام تواصل تفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي تركها تنظيم «داعش» خلفه في الأحياء السكنية وفي المدينة الأثرية.
وتوجّه صباح الثلثاء فريق روسي مختصّ بنزع الألغام إلى سورية غداة إعلان رئيس هيئة الأركان العامة أن خبراء من قوات الهندسة في الجيش الروسي سيصلون «في الأيام المقبلة» إلى سورية للعمل «على نزع الألغام من تدمر».
ونشرت قناة تلفزيونية روسية رسمية الثلثاء شريطاً مصوراً يظهر توجه خبراء في مجال نزع الألغام، مزودين بأجهزة كشف وردارات وكلاب مختصّة، في طائرة نقل عسكرية من قاعدة جوية تبعد نحو ثلاثين كيلومتراً عن موسكو، إلى تدمر.
وأكد وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج الثلثاء أن «إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة تدمر خطوة أساسية في الانتصار النهائي على الإرهاب التكفيري»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وأكد الفريج في اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني العميد حسين دهقان، وفق الوكالة، أن «الدعم الذي قدمه أصدقاء سورية بخاصة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لعب دوراً مؤثراً في تحقيق النصر على إرهابيي داعش في تدمر».
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس اتصالاً بنظيره الإيراني حسن روحاني، وفق بيان عن الكرملين أفاد بأن الطرفين «ناقشا بالعمق الوضع في سورية» في ضوء هذا «الحدث البالغ الأهمية»، والذي يندرج في «سياق مواصلة مكافحة التنظيمات الإرهابية في سورية».
ورحبت الولايات المتحدة الإثنين بطرد «داعش» من تدمر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي: «نعتقد أن عدم سيطرة تنظيم داعش بعد اليوم (على تدمر) هو أمر جيد»، متابعاً: «أقول ذلك مع تأكيد أن الأمل الأكبر بالنسبة إلى سورية وشعبها هو عدم تعزيز قدرة بشار الأسد على ممارسة طغيانه على الشعب السوري».
الجيش السوري يطوّق القريتين الأسد: الميدان يسرّع الحل السياسي
المصدر: (و ص ف، رويترز)
رأى الرئيس السوري بشار الأسد ان النجاح الذي حققه الجيش سيساعده في الإسراع في إنهاء الحرب بالبلاد لأنه يضعف موقف الدول المناوئة التي يتهمها بإجهاض أي اتفاق.
وفي مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية نشرت أجزاء منها أمس بعد يومين من نجاح القوات الحكومية السورية بدعم جوي روسي في طرد مقاتلي “الدولة الإسلامية” (داعش) من مدينة تدمر، قال الأسد إن الحكومة السورية ستواصل العمل بمرونة في المحادثات الرامية الى إنهاء الحرب. لكنه اعتبر أن هذه الانتصارات سيكون لها أثر على القوى والدول التي تجهض أي تسوية. وأضاف أن على رأس هذه الدول السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا التي تراهن على “هزيمتنا” في ميدان القتال لتفرض شروطها في المحادثات.
وأكد ان “الدعم العسكري الروسي ودعم الأصدقاء لسوريا والإنجازات العسكرية السورية كلها ستؤدي لتسريع الحل السياسي وليس العكس”.
وصدرت هذه المواقف بعد التقدم العسكري الذي فتح قدراً كبيراً من المساحات الصحراوية في شرق سوريا نحو معاقل “داعش” في محافظتي دير الزور والرقة بعد محادثات غير مباشرة استمرت أسبوعين بين الحكومة وفصائل معارضة رعتها الأمم المتحدة في جنيف.
ويقول المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا إنه يريد للمحادثات ان تتعامل مع قضية الانتقال السياسي في سوريا التي وصفها بأنها “أم القضايا”. لكن الحكومة السورية قالت قبل بدء المحادثات إن مقام الرئاسة “خط أحمر”.
وأمس أبلغ الأسد وكالة الإعلام الروسية أن وفد الحكومة السورية أظهر مرونة في المحادثات مع المعارضة كي لا تضيع ولو فرصة واحدة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة تفهمت أخيراً موقف موسكو بضرورة ألا يناقش مستقبل الأسد في الوقت الحاضر.
غير أن العضو البارز في المعارضة السورية رياض نعسان آغا قال إن مستقبل الأسد ينبغي أن يكون القضية الأساسية خلال المحادثات في جنيف وإن هدف موسكو من التصريح بضرورة عدم مناقشة مستقبل الأسد هو تقويض فرص نجاح المفاوضات.
مدينة مطوقة
وبعد استعادة تدمر الأحد، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن مقاتلات روسية وسورية استهدفت أمس مدينة السخنة على مسافة 60 كيلومترا شمال شرق تدمر تدمر والتي تقهقر اليها مقاتلو “داعش”.
وقالت وسائل إعلام محلية إن الجيش وحلفاءه استعادوا أيضا أراضي في محيط مدينة القريتين على مسافة 100 كيلومتر جنوب غرب تدمر وإن هذه الأراضي تشمل مزارع ومنطقة جبلية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن المدينة مطوقة تقريباً.
وأوضح المرصد أن من بقوا من مقاتلي “داعش” انسحبوا من مواقع في شمال شرق تدمر. وقصفت المقاتلات الروسية والسورية مدينة السخنة وشنت 29 غارة على القريتين صباح أمس فقط.
وإذا استعاد الجيش القريتين والسخنة وجيوبا أخرى من قبضة “داعش” فسيقلص إلى حد بعيد قدرة التنظيم المتشدد على تحقيق وجود عسكري في مناطق مأهولة بغرب سوريا بينها دمشق ومدن كبيرة أخرى.
وتعهدت روسيا وإيران الداعمتان للأسد الاستمرار في مساندته بعد استعادة تدمر.
ايرولت والمعلم
وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت بانه لا ينوي “التذمر” من طرد النظام السوري “داعش” من تدمر، وان يكن هذا الانتصار لا يعفي دمشق من المسؤوليات.
وقال ايرولت الذي يقوم بزيارة للجزائر: “لن نتذمر من ان تدمر لم تعد في أيدي داعش. فتدمر تعتبر رمزاً في نظر الكثيرين… لكن في الوقت عينه، عندما غزا داعش تدمر، لا نستطيع ان نقول إن النظام في دمشق دافع كثيراً عنها، وهذا أمر مؤسف. ربما لو كان هناك رد فعل قوي، لما كنا وصلنا الى ما نحن عليه اليوم. كان ممكناً تجنب سقوط تدمر”.
ولاحظ خلال مؤتمر صحافي بعد لقاءات مع المسؤولين الجزائريين وخصوصا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ان انتصار قوات النظام “ينبغي ألا يعفي النظام في دمشق” من مسؤولياته في النزاع.
وابدت الجزائر مراراً تحفظات عن قرارات صادرة عن جامعة الدول العربية ضد نظام الاسد، في حين تكرر باريس انه لا يمكن ان يكون الاسد جزءاً من مستقبل سوريا.
وأقر ايرولت بأن “هذه نقطة نختلف حولها. فهي لا تشكل أولوية بالنسبة اليهم”، مشيراً الى انه لم يلتق وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
وتصادفت زيارة يقوم بها المعلم للجزائر تلك التي يقوم بها نظيره الفرنسي.
وقال ايرولت في هذا الصدد: “لم أكن على علم بالزيارة. الجزائريون يفعلون ما يتعين عليهم القيام به. لم تكن لدي الرغبة ولا الفرصة للاجتماع به”.
وأشاد وزير الخارجية السوري الثلثاء بالتزام الجزائر دعم الحل السياسي للنزاع في سوريا، وذلك خلال زيارة له للجزائر تستغرق بضعة أيام.
ولفت المعلم لدى لقائه رئيس الوزراء الجرائري عبد المالك سلال الى “الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل التوصل الى حل سياسي للأزمة”. وأضاف أن الطرفين شددا على “مواصلة مكافحة الارهاب والتشاور بين البلدين في القضايا الاقليمية والدولية”.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية “و اج” عنه ان سوريا والجزائر في “خندق واحد ضد الارهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول”.
وليس هناك أي مؤشر لاحتمال لقاء المعلم بوتفليقة.
الصين تعين مبعوثا
¶ في بيجينغ، أعلنت وزارة الخارجية الصينية تعيين أول مبعوث خاص الى سوريا مع سعي الصين الى تعزيز وجودها الديبلوماسي في منطقة الشرق الاوسط.
وصرح الناطق باسم الوزارة هونغ لي للصحافيين بان شي شياويان سيكون مبعوث الصين الخاص الى سوريا. وكان شي سفير الصين في ايران واثيوبيا والاتحاد الافريقي.
الأسد: قضية تشكيل حكومة سورية جديدة يمكن حلها في جنيف
موسكو – رويترز – نقلت وكالة الإعلام الروسية الأربعاء، عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله، إن تشكيل حكومة جديدة لسوريا لن يكون معقداً وإن أي قضية يمكن حلها من خلال محادثات السلام في جنيف.
وتابع قائلاً إن الحكومة السورية الجديدة، يجب أن تتألف من ثلاثة أطراف وهي المعارضة والقوى المستقلة والموالون لدمشق.
وأكد إنه لن يكون ممكناً إقامة فيدرالية في سوريا لأن البلاد صغيرة وشعبها لا يؤيد ذلك، وإن أغلبية الأكراد السوريين يريدون العيش في سوريا الموحدة.
كما أضاف إن مسودة اتفاق بشأن وضع دستور جديد لسوريا يمكن أن تكون جاهزة في غضون أسابيع.
وقال الرئيس السوري إن الصراع في سوريا كلف البلاد أكثر من 200 مليار دولار.
وأضاف “الخسائر الاقتصادية والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تجاوزت قيمتها 200 مليار دولار… إصلاح البنية التحتية سيستغرق وقتاً طويلاً.”
كما نقلت الوكالةعن الأسد قوله إن التواجد العسكري الروسي في سوريا ضروري لضمان توازن القوى في العالم، وإن بلاده ستحتاج إلى وقت طويل لهزيمة الإرهاب.
الأسد: السعودية وتركيا وفرنسا تراهن على هزيمة الجيش السوري لفرض شروطها
الحرب على تنظيم «الدولة» تكلف التحالف الدولي 11 مليون دولار يوميا
■ عواصم ـ وكالات: قال الرئيس السوري بشار الأسد إن السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا تراهن على هزيمة الجيش السوري لفرض شروطها على دمشق في محادثات السلام، فيما تخوض قواته والمسلحون الموالون له وبدعم جوي روسي، اشتباكات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في وسط البلاد.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة الإعلام الروسية، قال الأسد «نحن لم نُغيّر مواقفنا لا قبل الدعم الروسي ولا بعده، ذهبنا إلى جنيف وما زلنا مرنين». وأَضاف «ولكن بنفس الوقت سيكون لهذه الانتصارات تأثير على القوى والدول التي تعرقل الحل، لأن هذه الدول وفي مقدمتها السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا تراهن على الفشل في الميدان، لكي تفرض شروطها في المفاوضات السياسية، فإذاً هذه الأعمال العسكرية، والتقدّم العسكري، سوف يؤديان لتسريع الحل السياسي وليس عرقلته».
وقال الأسد «إن وفد الحكومة أظهر مرونة في محادثات السلام في جنيف مع المعارضة حتى لا تضيع فرصة واحدة للتسوية».
على الصعيد الميداني تخوض قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها وبدعم جوي روسي، اشتباكات ضد تنظيم «الدولة» في وسط البلاد، بعد يومين من استعادتها مدينة تدمر الأثرية وطرد عناصر التنظيم منها. وتسعى قوات النظام إلى تحصين مواقعها في وسط سوريا. واستقدمت تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة في محيط مدينة القريتين والتلال المحيطة بها في ريف حمص الجنوبي الشرقي. وتأتي هذه التحركات متزامنة مع قصف جوي نفذته طائرات حربية سورية مدعومة بمقاتلات روسية على مناطق الاشتباكات.
من جانبه أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة»، أن تكلفة عملياته العسكرية في العراق وسوريا تبلغ 11 مليون دولار يومياً. وقال المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف وارن في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الأمريكية في العراق: «إن تكلفة الضربات الجوية للتحالف تدفعها الولايات المتحدة الامريكية». وأضاف أن هناك اتفاقاً مع الحكومة العراقية بأن يكون مجموع القوات الأمريكية في العراق 3500 جندي، لافتاً إلى وجود أقل من 200 جندي من قوات المارينز في قضاء مخمور(قرب الموصل شمال العراق).
وأكد وارن أن قوات التحالف تمكنت من قتل المسؤول المالي لتنظيم «الدولة» المعروف باسم «حجي إمام»، لافتا أن هذا الشخص مهم لدى التنظيم، وهو ما تم الإعلان عنه بالفعل من قبل واشنطن قبل أسبوع.
جامعة تركية تخطط لتعليم اللغة التركية لـ 300 ألف طفل سوري
إسطنبول ـ وكالات: تخطط جامعة «بهجه شهير» التركية لبرمجة دورات تعليم اللغة التركية لـ 300 ألف طفل من اللاجئين السوريين، بالتعاون مع وزارة التعليم والبلديات، مع منظمات المجتمع المدني.
الدكتور أولوج سوناتا رئيس مركز دراسات الهجرة في الجامعة، أوضح أن «تعلم اللغة التركية أمر لا يمكن الاستغناء عنه في مسألة اندماج اللاجئين في البلاد، مع رغبة المسؤولين في جعل هذه اللغة الثانية للأطفال اللاجئين إلى جانب لغتهم الأم العربية».
وحاليا يعكف المشرفون على المشروع على تقديم دورات للمعلمين الذين سيتولون مهمة تعليم أطفال اللاجئين السوريين، انطلاقا من فصل الصيف المقبل. وسينفذ المشروع أولا على أطفال العائلات المقيمة في المدن وليس المخيمات.
سوناتا أكد أن تعلم اللاجئين للغة التركية يحمل أهمية كبيرة، ومن شأنه أن يتيح لهم القيام بأنشطتهم التعليمية والاجتماعية، وتفاديا لأية عراقيل قد تواجههم في حياتهم. واعتبر رئيس مركز دراسات الهجرة أنه «حتى لو انتهت الحرب في سوريا فإن 50٪ من اللاجئين على الأقل لن يعودوا إلى بلادهم، كما أن بعضهم بدأ يعتبر تركيا وطناً له، لذلك يمكن أن نواجه مشاكل خطيرة مستقبلاً إذا لم نقم بتعليمهم وإدماجهم في المجتمع».
وشدد المسؤول على ضرورة تطبيق «سياسة الاندماج» على نحو فعال وعاجل في تركيا، لافتاً إلى أن ذلك يقع على عاتق الدولة والأكاديميين، والمؤسسات المدنية .
وأشار سوناتا إلى ضرورة عدم النظر إلى اللاجئين في تركيا كضيوف بعد اليوم، منوهاً بأن عدد المواليد بين اللاجئين في تركيا تجاوز 500 ألف مولود، قائلاً «لذلك ينبغي إجراء تعديلات قانونية عاجلة، ومنحهم صفة لاجئ.»
إيطاليا تنقذ نحو 1400 مهاجر في جنوب البحر المتوسط
روما ـ رويترز: قال مسؤولون إن قوات خفر السواحل والبحرية الإيطالية أنقذت نحو 1400 مهاجر من قوارب وزوارق مطاطية في جنوب البحر المتوسط أمس الثلاثاء معللة العدد الكبير بالطقس الدافئ. وأفادت تغريدات للجهتين على موقع «تويتر» بأن نحو 570 مهاجرا أنقذتهم البحرية، كما أنقذت قوات خفر السواحل 780 مهاجرا.
وتم يوم أمس أيضا نقل نحو 730 مهاجرا أنقذوا في عمليات متنوعة خلال الأيام السابقة إلى سفينة أكبر حجما وصلت إلى ميناء بوتسالو بجزيرة صقلية.
وقدم كثير من المهاجرين من دول أفريقية ويعتقد أنهم سافروا من ليبيا التي تعاني بشدة من غياب سلطة القانون.
ويخشى مسؤولون أن يؤدي تحسن الطقس لزيادة أعداد المهاجرين الساعين للوصول بحرا إلى جنوب إيطاليا رغم احتواء الأزمة نسبيا منذ بداية العام الحالي.
«سوريا الديمقراطية» خانت العرب والتركمان وحاولت السيطرة على أراضيهم في الشمال الجماعات المدعومة من البنتاغون تواجه تلك المدربة من «سي آي إيه»
هل تعاون النظام مع «الدولة» وهي في تدمر؟
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: في تقرير لصحيفة «لوس أنجليس تايمز» عن خطوط القتال في سوريا قالت إن الجماعات المدعومة من سي آي إيه تواجه اليوم تلك المدعومة من البنتاغون. وقالت الصحيفة إن الميليشيات السورية المدعومة من آلة الحرب الأمريكية في أجزاء مختلفة من سوريا بدأت مواجهات عسكرية في السهول القريبة من مدينة حلب المحاصرة بالإضافة للحدود التركية وهو ما يكشف عن قلة النفوذ الذي يمارسه الضباط الأمريكيون ومسوؤلو الاستخبارات على الجماعات السورية المسلحة التي يدعمونها.
وقالت الصحيفة إن الاقتتال بين الطرفين زاد في الشهرين الماضيين حيث قامت الوحدات العسكرية المدعومة من البنتاغون وتلك المدعومة من سي آي إيه بإطلاق النار على بعضهما البعض وفي الوقت نفسه التحرك في المناطق المتنازع عليها حسبما أكد مسؤولون أمريكيون ومقاتلون.
وأشارت الصحيفة إلى أن كتيبة فرسان الحق التي تدعمها سي آي إيه أجبرت على الخروج في منتصف شباط (فبراير) من بلدة مارع بعد مواجهات مع جماعات تتلقى الدعم من وزارة الدفاع الأمريكية – البنتاغون، وهي التي يطلق عليها قوات سوريا الديمقراطية والتي تتسيدها وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي التي تحركت من مناطق الشرق التي تسيطر عليها الجماعات الكردية.
وفي مقابلة مع الرائد فارس بيوش، قائد «فرسان الحق» «أي فصيل يقوم بضربنا فسنضربه بعيداً عن الجهة التي تقدم له الدعم». ووصف المقاتلون مواجهات مشابهة قربة بلدة أعزاز، التي تعتبر معبراً للإمدادات القادمة للمقاتلين من تركيا إلى حلب.
وفي 3 آذار (مارس) الحالي شهد حي الشيخ مقصود مواجهات مماثلة. وتعلق الصحيفة أن القتال بين الجماعات التي تحظى بدعم جهة ما من الإدارة الأمريكية يشير إلى الصعوبة التي تواجه الولايات المتحدة للتنسيق بين أعداد كبيرة من الجماعات المسلحة العاملة على الإطاحة بنظام بشار الأسد في دمشق وكذا قتال تنظيم الدولة. ومع خروج التنظيم من مدينة تدمر اكتشف العالم حجم الدمار الذي أصاب الميراث الحضاري الذي ظل صامداً ضد الطبيعة والغزاة طوال ألفي عام.
تحد ضخم
ونقلت الصحيفة عن النائب الديمقراطي آدم شيف قوله «إنه تحد ضخم» ووصف المواجهات بين الجماعات المسلحة بأنها «ظاهرة جديدة». وأضاف «إنها جزء من مواجهة ثلاثية الأبعاد تشهدها ساحة القتال السورية». فشمال سوريا، حول مدينة حلب لا يشهد حرباً بين حكومة الأسد ومنافسيه ولكن حرباً ضد متطرفي تنظيم الدولة الذي لا يسيطر فقط على معظم شرق سوريا ولكن بعض المناطق في شمال – غرب المدينة، وهناك المواجهات بين الجماعات الإثنية التي تسكن المنطقة سواء كانت عربية أم كردية أو تركمانية. ويقول مسؤول أمريكي «هذه حرب معقدة ومتعددة الجوانب ولا نملك فيها إلا خيارات محدودة».
وقال «نعرف أننا بحاجة إلى شريك على الأرض ولن نستطيع هزيمة تنظيم الدولة بدون التعامل مع ذلك الجزء من المعادلة ولهذا فنحن نواصل عقد علاقات». وكان الرئيس باراك أوباما قد صادق هذا الشهر على خطة لتدريب المقاتلين السوريين في محاولة لإعادة بناء برنامج التدريب السابق والذي تعثر في الخريف الماضي بعد سلسلة من النكسات المثيرة للحرج وتعرض المقاتلين الذين تم تدريبهم لهجمات من جماعات متشددة مثل جبهة النصرة التي سجنت وصادرت أسلحة وذخيرة حملها المقاتلون الذين دخلوا سوريا بعد إنهائهم مقررات التدريب. ووسط هذه النكسات قررت الحكومة الأمريكية نشر 50 من قوات العمليات الخاصة في المناطق الكردية كي يشرفوا على عمليات التنسيق بين الميليشيات المحلية والتأكد من أن الجماعات التي تحظى بدعم أمريكي لا تواجه بعضها البعض.
ومع ذلك أصبحت المناوشات بين الجماعات المسلحة روتينا. وكانت البنتاغون قد ساهمت في العام الماضي ببناء تحالف تحت اسم «قوات سوريا الديمقراطية» والتي تتكون من قوات كردية في الغالب وبعض الفصائل السورية التي توصف بالمعتدلة. وكان الهدف وراء هذه الخطوة تحضير قوة قادرة على السيطرة وإدارة المناطق التي سيتم طرد مقاتلي التنظيم منها.
وتقول الصحيفة إن عدداً من الفصائل العربية انضمت للقوة حتى لا تبدو وكأنها قوات كردية غازية لمناطق عربية وحصلت «قوات سوريا الديمقراطية» على دعم عسكري وأسلحة أنزلتها طائرات أمريكية دعم من قوات العمليات الخاصة الأمريكية.
توتر تركي ــــــ أمريكي
ونقل عن الجنرال جوزيف فوتيل، قائد قوات العمليات الخاصة والذي سيتولى منصب قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط قوله إن نسبة المقاتلين الأكراد في قوات سوريا الديمقراطية هي 80٪. وكان دعم الأمريكيين لقوات كردية سبباً في التوتر مع تركيا التي ترى في قوات حماية الشعب كوحدات تابعة لحزب العمال الكردستاني ـ بي كي كي ـ والذي تعتبره تركيا جماعة إرهابية ومسؤولاً عن سلسلة من الهجمات الإرهابية في الآونة الأخيرة. وبعيداً عن برنامج البنتاغون تقوم المخابرات المركزية – سي آي إيه بإدارة برنامجها الخاص عبر مراكز أو غرف عمليات في تركيا وقدمت للمقاتلين صواريخ «تي أو دبليو» المضادة للدبابات جاءت من الترسانة العسكرية السعودية.
وتفرق الصحيفة بين جهود البنتاغون التي تقول إنها علنية وتلك التي تقوم بها سي آي إيه ذات الطابع السري وتهدف لمواصلة الضغوط على نظام بشار الأسد. وتواصل الصحيفة بالقول إن الجماعات المدعومة من الجهتين الأمريكيتين كانتا تعملان في مناطق مختلفة من سوريا.
فتلك القوات التي تدعمها البنتاغون ركزت جهودها في شمال شرق سوريا أما المدعومة من سي آي إيه فتعمل في الغرب.
وأدت الغارات الروسية في الأشهر الماضية والتي استهدفت جماعات المعارضة السورية إلى إضعافها وهو ما فتح ثغرة دخلت منها تلك القوات المدعومة من البنتاغون بشكل أدى لمواجهة واضحة بينهما.
وبحسب الخبير في الشؤون السورية في مركز «نيو أمريكان سيكيوروتي» نيكولاس هيراس «يكشف القتال في حلب الصعوبة التي تواجه أمريكا لإدارة هذه النزاعات المحلية». وأضاف أن «منع المواجهات هو الحديث الدائم في داخل غرفة العمليات في تركيا». وتشير الصحيفة إلى أن بلدة مارع كانت في مركز محاولات تنظيم الدولة الإسلامية التقدم في محافظة حلب. وفي 18 شباط (فبراير) هاجمت قوات سوريا الديمقراطية البلدة. وقال مسؤول في كتيبة صقور الجبل التي تتلقى دعماً من سي آي إيه أن مسؤولي الإستخبارات الأمريكية كانوا يعرفون بأن جماعتهم واجهت ميليشسيات مدعومة من البنتاغون.
وقال المسؤول إن «غرفة العمليات في تركيا كانت تعرف بأننا نقاتلهم». وقال «سنقاتل كل من يحاولون تقسيم سوريا أو التسبب بالأذى للسكان». وكانت مارع هي مركز العديد من المقاتلين الإسلاميين منذ بداية الإنتفاضة السورية وهي مركز إمدادات للمقاتلين لقربها من تركيا.
ويرى هيراس أن محاولات قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على مارع يعتبر «خيانة، وينظر إليه كمؤامرة كردية لإجبارهم على الخروج من الأراضي العربية والتركمانية». ورغم خروج قوات سوريا الديمقراطية من البلدة إلى نواحيها إلا أن الخبراء في المنطقة لا يستبعدون قتالاً قريباً بينها على المدى القريب. وينقل عن جيفري وايت، المسؤول السابق في الاستخبارات «عندما تجتاز الحدود إلى سوريا فإنك تفقد القدرة للسيطرة على أفعالهم». ولم يستبعد وايت تحول المواجهات بين الجماعات المتعددة إلى مشكلة كبيرة.
ليس صحيحاً
ورغم الصورة القاتمة التي يقدمها التقرير عن مواجهات الجماعات التي تقاتل لأهداف مختلفة ومرتبطة بطريقة أو بأخرى بمؤسسة من مؤسسات الإدارة الأمريكية إلا أن سام هيللر الخبير في شؤون سوريا كتب في موقع «وور أون ذا روكس» أن الصورة التي وردت في مقالة «لوس أنجليس تايمز» غير حقيقية مع أن شرحها أمر معقد.
ويرى الكاتب أن قوات سوريا الديمقراطية التي تتسيدها وحدات حماية الشعب الكردية ليست تياراً واحداً. فمثل كل التيارات السورية المقاتلة والمنتشرة كما يقول على أرخبيل جيوب الجماعات المقاتلة حول سوريا فقوات سوريا الديمقراطية التي تقوم بمواجهة المقاتلين السوريين المدعومين من سي آي إيه لا تحظى بدعم من البنتاغون، فهؤلاء المقاتلون جاؤوا من منطقة مختلفة. وحسبما يقول تدعم الولايات المتحدة وبشكل واضح قوات سوريا الديمقراطية في شمال- شرق سوريا وعلى الجانب الآخر من نهر الفرات. كما أن القوات التي تدعمها البنتاغون تقاتل فقط تنظيم الدولة الإسلامية.
ويوضح الكاتب أن الغموض في الأمر نابع من كون المقاتلين الأكراد من قوات حماية الشعب تعمل ضمن ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية. وهذه القوى تعمل بشكل أساسي من داخل منطقتين كرديتين في شمال- شرق سوريا.
وتسيطر على مناطق لا تزال معزولة في غرب الفرات، أي عفرين وجزء من مدينة حلب. ويفصل عفرين عن المناطق الكردية شرق الفرات منطقة واقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة التي تطلق القوات الأمريكية عليها إسم «جيب منبج».
وفي الفترة التي سبقت شباط (فبراير) كانت قوات سوريا الديمقراطية تشتبك مع جماعات من المقاتلين العرب والتركمان، شمال محافظة حلب وتلقت بعض هذه الجماعات دعماً من غرفة العمليات المشتركة في تركيا والتي تضم سي آي إيه. وفي شهر شباط (فبراير) استغلت قوات سوريا الديمقراطية الحملة التي قام بها الجيش التابع للنظام بدعم من الميليشيات الشيعية والطيران الروسي وضربت المقاتلين من الغرب وسيطرت على مناطق واسعة من ريف حلب.
وحصلت قوات سوريا الديمقراطية في عفرين على دعم جوي روسي. ونفت قوات سوريا الديمقراطية الأنباء إلا أن الخطوط التي رسمت بين الطرفين تم التمسك بها واستمرت المناوشات. ويرى الكاتب أن ما ورد في تقرير «لوس أنجليس تايمز» حول تقدم قوات سوريا الديمقراطية غرباً من مناطق شرق الفرات فيه تضليل.
ويقول هيللر إن وجود قوات سوريا الديمقراطية في شرقي الفرات لا زال جامداً مع أنها حققت تقدما قرب سد تشرين الذي يمتد على نهر الفرات. ويحاول هيللر في مقالته أن يوصل للقارئ حساً بأن هناك تنوعات داخل قوات سوريا الديمقراطية وأن البنتاغون دعمت تلك القوات التي تقوم بحرب ضد تنظيم الدولة أما تلك القوات الموجودة في عفرين فلا تحظى بدعم من البنتاغون.
ويقول «نعم، من الناحية الفنية تحظى قوات سوريا الديمقراطية بدعم من وزارة الدفاع الأمريكية، وتقوم بعض مكوناتها بمواجهة جماعات عربية وتركمانية مدعومة من سي آي إيه. ولكن الفصائل التي تقاتل جماعات التمرد هذه ليست مدعومة من البنتاغون. ولهذا فنحن لا نرى اقتتالاً بين وكالات الإدارة الذي يلمح إليه المقال».
ويذهب أبعد في تبريره للموقف هذا عندما يقول إن بعض الفصائل العربية والتركمانية تلقت دعماً من وزارة الدفاع وهو دعم لم يحظ بتغطية إعلامية. وهناك وحدات تقاتل في حلب من المتخرجين ضمن برنامج وزارة الدفاع «درب وسلح» ولديها أسلحة من هذا البرنامج. وتم تدمير الفرقة 30 التي تخرجت من برنامج البنتاغون على يد جبهة النصرة عندما اخترقت في شمال حلب مما كشف عن فشل برنامج البنتاغون.
وهناك لواء الحزم ولواء المعتصم والفرقة 99 التي تقاتل إلى جانب تحالف مدعوم من سي آي إيه. ويضيف أن الولايات المتحدة قدمت الدعم لجماعات مقاتلة حاولت تجنب قتال تنظيم الدولة والتركيز على نظام الأسد.
ومن الجماعات التي استفادت من برنامج درب وسلح الجيش السوري الجديد الذي تعاون في السيطرة على معبر التنف الحدودي مع العراق. ويختم بالقول: هناك جماعات من قوات سوريا الديمقراطية لا تلقى دعماً من البنتاغون وهي التي تحارب المقاتلين المدعومين من سي آي إيه في شمال سوريا وهؤلاء يقاتلون إلى جانب جماعات دربتها البنتاغون لحرب تنظيم الدولة. وفي إطار مختلف لا يحارب المقاتلون الذين دربتهم سي آي إيه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من البنتاغون بل يحاربون فصيلاً مختلفاً لا يتمتع بدعم أمريكي وربما تلقوا دعماً من الروس.
أما قوات سوريا الديمقراطية فتحارب فقط تنظيم الدولة في شرق البلاد. وبعد هذا الشرح المعقد يقول هيللر إن سبب الغموض هو الإدارة الأمريكية التي لم تقم بتوضيح الفروق بين الجماعات التي تدعمها في سوريا. فما يجري من اقتتال في شمال سوريا ليس اقتتالاً داخل وكالات الإدارة بل هو نتاج عن سوء تواصل من الإدارة.
تدمر
ومن هنا فالتقدم الذي حققه الجيش التابع للنظام في تدمر يعبر كما يقول باتريك ماكدونيل في «لوس أنجليس تايمز» عن معضلة أمريكية خاصة أن إدارة الرئيس أوباما حاولت تقديم مشروع الحرب ضد تنظيم الدولة على أنها حملة أمريكية في الوقت الذي شجبت فيه ضربات الروس على الجماعات المعتدلة.
ويرى الكاتب أن تدمر تقدم على ما يبدو رواية مختلفة. ومن هنا وجد البيت الأبيض صعوبة في التعبير عن موقفه من استعادة تدمر التي تعرضت لتطهير ثقافي ولمدة عام تقريباً. ويقول الكاتب إن موقف الإدارة الأمريكية من تدمر يتناقض مع ذلك الذي اتخذته عندما حاصر تنظيم الدولة بلدة عين العرب/كوباني عام 2014- 2015 والتي قامت بدعم الأكراد بالسلاح وقامت بغارات جوية نيابة عنهم على مقاتلي التنظيم. ويفسر الكاتب الموقف بأن الحرب السورية تطورت إلى حروب عدة بالوكالة.
فحلفاء واشنطن في المنطقة مثل السعودية وتركيا لا زالتا تعملان على الإطاحة بالأسد. وقامتا بزيادة دعمهما للجماعات السورية المعارضة وهو ما أدى لرد روسي في أيلول (سبتمبر) 2015. ورغم تعامل روسيا وإيران والنظام السوري مع تنظيم الدولة كتهديد إلا ان العمل معها لا يزال يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لواشنطن. ذلك أن إدارة أوباما عادة ما تعاملت مع الأسد كجزء من مشكلة تصاعد التطرف الذي يمثله تنظيم الدولة، رغم ما يزعمه نظام دمشق عن نفسه.
ويرى أن الولايات المتحدة تواجه تناقضاً في سياستها من الأسد، فهي تريد إضعافه بطريقة لا تسمح فيها لتنظيم الدولة بملء الفراغ. وترى أن رفع علم الدولة فوق دمشق سيكون نتيجة كارثية للحرب. ولهذا السبب خففت واشنطن في الأشهر الأخيرة من دعوتها لرحيل الأسد معترفة بأنه قد يبقى في السلطة لمدة غير محددة في أثناء المحادثات حول الفترة الإنتقالية.
ويرى الكاتب أن دروس العراق لا تزال حاضرة في موقف الإدارة خاصة أن قادة في تنظيم الدولة هم من الذين عاشوا فوضى العراق. وجذبت الحرب التي اندلعت في سوريا عام 2011 إليها عدداً من المقاتلين في القاعدة الذين انضموا لاحقاً لتنظيم الدولة الذي تحول زعيمه للتشدد في معسكرات الاعتقال الأمريكية في عراق ما بعد 2003. أو من الذين أطلق سراحهم نظام الأسد من صيدنايا لتشويه الثورة.
ولهذا ظلت العلاقة بين النظام والتنظيم واضحة حتى في تدمر كما تقول صحيفة «دايلي تلغراف». وكشفت الصحيفة عن صفقة سرية بين نظام بشار الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية في ما يخص آثار مدينة تدمر. ونقلت الصحيفة عن المدير العام للآثار السوري، مأمون عبد الكريم قوله إن النظام عمل سراً على إقناع تنظيم الدولة بالإبقاء على آثار مدينة تدمر، خلال الشهور العشرة التي سيطر فيها على المدينة.
وقال إن النظام عمل مع حوالي 50 شخصاً من المدينة لإقناع التنظيم بعدم محو معالم تدمر الأثرية خلال سيطرته على المدينة.
الجيش السوري يواجه غابة من المفخخات تحتاج سبعة أشهر لإزالتها
كامل صقر
تدمر ـ«القدس العربي»: لم تعد بعد الحياة في مدينة تدمر التاريخية إلى شكلها الطبيعي، بعد أن وضعت الحرب أوزارها، وما زال أهلها خارج أسوار المدينة، ولم يبقَ فيها الإ الجنود الّذين استطاعوا تحريرها من سيطرة تنظيم «الدّولة»، ومن بعيد، تُسمع أصوات قذائف لجنود الجيش يصوبونها على مقاتلين من التنظيم، ربّما تأخر انسحابهم بعض الشيء.
أحياء تدمر غدت بكاملها تحت سيطرة القوّات الحكومية، الّتي باتت الآن أمام تحدٍّ جديد يتمثّل في إمكانية إزالة جميع الألغام، الّتي تغطّي أرض المدينة وشوارعها وأحيائها. ألغام تركها مقاتلو التنظيم وراءهم بعد أن نصبوها بعناية وحرفية عالية، ممّا استلزم من دمشق طلب مساعدة الخبراء الروس لإزالتها بالكامل.
داخل المدينة الأثرية بدا الجنود منهمكين في إزالة ما يمكنهم من تلك المفخخات. أحد الجنود أشار لي وأنا أنتقل سيراً على الأقدام في شوارع تدمر، الّتي يجري تطهيرها من الألغام، بأنّ عليّ مراقبة خطواتي جيّداً، فلا أحد يضمن خلوّ الشوارع من المفخّخات. الجندي أردف أيضاً: «عليك أن تراقب الحفر الصغيرة وتتجنّبها، وأن تلحظ جيداً وجود أسلاك من عدمه على الطريق».
راقبت اثنين من عناصر الهندسة في الجيش السوري، من دون الاقتراب منهما بشكل كبير، وهما يحاولان إبطال مفعول مفخّخةٍ قرب متحف تدمر، بدا جليا أنّ العملية معقدة ومحفوفة بالكثير من المخاطر.
يتردَّد في تدمر أيضاً أن بعض من تجرّأ من الأهالي واستطاع التواصل مع السلطات السورية أخبروها بما كان يجري، فدخلت المدينة وهي على دراية بوجود كمية كبيرة من المفخخات في أحيائها.
ووصلت مؤخّراً إلى المدينة مجموعاتٌ من السفارة الروسية ومن الخبراء العسكريين لتقييم الوضع من مختلف جوانبه، وتقديم ما يلزم من دعم قوات النظام السوري لإعادة الحياة إلى هذه المدينة المنكوبة.
في المدينة الأثرية، مؤلمٌ مشهد الدمار الّذي طال بعض أجزائها، أعمدة تهدّمت وتماثيل تخرّبت، وتغيّر الكثير من ملامح هذه المدينة الأثرية، مما قد يدفع دمشق لمساعدة خارجية لإعادة ترميم ما تضرّر.
منذ اقتحامه مدينة تدمر قبل عام كامل قام تنظيم «الدولة» بقطع الاتّصالات الخارجية عن المدينة، وأبقى فقط منظمومة الاتصالات الداخلية، عزلت تدمر بالكامل عن محيطها الخارجي. وحدهم من أجبروا على الحياة مع التنظيم يملكون الكثير من التفاصيل والروايات عن طبيعة حكم هذا التنظيم وتعامله معهم.
النظام السوري يعيد فتح طريق «برزة» ويفرج عن عشرات الرهائن
يمنى الدمشقي
غازي عينتاب ـ«القدس العربي»: أعادت قوات النظام فتح طريق حي برزة شمال دمشق، بعد أن عمدت منذ ما يقارب 12 يوماً إلى إغلاقه بشكل مفاجئ، موجهة تهماً إلى الثوار داخل الحي باختطاف ضباط رفيعي المستوى، وقطعت كل المسارات المؤدية إلى الحي، ومنعت الأهالي من الخروج والدخول. الوضع الذي فرضته القوات على مدى أيام، أدى إلى شل حركة التعليم وتسبب بإغلاق المحلات التجارية كافة في الحي والتي كانت تعاني من صعوبة إدخال المواد التموينية.
وتم احتجاز العشرات من الأهالي من النساء والأطفال والرجال في مسجد الخنساء وأخذهم كرهائن بعدما علقوا خارج الحي وصودرت منهم جميع أوراقهم الثبوتية، ومنعوا من الخروج من المسجد نهائياً. الحصار الذي شهده الحي تسبب بارتفاع الأسعار إلى الضعف في غياب كلي لضوابط تحكم التجار وتمنعهم من رفع الأسعار مع معاناة معظم السكان من الفقر والبطالة وهو ما يحد من قدراتهم الشرائية.
تقول «شيماء» وهي ناشطة في حي برزة: «في كل فترة يعمد النظام إلى استفزاز الأهالي بطريقة ما، مثل الخطف وبات يتصيد من يعرف بأنه من عائلة ميسورة مادياً ثم يلصق به تهماً متعددة ويطالب بمبالغ مادية لفديته، وهذا ما حدث مع أحد الأصدقاء من عرف عنهم موقفهم الحيادي مما يجري في سوريا من أحداث.
وتضيف أنه حتى من يحمل هوية أمنية، يفاجأ بإيقاف سيارته على أحد الحواجز حيث طلب منه أن يذهب لمراجعة أحد الأفرع الأمنية وبالفعل ذهب وما إن بدأ أهله بالسؤال عنه بعد اختفائه لأيام حتى وصل إليهم خبر بأنه يشارك بدعم المسلحين معنوياً ومادياً، وطلب منهم فدية 4 ملايين ليرة سورية، ولا زال مصيره كالكثيرين مجهولاً». وتضيف شيماء: «لم يتوقف استفزاز النظام للأهالي بهذه الخطوات غير المحسوبة، بل بات يمتد إلى التضييق عليهم في كل ما يدخلونه إلى الحي من مواد غذائية، مما تسبب بمشكلة كبيرة لمن لا يستطيع الخروج من برزة ويطلبون من أقاربهم شراء الحاجيات لهم كالعجائز أو المطلوبين لدى قوات النظام».
وتحكي شيماء قصصاً عن مهجرين إلى برزة يعيشون حياة تفتقد لأدنى المقومات وتقول: «نزحت الكثير من العائلات من حرستا ودوما، وكفر بطنا وبعضهم من المعضمية والزبداني، واتخذوا من برزة مأوى لهم، إلا أن البيوت لم تعد تتسع لهم بسبب ارتفاع نسبة الدمار في الحي، فباتوا يقطنون في الحدائق أو يرممون بعض البيوت المهدمة بالأغطية البلاستيكية مما لا يقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف، الأمر الأسوأ أنه لا يوجد معيل لهم فأهالي الحي بالكاد يتمكنون من إعالة أنفسهم والمكاتب الإغاثية لا تستطيع أن تلبي المتطلبات كافة، فيعيشون على فتات الحياة»، بحسب وصفها.
ومع كل الأضرار التي ألحقها النظام بالأهالي في الحي التي لم تعد تقتصر على قاطني الحي الذي يؤوي ما يزيد عن 150 ألف مدني معظمهم من المهجرين من الغوطة الشرقية، بل امتدت إلى ساكني الغوطة نفسها إذ يعتبر طريق برزة المنفذ الرئيسي لكل من الغوطة الشرقية وحي القابون، وكلما طالت مدة إغلاق الطريق كلما تفاقمت الأزمة الإنسانية التي تعيشها المناطق المحررة بسبب تضييق النظام والتي لا تستطيع المكاتب الإغاثية في الحي استيعاب تلبية متطلباتها، واستمرار النظام باستفزاز الأهالي في الحي بطرق مختلفة يعني أنه خرق أهم هدنة في دمشق مما لا يعود عليه بالمصلحة، ففتح جبهة جديدة في شمالي دمشق هو أمر لا يرجوه النظام على الأقل في الوقت الراهن
عمليات تزوير الوثائق الرسمية السورية تزيد من معاناة اللاجئين في أوروبا
إيلاف قداح
باريس ـ «القدس العربي»: يصطدم الكثير من اللاجئين السوريين بالرغم من وصولهم سالمين إلى دول الاتحاد الأوروبي بسلسلة من الحواجز، والمعاملات الإدارية المرهقة، بسبب المشاكل الناجمة عن تزوير الكثيرين للوثائق والشهادات، وجوازات السفر. وشهد العام الماضي إصدار قوانين جديدة فيما يتعلق بقضية اللاجئين للحد من وصولهم إلى دول الاتحاد الأوروبي بالاتفاق مع تركيا، فيما يرى بعض السوريين الحاصلين على الإقامات أن أوضاعهم اليومية بدأت تنحدر للأسوأ بسبب العراقيل التي تضعها الحكومات الأوروبية لقانون لم الشمل، والتسجيل بالجامعات، والحصول على رخص قيادة السيارات، والتنقل بالمطارات.
يقول الصحافي صهيب المحمد «وهو اسم مستعار»، لـ «القدس العربي» إن شرطة مطار شارل ديغول في العاصمة الفرنسية باريس أوقفته عند وصوله إلى الصالة الرئيسية بعد أن علمت أن جوازه سوري، ووجهت إليه تهمة التزوير فوراً على الرغم من امتلاكه لفيزا لجوء من السفارة الفرنسية، على حد قوله.
ويضيف الصحافي الذي وصل مؤخرا إلى فرنسا: «بعد ساعات طويلة من الانتظار في المطار،
أخبره مدير قسم الشرطة بأن الفيزا أصلية، ولكن جوازه يعتقد أنه مزور، ولا يحق له دخول الأراضي الفرنسية».
ويؤكد المحمد أن جوازه سليم وإلا لما كان استطاع وضع الفيزا الفرنسية عليه، أو التنقل به بين مطارات الدول وصولاً لباريس، مشيراً إلى بقائه في المطار مع مجموعة من السوريين لمدة أربعة أيام حتى تدخلت وزارة الداخلية الفرنسية للسماح له بدخول البلاد واستكمال إجراءات اللجوء.
وفي السياق نفسه يروي الصيدلاني نديم الحلبي المقيم في بلغاريا قصته لـ»القدس العربي» بالقول: «قمت مع مجموعة من أصدقائي بمحاولة الوصول إلى ألمانيا حيث تقيم عائلتي هناك، وعلى الرغم من امتلاكي لأوراق الإقامة البلغارية، تم إيقافي في مطار اليونان لساعات طويلة بتهم التزوير، وبعد التأكد من سلامة وثائقي تم السماح لي بالمغادرة ليتم إيقافي مجدداً في ألمانيا وإعادتي من حيث قدمت للتهم نفسها». ويجزم الحلبي أن هذه الإجراءات حديثة ولم تكن موجودة سابقاً، ولكن مع بداية العام الحالي وتزايد حالات تزوير الوثائق السورية من قبل مكاتب تعمل في تركيا أصبح جميع السوريين اللاجئين بأوروبا متهمين.
ويعتقد محمد العلي «المقيم في فرنسا» أن الأمور تتجه للتعقيد أكثر، «فقد بدأت البنوك الخاصة ترفض فتح حسابات بنكية على الرغم من امتلاك الكثيرين لأوراق لجوء كاملة».
إبلاغ عواصم عربية بمضمون «خطة ثلاثية» لروسيا وأمريكا لحسم العملية السياسية في سوريا
عمان ـ«القدس العربي»: يعكف مسؤلون أمريكيون وروس خلف الأضواء على إعداد وثيقة بروتوكول سياسي متكاملة لمرحلة ما بعد ثبات الهدنة في سوريا بالتنسيق مع جميع أطياف المعارضة.
وعلم بأن العواصم العربية المعنية بالموضوع تم إبلاغها بالتفاصيل العامة والملامح الأساسية للخطة الروسية ــ الأمريكية الجديدة التي تسعى لوضع أرضية مشتركة لمعالجة سياسية للأزمة المستعصية في الداخل السوري.
البروتوكول المشار إليه وفقاً لمصادر دبلوماسية متابعة تم وضعه على أساس تقييم درجة الالتزام الميداني لجيش النظام السوري ولفصائل المعارضة المسلحة «غير الجهادية» بقواعد الهدنة طويلة الأمد.
الخطة المعنية والتي تم إبلاغها لبعض العواصم العربية كما علمت «القدس العربي» ثلاثية وفيها الكثير من المعطيات والتفاصيل التي يتم انضاجها اليوم عبر خبراء من الجانبين الروسي والأمريكي.
التوجه المحدد، نظرياً وعلى الورق حتى الآن يتحدث عن المبادرة وفي أسرع وقت ممكن لتنظيم انتخابات عامة في سوريا تفرز برلماناً منصف التمثيل، تشارك فيه جميع الأطراف، على أن تنظم هذه الانتخابات بدلاً من تلك التي يتحدث عنها النظام السوري بعد تعهد موسكو بمنعه من الاستفراد بإجراء الانتخابات والحرص على وجود مؤسسة برلمانية تمثيلية مقنعة للمعارضة المسلحة وتمثل الفئات الإجتماعية جميعها.
حسب الورقة المقترحة روسياً وأمريكياً الانتخابات ينبغي أن تحظى بالرعاية «الأممية» وتجري تحت رقابة وإشراف المؤسسات الدولية وهي خطوة توضع مسودة خاصة لخطواتها ومراحلها التفصيلية.
الخطوة الثانية ستكون «وضع دستور جديد» يعكس توازنات القوى الجديدة في المؤسسات التمثيلية التي تنتج عن انتخابات ذات مصداقية قد لا تعجب المعارضة ولا النظام ولكنهما لا يملكان الطعن بحيثياتها أو التشكيك بنتائجها.
وضع دستور جديد ينظم آلية الحكم سيكون الخطوة التي ستسبق الخطوة الثالثة والأخيرة والمتمثلة كما تم إبلاغ العاصمة الأردنية عمان وهي وضع آلية لانتخابات رئاسية يتصور الفرقاء أن الرئيس بشار الأسد شخصياً يمكنه المشاركة فيها وإن كانت الولايات المتحدة لا زالت تفضل تدخل موسكو للحيلولة دون مشاركته في هذه الانتخابات التي ستقود لرئيس دولة يعمل بصلاحيات منقوصة وبحكومة تمثل أغلبية برلمانية كاملة الصلاحيات.
ومن المتوقع أن تناقش السعودية هذه التصورات في لقاء «قمة أمريكي- سعودي» مهم قد يعقد في منتصف الشهر المقبل.
أمريكا وفرنسا ترحبان باستعادة تدمر وتعتبران «النظام السوري» المسؤول عن الأزمة
تمام البرازي
واشنطن، باريس ـ «القدس العربي»: أكد الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي أن استعادة قوات النظام السيطرة على تدمر وطرد تنظيم «الدولة» منها أمر جيد، لكنه عبر عن أمله في أن لا يساهم الأمر في توسيع قدرة بشار الأسد على ممارسة طغيانه ضد الشعب السوري. وأضاف كيربي: «إن الأسد مسؤول عن نشوب الحرب الأهلية التي في الواقع ساعدت على نمو مجموعة مثل تنظيم «الدولة»، مشيراً إلى مساعدة بلاده منظمة «اليونيسكو» لتفقد الآثار في تدمر، ومشاركة روسيا في إزالة الألغام من المنطقة.
وحول تأثير استعادة تدمر على المفاوضات الجارية حول سوريا، شدد كيربي على أنه «من المبكر معرفة تأثير ذلك على المفاوضات وخاصة أن الجولة الأولى الحقيقية انتهت في جنيف قبل أسبوعين من دون تحقيق أي تقدم ملموس حول كيفية تفعيل العملية السلمية».
واعترف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بأن استعادة تدمر قد تمنح بعض الثقة للأسد، لكونها كانت عملية تكتيكية على الأرض. وأشار إلى وجود اتفاق مع الروس لتحريك العملية السياسية في ختام اجتماع كيري مع بوتين لأربع ساعات.
واستدرك كيربي قائلاً: إن مصير الأسد لم يتم الاتفاق عليه حيث ان دوره في العملية الانتقالية لم يتم الاتفاق حوله. مشيراً إلى أن الموقف الامريكي مازال يعتبر أن الاسد فقد شرعيته ليحكم سوريا وأن الشعب السوري يحتاج لحكومة تمثله وتلبي احتياجاته.
ودافع عن الجولة الأخيرة من المفاوضات بقوله: «على الاقل أنها لم تنهر ولا ننسى أنها مفاوضات غير مباشرة، وتم التوصل إلى أفكار ومبادئ حول سوريا المستقبل موحدة وغير طائفية وخالية من الإرهابيين.
من جانبها عبرت باريس عن ارتياحها لاستعادة تدمر في وقت ذكرت فيه بأن نظام دمشق «المسؤول الرئيسي عن النزاع». وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال خلال المؤتمر الصحافي اليومي أن «انسحاب داعش تنظيم «الدولة» من تدمر نبأ ايجابي. وأضاف «أن الانتصارات على التنظيم اليوم يجب ألا تنسينا بأن النظام المسؤول الرئيسي عن النزاع وعن الـ270 ألف قتيل الذين سقطوا منذ خمس سنوات».
وقال المتحدث «تطلب فرنسا منذ البداية من اطراف النزاع والجهات الدولية الداعمة لها محاربة المجموعات المصنفة إرهابية من الأمم المتحدة مثل داعش وجبهة النصرة وبوقف الهجمات على مجموعات المعارضة المعتدلة طبقا للقرار الدولي رقم 2268.
النفايات في مناطق المعارضة والنظام السوري تخرج عن السيطرة والأطباء يحذرون من مخاطر التلوث
دمشق ـ «القدس العربي»: مع تحول مناطق سيطرة النظام والثوار إلى بيئة مليئة بالتلوث والأمراض نتيجة تراكم النفايات، بدأت أصوات عدة تجتمع على ضرورة إيجاد حلول مباشرة وجذرية لهذه المشكلة وعدم تحويل سوريا إلى لبنان آخر.
وذكرت صحيفة البعث السورية عن تلقي شكاوى عديدة من سكان المناطق والأحياء الموالية في محافظات حمص ودمشق بسبب زيادة حجم النفايات فيها وعدم ترحيلها إلى المكبات المخصصة، مما أسفر عن انتشار وباء خطير بين المواطنين بدون أي اهتمام حكومي لتلك المعضلة بحسب ما نشرت الصحيفة.
وعزت الصحيفة الموالية أسباب التلوث إلى ظروف «الأزمة» وعدم قدرة الجهات المعنية
الوصول إلى أماكن عملهم وترحيل النفايات الصلبة، بالإضافة للردميات والمخلفات الناتجة عن تدمير البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية والمعامل والطرق البدائية في تكرير المواد النفطية وما نتج عنها من ملوثات كيميائية ضارة بالبيئة.
المناطق المحاصرة والمحررة الأكثر تلوثاً
وتنتشر معظم مكبات القمامة في مناطق سيطرة الثوار أو المناطق المحاصرة من قبل قوات النظام السوري وميليشياته بالقرب من المناطق السكنية نظراً لوقوع أغلب المكبات الصحية المخصصة في المناطق الساخنة والتي تشهد اشتباكات مستمرة ما يصعب نقل النفايات إليها.
ويقول عبدلله السرحان «مدير الدفاع المدني في محافظة درعا لـ «القدس العربي» إن ورش جمع القمامة في مناطق حوران تعمل وفق امكانيات محدودة وتستخدم الجرارات الزراعية في عمليات جمع النفايات المنزلية ونفايات مخلفات القصف الصاروخي والمدفعي والجوي حيث يتم نقلها إلى مكبات مجاورة للورشات في مناطق أم المياذن ودرعا البلد ونصيب وصيدا وهي أماكن مزدحمة بالسكان ما له آثار سلبية في انتشار الأمراض والحشرات بحسب قوله.
إلى ذلك يلفت الناشط الإعلامي محمد أيمن «المقيم في الغوطة الشرقية المحاصرة» للتطور الحاصل من قبل المجالس المحلية في تنظيم إزالة القمامة والنفايات وتوفير المياه والمنظفات والحاويات، إلا أنه وفي ظل حصار النظام المستمر تبقى المشكلة الأعمق هي أماكن المكبات والتي لا تبعد سوى أمتار قليلة عن المنازل وما تسببه من روائح غير محتملة وأمراض عديدة. ومن جانبه يعتبر الدكتور أنس الشامي «المكتب الطبي الموحد لدوما» أن الاستمرار في إهمال ملف النفايات سيعزز انتشار الأوبئة ,ففي حال نشوب حريق بالقمامة سيتلوث الهواء مما يؤثر على نمو الأطفال الذين يعيشون بالقرب منها وفي حال تسرب بعض المواد منها إلى باطن الأرض سيؤدي إلى تلوث الحوض المائي الذي يشرب منه المواطنون حاليا.
ويذكر أن ظاهرة المكبات العشوائية للنفايات سبق وأن ظهرت في المناطق المحاصرة في جنوب دمشق ومخيم اليرموك وغوطتي دمشق الغربية والشرقية وأحياء حمص، واليوم أضحت الحالة أخطر نسبيا بعد انتشارها في كافة المحافظات والمناطق سواء كانت خاضعة لسيطرة النظام أم سيطرة الجيش الحر والثوار.
نهاية “جزار بانياس” على يد المعارضة السورية
رامي سويد
قُتل قائد “جبهة تحرير لواء إسكندرون”، معراج أورال، المعروف أيضاً باسم علي كيالي، أمس الثلاثاء، بحسب ما أعلنت حركة “أحرار الشام” الإسلامية، أحد أكبر فصائل المعارضة السورية.
وكشف قائد “أحرار الشام” العسكري، لـ”العربي الجديد”، أن أورال، الذي يعتبر قائد إحدى أعتى المليشيات المحلية الموالية للنظام السوري، قتل إثر استهداف المعارضة لاجتماعه مع عدد من الضباط السوريين والروس، قرب قمة النبي يونس في ريف اللاذقية.
وأطلق السوريون على القتيل لقب “جزار بانياس”، بعد أن خططت ونفذت المليشيا التابعة له، والتي باتت تعرف باسم كتائب “المقاومة السورية”، مجزرة كبيرة في شهر مايو/ أيار عام 2013، في قرية البيضا، التابعة لمدينة بانياس السورية، راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء. وظهر “جزار بانياس” بعد المجزرة بأسبوع في مقطع مصور، تم تسريبه على الإنترنت، وهو يطلب من جنوده تطويق “بانياس والبدء بتطهيرها”.
اقرأ أيضاً: أحرار الشام:إنّ شعبنا العظيم لم يفوّض أحداً على استسلامه
بعدها، ظهر “جزار بانياس” في مقطع مصور في شهر مارس/ آذار من عام 2014، وهو يقود قواته وهي تقاتل إلى جانب قوات النظام في جبال اللاذقية الشمالية، خلال محاولاتها لاستعادة بلدة كسب والمناطق المحيطة بها، والتي سيطرت عليها المعارضة وقتها، قبل أن تنسحب منها.
وكان أورال يتحدث وقتها إلى جنوده، شارحاً أماكن تمركز قوات المعارضة، والآليات التي ستقوم قواته باستخدامها لاستعادة النقاط التي تسيطر عليها المعارضة في المناطق الجبلية الوعرة، في ريف اللاذقية الشمالي.
وينحدر معراج أورال من ولاية هاتاي التركية، التي تُعرف أيضاً باسم “لواء إسكندرون”، جنوب تركيا، وعاش معظم حياته بين فرنسا وسورية، بعد أن هرب من تركيا بعد الانقلاب العسكري الذي حصل فيها عام 1980. تمت ملاحقته بسبب تأسيسه منظمة “يسارية” عُرفت باسم “عاجلجيلر” بالتركية، أي “المستعجلون”، وقيام منظمته بعدة تفجيرات في تركيا، منها تفجيرات لمقرات تابعة للجيش التركي في مدينة أنطاكيا في الجنوب، وتوصف الجماعة التي يقودها بأنها يسارية انفصالية تهدف إلى فصل منطقة لواء اسكندرون عن تركيا، وعلى هذا الأساس تم حظر الجماعة في تركيا.
تتهم أنقرة “جبهة تحرير لواء اسكندرون”، وقائدها أورال، بالوقوف وراء تفجيرات مدينة الريحانية، التابعة لولاية هاتاي جنوب تركيا، والتي قتل فيها 52 شخصاً من السوريين والأتراك عام 2013.
وعُرف “جزار بانياس” بقربه من الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، الذي أمن له الحماية بعد هروبه من تركيا، كما عُرف بعلاقته الوطيدة مع عبدالله أوجلان، قائد حزب “العمال الكردستاني”، المصنف في تركيا كمنظمة إرهابية، وتعددت لقاءاتهما في دمشق أثناء حكم الأسد الأب.
وينتسب معراج أورال إلى الطائفة العلوية التي تسكن منطقة “لواء اسكندرون”، وهو يتحدث العربية بصعوبة، ويتقن التركية، وكان يحمل الجنسية التركية، لكنه قضى معظم حياته مقيماً في دمشق.
حلب المنكوبة.. الأسد دمر 70% من منشآتها
اسطنبول ـ عدنان عبد الرزاق
طالبت الهيئة العامة لغرفة صناعة حلب، مؤخرا، باعتبار حلب مدينة “منكوبة” بالكامل، لكونها متضررة في جميع مجالات الحياة، ما يجعلها بحاجة إلى تشريعات وقوانين تساهم في نهوضها والدفع بعملية الإنتاج وإعادة الإعمار.
وتشمل مطالب الهيئة، والتي تم رفعها إلى حكومة النظام التي يرأسها وائل الحلقي، وقف الإجراءات القانونية ضد المتعثرين في سداد الأقساط المترتبة عليهم، وعدم الحجز على أموال الصناعيين وعدم منعهم من السفر.
ودعت الهيئة في كتابها الذي اطلعت “العربي الجديد” على نسخة منه، إلى تأمين شروط إعادة تشغيل المنشآت الصناعية من خلال توفير مقومات استمرار الإنتاج من وقود وكهرباء ومواد أولية.
وتعتبر حلب، شمال سورية، ثاني أكبر مدينة سكاناً بعد العاصمة دمشق، والمركز الصناعي والتجاري لسورية، وكانت توصف بالعاصمة الاقتصادية للبلاد، وذلك قبل أن تأتي الحرب على منشآتها التي تعطل بعضها وقلّص بعضها الآخر قدراته الإنتاجية إلى الحدود الدنيا، بسبب رفع أسعار الطاقة وتراجع القدرة الشرائية للسوريين ومخاطر الحرب.
وكشفت إحصائيات صادرة أخيراً، عن وزارة الصناعة في سورية، عن أن خسائر القطاع الصناعي الخاص المباشرة في حلب بلغت 239 مليار ليرة (نحو مليار دولار)، في حين لا يتجاوز عدد المنشآت الصناعية العاملة 4 آلاف وحدة، من أصل 40 ألف وحدة، ما يعني أن 70% من المنشآت الصناعية والحرفية تعرضت للتخريب، بحسب تقديرات غرفة صناعة حلب.
وتشير بيانات وزارة الصناعة إلى تراجع مبيعات القطاع الصناعي الحكومي العام الماضي، إلى نحو 75 مليار ليرة، في حين زادت عن 160 مليار ليرة في عام 2014.
وتراجع الإنفاق الاستثماري في شركات القطاع العام الصناعي بشكل كبير ليبلغ العام الماضي، نحو 8 ملايين ليرة سورية، من الاعتمادات المرصودة لكامل العام والبالغة نحو 2.986 مليار ليرة سورية، بينما وصل الإنفاق الاستثماري عام 2014 نحو 1.7 مليار ليرة سورية.
كما طاولت حرب بشار الأسد على الثورة الممتدة منذ عام 2011، الكادر البشري بالمنشآت الصناعية، فبلغ عدد العمال الذين خسروا وظائفهم في القطاع الخاص الصناعي نحو 800 ألف عامل، منهم 200 ألف مسجلون في التأمينات الاجتماعية.
أما عدد العاملين المتضررين في المدن الصناعية (عدرا، الشيخ نجار، حسياء ودير الزور) فقد وصل إلى 114.6 ألف عامل، منهم 41.2 ألف عامل متوقفاً عن العمل، فضلاً عن هجرة 20 ألف مهندس خارج البلاد.
وقدّر وزير الصناعة السوري، كمال الدين طعمة، خسائر قطاع الصناعة في بلاده بألف مليار ليرة سورية، قائلاً خلال استجوابه مؤخرا أمام أعضاء مجلس الشعب: “بلغت خسائر القطاع الصناعي العام في سورية جراء الأزمة 500 مليار ليرة سورية ومثلها بالقطاع الخاص”.
وواجه أعضاء مجلس الشعب تقديرات الوزير بالتشكيك، مؤكدين أنها متواضعة جداً وبعيدة عن الواقع لأن 500 مليار خسائر القطاع العام ومثلها للقطاع الخاص بالقيمة الدفترية وبسعر الصرف الحالي لا تشكل شيئاً من قيمة الخسائر الحقيقية (سعر الدولار 520 ليرة بالسوق السوداء).
ويقول عضو غرفة صناعة حلب السابق محمد علي دباغ: هذه الأرقام تقديرية، وربما الرقم الحقيقي لعدد المنشآت التي تهدمت وسُرقت أكبر من ذلك، لأن صعوبة الوصول لجميع المناطق والتجمعات الصناعية، جعلت اتحاد الغرف الصناعية يصدر هذه الأرقام التقديرية المبنية على رأسمال الشركات وثمن الخطوط الإنتاجية، أو بناء على ما تقدم به أصحابها الذين يبالغون أحيانا بحجم الأضرار كي تصرف لهم تعويضات 10% التي تصرف أحياناً.
ويلفت الصناعي دباغ، إلى غياب خسائر مدن شمال شرق سورية وهي الرقة، دير الزور والحسكة، فضلا عن إدلب، عن إحصاءات الاتحاد، مؤكدا لـ “العربي الجديد” أن الحرب قتلت الصناعة السورية، فإضافة للقصف والتهديم وسرقة خطوط الإنتاج، هاجر “شيوخ الكار” ليوطّنوا منشآتهم في مصر وتركيا والأردن، وبعضهم في بلدان أوروبا.
ويتهم سوريون نظام الأسد بنقل المنشآت الصناعية من حلب إلى المدن الساحلية، التي يسيطر عليها، كمقدمة للتقسيم بحسب وصفهم.
ويقول الصناعي جمال محمود من إدلب: معظم المنشآت الصناعية، وخاصة من مدينة الشيخ نجار الصناعية بحلب، ومدينة حسياء الصناعية بحمص، قد تم نقلها إلى مدينتي اللاذقية وطرطوس بعلم وتواطؤ اتحاد غرف الصناعة، وبوعود دعم من الحكومة السورية، “وكأنه بداية لتقسيم سورية والاحتفاظ بالقوة الصناعية فيما يسمى سورية المفيدة” أو في المدن الساحلية، مسقط رأس بشار الأسد.
الصحافيون السوريون في تركيا: معاناة مستمرة
2016-03-30 | عدنان علي
تواصل السلطات التركية اعتقال الصحافي السوري عبد السلام حاج بكري (المعروف إعلاميا باسم عمر أبو خليل) لليوم العاشر دون توجيه أية تهمة له، ليكون بذلك الصحافي الرابع الذي يتم اعتقاله، أو الاعتداء عليه، من ضمن المجموعة التي قابلت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 23 /1/ 2016 الماضي.
وقال شقيق عبد السلام، طارق الحاج بكري لـ”العربي الجديد” إنه تم إيقاف شقيقه عندما ذهب لمراجعة مديرية الهجرة في منطقة الولايات بسبب عدم قراءة “الكملك” (بطاقة التعريف) الخاصة به في حاسوب مركز الأمن الذي ذهب إليه مع صاحب مكتب إيجار من أجل تشغيل ساعة الغاز في منزل كان قد استأجره حديثا، مع العلم أن “الكملك” صادر عن مركز أمن في مدينة غازي عينتاب التركية بحسب الأصول.
وأضاف “عند وصوله إلى مركز الهجرة والتعريف عن نفسه تم إيقافه مباشرة وذلك ظهر الاثنين 21/ 3/ 2016 وما زال قيد الاحتجاز إلى الآن وسط حيرة شديدة حول سبب الاعتقال، فقد تم أخذه إلى شعبة الأجانب عند كراج كلس القديم وأودع مع المجرمين والمتطرفين”.
وكان عبد السلام من ضمن المجموعة التي قابلت أردوغان في 23/ 1 من العام الحالي وهو الصحافي الرابع الذي يتم اعتقاله من تلك المجموعة من دون معرفة سبب الاعتقال، حيث يتم اعتقالهم لدى مراجعتهم أية دائرة أمنية في تركيا.
وإضافةً إلى عبد السلام، اعتقل الصحافي رامي الجرّاح، وصحافيتين أخريين، الأولى اعتقلت لعدة أيام والأخرى تمت الإساءة إليها وتمزيق أوراقها من جانب الشرطة، لكنهما ترفضان إيراد اسميهما. مع العلم أنه تم إطلاق سراح الثلاثة بعد احتجازهم لعدة أيام ودون توجيه تهم محددة.
وقال شقيق عبد السلام إنه لدى مراجعه دائرة الهجرة أجابوا أنه لا توجد مشكلة حوله، وأنهم رفعوا برقية إلى أنقرة بعدم وجود أي إشكال وإنهم بانتظار الرد الذي لم يأتِ حتى الآن.
وأوضح الحاج بكري أنه من خلال تحرياته الخاصة، تبين له أنه “ربما جرى تعميم قائمة الصحافيين الذين التقوا أردوغان على دوائر الهجرة والجوازات، حيث يتم إيقاف أي واحد منهم لدى مراجعته تلك الدوائر، وذلك على خلفية الشكاوى التي طرحها هؤلاء أمام أردوغان ضد عناصر الشرطة، وسوء معاملتهم الصحافيين السوريين، خاصة أن أحد الصحافيين كان تعرض للضرب في تلك الفترة على يد عناصر الشرطة في المنطقة الحدودية بين سورية وتركيا.
وعبد السلام حاج بكري من مواليد عام 1969 من محافظة اللاذقية، وهو متخرج من قسم الصحافة في جامعة دمشق عام 1994، وقد عمل قبل الثورة في جريدة البعث قبل انشقاقه عنها مع بدايات عام 2013 ليعمل فيما بعد مديرا للمكتب الإعلامي في وزارة التربية في الحكومة المؤقتة، إضافة لكتابة مواد دورية في “الجزيرة نت”، وهو أحد مؤسسي “البرلمان السوري الحر للشباب” وعضو “الهيئة العامة للثورة السورية” ومدير مكتبها الإعلامي في الساحل.
ويواجه الصحافيون السوريون في تركيا، ومجمل الصحافيين العرب، صعوبات جمة في ممارسة عملهم بسبب افتقاد البلاد لقوانين ناظمة لعمل المؤسسات الإعلامية الأجنبية، والإعلاميين الأجانب، خاصة ممن لا يعملون مع وسائل إعلامية معروفة، وهو حال معظم الصحافيين السوريين الذي يعملون غالبا مع شبه مؤسسات غير مسجلة قانونيا لدى السلطات التركية، ما يجعلهم بلا أية حماية قانونية، وعرضة لاعتداءات مختلفة.
الأسد: بالنسبة لتعريف المرحلة الانتقالية.. لا يوجد تعريف!
استغل الرئيس السوري بشار الأسد ترحيب الأمم المتحدة بطرد قوات النظام والمليشيات المساندة له، تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة تدمر في ريف حمص، ليوجّه للأمين العام للمنظمة بان كي مون رسالة أعرب فيها عن “تقديره” لموقف بان، معتبراً أن هذه اللحظة “قد تكون الأكثر مناسبة لتسريع الحرب الجمعية ضد الإرهاب مجدداً استعداد سورية للتعاون مع جميع الجهود الصادقة والهادفة إلى مكافحته”.
وبحسب الوكالة الرسمية السورية للأنباء “سانا”، فإن الأسد دعا بان كي مون “إلى بذل الجهود مع المنظمات والوكالات المعنية التابعة للمنظمة الدولية لتقديم الدعم للحكومة السورية في عملية إعادة ترميم مدينة تدمر الأثرية، التي تعد أيقونة حضارية مصنفة من قبل اليونيسكو على قائمة التراث الحضاري الإنساني العالمي”.
من جهة ثانية، قال الأسد خلال مقابلة أجراها مع وكالتي “سبوتنيك” و”ريانوفوستي” الروسيتين، إن عملية إعادة الإعمار تعتمد على ثلاث دول أساسية وقفت مع سوريا خلال الأزمة، هي روسيا والصين وإيران. وأوضح “عملية إعادة الإعمار هي عملية رابحة بجميع الأحوال بالنسبة للشركات التي ستساهم فيها، وخاصة إن تمكنت من تأمين قروض من الدول التي ستدعمها.. طبعا نتوقع في هذه الحالة أن تعتمد العملية على ثلاث دول أساسية وقفت مع سورية خلال هذه الأزمة.. وهي روسيا والصين وإيران.. لكن أنا أعتقد أن كثيرا من الدول التي وقفت ضد سورية.. وأقصد الدول الغربية بالدرجة الأولى.. ستحاول أن ترسل شركاتها لتكون جزءا من هذه العملية.. لكن بالنسبة لنا في سورية لا شك بأن التوجه الأساسي سيكون باتجاه الدول الصديقة.. بكل تأكيد لو سألت هذا السؤال لأي مواطن سوري فسيكون جوابه سياسيا.. عاطفيا.. بأننا نرحب أولا بشركات هذه الدول الثلاث وفي مقدمتها روسيا.. وعندما نقول بنية تحتية.. فهي تشمل ربما ليس عشرات المجالات والاختصاصات.. بل المئات منها.. لذلك أعتقد أن المجال سيكون واسعا جدا لكل الشركات الروسية للمساهمة في إعادة إعمار سورية”.
واعتبر الأسد أن محادثات جنيف لم تنجز شيئاً حتى الآن، وقال “بدأنا الآن بالأشياء الأساسية.. وهي وضع مبادئ أساسية تبنى عليها المفاوضات.. لأن أي مفاوضات دون مبادئ تستند إليها تتحول إلى مفاوضات فوضوية لا يمكن أن تنتج شيئا وتتيح لكل طرف أن يتعنت وتسمح للدول الأخرى بأن تتدخل بشكل غير موضوعي.. الآن بدأنا بورقة مبادئ.. كان عملنا الأساسي مع السيد دي ميستورا.. وليس مع الطرف الآخر الذي سنفاوضه.. وسنتابع النقاش والحوار حول هذه الورقة في الجولة القادمة.. أستطيع أن أقول الآن أن ما تم إنجازه في الجولة الماضية هو بداية وضع منهجية لمفاوضات ناجحة.. إن استمرينا بهذه المنهجية فستكون أيضا باقي الجولات جيدة أو منتجة”.
وفي ما يخص المرحلة الانتقالية، قال الأسد إنه “بالنسبة لتعريف المرحلة الانتقالية.. لا يوجد تعريف.. نحن بالنسبة لنا في سورية نعتقد أن تعريف مفهوم الانتقال السياسي هو الانتقال من دستور إلى دستور آخر.. والدستور هو الذي يعبر عن شكل النظام السياسي المطلوب في المرحلة المقبلة.. فإذا المرحلة الانتقالية لا بد أن تستمر تحت الدستور الحالي.. وننتقل للدستور القادم بعد أن يصوت عليه الشعب السوري.. حتى ذلك الوقت ما نستطيع أن نقوم به.. بحسب تصورنا في سورية.. أن يكون هناك حكومة.. هذه البنية الانتقالية.. أو هذا الشكل الانتقالي.. هو حكومة مشكلة من مختلف أطياف القوى السياسية السورية.. معارضة.. مستقلين.. حكومة حالية… وغيرها”. وأضاف “الهدف الأساسي لهذه الحكومة العمل على إنجاز الدستور.. ثم طرحه على السوريين من أجل التصويت.. ولاحقا الانتقال للدستور المقبل.. لا يوجد شيء في الدستور السوري.. ولا في أي دستور دولة من العالم اسمه هيئة انتقالية.. هذا الكلام غير منطقي وغير دستوري.. ما هي صلاحيات هذه الهيئة… كيف تدير الشؤون اليومية للمواطنين… من يقيمها… اليوم هناك مجلس شعب ودستور يدير الحكومة والدولة.. لذلك الحل هو في حكومة وحدة وطنية تهيئ لدستور جديد”.
أزمة اللاجئين السوريين: دعوة عالمية لإعادة التوطين
دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأربعاء، دول العالم إلى استقبال المزيد من اللاجئين السوريين وتوفير خيارات فرص العمل والدراسة وجمع شمل العائلات، وحثّ المجتمع الدولي على التحرّك لاستقبال وإعادة توطين نحو نصف مليون لاجئ سوري بحلول العام 2018.
ووصف بان، خلال كلمة ألقاها أمام المؤتمر الوزاري في جنيف، الذي تنظمه المفوضية العليا للاجئين، أزمة اللاجئين السوريين بأنها “أكبر أزمة لجوء شهدها المجتمع الدولي”، وشدد على ضرورة زيادة المخصصات المالية للدول التي تستضيف اللاجئين، خاصة الدول التي تقع في جوار سوريا، والتي مرافقها العامة والصحية والتربوية لم تعد قادرة على استيعاب العدد الهائل من اللاجئين.
وتابع بان أنه من واجب المجتمع الدولي “تقديم أمل بمستقبل أفضل لهؤلاء اللاجئين وأدوات لبناء مستقبل لأنفسهم”، قائلاً إن المنظمة الدولية تعمل مع شركائها على مبادرات من شأنها أن تساهم في إيجاد فرص عمل لهم، والمساهمة في إعادة الأطفال إلى مقاعد الدراسة. وطالب أطراف النزاع في سوريا بمواصلة الالتزام باتفاق وقف القتال وتوسيعه إلى هدنة والوصول به في النهاية إلى حل سياسي.
وكان المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، قد أشار في وقت سابق الثلاثاء إلى أن المؤتمر يهدف للدفع باتجاه “إعادة توطين اللاجئين السوريين وغيره من المسائل ذات الصلة”.
وأشار دوغريك إلى أن مؤتمر جنيف يستكمل مؤتمر لندن الذي انعقد في فبراير/شباط الماضي، واستعرض الجانب المالي من احتياجات أكثر من 13 مليون شخص داخل سوريا، و4,8 مليون لاجئ في البلدان المجاورة. وأوضح أن ممثلي 92 دولة أعضاء في المنظمة الدولية سيشاركون في أعمال المؤتمر، بالإضافة إلى 14 وكالة أممية، و24 منظمة غير حكومية.
يُذكر أن الأمم المتحدة كانت قد أعلنت عن سعيها إلى إعادة توطين 450 ألف لاجئ سوري، يشكلون عشر الأعداد الموجودة الآن في دول مجاورة لسوريا، وذلك بنهاية عام 2018. وأشارت الأمم المتحدة إلى أنها تواجه مخاوف واسعة النطاق إضافة إلى تسييس المسألة.
من جانبها، دعت منظمة “أوكسفام” البريطانية غير الحكومية “الدول الغنية” إلى إعادة توطين مزيد من اللاجئين السوريين قبل نهاية 2016، وقالت في تقرير، الثلاثاء، إن هذه الدول لم تقطع وعداً سوى بتوطين 1.39 في المئة من نحو خمسة ملايين لاجئ.
علي شيخموس: بعد تنظيم “داعش” تدمر معرضة للنهب من قوات النظام السوري
حذر خبير اثار سوري يقيم في المنفى في فرنسا الثلاثاء من ان مدينة تدمر الاثرية السورية التي طرد منها جهادييو تنظيم الدولة الاسلامية الاسبوع الماضي، لا تزال مهددة لان قوات بشار الاسد قد تقوم باعمال نهب فيها.
وقال علي شيخموس الدكتور في علم آثار الشرق الاوسط القديم في جامعة ستراسبورغ الذي يدير شبكة مخبرين عن عمليات تدمير التراث السوري لوكالة فرانس برس ان استعادة نظام دمشق لمدينة تدمر “نبأ سار” لكن “على الجيش السوري تحمل مسؤولياته بحماية الموقع، والامر ليس كذلك”.
وتعود مدينة تدمر الى اكثر من الفي سنة وهي مدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
والخطر الفوري وفقا لرئيس جمعية حماية الآثار السورية يهدد متحف المدينة. وباستثناء بعض التماثيل التي دمر الجهاديون رؤوسها، بقيت محتويات المتحف بمنأى نسبيا عن اعمال التخريب خلال الاشهر التسعة من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على المدينة.
لكن مبنى المتحف تضرر جراء القصف وباتت ابوابه “مشرعة” ولا يوجد اي خبير اثار فيه لمنع القوات السورية من القيام باعمال نهب. وقال شيخموس ان النظام قد يتهم تنظيم الدولة الاسلامية بالنهب خصوصا واننا لا نملك اي قائمة بمحتويات المتحف.
واضاف ان “حماية الموقع ليست من اولويات الجيش اجمالا ولا اي من اطراف النزاع”.
ويخشى ايضا من ان يعمد الجيش اثناء اعمال تهيئة الارض لنشر قواته الى تدمير مناطق اثرية شاسعة لم يتم نبشها بعد كما حصل بين عامي 2012 و2015 “ولم يتم التحدث عن ذلك الا نادرا”.
وتابع انه بسبب هذه الاشغال “خسرنا نحن علماء الاثار معلومات مهمة جدا لا تعوض قيمتها بقيمة معبد بل (الذي دمره تنظيم الدولة الاسلامية) او حتى اهم”.
واعرب ايضا عن تشكيكه في الفكرة التي اعلنها الاثنين مدير الاثار والمتاحف في سوريا باعادة ترميم خلال خمس سنوات الاثار الرئيسية التي دمرها التنظيم المتطرف.
واوضح ان “اعادة الترميم ممكنة لكن ليس في الظروف الحالية. لهذا النوع من العمليات قواعد وفي بلد في حالة حرب سترتكب بالتاكيد اخطاء كثيرة”. وخلص الى القول “من الافضل ان نترك الاثار على حالها وان نبني قربها نسخة عن الاثار المدمرة”.
تركيا قدمت 15 مليون خدمة طبية للاجئين السوريين
قدمت تركيا أكثر من 15 مليون خدمة طبية للاجئين السوريين في مستشفياتها ومراكزها الطبية، في إطار الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة للاجئين داخل وخارج المخيمات من 2011 حتى يناير/كانون الثاني 2016.
وأظهرت بيانات جمعها مراسل الأناضول من وزارة الصحة التركية أن الوزارة بدأت بتقديم الخدمات الطبية اعتبارا من 29 أبريل/نيسان 2011 للاجئين السوريين الذين دخلوا تركيا جراء الأحداث التي تشهدها بلادهم.
وتتولى المديرية العامة للخدمات الطبية العاجلة في وزارة الصحة تنسيق تلك الخدمات الطبية للاجئين، فيما تتكفل كل من المديرية ومؤسسة الصحة العامة التركية وهيئة المستشفيات العامة التركية بتقديمها.
وتؤمن المديرية خدمات الإسعاف البري والجوي والبحري، بينما تتولى مؤسسة الصحة العامة التابعة لوزارة الصحة تأمين الخدمات الطبية الأساسية.
وفي هذا الإطار قُدمت 15.282.326 خدمة طبية للاجئين، إضافة إلى إجراء 124.752 عملية ولادة في المستشفيات العامة والخاصة والتابعة للجامعات، فضلا عن 1.603.083 عملية تطعيم.
وتستمر مؤسسة الصحة العامة في تأسيس “وحدات الرعاية الصحية للمهاجرين” في المناطق التي يقطنها السوريون بكثافة ممن حصلوا على حق الحماية المؤقتة، حيث يتسنى للاجئين الاستفادة من الخدمات الطبية في تلك الوحدات عن طريق موظفين وعاملين اختصاصيين بموضوع الصحة.
ومن المخطط أن تزود تلك الوحدات بمترجم، واختصاصيين اجتماعيين ونفسيين، إذ تأسست 50 وحدة حاليا وفقا للمعايير المحددة في 13 ولاية.
كما تقدم المرافق الصحية التابعة لهيئة المستشفيات العامة، الخدمات الطبية العاجلة والتأهيل والعلاج لكل الحالات التي تتطلب الإقامة في المستشفى وغيرها، حيث تتولى إدارة الكوارث والطوارئ “آفاد” دفع تكاليف العلاج.
ويتكفل 841 مرفقا صحيا تابعة للهيئة بتقديم الخدمات الطبية التي تشمل حالات الإسعاف والعلاج لكل الحالات التي تتطلب الإقامة في المستشفى والأخرى، إضافة إلى جراحة القلب والأوعية الدموية وحالات الولادة وفترة إقامة الأم في المستشفى عقب الولادة، إضافة إلى الحالات التي تتطلب العلاج في وحدة العناية المركزة للكبار وحديثي الولادة وعلاج الحروق وزرع الأعضاء والصحة العقلية وأمراض الفم والأسنان.
كما ستلبى الاحتياجات المتزايدة عاجلا للمرافق الصحية الموجودة حاليا مع اعتبار الكثافة السكانية للاجئين، على غرار العاملين والأجهزة الطبية والمستلزمات والأدوية، إضافة إلى عربات طبية متنقلة.
وتعتزم الهيئة تأمين خدمات صحية متنقلة بعربات خاصة، من أجل الوصول إلى الأشخاص الذين يقطنون في أماكن ريفية يصعب عليهم الوصول فيها إلى مراكز الهيئة المخصصة للاجئين.
تدمر الأثرية من داعش للأسد.. شهادات من أهلها
المدينة صاحبة القصة الحزينة.. دمار شامل ومعاناة
حمص- أسامة أبو زيد
دخل جيش نظام الأسد وقواته إلى مدينة تدمر، يوم الأحد بتاريخ 27 من مارس الجاري بعد معركة واسعة مع تنظيم داعش، الذي سيطر على المدينة لمدة 10 شهور ماضية.
قام النظام وبدعم جوي روسي مركّز منذ ثلاثة أسابيع مضت ببدء معركة في المناطق الشرقية لمدينة حمص، مستغلاً قرار وقف إطلاق النار في الأراضي السورية ليحقق نصراً بدخوله مدينة تدمر، وذلك بعد خلوها تماماً من أهلها في عملية نزوح كانت أشبهَ بالمَضي نحو الموت.
ازدادت عملية النزوح في الشهرين الأخيرين بعد أن بقي في المدينة حوالي 5 آلاف مدني لم يبقَ منهم في الأسبوع الماضي إلا نحو 400 مدني فقط، وعند اشتداد القصف غادر الجميع باتجاه الشرق إلى منطقة السخنة والرقة وريفها وريف دير الزور ومنهم من قد وصل إلى تركيا والأردن، ليعيشوا حياة نزوح ربما كانت على معظمهم أشد قسوة من الموت الذي عرفوا مذاقه في مدينتهم التي عاشوا فيها أصعب أيامهم وحياة قاسية لا ماء فيها ولا كهرباء ولا اتصالات ولا مقومات للحياة، غير انهيار المباني وتدميرها وهدير الطائرات الحربية التي تحمل الحمم.
نزوح مرير والموت يلاحق المدنيين
ذاق من كان يخرج من المدينة مرارةَ الموتِ، بسبب الخوف الدائم الذي كان يسيطر على الموقف، وعدم تأمين ممرات آمنة لخروجهم، لذا لجأ البعض للخروج عن طريق بعض السيارات المركونة في شوارع المدينة والبعض الآخر خرج على دفعات في رحلة شاقة لم تخلُ من الصعوبات الخطرة التي تترافق مع طيران كان يقصف ليلاً نهاراً لكل ما يتحرك، إضافة لعدم توفر وسائل نقل كافية، مما اضطر الكثيرين إلى مشي مسافات وصلت إلى 12 كيلومترا على الأقدام للوصول لمكان شبه آمن.
“أم خالد” (74 عاما) بقيت في المدينة برفقة ابنتها وابنها وزوجته حتى اشتداد المعارك، وكانت من آخر الناس الذين خرجوا بعد أن بقيت أسبوعاً كاملاً في قبوٍ مظلمٍ خوفاً من القصف.
“أم خالد” وعند خروجها مشت مسافة 10 كيلومترات على الأقدام حتى وصلت لسيارة تنقلها إلى مدينة الرقة، بعد بقائها مدة يومين عالقة في منطقة اسمها وادي الأحمر شمال تدمر، والقصفُ يلاحقهم هنا وهناك.
داعش دخل تدمر.. والمدنيون يتابع هجرتهم
بعد ممارسات النظام الهمجية التي مارسها ضد أهالي مدينة تدمر، والتي قادت شبابها للهجرة بسبب السوق للخدمة الإلزامية والاحتياطية والكثير من الأفعال الإجرامية كالاعتقال التعسفي والإهانة والابتزاز.
خلا نصف المدينة من السكان حتى تاريخ الثالث والعشرين من مايو عام 2015م حيث كانت أشبه بمسرحية هزلية لدى هجوم تنظيم داعش على مدينة تدمر، من خلال دخولٍ سهلٍ للمدينة بدأه في اليوم الأول بدخول حي العامرية، ثم الجمعية الشمالية، ثم وصلوا إلى فرع الأمن ولم تتم أي مواجهةٍ ناريةٍ حقيقية.
“أطباء المشفى” طُلب منهم تركُها والخروج من المدينة، وقد حدّثنا أحدهم أن النظام قد سمح للكادر الطبي بالمغادرة منذ ظهيرة يوم الانسحاب، وقبل أن يبدأ داعش بأي هجوم على المدينة، وعند الساعة السادسة مساءً حدث أمرٌ جلل وإطلاق نار كثيف، ليختفي جنود الأسد من كامل أنحاء المدينة وبعد فترة بدأت رايات سوداء تجول المدينة حتى الصباح، حيث بدأت عملية تمشيط للبيوت وقطع رأس كل من له مسمى بجيش النظام ذكوراً كانوا أم إناثا، والإناث كن يقتلن بإطلاق الرصاص في عملية منظمة مع وجود قوائم معدة مسبقاً.
الناشطون في المدينة أكدوا أن التنظيم لم يترك حياً في المدينة أو ساحة إلا ونفذوا فيها أحكاماً لتطويع المدينة عن بكرة أبيها، إضافة لقطع الاتصالات الخارجية وتركيب منظومة اتصال داخلها وقطعت الكهرباء وقل الماء، ثم وصلت دواوين داعش وبدأت دورات استتابةٍ للموظفين بحجة عملهم مع “نظام نصيري”.
لتبدأ بعدها بطولات النظام الأسدي التي لم نرها أثناء دخول تنظيم داعش فالطائرات تلقي بمقذوفاتها دون تمييز، والأهالي ينزحون إلى الرقة وحمص وتركيا والأردن.
الناشط الإعلامي “خالد الحمصي” عضو تنسيقية تدمر أفاد بخروج قسم كبير من سكان المدينة بدايةً تحت قصف جوي لم يكن يميز أي هدف، فالجميع مستهدفون هنا والجميع مصيرهم الموت.
فسبب النزوح الرئيسي هو القصف، إضافةً إلى أن أكثر من نصف أهل المدينة موظفون يعيشون على دخل رواتبهم من قبل النظام، والتي انقطعت بعد سيطرة التنظيم على المدينة وبعد فترة خرجت نسبة قليلة بسبب ممارسات ومضايقات داعش وأوامره.
تدمر المدينة الأثرية دمارها مؤسف
بعد استعادة جيش نظام الأسد لمدينة تدمر، تم الوقوف على حال المدينة الأثرية وآثارها المتمثلة بقلعتها الأثرية والمسرح الأثري، الذي استخدمه التنظيم في تنفيذ إعداماته وأفلامه والمتحف الأثري وقوس النصر ومعبد بل وغيرها.
وقد دمر مقاتلو التنظيم مواقع أثرية في تدمُر بعد الاستيلاء عليها، وتحولت مواقع أثرية إلى حطام، من بينها معابد وقوس النصر وأبراج للدفن، وقد نُشرت صور جديدة لمدينة تدمُر أظهرت مدى الدمار الذي ألحقه التنظيم بآثار المدينة خلال فترة سيطرته عليها وبقي الكثير من أطلال المدينة سليم.
وقال رئيس هيئة الآثار السورية، مأمون عبدالكريم، لوكالة فرانس برس، إن السلطات كانت تتوقع ما هو أسوأ من ذلك.
يذكر أن داعش قتل علماء آثار ظلوا قائمين على رعاية آثار المدينة على مدار 40 عاما، تلك المدينة التي صنفتها منظمة الأمم المتحدة مدينة للتربية والعلم والثقافة و(اليونسكو) كموقع للتراث العالمي.
وقد كشف مراسل صحيفة “الديلي تلغراف” لشؤون الشرق الأوسط، “راف سانشيز” عن صفقة سرية بين نظام بشار الأسد وداعش فيما يخص آثار مدينة تدمر .
ونقل “سانشيز” عن المدير العام للآثار السوري، مأمون عبدالكريم، قوله إن النظام عمل سرا على إقناع داعش بالإبقاء على آثار مدينة تدمر، خلال الشهور العشرة التي سيطر فيها على المدينة.
وفي التفاصيل قال مأمون إن النظام عمل مع “حوالي 50 شخصا من المدينة لإقناع التنظيم بعدم محو معالم تدمر الأثرية خلال سيطرته على المدينة”.
إرهابي يتصف بمحاربة الإرهاب
أوردت صحيفة الـ “صنداي تيليغراف” في عددها الصادر صباح يوم الثلاثاء 29 مارس 2016 معلومات وصفت بالصادمة والمثيرة عن المعركة التي أدت إلى تحرير مدينة “تدمر” تحت مسمى “مناورات مشتركة أم معركة حقيقية” ان تلك المعركة التي روجت لها وسائل الإعلام على أنها معركة طاحنة، لم تسجل سقوط ضحايا من الطرفين في واقع الأمر.
وقال السيد “روبرت” إنه وفريقه تمكنوا من رصد العديد من الأسماء التي قدمها التنظيم المتطرف على أنهم مقاتلون تابعون له، وقد سقطوا في تلك المعارك، إنما هم مجموعة من المقاتلين التابعين لفصائل إسلامية وفصائل معارضة أخرى، كان قد أسرهم التنظيم إبان سيطرته على مناطق متفرقة.
وأكد السيد “روبرت” أن قوات النظام السوري في المقابل أعلنت عن سقوط قتلى قضوا في تلك المعارك، وتبين لدى فريق العمل أنهم سقطوا في مناطق أخرى كدمشق وحلب.
ووثق فريق العمل الذي يقوده السيد “روبرت” أسماء مقاتلين أعلن النظام السوري عن سقوطهم في معارك المدينة الأثرية، بينما في واقع الأمر هم عسكريون منشقون كانوا قد خضعوا لمحاكمات عسكرية بسبب انشقاقهم عن النظام السوري منذ عدة أشهر وفي عبارة مثيرة للدهشة قال السيد روبرت: “يبدو أن كلا من الأسد والبغدادي يقومان بخداع العالم، ويشترك بتلك الخديعة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”، الذي عجزت طائراته عن قصف أرتال التنظيم المتطرف المنسحبة، رغم ضخامة أعدادها ووجودها في أرض مكشوفة منبسطة.
المحارب المقدام، والقوة الوحيدة القادرة على مقارعة الإرهاب في سوريا صفة لطالما سعى النظام لأن يصف بها نفسه، لكن هل ستنسى دول العالم والشعب السوري ما قد ارتكبه نظام الأسد وأزلامه من مجازر بحق أطفال مدينة الحولة وأطفال حي كرم الزيتون وحي السبيل والحصوية وحديقة ألعاب أطفال حي الوعر في حمص، وقصف الكيماوي في ريف دمشق كل تلك المجازر التي سجلها التاريخ والتي حصدت مئات آلاف أرواح القتلى من الأطفال والنساء والمدنيين وما زال يرتكبها حتى لحظتنا هذه.
وأخيراً من كان سبب تحويل مدينة مثل تدمر التي كانت تسمى “بعروس البادية السورية” ومقصداً للسياح إلى رقعة من الأطلال يبكيها كل من ينظر لها بعيداً كان أم قريب.
يذكر أن تدمر مدينة مكتظة بالمدنيين، خصوصاً في بداية انطلاقة ثورة الحرية والكرامة يسكنها نحو 120000 نسمة من سكانها الأصليين الذين استضافوا في بيوتهم وأراضيهم، نحو 50000 نسمة نزحوا إليها من أحياء حمص وقراها بسبب بطش النظام وظلمه.
ليعيش نحو 170000 مدني في طوق فرضه النظام من كل الجهات وتحت حكم الحديد والنار، فمن غربها يقبع فرع الأمن ومن الجنوب المنطقة الأثرية والفنادق المرتفعة التي وضع عليها القناصين ومن المنطقة الشرقية سجن تدمر وبيت الرعب لكل الشباب السوريين وأخيراً المطار في الشمال الشرقي من المدينة.
لدواعٍ أمنية.. صفحة الأسد على فيسبوك مصدراً لأخباره
سبق لأنصاره أن حذروا من قصف مقرّه ونقلوا تعليمات روسية بحمايته..
العربية.نت – عهد فاضل
تتحول صفحة رئيس النظام السوري بشار الأسد على الموقع الاجتماعي “فيسبوك” الى مصدر لأخباره الحساسة، شيئا فشيئا، بتجاوز واضح لوكالة أنبائه الرسمية “سانا” مما جعل الأخيرة تكتب الخبر عن الأسد نقلاً عن صفحته هو والتي تسمى صفحة “رئاسة الجمهورية”.
إذ نقلت الوكالة الإعلامية الرسمية “سانا” في الساعات الأخيرة، خبراً ملخّصاً عن حوار أجراه رئيس النظام السوري بشار الأسد، مع بعض وسائل الاعلام الروسية، وكان مصدر خبرها الذي أشارت اليه في نصها، هو صفحة “رئاسة الجمهورية” على فيسبوك، مرة أخرى.
هذا مع العلم أن “سانا” تحمل اسم “الوكالة العربية السورية للأنباء” ويفترض أن تكون هي المصدر الرسمي. إلا أنها منذ فترة باتت تأخذ أخبارها “الرسمية” عن صفحة الأسد على فيسبوك، وذلك عبر هذا التصدير: “وفقاً لما ذكرته صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية على فيسبوك”.
وسبق أن نقلت الوكالة خبراً “رسمياً” عن نفي الأسد لما أوردته بعض وسائل الاعلام حول ما دار لدى لقائه وفداً تضامنياً معه حمل اسم “التجمّع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة”، وأيضاً كان مصدر الوكالة هو صفحة الأسد على “فيسبوك”.
ويشار الى أن الخبر المتعلق بزيارة وفد فرنسي من برلمانيين وباحثين وإعلاميين، منذ أيام، ورد ذكره أولا على صفحة الأسد على “فيسبوك” ثم نقلت منه “الوكالة الرسمية”.
فضلاً عن أخبار مختلفة أخرى، لعل أشهرها ما قام به الأسد من “توضيح” لملابسات الانسحاب العسكري الروسي الجزئي من سوريا. حيث أخذت صفحته على “فيسبوك” تنشر توضيحاتها المتواصلة التي كانت تنقل عنها “سانا” مثلما نقلت عنها وكالات إعلامية عربية وأجنبية!
ولفت في هذا المجال أن لغة “التوضيح” الذي ظهر على صفحة “رئاسة الجمهورية” بدت غاضبة وانفعالية إلى الحد الأقصى، خصوصا ما تعلق منها بربط الانسحاب الروسي بخلافات معينة مع الأسد، فنشر بياناً بتاريخ الرابع عشر من الجاري، وتحت عنوان “توضيح” عكس لغةً متوترة وهجومية الى حد كبير لدى تعرّضه لما نشر عن ربط الانسحاب الروسي بخلافات معه.
ويقال إن صفحة الأسد على “فيسبوك” تديرها زوجته أسماء ومستشارته الإعلامية بثينة شعبان. ولا دور لوزير الإعلام عمران الزعبي بكل ما يكتب أو ينشر على تلك الصفحة، بدليل أن الوكالة الإعلامية الرسمية للدولة تنقل عنها وتشير الى أنها نقلت عنها، وبالاسم.
ويلاحظ في هذا السياق أن صفحة الأسد على فيسبوك لا تتعرض للقضايا التي تشكّل إحراجاً فعليا له من قِبل حلفائه، من مثل تصريح فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن، بأن عليه أن يحذو حذو روسيا وإلا لن تخرج حكومته بكرامة من الأزمة.
فحلّ صمتٌ مطبق على الصفحة التي “دخلت الخدمة” الفيسبوكية في العام 2013 الى أنها لم تكتسب قيمة “إخبارية” بارزة إلا مع نهايات العام 2015 وتحديدا بعد نشر تحذيرات روسية من احتمالات قصف مقر الأسد بالطيران في شهر نوفمبر من العام الفائت.
بعض المحللين يذهبون الى توسع أهمية صفحة الأسد على فيسبوك، بسبب ضمور التواصل ما بينه وحكومته، فيصعب أو يتعثر إملاء بيان أو التوجيه بموقف ما لنشره في “سانا” الرسمية أو سواها.
وآخرون يرون أن الأسد مدرك لانهيار مؤسسته الإعلامية الرسمية فيتعامل معها كما لو أنها غير موجودة.
إلا أن مراقبين آخرين يعزون نشر أخبار النظام الهامة على صفحته على فيسبوك، هو بسبب تواريه المتواصل أغلب الأوقات وقلة ظهوره وتحاشيه للاستقبالات غير الضرورية ثم عدم معرفة مكانه، كإجراء أمني وقائي يقصد منه التمويه وتغييب مكان إقامته.
فتكون صفحته على “فيسبوك” أو حتى “تويتر” وسواهما، هي أسرع وسيلة لنشر “توضيحاته” دون أن يضطر لتوجيه تلفوني مباشر أو عبر أحد الوسطاء الرسميين وغير الرسميين الذين يتطلب التواصل معهم استخدام الهاتف.
خصوصا بعد “تسريب” أنباء تولّتها صفحات موالية للأسد، وأشار اليها “العربية.نت” في وقت سابق من العام الماضي بأن الروس متخوفون من أن يتم قصف مكان إقامة الأسد وأنهم وجّهوا بالدفاع عن مقره لطائراتهم العسكرية بقصف أي طائرة تقترب منه. (“هواجس اغتيال بشار الأسد تسيطر على أنصاره”). “العربية.نت” 2 نوفمبر 2015.
اعتقال قيادي في داعش كان ضابطا في نظام الأسد
أفاد ناشطون سوريون بأن احدى فصائل المعارضة اعتقلت أحدَ قادة تنظيم داعش بدمشق المدعو منذر الكرمي والملقب ” بأبو طلحة” بعد تمكنه من السيطرة على ثلاثة أحياء رئيسية في دمشق هي برزة والقلمون وتشرين.
وكشفت التحقيقات مع “أبو طلحة” أنه ضابط سابق في نظام الاسد، حيث عثر بحوزته على صور له مع مسؤولين في النظام السوري تحت راية الرئيس السابق حافظ الأسد وابنه.
وذكرت مصادرُ في المعارضة السورية أن أبو طلحة الذي قبض عليه مع عشرة آخرين كان قد شكلَ كتيبة باسم “السلف الصالح” وقاتل النظام على عدة جبهات، قبل أن يختار الالتحاق بداعش عقب إبرام “الثوار” في برزة اتفاق هدنة مع النظام.
الأسد: لا للفيدرالية.. لا لهيئة الحكم الانتقالية.. ولا لرحيل القواعد العسكرية الروسية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الحوار السوري السوري في جنيف تطرق إلى “المبادئ الأساسية” التي يجب أن يبنى عليها، مشيرا إلى أن ما تم إنجازه في الجولة الماضية هو “بداية وضع منهجية لمحادثات ناجحة”.
وقال الأسد في مقابلة مع وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية الرسمية إن الانتقال السياسي هو الانتقال من دستور إلى آخر، لأن الدستور يعبر عن شكل النظام السياسي، مشيرا إلى أن هذا الانتقال لا بد أن يكون تحت الدستور الحالي حتى يصوت الشعب السوري على دستور جديد، لكنه اعتبر أن الحديث عن هيئة انتقالية “غير دستوري وغير منطقي”.
ورأى الرئيس الأسد أن الدعم العسكري الروسي ودعم الأصدقاء لسوريا والإنجازات التي يحققها الجيش السوري ستؤدي إلى تسريع الحل السياسي وليس العكس، وقال إن “سوريا غير مهيأة للفيدرالية ولا توجد عوامل طبيعية لكي يكون فيها فيدرالية وفي حال طرح هذا الموضوع على الاستفتاء فأعتقد أن الشعب السوري لن يوافق عليه”، وفق ما نقلته، الأربعاء، وكالة الأنباء السورية الرسمية التي نشرت نص الجزء الأول من الحوار.
وفي رده على سؤال عن رؤيته لوجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضي سوريا مستقبلا، وإذا ما كانت سوريا بحاجة إليها، قال الأسد: “إذا تحدثنا عن المرحلة الحالية.. مرحلة الإرهاب.. نعم.. بكل تأكيد نحن بحاجة لوجودها لأنها فاعلة في مكافحة الإرهاب”.
وأضاف: “حتى لو عاد الوضع في سوريا من الناحية الأمنية مستقرا فعملية مكافحة الإرهاب ليست سريعة أو عابرة.. الإرهاب انتشر عبر عقود في هذه المنطقة وبحاجة لفترة طويلة لكي تتم مكافحته.. هذا من جانب”.
وتابع: “من جانب آخر هي لا ترتبط فقط بمكافحة الإرهاب.. هي ترتبط بالوضع الدولي العام.. فمع كل أسف.. الغرب خلال الحرب الباردة وبعدها وحتى اليوم لم يغير سياسته.. هو يريد أن يهيمن على القرار الدولي.. مع كل أسف لم تتمكن الأمم المتحدة من القيام بدور في حفظ السلام في العالم.. إذا حتى ذلك الوقت.. حتى تستعيد الأمم المتحدة دورها الحقيقي.. القواعد العسكرية ضرورية.. لنا.. لكم.. للتوازن الدولي في العالم.. هذه حقيقة سواء اتفقنا معها أم لم نتفق.. ولكنها الآن هي حالة ضرورية”.
وأوضح الأسد: ” أنا أتحدث فقط عن روسيا.. لا توجد دولة أخرى لأن علاقتنا مع روسيا عمرها أكثر من ستة عقود وهي مبنية على الثقة والوضوح.. ومن جهة أخرى لأن روسيا تستند في سياساتها إلى المبادئ.. ونحن نستند إلى المبادئ.. لذلك عندما تأتي قواعد عسكرية روسية إلى سورية فهي ليست احتلالا.. بل على العكس هي تعزيز للصداقة وللعلاقة.. وتعزيز للاستقرار والأمن.. وهذا ما نريده”.
مصادر: النظام السوري يبحث تغيير رئيس وفده لمؤتمر جنيف
روما (30 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رجّحت أوساط سورية مطلعة أن يتم تغيير رئيس وفد النظام إلى مؤتمر جنيف السفير بشار الجعفري، وأشارت إلى أن نائب وزير الخارجية هو المرشح لمتابعة المفاوضات كرئيس للوفد بدلاً عنه.
وأشارت المصادر في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى مناقشة القيادة السورية مسألة تغيير رئيس وفد النظام بشار الجعفري، السفير السوريلدى الأمم المتحدة، وقالت إن أكثر الأسماء المرشحة لاستلام رئاسة الوفد هو فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري، ولم يتسنّ لوكالة (آكي) التحقق رسميا بدقة هذه المعلومات.
ووفق المصادر نفسها، فإن المقداد “أعلى منصباً من الجعفري وأكثر قبولاً من الأطراف الدولية ومن المبعوث الأممي لسورية وحتى من أطراف المعارضة السورية، وأقل التصاقاً من إيران”، وفق قولها.
وكانت المعارضة السورية طالبت بتغيير الجعفري بحجّة أنه “لا يملك صلاحيات للبت في أي أمر”، وطالبت بحضور رؤساء الأفرع الأمنية الذين “بيدهم القرار”.
وكانت تصريحات الجعفري ومواقفه المتشددة والاستفزازية في مؤتمر جنيف قد أثارت موجه انتقادات وسخرية ضده من المعارضة السورية ومن بعض الجهات الموالية على حد سواء، حيث اتّهم كبير مفاوضي وفد المعارضة محمد علوش بأنه “إرهابي” وطالبه بحلاقة لحيته، كما وصف جميع التنظيمات المسلحة في سورية بأنها “إرهابية” متجاوزاً التوصيف الأممي وتوصيف روسيا وأمريكا لها، فضلاً عن مطالبته بـ”تحرير الجولان” كبند أساسي في الحوار والتفاوض مع المعارضة السورية.
وكان النظام قد شكّل وفد التفاوض لمؤتمر جنيف3 من 16 عضواً برئاسة الجعفري، لتمثيله في مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.
المعارضة السورية ترفض تصريحات الأسد بشأن حكومة جديدة
بيروت (رويترز) – قالت المعارضة السورية يوم الأربعاء إن سوريا بحاجة إلى هيئة حكم انتقالي بصلاحيات وسلطات تنفيذية كاملة وليست حكومة مشاركة تخضع لسلطة الرئيس بشار الأسد.
وقال جورج صبرا المفاوض بالهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية في مباحثات السلام بجنيف “الحكومة إن كانت جديدة أو قديمة طالما أنها بوجود بشار الأسد ليست جزءا من العملية السياسية لذلك ما يتحدث عنه بشار الأسد لا علاقة له بالعملية السياسية.”
وقال أسعد الزعبي عضو الهيئة العليا للمفاوضات إن “ما تريده المعارضة هو ما نص عليه بيان جنيف… هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات والسلطات التنفيذية بما فيها صلاحيات رئاسة الجمهورية.”
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)