أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 15 أذار 2012

الجيش يعاقب درعا في الذكرى الأولى للانتفاضة

نيويورك – راغدة درغام؛ واشنطن – جويس كرم؛ دمشق، بيروت، تونس – «الحياة»، ا ف ب

في الذكرى الاولى للانتفاضة السورية التي انطلقت من درعا، وبعد سقوط اكثر من 8 آلاف قتيل بينهم 400 طفل وعشرات الآلاف من الجرحى والموقوفين بحسب ارقام الامم المتحدة، عاد الجيش السوري الى اقتحام المدينة امس. وقال ناشطون ان هذا الهجوم كان الاكبر منذ اواخر نيسان (ابريل) من العام الماضي، واعربوا عن خشيتهم من ان يكون هناك قرار بتنفيذ عملية في درعا شبيهة بما حصل في ادلب وحمص.

وذكرت مصادر معارضة ان عشرين شخصا على الاقل قتلوا في درعا، بينهم سبعة منشقين، في حملة الدهم والاعتقالات التي نفذها الجيش في حي الاربعين وتخللتها اشتباكات مع عناصر «الجيش السوري الحر».

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس مجلس الأمن الى «التحرك الفوري لوقف حمام الدم في سورية». وحض «الدول الأعضاء في مجلس الأمن على الاتفاق على قرار يدعو السلطات السورية الى وقف العنف فوراً والسماح بوصول المساعدات الإنسانية ودعم مهمة المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان للبدء في عملية سياسية بين الحكومة والمعارضة». وأصر على أن مسؤولية وقف العنف تقع أساساً على الحكومة السورية «لأنها هي من بدأ بالعنف أولاً». وشدد على أن الأسد «سيكون مخطئاً جداً لو اعتبر أنه تجاوز العاصفة، لأنه تمادى كثيراً في أعمال العنف».

وقال ولي العهد السعودي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، في كلمة القيت بالنيابة عنه في اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس، ان «ما هو حادث الآن في سورية من أعمال عنف وسفك للدماء لا يقبله دين ولا ضمير ويؤلمنا ذلك جداً». واضاف «أن المملكة قد طالبت بنداء من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ بداية الأحداث في سورية، بإيقاف سفك الدماء وقتل الأبرياء والعمل على إحلال الود والإخاء بدل العنف والشقاق، لتكون سورية الوطن العربي الأبي كما عهدناها حكومةً وشعباً في مقدم الركب العربي لمسيرة الرخاء والتقدم والرقي». في موازاة ذلك، اعلنت الخارجية السعودية اغلاق السفارة في دمشق وسحب الديبلوماسيين والعاملين فيها.

في هذا الوقت اعلن ان انان سيعرض غداً امام مجلس الامن اولى نتائج مهمته في سورية. ويتوجه انان الى المجلس من خلال دائرة فيديو مغلقة من جنيف. وكان قد اكد انه تلقى ردا من الرئيس السوري بشار الاسد على مقترحاته لتسوية الازمة، لكنه اكد ان «مسائل» لا تزال عالقة وانه طلب توضيحات. ولم يعط تفاصيل عن الرد السوري.

ووصف الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي، اقتراحات انان بأنها «لا ورقة»، في تهكم واضح عليها. وقال ان دمشق ردت عليها بـ «لا ورقة». وقال «لا يمكن الرد بنعم ولا لاننا نفرق بين مطالب محقة للشعب السوري والتظاهر السلمي وبين من يستغل هذه المطالب لتحقيق مآرب اخرى، لكن بذات الوقت نحن ملتزمون بأي طروحات بناءة تناسب الخصوصية السورية»، لافتا الى ان «الجيش في حال الدفاع عن النفس، وان وجود عناصر مسلحة موثق بتقارير دولية».

وفي ختام المحادثات التي جرت في واشنطن بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون اعتبر اوباما ان الافضلية في سورية هي للحل السياسي، فيما تحدث كامرون عن استعداد غربي للعمل مع روسيا والصين على مشروع قرار جديد في مجلس الأمن الدولي للتمهيد للمرحلة الانتقالية. واذ أكد أوباما أن القيادة العسكرية الأميركية «تحضر خططاً لكل شيء»، قال أن الوضع في سورية هو «شديد التعقيد». وعبر الجانبان عن دعمهما القوي لجهود أنان.

وحذر كامرون من أن «استمرار الأسد في مسار سفك الدماء سيؤدي الى الحرب الأهلية أو وأد الثورة» مشيرا الى أن الهدف اليوم هو «الوصول الى المرحلة الانتقالية». ورأى أنه ليس من مصلحة روسيا «وجود هكذا نظام يذبح الناس على شاشات التلفزة»، مجددا تأييد بلاده لمحاسبة وتوثيق المعلومات حول الجرائم ضد الانسانية في سورية.

ويستعد مجلس الامن «للتحرك سريعاً وإعادة تفعيل مشروع القرار المطروح حول سورية» في ضوء» الفرصة الأخيرة للحل السلمي. وقال أنان في بيان أنه «نظراً الى خطورة الوضع الميداني ومأسويته، على الجميع أن يعي أن الوقت مسألة حاسمة ولا يمكن السماح للمماطلة بالأزمة».

وحدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ثلاث أولويات على الرئيس الأسد التجاوب معها وهي «وقف العنف فوراً والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول الى المناطق المحاصرة والبدء في عملية سياسية وحوار بين السلطة والمعارضة».

وقال ديبلوماسي غربي إن «النظام السوري يريد لوقف العنف أن يبدأ من جهة المعارضة، فيما تريده روسيا متزامناً بين الطرفين، ونحن والدول العربية نريد من القوات النظامية أولاً ان توقف أعمال القتل لأنها هي من بادر الى العنف ولا يمكن الطلب من الناس أن يمتنعوا عن الدفاع عن أنفسهم». وإذ شدد على أن النقاط الخمس التي توصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إليها مع جامعة الدول العربية «متضمنة أساساً في مشروع القرار المتداول في مجلس الأمن» أشار الى أن «نقطة الخلاف الرئيسية هي في من يبدأ وقف العنف أولاً». وأكد الديبلوماسي الغربي ان «من الأساسي تجنب فيتو جديد ضد مشروع القرار ولكن لا نريد استرضاء روسيا على حساب الدول العربية».

وقال ديبلوماسي في مجلس الأمن إن مهمة أنان ستعطي مجلس الأمن إمكانية تبني قرار في شأن سورية «لأنه لو أبلغنا بعدم تعاون الأسد فهذا يعني أننا ملزمون بدعم مهمة انان، ولو أبلغنا بتعاون الأسد فهذا يتطلب قراراً لوضع ما أنجزه أنان موضع التطبيق». وشدد على أن روسيا أيضاً واضحة في دعم مهمة أنان «مما يعني أن التحرك في مجلس الأمن سيتم بسرعة في ضوء إحاطة أنان الجمعة».

وفي تقرير شبه انتهاكات حقوق الانسان في سورية بـ»كابوس رهيب من التعذيب المنظم» الذي يعيد البلاد عشرات السنين الى الوراء، قالت منظمة العفو الدولية (امنستي انترناشونال) إن السلطات السورية تستخدم 31 طريقة تعذيب ضد المعتقلين في السجون او المعارضين السياسيين، مارستها قوات الأمن والجيش والعصابات المسلحة المعروفة باسم الشبيحة». وان الضحايا الذين تعرضوا لتلك الممارسات «ارادوا الموت» من شدة التعذيب. واكدت المنظمة ان لديها صورا للاصابات التي لحقت بضحايا التعذيب في سورية.

في موازاة ذلك، نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية على موقعها على الانترنت معلومات عن آلاف الرسائل الالكترونية قالت ان الرئيس الاسد وزوجته ارسلاها وتلقياها. وتعود هذه الرسائل الى الفترة بين حزيران (يونيو) من العام لماضي وشباط (فبراير) الماضي. وتشير الرسائل الى ان الاسد كان يتلقى نصائح من مسؤولين ايرانيين ورجال اعمال متعاونين معهم حول افضل الطرق لمواجهة الانتفاضة. كما كان يقيم شبكة من الاتصالات مع مساعدين مقربين جداً منه على عنوانه الالكتروني الخاص متجاوزاً الاجهزة الامنية. كما وصف الاصلاحات التي وعد بها بأنها قرارات «تافهة»، كما استطاع تجاوز العقوبات من خلال شراء الحاجات الحكومية والخاصة المتعلقة بالرئيس وزوجته بواسطة شركة «الشهباء»، وهي شركة مسجلة في لندن ومقرها الرئيسي في دبي.

وتشير الرسائل الى ان زوجة الرئيس السوري كانت على اتصال مع ابنة امير قطر الشيخة المياسة بنت حمد غير ان هذه التصالات توقفت مع بداية هذا العام بعدما اتخذت الحكومة القطرية موقفاً بدعوة الاسد الى التنحي. وفي رسالة مؤرخة في 11 كانون الاول (ديسمبر) تقول للسيدة اسماء الاسد «كان والدي يعتبر الرئيس بشار صديقاً وقدم له النصائح الصادقة. غير ان فرصة التغيير والاصلاح فاتت منذ وقت طويل. ومع ذلك لا يزال ممكناً التفكير في طريقة للخروج من حالة الانكار». وفي رسالة اخرى في 30 كانون الثاني (يناير) تدعو زوجة الرئيس السوري الى اقناعه بالتخلي عن الحكم وبدء حياة طبيعية وتنصحها باللجوء الى «امكنة كثيرة توفر راحة ذهنية ومنها دبي».

الجيش سيطر على إدلب واقتحم درعا

والأسد حدّد 3 شروط لوقف النار

نيويورك – علي بردى/ العواصم – الوكالات

في مثل هذا اليوم من العام الماضي، انطلقت من مدينة درعا في جنوب سوريا حركة الاحتجاج المطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد. وعشية هذا الحدث الذي امتد الى كل انحاء سوريا وتحوّل أزمة اسبغ عليها ثوب التعريب، ثم التدويل، سيطرت القوات السورية على مدينة إدلب قرب الحدود التركية واقتحمت مدينة درعا في الجنوب بعدما كانت سيطرت على حي باباعمرو في حمص معقل “الجيش السوري الحر” المنشق عن الجيش النظامي في اطار استراتيجية الحسم الامني.

وفي الخارج، طغى التشاؤم على نتائج مهمة المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان في سوريا نظراً الى ما وصفه ديبلوماسيون بالرد السلبي للأسد على اقتراحات أنان لوقف النار وايصال المساعدات الانسانية وبدء الحوار السياسي. وفيما لاحظت واشنطن ان موقفي روسيا والصين باتا اكثر مرونة حيال التوصل الى قرار في مجلس الامن في موضوع سوريا، وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للمرة الاولى انتقاداً الى الاسد، معتبراً انه لم يتبع دوماً النصائح الروسية، وانه أقدم على اجراء اصلاحات بعد “تأخير طويل”. وقال ان روسيا لن ترسل قوات عسكرية الى سوريا في حال تعرضها لهجوم.

أنان

وأفاد رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السير مارك ليال غرانت أن أنان سيقدم احاطة عن مهمته الديبلوماسية الى أعضاء مجلس الأمن الساعة العاشرة صباح غد الجمعة بتوقيت نيويورك (الرابعة بعد الظهر بتوقيت بيروت)، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.

وفي اتصال أجرته معه “النهار” مساء من نيويورك، صرح الناطق باسم انان أحمد فوزي الموجود حالياً في جنيف: “وصلتنا ايضاحات من السلطات السورية. وطلبنا المزيد من الإيضاحات. ونحن ننتظر الحصول عليها”. وإذ رفض تحديد أي مهل زمنية، شدد على أن “ما يحصل الآن هو عملية متواصلة تحتاج الى مثابرة من أجل الوصول الى النتائج المرجوة، ولذلك لا نستطيع تحديد وقت لهذه العملية”. واضاف أن “علينا أن نستوضح كيفية التنفيذ على الأرض للمقترحات الثلاثة التي نعمل عليها، وهي التوصل الى وقف أعمال العنف، وايصال المساعدات الإنسانية، والشروع في حوار سياسي لحل الأزمة”. وإذ لفت الى أن “هناك نقاطاً تندرج تحت كل واحد من هذه المقترحات في شأن الخطوات التنفيذية على الأرض”، خلص الى ان “لدينا تصوراً واضحاً للعملية التي نقوم بها. ونحن منخرطون فيها. ولا يمكن أن نغلق الباب”.

وكان فوزي أفاد صباحاً أن أنان “تلقى رداً من السلطات السورية” و”لديه أسئلة وهو يسعى الى أجوبة”، مشدداً على أنه “نظراً الى الوضع المأسوي والخطير على الأرض، يجب على الجميع أن يدركوا أن عامل الوقت جوهري”. وذكر بقول أنان في المنطقة انه “لا يمكن السماح لهذه الأزمة بأن تطول”.

شروط الأسد

وعلمت “النهار” ان رد الاسد على انان تضمن ثلاثة شروط هي:

1 – تعهد المجموعات المسلحة وقف النار.

2 – تعهد دول الجوار وقف ادخال الرجال والسلاح.

3 – تعهد الدول المموّلة للمعارضة وقف تمويلها.

وعندما تتحقق هذه الشروط يوقف الاسد النار.

وفي دمشق، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ان “انان قدّم خلال لقائه الثاني والرئيس السوري بشار الاسد (السبت) من خلال لا ورقة، مجموعة من المبادرات الاستكشافية لطريقة الخروج من الأزمة في سوريا” وان دمشق “ردّت بلا ورقة تبين بطريقة توضيحية رؤية سوريا لتطبيق هكذا مقترحات”.

وكشف ديبلوماسي غربي في نيويورك طلب عدم ذكر اسمه انه “ليس متفائلاً” بالاجوبة التي حصل عليها انان من الاسد.

وأكد ان لدى اعضاء مجلس الامن “لغة معينة متوافقاً عليها في مشروع القرار في شأن آلية مراقبة نزيهة ومستقلة لوقف اعمال العنف، وضعها انان والامين العام للامم المتحدة بان كي – مون بالتشاور مع جامعة الدول العربية”.

وعلمت “النهار” من مصادر في الامم المتحدة ان امينها العام طلب من دائرة عمليات حفظ السلام “الشروع في درس متطلبات القيام بمهمة مراقبة في سوريا”.

واشنطن

وفي واشنطن، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان احتمال التدخل العسكري الدولي في سوريا امر سابق لاوانه. واوضح ان “التدخل الدولي في سوريا قد يؤدي ايضاً الى حرب اهلية ويسفر عن سقوط المزيد من القتلى”. واكد ان الاسد سيرحل مهما حصل.

واعتبرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان موقف روسيا والصين بدأ يقترب من مواقف الدول الكبرى الاخرى في شأن الوضع في سوريا. وقالت رداً على سؤال في هذا الشأن “أن الهوة التي تفصلنا بدأت تتقلص”.

ساركوزي

وفي باريس، رأى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مقابلة مع اذاعة “اوروبا – 1” ان الاسد يتصرف “كقاتل” وتالياً يجب احالته على المحكمة الجنائية الدولية.

السعودية

وفي الرياض اعلن مسؤول في وزارة الخارجية السعودية ان المملكة اقفلت سفارتها في دمشق وسحبت كل الديبلوماسيين والعاملين فيها.

المعارضة

وفيما أعلن ثلاثة اعضاء بارزين في “المجلس الوطني السوري” المعارض هيثم المالح وكمال اللبواني وكاترين التلي انسحابهم من المجلس بسبب “خلافات” مع هذه الهيئة التي تضم طيفاً واسعاً من المعارضين السوريين (ص 11)، اعلنت “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا” التي تمثل شريحة اخرى من المعارضة في الداخل والخارج انها ترفض “الاستقواء بالجيوش الاجنبية” لقلب نظام الاسد بخلاف ما دعا اليه “المجلس الوطني السوري”.

المبعوث الدولي يقدّم أولى نتائجه لمجلس الأمن غداً .. والجيش يبسط سيطرته على إدلب

دمشق: ردودنا على أنان إيجابية ودعاة التسليح يعرقلون مهمته بـان كـي مـون يصعّـد لهجـتـه … ومـوسـكـو تنـتـقـد تأخـر تطـبـيـق الإصلاحـات

أعلنت دمشق أمس أنها ردت على مقترحات الموفد الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان «بطريقة توضيحية تبين رؤيتها «لتطبيق المقترحات لحل الأزمة، مؤكدة أنه «إذا كانت النوايا مساعدة سوريا، فسوريا ملتزمة بالانخراط بإيجابية» مع مهمة انان الذي اوضح مع ذلك انه لا يزال ينتظر «إجابات» اخرى على مقترحاته التي قدمها الى الرئيس بشار الأسد، على ان يقدم غدا الجمعة الى مجلس الامن الدولي اولى نتائج مهمته في سوريا.

في هذا الوقت، اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان «الحديث عن تدخل عسكري في سوريا سابق لأوانه، وقد يؤدي الى حرب أهلية والمزيد من القتلى»، لكنه اعتبر ان خروج الأسد من السلطة مسألة وقت، فيما اعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ان «ما نريده هو السبيل الاسرع لوقف المجزرة. اي العملية الانتقالية بدلا من الثورة او الحرب الاهلية. لكن إن استمر الأسد فإن النتيجة ستكون الحرب الاهلية والثورة».

وفيما انتقدت موسكو الاسد بسبب «التأخر الكبير» في تطبيق الاصلاحات، وحذرت دمشق من خطر تفاقم الازمة في حال لم يصغ النظام لنصائح حليفه الروسي، نفذت القوات الحكومية عمليات لإحكام سيطرتها في مدينتي درعا وإدلب، وذلك عشية الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الاحتجاجات.

وقامت السعودية بإغلاق سفارتها في دمشق. وقال مسؤول في وزارة الخارجية السعودية انه «نظرا لتطور الأحداث في سوريا، قامت السعودية بإغلاق سفارتها في دمشق وسحب كافة الدبلوماسيين والعاملين فيها».

مقدسي

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية والمغتربين جهاد مقدسي، إن «مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا كوفي أنان قدم خلال زيارته الى سوريا مقترحات، بلا (من دون) ورقة لتبادل الرؤى حولها، وكانت أجواء الرد السوري بتقديم لا ورقة عليها، نعتقد بأنها موضوعية للغاية وتوضيحية الطابع لكيفية تنفيذ المقترحات الأولية».

وأضاف مقدسي، في لقائه مع عدد من مراسلي وكالات الأنباء في مقر وزارة الخارجية في دمشق، «نحن ملتزمون بإنجاح مهمة أنان على أن تتناسب مع الخصوصية السورية، وهذا أمر يتطلب تضافر الجهود الدولية والإقليمية أيضا، وخاصة تلك الجهود المعرقلة للحل السياسي والتي تحرض وتدعو لتسليح الداخل السوري لصب الزيت على النار». وأكد أن «الحلول المطروحة للأزمة السورية لا يمكن أن تكون مستوردة، ونحن نشجع انان على استكمال مشاوراته ونتمنى له النجاح وحشد كل الجهود لإحلال التهدئة التي يجب على الجميع الإيمان بأن الوصول إليها يكمن في الانخراط بالاصلاح والحوار».

وتابع مقدسي إن «كل من يدعو للتسليح يعرقل مهمة أنان، وإن نجاح مهمته يتطلب تضافر جهود الجميع، وإن العبرة تكمن في التفويض الممنوح لأنان ومدى تعاون الآخرين معه، ونحن مستعدون للترحيب بأية مبادرة تساعد على الحل السياسي»، موضحا أن «ما يجري في بعض المناطق هو علاج أمني وليس حلا سياسيا، لأن الجيش هو في حالة الدفاع عن النفس»، مشيرا إلى أن «وجود المجموعات المسلحة على الأرض بات موثقا بتقارير دولية وحقيقة لا يمكن إنكارها».

وعن نوعية الحل السياسي المطروح، قال مقدسي إن «الحل السياسي يعني المشاركة بالوطن، وأن يكون الفيصل بين الجميع هو صندوق الانتخابات، ونرحب بكل من يؤمن

بالحوار ويرفض التدخل الخارجي، ونأمل بأن يقتنع كل من يرفض الحوار بأن الطريق للخروج من الأزمة هو فقط الجلوس حول طاولة الحوار ونبذ التخريب»، مؤكدا أن «الرئيس بشار الأسد هو ضامن الحوار والمتحاورين تحت سقف هذا الوطن».

وحول المساعدات الإنسانية، اعلن مقدسي انه «يوجد التزام سوري سياسي وإنساني على اعلى مستوى في إيصال المساعدات الإنسانية، وإن سوريا اتفقت مع الأمم المتحدة خلال زيارة وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس الى سوريا وبابا عمرو في حمص على آلية معينة لتقييم وتقديم المساعدات بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتنسيق مع الحكومة السورية بما يحفظ سيادتها».

وعن موقف دمشق من لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية، قال مقدسي إن «ما جرى بينهم هو نقاط التقاء يأملون في الذهاب بها إلى مجلس الأمن وليس اتفاقا، ونحن نرحب بأي مبادرة بناءة تساعد على الحل السياسي، لكن التفاصيل أمر مهم للغاية لضمان حسن التنفيذ والتأكد من النيات». وأضاف «إن سوريا استقبلت المبعوث الصيني ورحبت رسميا بالمبادرة، وسنرحب ونتعاون إيجابيا مع أي جهود أو مبادرات بناءة، وإن ما يهمنا في نهاية المطاف تحييد القوى السلبية والتركيز على ما هو إيجابي ويساعد على تحقيق الانفراج المرجو».

أنان

وأعلنت الامم المتحدة ان انان تلقى ردا من السلطات السورية على المقترحات التي قدمها للاسد الاحد الماضي، الا انه لا يزال ينتظر المزيد من الاجابات على اسئلته.

وقالت الامم المتحدة، في بيان، ان «الموفد الخاص الى سوريا كوفي انان تلقى الآن ردا من السلطات السورية»، مضيفا ان «انان لديه اسئلة وينتظر اجابات، ونظرا الى الوضع الخطير والمأساوي على الارض، على الكل ان يدرك ان الوقت يضيق».

وقال دبلوماسيون، في نيويورك، ان انان سيعرض غدا الجمعة امام مجلس الامن الدولي اولى نتائج مهمته في سوريا، وذلك عبر دائرة فيديو مغلقة من جنيف.

وأبدى العديد من الدبلوماسيين العاملين في مجلس الامن تشاؤمهم إزاء الرد السوري المحتمل على مقترحات انان. وقال دبلوماسي رفيع المستوى في الامم المتحدة لوكالة «فرانس برس» طالبا عدم الكشف عن اسمه «انا لم اكن متفائلا اصلا» بامكانية قبول الاسد بوقف لاطلاق النار ودخول المساعدات الانسانية، مضيفا «نحن لا نتوقع ان تكون اجابته بنعم او لا، نعرف تماما انه ستكون هناك مماطلة وأسئلة».

من جهته، حث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، في نيويورك، مجلس الامن على «اعتماد قرار على الفور يدعو الى انهاء العنف وتقديم مساعدات انسانية الى المحتاجين لها في سوريا، وإلى بدء حوار وطني بين النظام والمعارضة». وقال «لا يمكن ان نستمر على هذا المنوال. كلما طال النقاش وكلما طال الانتظار يسقط المزيد من القتلى بالمئات او بالآلاف ولا مجال لاضاعة الوقت».

واعتبر ان صدور قرار عن مجلس الامن يطالب بوضع حد لاعمال العنف سيكون له تأثير على «النفسية السياسية» لبشار الأسد. وتابع ان القوات السورية النظامية «التي استخدمت العنف بشكل مفرط ضد المعارضين يجب ان تكون البادئة بوقف اطلاق النار قبل الجماعات المسلحة من المعارضة». وقال «اذا كان بشار الاسد يعتقد ان في إمكانه انتظار مرور العاصفة، فهو يرتكب خطأ جسيما. لقد تمادى كثيرا».

أوباما وكاميرون

وقال اوباما، في مؤتمر صحافي مشترك مع كاميرون في واشنطن، «في الوقت الذي يستمر فيه النظام وقوات الامن بتسجيل عمليات انشقاق، تزداد قوة المعارضة اكثر فأكثر. بشار الاسد سيترك الحكم». وأضاف «المسألة ليست في معرفة ما اذا كان سيرحل بل متى. وتحضيرا لذلك اليوم سنواصل دعمنا للخطط التي تدعم التطلعات المشروعة للشعب السوري». وأعلن ان «الحديث عن تدخل عسكري في سوريا سابق لأوانه، وقد يؤدي الى حرب اهلية ومزيد من القتلى».

وقال كاميرون «ما نريده هو السبيل الاسرع لوقف المجزرة. اي العملية الانتقالية بدلا من الثورة او الحرب الاهلية. لكن ان استمر الاسد فإن النتيجة ستكون الحرب الاهلية والثورة».

وأضاف «علينا مواصلة أقصى درجات الضغط تحضيرا لهذه العملية الانتقالية والعمل لبلوغ الهدف نفسه خصوصا (صدور) قرار جديد في مجلس الامن الدولي». وتابع «ما هو الاكثر إلحاحا في سوريا هو نقل مساعدة انسانية الى الذين يحتاجون اليها، ونعمل على ذلك. ان بريطانيا التزمت بدفع مليوني جنيه استرليني اضافي للمواد الغذائية والمساعدة الطبية». وحذر كاميرون «زعماء سوريا من أن حملتهم القمعية يمكن ان تعرضهم لمحاكمات تتعلق بارتكاب جرائم حرب»، معتبرا ان «القانون الدولي ذراعه طويلة وذاكرته ممتدة في ما يتصل بانتهاكات حقوق الانسان».

وأدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئيس السوري ووصفه بأنه «قاتل»، لكنه استبعد أي احتمال لتدخل فرنسا عسكريا في سوريا مثلما فعلت في ليبيا. وشدد «على ضرورة الوصول إلى وسيلة لفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية للشعب السوري»، مشيرا إلى «أهمية إيقاف الفيتو الروسي – الصيني في مجلس الأمن». وأضاف أن «الجيش الفرنسي لا يمكن بأي حال أن يتدخل في سوريا من دون دعم وتفويض من مجلس الأمن».

لافروف

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال جلسة اسئلة وأجوبة في مجلس الدوما (البرلمان)، ان «جميع نصائحنا للأسف لم تترجم بأفعال، ولم تطبق في الوقت المطلوب». وأضاف ان نظام الأسد «اعتمد اصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية، ولكن ذلك تأخر كثيرا».

وأكد لافروف ان «اقتراح بدء حوار وطني في سوريا جاء أيضا متأخرا»، مشيرا الى ان هذا «الجمود يمكن ان يبتلع الجميع في النهاية». وأكد «هدفنا هو تحقيق السلام في سوريا وإنقاذ أرواح وتفادي انفجار طائفي في منطقة الشرق الاوسط، قد يطال العراق وإيران». وتابع «انها دولة هشة، وإذا تمت زعزعتها فقد ينهار كل الهرم».

وأكد لافروف ان روسيا تفعل كل ما بوسعها لمحاولة حل النزاع وأنها ما زالت تملك قدرة على التأثير على النظام السوري. وقال «ان طرف النزاع الذي نملك تأثيرا عليه هو حكومة بشار الأسد»، مضيفا ان موسكو لا تدافع عن «النظام السوري بل عن الحق، عن حق السوريين السيادي في تقرير خيارهم بأنفسهم بطريقة ديموقراطية».

وتابع ان «الشعب هو الذي يقرر من يجب ان يكون في السلطة في سوريا»، مكررا معارضة موسكو لأي تدخل من الامم المتحدة «كما حصل بالنسبة الى ليبيا». وتابع «اننا نؤيد وقف إطلاق نار فوريا وبالتنسيق مع جميع الاطراف تحت إشراف دولي حيادي». وأكد ان الاسلحة التي تواصل روسيا بيعها لسوريا لا تستخدم ضد المدنيين.

وقال رئيس الوزراء الصيني ون جياباو، في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع السنوي للبرلمان، «الصين ليس لديها مصالح خاصة في قضية سوريا، والصين لا تسعى لحماية اي طرف بما في ذلك حكومة سوريا». وأضاف «وسط التغيرات التي يمر بها العالم العربي أعتقد ان موقف الجانب الصيني سيلقى تفهم وثقة الدول العربية وفي نهاية المطاف ستتعزز العلاقات بين الصين والدول العربية». وحث «جميع الأطراف في سوريا على وقف الهجمات على المدنيين»، مشددا على ان «الصين تحترم المطالب المعقولة للشعب السوري من أجل التغيير».

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان الموفد الصيني الى سوريا زانغ مينغ، الوزير المساعد للشؤون الخارجية، سيلتقي في باريس اليوم مسؤولين في قصر الرئاسة وفي وزارة الخارجية بباريس. وأوضح مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال ان «فرنسا تستقبل باهتمام هذا المندوب عن الحكومة الصينية الذي سيتم تذكيره بالحاجة الملحة للتوصل الى حل انساني» و«بالحاجة الملحة لوقف القمع» و«بالحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي».

ميدانيات

ومع حلول الذكرى السنوية الأولى للاحتجاجات اليوم، اجتاح الجيش بعض معاقل المعارضة وشن هجمات متكررة على مواقع أخرى هذا الأسبوع وطرد المسلحين من مدينة إدلب، ودفع بتعزيزات تصل الى 130 دبابة ومدرعة الى مدينة درعا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان «عدد القتلى في درعا بلغ 13 مدنيا وسبعة منشقين».

وقال نور الدين العبدو، من المكتب الاعلامي «لمجلس قيادة الثورة في إدلب» ان «المعارك توقفت، الجيش السوري الحر انسحب، والجيش النظامي اقتحم كل المدينة وفتش كل البيوت بيتا بيتا». وذكرت صحيفة «الوطن» السورية ان «وحدات الجيش وحفظ النظام والأمن أنهت عمليات تمشيط الأحياء الوسطى والشمالية من مدينة إدلب حيث تتركز أغلب المجموعات المسلحة». ونقلت عن مصدر مسؤول قوله انه «ألقي القبض على عشرات المسلحين والمطلوبين خلال محاولتهم الهروب من المدينة متنكرين باللباس النسائي».

وقال المرصد «قتل أربعة مدنيين اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة في مدينة القصير في محافظة حمص، كما قتل اربعة عناصر منشقة بينهم ضابط برتبة ملازم أول خلال اشتباكات في القصير».

وذكرت «سانا» ان الخسائر التي ألحقتها «العناصر الارهابية المسلحة» بالبنى التحتية لحي بابا عمرو في حمص بلغت ملياري ليرة سورية (33،5 مليون دولار أميركي).

وأعلنت السلطات السورية انها ألقت القبض على مرتكبي «مجزرة كرم الزيتون» في حمص التي اودت بحياة حوالي 50 امرأة وطفلا، وقالت المعارضة انها من صنع قوات النظام بينما اتهمت دمشق «مجموعات ارهابية مسلحة» بها. وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان «مجموعات ارهابية مسلحة ارتكبت مجزرة في حي كرم اللوز في حمص أودت بحياة 15 شخصا بينهم امراة وأطفالها الاربعة». ووقع الحادث الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام الحكومية في حمص في حي تسكنه أغلبية علوية.

(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز)

المعارضة السورية في الخارج: مشارب وانقسامات

استقالة ثلاثة أعضاء بارزين من «المجلس الوطني»

محمد بلوط

كي تكتمل صورة المعارضة السورية في الخارج كان لا بد من اللحاق بالبيان الأخير لمجموعة جديدة ممن قرروا الخروج من المجلس الوطني السوري بالأمس.

«مجموعة العمل من اجل تحرير سوريا» انضمت إلى اللائحة الطويلة لأحزاب وتجمعات المعارضة السورية، بعد أن وقع هيثم المالح وكاترين التلي وكمال اللبواني على بيان تأسيسي اقتصر على الثلاثة.

ويبدو أن هيثم المالح، وهو أبرزهم وعضو المكتب التنفيذي في المجلس، قد حزم أمره، وقرر مغادرة المجلس بعد شهر على بيان ضمه إلى 18 عضوا أعلنوا فيه «إنشاء مجموعة العمل» من دون أن تخطو خطوة واحدة خارج أسوار المجلس.

وكان عضو آخر في المكتب التنفيذي هو عماد الدين رشيد، نائب رئيس كلية الشريعة في دمشق سابقا، من بين من وقع على البيان، بالإضافة إلى مسؤول العلاقات الخارجية وعضو الأمانة العامة وليد البني، وحسام الدين العواك، وجبر الشوفي، ومنذر ماخوس احد وجوه المنفى في «حركة 23 شباط البعثية الديموقراطية» التي قادها صلاح جديد.

وأصبح دعم «الجيش السوري الحر» ذراعا عسكرية للاحتجاجات السورية أحد أبرز نقاط الاختلاف التي جعلت مجموعة المالح تعلن انشقاقها عن «المجلس الوطني»، متهمة إياه بالتقصير في تسليح «الجيش الحر» الذي يقوده من مدينة إنطاكية التركية العقيد رياض الأسعد.

وساعد تأسيس «المجلس الوطني السوري» على إعادة تجميع قوى المعارضة الخارجية في إطار جبهوي، تساوت فيه شخصيات مستقلة بأوزان أحزاب عريضة في المنفى، كالإخوان المسلمين وتياراتهم المتفرقة، أو منفيين يساريين وعلمانيين وقوميين منشقين عن أجنحة البعث السورية والعراقية. وصعدت شخصيات مستقلة كبرهان غليون، ووجوه بعثية أو ماركسية سابقة أو كردية، فرضت نفسها على المجلس عبر قنوات متعددة: من السيرة الأكاديمية والثقافية أو البحثية في الجامعات الغربية من دون أن يعرف لبعضها كبسمة قضماني، عضو المجلس التنفيذي، أي دور سياسي معارض بارز، قبل اندلاع الاحتجاجات، باستثناء قيادتها «لمبادرة الإصلاح العربية» و«مؤسسة فورد لحقوق الإنسان» من مقرها الإقليمي في القاهرة. ونافل القول أن وجوها كثيرة في المعارضة الخارجية السورية صعدت في الأطر الجديدة بفضل الدور الإعلامي الذي لعبته خارجيا، للتحدث عبر الفضائيات باسم «الثورة» في الأشهر الأولى لولادتها، أو بفضل العمل الحقوقي والإنساني.

وسبق إنشاء «المجلس الوطني» إعادة انتشار سياسي، أكدت الطابع الخاص للمعارضة السورية في المجلس: محورية الإخوان المسلمين والمنشقين عنهم والشخصيات الدينية، التي تمثل ربع المجلس. وحظي «الإخوان» بهذا الموقع الذي يتجاوز، بحسب معارضين سوريين، حجمهم الفعلي على الأرض وفي «الثورة»، بفضل تعدد الهيئات التي أقاموها في المنافي، وخبرتهم في العمل السياسي، وكثرة الهياكل التي أنشأوها منذ خروجهم من سوريا بعد أحداث حماه في شباط العام 1982، وهجرة كوادرهم إلى بلدان الخليج وأوروبا والولايات المتحدة. ويتمثل «الأخوان» في المكتب التنفيذي بنائب للرئيس هو محمد فاروق طيفور، احد ابرز ممثلي الجناح الحموي. ويضم المكتب التنفيذي إسلاميين آخرين كالشيخ مطيع الفطين وعماد الدين رشيد، أما الجناح الحلبي الذي قاده المراقب العام السابق صدر الدين البيانوني، فيمثله في المجلس عبيدة النحاس وزهير سالم.

وكانت تجربة التحالف الفاشلة مع نائب الرئيس السوري الأسبق عبد الحليم خدام في إطار «جبهة الخلاص»، ثم الهدنة المعلنة مع النظام خلال العدوان على غزة، قد أدت إلى تصديع وحدتهم في الخارج وانشقاق وجوه كأحمد رمضان وأنس العبدة ونجيب الغضبان، والتي تلعب دورا في تحديد توجهات المجلس الوطني. وتنسب إليها شخصيات معارضة دورا أساسيا في إجهاض اتفاق وقعه غليون مع رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر هيثم مناع، لتوحيد المعارضة.

وقام العلمانيون بتشكيل ائتلاف يضم أطيافهم قبل الإعلان عن المجلس الوطني في تشرين الأول الماضي. ففي نيسان من العام الماضي، وعلى هامش مؤتمر أنطاليا، المحاولة الأولى لتوحيد المعارضة الخارجية، أنشئ الائتلاف العلماني الديمقراطي السوري. ودخلت الائتلاف أحزاب الانفتاح، والحداثة، وحركة الوفاق الوطني، والمنظمة الأشورية السريانية، والحركة السريانية الديموقراطية، وحركة القوميين العرب، وحركة التضامن، وتكتل أحرار الجزيرة، وائتلاف التنسيقيات الثورية السورية، والحزب الديموقراطي الكردي، وحزب يكيتي الكردي، وحزب آزادي، والحزب الديموقراطي الكردستاني، وحزب الوفاق الديموقراطي. ويحظى الائتلاف بعشرين مقعدا في المجلس الوطني السوري، ويغلب عليه التوجه الكردي والتجمعات السورية في منطقة الجزيرة. واختير هاشم سلطان منسقا عاما له، وفراس قصاص نائبا للمنسق العام، واحمد الجبوري أمينا للسر. ويمثل الائتلاف في المكتب التنفيذي عبد الأحد إسطيفو.

واختارت شخصيات قادمة من تجارب يسارية وإسلامية أن تعمل على إقامة تحالف إسلامي ـ علماني على أساس التوافق على دولة مدنية ديموقراطية والتداول السلمي للسلطة، ومبادئ حقوق الإنسان. وفي القاهرة عقدت هذه الشخصيات مؤتمرا في كانون الثاني الماضي، أعلن في ختامه عن قيام الكتلة الوطنية الديموقراطية السورية. ويرأس الكتلة عقاب يحيى، ويتولى أمانتها العامة حسن نصر، ومنذر ماخوس في علاقاتها العامة، وسمير سطوف في الأمانة العامة. اما الهيئة التنفيذية فتضم خولة حسن الحديد ومروان الأطرش وتوفيق دنيا. ولدى الكتلة الديموقراطية أعضاء في المجلس الوطني.

وفي باريس، بادر غداة اندلاع الاحتجاجات في 15 آذار العام 2011، إلى تأسيس تجمع يحمل أسم ائتلاف «الخامس عشر من آذار»، يضم ناشطين سوريين معروفين في المنفى الفرنسي بعملهم الإعلامي والاحتجاجي والثقافي. ومنهم أحمد خطاب، وسليمان العوابدة، وصالح الرويلي. ويحظى الائتلاف بخمسة ممثلين في المجلس الوطني.

ونجح عمار القربي، رئيس اللجنة السورية لحقوق الإنسان، بتشكيل هيئة تضم ناشطين سوريين عملوا لفترة طويلة في الخارج. ويرأس القربي «تيار التغيير الديموقراطي»، وهي هيئة مستقلة عن المجلس الوطني، وتدعو إلى اسقاط النظام السوري بكافة الوسائل، بما فيها التدخل العسكري الخارجي. ويدعو التيار إلى إنشاء سوريا مدنية ديموقراطية برلمانية. ويضم اسماء بسام جعارة (الناطق في أوروبا باسم الهيئة العامة للثورة السورية)، وكريم جلول، وعبد الرزاق عيد (الممثل السابق لإعلان دمشق في الخارج) ووحيد صقر ولمى الأتاسي..

«الحركة الشعبية للتغيير في سوريا» ارتأت ايضا البقاء خارج «المجلس الوطني». الحركة يتحدث باسمها من باريس وائل الحافظ، عضو القيادة القومية السابق لحزب البعث.

وباستثناء عبد الحليم خدام، لم تأت من الانشقاق عن النظام شخصية سواه، تعادله في الأهمية من حيث الموقع والخبرة في التركيبة التي تحكم سوريا منذ نصف قرن، إلا أنه يحاول أن ينشئ محورا مستقلا، مدنيا وعسكريا، بعيدا عن إطار المجلس. ويمكن القول أن نائب الرئيس السابق بعد إخفاق تجربة التحالف مع الإخوان المسلمين في جبهة الخلاص الوطني في العام 2008، أعاد تجميع شبكة مؤيديه في إطار ما تبقى من جبهة الخلاص الوطني. وبعد أعوام من فرض شروط على نشاطه السياسي من فرنسا، عادت السلطات الفرنسية فتركت لنائب لخدام حرية العمل والتحدث ضد النظام السوري.

ومن لندن وباريس، تعمل منظمة الديموقراطية والحرية في سوريا، على تمثيل رفعت الأسد، الذي لا يزال يقدم نفسه بصفته نائبا اسبق لرئيس الجمهورية السورية. ويرأس رئبال رفعت الأسد المنظمة، التي يقتصر عديدها على من تبقى من المؤيدين الذين رافقوا رفعت الأسد بعد فراقه مع الرئيس الراحل حافظ الأسد، وحلوله بين ماربيا وباريس ولندن. وبديهي أن نائب الرئيس الأسبق لا يجد مكانه بين المعارضين السوريين أو في أطرهم المختلفة، رغم خروجه المفاجئ في مؤتمر صحافي، قبل ثلاثة أشهر في باريس، كمعارض للنظام السوري.

وعلى المقلب الآخر للمعارضة السورية في الخارج يقف طرفان يتمتعان بثقل معنوي وسياسي لافت في أوساط المعارضة السورية الخارجية: المنبر الديموقراطي الذي قام بتأسيسه قبل أسابيع ميشال كيلو، وأمانة السر في الخارج لهيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي والتي يتولاها هيثم مناع.

ويبدو أن المعارض ميشال كيلو، وجه إعلان دمشق البارز وعضو هيئة التنسيق، قد خطا خطوة أخيرة نحو تأكيد استقلاليته عن الهيئة، وإنشاء إطار يضم وجوها معارضة كسمير عيطة وحازم نهار وفايز سارة. ويقوم مناع بدور كبير وأساسي في تمثيل هيئة التنسيق في الخارج، وتظهير معارضة واضحة لخط المجلس الوطني. وكميشال كيلو والمنبر الديموقراطي، يقف مناع على خط رفض أي تدخل عسكري خارجي، ويرفض عسكرة الثورة السورية، ويدعم حلا عربيا وسوريا داخليا.

الغارديان: رسائل الأسد بالبريد الالكتروني تظهر تلقيه مشورة من إيران

لندن- (رويترز): قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن مجموعة من رسائل البريد الالكتروني من الحساب الشخصي لكل من الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أظهرت أنه كان يطلب المشورة من إيران حول سبل مواجهة الانتفاضة ضد حكمه وانه تندر بشأن وعوده بالإصلاح.

وكشفت رسالة مما يقدر بنحو ثلاثة آلاف رسالة الكترونية قالت صحيفة الجارديان إنها حصلت عليها من عضو في المعارضة السورية أن ابنة لأمير قطر -التي كانت من أشد الدول العربية انتقادا للأسد- نصحته ونصحت عائلته بمغادرة سوريا في يناير كانون الثاني.

وقالت الصحيفة إن الرسائل من حسابات شخصية للأسد وزوجته أسماء وإنها واثقة من صحتها. كما أظهرت مدى عزلة عائلة الأسد عن الانتفاضة التي تهدد بدفع سوريا إلى حرب أهلية.

وتم تتبع هذه الرسائل والحصول عليها من يونيو حزيران في العام الماضي حتى أوائل فبراير شباط بينما كان الأسد يقمع معارضيه في انتفاضة قدرت الأمم المتحدة أنها أسفرت عن مقتل ثمانية آلاف شخص.

وأظهرت بعض الرسائل أن أسماء زوجة الأسد البريطانية المولد كانت ترتب لشراء وحدة اضاءة من تصميم أرماني من متاجر هارودز الفاخرة في لندن وأنها أرسلت طلبات لشراء حلي من باريس وكانت تتابع تسليم أثاث إلى دمشق.

لكن رسالة أرسلتها أسماء إلى زوجها في أواخر ديسمبر كانون الأول بها مؤشر لمدى التوتر الذي يعيشه الاثنان في الوقت الذي تصاعدت فيه الضغوط الدولية على السلطات السورية لوقف العنف.

وجاء في هذه الرسالة “إذا كنا قويين معا.. سوف نتغلب على هذا معا.. أحبك…”

وتظهر الرسائل فيما يبدو أن الأسد تلقى المشورة من إيران أو الجماعات التابعة لها أكثر من مرة.

وقبل الكلمة التي ألقاها الأسد في ديسمبر أعد مستشاره الإعلامي قائمة طويلة بالموضوعات وقال إنها استندت إلى “مشاورات مع عدد لا بأس به من الناس إلى جانب الإعلام والمستشار السياسي للسفير الإيراني”.

وكتب المستشار يقول كما ورد في صحيفة الجارديان “أعتقد أن اللغة يجب أن تكون قوية وعنيفة لأن الناس في حاجة إلى أن يروا رئيسا قويا يدافع عن البلاد” وإظهار التقدير للدعم الذي أبدته “دول صديقة”.

كما نصحت المذكرة التي نشرت الصحيفة مقتطفات منها حكومة الاسد بأن “تسرب المزيد من المعلومات المتعلقة بقدرتنا العسكرية” لإقناع الرأي العام بأنه بالإمكان مواجهة أي تحديات عسكرية.

وفي اطار تندره على الاصلاح وردا على رسالة بعثتها له زوجته في يوليو تموز تخبره انها ستفرغ مما تقوم به الساعة الخامسة مساء قال مازحا “هذا أفضل اصلاح يمكن ان يحدث في اي بلد.. ان تخبريني بمكان وجودك. سنتبنى هذا بدلا من سخافات قوانين الاحزاب والانتخابات والاعلام”.

وقالت الصحيفة إن رسالة قيل إن ابنة امير قطر أرسلتها إلى أسماء تشير إلى أن الدوحة يمكن أن تكون مكانا للزعيم السوري لطلب اللجوء هو وعائلته.

وكتبت مياسة آل ثاني ابنة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تقول لأسماء في 30 يناير كانون الثاني “أتمنى فقط أن تقنعي الرئيس بأن يقبل هذا كفرصة للخروج دون ان يكون مضطرا لمواجهة اتهامات”.

وأضافت الرسالة طبقا لما ورد في الصحيفة البريطانية “بالنظر للتاريخ وتصاعد الأحداث الأخيرة.. رأينا نتيجتين.. إما أن يتنحى الزعماء ويحصلون على اللجوء السياسي وإما يتعرض الزعماء لهجوم وحشي. أعتقد حقا أن هذه فرصة طيبة للرحيل وبدء حياة أخرى طبيعية”.

وتابعت الرسالة “أنا متأكدة أن هناك أماكن كثيرة يمكن اللجوء إليها بما في ذلك الدوحة”.

واستبعد الأسد ترك السلطة تحت الضغط ووصف معارضيه بأنهم “إرهابيون” و”عصابات مسلحة” يقول إنهم أدوات لمؤامرة أجنبية تهدف للإطاحة به.

وقالت الصحيفة إن بعض الرسائل أشارت إلى أن الأسد أبلغ تفصيليا بشأن الوجود “غير القانوني” للصحفيين الأجانب في بابا عمرو بمدينة حمص وطلب “إحكام القبضة الأمنية” على المدينة في نوفمبر تشرين الثاني.

وفي رسائل أرسلت إلى الأسد في نوفمبر وديسمبر كانون الأول قال له مستشارون إن الحكومة “يجب أن تكون مسيطرة على كل المناطق العامة” كل مساء.

وقالت الغارديان إنها بذلت مجهودات كبيرة للتحقق من صحة الرسائل من خلال مقارنة محتوياتها مع الحقائق المعروفة ووسائل تحقق أخرى منها الاتصال بعشرة أفراد ظهرت مراسلاتهم بين الرسائل المسربة.

وقالت الصحيفة “هذه الإجراءات تظهر أن الرسائل حقيقية لكن لم يتسن التحقق من كل واحدة”.

كما أظهرت رسائل أخرى أن الأسد تحايل على عقوبات أمريكية كبيرة ضده من خلال اللجوء لطرف ثالث له عنوان في الولايات المتحدة للشراء من (آي.تيونز) التابع لشركة ابل.

قائد شرطة دبي يحذر من سقوط سوريا في يد الإخوان المسلمين

الجزائر- (يو بي اي): حذر قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان الدول العربية من ترك سوريا تسقط في يد تنظيم الإخوان المسلمين.

وقال خلفان في حديث مع صحيفة “الشروق” الجزائرية نشر الخميس “إن ما من سبيل إلا ان يقتنع بشار (الرئيس السوري) أن الطريق أصبح مسدودا في وجهه لكن يجب على العرب أن لا يضعوا سوريا في يد الإخوان ويجب على السوريين أن لا يضعوا سوريا في يد الإخوان، لأن دخول سوريا في يد الإخوان يعني أن العرب فعلا سينقسمون الى طائفتين مع وضد الإخوان”.

واعتبر خلفان أن الإخوان المسلمين يشكلون “خطرا على أمن الخليج…وأنا لا أرتجي من الإخوان أن يوحدوا الصفوف ولا نتوقع منهم ذلك أبدا”.

وقال “الإخوان كانوا تنظيما وأصبحوا دولة وحينما أصبحوا دولة الموقف القانوني يتغير، كل من يتعامل مع دولة الإخوان يصبح عميلا، إذن الأغلبية الحاكمة أصبحت دولة، وإذا كانت لديها تنظيم في أي دولة أخرى وتقوم بنشاط يصبح ملحقا بها وعميلا لها وبحكم القانون لا يفلتوا من العقاب”.

واتهم خلفان قوى خارجية لم يسمها بمساعدة الإخوان المسلمين في مصر وفي غيرها للوصول إلى سدة الحكم متسائلا “من الذي أوصله الربيع العربي إلى الحكم؟ أليسوا الإخوان.. هذا يؤكد أن هناك من حركهم وأوصلوهم الى قمة السلطة”.

وقال “إن كوندوليزا رايس (وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة) افتتحت مكتبا لحقوق الإنسان في 2006 في تونس وكان غايته أن تبدأ هذه الحركة من تونس وربما اختيرت هذه الصفعة لشخص مكبوت فانفجرت وفجر معها الوضع.. هم يقولون في اعترافاتهم ان هذا المكتب الذي أسس في تونس هو بداية تساقط أحجار الدومينو التي وضعوها لتنطلق منه إلى الدول الأخرى”.

واعتبر خلفان أن الإخوان المسلمين “أمرهم ديكتاتوري بينهم…واحد من تربيتهم (أيمن) الظواهري، تلامذتهم يتحدثون على التويتر ان نعال شيخ أغلى وأعز من بني آدم، هكذا للأسف يغرسون التربية”.

وقال انه مع وصول الإخوان إلى الحكم في العالم العربي فان الأخير “سينقسم الى قسمين، دول فيها إخوان ودول ترفض التعاطي مع الإخوان”.

ودعا خلفان دول الخليج العربي إلى أن “توحد مواقفها وأن لا تجعل من أميركا الصديق الوحيد”. وأضاف “بالتالي علينا ان نفكر كخليجيين أين هي مصلحتنا؟ إذا كانت مصلحتنا مع أميركا نعم وإذا كانت مصلحتنا ليست مع أمريكا يجب ان نكون مع الآخرين؟ علينا ان لا نتعاطى مع قوة واحدة، علينا ان نتعاطى مع القوى الأخرى مثل روسيا والصين كأصدقاء فإذا تخلى عنا هذا الصديق يبقى لنا أصدقاء آخرون”.

انفجارات بدمشق وريفها في الذكرى الأولى لانطلاق الاحتجاجات الشعبية

القاهرة- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه سمع دوي انفجارات في ساعات الصباح الأولى الخميس بمحافظتي دمشق وريف دمشق، وذلك في الذكرى الأولى لانطلاق الاحتجاجات الشعبية ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضح المرصد أن سيارة انفجرت في حي برزة بدمشق بعد منتصف الليل، ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا. واقتحمت آليات عسكرية مدرعة حي جوبر بالعاصمة السورية بالتزامن مع أصوات إطلاق رصاص كثيف.

وفي ريف دمشق، هزت أصوات الانفجارات بلدة كفر بطنا، وأعقبها إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة.

وتزامن هذا مع اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة مو حسن بدير الزور استخدمت فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف وذلك اثر مهاجمة المجموعات المنشقة لمراكز الجيش النظامي بالمدينة.

وفي إدلب، قتل شخصان إثر إصابتهما بإطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية في بساتين مجاورة لبلدة كفرنبل.

جوبيه يحذر من مخاطر حرب اهلية في سوريا في حال تسليم أسلحة للمعارضة

باريس- (ا ف ب): حذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس من مخاطر نشوب حرب أهلية في سوريا في حال تسليم أسلحة إلى المعارضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال جوبيه عبر اذاعة فرانس كولتور إن “الشعب السوري منقسم بشكل عميق وان اعطينا أسلحة إلى فئة معينة من المعارضة في سوريا، فسوف نكون ننظم حربا أهلية بين المسيحيين والعلويين والسنة والشيعة، وقد يكون الامر بمثابة كارثة اكبر من الكارثة القائمة اليوم”.

واوقع قمع تظاهرات المعارضة السورية اكثر من 8500 قتيلا منذ انطلاق الانتفاضة قبل عام بالتمام، بحسب ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان.

وراى جوبيه ان روسيا التي تعرقل اي مبادرة في مجلس الامن الدولي بشان سوريا “تقوم بحسابات خاطئة على المدى المتوسط”.

وقال “انها تاخذ علينا التدخل في ليبيا وتعتبر اننا تخطينا تفويضنا في ليبيا، وهو ما لا اوافق عليه”.

واضاف “روسيا لديها مصالح في سوريا، انها تبيع او باعت كمية كبيرة من الاسلحة للنظام السوري”.

وقال إن “روسيا تخشى ايضا انتقال العدوى الاسلامية الى اراضيها، ولذلك تعارض كل ما يجري في سوريا” مبررا الدعم الروسي لنظام بشار الاسد.

وتابع جوبيه انه “يأمل من كل قلبه ان تفتح (روسيا) عينيها لترى ما يجري حقا في سوريا”.

وعلق على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي انتقد الاسد الاربعاء اخذا عليه “التأخير الكبير” في تطبيق الاصلاحات، فقال “ربما تطور روسيا” موقفها.

حسن نصرالله يدعو جميع الاطراف في سورية الى القاء السلاح

بيروت ـ (ا ف ب) – دعا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الخميس جميع الاطراف في سوريا الى القاء السلاح والدخول في حل سياسي.

وقال نصرالله في حفل تخريج طلاب من حزب الله “ندعو الجميع الى مراجعة تؤدي بكل موضوعية الى النتيجة التالية: في سوريا لا يوجد الا حل سياسي” يقوم على “القاء السلاح بشكل متزامن وضمن آلية متفق عليها للدخول في حل سياسي واضح”.

وقال نصرالله الذي كان يتحدث عبر شاشة عملاقة امام حشد من الطلاب في قاعة في الضاحية الجنوبية لبيروت “نحن خائفون على سوريا، خائفون على المنطقة من خطر التقسيم، من الحرب الاهلية، من الفوضى، من اضعاف سوريا بما تمثل في الصراع القومي الاسرائيلي ومن سند حقيقي لحركات المقاومة في المنطقة”.

واشار الى ان عدم التوصل الى حل سياسي يعني “المزيد من النزف والتعب والارهاق”.

واكد نصرالله ان “من يريد ان يدمر سوريا او ان يسقط النظام باي ثمن لن يستطيع ان يفعل ذلك”.

واشار الى ان مصلحة اللبنانيين “كوطن ودولة وشعب ان يكون هناك هدوء واستقرار وامن وحل سياسي في سوريا. اما آليات الحل السياسي ومضمونه ومجالات الاصلاح، فهذا شان يتفق عليه السوريون”.

ورأى نصرالله ان التطورات الاخيرة في سوريا “تثبت ان الرهان على سقوط النظام وانشقاق الجيش وعلى حرب طائفية وتدخل عسكري خارجي (…) لن يؤدي الى نتيجة”.

واضاف “هناك شعب في سوريا يريد الاصلاح ولا يريد التقسيم ولا الحرب الاهلية ولا الحرب الطائفية ولا يريد ان يكون عرب خيانة ولا عرب اعتدال، بل عرب مقاومة. نحن مع هذا الجزء من الشعب”.

وكان نصرالله اعلن اكثر من مرة منذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011 انه يدعم النظام، بسبب وقوف هذا النظام في مواجهة “المؤامرة الاميركية الصهيونية” على المقاومة في لبنان والمنطقة.

اللبواني يشبه غليون بالاسد ويتهم الاخوان باحتكار التسليح والاغاثة لتوسيع قاعدتهم الشعبية

استقالة ثلاثة اعضاء قياديين من المجلس الوطني السوري

القوات السورية تسيطر على ادلب.. وتشن حملة اعتقالات

بيروت ـ دمشق ـ وكالات: سيطر الجيش السوري سيطرة كاملة على مدينة ادلب (شمال غرب) بعد انسحاب الجيش السوري الحر منها، في وقت ردت دمشق على مقترحات الموفد الدولي الخاص كوفي عنان، الذي اوضح مع ذلك انه لا يزال ينتظر ‘اجابات’ اخرى على مقترحاته التي قدمها الى الرئيس السوري بشار الاسد للخروج من الازمة في سورية.

جاء ذلك فيما استقال ثلاثة اعضاء بارزين في المجلس الوطني السوري المعارض، بحسب ما افادت بيانات نشرت على صفحاتهم الخاصة على موقع ‘فيسبوك’ الالكتروني الاربعاء.

واعلنت الاربعاء استقالة هيثم المالح وكمال اللبواني وكاترين التلي من المجلس الوطني السوري المعارض.

وقال المالح في بيان استقالة موجه الى الناس، بحسب ما ورد على صفحته على ‘فيسبوك’، انه لمس في المكتب التنفيذي للمجلس ‘عدم انسجام وانعدام العمل المؤسساتي فضلا عن استفراد رئيسه الدكتور برهان غليون بالرأي’.

وجاء في بيان كاترين التلي المنشور على صفحتها على ‘فيسبوك’، ‘لانني ارفض ان اكون شاهدة زور على مجلس معطل بفعل شخصيات وتيارات سياسية على حساب الدم السوري الطاهر (..) أعلن انسحابي’.

من جهته حمل اللبواني على رئيس المجلس الوطني برهان غليون، واصفا اياه بأنه ‘مستفيد وغير ديمقراطي’، وعلى الاخوان المسلمين متهما اياهم بأنهم يحاولون ‘احتكار التسليح والاغاثة’ لتوسيع قاعدتهم الشعبية.

وقال اللبواني في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان غليون ‘رجل مستفيد من المنصب لا قضية عنده ولا رأي، يتمسك بالكرسي مثل بشار الاسد. لا يقبل بالانتخابات ولا بتداول السلطة’.

واشار الى ان غليون هدد بالاستقالة عندما طرح موضوع انتخاب شخص غيره على رأس المجلس.

واضاف ان رئيس المجلس الوطني المقيم في باريس ‘لا يقبل النقد مثل بشار. اذا انتقدناه يقول اننا مع النظام’.

من جهة ثانية، انتقد اللبواني عدم قيام المجلس الوطني بأي رد فعل على محاولة الاخوان المسلمين ‘احتكار عمليات التسليح والاغاثة’ للشعب السوري.

وقال ان الاخوان المسلمين ‘يحتكرون المال والاغاثة واستقدام السلاح ويستخدمون المال لبناء قاعدة شعبية. هذه عملية افساد، وهذا تشبيح وامر خطير’.

واضاف ‘اذا لم نتصد لذلك، سنكتشف في يوم من الايام، ان لدينا ميليشيا مسلحة مثل حزب الله وحماس ستفرض ارادتها علينا’.

ودعا الى تنظيم العمل المسلح لكي يكون ‘عملا وطنيا لا حزبيا’، معتبرا ان ‘على المجلس الوطني واشخاص مدنيين غير عقائديين وليبراليين ان يمسكوا بهذا الملف’.

ودعا الى ‘تسليح الشعب السوري ليدافع عن نفسه’، مضيفا ‘كل الشعب هو جيش سوري حر. لا يمكن ان اقف مكتوف الايدي بينما الاطفال يقتلون. هناك مذابح حقيقية تجري ولا يجوز ان نكذب على الناس. هذا عيب’.

ووصف اللبواني المجلس الوطني بانه ‘وهم وكذبة افتراضية’، مشيرا الى انه سيبدأ ‘حملة دبلوماسية’ قد تترافق مع تقديم مزيد من الاستقالات من المجلس ‘للضغط على المجتمع الدولي’ لجمع كل اطياف المعارضة في مؤتمر يعقد بعد 15 يوما في اسطنبول باشراف عربي.

وقال ‘ممنوع علينا ان نخرج من دون اتفاق’، مشددا على وجوب اصدار ‘بيان يكون بمثابة عهد شرف، وانتخاب امانة للمجلس الوطني من 25 عضوا لكي تشرف على تأليف حكومة منفى’.

في هذا الوقت تواصل مسلسل العنف في مناطق عدة من البلاد موقعا 44 قتيلا على الاقل، في حين انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موقف لافت الرئيس السوري بسبب ‘التأخير الكبير’ في تطبيق الاصلاحات.

وقال لافروف خلال جلسة اسئلة واجوبة في مجلس الدوما (البرلمان) ان ‘جميع نصائحنا للأسف لم تترجم بافعال، ولم تطبق في الوقت المطلوب’ معتبرا ان نظام الاسد ‘اعتمد اصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية، ولكن ذلك تأخر كثيرا’.

واكد الوزير الروسي ان اقتراح بدء حوار وطني في سورية جاء ايضا ‘متأخرا’، مشيرا الى ان هذا ‘الجمود’ يمكن ان ‘يبتلع الجميع في النهاية’.

وفي دفاعه عن موقف روسيا من الملف السوري قال لافروف ‘اننا لا ندافع عن النظام بل عن الحق، عن حق السوريين السيادي في تقرير خيارهم بأنفسهم بطريقة ديمقراطية’.

الى ذلك ابدى العديد من الدبلوماسيين العاملين في مجلس الامن الاربعاء تشاؤمهم ازاء الرد السوري المحتمل على مقترحات موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي عنان الذي طالب السلطات السورية بمزيد من الايضاحات على اقتراحاته.

واعلنت الامم المتحدة ان عنان تلقى ردا من السلطات السورية على المقترحات التي قدمها للرئيس السوري الاحد الماضي، الا انه لا يزال ينتظر المزيد من الاجابات على اسئلته.

من جهته اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ارسال الرد السوري، موضحا ان سورية ردت على مقترحات عنان ‘بطريقة توضيحية تبين رؤيتها’ لتطبيق هذه المقترحات.

وسيعرض عنان الجمعة امام مجلس الامن الدولي اولى نتائج مهمته في سورية، وذلك عبر دائرة فيديو مغلقة من جنيف، بحسب ما ذكر دبلوماسيون.

ميدانيا، قتل 44 شخصا في اعمال عنف في سورية الاربعاء بينهم عشرون في درعا في جنوب البلاد، في وقت واصلت القوات السورية حملة الدهم والاعتقالات في مدينة ادلب التي سيطرت عليها بشكل كامل. والقتلى هم 31 مدنيا و13 منشقا.

وقال نور الدين العبدو من المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ادلب لوكالة فرانس برس ‘منذ مساء امس (الاول) توقفت المعارك، الجيش السوري الحر انسحب، والجيش النظامي اقتحم كل المدينة وفتش كل البيوت بيتا بيتا’.

واعلنت السلطات السورية الاربعاء انها ألقت القبض على مرتكبي ‘مجزرة كرم الزيتون’ في حمص التي اودت بحياة حوالى خمسين امرأة وطفلا، وقالت المعارضة انها من صنع قوات النظام بينما اتهمت دمشق ‘مجموعات ارهابية مسلحة’ بها.

كما ذكرت الوكالة ان ‘مجموعات ارهابية مسلحة’ ارتكبت مجزرة في حي كرم اللوز في حمص (وسط) اودت بحياة 15 شخصا بينهم امراة واطفالها الاربعة.

في المقابل، افاد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله لوكالة فرانس برس الاربعاء عن وجود ‘عشرات الجثث المشوهة والمحروقة’ في شوارع كرم الزيتون، متهما قوات النظام بارتكاب العديد من المجازر في المدينة لم يكشف عنها بعد.

ومن جهته أكد مراد مدلسي وزير الخارجية الجزائري أن الاجتماع الأخير للجامعة العربية بالقاهرة سمح بالتوصل إلى ضرورة إنهاء العنف وخلق آلية لضمان هدنة لفترة طويلة.

قال مدلسي، للإذاعة الجزائرية الأربعاء، إن الاجتماع الأخير في القاهرة سمح بتشاور إيجابي بين الدول العربية الأعضاء في اللجنة الوزارية حول سورية، وروسيا التي لها دور مهم في الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

السعودية وايطاليا تغلقان سفارتيهما في سورية

دمشق ـ روما ـ وكالات: أغلقت السلطات السعودية والحكومة الايطالية سفارتهما في دمشق امس وغادر الدبلوماسيون السعوديون والايطاليون دمشق.

وقال مصدر مقرّب من السفارة السعودية في دمشق إن ‘السفارة أغلقت بشكل كامل وغادر دمشق جميع الدبلوماسيين السعوديين الذين يقدر عددهم بـ25، كما غادر حرس السفارة وهم سعوديون أيضاً وعددهم 15 شخصاً’.

وأشار المصدر الى أن ‘العاملين السوريين في السفارة والذين يقدر عددهم بنحو 20، أُبلغوا بأنهم في إجازة لمدة 15 يوماً وأن الإغلاق يعود الى أعمال صيانة المبنى’.

وشكك المصدر بأن يكون إغلاق السفارة بسبب الصيانة، وقال إنه ‘خلال الأيام الماضية عزّزت الحماية على المبنى من خلال وضع أقفال حماية زائدة على السور الخارجي وعلى جميع أبواب المبنى’.

جاء ذلك فيما أعلنت وزارة الخارجية الايطالية الاربعاء انه تم اغلاق السفارة الايطالية في العاصمة السورية دمشق بشكل مؤقت وتم ترحيل بعض من العاملين بها نظرا لما وصفه ‘بأعمال عنف غير مقبولة’ تجاه المحتجين المناوئين للحكومة.

وقالت الوزارة في بيان لها إن هذه الخطوة جاءت ‘أيضا نتيجة الاخذ في الاعتبار الظروف الامنية الخطيرة’ في سورية.

كاميرون يحذر من الحرب الاهلية ان استمر الاسد في القمع

واشنطن ـ ا ف ب: حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مؤتمر صحافي في واشنطن الاربعاء من وقوع ‘حرب اهلية وثورة’ ان ‘استمر’ الرئيس السوري بشار الاسد في سياسة القمع.

وقال كاميرون الى جانب الرئيس باراك اوباما في البيت الابيض ‘ما نريده هو السبيل الاسرع لوقف المجزرة. اي العملية الانتقالية بدلا من الثورة او الحرب الاهلية. لكن ان استمر الاسد فان النتيجة ستكون الحرب الاهلية والثورة’.

واضاف كاميرون في اطار زيارته الى الولايات المتحدة التي تستمر ثلاثة ايام، ‘علينا مواصلة اقصى درجات الضغط تحضيرا لهذه العملية الانتقالية والعمل لبلوغ الهدف نفسه خصوصا (صدور) قرار جديد في مجلس الامن الدولي’.

وقال ايضا ‘ما هو الاكثر الحاحا في سورية هو نقل مساعدة انسانية الى الذين يحتاجون اليها، ونعمل على ذلك. ان بريطانيا التزمت بدفع مليوني جنيه استرليني اضافي للمواد الغذائية والمساعدة الطبية’، اي2.4 مليون يورو.

من جهته رأى اوباما ان بشار الاسد سيرحل مهما حصل. وقال اوباما ‘في الوقت الذي يستمر فيه النظام وقوات الامن بتسجيل عمليات انشقاق، تزداد قوة المعارضة اكثر فأكثر. (…) بشار الاسد سيترك الحكم’.

واضاف الرئيس الامريكي ‘المسألة ليست في معرفة ما اذا كان سيرحل بل متى. وتحضيرا لذلك اليوم سنواصل دعمنا للخطط التي تدعم التطلعات المشروعة للشعب السوري’.

عام على الثورة السورية: مجازر ودمار.. تماسك للنظام وانقسام المعارضة.. والجيش انتصر ميدانيا والمعارضة ربحت اعلاميا

تقارير: الاقتصاد سيقتل الاسد.. وعلى المالكي التوقف عن دعمه

لندن ـ ‘القدس العربي’: تمر اليوم الذكرى الاولى لبدء الانتفاضة السورية والتي انطلقت مثل الثورة التونسية في مدينة بعيدة عن المركز، في جنوب البلاد، وبدأت سلمية و’شقاوة’ اطفال كتبوا شعارات معارضة للنظام لتتطور الى قمع اودى بحياة اكثر من 8 الاف شخص حسب تقديرات للامم المتحدة اضافة الى اكثر من تسعة الاف مشرد في تركيا وعدد آخر من النازحين الى لبنان والاردن وبشكل اقل الى العراق.

وهناك الالاف من السجناء ممن يقبعون في سجون النظام والتي تمارس الاجهزة الامنية ابشع انواع التعذيب التي لم تشهده السجون السورية منذ 30 عاما حسب تقرير لمنظمة العفو الدولية ‘امنستي انترناشونال’.

تراجع ميداني

على المستوى الميداني يواصل المقاتلون من اعضاء جيش سورية الحر تراجعهم بعد خسارتهم معقلهم في بابا عمرو، حيث تركوا وراءهم منطقة دمرها قصف النظام وشوارع سويت ومآذن قصفها الجيش لانها دعت الى مواصلة المقاومة. وبعد حمص تحرك الجيش السوري واحكم سيطرته على مدينة ادلب في شمال البلاد، وجاءت هذه العمليات تتويجا لعمليات قمع وقتل مورست خلال العام الماضي على جسر الشغور ودرعا والرستن ودوما واللاذقية، وحماة وحمص التي ارتكبت فيها ميليشيات النظام مجزرة قتل فيها الاطفال والنساء بطريقة بشعة في حي كرم الزيتون، ومثل العراق اصبحت سورية منطقة خطرة على الصحافيين حيث قتل فيها حتى الآن 3 صحافيين وقضى آخر في الطريق وجرح آخرون اثناء معركة حمص. وظل مستوى القوة بين المعارضة والنظام غير متوازن، فالجيش الحر والفصائل المحلية ينقصها العتاد وتقاتل بأسلحة خفيفة.

انقسامات

ويرفض المجتمع الدولي تسليحها لعدم اقتناعه بها كقوة متماسكة، وغير تابعة لمعارضة سياسية لم تتفق بعد على اجندة واضحة وتشهد انقسامات في الرأي، وانشقاقات كانت اخرها استقالة كل من كمال اللبواني وهيثم المالح وكاثرين التلي من عضوية المجلس الوطني السوري الذي يطمح لان يكون ممثلا للمعارضة والسوريين ولكنه اتسم منذ انشائه بعدم الانسجام بين اعضائه وشهدت اجتماعاته اتهامات واتهامات مضادة بالتخوين والسباب وقوائم العار. ولم تستطع تركيا وفرنسا رأس الحربة ضد النظام ولا قطر او السعودية ممثلتا جناح الصقور في الجامعة العربية ردم الهوة بين اطراف المعارضة المنقسمة ميدانيا وفي الخارج.

ولم يتغير الوضع الدولي كثيرا فما زالت روسيا والصين تدعمان حلا سياسيا للازمة، وتقفان امام اي قرار دولي ضد سورية، حيث استخدمتا الفيتو ضد قرار لم يطالب بتنحي الاسد، في شهر شباط (فبراير)، واتسم الموقف الامريكي بعدم الوضوح وتضارب التصريحات بين ممارسة الضغوط الدبلوماسية، والعقوبات وقبل ايام تحدثت الصحف الامريكية عن ‘تفكير’ في الخيار العسكري. وحتى الآن فشلت الامم المتحدة باقناع النظام او المعارضة بوقف اطلاق النار، وفشل كوفي عنان، مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية في مهمته مثلما فشلت ليدي آموس، مفوضة الامم المتحدة للشؤون الانسانية باقناع السلطات السورية السماح لدخول فرق المساعدات الانسانية لحمص التي قالت انها ‘مدمرة، ولم يكن ملف الجامعة العربية بأحسن من الامم المتحدة فقد اتسم تعاملها مع سورية بالفوضى، فشلت لجنة المراقبة العربية وفشل الحل العربي الذي تميز بعدم الواقعية، وفشل المبادرة العربية في الامم المتحدة لانها استبعدت الاطراف المهمة في المعادلة السورية، وهما روسيا والصين واللتان لم تردا تكرار الدرس الليبي.

لم يكن عام انجازات

لم يكن عام الثورة الاول اذن عام انجازات بقدر ما كان عاما من التجربة والخطأ والقتل والموت الجماعي. فقد ظل النظام السوري متماسكا على المستوى السياسي والعسكري، ولم يشهد انشقاقات باستثناء وزير في رتبة معاون لوزير النفط، وانشقاقات جنود من المجندين، وواصل النظام ‘اصلاحاته’ التي اعتبرتها المعارضة والمجتمع الدولي على انها لعب في الوقت الضائع. ومع ذلك لا يزال النظام يحظى بدعم كبرى المدن السورية، دمشق وحلب، ودعم الاقلية العلوية الحاكمة والاقليات المسيحية وسط تردد كردي في الدخول في الثورة السورية.

الاعلام

اهم انجاز حققته الثورة السورية كان الانتصار في الحرب الاعلامية، حيث ملأت المعارضة الفضاء الالكتروني بالافلام البشعة عن ذبح مغني الثورة الحموي ابراهيم قاشوش، وذبح اطفال كرم الزيتون وبابا عمرو وادلب والقصير، كل هذا بدعم من مؤسسات دولية مثل ‘افاز’ والمرصد السوري وامنستي وهيومن رايتس ووتش، ومحطات تلفزة عربية. وما تحقق حتى الآن لم يؤثر على المواقف السياسية للدول الداعمة للنظام، وحتى نظام العقوبات الاقتصادية لم يؤد الى عزلة النظام الكاملة بسبب دعم لبنان، وحزب الله وايران ولم يمارس العراق رقابة مشددة وحتى تركيا التي كانت سورية شريكا اقتصاديا لها. والاهم من ذلك لم يتوقف تدفق السلاح للنظام من روسيا الداعم المهم للنظام والمرتبط معه بعقود قيمتها مليارات دولار، حيث زوده بدبابات روسية الصنع وساعد في اقامة نظام دفاع جوي باليستي، ولدى روسيا مصالح عسكرية في طرطوس التي اقامت فيها قاعدة عسكرية.

سنواصل الدعم

ويوم الثلاثاء اكد نائب وزير الدفاع الروسي انطوني انطونوف ان روسيا لن توقف شحن الاسلحة لسورية لان هناك عقودا بين البلدين، مؤكدا ان روسيا لا تقوم بعمل يخالف القانون الدولي، مؤكدا ان العلاقة بين البلدين جيدة وهناك تعاون عسكري بينهما ‘ولا نرى اليوم اية حاجة لاعادة النظر بها’. ونفى المسؤول ارسال روسيا قوات خاصة لمساعدة القوات الروسية من اجل التخطيط لعمليات ضد المقاومة، ولكنه قال ان جزءا من العقود العسكرية هي ارسال مدربين مع شحنات الاسلحة. واكد المسؤول ان اي وقف لاطلاق النار يجب ان يشمل الطرفين الحكومة والمقاومة وان الجيش السوري لن ينسحب من مواقعه طالما لم يوقف المقاتلون اطلاق النار. ونقلت صحيفة ‘اندبندنت’ عن مسؤول غربي قوله ان المصالح الاقتصادية الروسية مع سورية هي سبب مهم في موقفها من الاحداث. وعلق قائلا ان اصرار روسيا على ارسال الاسلحة لسورية يناقض موقفها الداعي لحل سلمي للازمة. واضاف قائلا انه كانت روسيا مخلصة في التوصل لحل للازمة ‘فلماذا تواصل تزويده بالسلاح او الضغط على النظام السوري؟’.

ومع تدفق السلاح للنظام يقوم الجيش بتغيير شكل المواجهة على الارض حيث تتراجع المقاومة التي لم تتلق سلاحا او مالا من دول الخليج على الرغم من تعهد دوله بدعم المقاتلين وحديث عن تدفق السلاح والمال وذلك حسب شهادات من مهربين على الحدود اللبنانية. والى جانب نجاحات النظام فالقمع واشكاله يتطور داخل السجون.

31 اسلوب تعذيب

ففي تقرير لمنظمة ‘امنستي انترناشونال’ نشر يوم امس وتحدث عن انتهاكات حقوق الانسان تمارس على السجناء في السجون السورية وان هناك 31 اسلوب تعذيب من اسوأ الاساليب التي لم تعرفها سورية منذ 30 عاما، وتشمل اساليبب التعذيب على ايهام السجناء بانهم مصلوبون، واجبارهم على القضاء لايام في غرف ضيقة مع جثث موتى، وتعليق السجناء مشبوحين لايام، وحالات اغتصاب. ونقل عن آن هاريسون من دائرة الشرق الاوسط في المنظمة الدولية قولها ان الشهادات التي جمعت تثير القلق حول الاعتقال واساليب التحقيق والتي تهدف الى اهانة واثارة الرعب في نفوس السجناء من اجل اسكاتهم’، وبنى التقرير نتائجه على شهادات سوريين هربوا الى الاردن. وعرض قصص اغتصاب قام بها امام رجال الامن او باستخدام الزجاجات المهشمة، او قضيب حديدي. ووصف شاب اسمه طارق مشهدا مرعبا ‘نادى الضابط احضروا خالد، كنت في الخلف ولهذا لم اكن قادرا على النظر وانزلوا بنطاله وكان يعاني من جرح في الفخذ ثم قام الضابط باغتصابه، وكان خالد يصرخ اثناء اغتصابه ويضرب رأسه بالجدار’. وقالت صحيفة ‘اندبندنت’ ان معظم القصص التي وردت في التقرير تؤكد الروايات التي نقلتها عن ناشط في دمشق الشهر الماضي، والتي تحدث فيها عن وضعه في غرفة مثل الصندوق وبقي معلقا في الهواء لايام. واعد التقرير نيل ساموند الباحث في المنظمة حول سورية وكتب في الصحيفة نفسها قائلا ان عملية جمع الروايات من اللاجئين السوريين في الاردن كانت تجربة صعبة لكن الناجين من جحيم سورية كانوا يريدون قص ما تعرضوا اليه من تعذيب. واشار الى شهادة كريم (18 عاما)، من درعا والذي قال ان جلاديه استخدموا الالات حادة لقطع اجزاء من لحمه، فيما وصف غازي (22 عاما) كيف استخدم المحققون معه اسلوب ‘السجاد الطائر’، وكيف ضربوه بالكرباج وتركه في وضعه وكانوا يأكلون ويشربون ويدخنون. وقال ساموند ان كل الشهادات تشير الى نفس الوسائل، اللواط، او اجبار السجين على مراقبة تعذيب افراد من عائلته، و’حفلات استقبال’ والتي تشمل على الضرب والصفع والشتم.

وفي واحدة من الحالات وضع المحقق امام سجين صورة بشار الاسد وقال ‘هذا ربك’. ويتساءل ساموند ان لا احد يعرف ماذا سيحدث ولا كيفية منع الممارسات الشرسة لكن من الواضح ان النظام كما يظهر النظام يواصل عملياته التي تقوم على التعذيب والارهاب ضد السجناء.

شطارة الاسد

وفي افتتاحية ‘ديلي تلغراف’ وعبرت فيها عن عدم راحتها من استمرار العراق بدعم الاسد، مع انها لا تستغرب من دعم ايران المتواصل للنظام. وتضيف انه مع تزايد مستوى العنف ودخوله مرحلة جديدة من الدموية فان الاسابيع الماضية كانت جيدة للنظام، الذي استعاد سيطرته على حمص وسحق المقاومة فيها واعاد احتلال مدينة ادلب في شمال البلاد. وقالت ان الاسد قام بمخاطرة عندما نشر الدبابات والاسلحة الثقيلة عندما اعتقد ان بامكانه توسيع مستوى الدمار ويحافظ على دعم حلفائه في الوقت نفسه. وكل الاشارات تظهر ان استراتيجيته نجحت فروسيا والصين لا تزالان تقدمان له الدعم في مجلس الامن.

واشارت للعراق كواحد من الدول الداعمة للنظام السوري، حيث قالت ان نوري المالكي، رئيس الحكومة العراقية تدفعه دوافع طائفية لحماية الطائفة العلوية الحاكمة في سورية. وقالت انه ايا كانت دوافع نوري المالكي فيجب ان يقال له بصريح العبارة ان عليه التوقف عن دعم الاسد. وتقول الصحيفة ان الاسد رفض خطة كوفي عنان، المبعوث الدولي، واعلن عن انتخابات جديدة في شهر ايار (مايو) من اجل اقناع حلفائه، ولشراء الوقت، وفي النهاية فالاقتصاد السوري وانهياره سيسقط الرئيس.

وعليه فالوقت ليس مناسبا لان يقترح رئيس الحكومة البريطانية تدخلا انسانيا على غرار ما حدث في البوسنة، كما جاء في مقاله في مجلة ‘نيوزويك’. وعوضا عن ذلك فيجب التحلي بالصبر والواقعية، وعلينا ان نطمئن انفسنا بان الاسد وان سكر من دماء الموت فان الاقتصاد الذي ينهار ببطء كالسم البطيء في الجسد كاف لانهائه. منذ الصيف الماضي كتب الكثير من المحللين خبر وفاة النظام وانهياره ولكنهم لا يزالون ينتظرون، فالنظام ميت لا محالة ولكن متى سيقرر الاطباء وقف اجهزة التنفس عنه.

سوريون يتوافدون على الحدود التركية طلبا للجوء

كافالجيك (تركيا) – من جوناثان بيرتش: تقاطر لاجئون سوريون صباح الاربعاء على الحدود ثم بدأوا يفدون في مجموعات من خمسة أو أكثر ويقفون وراء الأسلاك الشائكة التي تفصل وطنهم عن تركيا.

وخلال ساعة واحدة كان 100 شخص أغلبهم من النساء يحملن أطفالا رضع أو يمسكن أطفالا صغارا في أيديهن قد جلسوا ومعهم ما تبقى من ممتلكاتهم وانتظروا في صبر حتى يأتي الجيش التركي قبل العبور للجهة الأخرى من الحدود لتسجيل أسمائهم ونقلهم إلى مخيمات.

جاء هؤلاء اللاجئون من قرية كلي الواقعة على بعد كيلومترات معدودة من الحدود التركية في محافظة إدلب السورية وهي نقطة ساخنة جديدة في حملة القمع الوحشي الذي تقوم به قوات الرئيس بشار الأسد للمحتجين المناهضين لحكومته.

وقال عبد الصمد أحد اللاجئين عبر السياج ‘إنهم يقصفون إدلب. إنهم يقصفون المدينة. لديهم دبابات وصواريخ’.

وأضاف عبد الصمد ‘جاء مقاتلو المعارضة وقالوا ‘سوف يقصف الجيش قريتكم الليلة.. اخرجوا’. وهكذا مشينا حتى وصلنا إلى هنا’.

وأضاف ‘لن نعود إلى أن يرحل الأسد’.

وشهدت إدلب ارتفاعا ملحوظا في العنف على مدى الأسابيع القليلة الماضية سواء من القوات السورية أو المنشقين عن الجيش. وقال نشطاء في المعارضة إن الجيش قتل العشرات في مدينة إدلب امس الثلاثاء في حين قتلت قوات المعارضة عشرة من القوات الحكومية.

وبينما كان عبد الصمد يتحدث أمام السياج بدأ وافدون جدد يظهرون وسط الضباب. وساعد أشخاص امرأة مسنة على النزول من على حصان قبل أن يعودوا لجلب آخرين.

كانت فتيات صغيرات لا تتعدى أعمارهن ست أو سبع سنوات تجرين وتقطفن زهورا بنفسجية بينما كان صبية اكبر سنا يجلسون ويلعبون بأوراق اللعب وكأنهم ينتظرون في صالة مغادرة بالمطار.

واستغل رجل الفرصة ووضع مجموعة من السماعات الصغيرة وبدأ في إذاعة أغنيات مناهضة للأسد. ابتسم بينما رفع صوت السماعات إلى أن أصبح الصوت غير واضح.

وتمثل فتحة صغيرة في السياج المصنوع من الأسلاك الشائكة في هذا الجزء من الحدود واحدة من عدة نقاط عبور لسوريين يفرون من العنف. وهم يأتون على كل حال رغم أن رحلتهم إلى تركيا محفوفة بالمخاطر.

وقالت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ المعنية بحقوق الإنسان إن القوات السورية زرعت ألغاما قرب حدود سورية مع لبنان وتركيا بامتداد المسارات التي يستخدمها اللاجئون الفارون من الصراع.

وقال بلال عبد الرحيم الذي وفد حديثا قادما من بلدة جسر الشغور بشمال سورية إنه رأى بعض الألغام على الحدود عندما عبرها قبل ستة أيام.

وأضاف ‘إنهم يريدون ان يمنعونا من الهروب’.

وأحصى مراسل لرويترز نحو مئة شخص ينتظرون عبور السياج عند هذا الجزء من الحدود على بعد خمس دقائق فقط من قرية كافالجيك التركية.

ويقول مسؤولون إنه على مدى الأسابيع القليلة الماضية زاد عدد السوريين الذين يعبرون إلى تركيا يوميا ستة أمثال وأصبح ما بين 200 و300 شخص يفدون إلى تركيا يوميا.

وهناك نحو 13 ألف لاجئ سوري مسجل يعيشون في مخيمات في هاتاي إلى جانب ما يقدر بنحو ألفي شخص غير مسجلين يقيمون مع أقاربهم وأصدقائهم في القرى والبلدات المحيطة.

وقالت الأمم المتحدة امس إن ما يقدر بنحو 30 ألف لاجئ فروا من سورية منذ بداية الصراع قبل عام في حين يعتقد أن مئات الآلاف نزحوا في سورية.

وتخشى تركيا من تدفق للاجئين كما حدث من تدفق عشرات الآلاف القادمين من العراق خلال حرب الخليج عام 1991 . وأشارت أنقرة إلى أن تدفق اللاجئين قد يكون من العوامل التي تطلق جهودا لإقامة ‘منطقة آمنة’ على الجانب السوري من الحدود.

وتقود تركيا حليفة الاسد السابقة جهود تعبئة المجتمع الدولي لاتخاذ إجراء لوقف العنف حتى لا يتحول إلى حرب أهلية.

وتستضيف اسطنبول الاجتماع الثاني للمجموعة التي أطلق عليها ‘أصدقاء سورية’ من دول عربية وغربية في الثاني من ابريل نيسان. كما أن المعارضة السياسية السورية تجتمع بشكل منتظم في اسطنبول بينما أعطت أنقرة جنودا من الجيش السوري الحر ملاذا آمنا في مخيمات للاجئين في هاتاي.

وبدأت المخيمات السبع هناك تصل إلى أقصى طاقتها ويجري حاليا بناء مدينة للاجئين في اتجاه الشرق بإقليم كيليس وستضم كل اللاجئين الحاليين والجدد.

ويسابق عمال البناء الزمن لتجهيز مخيم كيليس الذي تأخر شهرا بالفعل ويقول مسؤولون إنهم يأملون افتتاحه في بداية نيسان (ابريل).

وقال مسؤول تركي طلب عدم نشر اسمه ‘نحاول أن نشغل كل المساحات الخالية في المخيمات القائمة. في الوقت الحالي يمكننا التكيف مع الوضع’.

ومضى يقول ‘لكن إذا وفد عشرات الآلاف فستكون لدينا مشكلات’.

وفي مخيم ريهانلي المجاور بدأت تظهر بالفعل المشكلات. تنقل حافلات صغيرة الوافدين الجدد من معبر آخر على بعد كيلومترات محدودة إلى المخيم الذي يبدو بالفعل أنه بلغ أقصى طاقته الاستيعابية.

يتسكع رجال خارج المخيم ويتجاذبون أطراف الحديث. وتم إسقاط قطاع من السياج حتى يتسنى للناس الدخول والخروج بحرية اكبر.

يقف محمد البالغ من العمر 35 عاما ويدخن خارج المخيم. وكان يكشف عن ساقه مما أظهر جهازا داعما حولها.

قال محمد إنه كان يحتج ضد الأسد في بلدة الأتارب قرب مسقط رأسه في كلي عندما فتحت قوات الأسد النار. وقال ‘أطلقوا الرصاص على ساقي. فتحوا النار على الجميع’. ومضى يقول ‘إنهم يقتلون كل الرجال أينما كانوا’.

وحمل الأصدقاء محمد على أكتافهم وعبروا به التلال إلى تركيا قبل 15 يوما حيث أجريت جراحة لساقه. وقال ‘نريد إسقاط بشار الأسد. نريد عودة الحياة إلى طبيعتها’.

اعتصام لمئات المحامين في حلب تضامنا مع ‘المدن المنكوبة’ يفض بالقوة

دمشق ـ اف ب: افاد الناشط السوري والمحامي ابراهيم ملكي في اتصال مع وكالة فرانس برس الاربعاء ان نحو 500 محام شاركوا في اعتصام تضامني مع ‘المدن المنكوبة’ و’من اجل حرية الشعب’ في سوريا في القصر العدلي في حلب (شمال) تم فضه بالقوة.

وروى ملكي ان ‘عناصر من الشرطة المكلفة حماية القصر العدلي في حلب وموظفيه اعتدوا بالضرب على اعتصام قام به نحو 500 محام من اجل حرية الشعب السوري وكرامته وتضامنا مع المدن المنكوبة، وعملوا على تفريقهم’، لافتا الى اصابة المحامي عبد الله كرمو في وجهه.

واعتبر الناشط هذا التصرف ‘سابقة خطيرة’، قائلا ‘لا يمكن ان يتعرض المحامون للضرب والتهديد بالسلاح فيما هم يقومون بواجبهم في الدفاع عن حقوق الناس’. واكد ان ذلك يدل على ان ‘السلطة القضائية غير مستقلة وهي مرتبطة بالنظام قلبا وقالبا ولا تراعي كرامة وحرية المحامين اثناء ممارستهم لمهمتهم’. ولفت ملكي الى ان ‘اعتصام المحامين كان سلميا هتفوا خلاله بشعارات تنادي برفع يد السلطة عن المصابين وعن المدن المنكوبة. كما طالبنا باطلاق المعتقلين وخصوصا الزميلين سلام عثمان وعبد السلام اطرش’.

واعتقل المحاميان اطرش وعثمان في ايلول (سبتمبر)، ولم يعرف عنهما شيئا منذ ذلك الوقت، بحسب ملكي (اكرر ملكي)، وذلك ‘رغم محاولات عدة لمعرفة مصيرهم’.

واوضح ان عثمان ‘اعتقل في منزله في بلدة الباب في ريف حلب على خلفية مشاركته في الاحتجاجات’ ضد النظام، بينما اعتقل عبد السلام اطرش ‘من مدينة حلب في منزله ولم تعرف الاسباب’.

يذكر ان مئات المحامين اعتصموا في 27 تموز (يوليو) 2011 في القصر العدلي في حلب للتاكيد على حرمة الدم السوري والمطالبة باستقلالية نقابة المحامين، حسبما افاد ناشط حقوقي.

وافاد الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في حينه ان ‘المحامين اعتصموا للمطالبة باستقلالية النقابة والتاكيد على حرمة الدم السوري، هاتفين النقابة حرة حرة والشبيحة تطلع برة’.

تأليف اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري

أعلنت وكالة الأنباء السورية «سانا»، اليوم، عن تأليف اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري، المقررة في السابع من شهر أيار/مايو المقبل، بالتزامن مع تأكيد متحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا كوفي أنان، أحمد فوزي، اليوم، أن الأخير ما زال يجري اتصالات مكثفة مع السلطات السورية. إلى ذلك، حذّر وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، اليوم، من احتمال أن يؤدي تسليح المعارضة السورية إلى نشوب حرب أهلية في البلاد.

أعلنت وكالة الأنباء السورية «سانا»، اليوم، عن تأليف اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري، المقررة في السابع من شهر أيار/مايو المقبل.

وقال رئيس اللجنة، خلف العزاوي، «عقدت اللجنة اليوم اجتماعاً تم خلاله بحث الاستعدادات اللازمة لانتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الأول لعام 2012 المقرر في السابع من أيار المقبل»، مضيفاً أنه «شكلت لجان فرعية في كل المحافظات، عدا محافظة حلب تم تشكيل لجنتين لمحافظة حلب والأخرى لريف حلب برئاسة ثلاثة قضاة للإشراف على عملية الانتخاب، وتعقد لجان المحافظات اجتماعاً في بداية الشهر القادم لبحث كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية ودراسة المقترحات بهدف التوصل إلى أفضل السبل لإجراء عملية انتخاب أعضاء مجلس الشعب».

ولفت خلف إلى أنه «اعتباراً من اليوم ولمدة أسبوع يحق لمن تتوافر لديه الشروط، التقدم بطلب ترشيح لعضوية مجلس الشعب، على أن تبدأ الحملة الانتخابية بعد اعتماد أسماء المرشحين، وتتوقف في الخامس من شهر أيار القادم».

من ناحية ثانية، أكد متحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا كوفي أنان، أحمد فوزي، اليوم، أن الأخير ما زال يجري اتصالات مكثفة مع السلطات السورية بشأن مقترحاته لوقف القتال.

وقال فوزي إن أنان تحدث هاتفياً مع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، ومع مسؤولين من القوى الاجنبية الاخرى «التي لها نفوذ»، موضحاً أن «باب الحوار ما زال مفتوحاً. ما زلنا نتواصل مع السلطات السورية بشأن مقترحات السيد أنان».

وعلى صعيد آخر، حذر وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، اليوم، من مخاطر نشوب حرب أهلية في سوريا، في حال تسليم أسلحة للمعارضة لمواجهة نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال جوبيه عبر إذاعة «فرانس كولتور» إن «الشعب السوري منقسم بنحو عميق، وإن أعطينا أسلحة لفئة معينة من المعارضة في سوريا، نكون ننظم حرباً أهلية بين المسيحيين والعلويين والسنّة والشيعة، وقد يكون الأمر بمثابة كارثة أكبر من الكارثة القائمة اليوم».

ورأى جوبيه أن روسيا «تقوم بحسابات خاطئة على المدى المتوسط»، موضحاً أنها «تأخذ علينا التدخل في ليبيا وترى أننا تخطينا تفويضنا في ليبيا، وهو ما لا أوافق عليه»، ومضيفاً أن «روسيا لديها مصالح في سوريا، إنها تبيع أو باعت كمية كبيرة من الأسلحة للنظام السوري».

ولفت جوبيه إلى أن «روسيا تخشى أيضاً انتقال العدوى الإسلامية إلى أراضيها، ولذلك تعارض كل ما يجري في سوريا»، آملاً أن «تفتح روسيا عينيها لترى ما يجري حقاً في سوريا».

وعلّق جوبيه على تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي انتقد أمس الرئيس الأسد، آخذاً عليه «التأخير الكبير» في تطبيق الإصلاحات، مضيفاً: «ربما تطور روسيا موقفها».

من ناحية ثانية، أكد نائب رئيس الوزراء التركي، بشير أتالاي، اليوم، أن سوريا تزرع الغاماً على حدودها مع تركيا «لمنع مرور لاجئين إلى هذا البلد المجاور».

وفي حديث لشبكة «أن تي في»، قال أتالاي إن «الإدارة السورية تزرع ألغاماً على الحدود (التركية) حتى لا يتمكن اللاجئون من العبور إلى تركيا. إنها تتخذ إجراءات».

إلى ذلك، دعا مجلس وزراء الصحة العرب في اختتام اجتماعه في العاصمة الأردنية عمان، اليوم، الحكومة السورية إلى السماح بالدخول الفوري لمنظمات الإغاثة العربية والدولية و تمكينها من إدخال المواد الغذائية والطبية لإسعاف المواطنين المتضررين.

وكلف المجلس أمانته الفنية بالتنسيق مع وزارات الصحة في دول الجوار السوري لوصول الدعم وفقا للإحتياجات الطبية للمواطنين السوريين بأمان ويسر .

وأكد المجلس قرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الصادر في 10 مارس / آذار الجاري، والذي يتضمن «مطالبة الحكومة السورية بالسماح بالدخول الفوري لمنظمات الإغاثة العربية والدولية لتمكينها من إدخال المواد الغذائية والدواء والمستلزمات الطبية لإسعاف المواطنين المتضررين وتسهيل وصول هذه المواد إلى مستحقيها في أمان ودون أية عوائق».

وكان مجلس وزراء الصحة العرب قد قرر في وقت سابق اليوم تقديم دعم مالي بقيمة 500 ألف دولار لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية العاجلة للشعب السوري.

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، سانا)

القوات السوريّة تسيطر على إدلب… ودمشق تعلن الرد بـ«موضوعيّة» على أنان

أعلن دبلوماسيون، أمس، أن الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان، سيعرض الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي أولى نتائج مهمته في سوريا، وذلك بعدما تلقّى رداً من الرئيس السوري بشار الأسد على مقترحاته لتسوية الأزمة السورية، لكنه أكد أن ثمة «مسائل» لا تزال عالقة، وأنه طلب توضيحات، فيما أعلنت دمشق أنها ردت بـ«إيجابية» على مقترحات المبعوث الأممي والعربي، بالتزامن مع سيطرة القوات السورية على مدينة إدلب.

وأكد بيان للأمم المتحدة أن أنان سيعرض أمام مجلس الأمن، عبر الفيديو كونفرنس، نتائج مباحثاته في سوريا، مشيراً إلى أنه تلقى رداً من دمشق على المقترحات التي قدمها، لكنه لا يزال يحتاج إلى توضيحات. وأوضح أنه «نظراً إلى الوضع الخطير والمأساوي على الأرض، على الكل أن يدركوا أن الوقت يضغط».

وأضاف البيان: «كذلك قال أنان خلال زيارته للمنطقة إنه لا يمكننا أن نسمح بأن يطول أمد هذه الأزمة».

من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أمس أن سوريا ردت على مقترحات أنان «بطريقة توضيحية تبيّن رؤيتها» لتطبيق هذه المقترحات. وقال إن «أنان قدم خلال لقائه الثاني بالرئيس السوري بشار الأسد من خلال لا ورقة، مجموعة من المبادرات الاستكشافية لطريقة الخروج من الأزمة» في سوريا، مضيفاً أن بلاده «ردت بلا ورقة تبين بطريقة توضيحية رؤية سوريا لتطبيق مقترحات كهذه»، مشيراً إلى أن «الرد السوري موضوعي للغاية».

في هذا الوقت، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الرئيس السوري بشار الأسد بسبب «التأخير الكبير» في تطبيق الإصلاحات، محذراً دمشق من خطر تفاقم الأزمة. لكنه أكد معارضة روسيا «لأي قرار دولي على غرار القرار الصادر بشأن ليبيا». وأضاف أن «على الشعب أن يقرر من يجب أن يكون في السلطة في سوريا».

وقال لافروف، خلال جلسة أسئلة وأجوبة في مجلس الدوما (البرلمان)، إن نظام الأسد «اعتمد إصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية، لكن ذلك تأخر كثيراً». وأكد أن اقتراح بدء حوار وطني في سوريا جاء أيضاً «متأخراً»، مشيراً إلى أن هذا «الجمود» يمكن أن «يبتلع الجميع في النهاية».

بدوره، حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، زعماء سوريا من أن حملتهم القمعية يمكن أن تعرضهم لمحاكمات تتعلق بارتكاب جرائم حرب. وقال إن القانون الدولي ذراعه طويلة وذاكرته ممتدة في ما يتصل بانتهاكات حقوق الإنسان.

ميدانياً، سيطر الجيش السوري سيطرة كاملة على مدينة إدلب (شمال غرب) بعد انسحاب الجيش السوري الحر منها. وقال نور الدين العبدو، من المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب: «منذ مساء أمس (الثلاثاء) توقفت المعارك، الجيش السوري الحر انسحب، والجيش النظامي اقتحم كل المدينة وفتش كل البيوت بيتاً بيتاً، ولا تزال عمليات الدهم مستمرة هذا الصباح». وأوضح أن الجيش السوري الحر «فضّل الانسحاب، والجميع يعلم أنه لا يستطيع مواجهة الجيش» وقوته.

وذكرت صحيفة «الوطن» السورية الصادرة أمس أن «وحدات الجيش وحفظ النظام والأمن أنهت عمليات تمشيط الأحياء الوسطى والشمالية من مدينة إدلب حيث تتركز أغلب المجموعات المسلحة فيها». ونقلت عن مصدر مسؤول أنه «ألقي القبض على عشرات المسلحين والمطلوبين خلال محاولتهم الهروب من المدينة متنكرين باللباس النسائي».

في ريف إدلب، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية أن «عمليات الجيش تتواصل بنحو واسع في مدن معرة مصرين وأريحا ومعرة النعمان وريفها الغربي، إضافة إلى عدد من قرى جبل الزاوية حيث تلاحق وحدات الجيش المجموعات المسلحة في المناطق الجبلية».

وفي السياق، أعلنت السلطات السورية أمس أنها ألقت القبض على مرتكبي «مجزرة كرم الزيتون» في حمص التي أودت بحياة نحو خمسين امرأة وطفلاً. وذكرت «سانا» أن «مجموعات إرهابية مسلحة» ارتكبت مجزرة في حي كرم اللوز في حمص أودت بحياة 15 شخصاً، بينهم امراة وأطفالها الأربعة.

وفي حلب، أفاد الناشط السوري والمحامي إبراهيم ملكي بأن نحو 500 محام شاركوا في اعتصام تضامني مع «المدن المنكوبة» و«من أجل حرية الشعب» في سوريا، في القصر العدلي في حلب، لكن فُضَّ بالقوة، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 37 شخصاً على الأقل قتلوا، بينهم سبعة منشقين، على أيدي قوات النظام السوري في حملة دهم واعتقالات تخللتها اشتباكات في مدينة درعا.

سياسيّاً، تواصلت تداعيات استقالة هيثم المالح وكمال اللبواني وكاترين التلي من المجلس الوطني السوري. وشن اللبواني هجوماً على رئيس المجلس برهان غليون، واصفاً إياه بأنه «مستفيد وغير ديموقراطي»، وعلى الإخوان المسلمين متهماً إياهم بأنهم يحاولون «احتكار التسليح والإغاثة» لتوسيع قاعدتهم الشعبية. ووصف اللبواني المجلس الوطني بأنه «وهم وكذبة افتراضية»، مشيراً إلى أنه سيبدأ «حملة دبلوماسية» قد تترافق مع تقديم مزيد من الاستقالات من المجلس «للضغط على المجتمع الدولي» لجمع كل أطياف المعارضة في مؤتمر يعقد بعد 15 يوماً في إسطنبول بإشراف عربي، مشدداً على وجوب انتخاب أمانة للمجلس الوطني من 25 عضواً لكي تشرف على تأليف حكومة منفى.

(سانا، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

المخابرات السورية تعتقل صحافيين تركيين

وكالة الأنباء الكويتية – كونا

 أنقرة: ذكر تقرير اخباري اليوم ان صحافيين تركيين دخلا سوريا منذ أسبوع وفقد أثرهما قد وقعا بقبضة جهاز المخابرات السورية قرب مدينة ادلب السورية حيث احتدمت الاشتباكات بين الجيش السوري والمنشقين عنه.

وقالت وكالة انباء اناضول التركية نقلا عن مصادر أمنية تركية ان الصحافيين ادم اوكوش وحميد جوشكن ألقي القبض عليهما في قرية الفوعة قرب ادلب على أيدي أنصار النظام السوري.

وأضافت الاناضول أن عناصر النظام السوري سلمت الصحافيين الى جهاز المخابرات السورية الذي نقلهما الى مكان غير معروف تحت حراسة الدبابات.

وبحسب الوكالة فان الصحافي جوشكن أصيب بجروح نتيجة التعذيب على أيدي العناصر الامنية السورية مؤكدة ان مصير الصحافيين غير معروف حاليا.

وكان الصحافيان دخلا سوريا قبل أسبوع لتغطية الاحداث قرب مدينة ادلب التي شهدت قتالا ضاريا بين القوات الحكومية وعناصر الجيش السوري الحر المؤلف من جنود منشقين.

رسائل أسرة الأسد: حياة بذخ وسط المجازر والدم

عبدالاله مجيد من لندن

فيما كان العالم يقف مذهولا إزاء اشد الفصول دموية في حملة النظام السوري لقمع المعارضة في حمص ، كان الرئيس بشار الأسد في دمشق يكتب رسالة الكترونية خاصة الى زوجته ، كما كشفت مراسلات الكترونية من الأسد وزوجته حصلت عليها صحيفة الغارديان.

كان ذلك في 5 شباط/فبراير 2012 ، وفي اليوم السابق عليه دكت مدفعية الأسد المدينة الثائرة بعنف لم تعرفه من قبل واسفر القصف عن مقتل مئات المدنيين وتفجير مستشفى ميداني مؤقت ، بحسب ناشطين في المعارضة.  وفي العاصمة تحدثت تقارير عن مقتل نحو 12 مشيعا شاركوا في جنازة بنيران قوات النظام.  وكان مجلس الأمن الدولي يبحث سبل التحرك ضد الدكتاتورية.

ولكن مراسلات الأسد الالكترونية مستخدما فيها اسم “سام”  كانت لا تمت بصلة الى حمام الدم في بلده أو المخاطر التي تهدد حكمه.  وفي رسالة غريبة من الرئيس السوري بعث الى زوجته كلمات اغنية من اغاني الريف الاميركي ورعاة البقر للفنان الاميركي بليك شيلتون ، مع تفريغ الملف الصوتي من آيتيونز.

ويبدو ان الرسالة المفعمة بكلمات الشفقة على الذات تجسد حياة الانكار المنغلقة التي يعيشها الأسد وأسرته والحلقة الضيقة لنظامه فيما تشتعل سوريا من حولهم.  إذ تقول كلمات الأغنية “أنا صداع متنقل / خربتُ حياتي / الشخص الذي أناه مؤخرا ليس مَنْ أُريد ان أكون.

وكانت الرسالة واحدة من رسائل كثيرة يقول ناشطون سوريون انها مستلة من البريد الالكتروني للرئيس السوري وزوجته اسماء ، وانها تكشف حياة البذخ التي يعيشها اركان نظامه والمجتمع المخملي لبطانته بمعزل عن المجزرة التي تُرتكب من حولهم.

ويبدو ان المراسلات الالكترونية تبين انفاق عشرات آلاف الدولارات في نوبات من التسوق على الانترنت لشراء اثاث صناعة يد من محلات تشيلسي الفاخرة في بريطانيا.  وأُنفقت عشرات آلاف الدولارات الأخرى على شراء مصوغات من الذهب ومجوهرات مرصعة بالأحجار الكريمة والثريات والستائر باهظة الثمن واللوحات لشحنها الى الشرق الأوسط.  وفي وقت تهتز سوريا من جنوبها الى شمالها بحملة البطش التي يواصلها الأسد ضد المعارضة فان همَّ حلقته الداخلية الضيقة هو سبل الحصول على نسخة من رواية “هاري بوتر والتجاويف المميتة” ، الجزء الثاني ، أو مجموعة جديدة من شوكولاته فوندو الجبن.

ومن المؤكد ان تثير تفاصيل هذه الحياة المترفة سخط مزيد من السوريين الذين يعانون أزمات مختلفة في المواد والخدمات الاساسية وغيرها من المصاعب.  وكان الغضب على ثروة الحكام وأسرهم وبذخهم سمة ثابتة في ثورات الربيع العربي التي اسقطت حكام تونس ومصر وليبيا.

وتكشف احدى الرسائل ان اسماء الأسد طلبت من قريبتها أمل في 19 تموز/يوليو أن توصي على مجوهرات يصنعها معمل صغير في باريس.  وطلبت اسماء اربع قلائد واحدة تركواز بماسات ذهبية صفراء وقلادة أخرى من حجر الكورنالين وثالثة من العقيق اليمني والعقد الرابع من احجار الجمشت الطبيعي بماسات ذهبية بيضاء وتصميم مماثل.  وأجابت أمل انها ستقدم الطلب في منتصف آب/اغسطس لتسلم القلائد بحلول منتصف ايلول/سبتمبر.  وفي 23 تموز/يوليو 2011 قالت اسماء ان لا ضير في التأخير واعترفت لقريبتها بأنها “أمية تماما حين يتعلق الأمر بالمجوهرات الفاخرة”.  وأنهت رسالتها الالكترونية بالأحرف aaa “وقبلات لكما الأثنين ، ولا تقلقوا فنحن بخير”.

ومن المصنوعات التي أُعجبت بها سيدة سوريا الأولى زهرية ثمنها 2650 جنيها استرلينيا.  وفي 17 حزيران/يونيو ارسلت التفاصيل الى وكيل أعمال العائلة في لندن سليمان معروف واضافت متسائلة ان كانت الزهرية متوفرة في مخازن هارودز لشرائها مشيرة الى وجود تخفيضات في هارودز وقتذاك.  وأجاب معروف بالنبأ السار قائلا انه ابتاع الزهرية بخصم 15 في المئة وسيكون التسليم في غضون 10 اسابيع.  وأكد موعد وصول مصباح  “ارماني” في ذلك اليوم طالبا اعلامه إن كانت سيدة سوريا الأولى تحتاج الى اشياء أخرى.

وتشير الرسائل الى امرأة منهمكة في التسوق ، ولكنها لا تفوت صفقة مربحة إذا كان هناك تخفيض.  وحرصت أسماء على استعادة ضريبة القيمة المضافة بعد شراء مصنوعات فاخرة شُحنت الى دمشق ، وشكت لفقدان ارسالية من مصابيح المائدة في الصين.  كما تتعلق احدى الرسائل الالكترونية بمصير طاولة أوصت عليها فوصلت بلوحين متماثلين بدلا من لوح لجهة اليمين وآخر لجهة اليسار.   وهناك اكثر من 50 رسالة الكترونية الى بريطانيا ومنها ، تتعلق كلها بالتسوق.

واثارت بعض مشتريات اسماء تعليقات مهذبة من صديقاتها.  ففي 3 شباط/فبراير 2012 كانت اسماء تتصفح الانترنت بحثا عن احذية فاخرة ، بحسب احدى الرسائل.  وكتبت الى صديقات تشاطرهن معلومات عن توفر أحذية جديدة بينها زوج مرصع بالكريستال ذو كعب علوه 16 سنتم بسعر 3795 جنيها استرلينيا.  وسألت أسماء “هل هناك ما يلفت الانظار ، فهذه القطع لا تُصنع للجمهور العام”.  وأجابت احدى الصديقات بلهجة جافة “لا اعتقد انها ستكون مفيدة في أي وقت قريب لسوء الحظ”.

واشد ما يثير السخط المناسبات التي كان أفراد أسرة الأسد يتسوقون أو يتبادلون النكات فيها على الانترنت مستخدمين في احيان كثيرة اسماء مستعارة فيما كان العالم يتابع اهوال العنف واراقة الدماء.  ويبدو ان المستشارة لميس عمر اعترفت بأن الأسد وزوجته يخاطران بالظهور وكأنهما غير مكترثين بما يجري ، وأرسلت الى الأسد رابطا الى مقال في مجلة بزنيزويك الاميركية يتحدث عن حياة الرئيس السوري “داخل شرنقة”.

وتوقِّع أسماء الأسد رسائلها الالكترونية عادة بالأحرف AAA في اشارة الى “أسماء الأسد” كما يُكتب الاسم الثنائي بالانكليزية ، أو عالية كيالي وهو اسم سكرتيرة الشركة التي يعتقد ناشطون ان أسماء كانت تختفي وراء هويتها.  والتوقيع باسم عالية هو السائد في المراسلات مع متاجر في باريس ولندن.

وفي تموز/يوليو أوصت “عالية” على شمعدانات وطاولات وثريات بقيمة 10 آلاف جنيه استرليني لشحنها من مصمم في باريس عن طريق شركة عامة في دبي.  وفي اوائل تشرين الثاني/نوفمبر ، فيما كانت الاحتجاجات مستمرة ، تلقى تاجر لوحات فنية في لندن رسالة تسأل عن توفر اعمال فنية سعر كل منها يتراوح بين 5000 و35 الف جنيه استرليني.  وفي اواخر كانون الثاني/يناير تسلمت “عالية” طاولتين توضعان جنب السرير من معمل في تشيلسي ولكنها اكتشفت ان خطأ حدث ، وشكت من وصول الأدراج بألوان مختلفة.

وفي بريطانيا قالت شركات تجهيز ان لا علم لها بأن المرأة التي تختفي وراء حساب “عالية” هي في الحقيقة سيدة سوريا الأولى.  فان توني كاربنتر الذي يملك شركة لصنع الأثاث حسب الطلب في جنوب انكلترا باع الى “عالية” طاولة فاخرة كلفت 6257 جنيها استرلينيا.  وقال كاربنتر لصحيفة الغارديان انها اعطته عنوانا في لندن وان الأثاث شُحن الى دبي.

ولم تكن قوائم التسوق دائما تتسم بالبذخ بل كانت تشير احيانا الى تأثير الأحداث على حياة الأسرة الحاكمة.  ففي 30 كانون الأول/ديسمبر حين كان المحتجون يتظاهرون في حلب وحماة ودمشق ودرعا ، أرسلت اسماء الأسد الى زوجها خيارات لاستعمال ملابس واقية من الرصاص على شكل سترة ، ورابطا الى الشركة المنتجة ـ “في آي بي ارمور”.

ودأب الأسد نفسه على إدامة سيل من رسائل المحبة الى زوجته مستخدما العناوين المموهة ليكشف في بعض الأحيان عن موقفه الحقيقي من الاصلاحات التي وعد بها البلاد في وقت سابق من العام الماضي.

ففي تموز/يوليو حين كتبت اسماء انها ستفرغ في الساعة الخامسة بعد الظهر أجاب زوجها الذي بدا مسرورا بالقول “ان هذا أحسن اصلاح يمكن ان يناله أي بلد ، أن تقولي لي أين ستكونين ، وسنعتمده بدلا من زبالة قوانين الأحزاب والانتخابات والاعلام”.

وكان الأسد يبحث احيانا عن أشرطة فيديو نالت اعجابه.  وفي احدى المناسبات ارسل اليها شريط فيديو من برنامج “اميركا لديها مواهب” يظهر فيه ساحر يستخدم خداع البصر بقطع شخص الى نصفين بمنشار ثم يعيده كما كان.

كما ترسم الرسائل صورة علاقة تحت ضغط شديد.  وقالت اسماء لزوجها في رسالة الى زوجها في اواخر كانون الأول/ديسمبر “إذا كنا أقوياء معا فاننا سنتغلب على هذا معا… أُحبك”.

وتكشف رسائل الأسد عن مخاوفه وظنونه الداخلية.  ففي 16 تشرين الأول/اكتوبر حين دعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الى تحرك دولي لتفادي اندلاع حرب أهلية شاملة في سوريا ، عمم الأسد من كومبيوتره اللوحي آيباد مقالة على قائمة من المتلقين الذي لم تُعرف هوياتهم.  وتذهب المقالة الى ان السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد مسؤول عن “تجنيد فرق موت عربية من وحدات تنتمي الى القاعدة في افغانستان والعراق واليمن والشيشان للقتال ضد الجيش السوري والشرطة السورية”.

وبعث الأسد بمقالة أخرى الى زوجته في 23 تموز/يوليو تصف روبرت مردوخ مالك امبراطورة نيوز كوربوريشن الاعلامية بأنه يهودي ومواطن اسرائيلي وشيطان.

وتسلط الرسائل الالكترونية ضوء على حلقة المستشارين الشباب المحيطين بالأسد ، وهم يتبادلون النكات والكليبات التلفزيونية والمقتطفات الصحفية عن الأزمة مع الرئيس على نحو منتظم ويخاطبونه بدون تكلف.  ويشير المستشارون الذين غالبيتهم من النساء الى الرئيس الأسد بلقب سيدي أو سيادة الرئيس ، وفي احدى المناسبات ، في رسالة لم يكن المقصود ان يراها ، ولكنها أُرسلت اليه ، سُمي “الأنيق”.

وتولت شهرزاد الجعفري ابنة السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري دور المستشار الاعلامي.  وتبين الرسائل الالكترونية انها أخذت على عاتقها تنظيم المقابلة التي اجرتها شكبة أي بي سي مع الأسد.  وفي مناسبة أخرى بعثت اليه بصورة فوتوغرافية يظهر فيها نيكولا ساركوزي واقفا على صندوق بجانب جورج بوش مع تعليق من كلمة واحدة: “مضحك”.

وتحدث المستشارة الأخرى هديل العلي في احدى الرسائل عن رد فعل مجموعة من الأصدقاء الذين تابعوا خطاب الرئيس في كانون الثاني/يناير ملخصة مشاعرهم ونظرتهم اليه وكأنه نجم من نجوم البوب:  “نحبه كثيرا!! ونحن فخورون به وبقوته وحكمته وسحره ، وبالطبع بجماله”.

اكثر من 9 الاف قتيل في سوريا غالبيتهم من المدنيين خلال سنة

أ. ف. ب.

بيروت: قتل اكثر من تسعة الاف شخص في سوريا غالبيتهم من المدنيين خلال سنة من انتفاضة شعبية تواجه بحملة قمع شديدة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا وكالة فرانس برس.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي “قتل 9113 شخصا، بينهم 6645 مدنيا و2468 عسكريا بينهم 471 منشقا”.

وقال عبد الرحمن “رغم القتل والقمع، الشعب السوري مستمر في ثورته”.

ودخلت الانتفاضة اليوم عامها الثاني متمسكة بمطلبها باسقاط النظام، في وقت تحمل السلطات مسؤولية كل اعمال العنف في البلاد ل”مجموعات ارهابية مسلحة” مدعومة من الخارج.

ونزح اكثر من ثلاثين الف شخص الى دول مجاورة لسوريا خلال السنة الفائتة، بحسب الامم المتحدة، فيما نزح حوالى مئتي الف شخص الى داخل سوريا.

ومنذ اشهر، بدا الطابع العسكري يطغى على التظاهرات السلمية مع اشتداد القمع، واتساع حجم الاشتباكات بين القوات النظامية والمنشقين بالالاف من المؤسسة العسكرية.

العثور على 23 جثة في شمال غرب سوريا عليها آثار تعذيب

افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس انه تم العثور على 23 جثة بالقرب من مدينة ادلب في شمال غرب سوريا، عليها اثار “تعذيب شديد”.

وقال المرصد في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه “عثر صباح الخميس على 23 جثة قرب مزرعة وادي خالد غربي مدينة ادلب تم التعرف على 19 منها حتى اللحظة وظهرت عليها اثار التعذيب الشديد”.

واشار الى ان “الجثث كانت معصوبة الاعين ومقيدة اليدين وقد تم قتلهم جميعا بعيارات نارية”.

وسقط خمسة قتلى الخميس في اعمال عنف في محافظة ادلب التي شهدت عمليات عسكرية مكثفة خلال الايام الماضية قتل فيها العشرات.

فقد قتل ثلاثة مواطنين في معرة حرمة وخان شيخون اثر اطلاق رصاص من القوات السورية، بحسب المرصد الذي كان اشار صباحا الى مقتل مواطنين “اثر اصابتهما باطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية في بساتين مجاورة لبلدة كفرنبل” الواقعة في ريف ادلب.

ويسيطر الجيش السوري سيطرة كاملة منذ مساء الثلاثاء على مدينة ادلب، بعد هجوم استغرق اربعة ايام ودفع الجيش السوري الحر الى الانسحاب، بحسب ما افاد ناشطون في المدينة وكالة فرانس برس الاربعاء.

وجاءت السيطرة على ادلب بعد اسبوعين من دخول حي بابا عمرو في مدينة حمص (وسط) الذي تعرض قبل الاقتحام لحملة قصف عنيفة على مدى اربعة اسابيع تقريبا من قوات النظام.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان “الجهات المختصة اشتبكت الاربعاء مع فلول من المجموعات الارهابية المسلحة في احراج وكهوف البارة في جبل الزاوية (محافظة ادلب) ما أدى الى مقتل واصابة عدد من الارهابيين ومصادرة أسلحتهم”.

كما افادت صحيفة “الوطن” المقربة من السلطة الخميس ان وحدات الجيش وحفظ النظام “أنهت عمليات التفتيش والبحث عن المطلوبين في أحياء مدينة إدلب وخاصة الشمالية والشمالية الشرقية، حيث تركزت المجموعات المسلحة قبل انسحاب معظمها من هذه الأحياء”.

واضافت “كما تمكنت وحدات الجيش من السيطرة على عدد من المدن والقرى في مناطق إدلب وأريحا وجبل الزاوية وتمكنت من قتل وإلقاء القبض على العشرات من المسلحين والمطلوبين وذلك بعد شهور من الملاحقة والاشتباكات المسلحة”.

في ريف دير الزور (شرق) قال المرصد “ان اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي السوري ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة مو حسن تستخدم خلالها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف”.

واشار المرصد الى ان ذلك حدث “اثر مهاجمة المجموعات المنشقة لمراكز الجيش النظامي في المدينة”.

وياتي ذلك في الذكرى السنوية لقيام الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة ضد النظام السوري والتي اسفر قمعها عن مقتل اكثر من 8500 شخصا اغلبهم من المدنيين بحسب المرصد السوري.

منع “قافلة الحرية” من دخول سوريا

توقفت “قافلة الحرية” التي نظمها ناشطون سوريون الخميس على مشارف مدينة كيليس الحدودية مع سوريا بعد منعها من دخول سوريا كما افاد مراسل لفرانس برس.

وكانت هذه القافلة التي تضم مئاتا من الاشخاص معظمهم سوريون يعيشون في الخارج انطلقت صباح اليوم من مدينة غازي عنتاب التركية (جنوب شرق) باتجاه الحدود السورية.

وكان الهدف الاساسي لهذه القافلة تقديم المساعدة الانسانية للشعب السوري. لكن وكما حدث مع محاولة اولى انطلقت ايضا من غازي عنتاب لم تتمكن القافلة من الاقتراب من المركز الحدودي السوري.

وقام رجال شرطة اتراك بمواكبة الوفد المنظم للقافلة في سيارتين حتى المركز الجمركي السوري على مخرج كيليس حيث ابلغوا بمنعهم من دخول سوريا كما قال احد المنظمين.

وكانت القافلة المكونة من ثلاث حافلات ونحو ثلاثين سيارة مزينة بالاعلام ومكبرات الصوت قد انطلقت صباح اليوم من مطار غازي عنتاب قبل ان تاخذ طريقها الى كيليس التي تبعد 60 كلم جنوبا.

وقال سكيف ان “هدفنا هو الضغط بطريقتنا على الحكومة السورية حتى ترفع الحظر الذي تفرضه وتوقف المذابح التي ترتكبها ضد شعبها”.

واوضح ان هذه الحركة التي ولدت مطلع هذا العام على الانترنت نابعة من رغبة شبان سوريين في الخارج “القيام بشيء من اجل الشعب السوري”.

وقد اشترى المشاركون بشكل فردي التبرعات العينية والمادية التي حملوها في ثلاث شاحنات صغيرة وتتضمن خيما واغذية ومشروبات ومراحيض.

واضاف سكيف المقيم في الدوحة “كما فعلنا في كانون الثاني/يناير الماضي سنقدم هذه التبرعات للاجئين السوريين المقيمين في مخيمات في تركيا”.

قالت الولايات المتحدة الخميس ان عددا من خبرائها سينضمون الى المهمة الانسانية التي تقودها الحكومة السورية في عدد من المدن التي تشهد احتجاجات، ابتداء من عطلة نهاية الاسبوع.

وصرحت فاليري اموس مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ان عددا من موظفي الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي سيشاركون في المهمة التي ستقوم بزيارات الى حمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ومناطق ريف دمشق ودرعا.

الا ان اموس اكدت انه “من المهم وبصورة متزايدة ان يتم السماح للمنظمات الانسانية بالدخول دون اعاقة لتحديد الاحتياجات الملحة وتقديم الرعاية الطارئة والامدادات الاساسية. لا مجال لاضاعة الوقت”.

واضافت في بيان “اكرر دعوتي للحكومة السورية بان تسمح للمنظمات الانسانية بالدخول دون اعاقة حتى يمكنها مساعدة الناس المحتاجين بطريقة محايدة وغير متحيزة”.

وكانت اموس التقت الاسبوع الماضي بمسؤولين سوريين في دمشق وقالت في وقت لاحق ان الحكومة السورية وافقت على القيام بمهمة تقييم مشتركة في سوريا التي تشهد اضطرابات دامية منذ اكثر من عام.

وصرحت اموس “الاسبوع الماضي قالت الحكومة السورية انها بحاجة الى مزيد من الوقت لدراسة اقتراحاتنا”.

واضافت ان “السلطات السورية ابلغتني الان ان مهمة تقودها الحكومة ستزور محافظات حمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ومناطق ريف دمشق ودرعا ابتداء من عطلة نهاية الاسبوع”.

واضافت ان موظفين من الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي “سيرافقون المهمة ويغتنمون الفرصة لجمع المعلومات عن الوضع الانساني بشكل عام ومراقبة الظروف في مختلف البلدات والمدن بانفسهم”.

الثوار محبطون بعد سيطرة القوات الحكومية على معاقل المعارضة

العقبة الرئيسية أمام الجيش السوري الحر هو النقص في السلاح

لميس فرحات من بيروت

تعرضت المعارضة السورية الرئيسية في المنفى إلى تصدّع خطير يوم الاربعاء، بعد استقالة أعضاء بارزين من مناصبهم، واصفين المجلس الوطني السوري بـ “الاستبدادي” الذي تهيمن عليه جماعة الاخوان المسلمين، ويعجز عن مساعدة الثوار ضد الحملة العنيفة التي تشنها القوات الحكومية.

تمكنت القوات الحكومية في سوريا من السيطرة بشكل شبه كامل على مدينتي حمص وإدلب، الأمر الذي غذى الإحباط الذي يشعر به المعارضون تجاه المجلس الوطني السوري لعجزه عن دعم الثوار واتخاذ خطوات حاسمة.

في هذا السياق، نقلت صحيفة الـ “نيويورك تايمز” عن كمال اللبواني، أحد الناشطين الذي استقال من المجلس، وهو سجين سابق أفرج عنه من السجون السورية في العام الماضي، بعد أن قضى ستة أعوام من أصل 12 خاف القضبان، قوله ان سيطرة الحكومة على معاقل المعارضة أحبطت الثوار وجعلتهم ييأسون من قدرة المجلس الوطني على تحقيق أي إنجاز.

وقال نشطاء إن مئات الاشخاص قتلوا في حمص وحدها، ولم يكن باستطاعة الثوار حمايتهم لأنهم لا يملكون الأسلحة،  ويتفوق الجيش النظامي عليهم عدة وعديداً.

“ما حدث في حمص هو خيانة”، قال لبواني للصحيفة، مضيفاً: “هناك شعور بعدم المسؤولية من جانب المجلس، لأنه يعرض المجتمع السوري للإنقسام من خلال عدم إنشاء قيادة عسكرية موحدة للثوار تحت سيطرته، وترك الميليشيات الفردية تبحث عن مصادر خاصة بها للحصول على الدعم. واتهم لبواني أعضاء جماعة الإخوان المسلمين داخل المجموعة بـ “احتكار التمويل والدعم العسكري”.

واعتبرت الـ “نيويورك تايمز” ان المجلس الوطني السوري الذي يتألف من 270 عضواً “ابتلي بالخلافات الداخلية”، لكن عضو اللجنة التنفيذية في المجموعة، سمير نشار قلل من أهمية هذه الاحتكاكات، مشيراً إلى أن  الأعضاء لم لم يقدموا استقالات رسمية وأنهم يشعرون ببعض الإحباط على خلفية استبعادهم من لقاء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة، كوفي عنان.

لكن هذه المرة، يشمل الأعضاء المغادرين بعض الشخصيات المعروفة والتي تتمتع بمصداقية عميقة بين السوريين داخل البلاد وخارجها على حد سواء، بما في ذلك كمال لبواني وهيثم المالح، وهو عضو اللجنة التنفيذية، ومحام في الثمانينات من العمر  الذي سجن لسنوات طويلة بعد الدفاع عن المعارضين السوريين، بمن فيهم أعضاء جماعة الاخوان المسلمين.

ونقلت الصحيفة تصريح للمالح عبّر فيه عن استيائه من المجلس، وقوله انه استقال من منصبه بسبب الفوضى داخل المجموعة والشك حول ما يمكنها تحقيقه، مضيفاً “نحن لم نحقق أي انجاز يذكر في العمل لتسليح الثوار”.

واتخذ المجلس الوطني السوري يوم الثلاثاء خطوات لضم الجيش السوري الحر تحت مظلته. لكن لبواني قال ان المعارضين المنفيين لا يملكون علاقات وثيقة مع المقاتلين في الداخل، مشيراً إلى أن “الجيش السوري الحر هو الناس الذين يقاتلون في سوريا”.

ووصف لبواني رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون، بـ “المستبد الذي يتخذ القرارات بإسمنا من دون مناقشتنا”. وقال انه لطالما شدد على أهمية تسليح الثوار تحت قيادة واحدة، يسيطر فيها المجلس على الشؤون المالية، لكن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين اعترضوا على هذا الإقتراح.

وأضاف: “تسليح المارضة بشكل فردي سوف يؤدي إلى كارثة، لا سيما إذا تحولت الثورة إلى حرب ميليشيات”. إضافة إلى لبواني والمالح، أعلن وليد البني وكاثرين التلي استقالتهما من المجلس الوطني، معتبرين ان “جماعة الاخوان المسلمين سيطرت على المجلس كله، ونحن تحولنا إلى إضافات”.

من جهتها، اعتبرت صحيفة الـ “واشنطن بوست” ان الهزائم التي منيت بها قوات المعارضة، سلطت الضوء على افتقارها إلى الأسلحة والأموال التي تحتاجها لإعادة تجميع صفوفها. اثنتان من الهزائم الكبيرة على يد قوات الحكومة السورية، أثبتت محدودية قدرات الثوار: نقص في الأموال، نفاذ الأسلحة، ومواجهة قوات عسكرية شديدة الولاء، والتي ستقاتل حتى الموت.

وتعتبر الصحيفة أن إصرار الثوار على أن مسعاهم للإطاحة بالرئيس بشار الاسد لا يزال قوياً وثابتا، مشيرة إلى أن العقبة الرئيسية أمام الجيش السوري الحر هو النقص في السلاح. “أرسلوا لنا المال، نحن يائسون. أرسلوا لنا أسلحة”، قال أحمد قاسم، الذي يقوم بتنسيق العمليات العسكرية للجيش السوري الحر، في حديث مع وكالة اسوشيتد برس.

وأضاف “اننا لسنا في حاجة إلى مقاتلين. لدينا فائض من الرجال الذين يستطيعون القتال، لكننا في حاجة إلى الأسلحة لحماية أرضنا وشرفنا”. في العام الماضي، استولى الثوار على مساحة صغيرة من الأراضي السورية لفترة وجيزة، وكان آخرها حي بابا عمرو في حمص ومدينة ادلب شمال سوريا.

وبعد ما يقرب من أربعة أسابيع من القصف الوحشي، قاسي، استعادت القوات الحكومية بابا عمرو في 1 آذار/مارس في أعقاب هجوم أسفر عن مقتل المئات من الناس وحول الحي الى رمز للانتفاضة. الوضع الإنساني في بابا عمرو، وهو جزء من ثالث أكبر مدينة في سوريا، لا يزال كارثياً بالنسبة للمدنيين.

وبعد سيطرتها على بابا عمرو، وجهت القوات الحكومية بنادقها نحو ادلب، آخر معقل للمعارضة، وتمكنت من السيطرة على المدينة في عملية استمرت ثلاثة أيام – أقصر بكثير من معركة بابا عمرو، لكن بالدموية ذاتها.

ونقلت الصحيفة عن منيف الزعيم، المتحدث بإسم الجيش السوري الحر، قوله: لو كان لدينا ملاذاً آمناً لمزاولة أعمالنا من داخل سوريا، لكنا انتصرنا في المعركة ضد بشار منذ زمن طويل”. واستنزفت الهزائم بعضاً من زخم الثزار، لكن المقاتلين يقولون انهم يستخدمون هذه الفرصة لإعادة تنظيم صفوفهم.

وقال فايز عمرو، عضو في الجيش السوري الحر: “اانا لا نشعر بالهزيمة على الإطلاق”، لكنه وجه انتقادات قاسية إلى المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن “أشد الاستنكارات بحق الأسد لن تساعد أولئك الذين يواجهون الدبابات”، مطالباً بتزويد الثوار السوريين بالأسلحة.

“أتساءل عن هذا المجتمع الدولي، الذي لم يقدم للشعب السوري بندقية واحدة”، يقول بمرارة، مضيفاً: “عليهم أن يشعروا بالخجل”. وأشارت الصحيفة إلى أن تدفق الأسلحة إلى سوريا قد يؤدي إلى تحويل النزاع، مشيرة إلى أن المملكة العربية السعودية وقطر تناقشان احتمال إرسال المساعدات العسكرية للمقاتلين السوريين، لكن الولايات المتحدة وغيرها لم توجه دعوات لتسليح الثوار، خوفاً من أن يخلق ذلك معركة طويلة الأمد وأكثر دموية.

ولدى سوريا شبكة معقدة من الولاءات في المنطقة التي تمتد إلى إيران وحزب الله اللبناني، مما يثير مخاوف من أعمال عنف أوسع نطاقاً. وفي الأشهر الأخيرة، قال عشرات من أعضاء الجيش السوري الحر أن السلاح يأتيهم من العراق ولبنان، وكذلك من المنشقين عن الجيش الذي حافظوا على أسلحتهم عندما هربوا.

وقال أحد الثوار من مركزه في تركيا ان الأسلحة تأتي بمعظمها من العراق، لكن نوعيتها سيئة وأسعارها مرتفعة. وفي الوقت الذي يكافح فيه الثوار من أجل الحصول على الأسلحة، تستمر دمشق بتلقي امدادات عسكرية منتظمة من روسيا.

وفي وقت سابق من هذا الاسبوع، قالت روسيا انها ستلتزم بالعقود القائمة لتسليم الأسلحة الى سوريا على الرغم من حملة الأسد. ودافع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن هذا الموقف يوم الاربعاء، قائلاً ان موسكو تقدم السلاح لسوريا لدرء التهديدات الخارجية”.

وحتى الآن، لا يشكل الجيش السوري الحر خطراً حقيقيا على الجيش النظامي المحترف والصارم. لكن متحدصاً بإسم المجموعة أكد على إصرار الثوار على مواصلة الكفاح. وقال “نحن نخطط لنصب الكمائن، والتي ستكون مؤلمة لجيش بشار الأسد وحلفائه”. وأضاف “اننا نعد بشار أن ذلك سيكون مؤلماً”.

بعد أن تم مؤخراً إغلاق البوابات الحدودية الفاصلة بين البلدين

الصراع يعزل السوريات المتزوجات في تركيا عن ذويهن

أشرف أبو جلالة

فقدت الكثير من النساء السوريات المتزوجات في تركيا القدرة على التواصل مع ذويهن في سوريا بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد وإغلاق الحدود بين تركيا وسوريا.

جاءت الأحداث بالغة الصعوبة التي تعيشها سوريا منذ قرابة العام، مع تواصل الانتفاضة الشعبية المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد، لتلقي بظلالها على الجوانب الأسرية، بعدما فقدت كثير من السيدات المتزوجات في تركيا قدرتهن على التواصل مع ذويهن.

وهي الأجواء التي أبرزتها اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية بسردها قصة تلك السيدة التي تدعي ساهناز ايتي، 36 عاماً، والتي تعيش برفقة زوجها وأبنائه وأحفاده البالغ عددهم 22، في قرية يوكاريينيكوي التركية عبر الحدود الملغومة مع سوريا، وحيث تقع بلدتها التي نشأت وتربت فيها “عامودا” على بعد خمسة كيلومترات فقط.

ونقلت عنها قولها باللغة الكردية :” أفتقد أمي وأبي وكل أقربائي الموجودين هناك، وأشعر بالقلق عليهم. وأنا على تواصل معهم لأني أعطيتهم خط هاتف محمول تركيا العام الماضي، قبل أن يتم إغلاق الحدود. ولهذا أنا أعلم أن الأمور صعبة عليهم، بسبب النواقص، لكني غير قادرة على الوصول إليهم بسبب الألغام الأرضية”.

وتابعت الصحيفة بلفتها إلى أن الامتداد الشرقي للحدود بين سوريا وتركيا، وبعد أن ملأه الجيش التركي بالألغام خلال خمسينات القرن الماضي، مازال مكتظاً بأكثر من 600 ألف لغم مضاد للأفراد في قطعة من الأرض يقدر طولها بـ 700 كيلو متر وعرضها بنحو 300 متر، محاطة بأسلاك شائكة صدئة وتتناثر بها القمامة التي تحملها الرياح.

وقبل ثلاثة أشهر، حين أقدمت سوريا على إغلاق بوابات أكاكالي ونصيبين الحدوديتين اللتين تربطان المناطق الكردية بكلا الدولتين، كانت تقوم ايتي بزيارة أسرتها في سوريا في كثير من الأحيان. وأوضحت الصحيفة أن ايتي وافقت على الزواج خارج حدود بلدها، نظراً للسهولة التي كانت تجدها آنذاك في الوصول إلى عائلتها.

وأضافت الصحيفة أن ايتي واحدة من آلاف السيدات الكرديات من شمال شرق سوريا اللواتي عبرن الحدود كزوجات مع رجال أكراد في تركيا، غالباً باعتبارهن الزوجة الثانية أو الثالثة، لمدة عامين حين يتم فتح المعابر الحدودية المحلية، وتم رفع القيود التي كانت تفرض على التأشيرات، فضلاً عن انخفاض تكاليف الارتباط بعروس بين الأكراد على الجانب السوري مقارنةً بالتكاليف في المنطقة الكردية في تركيا.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن أقرب معبر حدودي الآن هو ذلك الذي يقع في كيليس، على بعد 450 كيلو مترا من الغرب، بالقرب من مدينة حلب. وهو ما جعل مسافة السفر التي يمكن قطعها من أجل الوصول إلى عامودا تقدر بحوالى 1000 كيلو متر في كل اتجاه – وهي الرحلة التي تكون محفوفة بالنفقات والأخطار. وقد قطعتها ايتي مرة واحدة فحسب، لحضور مراسم دفن شقيقها، وقطعت عهدا على نفسها بألا تكررها مرة أخرى، بعد مشاهدة أعمال قتال على الطريق من حلب إلى الحسكة.

وأوردت عنها الصحيفة في هذا الصدد قولها :” المنطقة هناك منطقة حرب. وهذه ليست حربنا ونحن لن ننضم إليها، لكننا وباعتبارنا أقلية معرضون لأن يتم سحقنا بين الجانبين”.

ومضت النيويورك تايمز تقول إن تحسن العلاقات الذي لم يدم طويلاً بين سوريا وتركيا أدى لإحياء الروابط الأسرية وإعادة جمع شمل العشائر في المنطقة الكردية، التي مزقت على مدار عقود عن طريق حدود وُضِعَت عام 1923، وجرى تعديلها عام 1938، وبات لا يمكن اختراقها تقريباً بفضل الألغام الأرضية بدءًا من عام 1956 فصاعداً.

وفي مقابلة أجريت معها الأسبوع الماضي من مكتبها، قالت أييسي غوكان، عمدة نصيبين :” لقد أغلقوا البوابة دون تحذير مسبق. وهي الخطوة التي جاءت بمثابة المفاجأة، حيث تقطعت السبل بالمئات من المسافرين نهاراً عند الجانب التركي دون وجود وسائل تعيدهم لمنازلهم عبر كيليس، بعد زيارة طبيب أو القيام بمهمة تسوق في تركيا”.

وأضافت غوكان أن الإغلاق أضرت بشدة بنصيبين، الذي يقدر معدل البطالة فيها بنسبة 85 %، وتحصل على قدر ضئيل من الدخل من النشاط التجاري المتواضع عبر الحدود.

خلية من الناشطين تابعت الحياة الخاصة للعائلة ومحاولات تفادي الهاوية

هكذا تمكنت المعارضة من اختراق بريد الأسد وزوجته

عبدالاله مجيد

الكشف عن رسائل إلكترونيّة سرية تتضمن عرضًا قطريًا باللجوء:

بشار وأسماء الأسد يتلقيان تعليمات إيرانيّة لكيفية قمع الاحتجاجات

على امتداد تسعة أشهر تابعت خلية من الناشطين الحياة الخاصة لعائلة سوريا الأولى ومحاولاتها تفادي الهاوية التي ينزلق اليها البلد. ووجدت تفاصيل الرسائل الالكترونية طريقها الى اثنين من المهنيين السوريين اللذين عقدا العزم على عمل ما بوسعهما للمساهمة في انهاء عقود من الاستبداد.

لندن: قال ناشطون سوريون إن موظفًا شابًا في دمشق سلَّم بيد مرتجفة في آواخر آذار/مارس العام الماضي قصاصة من الورق إلى أحد الأصدقاء. وكتُب عليها أربع شفرات بخط اليد، طُلب من الصديق إيصالها الى مجموعة صغيرة من المغتربين السوريين، وهم سيعرفون ما يفعلون بها.

 وكانت الورقة تحوي عنوانين إلكترونيين هما sam@alshahba.comوak@alshahba.com يُعتقد أنهما الأسم المستخدم في البريد الالكتروني لكل من الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته أسماء، مع كلمتي مرورهما.

وعلى امتداد الأشهر التسعة التالية، كانت خلية من الناشطين تتابع الحياة الخاصة لعائلة سوريا الأولى ومحاولاتها تفادي الهاوية التي ينزلق اليها البلد.

وفي حزيران/يونيو، بعد ثلاثة أشهر على الموعد الذي كان في ذهن الناشط المدسوس، وجدت تفاصيل الرسائل الالكترونية طريقها الى اثنين من المهنيين السوريين في منطقة الخليج انضما مؤخراً الى حركة المعارضة في الخارج بعدما أمضيا الشطر الأكبر من حياتهما معارضَين صامتين للنظام السوري.

وخرج الناشطان المغتربان عن صمتهما بتشجيع الانتفاضة التي بدأت في مدينة درعا جنوب سوريا في 15 آذار/مارس، ومعهما مئات الآلاف في دولة الأسد الشمولية. وعقد الاثنان العزم على عمل ما بوسعهما للمساهمة في انهاء عقود من الاستبداد.

 ونقلت صحيفة الغارديان عن أحد الناشطين أن هوية اصحاب العناوين الالكترونية كانت واضحة. “انهما الرئيس وزوجته ولم يكن هناك شك في ذلك”. ويتابع الناشطان “أن حركة الرسائل الالكترونية بدأت بطيئة، رصدنا رسالة أو رسالتين في اليوم الى كل حساب”. فالأسد، كما هو متوقع، كان مشغولاً بشؤون الدولة، وزوجته مشغولة بحياة العائلة، والتسوق.

وفي نهاية الصيف تسارعت حركة البريد الالكتروني بصورة ملحوظة، وتزامن ذلك مع تصاعد العنف في اعقاب شهر رمضان، الذي صادف حلوله في آب/اغسطس.

ومع اقتراب عام 2011 من نهايته، ازداد الوضع تفاقماً في مناطق عديدة من سوريا. وبحلول الخريف جمع الأسد فريقاً من المستشارين لمساعدته في التعامل مع الاعلام الدولي وإعطائه تقييمات صريحة بشأن مواضيع حساسة، منها الحركة المسلحة التي سيطرت على حمص، وآراء حليفي سوريا، ايران وحزب الله.

وكانت على رأس المستشارين الاعلاميين شهرزاد الجعفري، ابنة السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري، وهديل العلي، وهي شابة سورية تدرس في جامعة أميركية.

وركبت شهرزاد وهديل طائرة الى دمشق لتقديم استشارتهما الى الرئيس شخصياً. وأكدت المستشارتان رصيدهما من الاتصالات في الولايات المتحدة بنقل تفاصيل احاديث أجرتها كل منهما مع مسؤولين في صحيفة نيويورك تايمز وشبكتي ان بي سي واي بي سي، التي كلها أبدت رغبة في مقابلة الرئيس السوري.

واصبحت المرأتان عنوانين ثابتين في مراسلات اسماء الأسد، وكانتا تستخدمان العنوانين الالكترونيين اللذين تتواصلان بهما مع الصحافيين والمحررين. وقام الناشطان السوريان بتكثيف جهودهما مع تصاعد حملة البطش لمراقبة الحسابين على مدار الساعة من غرفة المعيشة في مكان اقامتهما.

وكان البريد خفيفاً في بعض الأيام، ولكن حماسة الناشطين ظلت متقدة على أمل وصول رسائل فيها من المعلومات ما يمكن استخدامه في الميدان، أو أكثر من ذلك مساعدة المعارضة على إسقاط أشد الأنظمة انغلاقاً في الشرق الأوسط.

وسرعان ما لاحظ الناشطان ظهور اختلافات في طريقة الأسد وزوجته في استخدام بريدهما الالكتروني. ونقلت صحيفة الغارديان عن أحد الناشطين أنهما وجدا من الضروري أن يكونا سريعين في اقتناص مراسلات بشار لأنه كان يمحو غالبية المراسلات فور وصولها الى بريده في حين أن زوجته لم تكن تفعل ذلك. لذا كان على الناشطين أن يتلقفا الرسائل فور تحولها من باب “غير مقروءة” الى باب “مقروءة”.

ويبين محو المراسلات الالكترونية فور وصولها درجة الوعي بالأمن الالكتروني، كما يؤكد هذا الوعي الأمني الحقيقة الماثلة في أن الأسد لم يذيّل أي رسائل إلكترونية يبعث بها باسمه أو الأحرف الأولى من اسمه. ولكن العديد من الرسائل الواردة على بريده الالكتروني كانت موجهة اليه بصفته رئيساً وتتضمن تفاصيل خاصة ونقاشات ليست معروفة خارج الحلقة الضيقة لأركان النظام.

وقال الناشط: “كنا نراقب كل شيء عن كثب”. وعندما أُبلغ الأسد بوجود صحافيين أجانب في حمص كان بمقدور الناشطين لفت انتباه المعارضين في المدينة الى ذلك.

وبحلول منتصف كانون الأول/ديسمبر أصبحت الرسائل الواردة على عنوان الأسد الالكتروني مثيرة بصورة متزايدة. وكانت هناك رؤوس أقلام لخطاب من المقرر أن يلقيه بشأن الانتخابات، وايجازات يومية لأقوال الصحافة العالمية ومدائح من أعوان وثرثرة دائمة من مستشاريه الاعلاميين. ولكن المعلومة التي كان الناشطان ينتظرانها بفارغ الصبر ظلت بعيدة المنال. وقال أحد الناشطين أن الخبر المنشود لم يأتِ “ولكن حجم الأدلة كان قوياً رغم ذلك”.

في كانون الثاني/يناير جاءت تسريبات منظمة انونيموس المختصة باختراق الانترنت. إذ دخلت مجموعة من القراصنة الالكترونيين موقع وزارة الشؤون الاجتماعية السورية وتصفحت أكثر من 80 عنواناً بريدياً الكترونياً محفوظة في خادم الوزارة.

وأغلب الظن أن هذا التسريب أوصل عنواني الأسد وزوجته أسماء، والاسمين اللذين يستخدمانهما في مراسلاتهما الالكترونية الى مجموعة أوسع من الدائرة الصغيرة، إلى الناشطين الذين كانوا يراقبون حركة بريدهما. وتمكن أحد ما يبحث في بريد الوزارة من التوثيق على نحو بأن أحد الحسابين يعود الى الرئيس الأسد.

وفي 7 شباط/فبراير وُجهت رسالة تهديد إلكترونية بالعربية الى عنوان الأسد الالكتروني. وفي اليوم نفسه توقفت الحركة على حسابه، كما توقفت القدرة الاستثنائية على مراقبة ما يجري في الزمن الحقيقي داخل الحلقة الأضيق للنظام السوري. وقال الناشط: “إننا الآن لا نريد سوى كشف النظام على حقيقته للعالم. ولا نريد إلا رحيله”.

الكشف عن رسائل إلكترونيّة سرية تتضمن عرضًا قطريًا باللجوء

بشار وأسماء الأسد يتلقيان تعليمات إيرانيّة لكيفية قمع الاحتجاجات

أ. ف. ب.

نشرت تقارير صحافية رسائل الكترونية موجهة الى الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء  من جهات مختلفة من بينها ايران وقطر، وفيها تلقن طهران الرئيس كيفية قمع الاحتجاجات القائمة في بلاده، في حين تقدم له الدوحة عرضاً باللجوء.

لندن: نشرت صحيفة الغارديان البريطانية الاربعاء رسائل الكترونية قالت إن الرئيس السوري بشار الاسد ارسلها أو تلقاها ثم رصدها معارضون ويفترض بموجبها أن الرئيس السوري “يتلقى النصائح من ايران” لجهة قمع حركة الاحتجاج في بلاده.

وأقرت الصحيفة على موقعها الالكتروني “بأنه يستحيل أن نستبعد تماماً امكانية الخطأ” بين هذه الرسائل وعددها ثلاثة آلاف، لكنها أوضحت انها عمدت الى عمليات تحقق تدفعها الى أن تصدق صحتها.

وحسب الغارديان، فإن هذه الرسائل الالكترونية أرسلها أو تلقاها الرئيس السوري بشار الاسد وزوجته أسماء بين نهاية اذار (مارس) 2011 وشباط (فبراير) 2012 قبل أن تقع بين أيدي “مصدر في المعارضة السورية”.

وأشارت الصحيفة الى أن هذه الرسائل الالكترونية تدل على أن الرئيس السوري تلقى نصائح من قبل ايران أو من اشخاص على علاقة مع هذا البلد، وهي تشير الى عرض باللجوء قدمته قطر إلى الرئيس وزوجته، كما تظهر هذه الرسائل نمط حياة الترف التي يعيشها الاسد.

وفي احدى هذه الرسائل التي ترجمت الى الانكليزية، قدم رجل يعتبر بمثابة مستشار اعلامي لبشار الاسد، توصيات الى الرئيس قبل خطابه الذي ألقاه في كانون الاول (ديسمبر)، الواضح أن مستشاري الرئيس الاسد يستندون الى “مشاورات مع عدد كبير من الاشخاص” خصوصاً مع “المستشار السياسي للسفير الايراني”.

وتنصح الرسالة الرئيس بأن يستخدم “لغة قوية وعنيفة”، وأن يظهر أنه يقدّر الدعم الذي تقدمه “الدول الصديقة”، واعتبرت أنه يتعين على النظام أن “يقدم المزيد من المعلومات المتعلقة بقدراته العسكرية” لإحباط المعارضين.

وحضت رسالة ثانية، يفترض أنها من خالد الاحمد الذي قدم على أنه مستشار بشار الاسد خلال العمليات التي نُفذت في مدينتي حمص وادلب، الرئيس على “تعزيز سياسته الامنية لفرض سيطرة وسلطة الدولة”.

وحذّر مستشار الرئيس السوري ايضاً من وجود صحافيين أوروبيين ” دخلوا الى المنطقة باجتيازهم الحدود اللبنانية بطريقة غير شرعية”. وتشير رسالة أخرى، قدمت على أنها مرسلة من مياسة آل ثاني، ابنة امير قطر، الى عرض باللجوء قدمته قطر الى الرئيس السوري وزوجته.

وجاء في الرسالة التي يفترض أنها مرسلة الى اسماء الاسد: “أعتقد بصدق أنه حان الوقت المناسب للذهاب والبدء بحياة طبيعية جديدة. أنا متأكدة أن لديكم الكثير من الاماكن التي يمكنكم الذهاب اليها خصوصاً الدوحة”. وأظهرت رسائل أخرى نمط حياة الترف التي يعيشها الرئيس السوري وزوجته، وأظهر بعضها الذوق الموسيقي لدى بشار الاسد الذي يسجل من خلال آي تيونز اغاني غربية.

8500 شخص غالبيتهم من المدنيين قتلوا في أعمال العنف منذ بدء الاحداث

الثورة السورية بعد عام: احتجاجات لا تقبل سوى بإسقاط النظام

وكالات

في 15 آذار (مارس) العام الماضي خرج عشرات السوريين في تظاهرة محدودة في دمشق وهم يهتفون “الشعب السوري ما بينذل”. وبعد ذلك بأيام أضرم محتجون النار في مقر حزب البعث الحاكم في درعا، وانطلقت بعد ذلك احتجاجات عارمة تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، الذي رد بحملة قمع أمنية قاسية.

دمشق: أدت مظاهرة عفوية في حي الحريقة في دمشق إلى استنفار كامل في أجهزة الأمن، حيث أعطيت تعليمات بعدها بعدم التعرض لأي مواطن، وعدم توفير أي سبب للتوتر مع المواطنين. وتجمع في هذه المظاهرة عدد من المواطنين بعد أن اعتدى شرطي على أحد المواطنين، في 17 فبراير (شباط) من العام الماضي، وهتف المتظاهرون للمرة الاولى: “الشعب السوري ما بينذل”.

ورغم القتل والمذابح التي كشفت عنها منظمات عدة، إلا أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يصر على أن “جماعات إرهابية مسلحة،” تقف وراء العنف والتفجيرات والمذابح، وتتلقى دعماً خارجياً من جهات “لها مصلحة في زعزعة استقرار سوريا.”

ويقف العالم الآن على مسافة من الأزمة السورية فيما يبدو أنه موقف حائر، بين دعوات للتدخل العسكري وحسم الموقف بسرعة، وبين دعوات التغيير السلمي وانتقال السلطة عبر الضغط على الأسد من خلال العقوبات.

وتحاول الدول العربية الآن، ومعها القوى العالمية وضع خطة من شأنها أن تؤدي إلى السلام الذي يريده الجميع، غير أنه سيكون من الصعب للغاية تحقيق ذلك، إذ إن الحكومة والمعارضة تقفان على طرفي نقيض بعيد.

وفر حوالي 30 ألف لاجىء و200 ألف مهاجر سوري من منازلهم منذ اندلاع عمليات القمع، كما ذكرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة. وقالت المفوضة العليا المساعدة لحقوق الانسان كيونغ-وا كانغ في مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان: “سنرسل مراقبين هذا الاسبوع الى المناطق الحدودية للبلدان المجاورة”.

وأضافت أن هؤلاء الخبراء “سيُكَلفون بجمع معلومات وتوثيق الانتهاكات والفظائع”. من جهة أخرى، سيتوجه المنسق الاقليمي الجديد للاجئين السوريين لدى المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، اليوناني بانوس مومتزيس الذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة، الى المنطقة هذا الاسبوع. وقال مومتزيس إن “الارقام الرسمية للبلدان المجاورة والمعلومات الخاصة بالمفوضية العليا تفيد أن حوالي 30 ألف شخص هربوا الى البلدان المجاورة”.

وفي ما يتعلق بالنازحين السوريين، تستند المفوضية العليا الى معلومات الهلال الاحمر السوري، أي 200 ألف شخص، كما قال، رافضاً الكشف عن المزيد من المعلومات، لكنه اوضح أن بعض المؤشرات يؤكد أن الارقام يمكن أن تكون أكبر.

وسيلتقي مومتزيس في المنطقة الشركاء في المجال الانساني مع المفوضية لتحديد كمية المساعدات الواجب ارسالها الى اللاجئين هناك.  وقال مومتزيس إن المفوضية العليا للاجئين والهيئة العليا للاغاثة في لبنان سجلتا اكثر بقليل من سبعة آلاف لاجىء سوري في شمال لبنان.

الا أن هناك آلافاً آخرين غالبيتهم قدموا من محافظة حمص يجري حالياً تسجيلهم في طرابلس في شمال لبنان. ودائما في لبنان تقدر المفوضية العليا للاجئين وجود أربعة آلاف لاجىء سوري في سهل البقاع ونحو ألف لاجىء في مناطق اخرى من لبنان.

اما في الاردن، فيبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين نحو خمسة آلاف لاجىء في حين أن الفين آخرين يجري العمل على تسجيلهما. ويتوزع اللاجئون في الاردن على عائلات تمت استضافتهم في اربد والرمتا في الشمال وعمان وحتى معان في الجنوب.

وفي تركيا تلقى نحو 23 ألف لاجىء سوري مساعدات في سبعة مخيمات منذ نيسان/ابريل 2011. وبعد أن عاد قسم منهم فإن عددهم يبلغ حاليا نحو 13 ألفاً.

وقال مومتزيس ايضاً إن هناك معلومات غير مؤكدة تفيد عن معاناة السوريين في محاولاتهم لعبور الحدود الى الدول المجاورة. وقال: ” من المهم جداً أن تتمكن العائلات التي تريد عبور الحدود من القيام بذلك”.

ويفيد المرصد السوري لحقوق الانسان أن نحو 8500 شخص غالبيتهم من المدنيين قتلوا في اعمال العنف منذ بدء الاحداث في سوريا.

وفي هذا الوقت تواصل مسلسل العنف في مناطق عدة من البلاد موقعاً 37 قتيلاً على الاقل، في حين انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موقف لافت الرئيس السوري بسبب “التأخير الكبير” في تطبيق الاصلاحات.

فقد اعلنت الامم المتحدة ان آنان تلقى رداً من السلطات السورية على المقترحات التي قدمها للرئيس السوري الاحد الماضي، الا أنه لا يزال ينتظر المزيد من الاجابات على اسئلته.

وجاء في بيان صادر عن الامم المتحدة أن “الموفد الخاص الى سوريا كوفي آنان تلقى الان رداً من السلطات السورية” مضيفاً أن “آنان لديه اسئلة وينتظر اجابات (…) ونظراً الى الوضع الخطير والمأساوي على الارض، على الكل أن يدرك أن الوقت يضيق”.

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي على ارسال الرد السوري، موضحاً ان سوريا ردت على مقترحات آنان “بطريقة توضيحية تبين رؤيتها” لتطبيق هذه المقترحات.

وقال مقدسي لوكالة فرانس برس إن “آنان قدم خلال لقائه الثاني بالرئيس السوري بشار الاسد (الاحد) من خلال لا ورقة، مجموعة من المبادرات الاستكشافية لطريقة الخروج من الازمة” في سوريا، مضيفاً أن بلاده “ردت بلا ورقة تبين بطريقة توضيحية رؤية سوريا لتطبيق هكذا مقترحات”، معتبراً ان “الرد السوري موضوعي للغاية”.

واضاف مقدسي: “اذا كانت النوايا مساعدة سوريا، فسوريا ملتزمة بالانخراط بايجابية مع مهمة آنان”، لافتا الى أن “هذه المهمة تتطلب تضافر جهود الآخرين لانجاحها”. وسيعرض انان الجمعة امام مجلس الامن الدولي اولى نتائج مهمته في سوريا، وذلك عبر دائرة فيديو مغلقة من جنيف، بحسب ما ذكر ديبلوماسيون.

وكان آنان اعلن الاحد الماضي أنه قدم “سلسلة مقترحات ملموسة” لتسوية الازمة في سوريا، مشيراً الى أن محادثاته في دمشق تمحورت حول ضرورة “الوقف الفوري للعنف وعمليات القتل ووصول المنظمات الانسانية وفتح حوار”.

سوريا ترد على أنان بـ«لا ورقة».. ومسؤولون أميركيون: غير مقبول

في ذكرى الثورة.. مجازر مستمرة في حمص وإدلب * السعودية تغلق سفارتها بدمشق وتبدأ حملة «إغاثة» عاجلة للنازحين في لبنان وتركيا والأردن * أوباما: سنوثق الجرائم حتى يتم تسليم المسؤولين للعدالة مهما طال الوقت * كاميرون محذرا الأسد: ذراع القانون الدولي طويلة وذاكرته قوية

بيروت: ثائر عباس وبولا أسطيح واشنطن: هبة القدسي القاهرة: صلاح جمعة لندن – موسكو: «الشرق الأوسط»

في وقت تترقب فيه الاوساط السياسية والدبلوماسية في مجلس الامن الرد السوري على مقترحات المبعوث الدولي والجامعة العربية كوفي انان الى سوريا، فاجأ الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، الصحافيين في دمشق أمس، بقوله إن سوريا قدمت ردا شفهيا غير مكتوب «بلا ورقة» على مقترحات أنان، مثلما قدم أنان «مقترحات غير مكتوبة لتبادل الرؤى حولها». وأكد مسؤولون أميركيون في هذا الصدد أن الرد السوري «غير مقبول». وقال مسؤول، لوكالة «أسوشييتد برس» شريطة عدم الكشف عن هويته، «الرد لم يكن إيجابيا، لكنه كان متوقعا أيضا»، موضحا «عدم احتوائه على أي إشارة إلى تنحي (الرئيس بشار) الأسد عن السلطة، أو انتهاكات الحكومة للمعارضة، أو سحب القوات العسكرية من المناطق المدنية.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مسؤولين أميركيين أيضا قولهم إن الرئيس الأسد رفض الاعتراف بكوفي أنان كممثل للجامعة العربية، معتبرا أنه فقط الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وغير معني بإيجاد تسوية للوضع القائم في البلاد، وأن الأسد رفض جهود الأخير لحل الأزمة السورية.

وفي هذا الاطار وصف الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس، الموقف في سوريا بالـ«حرج»، قائلا ان «الكرة الآن في ملعب أنان وهو الذي يقرر الخطوات القادمة».

ميدانيا ومع حلول الذكرى الأولى للثورة، استمرت المجازر المروعة في سوريا، وقالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) إن «مجموعات إرهابية ارتكبت مجزرة أمس في حي كرم اللوز في حمص، وحصدت أرواح 15 شخصا بينهم امرأة وأطفالها الأربعة»، كما قال نشطاء إن «قوات الأمن ارتكبت مجزرة جديدة أمس بعد العثور على 16 جثة في إدلب لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 19 و61 عاما».

من جهة أخرى، أفادت وزارة الخارجية السعودية أمس بأن المملكة أغلقت سفارتها في دمشق وسحبت كل الدبلوماسيين والعاملين فيها. وأعلن مصدر دبلوماسي سعودي في بيروت أن الرياض بدأت حملة «إغاثة» عاجلة للنازحين السوريين في لبنان وتركيا.

من جهته، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مؤتمر صحافي في واشنطن حيث يقوم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بزيارة رسمية تنتهي اليوم «بحثنا كيفية توثيق الجرائم (في سوريا) حتى يتم تسليم المسؤولين للعدالة مهما طال الوقت»، بينما حذر كاميرون الأسد بالقول «إن ذراع القانون الدولي طويلة وذاكرته قوية».

الجيش السوري يجتاح إدلب ويدك حمص وحماه ويقتحم درعا

مظاهرات غاضبة وفض اعتصام بالقوة في حلب.. وحملات دهم في دمشق

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

بعد 4 أيام على هجوم مركز شنه على مدينة إدلب، قال ناشطون سوريون إن الجيش السوري النظامي تمكن من السيطرة على المدينة بعد انسحاب عناصر الجيش السوري الحر لعدم قدرتهم على مواجهة القوة النارية للجيش النظامي، وحرصا منهم على تجنيب المدنيين خسائر كبيرة في الأرواح. يأتي ذلك بينما قال ناشطون إن أكثر من 60 مدنيا قتلوا في سوريا يوم أمس برصاص الأمن والجيش السوري معظمهم في إدلب وحمص، كما اتهم سكان في حمص قوات النظام باختطاف نحو 15 جثة من الذين قضوا في مجزرة حي كرم الزيتون، لتصل حصيلة مجزرة حي كرم الزيتون والعدوية وحي عشيرة إلى 86 قتيلا.

وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في إدلب نور الدين العبدو إن الجيش أحكم قبضته على المدينة منذ عصر أول من أمس، وهو ما زال يقوم بعمليات دهم وتفتيش لكل منازل المدينة. وأوضح العبدو أن الجيش حول المدارس إلى ثكنات عسكرية، وهو يستخدم المدنيين دروعا بشرية لحماية نفسه من هجمات محتملة للمنشقين.

وتابع العبدو: «المعارك في المدينة توقفت منذ مساء أول من أمس، واضطر مقاتلو الجيش الحر إلى الانسحاب لعدم قدرتهم على مواجهة القوة النارية للجيش النظامي، وحرصا منهم على تجنيب المدنيين خسائر كبيرة في الأرواح».

ومن جهته، أكد الناشط رامي إدلبي أن «الجيش الحر ألحق خسائر فادحة بالجيش قبل انسحابه من المدينة»، وقال ناشطون آخرون إن «المنشقين في إدلب لم يكونوا يتلقون سلاحا بخلاف زملائهم في حي بابا عمرو في حمص الذين كانت تصلهم إمدادات من شمال لبنان الذين تمكنوا من الصمود هناك لمدة شهر، ليضطروا بعدها للانسحاب قبل أسبوعين بسبب نفاد الذخائر».

وكانت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من نظام الرئيس السوري بشار الأسد تحدثت مساء أول من أمس عن سيطرة كاملة للجيش على إدلب، وعن قتل عشرات المسلحين.

وبالأمس، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن قتلى وجرحى نتيجة قصف الجيش في الصباح لقريتي الجانودية التابعة لجسر الشغور، وبسامس التابعة لجبل الزاوية، وكلتاهما في إدلب. وقال ناشطون لاحقا إن «5 مدنيين قتلوا يوم أمس في قصف مدفعي على قرية البارة بإدلب أيضا».

وكانت مدن وقرى في المحافظة بينها مرعيان وخان شيخون ومعرة النعمان ومعرة مصرين، تعرضت في إطار الهجوم على إدلب لقصف بالأسلحة الثقيلة أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.

ويواجه المدنيون بإدلب، وبحسب الناشطين على الأرض ومنظمات دولية، نقصا شديدا في الغذاء والخدمات، كما يواجهون صعوبة كبيرة في العبور إلى تركيا إما بسبب الألغام، وإما لإغلاق الطرق من قبل الجيش والأمن.

وقال المرصد السوري إن ناشطا قتل في قرية بسامس بجبل الزاوية إثر إطلاق نار من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مجموعات منشقة مما أدى إلى مقتل عنصرين من هذه المجموعات.

وبالتزامن مع اجتياح إدلب، قصف الجيش السوري مجددا مدينة القصير التابعة لحمص على الحدود مع لبنان. وقال الناشط عمر الحمصي إن الجيش يقصف القصير لمنع أي شخص من الفرار إلى لبنان، في حين أكد ناشطون آخرون تجدد القصف المدفعي صباح يوم أمس على مدينة الحولة بريف حمص.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن مقتل 9 أشخاص في القصير خلال محاولتهم النزوح إلى لبنان.

وتجددت الاشتباكات في درعا، حيث اقتحم الجيش السوري حي درعا البلد في مدينة درعا التي تقع على الحدود مع الأردن. وتمت عملية الاقتحام التي نفذتها قوات مدعومة بعشرين دبابة ومدرعة، وسط اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر الذي يسيطر على حي رئيسي بالمدينة.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات عسكرية أمنية مشتركة نفذت حملة اقتحام في مدينة درعا ترافقت مع إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى. وفي مدينة داعل دارت اشتباكات في الحي الغربي بين القوات النظامية ومجموعات منشقة، فيما نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في مدينة نوى.

أما في حلب، فأفادت لجان التنسيق المحلية عن وقوع اشتباك بين الجيش الحر والجيش النظامي عند دوار الموت في حلب، في وقت أفاد الناشط السوري والمحامي إبراهيم ملكي أن نحو 500 محام شاركوا في اعتصام تضامني مع «المدن المنكوبة»، و«من أجل حرية الشعب» في سوريا، في القصر العدلي في حلب، تم فضه بالقوة من الشرطة.

وروى ملكي أن «عناصر من الشرطة المكلفة حماية القصر العدلي في حلب وموظفيه اعتدوا بالضرب على الاعتصام، وعملوا على تفريق المحامين»، لافتا إلى إصابة المحامي عبد الله كرمو في وجهه. وأكد الناشط أن هذا التصرف ضد المحامين هو «سابقة خطيرة»، قائلا: «لا يمكن أن يتعرض المحامون للضرب والتهديد بالسلاح فيما هم يقومون بواجبهم في الدفاع عن حقوق الناس»، وشدد على أن ذلك يدل على أن «السلطة القضائية غير مستقلة وهي مرتبطة بالنظام قلبا وقالبا ولا تراعي كرامة وحرية المحامين أثناء ممارستهم لمهمتهم». بدورها أفادت لجان التنسيق المحلية عن وقوع عدد من الإصابات في جامعة حلب في صفوف الطلبة نتيجة الاعتداء عليهم بالعصي الكهربائية.

وفي دمشق، قال ناشطون إن قوات الأمن نفذت حملة دهم واعتقالات في حي ركن الدين، فيما قطع شبان الطريق العام في جوبر. وأظهر مقطع فيديو على صفحات المعارضة على الـ«فيس بوك» مظاهرة طلابية حاشدة خرجت في القابون في دمشق تضامنا مع المدن المنكوبة. كما خرجت مظاهرات تطالب بسقوط النظام في حي المزة في دمشق.

وبالتزامن، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن قوات النظام والشبيحة نفذت حملة مداهمات وتخريب للمنازل والمزارع في كفربطنا في ريف دمشق، مدعومة بدبابة وسيارات مزودة برشاشات، وسط استنفار كامل للحواجز.

وفيما تحدث ناشطون عن حملات دهم واعتقال في ريف اللاذقية، وفي الحسكة، قالت لجان التنسيق المحلية إن 6 أشخاص أصيبوا في الحسكة بينهم امرأة نتيجة هجوم قوات الأمن على المتظاهرين في حي غويران بمركز المدينة. وأوضح ناشطون من الحفة في اللاذقية أن قوات الأمن أحرقت عددا من المنازل في قريتي بابنا والجنكيل في ظل قطع الاتصالات عن المنطقة وتمركز قناصة قرب مشفى الحفة وعلى سطح المخفر والبلدية وفي القرى المجاورة المطلة على هاتين القريتين.

مجزرتان جديدتان في سوريا.. واحدة في حي اللوز بحمص وأخرى في إدلب

النظام يقول إنه ألقى القبض على من ارتكبوا مجزرة كرم الزيتون

بيروت: بولا أسطيح

بينما قالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) إن «الجهات المختصة في حمص ألقت القبض على عدد من الإرهابيين ممن ارتكبوا المجزرة الوحشية المروعة بحق أهالي كرم الزيتون» في حمص، والتي أودت بحياة نحو خمسين امرأة وطفلا، والتي كانت قوى المعارضة اتهمت قوات الأمن والشبيحة بارتكابها مطلع الأسبوع الحالي، ذكرت الوكالة نفسها أن «مجموعات إرهابية مسلحة ارتكبت مجزرة أخرى يوم أمس في حي كرم اللوز في حمص بحق مواطنين أبرياء حصدت أرواح 15 شخصا بينهم امرأة وأطفالها الأربعة بعد اقتحام المنازل ونهبها بالكامل».

وأضافت الوكالة أن الجهات المختصة «تواصل ملاحقة هذه المجموعات الإرهابية في حي النازحين، بعدما عاثت فسادا وقتلا وترويعا للأهالي»، مشيرة إلى العثور «على أحد أوكار الإرهابيين ومكان لتصوير الأفلام المفبركة».

بالمقابل، لفت عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله إلى وجود «عشرات الجثث المشوهة والمحروقة» في شوارع حي كرم الزيتون في مدينة حمص، متهما «قوات النظام السوري بارتكاب الكثير من المجازر في المدينة لم يكشف عنها بعد».

وقال العبدالله: «هناك العشرات من الجثث المرمية في شوارع حي كرم الزيتون في حمص، نعرف من شهود من الجيش السوري الحر (المنشق عن الجيش النظامي) ومن سكان نزحوا من المنطقة أنها محترقة أو مشوهة بأدوات حادة»، مضيفا: «لقد تمكن الجيش الحر خلال عمليات تسلل إلى بعض أطراف كرم الزيتون أول من أمس (الثلاثاء)، من سحب 14 جثة من الشارع، لكن لا يزال هناك الكثير من الجثث التي لا يمكن الوصول إليها».

وأشار العبدالله إلى أن «عدد الضحايا أكبر بكثير مما هو مُعلَن»، وقال: «بعد دخول القوات النظامية إلى بابا عمرو وغيره من أحياء حمص، بات الدخول والخروج من هذه الأحياء شبه مستحيل». وردا على سؤال عن «المجزرة» التي كشفت عنها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في حي كرم اللوز بحمص، قال العبدالله إنه لا يملك معلومات كافية، مضيفا: «لكننا منذ اليوم الأول توقعنا مثل هذه التمثيليات من التلفزيون السوري والإعلام السوري».

بدوره، قال المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر إدلبي إن «قوات الأمن وبعد المجزرة التي ارتكبتها أول من أمس في إدلب، حيث أعدمت أربعين شخصا بجوار جامع بلال في مدينة إدلب، ارتكبت مجزرة جديدة أمس بعد العثور على 16 جثة في إدلب لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 19 و61 عاما». وعلق إدلبي على الأخبار التي عممها النظام عن مجزرة حي اللوز، لافتا إلى أن «الجثث التي صورتها وسائل إعلام النظام قائلة إن مجموعات إرهابية قتلتها قد تكون لعدد من المدنيين الذين قتلتهم قوات الأمن في حي كرم الزيتون مساء الأحد وقد تم سحب جثثهم إلى كرم اللوز»، موضحا أن «هذه المنطقة هي عبارة عن تجمع إداري يضم أحياء صغيرة منها حي المازحين، وحي كرم الزيتون وحي الرفاعي».

وقال إدلبي لـ«الشرق الأوسط»: «يوم أول من أمس وصلتنا معلومات عن اختفاء عدد من الجثث التي لم يتمكن الناشطون من تحديد هويتها، ونحن نتوقع أن تكون هي نفسها التي عرضها النظام أمس»، موضحا أن «الناشطين على الأرض ومباشرة بعد الكشف عن المجزرة تقدموا بالأسماء الثلاثية لـ9 أفراد من سكان الحي اقترفوا الجريمة».

ولم يستغرب إدلبي ما قال إنها ادعاءات النظام بالقبض على من اقترف المجزرة، وقال: «لا شك أنهم القوا القبض – كعادتهم – على عدد من الناشطين الميدانيين والإعلاميين ليقدموهم كإرهابيين قتلوا المدنيين قبل إطلاق سراحهم بعد أشهر»، معتبرا أن النظام «يسعى ومن خلال رفع منسوب المجازر لتوجيه رسالتين دمويتين؛ الأولى موجهة للحاضنة الاجتماعية للجيش السوري الحر ليقول فيها إن كل مجموعة تحتضن هؤلاء ستكون مستهدفة وبشكل فظيع. أما الرسالة الثانية فمضمونها أن الثورة يجب أن تنتهي بالعنف الأشد إذا لم يتمكن من وضع حد لها بالعنف العادي».

وردا على سؤال عن إمكانية أن يلجأ السوريون للعمليات الاستشهادية للرد على المجازر، كما كان أحد الناشطين قد أكد في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، جزم إدلبي أن «لا أحد يفكر جديا بعمليات من هذا النوع وأن أي موقف في هذا الاتجاه ليس إلا عبارة عن رد فعل غاضب». وأضاف: «لو كانت البيئة التي أنجبت الثورة تسير وفق العقيدة الاستشهادية، لكنا شهدنا عمليات مماثلة منذ 5 أشهر وخلال شهر رمضان الماضي الذي شهد أعلى نسبة من قتل الناشطين تحت التعذيب، وأكبر نسبة اختطاف للفتيات من قبل الشبيحة»، لافتا إلى أن «جنود الجيش الحر المنشقين انشقوا عن جيش نظامي عقيدته تقتضي أصلا حماية المدنيين، ولا يعمل وفق العقيدة الاستشهادية».

«العفو الدولية»: ممارسات التعذيب بلغت مستويات غير مسبوقة في سوريا

قالت إن شهادات الضحايا تقدم دليلا إضافيا على ما يرتكب من جرائم ضد الإنسانية

لندن: «الشرق الأوسط»

أكدت منظمة العفو الدولية (آمنستي) في تقرير صادر أمس أن التعذيب يمارس على نطاق واسع يصل إلى «مستويات غير مسبوقة» في مراكز الاحتجاز في سوريا منذ عام، واعتبرت المنظمة أن «الإفادات والشهادات التي أدلى بها الناجون من ضحايا التعذيب تقدم دليلا إضافيا على ما يرتكب من جرائم ضد الإنسانية في سوريا»، مؤكدة أن «من وقعوا ضحية لموجة الاعتقالات العارمة، التي أعقبت اندلاع الانتفاضة السورية، وجدوا أنفسهم رهائن كابوس رهيب في عالم تسوده ممارسات التعذيب المنهجية».

وقالت المنظمة «لقد وصل حجم التعذيب وغيره من ضروب الإساءة في سوريا إلى مستويات غير مسبوقة خلال سنوات، ليعيد ذكريات حقبة مظلمة سادت البلاد خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي»، في ظل حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد.

ونقل التقرير الذي يحمل عنوان «لقد أردت الموت.. ضحايا التعذيب في سوريا يتحدثون عن محنتهم»، والصادر بمناسبة مرور عام على اندلاع الاحتجاجات في سوريا، إفادات شهود أو ضحايا التقى بهم باحثو المنظمة في الأردن في فبراير (شباط) الماضي.

ويوثق التقرير «31 أسلوبا من أساليب التعذيب وغيره من ضروب الإساءة المتبعة في سوريا، والتي تمارسها قوات الأمن والجيش والعصابات المسلحة المؤيدة للحكومة والمعروفة باسم الشبيحة»، بحسب المنظمة. وقالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو آن هاريسون إن تجربة الاعتقال «أضحت بمثابة كابوس رهيب في عالم يملؤه التعذيب المنهجي المنظم». وأضافت أن نظام الاحتجاز والاستجواب المتبع يهدف إلى «إهانة الضحايا وإذلالهم وترهيبهم بغية حملهم على التزام جانب الصمت».

وروى العديد من الضحايا، بحسب التقرير، أن الضرب المبرح يبدأ لحظة الاعتقال، ثم «يتكرر الأمر بوحشية، خاصة باستخدام العصي وأعقاب (كعوب) البنادق والسياط وبقبضات اليدين والأسلاك المجدولة، لدى وصول المعتقلين إلى مراكز الاعتقال». وأضاف أنه «غالبا ما يجري تجريد القادمين الجدد من ملابسهم ليتركوا قرابة 24 ساعة عراة».

وتحدث التقرير عن أسلوب ما يعرف «بالدولاب»، حيث «يجبر الضحية على اتخاذ وضعية إطار السيارة، ثم يتم تعليقه أو رفعه مع استمرار ضربه، وبخاصة باستخدام الكابلات أو العصي». ولاحظ التقرير «تزايد عدد الروايات والتقارير التي تتحدث عن استخدام أسلوب «الشبح»، حيث يتم تعليق الضحية بخطاف أو مقبض باب، ورفعه بشد قيود يديه بحيث تبقى القدمان بالكاد تلامسان سطح الأرض، أو بوضعية تسمح بملامسة أصابع القدمين فقط للأرض.. ومن ثم تتعرض الضحية للضرب المبرح».

ونقل التقرير عن كريم (18 عاما)، الطالب من منطقة الطيبة بمحافظة درعا «كيف قام مستجوبوه باستخدام الكماشة لسلخ لحم جسده عن ساقيه أثناء احتجازه في فرع المخابرات الجوية بدرعا خلال ديسمبر (كانون الأول) 2011». وتحدث التقرير عن «التعذيب بالصعق الكهربائي، الذي أصبح واسع الانتشار خلال الاستجواب»، وعن تحدث المعتقلين عن «ثلاثة من أساليب التعذيب على وجه الخصوص، أولها غمر الضحية أو أرضية الزنزانة بالماء، ومن ثم تمرير شحنة تيار كهربائي في الماء المسكوب لصعق الضحية، وثانيها الكرسي الكهربائي حيث يتم وصل أقطاب كهربائية بجسم الضحية، وثالثها استخدام القضبان الكهربائية مدببة الرأس (المهماز الكهربائي)».

وقال التقرير «يبدو أن جرائم التعذيب القائمة على النوع الاجتماعي، وغيرها من الجرائم التي تنطوي على عنف جنسي، قد أضحت أكثر شيوعا خلال العام الماضي». ونقل عن شهادة معتقل قوله إنه أرغم على «مشاهدة عملية اغتصاب لسجين آخر» خلال استجوابه في فرع المخابرات العسكرية في كفر سوسة بدمشق خلال يوليو (تموز) 2011.

وكررت المنظمة «الدعوة إلى إحالة ملف الأوضاع في سوريا إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، غير أن العوامل السياسية قد حالت حتى الساعة دون إتمام هذا الأمر»، مشيرة إلى معارضة روسيا والصين لإصدار أي قرار دولي يدين النظام السوري.

وفي ضوء ذلك، قالت المنظمة إنها تأمل أن «يمدد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التفويض الممنوح للجنة التحقيق الأممية المعنية بسوريا، وتعزيز قدراتها في مجال رصد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم التي تخالف نصوص وأحكام القانون الدولي وتوثيقها والإبلاغ عنها، وذلك بهدف مقاضاة المسؤولين عن ارتكاب تلك الجرائم والانتهاكات». وقالت هاريسون «نحن نعتقد جازمين أن المحكمة الجنائية الدولية تمثل أفضل الخيارات المتاحة؛ بغية ضمان محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم الخطيرة بحق الشعب السوري».

ولم توقع سوريا على اتفاقية إنشاء المحكمة الجنائية الدولية. وعلى الرغم من ذلك، قالت هاريسون إنه ينبغي أن يتم التأكيد على أن «المسؤولين عن جرائم التعذيب – خصوصا أصحاب المناصب القيادية منهم – وبما لا يدع مجالا للشك سيمثلون أمام عدالة المحاكم لا محالة، وذلك لمحاسبتهم على ما تم ارتكابه من جرائم خلال فترة شغلهم لمناصبهم وعلى مرأى ومسمع منهم».

وأكد التقرير أن الشهادات تستند إلى مقابلات أجريت مع عشرات السوريين الذين «فروا إلى الأردن هربا من العنف الدائر في سوريا، بمن فيهم 25 شخصا ممن زعموا تعرضهم للتعذيب وغيره من ضروب الإساءة في الحجز قبيل فرارهم». ويضم التقرير «شهادات 19 من ضحايا التعذيب»، أكثر من نصفهم من «محافظة درعا، والباقون من دمشق وريفها وحماه وحمص واللاذقية والسويداء وطرطوس».

وأكدت منظمة العفو أن لديها صورا للإصابات التي لحقت بضحايا التعذيب في سوريا، وأعدت خارطة تفاعلية على موقعها توثق «الانتهاكات الحقوقية في سياق الانتفاضة الشعبية».

السعودية تبدأ حملة إغاثة عاجلة للنازحين السوريين في لبنان وتركيا والأردن

بيروت: ثائر عباس

أكد السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري لـ«الشرق الأوسط» أن المملكة ستبدأ عملية إغاثة شاملة للنازحين السوريين في لبنان وتركيا والأردن بالتعاون مع السلطات المحلية. وقال عسيري إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وجّه باستطلاع أحوال اللاجئين السوريين وسد الثغرات في مجال الإغاثة بالتنسيق مع السلطات اللبنانية والتركية والأردنية، موضحا أن الهلال الأحمر السعودي سوف يتولى هذه المهمة.

وزار السفير عسيري أول من أمس رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، ناقلا إليه «رغبة خادم الحرمين الشريفين في مساعدة النازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية»، موضحا أن «الرئيس ميقاتي قدر هذه اللفتة الكريمة، وطلب نقل شكر لبنان لخادم الحرمين الذي لا نستغرب من مقامه الكريم هذه المبادرات لأنه اعتاد الوقوف إلى جانب كل إنسان محتاج إلى المساعدة».

وأوضح عسيري أنه سيكون هناك تنسيق بين الهلال الأحمر السعودي والهيئة العليا للإغاثة في لبنان لإيصال المسعدات إلى النازحين. وإذ أشار إلى أن طبيعة هذه المساعدات «إغاثية»، أوضح أن الجانب السعودي سيقوم بسد الثغرات التي يحتاج إليها كل بلد في عملية المساعدة سواء من الأدوية والمواد التموينية أو من الملابس والأغطية وغيرها، مشيرا إلى أن التنسيق يهدف إلى معرفة حاجات النازحين أولا والأماكن التي ينبغي المساعدة فيها.

وأكد عسيري اهتمام خادم الحرمين الشريفين «وتعاطفه مع أهلنا في سوريا الذين يعانون إثر التطورات الأخيرة في سوريا، وبعد أن أجبروا على مغادرة بلدهم واللجوء إلى البلدان المجاورة».

أنان يدلي بإفادة بشأن سوريا أمام مجلس الأمن غدا.. وتوقعات أميركية بسلبية النتائج

العربي: الموقف حرج و«الكرة في ملعب أنان».. ودمشق تعلن أنها قدمت «ردا إيجابيا» على المقترحات

واشنطن: هبة القدسي القاهرة: صلاح جمعة لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن دبلوماسيون أمس أن الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان سيعرض أولى نتائج مهمته في سوريا غدا أمام مجلس الأمن الدولي، وذلك بعد إعلان أنان وحكومة دمشق أمس عن وصول رد سوري على مقترحات الموفد الدولي.. وبينما قال الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية أمس، حول نتائج الزيارة والرد: «لا أقول مبشرة أو غير مبشرة، ولكن الموقف حرج والكرة الآن في ملعب كوفي أنان وهو الذي يقرر الخطوات القادمة»، أكد مسؤولون أميركيون أن «الرد لم يكن إيجابيا، ولكنه كان متوقعا أيضا».

ويقول دبلوماسيون في مجلس الأمن إن تقييم أنان للأزمة سيكون حاسما بالنسبة إلى مسعى الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لاعتماد مشروع قرار بشأن سوريا.. ويرى الدبلوماسيون أنه من المتوقع أن تتسارع وتيرة المفاوضات بشأن مشروع قرار جديد بعد إفادة أنان، والتي سيدلي بها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف.

وأوضح أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، أمس أن الاتصالات مستمرة مع السلطات السورية والجهات الدولية المعنية بالأزمة السورية، وأن أنان لاقى تجاوبا من الرئيس الأسد على مقترحاته لإنهاء العنف في البلاد، وصفها بأنها «على الطريق الصحيح»، رافضا التصريح عن تفاصيل المقترحات التي قدمها أنان للرئيس السوري أو الكشف عن تفاصيل رد الرئيس السوري على المقترحات.

وقال فوزي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن المبعوث المشترك لسوريا كوفي أنان سيطلع مجلس الأمن بتفاصيل جهوده ومحادثاته مع السلطات السورية صباح يوم الجمعة القادم.

وأشار فوزي إلى أن أنان اقترح خطوات تفصيلية ينبغي على السلطات السورية اتخاذها من شأنها أن تفضي إلى إجراء حوار سياسي شامل، وقبل ذلك وقف كل أعمال وأشكال العنف، وأنه تلقى من الأسد ردودا محددة على أسئلة محددة. وقال بيان أصدره مكتب أنان في جنيف أمس إنه «نظرا للوضع الخطير والمأساوي على الأرض، على الجميع أن يدركوا أن الوقت عنصر جوهري.. وكما قال (أنان) خلال وجوده في المنطقة، لا يمكن السماح باستمرار هذه الأزمة».

وكان أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة اجتمع بالرئيس الأسد في دمشق مطلع الأسبوع وقدم مقترحات تتضمن وقف القتال وتسهيل وصول الإمدادات الإنسانية وبدء حوار مع المعارضة السورية.. ورغم أن تفاصيل العرض لم يتم الإعلان عنها بصورة واضحة، وكذلك الرد السوري، فإن مسؤولين أميركيين قالوا: إن الرد السوري على أنان كان «غير مقبول، نظرا لعدم احتوائه على أي إشارات حول مطالب الجامعة العربية للتغيير السياسي الذي يتطلب تنحي الأسد عن السلطة».

وقال أحد المسؤولين، الذين تحدثوا لوكالة الأسوشييتد برس الأميركية شريطة عدم الكشف عن هويتهم، نظرا لعدم الإعلان بعد عن محتوى الرد، إن «الرد لم يكن إيجابيا، ولكنه كان متوقعا أيضا»، موضحين «عدم احتوائه على أي إشارة إلى تنحي الأسد عن السلطة أو انتهاكات الحكومة للمعارضة، أو سحب القوات العسكرية من المناطق المدنية».

وفي سياق مواز، نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مسؤولين أميركيين أيضا قولهم إن الرئيس بشار الأسد رفض الاعتراف بكوفي أنان كممثل للجامعة العربية، معتبرا أنه فقط الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وغير معني بإيجاد تسوية للوضع القائم في البلاد، وإن الأسد رفض جهود الأخير لحل الأزمة السورية.

ونقلت الشبكة عن المسؤولين قولهم إن «الأسد رد على مقترحات أنان» قائلا: إنه «لا يعترف به كممثل للجامعة العربية، وإنه لن يفعل شيئا حتى تلقي المعارضة سلاحها».

ومن جانب آخر، ومما يعزز الروايات الأميركية، وصف الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية أمس، الموقف في سوريا بأنه حرج وأن الخطوات القادمة التي يمكن اتخاذها سيقررها المبعوث أنان في ضوء المباحثات والاتصالات التي أجراها مع الحكومة والمعارضة السورية والأطراف المعنية بالأزمة.

وقال العربي ردا على سؤال عما إذا كان قد تلقى تطمينات مبشرة من أنان بعد زيارته إلى سوريا ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد: «لا أقول مبشرة أو غير مبشرة، ولكن الموقف حرج والكرة الآن في ملعب كوفي أنان وهو الذي يقرر الخطوات القادمة».

من جهته أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي الأربعاء أن سوريا ردت على مقترحات أنان «بطريقة توضيحية تبين رؤيتها» لتطبيق هذه المقترحات. وقال مقدسي إن «أنان قدم خلال لقائه الثاني بالرئيس السوري بشار الأسد (السبت) من خلال لا ورقة، مجموعة من المبادرات الاستكشافية لطريقة الخروج من الأزمة» في سوريا، مضيفا أن بلاده «ردت بلا ورقة تبين بطريقة توضيحية رؤية سوريا لتطبيق هكذا مقترحات».

وحول النقاط الخمس الصادرة عن اجتماع الوزراء العرب ووزير الخارجية سيرغي لافروف في القاهرة، قال المتحدث باسم الخارجية السورية «نحن ما زلنا ندرس جميع النقاط والمبادرات المقدمة والأجواء الحالية يمكن وصفها بالإيجابية رغم أن نوايا بعض الأشقاء غير مطمئنة»، مضيفا «الطرف الحكومي ليس هو الطرف المعطل للحوار ويجب أن يوجه السؤال بهذا الخصوص لمن يعارض الحوار الوطني الشامل»، مشيرا إلى أنه «عندما طرحت روسيا مبادرة للحوار سارعنا بقبولها دون قيود لأن الوطن بحاجة للحوار لكن المعارضة الخارجية رفضت الانخراط بالحوار تحت ذرائع متعددة لا ترقى لمستوى من يود إنقاذ الوطن، ولن ينجح أي حل يستند إما لواقع افتراضي أو لواقع يعتمد على إقصاء النظام، أفضل السبل هو الجلوس حول طاولة واحدة».

كوفي أنان بين لقاء صدام عام 1998.. ولقاء الأسد عام 2012

ما أشبه اليوم بالبارحة

لندن: «الشرق الأوسط»

ما أشبه اليوم بالبارحة، ففي يوم الأحد 22 فبراير (شباط) 1998 اجتمع كوفي أنان، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة – يومذاك – مع صدام حسين، الرئيس العراقي، في بغداد وكان الهدف من الزيارة يومذاك إقناع الرئيس العراقي السابق الراحل بنزع أسلحة الدمار الشامل المتهم بحيازتها والتخلص منها. وكان ذلك اللقاء الذي استغرق 4 ساعات آخر لقاء بين الرجلين. ولقد روى الصحافي والكاتب البريطاني ويليام شوكروس، الذي رافق أنان في رحلته إلى بغداد، في صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية في عددها الصادر يوم 15 سبتمبر (أيلول) 2002 أجواء ذلك اللقاء، والطريقة التي تعامل بها صدام مع ضيفه أمين عام الأمم المتحدة.

كما يذكر شوكروس، بعد ساعة من بحث أمور عامة متنوعة بينها مزايا كل من التمر العراقي والتمر الجزائري وتدخين السيجار والدردشة، وقف صدام ووجه كلامه إلى أنان قائلا: «أظن أنه سيكون بإمكانك بحث التفاصيل مع طارق (عزيز، نائب رئيس الوزراء في حينه)». وهذا مع العلم أنه سبق لأنان أن تباحث مع عزيز من قبل لعدة ساعات لكنه – أي الأمين العام للأمم المتحدة – كان يدرك أنه ليس لدى عزيز أي سلطة لاتخاذ قرارات حاسمة. وعلى هذا علق أنان لشوكروس «هذا هو الكابوس الذي كنت أخشاه».

الأمين العام كان يأمل بالتوصل إلى شيء ملموس مع صدام خلال بحث ثنائي بينهما فقط، أما الآن فرأى أن آماله بتحقيق شيء ذهبت أدراج الرياح.

كان أنان قد بدأ حواره بتهنئة صدام على إعادته بناء العراق منذ حرب الخليج، ثم أبلغه صدام أنه خرج على شرفة أحد قصوره ليخاطبه من هناك، وقال: «يا قصر إنك جميل جدا، وستكون خسارة لو تعرضت للتدمير، ولكن إذا حصل ودمرت فإننا لن تكترث لذلك». وبعدما نقل أنان تحيات الرئيس الفرنسي جاك شيراك وتقديره للعراق، خلال توقفه في باريس بطريقه إلى بغداد، رد الرئيس العراقي أنه يقدر حكمة شيراك ودرايته، ومن ثم شكا أمام أنان من الطريقة التي تعامل فيها العالم مع بغداد، وعن الأزمات الإنسانية التي تسببت بها العقوبات، وعن التدخل المفرط للمراقبين الدوليين عن الأسلحة الممنوعة، مشددا على ضرورة احترام كرامة العراق وسيادته. وحسب كلام شوكروس، مع أن كلام صدام كان سلسا بل وودودا، فإنه لم يبد أي تجاوب مع رغبة أنان في مواصلة عمل المراقبين الدوليين، ولهذا السبب كانت تحدوه الرغبة في حوار بينهما وحدهما.

وبعد مناقشات طويلة مع طارق عزيز، التقى أنان صدام ثانية، وخلال اللقاء الثنائي طلب صدام رفع العقوبات، فأجابه أنان «أساسا هذا الأمر بيدك. إذا تعاونت فسترى النور في نهاية النفق. أما إذا أخفقنا في التوصل إلى اتفاق، فإن الولايات المتحدة ستستخدم القوة ولا أحد سيستطيع منعها. هناك حكومات تقول: إنها ستدعمك، لكن ليس بمقدورها الوقوف بوجه الأميركيين».

وبعدما قال أنان لصدام «أنت رجل بنى العراق، ولقد دمر ذات يوم وأعدت بناءه.. أتريد تدميره مجددا؟» شرح له تبعات المواجهة بمزيج من الترغيب والترهيب.

وبعد نحو 3 ساعات من البحث والحوار والتفكير، قال صدام «يبدو لي أنك مصر على حل المشكلة، حيث فشل كثيرون قبلك، الروس والفرنسيون والمصريون والأتراك. إذا نجحت في حلها ستكون انتصرت». فبادره أنان «لا يا سيدي الرئيس، سيكون النصر لك، وإنه قرارك.. في يدك. سيكون نصرا للشعب العراقي».

لكن البحث سرعان ما دخل في نفق العبارات اللفظية ومعانيها، قبل التوصل إلى صيغة توافقا عليها، وبعدها استدعيا المساعدين وبينهم طارق عزيز، الذي طلب منه صدام إقرار الاتفاق. وفي وداع أنان خاطبه صدام قائلا: «أود أن أشكر لك مجيئك شخصيا إلى بغداد. عليك أن تشعر بأنك حر في أن تأتي ساعة تشاء، بل بإمكانك تمضية عطلة هنا، ما لم يكن هذا محرجا لك».

لقاء الأسد أما يوم السبت الماضي 10 مارس (آذار) الجاري، فكان موعد اجتماع تاريخي آخر بين رئيس عربي وكوفي أنان، ولكن بصفته الموفد الدولي والعربي لتسوية الأزمة السورية.

هذه المرة، التقى أنان بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، وكانت الغاية من الاجتماع محاولة التوصل إلى نهاية للعنف الدامي في سوريا في ضوء المأزق الذي بلغته المناقشات داخل مجلس الأمن الدولي نتيجة لـ«الفيتو» المزدوج من كل من روسيا والصين.

الرئيس السوري كان، قبل زيارة أنان، قد أبلغ كل المسؤولين والعرب والأجانب الذين زاروا وتباحثوا معه في وقف القمع الدامي للانتفاضة السورية، وكرر القول – ومعه الإعلام السوري الرسمي – أن «جماعات إرهابية مسلحة» هي التي تقف حجر عثرة في وجه إصلاحاته السياسية وتمارس العنف في هذا السبيل.

كذلك أكد الأسد أمام زواره وفي تصريحاته الإعلامية على التزامه بضرب هذه «الجماعات»، مضيفا إلى ذلك وجود إصرار من «الشارع السوري» على التصدي لها بالقوة.

أنان، المتسلح بـ«المبادرة العربية» وتصويت الجمعية العمومية للأمم المتحدة الداعم لها، طالب الأسد عندما التقاه صراحة بوقف فوري للاضطرابات وبدء مفاوضات بين النظام السوري وقوى المعارضة. ولكن، في غياب مرافق مستقل ينقل أجواء اللقاء، كالعادة، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في دمشق، ومنها التلفزيون، أن اللقاء الذي استغرق ساعتين «ساده جو إيجابي». وأذاعت وكالة «سانا» الرسمية للأنباء، ومعها التلفزيون الحكومي، أن الأسد أعرب لضيفه عن «استعداد سوريا لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده سوريا من أحداث». ولكن الأسد ألقى باللوم بالعنف الحاصل على «الإرهابيين» الذين اتهمهم بالعمل على «تقويض استقرار سوريا». وفي اليوم التالي، على وقع اشتداد القمع الدامي في حمص وإدلب، عقد أنان لقاء ثانيا مع الأسد، وأعلن في أعقابه أنه قدم له «سلسلة مقترحات ملموسة سيكون لها انعكاس حقيقي على الأرض، وستساعد في إطلاق عملية ترمي إلى وضع حد لهذه الأزمة». ومع أن أنان أعرب عن بعض «التفاؤل» فإنه اعترف بأنه «سيكون من الصعب التوصل لاتفاق لوقف إراقة الدماء» وأن الوضع «سيئ وخطير للغاية».

روسيا والصين تؤكدان عدم محاباتهما للأسد.. واحترامهما «المطالب المعقولة» للشعب

الموفد الصيني: توافق بين بكين والجامعة

موسكو – لندن: «الشرق الأوسط»

في الوقت الذي أوضح فيه الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط تشانغ مينغ قبل مغادرته القاهرة أن بكين والجامعة العربية متفقتان على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن بلاده لا تدافع عن الرئيس السوري بشار الأسد، بل عن مبادئ العدالة الدولية وحق الشعب السوري في الاختيار الديمقراطي، فيما أكد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أن بكين لا تحابي أي طرف في الأزمة بسوريا، قائلا إنه يشعر «بألم عميق لمعاناة الشعب السوري»، وأن الصين تحترم المطالب المعقولة للشعب السوري من أجل التغيير.

وقال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي في كلمته أمام مجلس الدوما أمس، إن «موسكو تريد التوصل إلى إقرار السلام هناك (في سوريا) وحماية حياة السكان الآمنين. وتؤكد أن الشعب السوري هو صاحب الحق في تحديد من يكون في السلطة».

وأشار لافروف إلى أن بلاده تسعى من أجل الحيلولة دون حدوث أي نزاع طائفي في الشرق الأوسط، ودعم الأمن والاستقرار في المناطق المتاخمة لحدودها الجنوبية. وحذر من مغبة احتمالات البديل؛ الذي قال إنه «يمكن أن يكون حربا أهلية مدمرة غير معروفة نتائجها»، مشيرا إلى أن روسيا ستبقى على اتصال مع كافة الأطراف ومنها دمشق ومختلف مجموعات المعارضة السورية، ومع جامعة الدول العربية ومع الدول المؤثرة في المنطقة، وبصورة مباشرة مع البلدان أعضاء مجلس الأمن الدولي. واستبعد لافروف احتمال حضور عسكري روسي في سوريا، فيما أشار في معرض رده على سؤال حول احتمالات أن يكون ذلك بهدف هز هيبة أميركا إلى «أن هذا الهدف غير صحيح. لأنه علينا تعزيز هيبتنا، وليس تشويه هيبة الآخرين». وأضاف أن «هيبة أميركا لم تتعزز في العراق وليبيا». وأضاف: «إن ما يتعلق بالسؤال حول ضرورة مجابهة الولايات المتحدة الأميركية في سوريا وضمان وجودنا العسكري، فأعتقد أن السؤال يتضمن دعوة لمشاركة قواتنا في العمليات العسكرية، فأنا أعارض ذلك. كما أعتقد أن هذا سيتعارض مع المصالح الأساسية لروسيا الاتحادية».

وأعلن لافروف أن روسيا لا تورد إلى سوريا أسلحة «لاستخدامها ضد المتظاهرين المسالمين أو تلك التي تساعد على توسيع رقعة النزاع». وأضاف موضحا: «إن ما نورده إلى سوريا هي أسلحة ضرورية لضمان حماية الأمن القومي».. وأكد أن روسيا تنفذ التزاماتها أمام سوريا على أساس الاتفاقيات المبرمة، ومن ضمنها مجال التعاون العسكري.

من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أمس أن بكين لا تحابي أي طرف في الأزمة السورية، وقال إنه يشعر «بألم عميق لمعاناة الشعب السوري»، وإن كانت تصريحاته لا تنم عن تغير في موقف بكين الدبلوماسي.

وقال جياباو متحدثا في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع السنوي للبرلمان «الصين ليس لديها مصالح خاصة في قضية سوريا، والصين لا تسعى لحماية أي طرف بما في ذلك حكومة سوريا».

وأوضح أن مطالب الديمقراطية في العالم العربي يجب احترامها، وأن الدول العربية ستتفهم موقف الصين من التغييرات في العالم العربي.

وفي غضون ذلك، قالت وسائل إعلام رسمية أمس، إن الصين ستقدم لسوريا مساعدات إنسانية قيمتها مليونا دولار من خلال الصليب الأحمر في لفتة جديدة لإصلاح العلاقات في الشرق الأوسط. وتسعى بكين وموسكو للرد على اتهامات من زعماء غربيين وعرب بأنها هي وروسيا شجعتا قوات الأسد على القيام بمزيد من أعمال العنف ضد المدنيين حين استخدمتا الفيتو بشأن الأزمة السورية.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط تشانغ مينغ، أول من أمس، أن بكين والجامعة العربية متفقتان على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وقال مينغ أمام الصحافيين بعد اجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة إن «هناك توافقا كبيرا بين الصين والجامعة العربية حول حل الأزمة السورية سياسيا».

استقالة عضو أساسي من المجلس الوطني السوري تربك المعارضة

المالح لـ«الشرق الأوسط»: انسحبت كي لا أتحول لـ«شاهد زور»

بيروت: يوسف دياب

شكل انسحاب المعارض السوري هيثم المالح من عضوية المجلس الوطني السوري مفاجأة في أوساط المعارضة السورية، خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها الثورة المشتعلة في الداخل. وقد أكد المالح أنه ترك المجلس الوطني كي لا يتحمّل وزر بعض التصرفات التي تحصل فيه.

وقال المالح في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تركت المجلس الوطني، لأني وجدت أن لا مكان لي فيه وكي لا أكون شاهد زور، لأن المكتب التنفيذي الذي كنت واحدا منه لم يعد فيه تفاهم أو تعاون أو شفافية، كما أن المجلس يفتقد إلى العمل المؤسساتي». وأضاف «طالبنا بإعادة هيكلة المجلس ولم نلق آذانا مصغية، ثم دعونا إلى اجتماع للهيئة العامة ولم نحصل على جواب، هناك استفراد من المكتب التنفيذي الذي يضمّ عشرة أشخاص بكل شيء، وأمام هذا الواقع لم أعد أجد نفسي في المجلس الوطني، ولم أجد عملا منضبطا ولا شفافية فانسحبت منه حتى لا أكون شاهد زور».

وردا على سؤال عن الدور الذي يمكن أن يلعبه بمفرده لمساعدة الثورة، أجاب «أنا رئيس التجمع الوطني من أجل دعم الجيش الحر، وسأعمل من أجل دعم هذا الجيش بالمال والسلاح، لأنه لم يعد هناك دور للسياسة، الدور الآن للسلاح حتى نسقط هذه العصابة المجرمة التي تقتل الشعب السوري وترتكب المجازر وتنتهي إلى الأبد».

وعمّا إذا كان بإمكانه العمل من خارج المجلس الوطني لجمع المال وشراء السلاح للجيش الحر، أكد المالح «نحن لدينا إمكانات للتواصل مع السوريين المتمولين خارج سوريا وداخلها أيضا الذين يريدون دعم الثورة وإسقاط عصابة (الرئيس السوري بشار) الأسد، كما أننا نعتمد على إخواننا العرب من أجل لهذه الغاية». وردا على سؤال عمّا إذا كانت استقالته مع عضوين آخرين – وهما كمال اللبواني وكاترين التللي – تؤدي إلى إضعاف المجلس الوطني ومن ثمّ إضعاف المعارضة ومعها الثورة، قال المالح «أنا انسحبت لوحدي كشخص، وهذا المجلس يتشكل من أكثر من 300 عضو ولا أعتقد أن غياب شخص يضعف المجلس».

أما عضو المجلس الوطني نجيب الغضبان، فوصف استقالة المالح بـ«الأمر السلبي». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يؤلمنا أن يكون عضو في المجلس بقيمة الأستاذ هيثم المالح قد انسحب من المجلس، نحن نعرف أن هناك شكاوى من كثيرين من أعضاء المجلس على الأداء، ولو كان لدينا إطار تنفيذي أفضل منه لكنا انتقلنا إليه جميعا، وانطباع معظم الأعضاء أن هذا المجلس يحتاج إلى إصلاح، لا سيما الأمانة العامة والمكاتب الفنية ونعمل من أجل ذلك».

وأضاف «لكننا نأسف لهذا الانسحاب وكنا نتمنى معالجة التحفظات الموجودة عند زميلنا من الداخل، سيما أن هذا المجلس يمرّ بتحديات كبيرة جدا نتيجة التوسعات (في عدد أعضائه)، ولكوننا نعمل تحت ضغط الجرائم والمجازر التي يرتكبها النظام بحق شعبنا في الداخل، وضغط خارجي يقول بضرورة وحدة المعارضة، وكنا قطعنا شوطا كبيرا على طريق هذه الوحدة كي لا يتخذ المجتمع الدولي من خلافاتنا سببا لعدم مساعدتنا». وأكد الغضبان تفهمه لـ«إحباط المالح المتأتي ليس فقط عن ممارسات المجلس الوطني، إنما أيضا بسبب عجز العرب والمجتمع الدولي حتى الآن عن التعاطي مع هذا النظام المجرم والمآسي الإنسانية التي يفتعلها بحق شعبنا». وقال «بالنتيجة كلنا متطوعون ولا نتقاضى راتبا أو أموالا لقاء عملنا، وكان هدفنا الوصول إلى تفاهمات وتوافق، لكن طالما ارتأى الأستاذ هيثم الانسحاب فإننا نحترم خياره مع أن خروجه خسارة كبيرة».

إلى ذلك، اعتبر عضو «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة مأمون خليفة أن «كل ما يحصل داخل المجلس الوطني، وكل ما يحصل للشعب السوري في الداخل هو بسبب عدم توحد المعارضة». ورأى في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «المعارضة السورية بكل أطيافها متفقة على إسقاط النظام لكنها مختلفة على الأسلوب». وقال «لو بقي الاتفاق الذي أبرم بين المجلس الوطني وهيئة التنسيق الوطنية ونفذنا هذا الاتفاق لكنا بوضع أفضل، ولكانت الأطراف الدولية ساعدتنا وتعاطت مع الوضع السوري بشكل مختلف».

وردا على سؤال عن إمكانية التوصل إلى اتفاق رغم رفض الهيئة أي تدخل عسكري أو تسليح للمعارضة، أجاب خليفة «نحن لم نقل إننا لا نريد أن يدافع الشعب السوري عن نفسه، بل راهنا على الانشقاقات التي لا تؤثر سلبا على الثورة لأن المنشقين هم من الشعب السوري، وليس أن يبدأ مشروع إسقاط النظام الفاشي بتسليح الناس ونقل الثورة السلمية إلى الاحتراب الأهلي والطائفي».

مفجر الثورة السورية لـ «الشرق الأوسط»: سأخطب الجمعة قريبا في الجامع الأموي

إمام المسجد العمري: التقيت الأسد في أبريل الماضي وكان يستمع ولا يجيب.. وقلت له صراحة: إن كنت تريد الإصلاح فهيئ له الأجواء

لندن: محمد الشافعي

منذ أن غادر شيخ الثورة السورية أحمد الصياصنة إمام المسجد العمري الذي انطلقت منه الثورة قبل نحو عام في درعا، الأراضي السورية سرا إلى الحدود الأردنية التي دخلها يوم 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، لم يتوقف عن التواصل اليومي مع أبناء مدينته وعموم السوريين، عبر الهاتف والإنترنت.

الشيخ الضرير، اعتقل مرات عديدة واستشهد ابنه أسامة خلال الثورة وهدد بقتل باقي أبنائه، ويعتبر الشيخ الصياصنة أول من حرك الثورة السورية من خلال خطبه النارية في المسجد العمري بدرعا بجنوب سوريا، التي كان يحضرها ما يزيد على 50 ألفا في بداية الثورة. يتذكر سبعة أشهر من الإقامة الجبرية بعد اعتقاله تحت حراسة قوى الأمن السورية، وفراره بعد يومين من إطلاق سراحه إلى مدينة الرمثا التي دخلها بعد عبور نحو 16 كيلومترا على القدمين، وسعي المخابرات الجوية السورية لاعتقاله مجددا بعد وشاية أحد العملاء، لكن عناية الله ساعدته في الوصول للحد الفاصل في الحدود السورية الأردنية (الشيك) حيث تم استقباله من قبل حرس الحدود في الجيش الأردني، وقدمت له المساعدات اللازمة قبل أن يتم استضافته في مبنى أحد الأجهزة الأمنية حيث قدم له طعام الغداء قبل أن يتم نقله إلى العاصمة عمان. والشيخ الصياصنة كان من أول الداعين للمشاركة في المطالبات بإسقاط النظام في سوريا انطلاقا من مدينة درعا.. وجاء معه الحوار على النحو التالي:

* نبدأ بآخر تطورات الوضع في محافظة درعا.. وهل أنت على تواصل يومي مع الناس هناك؟

– في درعا البلد أو درعا المحطة، رجال الأمن السوري ينتشرون في الأزقة والحارات، و«الشبيحة» في كل مكان، وقناصة النظام على أسطح البيوت والعمارات بالملابس المدنية يترصدون الآمنين، والانفجارات لا تتوقف أيضا، إنه وضع مأساوي إلا ما رحم ربك، والسلطات تشن «حملة اعتقالات» ضد أبناء المدينة، وذلك على خلفية المظاهرات التي لا تهدأ، وتتجدد الاشتباكات في مدينة درعا بعد مشاركة الآلاف من أبناء المدينة في تشييع القتلى، والجامع العمري تحول إلى دار لتقديم واجب العزاء، في قتلي الثورة الأبرار، وكل السكان يعرفون بعضهم فدرعا «مدينة صغيرة»، وبالتالي فهم يعرفون شبيحة النظام والمخربين.

* ما تعليقكم على ادعاء النظام السوري أن المسجد العمري اتهم بإيواء مجرمين، ما الذي حدث فعلا وأنت إمام المسجد قبل أن تغادر الأراضي السورية؟

– المسجد العمري بريء من تهم النظام التي وجهها إليه، الجامع العمري يزدحم في العادة بحفاظ كتاب الله والمؤمنين القانتين المحافظين على الصلوات الراعين لفروض المولى عز وجل، ولا مكان فيه للمخربين والمجرمين، والذي حدث فعلا أن الأمن المركزي وضع فيه سلاحا وصوره الإعلام السوري الكذّاب، زورا وباطلا، على أنه لجماعات مسلحة، وإذا كانت هناك عصابة مسلحة لماذا لا يقبض عليها الأمن، وكيف نقل السلاح في ظل قيود الأمن المفروضة على كل السوريين.

وكان هذا تكملة للجريمة التي سبقت هذه الحادثة حين اعتقلوا الأطفال والشباب وخلعوا أظافرهم وأطلقوا النار على الناس العزل، وحين ذهب الأولياء للاستفسار قال لهم رئيس الأجهزة الأمنية أخبروا نساءكم أن ينجبن أطفالا آخرين.

* بعد لقائكم بالرئيس السوري بشار الأسد أبريل (نيسان) الماضي، والذي كان لكم معه حديث حول الأحداث التي شهدتها درعا، كانت هناك وعود بتشكيل لجنة لرفع مستويات المعيشة ودراسة إلغاء حالة الطوارئ المفروضة في سوريا منذ 48 عاما.. أين الحقيقة وهل أنتم راضون عن نتائجه؟

– نعم التقينا بالرئيس بشار الأسد في يوم 14 أبريل الماضي، وعموما كان الرجل يستمع ولا يجيب ، وقلت له صراحة: «إن كنت تريد الإصلاح فهيئ الأجواء للإصلاح، أما أن تقتلوا الناس وتطوقوا المدن فلن يحقق ذلك الأمن والأمان»، أوضحنا له الصورة جيدا، وقلنا له إن الصورة نقلت له بشكل غير صحيح، عن الوضع في درعا وعن خلفيات الأحداث، والمجازر والفضائح التي وقعت، كما قلنا له إننا نعاتبه كونه لم يزر المحافظة ليقف على الوضع الحقيقي فيها، واليوم الوقت تأخر كثيرا في سوريا، وهناك انتفاضة شعبية تزأر في الشارع السوري. وأوضحنا أنه منذ شهور طالبنا بإصلاحات جدية وسريعة لتوفير الوقت والجهد والخسائر على الشعب السوري، ووعدنا بسحب قوات الأمن المركزي منها، وقانون للأحزاب وآخر للصحافة، وإطلاق سراح المعتقلين، إضافة إلى رفع حالة الطوارئ، والقيام بإصلاحات شاملة تلبي رغبات السوريين، ولمسنا منه أنه لم تنقل إليه الصورة بوضوح، غير أننا لم نر شيئا من تلك الوعود يتحقق على الأرض في المدن السورية، وأستطيع القول إن آفاق الإصلاحات تأخرت كثيرا في سوريا، ولم يكن هناك أمام الشعب إلا الانتفاضة على ما يجري، والانتفاضة الشعبية في المدن السورية لن تتوقف حتى يتحقق الإصلاح بسقوط النظام.

* كيف تفسّر الاستجابة القوية لعلماء الأمة الإسلامية في الفترة الأخيرة لما يحدث في سوريا.. وما موقفكم من الحملة التي تشن ضد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟

– أنا مع الشيخ يوسف القرضاوي في رأيه، أحترمه في آرائه وأحبه، وهو رجل مجاهد يقول كلمة الحق وأجره على الله ، رغم أني لم ألتق به ولا أعرفه عن قرب، ولست مع من يتكلم عنه بأي سوء، أما عن الشيخين البوطي ومفتي سوريا أحمد حسون فهما من علماء السلطان ومنبوذان من قبل السوريين بأنهما اشتريا الضلالة بالهدى، واشتريا الحياة الدنيا بالآخرة، وهذه صفة كل عالم لا يقول الحق، لأنهما لم يقفا إلى جانب المظلومين والمضطهدين، وأقول للشيخين هل من خرج مطالبا بحريته وكرامته أصبح مجرما، الأمن المركزي قتل من تظاهر سلميا للمطالبة بحريته، والنظام تعود على قول نعم فقط، وحين قال الشعب لا، قتلوه، وقالوا إنه مجرم وخائن، هل نقبل بالضرب والتعذيب حتى نكون سوريين، جريمتنا هي المطالبة بالحرية. إن أمنيتي اليوم التي أدعو الله لأجلها ليل نهار، أن يمنحني طول العمر لألقي خطبة الجمعة في المسجد الأموي أو المسجد العمري، الذي تركت فيه أحد تلامذتي هناك حتى يتحقق الفرج من عند الله، إنني أشعر أن فرج الله قريب بسقوط هذا النظام.

* ما السيناريوهات المتوقعة من وجهة نظركم؟

– الوضع مؤلم الآن في الشارع السوري بعد المذابح التي ارتكبها عناصر حزب الله وجيش المهدي القادم من العراق، لأنهم هم الذين ذبحوا الناس في حمص وحماه وإدلب، وأعتقد أن الثورة التي سيرها الله لن تتوقف حتى يتحقق الحق، وستمضي حتى النصر، ولا أعتقد أن المظاهرات ستتوقف، لأن الشعب السوري مل الوعود، والمواطنين اليوم بعد المذابح لا يثقون في وعود النظام، الرئيس بشار الأسد منذ توليه مقاليد الحكم في سوريا تحدث عن الإصلاحات وتفاءلنا خيرا حينها، لكن لم نر شيئا من تلك الإصلاحات على الأرض، يبدو أن الطبقة الحاكمة وقفت ضد الإصلاحات التي جاء بها، وبذلك فقد الناس الثقة في النظام، وبعد جرائم القتل العديدة لا يوجد من يثق في نظام بشار الأسد اليوم، ثم هل يعقل أن ننتظر من الفاسد والمفسد أن ينجز إصلاحا، الجهاز كله فاسد، ولا ننتظر شيئا سوى رحيل النظام، على الأرض عناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني وجيش المهدي القادم من العراق ينفذون المذابح وقطع الرقاب بحق المعارضين، وندعو العلماء والمشايخ في مصر والعالم العربي والإسلامي للدعاء لأهالي درعا وسوريا ليفرج عنهم محنتهم، وعندما أذهب إلى مسجد في الأردن اليوم أو العاصمة عمان وأسمع خطيب لا يتحدث عن مأساة أهل سوريا أشعر بالأسى، ومنذ مدة ذهبت إلى العاصمة عمان وسمعت خطيب الجمعة يتحدث عن الكارثة الكروية في استاد بورسعيد المصرية بين فريقي الأهلي والمصري البورسعيدي، ونسي الشيخ أن يتطرق من قريب أو من بعيد إلى محنة السوريين اليومية لحظتها شعرت بالحزن، ولذا فإني أدعو المولى عز وجل أن يفك كرب السوريين بإزالة هذا النظام.

المعارضة السورية: من التنسيقيات.. إلى المجلس الوطني

مسيرة «تأطير» الثورة السورية خلال عام

بيروت: نذير رضا

لم يكن من السهل أن تتبلور معارضة سورية موحدة، في ظل نظام حكم البلاد لأكثر من 40 سنة موزعا معارضيه بين الزنزانة والمنفى.. والقبر. احتاجت المعارضة السورية أشهرا عدة قبل أن تبلور خطابها ومؤسساتها التي يبدو أنها لا تزال تحتاج إلى الكثير من العمل، غير أن الجميع يشهد بأن ما تحقق لم يكن سهل التحقيق.

رسمت وتيرة الأحداث داخل سوريا خريطة جديدة للمعارضة السورية، لم تتشكل نواتها قبل مؤتمر أنطاليا الذي ضم ثلاثمائة شخصية سورية معارضة. قبل هذا المؤتمر، كانت الكلمة الفصل للجان التنسيق المحلية، وجموع المعارضين في الداخل الذين تحدوا قرارات منع التجول والتظاهر، وردوا على الأجهزة الأمنية بالهتاف ضد النظام والمطالبة بإسقاطه. استأثر هؤلاء على المشهد الميداني، وحددوا خيارات المرحلة السياسية المقبلة، وسبقوا المعارضين إلى تغيير الوضع القائم، بأشواط.

في هذا الوقت، كان «المعارضون التقليديون» الذين عُرفوا بمعارضة النظام قبل سبع سنوات، وتحديدا يوم إعلان ربيع دمشق، تائهين بين خيار إسقاط النظام في الشارع، أو مواصلة نضالهم الصامت لإحداث تغيير فعلي في البلاد، تتمخض عنه انتخابات نيابية ورئاسية نزيهة، وتتكرس حرية التداول الإعلامي، وتُفتح آفاق تداول السلطة بطريقة ديمقراطية.

وجاء مؤتمر أنطاليا ليعلن أول تشكيل رسمي للمعارضة الحقيقية التي حظيت بترحيب المجتمع الدولي، واستمدت شرعيتها من فسيفساء المجموعات المعارضة التي اجتمعت في المؤتمر، وناقشت الهواجس السورية، وحددت خيارات المستقبل المتمثلة بالمطالبة باستقالة الرئيس السوري بشار الأسد، وتسليم السلطة لنائبه فاروق الشرع وتحديد موعد لانتخاب مجلس شعب جديد ينتخب بإرادة الشعب.

ويقول متابعون إن ذلك المؤتمر، رغم تأخره عن الانعقاد، ومعارضته من قبل لجان التنسيق المحلية الذين يعتبرون أنفسهم قادة الميدان وشركاء المستقبل، «بدد هواجس الثائرين في الداخل، الذين يتخوفون من إسقاط الدولة». ويشير هؤلاء إلى اعتقاد «كان يسري بين المتظاهرين بأن التدخل الأجنبي يهدف إلى إسقاط الدولة بمؤسساتها، فيما يريدون هم إسقاط النظام فقط». غير أن تجمع أفرقاء المعارضة السورية في الخارج في مؤتمر واحد، «منح الناشطين في الداخل ضمانة بأن اتفاق المعارضة سيحافظ على كيان الدولة». وأسس هذا المؤتمر، رغم التباينات في وجهات نظر أعضائه، لمجموعة خطوات لاحقة، كان أهمها الإعلان عن تشكيل المجلس الوطني السوري برئاسة دكتور برهان غليون.

في مقابل مؤتمر أنطاليا الذي يعد أول هيئة منظمة لتحركات المعارضة السورية في الخارج، كانت دمشق تحتضن مؤتمرا للمعارضة في الداخل، تحت شعار «سوريا للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنية»، حضرته 200 شخصية معارضة ومستقلة سورية، دعم الانتفاضة السلمية مطالبا بتنفيذ الإصلاحات وإنهاء الحل الأمني. غير أن هذا المؤتمر، كما المؤتمر التشاوري للحوار الذي انعقد في شهر يوليو (تموز) في دمشق، لم يحظَ بإجماع المعارضين، وخصوصا المعارضة في الخارج التي اعتبرت أن المؤتمر يبرّئ النظام، ويسلفه أوراقا رابحة، كما لاقى معارضة لجان التنسيق المحلية والمعارضين الآخرين في الداخل الذين اعتبروا أن الحوار مع النظام يعني مشاركته جرائمه، ولا حل من غير تنحي الرئيس الأسد.

والواقع أن تشكيلات المعارضة السورية، منذ انطلاقة الاحتجاجات في منتصف مارس العام الماضي، اصطدمت بحواجز كثيرة، حيث لم ترضِ طموحات جميع أفرقاء المعارضة التي بدت في أغلب الأحيان منقسمة على الخيارات، بين الخيار العسكري والخيار السياسي، كما بدت منقسمة في وجهات نظرها إزاء الأحداث التي تدهورت يوما بعد يوم. وجاء مؤتمر اسطنبول الذي عُقد في 16 يوليو للحدّ من الانقسامات وتفاوت وجهات النظر بين الداخل والخارج، ولتعزيز الشراكة الحقيقية في القرار الوطني بين شباب التنسيقيات والشخصيات المعارضة في الخارج، حيث تم الاتفاق على تشكيل «هيئة إنقاذ وطني» تتألف من «ممثلين للمعارضة» ومن «شباب الثورة السورية»، وتم اختيار المحامي المعارض هيثم المالح رئيسا للهيئة.

هدّأ هذا المؤتمر من حدة الخلافات والتباينات، لكنه لم يرضِ طموحات الجميع، إذ شكك المعارضون في الداخل بقدرة الهيئة على التعبير عن أطياف المجتمع السوري، مطالبين بتحويل الأقوال إلى أفعال، رغم إعلان المالح أن الهيئة «ستعمل على بناء نظام تعددي وديمقراطي في سوريا وستقوم بانتخاب لجنة من 15 شخصا ستعمل في خارج سوريا وستقوم بمساعدة شباب الثورة في الداخل».

ولم تتوقف محاولات «جمع الشمل» بين أطياف المعارضة السورية التي شكلت لجانا وهيئات ومجالس بغية تحقيق مطالب الشعب. فبعد التشكيك بدور «هيئة الإنقاذ»، واصطدامها بعراقيل لوجستية وسياسية وفكرية، ولدت «الهيئة العامة للثورة السورية» في 18 أغسطس (آب) في اسطنبول أيضا، التي تكونت من أربعين فريقا معارضا، يضم تنسيقيات واتحادات تنسيقيات الثوار، وهدفت إلى توحيد جهود الثوار وبناء دولة حرة ومدنيّة وديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتكفل الحرية والمساواة والكرامة لجميع المواطنين السوريين.

تلك الهيئة، لم تكن بديلا لتجمع المعارضين السياسيين في إطار تنظيمي موحد، ولا تزال تمارس دورها، تحقيقا لمبادئها التي قامت لأجلها، وأهمها إسقاط النظام «من أجل تمكين شعبنا السوري بمكوناته المختلفة من بناء دولته المدنية الديمقراطية، وتحقيق تطلعاته في الحرية والمساواة والكرامة واحترام حقوق الإنسان، والالتزام بمبادئ الثورة الأساسية، وهي الوحدة الوطنية وسلمية الثورة، لا طائفيتها».

ووسط «زحمة» الهيئات والتنسيقيات، جاء إعلان المجلس الوطني السوري في 2 أكتوبر (تشرين الأول) لينهي الانقسامات بين أطياف المعارضة، ويرسم خريطة طريق واضحة ورسمية لمسارها السياسي، ويحدد خياراتها. وأعلن رئيس المجلس المفكر برهان غليون عن أنه يشكل «إطارا موحدا للمعارضة السورية» يضم كافة الأطياف السياسية من الليبراليين إلى الإخوان المسلمين ولجان التنسيق المحلية وأكراد وآشوريين.

تمثلت في المجلس أغلب أقطاب المعارضة، منهم «الإخوان المسلمون» وأعضاء من «إعلان دمشق» و«المؤتمر السوري للتغيير»، فضلا عن شخصيات مستقلة وتكنوقراط. ويعتبر المجلس المظلة السياسية التي تجمع الشخصيات الوطنية والقوى المساهمة في الثورة، تلك المتفقة على إسقاط النظام، وإقامة نظام ديمقراطي تعددي. وبحسب البيان التأسيسي للمجلس، جاء بفعل «الحاجة إلى تشكيل مجلس يضم الكفاءات الوطنية والشخصيات الفاعلة، ويعمل بمثابة مظلة سياسية للثورة السورية في المحافل الدولية دعما لقضية الشعب السوري العادلة في التحرر من الاستبداد وبناء دولته المدنية الديمقراطية». وحظي بدعم لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد النظام في الداخل.

لاقى تأسيس المجلس ترحيبا دوليا، واعترفت به بعض الدول، منها ليبيا ومصر، بعد فترة وجيزة من تأسيسه، كممثل شرعي للشعب السوري.. وبادر إلى التنسيق مع الجناح العسكري للثورة «الجيش السوري الحر»، وإلى نسج العلاقات الدولية الهادفة إلى تحقيق مطالب الشعب السوري.

«الحريقة».. أول مظاهرة شهدتها سوريا ضد نظام الأسد خلال 40 عاما

الناشطون السوريون يرون أنها «الصرخة الأولى المدوية» و«أول نسمة مزهرة حملها الربيع العربي»

لندن: نادية التركي

أدت مظاهرة عفوية في حي الحريقة بدمشق إلى استنفار كامل في أجهزة الأمن، المستنفرة أصلا بعد الأحداث التي شهدتها مصر وتونس، حيث أعطيت تعليمات بعدها بعدم التعرض لأي مواطن، وعدم توفير أي سبب للتوتر مع المواطنين.

وتجمع في هذه المظاهرة عدد من المواطنين بعد أن اعتدى شرطي على أحد المواطنين، في 17 فبراير (شباط) من العام الماضي، وهتف المتظاهرون لأول مرة «الشعب السوري ما بينذل»، وحضر وقتها وزير الداخلية، وتحدث للمتظاهرين في محاولة لتهدئتهم. و«تم تداول الفيديو الخاص بالمظاهرة بين السوريين بشغف كبير، فهم كانوا يرون فيه أول تجمع يهتف فيه الناس لحريتهم، ويصرخون بأنهم لا يقبلون الذل، رغم أنه كان متوقعا أن بعض الأفراد الموجودين في التجمع سوف يقومون في نهاية التجمع عند وصول الوزير بالهتاف بحياة بشار، فلم يكن من المعتاد أن يخرج الناس ليهتفوا للرئيس من دون إذن، فكيف بتجمع غير مرخص وأمام وزير الداخلية نفسه؟»، حسبما قال الناشط السوري وعضو المجلس الوطني عبيدة فارس.

أما الكاتبة الدمشقية والناشطة في مجال حقوق الإنسان إيمان البغدادي، فكتبت في رسالة إلكترونية لـ«الشرق الأوسط»: «بينما كنت جالسة في غرفتي أحضّر مقالا عن وضع الأطفال في الشرق الأوسط وضرورة تطوير وسائل التعليم، وصلتني رسالة معنونة بـ(مظاهرة في الحريقة)، فتحت الرابط فورا وشاهدت الفيلم مرتين متتاليتين، وبالكاد كنت أصدق ما أراه، فقد كنت غادرت سوريا قبل خمسة أسابيع فقط ولم أشعر بأي إشارة أو نبض جديد، وعندما غادرت سوريا لم أتخيل أبدا أن الحراك سيبدأ بهذه السرعة، بالإضافة لأنني أعرف بالضبط كمية الخوف التي تم زرعها بعناية في نفوسنا، وأعرف بالضبط قساوة وتعقيد تلك القبضة الأمنية وتشابكها في كل حيثيات حياتنا. لذلك كان من الصعب أن أتخيل أن يخرج السوريون ليتظاهروا حتى ضد غلاء الأسعار. ومع هتاف (الشعب السوري ما بينذل) اجتاحتني كل أنواع المشاعر دفعة واحدة، فقد كنت وقبل أيام من مشاهدة هذا الفيلم أتقافز أمام شاشة تلفازي ودموع الفرح تملأ عيوني بينما أشاهد سقوط ثاني ديكتاتور مع بداية عام جديد، وحينها سألت نفسي بشيء من الغصة: متى سيأتي دورنا ونتحرر؟ كنت أدقق في وجوه المتظاهرين وأرى الكثير من الوجوه المستغربة وكأنهم هم أنفسهم لم يكونوا مصدقين أنهم يتظاهرون. في البداية لم أفهم بالضبط سبب تلك المظاهرة، فقد تعارضت الهتافات، فبينما هتف البعض لدقائق (الشعب السوري ما بينذل)، اخترقهم صوت يهتف (بالروح بالدم نفديك يا بشار)، ثم علا من جديد (الشعب السوري ما بينذل) ليؤكد لي أنها مظاهرة لاسترداد الكرامة. كان واضحا حجم الهلع الأمني الذي أرسل وزير الداخلية بنفسه بسيارته المحصنة محاولا قتل روح تلك المبادرة العظيمة بقوله لهم (أهذه مظاهرة؟ عيب عيب)، وظلت بعض الأصوات التي تدفق لها شعور الحرية تهتف من بعيد (الشعب السوري ما بينذل)».

وأضافت البغدادي، وهي أصيلة دمشق «برأيي أنه بعد أن استشعر السوريون طعم الحرية الذي تسلل من تونس ومصر قرروا أن يتذوقه بأنفسهم وعلى أرضهم. أعتقد أنه كان لهذه المظاهرة الصغيرة العفوية التي قد تبدو للبعض هشة دور أساسي في انطلاق ثورة الكرامة التي ستنتصر رغم كل هذا العنف والبربرية الممارسة من قِبل النظام الأسدي».

أما الصحافي السوري إياد شربجي، فقال عبر البريد الإلكتروني «إن أهمية تجمع الحريقة تتأتى من كونه كان الصرخة الأولى المدوية للناس في الشارع، وذلك بعد صمت طويل قارب الأربعين عاما. أعتقد أن الإساءة التي ارتكبها رجل شرطة ضد أحد التجار لم تكن هي السبب بقدر ما كانت حجة للناس لتفجر غضبها المكبوت، ففي هذه المظاهرة التي التأم بها أكثر من 1000 شخص خلال أقل من ربع ساعة، شعر النظام السوري بالخطر، وجاء وزير الداخلية على الفور ليهدئ الموقف ويعتذر من الناس. أعتقد أن هذه الحادثة وحتى إن لم تكن الشرارة الحقيقية للثورة السورية، فإنها بالتأكيد كانت الدليل على أنها قادمة إلى سوريا لا محالة». أما عبيدة عامر، الناشط الإعلامي الدمشقي، فقال «كانت موقعة الحريقة في الـ17 من فبراير أول نسمة مزهرة حملها الربيع العربي إلى سوريا، فتنفس الشعب ولأول مرة منذ أربعين عاما طعم الحرية بعيدا عن الخوف والقتل.. واضلف وأضاف عامر في رسالته الإلكترونية لـ«الشرق الأوسط» «صار واضحا أن جسم سوريا قابل لأن يأخذ عدوى الثورة، ونظامها ليس بدعا من الأنظمة.. مما جعل حسابات كل من الشعب والسلطة تتغير، وصارت كلمة (الثورة) متداولة – ولو بهمس – في حارات سوريا وأروقة البيت السياسي».

أسماء التصقت بالثورة.. وتحولت رموزا ملهمة للمتظاهرين

أبرزها حمزة الخطيب وغياث مطر ومشعل تمو وحسين هرموش وإبراهيم القاشوش وعلي فرزات

بيروت: ليال أبو رحال

ارتبطت الانتفاضة السورية منذ اندلاعها في منتصف شهر مارس (آذار) 2011 بمجموعة من الأشخاص الذين أسهموا في صنعها، بطريقة أو بأخرى، فطبعت أسماؤهم في ذاكرة السوريين وكل المواكبين للمشهد السوري على مدى عام بأكمله. من الطفل حمزة الخطيب مرورا بالناشط غياث مطر و«بلبل الثورة السورية» إبراهيم القاشوش ورسام الكاريكاتير علي فرزات، وصولا إلى المقدم حسين هرموش والمعارض الكردي مشعل تمو.. كلها أسماء أمست أشبه بـ«رموز» أو «أيقونات» مرتبطة بالثورة السورية، شأنها شأن بوعزيزي تونس وخالد سعيد مصر.

بعد مرور أكثر من شهرين على بدء التحركات الشعبية في سوريا، برز اسم الطفل حمزة الخطيب، ذي الـ13 عاما، الذي لم يتسنَ له أن يعيش ليحقق حلمه بأن يصبح شرطيا. وبعد اعتقاله ومجموعة من الأفراد في مسيرة معارضة للنظام في 29 أبريل (نيسان) الماضي في مدينة جيزا، القريبة من درعا في مظاهرات دعت إليها المعارضة تحت عنوان «مظاهرات جمعة الغضب»، عاد الطفل إلى والديه جثة متوردة في الخامس والعشرين من شهر مايو (أيار) الماضي. في الخامس من يونيو (حزيران) الماضي، بدأت معاناة عائلة هرموش في محافظة إدلب، مع انشقاق المقدم حسين هرموش، وهو من أوائل الضباط السوريين الذين انشقوا عن الجيش السوري النظامي، احتجاجا على «القتل الجماعي للمدنيين العزل وتوريط ضباط الجيش وأفراده في مداهمة مدن وقرى آمنة، وقتل أطفال ونساء وشيوخ وارتكاب المجازر الجماعية»، وفق ما أعلنه في بيان انشقاقه.

وشكل انشقاق هرموش، الذي أطلق «حركة الضباط الأحرار» في جسر الشغور، مقدمة لحملة ملاحقات أمنية لم تستثن فردا من أفراد أسرته، الذين دفع بعضهم حياته ثمنا لذلك، مما دفعه للهرب إلى تركيا والانضمام إلى مخيمات اللاجئين التي أقيمت في منطقة أنطاكيا. وفي التاسع والعشرين من شهر أغسطس (آب) الماضي، خرج هرموش من مكان إقامته متوجها إلى عشاء للقاء أحد الضباط الأتراك في مدينة أنطاكيا، من دون أن يعود أدراجه، ليظهر بعدها محتجزا لدى النظام السوري، من دون أن تتضح حقيقة ما حصل معه وكيفية اختطافه ووصوله إلى يد السلطات السورية. في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، بث التلفزيون الرسمي السوري ما سماه «اعترافات» هرموش، أعلن خلالها أن عودته إلى سوريا «تلقائية»، وأنه قام بالانشقاق والفرار بسبب «ما شهدته الساحة من أحداث دامية حيث سقط في الشارع قتلى كثيرون». وأكد أنه «لم يعط لي أي أمر بإطلاق النار على مدنيين أو غير مدنيين».

وبينما لم يظهر هرموش بعد اعترافاته هذه، تضاربت المعلومات بعد 30 يناير (كانون الثاني) الماضي بشأن إقدام النظام السوري على تصفية هرموش، على خلفية نقل منظمة حقوقية باسم «الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان» عن «مصدر عسكري وثيق الاطلاع»، قوله إن «كتيبة من عناصر المخابرات الجوية، نفذت الأسبوع الماضي حكم الإعدام رميا بالرصاص بحق المقدم هرموش في ساعة متأخرة من الليل».

في موازاة ذلك، أقدمت عناصر من الأمن و«الشبيحة» في الرابع والعشرين من أغسطس الماضي، على اختطاف رسام الكاريكاتير السوري والعالمي علي فرزات، بعد مهاجمته في دمشق والاعتداء عليه في سيارته وهو في طريق عودته من مكتبه إلى المنزل. وبثت وسائل الإعلام صورا لفرزات وهو ملقى على سرير في المستشفى، بعد أن قامت العصابة التي اختطفته برميه على طريق المطار بعد ضربه ضربا مبرحا، خصوصا على أصابعه ويديه، في محاولة لترهيبه وكسر يديه اللتين تجرأتا على رسم لوحات كاريكاتيرية ناقدة للنظام السوري ولأدائه في قمع المتظاهرين.

واستخدم فرزات رسومه الكاريكاتيرية في معركة علنية ضد النظام في سوريا، وهو ما أثار امتعاض النظام السوري، حيث اتهم الأسد، فرزات بـ«طعنة في ظهره» خلال لقائه أهالي مدينة جوبر. وكانت علاقة تجمع بين فرزات والرئيس الأسد، تطورت في السنوات الأولى لحكم الأخير، ووصلت إلى حد منح فرزات ترخيصا لإصدار جريدة مستقلة بعد 40 عاما (منذ عام 1963) من منع إصدار الصحف الخاصة في سوريا، إلا أن ما لبثت العلاقة أن ساءت بين الرجلين بعد تضييق الأسد على جريدة فرزات (جريدة «الدومري») وصولا إلى إغلاقها في عام 2004، الأمر الذي دفع فرزات إلى التحول لخصم لدود للأسد ولنظامه.

ووفق ما أورده ناشطون وما كتبه على صفحة تحمل اسم «كلنا الشهيد البطل إبراهيم قاشوش»، فقد ظفرت القوى الأمنية صباح الثالث من يوليو بقاشوش خلال توجهه إلى عمله، ليذبح بعدها بطريقة همجية، حيث اقتلعت حنجرته وتم تمزيق جسده بالرصاص، ورميت جثته بعد ذلك في نهر العاصي. وأظهرت مقاطع فيديو تم بثها على «يوتيوب» جثة إبراهيم التي بدت آثار التعذيب واضحة عليها.

«نحن وإياكم يدا بيد لنتحرر من السجن الكبير».. هي العبارة التي وسم بها المعارض الكردي البارز مشعل تمو، الناطق باسم تيار المستقبل الكردي والقيادي الذي يحظى باحترام السوريين كافة، صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». وفي حين باءت محاولة اغتيال تعرض لها في 8 سبتمبر الماضي بالفشل، وعلى الرغم من محاولته أن يتوارى عن الأنظار والتنقل بسرية بعد سلسلة تهديدات تلقاها على خلفية دعمه العلني لتحركات الشعب السوري ومساندته للمعارضة السورية والمجلس الوطني السوري الذي كان أول من أعلن تأييده له، تمكن 4 مسلحين في الخامسة من مساء السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من اقتحام منزل تمو، حيث كان موجودا مع ابنه مارسيل والناشطة زاهدة رشكيلو وقاموا بإطلاق النار عليهم. وبينما نحا ابنه ورشكيلو، قتل تمو على الفور ليكون بذلك «أول شهداء الثورة السورية» في القامشلي، وأطلق نبأ مقتله في يوم «جمعة المجلس الوطني يمثلني» مظاهرات غاضبة سارت في القامشلي، وتخللها حرق صور رموز النظام وإزالة لتماثيل الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد. كما تحول تشييع تمو في اليوم التالي إلى مظاهرات ساخطة طالبت بإسقاط نظام الأسد، وأدى إطلاق القوى الأمنية النار على المشاركين فيها إلى مقتل 6 متظاهرين.

في مدينة داريا الواقعة في ريف دمشق، برز اسم الناشط غياث مطر كواحد من أبرز منظمي المظاهرات التي خرجت في المدينة، وهو لم يتردد خلال مشاركته فيها في تقديم الماء والورود إلى عناصر الأمن والجيش. في السادس من سبتمبر الماضي، قرر غياث أن يرافق الناشط السياسي يحيى شربجي، الذي كان مطلوبا من القوى الأمنية، بعد تلقي الأخير اتصالا من شقيقه معن بأنه قد أصيب بجراح وموجود في مكان معين. وما إن بلغه شربجي ومطر حتى تبين أنهما وقعا في فخ كمين خططت له القوى الأمنية التي كانت أجبرت معن شربجي على الاتصال بشقيقه والادعاء بأنه مصاب.

بعد مضي 4 أيام على اعتقاله، عاد غياث مطر جثة هامدة إلى عائلته، إثر وفاته تحت التعذيب، وتم تشييعه في اليوم عينه وسط أجواء من الغضب والحزن العارم. وخلال مجالس عزاء أقيمت له، حضر وفد دبلوماسي للتعزية، تقدمه السفيران الأميركي والفرنسي، وما إن هم السفراء بالمغادرة حتى قامت قوات الأمن باقتحام مجلس العزاء، مطلقة العيارات النارية والقنابل المسيلة للدموع من أجل فض المجلس.

أهم الأحداث التي مهدت لانطلاق الثورة

أول جمعة في تاريخ الثورة السورية كانت يوم 18 مارس

لندن: نادية التركي

يحتفل السوريون اليوم بالذكرى الأولى لثورتهم، ومهدت لانطلاقتها الفعلية الكثير من الأحداث التي حاول السوريون من خلالها التعبير عن غضبهم ورفضهم للنظام السوري.. «الشرق الأوسط» حاولت رصد أهم هذه الوقائع وتواريخها، وتمكنا من تلخيصها في النقاط التالية التي ساعدنا في إعدادها الناشط السوري وعضو المجلس الوطني عبيدة فارس:

* 18 – 1 – 2011: تأسست «صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد»، لتكون أول صفحة على الـ«فيس بوك» من نوعها، وكان معظم السوريين آنذاك غير مصدقين أن هناك من يجرؤ على كتابة اسم «الثورة السورية»، وهي الصفحة التي ستكون مركز عمليات للثورة لاحقا.

* 3 – 2 – 2011: اعتصام بالشموع للتضامن مع ثورة مصر، ونظم الاعتصام الأول بالشموع أمام مقر السفارة المصرية، بينما نظم الثاني عند باب توما في دمشق القديمة، وتعرض النشطاء الذين شاركوا في هذا الاعتصام للضرب والاعتقال.

* دعت «صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد» إلى تنظيم «يوم غضب» في سوريا يوم 5 فبراير (شباط) 2011، لتكون أول دعوة علنية للثورة على النظام منذ عقود، ولم تجر يومها تحركات تذكر، إلا أن هذه الدعوة أحدثت توترا كبيرا لدى الأمن والشارع، حيث أشعرت النظام أن وصول الثورة إلى سوريا ما هو إلا مسألة وقت. وبلغ عدد المشاركين في الصفحة آنذاك نحو 2000 مشترك، وهو رقم قياسي في ذلك الوقت. وما زال النشطاء إلى الآن يتفاخرون بأنهم كانوا من أول مائة شخص أو أول خمسمائة شخص انضموا للصفحة!

* 17 فبراير: خرجت مظاهرة عفوية في حي الحريقة بدمشق، حيث تجمع عدد من المواطنين بعد أن اعتدى شرطي على أحد المواطنين، وفي هذه المظاهرة هتف المتظاهرون لأول مرة «الشعب السوري ما بينذل»، حضر وقتها وزير الداخلية، وتحدث للمتظاهرين، وقال لهم: «هي اسمها مظاهرة، هذا عيب». كانت هذه المظاهرة هي الأولى منذ عدة عقود، والتي يتجمّع فيها الناس من دون تنظيم من أجهزة الدولة، وليهتفوا للنظام.

* 8 مارس (آذار) : تم توزيع رابط من وكالة «سانا» للأنباء، يظهر مرسوما صادرا عن الرئيس بشار الأسد يتضمن عفوا عاما عن الجرائم السياسية المرتكبة قبل تاريخ 8 – 3 -2011 (وتبين لاحقا أنه تعديل على المرسوم الذي صدر يوم 7 – 3 – 2011) أدى هذا الأمر إلى حراك بين أهالي المعتقلين الذين يمكن أن يشملهم العفو، بالإضافة إلى بلبلة في التصريحات الرسمية، إلى أن اضطرت الوكالة إلى إصدار نفي رسمي لهذا الخبر.

ولم يعرف إلى اليوم ملابسات ما حدث بالضبط، هذا الأمر دفع أهالي المعتقلين إلى التحرك للمطالبة بأبنائهم بعد أن عاد الأمل لهم بالإفراج عنهم، فتجمعوا يوم 16 – 3 – 2011 أمام وزارة الداخلية في تجمع غير مسبوق (بعد أن دعت صفحة الثورة السورية يوم 15 – 3 – 2011 للتظاهر أمام وزارة الداخلية)، لكن الأمن فرق المظاهرة، واعتقل عشرات من المشاركين، من بينهم الناشطة سهير الأتاسي، والدكتور طيب تيزيني، والناشط مازن درويش، وفي اليوم التالي 17 – 3 – 2011، تجمع عدد من أهالي المعتقلين، ليقدموا رسالة إلى وزير الداخلية، ورفعوا صورا للمعتقلين، وشعارات تطالب بالحرية لهم.

-* 12 مارس: خرجت مظاهرة في القامشلي إحياء لذكرى شهداء 2004.

* 14 مارس: دعت «صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد» إلى التظاهر يوم 15 – 3، وحددت سوق الحميدية ليكون مكان الانطلاق. وبالفعل، انطلقت أول مظاهرة في سوق الحميدية في ذلك اليوم، شارك فيها بضع مئات.

* 15 – 3: أعلنت «صفحة الثورة» عن مظاهرة أمام وزارة الداخلية في اليوم التالي، فخرجت المظاهرة التي ذكرناها قبل قليل يوم 16 – 3 – 2011.

* 17 – 3: أعلنت صفحة الثورة عن أول جمعة في تاريخ الثورة السورية بتاريخ 18 مارس، وسميت «جمعة الكرامة».

* 18 – 3 – 2011: انطلقت مظاهرات حاشدة في كل من حمص (جامع خالد بن الوليد) وبانياس (وكانت المظاهرة بقيادة الشيخ أنس العيروط)، ودرعا، وسقط 4 شهداء في درعا ذلك اليوم، حيث كانت دماء الشهداء وقودا لمظاهرات الأهالي في درعا، وخاصة مظاهرات التشييع.

أوباما وكاميرون مع “التعبئة الدولية” وأنان ينتظر المزيد من الإجابات والقتل مستمر

القوات الأمريكية “تحضّر لكل شيء” بشأن سوريا

واشنطن – حنان البدري، دمشق وكالات:

سيطر الجيش السوري بشكل كامل، أمس، على مدينة إدلب (شمال غرب)، بعد انسحاب “الجيش السوري الحر” المعارض منها . وأعلن نشطاء أن عشرات القتلى سقطوا في إدلب ومحافظات أخرى، وكشفت مصادر رسمية عن اكتشاف ضحايا مجازر جديدة، في حمص (وسط) عشية دخول الأحداث في سوريا عامها الثاني . في وقت تسلم مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان رد دمشق على مقترحاته،وأعلن أنه ينتظر مزيداً من الإجابات، وأكدت الأخيرة أنها ردت “بإيجابية” على المقترحات الشفوية للمبعوث . وشدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وضيفه رئيس الوزراء البريطاني على أهمية تعبئة المجتمع الدولي ضد النظام السوري والضغط عليه بالمزيد من العقوبات وعزله، واستبعدا “فرض منطقة حظر طيران” فوق سوريا راهناً، لكن أوباما أكد أن القوات الأمريكية “تحضر لكل شيء” . والتقت تصريحات أطلقتها موسكو وبكين على تأكيد عدم الانحياز لطرف دون آخر في الأزمة، وانتقدت الأولى تأخر الإصلاحات، فيما أيدت الثانية مطالب الشعوب العربية، وأكدت “عدم محاباة أحد” . بينما أعلنت إيطاليا إغلاق سفارتها في دمشق، وذكرت مصادر سورية أن السفارة السعودية أغلقت أبوابها نهائياً .

وقال نور الدين العبدو من المكتب الإعلامي ل”مجلس قيادة الثورة” في إدلب “توقفت المعارك منذ مساء (أول) أمس، الجيش السوري الحر انسحب، والجيش النظامي اقتحم كل المدينة، وفتش كل البيوت بيتاً بيتاً”، واعتقل العشرات . وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن ناشطاً وعنصرين منشقين قتلوا في قرية بسامس في جبل الزاوية في ريف إدلب، في إطلاق نار خلال اشتباكات . وقال نشطاء إن ما لا يقل عن 44 شخصاً قتلوا في أعمال عنف بمختلف أنحاء سوريا .

وأعلنت السلطات السورية أنها ألقت القبض على مرتكبي “مجزرة كرم الزيتون” في حمص، وذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” أن مجموعات مسلحة ارتكبت مجزرة في حي كرم اللوز في المدينة، أودت بحياة 15 شخصاً بينهم امرأة وأطفالها الأربعة . وأفاد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله عن “عشرات الجثث المشوهة والمحروقة” في شوارع كرم الزيتون، واتهم قوات النظام بارتكاب العديد من المجازر . فيما قال المرصد إن “هناك حالة نزوح كبيرة للعوائل بالمئات من كل مناطق حمص” .

دولياً، أكد أنان في بيان، أنه تلقى رداً من السلطات السورية على المقترحات التي قدمها للرئيس بشار الأسد، وأنه ينتظر المزيد من الإجابات . وقال أحمد فوزي المتحدث باسم أنان “لقد ردوا، ندرس أجوبتهم، ليس لدينا أي تعليق في الوقت الراهن” . فيما يقدم المبعوث إفادة أمام مجلس الأمن الدولي غداً الجمعة، بخصوص مهمته في سوريا . بينما قالت دمشق إنها قدمت ردا إيجابيا على المقترحات .

وقال دبلوماسيون في المنظمة الدولية انهم يعولون كثيراً على تقرير أنان لحسم امكانية قيام الولايات المتحدة وحلفائها مجددا بمحاولة اعتماد مشروع قرار أممي بشأن سوريا، رغم عدم الثقة في الموقفين الروسي والصيني . كما تحدث الدبلوماسيون عن تفعيل خطط لاحالة رموز النظام السوري المسؤولين عن اعمال العنف والقتل ضد المدنيين، إلى المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك فرض عزلة اقتصادية وسياسية صارمة على النظام السوري .

وشدد أوباما خلال مؤتمر صحافي في البيت الابيض مع كاميرون أهمية تعبئة المجتمع الدولي ضد النظام السوري بالتوازي مع زيادة العقوبات وعزل النظام اقتصادياً وسياسياً . وبدوره طالب كاميرون بتوثيق الأدلة على خروقات النظام السوري .

ورداً على سؤال بشأن تفعيل فرض حظر طيران على سوريا، قال كاميرون انه يفضل الآن التركيز على عملية نقل السلطة في دمشق، مع الضغط بالمزيد من العقوبات والطرق الدبلوماسية  . وقد وافقه أوباما على هذا الأمر، ولكنه أضاف بأن القوات الأمريكية تحضر لكل “شيء” . واضاف أوباما بأنه يود ان يوضح مجدداً بأن سوريا ليست ليبيا، وأنه يفضل الان التركيز على الحصول على موقف دولي موحد تجاه ممارسات نظام الاسد  . وعبّر أوباما عن دعمه الكامل لأنان ليتحدث مع كل من روسيا والصين شارحا لهما اهمية الانضمام “الينا” . واضاف “هذا هو المهم الآن اضافة لتقديم وايصال المساعدات الانسانية وأهمية توحد المعارضة السورية” . وكان  واضحاً من اجابة أوباما انه مازال أمامه الكثير لفعله أولا قبل الإقدام على خطوة مثل فرض حظر جوي .

وكان كاميرون قد كشف للصحافيين أنه تحدث شخصياً مع مصور صحافي كان محاصراً في حمص، واطلعه على حقيقة ما يحدث هناك . وقال كاميرون انه على الفور امر بإرسال مراقبين إلى الحدود التركية  السورية لتوثيق جرائم النظام السوري، بغض النظر عن الوقت الذي سيستغرقه الامر ذلك حتى يسجل التاريخ كلمته .

وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دمشق بسبب “التأخير الكبير” في تطبيق الإصلاحات لإنهاء الأزمة . وأكد “هدفنا تحقيق السلام في سوريا، وإنقاذ أرواح وتفادي انفجار طائفي في منطقة الشرق الأوسط” . وقال “إننا لا ندافع عن النظام بل عن الحق، عن حق السوريين السيادي في تقرير خيارهم بأنفسهم بطريقة ديمقراطية” .

ودعا رئيس الوزراء الصيني وين جياباو إلى الاستجابة لمطالب الشعوب العربية بالديمقراطية، وجدد تأكيد الموقف الصيني الداعي إلى حل سياسي للأزمة، والرافض لأي تدخل أجنبي، مؤكداً أن هذا الموقف غير منحاز، وأن بكين لا تحابي أي طرف في الأزمة .

غليون: المجتمع الدولي بقي عاجزاً عن حماية الثورة السورية عاماً كاملاً

شدد رئيس “المجلس الوطني السوري” برهان غليون على أن “الشعب السوري هو الذي سيقرر مصيره”، مؤكداً “استمرار النضال لتحقيق الحرية وإسقاط النظام السوري”، وأضاف: “إنّ هدفنا هو تحرير الانسان، والشعب أظهر شجاعة نادرة في ثورته المستمرة”.

غليون، وخلال احتفال في باريس بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق الثورة السورية، لفت إلى أن “المجتمع الدولي بقي عاجزًا عن حماية الثورة عاماً كاملاً”، داعياً إلى مساندة الشعب السوري، وقال: “لقد آن الأوان كي يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، ويقوم بواجباته، تجاه شعبنا الذي يتحمل العنف ويُذبَح أبناؤه وتدمّر مؤسساته ومدنه”.

الحلبي: المعارضة السورية ستذهب لمؤتمر “أصدقاء سوريا” تحمل بندقيةً وغصن زيتون

شدد الأمين العام لـ”تنسيقية لبنان لدعم الشعب السوري” الناشط الحقوقي نبيل الحلبي على أنّ “المعارضة السورية كسرت حاجز الخوف”، مشيرًا إلى أن هذه المعارضة استطاعت من خلال ثورتها “استعادة الجنسية لآلاف الأكراد بالإضافة إلى الإعتراف بالمعارضة السورية”.

الحلبي، وفي حديث إلى قناة “mtv”، كشف عن سقوط “13000 ألف شهيد منذ انطلاق الثورة السورية، وعن نزوح 40 ألف سوري”، وقال: “إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فسنذهب إلى خيار الحرب الأهلية”. ورداً على سؤال، أجاب الحلبي: “ستذهب المعارضة موحّدة في 2 نيسان المقبل إلى مؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي سينعقد في اسطنبولـ وهي تحمل بندقية في يدٍ وبالأخرى غصن زيتون”.

تركيا تتحدث عن احتمال إقامة منطقة عازلة في الأراضي السورية

تحدث نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي حول ازدياد عدد اللاجئين السوريين النازحين إلى تركيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ولفت إلى أن بلاده قد تنظر جرّاء ذلك في احتمال إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية لحماية المدنيين من هجمات قوات الرئيس بشار الأسد.

وفي مقابلة مع تلفزيون “أن.تي.في” التركية، أكد اتالاي تعاون تركيا مع جامعة الدول العربية في الملف السوري، وأشار إلى أن مسألة المنطقة الآمنة “ضمن الأمور المحتملة التي قد يتم العمل بشأنها في الفترة القادمة.”

بان كي مون حثّ الأسد والمعارضة على التعاون مع أنان لإنهاء الأزمة السورية

حثّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة على التعاون مع مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان إلى سوريا في مساعيه لإنهاء العنف، وأكد بان أن “الوضع الراهن في سوريا لا يمكن الدفاع عنه”.

وعبّر بان في بيان عن “التضامن مع الشعب السوري ومع طموحاته المشروعة للكرامة والحرية والعدالة”، داعياً “لإنهاء كل العنف ولحل الأزمة من خلال الوسائل السلمية.

سوريا تمنع “قافلة الحرية” من دخول أراضيها

توقّفت “قافلة الحرية” التي نظّمها ناشطون سوريون على مشارف مدينة كيليس التركية الحدودية مع سوريا، بعد منعها من دخول سوريا. وكانت هذه القافلة التي تضم مئات الأشخاص معظمهم سوريون يعيشون في الخارج، قد انطلقت صباح اليوم من مدينة غازي عنتاب التركية باتجاه الحدود السورية، وهدفها الأساسي تقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوري، لكن القافلة لم تتمكن من الاقتراب من المركز الحدودي السوري.

وقام رجال شرطة أتراك بمواكبة الوفد المنظِّم للقافلة في سيارتين حتى المركز الجمركي السوري على مخرج كيليس حيث أُبلغوا بمنعهم من دخول سوريا، وأوضح أحد المنظِّمين ويدعى مؤيد سكيف أن “الرد الوحيد الذي حصلنا عليه هو: لا مجال على الإطلاق” لدخول القافلة. وقال سكيف ان “هدفنا هو الضغط بطريقتنا على الحكومة السورية حتى ترفع الحظر الذي تفرضه وتوقف المذابح التي ترتكبها ضد شعبها”.

فرنسا تطلب من النظام السوري الإفراج عن مازن درويش

طلبت فرنسا من النظام السوري الإفراج عن الصحافي مازن درويش الذي تم توقيفه في 16 شباط الماضي في دمشق و”حياته معرضة للخطر”. وأكد الناطق بإسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أنّ بلاده “تطلب من نظام دمشق الإفراج عن هذا الصحافي الذي تمثَّل خطأه الوحيد في رغبته في تقديم شهادته وممارسة حريته في التعبير”.

وأضاف فاليرو: “اليوم وصلتنا معلومات مثيرة للقلق عن الوضع الصحي لمازن درويش الذي قد تكون حياته في خطر”، مشيداً “بشجاعة كل المواطنين والصحافيين والمدونين الذين يخاطرون بحياتهم من اجل إطلاع العالم عن الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري منذ عام”.

(أ.ف.ب)

مقتل أكثر من تسعة آلاف شخص في سوريا منذ اندلاع الثورة

قُتل أكثر من تسعة آلاف شخص في سوريا غالبيتهم من المدنيين منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية الت تتم مواجهتها بحملة قمع شديدة منذ سنة. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس”: “لقد قُتل 9113 شخصاً، بينهم 6645 مدنيًا و2468 عسكريًا بينهم 471 منشقّاً”،

وأكد عبد الرحمن أنه “رغم القتل والقمع، فإن الشعب السوري مستمر في ثورته”.

(أ.ف.ب)

اتصالات مكثفة لأنان بسوريا قبل إفادته

والسعودية تغلق سفارتها بدمشق

أنان قال إن الردود السورية على مقترحاته ناقصة (الفرنسية) يجري مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، اليوم الخميس “اتصالات مكثفة” مع السلطات السورية بشأن مقترحاته لوقف العنف هناك، وذلك قبل يوم واحد من إفادة وصفت بالحاسمة سيقدمها أمام مجلس الأمن الدولي غدا الجمعة.

 وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان في جنيف “باب الحوار ما زال مفتوحا. ما زلنا نتواصل مع السلطات السورية بشأن مقترحات السيد أنان”.

وفي وقت سابق الأربعاء أشار فوزي إلى أن الردود السورية بشأن مقترحات أنان لحل المعضلة السورية “ناقصة” وأغفلت الرد على عدد من الأسئلة. لكن سوريا قالت إن ردودها على النقاط التي عرضها أنان على الرئيس بشار الأسد مطلع الأسبوع كانت “إيجابية”.

ويقول دبلوماسيون إن إفادة أنان بشأن الوضع في سوريا ستكون حاسمة فيما يتعلق بمسعى واشنطن وحلفائها الأوروبيين لاعتماد مشروع قرار أممي يدين سوريا ويضمن وصول موظفي المعونة.

وقال الدبلوماسيون إن المحادثات بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والمغرب -العضو العربي فيه- بشأن مشروع قرار قد تعثرت، لكن من المتوقع أن تتسارع ثانية بعد إفادة أنان.

وأجهضت روسيا والصين حتى الآن مشروعي قرار في مجلس الأمن يدينان “القمع” في سوريا.

مرونة روسية

لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال هذا الأسبوع إن بلاده ترغب في إجماع بشأن سوريا في مجلس الأمن.

وقال إن روسيا قد تقبل مشروع قرار يتماشى مع اتفاق بينها وبين الجامعة العربية يدعو لوقف العنف ولمراقبة محايدة للوضع ولعدم التدخل الخارجي وإيصال المساعدات لكل السوريين وتأييد مساعي أنان في فتح حوار بين النظام والمعارضة.

وفي انتقاد غير مسبوق لنظام الأسد، اشتكى لافروف أمس “التأخر الكبير” في تطبيق الإصلاحات في سوريا.

وقال “كل نصائحنا للأسف لم تترجم إلى أفعال، ولم تطبق في الوقت المطلوب”، وإنْ تحدث عن “إصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية”.

وحذر لافروف -متحدثا في مجلس الدوما- نظام الأسد من تفاقم الأزمة ما لم يصغ “للنصائح”.

ضغوط دبلوماسية

في هذه الأثناء قررت المملكة العربية السعودية سحب كل طاقمها الدبلوماسي من سوريا، وقالت إنها أغلقت ممثليتها الدبلوماسية في ضوء تطورات الوضع. وتعتبر السعودية إحدى أكثر الداعين لتسليح المعارضة، وهو ما تتحفظ عليه حاليا العديد من الدول العربية والغربية.

وجاءت خطوتها بعد أسابيع قليلة فقط من قرار مجلس التعاون الخليجي بطرد سفراء سوريا لديه وسحب سفرائه من دمشق.

وقلصت العديد من الدول العربية والغربية وجودها الدبلوماسي في سوريا. وقد أعلنت هولندا أمس هي الأخرى إغلاق سفارتها في دمشق بسبب تدهور الوضع الأمني.

التدخل الخارجي

ومن واشنطن استبعد الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني الزائر ديفد كاميرون “تدخلا عسكريا مبكرا” في سوريا لأن ذلك سيؤدي -حسبه- إلى حرب أهلية، وهي حربٌ قال كاميرون إنه “لا مفر منها” إذا استمر القمع.

وأعلن كاميرون أنه يفضّل الضغط الدبلوماسي على الأسد لإجباره على التنحي، محذراً من أن قتل المدنيين “جرائم حرب سيحاكم عليها القضاء الدولي في الوقت المناسب”

مجزرة بإدلب في ذكرى الثورة السورية

قال ناشطون إنهم اكتشفوا اليوم 23 جثة بمدينة إدلب، في مجزرة جديدة تزامنت مع الذكرى الأولى لبداية الثورة بسوريا، في حين بلغ عدد قتلى اليوم 15 قتيلا بمختلف المناطق السورية، وتواصل نزوح اللاجئين السوريين بعبور ألف لاجئ نحو تركيا خلال 24 ساعة الماضية.

وأوضحت شبكة شام الإخبارية أنها وثقت أسماء 23 ضحية اكتشفت جثثهم اليوم الخميس بجانب مزرعة وادي خالد في الجهة الغربية من مدينة إدلب، وأوضحت أن الجثث كانت مقيدة الأيدي بأربطة بلاستيكية ومعصوبة الأعين، وقالت إن الضحايا أعدموا رميا بالرصاص في الرأس.

وأكد ناشطون أن من بين قتلى اليوم خمسة أشخاص سقطوا برصاص الأمن السوري في مدينة كفرنبل بمحافظة إدلب، وترافق ذلك مع استئناف قوات النظام قصفها لمدينة إدلب لليوم السادس على التوالي.

وفي مدينة نوى بـدرعا قتل شخص وجرح العشرات جراء إطلاق نار كثيف من قبل الأمن السوري. واقتحمت قوات الأمن بلدة مزيريب وبدأت حملة اعتقالات واسعة، وإطلاق رصاص عشوائي تسبب في سقوط عدد من الجرحى، فيما قامت قوات من الفرقة التاسعة والأمن العسكري بمداهمة منزل المنشق حسين شيخ الماوردي واعتقلت والده وأخوه وزوجته.

انفجارات بدمشق

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسماع دوي انفجارات في ساعات الصباح الأولى اليوم الخميس بمحافظة دمشق، وأوضح المرصد أن سيارة انفجرت في حي برزة بعد منتصف الليل، ولم  ترد أنباء عن سقوط ضحايا. واقتحمت آليات عسكرية مدرعة حي جوبر بالعاصمة السورية بالتزامن مع أصوات إطلاق رصاص كثيف.

كما قال ناشطون إن متظاهرين قطعوا الطريق الرئيسي في حييْ جوبر وركن الدين، مؤكدين اقتحام الحي بدباباتِ ومدرعات الجيش النظامي.

وفي ريف دمشق، هزت أصوات الانفجارات بلدة كفر بطنا، وأعقبها إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة. وأفاد ناشطون من قرية العبادة بسقوط عدد من الجرحى خلال اقتحام القرية بالدبابات وسط إطلاق نار كثيف.

وتعرض حي الخالدية في حمص لقصف بعدة قذائف هاون واستهدف بإطلاق نار من الحواجز الأمنية المرابطة هناك.

وفي حماة تحدث ناشطون عن قصف عنيف على المنازل في طيبة الإمام بريف حماة، حيث يشن الجيش حملة دهم واعتقالات واسعة.

وأوضح ناشطون أن القورية بدير الزور شهدت شن قوات الأمن السورية حملة مداهمات، وسط إطلاق نار كثيف واشتباكات بين الجيش السوري الحر وقوات النظام.

وتزامن هذا مع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وعناصر منشقة في مدينة مو حسن بدير الزور، استخدمت فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف، وذلك إثر مهاجمة المجموعات المنشقة لمراكز الجيش النظامي بالمدينة.

مسيرات مؤيدة

وفي المقابل، تجمع سوريون في ساحات عدد من المدن، فيما يوصف “بالمسيرات العالمية من أجل سوريا” التي بدأت اليوم وتستمر ثلاثة أيام.

وعرض التلفزيون السوري صورا للمسيرات التي قال إنها “تؤيد الرئيس بشار الأسد، في إطار تحرك كل فئات المجتمع السوري لصد المؤامرة ضد سوريا”.

وردد المشاركون في المسيرات -التي خرجت في دمشق- هتافات تندد بـ”الهجمة التي تتعرض لها سوريا”، وتدعو إلى “التمسك بالبرنامج الإصلاحي الذي أطلقه الأسد”، ورفعوا صوراً للرئيس الأسد وأعلاما سورية وروسية وفلسطينية ورايات لحزب الله اللبناني.

وتأتي هذه التطورات مع حلول الذكرى السنوية الأولى لقيام الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة ضد النظام السوري، والتي أسفر قمعها عن مقتل أكثر من 8500 شخص أغلبهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري.

تزايد اللاجئين

من جهة أخرى، أعلنت الخارجية التركية أن نحو ألف لاجئ سوري عبروا الحدود إلى داخل تركيا خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.

ودخل اللاجئون إلى مقاطعة هاتاي الحدودية هربا من العنف الدائر في بلدهم بعد اجتيازهم الألغام والأسلاك الشائكة. وكان معظم اللاجئين الجدد -وأغلبهم من النساء- فروا من مدينة إدلب التي تشهد قصفا عنيفا. ويقول مسؤولون إنه على مدى الأسابيع الماضية زاد عدد اللاجئين السوريين الذين يعبرون إلى تركيا يوميا ستة أضعاف، ليصل إجمالي عدد اللاجئين في تركيا إلى نحو 14 ألفا.

وضمن الدفعة الجديدة من اللاجئين ضابط رفيع المستوى في الجيش السوري انضم إلى صفوف المنشقين المتجمعين في تركيا تحت راية الجيش السوري الحر الذي يتمركز في هاتاي.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال إنه “بالجنرال الذي وصل أمس (الأربعاء)، نستقبل حاليا سبعة جنرالات على جانبنا من الحدود”.

وبدأ في منطقة شانلي أورفا جنوب شرق تركيا بناء مخيم جديد يتسع لعشرين ألف لاجئ، كما يجري بناء مخيم آخر في كيليش على الطريق الموصل إلى مدينة حلب.

وفي سياق متصل، صرح بشير أتالاي نائب رئيس الوزراء التركي لشبكة “أن تي في” بأن الإدارة السورية تزرع ألغاما على الحدود التركية حتى لا يتمكن اللاجئون من العبور إلى تركيا.

عام على ثورة سوريا

تطوي الثورة السورية عامها الأول بينما لا ييأس المحتجون دون بلوغ غايتهم وهي إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد, ولا يفتُر النظام عن سعيه لسحق الثورة التي بلغت كلفتها البشرية حتى الآن 8500 قتيل, وكلفت في المقابل دمشق عزلة عربية ودولية لم تمنعها من التمادي في الحل الأمني.

كان للثورة السورية -التي اتفقت الهيئة العامة للثورة ولجان التنسيق المحلية على تحديد تاريخ اندلاعها في 18 مارس/آذار 2011- إرهاصات ومقدمات خاصة، وقد سبقتها ثورتا تونس ومصر.

فقد شهدت العاصمة دمشق بدءا من 17 فبراير/شباط احتجاجات محدودة, وحدثت مناوشات متفرقة بين المحتجين والأمن.

لكن شرارة الثورة الأهم كانت في السادس من مارس/آذار 2011 باعتقال وتعذيب فتية في درعا, كتبوا شعارات مستلهمة من ثورتي تونس ومصر, تدعو الأسد لترك السلطة.

اندلعت الثورة عمليا في 18 مارس/آذار بجمعة الكرامة التي دعت إليها صفحة الثورة السورية, وخرجت مظاهرات ضخمة في درعا, وواجهتها قوات الأمن بالرصاص مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص

“الثورة تنتشر

اندلعت الثورة عمليا في 18 من الشهر ذاته بجمعة الكرامة التي دعت إليها صفحة الثورة السورية, وخرجت مظاهرات ضخمة في درعا, وواجهتها قوات الأمن بالرصاص مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.

ولم يمنع قرار الأسد إقالة محافظ درعا من استمرار المظاهرات التي واجهت قمعا أقوى, لكنها مع ذلك توسعت داخل المحافظة في مرحلة أولى, وفي مرحلة ثانية إلى مدن ومحافظات أخرى، من بينها بانياس واللاذقية وحمص وحماة وحلب ودمشق وريفها.

وفي نهاية الشهر, قفز عدد القتلى إلى 1300, عندها ألقى الأسد أول خطاباته عارضا بعض الإصلاحات لتهدئة الثائرين، دون جدوى.

في أبريل/نيسان, اتسع نطاق الاحتجاجات التي بلغت مدنا في الساحل مثل اللاذقية وجبلة, وتزايدت أعداد القتلى رغم إعلان الأسد عن قرارات أخرى تشمل إلغاء قانون الطوارئ ومحكمة أمن الدولة, وسن قانون للتظاهر السلمي, وإطلاق معتقلين, وتشكيل حكومة جديدة, ومنح الجنسية لعشرات آلاف الأكراد فضلا عن إقالة محافظ حمص.

وفي مقابل تلك القرارات, زج النظام بالجيش الذي دخل بانياس ولاحقا درعا, وبات يتحدث بإصرار عن مجموعات إرهابية تستهدف المتظاهرين, وهي الرواية ذاتها التي ما يزال يستخدمها بعد عام من الثورة.

وبالتوازي مع الإعلان عن إجراءات “إصلاحية”, شن الجيش في الأشهر اللاحقة عمليات دامية استهدفت حماة لإخماد مظاهرات عارمة شارك فيها مئات الآلاف, وامتدت لاحقا إلى محافظات أخرى مثل حمص وإدلب.

وبينما كان حي بابا عمرو في حمص يتعرض الشهر الماضي لحملة عسكرية عنيفة, نظمت السلطات السورية استفتاء على دستور جديد يلغي هيمنة حزب البعث, لكن المعارضة السورية ودولا غربية بينها الولايات المتحدة وصفت الاستفتاء بالمهزلة.

وأعلن الرئيس السوري قبل أيام عن إجراء انتخابات برلمانية في السابع من مايو/أيار المقبل. وتزامن هذا الإعلان مع حملة عسكرية أخرى أفضت إلى اجتياح مدينة إدلب قرب الحدود مع تركيا.

الرد الدولي

بدأت الدول الغربية أولى التحركات الدبلوماسية في مجلس الأمن لإدانة النظام السوري في أبريل/نيسان, وبينما استمرت السلطات السورية في قمع المحتجين, أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بفرض عقوبات جديدة على سوريا.

كما باشر الاتحاد الأوروبي في مايو/أيار تطبيق عقوبات ردا على القمع.

وقد اصطدمت التحركات الدولية لإدانة نظام الرئيس الأسد بفيتو روسي صيني في أكتوبر/تشرين الأول 2011, وأعقبه فيتو ثان في فبراير/شباط 2012.

وبين الفيتو الأول والثاني, أرسلت الجامعة العربية مراقبين إلى سوريا في ديسمبر/كانون الأول الماضي بمقتضى مبادرة تلت تعليق عضوية سوريا في الجامعة. واستمرت مهمة المراقبين شهرا, بيد أنها آلت إلى طريق مسدود.

في مرحلة لاحقة, عينت الأمم المتحدة والجامعة العربية في فبراير/شباط الماضي الأمين العام الأممي السابق كوفي أنان موفدا مشتركا إلى سوريا في إطار البحث عن حل سياسي للأزمة.

وقد التقى أنان الرئيس السوري في دمشق وسلمه مقترحات للتسوية, وتلقى منه لاحقا بعض الأجوبة.

وبسبب استمرار القمع, قررت دول عربية كثيرة -في مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي وتونس- سحب سفرائها من دمشق, وطرد السفراء السوريين. وقد حذت حذوها دول غربية كثيرة أيضا فسحبت سفراءها وأغلقت سفاراتها بدمشق.

 اجتياحات دامية

في سياق العمليات العسكرية التي ترمي إلى سحق الثورة, بدأ الجيش السوري في فبراير/شباط الماضي حملة عسكرية على حي بابا عمرو في حمص الذي كان معقلا لعسكريين منشقين, وأحد مراكز الاحتجاج على النظام.

وبعد قصف استمر 27 يوما, تمكن الجيش مطلع الشهر التالي من اجتياح الحي, وأكد ناشطون مقتل حوالي ألف شخص بينهم صحفية أميركية وصحفي فرنسي خلال الهجوم.

أعقب الهجوم مجازر اقترفها موالون للرئيس السوري في بعض أحياء حمص مثل كرم الزيتون وفقا لناشطين, بينما اتهمت دمشق “إرهابيين” بقتل الضحايا وهم عشرات جلهم نساء وأطفال.

المعارضة

ظهرت أولى التصدعات في المؤسسة العسكرية السورية بانشقاق مجموعة من الضباط على رأسهم المقدم حسين هرموش الذي أسس حركة الضباط الأحرار, إلا أن هرموش خُطف لاحقا في ظروف غامضة من ملجئه بتركيا وأعيد إلى سوريا.

وفي وقت لاحق الصيف الماضي, وتحديدا في يوليو/تموز, جرى تشكيل الجيش السوري الحر, ويرأسه منذ ذلك الوقت العقيد رياض الأسعد.

واجه الجيش الحر الجيش النظامي في معارك رئيسة خاصة في بابا عمرو بحمص ثم في إدلب هذا الشهر, وشن هجمات بينها هجوم على مقر للمخابرات في ريف دمشق, كما هاجم قبيل فجر اليوم حواجز أمنية في أحياء بالعاصمة دمشق.

انضم آلاف الضباط والجنود إلى الجيش الحر الذي اتفق هذا الشهر مع قيادة المعارضة السورية على صيغة معينة لتسليح أفراده. ولا يعرف بعد بدقة عدد أفراد الجيش الحر الذي تقول بعض التقديرات إنه بات يضم ما يصل إلى عشرين ألفا.

أما المعارضة السياسية فتبلورت هيكليا عبر الإعلان في إسطنبول عن تشكيل مجلس وطني انتقالي برئاسة برهان غليون في آب/أغسطس.

وفي أكتوبر/تشرين الأول, أُعلن في إسطنبول أيضا عن تشكيل المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون وحوالي مائة شخصية أخرى, وقد جرى زيادة أعضائه لاحقا.

دب الخلاف داخل المجلس بشأن مدى استجابته لمطالب المنتفضين, وقرر عدد من أعضائه البارزين وفي مقدمتهم هيثم المالح الانسحاب منه قبل أيام.

مرصد يعوض غياب الصحفيين بسوريا

مع حظر دخول المراقبين الأجانب والصحفيين إلى سوريا أصبح “المرصد السوري لحقوق الإنسان” ومقره العاصمة البريطانية لندن، المصدر الأشهر للمعلومات في الصراع المستمر منذ عام.

كما أصبح مدير المرصد رامي عبد الرحمن -وهو صاحب متجر سوري للملابس بمدينة كوفنتري- بالنسبة لكثيرين وجها للانتفاضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد.

وتتألف شبكة معلومات الرصد من أكثر من مائتي ناشط منتشرين في الأماكن الأكثر اضطرابا في سوريا.

ومن منزل صغير يتكون من غرفتين مستأجرتين في كوفنتري يدير عبد الرحمن المرصد، حيث تتدفق التقارير عن القتلى وأعمال العنف من سوريا عبر شبكته السرية التي تعتمد على متصلين لا يكشفون عن أسمائهم يعملون من منازل بمعاقل المعارضة في حمص وإدلب.

ويعتمد عبد الرحمن على نفسه مع بضعة مساعدين في استقبال روايات الشهود والبيانات والتسجيلات المصورة التي يلتقطها هواة من مواقع الاشتباكات والتحقق منها، وكثيرا ما تتخلل اتصالاته بأعضاء شبكته على الأرض أصوات إطلاق نار وانفجارات بفعل القصف.

هجمات ومخاوف

وتتوالى الهجمات على عبد الرحمن من كل الأطراف، إذ قالت حكومة الأسد إنه يكذب، كما شنت الآلة الدعائية القوية حملة ضده في التلفزيون الرسمي السوري، وهدد مؤيدو الأسد علنا بقتله.

ويخيم على عمله شعور دائم بأن عملاء الأسد ربما يراقبونه حتى في بريطانيا، وتلقى عبد الرحمن -وهو مواطن بريطاني- وابلا من رسائل التهديد عبر البريد الإلكتروني.

وقال عبد الرحمن “عندما تكون عرضة للهجوم من جانب جهات مختلفة كثيرة فهذا يعني أنك تسير على الطريق الصحيح، عندما تقول الحقيقة يكون لك الكثير من الأعداء”.

كما يتعرض أيضا للهجوم من جانب معسكر المعارضة إذ يتهمه بعض أنصار المعارضة بأنه يتعامل بحذر أكثر مما ينبغي فيما يتعلق بأعداد القتلى، في حين يلومه آخرون بأن أعداد القتلى التي يعلنها تتضمن قتلى قوات الأسد مما يشوه قضيتهم.

المصداقية

ويقول عبد الرحمن (40 عاما) إنه يشعر بالثقة لأسباب منها أنه يحظى بدعم منظمات حقوقية دولية مثل منظمة العفو الدولية التي تؤيد بقوة عمله بصفته مصدرا موثوقا به ويمكن الاعتماد عليه.

وتستخدم معظم المؤسسات الإخبارية الأجنبية أيضا الأرقام الصادرة عنه، وقال المسؤول الإعلامي لمنظمة العفو الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيمس لينش “نتبادل المعلومات عن حقوق الإنسان مع رامي عبد الرحمن من المرصد السوري بانتظام إلى جانب عدد من المنظمات المماثلة، والمعلومات التي يزودنا بها موثوق بها وغير منحازة”.

وتقول منظمات دولية لحقوق الإنسان إنها لا ترى سببا يدفعها للتشكيك في مصداقية عبد الرحمن، وقال لينش “عملنا مع رامي عبد الرحمن منذ عام 2007 على الأقل، وهذا يعني أنه لم يظهر فجأة من الفراغ”.

ومع احتدام النقاش يتعرض منهج عبد الرحمن لمزيد من التمحيص، لكن في ظل وجود قلة من المحررين المستقلين يعملون على الأرض في سوريا يكون من المستحيل فعليا التحقق من المعلومات الواردة من هذا البلد.

السرية

ويدافع عبد الرحمن بقوة عن دقة معلوماته، وزاد عدد فريق شبكته التي شكلها عام 2006 تدريجيا إلى أكثر من مائتي شخص يصفهم بأنهم “مقاتلون ليس بالسلاح لكن بحقوق الإنسان”.

ويقول عبد الرحمن الذي قدم إلى بريطانيا عام 2000 بعد أن أمضى فترة في السجن لممارسة نشاط سياسي “إنها قوة موثوق بها مدربة جيدا”، ويضيف أنه لا ينشر المعلومات إلا إذا تم التحقق منها من مصدرين مستقلين على الأقل.

5وتتم الاتصالات عبر خدمة “سكايب” وهي خدمة هاتفية يصعب تتبعها، ومثل المنظمات السرية الأخرى لا يعرف النشطاء الأسماء الحقيقية لكل منهم ولا أماكن وجود كل فرد منهم، لحماية هيكل الفريق.

وقال عبد الرحمن “لا أكشف عن أسماء أحد، هذا بهدف حماية أمنهم”، وقُتل ستة من أفراد فريق الاتصالات الخاص به في سوريا منذ بدء الانتفاضة.

صحفية جزائرية تروي رحلتها لسوريا

وصفت مصورة صحفية جزائرية رحلتها إلى سوريا بالكابوس، مشيرة إلى أنها غطت عدة حروب في كثير من الدول، من بينها العراق ولبنان وليبيا، معتبرة أن الحرب في سوريا “مختلفة، فهي حرب بين مدنيين، حرب بين جيران”.

وتروي زهرة بن سمرا -وهي مصورة في رويترز مقيمة بالجزائر، سافرت في مهمة إلى سوريا في فبراير/شباط الماضي- قصتها مع هذه الزيارة، فتقول: قال المتصل من سوريا “كوني جاهزة خلال 30 دقيقة”. وأضاف “إذا أردت الذهاب فعلينا أن نذهب الآن”.

منذ اللحظة التي غادرنا فيها فندقنا بتركيا قرب الحدود، سافرت أنا وزميلي على طرق ترابية يستخدمها المهربون والمزارعون حول الحدود الشمالية لسوريا، فقد كانت الطرق السريعة تعج بالجنود والشبيحة.

وفي اختلاف عن الوضع في ليبيا، حيث كانت الخطوط الأمامية واضحة تفصل مقاتلي المعارضة عن قوات الزعيم الراحل معمر القذافي، فإن الخطوط الأمامية في سوريا تمر عبر القرى وتتقاطع مع الأراضي الزراعية في متاهة غادرة فربما تكون قرية ما موالية للرئيس بشار الأسد وتتدلى صوره من كل نافذة فيها، بينما تسيطر المعارضة على القرية المجاورة، وتتألف ثالثة من تركيبة طائفية حيث لا تستطيع أن تثق في جارك.

في ليبيا كانت هناك كيلومترات تفصل بين الأطراف المتحاربة، أما في سوريا فلا يفصل بينها سوى ياردات، الحرب تدور من منزل إلى منزل، وفي ظل جهلنا بالأرض كنا نعتمد كليا على مرشدينا من المعارضين حتى نستمر على قيد الحياة.

عندما اقتربنا من الحدود، تركنا السيارة التي كان يقودها أحد المرشدين وركبنا جرارا كان ينتظرنا، كان الجو ممطرا، كانت الحقول موحلة، حاول مرشدنا طمس آثار الأقدام التي خلفناها في الطين خشية أن نترك أثرا وراءنا.

وصلنا إلى ممر مائي اضطررنا لاجتيازه، كانت الوسيلة الوحيدة للعبور هي الجلوس في حيز شديد الضيق بكل معداتنا الثقيلة فيما يشبه حوضا معدنيا ربما تستخدمه الفلاحات لغسل الملابس، نجحنا في الوصول عن طريق شد حبل. وحين وصلنا إلى الجانب الآخر كان الظلام قد بدأ يحل.

قصف وقتل

بعد أن قضينا الليل مع أسرة، جاءت سيارة لتقلنا خلسة إلى قرية قرب إدلب حيث سنقيم لخمسة أيام، سمعنا قصفا أثناء الليل، انتظرنا وفي الصباح التالي اصطحبونا إلى قرية أخرى، افترضنا أن القتال -بما في ذلك القصف الذي سمعناه- قد انتهى، حين وصلنا كان الدخان يتصاعد من بعض المباني بينما دخلنا من طرق خلفية.

أخذ سكان يقتربون منا، وقال أحدهم “تعالوا لتروا والدي، لقد قتل”. وقال آخر “تعالوا من هذا الطريق، هناك جثتان، تعالوا لتروا منزلي الذي دمر”. بدا أن القصف كان عشوائيا، قصفت منازل في مناطق متفرقة من البلدة وكأن رجلا أعمى كان يطلق النيران، ولم يستطع أن يرى أو لم يعبأ بأين تسقط القذائف.

اصطحبنا سكان إلى منزل قالوا إن امرأة في السبعين من عمرها قتلت فيه، سقطت عليه قذيفة المرأة في غرفة نومها وقد خضبت بالدماء.

ذهبنا إلى المسجد، كانت هناك جثتان غطيتا بحصيرة، إحداهما كانت بلا رأس، ولعلمي بأنه ما من وسيلة إعلام ستنشر هذه الصور البشعة، لم أرسل فيما بعد سوى الصور التي تعطي لمحة عن المشهد. دفن ضحايا أعمال العنف في حديقة تحولت إلى مقبرة، فالذهاب إلى المقبرة ينطوي على مخاطرة كبيرة.

منذ لحظة عبورنا الحدود من تركيا، كان الرعب واضحا على وجوه مرشدينا وكل القرويين، لكننا لم نلمس بالفعل ما يعنيه أن تكون تحت الهجوم وأن تكون الهدف، حتى اليوم التالي حين جاء أحد المعارضين ليرافقنا إلى قرية قرب حلب، حيث هاجمت القوات الموالية للأسد شاحنة تركية قبل ذلك بيوم.

كان في القرية مقاتلون للمعارضة وشبيحة يعملون لصالح الأسد. تم نقلنا من ملاذ آمن إلى آخر، استطعنا أن نرى القناصة على الجانب الآخر من الشارع, وعندما غادرنا القرية قابلنا دورية للجيش فأصيب مرشدنا بالذعر واستدار عائدا بالسيارة، أثار هذا الانتباه وانطلق عيار ناري انحرفنا إلى طريق جانبي، وفي لمح البصر تعرضنا لإطلاق نيران كثيف، مرت الصواريخ من فوق رؤوسنا وصوبت البنادق باتجاهنا، لكننا تحركنا بسيارتنا ببطء خوفا من أن تؤدي القيادة السريعة إلى إثارة المزيد من الانتباه.

أخيرا توقفنا في بستان للزيتون حيث انبطحنا ووجوهنا في الطين، كنا نسمع القصف عن بعد وعلى مقربة بدأ الغسق يهبط، واستطعنا تمييز الضوء الأحمر لنيران القذائف المضادة للطائرات وهو يضيء السماء. كانوا يطلقون أسلحة ثقيلة على الصحفيين، لم نكن مسلحين وكذلك مرشدنا.

في نهاية المطاف، ركبنا السيارة وأخفينا كل معداتنا في صندوق السيارة خوفا من أن تفصح عن مهنتنا إذا تم إيقافنا، قاد مرشدنا السيارة في طرق ترابية واتصل بمعارضين عند كل منعطف ليعرف أي الطرق والمنازل آمنة، أخذنا إلى منزل.

ملاحقة الصحفيين

قال المرشد “يجب أن أخرجكم من هذه القرية الليلة، يعرفون أنكم هنا وسيداهمون المنازل الليلة بحثا عن صحفيين، لا تركضوا امشوا بصورة طبيعية”. كنا خائفين جدا، وكان من الصعب أن نسير ببطء. بعد التوقف في منزل آخر وصلنا إلى منزل ثالث يملكه رجل متعاطف مع المعارضين سرا، ونتيجة ذلك تعتقد السلطات أنه فوق مستوى الشبهات.

بعد خمس دقائق من دخولنا، سمعنا سيارات بالخارج وفي آخر الطريق جنود يدقون على الأبواب. كان زميلي مع رجال العائلة وكنت أنا في غرفة مع امرأتين أخريين وعدة أطفال يلعبون على الأرض. اتفقت النساء على أنه إذا دخل الجنود فسيخبرنهم بأنني صماء وبكماء لإخفاء لهجتي التي تنم عن انتمائي لشمال أفريقيا.

قدمت لي مضيفتاي القهوة وحاولتا تجاذب أطراف الحديث معي، لكن كل ما استطعت التفكير فيه هو ما سيحدث إذا داهم الجيش هذا المنزل، فكرت في أن هذه الأسرة بالكامل ستقتل بسببنا. ولم يدق أحد على الباب. أخيرا سمعنا انتقال الدورية إلى حي آخر لم تمر سوى 20 دقيقة لكنها كانت كدهر.

غطيت عدة حروب في كثير من الدول، في العراق كان يمكن أن يجافيك الحظ في كثير من الأحيان ويحاصرك تفجير انتحاري، في لبنان كانت هناك دائما مناطق آمنة وأخرى خطرة، في ليبيا في أغلب الأوقات كان من الواضح من يقاتل ومن لا يقاتل، في سوريا كانت الحرب التي رأيناها مختلفة، فهي حرب بين مدنيين، حرب بين جيران.

غادرنا سوريا من خلال طريق آخر يستخدمه مهربون عبر أراض زراعية موحلة، لم أغتسل أو أغير ملابسي خلال الرحلة التي استمرت خمسة أيام. عندما وصلنا إلى تركيا بدأنا نسترخي، في ذلك الحين بدت رحلتنا إلى سوريا سريالية، وظل الخوف الذي شعرنا به تحت النيران يلاحقنا مثل الكابوس.

وعندما بدأنا نستعد للعودة إلى ديارنا، تلقينا رسالة بالبريد الإلكتروني تقول إن الشبيحة قتلوا الرجل الذي أعطانا منزله لخمسة أيام في تلك القرية التي تسيطر عليها المعارضة في إدلب.

كانت ظروف عملنا في سوريا شديدة الصعوبة، وكان من الصعب التقاط الكثير من الصور الصادمة الجريئة التي تصنع أكثر اللقطات الفوتوغرافية تأثيرا، لقد جازف هذا الرجل بحياته حتى نستطيع أن نقدم على الأقل سجلا بسيطا للخوف الذي يعيشه السوريون كل يوم، أيا كان الجانب الذي ينتمون إليه.

المصدر:رويترز

مراسلات بين أسماء الأسد وشخصية خليجية

دولة خليجية اشترطت تنحي الرئيس السوري لتؤمن ملاذاً آمناً له

العربية.نت

في مراسلات البريد الالكتروني للرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس التي تبثها قناة (العربية الحدث) الساعة السابعة والنصف بتوقيت السعودية، الرابعة والنصف بتوقيت غرينتش مساء الخميس والجمعة والسبت وتعيدها الساعة 12 ليلا بتوقيت السعودية، التاسعة بتوقيت غرينتش، مراسلات بين السيدة الأولى أسماء الأسد وشخصية خليجية نافذة.

وبدأت تلك المراسلات في شهر رمضان من العام الماضي حين بادرت الشخصية الخليجية إلى إرسال برقية الكترونية إلى أسماء الأسد تهنئها بشهر رمضان المبارك، بعد يوم ردت السيدة الأولى في رسالة جوابية، بالتنهئة بالشهر الفضيل والسؤال عن الأحوال والعائلة والأطفال.

أسماء الأسد تنفي دخول الجيش إلى حماة

وكان الحديث في البداية شخصياً خلال المراسلات بين أسماء الأسد والشخصية الخليجية، إلى أن وصلت رسالة يوم الرابع من أغسطس من العام الماضي، بدت فيها الشخصية الخليجية تنقل رسالة رسمية إلى الرئيس بواسطة زوجته، فقد سألت الشخصية الخليجية عما يحصل في حماة، وعن مدى دقة ما ينقله الإعلام عن حماة، وتساءلت عما إذا كانت هناك خطة لدى الرئيس السوري للخروج من الأزمة.

ونفت أسماء الأسد للشخصية الخليجية أن يكون الجيش السوري قد دخل حماة أصلاً حتى وقت إرسال تلك الرسالة.

وهي تنفي رواية الإعلام لكنها أكدت أن حماة تعجّ بالعنف، وأكدت زوجة الرئيس وجود إصلاحات بإصدار قوانين جديدة، وإن بدأت برعاية حوار للشباب وتدريبهم على المفاوضات، إلا أن ذلك لا يجذب وسائل الإعلام، كما قالت أسماء الأسد.

وبعد يوم – وكما تظهر الرسائل المرفقة – تساءلت الشخصية الخليجية: كيف يكون للتشريعات القدرة على تغيير المشهد السياسي؟ وطالما أن السوريين يواظبون على الاحتجاج فكيف ستتم السيطرة على الأحداث الكارثية؟ وطلبت هذه الشخصية من السيدة الأولى في سوريا شرح توقعاتها للأشهر المقبلة، بعد أن تمنّت لأسماء الأسد وأطفالها الأمان.

وبعد أكثر من 10 أيام وفي الثامن عشر من أغسطس/آب جاءت الإجابة عن تساؤلات الشخصية الخليجية في رسالة من السيدة الأولى في سوريا، فدافعت عن التشريعات الجديدة وأوردت في هذه الرسالة بالتحديد أن قانون الأحزاب سيسمح بإنشاء أحزاب جديدة فلا يكون بعد ذلك الحكم حكراً على حزب بعينه، واعترفت السيدة الأولى أن سوريا بمعظم سكانها الثلاثة والعشرين مليوناً يتطلعون إلى التغيير، واستدركت أنهم يريدون للتغيير أن يتم في جو من الأمان والاستقرار.

اقتراح بالتنحي يُغضب أسماء الأسد

وفي ذات اليوم وبعد أقل من ساعتين وصلت رسالة من الشخصية الخليجية تتساءل فيها حول سبب تأخر ردّ السيدة الأولى، وأن الشخصية الخليجية لم تقصد إغضابها حين سألتها عن الأزمة، وفسّرت لأسماء الأسد بأن هناك كثيراً من الأبرياء يخسرون أرواحهم، وأن هناك فرصة لنقل السلطات في سوريا من دون المخاطرة في تلك المرحلة.

وخففت الشخصية الخليجية لهجتها وأشارت إلى أنها تدرك أن الرئيس السوري رجل نبيل وأن نواياه طيبة، لكنها أعادت التأكيد على أن الرئيس سيكون المُلام على أي خطأ.

وهنا قفزت الشخصية الخليجية في طرحها أيضاً الى مرحلة أخرى باقتراحها أن يعلن الأسد نيته التنحي بالموازاة مع الإصلاحات الجارية.

وتضمن العرض تأمين ملاذ آمن للرئيس في حال تنحيه، وليتأخر ردّ السيدة الأولى حتى 18 أغسطس/آب، حيث كانت الأجواء في ذلك اليوم ساخنة في سوريا، وجاء الرد مقتضباً من السيدة الأولى أسماء الأسد على رسالة الشخصية الخليجية، فشكرت برسالتها زوجة الرئيس الشخصية التي تراسلها، وقدرت اهتمام الشخصية الخليجية بعائلتها، لكن قالت إن هنالك انطباعات وهناك حقائق.

وأن قلق الشخصية الخليجية يتعلق بمدى اعتمادها على أي منهما، أي الانطباع أو الحقيقية، وأنهت الرسالة بطلب الاطمئنان على حال الشخصية الخليجية وحال أطفالها.

وبعد يوم وجّهت الشخصية الخليجية الى السيدة الأولى سؤالاً بدا استنكارياً: “أليست الانطباعات هي ما تحدد الواقع؟!”.

أسماء الأسد تتجاهل قلق الشخصية الخليجية

وفي النهاية – وكما العادة – انتهت الرسالة القصيرة بالتطمين عن وضع الأطفال والعائلة. وانتهى شهر رمضان وحلّ عيد الفطر، وبذلك أرسلت الشخصية الخليجية رسالة تهنئة بالعيد.

التهنئة كانت في أول كلمتين في الرسالة فقط والبقية كانت تعبيراً عن قلق عميق من الشخصية الخليجية على أطفال أسماء الأسد، وأنها تتمنى أن ترحل بهم عن البلد لأن الأوضاع خارجة عن السيطرة، وأعادت التأكيد على ضرورة نقل الأطفال خارج سوريا قبل تضيع الفرصة.

وردّت السيدة الأولى بعد خمسة أيام بأنها كانت في إجازة العيد في حلب وأن الجميع بخير، من دون أن تعلق على ما تضمنته الرسالة السابقة من قلق على الأطفال ووجوب ترحيلهم خارج البلاد. فردّت الشخصية الخليجية بأن الجميع عندها يتحضر للمدارس.

وتوقفت الرسائل بين الطرفين لأكثر من شهرين حتى جاء عيد الأضحى، حين بادرت الشخصية الخليجية بإرسال المعايدة بمناسبة العيد في الثامن نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وجاءت التهنئة بالعيد فقط في عنوان الرسالة بينما كان المضمون عن الأزمة السورية.

وتساءلت الشخصية الخليجية إن كانت السيدة الأولى تعايش المذابح التي تحدث في سوريا، وأن هذه المذابح موجودة في نشرات الأخبار، واستفسرت عن الأطفال وكيف تبقيهم السيدة الأولى مشغولين وبعيدين عن مجريات الأزمة، ولم تنس الشخصية الخليجية أن تعرج على وفاة ستيف غوبز، مؤسس شركة أبل، وأنه جلب الفخر لمدينة حمص، وانتهت الرسالة بعدم عرض أي نوع من المساعدة على السيدة الأولى.

وبعد ثلاثة أيام جاء الرد من السيدة الأولى، التي باتت لا تعلق كثيراً على الناحية المتعلقة بالأزمة من الرسائل وتركز على الشقّ العائلي، حيث كان مضمون رسالتها المؤرخة في الحادي عشر من نوفمبر عائلياً وشخصياً بشكل كامل بالحديث عن الأطفال ودراستهم وعطلتهم المدرسية.

وجاء الرد من الشخصية الخليجية في ذات النهار، وكان خالي المضمون تقريباً إذ طمأنتها على العائلة والأطفال في أقل من سطر.

بشار الأسد في طفولته

وبعد نحو الشهر وفي السابع من ديسمبر/كانون الثاني من العام الماضي، بعثت الشخصية الخليجية رسالة إلى السيدة الأولى تخبرها بأن زوجة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان طلبت عنوان البريد الإلكتروني الخاص بأسماء الأسد، وأنها – أي الشخصية الخليجية – فضلت سؤال أسماء الأسد قبل تمرير تفاصيل عنوان البريد الإلكتروني، وبعد ثلاثة أيام جاء الرد من السيدة الأولى وقالت فيها: “أفضّل أن لا تحصل زوجة رئيس الوزراء التركي على عنواني الإلكتروني، فأنا أستخدم هذا البريد للتواصل مع العائلة والأصدقاء، وأنه من الصعب عليّ الآن أن اعتبرها جزءاً من العائلة أو صديقة، بعد الإهانات التي وجهوها إلى الرئيس”. وهنا باغتت أسماء الأسد محدثتها بانتقاد دولتها وقالت: “للأسف كانت لديكم فرصة عظمى لتغيير آراء الشارع السوري بشأن الخليج، لكن ككل الفرص العظيمة، فإنها تضيع إذا لم يتم استغلالها بالشكل الصحيح”.

وفي ذات اليوم وهو الحادي عشر من ديسمبر/كانون الثاني جاء الردّ من الشخصية الخليجية، التي أكدت أنها لم تعط العنوان الإلكتروني الخاص بالسيدة أسماء الأسد إلى زوجة الرئيس التركي، ودافعت الشخصية الخليجية عن موقف دولتها، واعتبرت تلميحات السيدة الأولى بشأن الخليج غير عادلة، وقالت: “إن ملاحظتك الأخيرة غير عادلة، هنا نعتبر الرئيس بشار الأسد صديقاً لنا، رغم التوتر الحالي، فلقد نصحناه دوماً وبصدق، الفرصة لتغيير حقيقي ضاعت منذ أمد، لكن حين تضيع فرصة فإن فرصة أخرى تبرز، وأتمنى أن لا يكون الوقت قد فات للخروج من حالة الإنكار”.

كما استرسلت الشخصية الخليجية قائلة: “قد تجدين صراحتي فظة، لكنني صادقة مع الأشخاص الذين اعتبرهم أصدقاء وجزءاً من العائلة، وأكون سعيدة إذا تم تصحيحي إن كنت مخطئة، كما تعلمين أن تكوني في موقع مؤثر يعني أنه سيتم إخبارك مراراً بما تحبي أن تسمعي، لذلك فإن أصوات المنطق نادرة ولا يجب أن يتم التقليل منها”.

أسماء الأسد تسخر من الشخصية الخليجية

وقبل نحو ثلاثة أشهر، في الحادي عشر من ديسمبر/كانون الأول حولت أسماء الأسد مجمل الرسائل المتبادلة الى زوجها، كما جاء في رسالة مسربة واكتفت بالقول: “لاطلاعك.. أدناه مثير للضحك”.

وفي الرابع عشر من ديسمبر أرسلت السيدة الأولى رداً مقتضباً علقت فيه على نقطة الصراحة في حديث الشخصية الخليجية، وقالت فيه إنها تحب الصراحة وإنها تعتبرها كما الأوكسجين في حياتها، لكن زوجة الرئيس السوري رأت أنه في النهاية هناك حقائق تحكم وهو ما يجب على الجميع التعامل معها.

وردت الشخصية الخليجية سريعاً، وعرضت المساعدة على السيدة الأولى وقالت إنها لا تتخيل أن السيدة أسماء الأسد توافق على ما يجري في البلاد.

وهنا أيضاً أرسلت السيدة أسماء الأسد مضمون الرسائل الى الرئيس السوري من دون ذكر أي تعليق عليها. ولم ترد السيدة الأولى في سوريا على هذه الرسالة وفق الرسائل المسربة، وبعد أسبوعين – أي في الثلاثين من يناير من العام الجاري – وصلت آخر رسالة من الرسائل المسربة، من الشخصية الخليجية الى سيدة سوريا الأولى، وكتبت فيها: بالنظر إلى التاريخ والأحداث الأخيرة، فإننا نرى نتيجتين: إما أن يتنحى الزعماء ويحصلون على لجوء سياسي، أو أنهم يتعرضون للاعتداءات، بصدق وبصراحة أعتقد أن هناك فرصة جيدة لكم بالرحيل والبدء بحياة طبيعية جديدة، أنا أصلّي أملاً بأن تقنعي الرئيس باستغلال الفرصة والخروج من دون مواجهة اتهامات، أنا متأكدة من وجود مناطق عديدة ترحلون إليها ومنها الدوحة.

ولم ترد السيدة الأولى على الرسالة الأخيرة هذا على الأقل في الرسائل المسربة.

مراسلات البريد الإلكتروني لبشار الأسد وأسماء

أغلبها متبادلة بين الرئيس وزوجته وحلقة من الشخصيات المقربة

العربية.نت

حصلت قناة “العربية” على مراسلات البريد الإلكتروني الخاصة بالرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس، وتبثها ابتداءً من الخميس 15 مارس الجاري (الساعة السابعة والنصف مساءً بتوقيت السعودية، الرابعة والنصف بتوقيت غرينتش) على شاشة “العربية الحدث”، وتعاد ليلاً في تمام الساعة الثانية عشرة بتوقيت السعودية، التاسعة بتوقيت غرينتش)، وتستكمل في نفس التوقيت يومي الجمعة والسبت.

ويبدأ تاريخ تلك المراسلات التي تم تسريبها من الأشهر الأولى للأزمة في سوريا، وليكون تاريخ 7 فبراير/شباط هو تاريخ نهاية تلك الرسائل، إذ إنه في هذا التاريخ ورد للرئيس الأسد رسالة من شقيق السيدة الأولى، أي فراس الأخرس، يشير فيها إلى تسريب الرسائل الإلكترونية من وزارة شؤون الرئاسة السورية.

الرسالة احتوت على رابط فقط يقود إلى موقع “بيك يا مصر” الإخباري، والذي احتوى على موضوع يشير إلى فضيحة تسرب رسائل إلكترونية من وزارة شؤون الرئاسة.

وفور وصول الرسالة تم إغلاق العناوين البريدية الرئاسية والتي تسربت منها الآلاف قبل أن يتم الإغلاق.

من اللافت أنه لا يوجد ضمن المراسلات المسرّبة اتصالات مع أي من كبار الشخصيات في الدولة أو في حزب البعث الحاكم ولا حتى من عائلة الأسد، ما يعني أن هذه المجموعات لم تستخدم هذا البريد للتواصل مع الرئيس، وأكثر من هذا، لم يأت ذكرهم في هذه الرسائل المسربة إلا ما ندر.

الرسائل المسربة في غالبها متبادلة بين الرئيس وزوجته، وبين الرئيس وحلقة من الشخصيات المقربة منهم فعلا، مهمتهم – حسب الرسائل – تتلخص في تقديم النصح والمقترحات، ومتابعة ملفات مختلفة لخدمة الرئيس وزوجته على المستوى الإداري للدولة، أو على المستوى الشخصي، بالتوازي مع مؤسسات الدولة الرسمية وفي الظل منها، وللرئيس الأسد، كما اتضح من خلال الرسائل المسربة هذه، وسائل تواصل أخرى منها عناوين بريد إلكتروني وحسابات على الفيسبوك وبرامج للمحادثات النصية على الهاتف المحمول.

شاشة “العربية الحدث” ستبث محتوى تلك الرسائل تباعاً ابتداء من الليلة الخميس وحتى السبت القادم.

صور خاصة ونادرة للرئيس الأسد

تعطي الرسائل المسربة انطباعاً بأن مجموعة من الحلقات تلتف حول الرئيس السوري بشار الأسد، وهذه الحلقات مكونة من شخصيات تهتم بالشؤون الأمنية والسياسية والاقتصادية الإعلامية أيضاً، إضافة إلى بعض الأصدقاء المقربين.

ولكل من هذه الحلقات طريقة خاصة للتواصل مع الرئيس، منها الاجتماع الشخصي المباشر، أو الاتصال عبر الهواتف المؤمنة، أو إرسال البرقيات المطبوعة وغيرها.

الملاحظ أن الرسائل الرئاسية الإلكترونية الشخصية، موضوعة على موقع الشهبا دوت كوم، ومن هذا الموقع تسربت الرسائل على ما يبدو.

في هذه المراسلات، عموماً، ظهرت صور للرئيس يرسلها له بعض أعضاء الحلقة الضيقة من مستشاريه غير الرسميين وأصدقائه الموثوقين، ومن بين الصور مثلاً صورة نادرة للرئيس وهو طفل، وصورة وهو على مقاعد الدراسة الأساسية، ثم صورة وهو طالب في الجامعة أثناء دراسته طب العيون.

وثمة صورة مع زوجته وأطفاله، والتي يرد على مرسل الصورة موضحاً له أن الصورة في باحة “تاج محل” في الهند أثناء زيارة رسمية، ويخشى أن يظن الناس هذه الصورة في باحة قصره.

آل الأخرس يقدمون اقتراحات وأفكار

هناك الكثير من المراسلات من عائلة السيدة الأولى، أي عائلة الأخرس (والدها فواز الأخرس، وبعض إخوتها)، موجهة إلى الرئيس الأسد وزوجته أسماء الأخرس، بعض هذه الرسائل خاص وشخصي، والبعض الآخر، وخصوصاً الواردة من حما الرئيس، تحمل في طياتها أفكاراً ومقترحات يرى فيها الحل الأمثل لقضايا تواجه سوريا.

فواز الأخرس يزكي شخصيات ويقترح حلولاً اقتصادية

هناك الكثير من المراسلات من عائلة السيدة الأولى، أي عائلة الأخرس (والدها فواز الأخرس، وبعض إخوتها)، موجهة إلى الرئيس الأسد وزوجته أسماء الأخرس، بعض هذه الرسائل خاص وشخصي، والبعض الآخر، وخصوصاً الواردة من حما الرئيس، تحمل في طياتها أفكاراً ومقترحات يرى فيها الحل الأمثل لقضايا تواجه سوريا.

من المعروف أنه في أسابيع الشهر العاشر من العام الماضي، بدأ النظام في سوريا يواجه مخاطر انهيار الليرة السورية، وكانت النية تتجه إلى قيام البنك المركزي بيع احتياطي عملات أجنبية لإسناد العملة المحلية.

لكن في رسالة بتاريخ الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي يستند فواز الأخرس إلى تجربة رئيسة وزراء بريطانيا في حينه مارغريت ثاتشر، لثني بشار الأسد عن خطة البنك المركزي، شارحاً وجهة نظره بقوله: “لم تتدخل تاتشر في بريطانيا في الأسواق المالية رغم ما كان يمر به الجنيه الإسترليني من انحدار في سعر صرفه”.

وفي رسالة أخرى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يزكي الأخرس لصهره الرئيس الأسد، شخصيات للمشاركة في إعادة صياغة الدستور. لكن السواد الأعظم من الرسائل التي بعث بها فواز الأخرس إلى الرئيس كانت مقالات منشورة في الصحافة الأجنبية والعربية، وفي غالبتها تشيد بالأسد ونظامه وتقف معه ضد أي انتقاد.

في الثاني من فبراير/شباط من العام الجاري بادر حما الرئيس في رسالة إلى اقتراح استضافة معارضين لبلدان الخليج العربي على شاشة التلفزيون السوري وقناة الدنيا.

أسماء الأسد تسترشد بآراء والدها

أما السيدة الأولى فكان لها مراسلات مكثفة مع والدها، وتركزت في أغلبها حول القضايا القانونية التي تتعلق بملاحقة وسائل الإعلام له في بريطانيا.

مثلاً في رسالة بتاريخ السادس عشر من شهر يونيو/حزيران الماضي تتابع أسماء ووالدها قضية الصحافي البريطاني مايكل سيمارك، وهو صحافي يسأل الأخرس تفسيره بشأن ورود اسمه في وثائق ويكيليكس على أنه أحد رجال الأسد الذين يخدمونه في استثماراته المالية.

لونا الشبل تقترح خروج الرئيس بين الناس

من الأسماء المعروفة، التي تتكرر مراسلاتها مع الرئيس، المذيعة السابقة لونا الشبل، وهي المسؤولة الإعلامية في الرئاسة السورية حالياً.

في آواخر يناير/كانون الثاني الماضي بدأ البيت الأبيض يغير لهجته تجاه النظام السوري، وظهرت تصريحات تشير إلى أن نظام الأسد سيسقط لا محالة، فترسل الشبل برسالة تقترح فيها على الأسد الرد على البيت الأبيض، وتحرص على الاعتذار لأنها تكرر ذات العبارة بشأن “سقوط الأسد”.

أما في رسالة أخرى، فيلفت تبني الشبل لوسائل العلاقات العامة الشائعة في أمريكا في ذات الوقت، وهي رسالة سبقت ظهور الأسد في “الأمويين”، وترفق صورة أوباما محاطاً بأنصاره، وتقترح على الأسد أن يحذو حذوه.

وبالفعل وفي الحادي عشر من شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري، يظهر الأسد يخاطب عدداً من أنصاره في ساحة الأمويين وفق نصيحة الشبل.

وفي رسالة أخرى، في الثالث والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الماضي من الشبل إلى الرئيس، تقترح الشبل إعطاء الأولوية للمفتي أحمد حسون، على الشيخ محمد البوطي، خلال مراسم تشييع ضحايا تفجيري دمشق خلال الأزمة السورية.

وقللت الشبل من قدرة البوطي على تحشيد الناس لصالح المفتي حسون الأقدر إعلامياً في رأيها، لأن المفتي فقد ابنه في الأحداث، وهو أقدر على التأثير في جماهير المشيعين من البوطي، لكن البوطي خرج وحده إلى التشييع.

لونا الشبل كانت أيضاً حلقة وصل للعديد من المسؤولين والوجوه الإعلامية للنظام، كالناطق الرسمي باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي، الذي كانت تصل رسائله إلى الأسد عن طريق الشبل في رسالة إلكترونية.

هديل.. وسيط مع السفارة الإيرانية

شخصية أخرى، وهي ربما من أكثر الشخصيات غموضاً في محيط الرئيس، وهي المدعوة “هديل”.

علاقة خاصة تربطها بالرئيس، تتنوع رسائلها بين الشأنين الشخصي والعام، فيما يتعلق برسائل الشأن العام، فإن هديل توافي الرئيس الأسد غالباً بأخبار الحزب وتشكيلاته ونتائج اجتماعاتها مع مسؤوليه، وأحياناً تقترح أسماءً لإحلالهم مكان وجوه قديمة في مناصب المحافظين ورؤساء البلديات.

وفي واحد من الرسائل التي أرسلتها هديل للرئيس تتهم مسؤولين حزبيين في محافظة اللاذقية، بالتأثير السلبي على أعضاء حزب البعث هناك، وتقترح استبدال هؤلاء المسؤولين.

حسين.. إعلامي إيراني ينتقد معالجة قصة التفجيرات

لعبت هديل على ما يبدو دور الوسيط مع مسؤولي السفارة الإيرانية في دمشق، في رسالة تنقل هديل توجيهات خبير إيراني في سفارة طهران في دمشق بشأن أولويات يجب أن يأخذها الرئيس بعين الاعتبار، وتشير إلى أن المستشار الإعلامي للسفير الإيراني شارك في وضع النقاط التي ينبغي التطرق لها في خطابه المقبل.

لم تختلف هديل عن عائلة الأخرس أو لونا الشبل بشأن كونها حلقة وصل بين الرئيس والعديد من الأسماء، الذي يبرز منهم هنا شخص يعمل في الإعلام الإيراني في سوريا واسمه “حسين”.

وفي رسالة واردة في الرابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الماضي، تنقل هديل إلى الرئيس، رسالة من حسين، الذي يقدم بدوره رأياً إيرانياً في سبل معالجة قصة التفجيرات في دمشق.

“حسين” كان مستاءً في رسالته من اتهام النظام للقاعدة بتدبير التفجيرات التي استهدفت دمشق.

وهو يقول تحديدا إن اتصالاته مع إيران وقيادات حزب الله أفضت إلى نصحه بضرورة تجنب اتهام القاعدة، وإنما على النظام السوري اتهام كل من الولايات المتحدة والمعارضة، إضافة إلى ما يسميها في الإيميل بـ”بعض الدول القريبة”.

ومن حجج “حسين” التي نقلتها هديل إلى الرئيس الأسد، أن اتهام النظام للقاعدة جاء بعد خمس دقائق فقط من الانفجار، ومن دون أي تحقيق!

بشار الجعفري

يتكرر اسم شهرزاد الجعفري في المراسلات، شهرزاد وهي ابنة السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري، وهي تعمل في مساعدة الرئيس السوري لشؤون العلاقات العامة الدولية، منتدبة من مؤسسة علاقات عامة أمريكية، يظهر نشاطها الإلكتروني واضحاً في صندوق الوارد إلى الرئيس السوري.

شهرزاد تقف في كثير من الأحيان وسيطاً، بين والدها، مندوب سوريا في الأمم المتحدة، وبين الرئيس بشار الأسد، ففي شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي كان الدكتور بشار الجعفري يحضر خطاباً لإرساله إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ويبدو أنه ارتأى إرسال مسودة الخطاب بواسطة ابنته إلى الرئيس الأسد قبل مشاورة رئيسه المباشر وزير الخارجية وليد المعلم.

وتتعلق الرسالة بالتفجيرات التي استهدفت العاصمة دمشق. الرئيس وضع ملاحظاته على رسالة الجعفري، وحولها إلى وليد المعلم للعلم والتصرف.

وفي الرابع عشر من ديسمبر/كانون الأول من العالم الماضي، يرسل الجعفري رسالة إلى ابنته ويطلب منها التحويل إلى الرئيس السوري، ويشير فيها إلى مقابلة صوتية مع دبلوماسي سوري منشق واسمه بسام العمادي وكان يخدم في تركيا.

الجعفري تعرف على صوت الدبلوماسي وينصح بضرورة التعامل السريع مع قضيته حتى لا يصبح هذا الدبلوماسي المنشق نجماً على وسائل الإعلام.

شهرزاد نسقت للقاء مع باربرا والترز

شهرزاد هي التي تواصلت مع قناة أيه بي سي الأمريكية ونسقت للقاء الأسد بالمذيعة الأمريكية باربرا والترز، وهي التي تتابع كذلك ردود فعل الصحافة الأجنبية بخصوص الخطوات التي تقوم بها الحكومة السورية.

وفي رسالة أخرى، قالت شهرزاد للرئيس إنها قابلت عدداً من رجال الدين اليهود والمسيحين في أميركا، وأنها قابلت عدداً من مسؤولي وسائل الإعلام الأمريكية وأخبرته بأنهم ليسوا سلبيين، لكنها لا تثق بهم رغم ذلك.

خالد الأحمد.. يد الرئيس الأمنية

ومن أهم الأسماء التي يغلب على رسائلها الطابع الأمني، شخص اسمه “خالد الأحمد”، وهو يوافي الرئيس الأسد بشكل دائم بأخبار التحركات العسكرية، ومقترحاته حول بعض القضايا الأمنية، خصوصاً في حمص وإدلب ودرعا، ويظهر من طريقة تعاطيه مع الأسد أنه بمثابة يد الرئيس الأمنية.

وفي رسالة خاصة، يقول للرئيس إنه اجتمع بمن سمّاه “آصف”، الذي يبدو أنه آصف شوكت، نائب رئيس هيئة الأركان السورية للشؤون الاستخبارية، وأنهم قيد إنجاز حاجز عسكري نموذجي ليكون نقطة تفتيش في حمص.

وفي إطار المقترحات والحلول الأمنية، يقترح الأحمد إضافة مواد كيميائية وأصباغ إلى المازوت حتى يصبح غير صالح لتشغيل المحركات، وإنما يصلح فقط للآليات العسكرية.

انفجارات في جوبر وباب مصلى والقابون بقلب دمشق

مجزرة في لاروز وعدد قتلى أمس يصل إلى 80 قتيلاً

عمان – غسان أبواللوز، العربية.نت

أعلن مجلس قيادة الثورة السورية اليوم أن انفجارين وقعا في حي جوبر بدمشق فجراً، بالإضافة إلى سماع دوّي انفجارات وإطلاق نار كثيف في منطقة القابون، وانفجارات عنيفة في باب مصلى وانفجار سيارة مفخخة في برزة.

وبحسب لجان تنسيق الثورة السورية فإن الجيش ارتكب مجزرة في منطقة لاروز في إدلب، ووصل عدد القتلى أمس بحسب لجان التنسيق إلى ثمانين قتيلا معظمهم في حمص وإدلب وحماة يأتي هذا مع توارد أنباء عن سيطرة جيش النظام بشكل كامل على مدينة إدلب فيما انسحب الجيش الحر إلى أطراف المدينة.

وشهدت مدينة طيبة الإمام بريف حماة قصفا مدفعيا عنيفا، مع تواصل القصف على منطقة القصير بريف حمص، بالإضافة إلى قصف عشوائي على المدارس والدور في مدينة الرستن.

وعلى الحدود السورية اللبنانية قال ناشطون إن الجيش السوري أطلق النار إلى عمق الأراضي اللبنانية في منطقة وادي خالد.

مقتل الشيخ أسعد هلال

قال ناشطون إن الشيخ أسعد هلال قتل بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في سراقب في محافظة إدلب السورية، والشيخ هلال عضو في تنسيقيات الثورة السورية في سراقب وسبق وأن اعتقل الشيخ هلال لمدة ثمانية عشر عاماً في زمن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد فيما اعتقل لمدة ستة أشهر في عام 2011 قبل أن يتم الإفراج عنه بعد انطلاق الثورة السورية.

السعودية تغلق سفارتها

سياسياً أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية إنه نظراً لتطور الأحداث في سوريا فإن المملكة قامت بإغلاق مبنى سفارتها في دمشق وسحب من تبقى من العاملين فيها. بدورها أغلقت هولندا سفارتها في سوريا فيما استدعت إيطاليا العاملين في سفارتها.

الحدود الأردنية مع سوريا مضبوطة

أكد مدير الأمن العام الأردني الجنرال حسين هزاع المجالي أن الحدود الأردنية مع سوريا مضبوطة للحفاظ على سلامة المواطنين الأردنيين و ليس للوقوف مع أي جهة أو أخرى وأن الأردن لا يتدخل في شؤون أي دولة أخرى.

و في رده على سؤال لـ”العربية” حول ضبط محاولات عمليات تهريب للأسلحة وحالات تسلل من الأردن إلى سوريا وبالعكس، قال المجالي إنه تم رصد الكثير منها وأن مختلف الأجهزة الأمنية أوقفت عدة أشخاص، مضيفا أن الشحنات المضبوطة ليست شحنات “خيالية”.

وذكر المجالي أن حركة المسافرين في المراكز الحدودية مع سوريا “مركز حدود جابر، مركز حدود الرمثا” شهدت تراجعا في حركة العبور، مؤكدا أن مركز حدود الرمثا شبه متوقف وتضرر كليا، مشيرا إلى أن “حركة المسافرين في مركز حدود الرمثا صفر” أمس الأربعاء 14 مارس.

وحول حركة العبور في مركز حدود جابر قال المجالي إن حركة المسافرين اليوم انخفضت إلى حوالي 5500 مسافر معظمهم من السوريين مقارنة بـ حوالي20 ألف مسافر كانوا يعبرون “جابر” يوميا قبل اندلاع الأحداث في سوريا. في المقابل أكد المجالي أن حركة الشاحنات في “جابر” “لم تتغير قطعيا”.

آلان جوبيه يحذر من مخاطر حرب أهلية في سوريا في حال تسليم أسلحة للمعارضة

حذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه اليوم من مخاطر نشوب حرب أهلية في سوريا في حال تسليم أسلحة إلى المعارضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد بحسب وكالة “فرانس برس”.

وقال جوبيه عبر إذاعة فرانس كولتور إن “الشعب السوري منقسم بشكل عميق وإن أعطينا أسلحة إلى فئة معينة من المعارضة في سوريا، سنكون وكأننا ننظم حرباً أهلية بين المسيحيين والعلويين والسنة والشيعة، وقد يكون الأمر بمثابة كارثة أكبر من الكارثة القائمة اليوم”.

ورأى جوبيه أن روسيا تعرقل أي مبادرة في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا “تقوم بحسابات خاطئة على المدى المتوسط”، وقال “إنها تأخذ علينا التدخل في ليبيا وتعتبر أننا تخطينا تفويضنا في ليبيا، وهو ما لا أوافق عليه” كما ذكرت “فرانس برس”.

وأضاف: “روسيا لديها مصالح في سوريا، فهي تبيع أو باعت كمية كبيرة من الأسلحة للنظام السوري”.

وبرر الدعم الروسي لنظام بشار الأسد بقوله: “روسيا تخشى أيضاً انتقال العدوى الإسلامية إلى أراضيها، ولذلك تعارض كل ما يجري في سوريا”.

وتابع جوبيه أنه “يأمل من كل قلبه أن تفتح روسيا عينيها لترى ما يجري حقا في سوريا”.

ألف لاجئ خلال 24 ساعة

قال مسؤول تركي اليوم إن نحو ألف سوري عبروا الحدود إلى تركيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بحسب “رويترز”.

ويشير هذا إلى زيادة قوية في أعداد اللاجئين القادمين إلى تركيا ليصل

إجمالي عدد اللاجئين السوريين في تركيا لنحو 14 ألفا.

وأضاف المسؤول: “نتوقع أن يستمر هذا مادامت العملية مستمرة في إدلب”.

يذكر أن قمع تظاهرات المعارضة السورية أوقع أكثر من 8500 قتيلاً منذ انطلاق الانتفاضة قبل عام بالتمام، بحسب أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان.

دمشق تقطع طرقاتها وتنتفض حباً لا ثأراً

الحواجز تعود إلى العاصمة وكفر سوسة تخيف النظام

دمشق- جفرا بهاء

بكت إدلب لأجل حمص، واليوم تبكي دمشق لأجل إدلب، سوريا تنعي سوريا، ومدينة تشيّع أخرى، ومجازر تنتقل بين المدن.

النظام السوري فتح بازاراً للدم السوري، جيشه يسفك والشباب السوري يُقتل، رأس النظام يسخر من الإصلاحات التي وعد بتقديمها لحل الأزمة، وزوجته “الحمصية الأصل” تنفق، بحسب ما جاء في جريدة الغارديان البريطانية، آلاف الدولارات عبر الإنترنت على شراء سلع.

“مسيرة عالمية” فوق الدم

لا يخجل النظام السوري من تأجيل عطلة رسمية “اليوم” من أجل حشد الطلاب وإجبارهم على الخروج بما سماه مؤيدوه “المسيرة العالمية لأجل سوريا”، ولا يلتفت المتظاهرون والمعارضون لمسيرات الأسد التي لا تزال، من وجهة نظرهم، تدنس أرض دمشق كما تدنس مدناً أخرى.

خرج الموظفون من سيطرة الشبيحة والتقارير الأمنية، ما عاد الاعتقال أو الطرد من العمل يخيفهم، فكان لابد من إلغاء عطلة المدارس والجامعات على أمل أن تكون تعبئة الطلاب في باصات النظام أيسر، وإن كان لا يزال بعض الخوف يسكن بعض القلوب بين الطلاب، فإن علم الاستقلال الذي رفع قبل أيام في كلية الهندسة الكهربائية القريبة من فرع فلسطين (المعروف بوحشيته لدى الشارع السوري) يقول إن الشباب المثقف تملكت الحرية قلبه وإلى الأبد، والعلم الذي رفع في الجامعة الدولية الخاصة، يجعل من منظمي المسيرة أشد خوفاً ممن ينتظر الموت، يخافون من مندسين قد يرفعون أصواتهم بكلمة “الحرية” كما حدث في واحدة من مسيرات ساحة الأمويين، يخافون من غباء الإعلام الوطني عندما نقلت كاميراته ومباشرة على الهواء هتافات ضد الأسد في مسيرته المؤيدة، يخافون فيغلقون كل مداخل دمشق، ويحددون الدخول إلى المدينة بباصاتهم المعبئة بمن سيقف في المسيرة اليوم ويهتف للأسد.

المسيرات اليوم ترعبهم، في الوقت الذي لا تهز شعرة برأس المعارضون والمنادون بالحرية، فأولئك يدركون حقيقة تزويرها، وهؤلاء يعرفون أن احتلال الشبيحة لساحة الأمويين مؤقت.

ساحة الأمويين اليوم ستنتهك من جديد (بتعبير المعارضين)، سيعود النظام للرقص فوق أجساد شباب كُفنوا بالحرية، سيرفعون علمهم فوق سارية استندت إلى الدماء، سيراقبهم رئيسهم بضحكته “البلهاء كما يتندر الشارع السوري المعارض”، وسيتفرج المتظاهرون ضده على مسيرة آكلي أطفالهم.

العلم الذي سيرفع اليوم في ساحة الأمويين علم مزور تحتل صورة الأسد الجزء الأكبر منه، هو يشرب نخب نصره المزعوم والأمهات السوريات تصلي صلواتها المقدسة، ويفور الدم في عروق دمشق لتنتفض حباً لا ثأراً.

دمشق مزقت الشرنقة

النظام السوري يخاف دمشق، يعرف أنها خرجت من الشرنقة، يدرك أن خروج مظاهرة قبل يومين في ساحة شمدين في قلب المدينة وعلى بعد أقل من 100 متر من فرع الأمن السياسي، وهتافاتهم الساخرة من فرع الأمن يعلن لكل من يقول إن دمشق لا تزال خارج الثورة أنه مخطئ.

في دمشق يغلق المعارضون طريق المطار الدولي بالإطارات المشتعلة، تخرج مظاهرة يومية في حواري الميدان، تخرج مظاهرة طلابية في حي الزاهرة القريبة من الميدان، يتعرض كل هؤلاء لهجوم من الأمن السوري، يتلقون الرصاص ويهربون ليس خوفاً من الموت، وإنما حفاظاً على إمكانية الخروج في اليوم التالي.

حواجز وحواجز مضادة

عادت الحواجز لتحتل دمشق، تفتش السيارات والأشخاص، تعتبر أن كل من لا يريد الأسد هو عدو لها، تتعمد أن يحمل الواقفين عندها نظرة قاسية، تحاول أن تبث الرعب في قلوب المارين، الرعب من الحاجز أولاً والرعب من العصابات المسلحة ثانياً، والرعب لأجل الرعب ثالثاً.

يرد الثوار بعمل حواجز من نوع آخر، حواجز المعارضين تستفز السلطة إلى أبعد درجة، وتخيف الصامتين (كما يطلق المعارضين على الساكت عن جرائم النظام)، فتقطع الطرقات في أكثر المناطق حساسية لتقول: أنا هنا.

قبل فترة قصيرة، أوقف بعض الشباب السير في منطقة البرامكة لبعض الوقت باستخدام الإطارات المشتعلة، أمام مديرية الجمارك العامة، ولمن لا يعرف مديرية الجمارك العامة فإننا نفيده بأن العقدة التي تم قطعها تكتظ برجال الأمن والشبيحة بسب تمركز فرع الأمن العسكري بجانبها، بالإضافة لقربها من مراكز أمنية أخرى.

كفر سوسة اعتادت قطع الطريق العام، وكفرسوسة من أكثر المناطق حساسية في دمشق، فعدا عن توسطها المدينة، فإن العديد من الفروع الأمنية تتوزع في كفرسوسة، ولم يبق أمام النظام من حلول كافية أمام تحدي سكان المنطقة اليومي بخروجهم في مظاهرات وهتافهم لحمص وإدلب والدم السوري.

كل من يقمع المظاهرات ويتفنن في القتل يعرف أن كفرسوسة وضعته في موقف لا يحسد عليه، خصوصاً مع ترافق قطع الطرقات للمظاهرات اليومية، وإن رغب النظام بقمع كفرسوسة فإنه ربما يضطر لمجزرة “صغيرة” هناك وهو ما يعني اشتعال دمشق كرة من نار، وهو إن سكت عما يحدث هناك فإن عدوى الشجاعة ستنتقل بسرعة إلى مناطق أخرى خصوصاً أن المزة والميدان وجوبر وبرزة وركن الدين صاروا داخل خارطة التظاهر الدائم.

لدمشق نكهة العشق

سمى السوريون حمص عاصمة لثورتهم، ولكن دمشق تحتفظ بمكانتها، وتحطيمها لجدار الخوف يخلق فرحة في ركام الموت، يصبح للأمل مكان في صحراء استولى الغربان عليها.

دمشق تبقى عند السوريين أسطورتهم وعشقهم، ودمشق قامت.. حقاً قامت.

رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق حول سورية يدعو ” للواقعية” في التعامل مع الملف السوري

بروكسل ( 15 آذار/ مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دعا رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في إنتهاكات حقوق الإنسان في سورية، جميع الأطراف المعنية بالأزمة في هذا البلد، إلى “التعامل بواقعية مع هذا الملف وإدراك أن الحوار الشامل هوالطريق الوحيد للخروج” من المأزق

وكان باولو سرجيو بينيرو يتحدث خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس في بروكسل، عقب لقاءه مع العديد من مسؤولي الإتحاد الأوروبي ، لبحث محتوى التقرير الأخير للجنة والمتعلق بوضع حقوق الإنسان في سورية

وركز رئيس اللجنة الدولية ، التي فوضتها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إجراء تحقيقات حول إنتهاكات حقوق الإنسان في سورية، على “وجود دلائل تشير إلى تورط أشخاص ووحدات عسكرية سورية في جرائم ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية” وفق تعبيره

وأكد أن “اللجنة قد أعدت قوائم تحتوي أسماء الشخصيات و الوحدات المعنية و تم التحفظ عليها” وقال “تم حفظ هذه القوائم بعناية ليصار إلى معالجتها فيما بعد وإتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل سلطات قضائية متخصصة لديها مزيد من الصلاحيات”، حسب قوله

واستعرض بينيرو محتوى التقرير الواقع في 50 صحفة، فأشار إلى مواطن قلق من تدفق المهاجرين إلى الدول المجاورة، ” ولكن أيضاً هناك قلق من تزايد أعداد المهجرين داخل مختلف المناطق السورية”، وفق تعبيره

وشدد على وجود مشكلة قصوى تعترض سبل أي تحقيق أو عمل إغاثي في هذا البلد، وهو عدم سماح السلطات السورية بدخول المحققين والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، “ومن هنا صعوبة الحصول على معلومات دقيقة وتتمتع بمصداقية تامة، وبالتالي صعوبة التوصل إلى نتائج وافية ومكتملة”، على حد وصفه

وحول معاينته للوضع السوري، التي إعتمدت بشكل خاص على شهادات أشخاص خارجين من سورية وينتمون إلى مختلف الأطراف، أكد المسؤول الأممي أن “الأزمة الإنسانية ليست عامة في كافة المناطق السورية، بل تنحصر في مناطق محددة، حيث الوضع الانساني سيء” بالفعل

وشدد على ضرورة أن يعي السلطات السورية، والمعارضة وكافة أطراف المجتمع الدولي أن من يدفع الثمن هم المدنيون بكافة الأحوال.

وأشار إلى أن نص التقرير يقدم أدلة واضحة أن قصف القوات الحكومية كان عشوائياً ما أدى إلى وقوع ضحايا بين المدنيين خاصة بين الأطفال، “يمارس النظام السوري عقاباً جماعياً للسكان”، كما قال.

وتحدث عن تخصيص التقرير فقرات عديدة للحديث عن طبيعة الوضع الإنساني في المناطق المتضررة وضرورة العمل لأجل توصيل مساعدات للمحتاجين إليها.

وأشار أن التقرير تضمن توصيفاً لما بات يعرف بالجيش السوري الحر، مشدداً على ضرورة عدم المبالغة في تقدير أعدادهم وقوتهم.

وعبر عن رفضه للأفكار التي يتم تداولها حالياً حول إمكانية تسليح المعارضة، مشيراً إلى أن الأمر سيعقد الأمور أكثر، ” لا التسليح و لا التدخل العسكري يشكلان إطاراً مقبولاً للحل”، كما قال.

وعبر عن استغرابهم لمواقف بعض أطراف المعارضة السورية، ” التي لا تزال تحلم بتدخل خارجي وممرات إنسانية”، وفق كلامه، داعياً إياها للتحلي “بالواقعية”

وعبر باولو سيرجيو بينيرو عن قناعته أن “الإستمرار بهذا الشكل سيؤدي إلى حرب أهلية ، ما يعني نتائج كارثية في البلاد” وأشار إلى أن الحل ” الواقعي” حالياً هو اللجوء إلى حوار شامل لا يستثني أي طرف لا من المعارضة ولا من الحكومة

وناشد المسؤول الأممي كافة الأطراف عدم الاستعجال في الحكم على مهمة كوفي عنان، ” يجب إعطاؤه المزيد من الوقت، فهو لا يملك حلولاً سحرية”، بحسب تعبيره

كما وجه المسؤول الأممي إنتقادات واسعة للعقوبات الدولية المفروضة على سورية، ” بالرغم من اعترافي أن العقوبات شأن يتعلق بكل دولة على حدة، إلا أنني على قناعة أنها ليست إستراتيجية بحد ذاتها، فقد علمتنا التجارب أن العقوبات لم ولن تؤد إلى إضعاف أي نظام ، بل إلى تعقيد الحياة اليومية للمواطنين العاديين”، حسب قوله

وتحفظ بينيرو على الإجابة على سؤال يتعلق بعناصر ” غريبة” أو ” سلفية” تقاتل في سورية، مشيراً أنه يستطيع نفي أو تأكيد ذلك على نحو قطعي

وناشد المجلس الوطني السوري “توحيد رؤيته للمستقبل والعمل بواقعية”، مشيراً إلى “ضرورة أن تقوم المعارضة بواجباتها” أيضاً

وعبر عن حذره الشديد عن التحدث عن “موضوع الأقليات” في سورية، مشيراً إلى “وجود مخاوف حقيقية لدى جميع الأطراف” هناك

وحول تصوره للحل ، كرر بينيرو التأكيد على أن “الصفة السلمية والدبلوماسية لأي حل قادم في سورية، وما يهم الآن هو وقف المواجهات وتأمين وصول المساعدات الإنسانية”، على حد قوله

هذا ومن المتوقع أن يتم تمديد عمل لجنة التحقيق الدولية المستقلة، لعدة أشهر قادمة لإتاحة المجال لمزيد من التحقيقات المعمقة، حيث ينتهي التفويض الحالي بعد عدة أيام

وكان مجلس حقوق الإنسان قد قرر تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ضمت ثلاثة مفوضين يعاونهم 15-20 من مختلف الإختصاصات المدنية والعسكرية والحقوقية لجمع المعلومات وتقصي الحقائق حول الوضع السوري

تركيا تلمح الى اقامة ملاذ آمن للمدنيين داخل سوريا

قال مسؤول تركي رفيع الخميس إن انقرة تفكر في اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية المحاذية لحدودها لحماية المدنيين السوريين من هجمات قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

واوضح نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالي، ردا على سؤال حول ما اذا كانت بلاده تدرس اقامة منطقة ملاذ آمن للسوريين، أن تركيا تؤكد على التعاون مع الجامعة العربية، وان هذا الامر “ضمن الامور الممكنة التي سنعمل عليها خلال الفترة المقبلة”.

يذكر ان بعض الحكومات العربية، وعلى الاخص قطر والسعودية، تقود حملة من اجل نشر قوات حفظ سلام عربية، وتسليح جماعة “الجيش السوري الحر”.

ويرى مراقبون ان دعوات كهذه قد تجد صداها وتتكرر في اجتماع الدول الغربية مع دول الجامعة العربية في ملتقى “اصدقاء سوريا” المنتظر عقده في اسطنبول في الثاني من الشهر المقبل.

ميدانيا سيطرت قوات الجيش النظامي السوري على مدينتي درعا وإدلب وكثفت عملياتها ضد المعارضين عشية الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الانتفاضة في سوريا، في الوقت الذي لم تظهر في الأفق أي بوادر لتسوية سياسية للأزمة.

فمع حلول الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة اليوم الخميس، وعدم فاعلية الجهود الدبلوماسية لوقف العنف حتى الآن، اجتاح الجيش بعض معاقل المعارضة.

وكان الجيش قد شن هجمات متكررة على مواقع أخرى هذا الأسبوع، وطرد المعارضين المسلحين من مدينة إدلب في شمال غربي البلاد، ودفع بتعزيزات تصل إلى 130 دبابة ومدرعة إلى مدينة درعا الجنوبية.

شاهد عيان

وقال شاهد عيان من مدينة درعا، الواقعة بالقرب من الحدود مع الأردن والتي كانت قد شهدت أول احتجاجات ضد نظام الأسد قبل عام: “إنهم يضربون مهد ثورتنا.”

وأضاف شاهد العيان الذي عرََّف عن نفسه باسم محمد: “المنازل تتعرض لقصف عشوائي بنيران الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للطائرات.”

كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له، إن عدد القتلى في درعا يوم الأربعاء بلغ 13 مدنيا وسبعة جنود منشقين.

وقدر المرصد عدد ضحايا الانتفاضة السورية، من الطرفين المعارض والحكومي، باكثر من تسعة آلاف قتيل، منذ اندلاع الانتفاضة قبل عام.

وقال المرصد ان قتلى الانتفاضة بلغ نحو 9113 قتيلا، منهم 6645 مدنيا، و 1997 عسكريا حكوميا، و 471 عسكريا منشقا من الجيش السوري.

وقال نشطاء إن قوات الجيش السوري النظامي اشتبكت الأربعاء مع مقاتلين يسيطرون على حي رئيسي في مدينة درعا.

وأشارالناشط رامي عبد الحق إلى أن نحو 20 دبابة ومركبة مدرعة طوقت حي البلد في المدينة الواقع على الحدود مباشرة مع الأردن.

وفي إدلب، أكد نشطاء أن الجيش السوري النظامي تمكن من السيطرة الكاملة على المدينة، وأكدوا أن مقاتلي” الجيش السوري الحر” انسحبوا جميعهم منها.

وقال نور الدين العبدو، وهو ناشط من إدلب: “منذ الليلة الماضية لم يكن هناك قتال، فالجيش السوري الحر انسحب وقوات النظام اجتاحت المدينة بكاملها”.

وذكرت التقارير أن لاجئين عبروا في وقت مبكر الأربعاء من المحافظة إلى تركيا المجاورة، قائلين إنهم تلقوا تحذيرات من أن القوات الحكومية قد تستهدف قراهم خلال الساعات القادمة.

تصاعد أعمال العنف لم تستطع منع شعارات المطالبة بالحرية في سوريا

وقال عبد الصمد، أحد اللاجئين: “إنهم يقصفون إدلب. إنهم يقصفون المدينة. لديهم دبابات وصواريخ.”

وفي أنقرة، قال مسؤول تركي إن ألف لاجئ سوري عبروا الحدود السورية إلى تركيا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية . ووصف ذلك بأنه زياد حادة في فرار السوريين من بلادهم.

ونقلت وكالة رويترز عن المسؤول قوله إن عدد اللاجئين السوريين في تركيا بلغ حوالي 14 ألف لاجئ منذ بداية الانتفاضة في سوريا قبل عام.

وتوقع المسؤول استمرار موجات النزوح من سوريا مع استمرار العمليات العسكرية في إدلب.

“ذبح أطفال”

من جانب آخر، اتهم الإعلام السوري ما وصفها بـمجموعات مسلحة بذبح 15 مدنيا، بينهم أطفال، في أحد الأحياء ذات الأغلبية العلوية في مدينة حمص الواقعة وسط البلاد، والتي شهدت خلال الأسابيع القليلة الماضية أعنف قتال بين القوات الحكومية و”الجيش السوري الحر” المعارض.

وكانت الحكومة والمعارضة قد تبادلتا الاتهامات يوم الأحد الماضي بقتل أكثر من 50 شخصا في منطقة تضم مزيجا طائفيا في المدينة.

وحذر دبلوماسيون من أن سوريا، التي تشهد انقسامات طائفية، قد تنزلق في أتون حرب أهلية تشبه حرب البلقان إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي.

وقال دبلوماسي غربي لرويترز إن القوات الحكومية قد تتمكن من القضاء على جيوب المقاومة، لكن المقاتلين المعارضين يتراجعون ويختلطون بالسكان.

وأضاف المصدر: “أشعر بأن الصراع سيستمر لفترة طويلة،

وأخشى أن يصبح أشد دموية عما هو عليه الآن. هذا يفسر لماذا يتعين علينا مواصلة الجهود الدبلوماسية والعقوبات.”

استقالات من المجلس الوطني

وقد استقال ثلاثة أعضاء بارزين من المجلس الوطني السوري ، ممثل المعارضة في الخارج ، الثلاثاء الماضي، قائلين إنهم يئسوا من محاولة جعل جماعة المعارضة السياسية الرئيسية في الخارج لاعبا أكثر فاعلية في الانتفاضة ضد نظام الأسد.

وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين الأربعاء، قال الشيخ نواف البشير، العضو البارز في المجلس الوطني السوري المعارض: “إن المجلس ليس له فاعلية على المستوى الدولي أو المحلي”.

ودعا البشير إلى إعادة هيكلة المجلس المؤلف من 270 عضوا، وكان قد عانى أيضا من انشقاق عدد من أعضائه مؤخرا بسبب ما اعتبروه فشل المجلس بدعم “الجيش السوري الحر”.

مواقف دبلوماسية

وعلى صعيد التطورات الدبلوماسية، قال كوفي عنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، إنه تلقى ردا من دمشق على اقتراحات السلام التي قدمها مطلع الأسبوع وأنه يريد المزيد من الإيضاحات.

وأضاف عنان، الذي سيقدم يوم الجمعة المقبل إفادة عن الوضع في سوريا إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: “لا يمكن السماح باستمرار هذه الأزمة”.

بدوره، قال أحمد فوزي، المتحدث باسم عنان: “في ظل الوضع الخطير والمأساوي هناك، على الجميع أن يدرك أن الوقت غالٍ.”

وكان عنان قد قدَّم للأسد خلال لقائه في دمشق خطة من خمس نقاط، بما في ذلك مطلب بالوقف الفوري لإطلاق النار وإجراء حوار مع المعارضة.

لكن وكالة رويترز للأنباء نقلت عن مصدر دبلوماسي شرق أوسطي قوله الأربعاء إن السوريين طلبوا من عنان المزيد من التفاصيل بشأن خطته.

كما نقلت الوكالة أيضا عن دبلوماسي غربي بارز في المنطقة قوله “إن دمشق رفضت اقتراحات عنان”، الأمر الذي زاد من غموض الموقف.

نظرة “إيجابية”

إلاَّ أن دمشق أعلنت أنها تتعاون “بإيجابية” مع عنان، وتسعى “بإخلاص لإنجاح مهمته” في سوريا.

فقد نشر جهاد مقدسي، المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” باللغتين العربية والإنكليزية بيانا قال فيه: “تجري محاولات حالياً، وقبل يوم الجمعة، لتصوير سوريا بأنها تعطل مهمة كوفي عنان التي لا تزال في بدايتها الاستطلاعية ، و هذا أمر عارٍ عن الصحة تماماً، ويهدف إلى الانتقال لمرحلة تمهيد لسيناريو آخر.”

وأضاف: “سورية مستعدة لاستقبال عنان واللقاء به لاستكمال المباحثات، ونحن نتعاطى بإيجابية معه ونتمنى له النجاح في مهمته التي تتطلب تضافر كافة الجهود من سورية و من دول أخرى لها علاقة مباشرة بتجييش و تأزيم ما يحصل، عوضاً عن التهدئة و الترويج للمصالحة.”

وندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأربعاء بالأسد ووصفه بأنه “قاتل”، لكنه استبعد أي احتمال لتدخل فرنسا عسكريا في سوريا مثلما فعلت في ليبيا.

وإلى جانب العقوبات الغربية، فقد كبدت الانتفاضة دمشق مليارات الدولارات من الإيرادات التي خسرتها من مبيعات النفط الخام والسياحة. كما تراجعت قيمة الليرة السورية حوالي النصف وتراجع حجم الاستثمارات الأجنبية والمبادلات التجارية للدولة.

لكن ليس هناك من مؤشر يذكر على أن نظام الأسد وحلفاءه قد بدأوا يفقدون قبضتهم على السلطة في البلاد، كما لم يحدث خلال عام من عمر الانتفاضة الشعبية أي انشقاقات كبيرة عن الحكومة أو الجيش.

وفي حين أن قوى غربية وأغلب الدول العربية انتقدت القمع الذي يمارسه الأسد، فقد تمكنت سوريا من الاعتماد على دعم كل من روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) مرتين ضد مشروعي قرارين في مجلس الأمن الدولي كانا سينتقدان دمشق.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقريرها إنه يجب إحالة سوريا إلى الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية. لكن مجلس الأمن الدولي، الذي لا يزال منقسما على نفسه حيال الأزمة السورية، هو وحده الذي يمكنه اتخاذ هكذا خطوة.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

الامم المتحدة: بعثة تقييم الوضع الانساني تزور المدن السورية المحاصرة

الامم المتحدة (رويترز) – قالت مسؤولة الشؤون الانسانية بالامم المتحدة فاليري اموس يوم الخميس ان بعثة مُشتركة من الحكومة السورية والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي ستبدأ زيارة المدن السورية المحاصرة مطلع الاسبوع لتقييم الوضع الانساني.

وتابعت اموس في بيان ان البعثة ستكون بقيادة الحكومة السورية وأن الفريق “سيجمع المعلومات عن الوضع الانساني بوجه عام ويعاين الاوضاع بصورة مباشرة في مختلف المدن والبلدات.”

وقالت اموس “كررت دعوتي للحكومة السورية من أجل السماح بدخول المنظمات الانسانية بدون عراقيل حتى تتمكن من مساعدة المحتاجين من السكان بصورة محايدة وبدون انحياز.”

ومن المقرر ان يتوجه الفريق الى حمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب وريف دمشق ودرعا وغيرها من المدن والبلدات.

وقالت اموس ان من “الضروري ان يُسمح للمنظمات الانسانية بالدخول دون عائق من اجل التعرف على الحاجات العاجلة وتقديم الرعاية الطبية الطارئة والامدادات الاساسية. ليس أمامنا وقت نضيعه.”

وتوجهت اموس الى سوريا الاسبوع الماضي وزارت حمص وخاصة حي بابا عمرو الذي تعرض للقصف العنيف وقالت انها شعرت بالصدمة لمشاهدة ما اصابه من دمار بعد حصار دام شهرا.

وحث الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الحكومة السورية والمعارضة على التعاون معا مع مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في محاولته لانهاء العنف قائلا ان “الوضع الراهن في سوريا لا يمكن الدفاع عنه.”

وقال بيان صادر من مكتب بان انه “يتضامن مع الشعب السوري ومع طموحاته المشروعة للكرامة والحرية والعدالة. ويدعو لانهاء كل مظاهر العنف وحل الازمة من خلال الوسائل السلمية.”

ناشطون سوريون يشعرون”باشمئزاز” وليس صدمة بسبب رسائل الكترونية للاسد

بيروت (رويترز) – قال ناشطون سوريون يوم الخميس انهم أُصيبوا “بالاشمئزاز” من رسائل عبر البريد الالكتروني أظهرت على ما يبدو الرئيس بشار الاسد وزوجته يتسوقان لشراء موسيقى بوب وسلع فاخرة في الوقت الذي انزلقت فيه البلاد الى أعمال عنف دامية.

وقالت صحيفة جارديان البريطانية انها حصلت على نحو 3000 رسالة بريد الكتروني من الاسد وزوجته أسماء. وأظهرت رسائل البريد الالكتروني التي لم تتحقق الجريدة منها كلها الاسد وهو يتلقى نصيحة من ايران بشأن مواجهة الانتفاضة المستمرة منذ عام ضد حكمه والتي قتل خلالها الالاف.

وأظهرت الرسائل اسماء البريطانية المولد وهي تشتري قلادة مُرصعة بالجواهر من باريس والاسد وهو يقوم بتحميل موسيقى من على الانترنت وهو ما قال ناشطون انه يظهر انفصال الاسرة الحاكمة عن أزمة تجر سوريا الى حافة الحرب الاهلية والانهيار الاقتصادي.

وقال ناشط يدعى رامي في حمص “كان (الاسد) يقوم بتحميل أغنيات بواسطة برنامج اي تيونز في حين كان جيشه يقصفنا. وكانت زوجته تشتري أشياء ثمينة من (موقع) امازون .. هذا يصيبني بالاشمئزاز.”

وتعرضت حمص قلب الانتفاضة لهجمات عنيفة من قوات الجيش التي تحاول القضاء على المعارضة المسلحة في المدينة بعد سحق معقلها في حي بابا عمرو الشهر الماضي.

وقال مقاتل من “كتيبة الفاروق” المتمردة في حمص انه يشعر بالارتياح لمشاهدة الأسد وهو يعاني في مواجهة ما يحدث. وتقول زوجة الاسد في رسالة الكترونية انهما اذا كانا قويين معا فسوف يتجاوزان ذلك معا.

وأظهرت رسائل أخرى انه يعتمد على ايران الحليف الرئيسي لسوريا وعلى نصائح المستشارين الاعلاميين.

وقال المقاتل الذي يطلق على نفسه لقب الحمصي “الشيء الجيد هو أن هذا مؤشر واضح على ان الاسد يدرك الازمة التي يواجهها … لكن ما لم يكن مفاجئا هو أنه كما توقعنا لا يبدو مهتما حقيقة بعدد من يموتون في سبيل أن يحتفظ هو بعرشه.”

ولم يعلق كثير من النشطاء آمالا على أن تؤثر الرسائل الالكترونية على كثير من السوريين الذين لم ينضموا الى صفوف المعارضة.

وقال ايمن عبد النور المستشار السابق للاسد والذي غادر سوريا في 2007 ان احدا لن يسمع شيئا في سوريا عن هذه الرسائل وانها ستنسى بعد يومين لان السوريين لا يقرأون كثيرا.

واضاف عبد النور متحدثا من بيته في دبي ان القضية هي ان الحكومة السورية ستتجاهل الامر بكل بساطة ولن تنكره أو تعترف به وان مشاهدي التلفزيون الحكومي السوري سيكونون غير مدركين لهذا.

وقال ابو خالد وهو ناشط على الحدود السورية يساعد في تهريب المتمردين المصابين الى تركيا ان تأثير الرسائل الالكترونية سيكون طفيفا.

وقال “المشوشون سيظلون مشوشين… ليس لهم قلب ولن يؤثر ذلك فيهم.”

لكن سمير ناشر الناشط في المجلس الوطني السوري المعارض قال ان سمعة الاسد ستتضرر.

وقال عبر الهاتف من تركيا ان هذه الرسائل ستقلل الاحترام الذي كان يكنه بعض السوريين لاسرة الاسد التي تعيش في رفاهية على ما يبدو في الوقت الذي تنزف فيه البلاد.

وقال آخرون ان بعض الرسائل الالكترونية الخاصة بشراء الاثاث جعلتهم يشعرون ان ثورتهم الدامية ما زالت بعيدة كل البعد عن نهايتها.

وقال الناشط ابو عمر في دمشق عبر موقع سكايب “في الوقت الذي يموت فيه النساء والاطفال كانوا يكتبون كل هذه الاشياء السخيفة … جعلني ذلك ادرك ان المعركة ليست ضد بشار الاسد وحده.

“مشكلتنا الحقيقية مع من يساندون هذا النظام مثل ايران وروسيا وحتى المنافقين في الغرب الذي ما زالوا يماطلون في حين يموت الناس.”

من اريكا سولمون

مساعد لعنان: “باب الحوار” مع سوريا مازال مفتوحا

جنيف (رويترز) – قال متحدث باسم كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية لسوريا يوم الخميس ان عنان مازال يجري اتصالات مكثفة مع السلطات السورية بشأن مقترحاته لوقف القتال.

وقال المتحدث أحمد فوزي دون ان يذكر تفاصيل ان عنان تحدث هاتفيا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومع مسؤولين من القوى الاجنبية الاخرى “التي لها نفوذ”.

وقال فوزي في جنيف “باب الحوار مازال مفتوحا. مازلنا نتواصل مع السلطات السورية بشأن مقترحات السيد عنان.”

وقال “جرى اتصال هاتفي مع وزير الخارجية السوري خلال اليوم … ومع فاعلين دوليين ودول اعضاء لها نفوذ.”

وبالاضافة الى ذلك جرت اتصالات مع دمشق.

ويقدم عنان الذي يقع مقره في جنيف افادة لمجلس الامن التابع للامم المتحدة من خلال مؤتمر بالفيديو من المدينة السويسرية يوم الجمعة.

وقال الامين العام السابق للامم المتحدة يوم الاربعاء انه تلقى رد الاسد لكنه يسعى الى اجابات على اسئلة عالقة. وكان عنان قد أجرى محادثات مع الرئيس بشار الاسد في دمشق في مطلع الاسبوع.

وقال فوزي ان خطة عنان لخصت الخطوات التي ينبغي اتخاذها بما في ذلك انهاء العنف ودخول المساعدت الانسانية وبدء حوار سياسي مع المعارضة.

وخرج مؤيدون للاسد الى شوارع المدن السورية ملوحين بالاعلام في استعراض منظم للولاء للرئيس في الذكرى السنوية الاولى لتفجر الانتفاضة ضد حكمه والتي قتل خلالها ثمانية الاف شخص على الاقل.

شخصيات سورية: رؤى لواقع ومستقبل بلادها بعد عام من الانتفاضة

بمناسبة حلول الذكرى الاولى لاندلاع الاحتجاجات في سوريا ضد حكم الرئيس بشار الاسد طرحنا على مجموعة من الشخصيات السورية المهتمة بالشأن العام السؤالين التاليين:

1- ما الذي حققته “الثورة” السورية بعد عام من انطلاقها؟.

2-كيف ترى مستقبل سوريا؟.

وننشر فيما يلي اجاباتهم.

بدرخان علي- كاتب ومحلل سياسي يعيش في المهجر

ما تشهده المدن والساحات السورية من احتجاجات متواصلة منذ منتصف مارس/آذار الماضي لم تعرفه سورية من قبل.

انتفض السوريون في وجه النظام الحاكم، الذي بالغ في احتقاره لكرامة المواطنين وحرياتهم الشخصيّة والعامّة، ويتحمّل المسؤولية عن تدهور أحوال عيشهم اليوميّ.

ما تحقّق هو هذه المحاولة السيزيفية الجبارة من أجل استرداد الكرامة والحرية والصوت الخاصّ.

هذا فريد في دولة مثل سورية لطالما اعتبرت، وكانت فعليّاً، ملكاً لحكامها ورئيسها تحديداً منذ العام 1970.

مخاض عسير

لم يتحقّق أيّ من أهداف المنتفضين بعد. لكن أن تبقى سورية أسيرة للرئيس وحلقته الضيقة، وللنظام المخابراتيّ-العسكريّ لم يعد ممكناً.

رغم التضحيات الباهظة وغموض الأفق فإن الحلقة الضيّقة المكوّنة للسلطة الاستبداديّة في طريقها للتفكّك، وإن ببطء شديد وبكلفة كبيرة على الدولة والمجتمع.

ليس هناك ما يبشر بالتفاؤل والخير راهناً.

مستقبل سوريا بعد الحقبة الديكتاتورية سوف يرتبط بشكل وثيق بكيفيّة سقوط السلطة المستوليّة على جميع مفاصل الدولة وإمساكها ببنى المجتمع، وبحجم الدمار الحاصل في مؤسسّات “الدولة”-وهي هشّة أصلاً- وفي بنية المجتمع الذي تعرّض لرضوض هائلة، خصوصاً خلال عمر الانتفاضة السوريّة المخضّبة بدماء عزيزة.

لكن أيضاً هناك مفاعيل التدخّلات الخارجية في الشأن السوريّ وتداعيات التوتر الطائفيّ المتزايد والمقاومة المسلّحة واحتمالات الفوضى الأمنيّة.

من الواضح أنّ حقبة التسلّطيّة المطلقة وحكم المخابرات إلى زوال أكيد عبر مخاضٍ عسير ومنهك، لكن فرص بناء ديمقراطية متوازنة ودولة مستقرّة ومجتمع متماسك لن تكون متوفرة على الفور للأسف تبعاً لما هو مذكور أعلاه.

هذه معركة أخرى يتعيّن على الشعب السوري خوضها من جديد بعد نيله حقّه في تقرير مصيره الغائب والمستلب.

سميرة المسالمة- كاتبة وصحفية في دمشق

أمتار ليست بالكثيرة تبعدها عن قصر الحكم في دمشق، و بحضور تلونت انتماءاته السياسة ومرجعياته الفكرية كانت الأصوات عالية تريد ان تسمع صداها الآخر، تشاركنا السمع ولم نكن على طاولة واحدة.

لم يقصد أصحاب المقهى تقارب المقاعد تأكيدا على التودد لكنها المساحة فرضت منطقها، كان صوته هادرا بلهجته التي تضم أوائل الكلمات: مجزرة اثر مجزرة وحمص مقبرة الخوف، الحرية ضد الرصاص والموت يذهب بالأجساد بينما تبقى الأرواح تنادي “حرية وبس”.

ملامح سوريا الجديدة ترتسم في الوجوه، في وجه نادل بلا آذان طويلة يوزع ابتساماته على الحضور سرا وعلانية، أؤلئك الذين تزينت اذرعهم بعبارات “الى الابد” والذين احترقت بعض أطرافهم تعذيبا.

الرصاص الذي قتل الخوف وبعبع الصمت، هو الرصاص ذاته الذي انتج حراكا لم يهدأ ولن يهدأ الا بتحقيق أهدافه كاملة دون ان يتقاسمها متمسك بالسلطة من هنا أو موعود بها هناك.

حراك لا يستطيع أحد ادعاء قيادته أو تمثيله أو شرف التخطيط له لأنه شعبي ولد من رحم الصبر ودفع هذا الشعب أثمانا باهظة حتى أشعل بداخل النفوس جذوته.

تتقاسمنا كشعب اليوم كيانات تدعي تمثيل الحراك او مناهضته ولكن الحقيقة على الأرض تكذب الادعاءات، ويبقى الحراك معلقا بدماء الناس دون رادع او تغيير اللهم الا موت الخوف وكثير من الدماء تسيل، وحقيقة لا يستطيع أي طرف أن ينكرها أن آلة صناعة التغيير تدور وتدور وهو قادم لا محالة وان طال انتظاره.

قتامة

ولكن ليس سهلا اليوم الحديث عن مستقبل سورية بينما هي تنزف من أكثر من مكان، فالوقوف على الواقع القائم اليوم بين دعوات للتسليح أو الاصرار على سلوك الحل السياسي والجلوس الى طاولة حوار تتفاوض الاطراف حولها على مستقبل سورية يزيد من قتامة هذا المستقبل على المدى القصير، حيث يستقوي كل طرف مدعو الى التحاور أو التفاوض بقوى في حقيقتها غير متحمسة لحل سريع يعيد التوازن الى موقع سوريا الجغرافي أو السياسي.

مما يرجح اطالة أمد الأزمة ويفتح مجالا اكبر أمام احتمالات أن تكون سورية مسرحا لحرب باردة تتصارع فيها القوى العظمى وتدخل في متاهة الحرب الأهلية التي تبعدها الى أجل غير مسمى عن أي دور في المنطقة والعالم.

بشار عيسى- فنان تشكيلي يعيش في المهجر

منذ الشهر الاول قطع الشعب حاجز الخوف بتمرده على القهر وجبروت السلطة بإعلان الثأر لكرامته في الشارع وكأن خمسين سنة من القمع والرعب والفساد والافساد لم تكن.

لقد اسقط السوريون على مختلف شرائحهم في سائر البلاد السورية هيبة وشرعية سلطة وكيان استولى بقوة الجند على مصير وثروات البلد بتواطؤ دولي وعربي.

ارغمت الثورة السلطة على كشف وجهها الطائفي القبيح مثلما ارغمت حلفاء النظام على خلع اقنعتهم الديماغوجية عن المقاومة والممانعة مثل ايران وحزب الله وقوى فلسطينية تابعة.

واجه شباب الثورة بسلمية ونبل رائعين وبصدور عارية الرصاص المتفجر وقنابل الدبابات والمدفعية.

تحدى الشعب الجوع والبرد والرصاص وهو يحتضن ثورة شباب صاغ مبكرا شعارات مدنية عصرية في الحرية والكرامة والمواطنة، شعارات سرعان ما غدت انشودة البلاد السورية من حدود الجولان الى ضفاف دجلة.

جمعت الثورة الشباب الكردي الى العربي، الارياف الى المدن، قطعوا مع ارث اربعين سنة لسلطة ابتلعت الدولة واقامت حدودا بين الاقوام والثقافات السورية، في وحدة وطنية يندر مثالها بثقافة عصرية الهمت عزيمة شابات وشباب لشعب اكتشف كم هو موحّد في مواجهة سلطة قمعية.

طوفان الدم

لقد انتصرت الثورة رغم طوفان الدم اليومي، بشرعية تمثيل واستقطاب الشارع الوطني، لقد نجحت الثورة في عبورها برزخ الموت غناء في محاصرة سلطة قمع لا حدود لطغيانها واخرجتها من سائر الشارع الوطني.

يتكشف المستقبل السوري اليوم، حيث رئيس يقتل مواطنيه وشبيحة فئوية تتقدم جيشا نظاميا تقتل وتفحش وتغتصب وتمثل بالجثامين بمشاهد ناطقة، وحلفاء دوليين واقليميين لا قيمة لحقوق الانسان في ثقافتهم، عن هوة لم يعد بالإمكان ردمها بمصالحة تاريخية كنا نتمناها وتغيير سلمي للسلطة، مثلما حدث في جنوب افريقيا.

الفحش الذي تمادت فيه السلطة بالقتل بالآلاف وتدمير أحياء سكنية وتهجيرا كبيرا للسكان لمناطق محددة لإثارة نعرات طائفية ساهم سكوت النخب العلوية في الجيش والمؤسسات المدنية ان لم نقل المشاركة الفاعلة فيها، يوحي بأن سلطة الاسد اقتنعت بخسارتها الحرب على الشعب والثورة.

فانحازت السلطة الى مشروع تفتيت وتقسيم سوريا مقابل الحماية الدولية التي وفرتها اسرائيل لسلطة بشار الاسد حتى اللحظة الراهنة.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

صحيفة الغارديان تتحقق من صحة ايميلات بشار و أسماء الأسد

نشرت صحيفة الغارديان البريطانيه المعروفه اليوم الأربعاء ١٤ أذار ما وصفته بالملف الكامل حول حسابي البريد الالكتروني لبشار و أسماء الأسد عشية مرور عام كامل على إنطلاق ثورة الحريه و الكرامه …

صحيفة الغارديان نشرت أيضا كملحق للملف ما وصفته ب “الاجراءات الشامله” التي اتخذتها للتحقق من أن الحسابات البريديه التي أخذت منها مراسلات السيد الأسد و زوجته صحيحه و حقيقيه و فيما يلي ترجمه حرفيه للأسلوب الذي اتبعته الغارديان في محاولة التأكد من صحة عودة حسابات الايميل المخترقه **(ak@alshahba.com – sam@alshahba.com) فعلا للمذكوران

**الجدير بالذكر أن موقع الشهبا الالكتروني موجود على الانترنيت منذ عام ٢٠٠٢ و كان ل “مجموعة الشهبا” التي تدير عدة شركات(٩-١٠) منها آبل سورية – هوندا سورية – دريم بارك بالاضافه إلى منتجع نسمة الجبل في القرداحه ….

و قد توقف الموقع عن العمل و تم إزالته من على الانترنيت مؤخرا  حيث ظهر في صفحته الرئيسيه ما يفيد بانه “قيد الأنشاء” علما أنه كان يعمل بشكل متواصل لتسع سنوات متتاليه قبل ذلك

تبدأ الغارديان قولها بانه من الصعب الجزم التام بدقة  العناوين البريديه و محتوياتها …إلا أن الجريده (الغارديان) جمعت العديد من الدلائل التي تشير إلى مصداقية الايميلات…ثم تطرح دفعها على شكل أسئله و أجوبه

لماذا تعتقد الغارديان بأن الايميلات أصليه و غير مزيفه :

مضمون الثلاثة آلاف رساله الكترونيه التي سربها وسيط إلى الغارديان مليئه بالمعلومات الخاصه بما في ذلك صور و فيديوهات عائليه بالاضافه إلى صوره مسحوبه على السكنر لبطاقة الرئيس و شهادة ميلاد أحد أبنائه …مثل هذه المعلومات و الوثائق يصعب تزويرها حتى من قبل وكالات استخباراتيه أو أفضل مروجي الشائعات (بحسب الصحيفه) .

الحسابان الذي نسبهما نشطاء إلى الأسد و زوجته كانا على تواصل دائم و دافئ مع أفراد أخرين من عائلتهما الواسعه و قد تمكنت الغارديان من التحقق من ان العناوين الالكترونيه لبعض أفراد العائله (عائله الأخرس ) التي كان يتم مراسلتها حقيقيه و معروفه..بالاضافه إلى تزامن الأحداث المذكوره في الايميلات المتبادله مع أحداث و مناسبات فعليه

ما الذي فعلته الغارديان للتحقق من صحة الحسابات و نسبتها إلى الأسد و زوجته

أتصلت الغارديان بعشرة أشخاص ممن وردت أسمائهم كمرسل إليه في الايميلات المبعوثه من الحسابات المذكوره…. معظم الأشخاص اكدو صحة استلامهم لهذه الرسائل و صحة مضامينها… و بعضهم لم يقبل ان يعطي معلومات عنها لكنه رفض تكذيبها و نفيها عندما سئل إن كانت ملفقه …

من الأشخاص الذين أتصلت الغارديان بهم المدير العام للتغطيه الدوليه في قناة أي بي سي الأمريكيه “توماس ناجروسكي” الذي كان على أتصال لتأمين لقاء “لباربرا والتر” مع بشار الأسد.

و منهم أيضا السفير البريطاني السابق في سورية “أندرو غرين” و قد ظهر له رسالتين محولتين إلى أحد الحسابين المذكورين عبر أيميل والد أسماء الأسد بتاريخ ٦ /١١/٢٠١١ و الأخرى محوله أيضا إلى الايميل المذكور عبر أيميل أحد أعضاء الجمعيه السوريه البريطانيه …و قد أكد السيد غرين للجارديان قيامه فعلا بارسال تلك الايميلات و أنها صحيحه .

من الايميلات المرسله أيضا رسائل من “اللورد باول” مستشار رئيسة الوزراء السابقه “تاتشر” للشؤون الخارجيه السابق و عضو الجمعيه السوريه البريطانيه و قد قال عند سؤاله عن صحة الرسائل أنها تبدو مألوفه (يستطيع تذكر أنه أرسل شيئا كهذا ) لكن لا وقت لديه للعوده لسجلات بريده !

أسماء الأسد كانت تستعمل حساب أك@الشهبا في عملية تسوقها على الانترنيت و قد أتصلت الغارديان باربع مخازن كبرى في بريطانيا للتحقق من صحة الرسائل المتبادله و قد جرى تأكيدها

من الأسماء التي تكررت مراسلتها مع الحسابين رجل الأعمال اللبناني “عزمي ميقاتي” و الذي أتصلت به الغارديان و أعطته فرصه لينفي أو يكذب ان الايميلات المتبادله معه مفبركه إلا  أنه رفض ذلك (رفض نفي صحة الايميلات )

فقط شخص واحد ممن أتصلت بهم الغارديان رفض نشر أسمه نفى ان يكون أحد الايميلات الظاهر في أحد الحسابين منه إلا أنه أقر بمجموعه أخرى من الايميلات بانها صحيحه .

حاولت الغارديان أيضا الاتصال بالساده “وفيق السيد” و “حسين مرتضى” إلا ان كلاهما لم يعود الاتصال بالجريده

سألت الجريده أيضا “عبد الحليم خدام” على أعتبر أنه كان نائبا للرئيس إن كان على علم بايميلات الأسد فقال أنه لا يملك أي معلومات في هذا الخصوص .

بالاضافه إلى الاتصالات التي أجرتها الصحيفه بالاشخاص …قامت أيضا بالتحقق من أحداث و أمور ذكرت في المراسلات..فمن الحقائق على سبيل المثال مراسله بين أحد مكاتب المحاماة ينصح فيها بأن يقوم أحد أقرباء الرئيس بمطالبة أحدى الصحف بنشر اعتذار عن مقال معين نشرته…ثم يعود المحامي لاحقا للابلاغ بأن الصحيفه ستنشر الاعتذار بصيغه و تاريخ محددين و هو ما عادت اليه  الغارديان و تأكدت من صحته

هل تعني عملية التحقق التي قامت بها الغارديان ان لا امكانيه في كون الايميلات مزوره؟

لا ..فمن المستحيل الاتصال بكل من وردت أسمائهم كما ان كل من حاولت الغارديان الاتصال به من الحلقه المقربه جدا من أسماء و زوجها رفض الحديث …إلا ان ما يجدر التنويه له هو أنه لم تتناقض أي معطيات لدينا مع ما ورد في الايميلات التي حصلنا عليها

ما هي دلاءلكم ان “سام” هو بشار الأسد و “أك” هي أسماء

في كثير من الايميلات كان من الواضح ان بشار و سام هما شخص واحد فهناك مثلا رساله في تشرين التاني من “هديل العلي” مستشارة الرئيس الأعلاميه إلى المدعو “سام” و فيها تخبره هديل عن صفحة الفيسبوك لأحد الطلاب الناشطين و أسمه حسام العريان ( أجرى معه  مقابله لقاء ضمن مجموعه من الطلاب) و تخبره أنها اقتطعت له مقتطفات من الصفحه عن حواره و أنه سيجد الحوار مشوه و ربما الصفحه مسروقه أو أسم الناشط أصلا مختلق  و كذلك التعليقات وقحه إلا أنها مضطره لجعله يقرأها

أيضا بخصوص أيميل أسما فقد كان فيه بعض الرسائل المتبادله بخصوص “أغلاق فارس لعناوينها على التويتر” و فيه ان “فارس كلاس” مساعد أسماء قام بالاتصال بموقع تويتر لاغلاق جميع العناوين التي تدعي أنها أسماء أو بشار الأسد و قد تم ذلك فعلا.

كما ان العديد العديد من الايميلات قد تم تبادلها بين أيميل “أك” و ايميلات تابعه لأفراد عائلة الأخرس الذين كانو يبدأون بعضها ب “هاي أسما” من ضمنها رساله من أخيها في تشرين الثاني ٢٠١١ فيه صور لولدها في حفلة عيد ميلاده و الكثير من الايميلات فيها صور عائليه كان من السهل جدا التحقق من صحة أمكنتها و أشخاصها من قبل الجريده

لماذا تعتقد الغارديان بانه من العدل نشر هذه المراسلات الخاصه

نعتقد ان بعض ما سنكشفه في المراسلات يؤكد حصول الأسد على نصائح ايرانيه…بالاضافه إلى اطلاعه الكامل و التفصيلي على ما كان يجري في حمص يما بيوم مما يجعل كشف هذه الوثائق في الصالح العام …و أنه بالنظر إلى طريقه القمع الوحشي الذي ينتهجها ضد شعبه فإن تسليط الدوع على الطريقه التي يعيش بها هو و زوجته بالاضافه إلى رسم صوره أوضح لطريقة إدارة الأمور ضمن الحلقه الضيقه حوله كلها تفاصيل في خدمة الصالح العام سنشرح تبعا…و مع ذلك ف إننا قد قررنا عدم نشر الصور و الفيديوهات و الأمور الخاصه المتعلقه بعائلة الأخرس و التي لا تفيد القارئ و لا علاقة لها بكيفية إدارة الأمور كما أننا حجبنا المعلومات الخاصه باي طرف ثالث ورد ذكره في المراسلات

ترجمه تقرير الغارديان عن بعض ما ورد في المراسلات

بشار الاسد أخذ الكثير من النصائح الايرانية حول كيفية التعامل مع الثورة على حكمه بالنظر الي كمية الرسائل المرسلة والواردة الى الرئيس السوري وزوجته

 اطلع الرئيس السوري بالتفصيل عن وجود صحفيين غربيين في حي بابا عمرو في حمص ودعا الى “تشديد القبضة الأمنية” على المدينة التي تسيطر عليها المعارضة في نوفمبر تشرين الثاني.

ما تم الكشف عنه في أكثر من 3،000 وثيقة التي يقول نشطاء انه تم تحميلها من حسابات خاصة بالبريد الإلكتروني الذين يعودون إلى الأسد وزوجته أسماء.

الرسائل، التي قد اطلع عليها ” the Guardian ” ويقال أنه تم اعتراضها من قبل أعضاء المجلس الأعلى للثورة المعارض مجموعة ما بين يونيو واوائل فبراير.

الوثائق، التي تظهر في الذكرى السنوية الأولى للتمرد التي شهدت مقتل أكثر من 8000 السوريون , ترسم صورة لأول عائلة معزولة

بشكل ملحوظ من الأزمة المتصاعدة والاستمرار في التمتع بأسلوب حياة مترفة يبدو أنها تظهر زوجة الرئيس وهي تنفق عشرات الآلاف من الدولارات على المرح و التسوق عبر الانترنت لبضائع المصممين

في حين هو كان يقضي تسليته بوصلات الإنترنت في الـ ( آي باد ) الخاص به وتنزيل الموسيقى والرقص من اي تيونز.

كما نظر العالم في القمع الوحشي للمحتجين في أنحاء البلاد والعديد من السوريين واجهو النقص في الغذاء وغيرها من الصعوبات

بينما السيدة الاولى انفقت ما يزيد عن 10000 اورو على الشمعدانات والطاولات والثريات التي اشترتها من باريس عبر موقع امازون

وقد بذلت الجارديان جهود واسعة النطاق لمصادقة رسائل البريد الإلكتروني عن طريق التحقق من محتوياتها على حسب الوقائع الثابتة والاتصال بـ 10 أشخاص الذين يمكنهم أظهار هذه المراسلات.

أظهرت هذه الفحوص ان الرسائل كانت حقيقية، على الرغم من أنه لم يكن من الممكن التحقق من كل واحدة.

وقد انشئ الاسد شبكة من مساعديه الموثوقين الذين كانو يرسلون له تقارير مباشرة على حسابه البريدي الخاص متجاوزا كل من له عشيرة قوية وجهازه الأمني ​​في البلاد.

• جعل الأسد الضوء يتسلط على الاصلاحات التي وعد بها في محاولة لنزع فتيل الازمة، مشيرا الى “قوانين الهراء من الأحزاب وقانون الاعلام والانتخابات”

نصحت ابنة حمد بن خليفة آل ثاني، وهذا العام • ابنة أمير قطر، أسماء الأسد وزوجها لمغادرة سوريا، واقترحت أن الدوحة قد تقدم لهم المنفى.

وقد تجنب الاسد العقوبات الامريكية واسعة النطاق عليه من خلال اسنخدام طرف ثالث من عنوانين للولايات المتحدة للقيام بعمليات شراء الموسيقى والتطبيقات من آي تيونز أبل

ويتم استخدام شركة تتخذ من دبي مقراً لها ( شركة الشهبا ) مع مكتب مسجل لها في لندن كقناة رئيسية لعمل الحكومة السورية وللمشتريات الخاصة من قبل السيدة الاولى السورية

ويقول نشطاء تمكنو من تخطي اسم المستخدم وكلمة السر التي يعتقدون بأنهما مستخدمة من قبل الزوجين والدائرة الصغيرة المحيطة بهما وحسابات البريد الالكتروني المستخدمة في مجال موقع

alshahba.com وهي مجموعة شركات استخدمت من قبل النظام

ويقولون أن تفاصيل سمحت لهم بالوصول دون عائق الى صناديق البريد الاكتروني حتى تم اكتشاف التسريبات في فبراير

رسائل البريد الالكتروني تبين كيف يقوم الاسد بتشكيل فريق من المساعدين لتقديم المشورة له في استراتيجية الاعلام وكيفية وضع نفسه في مواجهة تزايد الانتقادات الدولية لمحاولات نظامه في قمع الانتفاضة

والتي يعتقد الآن أنها قد اودت بحياة اكثر من 10000 شخص

ويقول نشطاء انهم كانوا قادرين على مراقبة البريد الوارد من الأسد وزوجته في الوقت المعين والحقيقي لعدة أشهر.

في العديد من الحالات التي يدعون أنهم استخدموا معلومات جديدة لتحذير زملائهم في دمشق من تحركات النظام وشيك ضدهم استمر الوصول حتى 7 فبراير عندما وصلت رسالة الكترونية تهديد في صندوق الوارد من حساب في المجموعة يعتقد بأنها تستخدم من قبل الاسد عندما اخترق مجهول عدداً من عناوين البريد الالكتروني لعناوين في الحكومة السورية توقفت جميع المراسلات من والى العنوان في نفس اليوم

رسائل البريد الالكتروني تبين بأن الاسد تلقى النصيحة من ايران أو وكلائها في مناسبات عدة خلال الازمة

قبل خطاب القاه في ديسمبر أعد له المستشار الاعلامي لائحة طويلة من الموضوعات والتقارير الي استند اليها والمشورات كانت مستندة على ” مشاورات مع عدد لا بأس به من الناس بالاضافة الى وسائل الاعلام والمستشار السياسي للسفير الايراني ”

نصحت مذكرة للرئيس لاستخدام لغة ” قوية وعنيفة ” وإظهار التقدير في الحصول على الدعم من ” دول صديقة ” نصحت ايضا النظام بأنه يجب ان يسرب مزيد من المعلومات حول قدراتنا العسكرية لاقناع الرأي العام أنه يمكن ان يتحمل تحديا عسكريا

كما استقبل الرئيس منشور من حسين مرتضى وهو رجل أعمال لبناني مؤثر لديه علاقات قوية مع ايران في كانون الاول

وحث مرتضى الاسد لوقف القاء اللوم على تنظيم القاعدة لتفجير سيارتين ملغوميتن في دمشق . التي وقعت قبل يوم واحد من مهمة مراقبي الجامعة العربية في البلاد وقال بانة كان على اتصال مع ايران وحزب الله في لبنان الذي يشاركه نفس الرؤية

وقال ” ليس من مصلحتنا ان نقول بان تنظيم القاعدة يقف وراء العملية بسبب ان هذا الادعاء سوف يعوض عن الادارة الامريكية والمعارضة السورية

وكتب مرتضى انه لم يمض وقت طويل بعد هذه التفجيرات ” لقد تلقيت اتصالات من ايران وحزب الله في منصبي كمدير لقنوات ايرانية لبنانية عديدة وأنها موجهة لي أن لا أذكر ان تنظيم القاعدة يقف وراء العملية وهو صارح وسائل الاعملام بانه خطأ تكتيكي ”

في رسالة الكترونية أخرى ابلغ الرئيس مرتضى ان النظام بحاجة الى السيطرة على الساحات العامة بين 3 : 00 حتى الـ 9 : 00

لحرمان جماعات المعارضة من الفرصة للتجمع هناك

واتُهمت ايران وحزب الله طوال الانتفاضة ولمدة عام بتوفير الدعم على ارض الواقع لحملة النظام

بما في ذلك ارسال جنود للقتال الى جانب قوات النظام والخبراء الفنين للمساعدة في تحديد الناشطين باستخدام الانترنت

ايران وحزب الله على حد سواء رفضا تقديم اي شيء أكثر من الدعم المعنوي

خالد الأحمد هو واحد من بين أولئك الذين تواصلوا مع حساب الرئيس، والذي يعتقد أنه طلب منه تقديم المشورة حول حمص وإدلب. كتب هذا الرجل إلى الأسد في نوفمبر يحثه على “تشديد القبضة الأمنية للبدء بعملية استعادة سيطرة الدولة والسلطة في ادلب وريف حماة”.

وقد أخبر الأسد أيضاً بأنه علم أن صحفيين أوربيين قد “دخلوا إلى سوريا عبر الحدود اللبنانية بشكل غير شرعي”. في بريد آخر حذر الرئيس أن “مصدراً موثوقاً سرب بعد اجتماعه مع زعماء لمجموعات في بابا عمرو اليوم أن شحنة كبيرة من الأسلحة تم شحنها من ليبيا ستصل لشواطئ إحدى الدول المجاورة ليتم تهريبها إلى سوريا خلال ثلاثة أيام”

توفر الرسائل الالكترونية فرصة نادرة للاطلاع على الحالة النفسية للرئيس السوري المخلوع تتراوح ما بين رثاء الذات والتحدي والتهكم تظهر في الفيديوهات المسلية التي يتبادلها مع مساعديه وزوجته. في إحدى المرات أرسل لأحد مساعديه يوتيوب لحصار حمص بالبسكويت والألعاب.

يبدو أن زوجته واصلت مراسلتها لميساء الثاني، ابنة أمير قطر طوال عام 2011، ولكن العلاقة فترت بداية هذا العام بعد اقتراح ميساء تنحي الرئيس السوري. ميساء كتبت في 11 كانون الأول: “والدي يعتبر الرئيس بشار كصديق بالرغم من التوتر القائم ولم ينفك عن إعطائه نصائح مخلصة” “لقد ضاعت فرصة التغيير الحقيقي والتنمية منذ وقت طويل، ومع ذلك ما زال هناك فرصة وأتمنى أن التفكير والخروج من حالة الإنكار ما زال ممكناً”.

وهناك إيميل ثاني في 30 كانون الثاني أكثر صراحة ويتضمن عرضاً لاستقباله في المنفى: “بناء على التطورات الأخيرة في سوريا … وبكل صدق رأينا بعد استعراض تطور الأحداث أحد أمرين: إما قادة تنحوا وحصلوا على اللجوء السياسي أو قادة تعرضوا لهجوم وحشي. أظنها فرصة حقيقة للمغادرة والبدء بحياة جديدة.

إنني أدعو الله أن تستطيعي إقناع الرئيس باغتنام هذه الفرصة للخروج دون مواجهة محاكمة. تحتاج المنطقة للاستقرار وأنتم تحتاجون راحة البال. كلي ثقة بأن هناك الكثير من الأماكن التي يمكنكم اللجوء إليها ومنها الدوحة”

كان من عادة الأسد الأب الذي حكم البلاد لثلاثة عقود ثم سلم الرئاسة لنجله أن يحتفظ بخط مباشر للاتصال بعيداً عن مراقبة الجيش والأمن والاستخبارات، وكان مشهوراً عنه الاعتماد على مصادر معلومات عديدة عبر كبار المساعدين وقادة الأمن الموثوقين لكي لا يتسنى لأية وكالة أن تصبح قوية بما يكفي لتهديده.

الأسد الابن أظهر نفس الميول كأبيه خلال سنوات حكمه العشر. ويبدو أن الانتفاضة ضد حكمه والتي استمرت لسنة تتعثر الآن بعد استعادة قواته لمدينة إدلب هذا الأسبوع.

تتلقى وسائل إعلام الأسد الكثير من النصائح من امرأتين سوريتين درستا في الولايات المتحدة وهما شهرزاد الجعفري وهديل العال. كلتاهم تكرر التأكيد على اهمية الأعلام الاجتماعي وخاصة الحوارات المباشرة. في إحدى المرات تتبجح الجعفري بأن CNN قد انخدعت باسم مستعار نشر تصريحات مؤيدة للنظام. تكشف رسائل البريد الإلكتروني أيضا أن فريق الإعلام أقنع التويتر بإغلاق حسابات تدعي تمثيل النظام السوري.

بثت قناة رسمية سورية جديدة نفياً مرتين أن البريد الإلكتروني sam@alshahba.com قد استخدم من قبل الأسد وذلك بعد تعرضه للهجوم في شباط. يقول المعارضون أنها خطوة استباقية لتكذيب أي تسريبات في المستقبل.

وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما أمرا تنفيذيا في مايو الماضي بفرض عقوبات على الاسد ومسؤولين آخرين في الحكومة السورية. ويحظر هذا الأمر بالإضافة إلى تجميد أصولهم في الولايات المتحد على أي “أشخاص الولايات المتحدة” من الدخول في صفقات معهم. تبنى الاتحاد الأوروبي إجراءات مماثلة ضد الأسد في العام الماضي وتشمل حظرا على سفر الرئيس السوري لدول الاتحاد مع فرض حظر على صادرات عسكرية لسوريا

غارديان: تحققنا من صحة رسائل الأسد

قالت صحيفة ذي غارديان البريطانية أنها حصلت على ثلاثة آلاف رسالة إلكترونية مسربة من عناوين بريد إلكتروني خاصة بالرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء، ووصفت محتوى الرسائل بأنه حيوي وعلى درجة من الحساسية بحيث يصعب على أي جاسوس أو جهاز مخابرات الحصول عليها.

وأوضحت الصحيفة أن الرسائل تحتوي على صور ومقاطع فيديو لعائلة الأسد وصورة هوية الأسد الشخصية ووثائق أخرى.

وتناولت الصحيفة عمليات التحقق التي أجرتها للتأكد من صحة الرسائل المسربة إليها، وقالت إن ما قامت به أثبت على وجه الدقة أن الرسائل حقيقية وصحيحة. تقول الصحيفة إنها اتصلت بعشرة أشخاص من الذين وردت أسماؤهم في الرسائل وجميعهم إما أكدوا محتوى الرسائل وإما لم ينفوا ما ورد فيها.

وقامت الصحيفة بالاتصال بتوماس ناغورسكي -مدير الأخبار في قناة أي بي سي الأميركية، الذي تبادل مراسلات مع أحد مساعدي الأسد واسمها شهرزاد الجعفري- بهدف الترتيب لمقابلة مع الأسد.

كما اتصلت الصحيفة بالسير آندرو غرين السفير البريطاني السابق في سوريا والذي وردت في الرسائل المسربة رسالتان منه إحداهما إلى والد زوجة الأسد والثانية إلى أعضاء الجمعية البريطانية السورية. وقد أكد غرين أن الرسائل صحيحة، وأنه أرسل نسخا منها إلى اللورد باويل -مستشار رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر- وأحد أمناء الجمعية البريطانية السورية، والذي أجاب عندما سئل عن صحة الرسائل بالقول “تبدو مألوفة لدي، ولكن ليس لدي وقت لأبحث في سجلاتي”.

وقالت الصحيفة إن النشطاء السوريين الذين سربوا الرسائل إليها قالوا إن الأسد كان يستخدم عنوانا بريديا إلكترونيا هو: sam@alshahba.com بينما تستخدم زوجته بريدا إلكترونيا يحمل عنوان: ak@alshahba.com  والأحرف الأولى ترمز إلى عالية كيالي وهو الاسم الذي كانت تستخدمه السيدة أسماء الأسد عندما تقوم بشراء بضائع باهظة الثمن من أشهر الماركات العالمية بواسطة الإنترنت.

ونسبة إلى الصحيفة، فقد أكد لها أربعة مجهزين بريطانيين من الذين اتصلت بهم زوجة الأسد بأن المراسلات التي واجهتهم بها الصحيفة صحيحة وأصلية.

من جهة أخرى، تقول الصحيفة إن الاتصال برجل الأعمال عزمي ميقاتي “أحد معارف أسماء الأسد” الذي “لم ينف صحة” الرسائل الإلكترونية المسربة رغم أنه “منح الخيار ليفعل ذلك إن أراد”.

وأوضحت الصحيفة أن جميع محاولاتها للاتصال برجل الأعمال اللبناني “المؤيد لإيران” حسين مرتضى ورجل الأعمال “السوري المولد والناشط في مجال المساعدات الإنسانية” وفيق سعيد، اللذين ورد اسماهما في المراسلات المسربة قد باءت بالفشل.

كما قامت الصحيفة بإجراء تحقق من بعض الوقائع التي وردت في المراسلات المسربة، ومنها رسالة من شركة محاماة إلى أحد أفراد عائلة الأسد تنصح فيها موكلها بأن يطالب أحد الصحف بنشر اعتذار بشأن مقال عنه نشر على صفحاتها. وفي رسالة لاحقة قامت الشركة بإبلاغ موكلها (الذي ينتمي إلى عائلة الأسد) بأن الصحيفة ستنشر اعتذارا في ذلك اليوم الذي كتبت فيه الرسالة، وعندما قامت ذي غارديان بالتحقق من عدد الصحيفة في ذلك اليوم كان الاعتذار موجودا بالفعل.

وفيما يخص عمليات التحقق من هوية صاحب البريد sam@alshahba.com وهل هو حقا الرئيس السوري بشار الأسد، قالت الصحيفة: في نوفمبر/تشرين الثاني أرسلت رسالة من هديل العلي -مساعدة بشار الأسد للشؤون الصحفية- إلى العنوان المذكور بشأن مقابلة للأسد مع الناشط الطلابي حسام العريان قبل ستة أشهر من تاريخ الرسالة، وقامت بإرفاق صورة للأسد مع العريان وصورة للمقابلة منشورة على صفحة العريان على فيسبوك، وكتب في متن الرسالة “لقد قمت بنسخ عدة صور لصفحة حسام العريان والمقال الذي كتبه عنك”.

أما فيما يخص العنوان ak@alshahba.com فقد قالت الصحيفة إن هناك العديد من الدلائل التي تشير بوضوح إلى أن هذا العنوان عائد إلى السيدة أسماء الأسد، حيث يحتوي على مراسلات واردة من عائلة زوجة الأسد تبدأ بتحية “مرحبا أسماء”، هذا بالإضافة إلى وجود العنوان في صفحة دفتر العناوين لأفراد آخرين من عائلة أسماء الأسد وقد كتب مقابله أسماء الأخرس وهو اسم عائلة أسماء الأصلي قبل أن تعرف بأسماء الأسد بعد زواجها من بشار الأسد.

المصدر:غارديان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى