أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاربعاء 30 تشرين الأول 2013

النظام يربط مشاركته في «جنيف – 2» بقيادته الحوار

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب

طغى عنصران بارزان أمس على تطورات الأزمة السورية، تمثّل أولهما في إبلاغ دمشق الموفد الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي أنها ستشارك في مؤتمر «جنيف – 2» لحل الأزمة السورية، على أن يكون «الحوار بين السوريين وبقيادة سورية». أما العنصر الثاني البارز، فكان إقالة الأسد نائبَ رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية قدري جميل بعدما التقى مسؤولين أميركيين في سويسرا للتحضير لـ «جنيف – 2».

وتزامن هذان التطوران مع بدء إجلاء آلاف المدنيين المحاصرين في معضمية الشام، جنوب دمشق، بعدما باتت أوضاع مدينتهم المحاصرة منذ شهور مأسوية، في ظل تعذّر وصول الإمدادات الغذائية والطبية، وفي ظل المحاولات المتكررة من قوات النظام لاقتحامها. أما في شمال شرقي سورية، فقد واصل المقاتلون الأكراد تقدمهم في مناطق الحدود مع العراق وطردوا جماعات جهادية، بينها «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة» من مناطق جديدة قرب معبر اليعربية الحدودي الذي سيطروا عليه الأسبوع الماضي، كما وقعت مواجهات دامية بين الطرفين في رأس العين في الحسكة أيضاً ولكن على الحدود مع تركيا.

سياسياً، بثت وكالة الأنباء السورية «سانا»، أن وزير الخارجية وليد المعلم أكد خلال لقائه الإبراهيمي في دمشق أمس، أن «سورية ستشارك في مؤتمر جنيف 2 انطلاقاً من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي». وأضاف أن «الحوار في جنيف سيكون بين السوريين وبقيادة سورية».

وكان الإبراهيمي أكد في وقت سابق أن السوريين هم الذين «سيحددون المرحلة الانتقالية» في بلادهم، وذلك في توضيح لكلام أدلى به إلى مجلة «جون أفريك» الفرنسية جاء فيه أن الأسد يمكن أن يساهم في المرحلة الانتقالية نحو «سورية الجديدة» من دون أن يقودها بنفسه.

والتقى الإبراهيمي في دمشق أيضاً ممثلين لـ «معارضة الداخل»، مثل وزير المصالحة الوطنية علي حيدر بصفته عضواً في «الائتلاف السوري لقوى التغيير»، وأيضاً وفداً من «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي». وقالت مصادر سورية لـ «الحياة» إن هيئة التنسيق أبلغت الإبراهيمي بأسماء وفدها إلى مؤتمر جنيف، ويضم حسن عبدالعظيم ورجاء الناصر وهيثم مناع ومنذر خدام، ويكون جمال ملا محمود مشتركاً مع الهيئة الكردية العليا.

وجاءت لقاءات الإبراهيمي مع مسؤولي النظام السوري و «معارضة الداخل» في وقت أقال الأسد قدري جميل بسبب «تغيبه عن مقر عمله من دون إذن مسبق» وعدم أدائه مهمات وظيفته (الاقتصاد) و «قيامه بنشاطات خارج الوطن من دون التنسيق» مع الحكومة، في إشارة إلى لقائه في سويسرا الأسبوع الماضي السفير الأميركي في سورية روبرت فورد.

ونقلت قناة «الميادين» عن جميل أمس: «سأعود إلى سورية فور إنهاء أعمالي في جولتي التي أقوم بها»، لافتاً إلى «أنني اختلفت مع الحكومة السورية لأنني أتفرغ للعمل السياسي والحزبي»، لكنه قال إن «خلافي مع النظام ليس ذلك الخلاف المبدئي العميق». ودافع عن اجتماعه مع الأميركيين، قائلاً إن «لقاءنا مع الأطراف الدولية هو لوقف حمام الدم السوري، وهو أمر مشروع». وقال في انتقاد غير مباشر للحكم السوري: «لا أعتقد أن من يذهب إلى جنيف 2 يمتعض من اللقاءات مع الراعين للحوار».

وقال جميل أيضاً: «لم أكن على علم بقرار إعفائي من منصبي، وهكذا رأت الحكومة. ولن افتعل مشكلة من القرار». وتابع أنهم لم يعودوا يتحملون قيامه بـ «عملي السياسي»، رافضاً تحويله إلى مجرد «موظف». وقال إن «موضوع تنحي الأسد أمر غير وارد»، مؤكداً أن «شرط تنحي الرئيس الأسد هو مطلب تعجيزي قبل بدء الحوار». وقال أيضاً: «إذا انتهت الأزمة السورية سأعود إلى منزلي»، موضحاً: «نحن مناضلون، وما يهمنا هو انتهاء حمام الدم في سورية».

وذكرت مصادر سورية أن جميل عقد السبت لقاء في جنيف مع السفير فورد، طالباً المشاركة في «جنيف – 2» كجزء من وفد المعارضة، إلا أن المسؤول الأميركي رفض، شارحاً أن من الصعوبة بمكان أن يكون المرء في الحكومة والمعارضة في الوقت نفسه. وقال مسؤول شرق أوسطي لـ «رويترز» إن لقاء جميل مع فورد «كان طويلاً لكن بلا طائل».

وقال المتحدث باسم «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» لؤي صافي، في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»، إن اعفاء جميل من منصبه «يؤكد لنا أن النظام في مرحلة تفكك سياسي». وأضاف: «ثمة صعوبة الآن في الحفاظ على بعض الشخصيات التي مثّلت واجهة للنظام، وهذا مؤشر على مزيد من التآكل… قدري جميل شعر بأن السفينة تغرق ويريد النجاة قبل غرقها».

الأسد يستقبل الابراهيمي لدعم جهود “جنيف 2

دمشق – رويترز

اجتمع مبعوث السلام الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي مع الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق، في محاولة لدعم جهود عقد محادثات السلام المتعثرة.

وقالت خولة مطر المتحدثة باسم الابراهيمي ان “المبعوث الدولي اجتمع مع الاسد”، لكنها لم تذكر تفاصيل.

وتهدف محادثات “جنيف 2” المزمع إجراؤها في 23 تشرين الثاني/نوفمبر، الى بدء عملية سياسية لإنهاء الحرب الأهلية في سورية التي قتل فيها اكثر من 100 الف شخص.

وأغضب الابراهيمي المعارضة السورية حين قال إن “ايران وهي أحد الداعمين الرئيسيين للأسد خلال الحرب يجب أن تشارك في المحادثات”.

ويقول جناحاً المعارضة العسكري والسياسي إن “اي مفاوضات يجب ان تستند الى خروج الاسد من الصورة”.

وقال محمد رضا شيباني، السفير الايراني في سورية للصحفيين في دمشق اليوم الاربعاء إن “ايران مستعدة لحضور الاجتماع في جنيف”.

وأضاف “طبعاً الكل يعرف طاقة ايران في المساعدة على الحل السياسي للأزمة السورية. غياب ايران عن هذا الاجتماع لا يفيد الاجتماع”.

ماذا سيقول الأسد للإبراهيمي بعد عودته الى دمشق؟

بيروت – “الحياة”

بعد سنة من الانقطاع عاد الموفد الدولي الاخضر الإبراهيمي الى سورية. هذه الزيارة هي عودة بعد أن قطع الرئيس السوري بشار الأسد مدة اللقاء معه كتعبير عن امتعاضه من “تجرؤه” على مفاتحته بإمكان عدم ترشحه للرئاسة مجدداً في انتخابات 2014. وكشف الأسد لاحقاً أنه قال للإبراهيمي إن هذا الأمر لا يناقش سوى بين السوريين أنفسهم، طالباً من الموفد الدولي أن يلتزم بحدود مهمته، وهي أنه مجرّد “وسيط”. لكن الأنظار ستكون مركّزة على الاجتماع الذي قد يجمعه مع الأسد، وعن ما سيقوله الأسد له.

وفي حين أعلنت خولة مطر المتحدثة باسم الابراهيمي ان “المبعوث الدولي اجتمع مع الاسد”، لم ترشح اي تفاصيل عن ما قاله الأسد للإبراهيمي او ما تبادلاه من أفكار حول دعم جهود عقد محادثات السلام المتعثرة.

مصير “جنيف 2”

كثيرون ينتظرون لقاءات الابراهيمي، تمهيداً لمحادثات مؤتمر “جنيف 2″، الذي  يشترط الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ان “تتمحور حول مرحلة انتقالية ديموقراطية في سورية تستثني الاسد”، فيما يرفض النظام اي تطرق الى هذا الأمر.

ومن المفترض أن تُحدد نتائج هذه الزيارة إلى حد كبير مصير الجهود لعقد مؤتمر السلام السوري (جنيف 2). لكن المؤشرات الصادرة من العاصمة السورية لا توحي حتى الآن بأن النظام مستعد للتنازل عن السلطة لمصلحة حكومة انتقالية، وفق ما جاء في بيان “جنيف – 1″، وبحسب ما تُصرّ المعارضة السورية التي يؤازرها في هذا الموقف تحالف واسع يضم دولاً غربية وعربية فاعلة.

وكان لافتاً أن الإبراهيمي قدّم ملامح تصوره لكيفية الوصول إلى تسوية، عشية وصوله إلى دمشق، إذ قال في تصريحات الى مجلة فرنسية إن “الرئيس بشار الأسد يمكنه أن يلعب دوراً في المرحلة الانتقالية من دون أن يقودها بنفسه”.

لقاءات الابراهيمي

وابلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم الابراهيمي بعد لقائهما ان دمشق ستشارك في مؤتمر جنيف-2 لحل الازمة السورية انطلاقاً من حق الشعب السوري “الحصري” باختيار قيادته، وفق ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية السورية “سانا”، مشيراً الى ان المؤتمر سيكون “بين السوريين وبقيادة سورية”.

والتقى الابراهيمي شخصيات من المعارضة السورية في الداخل، التي يشارك ممثلون عنها في الحكومة السورية.

وقال وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السوري علي حيدر ان “هناك حاجة للذهاب الى فرز حقيقي لمعنى المعارضة والموالاة ووطني وغير وطني”، واضاف “من يضع شروطاً مسبقة لا يريد الذهاب الى عملية سياسية”.

وتأتي زيارة الابراهيمي الى دمشق من ضمن جولة اقليمية شملت دولاً عدة ابرزها ايران وتركيا والعراق وقطر، وتهدف الى “تمهيد الطريق لعقد مؤتمر “جنيف-2” لإيجاد حل للازمة السورية”، وذلك غداة تحذيره من “صوملة” تهدد البلاد في حال استمرار النزاع العسكري.

ومن معارضة الداخل، التقى الابراهيمي وفداً من هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي، وزاره في الفندق بشكل خاطف نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد.

زيارة الابراهيمي تزامنت مع تطورات ميدانية على الارض السورية، اذ حقق المقاتلون الاكراد في محافظة الحسكة في شمال شرق سورية مزيداً من التقدم على حساب مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام، التي تمكنوا من طردها من عدد من القرى، كما غنموا اسلحة من لواء مقاتل تابع للجيش السوري الحر، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

القمع سوفياتي في الماضي… روسي ـ أميركي في الحاضر

بيروت ـ “الحياة”

يشكل القمع السياسي السوفياتي فصلاً أسود في تاريخ  الاتحاد السوفياتي السابق وبلغ عدد ضحاياه مستوى “استحقوا” عليه يوماً للذكرى تحييه روسيا والدول التي كانت ضمن الاتحاد منذ عام 1991 في الثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر من كل عام.

اعتبر نظام معسكرات العمل القسري، رمزاً للقمع السوفياتي وقد تأسست هذه المعسكرات في العام 1929 وتطورت في السنوات الأولى للنظام الشيوعي ولكن لم يقتصر وجودها على روسيا فقط بل انتشرت في الجمهوريات الاشتراكية في أوروبا الوسطى والشرقية بدءاً من العام 1940.

لا يوجد إحصاءات دقيقة لعدد ضحايا القمع السياسي السوفياتي ولكن تُجمع التقديرات على أنهم في دائرة الـ18 مليون، منهم من تمت تصفيته ومنهم من أرسل إلى معسكرات العمل القسري التي تعرف بمعسكرات الغولاغ. ويقدّر عدد الذين قضوا في هذه المعسكرات إعداماً أو تحت التعذيب أو خلال محاولة الهرب أو خلال العمل القسري، ثلاثة ملايين والجزء الأكبر من هؤلاء الضحايا سقط خلال الحكم الستاليني ولا سيما بين عامي 1937 و1938 حيث تجاوز عددهم بحسب أرقام جمعية “ميموريال” الروسية التي توثق القمع السوفياتي، 40 ألف شخص.

تم توثيق معاناة الضحايا في العديد من الكتب كان أهمها وأكثرها شمولاً كتاب “أرخبيل الغولاغ” للكاتب الروسي ألكسندر سولجنستين الذي تضمن شهادات من سجناء سابقين في معسكرات الأعمال الشاقة.

قد لا يتذكّر الروس ضحايا القمع السياسي في يوم واحد فقط، بل في سكك حديد وطرقات سريعة وجسور وقنوات ومناجم ذهب ويورانيوم وحديد شارك في حفرها وبنائها سجناء محكومون بالأعمال الشاقة في معسكرات الاعتقال. ويحتل هذا جزءاً مهماً من كتاب سولجنستين الذي ينقل عن أحد المعتقلين السابقين قوله إن “الدولة الروسية بنيت على حطام عظامنا”.

ورغم انهيار الاتحاد السوفياتي إلاّ أن القمع السياسي استمر في جمهورياته السابقة حيث تقول منظمة العفو الدولية إن ممارسة عمليات نقل وتسليم المعتقلين بصورة غير قانونية استمرت وتعاونت روسيا وأوكرانيا في اختطاف وإعادة الأشخاص المطلوبين المعرَّضين للتعذيب، مما شكَّل تحدياً صارخاً لأحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي منعت تسليمهم.

واستمرت حملة القمع في بيلاروسيا بعد عام 2011 وفي روسيا أدت موجة جديدة من القوانين القمعية إلى زيادة قدرة الدولة على قمع الاحتجاجات أو المظاهرات أو الأفراد أو المنظمات المعارضة. وبالإضافة إلى زيادة العقوبات على انتهاك قوانين الاحتجاج، تستهدف السلطات الروسية المنظمات غير الحكومية التي تتلقى تمويلاً أجنبياً ﺑاعتبرها “عميلة للأجانب” وهو توصيف يعيد إلى الأذهان مصطلحات ستالين للإشارة إلى “الجواسيس” و”المنشقين”، كل ذلك في ظل رقابة حكومية على الإنترنت.

ورغم أن معسكرات الاعتقال السوفياتية أصبحت من الماضي إلاّ أن منظمة العفو الدولية شبهت في الآونة الأخيرة معتقل غوانتانامو الأميركي في كوبا والسجون الأميركية السرية في العالم بمعسكرات الأشغال الشاقة في الاتحاد السوفياتي السابق. وقال المدير التنفيذي للمنظمة في الولايات المتحدة وليام شولز إن هناك وجوه شبه عديدة فـ “الولايات المتحدة تحتفظ بأرخبيل من السجون حول العالم، العديد منها سرية يختفي من يدخلها وتنقطع صلته بالعالم”.

وعندما سئل شولز كيف يمكنه المقارنة بين الملايين الذين احتجزوا داخل معسكرات الأشغال الشاقة في العهد السوفياتي وبين من تصفهم القوانين الأميركية بالمقاتلين الأعداء، قال إن “بعض معتقلي غوانتانامو كانوا في المكان الخطأ في الزمان الخطأ”.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” آنذاك إن “ما يجعل استعارة المعسكرات الشاقة التي استعملتها منظمة العفو ملائمة هو أن غوانتانامو لا يعدو أن يكون واحداً من سلسلة معسكرات اعتقال سرية تشمل كذلك أبو غريب بالعراق والسجن العسكري بقاعدة باغرام بأفغانستان، ومعسكرات آخر تديرها وكالات الاستخبارات”.

جنيف – 2 بين الأسد والابرهيمي اليوم / اللقاء وفورد أطاح قدري جميل

(و ص ف، رويترز)

أبلغت دمشق أمس الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي ان للشعب السوري “الحق الحصري” في اختيار قيادته، وذلك في اليوم الاول من لقاءات الابرهيمي الساعي الى الحصول على توافق على مؤتمر جنيف – 2 لحل الازمة في العاصمة السورية، شملت معارضة الداخل. وفي خطوة مفاجئة، أعفى الرئيس بشار الاسد نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية قدري جميل من منصبه في خطوة تلت كشف لقاء عقده مع ديبلوماسيين اميركيين.

وأفادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أبلغ الابرهيمي خلال لقائهما ان “سوريا ستشارك في مؤتمر جنيف – 2 انطلاقا من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي”. وأضاف ان “الحوار في جنيف سيكون بين السوريين وبقيادة سورية”، وان التصريحات والبيانات “بما فيها بيان لندن حول مستقبل سوريا”، هي “اعتداء على حق الشعب السوري واستباق لنتائج حوار بين السوريين لم يبدأ بعد”، وذلك في اشارة الى بيان اجتماع “أصدقاء الشعب السوري” في 22 تشرين الاول الذي اكد ان لا دور للاسد في مستقبل سوريا.

ونقلت “سانا” عن الديبلوماسي الجزائري الذي قال مصدر في الامم المتحدة انه سيلتقي الاسد اليوم، ان “وجهات النظر كانت متفقة على أهمية وقف العنف والارهاب واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها”، معتبراً ان هذه المبادىء “أساسية في نجاح المؤتمر”.

وفي وقت سابق، أكد الابرهيمي ان السوريين هم الذين “سيحددون المرحلة الانتقالية” في بلادهم، وذلك في ايضاح لكلام أدلى به الى مجلة “جون افريك” الفرنسية جاء فيه ان الاسد يمكن ان يساهم في المرحلة الانتقالية نحو “سوريا الجديدة” من غير ان يقودها بنفسه. وقال في فندق “الشيراتون”: “الكلام الذي أقوله دائما هو اننا نعمل حول جنيف – 2، ومؤتمر جنيف أساساً لقاء بين الاطراف السوريين، والاطراف السوريون هم الذين سيحددون المرحلة الانتقالية وما بعدها وليس انا”.

وتدخل زيارة الابرهيمي ضمن جولة اقليمية شملت دولاً عدة أبرزها ايران وتركيا والعراق وقطر، وتهدف الى تمهيد الطريق لعقد مؤتمر جنيف -2.

والتقى الابرهيمي كذلك شخصيات من المعارضة في الداخل التي يشارك ممثلون لها في الحكومة.

وقال منسق “هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي” حسن عبد العظيم بعد لقائه الابرهيمي مع أمين سر الهيئة رجاء الناصر، انه طالب “بان تكون وفود المعارضة ضمن وفد موحد باسم وفد المعارضة السورية، على ان يضم ممثلي الهيئة والائتلاف والهيئة الكردية العليا”.

وأمس، رأى “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” ان تصريحات الإبرهيمي عن دور الأسد في المرحلة الانتقالية ومشاركة ايران في المؤتمر الدولي “تعزز الاستقطاب الدولي حول الحل السياسي للصراع في سوريا، وتمثل تجاوزاً للدور المنوط به، ومخالفة لموقف الدول الصديقة للشعب السوري” الوارد في بيان لندن.

إقالة قدري جميل

وفيما كانت لقاءات دمشق تتواصل، أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” بيانا لرئاسة مجلس الوزراء اعلنت فيه صدور مرسوم رئاسي باعفاء جميل من منصبه، معددة اسبابا عدة هي غيابه “عن مقر عمله دون اذن مسبق، وعدم متابعته لواجباته المكلف القيام بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعانيها البلاد، الى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة”.

وأوضحت المصادر السورية ان جميل التقى السبت في جنيف السفير الاميركي لدى سوريا روبرت فورد، وبحث معه في التحضيرات جنيف – 2.

ونقلت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً عن جميل قوله لها: “سأعود الى دمشق فور انتهاء ما أقوم به من لقاءات سياسية متعلقة بجنيف – 2”. كما أوردت صفحته الرسمية في موقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي ان “لقاءنا مع الاطراف الدوليين لوقف حمام الدم السوري هو امر مشروع… لا اعتقد ان من يذهب الى جنيف- 2 يمتعض من اللقاءات مع الراعين للحوار”.

وأعلنت اقالة جميل فيما كان الاخير يدلي بحديث في استوديو قناة “روسيا اليوم” في موسكو . ولاحقاً قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ناقش مع جميل الوضع الانساني في سوريا وضرورة عقد مؤتمر جنيف – 2 في أسرع ما يمكن.

أما الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي، فقالت إن الولايات المتحدة لا تريد الدخول في مزايدات في شأن إقالة جميل وإن واشنطن لا تعرف أسباب إقالته. وأكدت أن الرجل التقى في جنيف قبل ثلاثة أيام فورد الذي شدد على أن الاسد والمقربين منه فقدوا الشرعية وعليهم الرحيل. وأضافت: “نحن نعقد لقاءات مع الكثير من السوريين الذين يمثلون القوى السياسية كافة. ونحن لا ننوي كشف القائمة الكاملة، ولكن يجب الاشارة إلى أننا نلتقي السوريين ونحافظ على اتصال مباشر مع النظام في دمشق”.

الى ذلك، أفادت وزارة الخارجية الروسية أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري ناقشا خلال مكالمة هاتفية التحضير لجنيف – 2.

وقالت إنه جرت مناقشة الوضع في سوريا، بما في ذلك الجانب الإنساني منه والمسائل المتعلقة بالتحضير للمؤتمر الدولي حول تسوية النزاع المسلح في سوريا”. وأشارت إلى أن المكالمة جرت بمبادرة من الجانب الاميركي.

الإبراهيمي وسط ألغام دمشق

فادي الداهوك

بينما كانت الأنظار تتجه إلى المحادثات التي بدأها المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الابراهيمي، مع مسؤولين في النظام السوري وبعض الشخصيات في معارضة الداخل، استعداداً للقاء الرئيس السوري بشار الأسد غداً، سرق نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، قدري جميل الأضواء بعدما اقيل من منصبه بمرسوم رئاسي خلال وجوده في موسكو.

اقالة جميل بررتها وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”، بناء على ما أعلنته الحكومة، بأنها تعود إلى تغيّب جميل عن عمله دون إذن، ولعقده لقاءات خارج سوريا دون تنسيق مع الحكومة، معتبرةً ذلك تجاوزاً للعمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة.

 الاقالة لم تكن مفاجئة كثيراً، وخصوصاً بعد التسريبات خلال الأيام الماضية عن أن زيارة جميل إلى موسكو ستطول، لكن اللافت كان توقيتها. توقيت ليس المعني به فقط اعلان الاعفاء لحظة وجود جميل على الهواء مباشرةً على قناة “روسيا اليوم” بل لكونه أتى بعد ساعات فقط من الكشف عن لقاءات أجراها جميل في جنيف مع مسوؤلين أميركيين تركزت حول جنيف 2، الذي لا يزال تثبيت موعد انعقاده غير قابلٍ للحسم في ظل العقبات التي يحاول الابراهمي بذل ما في وسعه لتذليلها.

وهو ما دفع المبعوث الدولي للقيام بجولة اقليمية اختار ختامها  بزيارة إلى دمشق هي الأولى له بعد انقطاع دام لأكثر من عام. وعقد الابراهيمي، جولة من المحادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ووفد من معارضة الداخل.

 وعن أجواء المحادثات التي أجراها الابراهيمي مع وفد المعارضة الداخلية وتحديداً هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، أوضح عضو المكتب التنفيذي في الهيئة، أحمد العسرواي، في اتصال مع “المدن”، أن هناك محاولات لدمج قوى المعارضة (سواء في الداخل أو الخارج) في وفد واحد، مشيراً إلى أن هذا “الأمر ترفضه هيئة التنسيق لعدم إمكان تفاهم الهيئة مع أطراف مناقضة لها في مسائل العنف والتسليح والتدخل العسكري”، في اشارة إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة.

 ولفت العسراوي إلى أن “النظام يقول إنه موافق على حضور جنيف 2 من دون شروط، والائتلاف يضع شروطاً، فيما ترى هيئة التنسيق أن شرط رحيل النظام قبل انعقاد جنيف 2، لن يكون أمراً مجدياً”. وتساءل “مع من سيكون التفاوض إذا رحل النظام؟”.

 أما عن قرار إعفاء قدري جميل من منصبه، فاكتفى العسراوي بالقول إن “ذلك لن يبدل شيئاً بالنسبة للهيئة، اذ لن يكون لها أي تحالفات مع معارضة هي أصلاً من قلب النظام”.

 على الجهة الاخرى، نفى نائب رئيس تيار بناء الدولة ومسؤول الأنشطة في التيار، أنس جودة، لـ”المدن” صحة الأنباء التي تحدثت عن لقاء جمع الإبراهيمي مع وفد من التيار.

 جودة أكد على رؤية التيار القائلة بضرورة عقد جنيف 2، “حتى لو حصل ذلك دون تمثيل التيار”، لكنه اعتبر أن المشكلة تكمن في أن “الأطراف المطروحة لحضور جنيف 2 لا تعبر عن الحاجة السورية للحل، هي فقط تبحث عن مصالحها”. وخلص إلى القول إن “جنيف 2، سيكون فرصة لما بعده، وهو حاجة ضرورية لبدء عملية سياسية وإظهار قيادات سياسية جديدة”.

 أما في ما يتعلق بفحوى محادثات الإبراهيمي مع المسؤولين السوريين، فتولى التلفزيون السوري نقلها، إذ أفاد بأن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أبلغ المبعوث الأممي موافقة دمشق على حضور جنيف 2 دون شروط، مؤكداً أن “سوريا ستشارك في هذا المؤتمر انطلاقاً من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته”. كما أشار إلى أن الموافقة على حضور المؤتمر تأتي ضمن سياق “رفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي”، لافتاً إلى أن “الحوار في جنيف سيكون بين السوريين وبقيادة سورية”.

 وكان الإبراهيمي استبق لقاء المعلم بنفي ما نسب إليه من تصريحات حول إمكان أن يساهم الأسد في مرحلة انتقالية دون أن يقودها بنفسه، وخصوصاً بعدما أعربت دمشق بشكل غير مباشر عن امتعاضها مما نقل عن الابراهيمي، بإبلاغها مقربين منه أن الأسد سيلتقيه، فقط اذا نجحت مباحثاته مع الخارجية السورية.

 وهو ما حرص الابراهيمي على تداركه بالقول في مؤتمر صحافي عقده في دمشق، “الحضور إلى جنيف يتم دون شروط مسبقة، وجنيف مبني على أن الأطراف السورية هي التي ستحدد المستقبل وهذا الكلام الذي قلته ولا اتراجع عنه”.

 وتتزامن زيارة الابراهيمي مع استمرار المشاورات الأميركية – الروسية حيال الأزمة السورية، اذ أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها عن قيام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالتشاور هاتفياً مع نظيره الأميركي جون كيري ومناقشة التحضير للمؤتمر.

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن المكالمة جرت بمبادرة من الجانب الأميركي، الذي يبدو انه يسعى لفتح قنوات اتصال مع النظام السوري.

وهو ما تأكد ليس فقط من خلال لقاء جميل بالمسؤولين الأميركيين بل أيضاً من خلال تصريحات وزير الدولة السوري لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، الذي أكد بعد لقائه الإبراهيمي بصفته أحد أعضاء “الائتلاف السوري لقوى التغيير” أن واشنطن تسعى لفتح قنوات مع سوريا. لكن حيدر اعتبر أنه “من المبكر التكلم عن ذلك، وخصوصاً أن أميركا لم تتوقف عن الدعم السياسي والاعلامي (للمعارضة السورية في الخارج) وحتى التكلم عن التسليح والتمويل والتدريب”.

القلمون: ما قبل المعركة

عمر حرقوص

بدأت الضجة وقرقعة السلاح في القلمون السورية، لكن غبار الحرب لم يرتفع.. المعركة بدأت ولكن ليس بالمقاييس المطلوبة لاشتعالها.. هي حرب وليست معركة كما يقول أحد المتابعين من اللجان الإعلامية في الريف الشمالي لدمشق.. فالمعركة ليست موضعية مثل ”القصير“ المحاصرة من كل الجهات، بل هي حرب على قياس القلمون.. الجيش السوري بدأ التحضير للحرب من خلال جمع حشود عسكرية في مناطق عدة داخل القلمون وفي محيطها.. ومدفعيته بدأت بقصف عدد من المدن والبلدات في المنطقة. فيما ينشغل ”الثوار“ بتحرير بلدة ”مهين“ ومحيطها في الريف الأوسط بين القلمون وحمص، باتجاه مدينة ”القريتين“ في وسط الصحراء لفتح طرق المهربين بين حلب وحمص ومعضمية الشام إضافة إلى القلمون. في هذا الوقت ما زال ”حزب الله“ غائباً عن هذه ”المعمعة“، عدا عن قيام عدد من عناصره بتحركات استطلاعية في الريف الغربي لدمشق أي على حدود بلدة الزبداني.

قرار السيطرة على بلدة ”القريتين“ له أهداف استراتيجية عديدة على المدى المتوسط أهمها فتح طريق عبر الصحراء إلى ريف دمشق الشرقي أو ما يعرف بالغوطة الشرقية، وتخفيف الحصار عن مدينة المعضمية، وفتح ثغرات لنقل المعركة إلى داخل دمشق. وكتائب القلمون هي الأكثر قدرة على الحركة لأسباب عديدة منها عدم انهاك عناصرها في معارك طويلة، بل هم تنقلوا في مناطق سورية مختلفة وساهموا في معارك عديدة أكسبتهم خبرات ميدانية في القتال.

 في هذا الوقت، بدأ الجيش السوري خطواته المتسارعة للضغط على ”القلمونيين“ بسبب قيادتهم عملية تحرير بلدة مهين وجوارها، فالثوار يشيرون إلى أن تخفيف الحصار عن ريف دمشق الشرقي يمر عبر الصحراء التي لا يمكن للجيش السوري السيطرة على طرقها الرملية الكثيرة التي لا يعبرها إلا المهربين ولا يستطيع هذا الجيش السيطرة على كل مساربها. لتصير بلدة القريتين صلة الوصل بين ريف دمشق الشرقي وغرب حمص إضافة إلى منطقة القلمون وصولاً إلى منطقة حلب.

 في الأيام الأخيرة، بدأ الجيش السوري عملية نشر للجنود في المناطق التي يسيطر عليها في القلمون، من النبك إلى محيط عين التينة ومعلولا، وذلك للضغط على ”مقاتلي القلمون“ الذين قاموا بعملية الهجوم على ”مهين“ للعودة إلى منطقتهم وتخفيف الضغط عن محور ”مهين – القريتين“.

 الخطوات الأولى بدأت بنشر عدد من الدبابات والآليات العسكرية، إضافة إلى جلب جنود من المشاة بعشرات الباصات العسكرية للانتشار في المنطقة. بعدها قام مسؤول فرع الأمن السياسي في النبك باستدعاء عدد من وجهاء العشائر في ”القلمون“ وأرسل معهم تهديدا مباشرا مكونا من نقاط عديدة، أبرزها: وقف مشاركة أبناء القلمون في معركة ”مهين ـ القريتين“، سحب السلاح والمقاتلين واقفال المراكز العسكرية في مدينة يبرود والبلدات المحيطة، قطع طريق عرسال ـ قارة إضافة إلى مطالب تقنية أخرى.

يؤكد الناشط الميداني تيم القلموني أن هذه المطالب رفضتها مجموعات ”الجيش الحر“ في القلمون سريعاً، فردت قوات الجيش السوري بقصف عنيف لأحياء يبرود بشكل متواصل لأكثر من ساعة ونصف، فيما قصفت للمرة الأولى أحياء جديدة في المدينة. كما قصف الجيش السوري عددا آخر من القرى والبلدات في المنطقة مع كثافة في النيران على بلدة حوش عرب القريبة ليبرود.

 ثوار القلمون، أكدوا على استمرار عمليتهم تحت اسم ”ابواب الله لا تغلق“ في منطقة ”مهين“ و”صدد“ حيث تم تحرير كل من بلدات مهين وحوارين والحدث والغنثر بالكامل من الجيش السوري بعد سقوط كافة مخافر حرس الحدود السوري ”الهجانة“ في تلك المناطق. واستمروا في حصار مستودعات الذخيرة في مهين لليوم الثامن على التوالي، حيث اضطرت قوات النظام إلى رمي كبسولات الامداد من المروحيات للجنود المحاصرين داخل المستودعات الضخمة. واستمرت المعارك في محيط بلدة صدد في محاولة من ”الحر“ لتحقيق انجاز سريع قبل وصول الامدادات للجيش السوري إلى المنطقة.

 بالنسبة إلى أبناء القلمون فهم لا يتخوفون من مشاركة ”حزب الله“ في هذه المعركة، فالبيئة الحاضنة للحزب في القرى البقاعية في لبنان ترفض الحرب على القلمون، فهي تعيش اقتصاداً جيداً منذ انطلاق الانتفاضة السورية حيث يهرّب أبناء هذه القرى كل ما يحتاجه الداخل السوري من مواد غذائية وسلع وسلاح. ورغم العديد من المشاكل التي حصلت في المنطقة فإن خسائرها البشرية لم تتعد عدد أصابع اليدين.

 في هذا الوقت يؤكد راشد (اسم وهمي) وهو قائد لكتيبة في جرود رنكوس أن عناصر المراقبة استطاعت قبل يومين مشاهدة دورية استطلاعية لـ ”حزب الله“ في المنطقة الممتدة من جرود بلدة حام باتجاه سرغايا وصولاً إلى حدود الزبداني، وهي مكونة من عشرين سيارة دفع رباعي.. وتوقع راشد ان يقوم ”حزب الله“ بعمل عسكري على الزبداني خلال عشرة أيام، وذلك لحماية طريق بيروت دمشق الدولي.

 وقال إن الحرب في القلمون لن تكون معركة سريعة وتنتهي، بل إن توقعات ”الثوار“ في القلمون هي بدء الجيش السوري بمعركة عسكرية طويلة الأمد تتأثر فيها المنطقة كلها ما يستدعي مشاركة ”حزب الله“ للدفاع عن القرى الشيعية في لبنان بعد أن يسقط فيها عدد من الصواريخ.

لغز قدري جميل: من عباءة الحكومة إلى مقاعد المعارضة!

قوة دفع لعجلة جنيف .. من دمشق

محمد بلوط

الأرجح أن تتجاوز قضية إعفاء نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل من منصبه «تغيّبه عن منصبه وقيامه بنشاطات خارجية من دون التنسيق مع الحكومة». وليس مستبعَداً أن تكون عملية إعفائه، من المنصب الذي يكبله بوفد النظام إلى جنيف، مُعدّة كسيناريو مسبق أو حقيقية في الدوافع المعلنة لها، إلا أنها قد حققت ما كان يصبو إليه نائب رئيس الوزراء المعفى، منذ بداية الحديث عن مؤتمر جنيف، وسهّلت له بإخراجه من عباءة النظام، بتكريسه معارضاً داخلياً، وانتزاع مقعد في وفد المعارضة السورية، أو على أطرافها، ولكن في مواجهة الوفد الرسمي السوري.

وبينما كان الإعفاء يشير أيضاً الى ان المقعد الاول لشخصية معارضة قد حجز فعلياً، فإن من المؤشرات اللافتة للانتباه والصادرة من دمشق امس، العفو الذي أعلنه الرئيس السوري بشار الاسد امس، وتصريحات المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي عشية لقائه المتوقع اليوم مع الاسد، حول رفضه الشروط المسبقة التي تطرحها شخصيات «الائتلاف» للحضور الى جنيف، وتشديده على اولوية الحل بين السوريين، فيما نقل عنه انتقاده للدور السعودي المعرقل للتسوية السياسية، في الوقت الذي أكد وزير الخارجية وليد المعلم ان المشاركة في المؤتمر تأتي انطلاقاً «من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي، واختيار قيادته، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي وأن الحوار في جنيف سيكون بين السوريين، وبقيادة سورية».

وتنحو عملية الإعفاء لقدري جميل، الذي غادر مع عائلته دمشق منذ 20 يوماً إلى موسكو، إلى الاندراج في استراتيجية روسية متواصلة منذ أشهر لدفع قدري جميل، أقرب المعارضين السوريين إلى موسكو، إلى صفوف المعارضة، وبدعم من النظام السوري نفسه، فيما كان الأميركيون، بحسب مواقفهم الأخيرة، يفضلون بقاءه في الحكومة السورية للعب دور تصالحي بين المعارضة، التي ينتمي إليها من دون أن تقبل بمشاركته في وفدها، وبين النظام، الذي يقف جميل تحت سقف مقبول لديه من المعارضة الداخلية.

وكان الروس قد حاولوا بإصرار، وبتأييد من النظام، ومن دون طائل، دمج الوزيرين قدري جميل وعلي حيدر، من «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير»، في وفد مشترك لمعارضة الداخل، إلى جانب «هيئة التنسيق». والأرجح أن طريق قدري جميل إلى المشاركة بجنيف بات أقرب منالاً اليوم بعد تخفّفه من أعباء الوزارة، التي قال أن الخروج منها كان أسهل من الدخول إليها. وجاء في بيان الرئاسة السورية «أنه نتيجة لغياب قدري جميل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عن مقر عمله ودون إذن مسبق، وعدم متابعته لواجباته المكلف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد، إضافة إلى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن من دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة صدر مرسوم رئاسي بإعفائه من منصبه».

وإذا كان من دلالة أخرى للقاء السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد بنائب رئيس الوزراء السوري السابق، والنتائج التي ترتبت على هذا اللقاء، فهي تأكيد جميع الأطراف دفع الأثمان الضرورية للذهاب إلى جنيف بما فيها التواصل مع وزراء من النظام، وهو يعني أيضاً أن الأميركيين والروس جادون في العمل لعقد مؤتمر جنيف وان الموعد الذي حدد له هذه المرة ليس بعيد التحقق.

ويبدو سيناريو اللقاء في جنيف بين جميل وفورد كان مجرد خيار اضطراري، بعد أن كانت فكرة اللقاء قد طرحت عبر مؤتمر ينعقد في بروكسل في 23 تشرين الأول الحالي، برعاية مباشرة وتأييد من العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، على أن يجمع عدداً كبيراً من المعارضين من كل الاتجاهات وممثلين عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا. وكان من المنتظر أن يستخدم الجميع المؤتمر في بروكسل لإجراء الاتصالات الضرورية مع الأطراف الداخلية، بعد أن ترسخت قناعة لدى الأوروبيين والأميركيين أنه لا بد من توسيع دائرة الاتصال بالمعارضة السورية وعدم الاقتصار على دعم

وتأييد «الائتلاف السوري»، خصوصاً بعد رفضه الذهاب إلى «جنيف 2» وضرورة البحث عن بدائل لعقد المؤتمر بمن حضر، لو اقتضى الأمر، إقناع بعض الائتلافيين بحضوره.

ورفضت الحكومة البلجيكية بسبب لوائح العقوبات منح تأشيرات دخول إلى الوزيرين علي حيدر وقدري جميل، ما اضطر المنظمين إلى تأجيله حتى الأول من تشرين الثاني المقبل، ثم إلى تاريخ لم يُحدّد بعد. واضطر الأميركيون إلى دعوتهما إلى جنيف لإنجاز اللقاء المنتظر. ويبدو أن دمشق رفضت منح الضوء الأخضر لحيدر للسفر إلى جنيف، فيما كان قدري جميل في إجازة من منصبه في موسكو، ما ساعده على الاجتماع بفورد في جنيف، لبحث مشاركته في وفد من المعارضة أو وفد ثالث مستقل، وهو ما سيعمل الروس على إقناع الأميركيين به في الأيام المقبلة، بعد إعفائه من منصبه في دمشق.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جين بيساكي أن «السفير فورد شدد على وجوب أن نعمل جميعاً على حل سياسي وفق مضمون (بيان) جنيف (في حزيران العام 2012) وعلى أن الأسد والقريبين منه فقدوا أي شرعية وعليهم الرحيل».

وتبدو دول في الاتحاد الأوروبي عازمة على توثيق علاقاتها بالمعارضة السورية مع اقتراب موعد جنيف، واستخلاص الكثيرين من بين هذه الدول أن العملية السياسية السورية، باتت قريبة. وهكذا بالإضافة إلى مؤتمر بروكسل تعمل اسبانيا إلى جانب الاتحاد الأوروبي على جمع المعارضة السورية بكل أطيافها على المشاركة في مؤتمر ينعقد في قرطبة. كما وجهت الخارجية النمساوية دعوات إلى مختلف أطياف المعارضة السورية لحضور مؤتمر مماثل قريباً في فيينا.

وجاءت مؤشرات أخرى تدعم حدس نائب رئيس الوزراء السوري المعفى من منصبه بأن يكون موعد الثالث والعشرين من الشهر المقبل في جنيف، موعداً مؤكداً لانطلاق العملية السياسية في سوريا. وجاءت الإشارات من المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي خلال لقاء عقده مع قادة «هيئة التنسيق» في دمشق.

فلمن سأله عن ضمانات انعقاد المؤتمر وذهاب وفد من «الائتلاف» إليه وهو يعلن يومياً شروطاً واعتراضات، قال الإبراهيمي، الذي يفترض أن يلتقيه الأسد اليوم، انه يملك تعهداً أميركياً واضحاً بإقناع «الائتلاف السوري» بتشكيل وفد وحضور مؤتمر جنيف. وقال الإبراهيمي، لمن التقى بهم، أن المؤتمر سينعقد ليومين، لكن المفاوضات نفسها ستستغرق أياماً طويلة، لكنه تحفظ عن حسم الموعد المقترح. وكان مصدر ديبلوماسي غربي قال أن الجولة الأولى للمفاوضات حول الحكومة الانتقالية ستستغرق ١٠ أيام بعد انتهاء يومي الافتتاح المنتظرين.

وقال الإبراهيمي، للتلفزيون السوري، أن ما نُقل عن لسانه في مجلة «جون افريك» الفرنسية ليس دقيقاً، مشدداً على أن «الحوار يجب أن يُقرأ كاملاً» وأنه «لم يتطرق» لدور الأسد في العملية الانتقالية. وأوضح أن قناعته، هي أن «المشاركة في جنيف 2 يجب أن تكون من دون شروط مسبقة لكل الأطراف»، والتي سيكون على عاتقها مهمة تحديد مسار العملية وهدفها عبر التفاوض. وشدّد على أن الحكومة السورية هي «طرف أساسي في المؤتمر» الذي يحاول في زيارته التحضير له. وقال «الكلام الذي أقوله دائماً هو أننا نعمل حول جنيف 2، ومؤتمر جنيف أساساً لقاء بين الأطراف السورية، والأطراف السورية هي التي ستحدد المرحلة الانتقالية وما بعدها وليس أنا».

ورأى الإبراهيمي وفق مصادر في المعارضة أن «مشكلة السعودية الأساسية هي أنها ترفض دخول اللعبة، فيما يعلن النظام أنه داخل اللعبة، ولكن مع هامش للمناورة». والعقبة الأخرى، في وجه التسوية السياسية، وفقاً للمبعوث الأممي، «تتمثل في تشتت المعارضة، فيما يشكل انتشار المنظمات المتطرفة وتنامي نفوذ تنظيم القاعدة خطرين عالميين وليس سوريين فقط». (تفاصيل صفحة 14)

وأعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال لقائه الإبراهيمي، أن «سوريا ستشارك في هذا المؤتمر انطلاقاً من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي، واختيار قيادته، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي وأن الحوار في جنيف سيكون بين السوريين، وبقيادة سورية». وشدّد على «رفض كل التصريحات والبيانات التي صدرت بعناوين ومسمّيات مختلفة، بما فيها بيان لندن حول مستقبل سوريا باعتبارها اعتداء على حق الشعب السوري واستباقاً لنتائج حوار بين السوريين لم يبدأ بعد».

إجلاء المئات من معضمية الشام

تقدم كردي في الجزيرة

طارق العبد

تتواصل المعارك في الجزيرة السورية بين المقاتلين الأكراد والمسلحين التابعين لتنظيم «القاعدة»، فيما تكررت عملية نقل مئات السوريين العالقين في معضمية الشام إلى مناطق أكثر آمنا.

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) أن دفعة جديدة من المدنيين في المعضمية بريف دمشق، تقدر بحوالي 500 شخص، تمكنت من مغادرة البلدة المحاصرة بدعم من الهلال الأحمر السوري. وذكرت وكالة «رويترز» أن عدد الفارين من المعضمية بلغ 1800 شخص.

وكانت مجموعات تقدر بألفي شخص قد نجحت بمغادرة البلدة بحضور وزارة الشؤون الاجتماعية والهلال الأحمر، وذلك إلى مبان مخصصة لإيواء النازحين في غربي دمشق وسط معاناة إنسانية شديدة يعيشها أكثر من 10 آلاف شخص لا يزالون داخل البلدة، التي تتعرض لعمليات عسكرية يومية بهدف السيطرة عليها والتقدم نحو داريا المجاورة لها، والتي يتمركز فيها أيضا عدة كتائب مسلحة.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، أن المقاتلين الأكراد في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد حققوا مزيدا من التقدم على حساب عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، حيث تمكنوا من طردها من عدد من القرى، كما غنموا أسلحة من لواء مقاتل تابع لـ«الجيش السوري الحر».

وأوضح أن «مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي سيطروا على قرى صفا وكرهوك واليوسفية وجنيبية وأبو حجر والمناطق المحيطة بها»، بعد أيام من سيطرتهم على بلدة اليعربية ومعبرها الحدودي مع العراق بمساعدة عشائر عربية في المنطقة. وذكرت قناة «الميادين» أن دخاناً أصفر رافق انفجار قذيفة سقطت على مخفر في رأس العين، كما تم تسجيل حالات قيء.

أما في الرقة، فتدور اشتباكات بين المسلحين والجيش السوري في محيط اللواء 93 في عين عيسى شمالي المحافظة، فيما شهدت مدينة تل أبيض الحدودية اشتباكات مع وحدات حماية الكردية تزامنت مع قصف من قبل مقاتلي «جبهة النصرة» و«داعش» على ريف تل أبيض الغربي.

وفي حلب، تستمر المعارك حول بلدتي نبل والزهراء اللتين تفرض عليهما كتائب مسلحة حصاراً منذ أشهر. وتقوم عناصر اللجان الشعبية بالتصدي لمحاولات المسلحين التقدم اليهما.

وفي حلب أيضا، اغتال مسلحون مراسل قناة «العربية» وعضو «الهيئة العامة للثورة السورية» محمد سعيد بإطلاق النار عليه من قناصة أثناء وجوده في أحد المحال، ما أدى لوفاته متأثراً بجروحه بعد نقله إلى تركيا للعلاج.

وذكر «المرصد» أن «مقاتلي الدولة الإسلامية وحركة أحرار الشام اعتقلوا 72 رجلا من بلدة الشميطية في محافظة دير الزور، بينهم مهنا فيصل الفياض، أحد شيوخ عشيرة البوسرايا وعضو مجلس الشعب السوري، وذلك عقب اشتباكات دارت بينهم وبين مسلحين من العشيرة».

في المقابل، أشارت «سانا» إلى «تدمير وحدات من الجيش منصات صواريخ ومدافع هاون وسيارات محملة بالذخيرة في محيط معمل الإسمنت وشرق بلدة الدويرينية، وكذلك قرب مستشفى الكندي وسط المدينة ومحيط خان العسل في الريف الغربي». وتعتبر خان العسل محطة مهمة في الريف الحلبي حيث شهدت أول استهداف بالأسلحة الكيميائية في آذار الماضي، وسيطر عليها مسلحون من «النصرة» في تموز الماضي.

المعلم يشدد على «حصرية» حق السوريين باختيار قيادتهم

الإبراهيمي: السعودية عقبة رئيسية أمام «جنيف»

زياد حيدر

فضلت السلطات السورية انتظار ما يصدر عن المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي قبل تحديد موعد لقائه بالرئيس السوري بشار الأسد، والذي من المرجح أن يجري صباح اليوم، فيما فضل الأول تجنب توجيه أي انتقادات للسلطة خلال اجتماعاته أمس، والتي شملت وفوداً من المعارضة ومسؤولين رسميين بينهم وزير المصالحة الوطنية علي حيدر ووزير الخارجية وليد المعلم الذي أعلن أن دمشق ستشارك في مؤتمر «جنيف 2» انطلاقاً من حق الشعب السوري «الحصري» باختيار قيادته، مشيراً إلى أن المؤتمر سيكون «بين السوريين وبقيادة سورية».

وقلل الإبراهيمي من أهمية تصريحات نقلتها مجلة «جون أفريك» الفرنسية عشية زيارته إلى دمشق، واعتبر فيها أن الأسد يستطيع أن يشارك في العملية الانتقالية لما بعد «جنيف 2»، لكن من دون أن يقودها. وفضلت السلطات السورية أن تنقل النفي عبر شاشتها الرسمية، على لسان المبعوث الأممي الذي كان بدوره يستعد للقاء المعلم، في موعد رتب سريعاً، بعد لقاء الزائر بكل من وفد «هيئة التنسيق» المعارضة وحيدر.

وقال الإبراهيمي، للتلفزيون السوري، أن ما نُقل عن لسانه ليس دقيقاً، مشدداً على أن «الحوار يجب أن يُقرأ كاملاً» وأنه «لم يتطرق» لدور الأسد في العملية الانتقالية. وأوضح أن قناعته، هي أن «المشاركة في «جنيف 2» يجب أن تكون من دون شروط مسبقة لكل الأطراف»، والتي سيكون على عاتقها مهمة تحديد مسار العملية وهدفها عبر التفاوض. وشدد على أن الحكومة السورية هي «طرف أساسي في المؤتمر» الذي يحاول في زيارته التحضير له. وقال «الكلام الذي أقوله دائماً هو أننا نعمل حول جنيف 2، ومؤتمر جنيف أساساً لقاء بين الأطراف السورية، والأطراف السورية هي التي ستحدد المرحلة الانتقالية وما بعدها وليس أنا».

وتجنّب الإبراهيمي خلال لقائه وفداً من المعارضة السورية توجيه أية انتقادات للحكومة السورية، فيما كان مساعدوه ينتظرون رداً من الرئاسة السورية والخارجية لتحديد مواعيد اللقاءات. ووفقاً لمصادر معارضة انتقد الإبراهيمي الدور السعودي في الأزمة السورية، معتبراً أنه «من أكبر العقبات التي تواجه تحقيق تسوية سياسية». ورغم ذلك عبر خلال لقاءاته عن «تفاؤل»، حيث «عبرت كل الدول التي زرناها عن إيمانها بضرورة الحل السياسي، وأبدت مواقف إيجابية».

وناقش الإبراهيمي معارضين ومسؤولين على قاعدة أن «جنيف 2» يجب أن يبنى على خلاصة «جنيف 1». وترك نافذة مفتوحة للطرفين «لقراءة البيان كما يريدان. ما هو واضح تمّ الاتفاق عليه. ما هو غامض يمكن التفاوض حوله»، وذلك في إشارة لأبرز نقاط الخلاف الأميركي – الروسي حول الاجتماع الشهير، والتي تدور حول دور الأسد وممثلي النظام في المرحلة الانتقالية.

وعبر المبعوث الأممي عن قناعة أخرى، تتمثل في رغبة الطرفين الأقوى في الأزمة، وهما الولايات المتحدة وروسيا، في الوصول إلى عتبة «جنيف 2». وأكد أن الجانب الروسي يمارس الضغط على حلفائه، فيما وعدت واشنطن بفعل أمر مشابه.

ووفقاً للإبراهيمي، فإن حضوره في دمشق، يمثل نتيجة إيجابية لموقف الروس من القضية السورية، فيما يبقى على الأميركيين أن يبرهنوا قدرتهم في التأثير على المعارضة. ونقل معارض التقى الإبراهيمي أن المفاوض الدولي، عبر عن «شكوكه في إمكانية إقناع السعودية في دعم التسوية السياسية». وقال الإبراهيمي أن «الأميركيين وعدوه بممارسة ضغط على المملكة، وعلى المعارضة معاً» من اجل تسهيل انعقاد المؤتمر. كما نوّه بأنه لم يُبلّغ سبب رفض الرياض استقباله، فيما فهم لاحقاً أن موقف الإمارات المماثل جاء نتيجة رغبة سعودية.

ورأى الإبراهيمي أن «مشكلة السعودية الأساسية هي أنها ترفض دخول اللعبة، فيما يعلن النظام أنه داخل اللعبة، ولكن مع هامش للمناورة». والعقبة الأخرى، في وجه التسوية السياسية، وفقاً للمبعوث الأممي، «تتمثل في تشتت المعارضة، فيما يشكل انتشار المنظمات المتطرفة وتنامي نفوذ تنظيم القاعدة خطرين عالميين وليس سوريين فقط».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن المعلم بحث والإبراهيمي «الجهود المبذولة لعقد المؤتمر الدولي في جنيف». ونقلت عن المعلم تأكيده أن «سوريا ستشارك في هذا المؤتمر انطلاقاً من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي، واختيار قيادته، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي وأن الحوار في جنيف سيكون بين السوريين، وبقيادة سورية». وشدّد على «رفض كل التصريحات والبيانات التي صدرت بعناوين ومسمّيات مختلفة، بما فيها بيان لندن حول مستقبل سوريا باعتبارها اعتداء على حق الشعب السوري واستباقاً لنتائج حوار بين السوريين لم يبدأ بعد».

ونقلت الوكالة عن الإبراهيمي نفيه لما نقل على لسانه بالإعلام، وقوله أن «وجهات النظر كانت متفقة حول أهمية وقف العنف والإرهاب واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها»، مشيرة إلى أن الإبراهيمي أكد أنه يتوقع «أن يتوافق السوريون على هذه المبادئ باعتبارها مبادئ أساسية في نجاح المؤتمر».

كما التقى الإبراهيمي بحيدر بصفته «أحد أعضاء الائتلاف السوري لقوى التغيير» وفق توصيف الأخير، والذي اعتبر أن «مَن يضع شروطاً مسبقة لا يريد الذهاب إلى عملية سياسية»، في إشارة إلى اشتراط «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أن يتمحور أي حوار حول حصول عملية انتقالية ديموقراطية في سوريا.

وعن تصريحات الإبراهيمي حول وجوب مشاركة المعارضة بوفد موحّد في جنيف، قال حيدر «لا يمكن توحيد المعارضة. من دون شك، لن نذهب تحت مظلة الائتلاف، لأننا نختلف اختلافاً جذرياً بالطرح»، واصفاً فكرة توحيد المعارضة بـ«الخيالية».

وقال حيدر، تعليقاً على ما تناقلته وسائل الإعلام عن اجتماع عُقد في جنيف بين السفير الاميركي روبرت فورد ونائب رئيس الحكومة السورية للشؤون الاقتصادية المُقال قدري جميل، «أظنّ أن واشنطن تفكّر جدياً بفتح قنوات مع سوريا. لكن من المبكر التكلم عن ذلك، خصوصاً أن أميركا لم تتوقف عن الدعم السياسي والإعلامي (للمعارضة السورية في الخارج) وحتى التكلم عن التسليح والتمويل والتدريب». وأضاف «نتمنى أن يكون التغيير في الموقف الأميركي حقيقياً لا شكلياً». وقال حيدر، لموقع «بلدنا»، أنه تعرّض لمحاولة اغتيال أمس الأوّل على طريق حمص – دمشق، أثناء عودته إلى دمشق، موضحاً أنّ سيارته تلقت رصاص قناصة في منطقة «التحويلة» قرب حمص.

من ناحية أخرى، التقى الإبراهيمي وفداً يمثل «هيئة التنسيق الوطنية» يضم سبعة أشخاص، لساعة ونصف الساعة. ووفقاً لأمين سر «الهيئة» رجاء الناصر فإن الوفد أبلغه بطبيعة الوفد الذي سيمثل الهيئة في «جنيف 2» في حال حصوله.

وقال الناصر، لـ«السفير»، أن المنسق العام حسن عبد العظيم سيترأس الوفد، فيما سيترأس المنسق الخارجي هيثم مناع العملية التفاوضية. ورجّح أن يكون تعداد وفد الهيئة عشرة، مشدداً على أن الهيئة لن تقبل بتمثيل أصغر من أية جهة أخرى، في تعليق على أنباء حول وفد أكبر لـ«الائتلاف» يحتمل تشكيله. وعرض الوفد أمام الإبراهيمي آراءه حيال المناخات التي يمكن تأمينها أن يساعد «جنيف 2»، ومن بينها إطلاق سراح معتقلين ومعتقلات، وتبريد بعض الجبهات الساخنة، وإغاثة المحاصرين لدى الطرفين، وتحرير متبادل للمخطوفين.

ويلتقي الإبراهيمي، اليوم، بممثلين عن «الهيئة الكردية العليا» التي تمثل تجمع أحزاب كردية عدة، كما يلتقي بممثلي بعثات ديبلوماسية أجنبية وعربية، ومن المتوقع أن تزوره وفود شعبية تمثل شرائح اجتماعية من مناطق منكوبة وآمنة للاستماع إلى آرائها، وذلك بانتظار أن تمنحه الرئاسة السورية موعداً للقاء الأسد.

وفي إطار تسهيل عقد «جنيف 2»، أصدر الأسد مرسوم «عفو عام» عن المتخلفين عن الالتحاق بخدمة العلم والجنود الفارين من الخدمة، شرط تسليم أنفسهم خلال مهل معينة.

وجاء في نص المرسوم أن «رئيس الجمهورية، بناء على أحكام الدستور يمنح عفواً عاماً عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 29 تشرين الأول (أمس) عن كامل العقوبة» بالنسبة إلى جرائم التخلف عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية أو الفرار منها، «إذا تمت تسوية أوضاعهم التجنيدية أصولاً خلال ثلاثين يوماً» أو «إذا التحقوا بوحداتهم» خلال هذه المهلة.

كما يشمل العفو «عن كامل العقوبة عن مرتكبي جرائم الفرار الداخلي والخارجي» أي الجنود الذين يتركون قطعهم العسكرية ولا يعودون للالتحاق، من يبقى منهم داخل البلاد أو من يغادرها، شرط أن «يسلموا أنفسهم خلال ثلاثين يوماً بالنسبة للفرار الداخلي وتسعين يوماً بالنسبة للفرار الخارجي».

من جهة أخرى، ذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري بحثا، في مكالمة هاتفية، التحضير لمؤتمر «جنيف 2 والجانب الإنساني في سوريا».

مفتي أكل القطط والكلاب في سوريا: الأمور في ريف دمشق وصلت لحد الهلاك

اسطنبول- الأناضول: برّر الشيخ صالح الخطيب اليلداني الأربعاء، إصدار فتوى أكل القطط والكلاب في مناطق بريف دمشق (جنوب سوريا)، بأنها تأتي من باب “الحفاظ على النفس البشرية التي لا يمكن أن يسمح الشرع بهلاكها مع وجود ما يحييها، وحتى لو كان الأمر متعلقاً بما هو محرم”.

وفي اتصال مع وكالة (الأناضول) عبر سكايب، قال اليلداني، الذي شارك في إصدار الفتوى، إن إصدار فتوى أكل القطط والكلاب في المنطقة الجنوبية بريف دمشق، جاء بسبب الحصار المفروض عليها منذ أكثر من عام، وعدم وجود ما يمسك حياة الأهالي، ومن هنا كان لابد من فتح تلك الفتوى من باب “الضرورات تبيح المحظورات، والأمر أصبح ضرورة”، على حد قوله.

وأكد الشيخ بأن الله “لم يجعل علينا في الدين من حرج، والأمور وصلت في ريف دمشق إلى حد الهلاك، بسبب نقص الغذاء”.

ومع اشتداد معاناة الأهالي، جراء الحصار المطبق على منطقة جنوب دمشق، أصدر عدد من أئمة المساجد وعلماء الدين في المنطقة، قبل أسبوعين، فتوى تبيح أكل لحوم القطط والكلاب والحمير، حيث يتحدث الناشطون الإعلاميون في المناطق المحاصرة، عن “أوضاع إنسانية مزرية”، يأكل المحاصرون فيها أوراق شجر التوت، ودوالي العنب المهربة لهم عن طريق داريا المجاورة لمنطقة جنوب دمشق.

والشيخ اليلداني إمام وخطيب مسجد الصالحين في بلدة يلدا، يمتلك شهادة معهد شرعي، ومتخصص بعلوم الحديث النبوي الشريف، وهو مشارك في إصدار الفتوى على حد قوله.

وأشار الشيخ إلى أن الفتوى لاقت ردود أفعال مختلفة، بعضها وصل إلى تفضيل “الموت جوعاً على أكل لحم القطط والكلاب”، مشيراً إلى أنه “مستعد لأكل لحوم القطط والكلاب إذا دعت الحاجة لذلك”.

وحول مدى الاستجابة للفتوى، أوضح اليلداني أن حالات أكل هذه اللحوم إلى الآن ما تزال فردية، لكن لم يستبعد أن تتوسع بعد فترة ليست بعيدة، لأن المواد الغذائية المتبقية قليلة جداً، والحصار خانق، على حد تعبيره. في وقت توقّع فيه “توسع الكارثة بعد أسبوعين أو أكثر بقليل”.

وحول المعني بالفتوى، أوضح الشيخ بأن سكان منطقة جنوب دمشق الواقعة بين طريق مطار دمشق الدولي شرقاً، وطريق درعا غرباً وجبل صهيا جنوباً، هم المعنيون بهذه الفتوى حالياً، كون تلك المنطقة يستحيل دخول أي شيء إليها، وقوات النظام وحزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس تطوقها من جميع الاتجاهات وتحاصرها بشكل محكم منذ أكثر من 11 شهراً وتمنع عنها دخول المواد الغذائية والأدوية وغيرها.

ورد اليلداني على الاتهامات الموجهة للمعارضة بأنه يتم إنفاق التمويل على التسليح على حساب الغذاء المقدم للأهالي، بالقول، “النقص عندنا بكل شيء وعلى رأسها المواد الغذائية والذخيرة”، مشيراً إلى أن الاعتماد على التصنيع المحلي للسلاح هو الذي يسد هذا الجانب من النقص”.

من ناحية أخرى أوضح اليلداني أن هناك نحو 120 ألف شخص محاصر في منطقة جنوب دمشق، التي تضم 14 بلدة، ونسبة النساء والاطفال من السكان المحاصرين تبلغ نحو 70 بالمئة، وهو ما لم يتسن التأكد منه من مصدر مستقل.

وحول الحل لتلك الأزمة، اعتبر الشيخ أن الأمر “يحتاج إلى تحرك سريع من قبل المنظمات الإنسانية، فهناك أطفال ونساء تموت جوعاً، حيث سجلت عشر حالات وفاة لأطفال بسبب الجوع في معضمية الشام بريف دمشق خلال الفترة الماضية، وهذا ما يحتاج إلى ردود فعل حاسمة”.

إجلاء 800 مدني من معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام السوري

بيروت- (ا ف ب): تم اجلاء حوالى 800 مدني من النساء والاطفال والمسنين من مدينة معضمية الشام الواقعة جنوب غرب دمشق والمحاصرة منذ حوالى سنة من قوات النظام، بحسب ما ذكر ناشطون.

وتمت العملية الثلاثاء باشراف الهلال الاحمر السوري وبالتنسيق بين الجيش السوري الحر والسلطات السورية.

وقال وسيم الاحمد من المجلس المحلي للمدينة (معارضة) “تم اجلاء 800 مدني بين نساء واطفال ومسنين امس″ الثلاثاء.

وكان المكتب الاعلامي للمجلس المحلي اورد في وقت سابق في صفحته على موقع (فيسبوك) ان عدد الذين خرجوا بلغ 500.

وجاء في بيان للمجلس ان “الهلال الأحمر قام باجلاء هؤلاء من معضمية الشام في عملية “تشارك فيها جميع الأطراف دون استثناء من معارضة ممثلة بائتلاف (الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) الى النظام الى (…) المجتمع الدولي”.

واوضح ان الاجلاء تم من “المدخل الغربي للمدينة (حاجز الكيمياء)”.

وقال المجلس “وافقنا على هذا الاجلاء على مضض” بعد ما حصل من “إبادة حقيقية للمدنيين من خلال تجويعهم وحصارهم والذي نال من أطفالنا على مدى 11 شهرا من الحصار والجوع، وبعد فشل العالم كله بادخال المواد الغذائية والطبية”.

واشار البيان الى ان النازحين سينقلون الى “مخيمات اعدها النظام مسبقا باتفاق مبرم مع الهلال الأحمر في ضاحية قدسيا” غرب العاصمة.

وبث ناشطون على شبكة الانترنت اشرطة فيديو قصيرة يظهر فيها عشرات الاشخاص من النساء والاطفال والمسنين سيرا على الاقدام، ويحمل بعضهم اكياسا وامتعة، بينما بعض الفتيان يساعدون الاكبر سنا على السير. وتشير التعليقات على الاشرطة الى ان هؤلاء يخرجون من معضمية الشام.

وتتقدم المجموعة على طريق تحيط بها اشجار وتغطيها الحصى وقد بدا في احد الاشرطة عمود كهربائي سقط ارضا نتيجة اصابته بقصف على الارجح.

وحملت بعض النساء اغراضا على رؤوسهن، بينما حمل الاطفال حقائب صغيرة على ظهورهم.

وتمت في 12 تشرين الاول/اكتوبر عملية مماثلة اخرج خلالها ثلاثة الاف مدني من معضمية الشام، بحسب الامم المتحدة.

وفي 19 تشرين الاول/ اكتوبر، طالبت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس بوقف لاطلاق النار واقامة ممر انساني فوري لانقاذ المدنيين المتبقين والبالغ عددهم، بحسب قولها، ثلاثة آلاف آخرين.

ودعت “كل الاطراف” الى “السماح بوصول المنظمات الانسانية بهدف اجلاء من تبقى وتقديم الادوية والعناية الضرورية في هذه المنطقة التي تشتد فيها المعارك وعمليات القصف”.

وكان الائتلاف السوري المعارض حذر مرارا من “كارثة انسانية” في معضمية الشام، متهما النظام السوري بالقيام ب”حملة تجويع وتهجير ممنهجة” في المنطقة.

وتعرضت هذه المنطقة لهجوم بغاز السارين في 21 آب/ اغسطس ادى الى مقتل المئات فيها والاف في مناطق اخرى من ريف دمشق، واثار ادانات عالمية. وحملت المعارضة والدول الغربية النظام المسؤولية عن الهجوم.

ومنذ 330 يوما، تحاصر قوات النظام معضمية الشام التي تعتبر معقلا للمجموعات المسلحة المعارضة. وتعاني المدينة من نقص في المواد الغذائية تسبب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بوفاة بعض الاطفال، ومن نقص في كل المواد الاساسية والادوية والعلاجات الطبية.

الائتلاف السوري: عقلية واحدة تجمع الأسد والدولة الإسلامية في العراق والشام

دمشق- ( د ب أ): قال الائتلاف الوطني السوري المعارض، أكبر تشكيلات المعارضة السياسية السورية إن قصف قوات النظام السوري لمدينة “يبرود” في ريف دمشق طال واحدة من أقدم الكنائس في المدينة.

وذكر الائتلاف في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الأربعاء أن هذا القصف “تصادف مع نشر مقطع فيديو فيه إساءة للمقدسات الدينية من قبل أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

ورأى الائتلاف أن “هذه المصادفة تكشف النقاب عن عقلية واحدة، تستهتر بمقدسات الآخرين وحياة المدنيين، وتكاد تؤكد العلاقة العضوية بين هذا التنظيم الإرهابي وبين النظام (السوري)”.

وأشار الائتلاف إلى تكرار الاعتداءات من قبل النظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على الأماكن المقدسة “بشكل متواز ويكاد يكون منسقا بشكل كبير، بهدف التغطية على مجازر النظام من جانب وتشويه صورة الثورة السورية من جانب آخر”.

وأعتبر البيان أن هذه الأعمال تهدف إلى “تحويل أنظار العالم عن حقيقة ما يحدث في البلاد، وصرف الانتباه الدولي عن الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تصيب ملايين السوريين بسبب ممارسات نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وغيره من التنظيمات الخارجة عن الثورة والمعادية لها”.

الابراهيمي يلتقي الأسد ويأمل بمشاركة السعودية في مؤتمر جنيف-2

دمشق- (ا ف ب): أكد الرئيس السوري بشار الاسد للموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي خلال اجتماعه به الاربعاء ان “أي حل يتم التوصل اليه” للازمة السورية “يجب ان يحظى بقبول السوريين”، مجددا القول ان الشعب السوري هو وحده المخول “رسم مستقبل سوريا”.

في المقابل، قال الابراهيمي، بحسب ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، ان “الجهود المبذولة من اجل عقد مؤتمر جنيف” تركز على افساح المجال للسوريين انفسهم “بالاتفاق على حل”.

واوردت سانا أن الأسد استقبل الأربعاء “الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي والوفد المرافق، واستمع منه الى عرض حول جولته على عدد من دول المنطقة في اطار التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي فى جنيف”.

واضافت ان الأسد أكد خلال الاجتماع ان “الشعب السوري هو الجهة الوحيدة المخولة برسم مستقبل سورية واي حل يتم التوصل اليه أو الاتفاق حوله يجب ان يحظى بقبول السوريين ويعكس رغباتهم بعيدا عن أي تدخلات خارجية”.

وتابع الرئيس السوري ان “نجاح أي حل سياسي يرتبط بوقف دعم المجموعات الارهابية والضغط على الدول الراعية لها والتي تقوم بتسهيل دخول الارهابيين والمرتزقة إلى الاراضي السورية وتقدم لهم المال والسلاح ومختلف اشكال الدعم اللوجستي”، معتبرا ان “هذا الامر هو الخطوة الاهم لتهيئة الظروف المؤاتية للحوار ووضع اليات واضحة لتحقيق الاهداف المرجوة منه”.

وقال الابراهيمي من جهته، بحسب سانا، ان “الجهود المبذولة من اجل عقد مؤتمر جنيف تتركز حول توفير السبل امام السوريين انفسهم للاجتماع والاتفاق على حل الازمة بأسرع وقت ممكن ووضع تصور مبدئي حول مستقبل سورية”.

وتطالب المعارضة السورية بان يتمحور أي حوار لايجاد حل للازمة السورية حول عملية انتقالية تنتهي برحيل الاسد، بينما يرفض النظام مجرد البحث في هذا الموضوع، معتبرا أن القرار فيه يعود للشعب السوري من خلال صندوق الاقتراع.

وحضر اللقاء بين الاسد والابراهيمي من الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية فى رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد.

وانعقد الاجتماع بين الابراهيمي والاسد بين العاشرة والحادية عشرة من صباح الأربعاء.

ووصل الابراهيمي إلى دمشق مساء الاثنين بعد مرور أكثر من عشرة اشهر على زيارته الاخيرة.

وقد عقد لقاءات الثلاثاء مع المعلم وشخصيات من معارضة الداخل المقبولة من النظام.

المعلم يبلغ المبعوث الدولي بان للشعب السوري ‘الحق الحصري’ في اختيار قيادته

عواصم ـ وكالات ـ لندن ـ ‘القدس العربي’: قالت وسائل إعلام رسمية امس الثلاثاء ان نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل أقيل من منصبه بسبب مغادرته البلاد والتصرف بدون إذن حكومي بعد اجتماعه مع مسؤولين امريكيين في سويسرا.

والمسؤول المقال عضو فيما يصفه الرئيس بشار الاسد ‘بالمعارضة الوطنية’ وهي احزاب سياسية تعتبر نفسها منافسة للرئيس لكن لم تنضم للانتفاضة المندلعة ضد حكمه منذ سنتين ونصف السنة.

وقال بيان نشر عبر شاشة التلفزيون في شريط الاخبار ان ‘اعفاء جميل جاء نتيجة غيابه عن مقر عمله دون اذن مسبق وعدم متابعته لواجباته التي كلف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد بالاضافة الى قيامه بنشاطات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة.’

وقال مسؤولون امريكيون وشرق اوسطيون لـ’رويترز′ ان جميل اجتمع مع السفير الامريكي السابق لدى سورية روبرت فورد يوم السبت في جنيف.

جاء ذلك فيما هاجم الائتلاف الوطني السوري المعارض أكبر تشكيلات المعارضة السياسية السورية المبعوث الأممي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، وانتقد تصريحاته حول مشاركة رئيس النظام السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية التي قد تلي مؤتمر جنيف 2 الخاص بالأزمة السورية.

ورأى الائتلاف في بيان تلقت ‘القدس العربي’ نسخة منه أن تصريحات الإبراهيمي حول مشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية ومشاركة إيران في مؤتمر جنيف2 ‘تعزز الاستقطاب الدولي حول الحل السياسي للصراع في سورية، وتمثل تجاوزا للدور المنوط به، ومخالفة لموقف الدول الصديقة للشعب السوري والمعبر عنه في بيان لندن 11′.

وشدد البيان أن مهمة الإبراهيمي تقتضي ‘العمل على إيجاد حل سياسي يتوج الثورة السورية التي قامت ضد نظام مستبد، بما يضمن نيل الحرية والانتقال إلى دولة العدالة والحريات’، مشيرا إلى أن المبعوث الأممي ‘لم يلعب الدور المنوط به كما يجب أن يكون’.

وأكد الائتلاف في بيانه أن ‘من واجب حلفاء النظام والإبراهيمي وكل الدول التي تبحث عن طريقة لإنهاء الصراع وتجنب المزيد من السيناريوهات الدموية العابرة للحدود إلى العمل على استغلال الفرصة السانحة وممارسة ضغط جاد وصارم على رأس النظام ودائرة القرار المتحكمة به، وإجبارها على الرضوخ لمطالب الشعب السوري المحقة تمهيدا لانعقاد مؤتمر جنيف 2 وتحقيق تطلعات الشعب السوري’.

واعتبر الائتلاف أن ‘نظام الأسد هو أساس المشكلة، ولا يمكن لسبب المشكلة أن يكون جزءا من حلها، خاصة وأن كل خطط النظام تركز على إطالة أمد الصراع في محاولة للتمسك بالسلطة حتى الرمق الأخير’.

وابلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي ان دمشق ستشارك في مؤتمر جنيف-2 لحل الازمة السورية انطلاقا من حق الشعب السوري ‘الحصري’ باختيار قيادته، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية السورية ‘سانا’ امس الثلاثاء، مشيرا الى ان المؤتمر سيكون ‘بين السوريين وبقيادة سورية’.

وبثت سانا ان المعلم أكد خلال لقائه مع الابراهيمي ان ‘سورية ستشارك في مؤتمر جنيف 2 انطلاقا من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته، ورفض اي شكل من اشكال التدخل الخارجي’.

واضاف المعلم ان ‘الحوار في جنيف سيكون بين السوريين وبقيادة سورية’.

واكد الوزير السوري ان ‘كل التصريحات والبيانات التي صدرت بعناوين ومسميات مختلفة بما فيها بيان لندن حول مستقبل سورية’، هي ‘اعتداء على حق الشعب السوري واستباق لنتائج حوار بين السوريين لم يبدأ بعد’.

ويشير المعلم بذلك الى بيان اجتماع ‘اصدقاء الشعب السوري’ في 22 تشرين الاول/اكتوبر الذي اكد ان لا دور للاسد في مستقبل سورية.

ونقلت سانا عن الابراهيمي قوله ان ‘وجهات النظر كانت متفقة حول اهمية وقف العنف والارهاب واحترام سيادة سورية ووحدة اراضيها’، متوقعا ‘ان يتوافق السوريون على هذه المبادىء باعتبارها مبادىء اساسية في نجاح المؤتمر’.

وكان الابراهيمي اكد في وقت سابق الثلاثاء ان السوريين هم الذين ‘سيحددون المرحلة الانتقالية’ في بلادهم، وذلك في توضيح لكلام أدلى به الى مجلة ‘جون افريك’ الفرنسية جاء فيه ان الاسد يمكن ان يساهم في المرحلة الانتقالية نحو ‘سورية الجديدة’ من دون ان يقودها بنفسه.

حرب القلمون لم تتوقف لتبدأ: مــعركة «العصا والجزرة»

تبدو «معركة القلمون الكبرى» واقعة في الإعلام وحسب. لا ينفي الجيش السوري وجود حشود كبيرة له في محيط منطقة القلمون، لكن هذا لا يعني أن معركة على نسق القصير قد تحدث. «العصا والجزرة» و«القضم البطيء» وأساليب أخرى، قد تجنّب القلمون دماراً كاملاً

فراس الشوفي, مرح ماشي

لا شيء اسمه «المعركة المقبلة في القلمون»، على رغم الهياج الإعلامي المستمر منذ انتهاء الأعمال العسكرية الضخمة في مدينة القصير وريفها. كل يوم يمرّ تدور معركة، أو بالأحرى معارك، في منطقة القلمون السورية، أي سلسلة الجبال السورية الغربية الممتدّة من منطقة الدريج في الجنوب إلى حمص. وسلسلة الجبال هذه، يمكن تسميتها أيضاً سلسلة جبال لبنان الشرقية، التي تصل جبل الشيخ جنوباً بسهول حمص والسلمية في محافظة حماه شمالاً.

قد تكون دمشق في أكثر أوقاتها راحةً لحركة الميدان، منذ بدأ الجيش السوري عملية الهجوم العكسي في تشرين الثاني من العام الماضي.

أحوال الغوطتين الشرقية والغربية تسير على قدمٍ وساق في خطة أمان العاصمة دمشق، وكذلك حمص، التي بسط الجيش السوري سيطرةً بنسبة 80% عليها بحسب مصادر عسكرية سورية. أمّا درعا، التي يعتبرها الجيش خاصرة رخوة في ظلّ استمرار تدفّق السلاح والمسلحين منها إلى ريف دمشق، فيجري العمل فيها حالياً على قطع طرق الإمداد، وتأمين مدينة درعا، ويأتي القصف العنيف المستمر منذ أسبوع لمعاقل مسلحي «جبهة النصرة» وتشكيلات «جيش الإسلام» في السياق نفسه، وكذلك إدلب التي تسير على خطى درعا. وتشرح المصادر أن وضع حلب وريفها يختلف تماماً عن باقي الجبهات، إذ يقتنع المعنيون في دمشق بأن معركة حلب لا تحسمها الدبابات والطائرات، بل الاتفاق السياسي، «الذي سيأتي عاجلاً أو آجلاً، وستضطر تركيا لإغلاق الحدود وعزل المسلحين على مختلف انتماءاتهم، قبل أن يبدأ الجيش السوري مطاردتهم في المناطق الشمالي الواسعة. وحتى ذلك الحين، سيحافظ الجيش على الأحياء المحررة من المدينة، وعلى طريق الوصول إليها، ومحاولة توسيع رقعة الامان قدر الإمكان، ومواصلة توجيه الضربات الأمنية أو عمليات القصف الدقيق لمخازن الأسلحة ومراكز القيادة والتحكم عند المسلحين».

ماذا عن القلمون؟

تقول المصادر إن الجيش يضع أولويات في اختيار معاركه، خصوصاً في منطقة شاسعة ومعقّدة كالقلمون، إذ يعمد إلى حسم المناطق التي «تشكل خطراً على مخازن أسلحة أو مطارات أو معسكرات رئيسية للجيش، وتلك التي تشكل خطراً على الطرقات الاستراتيجية، وثالثاً المناطق التي تشكل خطراً مباشراً على مدينة دمشق أو استراتيجياً على قلب وجغرافيا سوريا». لا شكّ في أن القلمون، وامتدادها اللبناني في بلدة عرسال وجرودها، باتت ملجأ لعددٍ غير قليل من عناصر المعارضة المسلحة السورية، على اختلاف تشكيلاتهم وكتائبهم، بدءاً بـ«جيش الإسلام» و«ألوية الفرقان» و«كتائب صقور الشام»، وليس انتهاءً بـ«جبهة النصرة» وبعض أفراد «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ومن يفرّ من المسلحين من معارك الغوطتين. ولا شكّ، أيضاً، في أن هذه المنطقة تشكّل عبئاً على الطريق الدولي بين مدينة دمشق من جهة، ومحافظة حمص من الجهة الأخرى، وتالياً محافظات حماه وحلب وإدلب وطرطوس واللاذقية. وبالتالي، فإن سيطرة الجيش على مفاصل القلمون أمر فائق الأهمية. وتشرح المصادر كيف أن عملية المقارنة بين معركة القصير وريفها وطريقة الحسم التي اعتمدت، لا تصلح في منطقة القلمون، ليس لاختلاف الجغرافيا والمساحة الشاسعة فحسب، بل أيضاً للظروف السياسية الحالية. إذ «كان حسم القصير نقطة البداية في عملية التحول السياسي وانقلاب المواقف الدولية لصالح النظام وحلفائه». في حين ان «أي معركة في القلمون في الظروف الحالية السياسية، قد تكون عامل انحدار في أوراق القوة السياسية قبل مؤتمر جنيف 2، في حال عُقد، بدل أن تكون عامل قوّة في حال تأخر الحسم، ولم يتمكن الجيش من تحقيق نتائج سريعة، وهو أمر متوقع في ظلّ المساحة الشاسعة والطبيعة الجغرافية القاسية»، بالإضافة إلى أن «قناعة القيادة العسكرية والحلفاء بأن أمور الميدان وصلت إلى مراحل متقدمة في السيطرة بعد تطوير الأداء جراء دراسات استخلاص العبر من المعارك على مدى العامين الماضيين وانكشاف تكتيكات المسلحين ومن يساعدهم».

العصا والجزرة

سواتر ترابية فقط هي ما يفصل بلدات القلمون عن المناطق التي تخضع لنفوذ القوات السورية. مدخل واحد لكل بلدة يشرف عليه عناصر الجيش السوري. يمنع خروج المتورطين والمطلوبين من هذه المناطق. وحدهم المدنيون يمكنهم الدخول والخروج عبر المعابر. دير عطية، فقط، تبدو واثقة ومرتاحة إلى وضعها الأمني وسط محيطها «القلموني» المتفجر، بدءاً من رنكوس المواجهة لسلسلة لبنان الشرقية وحتى الزبداني جنوباً، بالإضافة إلى البلدات الواقعة على مدخل دمشق الشمالي في اتجاه حمص.

يعمل الجيش السوري على قاعدة أن معركة كبرى ستحصل هنا، إذ يحشد قوات معدّة للقتال الجبلي في أكثر من منطقة، سواء في الشمال، وصولاً إلى الحدود اللبنانية من جهة الغرب، وكذلك في الجنوب من جهة وادي بردى ورنكوس، كما في الوسط، أي منطقة النبك. ورغم الحشد الكبير، يؤكّد معنيون بسير المعارك في القلمون، أن الجيش لا ينوي القيام بهجوم شامل كبير على منطقة بهذا الحجم مع خلفية إمداد لوجيستي جيدة كعرسال. وبالتوازي مع قوّة الجيش التي يصفها المصدر العسكري بـ«برميل البارود»، فإن «للجيش خططاً أخرى، كتقطيع الأوصال وحصار مناطق التجمع الكثيف للمسلحين، وسياسة العصا والجزرة مثالاً».

أسابيع ويملأ الثلج الطرقات الجبلية، وبحسب المصادر، فإن «العوامل المناخية تبدأ بالاشتداد أواخر تشرين الثاني المقبل في هذه المنطقة المرتفعة، فيتكفل الثلج بقطع 70% من طرق الإمداد للمسلحين، ومصدرها الرئيسي عرسال، بينما يتكفّل الطيران السوري ومرابض المدفعية وبطاريات الصواريخ بقطع الباقي، ما يوقع المسلحين تحت حصار الثلج والجيش، ويبقيهم في القرى».

نموذج تلفيتة

من رأى أهالي بلدة تلفيتة في الأسبوعين الماضيين يستقبلون جنود الجيش السوري بالأرز والأعلام السورية والأهازيج، يدرك ما يفكر فيه الجيش. يقول مصدر عسكري مطلع إن «الأهالي في كل مكان ملّوا من تصرفات المسلحين وتجاوزاتهم وصراعاتهم الداخلية، خصوصاً في القلمون، وبدأت البيئة الحاضنة تستعيد وعيها وتطالب المسلحين الغرباء بالخروج من القرى، ومن أبنائها تسليم أنفسهم وإيجاد حل مع الدولة لاستيعابهم، وهذا ما حصل في تلفيتة، التي سلم المسلحون من أبنائها أنفسهم للجيش، وتم طرد المسلحين الغرباء». يعوّل الجيش السوري، إذاً، على «تفكك البيئة الحاضنة للمسلحين بعد انكشاف زيفهم، كما أنهم يعلمون بأن الجيش سيستعيد القرى عاجلاً أو آجلاً، ومن لديه حس من الوطنية عليه حماية قريته من المعارك والدمار الذي قد يطالها في حال تعنّت المسلحين». ولا ينفي المصدر أن «جزءاً من المعطيات الحساسة تصلنا من الأهالي الذين ضاقوا ذرعاً باحتلال المسلحين لقراهم، فضلاً عن التسويات التي يطالب بها المسلحون مقابل تسليم مطلوبين آخرين خطرين ومقاتلين أجانب».

ويشرح المصدر كيف أن «عمليات القضم، التي أثبتت جدواها في مناطق الغوطتين، وفي مدينة حمص وريفها، هي الحلّ الأمثل لمنطقة في حجم القلمون، إذ يوفّر الجيش خسائره البشرية ويقلّص عدد الشهداء، كما أن الضغط والحصار يسمحان بحصول تسويات موضعية توفر حمامات الدماء والدمار الكبير ».

على أن آخر المعارك الحامية جرت في بلدة صدد ومحيطها قبل أن يستعيدها الجيش أول من أمس. وتشير المصادر إلى أن «أبرز أهداف المعارضة المسلحة من الدخول إلى صدد كان توسيع رقعة الاشتباك مع الجيش السوري تحسباً لأي عملية عسكرية كبرى ممكن أن تحصل، وأن المسلحين فوجئوا بقدرة الحسم الموضعي السريع». أما معلولا، فتقول المصادر إن «وضع البلدة الآن مستقر وآمن بنسبة كبيرة، غير أن المرحلة المقبلة لعمل الجيش في محيطها سيكون هدفه إبعاد خطر القناصين الذين يستهدفون البلدة وطريقها من التلال الواقعة خلف فندق «السفير» لجهة يبرود ويتمّ التعامل بالقوة القصوى مع مصادر القنص».

لن تكون معركة القلمون على شاكلة القصير إذاً. هي عملية قضم مبرمجة للقرى التي تقع تحت سيطرة المسلحين، إذ سيخضع بعضها للجيش بالتسويات، وبعضها بالقوّة. ولا جرس سيرنّ إيذاناً ببدء المعركة، فالمعركة لم تتوقّف أصلاً.

حزب الله لن يشارك

لا ينحصر تأثير وجود المسلحين في القلمون على سوريا، خصوصاً بعد وجود أدلة واعترافات عن تحوّل هذه المنطقة وامتدادها اللبناني في عرسال كنقطة انطلاق لتنفيذ عمليات أمنية في الضاحية الجنوبية وإطلاق صواريخ على قرى البقاع وداخل الأراضي اللبنانية. وعلى رغم الاستنفار الإعلامي على احتمال مشاركة حزب الله إلى جانب الجيش السوري في أي عمليات مرتقبة على السلسلة الشرقية، علمت «الأخبار» أن الحزب ليس في وارد القيام بأي نشاطات عسكرية هناك، إلّا في حال انتقل المسلحون إلى قرى البقاع ( التي للحزب وجود فيها) تحت ضربات الجيش السوري. وتؤكّد المصادر أن دخول المسلحين إلى عرسال لن يدفع أحداً إلى تحريك ساكن. وعلمت « الأخبار» أن تحضيرات ميدانية يجري الإعداد لها لحلفاء المعارضة السورية في لبنان لـ«عدم تمرير معركة القلمون كما مرّت معركة القصير من دون توّتر كبير في لبنان، عبر تحرّكات في الشمال والبقاع وعلى خطّ الساحل الجنوبي تربك حزب الله وحلفاء سوريا أمنياً وعسكرياً». أمّا طرابلس، التي لا تأثير ميدانياً مباشراً للقلمون عليها، فتقول المصادر إنها «تقع أيضاً في سياق توسيع رقعة الاشتباك من سوريا إلى العراق ولبنان».

معارض سوري: إقالة جميل تمت بالإتفاق مع روسيا

بهية مارديني ايلاف

تصف أوساط المعارضة السورية اعفاء نائب رئيس الوزراء السوري، قدري جميل، من منصبه بمرسوم رئاسي، بأنه “عملية غسيل سياسي” باتجاه مؤتمر جنيف 2.

المرسوم الرئاسي الخاص باعفاء قدري جميل من منصبه كمستشار اقتصادي للرئيس السوري بشار الأسد، احدث جملة من ردود الفعل والتكهنات. وتحدث معارض سوري في الداخل، لـ”ايلاف” قائلاً إنها “تشبه عملية غسل أو عملية تجميل لرجل روسيا الأول، لنقله من مواقع السلطة إلى مواقع المعارضة”.

 واعتبر المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الأمر “حدث بالاتفاق بين دمشق وموسكو في بيان رئاسي غير مقنع”، وتساءل “إن لدى الروس مشروعهم ورجلهم فماذا عن الاخرين؟”. وكان قد صدر مرسوم رئاسي سوري أمس الثلاثاء يقضي بإعفاء قدري جميل من منصبه.

 وقالت وكالة الانباء السورية (سانا ) في بيان لرئاسة مجلس الوزراء أنه نتيجة لغياب الدكتور قدري جميل عن مقر عمله ومن دون اذن مسبق، وعدم متابعته لواجباته المكلف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعانيها البلاد، اضافة الى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن من دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة، صدر مرسوم رئاسي باعفائه من منصبه”.

 وكان جميل قد عقد لقاء معلن في جنيف مع الدبلوماسي الاميركي روبرت فورد، السفير الاميركي في سوريا وبحث معه في التحضيرات لعقد مؤتمر جنيف 2، وذلك بعد أن غادر فورد استنبول والتقى معارضين سوريين. وقال ذات المصدر لـ”ايلاف” يريدون جلوس جميل على مائدة مؤتمر جنيف 2 على أنه معارض سوري.

 وتواردت أنباء عن طلب جميل من فورد المشاركة في جنيف 2 كجزء من وفد المعارضة، الا ان المسؤول الاميركي رفض، شارحًا انه من الصعوبة بمكان ان يكون المرء في الحكومة والمعارضة في الوقت نفسه. وقال جميل لقناة “الميادين” الفضائية “سأعود الى دمشق فور انتهاء ما أقوم به من لقاءات سياسية متعلقة بجنيف 2”.

 واكد جميل على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي ” فايسبوك” “اختلف مع الحكومة السورية، لانني اتفرّغ للعمل السياسي والحزبي”، وان “الهمّ الاساسي اليوم هو ايقاف العنف”. وكتب على حسابه في “تويتر”، “نقول منذ زمن أن خروجنا من الحكومة أسهل بكثير من دخولنا إليها”.

 وكان قدري جميل أول من كشف موعد عقد مؤتمر جنيف 2 وقال إن تاريخه في 23 تشرين الثاني/نوفمبر من موسكو اثر اجتماعه مع مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية في 17 تشرين الاول/اكتوبر وتكثيف لقاءاته على وسائل الإعلام الروسية.

 من جانبها أعلنت الخارجية الأميركية أن “نائب رئيس الوزراء المقال قدري جميل التقى في جنيف قبل 3 أيام السفير الأميركي السابق لدى دمشق روبرت فورد”. مشيرة إلى أنها “لا تعرف أسباب إقالة جميل من منصبه”.

 وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي أن “الولايات المتحدة لا تريد الدخول في مزايدات بشأن إقالة قدري جميل من منصب نائب رئيس الوزراء السوري”، مشيرة إلى أن “واشنطن لا تعرف أسباب إقالته”.

 ولفتت المتحدثة الأميركية الى أن “قدري جميل التقى في جنيف قبل 3 أيام مع السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد الذي يعمل في واشنطن بعد إجلاء السفارة”. وقالت إن” فورد شدد خلال اللقاء على أن الرئيس بشار الأسد ومقربيه فقدوا الشرعية وعليهم الرحيل”.

 وأوضحت بساكي “نحن نعقد لقاءات مع الكثير من السوريين الذين يمثلون كافة القوى السياسية، ونحن لا ننوي الكشف عن القائمة الكاملة”، مشيرةً إلى “حفاظ الولايات المتحدة على اتصال مباشر بالنظام في دمشق”. وعّين جميل في منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، وفق التعديل الحكومي الأخير، وذلك بعدما كان يشغل منصب وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك.

 ويشغل جميل منصب أمين عام حزب “الإرادة الشعبية” وعضو رئاسة “الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير”، ويعتبر نفسه من “المعارضة الداخلية الوطنية”، كما أنه فاز بانتخابات مجلس الشعب العام الماضي.

الجربا يطالب بالغطاء العربي ما قبل جنيف 2

بهية مارديني

ايلاف

يشارك رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا في اجتماع وزراء الخارجية العرب المقبل، وعلمت “إيلاف” أنه سيذكر الوزراء بمقررات مؤتمر لندن 11، وما تضمنته من بنود حول رحيل بشار الأسد.

قالت مصادر في الائتلاف الوطني السوري المعارض لـ”ايلاف” إن أحمد الجربا، رئيس الائتلاف، سيشارك في اجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب الأحد المقبل، وأكدت أنه سيلقي كلمة في الافتتاح ليشدد على ضرورة الغطاء العربي ما قبل جنيف 2.

 وتوقعت المصادر أن “يحمل اجتماع وزراء الخارجية العرب جديداً وخاصة في ظل الافق المسدود الذي وصلت اليه الثورة السورية”.

 وسيذكّر الجربا بمقررات مؤتمر لندن 11 على مستوى وزراء خارجية أصدقاء سوريا، وما تضمنته من بنود حول رحيل بشار الاسد، وأنه لا مستقبل للأسد، ولكل من تلطخت يداه بالدماء في المرحلة القادمة.

 كما سيلفت الجربا إلى ضرورة الضمانة الدولية لمقررات جنيف 2، إضافة الى تطبيق الفصل السابع في حال عدم التزام النظام السوري، ويؤكد الجربا أن الممر الاجباري نحو جنيف 2 هو تطبيق بنود جنيف 1.

 وبحسب المصادر، سيشير الجربا إلى الظروف المعقدة التي ينعقد فيها الاجتماع، والوضع الانساني في المناطق المحاصرة، حيث منعت قوات النظام دخول الأغذية والمحروقات والخبز والطحين والدواء وحليب الأطفال وإلى عدة مدن من بينها مدينة المعضمية في سياسة لتجويع السكان، كما منع الشبيحة دخول المساعدات الأممية إلى المنطقة، ما أدى إلى إغلاق الأسواق بشكل كامل، وسيطالب الجربا مجددًا بخروج إيران وحزب الله من سوريا.

 كما سيؤكد الجربا على أهمية دعم الائتلاف الوطني السوري المعارض والالتزام بهذا الدعم.

 ويكتسب هذا الاجتماع أهمية خاصة في ظل الموقف السعودي القوي من الولايات المتحدة بسبب عدم الوفاء بالعهود تجاه المعارضة وحلفائها.

 ولفتت المصادر الى اجتماع الهيئة السياسية للائتلاف الذي بدأ أمس على مدار ثلاثة أيام، ويبحث ملف جنيف2 والمشاركة به، والحكومة الموقتة.

 وستقدم الهيئة السياسية نتائج الاجتماع إلى الهيئة العامة للائتلاف، التي ستجتمع في التاسع من الشهر القادم.

هذا وأعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي أن اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده الأحد المقبل في مقر الجامعة العربية برئاسة ليبيا سيتناول موضوعاً واحداً هو الأزمة السورية وتطوراتها والإعداد لمؤتمر جنيف2 ودعم هذه الجهود التي تبذل من قبل مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.

 وحول ما طلبه الجربا بالحصول على غطاء عربي للمعارضة السورية في ما يتعلق بالمشاركة في جنيف2، أوضح بن حلي أن الاجتماع الوزاري سينظر في هذا الموضوع، لافتًا الى أن الموقف العربي يقوم على تشجيع كل الأطراف السورية سواء كانت حكومة أو معارضة على وضع الأزمة على طريق الحل السياسي، وهذا ما سيكون محل مشاورات ونقاشات وزراء الخارجية العرب.

إيلاف ترصد تداعيات إقالة قدري جميل

نصر المجالي

  تتواصل التكهنات حول السبب الحقيقي لإقالة قدري جميل من منصبه، وفي الوقت الذي اعتبر فيه البعض أن الموضوع ليس إلا مكافأة لنائب رئيس الوزراء السوري ستتضح تفاصيلها لاحقاً، اعتبر آخرون أن موضوع الإقالة مرتبط بإجتماعات عقدها جميل مع مسؤولين أميركيين.

رغم الغموض الذي أحاط بإقالة نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل، فإن تسريبات رشحت أن تكون للقرار علاقة بتحضيرات مؤتمر (جنيف2).

وكانت حكومة بشار الأسد بررت قرار الإقالة المفاجىء بـ”غياب جميل عن مقر عمله دون إذن مسبق وعدم متابعته لواجباته كنائب لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية في ظل الظروف الصعبة، فضلاً عن قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة”.

وبينما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي لقاء قدري جميل يوم 26 أكتوبر/ تشرين الأول مع روبرت فورد السفير السابق لدى سوريا في جنيف، فإنها رفضت التعليق على قرار الإقالة.

وقالت بساكي إن فورد كان أكد خلال اللقاء ضرورة الحل السلمي للنزاع في سوريا، وتنحي الرئيس بشار الأسد وحاشيته المقربة عن السلطة. وربما تلقي تصريحات بساكي  الضوء على السبب الحقيقي الذي قد يكون وراء إعفاء جميل من منصبه.

يذكر أن قدري جميل شيوعي مخضرم نال الدكتوراه من جامعة موسكو وشغل منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التجارة الدولية وحماية المستهلك.

والمسؤول المقال عضو في ما يصفه الرئيس بشار الاسد “بالمعارضة الوطنية”، وهي احزاب سياسية تعتبر نفسها منافسة للرئيس، لكن لم تنضم للانتفاضة المندلعة ضد حكمه منذ سنتين ونصف السنة.

ولاحظ دبلوماسي غربي أن تصريحات بساكي تتماشى مع تصريحات كان أطلقها وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، الصديق المقرب لجميل، وعضو جبهة التغيير والتحرير تفيد بأن “واشنطن تفكر جديًا بفتح قنوات اتصال مع دمشق”، وإن كان حيدر اشار إلى أن البحث في هذا الموضوع يبقى سابقاً لأوانه طالما لم يتوقف الدعم الأميركي للمعارضة.

عقوبة أم مكافأة؟

ورغم الغموض الذي رافق إقالة قدري جميل، فإن مصادر خبيرة بموقف وتفكير حكومة الرئيس بشار الأسد رأت أن “الإقالة قد تكون عقوبة في الشكل تتلوها مكافأة في المضمون لجميل”.

وفي مقال للكاتب السوري (السرياني) المعارض سعيد لحدو في (الحوار المتمدن) فإنه قال إن قدري جميل كان كُلِّف بمهمة تقديم نفسه كمعارض للنظام، وقام بلقاء السفير الأميركي في جنيف في 26 تشرين الأول لأخذ مباركة أميركا لاعتماده في وفد المعارضة الذي سيفاوض النظام.

 وأضاف لحدو: ولكن عندما فاجأه فورد بملاحظة أنه كيف يمكن أن يكون معارضاً في الوقت الذي مازال يحتل منصب نائب رئيس الوزراء. وهنا تفتقت عبقرية النظام وبدأ بتنفيذ الخطة (ب)، وذلك بتنفيذ عقوبة الإقالة لقدري (وربما بدري قد تكون أصح) شكلاً ليحتل الآن رسمياً موقع المعارض، وفي الآن ذاته يتم إعداده بعد إسقاط حجة فورد ليحتل وكمعارض هذه المرة منصب رئيس الوزراء للحكومة الانتقالية التي لم تحبل بها بعد كل تحركات الإبراهيمي معززة بكل ما أراده لها من دعم الروس والأميركيين على السواء.

رسالة للكرملين

وتزامناً مع تداعيات الإقالة، قال تقرير صحفي نشر في لندن إن اقالة جميل دليل على تشدد موقف الاسد مع اقتراب عقد مؤتمر السلام الدولي. وتقول صحيفة (ديلي تلغراف) إن جميل كان ينظر إليه على أنه الوزير المقرب من روسيا، وإن اقالته قد ينظر إليها على أنها رسالة الى الكرملين.

وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من أن روسيا حليفة للأسد، توجد تقارير عن أن روسيا تأمل في استبدال الاسد برئيس آخر اكثر طواعية يمكنه تقديمه كـ (رئيس توافقي).

وكان قرار الإقالة جاء مفاجئًا لجميل الذي أكد على الفور لـ (أنباء موسكو) عدم علمه مسبقاً به: ” أنا لم تصلني أي ورقة رسمية من الحكومة السورية. أنا موظف حكومي، وأول مرة في حياتي يحصل معي مثل هذا الموقف، فأنا متعلم أن الأوامر والقرارات يجب أن تأتي مكتوبة، وحتى الآن لم يأتِني شيء”، وأضاف:”الإعلام بالنسبة لي ليس مصدراً في هذه الأمور”.

 عودة لدمشق

وحول الأسباب التي يمكن أن تكون قد وقفت وراء قرار الإقالة برأيه، قال:”هذا السؤال يجب أن يرد عليه صاحب العلاقة الذي وضع الاستقالة وليس أنا”.

وأكد جميل أنه ” سيعود قريبًا إلى دمشق “لأنني عضو مجلس الشعب. وسأعود بعد أن أنهي عملي هنا في موسكو”.

 وكان جميل وهو احد اركان معارضة الداخل أعلن في وقت سابق أنه التقى للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية ممثلين لوزارة الخارجية الأميركية في جنيف.

وأضاف جميل في تصريحات صحفية أن “23 تشرين الثاني يبقى موعداً واقعيًا لعقد مؤتمر جنيف – 2″، مشيرًا إلى “ضرورة إطلاق أعمال المؤتمر بمشاركة القوى المستعدة لذلك، وترك الباب مفتوحًا لغيرها من القوى”.

 وإلى ذلك، قال تقرير لـ(رويترز) يشار إلى أن جميل بحث مع السفير فورد مؤتمر (جنيف 2) المقترح الذي يهدف الى اطلاق مفاوضات بين حكومة الاسد والمعارضة الساعية للاطاحة به.

ونقلت عن مسؤول شرق أوسطي الذي طلب عدم نشر اسمه قوله إن جميل “التقى مع فورد عقب اجتماعه مع مسؤولين روس في موسكو. كان الاجتماع طويلاً لكن بلا طائل.”

 وأضاف: “قدم جميل ما اعتبره فورد في ما يبدو مقترحات غير قابلة للتنفيذ في ما يتعلق بمحادثات جنيف. حاول ايضاً دون جدوى كسب الدعم الاميركي لضمه الى صف المعارضة في محادثات جنيف”.

ويشار في الختام إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تحرصان على بدء محادثات السلام السورية، لكنّ مقاتلي المعارضة يريدون ضمانات على المعارضة يريدون ضمانات على أنه سيتم إبعاد الأسد في حين ترفض حكومة الاسد أي شروط مسبقة قبل المحادثات.

الأسد يفصل قدري جميل.. وتساؤلات حول ما حدث مع فورد

نائب رئيس الوزراء بعد إقالته: خروجنا من الحكومة أسهل من دخولنا إليها

لندن : مانويل ألميدا واشنطن: هبة القدسي

بيروت: ثائر عباس باريس: ميشال أبو نجم لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»

تلقت جهود عقد مؤتمر «جنيف 2» الخاص بسوريا ضربة جديدة تشكك في جدية نظام بشار الأسد في الجهود التي بنت عليها واشنطن آمالا في تحقيق حل سياسي. ففي بيان رسمي مفاجئ من الرئاسة السورية، أعلن عزل نائب رئيس مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية، قدري جميل، إثر لقائه مع مسؤولين أميركيين.

وبينما برر النظام السوري قرار إعفاء جميل بـ«تغيبه عن مقر عمله وقيامه بـ(لقاءات في الخارج من دون التنسيق مع الحكومة) السورية»، أكدت وزارة الخارجية الأميركية لقاء السفير الأميركي الخاص بسوريا روبرت فورد بجميل السبت الماضي. وفسر محللون في لندن وواشنطن الخطوة التي أثارت تساؤلات في عواصم العالم المعنية بأنه إما أن يكون جميل قد استنفد الغرض المطلوب منه بعد أن بدأت الريح تتجه لصالح الأسد، أو أنه قد يكون قد تخطى الدور المرسوم له والذي كان يقوم خلاله بإطلاق بالونات اختبار.

وربط أحمد رمضان، القيادي في الائتلاف السوري المعارض، بين إعفاء جميل من منصبه ولقاءات مع مسؤولين أميركيين أجراها في جنيف، التي زارها انطلاقا من موسكو، مكان إقامته في الأسابيع الأخيرة. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأميركيين سبق أن أبلغوا معارضين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأن جميل التقى مسؤولين أميركيين، بناء على طلبه، وأبدى أمامهم الاستعداد للقبول بمرحلة انتقالية لا يكون الرئيس السوري بشار الأسد جزءا منها»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن «الأميركيين لم يبدوا أي اهتمام بمواقفه لإدراكهم المسبق عدم تأثيره في صنع القرار السوري الرسمي».

وعقد جميل السبت الماضي لقاء في جنيف مع فورد، السفير الأميركي لدى سوريا، المقيم خارجها بسبب الأزمة والمكلف بالملف السوري، وبحث معه في التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف 2». وبحسب المصادر فإن جميل طلب من فورد المشاركة في «جنيف 2» كجزء من وفد المعارضة، إلا أن المسؤول الأميركي رفض شارحا أنه من الصعوبة بمكان أن يكون المرء في الحكومة والمعارضة في الوقت نفسه.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول «شرق أوسطي» قوله إن جميل «قدم ما اعتبره فورد في ما يبدو مقترحات غير قابلة للتنفيذ في ما يتعلق بمحادثات جنيف. وحاول أيضا دون جدوى كسب الدعم الأميركي لضمه إلى صف المعارضة في محادثات جنيف». وكان من اللافت أن جميل سعى إلى قيادة وفد ثالث في مفاوضات «جنيف 2» على أساس مستقل.

وذكرت رئاسة مجلس الوزراء السوري، في مرسوم الإعفاء الذي نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أمس، أنه نتيجة «لغياب جميل عن مقر عمله ومن دون إذن مسبق، وعدم متابعته لواجباته المكلف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد، إضافة إلى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن من دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة، صدر مرسوم رئاسي بإعفائه من منصبه».

وجميل عضو في ما يصفه الرئيس السوري «بالمعارضة الوطنية»، وهي أحزاب سياسية تعتبر نفسها منافسة للرئيس لكن لم تنضم للانتفاضة المندلعة ضد حكمه منذ سنتين ونصف السنة، ويطلق عليها البعض بـ«معارضة الداخل». وفي رد أولي على القرار، كتب جميل على صفحته على موقع «فيس بوك»: «نقول منذ زمن إن خروجنا من الحكومة أسهل بكثير من دخولنا إليها».

ويبدو أن نبأ إعفاء جميل من منصبه، مع تسارع التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف 2» وبالتزامن مع وجود المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي في دمشق، لم يفاجئ السوريين أنفسهم، لا سيما أنه موجود منذ أسابيع في إجازة يقضيها مع عائلته في روسيا، وفق ما سبق أن أعلنته مصادر في الحكومة السورية الأسبوع الماضي.

وقال أندرو تابلر، الباحث في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، إنه من غير الواضح أبعاد إقدام الأسد على إقالة جميل و«هل سيتم القبض عليه لأنه اجتمع مع مسؤولين أميركيين». وأوضح تابلر أن جميل يتواصل مع المعارضة السورية ويحاول التعاون معها، ويعد أحد أعضاء ما يطلق عليه المعارضة الوطنية التي لم تشارك في «العنف المسلح» ضد نظام الأسد، وهذا لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع السوري، فلا يمكن أن يكون أحد رموز النظام وعضو المعارضة في وقت واحد. واستبعد تابلر أن تقبل المعارضة السورية تعاونا مع جميل الذي يعد أحد رموز حكومة الأسد، كما استبعد أن تؤثر إقالة جميل من منصبه على قدرة الأسد على التفاوض في «جنيف 2»، والذي يصر على رفض أي شروط مسبقة لها.

وعلق ديفيد باتلر، المحلل في برنامج الشرق الأوسط بالمعهد الملكي «تشاتام هاوس» في لندن، قائلا إن إقالة جميل ليست مفاجأة، فالرجل كان يقوم بإعطاء تصريحات تبدو كبالونات اختبار، أو ربما تكون لخدمة أهدافه هو. وأضاف أنه عندما أجرى الأسد التعديل الأخير في حكومته سحب بعض اختصاصاته، فالفكرة الأساسية بأن يكون قائد الفريق الاقتصادي في الحكومة لم تنجح على ما يبدو. أما على الجانب السياسي فرأى باتلر أنه ربما يكون هناك شعور لدى النظام أن جميل يقدم نفسه كبديل مقبول، أو أنه قد تكون الفائدة منه انتهت. ويتابع باتلر قائلا إن «جنيف 2» بالنسبة إلى الأسد هي فرصة ليجمع بقية العالم على طاولة حول رؤيته للحل السياسي التي تتماشى سواء أزيد أو أقل مع خريطة الطريق التي أعلنها سابقا.

وأعرب عن اعتقاده أن الأسد يريد العملية السياسية بهدف أن يرى العالم الأزمة من خلال رؤيته هو. وعن جميل، يرى باتلر أنه «ليس رقما مهما في النظام السوري، وأنه قد يكون مفيدا لبعض الوقت، وأنه يمثل معارضة في إطار النظام ولكن الآن مع اتجاه الريح لصالح الأسد لم تعد هناك حاجة له، وربما حدثت لديه أوهام حول مقدار نفوذه».

أما أندرو بوين، من معهد بيكر لأبحاث الشرق الأوسط، فقال إنه يعتقد أن الأسد جاد حول التفاوض، لكنه سيطيح بأي شخص يحاول التفاوض يتجاوز ما هو محدد له لتفادي أي واسطة أو صفقة قد تخرج عن شروطه. وقال إن فصله لا بد أن يكون سببه مناقشة لم يكن يجب أن تحدث، أو شيئا قوى مركزه وليس موقف بشار. وقال «أعتقد أيضا أن الدائرة المحيطة به لم تقرر بعد من يجب أن يمثلهم، أو كيف سيكون شكل المفاوضات أو ما هي التنازلات المستعد النظام تقديمها».

كريستوفر فيليبس، المحاضر في جامعة «كوين ماري» والزميل في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد «تشاتام هاوس» أوضح «قد يكن الأمر متعلقا بترتيب المنزل من الداخل، ولتوصيل رسالة لأي طرف قد يفكر في التآمر: لا تتآمرو وراء ظهري» (أي ظهر الأسد) وغير ذلك. أو قد تكون إشارة إلى الروس وآخرين بأنه «إما تعملون من خلالي أو لا تعملون كليا». وأضاف «أعتقد أن الأسد ليس جادا في ما يخص التخلي عن السلطة، هكذا أنظر إلى الأمر. إذا كان ينوي التوجه إلى جنيف من أجل مسايرة الروس، فسيفعل ذلك، وأعتقد أن ما نراه حاليا مسرحية من النظام في ما يخص جنيف».

ومن جهته، أوضح فيصل ايتاني، الباحث بمركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع لمركز أتلانتك، أن قيام الرئيس بشار الأسد بطرد قدري جميل يرسل رسالتين، الأولى للمجتمع الدولي يؤكد فيها أنه يملك كل مفاتيح السلطة، وأنه يسيطر على مسار أي مفاوضات حول سوريا، وأنه الرجل القوي في الحكم ولديه كل القدرات والإمكانيات. والرسالة الثانية يرسلها إلى الروس، فمن المعروف أن قدري جميل من الشخصيات المقربة لدى الدوائر الروسية، وبتنحية قدري من منصبه يقول الأسد للروس إنهم لن يستطيعوا أن يفرضوا آراءهم عليه أو أن يضغطوا عليه في أي مجال يتعلق بالمفاوضات مع المعارضة.

ويقول ايتاني «من الممكن أن قدري كان يحاول التوصل للتقارب بين النظام السوري والمعارضة، ومن الواضح أنه كان يعمل وراء ظهر الرئيس الأسد لذا كان قرار إقالته من منصبه رسالة واضحة بأنه لن يشارك في أي مفاوضات».

وجاءت إشارة المصادر الحكومية السورية إلى أن جميل يقضي إجازة، فيما يفترض أنه في مهمة عمل رسمية، عقب تصريحات أطلقها من موسكو، أعلن فيها تحديد موعد مؤتمر «جنيف 2» في الثالث والعشرين من الشهر المقبل، الأمر الذي أثار حفيظة «الخارجية الروسية». ووجه الناطق باسمها ما يشبه التوبيخ بقوله إن تحديد موعد المؤتمر «ليس من شأن المسؤولين السوريين».

بعد هذه الواقعة، كثرت الشائعات عن انشقاق جميل، لكن سرعان ما نفتها مصادر مقربة من الحكومة وبشكل غير رسمي، قبل أن يتبين عمليا أنه في إجازة مفتوحة في موسكو، وتلت ذلك توقعات بإعفائه من مهامه. ولهذا لم يكن مفاجئا أن يعفى من منصبه بل كان أمرا متوقعا، خصوصا مع استمرار عقده لقاءات مع المعارضة السورية في الخارج، تردد أنه يجريها من دون تنسيق.

وأفادت معلومات بلقائه قبل يومين «وفدا عالي المستوى من وزارة الخارجية الأميركية» بحث معه في «قضايا أساسية جدا»، بحسب ما صرح به جميل. وقال، في تصريحات صحافية، إنه التقى «ممثلين عن الخارجية الأميركية بصفتي ممثلا عن جزء من المعارضة السورية». ونقلت وسائل إعلام موالية لقائه أعضاء في هيئة التنسيق (معارضة الداخل)، مشيرة إلى أنه عقد «اجتماعات سرية مع رئيس هيئة التنسيق حسن عبد العظيم، وأطراف معارضة أخرى في إطار التحضير لانضمام هذه الأطراف إلى الائتلاف الوطني السوري للمشاركة في وفد معارض واحد في (جنيف 2)».

وكانت مصادر في دمشق كشفت في وقت سابق عن زيارات يجريها قدري جميل بين موسكو وجنيف، بالتنسيق مع النظام السوري ومسؤولين في القيادة الروسية. كما جرى اتصال هاتفي بين جميل والإبراهيمي، طالبه فيه بضرورة عدم التفكير في تأجيل مؤتمر «جنيف 2».

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أمس لقاء السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد مع جميل السبت الماضي في جنيف. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن جميل «كان يقود حزبا معارضا مرتبطا بالحكومة، ويبدو أنه ترك هذا المنصب الآن». وبينما أثيرت تساؤلات عن سبب لقاء فورد مع مسؤول سوري رفيع المستوى، أوضح المسؤول الأميركي: «إننا نلتقي بالكثير من السوريين من خلفيات سياسية كثيرة.. ونلتقي بشكل نظامي مع سوريين لديهم اتصال مباشر مع النظام في دمشق، ونحن نقوم بذلك لأننا نريد أن يصل النظام والمعارضة إلى اتفاق سياسي مثلما تم تحديده في بيان جنيف في يونيو (حزيران) 2012».

وكانت رسالة فورد واضحة لجميل ولمن يلتقيهم من سوريين من طرفي النظام والمعارضة، بأنه من الضروري ألا يكون الأسد والمقربون منه جزءا من أي حكومة انتقالية، وهذا أمر ترفضه الحكومة السورية. ويذكر أن اجتماع وزراء خارجية الدول الـ11 الأساسية الأسبوع الماضي شدد على ضرورة عدم إشراك الأسد في السلطة، وأن عليه أن يتخلى عن «السلطات التنفيذية» لحكومة انتقالية. وأوضح المسؤول الأميركي «اننا واضحون، لا يوجد حل عسكري للطرفين، يجب أن تكون هناك عملية تفاوض سياسي لا آلية حكم انتقالية جديدة بناء على التراضي وبسلطات تنفيذية كاملة». وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة ملتزمة بالبيان الختامي الصادر عن اجتماع لندن والذي «يطالب المعارضة بحضور اجتماع (جنيف 11) المزمع والذي يؤكد على ضرورة أن تكون المعارضة ممثلة عن الشعب السوري بالإضافة إلى ضرورة معالجة قضية توصيل المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين، ونحن نوصل هذه الرسائل لكل السرويين الذين نلقتي بهم».

وتعليقا على ما تناقلته وسائل الإعلام عن اجتماع عقد في جنيف بين مسؤولين أميركيين وجميل، قال وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السوري علي حيدر أمس بعد لقائه الإبراهيمي «أظن أن واشنطن تفكر جديا في فتح قنوات مع سوريا. ولكن من المبكر التكلم عن ذلك وخصوصا أن أميركا لم تتوقف عن الدعم السياسي والإعلامي (للمعارضة السورية في الخارج) وحتى التكلم عن التسليح والتمويل والتدريب». وتمنى أن «يكون التغيير في الموقف الأميركي حقيقيا لا شكليا».

وفي غضون ذلك، التزمت مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية جانب الحذر في التعليق على إقالة جميل بسبب «الغموض» الذي يحيط بموضوع إقالته والأسباب التي أفضت إليه. بيد أن هذه المصادر بدت «واثقة» لجهة الرابط بين الإقالة وبين التحضيرات والاتصالات الجارية حاليا بشأن الدعوة إلى مؤتمر جنيف 2 وزيارة الإبراهيمي لدمشق.

وترى المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أن «مسارعة» الأسد للتخلص من قدري جميل تبين «خوفه» من تفكك الدائرة التي تلتف حوله مع اقتراب موعد المؤتمر الموعود حيث «تسعى كل مجموعة للعب ورقتها الخاصة إذا تيقنت أن مصير النظام لن يكون مضمونا للمستقبل». فضلا عن ذلك، تعتبر هذه المصادر أن الأسد «لا يريد أن يسمح لأي صوت بأن تكون له لهجة ونبرة مختلفتين عن لهجته ونبرته» وبالتالي فإن كل من يتجرأ على الابتعاد قيد أنملة عن الخط العام فإما يقال أو يجري التخلص منه».

وتربط هذه المصادر بين «خروج» اللواء علي حبيب قبل أسابيع و«انشقاق» جميل لجهة المعنى السياسي من جانب ولجهة الغموض الذي يحيط بهما من جانب آخر. كما أنها تذكر بإبعاد نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع الذي لم يعلن عن انشقاقه بل عن «مقاربة مختلفة» لكيفية التعاطي مع الأزمة السورية وصعوبة الانتصار العسكري فيها لأي من الطرفين.

وتتوقع هذه المصادر أن تتكرر «حالة» قدري جميل في الأسابيع القادمة عندما يبدو أن «جنيف 2» سيعقد فعلا، وأن هناك «توافقا دوليا» خصوصا أميركيا – روسيا في الدفع باتجاه حل سياسي يبدأ بمرحلة انتقالية تحتاج لـ«إعادة تشكيل» صورة المشهد السياسي السوري.

من جهته، رجح الخبير في الشأن السوري وأستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس الجنوب، خطار أبو دياب، أن تكون إقالة جميل «رسالة سورية إلى الولايات المتحدة وروسيا تمنعهما من محاولة تركيب أي حل سياسي ينص على استثناء الأسد، على المدى المتوسط، من المرحلة الانتقالية»، مستندا إلى تفسير مؤتمر «جنيف 1» عن انتقال السلطة لهيئة انتقالية بصلاحيات كاملة، والتي «تعني أن يصبح الرئيس غير موجود».

ورأى أبو دياب أنه «حتى ضمن هذا الإطار، أراد النظام أن يقول إن أي حل سياسي لا يأتي وفق رؤية النظام.. هو حل غير مقبول». وأضاف «تؤكد هذه الفرضية، بعد إقالة جميل، أن النظام غير قابل للإصلاح»، مشيرا إلى أن «أي تغيير فيه، ولو كان طفيفا وديكوريا، فإنه لن يقبله كونه نظاما شموليا قائما على الشخص والمجموعة المرتبطة به والتي تدور في فلكه وحوله، وأي خلل ضمن النظام يعرضه للتصدع».

وعلى الرغم من ترجيحه هذه الفرضية، فإنه لم يستبعد احتمال أن تكون روسيا «أرادت إرسال جميل إلى المعارضة لتعزيز وجودها داخلها، ولتقول للغرب إنها الممسكة الفعلية بالقرار السوري والحلول للأزمة، على صعيد الحكم والمعارضة في آن معا». ولم يستبعد أن يكون اللقاء الذي جمع بين فورد والأميركيين «عقد بطلب روسي من جميل».

وبدوره، ربط عضو الائتلاف الوطني المعارض نجيب الغضبان بين قرار عزل جميل والتصريحات الأخيرة التي أدلى بها منذ شهر تقريبا بخصوص ضرورة وجود حل سياسي ما دام طرفا النزاع لم يتمكنا من إحراز نصر عسكري حاسم. وأوضح الغضبان، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن هذا «الكلام بالنسبة إلى نظام سلطوي مثل النظام السوري مرفوض تماما»، مشيرا إلى أن «كل مكونات الحكومة السورية عبارة عن تكنوقراط لا دور لهم في صنع القرار السياسي، ذلك أن القرار ينحصر في عائلة الأسد وبعض الضباط الممسكين بالأمن والجيش، وإذا ما حاول مسؤول حكومي تجاوز دوره التقني يتم عزله فورا كما حصل مع جميل».

ولفت المحلل السياسي السوري سمير التقي إلى أن الروس «كلفوا جميل بأن يلعب دورا داخل أوساط النظام لتهيئة الأجواء لتقديم بعض التعهدات التي قطعوها للأميركيين، بخصوص مصير الأسد والحلول الوسط». لكن النظام «وكما فعل مع معظم الشخصيات التي كان يمكنها أن تلعب دورا وسطيا، أبعد جميل»، معتبرا أن هذا الفعل «يعد أبرز مؤشرات فشل الدبلوماسية الروسية التي لن تتمكن من أخذ شيء من الأسد».

وأعرب التقي عن اعتقاده أن الأسد «يرى حلفاءه بحاجة إليه، وليس هو من يحتاج إليهم»، معتبرا أن ما حصل مع جميل «يؤكد أن كل كلام روسيا والصين عن إمكانية التوصل إلى حل سياسي «لا يتخطى كونه مناورة لكسب الوقت»، مشيرا إلى أن النظام «لا يوجد عنده ما يقدمه».

جميل.. رجل الأعمال المعارض الذي صار جزءا من النظام

تصدر الواجهة الإعلامية بعد تراجع ظهور المعلم

لندن: «الشرق الأوسط»

يرفض كثير من السوريين وصف قدري جميل، نائب رئيس الوزراء السوري، الذي أقاله الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، بـ«المعارض» للنظام لكونه شارك في حكومة شكلها رأس النظام.

وتسلم جميل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك ضمن حكومة رياض حجاب الذي انشق بعد شهرين من رئاسته الحكومة التي أعلن عن تشكيلها بتاريخ 23 يونيو (حزيران) 2012.

وفي التعديل الوزاري الذي طرأ على حكومة وائل حلقي في أغسطس (آب) الماضي استبعد جميل عن وزارة التجارة ليبقى في منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الاقتصاد. وفي الأشهر الأخيرة ومع تسارع النشاط الدبلوماسي الدولي باتجاه عقد مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سوريا، راح جميل يصدر تصريحات تشير إلى معارضته للنظام، بوصفه جزءا من المعارضة الداخلية.

يرأس جميل حزب الإرادة الشعبية للتغيير والتحرير ويضع نفسه كمعارض للنظام السوري، كما ترأس كتلة برلمانية داخل مجلس الشعب السوري بعد انتخابات لم تشارك فيه المعارضة وقاطعتها شرائح واسعة من الشعب.

ويشار إلى أن قدري جميل من أهم رجال الأعمال السوريين وتتركز استثماراته وأنشطته الاقتصادية بين روسيا ودبي. ويصدر جريدة أسبوعية باسم «قاسيون» رخص لها رسميا بعد دخوله في السلطة بعد أن كانت أقرب إلى مطبوعة دورية لا تباع في المكتبات.

وتقدم جميل إلى الواجهة الإعلامية للنظام في يونيو 2012 بعد تراجع ظهور وزير الخارجية وليد المعلم وأيضا الناطق باسم الخارجية جهاد مقدسي، الذي أقيل من منصبه بعد «هروبه» إلى دبي دون أسباب واضحة عقب سلسلة تصريحات أثارت الكثير من الاستياء والاستغراب حول السلاح الكيماوي السوري.

ولعب جميل دور ساعي بريد النظام إلى موسكو لعلاقاته السياسية التاريخية من خلال الحزب الشيوعي ولعلاقاته المالية هناك. وزار موسكو الكثير من المرات بعد تسلمه مهامه في الحكومة السورية، رغم فرض منع السفر على المسؤولين السوريين من قبل الحكومة.

وقدري جميل من مواليد دمشق عام 1952، ويحمل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة موسكو عام 1984، وعمل أستاذا محاضرا في معهد تخطيط التنمية الاقتصادية الاجتماعية في دمشق، وعضوا في الحزب الشيوعي السوري (خالد بكداش) منذ عام 1966، وعمل في مواقع مختلفة فيه، بما فيها رئيس تحرير صحيفة الحزب الشيوعي السوري المركزية «نضال الشعب» منذ مايو (أيار) عام 1991 وحتى سبتمبر (أيلول) عام 2000. ثم انشق عن حزب بكداش الذي كانت ترأسه وصال فرحة بكداش بعد وفاة زوجها خالد بكداش مؤسس الحزب الشيوعي السوري، مع الإشارة إلى أن قدري جميل كان صهر بكداش قبل الانفصال عن زوجته التي تنتمي أيضا للحزب، وأسس عام 2003 ما سمي «منطقية دمشق»، ليصبح بعد ذلك الأمين العام لحزب الإرادة الشعبية ورئيس تحرير جريدة الحزب والتي سميت «قاسيون»، كما شغل جميل منصب عضو اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين منذ تأسيسها في 2002 وله مؤلفات منها «الحضارة البشرية على مفترق طرق».

وفي 2011 أسس حزب الجبهة الشعبية ونال ترخيصا من النظام باعتباره حزبا معارضا وترشح لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي 2012 – 2013، وهو المجلس الأول المشكل بعد التعديل الدستوري الذي أجراه بشار الأسد ضمن «حزمة الإصلاحات» التي أطلقها بعد اندلاع الثورة ضد نظامه. ودخل قدري جميل مجلس الشعب ممثلا لحزب الجبهة الشعبية لتغيير والتحرير (تحالف تيار قدري جميل مع تيار وزير المصالحة الوطنية علي حيدر في الحزب السوري القومي الاجتماعي). وأدى القسم لمباشرة مهامه بعد أن طالب حزبه بحل المجلس وإعادة الانتخابات إلا أن رئاسة الحزب أوعزت لنوابه بأداء القسم لأن المجلس شرعي ما لم يصدر غير ذلك عن المحكمة الدستورية العليا.

إجلاء دفعة جديدة من سكان المعضمية.. ومقاتلون أكراد يطردون «داعش» من الحسكة

عفو رئاسي عن الفارين من «خدمة العلم».. و«الصحة العالمية»: 10 إصابات بشلل الأطفال بدير الزور

بيروت: «الشرق الأوسط»

كثف الطيران النظامي السوري من غاراته الجوية، أمس، مستهدفا مناطق سورية عدة، بالتزامن مع إجلاء الصليب الأحمر الدولي بالتعاون مع فرق من الهلال الأحمر السوري دفعة جديدة ضمت المئات من أهالي مدينة المعضمية بريف دمشق، بعد مناشدات عدة لإخراجهم من المنطقة جراء نقص الغذاء والدواء وموت الكثيرين جوعا. وفي غضون ذلك، تمكن مقاتلو «وحدات حماية الشعب الكردي» ليل الاثنين – الثلاثاء، من طرد مقاتلي «دولة الشام والعراق الإسلامية» (داعش) من عدد من القرى في الحسكة.

وبعد إجلاء نحو 3 آلاف من سكان المعضمية بريف دمشق، أجلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفرق من الهلال الأحمر السوري دفعة جديدة ضمت المئات من أهالي المدينة المدنيين. وفي موازاة إشارة وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، نقلا عن مصادر، إلى أن «مئات من النساء والأطفال وكبار السن تمكنوا من الخروج من المعضمية ونقلوا إلى مركز إيواء في ضاحية قدسيا»، أفادت قناة «الإخبارية السورية» الحكومية بـ«إطلاق نار على المدنيين أثناء محاولتهم الخروج من البلدة بهدف منعهم من المغادرة». واتهمت «إرهابيين» بتنفيذ الهجوم، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة.

وتحاصر القوات النظامية منذ أشهر مدينة المعضمية، التي تخضع لسيطرة مقاتلين معارضين، مما أدى إلى نقص في الغذاء والدواء، وموت الكثيرين جوعا أو تأثرا بجراح أصيبوا بها جراء القصف المستمر على المدينة، وسط دعوات أممية لفتح ممرات آمنة وتحييد المدنيين.

وفي غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات في مناطق عدة من سوريا. وذكرت شبكة «سوريا مباشر» أن جنودا حكوميين قتلوا في اشتباكات في حي برزة، شمال دمشق، في حين أعلن المرصد السوري تعرض مناطق في حي القابون ومخيم اليرموك، جنوب دمشق، لقصف نظامي أدى إلى سقوط جرحى. واستهدف مقاتلو المعارضة محطة وقود للشرطة في حي القابون، مما تسبب في مقتل وجرح عدد من الأشخاص.

وفي تطور لافت، أحرز المقاتلون الأكراد في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا ليل الاثنين – الثلاثاء مزيدا من التقدم على حساب مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) التي تمكنوا من طردها من عدد من القرى، كما غنموا أسلحة من لواء مقاتل تابع للجيش السوري الحر، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن «مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي سيطروا على قرى صفا وكرهوك واليوسفية وجنيبية وأبو حجر والمناطق المحيطة بها، إضافة إلى نقاط أخرى لمقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة في ريف ناحية الجوادية، وسط استمرار الاشتباكات بشكل متقطع بين الطرفين».

وعلى بعد عشرات الكيلومترات من المنطقة ذاتها، أفاد المرصد بتسليم «قائد لواء التوحيد والجهاد التابع للجيش الحر أسلحة اللواء المقاتل الذي يقوده، والتي تتألف من دبابة وراجمتي صواريخ وسيارات رباعية الدفع مثبت عليها رشاشات ثقيلة ومدفع ميداني ومدافع هاون وغيرها، إلى وحدات حماية الشعب الكردي في ريف الجوادية (جل آغا)». وأشار إلى أن هذه العملية جرت بعد «محاصرة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي اللواء في ريف ناحية الجوادية». وكان المقاتلون الأكراد سيطروا قبل أيام على بلدة اليعربية (تل كوجر) ومعبرها مع الحدود العراقية بمساعدة عشائر عربية في المنطقة.

على صعيد آخر، قال المرصد إن مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وحركة أحرار الشام الإسلامية «اعتقلوا 72 رجلا من بلدة الشميطية في محافظة دير الزور (شرق)، بينهم مهنا فيصل الفياض، أحد شيوخ عشيرة البوسرايا وعضو مجلس الشعب السوري، وذلك عقب اشتباكات دارت بينهم وبين مسلحين من العشيرة».

وفي ريف حماه، أفاد المرصد السوري باستهداف مقاتلي المعارضة حاجز العبود والحاجز الجنوبي لبلدة مورك، مشيرا إلى أنباء عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية التي ردت بقصف مدفعي شمل بلدات عدة في المنطقة. أما في درعا، فقد نفذ الطيران الحربي النظامي غارات جوية على مناطق في أحياء درعا البلد وحي طريق السد، وسط استمرار القصف على مناطق في بلدة عتمان واشتباكات عنيفة على أطرافها.

من جهة أخرى، أكدت منظمة الصحة العالمية وجود عشر حالات شلل أطفال سوريين في دير الزور. وقال متحدث باسم المنظمة، خلال عرض تقرير للأمم المتحدة في جنيف أمس، إن «10 من أصل 22 طفلا يعانون من شلل رخوي في الأطراف مصابون بشلل الأطفال، كما ذكرت نتائج تحاليل مخبرية»، موضحا أن «عشرا من 22 حالة قد تأكدت»، على أن تعرف «نتائج الحالات الأخرى في الأيام المقبلة». وفي حين لم تسجل أي حالات إصابة بشلل الأطفال، تشهد سوريا حملة تلقيح واسعة النطاق للأطفال السوريين بمساعدة من الأمم المتحدة، تهدف إلى تلقيح 2.4 مليون طفل ضد شلل الأطفال والحصبة والتهاب الغدة النكفية (أبو كعب) والحصبة الألمانية.

من ناحية أخرى، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، مرسوما تشريعيا قضى بـ«منح عفو عام عن كل الجرائم المرتكبة قبل يوم أمس، والمنصوص عليها في عدد من مواد قانون خدمة العلم، إذا تمت تسوية أوضاع من تشملهم هذه العقوبات خلال 30 يوما».

الإبراهيمي يلتقي الأسد اليوم.. والمعلم يعلن أن للشعب حقا حصريا في اختيار قيادته

دمشق تشترط حوارا سوريا بقيادة سورية في «جنيف 2»

بيروت: ليال أبو رحال

أبلغت دمشق على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم، أمس، شروط مشاركتها في مؤتمر «جنيف 2» إلى المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي ، مشترطة أن يكون الحوار في جنيف «بين السوريين وبقيادة سورية». وشدد المعلم على أن سوريا «ستشارك في هذا المؤتمر انطلاقا من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي». وتابع الإبراهيمي لقاءاته في دمشق أمس، في إطار جولة تشمل دولا عدة تمهيدا لتهيئة الأجواء لانعقاد مؤتمر «جنيف 2» الشهر المقبل، فاجتمع أمس بوزير الخارجية السوري وممثلين عما يعرف بمعارضة الداخل، بينما من المتوقع أن يلتقي اليوم الرئيس السوري بشار الأسد.

ويأتي اللقاء المرتقب اليوم بين الإبراهيمي والأسد، بعد لقاء مماثل قبل نحو عام (ديسمبر/ كانون الأول، الماضي) انتهى بتوتر، إثر تمني الإبراهيمي على الأسد عدم الترشح لولاية رئاسية جديدة. واستبق الإبراهيمي لقاءه الأسد اليوم بالتراجع، وفق وكالة «سانا»، عن تصريحات أدلى بها لمجلة فرنسية قبل يومين، قال فيها إنه من الممكن أن «يسهم الأسد في المرحلة الانتقالية من دون أن يقودها بنفسه».

وعرض الإبراهيمي خلال لقاءاته أمس الجهود المبذولة لعقد المؤتمر الدولي في جنيف، فشدد وزير الخارجية السوري على «رفض كل التصريحات والبيانات التي صدرت بعناوين ومسميات مختلفة بما فيها بيان لندن حول مستقبل سوريا باعتبارها اعتداء على حق الشعب السوري واستباقا لنتائج حوار بين السوريين لم يبدأ بعد». وأفادت وكالة «سانا» بأن «وجهات النظر كانت متفقة حول أهمية وقف العنف والإرهاب واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها»، لافتة إلى أن «الإبراهيمي شرح نتائج جولته في المنطقة والجهود الهادفة لعقد مؤتمر جنيف».

من ناحيته، اعتبر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السوري علي حيدر، بعد لقائه الإبراهيمي بصفته أحد أعضاء «الائتلاف السوري لقوى التغيير»، الذي يضم عددا من الأحزاب المعارضة في الداخل والممثلة في الحكومة، أن «هناك حاجة للذهاب إلى فرز حقيقي لمعنى المعارضة والموالاة ووطني وغير وطني». وشدد على أن «من يضع شروطا مسبقة لا يريد الذهاب إلى عملية سياسية»، في إشارة إلى اشتراط الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن يتمحور أي حوار حول حصول عملية انتقالية ديمقراطية في سوريا.

وعن تصريحات الإبراهيمي بوجوب مشاركة المعارضة بوفد موحد في جنيف، قال حيدر «لا يمكن توحيد المعارضة، ومن دون شك لن نذهب تحت مظلة الائتلاف، لأننا نختلف اختلافا جذريا في الطرح»، واصفا فكرة توحيد المعارضة بـ«الخيالية». وختم بالقول «لن نذهب تحت مظلة الائتلاف حتى لو لزم ألا نشارك في جنيف».

وأعلنت وكالة «سانا» أن الإبراهيمي نفى ما نقلته عنه بعض الصحف العربية والأجنبية عن المرحلة الانتقالية نحو سوريا الجديدة، وأكد في تصريح عقب لقائه عددا من أطياف المعارضة في فندق الـ«شيراتون» بدمشق أن ما نسب إليه «غير دقيق على الإطلاق». وأكد الإبراهيمي أنه يزور دمشق «في إطار التحضير لمؤتمر (جنيف 2)»، وهذا المؤتمر الحكومة السورية «طرف أساسي فيه». وتابع «الكلام الذي قلته هو أن الحضور إلى جنيف يتم من دون شروط مسبقة، وأن جنيف مبني على أن الأطراف السورية هي التي ستحدد المستقبل، وهذا هو الكلام الذي قلته ولا أتراجع عنه».

وكانت مجلة «جون أفريك» الفرنسية نقلت الاثنين عن الإبراهيمي قوله إنه «يمكن للأسد أن يسهم بشكل مفيد في الانتقال بين سوريا الماضي، وهي سوريا والده وسورياه، وما أسميه الجمهورية السورية الجديدة»، محذرا من أن «الخطر الحقيقي هو في تدهور الوضع في سوريا إلى شكل من أشكال (الصوملة)، ولكن بصيغة أعمق وأطول أمدا مما شهدناه في الصومال».

ومن بيروت، شدد المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي على أن «الإبراهيمي موجود حاليا في دمشق، ونتمنى له النجاح في محادثاته، وسيعود عن طريق لبنان». وقال بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، إن «مكتب الإبراهيمي هو الذي سيعلن عن تفاصيل الزيارة المقبلة إلى بيروت في الوقت المناسب».

وفي سياق متصل، نفت مصادر الرئيس ميقاتي لـ«الشرق الأوسط» أن يكون لبنان قد أبلغ رسميا بموعد وصول الإبراهيمي إلى بيروت آتيا من دمشق. وأوضحت أنه لا مواعيد مع الإبراهيمي مدرجة حتى اللحظة على جدول أعمال الرؤساء، مكتفية بالإشارة إلى أن المعطيات المتوافرة تستبعد وصوله قبل يومين على الأقل.

المعارضة السورية تسعى لتأمين الغطاء العربي لمطالبها قبل «جنيف 2»

الائتلاف: الإبراهيمي تجاوز دوره بكلامه عن مساهمة الأسد في المرحلة الانتقالية

بيروت: «الشرق الأوسط»

تسعى المعارضة السورية عبر مشاركتها في اجتماع وزراء الخارجية العرب، المرتقب عقده في مقر الجامعة العربية بالقاهرة الأحد المقبل، إلى انتزاع موقف عربي مشابه للموقف الذي حصلت عليه خلال اجتماع «لندن 11»، حيث أكدت الدول الأساسية الصديقة للشعب السوري أنه «لا مستقبل للرئيس السوري بشار الأسد في حكم سوريا».

ويتزامن تسارع مواقف المعنيين بشأن المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» مع تصريحات لمجلة فرنسية أدلى بها المبعوث الدولي والعربي إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي، متحدثا عن «إمكانية مساهمة الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية من دون أن يقودها».

ورغم نفي الإبراهيمي هذه التصريحات، وفق ما أعلنته وكالة «سانا» أمس، فإن المعارضة السورية تصر على التحصن بموقف عربي يدعم مطالبها في مؤتمر «جنيف 2»، في ظل عدم وضوح الموقف الأميركي بخصوص تنحي الأسد وإعلان وزير المصالحة الوطنية في الحكومة السورية أمس، علي حيدر، أن «واشنطن تفكر جديا في فتح قنوات مع النظام في سوريا».

ويعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا في القاهرة الأحد المقبل لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بالأزمة السورية ونتائج جولة الإبراهيمي وترتيبات عقد مؤتمر «جنيف 2». ومن المقرر أن يرأس وفد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» إلى الاجتماع رئيسه أحمد الجربا، إلى جانب عدد من أعضاء الهيئة السياسية.

وقال عضو الائتلاف المعارض أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن الجربا سيركز في كلمته على المنطلقات التي وضعها «الائتلاف الوطني» المعارض بخصوص انتقال السلطة بعد تنحي الأسد، نافيا أن تكون المعارضة السورية وراء الدعوة لعقد هذا الاجتماع، على خلفية إشارة مصدر دبلوماسي عربي في القاهرة، رفض الكشف عن هويته، إلى أن «الاجتماع جاء بناء على طلب من المعارضة السورية للحصول على غطاء عربي بشأن مؤتمر (جنيف 2)».

وفي حين أكد رمضان أن «المعارضة لن تطرح مسألة تنحي الإبراهيمي في اجتماع القاهرة»، أشار إلى «وجود احتجاجات لدى بعض أعضاء الائتلاف و(المجلس الوطني) حول طبيعة دور الإبراهيمي ووجوب تحديده بصورة واضحة»، منتقدا بشدة تصريحات الأخير بشأن مشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية. وقال إن «هذا الكلام غير مقبول ويتجاوز حدود المسؤولية التي أنيطت به».

من ناحيته، رأى عضو «المجلس الوطني السوري» والائتلاف المعارض هشام مروة في تصريحات الإبراهيمي «امتداحا لأحد طرفي النزاع»، في إشارة إلى النظام السوري. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الإبراهيمي لم يعد محايدا، لأنه حين يمدح طرفا ما فإنه يسيء إلى الطرف الثاني».

ولفت مروة إلى أن هذه التصريحات «استكمال للمكافآت التي تقدم للنظام السوري بعد تسليمه السلاح الكيماوي»، مطالبا بضرورة «مناقشة دور الإبراهيمي والبحث عن وسيط أكثر حيادية ونزاهة».

وكان الائتلاف المعارض رد أمس على تصريحات الإبراهيمي الأخيرة حول مشاركة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، ومشاركة إيران في مؤتمر «جنيف 2»، مؤكدا أن «هذا الكلام يمثل تجاوزا للدور المنوط بالإبراهيمي ومخالفة لموقف الدول الأصدقاء للشعب السوري والمعبر عنه في بيان (لندن 11)».

واعتبر الائتلاف، في بيان صادر عنه أمس، أن «الجميع يدرك، بمن فيهم حلفاء الأسد المقربون، أن نظام الأسد هو أساس المشكلة، ولا يمكن لسبب المشكلة أن يكون جزءا من حلها، خاصة أن كل خطط النظام تركز على إطالة أمد الصراع في محاولة للتمسك بالسلطة حتى الرمق الأخير».

وطالب «حلفاء النظام والإبراهيمي وكل الدول التي تبحث عن طريقة لإنهاء الصراع» بـ«العمل على استغلال الفرصة السانحة وممارسة ضغط جاد وصارم على رأس النظام ودائرة القرار المتحكمة فيه، وإجبارها على الرضوخ لمطالب الشعب السوري المحقة تمهيدا لانعقاد مؤتمر (جنيف 2) وتحقيق تطلعات الشعب السوري».

من جهة أخرى، قلل هشام مروة في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» من أهمية التصريحات التي أدلى بها وزير المصالحة الوطنية في الحكومة السورية، علي حيدر، حول إمكانية فتح قنوات بين الأميركيين والنظام السوري، مشيرا إلى أن «القنوات الدبلوماسية غالبا ما تظل تعمل في أوقات الحروب بين الدول المتخاصمة، وهذا لا يعني شيئا على الصعيد السياسي».

ورجح مروة أن «يكون وراء تصريحات حيدر رسالة إلى المعارضة السورية بأن أصدقاءكم غير صادقين معكم فلا ترفعوا سقف مطالبكم في مؤتمر (جنيف 2)»، مؤكدا أن «الثورة السورية لم تستشر أحدا من الأصدقاء حين انطلقت، ووحده الشعب السوري يحدد سقف مطالبها».

                       الثوار يهاجمون مواقع للنظام بالغوطة وحماة

                                            قال نشطاء إن مقاتلي المعارضة شنوا هجوما على عدد من القطع العسكرية التابعة للفرقة السابعة في الغوطة الغربية للعاصمة دمشق، كما قصفوا عددا من مقرات الجيش النظامي بريف حماة، وتمكنوا من السيطرة على كامل منطقة الجزيرة السابعة بحي الوعر في حمص، في وقت قتل فيه سبعة أشخاص من عائلة واحدة بقصف لقوات النظام في حي الحجر الأسود الدمشقي.

 وأوضحت شبكة سانا الثورة أن الجيش السوري الحر استطاع السيطرة على أجزاء من الفوج مائة وسبعة وثلاثين في الغوطة الغربية، وتدميرَ عدد من راجمات الصواريخ والمدافعِ التي كانت تستهدف المدن والبلدات المحيطة.

وقالت مصادر المعارضة إن الجيش الحر استهدف حواجز النظام وتجمعاتِ الشبيحة على أوتستراد دمشق درعا الدولي في حي القـَدم في العاصمة بعدد كبير من القذائف.

وأضافت تلك المصادر أن حشودا عسكرية مؤلفة من قوات النظام مدعومة بالدبابات، كانت في محيط (التاون سنتر) عندما قصفَها الجيش الحر محققًا إصابات في صفوفها

وفي تطور آخر قال ناشطون سوريون إن سبعة أشخاص من عائلة واحدة قتلوا في قصف لقوات النظام في حي الحجر الأسود الدمشقي، كما أصيب عدد من الأشخاص جراء سقوط قذيفة هاون على حي المالكي وسط العاصمة دمشق.

اتهامات

يأتي ذلك في وقت اتهم المجلس المحلي في معضمية الشام بـريف دمشق قوات النظام باعتقال ما بين مائتين وخمسين وثلاثمائة من المدنيين كانوا بصدد الخروج قبل عدة أيام من المدينة المحاصرة في ريف دمشق، بموجب اتفاق يُشرف عليه الصليب الأحمر الدولي.

وقال المتحدث باسم المجلس المحلي للجزيرة إن أربعا من الحافلات التي كانت تقل المدنيين وُجّهت إلى فرع المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري المحاذي للمعضمية.

وطالب المجلس الهلال الأحمر ومنظمة الصليب الأحمر الدولييْن بالالتزام بتعهداتهما بحماية المدنيين المعنيين بتلك العملية.

من جهتهم ذكر ناشطون أنه تم إجلاء حوالى 800 مدني من النساء والأطفال والمسنين من مدينة معضمية الشام أمس الثلاثاء بإشراف الهلال الأحمر السوري وبالتنسيق بين الجيش السوري الحر من جهة والنظام السوري من جهة أخرى.

وكان المكتب الإعلامي للمجلس المحلي التابع للمعارضة أورد في وقت سابق في صفحته على موقع “فيسبوك” أن عدد الذين خرجوا بلغ 500.

محاور أخرى

وفي تطورات ميدانية أخرى  أفاد مركز حماة الإعلامي بأن عددا من جنود النظام قُتلوا في معارك أسفرت عن سيطرة الجيش السوري الحر على حاجز الجلمة بريف حماة الشمالي.

وأفاد المركز بأن الجيش الحر استهدف قوات النظام في صوران وحاجز المداجن، بينما لا تزال الاشتباكات عنيفة على عدة جبهات بين الجيش الحر وقوات النظام.

من جهته ذكر موقع مسار برس الموالي للمعارضة أن كتائب الثوار قصفت مساء اليوم عددا من مقرات قوات النظام في بلدة معان بريف حماة الشرقي، موقعة إصابات مباشرة.

وفي المقابل قصفت القوات الحكومية مدينة اللطامنة بالمدفعة الثقيلة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وَفق ناشطين.

وفي حمص قالت شبكة شام إن مقاتلي المعارضة السورية تمكنوا من السيطرة على كامل منطقة الجزيرة السابعة بحي الوعر، مما أدى إلى انسحاب عناصر جيش النظام منها.

وأوضحت المصادر ذاتها أن عددا من القتلى والجرحى سقطوا جراء قصف قوات النظام حي الوعر، مضيفة أن قصفا مدفعيا استهدف بلدة الغنطو بريف حمص.

وفي دير الزور ذكرت وكالة مسار برس أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من التصدي لمحاولة قوات النظام اقتحام حي الرشيدية، مما أدى إلى مقتل ستة عناصر تابعين للجيش النظامي.

وفي ريف حلب، واصلت قوات النظام قصفها على مدينة السفيرة، الواقعة جنوب شرق حلب، وكانت قد تعرضت لقصف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، ضمن حملة عسكرية مكثفة يحاول من خلالها الجيش النظامي المدعوم بعناصر من حزب الله اقتحامَ المدينة من ثلاثة محاور.

كما قصفت قوات النظام منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب، في حين شن الطيران الحربي غارة جوية على بلدة الهول بريف الحسكة الشرقي.

الأسد يبلغ الإبراهيمي ضرورة وقف “دعم الإرهاب

التقى المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الرئيسَ السوري بشار الأسد في إطار زيارته دمشق لبحث التحضيرات لمؤتمر “جنيف 2″، وذلك لأول مرة منذ ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.

ونقل التلفزيون الرسمي عن الأسد قوله للإبراهيمي -خلال اللقاء الذي استمر أقل من ساعة- إن نجاح محادثات السلام في سوريا مرتبط بوقف “دعم الجماعات الإرهابية، والضغط على الدول الراعية لها والتي تسهل دخول الإرهابيين والمرتزقة وتقدم لهم المال والسلاح والدعم اللوجستي”.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أبلغ أمس الإبراهيمي -الذي وصل إلى دمشق مساء الاثنين- أن بلاده ستشارك في مؤتمر “جنيف 2” شرط أن يجري بين السوريين فقط “انطلاقا من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي”.

وأضاف -حسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)- أن الحوار في جنيف “سيكون بين السوريين وبقيادة سورية”، منتقدا بيان “لندن حول مستقبل سوريا” الذي وصفه بأنه “اعتداء على حق الشعب السوري واستباق لنتائج حوار بين السوريين لم يبدأ بعد”.

ويشير المعلم بذلك إلى بيان اجتماع “أصدقاء الشعب السوري” في الثاني والعشرين من الشهر الجاري الذي أكد أن لا دور للأسد في مستقبل سوريا.

ومن جانبه، نفى الإبراهيمي تصريحات نسبت إليه جاء فيها أن الأسد يمكن أن يلعب دورا في المرحلة الانتقالية دون أن يقودها بنفسه، مؤكدا أن ما قاله هو أن الحضور إلى جنيف لا يتطلب شروطا مسبقة، وأن مؤتمر جنيف مبني على أن الأطراف السورية هي التي ستحدد المستقبل “وهذا الكلام الذي قلته ولا أتراجع عنه”.

وكان المبعوث الدولي التقى أمس الثلاثاء شخصيات من معارضة الداخل في دمشق المحطة الثامنة من جولته الإقليمية التي شملت الدول المعنية بالأزمة في سوريا، وأبرزها إيران وتركيا ومصر والعراق وقطر باستثناء السعودية، في محاولة لحشد التأييد الدولي لمؤتمر “جنيف 2” المتوقع انعقاده يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

انتقادات المعارضة

ومن جهته، هاجم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الإبراهيمي، وانتقد تصريحاته بشأن دور الأسد في المرحلة الانتقالية التي قد تلي مؤتمر “جنيف 2”.

ورأى الائتلاف -في بيان أصدره- أن تصريحات الإبراهيمي “تعزز الاستقطاب الدولي حول الحل السياسي للصراع في سوريا، وتمثل تجاوزا للدور المنوط به، ومخالفة لموقف الدول الأصدقاء للشعب السوري المعبر عنه في بيان لندن 11”.

واعتبر أن الإبراهيمي “لم يلعب الدور المنوط به كما يجب أن يكون”، مشيرا إلى أن نظام الأسد هو أساس المشكلة “ولا يمكن لسبب المشكلة أن يكون جزءا من حلها”.

وكان المجلس الوطني السوري -الذي يشكل الفصيل الأساسي في الائتلاف المعارض- طالب في وقت سابق الثلاثاء بإعفاء الإبراهيمي من مهمته.

جاء ذلك في توصية قدمها المجلس للائتلاف -الذي سيجتمع مع وزراء الخارجية العرب في القاهرة- للمطالبة بإعفاء الأخضر الإبراهيمي من مهامه عقب إصراره على إشراك إيران في مؤتمر “جنيف 2” أثناء زيارته طهران.

ولم تتضح حتى الآن المواقف النهائية لطرفيْ النزاع الأساسيين (النظام والمعارضة) من المؤتمر الذي طرحت موسكو وواشنطن فكرته في مايو/أيار 2012، فبينما يعلن النظام مشاركته فيه “من دون شروط”، يؤكد في الوقت نفسه رفضه محاورة من يصفهم بالإرهابيين والبحث في مصير الرئيس بشار الأسد.

وفي المقابل، يشهد ائتلاف المعارضة السورية تباينا في الآراء بين أعضائه، إلا أنه يشدد على ثوابت أبرزها عدم التفاوض إلا على انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها، ثم رحيل الأسد.

وفي تطور لافت الثلاثاء، صدر مرسوم رئاسي بإعفاء قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري من منصبه. وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن من أسباب الإعفاء “غياب قدري عن مقر عمله دون إذن مسبق، وقيامه بأنشطة ولقاءات خارج البلاد دون التنسيق مع الحكومة، وتجاوزه العمل المؤسسي والهيكلية العامة للدولة”.

وكان جميل قد التقى قبل أيام مسؤولين أميركيين لمناقشة مؤتمر “جنيف 2″، ولم يتضح بعد إن كانت إقالته مرتبطة بتلك الاجتماعات.

موافقة سورية لتلقيح آلاف الأطفال

حصلت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) على موافقة سورية للوصول إلى مئات الآلاف من الأطفال في المناطق الأكثر تضررا، وتقديم اللقاحات المنقذة للحياة بما في ذلك لقاح شلل الأطفال.

 وقالت يونيسيف -في بيان صحفي، حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- إن تلك الموافقة جاءت عقب محادثات وصفتها بالعملية والمشجعة على مدى يومين بين المدير التنفيذي للمنظمة أنتوني ليك ومسؤولين سوريين.

 وأشارت المنظمة الأممية إلى أن المناقشات بين الطرفين ركزت على الحاجة إلى تلقيح كل طفل بسرعة وبدون عوائق، وذلك خلال اجتماعات مع رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد.

وقال مدير المنظمة ليك “إن عملية تلقيح الأطفال في طبيعتها هي عملية غير سياسية وليس لها أي علاقة مع الاعتبارات العسكرية”، مذكرا بظهور حالات شلل الأطفال في سوريا للمرة الأولى منذ عام 1999.

وأشار بيان المنظمة إلى أن ليك أعرب خلال اجتماع مع متطوعين في الهلال الأحمر السوري عن تقديره بالنيابة عن يونيسيف للعمل الذي يقوم به المتطوعون ولما يقدمونه من تضحية وشجاعة في هذا الصدد.

ومن المقرر أن تعمل يونيسيف مع الهلال الأحمر السوري وشركاء محليين للوصول إلى نصف مليون طفل وأكثر لم تتمكن المنظمة من الوصول إليهم باللقاحات بسبب النزاع.

وكانت المنظمة قد أطلقت عدة تحذيرات في السابق من عواقب استمرار العنف على الأطفال في سوريا، وقالت إنهم بحاجة ماسة إلى المأوى واللقاحات الطبية والمياه الصالحة للشرب والعلاج النفسي.

وقالت في وقت سابق إن “شبح المجاعة يلوح في الأفق في ظل وجود أكثر من مليونين تحت الحصار”.

الأسد: محادثات السلام مرتبطة بوقف الدعم للمعارضة

الإبراهيمي: الجهود المبذولة من أجل عقد مؤتمر جنيف تركز على إفساح المجال للسوريين للاتفاق

بيروت – رويترز

قال الرئيس السوري بشار الأسد الذي اجتمع مع المبعوث الدولي للسلام في سوريا الاخضر الإبراهيمي اليوم الأربعاء، إن نجاح محادثات السلام مرتبطة بوقف الدعم للجماعات “الإرهابية”.

ونقل التلفزيون الرسمي عن الأسد قوله “إن نجاح أي حل سياسي يرتبط بوقف دعم المجموعات الإرهابية والضغط على الدول الراعية لها والتي تسهل دخول الإرهابيين والمرتزقة وتقدم لهم المال والسلاح والدعم اللوجستي”.

وأكد أن “أي حل يتم التوصل إليه” للأزمة السورية “يجب أن يحظى بقبول السوريين”، مجددا القول إن الشعب السوري هو وحده المخول له “رسم مستقبل سوريا”.

في المقابل، قال الابراهيمي، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن “الجهود المبذولة من أجل عقد مؤتمر جنيف” تركز على إفساح المجال للسوريين أنفسهم “بالاتفاق على حل”.

وأوردت سانا أن الأسد استقبل اليوم “الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الاخضر الابراهيمي والوفد المرافق، واستمع منه الى عرض حول جولته على عدد من دول المنطقة في إطار التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي في جنيف”.

وتابع الرئيس السوري أن “نجاح أي حل سياسي يرتبط بوقف دعم المجموعات الإرهابية والضغط على الدول الراعية لها والتي تقوم بتسهيل دخول الإرهابيين والمرتزقة الى الأراضي السورية وتقدم لهم المال والسلاح ومختلف أشكال الدعم اللوجستي”، معتبرا أن “هذا الأمر هو الخطوة الأهم لتهيئة الظروف المؤاتية للحوار ووضع آليات واضحة لتحقيق الأهداف المرجوة منه”.

وانعقد الاجتماع بين الابراهيمي والأسد بين العاشرة والحادية عشرة من صباح اليوم، وكان الابراهيمي وصل الى دمشق مساء الاثنين بعد مرور أكثر من

عشرة أشهر على زيارته الأخيرة. وقد عقد لقاءات الثلاثاء مع المعلم وشخصيات من معارضة الداخل المقبولة من النظام.

الإبراهيمي يلتقي الأسد بدمشق.. والمعارضة ترفض “انحيازه

الموفد الدولي ينفي تصريحات نسبت إليه حول دور الأسد بالمرحلة الانتقالية

دبي – رياض عاشور

التقى المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا، لخضر الإبراهيمي، اليوم الأربعاء الرئيس السوري بشار الأسد، في دمشق.

يأتي ذلك فيما اعتبر الائتلاف الوطني السوري أن تصريحات الإبراهيمي، بشأن دور الأسد في المرحلة المقبلة ومشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2، تعزز الاستقطاب الدولي حول الحل السياسي للصراع في سوريا، وتمثل تجاوزاً للدور المنوط به.

كما اعتبر في بيان له التصريحات مخالفة لموقف الدول الأصدقاء للشعب السوري والمعبر عنها في بيان لندن 11. كما أكد الائتلاف أنه من واجب حلفاء النظام والإبراهيمي، ممارسة الضغط على النظام، وإجباره على الرضوخ لمطالب الشعب السوري تمهيداً لانعقاد مؤتمر جنيف 2، مشيرا إلى أن النظام هو أساس المشكلة ولا يمكن له أن يكون جزءا من حلها.

هذا ونفى الإبراهيمي التصريحات التي نسبت له، مؤكداً أن دور الأسد قرار يتخذه السوريون في مؤتمر جنيف 2 للسلام.

ويواصل الإبراهيمي مساعيه من أجل تعبيد الطريق لمؤتمر جنيف 2، وعليه في هذه المرحلة إيجاد حد أدنى من التوافق في وجهات النظر بين النظام والمعارضة في الداخل.

فقد تلقى الإبراهيمي تأكيدا من النظام في سوريا على أن “للشعب السوري وحده الحق في اختيار من يقوده”، وذلك خلال لقاءاته في العاصمة السورية التي شملت معارضة الداخل.

وأكد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، للإبراهيمي تمسك النظام بمشاركته في المؤتمر انطلاقاً من حق الشعب في رسم مستقبله بعيداً عن أي تدخل خارجي.

وأوضح المعلم في هذا السياق أن الحوار في جنيف 2 سيجمع السوريين بقيادة سورية، معتبراً أن بيان لندن وغيره من التصريحات التي تقصي الأسد من أي خريطة طريق لمستقبل البلاد هي بمثابة اعتداء على حق الشعب في تقرير مصيره واستباق لنتائج حوار لم يبدأ بعد.

فوجهات النظر كانت متوافقة بشأن أهمية وقف دوامة العنف واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها كمبادئ أساسية لنجاح المؤتمر.

من جانبه، لم يقص الإبراهيمي دور الأسد في المرحلة الانتقالية نحو سوريا الجديدة، مؤكداً أن السوريين هم الذين سيحددون تلك المرحلة.

إلا أن المبعوث الدولي الذي كان يدلي بتصريحات لمجلة “جون أفريك” الفرنسية، قال إن الأسد لن يمسك بدفة القيادة.

يذكر أن الإبراهيمي أمامه مباحثات شاقة ترمي إلى بسط السجاد الأحمر على طريق جنيف 2 في وقت يشترط فيه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن تتمحور أي مفاوضات حول مرحلة انتقالية ديموقراطية في سوريا بمنأى عن الأسد.

واعتبر الائتلاف تصريحات الإبراهيمي بشأن دور مفترض للأسد في المرحلة المقبلة إلى جانب مشاركة إيران في المؤتمر الدولي تجاوزاً واضحاً لموقف الدول الصديقة للشعب السوري.

بين تلك الدول الولايات المتحدة التي يبدو أنها باتت تفكر جدياً بفتح قنوات مع النظام في سوريا.

لكن الثابت أن الإبراهيمي لن يبقى مكتوف الأيدي، بل سيسعى جاهداً إلى العودة من جولته بأكبر قدر من التوافق بشأن المؤتمر المرتقب.

اغتيال الصحافي محمد سعيد في ريف حلب بسلاح مجهولين

قال ناشطون إن ملثمين اغتالوه بمسدس كاتم للصوت

دبي- محمد دغمش

اغتال مجهولون الزميل الصحافي محمد سعيد في ريف حلب بمسدس كاتم للصوت وفقا لبيان أصدره المجلس الوطني المعارض، ونتقدم بأحر التعازي لأسرة الزميل محمد سعيد، داعين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته.

قتل محمد سعيد على يد ملثمين في بلدة حريتان في ريف حلب عندما اقتحموا محلاً تجارياً كان يتواجد فيه سعيد ليطلقوا ثلاث رصاصات استقرت إحداها في رأسه فأردته قتيلا.

ولد محمد سعيد في حلب قبل 25 سنة، حاصل على شهادة الليسانس من جامعة حلب، وعمل سعيد مع وسائل إعلام عدة خلال الثورة وأعد عشرات التقارير المصورة والمكتوبة.

كان سعيد يخصص معظم أعماله لنقل الصورة الإنسانية في حلب مركزا على معاناة الأهالي وسوء أوضاعهم المعيشية.

الإعلامي محمد سعيد ليس الأول حيث قتل واعتقل عشرات الإعلاميين السوريين والأجانب في سوريا خاصة في الأشهر الأخيرة حيث تتهم جماعات متطرفة على رأسها “داعش” بتعمد ترهيب الصحافيين وإخراجهم من مواقع سيطرتها في سوريا.

شلل أطفال سوريا: مخاوف من خطر إقليمي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تحذر منظمة الصحة العالمية من اكتشاف حالات إصابة بمرض شلل الأطفال في سوريا، مشيرة إلى أنه “ما دام هناك طفل واحد مصاب فالأطفال في كل مكان مهددون”. وكان متحدث باسم المنظمة أعلن في مؤتمر صحفي في جنيف أنه “من بين 22 حالة يجري فحصها تأكد الآن وجود فيروس شلل الأطفال من النوع الأول في عشر حالات” في سوريا.

وقالت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء إن مرض شلل الأطفال تفشى في شمال شرق سوريا بعدما ظهر على الأرجح في باكستان، وإن لم يحدد مصدر الميكروب الذي انتشر في سوريا بانتظار مزيد من التحليلات لخريطته الوراثية.

ونقلت وكالة رويترز عن بروس إيلوورد، المدير العام المساعد بمنظمة الصحة العالمية لقسم شلل الاطفال والطواريء والتعاون القطري، قوله: “جاء هذا الفيروس عبر الأرض، مما يعني أن الفيروس ليس في ذلك الركن فقط من سوريا وإنما في منطقة أوسع”.

وأضاف: “نعرف أن فيروسا لشلل الاطفال من باكستان عثر عليه في الصرف الصحي بالقاهرة في ديسمبر. وعثر على نفس الفيروس في إسرائيل في أبريل وأيضا في الضفة الغربية وغزة”.

الفيروس

يهاجم فيروس شلل الأطفال الجهاز العصبي، ويمكن أن يسبب شللا لا شفاء منه خلال ساعات.

وينتشر الفيروس سريعا بين الأطفال دون سن الخامسة، خاصة في الظروف غير الصحية التي يعيش فيها المشردون في سوريا أو في مخيمات اللاجئين المزدحمة في الدول المجاورة.

إذ ينتقل الفيروس عن طريق الطعام والشراب الملوث ويمكن أن ينتشر بسرعة بين الأطفال.

وحسب منظمة الصحة العالمية فإن المرض متوطن في ثلاث دول فقط هي نيجيريا وباكستان وأفغانستان.

ويمكن للتطعيمات أن تكافح انتشار الفيروس، وذلك عبر برامج التطعيم المتكررة والوافية التي كادت أن تقضي تماما على المرض.

ونتيجة الحملة العالمية الناجحة للقضاء على شلل الأطفال انخفض عدد الحالات عالميا بنسبة 99.9 بالمائة منذ عام 1985 من 350 ألف حالة إلى 223 حالة العام الماضي.

وتقول منظمة الصحة العالمية أنه لم تظهر حالات إصابة بشلل الأطفال في سوريا منذ عام 1999، لكن الحرب جلبت معها الفقر والعنف والتهجير لملايين السوريين.

حملة إقليمية

وتخشى منظمة الصحة العالمية من انتشار الفيروس في دول المنطقة المحيطة بسوريا، وقال إيلوورد: “إنه يضع الشرق الاوسط كله في خطر.. بصراحة تامة”.

وأضاف: “ننظر أساسا إلى تفشي العدوى في الشرق الأوسط. سوريا نذير مبكر”.

وقالت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء إن حملة تطعيم كانت مقررة من قبل بدأت في سوريا في 24 أكتوبر لتطعيم 1.6 مليون طفل ضد شلل الأطفال والحصبة والغدة النكافية والحصبة الألمانية.

وقال أنتوني ليك المدير التنفيذي لليونيسيف إنه أجرى محادثات “عملية ومشجعة” مع وائل الحلقي رئيس الوزراء السوري وكبار المسؤولين في دمشق، ودعا الثلاثاء إلى تطعيم 500 ألف طفل سوري ضد شلل الأطفال وأمراض أخرى.

وقال بروس إيلوورد إنه بالإضافة إلى سوريا فإن ستة بلدان أخرى في الشرق الأوسط على الأقل هي مصر والعراق وتركيا ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية تعتزم بدء حملات للتطعيم ضد شلل الأطفال.

وأضاف أن هذه الحملات “ستغطي أكثر من 20 مليون طفل في الأشهر الستة القادمة”.

الأسد للإبراهيمي: لا حل إلا بوقف “الإرهاب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال الرئيس السوري بشار الأسد إن نجاح محادثات السلام المقترحة في جنيف بين الحكومة والمعارضة السورية، يتوقف على وقف دول لم يسمها بدعم ما وصفهم بالإرهابيين، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وعقد الأسد، الأربعاء، اجتماعا مع موفد الأمم المتحدة إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، في إطار المساعي الرامية لعقد مؤتمر ينهي النزاع المسلح في البلاد.

وكان الإبراهيمي وصل إلى دمشق، مساء الاثنين، بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على زيارته الأخيرة، واجرى لقاءات مع وزير الخارجية، وليد المعلم، وشخصيات من ما يعرف بـ”معارضة الداخل”.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” أن المعلم أبلغ الابراهيمي خلال لقائهما إن “سوريا ستشارك في مؤتمر جنيف 2 انطلاقا من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته”.

يشار إلى أن الموفد الدولي نفى، الثلاثاء، تصريحات نسبت إليه في مجلة فرنسية تشير إلى إمكانية مساهمة الأسد في المرحلة الانتقالية نحو “سوريا الجديدة”، وقال إنها لم تكن دقيقة.

وتهدف زيارة الإبراهيمي التي تندرج في إطار جولة إقليمية شملت دولا عدة، إلى تمهيد الطريق لعقد مؤتمر جنيف 2 الذي يفترض أن يضم ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة وأطرافا دوليين، من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

عبد العظيم ينقل عن الإبراهيمي تأكيده على اتفاق أمريكي روسي بشأن الأهداف واختلاف على التفاصيل

روما (30 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

كشف أحد أبرز قادة هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية أن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي لسورية تحدّث مع الهيئة وكل من التقاهم من معارضي الداخل بأهمية المشاركة بمؤتمر جنيف2 بـ”وفد واحد وبرنامج موحّد”، موضحا أن الروس والأمريكيين متفقان على الأهداف الرئيسية للمؤتمر لكنهما مازالا مختلفان على التفاصيل، وخاصة دور الرئيس بشار الاسد خلال المرحلة الانتقالية

وقال رئيس الهيئة المحامي حسن عبد العظيم لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن اجتماع المبعوث الأممي العربي بوفد هيئة التنسيق “دام نحو ساعة ونصف تراجع خلاله الإبراهيمي عن تصريحاته التي قال فيها أن الرئيس لن يكون له حق التدخل المباشر مع الحكومة الانتقالية، وقال إن هذا الأمر يقرره المؤتمر، وأشار إلى إنه سيعرض نتائج جولته على وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة في الخامس من الشهر المقبل في اجتماعهما في نيويورك ليقررا موعد المؤتمر”

وفي سياق متصل، أوضح قيادي بارز حضر الاجتماع أن الإبراهيمي “سمع كثيراً وتكلم قليلاً” خلال اللقاء، وأشار إلى أن السعودية مازالت تفضّل تزويد المعارضة بالسلاح أولاً لإحداث التوازن العسكري ثم يُعقد المؤتمر

وقال القيادي “لقد انتقد الجميع موقف المعارضة الخارجية، كما تسلم من هيئة التنسيق أسماء وفدها المقترح والذي يضم بالإضافة إلى عبد العظيم هيثم المناع منسق الهيئة في الخارج، ورجاء الناصر أمين سر الهيئة، وعبد العزيز الخير (معتقل)، ومنذر خدام الناطق الإعلامي للهيئة، وجمال محمود ملا، وعارف دليلة، ورياض درار، ومحمد عبد المجيد منجونة، وصفوان عكاش، وصالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إن لم يشارك باسم الهيئة الكردية العليا”

وأضاف القيادي “لقد تسلم الإبراهيمي رؤية الهيئة مكتوبة، وتتضمن أن توجه الدعوة على قاعدة تفاهمات جنيف1 ببنودها الستة واعتبارها الأساس الذي ستنطلق منه العملية السياسية التفاوضية، وأن توجه الدعوة للهيئة بصفتها الاعتبارية كإطار سياسي وازن في المعارضة الوطنية الديمقراطية لا يقل عن تمثيل أي إطار سياسي آخر، مع التأكيد على توحيد المعارضة الوطنية التي تنادي بالحل السياسي سواء في مؤتمر الإنقاذ الوطني أو في غيره من التشكيلات والأطر العاملة في الساحة الوطنية من أجل التحضير لجنيف2

سوريا: الابراهيمي يجتمع بالاسد في دمشق

التقى الرئيس السوري بشار الاسد صباح الموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي الموجود في سوريا لاجراء محادثات حول مؤتمر جنيف-2 الهادف الى ايجاد حل للازمة السورية المستمرة منذ منتصف آذار/مارس 2011.

وقالت قناة “الاخبارية” السورية إن الرئيس الأسد اخبر الابراهيمي بأنه ينبغي ايقاف الدعم الخارجي للمعارضة المسلحة اذا كان سيكتب لأي حل سياسي للازمة السورية النجاح.

ونقلت الاخبارية عن الاسد قوله للابراهيمي خلال لقائهما “إن الشعب السوري فقط هو المخول بتقرير مصير سوريا، ويجب ان يصدق الشعب على أي صيغة لحل الأزمة.”

وقد التقى الإبراهيمي خلال اليومين الماضيين مسؤولين حكوميين سوريين، وممثلين لما يُعرف بمعارضة الداخل.

المعضمية

في غضون ذلك، تسري مخاوف بأن كثيرا من المدنيين السوريين مازالوا عالقين في معضمية الشام بريف دمشق، بالرغم من السماح للآلاف بمغادرة المنطقة.

وترى الحكومة أن المعضمية لم يعد بها سوى المسلحين، حسبما أفادت ليز دوسيت مراسلة بي بي سي التي شهدت النزوح الجماعي من المنطقة.

لكن ثمة تقارير غير مؤكدة تفيد بأن الآلاف من المدنيين يخشون المغادرة، بحسب دوسيت.

ومنذ شهور عدة، تحاصر قوات الجيش السوري ثلاث مناطق على الأقل في العاصمة السورية.

وسمح للمدنيين الذين غادروا المعضمية بالخروج بعد مفاوضات على إجلائهم بين الحكومة ومسلحي المعارضة الذين يسيطرون على المنطقة.

وأمضى المئات من النساء والأطفال الليلة الماضية في مأوى تديره الحكومة.

وقال مسؤولون بهيئة الهلال الأحمر السوري لمراسلتنا إن بإمكان العائلات البقاء هناك لمدة شهر.

وسيلحق بعض النازحين بأقارب لهم يقيمون في مناطق أخرى، بينما ليس لدى آخرين مكانا يذهبون إليه.

“جماعات مسلحة”

وتقول الحكومة إن المدنيين كافة غادروا المعضمية، وأن “الإرهابيين” فقط هم الموجودون في المنطقة المحاصرة.

وبحسب وزيرة الشؤون الاجتماعية، كندة الشماط، فإن من تبقى في المعضمية هم الأعداء.

وقالت الشماط “هناك جماعات مسلحة داخل المعضمية. إنهم إرهابيون. الآن نصحب المدنيين إلى مناطق آمنة. أما الآخرون فليسوا من مسؤوليتنا، فهم إرهابيون.”

لكن ناشطا معارضا قال لبي بي سي عبر موقع سكايب إن آلاف المدنيين مازالوا عالقين داخل المعضمية حيث يخشون بشدة المغادرة، بحسب مراسلتنا.

تمكن آلاف المدنيين من مغادرة المعضمية بعد حصار دام شهورا

وقال الناشط إنه بالرغم من التعهدات بتوفير ممر آمن، فإن الكثير من الرجال الذين غادروا تم اعتقالهم.

ولم يكن بوسع مراسلة بي بي سي التأكد من صحة مزاعم الناشط، لكنها تقول إن المؤكد هو أن الحصار لم يرفع بعد.

وظلت الإمدادات للمعضمية شحيحة، فيما ناشد السكان إنقاذهم من التعرض لمجاعة.

وفي وقت سابق، قال الجيش السوري إن المناطق الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة في دمشق مثل المعضمية أمامها أحد خيارين: الاستسلام أو المجاعة.

وتخضع منطقتان على الأقل بريف دمشق – هما اليرموك والغوطة الشرقية – لحصار تفرضه القوات النظامية منذ شهور عدة.

وكانت الأوضاع المعيشية قد أصبحت شديدة الصعوبة لدرجة دفعت بعلماء الدين أن يفتوا أوائل الشهر الحالي بإمكانية أن يأكل المحاصرون القطط والكلاب والحمير للبقاء على قيد الحياة.

وطوال شهور عدة، دعت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى إلى توفير مساعدة عاجلة، معربة عن مخاوف بشأن مصير السكان في المعضمية.

وقالت امرأة لبي بي سي “لم نر كسرة خبز لمدة تسعة أشهر. كنا نأكل أوراق الشجر والحشائش.”

“إقالة”

في غضون هذا، أفادت وسائل الإعلام الرسمية السورية بإقالة قدري جميل، نائب رئيس الوزراء، الثلاثاء بسبب مغادرته البلاد والتصرف بدون تصريح من الحكومة.

واجتمع جميل مع مسؤولين أمريكيين في جنيف مطلع الأسبوع لمناقشة مسألة مفاوضات السلام، بحسب الأمم المتحدة ومسؤولين في الشرق الأوسط.

لكن وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أوردت أن الرئيس بشار الأسد أقال جميل بسبب “الغياب عن مقر عمله من دون إذن مسبق، وعدم متابعة مهامه.”

“وكذلك قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن من دون التنسيق مع الحكومة”، حسبما أضافت الوكالة.

ومنذ اندلاع الأزمة قبل نحو عامين ونصف، قتل أكثر من مئة ألف شخص، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

كما اضطر مليونا شخص آخرين لمغادرة البلاد، بالإضافة إلى 4.5 نزحوا عن ديارهم داخل البلاد.

BBC © 2013

الأسد يقول إن نجاح محادثات السلام مرتبط بوقف الدعم للمعارضة

الرئيس السوري بشار الاسد يتحدث خلال مقابلة تلفزيونية في دمشق في صورة حصلت عليها رويترز من الوكالة العربية السورية للانباء يوم 21 اكتوبر تشرين الاول 2013. تستخدم الصورة للاغراض التحريرية فقط ويحظر بيعها للحملات التسويقية او الدعائية

بيروت (رويترز) – أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي يوم الأربعاء أن المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية في سوريا لن تنجح إلا إذا أنهت القوى الأجنبية دعمها للمعارضة التي تحارب للإطاحة به.

ويزور الإيراهيمي دمشق للاجتماع مع مسؤولين سوريين في محاولة لدعم جهود عقد محادثات السلام المتعثرة.

ونقل التلفزيون السوري عن الأسد قوله للإبراهيمي “نجاح أي حل سياسي يرتبط بوقف دعم المجموعات الارهابية والضغط على الدول الراعية لها.” وتقول الحكومة السورية إن المعارضة المسلحة جماعات “إرهابية”.

وتهدف محادثات “جنيف 2” المزمع إجراؤها في 23 نوفمبر تشرين الثاني إلى بدء عملية سياسية لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا التي قتل فيها اكثر من 100 ألف شخص.

وأغضب الابراهيمي المعارضة السورية حين قال إن إيران وهي أحد الداعمين الرئيسيين للأسد خلال الحرب يجب أن تشارك في المحادثات. ويقول جناحا المعارضة العسكري والسياسي إن أي مفاوضات يجب أن تستند إلى رحيل الأسد.

ويقول الأسد وإيران إنهما لن يشاركا في محادثات تفرض شروطا مسبقة. وقال الأسد “الشعب السوري هو الجهة الوحيدة المخولة لرسم مستقبل سوريا.”

وقال محمد رضا شيباني السفير الإيراني في سوريا للصحفيين بدمشق يوم الأربعاء إن إيران مستعدة لحضور الاجتماع في جنيف.

وأضاف “طبعا الكل يعرف طاقة ايران في المساعدة على الحل السياسي للأزمة السورية. غياب إيران عن هذا الاجتماع لا يفيد الاجتماع.”

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى