أحداث الثلاثاء، 06 آذار، 2012
القصير تواجه مصير بابا عمرو… ومشروع قرار أميركي
نيويورك – راغدة درغام؛ دمشق، القاهرة، الرياض، بيروت، موسكو – «الحياة»، ا ف ب، رويترز
تتكثف الحركة الديبلوماسية المتصلة بالازمة السورية هذا الاسبوع مع زيارة المبعوث الدولي – العربي كوفي انان المقررة للقاهرة بعد غد (الاربعاء) للقاء الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ومنها ينتقل الى دمشق السبت المقبل. واعلن العربي امس انه تم تعيين وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة مساعدا لانان. كما ينتظر ان يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وزراء الخارجية العرب في القاهرة السبت لمناقشة الوضع في سورية، فيما يبدو ان دمشق تجاوبت اخيراً مع طلب الامم المتحدة للسماح لفاليري أموس، المسؤولة عن الشؤون الانسانية في المنظمة الدولية لزيارة سورية اعتباراً من بعد غد الاربعاء. وفيما طرحت الولايات المتحدة مشروع قرار جديد واعربت باريس وبرلين من موسكو تغيير موقفها بعد انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا، دعا مجلس الوزراء السعودي الذي عقد جلسته الاسبوعية امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مجدداً مجلس الأمن الى «ممارسة دوره القانوني وتحمل مسؤولياته الاخلاقية بالمبادرة الى الدعوة لوقف العنف في سورية ووضع حد لاراقة دماء الشعب السوري الشقيق والعمل على ايصال المساعدات والإنسانية إلى المدنيين المتضررين»، منوهاً في هذا الصدد بعقد الأمم المتحدة منتدى إنسانياً في جنيف الخميس المقبل لتحديد الحاجات الإنسانية للشعب السوري. وقالت اموس امس ان هدفها، بناء على طلب الأمين العام با كي مون، حث جميع الأطراف على السماح بدخول عمال الاغاثة الانسانية من دون أي معوقات حتى يتمكنوا من إجلاء الجرحى وتقديم الامدادات الضرورية، بينما اشار العربي الى ان انان ربما يلتقي وزراء الخارجية العرب قبل توجهه الى دمشق. واعرب لافروف عن امله في ان يساعد اجتماعه مع الوزراء العرب على الاتفاق على طريقة للمساعدة على انهاء اراقة الدماء في سورية. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة انه لا توجد حاجة لطرح مبادرات جديدة للنقاش في اجتماع القاهرة، مشيرا الى أن الوزراء يمكنهم العمل بمبادرة الجامعة العربية التي تم تبنيها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ومشروع القرار الذي اقترحته روسيا على مجلس الامن. ودعا وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه بوتين الذي فاز في انتخابات الرئاسة الى «مراجعة السياسة الروسية حيال سورية». واضاف: «اذا تمكنا سريعا من اصدار قرار في مجلس الامن فهذا سيكون تقدما ملحوظا. الامر ليس مستحيلا، وسنعمل عليه في الايام المقبلة». بينما اعرب وزير الخارجية الالماني غيدو ويسترفيلله عن امله في ان يؤدي فوز بوتين الى ان تعيد موسكو النظر في موقفها من الازمة السورية، وأن تقر انها تقف «على الجانب الخاطيء من التاريخ فيما الشعب السوري يناضل من اجل الديموقراطية والحصول على حريته ويحتاج الى دعم المجموعة الدولية.» في هذا الوقت قال ايف داكور المدير العام للصليب الاحمر ان هناك فجوة بين «حقيقة القتال» والوضع الذي تصفه السلطات في العاصمة. ووصف الاوضاع في بابا عمرو بأنها «بالغة الصعوبة والاحوال الجوية مأسوية. الجو بارد جدا وهناك قتال واشخاص لا يمكنهم الحصول على الغذاء او المياه وفوق كل ذلك هناك مشكلة اجلاء الجرحى». وأعرب عن مخاوفه من ان يستمر القتال في سورية «لشهور أو ربما اطول من ذلك… والسكان المدنيون هم الذين سيدفعون الثمن فعليا». ولاحظ أن «حمص ليست المكان الوحيد المعرض للخطر… هناك اماكن اخرى في سورية تواجه مشكلات». واستمر تدفق النازحين من سورية عبر الحدود مع لبنان. وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان اكثر من الفي سوري عبروا الحدود خلال اليومين الماضيين ووصل بعضهم الى بلدة القاع الحدودية في منطقة البقاع اللبناني، وبينهم عائلات مع اطفالها، ولا يحملون سوى اكياساً من البلاستيك حملوا فيها ما تمكنوا من جمعه من حوائجهم الشخصية. وقال هؤلاء انهم فروا من القصف الذي تتعرض له بلدة القصير التي لا تبعد اكثر من 20 كلم عن الحدود اللبنانية. ويأتي ذلك فيما استمر القصف على الرستن في محافظة حمص من قبل القوات الامنية التي تحاصر المدينة. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله لوكالة «فرانس برس» ان «ما يجري في الرستن هو ما جرى في بابا عمرو: حصار وقصف مدفعي ومن راجمات الصواريخ». وذكر ان «عناصر الجيش السوري الحر ما زالوا في الرستن، ولن يستسلموا بسهولة، لان احدا لا يريد ان يكرر ما جرى في بابا عمرو»، مؤكدا حصول عمليات «قتل للشبان واغتصاب لفتيات ونساء، ونهب بيوت». كما انتشرت القوات السورية في انحاء مدينة درعا امس بعد اشتباكات ليل اول من امس. وفي واشنطن حظرت وزارة الخزانة الاميركية امس على الاميركيين التعامل مع محطات الاذاعة والتلفزيون المملوكة للدولة في سورية. وفي نيويورك، طرحت الولايات المتحدة مشروع قرار على التفاوض في شأن سورية في مجلس الأمن في محاولة لترغيب روسيا في الانضمام الى إجماع المجلس، أو اقناعها بعدم الاعتراض على تبني قرار ليكون أول قرار يصدر عن المجلس في شأن سورية بعد محاولتين فاشلتين بسبب الفيتو الروسي الصيني. ويدعو مشروع القرار الذي حصلت «الحياة» على نسخة عنه «الى الوقف الفوري لكل أشكال العنف»، ويحض الحكومة السورية على تطبيق قرار الجامعة العربية الذي دعا الى «إطلاق السجناء ووقف العنف وسحب الجيش من المدن والبلدات وإعادته الى ثكناته، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، ووسائل الإعلام من دون معوقات الى كل المناطق السورية». ويدعو ايضا «العناصر المسلحة في المعارضة السورية الى الامتناع عن العنف فوراً بعد تطبيق السلطات السورية قرار جامعة الدول العربية». ويشدد على الدعم الكامل لدور الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في «تسهيل عملية سياسية انتقالية يقودها السوريون نحو نظام ديومقراطي تعددي يتساوى فيه المواطنون بغض النظر عن انتمائاتهم الإتنية أو معتقداتهم بما في ذلك إطلاق حوار سياسي جدي بين الحكومة السورية وكل أطياف المعارضة السورية». ويستنكر مشروع القرار «تدهور الوضع الإنساني وخصوصاً ارتفاع أعداد المدنيين المتأثرين والافتقار الى الخدمات الطبية وانخفاض الموارد الغذائية وخصوصاً في مناطق القتال». ويطالب السلطات السورية «فوراً بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية الى كل السكان المحتاجين والى التعاون الكامل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الأخرى». ويطلب مشروع القرار من أنان العمل مع الحكومة السورية والأطراف الأخرى في سورية والدول المعنية نحو التطبيق الكامل لهذا القرار ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم تقريراً حول التطبيق كل ١٤ يوماً». وينص مشروع القرر على مراجعة تطبيق القرار بعد تبنيه كل ١٤ يوماً، «وفي حال عدم التقيد النظر في إجراءات أخرى». وبعيد إعلان تعيينه نائباً لأنان، قال وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة لـ «الحياة» إنه وافق على تولي المنصب «لما لسورية من أهمية قصوى في المنطقة وبسبب أبعاد في يجري فيها على المنطقة برمتها». وإذ رفض القدوة الدخول في تفاصيل مهمته إلا أنه أكد أن «الاجتماعات ستعقد بشكل مكثف مع أنان وفريق العمل الموسع الأسبوع الحالي». وقال إنه اجتمع مع العربي خلال اليومين الماضيين. وعلمت «الحياة» أن من بين الفريق العامل مع أنان كل من روبرت دان الذي كان عمل في دائرة الوساطة في الأمم المتحدة، وأحمد فوزي الناطق السابق باسم الأمين العام للأمم المتحدة (مصري الجنسية)، إضافة الى جان ماري غيهانو الفرنسي الجنسية ومسؤول عمليات حفظ السلام السابق في الأمم المتحدة. وأشارت مصادر الى أهمية تعيين غيهانو في ضوء طلب الجامعة العربية من الأمم المتحدة تشكيل قوة حفظ سلام عربية – دولية مشتركة في سورية.
الرستن والقصير «على خطى» بابا عمرو… واقتحام «معاقل» للمنشقين في ريف دمشق
دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
واصل الجيش السوري عملياته الأمنية ضد معاقل الناشطين المناهضين للنظام في عدد من المناطق امس ما ادى الى سقوط العشرات بين قتيل وجريح في حمص وريف دمشق وحلب وإدلب ودرعا. وقال ناشطون إنه فيما تواصل القصف على مدينتى القصير والرستن في ريف حمص، اقتحمت قوات الجيش مدينة يبرود في ريف دمشق لملاحقة المنشقين الذين يتمركزون فيها. يأتي ذلك فيما لا يزال الصليب الاحمر الدولي ينتظر السماح له بدخول حي بابا عمرو في حمص الذي سقط بايدي القوات النظامية الاسبوع الماضي. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن قافلة تحمل مساعدات انسانية وصلت إلى حمص تحمل أغذية لآلاف السوريين الفارين من الاوضاع الانسانية الصعبة في بابا عمرو وغيره من الاحياء المنكوبة.
وأوضح الصليب الأحمر أنه بدأ توزيع مساعدات إنسانية على سكان حي الإنشاءات المتاخم لحي بابا عمرو، مشيراً إلى أن متطوعي اللجنة الدولية قدموا خدمات طبية لمن يحتاجها من السكان إلى جانب المساعدات والأدوية والمواد الغذائية والاحتياجات الخاصة، وذلك بعد يوم من توزيع مساعدات انسانية على آلاف السوريين النازحين من احيائهم في حمص. وتجدد أمس القصف على مدينة الرستن في ريف حمص التي تحاصرها قوى الجيش. وأفاد ناشطون بأن القوات النظامية السورية تواصل ايضاً حملة مداهمات واعتقالات في حيي جوبر والسلطانية المجاورين لبابا عمرو.
ورأى عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله ان «ما يجري في الرستن هو نفس ما جرى في بابا عمرو: حصار وقصف مدفعي ومن راجمات الصواريخ»، مشيراً في الوقت نفسه الى ان القصف امس أقل حدة من الاحد.
وقال العبدالله ان «عناصر الجيش السوري الحر ما زالوا في الرستن، لن يستسلموا بسهولة، لأن احداً لا يريد ان يكرر ما جرى في بابا عمرو»، مؤكداً حصول عمليات «قتل للشبان واغتصاب لفتيات ونساء، ونهب بيوت».
ولا يمكن التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر محايدة بسبب منع الصحافيين الاجانب من العمل في سورية.
وقال العبدالله «الشباب الموجودون على الارض هم الذين يقررون الانسحاب او الصمود. ما نعرفه حتى الآن هو ان آخر كلام لهم انهم سيبقون في الرستن حتى لا يتكرر ما جرى في بابا عمرو». كما استمر القصف على مدينة القصير في حمص، وفق ناشطين. وقال انس ابو علي، احد عناصر «الجيش الحر» ان «القصير تقصف بالدبابات والراجمات»، مضيفاً ان «الوضع حذر ويدعو للقلق»، وان «القصير فارغة تقريباً من السكان». وأضاف: «سنقاوم … انها قضية حياة او موت، سندافع بكل ما اوتينا من قوة. كل العالم تخلى عنا، لكننا لن نتخلى عن طريق الثورة». وأوضح الناشط ابو يزن الحمصي ان كل شاب «فوق 14 عاماً مرشح للاعتقال» في حمص، مشيراً الى ان «احداً من الذين اعتقلوا خلال الايام الماضية لم يخرج بعد». وذكر الناشط ان قوات النظام التي دخلت بابا عمرو تعمل على فتح الطرق وتنظيفها، بعد ان تسبب انهيار ابنية ومنازل نتيجة القصف على مدى شهر تقريباً الى محو معالم الشوارع، على حد قوله. وذكر المرصد السوري ان فتاة في الثالثة عشرة قتلت في محافظة حمص «اثر اصابتها برصاص قناصة».
في موازاة ذلك، أفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بأن «الأجهزة المعنية والجهات الخدمية في حمص، بدأت بإزالة مخلفات وآثار الخراب والدمار التي ألحقتها المجموعات الإرهابية المسلحة بالممتلكات الخاصة والعامة في حيي الإنشاءات وبابا عمرو في المدينة، وتأمين احتياجات المواطنين كافة بعد إعادة الأمن والهدوء إليها من قبل الجهات المختصة». وأضافت ان «فرق الصيانة والإصلاح بدأت بإعادة تأهيل وترميم المؤسسات والمرافق الخدمية التي طاولتها جرائم الإرهابيين كما عملت ورش النظافة على تنظيف الطرقات من مخلفات الدمار بفعل الإرهابيين وإزالة الحواجز والمتاريس التي أقاموها في الشوارع».
وفي ريف دمشق، ذكر المرصد ان مواطناً قتل في مدينة يبرود في ريف دمشق التي «اقتحمتها القوات النظامية السورية» صباح امس. وأشارت لجان التنسيق المحلية في بيان الى ان عملية الاقتحام ترافقت مع قصف على المدينة التي تبعد حوالى اربعين كيلومتراً عن العاصمة، والى انقطاع تام للاتصالات.
وقال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي ان «قوة عسكرية كبيرة اقتحمت مدينة يبرود من كل الجهات»، مشيراً الى وجود «الكثير من المجندين الذين تخلفوا عن الالتحاق بالخدمة في المدينة، وعسكريين في الجيش لجأوا اليها بعد الانشقاق لأنها كانت تعد آمنة نسبياً». وأضاف ان عناصر الامن «يقتحمون المنازل ومعهم مخبرون يدلونهم على الناشطين ومنسقي التظاهرات والعناصر المنشقين عن الجيش».
كما أفاد المرصد السوري بأن مقراً للمخابرات الجوية السورية في حرستا بريف دمشق استهدف ليل اول من امس بقذائف ار بي جي. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن ان «مبنى المخابرات الجوية في حرستا (عشرة كلم شمال شرقي دمشق) استهدف بثلاث قذائف ار بي جي تبعها اطلاق رصاص كثيف»، من دون ان يتمكن من تحديد مصدر النيران. وسبق ان تعرضت مقار المخابرات السورية لهجمات متكررة. وفيما اتهمت السلطات جنوداً منشقين بالتورط في الهجمات، اتهم معارضون السلطات بالتخطيط لهذه الهجمات والصاقها في «الجيش الحر».
في محافظة حلب (شمال)، قتل رجل في بلدة الاتارب في «رصاص عشوائي من القوات النظامية السورية». وفرقت قوات الامن تظاهرة طالبية خرجت من كلية الزراعة في جامعة حلب مطالبة باسقاط النظام، واعتقلت ثلاثة من الطلاب المتظاهرين.
في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل فتى في الرابعة عشرة من عمره برصاص قناصة في مدينة سراقب، وفقاً للمرصد.
في محافظة درعا (جنوب)، افاد المرصد عن مقتل «مواطن من قرية المليحة الغربية قضى تحت التعذيب على ايدي قوات الامن السورية». كما «استشهد مدني بعد منتصف ليل الاحد – الاثنين في مدينة درعا اثر اصابته بإطلاق رصاص خلال اشتباكات عنيفة دارت في المدينة بين القوات النظامية ومجموعة منشقة» وفق المرصد.
إلى ذلك، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان «مجموعة إرهابية مسلحة» استهدف امس خطاً لنقل النفط جنوب حقل العمر في محافظة دير الزور في شمال شرقي البلاد «عبر تفجيره بعبوة ناسفة لم تسفر عن أضرار تذكر». وقال مصدر في وزارة النفط أن خط النفط المستهدف ينقل النفط الخام من حقل العمر التابع لشركة الفرات للنفط وهو بقطر 24 إنشاً، وأن ضخ النفط فى الخط متوقف منذ أكثر من أسبوعين نظراً الى وجود خطوط بديلة تفي بالغرض، مشيراً إلى أن الأضرار «اقتصرت على تلف أحد الأغطية من دون أن تؤثر العملية التخريبية على الخط».
وقال نشطاء معارضون إن انفجاراً وقع في خط أنابيب نفطي قرب بلدة القورية في محافظة دير الزور في الوقت الذي بدأت فيه القوات السورية عملية عسكرية في المنطقة. وأضافوا أن قنبلة فجرت فيما يبدو قرب خط الأنابيب الذي يمتد إلى مصفاة على الساحل وكان الدخان المتصاعد مرئياً من مسافة خمسة كيلومترات.
وقال ناشط يدعى الشيخ إسماعيل لـ «رويترز»: «كان الانفجار كبيراً. وقع قبل ساعتين مع انتشار عربات مدرعة وناقلات دبابات في المنطقة. اقتحموا بالفعل قريتي بقرص وموحسن فيما قد يكون مقدمة لهجوم عسكري شامل».
وقال نشطاء في المعارضة إن دبابات الجيش انتشرت في مدينة دير الزور الواقعة على بعد 60 كيلومتراً جنوب غربي القورية السبت لدعم القوات والميليشيات المؤيدة للنظام والتي تعرضت لهجمات من المعارضين بعد مقتل ثلاثة متظاهرين.
ودير الزور محافظة منتجة للنفط تقع على نهر الفرات على حدود العراق الذي تقول مصادر في المعارضة إن الأسلحة تهرب منه إلى مقاتلي «الجيش الحر».
وتقول المصادر إن المقاتلين في دير الزور سلحوا ونظموا أنفسهم في الشهرين الاخيرين اثناء انشغال قوات الجيش بالعمل على إخماد الانتفاضة في حمص ومحيطها. وتقع دير الزور في قلب المناطق القبلية السورية وهي بعيدة من خطوط الامداد المركزية ويرتبط سكانها بصلات قرابة وثيقة مع السنّة في العراق.
أنان وآموس إلى سوريا هذا الأسبوع
فيلتمان يتفهّم حق الدفاع عن النفس
على رغم موافقة الحكومة السورية للمرة الاولى على استقبال وكيلة الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس والمبعوث المشترك للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية كوفي أنان هذا الاسبوع، تواصلت العمليات العسكرية في عدد من المناطق وخصوصاً في درعا التي انتشر فيها الجنود بكثافة واستمر قصف الرستن في ريف حمص، بينما يخشى ناشطون عملية عسكرية واسعة في ادلب مماثلة لتلك التي تعرض لها حي بابا عمرو في حمص الاسبوع الماضي.(راجع العرب والعالم)
وتصاعدت الضغوط الغربية على موسكو من اجل تغيير موقفها من سوريا قبل الاجتماع المقرر بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزراء الخارجية العرب في القاهرة السبت.
بيد ان موسكو بعثت باشارة مفادها أنها متمسكة بموقفها حتى بعد انتخاب رئيس الوزراء فلاديمير بوتين رئيساً، إذ لاحظ نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في حسابه بموقع التواصل الإجتماعي “تويتر” أن مشروع قرار اميركياً جديدا في مجلس الأمن عن سوريا لا يختلف كثيرا عن المشروع الذي رفضته روسيا والصين سابقاً. وقال إن “المشروع الأميركي الجديد لقرار مجلس الأمن عن سوريا هو نسخة معدلة قليلا للمشروع الذي رفض من طريق استخدام حق النقض “الفيتو” وهو في حاجة الى توازن كبير”.
وكانت فرنسا أعلنت ان مجلس الأمن سيبدأ اليوم العمل على مشروع قرار مقترح لوقف العنف في سوريا، وتأمين وصول مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري.
الموقف الأميركي
ورفض مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان محاولات تشويه سمعة الانتفاضة السورية من خلال الحديث عن دخول “الجهاديين” أو تنظيم “القاعدة” على الخط لمجرد ان زعيم التنظيم الاصولي أنور الظواهري أعرب عن تأييده للانتفاضة. وقال ان الانتفاضات العربية بما فيها السورية “تمثل هزيمة للقاعدة، لأن هذه الثورات تسعى الى الكرامة والى احترام الحقوق الانسانية الرئيسية”. واضاف في مقابلة مع قناة “العربية” الفضائية السعودية: “لا أعتقد ان الشعب السوري يريد التخلص من طغيان بشار الاسد من أجل استبداله بالقاعدة. نرى أن القاعدة تحاول استغلال الاضطرابات في المنطقة، واستغلال الوضع في سوريا، لكن الانتفاضة السورية هي للتخلص من عائلة خطفت الدولة السورية بكاملها”.
وانتقد فيلتمان العقبات التي وضعتها روسيا والصين في مجلس الامن أمام تطبيق خطة جامعة الدول العربية للحل في سوريا، وشدد على أن من الضروري ان يستعيد مجلس الامن دوره مع تجدد المفاوضات في نيويورك.
وأشار الى مشاعر الاحباط والاشمئزاز التي يشعر بها المجتمع الدولي من جراء استمرار العنف و”الوحشية والقصف العشوائي لقوات النظام السوري”. وسئل هل تقترب واشنطن وحلفاء لها من تسليح قوى المعارضة، فأجاب: “لا اعتقد ان أحداً يمكن أن يحرم الناس حق الدفاع عن أنفسهم في مثل هذا الوضع. الناس يحاولون حماية عائلاتهم من هذه الوحشية. هذا أمر مفهوم”.
وكرر أن “سقوط بشار هو أمر حتمي. هذا النظام سينتهي، وقدرة عائلة الأسد – مخلوف على مواصلة استغلال الدولة لمصالحها تشارف النهاية، لكننا نريد ان يحدث ذلك في أسرع وقت ممكن بحيث تبقى مؤسسات الدولة متماسكة من أجل ادارة العملية الانتقالية كما تتضمن خطة جامعة الدول العربية”.
ودعا السناتور الاميركي الجمهوري جون ماكين الادارة الاميركية الى قيادة عملية شن غارات عسكرية جوية على القوات السورية من أجل ايجاد ملاذات آمنة للمعارضة تنطلق منها لمواجهة النظام.
كندا
وفي أوتاوا، شددت كندا عقوباتها التي تستهدف النظام السوري، واستهدفت خصوصاً المصرف المركزي وسبعة وزراء. ومع هذه الرزمة الجديدة من الاجراءات، وهي السادسة منذ بدء الأزمة في سوريا، ارتفع الى 115 عدد المسؤولين السوريين المستهدفين. كما اقفلت كندا سفارتها في دمشق.
موسكو لا ترى حاجة لمبادرات جديدة … وواشنطن وباريس تأملان تغيير الموقف الروسي
أنان إلى دمشق السبت … للعمل على حل سياسي سلمي
تسارعت، أمس، الخطوات الدبلوماسية والإنسانية باتجاه دمشق، التي ستستقبل ابتداء من اليوم وحتى السبت المقبل موفدين من الصين والأمم المتحدة والجامعة العربية، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي سيلتقي وزراء الخارجية العرب في القاهرة السبت، أن موسكو لا ترى حاجة لمبادرات جديدة لحل أزمة سوريا، التي تواصلت العمليات العسكرية فيها، مع تشديد الضغط على الرستن والقصير في محافظة حمص.
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في القاهرة، ان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان سيتوجه الى دمشق السبت المقبل. وسيرافق انان وزير الخارجية الفلسطيني الاسبق ناصر القدوة الذي اعلن العربي تعيينه نائبا لموفد الامم المتحدة.
وقال العربي، في مقر الجامعة في القاهرة، «كوفي انان أبلغنا أن سوريا ستستقبله في 10 آذار الحالي، وسوف يصل القاهرة يوم 7 آذار الحالي حيث تم اعداد مكتب له»، مشيرا الى ان انان «ربما يلتقي وزراء الخارجية العرب قبل توجهه الى دمشق».
ووجه العربي الشكر للقدوة «لقبوله القيام بهذه المهمة»، معربا عن أمله في ان يوفق مع أنان «في إنجاز مهمتهما المتمثلة في التوصل الى الوقف الفوري والشامل لجميع انواع العنف والانتهاكات لحقوق الانسان، إضافة الى مساعدة السوريين على التوصل الى حل سياسي سلمي لهذه الأزمة يفضي إلى تحقيق طموحات الشعب السوري، ويحفظ لسوريا وحدتها واستقرارها وأمنها ويبعد عنها مخاطر التدخلات الخارجية وسيناريوهات الفوضى والحرب الأهلية».
ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) عن القدوة قوله إنه يأمل في التوصل لحل سياسي في سوريا، ووصف مهمته بأنها «صعبة للغاية». والقدوة ابن اخت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وعضو في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس وعمل في السابق وزيرا للخارجية ومندوبا بالأمم المتحدة.
وفي دمشق، قال مصدر إعلامي، في بيان، إن «سوريا ترحب بزيارة كوفي أنان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا». واعلن أن «سوريا وافقت على استقبال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس التي ستصل إلى دمشق مساء غد (اليوم) الثلاثاء». وأضاف أن «اموس ستجري محادثات مع وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه ورئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، كما ستقوم بزيارة بعض المناطق في سوريا».
وقالت اموس، في بيان، «هدفي مثلما طلب الأمين العام (للأمم المتحدة بان كي مون) هو حث جميع الأطراف على السماح بدخول عمال الاغاثة الانسانية من دون أي معوقات حتى يتمكنوا من إجلاء الجرحى وتقديم الامدادات الضرورية». واضافت أنها تعتزم زيارة سوريا من الأربعاء الى الجمعة.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان الاحداث التي تمر بها سوريا تهدف الى وصول «المتشددين الاسلاميين» الى الحكم لبسط سيطرتهم على جنوب وجنوب شرق آسيا، مطالبا تركيا بتغيير موقفها الذي يصب في خانة «مساعدة الارهابيين».
وطالب المقداد، في تصريح نقلته صحيفة «الوطن» خلال لقائه وفدا اعلاميا ايرانيا، «دول الجوار بمنع دخول الأسلحة الى البلاد»، وطالب لبنان «بملاحقة الأشخاص الذين هربوا الصحافيين الأجانب من سوريا بطريقة غير مشروعة».
لافروف وجودة
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في موسكو، «أثمن بشكل خاص الفرصة المتاحة للتحضير للقاء بين وزراء خارجية الجامعة العربية وروسيا سيعقد في 10 آذار في القاهرة».
وأضاف «نظرا لكون الوضع ملحا في سوريا وحين تكون هناك حاجة لايجاد مقاربات جماعية للوصول الى تسوية، نرى ذلك فرصة مهمة وثمينة». وتابع «اعتقد ان اجتماعنا يمكن أن يتمخض عن اساس مثير للاهتمام بدرجة كبيرة وسنروج له في صورة دولية اوسع».
وأعلن لافروف ان روسيا والجامعة العربية تشتركان في اهداف اساسية بشأن سوريا، لكنه انتقد الدعوات الغربية والعربية لموسكو كي تضغط على الرئيس السوري بشار الأسد. وقال «نحن مقتنعون بضرورة عدم انتظار بعض الأفعال السحرية، والجلوس معا ومحاولة الاتفاق بشأن كيف يمكن أن نتبنى جميعا نهجا مشتركا للتأثير على كافة الأطراف في سوريا لوقف إطلاق النار والجلوس للتفاوض وبدء حوار وطني شامل».
وقال لافروف انه لا توجد حاجة لطرح مبادرات جديدة للنقاش في اجتماع القاهرة، مشيرا إلى أن الوزراء يمكنهم العمل بمبادرة الجامعة العربية التي تم تبنيها في تشرين الثاني ومشروع القرار الذي اقترحته روسيا على مجلس الامن. ولم يتطرق الى «المبادرة العربية» التي تنص على تنحي الاسد.
وأعرب لافروف عن الأسف «لأن بعض قادة المعارضة السورية يعلنون عن رغبتهم في استمرار الكفاح المسلح». وقال «لذلك فإن الموافقة على ضرورة وقف العمليات العسكرية والطلب من الحكومة السورية سحب قواتها من المدن والمراكز السكنية الاخرى، لابد أن يقابلا بنفس الشيء من جانب الطرف الاخر. وإلا من غير المعقول أن ننتظر من احد الأطراف وقف العنف، في الوقت الذي سيقوم فيه الطرف الآخر باحتلال المواقع التي تنسحب منها القوات الحكومية». واعلن أن روسيا خصصت مليون فرنك سويسري لعمل منظمة الصليب الاحمر الدولي في سوريا لتقديم المساعدات الانسانية الى سوريا.
وتابع لافروف «من أجل حل الأزمة السورية ترى روسيا أنه من الضروري أولا إقناع طرفي الأزمة بوقف إطلاق النار والجلوس حول طاولة المباحثات»، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يتحقق هذا من خلال الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد وهو ما «يطلبه منا ممثلو وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض، إذ أن الأمر يتطلب ممارسة الضغط على كلا طرفي الأزمة، ولهذا نريد أن تفعل الولايات المتحدة أيضا شيئا ما».
وأكد جودة، من جهته، انه «يجب حل الملف السوري في اطار الجامعة العربية بحيث نمنع ان يكون هناك أي تدخل اجنبي»، مكررا «رفض الاردن للتدخل العسكري الاجنبي في سوريا وضرورة الحفاظ على امن وامان ووحدة سوريا الترابية»، مشيرا الى ان «الموقف الاردني هو في اطار الاجماع العربي».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن مسودة قرار جديد لمجلس الأمن الدولي صاغتها الولايات المتحدة لا تختلف كثيرا عن مسودة نقضتها روسيا باستخدام الفيتو الشهر الماضي و«ينبغي أن تكون أكثر توازنا».
واعلنت الصين ارسال مبعوث جديد منها الى سوريا، هو سفير بكين السابق في دمشق لي هواشين الذي سيزور دمشق اليوم وغدا ويلتقي مسؤولين في الحكومة السورية واطرافا اخرى وسيعرض «المقترحات الصينية» لحل الازمة السورية. وقال المتحدث باسم الوزارة ليو ويمين «على الرغم من ان الظروف بالغة التعقيد والموقف مازال متوترا مازالت الصين ترى ان الحل السياسي هو المخرج الأساسي من الأزمة السورية».
واشنطن وجوبيه وأنقرة
وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «نأمل بنظرة جديدة (من جانب روسيا) حيال المأساة في سوريا بعد انتهاء الانتخابات» الرئاسية، وخصوصا ان روسيا لا تزال ترفض اي تدخل في الشأن الداخلي السوري.
وقال السناتور الاميركي جون ماكين، وفق مقتطفات من خطاب سيلقيه امام مجلس الشيوخ نشرت مسبقا، ان «على واشنطن التحرك وهذا الامر سيتطلب من الولايات المتحدة القضاء على الدفاعات العدوة المضادة للطيران على الاقل في قسم من سوريا». واضاف ان «الهدف النهائي لهذه الضربات الجوية ينبغي ان يكون اقامة معاقل في سوريا والدفاع عنها، وخصوصا في الشمال، تستطيع فيها المعارضة ان تنظم نفسها وان تعد انشطتها السياسية والعسكرية ضد الاسد». وشدد على ان «ما تحتاج اليه المعارضة خصوصا هو ان تتحرر من ضغط دبابات الاسد ومدفعيته».
ودعا وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه، في باريس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى «مراجعة السياسة الروسية حيال سوريا»، معتبرا ان روسيا «عزلت نفسها بالكامل عن بقية المجتمع الدولي والصين بدأت تطرح بضعة اسئلة على نفسها حول مدى صحة موقفها».
واضاف جوبيه «اذا تمكنا سريعا من اصدار قرار في مجلس الامن يعطي أمرا دوليا لنظام دمشق بوقف العنف والسماح بإيصال المساعدة الانسانية وتطبيق خطة الجامعة العربية، فهذا سيكون تقدما ملحوظا. الامر ليس مستحيلا، سنعمل عليه في الايام المقبلة».
وبشأن الوضع في سوريا قال جوبيه ان «الوضع يتفاقم. نرى بوضوح اليوم ان نظام دمشق هو الذي يتحمل مسؤولية هذا الوضع. مجلس حقوق الانسان في جنيف حمله بوضوح مسؤولية ارتكاب جرائم ضد الانسانية وآمل ان يتطور موقف روسيا»، مضيفا انه «على اتم الاستعداد لمناقشة الامر في اقرب وقت» مع نظيره الروسي. واضاف «نضع آمالا كبيرة على مهمة كوفي انان الذي اعلن بوضوح ان مهمته هي قرار الجمعية العامة للامم المتحدة الذي بني على مبادرة جامعة الدول العربية».
وقال مصدر تركي ان انقرة تتردد في توجيه دعوة الى فرنسا للمشاركة في مؤتمر «اصدقاء سوريا» في اسطنبول بسبب موقف باريس من مسألة «الابادة» الارمنية. وقال المصدر «لم نوجه (بعد) اي دعوة لاي دولة، لكننا نتساءل عما اذا كنا سندعو فرنسا»، في حين ستستضيف تركيا بحلول نهاية الشهر الاجتماع الثاني «لاصدقاء سوريا».
واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، في براغ، ان «على المجتمع الدولي ان يتحرك في سوريا لايصال مساعدات انسانية. على روسيا ان تساعدنا في بلوغ هذا الهدف وان تقر بضرورة قيام نظام جديد في سوريا».
ميدانيات
لم يتمكن الصليب الاحمر الدولي بعد من دخول حي بابا عمرو في حمص الذي دخلــته قــوات النظام الاسبوع الماضي وانسحب منه عناصر «الجــيش السوري الحر». وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة ان «المفاوضات مستمرة» لادخال المساعدات الى الحي.
وبدأ الصليب الاحمر توزيع مساعدات انسانية على سكان حي الانشاءات المتاخم لحي بابا عمرو. وقال المتحدث باسم اللجنة هشام حسن ان فرقا من الصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري وزعت طعاما وأغطية على مدنيين بينهم أسر فرت من بابا عمر الى حيين آخرين في حمص. واضاف أن قافلة تابعة للصليب الأحمر تحمل أغذية «لعدة آلاف من الأشخاص» وإمدادات إغاثة أخرى وصلت أيضا إلى حمص.
وقال معارضون ان «القوات النظامية السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حيي جوبر والسلطانية المجاورين لبابا عمرو».
في هذا الوقت، تجدد الضغط على مدينة الرستن في محافظة حمص. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «قوات النظام التي تحاصر المدينة تقصفها». ورأى مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي من لندن ان «النظام سيحاول تكثيف الضغط على الرستن»، مشيرا الى «تحضير لمحاولة اقتحام المدينة لانه من الواضح انها خارج سيطرة النظام».
ورأى عضو «الهيئة العامة للثورة السورية» هادي العبد الله في اتصال من حمص ان «ما يجري في الرستن هو نفس ما جرى في بابا عمرو: حصار وقصف مدفعي ومن راجمات الصواريخ». واضاف ان «عناصر الجيش السوري الحر ما زالوا في الرستن، لن يستسلموا بسهولة، لان احدا لا يريد ان يكرر ما جرى في بابا عمرو».
وقال العبد الله «الشباب الموجودون على الارض هم الذين يقررون الانسحاب او الصمود. ما نعرفه حتى الآن هو ان آخر كلام لهم انهم سيبقون في الرستن حتى لا يتكرر ما جرى في بابا عمرو».
وقال معارضون ان «القصف تواصل على مدينة القصير». وقال العضو في «الجيش الحر» انس ابو علي ان «القصير تقصف بالدبابات والراجمات»، مضيفا ان «الوضع حذر ويدعو للقلق، وان القصير فارغة تقريبا من السكان».
واعلن المرصد «مقتل ستة اشخاص في حمص ويبرود في ريف ادلب ودرعا وبلدة الاتارب في محافظة حلب». واضاف «فرقت قوات الامن تظاهرة طلابية خرجت من كلية الزراعة في جامعة حلب مطالبة بإسقاط النظام، واعتقلت ثلاثة من الطلاب المتظاهرين». وقال معارضون ان «القوات السورية انتشرت في انحاء مدينة درعا بعد اشتباكات دارت الليلة الماضية هناك».
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت خطا لنقل النفط جنوب حقل العمر بمحافظة دير الزور عبر تفجيره بعبوة لم تسفر عن أضرار تذكر».
(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز)
الصين والأزمة السورية: عين على دمشق وعين على الطاقة
دنيز يمين
للصين في المنطقة العربية حضورٌ اقتصادي. هي الصورة التي اعتدنا التقاطها عن بكين في الشرق الأوسط، استنادا إلى حجم التعاون التجاري او الصناعي او التكنولوجي او النفطي الذي قد يجمع بينها وبين إيران، وسوريا، وشمال إفريقيا (فضلاً عن وسط وجنوب القارة السمراء)، ودول الخليج… إلا أن العام 2011، ألبس المارد الاقتصادي ثوباً سياسياً اكثر وضوحاً، وتحديدا يوم دخل التدويل كلاعب أساسي في ما سُمي بـ«ثورتي» ليبيا وسوريا، فكان لمجلس الأمن الدولي ان يقررّ، وللصين، إلى جانب روسيا، ان تعرقل (بالفيتو) او تسهّل (بالامتناع عن التصويت).
واليوم، وفي وقت لا تزال الأزمة السورية تجرجرأذيالها بعد أكثر من عام على اندلاعها، حافظ الموقف الصيني، الرافض للتدخل العسكري ضد النظام في دمشق ولكل قرار دولي قد يوحي بذلك، على صلابته ووضوحه، حاصداً في الوقت عينه انتقادات واسعة النطاق من قبل معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، في سوريا وخارجها… كيف يمكن قراءة الموقف الصيني «الثابت» من الملف السوري؟ ما الذي يمنع بكين من التضحية بالأسد وبالورقة السورية مقابل ما يمكن أن تحصل عليه دولياً؟ لأي اعتبارات إقليمية ودولية تواصل الصين معركتها، بالتنسيق مع روسيا، في وجه غرب متعطّش لإزاحة نظام دمشق؟
بعيدا عن التحليلات المبسّطة التي وضعت موقف بكين في خانة «الحفاظ على حلفها القديم مع دمشق»، و«صون نفوذها في المنطقة»، لا يمكن قراءة الأداء الصيني من خارج إطار العلاقة الأميركية – الصينية، لا بل من الأجدر اعتبار سوريا مرآة تعكس طبيعة هذه العلاقة.. وتقلّباتها.
العلاقة مع أميركا
فبين استخدام الصين لحق النقض في مجلس الأمن مرتين، (المرّة الأولى ضد «العقوبات الاقتصادية والإجراءات الأخرى»، والثانية ضد نص المبادرة العربية التي طالبت بتسليم الأسد السلطة لنائبه)، وبين زيارة نائب الرئيس الصيني تشي جينبينغ «الودّية» إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي، أكثر من سؤال.
صحيح ان زيارة تشي إلى البيت الأبيض في 13 شباط الماضي «تأتي قبيل تنصيبه رئيسا للصين في الخريف المقبل.. تماما كما فعل الرئيس الحالي هو جينتاو قبل تسلمه السلطة في العام 2002»، على حدّ تعبير الكاتب أرنو دو لا غرانج في «لو فيغارو» الفرنسية، غير أن السياسة الخارجية تبقى العنصر الطاغي عندما يلتقي ممثلو أكبر المتنافسين الاقتصاديين والسياسيين في العالم: الموقف من سوريا، العلاقة مع إيران، العلاقة مع كوريا الشمالية، التنافس الاقتصادي مع أميركا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والصراع على الطاقة في العالم (وفي دول «ستان» الغنية بالموارد)…
تحضر هذه الملفات مجتمعة على طاولة أي لقاء صيني – أميركي عالي المستوى، على ان تبقى كلها ثانوية أمام «الانجازات التاريخية التي عرفتها العلاقات بين البلدين منذ 1972، والتي حملت للشعبين مكاسب كبيرة»، على حد وصف تشي جينبينغ لصحيفة «واشنطن بوست» الشهر الماضي. وقد يكون ابلغ تعبير عن أهمية هذه العلاقات وتقدّمها رغم الاختلاف والتنافس هي الأرقام التي أظهرها تشي للصحيفة في معرض حديثه عن «العلاقات الأهم والأكثر دينامية في عالم اليوم.. عندما زرتُ أميركا لأول مرة في العام 1985 كانت قيمة التبادل التجاري بيننا 7,7 مليارات دولار ومعدل الزيارات المتبادلة 10 آلاف، أما اليوم فيبلغ التبادل 440 مليار دولار أما الزيارات فتصل إلى 3 ملايين!»…
أرقام كافية لتصوّر مكانة كل من البلدين لدى الآخر، ولاستنتاج قدرة الجانبين على الفصل بشكل كبير، بين العلاقات الاقتصادية والتنافس على ملفات السياسة والطاقة. هذه القدرة على الفصل تبدو لدى الصينيين بالذات، وذلك في نسجهم علاقات اقتصادية مميزة مع أميركا من جهة ومع إيران من جهة أخرى، اذ «تلتزم شركات صينية رسمية على سبيل المثال بمشاريع نفطية في الجمهورية الإسلامية بقيمة 120 مليار دولار، على الرغم من العقوبات الأميركية – الأوروبية الطويلة الأمد على إيران» بحسب تقرير للكاتب دونغ يوم نشره معهد «فورين بوليسي ان فوكس» بعنوان «هل تدخل الصين اللعبة الكبرى مجدداً؟»…
الصين والمنطقة.. وسوريا
ما سبق، نموذج عن استراتيجية الصين «المتوازنة» في العالم، التي تسعى لحماية مصالحها في الاقتصاد والطاقة أياً يكن الطرف الذي تجدر بكين التعاون معه لحماية هذه المصالح. بتعبير آخر، عملت الصين طيلة العقد الماضي على تطبيق سياسة «صفر مشاكل» التركية – والتي فشلت أنقرة مؤخراً في انتهاجها على مستوى الشرق الأوسط – غير أن بكين وجدت نفسها هي الأخرى ذاهبة إلى أداء ادوار تخرجها عن «حيادها» النسبي السائد تقليدياً، وذلك بعد التطورات في بلدان «الربيع العربي».
هذا ما شدد عليه يزيد صايغ في معهد «كارنيغي للسلام الدولي» الذي اعتبر ان «الصين في موقف حرج ومثير للاهتمام في آن. فدبلوماسية الصين ومقاربتها للشؤون الدولية والشرق الأوسط، مدفوعةٌ في المقام الأول برغبتها في حماية إمداداتها من الطاقة، وزيادة علاقاتها الاقتصادية بصفة عامة». ويضيف صايغ «جوهر السياسة الصينية هو السعي إلى التعاون في إدارة الشؤون العالمية. ما يسعون إليه في الشرق الأوسط، سواء من حيث العلاقات الاقتصادية أو الطاقة، في إطار بحث نزاعات مثل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني أو الأوضاع في ليبيا وسوريا.. هو التعاون والتفاوض، وتسوية النزاعات».
.. حافظت الصين في المنطقة على معارضتها التقليدية لفكرة «التدخل العسكري» وما تعتبره سياسة غربية في المنطقة. ويعود ذلك جزئياً لتاريخها الخاص التي «عانت خلاله من التدخل الغربي في القرنين العشرين والتاسع عشر، فضلاً عن فرض عقوبات عليها لسنوات عدة خلال الحرب الباردة، بأمر من الولايات المتحدة»، كما قال صايغ. إذاً، للصينيين أسبابهم الخاصة ليكونوا حساسين تجاه التدخل الغربي في سوريا اليوم أو فرض عقوبات على نظام الأسد. ففيما كان للصين موقف «محايد» يوم صوّت مجلس الأمن على قرار عربي بفرض الحظر الجوي فوق ليبيا، وقفت بكين سداً منيعاً بوجه قرار غربي الصنع، يوصي بالعقوبات على سوريا أواخر العام الماضي.
موقف أشعل سجالاً دولياً كبيراً وسط دعوات غربية متنوعة إلى ضرورة ازاحة الأسد بتدخل عسكري شبيه بتجربة «الناتو» في ليبيا، الا ان إصرار الصينيين، كما الروس، على العكس، قائلين إن «الهدف هو تفادي تكرار التدخل الغربي الذي سبب بؤساً في أفغانستان والعراق»، نجح حتى الآن في إلغاء هذا الاحتمال.
اكثر من ذلك، يقرأ معهد «كارنيغي» الموقف الصيني في سوريا من منظار أوسع: «هو القلق الصيني المتزايد مما تعتبره سياسة أميركية رامية إلى حرمانها من الوصول إلى مصادر الطاقة في الشرق الأوسط. فمفهوم السياسة الأميركية المناهضة للصين ظهر في إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما في كانون الثاني الماضي عن مراجعة واشنطن استراتيجيتها الدفاعية وتحويلها نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ. والنتيجة هي معارضة الصين المفتوحة لفرض حظر على استيراد النفط الإيراني، كما أوصت الولايات المتحدة». ويضيف التقرير «أمام الصين معضلة واحدة هي كيفية أن تكون قوة ذات نفوذ في الشرق الاوسط»، خصوصاً انها ليست على مقربة جغرافية من المنطقة، «كما انها ليست في صدد تطوير حضورها في بحر العرب والمحيط الهندي فضلاً عن انها لم تبدأ حتى اللحظة في إبراز قوتها العسكرية في المنطقة» (على عكس روسيا)، لذا ليس امام بكين سوى تطبيق الدبلوماسية الناعمة او القوة الناعمة».
هو الخيار الذي يمكّن بكين من الإبقاء على حضورها في المنطقة – دائماً في موقع المنافس للولايات المتحدة – مع الحفاظ على علاقاتها الجيدة مع «دول الطاقة» وعلى رأسها دول مجلس مجلس التعاون الخليجي «الذين يؤمنون بصادراتهم أكثر من نصف احتياجات شرق آسيا من الطاقة… علاقة الصين بالشرق الأوسط متعددة الأوجه، لا بل استراتيجية في ما يتعلق بالطاقة»… وهذا ما يجعل سياسة بكين في سوريا أكثر حذراً من سياسة حليفتها موسكو.
فيديو من مستشفى بمدينة حمص السورية يظهر عمليات تعذيب
لندن- (رويترز): أظهرت لقطات فيديو صورت سرا وبثتها قناة تلفزيونية بريطانية الاثنين ما قالت انهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب من قبل طاقم طبي في مستشفى حكومي في مدينة حمص السورية.
وكانت حمص محور حملة عسكرية مكثفة على الاحتجاجات المناهضة لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وتقول الامم المتحدة إن أكثر من 7500 مدني لقوا حتفهم في حوالي عام من العنف السياسي في سوريا.
وقالت القناة الرابعة التلفزيونية البريطانية انها حصلت على لقطات مصورة لمشاهد مروعة في المستشفى العسكري بحمص. وصور موظف هذه اللقطات سرا وهربها للخارج مصور صحفي فرنسي عرف فقط باسم (ماني).
وقال الموظف الذي صور الفيديو لماني “اني شهدت المحتجزين يعذبون بالصعق بالكهرباء والضرب بالسياط والهراوات وكسر الأرجل. ويقومون بلي أقدامهم حتى تتكسر أرجلهم”.
واضاف قوله “انهم يجرون العمليات الجراحية دون تخدير … رأيتهم يضربون رؤوس المعتقلين في الجدران. يقيدون المرضى في الأسرة. ويحرمونهم من المياه. البعض الآخر ربطت اعضاؤهم التناسلية لمنعهم من التبول”.
واظهر الفيديو الذي قالت القناة الرابعة التلفزيونية انها لم تتمكن من التحقق منه من مصدر مستقل جرحى معصوبي العينين مكبلين بالسلاسل في الأسرة. وكان هناك سوط مطاطي وسلك كهربائي على طاولة في أحد اجنحة المستشفى. وعرض بعض المرضى ما يشبه علامات تعرضهم للضرب المبرح.
وقال موظف المستشفى إن بعض الرجال كانوا من الجنود الذين رفضوا تنفيذ الأوامر وغيرهم من المدنيين. واشار إلى أن أصغرهم كان عمره 14 عاما.
وقام الجيش السوري بعمليات “تنظيف” الاثنين في مدينة حمص حيث كان الصليب الأحمر يسعى للوصول إلى بابا عمرو معقل المعارضة السابق.
واتهم نشطاء المعارضة القوات السورية بالتعذيب وقتل المدنيين وغيرها من الجرائم لكن تقاريرهم يصعب التحقق منها بسبب القيود الحكومية على وسائل الإعلام المستقلة.
هاجم الإمارات لترحيلها سوريين… وخلفان يؤكد انهم من ‘الاخوان‘
قائد شرطة دبي يتعهد بالقبض على القرضاوي ومحاكمته
لندن ـ ‘القدس العربي’: قال قائد شرطة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الفريق ضاحي خلفان انه ‘سيتم اصدار مذكرة القاء قبض’ على الداعية الاسلامي البارز المقيم في قطر يوسف القرضاوي.
وشن خلفان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي ‘تويتر’ امس الاثنين هجوما على القرضاوي لانتقاده ‘ابعاد سوريين عن الامارات عقب مشاركتهم في مظاهرة منددة بالنظام السوري امام قنصلية بلادهم بدبي’.
واضاف خلفان ‘كل من سب الامارات كدولة او حكومة ووصفها بأقبح الأوصاف سألاحقه بحكم العدالة’.
وأضاف خلفان أن ‘عدد الذين تم ترحيلهم لا يتجاوز 30 شخصا وأنهم كانوا يعملون ضمن تنظيم سري ويتلقون تعليمات عبر مرشد الإخوان’، مؤكدا أن ‘الإمارات لم تقم بترحيل سوى30 من أصل 2000 سوري تظاهروا أمام قنصلية بلادهم’.
وكان الشيخ القرضاوي هاجم في برنامج ‘الشريعة والحياة’على قناة ‘الجزيرة’ الفضائية دولة الإمارات العربية المتحدة بسبب ترحيلها بعض السوريين، واتهم الشيخ القرضاوي الإمارات بمنعه من دخولها مطالبا حكامها بالتراجع عن القرار الذي اتخذته الإمارات ضد مواطنين سوريين تظاهروا أمام سفارة بلادهم فيها.
وحجبت قناة ‘الجزيرة’ الحلقة المذكورة عن الإعادة حيث كان يفترض أن تعاد امس عند الساعة 11:05 بتوقيت غرينتش، إلا أن القناة واصلت بث نشرة إخبارية مطولة دون التنويه أو الاعتذار للمشاهدين عن حجب إعادة البرنامج الأسبوعي.
كما لوحظ أيضا أن القناة حذفت المقطع الذي استهل به القرضاوي البرنامج في الحلقة المخصصة لموضوع ‘الإسلام والدولة المدنية’ من موقعها الإلكتروني والذي قال فيه إنه ‘يود في البداية الكشف عن رسالة وصلته من رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون بشأن ترحيل الإمارات مواطنين سوريين تظاهروا احتجاجا على الأوضاع في بلادهم’، كما شطبت هذه الفقرة من النص الكتابي للحلقة على موقعها الإلكتروني.
ووصف خلفان تعليقات رجل الدين المصري الأصل بأنها ‘سفاهة’، وقال ‘ما بقى يشتم إلا فينا.. شتم العالم كله القرضاوي.. لم يبق ولم يذر.. تاريخه أسود في الجزائر، ارتكب حماقات شنيعة’.
واتهمه بأنه ‘بدأ يحزب الناس ويؤسس لمشروع يهدف إلى إحداث بلبلة’. كما هاجم تنظيم الإخوان المسلمين، وقال إنه قبض على عناصر من التنظيم ‘في حالة تلبس مع عاهرات’. وتابع خلفان، في التعليقات التي واصل نشرها الاثنين ‘متى رمينا السوريين في الشارع؟ تنقل إليه أخبار كاذبة فيصدقها مع الأسف، وهو رجل دين عليه إلا يتسرع في الحكم على عباد الله’.
واتهم المسؤول الأمني الإماراتي القرضاوي بأنه يعمل بأسلوب ‘يا تخلوا تنظيم الإخوان يأخذ راحته أو أشتمكم في الجزيرة وفي خطبة الجمعة’، واصفاً الأمر بأنه ‘بلطجة’
وسأل القرضاوي عن سبب عدم تعليقه على قيام الحكومة القطرية بسحب جنسيات مئات من مواطنيها
وكانت أنباء نشرت خلال الاسبوع الماضي تفيد بوصول سوريين لمطار القاهرة بعد ابعادهم من الامارات اثر مشاركتهم في تظاهرة امام قنصلية بلادهم بدبي.
الاسد الأب لم يكن يعترف بوجود فلسطين واعتقل الرمز عرفات
جنبلاط ينتقد ‘اعتصامات الشبيحة’ متهما نظام البعث بـ’التقاطع مع الصهيونية’
بيروت – ‘القدس العربي’ من سعد الياس: رفع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط من نبرة هجومه ضد النظام السوري بعد يوم على حرق صوره في اعتصام حزب البعث في وسط بيروت وتفضيل الامين القطري للبعث فايز شكر موشيه دايان على النائب جنبلاط.
فقد أدلى الزعيم الدرزي بموقفه الأسبوعي لجريدة ‘الأنباء’ الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ومما جاء فيه: ‘مع استمرار الثورة السوريّة بإصرار وعناد من قبل الشعب السوري المناضل في سبيل حريته وكرامته، تبيّن أن الاعتصامات الرمزيّة والحضاريّة التي شاركنا فيها عبّرت بهدوء ومسؤوليّة عن دعم الشعب السوري في محنته وفي مواجهة البطش والقتل اليومي، في حين تبين أن الاعتصامات الأخرى التي تنفذّها فرق الشبيحة تعكس سلوكيات من تعبر عن دعمها له.فمن حق اللبنانيين التعبير عن وقوفهم الى جانب المدن والقرى السوريّة التي تُقصف كل يوم وتنهال عليها القنابل ويتعرض شعبها للابادة الجماعيّة، وذلك ممكن من خلال إعتصامات رمزيّة وإضاءة شموع والتعبير الحضاري السلمي الهادىء بعيداً عن التشنج والتوتر والمزايدات من هنا أو هناك’.
واضاف ‘أما وقد وصلت الأمور والتطورات الى ما وصلت إليه في سورية، فإننا لن ننجر للرد على بعض الشبيحة الذين يرفعون صوراً ولافتات لا تعكس سوى إفلاسهم، في حين أثبتت الأحداث تبعيّة سياساتهم لاسرائيل بعكس شعارات الممانعة التي رفعوها طوال عقود. بل إننا سنجيب على طريقتنا في هذا المجال من خلال العودة الى التاريخ الحديث وإلى مسارات الصراع العربي – الاسرائيلي والمحاولات المستمرة من قبل نظام البعث العبثي للاطباق على القرار الوطني الفلسطيني المستقل منذ ما قبل ستينات القرن الفائت. فهل يتناسى البعض بأن حافظ الأسد لم يكن يعترف بوجود فلسطين الى جنوب سورية، وهو طبّق هذه النظرية في كتب التاريخ التي كانت تُدرّس في المدارس السوريّة لسنوات وسنوات وهذا يتقاطع مع رفض الصهيونيّة الاعتراف بفلسطين والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؟ وهل يمكن أن نتناسى أن الأسد الأب، عندما كان وزيراً للدفاع السوري، وقبل أن ينقلب على رفاقه ليمسك زمام الحكم، إعتقل الرمز الوطني الفلسطيني والمناضل التاريخي ياسر عرفات سنة 1966؟ وهل يتناسى البعض التحريض والتخوين الذي مورس بحق الزعيم الكبير جمال عبد الناصر لاجباره على إغلاق مضائق تيران وجره الى الحرب في العام 1967؟ وهل يمكن تناسي الأمر العسكري الشهير بانسحاب الجيش السوري بطريقة كيفيّة من الجولان فيما كان الجيش المصري يدمر في سيناء؟ هناك الكثير من الأمثلة والوقائع التاريخيّة التي سوف ننشرها تباعاً، وبشكل أسبوعي، للكشف عن زيف إدعاءات الممانعة وعن حقيقة أعمال هذا النظام في الاغتيالات السياسيّة واستخدام الساحات وإستغلال المواقع لتحقيق المآرب الاسرائيليّة’.
في مجال آخر، رأى جنبلاط أنه ‘مع تأخر دخول الهلال الأحمر والمساعدات الانسانية الى بابا عمرو وسائر أنحاء حمص، يبدو ان هول الدمار هناك قد يفضح الكثير من أعمال النظام، ولذلك، من واجب الحكومة اللبنانيّة أن تلتفت لمتابعة شؤون النازحين السوريين وأن تقدم لهم يد العون لا سيما أنهم يهربون من آلة القتل التي تلاحقهم من كل حدب وصوب’.
وكان دخل الاراضي اللبنانية يوم الاحد حوالى 2000 نازح سوري عبر حدود القاع، واعتقل الجيش اللبناني 33 مسلحاً حاولوا التسلل مع النازحين.
اللقاء الروسي العربي في القاهرة
رأي القدس
الاجتماع الذي من المقرر ان ينعقد يوم السبت المقبل في القاهرة بين وزراء الخارجية العرب ونظيرهم الروسي سيرغي لافروف هو بداية تحرك دبلوماسي عربي لمحاولة ايجاد مخرج يؤدي الى حقن الدماء في سورية.
جامعة الدول العربية ارتكبت خطأ كبيرا عندما تجاهلت الدولتين العظميين غير الغربيتين في مجلس الامن الدولي، اي الصين وروسيا، ووضعت كل بيضها في سلة الولايات المتحدة الامريكية في اطار مساعيها لاستصدار قرار بتدويل الازمة السورية، فجاءت النتائج كارثية، وتمثلت في استخدام الدولتين ‘الفيتو’ مرتين لعرقلة فرض اي عقوبات اقتصادية على سورية اولا، واحباط مشروع قرار عربي يطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد وتسليم صلاحياته الى نائبه فاروق الشرع في فترة انتقالية للاعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية.
لا نعرف ما هي الاستراتيجية التي سيتبعها وزراء الخارجية العرب في تعاطيهم مع الوزير الروسي، ولكن ما يمكن ان نتكهن به هو محاولة تقديم عروض واغراءات اقتصادية وتجارية ضخمة قد يتعذر عليه رفضها، خاصة من الدول الخليجية التي تملك احتياطات مالية ونفطية هائلة.
الدول الخليجية كانت تريد ان تعقد اجتماعا مع لافروف يوم الاربعاء غدا، ولكن يبدو ان القيادة الروسية فضلت ان يكون اللقاء موسعا فيما يبدو بحيث يشمل جميع الدول العربية.
الورقة القوية التي سيستخدمها وزراء الخارجية العرب هي محاولة اقناع الضيف الروسي بان عليه ان لا يضحي بعلاقات بلاده مع احدى وعشرين دولة عربية مقابل الوقوف الى جانب دولة واحدة تقوم حكومتها المعزولة عربيا ودوليا بارتكاب مجازر يومية في حق شعبها المطالب بحقوقه المشروعة في الحرية والكرامة والتغيير الديمقراطي.
الحكومة الروسية تبدو اكثر قوة واسترخاء في الوقت الراهن بعد انتهاء عبء الانتخابات الرئاسية بفوز فلاديمير بوتين بالرئاسة للمرة الثالثة، ولكنها في الوقت نفسه تواجه معارضة قوية مدعومة من الغرب تشكك في نزاهة العملية الانتخابية، وتطالب باعادة الانتخابات تحت اشراف دولي محايد، وفي ظل هذه الضغوط قد تكون روسيا بحاجة الى اصدقاء، ومن بينهم العرب الاثرياء.
من الصعب التنبؤ بنتيجة اللقاء قبل ايام من حدوثه، فالقرار الحاسم هو في يد الوزير الروسي، وعلى ضوئه يتوقف فشل اللقاء او نجاحه.
ما نأمله ان تتم دعوة وزير الخارجية الصيني الى لقاء مماثل مع الوزراء العرب، وعدم الاكتفاء بوزير خارجية روسيا فقط، فالصين دولة عظمى، وتملك اوراق ضغط عديدة على سورية وان كانت اقل فاعلية من مثيلاتها الروسية.
روسيا والصين يجب ان تتحملا مسؤوليتهما من حيث الدفع باتجاه حل سياسي يؤدي الى وقف المجازر في سورية، وانقاذ البلاد من السقوط في هاوية الحرب الاهلية الطائفية التي قد تحرقها والمنطقة العربية باسرها.
صداقة روسيا والصين للنظام في سورية يجب ان لا تكون على حساب الشعب السوري ومطالبه المشروعة في الحرية والكرامة، بل على العكس من ذلك، اي دعم هذه المطالب، ولذلك لا بد من ممارسة كل الضغوط الممكنة للنظام لوقف استخدام حلوله الامنية الدموية والتنازل لشعبه حقنا للدماء وفي اسرع وقت ممكن من خلال تبني المبادرة العربية او العناوين الرئيسية فيها، خاصة تلك المتعلقة بوقف فوري لاطلاق النار.
سورية تسحب سفيرها من لندن احتجاجا على اللهجة التصعيدية لحكومتها
سناتور امريكي يطالب بغارات جوية على سورية والمغرب يجلي رعاياه من دمشق حفظا لسلامتهم
لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ من احمد المصري: اكدت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ’القدس العربي’ ان الحكومة السورية قررت سحب سفيرها الدكتور سامي الخيمي من لندن احتجاجا على اغلاق السفارة البريطانية في دمشق، واللهجة التهديدية التي استخدمها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ضد السلطات السورية.
وقالت هذه المصادر ان السفير السوري ابلغ وزارة الخارجية البريطانية بقرار حكومته، وقال انه سيغادر لندن في غضون ايام معدودة عائدا الى البلاد.
وقال السفير في رسالته التي اطلعت عليها ‘القدس العربي’: ‘اكتب لأبلغكم انه وبناء على تعليمات من حكومتي سأنهي مهمتي كسفير للجمهورية العربية السورية ابتداء من اليوم الخامس من آذار (مارس)، وسأغادر بريطانيا في الايام القليلة المقبلة’ .واضاف ‘سأكون شاكرا لو ابلغتم مسؤول السلك الدبلوماسي بهذا القرار، وسأكون مسرورا ايضا بأي فرصة لمغادرة وزارة الخارجية’.
وقال ‘قررت تعيين الاستاذ غسان دلة كقائم بأعمال السفارة لحين وصول خلفي’.
وعلمت ‘القدس العربي’ ان هذا التصعيد الكلامي في خطاب رئيس الحكومة البريطانية فيما يتعلق بالاتهامات التي وجهت الى الحكومة السورية قد تجاوز الاعراف الدبلوماسية، خاصة بعد ان قررت المملكة المتحدة اغلاق سفارتها في دمشق لاسباب امنية وعودة سفيرها سايمون كوليس الى لندن.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده تلعب دوراً طليعياً في المساعدة على بناء تحالف دولي حيال الأوضاع في سورية، وضمان استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوضع حد فوري للعنف فيها.
وقال كاميرون في بيان أمام مجلس العموم (البرلمان) الاثنين إن التحالف الدولي ‘يهدف إلى تحقيق ثلاثة أشياء، أولها ضمان وصول المساعدات الانسانية للناس الذين يعانون في سورية، وثانيها محاسبة مرتكبي المذابح المرعبة أمام العدالة، وثالثها العمل على اطلاق عملية للتحول السياسي لانهاء أعمال العنف’.
من جهة اخرى بدأت السلطات المغربية عملية ترحيل لمواطنيها المقيمين في سورية بعد اتخاذ الاوضاع هناك منعطفا جديدا نحو التصعيد حسب مصدر رسمي مغربي.
وقالت السفارة المغربية بدمشق انها وضعت آلية لتقديم المساعدة لأفراد الجالية المغربية المقيمة في سورية في ظل الظروف الصعبة التي يجتازها هذا البلد حيث اتخذت الأحداث منعطفا جديدا نحو التصعيد.
وقالت ان عدد المغاربة الذين غادروا سورية وعادوا الى المغرب منذ اندلاع الأحداث في منتصف شهر اذار (مارس) الماضي يتراوح ما بين 700 و900 شخص.
وسحب المغرب سفيره بدمشق في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي اثر اعتداء متظاهرين سوريين على مقر السفارة هناك الا ان الرباط، رغم الضغوطات التي تمارس عليها ترفض القيام بمبادرة اغلاق السفارة او طرد السفير السوري لدى المغرب مؤكدة على ان أي قرار مغربي بهذا الشأن سيكون التزاما بما تتخذه الجامعة العربية من قرارات.
وأكد مصدر بالسفارة امس الاثنين انها اقدمت في ظل الظروف الصعبة التي يجتازها هذا البلد بعد أن اتخذت الأحداث منعطفا جديدا نحو التصعيد على اتخاذ عدة إجراءات من بينها تشكيل خلية استقبال داخل مقر السفارة مكلفة بربط الاتصال بأفراد الجالية والاستفسار عن أحوالهم وتقديم كافة أوجه المساعدة التي يحتاجون إليها.
وتتشكل الجالية المغربية المقيمة في سورية في غالبيتها من أفراد يمارسون التجارة (وهم يصنفون ضمن الفئة الأكثر تموجا) وأطر تقنية ومواطنات متزوجات من سوريين ونحو عشرين طالبا وطالبة وفلسطينيين يحملون الجنسية المغربية.
وقال السناتور الجمهوري الامريكي جون مكين امس الاثنين ان الولايات المتحدة يجب ان تقود جهودا دولية لحماية المراكز السكانية الاساسية في سورية عن طريق شن هجمات جوية على القوات الحكومية السورية.
وقال مكين في تصريحات في مجلس الشيوخ ‘ينبغي ان يكون الهدف النهائي للغارات الجوية هو اقامة مناطق امنة في سورية ولاسيما في الشمال والدفاع عنها بحيث يمكن في هذه المناطق لقوات المعارضة ان تنظم نفسها وتخطط لأنشطتها السياسية والعسكرية ضد (الرئيس السوري بشار) الاسد.’
وواصل الجيش السوري عملياته ضد معاقل الناشطين المناهضين للنظام في عدد من المناطق الاثنين، في وقت لا يزال الصليب الاحمر الدولي ينتظر السماح له بدخول حي بابا عمرو في حمص الذي سقط بأيدي القوات النظامية الاسبوع الماضي، بينما اعلن عن زيارة لموفد الامم المتحدة الخاص كوفي عنان لدمشق في نهاية الاسبوع.
فر مئات السوريين إلى لبنان خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية متحدين دوريات الجيش والطقس الشتوي المتقلب ليهربوا من أعنف قصف تتعرض له بلداتهم الحدودية خلال الحملة المستمرة منذ عام لقمع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد.
وقال أحد اللاجئين لرويترز في عرسال ان العائلات خاضت رحلة شاقة سيرا على الاقدام عبر التلال المغطاة بالثلوج للوصول إلى بر الأمان لكن كثيرين اخرين تم القبض عليهم اثناء محاولتهم الفرار.
وقال شاب يبلغ من العمر 21 عاما ‘رأيت بعيني طائرات هليكوبتر تطلق الصواريخ ونيران الرشاشات. فرت عائلتي كلها وأمضت النهار في السير إلى هنا.’
ولم تتمكن سوى بضع عائلات من نحو 2000 عائلة فرت من القصير من عبور الحدود دون ان توقفها القوات السورية.
وقال ‘عندما وصلنا إلى الاراضي اللبنانية نظرت خلفي ورأيت نحو 40 رجلا يمسك بهم الجنود السوريون الذين كانوا يلاحقوننا. تمكنا من الخروج لكن الحظ لم يحالفهم.’
وقال سوريون فروا من حمص إن قوات الامن ترتكب أعمالا وحشية في المدينة المحاصرة. ونقلت محطة ‘بي بي سي’ البريطانية عن امرأة على مشارف حمص قولها إن قوات الامن ذبحت ابنها البالغ من العمر 12 عاما يوم الجمعة بعد يوم واحد من انسحاب المقاتلين المعارضين من حي بابا عمرو.
وقالت المرأة التي اضطرت للسير ثلاثة أيام حتى تتمكن من الفرار لبول وود مراسل بي بي سي إن قوات الامن يوم الجمعة القت القبض على 36 رجلا وقتلتهم.
وقال زوجها إنه كان يختبئ على بعد 50 مترا وشاهد جنديا يثبت رأس ابنهم بحذائه بينما قام آخر بنحره، وأضاف الرجل ‘كان بإمكاني سماع صراخه’.
وقد رفضت الحكومة السورية دخول الصليب الاحمر إلى حمص على مدى أربعة أيام متتالية بسبب ما أسمته مخاوف أمنية.
جاء ذلك في الوقت الذي قال فيه جينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي الاثنين إن مسودة قرار جديد لمجلس الأمن الدولي صاغتها الولايات المتحدة لا تختلف كثيرا عن مسودة نقضتها روسيا باستخدام الفيتو الشهر الماضي وينبغي أن تكون أكثر توازنا، في الوقت الذي اعلنت فيه واشنطن انها تأمل ان تغير موسكو موقفها حيال سورية بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ‘نأمل بنظرة جديدة (من جانب روسيا) حيال المأساة في سورية بعد انتهاء الانتخابات’، وخصوصا ان روسيا لا تزال ترفض اي تدخل في الشأن الداخلي السوري.
وقال مبعوثون غربيون لدى الأمم المتحدة الاسبوع الماضي إن الولايات المتحدة أعدت خطوطا عريضة لمسودة قرار جديد يطالب بدخول عمال المساعدات الانسانية إلى البلدات السورية المحاصرة وإنهاء العنف.
وفي براغ، رأت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان ‘على المجتمع الدولي ان يتحرك في سورية لايصال مساعدات انسانية الى حمص’، مضيفة ‘على روسيا ان تساعدنا في بلوغ هذا الهدف وان تقر بضرورة قيام نظام جديد في سورية’.
كما دعا وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاثنين فلاديمير بوتين الذي اعيد انتخابه الاحد رئيسا لروسيا الى ‘مراجعة السياسة الروسية حيال سورية’.
وقال جوبيه في مؤتمر صحافي في بوردو ‘اود ان اوجه نداء الى الرئيس الجديد بوتين (…) يمكنه مراجعة السياسة الروسية حيال سورية’.
واعتبر ان روسيا ‘عزلت نفسها بالكامل عن بقية المجتمع الدولي’ و’الصين بدأت تطرح بضعة اسئلة على نفسها’ حول ‘مدى صحة موقفها’.
واعلن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الاثنين ان مبعوث الامم المتحدة الى سورية كوفي عنان سيتوجه الى دمشق في العاشر من آذار (مارس).
وسيرافق عنان الذي عين الاسبوع الماضي مبعوثا خاصا الى سورية، وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة الذي اعلن العربي تعيينه نائبا لموفد الامم المتحدة بالتشاور مع عنان. واعلنت سورية ترحيبها بزيارة عنان.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعلن من موسكو عن لقاء سيعقد بين روسيا ووزراء الخارجية العرب في القاهرة في اليوم نفسه لبحث الازمة السورية.
ويأتي ذلك بعدما عبرت دول عربية عدة عن استيائها من الموقف الروسي الداعم للنظام السوري والرافض لاصدار قرار في مجلس الامن الدولي يدين قمع الحركة الاحتجاجية في سورية الذي اوقع اكثر من 7500 قتيل، بحسب الامم المتحدة.
واعلنت الصين الاثنين ارسال مبعوث جديد منها الى سورية، هو سفير بكين السابق في دمشق لي هواشين الذي سيزور دمشق الثلاثاء والاربعاء ويلتقي مسؤولين في الحكومة السورية واطرافا اخرى، وسيعرض ‘المقترحات الصينية’ لحل الازمة السورية.
في هذا الوقت، تستمر اعمال العنف في عدد من المناطق السورية، حاصدة مزيدا من القتلى، في ظل استمرار عمليات الاقتحام والاعتقالات التي تنفذها قوات النظام.
فقد استمر القصف على مدينتي الرستن في محافظة حمص (وسط)، ومصدره قوات النظام التي تحاصر المدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وانتشرت القوات السورية في انحاء مدينة درعا الاثنين بعد اشتباكات دارت الليلة قبل الماضية هناك وواصلت عمليات ‘التنظيف’ في حمص. وقال ساكن في درعا في جنوب البلاد ان مئات من الجنود ورجال الامن انتشروا في المدينة على نطاق لم يشاهد منذ شهور.
يريدون من عمان دعم تسليح المعارضة والتحول لخصومة مع نظام دمشق
نادي دول الخليج يضغط من وراء الكواليس على الأردن ماليا لكي ينضم إلى استراتيجية ‘إقصاء’ الأسد
عمان ـ ‘القدس العربي’: كشفت مصادر سياسية ودبلوماسية النقاب لـ’القدس العربي’ عن ضغوط خليجية تمارس على الاردن للعب دور أكبر في نطاق استراتيجية منظومة دول الخليج لاستهداف النظام السوري الحالي. وذكرت المصادر بأن دول الخليج العربي التي تقف بحماس وراء فكرة تسليح المعارضة السورية ومحاصرة نظام الرئيس بشار الاسد تمارس من وراء الكواليس ضغطا شديدا على الحكومة الأردنية لكي تنتقل استراتيجية عمان من الحياد الى دائرة الخصومة مع النظام السوري.
وعلم بان رئيس الوزراء الأردني عون الخصاونة يقاوم دعوات وعروضا تطالب بلاده بدور اكبر وأكثر عمقا في المجهود السياسي وغير السياسي الذي يهدف لتضييق الخناق على النظام السوري.
ويبدو أن بعض الدوائر في القرار الأردني تربط بين أجندة خليجية مفترضة لها علاقة ببرنامج تنحية واقصاء الرئيس بشار الاسد وبين بوادر البطء الشديد في اظهار التعاون الاقتصادي والاستثماري مع الأردن.
وحتى الآن تراجعت منظومة الخليج عن ضم الأردن رسميا للنادي الخليجي فيما تم ارهاق وزارة الخارجية الأردنية بسلسلة من التعقيدات البيروقراطية المرتبطة بتحصيل مبلغ مساعدات للأردن قررته قمة الخليج الأخيرة وبواقع مليارين ونصف المليار.
ولدى بعض أوساط السياسة في عمان مخاوف اليوم من أن المماطلة والتسويف الخليجي في تقديم الدعم المالي للخزينة الأردنية قد يخفي وراءه أجندة سياسية لها علاقة بالملف السوري خصوصا وان العجز المالي في ميزانية الدولة الأردنية بلغ مستوى الخطر، كما صرحت وزيرة المالية الأردني امية طوقان قبل عشرة أيام.
وكان اسلاميون في البرلمان الكويتي قد زاروا مخيمات اللاجئين السوريين شرقي الأردن داعين بصفة علنية الى تسليح الثورة السورية في الوقت الذي تراقب فيه السلطات الأردنية الحدود مع سورية وتمنع أي محاولات لتهريب السلاح أو الذخائر حيث تم القاء القبض على عدة اشخاص حاولوا تهريب السلاح.
وترجح المصادر بأن دولا من بينها الكويت وقطر والسعودية تمارس من خلف الستارة شكلا من أشكال الابتزاز للأردن وتطالبه بالانضمام الى المعسكر الخليجي المناهض للرئيس السوري، مع عروض سرية بتقديم امتيازات في حالة الانضمام الى هذا المحور.
يستطيع بشار ان ينسى الجولان
صحف عبرية
كنت في 2004 2006 مشاركا في اتصالات سرية غير رسمية مع ممثلي السلطة في سورية بقصد ان نفحص هل يمكن التوصل الى اتفاق سلام.
وفي المحادثات التي تمت برعاية تركية وسويسرية على التناوب، حدث جدل غير مفاجىء: فقد طلب المشاركون الاسرائيليون تفضلا سورية يُمكّن من تغيير الجو في اسرائيل، وأجاب بشار الاسد (بواسطة مبعوثيه) بقوله: ‘ سأبتسم لكم بعد أن أحصل على الجولان فقط’. وأصبحت المحادثات رسمية على مر الايام وانهارت كما تذكرون في كانون الثاني 2009 على أثر عملية ‘الرصاص المصبوب’ في غزة.
يمكن ان نبلغك بصورة رسمية يا سيد الاسد أنك لن تحصل على الجولان حتى لو بدأت فجأة تبتسم إلينا بلا انقطاع. فأنت تستطيع ان تنسانا، اليسار واليمين معا، بعد الفك الرهيب الذي كشفت عنه في السنة الاخيرة.
واذا حادثنا سورية ذات يوم في مستقبل الجولان (وأنا أومن ان هذا سيحدث)، فلن يكون ذلك معك ولا مع نظام يشبه النظام الذي ما تزال ترأسه في هذه الايام.
لا يسهل عليّ باعتباري انشأت قبل خمس سنين بالضبط ‘حركة السلام’ بين اسرائيل وسورية، وما أزال ارأسها، ان أكتب هذا لكنني على يقين من ان الاسد فقد شرعيته حاكما وحقه ايضا في ان يطلب الجولان ذات يوم، هذا اذا نجح في البقاء في الحكم.
وفي منظار أوسع يصعب على اسرائيل اليوم ان تبادر الى اجراء مهم ما في الازمة السورية وهذا مؤسف. فقد استقر رأي حكومتنا في السنين الاخيرة على الاكتفاء بتعزيز العلاقة مع العالم الغربي، وبخاصة شرق اوروبا، وأهملت محاولات تقوية شرعيتنا في الشرق الاوسط. والتدهور الشديد للعلاقات مع تركيا هو أبرز مثال على الضرر الذي وقع. ومن هنا حينما تجري على مبعدة عشرات الكيلومترات فقط عن حدودنا حرب أهلية فظيعة، أصبحنا في شلل الى درجة أننا لو تدخلنا لمصلحة طرف ما لسببنا له ضررا بصورته وضررا سياسيا.
نحن خاصة، القريبون جغرافيا كثيرا والأقوياء كثيرا من جهة عسكرية والمزعزعون كثيرا من القتل الذي يحدث قريبا من بيتنا حقا، ممنوعون من العمل. والذين يستطيعون العمل، أي العالم الغربي ولا سيما الامريكيون، بعيدون جغرافيا ومُتعبون من الحروب في العقد الاخير ومشغولون بالمشكلات الاقتصادية (اوروبا) أو بسياسة داخلية تسبب الشلل (الولايات المتحدة).
لم يبق لنا سوى التعبير عن أسى عميق حيال آلاف القتلى في الحرب في سورية واتهام الاسد بالقتل سوى ان نعمل في الصعيد الانساني فقط. يجب على حكومة اسرائيل، بمساعدة المجتمع المدني، ان تستعد علنا وبلا تأخير لاحتمال استيعاب مواطنين سوريين في هضبة الجولان وتقديم مساعدة طبية وانسانية الى كل مواطن سوري يرغب في ذلك.
لا يوجد ما نخسره هنا. اذا ووجهت اليد الممدودة باعراض السكان السوريين فاننا نكون قد أبدينا على الأقل ارادتنا الخيّرة، واذا وافق المواطنون السوريون بصورة مفاجئة على المجيء الى الجولان للحصول على ملاذ مؤقت فربما نستطيع ان نغير الجو في علاقتنا بالشعب السوري حقباً طويلة.
هآرتس 5/3/2012
قصص مخيفة من بابا عمرو والمقاتلون يتجمعون في ادلب لشن حرب عصابات
رئيس الجمعية العامة القطري يحمل الصين وروسيا مسؤولية تردي الوضع في سورية
لندن ـ ‘القدس العربي’: مع تدفق اللاجئين من مدينة حمص الى الحدود اللبنانية ومصاعب الصليب الاحمر الدولي بايصال المساعدات الانسانية للمواطنين في المدينة التي شهدت اعنف قصف في تاريخ الانتفاضة السورية، تتواصل عمليات الشجب لنظام بشار الاسد الذي اتهم من قبل عدد من الدول وعلى رأسها الجارة تركيا وايطاليا وبريطانيا بارتكاب جرائم حرب، فيما تتزايد الضغوط على الامم المتحدة لاتخاذ موقف واضح خاصة ان مفوضية حقوق الانسان التابعة لها قد شجبت الاسبوع الماضي النظام السوري واتهمته بارتكاب جرائم حرب. وتحولت الازمة في سورية الى ازمة انسانية فيما انسحب المقاتلون الى المناطق الحدودية مع تركيا، ويحمل اللاجئون معهم قصصا عن استمرار القصف وتواجد عسكري مكثف على الطرقات الرئيسية مما دفعهم لاتخاذ طرق جانبية صعبة. ولا يزال المقاتلون التابعون لجيش سورية الحر يسيطرون على مناطق في الشمال، فلديهم تواجد في بلدة القصير التي لا يسيطر الجيش السوري النظامي الا على ثلثها. وتتعرض البلدة لقصف شديد، حيث نقلت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ عن لاجئين وصلوا الى منطقة البقاع في جنوب لبنان قولهم ان الوضع كان مخيفا حيث تتعرض البلدة الى قصف شديد. وقال الهاربون من حي بابا عمرو الذي تسيطر عليه القوات النظامية ان شوارع كاملة اختفت، حيث مارس الجيش سياسة الارض المحروقة. وتقول روايات المعارضة ان الجيش لا يسيطر بالكامل على الحي، وانه يستخدم الاسلحة الثقيلة لانه لا يستطيع فرض حضوره على من تبقى من السكان. ويقول مقاتلون من الجيش الحر ان الجيش النظامي يحاول فرض سيطرته على مناطق التوتر الاخرى، حيث نقلت تقارير صحافية يوم الاحد عن بعض المتحصنين في قرى قريبة من مدينة ادلب ان الجيش متواجد في كل مكان، ووصف المقاتلون الجنود السوريين بأنهم يقاتلون بطريقة جنونية وكأنهم ‘مخدرون’. ويقول شهود عين نقلت عنهم ‘صندي تلغراف’ ان بعض المناطق التابعة للجيش الحر قد تم احتلالها واجبر المقاتلون على التراجع للمناطق الريفية.
ادلب معقل جديد
وبعد خسارة الجيش الحر، معقله في بابا عمرو، فان مقاتليه يبحثون الآن عن موقع جديد، وتظل ادلب بجبالها وطبيعتها الوعرة المكان الانسب لهم، كما انها قريبة من الحدود التركية مما يمكنهم تهريب اسلحة منها، ويعطي الدول المتعاطفة معهم مسارا امنا لنقل الاسلحة اليهم، كما ان هناك اسلحة قليلة تتسرب من لبنان.
وتقول صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ الامريكية ان المقاتلين التابعين لجيش سورية الحر يعرفون ان قدرتهم لا تتناسب مع قوات الجيش النظامي، مشيرة الى انهم يعيشون في شقق استأجروها في مدينة ادلب. وتقول انه على الرغم من الحالة الطارئة التي تمر بها الانتفاضة وتزايد عدد القتلى فان مقاتلي الجيش الحر يبدو غير متعجلين لمواجهة الجيش السوري النظامي، وبدلا من ذلك فانهم يترقبون كي يقوموا بعمليات خاطفة ضد الجيش السوري، ويخططون لعمليات هم قادرون على تنفيذها وليس تلك غير المؤهلين عسكريا لها. ويأمل المقاتلون ان تتدفق الاسلحة والمال من السعودية وقطر اللتين عبرتا عن استعداد لتسليح المعارضة السورية. وتظل المقاومة المتمترسة في ادلب في مرحلتها الاولية، ولا يمكن ان يطلق عليها جيشا، كما يحب المقاتلون تسميتها لانها عبارة عن مجموعات مسلحة تتكون من مقاتلين محليين يعرفون مناطقهم وطبيعة البلاد الجغرافية الوعرة ـ ومن بينهم جنود انشقوا عن الجيش والذين يعرفون كيفية استخدام السلاح. وتقول الصحيفة ان المقاتلين، لديهم قدرة محدودة على مواجهات مفتوحة مع جيش نظامي وكل عملياتهم تتركز على تنفيذ هجمات على نقاط التفتيش او استهداف القوات الامنية، والقوافل العسكرية من اجل الحصول على اسلحة.
وتقول ان المناطق ‘المحررة’ في الغالب ما يجبر المقاتلون على الانسحاب منها حالة قررت القوات النظامية استعادتها، ويعترف القادة انهم غير قادرين على البقاء في المناطق حالة تحرك الجيش باتجاهها. ويشكو المقاتلون من قلة الذخيرة. وتقول الصحيفة ان المقاتلين يتعاملون مع هذه المنطقة كنقطة ارتكاز لهم وربما تتحول الى بنغازي في اشارة لثوار ليبيا. ونقلت عن احدهم قوله ‘نريد قاعدة لنا ومنها نتحرك’ وستكون هذه بمثابة نقطة لمن يريد الانشقاق او الانضمام للمقاومة.
وبالاضافة لطبيعتها الجغرافية فادلب تمثل منطقة مناسبة للثوار خاصة انها فقيرة والمشاعر المضادة للحكومة منتشرة، والتي يتهمهونها بتجاهلهم. ومع ان عملية تهريب الاسلحة تتم عبر الحدود وفيها مخاطرة الا ان المقاتلين يقولون انهم يحصلون على اسلحتهم من عملياتهم ضد الجيش. ولا توجد للمقاومين قاعدة معينه بل قاموا بتحويل العديد من البيوت والشقق الى مراكز للتخطيط. ويأمل المقاتلون ان يتم تنظيم صفوفهم ويتحولوا الى جيش نظامي مع تزايد اعداد المنشقين عن الجيش.
وفي مقابلات مع المنشقين وصف بعضهم المهمات الفظيعة التي يطلبها قادة الجيش من الجنود، حيث قال احدهم ان كل جندي يعطى 600 رصاصة ويحذرون بالعودة ومعهم واحدة، واضاف ان البعض كان يطلق الاعيرة النارية في الهواء او يدفنها في التراب حتى لا يتعرض للعقوبة. وقال من يكتشف من الجنود وهو يشاهد قنوات تلفزيونية غير القناة الرسمية تم سجنه لاكثر من اسبوعين.
واشار جندي الى انه شارك مع مجموعة من الجنود في مداهمة بيت في درعا بحثا عن ‘ارهابي’، وقال ان واحدا من المجموعة اطلق 16 طلقة على باب مغلق. وبعيدا عن درعا يحاول المقاتلون الحفاظ على الامن في المناطق التي يسيطرون عليها ويعلمون حدود مناطقهم.
نقد للامم المتحدة
وبرز اشد النقد للمؤسسة الاممية من داخلها حيث نقلت صحيفة ‘اندبندنت’ عن رئيس الجمعية العامة السادس والستين دعوته الى اصلاح عاجل للمنظمة حتى تكون على مواجهة الازمات الدولية، وقال ناصر عبد العزيز الناصر، ان تصويت الدول الخمس ذات حق الفيتو لم يعد يحمل مصداقية، مشيرا الى ان الوضع في سورية ساء بشكل كبير بعد استخدام كل من روسيا والصين الفيتو ضد مشروع قرار يدين سورية.
وقال الرئيس القطري ان الاختلاف والتشوش داخل المجتمع الدولي حول الملف السوري ادى الى تشجيع بشار الاسد على مواصلة قمعه للشعب السوري. وعبر الناصر عن انزعاجه من الفيتو الروسي والصيني لانه لم يكن هناك اي سبب لاستخدامه خاصة ان مشروع القرار كان يهدف لحماية المدنيين، وفي الوقت الحالي تحضر كل من فرنسا مشروعا ثالثا يركز على توفير المساعدات الانسانية وايصالها للمنكوبين من اهالي حمص الذين عانوا من قصف استمر اكثر من ثلاثة اسابيع.
دمشق وافقت على مهمة كوفي انان بعد استيضاح المعلم عن طبيعتها.. وتعيين ناصر القدوة نائبا له
كامل صقر ووليد عوض:
دمشق ـ رام الله ـ ‘القدس العربي’ قالت مصادر دبلوماسية سورية أن اتصالات غير مباشرة جرت في الساعات الماضية بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمبعوث الأممي إلى سورية كوفي انان بخصوص مهمة الأخير في دمشق التي جرت تسميته لأجلها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
المصادر قالت لـ ‘القدس العربي’ ان موافقة دمشق على مهمة كوفي انان جاءت بعد أن استوضح الوزير المعلم عن طبيعة هذه المهمة وخطوطها العريضة وعلى أي أساس ستقوم، ولفتت إلى أن الدبلوماسية السورية فهمت مهمة عنان على أنها ستستند إلى مبدأ الوساطة السياسية المحايدة وأن انان لن يأتِ إلى دمشق حاملاً سلة مطالب واشتراطات وسيأتي دون مبادرة مسبة أو خطة عمل محددة بحيث سيلتقي القيادة السورية ويفهم وجهة نظرها وهواجسها وموقفها الميداني كما سيتعرف على تفاصيل الأزمة السورية ومفرداتها الميدانية أيضاً وبعد ذلك سيلتقي بالمعارضة والمسؤولين الأممين وفي مقدمته بان كي مون وكذلك بأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي.
المصادر أشارت إلى أن السلطات السورية مستعدة للتعاون مع كوفي انان ونائبه عن الجانب العربي الوزير الفلسطيني ناصر القدوة لكنها تتوقع أن لا تكون مهمة كوفي انان قصير أوسهلة نظراً لتعقد المشهد السوري وتداخل العناصر المؤثرة في أزمته داخلياً وخارجياً.
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي موافقة دمشق على استقبال كوفي انان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص لسورية وأنه سيسافر إلى سورية في العاشر آذار في أول زيارة له منذ توليه المنصب، وقال العربي للصحفيين في مقر الجامعة بالقاهرة إن كوفي انان أبلغه إنه سيصل إلى سورية في العاشر من آذار وإنه سيصل الى القاهرة في السابع من الجاري. وكان جهاد مقدسي الناطق باسم الخارجية السورية في وقت سابق أن سورية ستستوضح مهمة كوفي انان وطبيعتا قبل أن توافق على استقباله مبعوثاً شخصياً للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان وللأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
ومن رام الله اكدت مصادر فلسطينية رسمية الاثنين تعيين الدكتور ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لفتح نائبا لمبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، كوفي عنان.
ومن جانبه عبر القدوة عن أمله بإنجاح هذه المهمة التي قبلها كنائب لكوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسورية.
وقال القدوة في تصريحات صحافية بالقاهرة، إن المهمة صعبة للغاية مؤكدا أن سورية ومستقبل شعبها هي قضية في غاية الأهمية ولهذا قبلت هذا المنصب للعمل مع المبعوث المشترك لبذل مساعٍ حميدة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
بعد أحداث حمص.. توقعات بحرب في سورية على غرار حرب البوسنة
بيروت – من سامية نخول: لا يعتقد كثير من المراقبين للصراع في سورية أن الانتفاضة التي بدأت منذ قرابة عام انتهت لكنهم لا يعتقدون ايضا أن الرئيس بشار الأسد قادر على استغلال حصار حمص كنقطة انطلاق لاستعادة السيطرة الكاملة على البلاد.
واقتحمت القوات السورية أطلال بابا عمرو معقل المعارضة في حمص التي استسلمت بعد شهر من القصف بالمدفعية والدبابات وسط مزاعم الموالين بأن الأسد قصم ظهر حملة إرهابية ضد حكومته يدعمها الغرب.
لكن بعض الخبراء يعتقدون أن وحشية السلطات ستؤدي الى حرب شاملة على غرار حرب البوسنة علاوة على المزيد من عسكرة الصراع الذي بدأ كانتفاضة مدنية استلهمت أحداثها من ثورتي مصر وتونس.
وقال نبيل بومنصف الكاتب بجريدة النهار اللبنانية إن النظام السوري فاز بمعركة في حرب لكنه لا يضمن الفوز. وأضاف أن الجيش السوري احتاج شهرا ليحاصر حي بابا عمرو ويتمكن من دخوله وهذا لا يمثل انتصارا عسكريا كاسحا.
ومضى يقول إن المعارضة ستستمر ولن تهدأ او تسامح او تدير ظهرها.
كان واضحا دوما أن القوات الموالية المتفوقة ستتمكن من هزيمة الجيش السوري الحر المزود بأسلحة خفيفة ويتكون من منشقين عن الجيش ومعارضين حملوا السلاح. وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان ونشطاء إن ما بين 700 والف مدني ربما لاقوا حتفهم في بابا عمرو وهو اكبر عدد من القتلى يسقط في منطقة واحدة خلال الصراع.
وقال بيتر هارلينج المتخصص في الشأن السوري بالمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات ‘تتوقع أن يستعيد النظام حيا صغيرا مثل بابا عمرو بعد عدة أسابيع من القصف العنيف… هذه ليست نقطة تحول في الثورة إنه تطور آخر. المتمردون سيحاولون الحصول على أسلحة أثقل ومساعدة من الخارج’.
وتقول سارة ليا ويتسون مديرة قسم الشرق الاوسط بمنظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ لحقوق الانسان إن الاستخدام المتواصل للقوة ضد بابا عمرو ‘وتسوية الحي بالأرض على سكانه’ لن ينهيا الانتفاضة على الأرجح بل في الأغلب سيزيدان المجتمع السوري تشددا.
وقال سلمان شيخ من مركز بروكنجز الدوحة ‘لا أعتقد أن إظهار أثر الدمار الذي ألحقوه ببابا عمرو سيقضي بالضرورة على الانتفاضة’.
وأضاف ‘الانتفاضات ستكون في مئات المواقع في الأيام القادمة. هذه ليست مجرد معركة مع الاخوان المسلمين او اي مجموعة.. هذه معركة الآن مع شعب سورية’.
وفي حين أن الأسد يقول دائما إن القوات الحكومية تحمي المجتمعات المحلية من عصابات مسلحة وإرهابيين من الإسلاميين المتشددين فإنها في حقيقة الأمر تنزل عقابا جماعيا بالمناطق التي ساندت الانتفاضة.
وقال هارلينغ من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات ‘لنأخذ بابا عمرو على سبيل المثال… ماذا فعل النظام للمدنيين هناك؟ لم يبذل اي جهد جاد لحماية الناس. عاقبهم جماعيا وهذا سيزيد الناس تشددا’.
ومن غير المرجح أن يغير اي من الطرفين استراتيجيته. ستستخدم الحكومة القوة العسكرية لإجبار المعارضة على الرضوخ اما الجيش السوري الحر الذي يعتمد حتى الآن على أسلحة مهربة فسيبحث عن مصادر خارجية للأسلحة الثقيلة والتمويل والمقاتلين.
ومن الأساليب التي قد يستخدمها المعارضون الهجمات الانتحارية على رموز حكومية كتلك التي نفذها تنظيم القاعدة بالعراق.
وأفادت تقارير بانضمام مقاتلين إسلاميين عرب الى المعارضين في بابا عمرو ومعاقل أخرى وبأن المزيد قد يفدون.
من جانبها فإن عائلة الأسد خاصة ماهر الاسد شقيق بشار الأصغر والقائد العسكري تعتبر قادرة على شن حملة اخرى كتلك التي شهدتها حمص او حتى مذبحة كمذبحة حماة حين قتلت القوات الموالية للرئيس الراحل حافظ الأسد وشقيقه رفعت ما يصل الى 20 الف شخص لإخماد انتفاضة إسلامية مسلحة عام 1982 .
وقال شيخ ‘الابن والاخ فعلا ما فعله الاب والاخ في حماة. يتبعان نفس قواعد اللعبة. ماذا سيكون تأثير هذا على المحتجين أنفسهم؟ لا أعتقد انهم سيروعون’.
وأضاف ‘اذا عومل الناس بهذه الطريقة فإن المزيد والمزيد سيحملون السلاح’.
وعلى الرغم من عسكرة الصراع وتراجع سلطة الدولة فإن الأسد يحتفظ بولاء الجيش والمؤسسة السياسية والعسكرية ومن غير المرجح الإطاحة به على المدى القريب.
وقال أيهم كامل المحلل بمجموعة أوراسيا لاستشارات المخاطر السياسية ‘الصراع يتحول الى حرب أهلية. النظام والمعارضة لديهما قوات كافية لخوض مواجهة مسلحة. من المرجح أن تصبح جماعات المعارضة أقوى فيما توفر دول الخليج خاصة قطر والسعودية المزيد من الأسلحة والدعم اللوجيستي’.
ويرجح أن تتزايد الانشقاقات عن الجيش لكن لا توجد مؤشرات على انقسام في القيادة العسكرية كما أن المعارضة مازالت منقسمة وغير فعالة.
ولم يستطع المجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية تقديم قيادة قوية او وضع استراتيجية لإسقاط عائلة الأسد او إنشاء إدارة انتقالية لعصر ما بعد الأسد.
وقال كامل إن الدعم الروسي الذي يحول دون التنديد بسورية في مجلس الأمن الدولي ويحافظ على تدفق الأسلحة على دمشق يمثل مؤشرا للنخبة في النظام على أن الأسد مازال قابلا للاستمرار مما يقلل احتمال حدوث انقسامات.
لكن عدد الوحدات المخلصة التي يستطيع الأسد الاعتماد عليها يقتصر على الفرقة الرابعة المدرعة والحرس الجمهوري ويتألفان من العلويين ويقودهما ماهر الأسد. اما بقية الجيش فيقوده علويون وموالون لكن جنود الجيش من السنة ويظهر تزايد اعداد المنشقين أن السلطات لا تستطيع الاعتماد عليهم في مواجهة المعارضة السنية.
ويعتبر الحل السياسي مستحيلا.. فإصلاحات الأسد تلقى انتقادات حتى الآن باعتبارها سطحية وغير كافية وتجيء بعد فوات الأوان.
ونظرا لاستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لمنع أي قرارات ضد سورية في مجلس الأمن فإن الصراع يمكن أن يطول ويتخذ منحى مروعا مثل البوسنة فينجر اليه المجتمع الدولي في نهاية المطاف.
وقال شيخ ‘أشعر أننا نسلك طريقا يقودنا فيه هذا الصراع الى جحيم سيدوم طويلا. سيجر هذا المجتمع الدولي بصورة اكبر كثيرا. يبدو لي هذا إلى حد ما مثل البوسنة حيث استغرق الامر سنوات’.
وأشعل الصراع مجددا عداء تاريخيا بين السنة والشيعة الذين ينتمي لهم العلويون كما أثار مخاوف لدى البعض من أن يسيطر إسلاميون سنة على الحكم مما يميل كفة الميزان في نهاية المطاف ضد الأسد وحلفائه في ايران وحزب الله اللبناني.
وقال زعيم شيعي لبناني يرتبط بصلات قوية مع دمشق ‘لا سورية بعد الأسد… هناك نظام راسخ وزعيم راسخ. من هو بديل للأسد؟ نحن نتجه الى المجهول والمعارضة غير فعالة’.
الصين تطرح خطة وروسيا تحاور العرب وقمة سعودية ـــ قـــطرية تبحث سوريا
عززت روسيا والصين جهودهما الدبلوماسية بشأن سوريا بالتزامن مع مشروع قرار أميركي جديد في مجلس الأمن، في وقت تستقبل فيه دمشق عدة مسؤولين أمميين على دفعات هذا الشهر، مع حديث عن مبادرة صينية لحل الأزمة
في أول ردّ فعل روسي تجاه الحراك الغربي ـــ العربي المستجد في مجلس الأمن الدولي، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أمس، أن المشروع الأميركي الجديد لقرار مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا لا يختلف كثيراً عن المشروع الذي رفضته روسيا والصين سابقاً. وقال غاتيلوف، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «المشروع الأميركي الجديد لقرار مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا هو نسخة معدّلة قليلاً للمشروع الذي رُفض من خلال استخدام حق النقض (الفيتو)، وهو بحاجة إلى توازن كبير».
وكانت فرنسا قد أعلنت أن مجلس الأمن الدولي سيبدأ اليوم العمل بشأن قرار مقترح لوقف العنف في سوريا، وتمكين وصول مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري. ودعا وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه الرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين إلى «مراجعة السياسة الروسية حيال سوريا».
وقال جوبيه، في مؤتمر صحافي في بوردو، «روسيا عزلت نفسها بالكامل عن بقية المجتمع الدولي»، و«الصين بدأت تطرح بضعة أسئلة على نفسها» بشأن «مدى صحة موقفها». وأضاف «إذا تمكنّا سريعاً من إصدار قرار في مجلس الأمن (الدولي) يعطي أمراً دولياً لنظام دمشق بوقف العنف والسماح بإيصال المساعدة الإنسانية وتطبيق خطة الجامعة العربية، فهذا سيكون تقدماً ملحوظاً. الأمر ليس مستحيلاً، سنعمل عليه في الأيام المقبلة».
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا، كوفي أنان، سيتوجه إلى دمشق في العاشر من آذار، في أول زيارة له منذ تعيينه في المنصب. وأعلن العربي تعيين وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق ناصر القدوة نائباً لموفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا. وأكد أنه جرى اختيار القدوة لهذه المهمة «بصورة مشتركة» بينه وبين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وبالتشاور مع أنان.
وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه سيشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة السبت المقبل، لبحث الوضع في سوريا. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة «أعتقد أن اجتماعنا يمكن أن يتمخّض عن أساس مثير للاهتمام بدرجة كبيرة، وسنروّج له في صورة دولية أوسع». وتابع أن روسيا والجامعة العربية تشتركان في أهداف أساسية بشأن سوريا، لكنه انتقد الدعوات الغربية والعربية لموسكو كي تضغط على حكومة الرئيس بشار الأسد.
في هذا الوقت، قالت وزارة الخارجية الصينية إن لي هوا شين سفير الصين السابق لدى سوريا سيزور دمشق اليوم لبحث خطة صينية من ست نقاط. وقال ليو وي مين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، «على الرغم من أن الظروف بالغة التعقيد والموقف ما زال متوتراً، ما زالت الصين ترى أن الحل السياسي هو المخرج الأساسي من الأزمة السورية». وبخصوص الشكل المحتمل لأي مساعدة إنسانية للسوريين، ذكّر ليو بأن الصين تعارض «أي تدخل أجنبي في سوريا بذريعة إنسانية».
وفي السياق، قالت فاليري آموس، مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أمس، إن الحكومة السورية سمحت لها بزيارة البلاد في وقت لاحق هذا الأسبوع. وقالت، في بيان، «هدفي مثلما طلب الأمين العام (للأمم المتحدة بان كي مون) هو حثّ جميع الأطراف على السماح بدخول عمال الإغاثة الإنسانية من دون أي معوقات حتى يتمكنوا من إجلاء الجرحى وتقديم الإمدادات الضرورية». وأضافت أنها تعتزم زيارة سوريا من الأربعاء إلى الجمعة. ولم يعرف على الفور إن كانت السلطات السورية ستسمح لآموس بزيارة تلك المناطق بلا قيود كما طالبت. وقالت وسائل الإعلام الحكومية السورية إن آموس ستجتمع مع وزير الخارجية السوري ورئيس الهلال الأحمر العربي السوري، وإنها ستزور عدة مناطق في سوريا، لكنها لم تحدد تلك المناطق.
كذلك أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، في براغ، أن على روسيا «أن تقرّ بضرورة قيام نظام جديد» في سوريا.
بدورها، أعربت الولايات المتحدة أمس عن أملها بأن تتبنّى موسكو «نظرة جديدة» حيال الوضع في سوريا، إثر إجراء الانتخابات الرئاسية في روسيا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «نأمل بنظرة جديدة (من جانب روسيا) حيال المأساة في سوريا، بعد انتهاء الانتخابات»، وخصوصاً أن روسيا لا تزال ترفض أي تدخل في الشأن الداخلي السوري.
وفي موقف لافت، قال السناتور الجمهوري الأميركي جون ماكين إن الولايات المتحدة يجب أن تقود جهوداً دولية لحماية المراكز السكانية الأساسية في سوريا عن طريق شنّ هجمات جوية على القوات الحكومية السورية. وقال، في تصريحات في مجلس الشيوخ، «ينبغي أن يكون الهدف النهائي للغارات الجوية هو إقامة مناطق آمنة في سوريا، ولا سيما في الشمال، والدفاع عنها بحيث يمكن قوات المعارضة في هذه المناطق أن تنظم نفسها وتخطط لأنشطتها السياسية والعسكرية ضد الرئيس السوري.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده تؤدي دوراً طليعياً في المساعدة على بناء تحالف دولي حيال الأوضاع في سوريا، وضمان استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوضع حدّ فوري للعنف فيها. وقال كاميرون، في بيان أمام مجلس العموم (البرلمان)، إن التحالف الدولي «يهدف إلى تحقيق ثلاثة أشياء، أوّلها ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الناس الذين يعانون في سوريا، وثانيها محاسبة مرتكبي المذابح المرعبة أمام العدالة، وثالثها العمل على إطلاق عملية للتحول السياسي لإنهاء أعمال العنف».
عربياً، عقد الملك السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، مساء أمس، جلسة مباحثات مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، الذي غادر المملكة على الفور، بحثا خلالها الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، وخاصة الوضع في سوريا. وكان عبد الله قد ترأس مجلس الوزراء السعودي، وصدر عن الاجتماع بيان دعا مجلس الأمن الدولي إلى ممارسة مسؤولياته لوقف العنف في سوريا.
(الأخبار، سانا، روتيرز، أ ف ب، يو بي آي)
الجيش السوري يحاصر الرستن وينتشر في درعا
انتشرت القوات السورية في أنحاء مدينة درعا أمس وواصلت عمليات «التنظيف» في حمص، حيث لا يزال الصليب الأحمر يسعى إلى دخول حي بابا عمرو
دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو سوريا إلى التعاون التام مع الوكالة، في ما يخص المسائل العالقة المرتبطة بموقع «دير الزور» الذي تشتبه الوكالة في أنه كان نووياً. وقال أمانو، في كلمة أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أمس، إن تقريراً له في حزيران الفائت أشار إلى نتيجة توصلت إليها الوكالة أن مبنىً دُمّر بقصف إسرائيلي في موقع دير الزور كان على الأرجح يحتوي على مفاعل نووي. وأضاف أمانو أنه تلقّى من سوريا في 20 شباط الفائت رداً على رسالة وجهها لها في تشرين الثاني 2011، دعاها فيها إلى معالجة المسائل التي لا تزال عالقة بشأن التطبيق الكامل لاتفاق الضمانات المعقود بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي، رداً طلبت فيه دمشق تفهّماً «للظروف الصعبة والوضع الحساس الذي تمر به».
وتعهّدت سوريا بمواصلة التعاون مع الوكالة لحل المسائل العالقة. وقال أمانو إن الوكالة الدولية تواصل السعي للدخول إلى مواقع أخرى تعتقد أنها تتعلق عملياً بموقع دير الزور.
وأضاف «أحثّ سوريا على التعاون التام مع الوكالة في ما يخصّ المسائل العالقة المتعلقة بموقع دير الزور ومواقع أخرى».
ميدانياً، انتشرت القوات السورية في أنحاء مدينة درعا أمس، بعد اشتباكات دارت هناك، وواصلت عمليات «التنظيف» في حمص، حيث لا يزال الصليب الأحمر يسعى إلى دخول حي بابا عمرو. في هذا الوقت، تجدد الضغط أمس على مدينة الرستن في محافظة حمص، التي انسحبت منها قوات النظام قبل أسابيع، والتي تتعرض منذ ذلك الوقت لقصف مدفعي وصاروخي شبه يومي.
وقال ساكن في درعا إن مئات من الجنود ورجال الأمن انتشروا في المدينة على نطاق لم يشاهد منذ شهور. وأضاف أن الحملة أعقبت هجمات على نقاط تفتيش أمنية في وسط المدينة، كانت أيضاً الأشد كثافة منذ شهور. وقال الساكن إن شخصاً واحداً على الأقل قتل. وصعّدت المجموعات المسلحة من هجمات الكر والفر في أنحاء سوريا في الأيام القليلة الماضية لإظهار تحدّيها، بعد اقتحام الجيش لحي بابا عمرو في حمص.
وفي محافظة دير الزور، قال نشطاء معارضون إن انفجاراً وقع في خط أنابيب نفطي قرب بلدة القورية في المحافظة الواقعة شرق سوريا أمس، في حين بدأت القوات السورية عملية عسكرية في المنطقة.
ولا تزال اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري يسعيان للحصول على موافقة السلطات على دخول بابا عمرو لمساعدة المدنيين هناك. وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة إن فرقاً من الوكالتين وزعت طعاماً وأغطية على مدنيين، بينهم أسر فرّت من بابا عمر إلى حيين آخرين في حمص.
وأضاف من جنيف أن قافلة تابعة للصليب الأحمر تحمل أغذية «لعدة آلاف من الأشخاص» وإمدادات إغاثة أخرى وصلت أيضاً إلى حمص آتية من دمشق، وهي الثانية في أقل من أسبوع.
بدوره أفاد المتحدث باسم اللجنة من دمشق، صالح دباكة، أن «اللجنة بدأت اليوم توزيع المساعدات في حي الإنشاءات». وأشار دباكة إلى أن اللجنة لم تتمكن بعد من دخول حي بابا عمرو، وأن «المفاوضات لا تزال جارية لدخوله».
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء سانا أن السلطات بدأت إزالة «آثار الخراب والدمار التي خلّفتها المجموعات الإرهابية المسلحة في حيّي الإنشاءات وبابا عمرو» أول من أمس الأحد. وقالت إن 16 من أفراد قوات الأمن قتلوا على أيدي مسلحين دفنوا في اليوم نفسه. وأفاد مراسل «الأخبار» عفيف دياب بأن مناطق الحدود اللبنانية ـــ السورية في شمال سهل البقاع شهدت هدوءاً تاماً بعد يوم حافل من الكرّ والفرّ بين الجيش السوري النظامي والجيش السوري الحر، حيث شهدت أطراف بلدات وقرى القصير وجوسة وربلة والنزارية قصفاً بمدفعية الدبابات والأسلحة الرشاشة الثقيلة، طاولت ما يعتقد أنها مواقع وأهداف متحركة للجيش السوري الحر. وقالت مصادر هذا الجيش لـ«الأخبار»، ظهر أمس، إن مدفعية الدبابات استهدفت (أول من أمس) مواقع سابقة لهم في نواحي مدينة القصير الشرقية. ونفت هذه المصادر في اتصال هاتفي معها صحة المعلومات التي تحدثت عن وجود 39 مقاتلاً من الجيش الحر رهن الاعتقال لدى الجيش اللبناني. وتابعت أن الجيش اللبناني أوقف 8 أشخاص مدنيين خلال عملية نزوح الأهالي إلى لبنان نتيجة قصف أول من أمس على أطراف جوسة. وأعربت هذه المصادر عن اعتقادها بأن الجيش السوري الرسمي «قد يقدم على عملية عسكرية واسعة النطاق ضدنا في القصير وأطرافها»، موضحة «أن أكثر من 5 انشقاقات سجّلت (أمس) في صفوف مجموعة من الهجانة (شرطة الحدود)، وأعلنت انضمامها إلى الجيش الحر».
التطورات الأمنية والعسكرية داخل الجانب السوري المتاخم للحدود مع لبنان، استدعت قرارات عسكرية لبنانية اتُّخذت على أعلى المستويات. وقالت معلومات «الأخبار» إن الجيش اللبناني بدأ تعزيز وجوده على طول خط الحدود مع سوريا، واتخاذ إجراءات وقائية تحسباً لأي تطورات عسكرية داخل الأراضي السورية. وقد لوحظ ميدانياً، أمس، انتشار الجيش اللبناني وإقامة نقاط مراقبة جديدة وتعزيز الموجودة سابقاً بالعناصر والعتاد.
(الأخبار، سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)
«القومي» يختفي في إدلب
الحزب العلماني يواجه خطر الاجتثاث ويدفع ضريبة الدم
«الأخبار» في إدلب تطّلع على أوضاع السوريين القوميين، الذين كان شرطهم الوحيد للتصريح، هو عدم ذكر الاسم، خوفاً من انتقام المسلحين الذين «يخطفون ويعذبون ثم يقتلون ويلقون الجثث في البراري». ومن لا يخطف أو يقتل تنهال عليه التهديدات
زياد الرفاعي
سبعة قتلى سقطوا للحزب السوري القومي الاجتماعي في محافظة إدلب، منذ بدء الاحتجاجات فيها في نيسان الماضي، بالترافق مع موجة «تطهير سياسي» تعرّض لها الحزب الذي أغلق مكاتبه، واضطر الكثيرون من أعضائه إلى مغادرة المحافظة، ومن بقي منهم، اضطر إلى إخفاء هويته السياسية وموقفه من الأزمة التي تعصف بالبلاد.
النشاط الحزبي توقف تماماً في المحافظة، لكن القوميين الاجتماعيين مصرون على الحفاظ على دورهم كحزب يعرّف نفسه بالمقاومة والعلمانية ورفض المخططات الأميركية، وهم مستعدون لمرحلة التحدي في نظام تعددي تكون فيه الكلمة الفصل لصناديق الاقتراع والعمل الجماهيري.
الحزب السوري القومي الاجتماعي هو آخر الأحزاب المنضوية في الائتلاف الذي يقوده حزب البعث، انضم في عام 2005 إلى الجبهة الوطنية التقدمية التي تحكم سوريا منذ أربعين عاماً، وحصل بذلك على شرعية العمل العلني وافتتح عشرات المكاتب في مراكز المحافظات، وفي مدن وبلدات كثيرة ينتشر فيها مناصروه، ومكّنه من إصدار صحيفة علنية مرخصة. الانضمام إلى الجبهة قوبل برفض قسم من القوميين الاجتماعيين (جناح الانتفاضة) الذين يقودهم اليوم علي حيدر، والمنضوين في الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير، التي تضمهم مع لجنة وحدة الشيوعيين السوريين الذين أسسوا أخيراً حزب الإرادة الوطنية.
الاعتراضات التي وجهها بعضهم إلى التحالف مع البعث هو أن صيغة الجبهة مقيدة للحزب، وغير مضمونة، ويبرهنون على صحة موقفهم اليوم بمشروع الدستور الجديد الذي أقر أخيراً، والذي لم يعد ينص على الجبهة الوطنية التقدمية التي يقودها حزب البعث.
في خضم عملية أمنية تستهدف المسلحين، تجد المجموعات المسلحة في إدلب القوميين الاجتماعيين هدفاً لها، وتصنفهم حلفاء للسلطة، الأمر الذي يراه القوميون الاجتماعيون نقيضاً لثورة حرية وكرامة، واجتثاثاً لفكر المقاومة والعلمانية، وشداً للمجتمع السوري إلى الوراء، تقف خلفه قوى سياسية خارجية معادية للمقاومة، ومنابر إعلامية تابعة لها.
شهدت إدلب أخيراً وساطات عشائرية ودينية للإفراج عن كوادر للحزب السوري القومي الاجتماعي، بينهم قيادي رفيع المستوى، بعد خطف الجماعات المسلحة لهم. قيادة الحزب رفضت الحديث عن ظروف الخطف، وتحديد الجهات الخاطفة، واكتفت بالقول إن «الخطف جرى على أيدي الجماعات المسلحة التي تواجه الجيش».
مع تصاعد الاحتجاجات في ريف إدلب، أدى قياديون وناشطون في الحزب دوراً في التقريب بين المحتجين والسلطات، وسعى بعضهم إلى الإفراج عن متظاهرين اعتقلوا، وتخفيف الاحتقان، إلا أن هذا الأمر قوبل بسوء فهم من البعض، فاختُطف الكاتب محمد سعيد حمادة وعُذِّب، وهُدِّد بالتصفية، قبل أن تفاجأ معرة النعمان باغتيال مجموعة مسلحة القيادي القومي الدكتور سمير قناطري في صيدليته، وتبين لاحقاً أن القتلة هم من أبناء المعرة نفسها، كان المغدور قد ساعد في إطلاق سراح أقارب لهم، لتتوالى سلسلة الاغتيالات، وتشمل ستة آخرين، فيما يتكتم الحزب عن حصيلة المخطوفين، ومن اعتديَ عليهم، كما روى لـ«الأخبار» مصدر قيادي في الحزب رفض الكشف عن اسمه.
وجِّهتْ إلى الحزب تهمة التعامل مع الأمن، ومحاولة الالتفاف على الثورة، وإبعاد الشباب عنها، الأمر الذي يرفضه المصدر «لكون العلاقة مع السلطات في إحدى قنواتها تمر في أجهزة الأمن، وهذا معروف وعلني في بلد مثل سوريا، بل إن كثيراً من القضايا كان يطلب، محتجو وثوار اليوم، أن نعالجها لهم مع السلطات، فلماذا يتناسون؟».
ويؤكد المصدر أن حزبه «أدى دوراً مهماً في البداية، لمنع أي احتكاك بين المتظاهرين والأمن، وكان حريصاً على عدم إعطاء أي ذريعة لإثارة الناس، الأمر الذي دفع أصابع الفتنة إلى إطلاق النار من مكان معروف على تظاهرة كانت تقطع أوتوستراد حلب ـــــ دمشق، وشرفاء معرة النعمان يعرفون الحقيقة».
تصاعدت الضغوط على الحزب مع إشهار المسلحين لأنفسهم علناً في الشوارع، بعد مرحلة من العمل الخفي، وكثرت الرسائل التي تلقى على أبواب المكاتب الحزبية، ومنازل الكوادر القيادية.
ويتابع المصدر قائلاً إن الحملة على الحزب وصلت إلى ذروة مع تحريض بعض مشايخ الوهابية، ودعاتها في بعض المنابر الدينية على الحزب «الكافر والمعادي للدين والعميل للسلطة وإلى ما هنالك من تهم جاهزة لا تستحق الرد عليها».
عبود عبود، المنفذ العام للحزب في إدلب، قال لـ«الأخبار»: «حاولنا منذ بداية الاحتجاجات أن نؤدي دوراً وطنياً حوارياً، وهذا الأمر أزعج بعض الفئات التي هدفت إلى جر الحراك نحو أجندات أخرى».
التحريض على الحزب، حسب القيادي القومي، «قام به طرفان: تيار المستقبل في لبنان وفضائيات الفتنة. تيار المستقبل أشاع أن حزبنا في لبنان يعطي أسماء المتظاهرين للأمن السوري، وخطف بعضهم وتسليمهم لسوريا، وهذا عارٍ من الصحة ويدخل في باب الثأر من الحزب لدوره المدافع عن المقاومة». ويضيف: «الطرف الثاني، هو فضائيات الفتنة، وما أكثرها، التي حرضت مباشرة على أعضاء حزبنا لتقتلهم و«تطهير إدلب» منهم».
يربط عبود بين المجزرة التي يتعرض لها السوريون القوميون في إدلب ومجزرة حلبا؛ «من نفذوا مجزرة حلبا هم بالضبط من قتلوا سبعة من أعضاء الحزب بدم بارد، ومعظمهم بعد التعذيب والتنكيل، هذا نزوع استئصالي اجتثاثي».
النشاط الحزبي أصيب بالشلل تماماً، وكثيراً ما يجد السوريون القوميون تهديدات على أبواب بيوتهم أو على الشرفات، لم يعد يُرى علم الحزب وزوبعته متدليَّين من شرفة منزل في معرة النعمان، ولم يعد أحد يجرؤ على رفع العلم الوطني على منزله.
ومحافظة إدلب التي يقطنها نحو مليوني نسمة، لا يتجاوز عدد أعضاء السوري القومي فيها 400 عضو، وتخلو بعض مدنها وبلداتها من أي عضو؛ إذ لا منظمة للحزب في قرى وبلدات جبل الزاوية حيث البيئة شديدة التدين، وينظر إلى الحزب فيها على أنه «ملحد وكافر»، فيما التركيز هو في المدن التي كان للحزب فيها حضور تاريخي فيها مثل معرة النعمان وإدلب وجسر الشغور.
يشير عضو حزبي آخر إلى أن «البعض يستغرب أداء كثيرين منا الصلاة في الجوامع باعتبارنا علمانيين، وهذا الجو الذي يحيط بنا انفجر بشكل واسع أخيراً». العضو الذي هُجّر خارج إدلب قال: «نحن حزب علماني، وعلمانيتنا لم تكن موجهة إلى الدين، لكن الفكر الإقصائي التكفيري يريد اجتثاث حزبنا بكل ما يحمله من فكر مقاوم».
عضو آخر اضطر إلى مغادرة قريته قال لـ«الأخبار»: «نعم، هم يكفروننا. والأنكى أن هؤلاء كانوا لفترات طويلة أعضاء في حزب البعث الحاكم، يكفروننا ويتعاملون معنا وكأننا أعداء للدين، وهم متكسبون ومنتفعون من عضويتهم في الحزب الحاكم».
القوميون الاجتماعيون أشاروا إلى أن الكثير من أعضاء الحزب من إدلب أيام العمل السري في سوريا، حاربوا كمقاومين في صفوف جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وهذا للأسف لا يذكر كثيراً اليوم، والبعض لا يرى في الحزب إلا حليفاً لحزب الله، الذي تفتري عليه قنوات الفتنة بالتواطؤ مع جهلة وتصور اعترافات كاذبة لمخطوفين يعترفون بوجود عناصر منه يقتلون المتظاهرين، وهذا الأمر افتراء تقف وراءه دوائر معادية للمقاومة فكراً، لا لحزب الله فقط.
مجموعة عقوبات كندية
فرضت كندا عقوبات جديدة على سوريا أمس، وحظرت جميع التعاملات مع مصرف سوريا المركزي وسبعة وزراء. كذلك تحظر الإجراءات تقديم أي خدمات مالية أو خدمات أخرى ذات صلة إلى أي شخص يقيم في سوريا أو ينوب عنها أو قبول مثل هذه الخدمات منه. وهذه هي سادس مجموعة عقوبات تفرضها كندا على دمشق، وفق ما أعلن وزير الخارجية الكندي جون بيرد (الصورة).
(أ ف ب)
«آر فرانس» تلغي رحلتها إلى دمشق
قالت متحدثة باسم «إير فرانس» إن شركة الطيران الفرنسية ألغت رحلتها إلى دمشق أمس «لأسباب أمنية»، من دون أن تذكر تفاصيل. ولم تتخذ الشركة قراراً بعد بشأن الرحلات الباقية هذا الأسبوع.
(رويترز)
تركيا تتردد في دعوة فرنسا إلى «أصدقاء سوريا 2»
تتردد تركيا في توجيه دعوة إلى فرنسا للمشاركة في قمة مقبلة لأصدقاء سوريا في إسطنبول بسبب موقف باريس من مسألة الأبادة الأرمنية، كما أعلن مصدر دبلوماسي تركي. وقال هذا المصدر، رافضاً كشف هويته: «لم نوجه (بعد) أي دعوة إلى أي دولة، لكننا نتساءل عمّا إذا كنا سندعو فرنسا»، فيما ستستضيف تركيا بحلول نهاية الشهر الاجتماع الثاني لأصدقاء سوريا.
(أ ف ب)
عقوبات أميركية على «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون»
في موقف تصعيدي جديد، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري على القائمة السوداء للعقوبات المفروضة على سوريا. وقالت الوزارة في بيان أمس إنها «حددت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري هدفاً للعقوبات المفروضة على الحكومة في سوريا وفقاً للأمر التنفيذي رقم 13582 الصادر في 17 آب 2011».
(أ ف ب)
روسيا تحذر من مشروع قرار اميركي جديد بشأن سوريا
أ. ف. ب.
موسكو: حذر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ليل الاثنين الثلاثاء من ان روسيا ترى ان مشروع قرار جديد حول سوريا اعدته على ما يبدو الولايات المتحدة “ليس متوازنا”.
وكتب غاتيلوف على حسابه على موقع تويتر ان “مشروع القرار الاميركي الجديد بشأن سوريا في مجلس الامن هو صيغة معدلة بشكل طفيف جدا للنص السابق الذي قوبل بالفيتو. يجب ان يكون النص متوازنا في اساسه”.
وكان دبلوماسيون ذكروا الاسبوع الماضي ان واشنطن تعد مشروع قرار جديد يطالب بدخول مساعدات انسانية الى المدن السورية التي قتل فيها الآلاف.
واذا عرض هذا النص للتصويت فسيكون المحاولة الثالثة للدول الغربية لاستصدار قرار بشأن الازمة السورية بعد محاولتين سابقتين فشلتا بسبب استخدام روسيا والصين في كلتا المرتين حقهما في النقض (الفيتو).
وعبرت واشنطن الاثنين عن املها في ان تولي موسكو اهتمامها لسوريا وان تدفع باتجاه نقل المساعدات الانسانية بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الروسية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند “نأمل في نظرة جديدة (من جانب روسيا) حيال المأساة في سوريا بعد انتهاء الانتخابات”.
واضافت “املنا بعد ان اصبحت الانتخابات وراءهم، في ان ينضموا الينا في عملنا باتجاد تقديم المساعدة الانسانية لاهل حمص وللناس في سوريا”.
أنباء عن اعتقال 13 عسكريا فرنسيا في سوريا
عبدالاله مجيد
القت قوات النظام السوري القبض على ثلاثة عشر عسكريا فرنسيا ، كما افادت صحيفة الديلي ستار اللبنانية لتكون اول منفذ اعلامي معروف يؤكد الشائعات عن وجود قوات غربية على الأرض في سوريا.
ولكن وزارة الخارجية الفرنسية نفت التقرير ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر في الوزارة انه لا يوجد جندي فرنسي واحد في سوريا في حين كانت وزارة الدفاع الفرنسية أقل تحديدا برفضها تأكيد النبأ أو نفيه. كما نفى مصور صحفي هرب مؤخرا من مدينة حمص المحاصرة الأنباء القائلة بأن قوات فرنسية تدخلت لتأمين إجلائه مع ثلاثة مراسلين غربيين آخرين.
ونقلت صحيفة الديلي ستار عن مصدر فلسطيني مؤيد للنظام السوري في دمشق ان الجنود الفرنسيين معتقلون في مستشفى ميداني في حمص. وذهب المصدر الى ان المسؤولين في باريس ودمشق يتفاوضون للتوصل الى اتفاق بشأن هؤلاء المواطنين الفرنسيين.
وجاء نبأ اعتقال الجنود الفرنسيين يوم الاثنين حين وصلت فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر الى اثنين من احياء حمص لتوزيع مواد غذائية وبطانيات على المدنيين بمن فيهم عائلات نازحة من حي بابا عمرو. وما زالت فرق الاغاثة تنتظر موافقة السلطات السورية على دخول حي بابا عمرو نفسه. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هشام حسن ان فرق الاغاثة ما زالت في حي الانشاءات وحي التوزيع الأقرب الى حي بابا عمرو مؤكدا حاجة سكان الحيين الى المساعدة لتأثرهم بأعمال العنف وايوائهم عائلات نازحة من حي بابا عمرو.
كما وصلت قافلة من الصليب الأحمر الدولي تحمل مواد غذائية الى حمص قادمة من دمشق ، وهي الثانية في اقل من اسبوع ، بحسب حسن.
من جهة اخرى افادت تقارير ان المبعوث الدولي الى سوريا كوفي انان سيزور سوريا في 10 آذار/مارس.
ولا يُعرف لماذا كان الجنود الفرنسيون في سوريا ، وليس هناك ما يشير الى انهم كانوا يعملون في وحدة عسكرية أكبر. ولم يتسن تأكيد النبأ من مصدر مستقل.
وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية “نحن ننفي الفكرة القائلة بأن هناك جنودا فرنسيين على الأرض” فيما قال متحدث باسم وزارة الدفاع “ليس لدينا معلومات عن ذلك. ونحن لا نؤكده ولا ننفيه”.
ولم يصدر تعليق من دمشق عن وجود عسكريين فرنسيين على ارض سورية.
وكان الأمين العام لحلف الأطلسي اندريس فوغ راسموسن أكد في شباط/فبراير ان الحلف لا يعتزم التدخل في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا. واوضح راسموسن في حينه ان سوريا “مجتمع مختلف وهو اشد تعقيدا من الناحية الاثنية والسياسية والدينية. ولهذا السبب لا اعتقد بأنه يتعين ايجاد حل اقليمي”.
وما زالت مدينة حمص التي تبعد نحو 32 كلم عن بيروت ساحة معركة استراتيجية تواصل القوات الموالية للرئيس بشار الأسد قصفها بلا هوادة ويواصل المتظاهرون المناوئون للأسد احتجاجاتهم ضد حكمه الاستبدادي.
وكانت الصحفية الفرنسية اديث بوفييه هُربت من سوريا مع ثلاثة آخرين بعد اصابتها في ساقها إثر ما قيل انه هجوم استهدف الصحفيين الغربيين تحديدا. ولم تقل صحيفة الديلي ستار في تقريرها إن كان الجنود الفرنسيون يشاركون في مهمة لإجلاء الصحفيين الذين كانوا محاصرين في بيت آمن طيلة اسبوع بعد القصف الذي اسفر عن مقتل مراسلة صحيفة صندي تايمز ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اولشيك في 22 شباط/فبراير.
ولكن المصور الفرنسي وليام دانييل الذي هُرِّب مع بوفييه نفى في حديث لاذعة انفو الفرنسية أي اتصال مع جنود فرنسيين ، وقال انه لم ير قط جنودا فرنسيين خلال العملية “وكنا مع سوريين من الجيش السوري الحر فقط ، ولهم ندين بهروبنا”.
واضاف دانييل ان الصحفيين لم يكونوا قادرين على الاتصال بأحد من السلطات الفرنسية طيلة الرحلة لعدم وجود خطوط هاتفية أو انترنت أو هواتف فضائية. وأكد ان الصحفيين ما كانوا ليستعملوا الهواتف الفضائية في كل الأحوال لأنها كانت ستمكن قوات النظام السوري من معرفة مكانهم.
واقتصرت جميع التقارير التي تحدثت عن هروب الصحفيين على التنويه بمساعدة الثوار رغم عودة السفير الفرنسي اريك شيفالييه الى دمشق لبحث إجلاء الصحفيين بسلام.
واعلنت فرنسا غلق سفارتها في دمشق يوم الجمعة فيما أجلت بريطانيا موظفي سفارتها قبل ذلك.
كوفي انان يبدأ في سوريا مهمة صعبة لكنها ضرورية
أ. ف. ب.
نيويورك: قال خبراء ودبلوماسيون ان المهمة التي يبدأها كوفي انان الاربعاء تشكل فرصة للتفاوض على وقف لاطلاق النار على الاقل في سوريا بينما تبدو الاسرة الدولية غير قادرة على وقف العنف المستمر منذ حوالى السنة.
ويلتقي موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الاربعاء في القاهرة الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، قبل ان يتوجه السبت الى دمشق للقيام ب “مهمة بالغة الصعوبة (تشكل) وتحديا صعبا”، كما قال.
وقد حدد كوفي انان الخطوط العريضة لمهمته في مؤتمره الصحافي الاول وهي السعي الى وقف الصدامات والمعارك وعمليات القصف التي اسفرت عن 7500 قتيل على الاقل والعمل على ادخال المساعدة الانسانية” و”ايجاد حل سلمي مع السوريين يحترم تطلعاتهم ويؤمن الاستقرار في البلاد”.
وذكرت مجموعة الازمات الدولية (انترناشونال كرايزس غروب) ان “فرصه بالنجاح ضئيلة لكنه يمثل اليوم افضل امل” في التوصل الى حل تفاوضي، وهو امل “يجب عدم التفريط به”.
واعتبرت لويز اربور رئيسة هذه المجموعة من الخبراء ان “كل يوم من اعمال العنف وكل ضحية جديدة يؤخر امكانية التوصل الى تسوية سياسية”.
واوجز سفير غربي المسألة بقوله “حتى لو ان فرص النجاح تبلغ خمسة في المائة، من الضروري ان نقوم بالمحاولة”.
ويملك كوفي انان اوراقا وامكانيات عدة.
فهو الامين العام السابق للامم المتحدة (1997-2006)، ووسيط موهوب اتخذ مواقف انتقد بها حرب الخليج وتدخل حلف شمال الاطلسي في ليبيا. وقد اكسبته هذه المواقف صفة محاور نزيه حتى من قبل حلفاء دمشق.
وقال السفير الايراني في الامم المتحدة محمد خزاعي الذي التقاه في نيويورك، انه دهش “بتصميمه الكبير على معالجة الملف السوري معالجة مستقلة ومن دون مواقف مسبقة”.
واضاف “نظرا لفهمه الدقيق للمشاكل وشخصيته القوية المحترمة، نعتقد ان انان يستطيع الاضطلاع بدور فعال”.
وقال ريتشارد غاون من جامعة نيويورك ان “انان هو افضل من يسعى الى تأمين الحماية للمدنيين في سوريا لأنه ابدى شكوكا حول ليبيا”.
لكنه اضاف ان مشكلته هي انه يمثل في الوقت نفسه الامم المتحدة والجامعة العربية، المقسومتين بين فريق يدعو الى التدخل (السعودية وقطر) وآخر يدعو الى التريث.
واكد دبلوماسي غربي ان “الروس هم الذين يمسكون بمفتاح” نجاح مهمة كوفي انان. وتساءل “هل سيبتعدون عنه ام سيتعاملون معه كما نتعامل نحن معه، اي باعتباره افضل فرصة لكسر حلقة العنف؟”.
وغداة انتخاب فلاديمير بوتين، حض الاوروبيون والاميركيون موسكو على اعادة النظر في دعمها الثابت لبشار الاسد.
لكن اقدام موسكو وبكين على ارسال مبعوثين الى الشرق الاوسط، هما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى القاهرة، والسفير الصيني السابق في دمشق، اثار الشكوك.
وقال كوفي انان ايضا ان “لمن الاهمية القصوى الا يكون هناك سوى وساطة واحدة”.
لكن دبلوماسيا علق على هذا الوضع بالقول ان المهم هو ان “الروس والصينيين بعثا بالرسالة الجيدة” الى الرئيس السوري.
من وجهة نظير تكتيكية، يقول مايكل وحيد حنا من مؤسسة “سنتشري فاونديشن” ان من مصلحة كوفي انان البدء بالجانب الانساني من مهمته، اي “التفاوض على وقف لاطلاق النار او على الاقل على هدنة تتيح وصول المساعدة الانسانية، ثم اقامة وجود دائم في (سوريا) واختيار فريق لاجراء عمليات تقويم”.
واضاف “من المبكر الحديث عن عملية انتقالية سياسية تلي خطة الجامعة العربية، فالنظام غير موافق والمعارضة ليست مستعجلة” للتفاوض بعد قمع قاس مستمر منذ اشهر.
القوات السورية تقصف جسرا لعبور الجرحى واللاجئين الى لبنان
أ. ف. ب.
بيروت: قصفت القوات السورية اليوم الثلاثاء جسرا يستخدمه الجرحى واللاجئون للعبور الى لبنان، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وكالة فرانس برس.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان القوات السورية “قصفت جسرا يمر عليه كل الجرحى في طريقهم الى لبنان قرب مدينة القصير (محافظة حمص) وهو قريب جدا من الحدود اللبنانية”.
اردوغان يدعو الى فتح ممرات انسانية “فورا” في سوريا
من جهة أخرى دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء النظام السوري الى فتح “فوري” لممرات انسانية للمدنيين من ضحايا العنف في هذا البلد المجاور.
وقال اردوغان في البرلمان امام نواب حزب العدالة والتنمية المنبثق من التيار الاسلامي ان “الممرات لنقل المساعدة الانسانية يجب ان تفتح فورا”.
ودعا الاسرة الدولية الى ممارسة ضغوط على دمشق في هذا الشأن.
سوريا: حراك دبلوماسي.. والسعودية تدعو إلى العودة لمجلس الأمن
الاشتباكات بين قوات الأمن والجيش الحر تتوسع لتشمل دمشق ودرعا.. واستمرار المظاهرات في جامعة حلب * أنان والقدوة إلى دمشق
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح وكارولين عاكوم واشنطن: محمد علي صالح ـ الرياض: «الشرق الأوسط»
استمر أمس الحراك الدبلوماسي العربي والدولي لوقف المجازر في سوريا، وجدد مجلس الوزراء السعودي تأكيد الرياض على دعوة مجلس الأمن الدولي إلى «ممارسة دوره القانوني، وتحمل مسؤولياته الأخلاقية، بالمبادرة إلى الدعوة لوقف العنف في سوريا، ووضع حد لإراقة دماء الشعب السوري الشقيق، والعمل على إيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى المدنيين المتضررين».
من جهة أخرى، أعلن الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن موافقة دمشق على استقبال كوفي أنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة السورية، في دمشق، وأنه من المنتظر أن يتوجه إلى هناك يوم 10 مارس (آذار) برفقة نائبه الدكتور ناصر القدوة، وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق. وبينما أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إلى لقاء سيعقد بين روسيا ووزراء الخارجية العرب، على هامش اجتماعهم في القاهرة في 10 مارس لبحث الأزمة السورية، أكد السفير الصيني في القاهرة أنه سوف يشارك في الاجتماعات.
وبينما حظرت وزارة الخزانة الأميركية أمس على الأميركيين التعامل مع محطات الإذاعة والتلفزيون المملوكة للدولة في سوريا، قائلة إنها تدعم قمع الحكومة السورية لشعبها، حظرت كندا جميع التعاملات مع مصرف سوريا المركزي و7 وزراء في إطار حملة لوقف قمع الاحتجاجات في سوريا. كما أعلنت شركة الطيران الفرنسية «إير فرانس» أمس عن إلغاء رحلتها إلى العاصمة السورية ذهابا وإيابا.
وميدانيا، توسعت دائرة الاشتباكات بين قوات الأمن و«الجيش السوري الحر» لتشمل دمشق ودرعا، وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط 13 قتيلا بنيران القوات السورية حتى مساء أمس، فيما فرقت قوات الأمن مظاهرة طلابية في جامعة حلب، واعتقلت 3 من المتظاهرين.
الاشتباكات تتوسع بين قوات الأمن و«الجيش الحر» لتشمل دمشق ودرعا
بعد الهجوم على مقر للمخابرات بريف دمشق
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
تستمر القوات السورية في حملاتها الأمنية الواسعة في مختلف أنحاء البلاد، فمن حمص التي تتعرض مناطقها لأعنف هجوم مع فرار المئات إلى الحدود اللبنانية، انتقالا إلى درعا التي شهدت قتالا عنيفا ليل الأحد الاثنين بين القوات النظامية والجيش الحر، والذي أعلن عن شن هجمات على حواجز الجيش في المدينة.. فيما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط 13 قتيلا بنيران القوات السورية حتى مساء أمس.
في هذا الوقت، أعلن ناشطون أن الجيش السوري الحر كثف هجماته على أهداف موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في جنوب سوريا وشمالها وشرقها في الأيام القليلة الماضية لتخفيف الضغط عن مدينة حمص المحاصرة. وأعلن «السوري الحر» أنه هاجم ليل الأحد الاثنين مقرا للمخابرات في مدينة حرستا بريف دمشق، فيما اندلعت اشتباكات مع الجيش السوري في عدة مناطق من البلاد.. وبث ناشطون صورا على الإنترنت قالوا إنها تظهر جانبا من الهجوم الذي جرى في عملية مشتركة لعناصر الجيش الحر بكل من دمشق وريفها.
وقال ناشطون ليل أول من أمس الأحد إن الجيش الحر هاجم مقر المخابرات الجوية في حرستا والواقع عند مدخل مدينة دمشق، وإن الهجوم تم بعملية مشتركة ومن أربعة محاور، حيث تم قصف المقر بعشر قذائف من أسلحة متوسطة.
وقال أحد الناشطين من درعا إن الجيش السوري الحر هاجم عدة نقاط تفتيش وتحصينات في الشوارع في وقت واحد، وإن الدبابات ترد بإطلاق قذائف مضادة للطائرات على الأحياء السكنية، كما يقوم قناصة الجيش بإطلاق النار على أي شيء يتحرك.
وأضاف الناشطون أن عددا من عناصر الأمن قتلوا في العملية، كما بثوا فيديو يظهر المقر الأمني أثناء الليل ويسمع فيه صوت إطلاق القذائف.. وبدورها أكدت تنسيقية حرستا «استهداف مبنى المخابرات الجوية بحرستا بـ7 قذائف هاون و3 قذائف آربي جي»، وذلك رغم الجدار الإسمنتي الذي تمت تعليته حول المقر مؤخرا، وقالت التنسيقية إن الهجوم جاء ردا على «احتلال المدينة منذ أربعين يوما وقطع الاتصالات عنها والحملات الأمنية الشرسة بحرستا والريف».
يشار إلى أن ناشطين يتهمون جهاز المخابرات الجوية بتولي عمليات قمع الاحتجاجات في ريف دمشق، ويضم مقره في حرستا معتقلين بارزين وناشطين وسجناء سياسيين.. كما يشك معارضون في أن «العمليات العسكرية تدار في هذا المقر بمساعدة خبراء إيرانيين وروس».
ووصلت إلى حرستا صباح أمس تعزيزات عسكرية، لتضاف إلى القوات المنتشرة ضمن المدينة منذ ما يزيد عن الشهر. وقد شهدت الحواجز الموجودة ضمن المدينة وتلك المحيطة بها تشديدا كبيرا في تفتيش السيارات والمارة منذ ساعات الصباح الباكر، مع تنفيذ العديد من عمليات الدهم والاعتقال التي طالت عددا من شباب المدينة، ترافق كل ذلك مع إطلاق نار متفرق بين الحين والآخر من جهات متعددة من المدينة.
وفي هذا السياق، أكد ناشطون أن قتالا عنيفا اندلع ليل الأحد الاثنين بين قوات مدرعة من الجيش والجيش الحر في درعا، وأضافوا أن قوات الأمن اقتحمت منطقة يبرود في ريف دمشق بأرتال من الدبابات، وأن انفجارات دوّت في أنحاء متفرقة منها.
وأشار الناشطون إلى تعرُض مناطق عدة في إدلب ودرعا وحي القابون في دمشق لحملات دهم واعتقال. وتحدثوا عن اشتباكات بين الجيش السوري والجيش الحر في محيط جوبر بدمشق وحي الجورة بدير الزور.
وبالأمس، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل سوريين في درعا (جنوب سوريا)، فيما تجدد القصف العنيف على مدينة الرستن في ريف حمص (وسط)، وأوضح المرصد «أنَّ آليات للقوات النظامية السورية التي تحاصر المدينة جددت قصفها عليها»، مؤكدا أن «القوات النظامية السورية تواصل منذ صباح الأمس حملة مداهمات واعتقالات في حي جوبر المجاور لحي بابا عمرو في حمص الذي سيطرت عليه قبل أيام».
وفي ريف دمشق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت مدينة يبرود صباح يوم أمس». وأشارت لجان التنسيق المحلية في بيان إلى أن «عملية الاقتحام ترافقت مع قصف على المدينة التي تبعد نحو أربعين كيلومترا عن العاصمة، وإلى انقطاع تام للاتصالات».
وأوضح الناطق باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي لوكالة الصحافة الفرنسية أن «قوة عسكرية كبيرة اقتحمت مدينة يبرود من كل الجهات»، مشيرا إلى وجود «الكثير من المجندين في المدينة الذين تخلفوا عن الالتحاق بالخدمة، وعسكريين في الجيش لجأوا إليها بعد الانشقاق لأنها كانت تعد آمنة نسبيا». وفي مضايا القريبة من الزبداني أعلن عن مقتل ثمانية أشخاص، ستة منهم من عائلة عفلق.. وقال ناشطون إنه تمت تصفيتهم على أيدي قوات الأمن بعد اعتقالهم أثناء الحملة الأخيرة التي شنتها قوات الأمن في المدينة مؤخرا.
وبالتزامن، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن التزام أهالي دوما (ريف دمشق) بالإضراب العام الذي شمل جميع المحال التجارية في المدينة مترافقا مع إغلاق بعض الطرقات من قبل المتظاهرين وسط استنفار امني في جميع الحواجز المحيطة بالمدينة.. وقال ناشطون إن الإضراب العام استمر لليوم الثاني احتجاجا على احتجاز جثامين تسعة أشخاص قتلوا برصاص الأمن أثناء تفريق مظاهرات خرجت يوم الجمعة الماضية.
وفي مدينة الهامة تم تشييع امرأة قتلت في منزلها برصاص قوات الأمن أثناء اقتحام لمدينة الهامة مساء الأحد وإطلاق النار بشكل عشوائي. وفي حي وادي المشاريع بتدمر قامت قوات الأمن والشبيحة بمداهمة المنازل مع حملة اعتقالات واسعة، مع ضرب وإهانة المعتقلين أمام الأهالي.
ومن حمص، أوضح الناشط أبو يزن الحمصي أن «المداهمات استهدفت بالأمس حي السلطانية»، لافتا إلى أن «عائلات من بابا عمرو تقيم حاليا في هذين الحيين». وإذ أشار إلى أن «كل شاب فوق 14 عاما مرشح للاعتقال»، قال الحمصي: «إن أحدا من الذين اعتقلوا خلال الأيام الماضية لم يخرج بعد»، لافتا إلى أن «قوات النظام التي دخلت بابا عمرو تعمل على فتح الطرق وتنظيفها، بعد أن تسبب انهيار أبنية ومنازل نتيجة القصف على مدى شهر تقريبا إلى محو معالم الشوارع».
وفي الإطار عينه، ذكر ناشطون أن الأمن السوري يشن حملة اعتقالات واسعة في حي بابا عمرو بحمص، وأضافوا أنهم يقومون بحرائق مفتعلة في هذا الحي للتغطية على «الجرائم» التي تقوم بها هذه القوات في الحي.
من جانب آخر ما يزال ريف محافظة حماه ملتهبا، حيث تمت محاصرة بلدة حلفايا من جميع الجهات بعد تعرضها للقصف العنيف لأربعة أيام متواصلة، من قبل الجيش النظامي. ويوم أمس قال ناشطون إن قوات الأمن والشبيحة اقتحمت البلدة وقسمتها إلى قطاعات مع تفتيشها بدقة في حملة مداهمات واعتقالات شرسة، ترافقت مع عمليات نهب وحرق للمنازل.. حيث تم حرق ما لا يقل عن أربعة منازل حتى نهار يوم أمس.
كما انسحبت قوات الجيش إلى منطقة الجلمة ومن ثم إلى قرية تل ملح حيث نصبت الحواجز على الطرقات في ريف حماه، وقبل انسحاب الجيش أمطر سماء مدينة كرناز بقذائف مدفعية مخلفا أضرارا مادية، بينما عاشت بلدة قسطون ليلة أول أمس تحت إطلاق نار كثيف من الرشاشات بشكل عشوائي، مما أدى إلى إصابة العديد من منازل المدنيين وسقوط عدد من الجرحى. وفي مدينة الرستن استمر القصف بشكل متقطع، وقتل شخص هناك مع طفلة جراء القصف المدفعي.
عائلة «شيخ المعتقلين» بسوريا تعلن عن خطوات تصعيدية.. وابنته تقول: سنتوجه للقضاء الدولي
عميد منشق لـ«الشرق الأوسط»: العيسمي في شقة تابعة للمخابرات العسكرية
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
أعلنت ابنة نائب الرئيس السوري الأسبق المعارض شبلي العيسمي، الذي اختطف منذ أكثر من 9 أشهر من منطقة عالية في جبل لبنان، أنها وعائلتها «قرروا اتخاذ خطوات تصعيدية حتى يتم إطلاق سراحه سالما»، لافتة إلى أنه «سيتم التوجه للقضاء الدولي لأن عملية اختطافه من لبنان باتجاه سوريا تندرج في إطار الإرهاب الدولي».
وأشارت رجاء شرف الدين إلى أنه «بعدما تم استنفاد كل الجهود الرسمية اللبنانية وحتى الدبلوماسية منها بعد لقاءات مع السفراء الروسي والأميركي والصيني والبريطاني وغيرهم في بيروت من دون التوصل إلى أي نتيجة، تقرر اللجوء للقضاء الدولي»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «لم تصل إلينا أخبار عن الوالد منذ 4 أشهر وآخر المعلومات كانت تتحدث عن أنه ما زال على قيد الحياة ولكن حالته الصحية كانت تتدهور».
وأوضحت شرف الدين أنه «تم التوسط لدى الجمعيات الإنسانية وجمعيات حقوق الإنسان من صليب أحمر وغيرها وصولا إلى جنيف، حيث ستنطلق الدعوى القضائية الدولية»، مذكرة بأن «شبلي العيسمي هو أكبر المعتقلين في السجون السورية لذلك بات يطلق عليه تسمية (شيخ المعتقلين)».
من جهته، كشف العميد المنشق عن المخابرات الجوية السورية حسام عواك، لـ«الشرق الأوسط»، عن أنه «بعدما تم اختطاف العيسمي من منطقة عالية في مايو (أيار) الماضي على يد مجموعة لبنانية، اقتيد إلى مفرزة الزبداني ونقل بعدها إلى فرع فلسطين 235 (المخابرات العسكرية السورية) الواقع بين المزة وكفرسوسة عند فندق (الكرلتون)»، موضحا أنه «يحتجز حاليا في شقة مشددة الحراسة تابعة للفرع نفسه». وأشار العميد عواك إلى أن «سبب احتجازه هو رفضه إعطاء تصريحات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد»، كاشفا عن أن «أكثر من مسؤول سوري محتجز حاليا في شقق مماثلة وتحت الإقامة الجبرية».
وقد أطلق الناشطون السوريون عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تسمية «ثلاثاء الوفاء لشبلي العيسمي شيخ المعتقلين» تذكيرا بعملية اختطاف أكبر المعتقلين السوريين سنا (88 عاما). وتوجهت «عائلة العيسمي» في بيان إلى «شرفاء أمتنا العربية، وإلى شعبنا المناضل في سبيل حريته، وإلى أبناء بني معروف في لبنان وسوريا والأردن والوطن العربي كافة»، مشددة على أن «اختطاف الرمز العربي الكبير شبلي العيسمي، من قلب جبل لبنان ومن بين أهله، يشكل إهانة كبيرة للشرفاء من أبناء وطنه ورفاقه ومحبيه في كل من لبنان وسوريا والأردن وجميع الأقطار العربية»، وقالت «ما كان سكوتنا خلال الأشهر التسعة الماضية إلا لفسح المجال أمام الجهود الدبلوماسية والسياسية عبر القنوات المحلية والدولية، ولكن مع الأسف لم تسفر عن أي نتيجة فعالة»، كاشفة عن أنها «بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية حتى يتم إطلاق سراحه سالما».
وطالبت عائلة العيسمي «بشدة وبإصرار المسؤولين في الدولة اللبنانية السياسيين والأمنيين بتحمل مسؤولياتهم، والتدخل لدى النظام السوري لإطلاق سراحه فورا»، داعية «الشرفاء والمخلصين من أهلنا وإخوتنا في جبل العرب بسوريا ولبنان والأردن إلى التحرك الميداني للضغط على النظام السوري لفك أسره فورا».
وكان السفير السوري لدى لبنان، علي عبد الكريم، نفى الاتهامات حول تورط السفارة السورية بخطف معارضين سوريين في لبنان ومنهم العيسمي، معتبرا أنها اتهامات «من دون أي دليل وتشكل إضرارا كبيرا بالتنسيق بين البلدين وضرورة التكامل في العمل الأمني بينهما».
يذكر أن العيسمي كان قد اختطف في مايو الماضي من مدينة عالية بجبل لبنان، وهو أحد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي أواسط أربعينات القرن الماضي، شغل منصب نائب الرئيس السوري خلال حكم أمين الحافظ. كما شغل العيسمي منصب نائب الأمين العام للحزب لفترة طويلة خلال مكوثه في العراق بعد أن منع من دخول وطنه سوريا منذ ستينات القرن الماضي.
نزوح جماعي من سوريا إلى لبنان هربا من اقتحام الفرقة الرابعة لمدينة القصير
الجيش اللبناني اشتبك مع مسلحين حاولوا التسلل مع النازحين وأوقف 6 منهم
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: يوسف دياب
عاد الوضع الأمني على الحدود اللبنانية – السورية إلى الواجهة، مع دخول نحو ثلاثة آلاف نازح سوري جديد إلى لبنان عبر بلدة القاع في منطقة البقاع، هربا من العملية العسكرية الواسعة التي ينفذها الجيش السوري في مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية.
وأعلن مصدر في الجيش اللبناني أن «تدفق الكم الهائل من النازحين من سوريا إلى لبنان سبب بعض الإرباك والازدحام على الحدود، بسبب التدقيق في هويات الوافدين». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «حركة نزوح كبيرة وغير مسبوقة حصلت أول من أمس من مدينة القصير باتجاه لبنان، بسبب العملية العسكرية الواسعة التي تنفذها الفرقة الرابعة في الجيش السوري (التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد) في المدينة، ولدى محاولة عدد من المسلحين السوريين الدخول إلى لبنان بين النازحين، طاردهم الجيش اللبناني محاولا مصادرة الأسلحة التي لديهم، وخلال المطاردة حصل إطلاق نار، ما أدى إلى إصابة جندي لبناني وتوقيف المطاردين الذين يفوق عددهم 30 شخصا، لكن أطلق سراح معظمهم وبقي ستة منهم قيد التوقيف، وتم ضبط أسلحتهم واقتيادهم إلى التحقيق».
وأوضح المصدر أن «كل الذين تمكنوا من الوصول إلى الأراضي اللبنانية جرى احتضانهم وتقديم المساعدات الأولية لهم من قبل الجيش اللبناني والأهالي بوصفهم نازحين مدنيين»، لافتا إلى أن «الوضع على الحدود هادئ وطبيعي وليس هناك أي توتر».
في هذا الوقت سارعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى التدخل لمواكبة الأوضاع المستجدة، وأعلنت الناطقة باسم المفوضية دانا سليمان، أن «فرق المفوضية بدأت عملها على الأرض لجهة إحصاء عدد النازحين وتقديم المساعدات التي يحتاجونها». وأكدت سليمان لـ«الشرق الأوسط» أن «المفوضية لم تنته بعد من الإحصاء الدقيق للذين نزحوا أول من أمس عبر البقاع، لكن معلومات السلطات اللبنانية تفيد بأن عددهم يفوق الألفي شخص معظمهم من العائلات». وقالت: «أغلبية هؤلاء يقيمون الآن عند أقاربهم وأصدقائهم في البقاع، لا سيما في بلدات عرسال والفاكهة ومشاريع القاع، ونحن مع شركائنا ما زلنا في مرحلة التقييم».
وأضافت سليمان: «سبق لنا أن وضعنا خطة طوارئ مع شركائنا من المنظمات التابعة للأمم المتحدة، مثل اليونيسيف وبعض الجمعيات الأخرى، للتعامل مع مثل هذه الحالة، والآن بدأنا تطبيق هذه الخطة وباشرنا توزيع المساعدات العينية والغذائية لهؤلاء النازحين، مثل الطعام والماء، وحليب الأطفال، والفرش والحرامات، والأدوية للمصابين بأمراض مزمنة، وأدوات تنظيف وغيرها، وستستكمل باقي الحاجيات تباعا».
إلى ذلك أكد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، أن نحو «ألفي شخص فروا من القصف والعمليات العسكرية في عدد من مناطق محافظة حمص، وقدموا إلى لبنان عبر منطقة مشاريع القاع الحدودية، حيث يوجد معبر رسمي وطرق فرعية غير شرعية». وذكّر بأن «غالبية هؤلاء عادوا إلى بلادهم بعد تراجع أعمال العنف، فيما بقي نحو 15 عائلة في لبنان». كذلك أعلن أمس عن نقل أربعة جرحى سوريين إلى لبنان، وأدخلوا إلى مستشفى شتورا لتلقي العلاج.
شباب «سوريا الحرة» ينشئون قاعدة بيانات «شهداء الثورة»
الجيش الحر يتعهد بتكفلهم ورعاية أسرهم
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: يوسف دياب
أنشأ شباب «سوريا الحرة» في الداخل السوري وفي الخارج «قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي الـ«فيس بوك»، التي تحصي أعداد الشهداء منذ بدء الثورة منتصف مارس (آذار) 2011 وحتى الآن. وتكشف هذه القاعدة العدد الإجمالي للضحايا الذي يبلغ 10027 حتى الثالث من الشهر الحالي، وهم 9431 ذكرا و596 أنثى بينهم 710 أطفال.
وتفصّل قاعدة البيانات هؤلاء، سواء المدنيين أو جنود الجيش الحر، بحسب أعمارهم والمحافظات التي سقطوا فيها والمدن وحتى الأحياء، وعدد الشهداء في كل يوم وأسبوع وشهر، وإحصاء الأسماء بحسب العائلات، وذلك بالاستناد إلى الإحصاءات الدقيقة للجان التنسيق المحلية ولجنة شهداء الثورة، واللافت في هذه القاعدة التي تخضع لتحديث يومي، أنها تتضمن الصور ومقاطع الفيديو لمعظم الشهداء من أجل إثبات مصداقيتها في هذا الموضوع، فضلا عن صور المجازر التي شهدتها كل المحافظات السورية.
إلى ذلك، كشف مصدر قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» أن قيادة الجيش الحر «قررت اعتبار شهداء ومعاقي الثورة السورية من المدنيين هم من شهداء ومعاقي الجيش السوري، لهم كافة حقوق الشهيد والمعاق العسكري برتبة ضابط مع الالتزام برعاية القاصرين من أولادهم»، مؤكدا أن «دولا خليجية أبلغت (الجيش الحر) استعدادها التام لإعادة بناء مساكن المواطنين المتضررة»، مشيرا إلى أنه «بعد سقوط نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، سنعمل سريعا على تضميد جراح أهلنا وإعادة بناء ما تهدم على صعيد البشر والحجر، وسنكون في سباق مع الزمن من أجل بناء سوريا الجديدة، التي ستكون على قدر أمانة دماء الشهداء وأنين الجرحى والمعوقين وعذابات الأسرى في معتقلات هذا النظام».
وفي سياق متصل، أكد عضو المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري محمد السرميني، أن «هناك اتصالات يجريها مسؤولون في (الجيش السوري) مع الداخل من شأنها زيادة الانشقاق عن الجيش النظامي»، مشيرا إلى أن «هناك عملا جديا وتواصلا مع ناشطين في الداخل، وتحركات أكثر على الأرض من أجل إنقاذ الشعب السوري من هذا النظام». وقال «إننا نعمل على خطين متوازيين، الأول هو الخط السياسي الدولي من خلال تواصلنا مع الدول الصديقة وخاصة دول الخليج، والأمر الآخر العمل على الأرض من خلال دعم الجيش السوري الحرّ».
العربي: أنان في سوريا السبت وتعيين وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق نائبا له
ناصر القدوة لـ«الشرق الأوسط»: أعرف صعوبة المهمة وسأبذل كل جهدي للقيام بها
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: صلاح جمعة
أعلن الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن موافقة الحكومة السورية على استقبال كوفي أنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة السورية، في دمشق، وأنه من المنتظر أن يتوجه إلى هناك يوم 10 مارس (آذار) الحالي. كما أعلن العربي عن تعيين الدكتور ناصر القدوة، وزير خارجية فلسطين الأسبق، نائبا لأنان، وقال القدوة لـ«الشرق الأوسط»: «أعرف صعوبة المهمة، وأتعهد ببذل كل جهدي لكي أقوم بها».
وأعلن نبيل العربي أن كوفي أنان قد أبلغه بموافقة الحكومة السورية على استقباله في دمشق، موضحا أنه ينتظر أن يتوجه إلى هناك يوم 10 مارس الحالي، وموافقة السلطات السورية على استقبال مفوضة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري آموس، التي سبق أن رفضت استقبالها.
وقال العربي في بيان، صدر أمس، عن الجامعة العربية: «يسرني الإعلان عن تعيين الدكتور ناصر القدوة نائبا للسيد كوفي أنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة السورية، وكلي ثقة في أن الدكتور القدوة أهل لهذه المهمة ذات الأهمية البالغة في ظل الظروف الخطيرة الراهنة التي تمر بها سوريا». وأضاف: «لقد تم اختيار القدوة لهذه المهمة بصورة مشتركة بيني وبين السيد بان كي مون، الأمين العام للجامعة العربية، والتشاور مع السيد كوفي أنان».
وقال العربي: «أشكر الدكتور القدوة على قبوله بهذه المهمة، وأتمنى له التوفيق في مساعيه الحميدة كنائب للسيد كوفي أنان، راجيا التوفيق في إنجاز أهداف هذه المهمة المتمثلة في التوصل إلى الوقف الفوري والشامل لجميع أعمال العنف والانتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا، إضافة إلى مساعدة السوريين على التوصل إلى حل سياسي سلمي لهذه الأزمة يفضي إلى تحقيق طموحات الشعب السوري ويحفظ لسوريا وحدتها وأمنها واستقرارها ويبعد عنها مخاطر التدخل الخارجي وسيناريو الفوضى والحرب الأهلية».
وأشار البيان إلى أن تعيين القدوة في هذا المنصب يأتي استنادا إلى قرارات مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في هذا الشأن، وآخرها القرارين المؤرخين في 22 يناير (كانون الثاني)، و12 فبراير (شباط) 2012، بشأن الطلب من الأمين العام للجامعة تسمية مبعوث خاص لمتابعة المبادرة العربية المقترحة لحل الأزمة السورية، وكذلك في إطار متابعة تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوضع في سوريا الصادر بتاريخ 16 فبراير (شباط) الماضي.
من جانبه، قال الدكتور ناصر القدوة: «أنا أتشرف بهذا التكليف وأعرف الصعوبة الكبيرة والأهمية العليا لهذا الأمر، وسأبذل كل جهدي لكي أقوم بالمهمة المطلوبة»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، اتصل به وأبلغه باختياره لهذه المهمة، مؤكدا أنه يقدر هذا للأمين العام للجامعة العربية والأمين السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان.
وقال القدوة إنه يتطلع للعمل مع السيد كوفي أنان والفريق المعاون له، مشيرا إلى أنه تربطه علاقة قوية بأنان عندما كان أمينا عاما للأمم المتحدة، حيث كان القدوة رئيسا للبعثة الفلسطينية الدائمة لدى الأمم المتحدة.
وأضاف القدوة أن أنان رجل قدير للغاية وله باع طويل في العمل الدولي بمجالاته المختلفة، ولديه القدرة للقيام بهذه المهمة الصعبة.
الطيران الفرنسي يلغي رحلاته إلى دمشق ودو فيلبان يدعو لتوجيه ضربات «محددة»
باريس بصدد إغلاق سفارتها في سوريا وسفيرها عائد منها «قريبا جدا»
جريدة الشرق الاوسط
باريس: ميشال أبو نجم
أعلنت شركة الطيران الفرنسية الوطنية «إير فرانس» أمس عن إلغاء رحلتها إلى العاصمة السورية ذهابا وإيابا، رغم امتناع وزراء الخارجية الأوروبيين في آخر اجتماعاتهم في بروكسل يوم الاثنين الماضي عن اتخاذ قرار بفرض حظر على رحلات الركاب الجوية من وإلى دمشق، أسوة بقرار وقف رحلات الشحن الجوي كجزء من العقوبات الاقتصادية الجديدة المفروضة على النظام السوري.. وعلل الوزراء ذلك بأن تدبيرا من هذا النوع سيمنع ترحيل الرعايا الأوروبيين من سوريا في حال زاد تدهور الأوضاع واضطرت الدول الأوروبية إلى اتخاذ قرار بهذا المعنى.
وأعلن متحدث باسم الشركة التي تملك الدولة الفرنسية حصة فيها تبلغ 16% أمس أن رحلتها إلى دمشق التي تنطلق عادة قبيل بعد الظهر قد ألغيت «بسبب الوضع في سوريا»، وكذلك رحلة العودة التي تحصل ليلا. وأضاف المتحدث أن الشركة لم تقرر «بعد» مصير الرحلتين الإضافيتين لهذا الأسبوع واللتين تتمان عادة الخميس والسبت. وبحسب المتحدث، فإن شركته «تتابع تطور الوضع عن كثب» في هذا البلد.
ويأتي قرار الشركة الفرنسية بعد أن أعلنت باريس يوم الجمعة الماضي عن إغلاق سفارتها في دمشق احتجاجا على ما سماها الرئيس ساركوزي «فضيحة» استمرار أعمال القمع والقتل التي يقوم بها النظام ضد مواطنيه وفق ما أعلنه الرئيس الفرنسي.
وانتظرت باريس عودة الصحافيين إديت بوفييه وويليام دانيلز قبل إعلان قرار الإغلاق الذي تحتذي به حذو واشنطن ولندن اللتين سبقتاها في هذه الخطوة.
وأمس قالت الخارجية الفرنسية إن «عملية الإغلاق جارية» وإن السفير الفرنسي في دمشق أريك شوفاليه «سيعود قريبا جدا إلى باريس». وكان قرار الإغلاق مفاجئا، إذ أن باريس كانت تؤكد أن وجود سفيرها في العاصمة السورية «ضروري لمتابعة ما يجري» ومن أجل «التواصل» مع المجتمع المدني السوري.
غير أن المفاجأة السياسية جاءت من رئيس الوزراء السابق دومينيك دو فيلبان الذي لم يتردد في اقتراح توجيه «ضربات محددة الأهداف ضد المؤسسات المدنية والعسكرية السورية»، معتبرا أنه «في حال الامتناع عن التهديد باستخدام القوة، فإن الحكم السوري لن يغير تصرفاته».
وجاءت دعوة دو فيلبان، الذي يخوض المنافسة الرئاسية، والذي شغل مناصب رئيسية في عهد الرئيس السابق جاك شيراك (الخارجية والداخلية ورئاسة الحكومة) في حديث للقناة التلفزيونية الثالثة حيث اعتبر أنه «حان الوقت للتصرف بعزم مع الجامعة العربية» وأنه إذا تلكأ المجتمع الدولي، فالبديل يجب أن يكون خطة لضرب أهداف محددة في سوريا.
لكن دو فيلبان لم يحدد الجهة التي يمكن أن تقوم بمثل هذه العمليات ولم يعين الأساس القانوني الذي يمكن أن تقوم عليه وما إذا كانت فرنسا يجب أن تشارك فيها.
وتتخطى دعوة دو فيلبان كثيرا الموقف الفرنسي الرسمي الذي يتسم بالتشدد في التعامل مع النظام السوري ويدعو لإيجاد ممرات إنسانية أو مناطق آمنة ويحث مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته إزاء التطورات السورية. لكنه بالمقابل يرفض حتى الآن التدخل العسكري وكذلك تسليح المعارضة.
وتريد باريس إجراءات «إضافية» ضد النظام السوري، لكنها تبدو «مكبلة» اليدين باعتبار أنها تربطها بقرار من مجلس الأمن الدولي وهو ما لا يبدو متوافرا حتى الآن.
بكين توفد مبعوثا إلى سوريا لتخفيف الأزمة
سفير الصين بالقاهرة: نتبع سياسة «النفس الطويل» مع الجميع
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: سوسن أبو حسين ومنى مدكور لندن: «الشرق الأوسط»
بينما أعلنت الصين أمس أنها ستوفد مبعوثا إلى سوريا في مسعى جديد لوقف العنف وإنهاء الأزمة التي عزلت بكين عن دول غربية وعربية تطالب بإجراءات أقوى لكبح جماح قوات الرئيس السوري بشار الأسد.. أكد السفير الصيني في القاهرة سونغ آي قوه استعداد بلاده لإجراء مشاورات مع كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية لتنفيذ الحل السلمي. وقال: إنه سوف يشارك في الجلسة الافتتاحية لوزراء الخارجية العرب التي تعقد يوم 10 الشهر الجاري بمقر الجامعة العربية، موضحا أن بلاده تتبع سياسة «النفس الطويل» مع الجميع لحل الأزمة السورية.
وقالت وزارة الخارجية الصينية أمس إن لي هوا شين، سفير الصين السابق في دمشق، سيقوم اعتبارا من اليوم بزيارة لسوريا مدتها يومان لدفع خطة من 6 نقاط طرحتها بكين مؤخرا كأساس للتسوية وإنهاء العنف.
من جهته، شدد السفير الصيني في القاهرة سونغ آي قوه على اتفاق الصين مع الدول العربية على أهمية وقف إطلاق النار وتسهيل مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لإيجاد حل شامل وتسوية سياسية للموضوع السوري.
وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول إمكانية تصويت الصين في مجلس الأمن على قرار وقف إطلاق النار وتبني الحل السلمي، خاصة أن الأسد يرفض الالتزام بكل الحلول السلمية، قال: نحن نعمل مع المجتمع الدولي للوصول إلى حل سلمي ورفض التدخل الخارجي، ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
وأضاف «آي قوه» أنه جرى اتصال بالأمس بين الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية الصيني للتنسيق والتشاور فيما يتعلق بجهود وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات والإغاثة وإمكانية إطلاق الحوار بين المعارضة والحكومة السورية. وحول الجديد في المبادرة الصينية، قال السفير الصيني لـ«الشرق الأوسط» إنه بالنظر إلى ما تحتوي عليه البنود الستة يتأكد أنها يمكن أن تؤدي إلى حل سلمي، وبما لا يؤدي إلى التدخل في الشأن السوري.
وأشار السفير الصيني مجددا إلى ما طرحته بلاده وهو، وفقا لما ذكره، أولا: يجب على الحكومة السورية والأطراف المعنية وقف فوري وشامل وغير مشروط لكافة أعمال العنف، وخاصة التي تستهدف المدنيين الأبرياء. ثانيا: إطلاق الحوار تحت الوساطة النزيهة للمبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، وثالثا: دعم بلاده للأمم المتحدة في تنسيق جهود الإغاثة وضمان النقل والتوزيع السريع للمعونات الإنسانية وذلك على أساس احترام سيادة سوريا، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة لتقديم مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري.
أما البند الرابع فينص على أنه «يجب على الأطراف المعنية في المجتمع الدولي الاحترام الكامل لاستقلال سوريا وسيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها واحترام حق الشعب السوري في اختيار النظام السياسي ورفض الصين التدخل العسكري ضد سوريا أو فرض ما يسمى بتغيير النظام»، مشيرا إلى أن بلاده ترى أن فرض العقوبات أو التهديد بها لا يساعد في حل المسألة سلميا.
وقال «آي قوه» إن البند الخامس من الطرح الصيني يتعلق بـ«ترحيب بلاده ودعمها لجهود الجامعة العربية والأمم المتحدة لإيجاد الحل السياسي»، بينما ينص البند السادس على وجوب التزام أعضاء مجلس الأمن الدولي بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية.
وأضاف السفير الصيني أن بلاده تقوم بمشاورات مع جميع الأطراف بما في ذلك المعارضة السورية، وأن الصين تعرب عن قلقها الشديد لخطورة الوضع في سوريا، وأن هذا يتطلب حوارا سياسيا مغلقا يؤدي إلى آفاق جديدة للحل.
وتابع «آي قوه» قائلا: إن الصين دولة صديقة للشعب السوري وتحرص على مصالحه وتدعو الجميع للتعبير عن حقوقه بالطرق السياسية، وردا على سؤال حول تأثير استخدام الصين للفيتو ضد المشروع العربي في مجلس الأمن على علاقات بلاده بالعرب، قال السفير الصيني: لدينا تنسيق وتواصل وتشاور جيد مع كل الدول العربية وفي المقدمة مصر والسعودية والجامعة العربية وقطر والإمارات.. كما زادت المبادلات التجارية والاستثمارية بمبالغ كبيرة.
وكرر السفير الصيني أكثر من مرة العمل مع المجتمع الدولي والعربي لإيجاد حل سلمى للأزمة، وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول إمكانية تصويت الصين على قرار في مجلس الأمن على نقطة واحدة هي وقف إطلاق النار الفوري وترك الحل بعد ذلك للمبعوث السياسي كوفي أنان، اكتفى السفير الصيني بالقول: نحن ندعو كل المجتمع الدولي للعمل من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار.
وأضاف «آي قوه» قائلا: نسعى إلى حل عادل ومقبول لدى الجميع «ونتبع سياسة النفس الطويل» في مشاورات مطولة مع كافة الأطراف.
عقوبات جديدة لـ «الخزانة» الأميركية تستهدف الإذاعة والتلفزيون السوريين
غراهام يطالب بحظر طيران فوق سوريا
جريدة الشرق الاوسط
واشنطن: محمد علي صالح لندن: «الشرق الأوسط»
حظرت وزارة الخزانة الأميركية أمس على الأميركيين التعامل مع محطات الإذاعة والتلفزيون المملوكة للدولة في سوريا قائلة إنها تدعم قمع الحكومة السورية لشعبها.
وقالت الوزارة الأميركية في بيان إن «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون تعمل كذراع للنظام السوري وهو يشن هجمات متزايدة الوحشية على شعبه وتسعى إلى التعمية عن أعمال العنف التي يقوم بها وإضفاء الشرعية عليها».
وأضافت الوزارة أنها «تقف مع الشعب السوري» ضد العنف الذي تدعمه الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية، وتابعت محذرة «أي فرد أو مؤسسة تدعم سلوكها الكريه ستستهدف وتمنع من استعمال النظام المالي الدولي».
وصدر هذا الإجراء عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، وهو يخضع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية للعقوبات المفروضة على الحكومة السورية بموجب أمر تنفيذي دخل حيز التنفيذ في أغسطس (آب) الماضي. ويحظر الأمر في جوهره على الأميركيين التعامل تجاريا مع أي كيان تمتلكه الدولة في سوريا.
من جهة أخرى، ومع تصاعد الضغوط من قادة الحزب الجمهوري على الرئيس باراك أوباما حول سوريا، واحتمال وجود «ثغرة قانونية» بسبب دور إيران في تسليح نظام الأسد، دعا السيناتور لندسي غراهام (جمهوري، ولاية ساوث كارولينا) إلى إعلان منطقة حظر طيران فوق سوريا، وأيضا منطقة حظر تحرك الدبابات والمصفحات التابعة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد عندما تستهدف المعارضة.
وقال غراهام، في مقابلة تلفزيونية، إنه سيعمل مع السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثول على استصدار قرار من مجلس الشيوخ يطالب الأمم المتحدة باعتبار الرئيس السوري بشار الأسد مجرم حرب.
وأضاف: «نحن في حاجة إلى مزيد من الضغوط الدولية.. ينبغي أن نساعد المعارضة السورية عسكريا واقتصاديا، وينبغي أن يعرف الأسد أنه خارج على القانون الدولي، وأنه يجب أن يحاسب».
وكان غراهام سئل في تلفزيون «فوكس»، حول خبر تناولته صحيفة «واشنطن بوست» على ألسنة مسؤولين استخباراتيين أميركيين كبار عن مدى مساعدات إيران العسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.. وأن تدخل إيران العسكري في سوريا يزداد يوما بعد يوم، وقال واحد من هؤلاء المسؤولين: «تتزايد المساعدات من إيران، ويزداد تركيز المساعدات على الأسلحة الفتاكة»، وأشار إلى أخبار كانت نشرت عن عميل إيراني أصيب مؤخرا أثناء العمل مع قوات الأمن السورية.
وكان مصدر في الخارجية الأميركية قال لـ«الشرق الأوسط» إن نشر هذه التصريحات على السنة مسؤولين استخباراتيين «ليست صدفة في هذا الوقت خاصة، إنها يمكن أن تكون ثغرة قانونية لتقديم مساعدات عسكرية أميركية إلى المعارضة السورية، إن لم يكن للتدخل العسكري الأميركي في سوريا لإسقاط نظام الأسد».
وأضاف المصدر أن زيادة أسهم المتطرفين الإسلاميين في إيران المناوئين للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في الانتخابات الحالية هناك، سوف تجعل المسؤولين الأميركيين يتوقعون الأسوأ من إيران.
وكان عمار عبد الحميد، ناشط سوري في واشنطن عضو مجموعة العمل السورية التابعة لمركز «فاونديشن أوف ديموكراسي ديفنس» (مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية) في واشنطن، أشار إلى تقارير خلال الأشهر القليلة الماضية من المعارضة السورية عن أن تورط إيران في سوريا يتصاعد. واستشهدت المعارضة بكبار الهاربين من الجيش السوري الذين قالوا: إن إيران أرسلت مئات من المستشارين والمسؤولين الأمنيين ورجال المخابرات إلى سوريا، جنبا إلى جنب مع الأسلحة والمال ومعدات مراقبة إلكترونية. وقال عبد الحميد: «تشارك إيران في هذه الحملة لصالح الأسد على نطاق أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقا».
سوريا تسمح بدخول آموس إلى دمشق.. بعد «تنظيف» بابا عمرو
المساعدات تصل إلى بعض أحياء حمص.. والصليب الأحمر ينتظر السماح له بدخول الحي
جريدة الشرق الاوسط
لندن: أحمد الغمراوي بيروت: كارولين عاكوم
بعد نحو أسبوع من الرفض والمماطلة، سمحت السلطات السورية أمس لمسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس بالدخول إلى سوريا، فيما تتواصل المعوقات أمام جهود الصليب الأحمر الدولي في محاولته الوصول إلى حي بابا عمرو، إحدى أكثر المناطق تأثرا في مدينة حمص السورية.
وبينما أكد عدد من الناشطون وشهود العيان أن الوضع الإنساني متردٍ للغاية في حمص، وبالأخص بابا عمرو، وأن ثمة «مجازر» ارتكبت بحق عدد كبير من الناشطين والأسر في الحي الذي أظهر مقاومة كبيرة لقوات الجيش السوري لأكثر من 3 أسابيع.. نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «الجهات المعنية في حمص تزيل آثار الخراب والدمار التي خلفتها المجموعات الإرهابية المسلحة في حيي الإنشاءات وبابا عمرو والجهات المختصة تضبط مزيدا من مخابئ الإرهابيين في حي بابا عمرو». وهو ما فسره مراقبون ومحللون بكونه «محاولة مكشوفة لإخفاء الأدلة على المذابح المرتكبة في الحي، قبل وصول مبعوثة الأمم المتحدة والصليب الأحمر».
وأعلنت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس في بيان لها أمس أنها ستتوجه إلى سوريا الأربعاء في محاولة لتأمين وصول المساعدات الإنسانية «من دون معوقات»، وقالت آموس إن «السلطات السورية أكدت أنه يمكنني زيارة سوريا هذا الأسبوع.. سأصل إلى دمشق الأربعاء في السابع من مارس (آذار) وسأغادرها الجمعة في التاسع منه».
وأوضحت آموس «كما طلب مني الأمين العام (للأمم المتحدة بان كي مون)، فإن هدفي هو الطلب بإلحاح من كل الأطراف المعنيين السماح للفرق الإنسانية بالدخول من دون معوقات لكي يجلوا الجرحى ويسلموا اللوازم الأساسية».
لكن البيان لم يوضح ما إذا كان السماح لآموس بدخول سوريا يقتصر على زيارة دمشق فقط، أم يمكن لها التوجه إلى مناطق أخرى يشتبه في ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» بها، بحسب وصف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
ويرى ناشطون أن ما ذكرته السلطات السورية حول تنظيف حي بابا عمرو يعد اعترافا «ضمنيا» من نظام الأسد بارتكاب تلك الجرائم، مشيرين إلى ارتكاب الجيش السوري لعدد من المذابح والإعدامات الجماعية لسكان الحي بعد اقتحامه يوم الخميس الماضي، وقال أحد السكان لـ«الشرق الأوسط» إن «جنود الأسد قاموا بذبح شبان الحي بالسكاكين، ولم ينجُ إلا من تمكن من الفرار».
وروت إحدى الهاربات لمراسل «بي بي سي» على الحدود السورية اللبنانية أن جنودا ذبحوا ابنها البالغ من العمر 12 عاما أمام عينيها، فيما أكد عدد من الجنود المنشقين عن نظام الأسد تلقيهم أوامر «بقتل كل شخص يرونه يتحرك فوق الأرض.. سواء كان مدنيا أو عسكريا» دون تمييز.
فيما أكد حقوقيون أن الحكومة السورية انتهكت أبسط قواعد التحقيقات، وقال الدكتور محمود عبد العزيز، أستاذ القانون الدولي، لـ«الشرق الأوسط» إن «الأسد انتهك بذلك مسرح جريمة محل تحقيق دولي.. وبما أنه سمح بصورة رسمية بزيارة مبعوثين أمميين، وهيئات دولية مثل الصليب الأحمر، فكان يتوجب عليه انتظار وصولهم؛ قبل المساس بالحي». وتابع: «ولكن تصرف السلطات السورية يدل وحده على سوء النية، وعلى تعمد تأخر دخول الهيئات الدولية إلى المكان لعدم تسجيل الوقائع».
وفي غضون ذلك، لا تزال المفاوضات مستمرة بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والسلطات السورية للدخول إلى بابا عمرو، بينما تمكّنت يوم أمس فرق مؤلفة من الصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري من إرسال قافلة مؤلفة من 4 شاحنات محملة بالمواد الغذائية والطبية من دمشق إلى بعض أحياء مدينة حمص، تكفي لآلاف الأشخاص بحسب هشام حسن، المتحدث الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط.
وأكّد حسن لـ«الشرق الأوسط» أنّ فريقا مؤلفا من الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري دخل صباح أمس إلى حي «التوزيع الإجباري» وإلى «حي الإنشاءات» الملاصق لحي بابا عمرو والذي نزحت إليه العائلات من بابا عمرو.
وفي حين أكّد أنّهم حصلوا على الضوء الأخضر بالدخول إلى بابا عمرو يوم الخميس الماضي من طرفي النزاع، لفت حسن إلى أنّ السلطات السورية عادت ومنعت دخولهم بسبب وجود الألغام وما قالت إنه «للمحافظة على سلامة المتطوعين»، مضيفا «المفاوضات لا تزال مستمرة مع السلطات السورية، بهدف الدخول في أقرب وقت ممكن إلى بابا عمرو، لتقديم المساعدات إلى العائلات وإجلاء المرضى والجرحى، والاطلاع على الوضع الإنساني للأهالي في هذا الحي».. موضحا أن السلطات السورية كانت قد سمحت فقط للهلال الأحمر للوصول إلى بابا عمرو، وكان الدخول الأخير له إلى هذا الحي منذ أسبوع ولم يتعدَّ حينها فترة الساعتين، تمكّن خلال من إجلاء ثلاثة جرحى وإيصال بعض المواد الطبية الطارئة، وأضاف «مع العلم أنّ دخولنا إلى المناطق لم يكن آمنا بشكل كامل، نظرا إلى عدم توقّف إطلاق النار بشكل نهائي، وقد توفّي منذ شهرين تقريبا، أحد المتطوعين وأمين عام منظمة الهلال الأحمر السوري العربي، خلال قيامهما بواجبهما، إثر تعرضهما لإطلاق نار».
كذلك، أكد حسن أنّ «عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا لا يقتصر فقط على مدينة حمص، لأنّ الوضع الإنساني للعائلات في عدد كبير من المناطق ولا سيّما حماه ودرعا وإدلب، يتطلّب دخولنا لإسعاف المرضى والجرحى وإيصال المساعدات، ونبذل جهودنا كي نتمكن من القيام بمهمتنا». كما أشار إلى أنّ المبادرة التي أطلقتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ أسبوعين والتي ارتكزت على وقف إطلاق النار لمدة ساعتين يوميا تشمل كلّ المناطق السورية وليس فقط بابا عمرو، وذلك كي يتمكّن فريق عمل المتطوعين من الدخول إلى المناطق السورية وإيصال المساعدات، لكن هذه المبادرة لم تطبّق لغاية اليوم رغم أنّ اللجنة حصلت على أشارات إيجابية من السلطات السورية منذ أربعة أيام.
أما فيما يتعلق بالوضع الإنساني للعائلات النازحة وتلك الموجودة في بابا عمرو، فقال حسن «العائلات السورية النازحة التي نتواصل معها ونقدّم لها المساعدات، تعكس صورة واضحة عن الوضع الإنساني المأساوي الذي تعاني منه، إن لناحية الاحتياجات الطبية والغذائية أو لناحية الوضع النفسي والخوف والقلق على منازلهم وأولادهم».
لافروف: لقاء بين روسيا ووزراء الخارجية العرب في القاهرة
أشتون: على موسكو أن تقر بضرورة قيام نظام جديد في دمشق
جريدة الشرق الاوسط
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس عن لقاء سيعقد بين روسيا ووزراء الخارجية العرب في القاهرة في 10 مارس (آذار) لبحث الأزمة السورية.. فيما أعربت الخارجية الألمانية عن أملها في مراجعة موسكو لموقفها حيال الأزمة، بعد انتهائها من فعاليات الانتخابات الرئاسية.
وقال لافروف كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة أمس: «أثمن بشكل خاص الفرصة المتاحة اليوم (أمس) للتحضير للقاء بين وزراء خارجية الجامعة العربية وروسيا سيعقد في 10 مارس في القاهرة».
ويأتي تصريح لافروف في ظل تزايد الاستياء الدولي والعربي من الموقفين الروسي والصيني الممانع لإدانة القمع الذي يمارسه السوري ضد معارضيه بصورة وحشية، كما أنه صد بعد نحو أسبوع من تصريحات عن لقاء يجمع بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، وهو ما تم نفيه من قبل مسؤولين خليجيين.
وقال لافروف: «نظرا لكون الوضع ملحا في سوريا، وحين تكون هناك حاجة لإيجاد مقاربات جماعية للوصول إلى تسوية، نرى ذلك فرصة مهمة وثمينة».
من جانبها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، أمس، إنها تأمل في أن تشكل هذه اللقاءات «فرصة للرئيس الروسي الجديد لحض سوريا على التعاون مع المجتمع الدولي».
واعتبرت أشتون أن على روسيا أن «تقر بضرورة قيام نظام جديد» في سوريا، في وقت ترفض فيه موسكو أي تدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد، وقالت: «على المجتمع الدولي أن يتحرك في سوريا لإيصال مساعدات إنسانية إلى حمص.. على روسيا أن تساعدنا في بلوغ هذا الهدف وأن تقر بضرورة قيام نظام جديد في سوريا».
من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أمس عن أمله في تحرك جديد لروسيا بشأن الوضع في سوريا عقب فوز رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة.. وناشد فيسترفيله القيادة الروسية الجديدة إعادة النظر في الموقف الرافض لإصدار قرار من مجلس الأمن بشأن سوريا.. وأكد فيسترفيله أن ما يهم الغرب هو «التضامن مع الشعب السوري»، وليس «تحجيم المصالح الروسية في المنطقة».
وفي سياق ذي صلة، اعتبرت الصحف السورية الصادرة أمس أن انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا سيعيد «التوازن» إلى العلاقات الدولية «المختلة»، عبر إطلاق نظام عالمي متعدد الأقطاب يحد من «الهيمنة الأميركية».
كما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الرئيس السوري بشار الأسد «بعث برقية تهنئة إلى الرئيس فلاديمير بوتين رئيس وزراء جمهورية روسيا الاتحادية بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية أعرب فيها باسم الشعب العربي السوري وباسمه عن أخلص التهاني القلبية» للرئيس المنتخب «بفوزه المميز».
وتمنى الأسد لبوتين «النجاح والتوفيق في مسؤولياته الرفيعة وللشعب الروسي الصديق المزيد من التقدم والازدهار في ظل قيادة الرئيس بوتين».
أنباء عن تسليم الجيش العراقي جنديين سوريين فرا من الأسد
محافظ نينوى: مخالف للأعراف الدولية ولم يتم إخبارنا
جريدة الشرق الاوسط
بغداد: حمزة مصطفى
انتقد مسؤولون عراقيون أمس أنباء تناولت قيام الجيش العراقي بتسليم اثنين من الجنود السوريين للسلطات السورية بعدما فرا إلى العراق قبل أسبوع في مدينة الموصل التي تقع على بعد 400 كيلومتر شمالي بغداد.
وأكد محافظ نينوى أثيل النجيفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «أمر بفتح تحقيق بالملابسات الخاصة بقيام قوات عراقية بتسليم جنديين سوريين كانا قد فرا من الجيش السوري إلى الجانب العراقي». وأضاف النجيفي أن «الجنديين هما الرقيب أول سعد رياض والمجند صبحي عبد الجليل بوظا»، مشيرا إلى أنهما «عبرا إلى الجانب العراقي خلال شهر أغسطس (آب) الماضي وبقيا بالجانب العراقي كل تلك الفترة، حيث قام لواء أمن الحدود بتسليمهم إلى الجانب السوري وقام باستلامهما من هناك المقدم علي حامد شمسين».
وأشار المحافظ أن «السبب الذي جعله يفتح تحقيقا في الحادث هو أن عملية تسليمهم مخالفة للأعراف الدولية فضلا عن أنه لم يتم إخبارنا كشرطة محلية بالأمر وقد وردتنا معلومات عن تعرضهما لأنواع مختلفة من العقوبات».
انفصام عراقي.. تجاه سوريا
تناقض المواقف وتداخل الخنادق.. مع اقتراب القمة العربية
جريدة الشرق الاوسط
بغداد: حمزة مصطفى
من راقب المواقف العراقية حيال الأزمة السورية أصيب بالدوار، فمن داعم للنظام السوري، ومبرر لأفعاله وأقواله، إلى معارض بشدة، بل مهدد بإرسال مقاتلين إلى ثوار سوريا.. وبين هذا وذاك مواقف كثيرة في الوسط. ومع تعدد الطوائف والأعراق.. والصراعات السياسية والقبلية في العراق.. تعددت المواقف من سوريا، كل حسب انتمائه من عرب إلى كرد إلى تركمانستان وآشوريين، إلى سنّة وشيعة، والأهم من ذلك المصالح والفصائل السياسية، وما أكثرها في العراق.
وهناك تناقض بين المواقف العراقية المتعددة من الأزمة السورية التي تظهر الانفصام الداخلي العراقي وتعدد مصادر النفوذ في البلاد. فعلى سبيل المثال، بعد أن أعلنت الحكومة العراقية رسميا رفضها للقرار العربي بتجميد عضوية دمشق في جامعة الدول العربية، قامت حكومة إقليم كردستان بعد أيام باستضافة أقطاب المعارضة السورية في أربيل.
وهناك روابط متعلقة بعلاقة الجوار والحدود الممتدة بين البلدية عبر 600 كيلومتر، إلى جانب التداخل الجغرافي، تزيد من تعقيد الموقف العراقية تجاه سوريا. وبالعودة قليلا إلى الوراء نجد تتضاربا وبشدة في الأرقام والمعلومات عن أعداد العراقيين الموجودين في سوريا والذين نزحوا إلى هذا البلد بأعداد كبيرة وغير مسبوقة مع تفاقم أحداث العنف الطائفي التي هزت العراق بعد تفجير قبتي سامراء خلال شهر فبراير (شباط) عام 2006. ومع أن العراقيين تشردوا قبل هذا التاريخ بعقود في مختلف المنافي فإن ما حصل خلال أعوام 2006 و2008 كان عمليات تهجير ونزوح قسري لأسباب طائفية بالدرجة الأولى.
والعدد الأكبر من مهجري العراق ونازحيه اختاروا سوريا لأسباب كثيرة، لعل في المقدمة منها التسهيلات التي قدمتها السلطات السورية لمئات آلاف النازحين والمهجرين بما في ذلك الدخول دون سمة دخول (فيزا) حتى عام 2010. وتقول مصادر غير رسمية وبعض المصادر السورية إن أعداد العراقيين في سوريا يتخطون المليون ونصف المليون، إلا أن الحكومة العراقية لا تعترف إلا بنحو 200 ألف، وهم المسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. تحول هؤلاء خلال سنوات العنف الطائفي إلى مادة دسمة للمساومة السياسية، وهو ما ينسجم مع التاريخ الملتبس للعلاقات العراقية – السورية طوال العقود الأربعة الماضية، لا سيما مع وصول حزب البعث إلى الحكم خلال القرن الماضي في كل من سوريا والعراق بجناحين متعارضين. وخلال فترة ظهور المعارضة العراقية ضد نظام صدام حسين، وخصوصا في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، كانت هناك شخصيات عراقية عدة تأخذ من سوريا مقرا، على رأسهم رئيس الوزراء الحالي المالكي، كما كانت شخصيات مثل الرئيس العراقي الحالي جلال طالباني يترددون على دمشق. وكان الكثير من المعارضين العراقيين في السابق يحملون جوازات سفر سورية عندما كانت ترفض دول عربية أخرى منحهم جوازات سفر للتنقل خلال معارضتهم للنظام العراقي السابق.
ولكن توتر العلاقات العراقية – السورية لم يخف بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، على الرغم من العلاقات التاريخية للكثير من الفصائل العراقية المعارضة سابقا مع سوريا. إذ حاولت الحكومة السورية أن تلعب ورقة المعارضة العراقية بأجنحتها المختلفة سواء كانت معارضة سياسية حزبية مثل جناحي حزب البعث (جناح عزة الدوري وجناح يونس الأحمد)، أو مختلف فصائل المقاومة المسلحة. وعندما تفاقمت أعداد النازحين والمهجرين العراقيين في سوريا بدأت مخاوف الحكومة العراقية تتفاقم من إمكانية أن يتم استغلال أعداد كبيرة من هؤلاء، لا سيما وأن غالبيتهم من لون مذهبي معين لغرض الانخراط في العمليات المسلحة. وقد بلغت المخاوف والمحاذير ذروتها عبر اتباع سياسة الحدود شبه المفتوحة بين البلدين. وحسب ما قاله الناطق السابق باسم عمليات بغداد الفريق قاسم عطا لـ«الشرق الأوسط» بشأن دخول الانتحاريين إلى العراق من الحدود السورية، فإن عددهم كان نحو 100 انتحاري في الشهر في أوج مرحلة الهجمات في العراق. لهذا السبب تحولت سوريا من وجهة نظر الحكومة العراقية إلى متهمة بالتواطؤ وتقديم التسهيلات. وفي مقابل النظرة الرسمية التي يمثلها ائتلاف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، تعتبر أن القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي أعلنت عن موقف مناوئ عندما أعلنت دعمها للرئيس السوري بشار الأسد آنذاك.
ولكن المواقف سرعان ما تبدلت قبل أن تتبدل موازين القوى في المنطقة في أعقاب ما عرف بثورات «الربيع العربي». ففي عام 2009 شهدت العلاقات العراقية – السورية تبدلا واضحا تم تتويجه بالزيارة التي قام بها رئيس الوزراء نوري المالكي إلى سوريا، وكان قبلها قد تم الاتفاق على فتح سفارتي البلدين. وعندما وصل المالكي إلى دمشق خلال شهر أغسطس (آب) 2009، أعلن أن زيارته هذه تمثل بداية تاريخ جديد بين البلدين. لكن لم يقدر لهذا التاريخ الجديد أن يستمر سوى يومين فقط. ففي اليوم التالي لعودة المالكي إلى بغداد وقعت تفجيرات الأربعاء الدامي التي طالت وزارتي الخارجية والمالية والتي راح ضحيتها مئات القتلى وأكثر من ألفي جريح. المالكي نفسه أعلن أن الحكومة السورية هي المسؤولة عما حصل، ودعا السوريين إلى تسليم مطلوبين عراقيين من قياديي حزب البعث بوصفهم مسؤولين عن تلك التفجيرات. وسرعان ما حصل انقسام حاد في المواقف بين أعلى المؤسسات الرسمية في الدولة، حيث وقفت رئاسة الجمهورية ضد مواقف رئيس الوزراء وأعلنت القائمة العراقية موقفا رافضا لدعوات المالكي إلى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي.
ومع ذلك تم سحب سفيري البلدين، العراقي من دمشق والسوري من بغداد، وعادت العلاقة إلى مربعها الأول طوال عام 2010. ولكن بعد تفجر الأحداث في المنطقة العربية ووصول رياح التغيير إلى سوريا بدأت المعطيات تتغير في العراق، لكن هذه المرة ليس داخل المؤسسة الرسمية السياسية فقط، بل شملت الكتل والأحزاب والعشائر والفصائل العراقية. وإلى حد كبير انعكست الأزمة السياسية التي تلت الانتخابات البرلمانية التي جرت في شهر مارس (آذار) 2010 في العراق على الوضع في سوريا، لا سيما بعد أن بات الفرز واضحا على المستوى الطائفي. ففيما أخذ الموقف الذي بدأت تمثله الحكومة العراقية، التي يمثل الثقل الأكبر فيها التحالف الوطني وفي المقدمة منه ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، يتبدل بشكل سريع لصالح نظام الأسد، فإن مواقف القوى والكتل الأخرى بات يتغير لصالح الثورة والانتفاضة السورية. الدفاع الذي قدمته ولا تزال تقدمه الحكومة العراقية بهدف تبرير موقفها المساند لنظام الأسد يقوم على أكثر من اعتبار طبقا للمحتوى السياسي والآيديولوجي للموقف. سياسيا وإن نفت الحكومة العراقية بشدة التقارير التي أفادت بخضوعها للإملاءات الإيرانية في الموضوع السوري، فإنها سعت من جانبها إلى إعادة الدفء للعلاقات بين البلدين بإعادة سفيريهما إلى عاصمتي البلدين، ومن ثم بدأت عملية تفعيل التبادلات التجارية مع إحياء اتفاقيات ومعاهدات قديمة، وبدأ الحديث يجري عن ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 5 مليارات دولار. ولكن للمسألة بعدها الآخر، وهو بعد في غاية الأهمية، وقد شرحه بوضوح لـ«الشرق الأوسط» القيادي البارز في التحالف الوطني من التيار الصدري حاكم الزاملي قائلا: «أود أن أؤكد أننا كتيار صدري أولا لم نرسل أي متطوع واحد إلى سوريا للقتال إلى جانب الأسد ولم ندعم هذا التوجه، وكل ما يشاع عن شيء من هذا القبيل أمر عارٍ عن الصحة تماما».
ولكن طبقا للزاملي فإن «قضية سوريا لم تعد محصورة بالوضع الداخلي في سوريا فقط وإنما هناك تدخلات من بعض دول الجوار، الأمر الذي يجعل لدينا موقفا مما يحصل، ولدينا كذلك مخاوفنا مما يمكن أن يحصل في سوريا، فهناك إيران وهناك إسرائيل وتركيا وغيرها من الدول التي تعد لاعبا رئيسيا الآن في الوضع السوري، وبالتالي فإن أي تطور سلبي على صعيد ما يمكن أن يجري في سوريا، لا سيما على صعيد طائفي، يمكن أن يجعل العراق مسرحا لاقتتال طائفي أيضا». ويقول الزاملي: «إننا ومن حيث المبدأ لا يمكن أن نكون بديلا للشعب السوري، حيث من حقه أن يفكر بشكل ونوع النظام الذي يختاره، ولكن هناك مد سلفي تكفيري، وهو أمر لا يمكن إنكاره، وطبقا للمعلومات والأدلة والوثائق التي لدينا فإن هناك نية لاقتطاع جزء من العراق وجزء من سوريا لتكوين إمارة إسلامية، ومن بين أهدافها توطين الفلسطينيين في الأرض العراقية ومن ثم تقسيم سوريا في مرحلة لاحقة».
والمخاوف من مؤامرات أو تداعيات الأحداث في سوريا تحرك الكثير من القرارات العراقية بالإضافة إلى المصالح المتعددة. ولوهلة، سعت حكومة بغداد إلى لعب دور «الوسيط»، ففي ديسمبر (كانون الأول) 2011 قام مسؤولون عراقيون مثل مستشار الأمن القومي فالح الفياض ووزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري باتصالات مع السوريين ومع الجامعة العربية بهدف الوساطة، إلا أن هذه الجهود باءت بالفشل.
وبدأ يشهد الموقف العراقي الرسمي تغييرا لافتا بعد أن تم الاتفاق على عقد مؤتمر القمة العربي القادم في بغداد في نهاية الشهر الحالي. فالعراق الذي سبق له أن تحفظ على قرارات جامعة الدول العربية سواء لجهة تعليق عضويتها في الجامعة العربية أو لجهة إرسال مراقبين عرب إليها، فطبقا لما قاله وزير الخارجية العراقي زيباري خلال مؤتمر مصغر لعدد من وسائل الإعلام في العراق وحضرته «الشرق الأوسط» فإن «الموقف العراقي الرسمي من سوريا لم يتغير، ولكن العراق لا يستطيع تخطي الإجماع العربي وبالتالي فإنه يلتزم بمقررات الجامعة العربية مع وجود رأي واضح ومعلن له منها، والإخوة العرب يعرفون ذلك». ويضيف زيباري أن «العراق ليس مع سياسة المحاور، كما أن العراق سبق له ان جرب سياسة العزلة والحصار الاقتصادي القاسي، وبالتالي فإننا لا نريده أن يفرض على الشعب السوري». مع ذلك أكد أن العراق «سيلتزم بكل ما يصدر عن الجامعة، بما في ذلك الدعوة إلى القمة العربية». ويذكر أن زيباري أعلن الأسبوع الماضي بأن سوريا لن تدعى إلى القمة العربية، تماشيا مع قرار جامعة الدول العربية، وبذلك أنهى تكهنات حول إمكانية دعوة الأسد إليها.
وشرح الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ لـ«الشرق الأوسط» أن «الموقف العراقي الرسمي من سوريا يختلف عن المواقف التي يمكن أن تتخذها دولة مثل قطر، فالعراق مجاور لسوريا ويؤثر فيها بقدر ما يتأثر بها، فضلا عن وجود أعداد كبيرة من العراقيين في سوريا».
والدباغ حرص في حديثه على أن يركز على الجانب الرسمي في سياق العلاقة بين البلدين.. لكن سعد المطلبي القيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء، الذي ينتمي إليه الدباغ أيضا، كان أكثر وضوحا في التعبير عن الأزمة السورية ومخاوف مختلف الكتل والأطراف منها. وقال إن «المسألة الأكثر إلحاحا بالنسبة لنا هو البديل السياسي للأسد، حيث إن كل الدلائل والمعطيات تشير إلى أن هذا البديل سيكون ليس إسلاميا فقط مثل ما حصل في دول عربية أخرى شملها الربيع العربي مثل تونس وليبيا ومصر، بل سيكون تكفيريا». وهو ما يعني من وجهة نظر المطلبي والتحالف الوطني الشيعي الذي عبر عن رؤيته القيادي الصدري الزاملي أن «المسألة الطائفية ستثار من جديد، وربما بشكل أكثر قسوة مما حصل، وقد تمتد إلى خارج العراق، وهو ما يمكن تتأثر به المنطقة بالكامل». والحكومة العراقية أو الأطراف السياسية أو الدينية المرتبطة بها ترفض نظرية التأثير الإيراني على القرار العراقي. غير أن القوى السياسية الأخرى وفي المقدمة منها القائمة العراقية تنظر إلى الأمر من هذه الزاوية تماما. فالقيادي فيها محمد الخالدي أبلغ «الشرق الأوسط» أن «موقف القائمة العراقية ثابت مما حصل ويحصل، ليس في سوريا فقط وإنما في عموم الدول التي شملها الربيع العربي، وهو موقف يستند إلى تأييد حرية الشعوب باختيار نوع الحكم الذي تطمح إليه». وأضاف الخالدي أن «موقف القائمة العراقية لا تناقض فيه مثل مواقف أطراف أخرى، حيث إننا وقفنا موقفا موحدا مع ثورات الشعوب العربية ولم نميز بين ثورة هنا أو نظام هناك لأي سبب من الأسباب».
وهناك عنصر ثالث ومهم في تقييم المواقف العراقية تجاه سوريا، إذ إن الموقف الكردي مما يجري في سوريا يعكس وجهة نظر مغايرة نسبيا لمواقف باقي الأطراف والكتل العراقية لأسباب مختلفة. وشرح القيادي الكردي وعضو البرلمان العراقي شوان محمد طه لـ«الشرق الأوسط» أن «الموقف الكردي يعتبر ما يجري في سوريا حركة جماهيرية شئنا أم أبينا، تطالب بحقوق مشروعة، لكن هناك مشكلة تتعلق بالبعد الكردي في إطار هذا الموضوع، وهو تداخل العلاقة مع دول الجوار الجغرافي، حيث إن الأكراد موجودون في سوريا مثلما هم موجودون في العراق وإيران وتركيا، وبالتالي فإن كل قومية كردية في هذه الدول لها خصوصية وطنية، فنحن مثلا لنا خصوصية عراقية، وكذلك الأكراد السوريون والأتراك والإيرانيون». ويضيف طه قائلا: «لذلك نحن لا نريد أن نتدخل في الشأن السوري من منطلق نصرة أكراد سوريا مثلا، لكننا في الوقت نفسه مع الخيار الذي يريده ويراه الشعب السوري بمختلف قومياته وطوائفه، وهو ما عبرت عنه القيادة الكردية في أكثر من موقف». ويشير طه إلى أن «ما أريد التأكيد عليه هنا أنه في الوقت الذي يبلغ عدد سكان الأكراد في سوريا نحو مليوني نسمة فإن نحو ربع مليون نسمة منهم لا يحملون الجنسية السورية، مما يجعل هؤلاء خارج المواطنة، وهو أمر في غاية الصعوبة». ويكشف طه أن «المشكلة التي لا بد ان نتطرق إليها أن مواقف المعارضة السورية من نظام الأسد لم تتخذ حتى الآن موقفا مختلفا بشكل كبير عن مواقف نظام الأسد من القضية الكردية، وبالتالي فإن الموقف الكردي بشكل عام ملتبس».
ولا يخفي طه أمرا تراه القيادة الكردية «أخلاقيا»، وهو أن «السوريين على عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد وقفوا بقوة إلى جانب قوى المعارضة العراقية وبخاصة القوى الكردية، حيث ساعدونا بالمال والسلاح، وهو أمر يجعل الموقف الكردي فيه الكثير من التردد لهذا السبب»، مؤكدا أن «الأكراد يريدون أن يكون التغيير في سوريا سلميا وليس دمويا، ولا بد أن نعترف أن هناك ظلما كبيرا بحق الشعب السوري، كما أن الوقت قد حان لأن يحصل أكراد سوريا على أبسط حقوقهم وهو حق المواطنة».
والموقف الأكثر التباسا من الأزمة السياسية هو البعد الشعبي لها، إذ هناك كيل من الاتهامات المتبادلة بإرسال متطوعين بدعم وتسهيلات من قبل الحكومة العراقية لدعم نظام الأسد. وحامت الشبهات حول «جيش المهدي» من منطلق أن التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر هو من تبنى هذه القضية وبتأثيرات إيرانية أيضا. الصدريون وطبقا لما أكده الزاملي لـ«الشرق الأوسط» نفوا ذلك بشدة. غير أن التطور اللافت هنا هو ما عبرت عنه عشائر في محافظة الأنبار العراقية، وبالذات في أقصى الحدود الغربية المحاذية لسوريا من جهة القائم وعصيبة. والموقف العشائري في محافظة الأنبار المحاذية لسوريا ليس موقفا موحدا تماما وإن كان أقل تناقضا من المواقف الأخرى التي عكستها آراء ووجهات نظر الكتل والقوى السياسية. ففي الوقت الذي تحاول فيه الحكومة المحلية في المحافظة أن تمسك العصا من الوسط من خلال السعي لإقامة مخيم على الحدود العراقية المتاخمة مع سوريا لإيواء العائلات العراقية الخارجة من البلد، فإن الموقف الذي عبر عنه أمير الدليم علي الحاتم السليمان في تصريحات له يوضح الغضب التام من مواقف وأساليب الرئيس السوري، حيث لم يتوانَ عن وصفه بالجزار.
قمة سعودية ـ قطرية تبحث الوضع السوري وماكين يدعو إلى ضربات جوية
لندن: بقاء الأسد في السلطة يهدّد بحرب أهلية
استمر الوضع الميداني على سخونته في جميع المدن السورية المنتفضة في محاولة من النظام السوري للقضاء على الثورة التي تطالب منذ ما يقارب السنة بإسقاطه من دون أن تفلح شلالات الدم التي سفكتها مدافع وصواريخ القوات الأمنية والعسكرية المتنقلة من إدلب فدرعا وحماة وأخيراً في الرستن، في إسكات صوت الثورة التي تكتب حمص تاريخها بالدم حسب تعبير رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي قال إن ما يهدد سوريا بحرب أهلية هو بقاء الرئيس السوري بشار الأسد على رأس السلطة في دمشق.
وفيما كان البارز عربياً القمة السعودية – القطرية التي عقدت في الرياض أمس وتناولت جملة من القضايا التي تهم البلدين وعلى رأسها الأزمة السورية، كان الأبرز أميركياً مطالبة السناتور الجمهوري جون ماكين بشن ضربات جوية لمساعدة المعارضة السورية في الدفاع عن نفسها “على الأقل في قسم من البلاد”.
ويشهد الملف السوري انطلاقة ديبلوماسية جديدة حيث أعلنت في القاهرة ودمشق زيارة سيقوم بها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الى العاصمة السورية السبت المقبل، وأبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال إنه سيلتقي نظراءه العرب في مقر الجامعة العربية في القاهرة السبت أيضاً، أمله بالتوصل إلى اتفاق بشأن الوضع في سوريا.
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتصل مساء أمس بالرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين ليبلغه انه “يتطلع” الى العمل معه بهدف “تجاوز الصعوبات في العلاقات بين البلدين وبناء علاقات سياسية وتجارية اقوى”، وقال المتحدث باسم كاميرون إن المحادثات “تطرقت الى سوريا والحاجة الى تحرك دولي موحد لوضع حد للعنف وتفادي تدهور الوضع الى حرب اهلية” الذي اعتبر رئيس الوزراء البريطاني أن بقاء الأسد في السلطة يهدد بإشعالها.
وقال كاميرون إن بلاده تلعب دوراً طليعياً في المساعدة على بناء تحالف دولي حيال الأوضاع في سوريا، وضمان استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوضع حد فوري للعنف فيها. وقال في بيان أمام مجلس العموم البريطاني أمس، إن التحالف لدولي “يهدف إلى تحقيق ثلاثة أشياء، أولها ضمان وصول المساعدات الانسانية للناس الذين يعانون في سوريا، وثانيها محاسبة مرتكبي المذابح المرعبة أمام العدالة، وثالثها العمل على اطلاق عملية للتحول السياسي لانهاء أعمال العنف”. وأضاف “علينا أن نعمل على تحقيق جميع هذه الأهداف في آن واحد”.
واشار إلى “أن المشكلة الحقيقية تتمثل في ايصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في سوريا، وتتحمل الحكومة السورية الآن بعد دخولها إلى حي بابا عمرو مسؤولية السماح بدخول هذه المساعدات للتخفيف من المعاناة التي سببتها لسكانه”.
وقال رئيس الوزراء البريطاني إن لندن “ستعمل هذا الأسبوع لضمان اصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوضع حد فوري للعنف وفتح مداخل مباشرة للمساعدات الإنسانية، كما أن إصرار النظام السوري على رفض إدخال المساعدات الإنسانية سيدفع العالم للاعتقاد بأنه يهدف من وراء ذلك إلى تغطية حجم الفظائع التي ارتكبها في بابا عمرو”. وأضاف “أن المملكة المتحدة تعمل مع شركائها الأوروبيين على توثيق الأدلة على الانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري لاستخدامها في وقت لاحق”.
وقال “سنستخدم كل وسيلة ممكنة، سواء أكانت العقوبات أو المساعدات أو الضغوط الدبلوماسية أو التواصل مع المعارضة السورية وما بعدها، وسنعمل مع أي طرف مستعد لبناء سوريا مستقرة وشاملة وغير طائفية ومنفتحة وديمقراطية لجميع ابنائها”. وتمنى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس على بوتين “مراجعة السياسة الروسية حيال سوريا”، وقال جوبيه “أود أن أوجه نداء الى الرئيس الجديد بوتين(…) يمكنه مراجعة السياسة الروسية حيال سوريا”. وأضاف “إذا تمكنا سريعاً من إصدار قرار في مجلس الأمن (الدولي) فهذا سيكون تقدماً ملحوظاً. الأمر ليس مستحيلاً، سنعمل عليه في الأيام المقبلة”.
الى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن روسيا تعد شريكاً أساسياً للخروج من الأزمة السورية الحالية باعتبارها عضواً دائماً في مجلس الأمن.
دولياً كذلك، وفي أول مطالبة أميركية من هذا النوع، دعا السناتور الاميركي جون ماكين أمس الى شن ضربات جوية في سوريا لمساعدة المعارضة في الدفاع عن نفسها ضد القمع الذي يمارسه نظام الاسد. واعتبر السناتور الجمهوري وفق مقتطفات من خطاب ان على واشنطن التحرك وهذا الامر سيتطلب من الولايات المتحدة “القضاء على الدفاعات العدوة المضادة للطيران على الاقل في قسم من البلاد”. وماكين هو اول مسؤول اميركي يتحدث عن ضربات جوية في سوريا حيث ادى قمع الاحتجاجات المستمرة الى اكثر من 7600 قتيل وفق الامم المتحدة.
وأضاف ماكين وفق مقاطع من خطاب سيلقيه امام مجلس الشيوخ ان “الهدف النهائي لهذه الضربات الجوية ينبغي ان يكون اقامة معاقل في سوريا والدفاع عنها وخصوصا في الشمال، تستطيع فيها المعارضة ان تنظم نفسها وأن تعد انشطتها السياسية والعسكرية ضد الاسد”، وتابع “حان الوقت لوضع سياسة جديدة(..) في موازاة فرض عزلة ديبلوماسية واقتصادية على الاسد، علينا ان نعمل مع حلفائنا لدعم المعارضة في سوريا”.
وشدد ماكين على ان “ما تحتاج اليه المعارضة خصوصا هو ان تتحرر من ضغط دبابات الاسد ومدفعيته”.
وحظرت وزارة الخزانة الاميركية أمس على الاميركيين التعامل مع محطات الاذاعة والتلفزيون المملوكة للدولة في سوريا قائلة انها تدعم قمع الحكومة السورية لشعبها. وقالت الوزارة في بيان “الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون تعمل كذراع للنظام السوري وهو يشن هجمات متزايدة الوحشية على شعبه وتسعى الى التعمية عن اعمال العنف التي يقوم بها واضفاء الشرعية عليها”. وأضافت انها “تقف مع الشعب السوري” ضد العنف الذي تدعمه الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون السورية، وتابعت محذرة “أي فرد أو مؤسسة تدعم سلوكها الكريه ستستهدف وتمنع من استعمال النظام المالي الدولي”.
وقامت كندا أمس بتشديد عقوباتها التي تستهدف النظام السوري، واستهدفت خصوصا المصرف المركزي وسبعة وزراء رداً على استمرار القمع في هذا البلد.
وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد في بيان ان “العنف المرعب والمتواصل من جانب نظام الاسد بحق مواطني سوريا يجبرنا مجددا على تضييق الخناق على المسؤولين”. وتلحظ التدابير الاضافية حظرا كاملا لتبادل الخدمات المالية مع المصرف المركزي السوري فضلا عن عقوبات بحق سبعة مسؤولين سوريين كبار هم وزراء الصحة وشؤون الرئاسة والمواصلات والنفط والمناجم والصناعة والتربية والنقل.
وفي السياق نفسه، اعلن بيرد تعليق عمل السفارة الكندية وقنصليتها في سوريا عازيا القرار الى “التدهور الامني” وموضحا ان الدبلوماسيين الكنديين تمكنوا من مغادرة البلاد من دون حوادث.
وفي سياق متصل، اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في براغ أمس، أن على روسيا أن “تقر بضرورة قيام نظام جديد” في سوريا. وقالت آشتون “على المجتمع الدولي أن يتحرك في سوريا لايصال مساعدات إنسانية الى حمص. على روسيا أن تساعدنا في بلوغ هذا الهدف وأن تقر بضرورة قيام نظام جديد في سوريا”. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه يأمل ان يقرّب الاجتماع مع نظرائه العرب الاسبوع المقبل العالم من اتفاق بشأن كيفية المساعدة في انهاء اراقة الدماء في سوريا، لكنه لم يعط اشارة إلى ان موسكو ستتوقف عن حماية الاسد.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة انه سيشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم السبت المقبل في مؤشر على رغبة روسيا في ان تكون لها كلمة مؤثرة في الديبلوماسية الخاصة بسوريا. وأضاف “اعتقد ان اجتماعنا يمكن أن يتمخض عن اساس مثير للاهتمام بدرجة كبيرة وسنروّج له في صورة دولية اوسع”.
عربياً، عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض مساء أمس جلسة محادثات مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي غادر المملكة على الفور، بحثا خلالها الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية وبخاصة الوضع في سوريا حسبما قالت مصادر مطلعة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن الملك عبدالله بحث مع آل ثاني “مجمل الأحداث والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها وآفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين”.
حضر الاستقبال عن الجانب السعودي وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز، كما حضره من الجانب القطري الشيخ جاسم بن حمد بن خليفة آل ثاني الممثل الشخصي لأمير دولة قطر والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية. وقالت مصادر سعودية مطلعة في الرياض أول من أمس إن الجانبين سيناقشان تطورات الأوضاع في سوريا.
كما ترأس خادم الحرمين أمس الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء السعودي في قصر اليمامة في مدينة الرياض، وناقش عند بدء الجلسة تطورات الأوضاع في عدد من الدول العربية والمنطقة والعالم.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة عقب الجلسة أن المجلس جدد تأكيد المملكة دعوة مجلس الأمن الدولي إلى ممارسة دوره القانوني وتحمّل مسؤولياته الأخلاقية بالمبادرة إلى الدعوة لوقف العنف في سوريا، ووضع حد لإراقة دماء الشعب السوري الشقيق والعمل لإيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى المدنيين المتضررين، منوهاً في هذا الصدد بعقد الأمم المتحدة منتدى إنسانياً بعد غد في جنيف لأجل تحديد الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري. وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس أن كوفي أنان سيسافر إلى دمشق يوم السبت المقبل في العاشر من آذار (مارس) في أول زيارة له منذ شغله منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية في شأن الأزمة السورية.
وقال العربي للصحافيين في مقر الجامعة بالقاهرة إن كوفي عنان أبلغه إنه سيصل إلى سوريا في العاشر من آذار (مارس) وإنه سيصل إلى القاهرة في السابع من آذار (مارس).
وفي دمشق، قال مصدر إعلامي إن سوريا ترحب بزيارة أنان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، كما أعلن المصدر أن حكومة بلاده وافقت على استقبال مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس التي ستصل إلى دمشق مساء اليوم، وفق المصدر الذي أضاف إن آموس ستجري محادثات مع وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ونائبه ورئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري كما ستقوم بزيارة بعض المناطق في سوريا. وأعلن العربي أمس تعيين وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة نائبا لأنان. وأكد العربي أنه تم اختيار القدوة لهذه المهمة “بصورة مشتركة” بينه وبين الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وبالتشاور مع انان.
ميدانياً، استمرت العمليات التي تقوم بها قوات الأسد في غير منطقة، خصوصاً في حمص التي جرت فيها حملة اعتقالات واسعة، وفي درعا حيث اشتبكت مع مجموعات تابعة لـ”الجيش السوري الحر”. تجدد القصف على مدينة الرستن في ريف حمص، ومصدره قوات النظام التي تحاصر المدينة، على ما قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”. وأفاد ناشطون أن القوات النظامية السورية جردت حملة مداهمات واعتقالات في حيي جوبر والسلطانية المجاورين لبابا عمرو الذي دخلته القوات النظامية قبل أيام في مدينة حمص.
وقال الناشط أبو يزن الحمصي إن كل شاب “فوق 14 عاماً مرشح للاعتقال”، مشيراً الى أن “أحداً من الذين اعتقلوا خلال الأيام الماضية لم يخرج بعد”.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد الشهداء ارتفع امس إلى 14 شهيد معظمهم في حمص وبينهم طفلان بالاضافة إلى 8 شبان قضوا تحت التعذيب في مضايا في ريف دمشق بينهم ستة من عائلة عفلق.
وبدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس توزيع مساعدات إنسانية على سكان حي الإنشاءات المتاخم لحي بابا عمرو. وقال المتحدث باسم اللجنة صالح دباكة إن “متطوعي اللجنة الدولية قدموا خدمات طبية لمن يحتاجها من السكان الى جانب المساعدات والأدوية والمواد الغذائية والاحتياجات الخاصة”. وأشار الى أن اللجنة لم تتمكن بعد من دخول حي بابا عمرو وأن “المفاوضات لا تزال جارية لدخوله”. وفي محافظة درعا، اندلع قتال عنيف ليل الأحد – الاثنين وصباح أمس بين قوات مدرعة موالية للأسد ومعارضين شنوا هجمات منسقة على حواجز طرق للجيش في مدينة درعا الواقعة جنوب سوريا على الحدود مع الأردن.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان”، “استشهد مدني بعد منتصف ليل الاحد – الاثنين في مدينة درعا إثر إصابته بإطلاق رصاص خلال اشتباكات عنيفة دارت في المدينة بين القوات النظامية ومجموعة منشقة”، وفق المرصد.
في محافظة درعا (جنوب)، أفاد المرصد عن مقتل “مواطن من قرية المليحة الغربية قضى تحت التعذيب على أيدي قوات الأمن السورية”. وقال المرصد وناشطون إن مواطناً قتل في مدينة يبرود في ريف دمشق التي “اقتحمتها القوات النظامية السورية” صباح أمس.
وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، قتل فتى في الرابعة عشرة من عمره برصاص قناصة في مدينة سراقب، وفقاً للمرصد. وفي حلب (شمال)، فرقت قوات الأمن أمس تظاهرة طلابية خرجت من كلية الزراعة في جامعة حلب (شمال) وطالبت بإسقاط النظام، واعتقلت ثلاثة من الطلاب المتظاهرين، بحسب المرصد.
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ، “المستقبل”)
الشمال ملاذ النزوح السوري.. والنأي الرسمي
يتزايد بصورة مطردة عدد النازحين السوريين الى محافظة الشمال، هرباً من المجازر التي يرتكبها الجيش وشبيحة النظام، ولا يوفرون طفلاً أو شيخاً أو امرأة.
وتتحمّل منطقة الشمال، بصورة شبه منفردة، أعباء استقبال الآلاف من النازحين، بينهم عشرات الجرحى الذين تغصّ بهم مستشفيات طرابلس وعكار، علماً ان بعضهم قد وافته المنية من جراء اصابات تعرض لها من قبل الجيش السوري.
وتشير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الى ان 52 جريحاً سورياً جرى نقلهم الى مستشفيات الشمال، الأسبوع الماضي، توفي ثلاثة منهم. ويضاف هذا الرقم الى أعداد سابقة، ما أوجد ضغطاً كبيراً على القطاع الطبي، يتمثل على سبيل المثال، في ان مستشفى الشفاء، أجرى منفرداً أكثر من 400 عملية بين طارئة وعادية لنازحين سوريين، فيما مستوصفات الجمعية الطبية الإسلامية أجرت ما يقارب 8600 معاينة. وقد استدعى هذا الضغط في المجال الاستشفائي، الى توزيع الجرحى والمصابين السوريين بين ثلاثة مستشفيات في طرابلس وعكار.
وفي الجانب الإنساني، فإن استمرار النزوح بوتيرته الكبيرة والمتسارعة، الى طرابلس خصوصاً وبقية مناطق عكار تالياً، يترك أعباء كبيرة، مادية وسكنية واجتماعية ومعيشية، فالعديد من العائلات النازحة تعيش في غرف صغيرة، حيث يُحشر أحياناً عشرة أشخاص في غرفة واحدة، فضلاً عن النقص بالمواد الغذائية والصحية، وفي ظروف معيشية صعبة.
هذا الواقع المعيشي، طبياً واقامة وبعد أشهر من المعاناة، يبدو حتى الآن بعيداً عن اهتمامات الحكومة اللبنانية التي تمضي في سياسة “النأي بالنفس” عن مأساة أشقاء سوريين، لا يجدون منها أي اهتمام أو متابعة، ولو من الجانب الإنساني.
بعد يوم من سقوط 21 قتيلا أغلبهم بحمص
قتلى واقتحام بدرعا واشتباكات بحماة
قال ناشطون سوريون اليوم إن شخصين قضيا تحت التعذيب في درعا وأضافوا أن القوات السورية اقتحمت بلدة الحراك بدرعا، وسط اشتباكات بين الجيش السوري والجيش الحر في أحياء حماة، يأتي هذا بعد يوم من مقتل 21 شخصا برصاص الأمن السوري بينهم طفلان وسيدة وأغلبهم في محافظة حمص.
فقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن الشخصين عذبا حتى الموت بعد يوم من اعتقالهما في مدينة درعا البلد بمحافظة درعا التي شهدت حملة اعتقالات شملت العشرات.
من جهتها أفادت شبكة شام الإخبارية بأن الأمن اقتحم بلدة الحراك بدرعا من محاورها الأربعة وسط إطلاق نار عشوائي في البلدة، كما قام الجيش بقصف مئذنة جامع أبو بكر الصديق بقذيفة دبابة.
وقال متحدث باسم تنسيقيات حوران للجزيرة إن “هجوما بربريا” يشنه أكثر من أربعة آلاف عنصر من الجيش ومائة حافلة من الأمن يأتي بعد خطف رائد في الجيش السوري، وأضاف أن الجيش الحر انسحب من المنطقة “حفاظا على أرواح المدنيين، ولعدم تكرار ما جرى في حي بابا عمرو لأن النظام لا يفرق بين مدني وعسكري ولا حجر ولا بشر”.
كما اندلعت اشتباكات بين الجيش ومقاتلين من الجيش الحر في أحياء في حماة وريفها وقرب مطار حلب الدولي. وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات في مدينة الباب بريف حلب.
بدوره قال عضو تنسيقية حمص عمر التلاوي للجزيرة إن القصف بالهاون والقذائف الصاروخية والمسمارية استهدف أحياء حمص ومدن الرستن وتلبيسة إضافة إلى حصارها بالدبابات.
وتحدث عن مجازر ارتكبت في الرستن وقال إن الأمن والشبيحة يقومون بإحراق المنازل والمحلات التجارية وسط انتشار القناصة على المراكز الحكومية، مشيرا إلى أن حمص مقطوعة عن العالم الخارجي بعد قطع الاتصالات عنها.
وكشف التلاوي أن الأمن يسيطر على المستشفى الحكومي في حمص التي انحصر العلاج فيه للشبيحة والأمن الذين يمنعون المرضى المدنيين من دخوله (حتى مرضى القلب والأمراض المستعصية) فيما يشبه العقاب الجماعي لأهالي المحافظة وفق وصفه.
قتلى الاثنين
وكانت حصيلة أمس من القتلى ارتفعت إلى 21 شخصا بينهم طفلان وسيدة وعسكري منشق وقتيل قضى تحت التعذيب بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وأوضحت الشبكة أن 11 قتيلا سقطوا بحمص، وقتيلين في كل من درعا وحماة وإدلب وريف دمشق، وقتيلا في كل من السويداء وحلب.
وتشهد مدينة إدلب حركة نزوح للأهالي، بعد تهديد الجيش باقتحامها في حال لم ينسحب منها الجيش الحر.
وشهدت أحياء الحارة الغربية والحارة الشمالية حركة نزوح خاصة من الأطفال والنساء وكبار السن خوفا من اقتحام قوات الأمن لتلك الأحياء أو قصفها.
في غضون ذلك، بث ناشطون صوراً على الإنترنت تظهر خروج مظاهرات مسائية في أحياء الشاغور وجوبر ومخيم اليرموك بدمشق. وهتف المتظاهرون بسقوط نظام الرئيس بشارالأسد.
كما بث ناشطون صوراً تظهر قيام المتظاهرين بقطع أحد الطرق الرئيسية في حي الميدان بدمشق، رداً على اعتقال عدد من المتظاهرين.
وبثوا أيضا صوراً تظهر خروج مظاهرة مسائية في حي الميسر بحلب، حيث أحرق المتظاهرون صوراً للأسد.
وفي اللاذقية خرجت مظاهرة مسائية في حي الطابيات، حيث ردد المتظاهرون هتافات تضامنا مع مدينة حمص والمدن السورية التي تتعرض لحملات أمنية.
فخاخ متفجرة
وفي سياق منفصل، قال الصليب الأحمر إنه لم يتمكن من الدخول إلى حي بابا عمرو بحمص بسبب الأوضاع الأمنية فيه، وقال المتحدث باسمه في دمشق صالح دباكة إنهم حصلوا على معلومات بوجود فخاخ متفجرة وألغام في المباني والطرق.
وفي المقابل قالت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري أمس الاثنين إنها أرسلت قافلة مساعدات جديدة تضم أربع شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى أهالي حي بابا عمرو وأحياء أخرى في مدينة حمص تضررت في المواجهات الأخيرة بين القوات السورية ومسلحين .
وأكد رئيس العمليات في المنظمة خالد أركوسي أن القافلة التي توجهت أمس إلى حمص تحتوي ألفي سلة غذائية (سكر ورز وعدس ومواد غذائية أخرى) وسبعمائة فرشة وألف لحاف، توزع على النازحين من حي بابا عمرو إلى قرية أبل وكذلك على الإنشاءات وتل الشور.
وقال أركوسي ليونايتد برس إنترناشونال إن توزيع هذه المواد يتم بإشراف مندوبين من الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر واللجنة الدولية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر.
بكين تعرض تسوية, وموسكو تنتقد مشروع قرار أميركيا
أنان يمهد لمهمة صعبة بسوريا
يبدأ موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان غدا في القاهرة محادثات تمهيدية قبيل سفره إلى سوريا في مهمة صعبة لوقف العنف وإغاثة المدنيين. وقبل بدء مهمة أنان, انتقدت موسكو مشروع قرار أميركيا جديدا حول سوريا, بينما عرضت الصين خطة تسوية سياسية للأزمة السورية.
ومن المقرر أن يلتقي أنان غدا في العاصمة المصرية الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، قبل أن يتوجه السبت المقبل مع نائبه وزير خارجية فلسطين الأسبق ناصر القدوة إلى دمشق للاجتماع بالقيادة السورية.
وكان أنان قد كشف في أول مؤتمر صحفي يعقده بعد تكليفه، الخطوط الأساسية لمهمته التي تكمن أساسا في وقف كل الأعمال العسكرية, والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية, والتوصل إلى حل سياسي يلبي تطلعات السوريين ويفضي إلى استقرار البلاد.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية إن فرص أنان في تحقيق تلك الأهداف ضعيفة, لكنها رأت في المقابل أن زيارته هي الأمل الأفضل المتوفر حاليا لبلوغ تسوية عبر التفاوض.
وكانت مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس قالت أمس إن الحكومة السورية وافقت على استقبالها, وأضافت أنها تعتزم زيارة سوريا بدءا من يوم غد الأربعاء.
خطة صينية
وسبقت الصين زيارة المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا بإيفاد مبعوث إلى دمشق, وتحدثت عن خطة سياسية لتسوية الأزمة.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة إن السفير الصيني السابق لدى دمشق لي هوا شين سيتبادل مع المسؤولين السوريين خلال زيارته التي تبدأ اليوم، وجهات النظر بشأن خطة من ست نقاط.
وتنص الخطة -وفقا للوكالة- على وجوب التزام أعضاء مجلس الأمن الدولي بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة, والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية.
وتدعو الخطة الحكومة السورية والأطراف المعنية إلى وقف فوري وشامل وغير مشروط لكافة أعمال العنف، و”مختلف الأطراف السورية” إلى التعبير عن مطالبها السياسية بطرق غير عنيفة. كما تدعو الخطة حكومة دمشق و”مختلف الأطراف السورية” إلى إطلاق فوري لحوار سياسي شامل دون شروط مسبقة.
انتقادات روسية
في هذه الأثناء, انتقد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي مشروع قرار جديدا حول سوريا تقدمت به الولايات المتحدة بعد شهر من الفيتو الذي استخدمته روسيا والصين ضد مشروع عربي غربي يدين العنف الذي تمارسه السلطات السورية ضد المحتجين.
وقال غاتيلوف إن المشروع الأميركي الجديد لا يختلف كثيرا عن المشروع الذي رفضته موسكو وبكين مطلع الشهر الماضي. وأضاف في تعليق نشره أمس على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن المشروع الأميركي نسخة معدلة قليلا من المشروع السابق, قائلا إنه يحتاج إلى توازن كبير.
وكانت فرنسا قالت إن مجلس الأمن الدولي سيبدأ اليوم الثلاثاء العمل بشأن قرار مقترح لوقف العنف في سوريا، وتمكين وصول مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري.
وأصدر مجلس الأمن الخميس الماضي بيانا دعا فيه السلطات السورية إلى السماح بالدخول الحر والفوري لفرق المساعدات إلى المناطق المتضررة من العمليات العسكرية لإغاثة المدنيين. ووافقت روسيا والصين على البيان, بيد أن الدولتين تعارضان بشدة أي تدخل خارجي في الأزمة السورية.
إجراءات أميركية وكندية
على صعيد آخر, قال وزير الشؤون الخارجية الكندي جون بيرد أمس إن بلاده ستغلق سفارتها في سوريا بسبب استمرار أعمال العنف.
ونقلت هيئة الإذاعة الكندية عن بيرد قوله عقب اجتماعه بنظيره الإماراتي عبد الله بن زايد -الذي يزور كندا- إن بلاده ستفرض مزيدا من العقوبات على سوريا. وأضاف الوزير الكندي أن “أعمال العنف المستمرة والمروعة التي يرتكبها نظام الرئيس بشار الأسد ضد الشعب السوري، ترغمنا مرة أخرى على تشديد الإجراءات ضد المسؤولين عن ذلك”.
وكانت دول غربية -بينها الولايات المتحدة- قد اتخذت في وقت سابق إجراءات عقابية دبلوماسية ضد دمشق, شملت سحب سفراء وغلق سفارات.
كما فرضت تلك الدول سلسلة من العقوبات الاقتصادية والسياسية. وفي هذا الاطار, قالت وزارة الخزانة الأميركية أمس إنها أدرجت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري ضمن لائحة سوداء للعقوبات بتهمة دعم عمليات القمع ضد المحتجين.
ماكين يدعو أمريكا إلى شن ضربات جوية على سوريا
السناتور الجمهوري أول مسؤول أمريكي يتحدث عن هجمات منذ بدء الاحتجاجات
العربية.نت
دعا السناتور الأمريكي جون ماكين إلى شن هجمات جوية تقودها الولايات المتحدة على القوات الحكومية السورية، وقال السناتور الجمهوري في كلمة أمام الكونغرس إنه لابد أن يكون هدف الهجمات الجوية إقامة ملاذات آمنة لا سيما في الشمال.
وأضاف ماكين: “تقديم مساعدات عسكرية للجيش السوري الحر وجماعات المعارضة الأخرى أمر ضروري, لكنها قد لا تكون وحدها كافية لوقف سفك الدماء وإنقاذ أرواح الأبرياء, الشيء الواقعي الوحيد هو تنفيذ ضربات جوية من قوى خارجية، ولذلك وبناء على طلب من المجلس الوطني السوري، والجيش الحر ولجان التنسيق المحلية، يتعين على الولايات المتحدة أن تقود جهداً دولياً لحماية المراكز السكانية الرئيسية في سوريا، وخصوصا في الشمال، من خلال غارات جوية على قوات الأسد”.
وماكين هو أول مسؤول أمريكي يتحدث عن ضربات جوية في سوريا حيث أدى قمع الاحتجاجات المستمرة الى أكثر من 7600 قتيل وفق الأمم المتحدة، علما بأن الإدارة الأمريكية و نواب الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس باراك أوباما لم يثيروا حتى الآن هذه المسألة.
وأضاف ماكين وفق مقاطع من خطاب سيلقيه أمام مجلس الشيوخ أن “الهدف النهائي لهذه الضربات الجوية ينبغي أن يكون إقامة معاقل في سوريا والدفاع عنها، وخصوصا في الشمال، تستطيع فيها المعارضة أن تنظم نفسها وأن تعد أنشطتها السياسية والعسكرية ضد الأسد”.
وتابع “حان الوقت لوضع سياسة جديدة في موازاة فرض عزلة دبلوماسية واقتصادية على الأسد، علينا أن نعمل مع حلفائنا لدعم المعارضة في سوريا”.
وشدد ماكين على أن “ما تحتاج إليه المعارضة خصوصا هو أن تتحرر من ضغط دبابات الأسد ومدفعيته”.
وأيد ماكين أخيرا تسليح المعارضة السورية، وقال الشهر الفائت من العاصمة الليبية طرابلس “حان الوقت لوقف المجزرة”.
وماكين كان أحد أبرز مؤيدي التدخل العسكري الأمريكي في ليبيا العام 2011 لمساعدة الثوار في إسقاط نظام معمر القذافي.
المظاهرات “الطيارة” تغزو المناطق الحساسة وسط دمشق
وسائل بديلة للاحتجاج في دمشق
بيروت – محمد زيد مستو
يلجأ المحتجون السوريون في إطار احتجاجهم على النظام في بلادهم والمطالبة بإسقاطه، إلى المظاهرات “الطيارة” وسط الأماكن الأمنية الحساسة في قلب العاصمة دمشق، في سعي لتوسيع الاحتجاجات وجرها إلى وسط العاصمة، مما يشكل ارتباكاً لدى الأجهزة الأمنية ويدفعها للاستنفار عقب تلك المظاهرات.
ويدفع المحتجين إلى ذلك النوع من المظاهرات، تشديد القبضة الأمنية على العاصمة، لذا يختارون لأماكن تظاهراتهم تلك، مؤسسات رسمية وقرب الفروع الأمنية وأماكن مزدحمة وسط العاصمة السورية.
ويطلق المعارضون تسمية “طيارة” على ذلك النوع من المظاهرات، كون عدد المتظاهرين فيها لا يتجاوز العشرات، كما أنها تبدأ وتنتهي فجأة خلال نحو 10 دقائق وقد تنتقل إلى مكان آخر.
ويبدأ فجأة أحد الشبان بالتكبير في مكان متفق عليه مسبقاً، ليعلن بداية المظاهرة والهتاف ويجتمع شبان آخرون من حوله كانوا يوهمون الأمن على أنهم مارة عاديون، ثم يعلن عن انتهائها بشكل مفاجئ.
وفي تلك الأثناء يلجأ آخرون من داخل المظاهرة إلى كتابة شعارات على الشوارع والجدران المحيطة، كما تعمد فتيات في الغالب إلى رمي منشورات ورقية تمثل تلك الشعارات والمطالب التي باتت معروفة لدى المعارضين للنظام في الشارع السوري.
وتشهد العاصمة دمشق مظاهرات طيارة شبه يومية، ينظمها شبان من مناطق سكنية مجاورة لتلك المناطق.
وقد استطاع المحتجون من خلال ذلك النوع من المظاهرات، لفت الأنظار في قلب العاصمة والتظاهر في أماكن شديدة التركيز الأمني.
وأمس الأول خرج العشرات من الشبان والشابات في مظاهرة مسائية تحدت السلطات مقابل مبنى قيادة شرطة دمشق، توجهت بعدها نحو باب سريجة المزدحم وانفضت دون اعتقالات، أعقبها استنفار وانتشار أمني كبير في المنطقة.
كما تظاهروا في أوقات سابقة في شوارع يسكنها مسؤولون كبار ودبلوماسيون، وقرب وكالة الأنباء السورية (سانا) حيث تشهد تلك المنطقة تواجدا أمنيا مكثفا حتى قبل اندلاع الثورة.
وبدلا من خيار الاصطدام بقوات الأمن كما يجري في بعض المناطق والتي تتزايد يومياُ مع سقوط حاجز الخوف من عناصر الأمن، يشرع نشطاء سوريون إلى اتباع استراتيجية “المظاهرات الطيارة” سريعة الانفضاض التي تفاجئ الشبيحة والمخابرات لدى قدومهم، بل يجدون أنفسهم أمام أنباء عن مظاهرة أخرى بعد أن يجمع المحتجون أنفسهم في منطقة قريبة بعد انفضاض مظاهرتهم.
ووفق إحدى المحتجات التي تشارك في تلك المظاهرات، فإن تلك الطريقة بالتظاهر معتمدة كثيرا بدمشق التي تتواجد فيها الفروع الأمنية بكثافة، وأن الشبان عادة يختارون تلك المناطق الخطيرة لإيصال رسالة إلى النظام مفادها “أنه بمقدورنا التظاهر حيث نرغب” مشيرة إلى أن آخر مظاهرة “طيارة” شاركت بها كانت بمنطقة الميسات قرب فرع الأمن السياسي وهتفوا فيها لحمص والاستهزاء بفرع الأمن.
وتضيف، أن المظاهرة الطيارة يجري التخطيط لها بشكل سري، لأن أي تسرب في المعلومات تدفع بالأمن إلى الاستعداد لها ونشر عناصر أمن سريين، كما جرى في مظاهرة أمام المركز الثقافي الروسي، وتصف ما حدث أنه “وقتها هتف الشبان لكن الأمن والشبيحة الذين كانوا على علم مسبق بمكان وموعد المظاهرة طوقوا المكان واعتقلوا 11 شخصا وأطلقوا النار على المتظاهرين”.
وإلى جانب العاصمة دمشق، اشتهرت مدينة اللاذقية في الساحل السوري بتلك الأنواع من المظاهرات، مع بدايات الثورة بسبب التكثيف الأمني لتلك المناطق التي ينحدر منها الرئيس السوري وجزء من مناصريه، وهو ما ينهك قوات الأمن في تعقب المظاهرات من مكان لآخر، كما يؤدي إلى تحطيم نفسية رجال الأمن والشبيحة على المدى البعيد.
وسائل بديلة
ومنذ بداية الثورة عمد المعارضون للنظام في الأماكن ذات التركيز الأمني القوي إلى التعبير عن رأيهم بوسائل بديلة غير الهتافات.
فقد لجأ أهالي دمشق إلى طريقة رمي المنشورات في الشوارع، و”البخ” على الجدران، وإطلاق الكثير من البالونات التي تحمل شعارات مطالبة بسقوط النظام وأخرى فيها علم الاستقلال في الهواء الطلق.
وفي منطقة المهاجرين قرب سكن الرئيس الأسد، رمى آخرون مئات الكرات التي كتب عليها شعارات وهتافات.
كما عملوا على وضع مكبرات صوتية تهتف بسقوط النظام، في أماكن قريبة من مراكز الأمن، أو داخل المؤسسات الحكومية وعلى أسطح أبنية وسط العاصمة.
حملة مداهمات في دمشق وريفها
ماكين دعا لشنّ هجمات على قوات الأسد لتوفير ملاذات آمنة للمعارضة بشمال سوريا
العربية.نت
تجددت الاشتباكات، الاثنين، في سوريا بين الثوار وقوات النظام، في حين دعا السيناتور الأمريكي جون ماكين إلى شن هجمات جوية تقودها واشنطن ضد نظام الأسد.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسماع دوّي انفجار في وسط دمشق، كما دوّت بملاذات آمنة في شمال البلاد اليوم عدة انفجارات في مساكن برزة وركن الدين والقابون وجوبر.
ومن ناحيتها أشارت لجان التنسيق إلى أن دخاناً تصاعد من مبنى قيادة الشرطة في مدينة دمشق بعد حريق هائل لم يُعرف سببه، وشوهدت على إثره حشود من الأمن والشبيحة وسيارات الإطفاء في المنطقة.
وفي دمشق أيضاً أفيد عن حملة مداهمات واسعة في مجمع الرضوان الصناعي على طريق درعا القديم واعتقل العشرات، كما أشارت مصادر الى أن الأمن قام باعتداءات وتكسير أقفال المحال التجارية والورش وسرقة محتوياتها.
كما تحدثت شبكة “شام” الإخبارية عن حملة مداهمات واعتقالات في بلدة جديدة الخاص قرب مطار دمشق الدولي بريف دمشق.
أما في قطنا بريف دمشق فسمع إطلاق رصاص كثيف وعشوائي من قبل حواجز الجيش والأمن طال المنازل، كما أفيد عن انفجارات عنيفة.
وفي الحجر الأسود في دمشق سُمع إطلاق نار كثيف على المتظاهرين ووردت أنباء عن إصابة بعض المتظاهرين ومنهم مَنْ حالته خطيرة.
ملاذات آمنة في شمال البلاد
وأخيراً في حماة، أكدت لجان التنسيق أنه تم قصف قرى حيالين والشيخ حديد والجلمة من قبل جيش النظام.
وفي سياق متصل دعا السيناتور الأمريكي جون ماكين إلى شن هجمات جوية تقودها الولايات المتحدة على القوات الحكومية السورية.
وقال السيناتور الجمهوري في كلمة أمام الكونغرس الأمريكي إنه ينبغي أن يكون هدف الهجمات الجوية إقامة ملاذات آمنة لاسيما في شمال سوريا، مضيفاً انه لابد من حماية هذه المناطق حتى تتمكن قوات المعارضة من أن تنظم نفسها وتخطط نشاطاتها السياسية والعسكرية ضد نظام الأسد.
سوريا: الجيش يواصل ضغطه على بلدة الرستن، واستمرار الاعتقالات والمداهمات
قال شهود عيان لبي بي سي إن قوات الامن ترتكب اعمالا وحشية في حمص
يواصل الجيش السوري عملياته ضد معاقل المنشقين عن النظام في عدد من المناطق، مشددا الضغط على مدينة الرستن في محافظة حمص.
وأفاد ناشطون بأن القصف إستمر على مدينة القصير في حمص، وأن القوات النظامية السورية نفذت حملة مداهمات وإعتقالات في الأحياء المجاورة لبابا عمرو.
وتقول سيدة من سكان المدينة ان الذين لم يتمكنوا من الهرب يواجهون خطر القتل، كما قال نازحون سوريين فروا الى لبنان بعد ان خشوا تعرضهم لمذابح على يد القوات الحكومية، التي شرعت في ملاحقة “وحشية” لمن تعتقد انهم من المعارضين.
وتقول الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن والجيش قتلت 11 مدنيا في ريف حلب ودرعا الاثنين.
وأفاد ناشطون معارضون بأن قوات الأمن والجيش إقتحمت أيضا دير الزور بالدبابات وشنّت حملة اعتقالات واسعة فيها.
دوليا دعا السيناتور الامريكي الجمهوري جون ماكين بلاده الى قيادة جهود دولية لحماية المدنيين في سوريا عبر توجيه ضربات جوية ضد القوات السورية النظامية.
وقال ماكين ان الهدف النهائي لتلك العمليات هو خلق مناطق امنة والدفاع عنها، لا سيما في شمال سوريا حيث تنظم المعارضة السورية انشطتها السياسية و العسكرية.
على صعيد متصل قالت فاليري اموس مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ان الحكومة السورية سمحت لها بزيارة البلاد في وقت لاحق هذا الاسبوع، وربما الاربعاء.
وقالت اموس في بيان: “هدفي مثلما طلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، يتمثل في حث جميع الاطراف على السماح بدخول عمال الاغاثة الانسانية دون أي معوقات حتى يتمكنوا من اجلاء الجرحى وتقديم الامدادات الضرورية”.
وجاء قرار سوريا السماح لاموس بزيارة البلاد بعد أن تعرضت لانتقادات دولية شديدة شملت توبيخا نادرا من مجلس الامن التابع للامم المتحدة الاسبوع الماضي لرفضها السماح لمسؤولة الشؤون الانسانية بدخول مناطق الصراع السورية.
وكان سوريون فروا من حمص ذكروا لبي بي سي إن قوات الامن ترتكب أعمالا وحشية في المدينة المحاصرة.
وقال امرأة لبول وود مراسل بي بي سي على مشارف حمص إن قوات الامن ذبحت ابنها البالغ من العمر 12 عاما يوم الجمعة بعد يوم واحد من انسحاب المقاتلين المعارضين من حي بابا عمرو.
وقالت المرأة التي اضطرت للسير ثلاثة أيام حتى تتمكن من الفرار إن قوات الامن يوم الجمعة القت القبض على 36 رجلا وقتلتهم.
وقال زوجها إنه كان يختبئ على بعد 50 مترا وشاهد جنديا يثبت رأس ابنهم بحذائه بينما قام آخر بنحره ، وأضاف الرجل كان بإمكاني سماع صراخه.
وقد رفضت الحكومة السورية دخول الصليب الاحمر إلى حمص على مدى أربعة أيام متتالية بسبب ما أسمته مخاوف أمنية.
وحذر نشطاء من كارثة إنسانية في حمص التي قطعت عنها الكهرباء والاتصالات والمياه .
وفي الايام الاخيرة انخفضت درجات الحرارة وتساقط الجليد، مما ادى لتفاقم معاناة سكان المدينة التي شحت فيها الامدادات الغذائية لدرجة تنذر بالخطر.
ويمنع الخوف الكثيرين من مغادرة المدينة، ويوم الخميس الماضي دخلت القوات الحكومية مدعومة بالدبابات بابا عمرو بعد أن أعلن الجيش السوري الحر “انسحابا تكتيكيا”.
بابا عمرو
وعلى الرغم من منع الهيئة الدولية للصليب الاحمر والهلال الابيض السوري من الدخول بابا عمرو بسبب مخاوف من وجود الغام، قال التلفزيون الرسمي إن المنطقة “طهرت” من “الجماعات الارهابية المسلحة”.
وقال معارضون وناشطو حقوق انسان إن قوات الامن والميليشيات المؤيدة للحكومة تلقي القبض على الرجال والصبية الذين تزيد أعمارهم على 14 عاما الذين ما زالوا في بابا عمرو، وإنها تقتلهم وتعذبهم.
ولا يمكن التحقق من هذه المزاعم بسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلان.
ولكن الفارين من حمص قالوا لمراسل بي بي سي إن قوات الامن ترتكب أعمالا وحشية مثل الاعدام الفوري والتعذيب والقتل.
وقالت امرأة أخرى فرت من حمص لبي بي سي “أخذوا ازواجنا. اخذوهم عند نقطة تفتيش. سيذبحوهم كما تذبح الخراف”.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
تزايد مطالبات الجمهوريين اوباما بالتدخل العسكري في سوريا
دعا سيناتور جمهوري بارز الرئيس الامريكي باراك اوباما الى الاسراع في توجيه ضربات جوية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد لاجباره على التنحي عن السلطة.
الا ان دعوات التدخل العسكري الامريكي او الغربي لم تجد دعما داخل البيت الابيض او اوروبا او شركاء واشنطن من العرب.
وجاءت تلك الدعوة في بيان صدر عن مكتب السيناتور جون ماكين، الذي خسر انتخابات الرئاسة عام 2008، فيما تحاول الحكومات الاوروبية ثني الرئيس الروسي المنتخب حديثا فلاديمير بوتين عن معارضة التدخل الدولي في سوريا.
وتحاول دول عدة، وخصوصا بعض الدول الغربية الكبرى، تنسيق المواقف لتدخل دولي يوقف القمع الحكومي للانتفاضة السورية، التي وصل عدد ضحاياها الى اكثر من 7500 شخص منذ اندلاعها قبل نحو سنة.
وفي هذه الاثناء يتواصل تدفق المئات من النازحين السوريين الفارين من المواجهات المسلحة الى لبنان المجاورة، خشية تعرضهم الى مذابح ان هم التزموا منازلهم.
وقال ماكين، الذي يمثل الحزب الجمهوري بلجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، وهي لجنة ذات نفوذ واسع، ان على واشنطن تغيير موقفها الحالي والعمل على تسليح المعارضة السورية، واخذ المبادرة في دعمهم.
انقسامات
ويرى مراقبون ان دعوة ماكين ستحدث انقساما بين المشرعين الامريكيين، الذي عارض العديد منهم التدخل العسكري الامريكي في ليبيا.
وحتى في حال وقفت ادارة اوباما موقف المؤيد لتلك الدعوة، من المرجح ان تتسبب خطة كهذه في انقسام بين الدول المسلمة المعارضة لنظام الاسد والدول الغربية، وهو ما يعزز موقف روسيا، الذي يعتبر الحكومة السورية الحالية حليفا رئيسيا لموسكو في المنطقة.
وعلى نقيض ما حدث في ليبيا، سيكون من الصعب الحصول على دعم من مجلس الامن الدولي لخطط التدخل العسكري في سوريا، اذ من الصعب ايجاد تبرير لهذا التدخل.
كما ان التدخل العسكري من دون الحصول على مظلة دولية سيكون على النقيض من مبدأ التوافق الدولي الذي يدعو اليه اوباما كمبدأ في معالجة الشؤون الدولية.
ومن المعروف ان استراتيجية اوباما تقوم على استخدام العقوبات والعزلة الدبلوماسية الدولية للضغط على نظام الاسد من اجل تسليم السلطة والتحول السياسي السلمي.
موقف خاطئ
من جانبها تحاول القوى الغربية الحصول على ضمانات لايصال المساعدات للمدنيين المحاصرين بين قوات المعارضة والقوات الحكومية، لكنها تجد صعوبة في اقناع دمشق وداعميها في موسكو وطهران.
ويقول وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله: “نأمل ان تتضح رؤية روسيا، بعد انتهاء الانتخابات فيها، وترى موقفها الخاطئ تاريخيا، فالشعب السوري الذي انتفض من اجل الديمقراطية والحرية يحتاج الى تضامن المجتمع الدولي معه”.
كما قالت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، التي كانت تتحدث من براغ، ان اجتماع الجامعة العربية نهاية هذا الاسبوع سيكون فرصة للرئيس بوتين لابداء التعاون مع باقي دول العالم لتسهيل ايصال المساعدات الى المدن السورية المحاصرة، والاعتراف بان سوريا باتت بحاجة الى قيادة سياسية جديدة.
من جانبها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند ان واشنطن ستسعى فورا الى بحث الشأن السوري مع موسكو، بعد انتهاء الانتخابات هناك.
تحفظ روسي
وقالت ان الولايات المتحدة منفتحة امام تسوية متفق عليها لتحرك في اطار الامم المتحدة، في حال توقفت موسكو عن دعم الاسد في قمعه العنيف للاحتجاجات.
الا ان تلك الاشارات لم تجدى صداها، حتى الآن في موسكو، التي ذكّر وزير خارجيتها سيرغي لافروف بدعوة موسكو التي اطلقت منذ اشهر للطرفين، الحكومة والمعارضة السورية، للجلوس الى مائدة المباحثات باتجاه تحقيق اصلاحات.
وقد حرصت موسكو في تلك الدعوة على ابقاء زمام المبادرة بيد حكومة الاسد، وفي الوقت نفسه تطلب من المعارضة وقف تمردها على النظام.
كما ان بوتين، الذي كان رئيسا للوزراء طيلة السنوات الاربع الماضية، كان طالب الاسبوع الماضي، اي قبل ايام من توليه الرئاسة، المعارضة السورية المسلحة الانسحاب من المدن، متهما الغرب بتشجيع تلك المعارضة لرفض تلك المبادرة.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
قصف مكثف على حمص وإدانة دولية لمقتل الصحفيين ودمشق تنفى مسؤوليتها
لا يزال القضف متواصلا على حمص منذ نحو ثلاثة أسابيع
قال نشطاء سوريون ان ستين شخصا على الأقل قتلوا في عدة مناطق بنيران القوات السورية يوم الأربعاء ، واحد وثلاثون منهم في حمص.
ونفت السلطات السورية مسؤوليتها عن مقتل الصحفية الأمريكية والمصور الفرنسي في حي بابا عمرو بحمص.
وتفيد آخر التقارير بأن القوات الحكومية تكثف هجماتها في مدينة حمص التي تتجه إلى كارثة إنسانية بسبب انقطاع الماء والكهرباء وعدم توفر مواد غذائية وطبية خاصة في حي بابا عمرو.
وقال احد النشطاء ويدعى ابو عبده الذي تحدث الى بي بي سي من احدى ضواحي مدينة حمص ان قوات النظام تستخدم اسلحة مختلفة في قصف المدنيين منها قذائف الهاون والصواريخ.
وقال ناشط بحمص لوكالة رويترز إن طائرات الهليكوبتر قامت بطلعات استطلاع فوق المنطقة ثم بدأ القصف.
وأظهرت لقطات فيديو بثها ناشطون من المعارضة على الانترنت المباني المدمرة والشوارع المهجورة وأطباء يعالجون المدنيين الجرحى في حي بابا عمرو الذي يتعرض لأغلب القصف منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وتأتي هذه التطورات قبيل انعقاد مؤتمر اصدقاء سورية في تونس يوم الجمعة، وقبيل الاستفتاء على الدستور السوري الجديد الأحد القادم .
في الوقت ذاته تتواصل الدعوات للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار لإيصال الإمدادات الإنسانية وإفساح المجال امام المواطنين للنزوح من المناطق الساخنة في البلاد.
وقال المجلس الوطني السوري ان التدخل العسكري بات الحل الوحيد بالنسبة للأزمة في سورية، مطالباً روسيا بالضغط على حكومة دمشق من أجل توفير ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية.
مقتل صحفيين
وكان ضمن القتلى في حمص صحفية أمريكية ومصور فرنسي قالت السلطات انها لاتعلم شيئا عن دخولهم و وجودهم على الاراضي السورية
والصحفيان الغربيان هما الامريكية ماريي كولفن (56 عاما) مراسلة صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، والمصور الفرنسي ريمي اوشليك (28 عاما) مؤسس وكالة “اي بي 3” المستقلة.
وعرفت كولفن بتغطيتها للاحداث في مناطق النزاع في العالم ونالت جائزة افضل مراسلة في الخارج لعام 2010 في بريطانيا. كما غطى اوشليك الكثير من الاحداث في باريس والنزاعات في العالم, وخصوصا ثورات الربيع العربي.
و قد أدان القادة الغربيون مقتل المراسلة الأمريكية ماري كولفين والتي لقيت مصرعها في مدينة حمص عندما قصفت القوات السورية المنزل الذي كانت تعمل منه. كما لقي المصور الصحفي الفرنسي حتفه جراء القصف ذاته.
وأدانت الولايات المتحدة ما وصفته بـ”وحشية نظام الرئيس بشار الأسد المخزية”.
اما وزير الخارجية الفرنسي فقد حمل السلطات السورية مسؤولية الحفاظ على سلامة المواطنين الفرنسيين في سوريا.
غير أن وزارة الخارجية السورية قالت في بيان رسمي إن السلطات السورية ليست مسؤولة عن مقتل الصحفيين. وقال البيان إن الصحفيين تسللا إلى الأراضي السورية دون علم السلطات.
كما قتل رامي السيد الذي وصف بأنه صحفي يعمل في “صحافة المواطن”، والذي ظل يقوم بدور هام في تصوير مقاطع فيديو من داخل سوريا.ولقي السيد حتفه جراء الجروح التي أصيب بها من شظايا أصابته يوم الثلاثاء.يذكر أن السيد حمل على شبكة الانترنت أكثر من 800 مقطع فيديو توثق الوضع في حمص.
و حظرت سوريا عمل كافة الصحفيين الاجانب تقريبا منذ بدء الانتفاضة لكن السلطات بدأت تصدر تأشيرات دخول قصيرة المدى لاعداد محدودة من الصحفيين يسمح لهم بالتحرك بصحبة مرافقين من الحكومة.
“بصورة عاجلة”
على الصعيد الدبلوماسي، أكدت الأمم المتحدة أن فاليري آموس مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ستتوجه إلى سوريا في القريب العاجل في محاولة لتأمين دخول العاملين في مجال الإغاثة.وتسعى الأمم المتحدة إلى إيصال مواد الإغاثة إلى المواطنين السوريين المحاصرين في مناطق القتال.
وأكد إدواردو ديل بوي إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيبعث آموس إلى سوريا “لتقييم الوضع الإنساني وتجديد الدعوة إلى وصول مواد الإغاثة بصورة عاجلة”.
وأضاف أنه يحدد موعد لزيارة آموس بعد.
على صعيد متصل، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى وقف إطلاق نار لمدة ساعتين كل يوم للسماح للعاملين لديها بالدخول إلى مناطق النزاع مثل حمص.
وقالت المنظمة إنها تأمل في ان يلفت حادث مقتل الصحفيين أنظار العالم نحو مئات الاشخاص الذين يعانون في سوريا.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
التلفزيون السوري يقول ان سكان بابا عمرو في حمص بدأوا العودة
بيروت (رويترز) – بث التلفزيون السوري يوم الثلاثاء لقطات لسكان عائدين الى حي بابا عمرو المدمر بمدينة حمص الذي تعرض لقصف شديد لكن الصليب الاحمر قال انه مازال غير قادر على توصيل المساعدات الى المنطقة.
وظهر في اللقطات عشرات من الرجال والنساء والاطفال يسيرون وسط شوارع قذرة أمام مبان شبه مدمرة حملت اثار طلقات النيران.
وقصفت القوات السورية بابا عمرو طوال نحو شهر في فبراير شباط قبل ان يفر منه الاسبوع الماضي معارضون مسلحون يقاتلون حكومة الرئيس السوري بشار الاسد.
وبث التلفزيون السوري صورا لمقذوفات صاروخية وبنادق معروضة في الشارع وهي اسلحة قال مذيع التلفزيون انها ملك جماعات “ارهابية مسلحة”. كما عرض أيضا طائرات صغيرة يتم التحكم فيها عن بعد وطائرات هليكوبتر.
وقال مذيع التلفزيون السوري وهو يقف امام مبنى مدرسة الى جوار حفرة في الارض قطرها متران ان هذا نفق يهرب من خلاله “الارهابيون” الاسلحة.
ومازالت السلطات السورية تمنع اللجنة الدولية للصليب الاحمر من الدخول الى بابا عمرو لتوزيع مساعدات يحتاجها السكان بشدة.
وقال صالح دباكة المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق ان اعضاء اللجنة لم يدخلوا بابا عمرو بعد وقال انه لن يندهش بعودة السكان لان ما يسمعه من فرق اللجنة ان الحي أصبح أكثر هدوءا من اي مكان اخر في حمص.
وقالت الامم المتحدة ان 7500 مدني قتلوا خلال الحملة التي شنتها السلطات على المحتجين ضد حكومة الاسد.
تلفزيون: فيديو من مستشفى بمدينة حمص السورية يظهر عمليات تعذيب
لندن (رويترز) – اظهرت لقطات فيديو صورت سرا وبثتها قناة تلفزيونية بريطانية يوم الاثنين ما قالت انهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب من قبل طاقم طبي في مستشفى حكومي في مدينة حمص السورية.
وكانت حمص محور حملة عسكرية مكثفة على الاحتجاجات المناهضة لحكومة الرئيس السوري بشار الاسد. وتقول الامم المتحدة ان أكثر من 7500 مدني لقوا حتفهم في حوالي عام من العنف السياسي في سوريا.
وقالت القناة الرابعة التلفزيونية البريطانية انها حصلت على لقطات مصورة لمشاهد مروعة في المستشفى العسكري بحمص. وصور موظف هذه اللقطات سرا وهربها للخارج مصور صحفي فرنسي عرف فقط باسم “ماني”.
وقال الموظف الذي صور الفيديو لماني “اني شهدت المحتجزين يعذبون بالصعق بالكهرباء والضرب بالسياط والهراوات وكسر الارجل. ويقومون بلي أقدامهم حتى تتكسر أرجلهم.”
واضاف قوله “انهم يجرون العمليات الجراحية دون تخدير … رأيتهم يضربون رؤوس المعتقلين في الجدران. يقيدون المرضى في الاسرة. ويحرمونهم من المياه. البعض الاخر ربطت اعضاؤهم التناسلية لمنعهم من التبول.”
واظهر الفيديو الذي قالت القناة الرابعة التلفزيونية انها لم تتمكن من التحقق منه من مصدر مستقل جرحى معصوبي العينين مكبلين بالسلاسل في الاسرة. وكان هناك سوط مطاطي وسلك كهربائي على طاولة في أحد اجنحة المستشفى. وعرض بعض المرضى ما يشبه علامات تعرضهم للضرب المبرح.
وقال موظف المستشفى ان بعض الرجال كانوا من الجنود الذين رفضوا تنفيذ الاوامر وغيرهم من المدنيين. واشار الى أن أصغرهم كان عمره 14 عاما.
وقام الجيش السوري بعمليات “تنظيف” يوم الاثنين في مدينة حمص حيث كان الصليب الاحمر يسعى للوصول الى بابا عمرو معقل المعارضة السابق.
واتهم نشطاء المعارضة القوات السورية بالتعذيب وقتل المدنيين وغيرها من الجرائم لكن تقاريرهم يصعب التحقق منها بسبب القيود الحكومية على وسائل الاعلام المستقلة.
اسبانيا قد تسحب سفيرها من سوريا الثلاثاء
مدريد (رويترز) – قال وزير الخارجية الاسباني ان بلاده قد تسحب سفيرها من سوريا يوم الثلاثاء مع تواصل الحملة التي يشنها الجيش السوري على المحتجين هناك.
واستطرد خوسيه مانويل جارثيا مارجايو في افادة في مدريد “بل ان السفارة الاسبانية قد تغلق اليوم.” وصرح بأن القرار النهائي سيعتمد على نتيجة الاجتماع الذي يعقده في بروكسل اليوم كبار الدبلوماسيين في الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي.
وأضاف جارثيا مارجايو ان اسبانيا ستحتفظ بوجود دبلوماسي في وفد الاتحاد الاوروبي في سوريا “لمراقبة وضع الاسبان في المنطقة ومواصلة الاتصال بالمعارضة وبعث رسالة سياسية مفادها ان ما يحدث في سوريا غير مقبول.”
وأغلقت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وسويسرا وكندا سفاراتها في العاصمة دمشق مع تصاعد العنف.
فرق الصليب الاحمر والهلال الاحمر تصل الى اثنين من أحياء حمص
جنيف (رويترز) – قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم الاثنين انها وزعت أغذية ومساعدات اخرى على بعض احياء مدينة حمص السورية لكنها لم تحصل على اذن من السلطات لدخول حي بابا عمرو اكثر المناطق تضررا بالمدينة.
وقال ايف داكور المدير العام للصليب الاحمر ان الحكومة ما زالت تمنع دخول موظفي اللجنة الى المعقل السابق للمعارضة حيث لا يزال المدنيون محاصرين في درجات حرارة شديدة البرودة ويحتاجون للطعام والمياه والرعاية الطبية.
وقال متحدث ان المفاوضات مستمرة مع الجيش والحكومة بعد ان وصل موظفو الصليب الاحمر ومتطوعون وسيارات اسعاف من الهلال الاحمر العربي السوري الى منطقتين في حمص فرت اليهما عائلات كثيرة من بابا عمرو.
وقال داكور في مقابلة اجرتها معه هيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية عن امكانية دخول بابا عمرو “نحن ممنوعون حاليا من قبل الجيش والحكومة السورية.”
وأضاف قوله “المفاوضات تجري على الارض في حمص مع القادة العسكرييين وايضا في دمشق.”
وقال في اشارة الى بابا عمرو “الوضع بالغ الصعوبة والاحوال الجوية مأساوية. الجو بارد جدا وهناك قتال واشخاص لا يمكنهم الحصول على الغذاء او المياه وفوق كل ذلك مشكلة اجلاء الجرحى.”
وكان يوم الاثنين اليوم الرابع الذي عجزت فيه وكالة الاغاثة المستقلة عن دخول حي بابا عمرو.
وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان فرقا من الصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري تضم سيارات اسعاف وطبيبا وصلت يوم الاثنين الى اثنين من أحياء حمص هما الانشاءات والتوزيع الاجباري.
وقال “الانشاءات هو أقرب حي لبابا عمرو. بالتأكيد هناك سكان بحاجة الى مساعدات اذ أن هذا الحي تأثر أيضا بأعمال العنف ويستضيف أيضا الكثير من العائلات التي فرت من بابا عمرو.”
واضاف “يريدون مساعدة اكبر عدد ممكن من الاشخاص.”
وقال حسن انه في حي الانشاءات فانهم قاموا بتوزيع مساعدات على 100 أسرة او نحو 600 شخص “واضاف “بعض العائلات بدأت العودة الى الانشاءات بعد ان كانت قد غادرت اثناء المعارك.”
وقال حسن ان قافلة للجنة الدولية للصليب الاحمر تحمل أغذية “لعدة الاف من الاشخاص” وأغطية وأدوات صحية وصلت الى حمص قادمة من دمشق يوم الاثنين وهي الثانية في اقل من اسبوع والخامسة منذ 11 من فبراير.
وتمكنت فرق من الصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري من توزيع المساعدات الغذائية والطبية يوم الاحد في قرية ابل قرب حمص.
ووردت تقارير عن عمليات انتقامية دموية من جانب القوات الحكومية التي استعادت السيطرة على الحي من المعارضة يوم الخميس الماضي.
وسئل داكور عن التقارير التي تحدثت عن عمليات اعدام ارتكبت في بابا عمرو فقال “مبعث قلقنا بالطبع متصل بما يمكنكم سماعه ورؤيته في حمص لكن فوق كل ذلك له علاقة بحقيقة مفادها هو انني للاسف اخشى ان نواجه صراعا او وضع قتال قد يستمر لعدة شهور أو ربما اطول من ذلك… والسكان المدنيون هم الذين سيدفعون الثمن فعليا.”
ولا يزال الصليب الاحمر يضغط للتوصل لوقف لاطلاق النار في سوريا مدته ساعتان يوميا لاغراض انسانية وهي مبادرة بدأها قبل نحو اسبوعين مع كل من الحكومة السورية وقوات المعارضة.
وقال داكور “ساعتان ليستا فترة طويلة جدا لكنهما ضروريتان للسكان لكي يحصلوا ببساطة على الدواء الذي يحتاجونه ومن أجل انقاذ الجرحى ومساعدتهم.
“حمص ليست المكان الوحيد المعرض للخطر.. هناك اماكن اخرى في سوريا تواجه مشكلات.”
من ستيفاني نبيهاي
اثر العثور على جثة العاقل مقتولاً.. توتر وتحذير من فتنة طائفية بين السويداء ودرعا
شهدت بعض قرى على طريق السويداء-درعا توتراً وأعمال شغب، وذلك أثر شيوع نبأ العثور على جثة المساعد نشأت العاقل مقتولاً، وهو من أبناء محافظة السويداء، كان يؤدي خدمته العسكرية في محافظة درعا.
وبحسب مصادر مطلعة أكدت أن المساعد العاقل كان في إجازة في بلدته أم الرمان- بالسويداء وعاد قبل يومين مستقلاً سيارة أجرة عمومي قاصداً محافظة درعا مكان خدمته، حيث تم اعتراض السيارة من قبل مجهولين، وتم اختطاف المساعد العاقل وترك السائق في حال سبيله.
وأكدت المصادر أنه في صباح اليوم الاثنين وجدت جثة العاقل مقتولاً على (اوتستراد) دمشق-درعا، وذلك خلافاً للروايات العديدة(الإشاعات) التي تم تناقلها اليوم على نطاق واسع في محافظة السويداء والتي تحدثت عن تشويه الجثة وتقطيعها ورميها في احدي ساحاتها.
على اثر شيوع الحبر بتلك الطريقة وتحميل “الجيش الحر” في درعا المسؤولية -دون وجود أي دليل او تأكيد- قام مئات الأشخاص من القرى الواقعة على طريقة السويداء-درعا باعتراض السيارات التي تحمل (نمرة) درعا وتكسير زجاجها، والاعتداء على ركابها وتم احتجاز نحو 11 شخص في إحدى تلك القرى، لعدة ساعات.
وبحسب شاهد عيان جرى الاتصال بالشرطة وبالأجهزة المختصة بمحافظة السويداء كي تحول دون تفاقم الوضع، إلا أنها لم تحرك ساكناً، بحجة عدم قدرتها السيطرة على الأشخاص الذين قطعوا الطريق.
على الأثر تدخل مشايخ العقل في السويداء، أحمد الهجري وحمود الحناوي، وبعض وجهاء المنطقة الشيخ أبو منصور فضل الله هنيدي، واستطاعوا فك احتجاز شباب درعا، وضمان عودتهم إلى ذويهم سالمين.
وفي بيان باسم اتحاد تنسيقيات حوران، في درعا-نشر على الفيسبوك- حمّل نشطاء درعا النظام المسؤولية واتهموه بمحاولة إشعال فتنة كونه -بحسب البيان- “المستفيد الوحيد لهذه الحادثة وما تبعها من ردود هو الفاعل نفسه وهو النظام الذي حاول جاهداً إشعال الفتنه والاقتتال الأهلي بين أبناء الوطن الواحد منذ بداية الثورة”.
وتابع البيان “علما بأن هذا المساعد له عدة أقارب يخدمون في منطقة حوران ولم تسجل أي حادثة مشابهة بسبب سلوكهم الجيد وعدم التعرض للمتظاهرين السلميين ووقوفهم إلى جانب أهلهم بحوران ونحن نؤكد إدانتنا لهذه الجريمة وقتل هذا الشاب
و نؤكد بأن أصابع الاتهام تتجه إلى نفس الفاعل الذي يقتل أبناء درعا يوميا وأننا اليوم نتقدم بالتعازي لأهالي المغدور ونهيب بإخواننا في الجبل عدم الانجرار وراء الفتنه التي يتعطش لها النظام الفاسد ومحاولاته في تجييش الاقتتال الطائفي”.
وبالمقابل ردت تنسيقية السويداء على الفيسبوك بالتأكيد على ما ورد في بيان اتحاد تنسيقيات حوران محملين النظام مسؤولية التحريض الطائفي والمذهبي الذي تقوم به منذ بداية الثورة المباركة والتي انطلقت شرارتها من درعا، على حد تعبير البيان.
من جهته نفى الناطق الرسمي باسم ما اسماه المجلس الثوري العسكري بمحافظة درعا-قيس القطاعنه- في بيان (مصور) تناقلته صفحات التنسيقيات على الفيسبوك، نفى أي علاقة لهم بمقتل العاقل متهماً “الشبيحة” بالمسؤولية عن مقتله، مبدياُ الأسف لطريقة ردة الفعل المتسرعة في التعامل مع مواطنين من أهالي درعا محذرا من الإيقاع والفتنة بين أهالي
ما الذي حصل في بابا عمرو ؟
كلنا شركاء – علي شعبان
* لا أحد ينكر أن بابا عمرو تصدرت الأهداف خلال الأشهر الأخيرة , عربياً وعالمياً ولا زالت تتصدره حتى اليوم كخبر أول , لذلك كانت أكبر الخطوات التي يعول عليها النظام السوري دخول بابا عمرو في وقت مناسب , وإشاعة كل ما يقدر من أخبار عن عصابات هذا الحي الإجرامية وكذلك الضباط الكبار من الفرنسيين والإسرائيليين و الأمريكان الذين يديرون عملياته , وهو الخطأ الآخر الذي وقعت فيه المعارضة بتضخيم بابا عمرو وكما يريد النظام على حساب باقي المناطق المشتعلة بتصويره وكأنه الحصن المنيع للجيش الحر والعصي على النظام .. وكأن دخول جيش نظامي بكامل عدته وعتاده على منطقة عشوائية كهذه يعتبر نصراً عسكرياً كبيراً .
* لماذا بابا عمرو ؟
– أسباب كثيرة جعلت بابا عمرو مكاناً مهماً للإعلام العربي , منها تاريخياً أن هذه المنطقة سميت على اسم صحابي معروف دفن فيها وهو قائد تاريخي عربي وإسلامي معروف كان له دور كبير في معركة القادسية مع الفرس وهو ( عمرو بن معد يكرب ) وهو أحد الرجلين الذين أرسلهما عمر بن الخطاب حين استنجد به سعد بن أبي وقاص في معرة القادسية وقال له أرسلت لك رجلين بألفين ..
ومن هذه الأسباب كون أكثر من خمسين منشقاً عسكرياً من أهل هذه المنطقة هذه , انشقوا في بدايات الثورة , ولذلك استقطبوا زملاءهم من المناطق الثانية الذين انشقوا ولم يجدوا مكاناً يؤويهم ويسهل حركتهم فاستوطنوا حي بابا عمرو وكان زملاؤهم يتولون الاهتمام بسكنهم بينما تقوم نساء الحي بإعداد ما يلزم لهم من الطعام ..
– من هذه الأسباب أيضاً كون الحي , أحد الأحياء المشهورة في العشوائيات , العاطلين عن العمل , مما جعل منهم لبنة مناسبة للتظاهر ضد الدولة وضد تهميشهم وإقصاءهم .
كما أن قرب الحي من الجامعة والمداخل الرئيسية بحمص جعلهم مكان استقطاب للكثيرين وكذلك التوسع العمراني الذي سمحت به الدولة جعل هذه الرقعة منطقة للكثير من أهل ريف حمص .
– لهذه الأسباب كان الاهتمام بابا عمرو , وقد استقطبت الكثير من وسائل الإعلام التي دخلت بالسر , كما أن تردد اسمها عالمياً جعل القنوات تهتم بها أكثر من المناطق الأخرى , ولهذا كان تركيز الجيش السوري عليها من أجل تحقيق نصرين يحتاجهما في هذا الوقت بالذات , أحدهما نصر عسكري , مهّد له النظام عبر إعلامه منذ أشهر , حيث ضخّم التجهيزات العسكرية في الحي وكونه – حسب الإعلام السوري – مأوى للقاعدة والموساد والاستخبارات العربية والعالمية وساعده في ذلك التغطية المباشرة من بعض القنوات والاهتمام الإعلامي بها .
والثاني : نصر إعلامي , عبر التركيز على شهادات حية تتحدث عن المسلحين وحصارهم للحي وجرائمهم , وعرض صور لمخازن وانفاق وأسلحة امريكية وإسرائيلية كعادة التلفزيون السوري دائماً وهو ما تحتاجه لدعم موقف روسيا , الذي غدا ضعيفاً جداً أممياً ودولياً .
* ما الذي حصل في بابا عمرو ؟
حسب مصادرنا من القصر الجمهوري تحديد ساعة الصفر لم يكن عسكرياً , بل كان عبر خلية الأزمة التي يشرف عليها العماد حسن تركماني وآصف شوكت , والتي كانت تعمل على اتصال مباشر بعدد من الضباط الروس والإيرانيين الذين تم جمعهم في شبكة مشتركة منذ زيارة رئيس الاستخبارات الروسية الخارجية ” ميخائيل فرادكوف ” الذي قدم مع وزير الخارجية الروسية ” سيرغي لافروف ” في 7 شباط الماضي ..
حيث أمهلوا السوريين اياما للانتهاء من حمص والجبهات العسكرية خلال شهر شباط وإلا فإن روسيا لن تقدر على تغطية الخسائر المدنية أكثر من ذلك , وستكون مضطرة لتقديم التنازلات ولاسيما أن بداية آذار تشهد الانتخابات الروسية وحسابات الصناديق .
في آخر اجتماع أمني على صعيد القيادات مع خلية الأزمة وقبل الاستفتاء على الدستور بثلاثة أيام , كان الواضح أمام الجميع أنه مستحيل القيام بأي خطوة عسكرية تنهي الوجود المسلح في كل المناطق , فتم تداول اختيار منطقة مهمة تعطي نصراً عسكرياً مؤثراً في الإعلام وعلى صعيد السياسة الخارجية .
وقد تم اختيار بابا عمرو لتكون هذه المنطقة وهذا الاختيار كان لعدة معطيات عسكرية واستخباراتية وسياسية .. فعلى صعيد المعطيات السياسية كان هناك :
1- الإعلان عن زيارة قريبة للروس إلى دول الخليج وتحديدها في 7 آذار , مما أعطى للمسؤولين السوريين رسالة أن هناك تغيراً قريباً في الموقف الروسي لصالح الخليج , يعكس يأسهم من تحقيق نصر عسكري مهم ولذلك كان توقيت العملية العسكرية على بابا عمرو , وبالاتفاق مع الروس , حيث أن الروس حددوا موعداً مع الخليجيين لبحث المسألة السورية وهو ما يعفيهم من المسؤولية الأخلاقية حول تعنت السياسة الروسية ووقوفها جانب النظام , كما أنهم استمروا في التغطية على الحسم العسكري للنظام خلال هذه الفترة .
2- ورود أنباء مؤكدة للنظام السوري عبر اصدقائهم واستخباراتهم عن وجود نوايا لشخصيات كبيرة سياسية وعسكرية تفكر بالانشقاق فعلياً عن النظام السوري وهي موافقة ولكن خائفة لذلك كانت هناك حاجة ملحة ليثبت النظام لهؤلاء أنه لازال قوياً ومسيطراً على الأرض .
3- الفشل الأولي لمؤتمر أصدقاء سوريا ومحاولة تركيا والسعودية انجاحه بمؤتمر آخر في اسطنبول يكون مدروساً أكثر ويأخذ قرارات أكثر حسماً .. ولذلك يعتبر هذا الوقت بالنسبة للنظام أفضل الأوقات للتحرك الحاسم في حمص ومركز اهتمام العالم بها في بابا عمرو . وإحراج جماعة ( أصدقاء سوريا ) من الذين تبنوا أهداف المعارضة بنصر عسكري واستخباراتي يضعف همتهم .
أما على صعيد المعطيات العسكرية :
– فقد وردت إلى الاستخبارات السورية معلومات مقلقة جداً عن تدهور الأوضاع الأمنية في حلب وريفها وفقد الكثير من الزعامات المتواطئة معهم الإمساك بزمام الأمور , ومعلومات مهمة أخرى عن تفجيرات قريبة في حلب على صعيد الانشقاقات مما يهدد العاصمة الشمالية للنظام , والتي دافعت باستماتة عن بشار الأسد أول الأحداث ..
مما جعل قرار التقدم العسكري في حمص سريعاً ولاسيما بعد ورود انباء عن تغييرات مهمة في الطقس تسمح للجيش باستغلال المنخفض الجوي الذي سيربك تجهيزات الجيش الحر والإعلام الفضائي الضعيف أصلاً ويجعله في مستوياته الدنيا ..
ولذلك اختاروا هذا التوقيت .
أما المعطيات الاستخباراتية التي كانت مهمة جداً لهم , من أجل التقدم السريع باتجاه بابا عمرو , فهو قدرة الاستخبارات السورية إلى إدخال الكثير من العملاء إلى بابا عمرو الذين سربوا لهذه الأجهزة معلومات مهمة جداً عن مراكز البث الإعلامي وكذلك المشافي الميدانية التي كانت على تواصل مباشر مع القنوات وأهم المعلومات التي سرّبها العملاء , الذين تخفوا في الحي كناشطين إعلاميين وطبيين , وحتى كمنشقين عسكريين , المعلومة الثمينة جداً التي استغلتها الاستخبارات السورية فور وصولها , فقد ورد إليهم أن الدول العربية وتركيا أخذت قراراً سرياً بدعم الجيش الحر ولكن ليس الموجود في المدن , بل الموجود في ريف حلب وادلب ومدينتيهما , بسبب مناسبتهما جداً للمنطقة العازلة المطلوبة وكذلك ابعاد الجيش الحر عن المدنيين ومناطق المدنيين وقد سبب هذا تذمر عدد من عناصر الجيش الحر في حمص وبساتينها , ونقل العملاء هذا التذمر إلى رؤسائهم في الاستخبارات السورية , فتم على أساسها تعيين ساعة الصفر , واختاروا الوقت الحرج جداً للجيش الحر حيث أن خلافاً نشأ بين العناصر , بين من يؤيد الانسحاب التكتيكي من المدن ومن لا يؤيد الفكرة , وقد نفذ الكثير منهم انسحابات فردية ..
وهكذا كان قرار دخول بابا عمرو , وقد اراده النظام نصرا على القناة السورية , ليستغل الترقب الدولي ولم يحسب حساب المغامرة الخطيرة التي وقع فيها وهي المسؤولية الاخلاقية والاجتماعية عن امداد هذه المناطق بالدواء والغذاء بعد ادعائه القضاء على المسلحين والسيطرة على بابا عمرو .حيث انه عاجز عن السماح للصليب الاحمر بدخول الحي حتى لا يكتشف العالم كذب النظام والفقاعة الاعلامية التي ارادها في بابا عمرو وهو ماستكشفه في تقرير اخر يذكر لما ذا انسحب الجيش الحر وما هي الاستراتيجيات الجديدة للجيش الحر والمعارضة ؟؟